ترجع نشأة الكنيسة الأثيوبية إلى عهد البابا أثناسيوس الرسولى الذى رسم أول مطران لأثيوبيا ومنذ ذلك الوقت إستمرت خدمة الكنيسة القبطية المصرية للشعب الأثيوبى قرونا طويلة وكان باباوات كنيسة الإسكندرية يولونها رعاية خاصة

صورة نادرة  قداسة البابا يوأنس التاسع عشر البطريرك ال113 في زيارته الرعوية لاثيوبيا سنة 1931 ويقف لي جواره انبا يوساب مطران جرجا وانبا لوكاس مطران قنا وباقي الوفد القبطي  الصورة من مجلة الكرمة لصاحبها القديس حبيب جرجس  الفيس بوك 12/1/2015م #‏عضمةزرقا‬  صديقنا عماد منير  ‫ياسر

الأقباط ينشئون مدارس فى أثيوبيا

والجدير بالذكر أن ألأنبا كيرلس الخامس أولى هذه البلاد إهتماما كبيراً رغم أنه لم يزورها ففى سنة 1898م وكان آنذاك عمره 74 سنة -فأرسل خطاباً إلى كل من الإمبراطور منليك ونيافة الأنبا متاؤس يوصيهما بشخص أسمه جرانت عصفور ، وحالما وصل الخطابان ، إستدعى الإمبراطور الشاب الموصى عليه وسأله عما يبتغيه ، فأجاب انه يستهدف إفتتاح مدارس إبتدائية يتولى التعليم فيها شبان أقباط لكى يضمن القبط والأثيوبيين أن التعليم الدينى فيها يكون أرثوذكسياً صميماً .

فراقت الفكرة للإمبراطور وأرسل رداً للبابا الأنبا يوأنس قال فيه : "

[غلب الأسد من سبط يهوذا منليك الثانى ملك ملوك أثيوبيا  

إلى غبطة الراعى الصالح وألأب البار - عامود البيعة الأرثوذكسية غير المتزعزع ، الجالس بإستحقاق على كرسى الإنجيلى مار مرقس الرسول المعظم ، الأنبا كيرلس بطريرك الإسكندرية وأثيوبيا أدام العلى حياتكما ونفعنا ببركاته .

من بعد القبلة الروحية البريئة من كل غش وطلب إمدادنا بصالح دعواتكم المقبولة لدى العزة الإلهية ، نبدى أننا نحن ومملكتنا وشعبنا بنعمة الرب يسوع المسيح أبن الله الوحيد وببركة صلوات قداستكم الطاهرة حاصلون على كل راحة ورفاهية ، متمتعون بكل صحة وعافية.

أما بعد أيها الأب الجليل صاحب الفضائل والعفة نبدى لغبطتكم أننا بكل إحترام مع  الفرح والسرور تلقينا كتابكم الشريف المختص بحضرة جرانت أفندى عصفور الذى لما دعوناه فى حضرتنا لإبداء هذه الأفكار ، عرض على مسامعنا ، شروحاً جليلاً وهو إنشاء مدارس إبتدائية فى أثيوبيا تكون إدارتها موكولة لنخبة من الشبان الأقباط الأرثوذكس فسررنا غاية السرور من الإقتراح وما منعنا من تنفيذه فوراً إلا حدوث موانع وقتية تشغلنا فى الوقت الحاضر عن القيام بهذا العمل العظيم الفوائد.

على أنه لما كان هذا الإقتراح وقع علينا أحسن وقع ولقى كل القبول والإستحسان لدينا لا سيما أنه من أهم الموضوعات التى تشغل فكرنا رأينا أن نوعد هذا الشاب وجئنا لنؤيد وعدنا هذا لغبطتكم بأنه عندما تزول هذه الموانع - وإن شاء الرب يكون هذا قريباً - ونعزم لإدخال التعليم لبلادنا فلا نوكل أمر وإنشاء المدارس إلا للشبان الأقباط الأرثوذكس الذين نطلبهم من قداستكم ، وهنا نزيك أبوتكم توكيداً بأن كل آمالنا وأفكارنا ليست متجهة إلا نحو أبناؤكم القبط الأرثوذكس ، فأيقنوا أننا لا نوكل إلى سواهم أمر تربية وتعليم أولاد أثيوبيا إإلا لإخوانهم فى الدين والمذهب.

وفى الختام نطلب من البارى أن يديم لنا صحبتكم ويؤيد كرسيكم العالى الشأن ويشمل أبناء حبوريتكم بكل راحة " وأمان -- أنه السميع المجيب" ]

وقام الأبنا متاؤس نطران أثيوبيا فى ذلك الوقت بإرسال خطاب على الفور إلى البابا الأنبا يوأنس بتاريخ 20 كيهك سنة 1624 / 4ديسمبر سنة 1908م يقول فيه : [ .. وقد نفذ الإمبراطور منليك وعده المدون فى كتابه إذ قد أصدر فى أول سنة 1907م مرسوماً بأن يكون التعليم إجبارياً لجميع الذكور من سن 12 سنة فما فوق ... ]

ومن ذلك الحين ظل الإمبراطور يطلب أساتذة من الأقباط للتعليم فى المدرسة التى أنشأها بإسمه فى أديس أبابا ، وسار الملك تفرى (الإمبراطور هيلاسيلاسى فيما بعد) على منواله بأن فتح هو أيضاً مدرسة بإسمه يقوم القبط بالتعليم فيها . 

  وبالرغم من هذه الصلة الوثيقة إلا انه لم يتيسر إلا لإثنين من الباباوات لزيارة  أثيوبيا لزيارتها وكانت زيارة عمل وهما:-

+ زيارة عمل : لأنبا ميخائيل الرابع البابا الـ 68  (1092- 1102م ) للتفاوض فى موضوع مياة النيل

+ زيارة عمل : والأنبا كيرلس الرابع البابا الـ 110 (1853 - 1861) للتوسط فى الصلح وتفادى الحرب بين الجيشين المصرى والأثيوبى

+ زيارة رعوية : أما الأنبا يوأنس التاسع عشر الـ113 فقد كان أول بابا قبطى يزور اثيوبيا زيارة رعوية