Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ /عزت اندراوس

المحاكمة الرابعة (مدنيــة):  يسوع يحاكم أمام بيلاطس المرة ألأولى

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
صــورة حكم  بيلاطس على المسيح
إنكار بطرس أمام قيافا
شهود زور
اليهود وعقوبة القتل
محاكمة بسوع الأولى
محاكمة بسوع الثانية
محاكمة بسوع الثالثة
محاكمة بسوع الرابعة
محاكمة بسوع الخامسة
محاكمة بسوع السادسة

 

 محاكمات يسوع المدنية الثلاث

 

أولا : المحاكم الدينية اليهودية الثلاث التى وقف أمامها السيد المسيح
المحاكمة الأولى: يسوع أمام حنان [يوحنا 18: 12-14 و 19-  24].
المحاكمة الثانية : يسوع أمام السنهدرين أمام قيافا والكتبة وشيوخ الشعب وتمت هذه المحاكمة ليلاً  [متى 26: 57-68].
المحاكمة الثالثة : يسوع أمام المحمكة اليهودية العليا (السنهدرين) مجتمعه بالكامل مرة ثانية فى الصباح [متى 27: 1-2 لوقا 22: 66- 71].وهى من أكثر المحاكم مهزلة فى التاريخ  ، وما زال هذا النوع من المحاكم الدينية يمارس حتى الأن فى الشرق الأوسط حيث يرتكبون جرائم بإسم الدين 

************************************************************************************************************************
ثانياً: مراحل المحاكمة المدنية بواسطة السلطات الرومانية وهي ثلاثة مراحل أيضاً كالتالي:
 المحاكمة الرابعة: يسوع أمام بيلاطس [يوحنا 18: 28-38].
 المحاكمة الخامسة :يسوع  أمام هيرودس [لوقا 23: 6-12].
  المحاكمة السادسة :  يسوع أمام بيلاطس مرة أخرى بدأت هذه المحاكمة بجلد يسوع فحينئذ اخذ بيلاطس يسوع وجلده [يوحنا 18: 39 إلى يوحنا 19: 16] وحُكم عليه غير مذنب ولكنه سلمه لليهود ليُصلب خضوعاً لرغبتهم وخوفاً من أن يشتكوه لقيصر إذ أوقعوه بحيلة لا يستطع أن يهرب منها وهو قولهم ليس لنا ملك إلا قيصر.
المحاكمة الرابعة (مدنيــة):  يسوع يحاكم أمام بيلاطس [يوحنا 18: 28-38].
قال الدكتور يوصف فغالى  فى الفصل الحادي والعشرون: أورشليم المدينة المقدسة 

عند الساعة السادسة من ذلك الصباح أُخذ مجلس السنهدرين بكامل أعضاءه يسوع من بيت قيافا مقيدا ليقدموه أمام بيلاطس من أجل تثبيت حُكم الموت الذي أمرت به محكمة السنهدرين المخالفة للشريعة ولما كان المجمع لا يملك تنفيذ هذا الحكم إلا بموافقة السلطة الرومانية ... لذا ذهبوا به إلي بيلاطس .
وعلى كثير الظن أيضا أن مرقس كان حاضرا هذه المحاكمات حتى فى دار الولاية وهو الذى نقل ما جرى بين بيلاطس ويسوع لإتقانه اللغة اللاتينية التى كان يتكلم بها بيلاطس (راجع كتاب شرح إنجيل مرقس للأب متى المسكين)
============
+ أمام بيلاطس الوالي الروماني . + خارج دار الولاية .
+ الساعة السادسة صباحا ً .
- بيلاطس : " أية شكاية تقدمون على هذا الإنسان . " ( يو 18 : 29 ) .
- اليهود : " لو لم يكن فاعل شر لما كنا قد سلمناه اليك . " ( يو 18 : 30 ) .
- بيلاطس : " خذوه انتم واحكموا عليه حسب ناموسكم . " ( يو 18 : 31 ) .
- اليهود : " لا يجوز لنا أن نقتل أحدا " ( يو 18 : 31 ) .
* كانت التهم الموجهة إلي الرب يسوع هي :-
1- إثارة الشعب في سوق الهيكل .
2- إفساد الأمة بتعاليمه .
3- جعل نفسه ابن الله .
4- التجديف .
* ولكن كل هذه الاتهامات لا تهم بيلاطس. لذلك حاول اليهود أن يزيدوا إلي هذه الاتهامات اتهاما ً اخطر قائلين :
- اليهود : " وجدنا هذا يفسد الأمة ويمنع أن تعطى جزية لقيصر قائلا انه هو مسيح ملك " ( لو 23 : 1 ) .
* ارتعد بيلاطس من هذه الكلمات لان الأمر يخص " طيباريوس قيصر " لذلك دخل إلي دار الولاية حيث كان يسوع واقفا ً في هذه الأثناء بعثت " كلوديا بروكولا " إلي زوجها بيلاطس قائلة إياك وهذا البار فاني تالمت الليلة كثيرا ً في حلم من اجله ( مت 27 : 19 ) ولكن بيلاطس لم يعطي للأمر أهمية .

+ داخل دار الولاية
------------------------
+ الساعة السابعة صباحا ً
- بيلاطس : " أنت ملك اليهود " ( يو 18 : 33 ) .
- يسوع : " امن ذاتك تقول هذا أم آخرون قالوا لك عني " ( يو 18 : 34 ) .

* كان رد يسوع غير متوقعا  لـ بيلاطس ... لذلك فكر بيلاطس أن يلقي بالتهمة علي اليهود فرد قائلا ً ...
- بيلاطس : " امتك ورؤساء الكهنة أسلموك اليّ ماذا فعلت " ( يو 18 : 35 ) .
- يسوع : " مملكتي ليست من هذا العالم لو كانت مملكتي من هذا العالم لكان خدامي يجاهدون لكي لا اسلم إلى اليهود ولكن الآن ليست مملكتي من هنا " ( يو 18 : 36 ) .
- بيلاطس : " افانت إذا ملك " ( يو 18 : 37 ) .
- يسوع : " أنت تقول إني ملك لهذا قد ولدت أنا ولهذا قد أتيت إلى العالم لأشهد للحق كل من هو من الحق يسمع صوتي " ( يو 18 : 37 ) .
- بيلاطس : " ما هو الحق " ( يو 18 : 38 ) .

* لم يكن هذا السؤال . بقدر ما هو محاولة جادة من الوالي الروماني لكي يفهم من هو يسوع والتهم الدينية الموجهة إليه والتهم المدنية التى وجهها اليهود إليه  ... ولكنه وجد انه إنسان غير مذنب . [ وهذا ما تسميه الكنيسة " الاعتراف الحسن أمام بيلاطس البنطي " لأنه لم ينكر مجده ] .

+ خارج دار الولاية
----------------------
+ الساعة الثامنة صباحا ً
- بيلاطس : " أنا لست أجد فيه علة واحدة " ( يو 18 : 38 ) .
- رئيس الكهنة: " انه يهيج الشعب وهو يعلم في كل اليهودية مبتدئا من الجليل إلى هنا " ( لو 23 : 5 ) .
- بيلاطس : " هل الرجل جليلي " ( لو 23 : 6 ) .

+ " وحين علم انه من سلطة هيرودس أرسله هيرودس إذا كان هو أيضا ً تلك الأيام في أورشليم " ( لو 23 : 7 ) .
+ كان رئيس الكهنة يخاف من بيلاطس أن يفسد القضية ويطلق يسوع ... فوجد مخرجه أن يذكر " الجليل " لكي تكون القضية في يد هيرودس لأن هيرودس قتل نبيا (يوحنا المعمدان ) بدم بارد
+ في نفس الوقت وجد بيلاطس فرصة لكي يتنصل من القضية فدفعها لهيرودس رغم انهم كانوا علي خلاف بل كانت القضية سبب مصالحة بينهما فتصالح الضدان علي جسد المسيح الممزق ، راجع ( لو 23 : 12 ) .
****************
كانت اليهودية تحت حكم والى رومانى أسمه بيلاطس البنطى بين عامي 26 إلى 36ب.م  
 ثم جاءوا بيسوع من عند قيافا الى دار الولاية.وكان صبح.ولم يدخلوا هم الى دار الولاية لكي لا يتنجسوا فياكلون الفصح(يوحنا18: 28)
 إقتاد اليهود يسوع مكبلا إلى دار الولاية حيث يقيم بيلاطس الوالي الروماني خلال الأعياد الكبرى تاركا قيصرية (التي على البحر) مركز الجيش الرومانى ليسهر على النظام العام خلال هذه الفصح حيث يكون فى اورشليم اكثر من 750 ألف يهودى .
من الواضح أن يوحنا فى الإنجيل أغفل ذكر محاكمة السنهدرين ليسوع مع أنه كان حاضرا فيها لأنه فيما يبدوا أنه عرف أن أمر قتل يسوع قد صدر قبل محاكمته وأن المحكمة كانت صورية مفبركة إنعقدت لتقدم مستند رسمى أجمع عليه قادة اليهود ورؤساء الكهنة والشبوح لبيلاطس الوالى ليقتل يسوع كتبوها لتشمل إتجاهين دينى وسياسى مدنى وقد قصدوا هذا لأنهم إذا كانوا قدموها بالشق الدينى فقط فالوالى لا يهمه أمر دينهم ولن يفهم التهم الدينية ولكنه يفهم فقط الشق السياسى لأنه حاكم رومانى وثنى  لليهود ولكن ما المغزى أن يذهب السنهدرين بكامله للوالى مع أنهم قتلوا فيما بعد إسطفانوس ويعقوب الكبير؟ بدون الرجوع للحاكم  هناك رأيين الأول يقول أنهم لم تكن لهم سلطة فى هذا الوقت لقتل أحدا والرأى الثانى أنهم فضلوا أن تقوم الحكم الرومانى بقتله حتى لا يدانوا أمام الشعب
جائوا بيسوع مكبلاً اليهودى مقيدا .. جائوا بيهوديا من بنى جلدتهم مكبلا ليسلموه للرومان ويقتله الرومان الوثنيين .. لجأ شيوخ اليهود ومجمعهم للرومان الذين يعتبرونهم أنجاس ليقتلوا رجلا يهوديا .. أليس ما فعله اليهود وقادتهم هذا خيانه ؟ ولكنهم فعلوا هذا لأن  لهم رأى آخر أنهم يرون  أنه  خير أن يموت رجل من الشعب" (يوحنا 11: 50؛ 18: 14) ربما فعلوا هذا لكى يقوم أتباعه بالثورة ضد الرومان يموت رجل وتثور أمة ولكن هذا الرأى مستبعد لأنه معروف عن يسوع أنه صاحب سلام ومعروف تعاليمه التى قالها فىالموعظة على الجبل والسبب الحقيقى هو أنه لا يوجد فريسى أو كاتب أو صدوقى هيروديسى  أو شيخ حاول مناقشة يسوع إلا وإنهزم ومن يقرأ الإنجيل يظهر واضحا له أنهم كانوا يتبارون فى مناقشته ولما إنهزموا منه حقدوا عليه ولأنهم يحبون أن يجلسوا فى أماكن الصدارة فى المجالس والولائم والتحيات فى الأسواق ولا بد أن الويلات التى أطلقها يسوع عليهم قد وصلتهم  وها هو مساق للذبح بين أيديهم 
جاؤوا بيسوع باكراً جدًّا لأن المحاكم الرومانية تعقد في الصباح الباكر واالسنهدرين معجّلون للخلاص من يسوع والإنهاء على حياته سريعا
 وياللعجب من مجلس السنهدرين هؤلاء  الذين كانوا يعتبرون بيوت الوثنيين نجسة أى أن بيلاطس نجس هو وبيته فإن دخلوا إليها تنجسّوا. وأنهم إذا دخلوا دار الولاية تنجسوا وهذه النجاسة تمنعهم من الاحتفال بالفصح وكانوا سيأكلون الفصح في تلك الليلة عينها. ولهذا إذا أرادوا يحفظوا نفوسهم نقية من أجل العيد، فلا بد أن يظلوا خارج دار الولاية.
يا للسخرية المرّة! قوم لا ضمير لهم حين يسلّمون إلى الموت إنساناً بريئاً. ومع ذلك، فهم يهتمون تفاهات الأمور فى الطقوس والتى قال عنها يسوع فى تعليمه : أنهم يهتمون بتقديم العشور من النعناع والشبت والكمون ويتركون أثقل الناموس الحق والرحمة والإيمان وأنهم ايضا لا يدعون البعوضة تمر من ثقوب المصفاة ويبلعون الجمل (مت 23: 24).  وابتدأت المحاكمة في جوّ من الكذب والرياء.
إذن، ترك السنهدرين يسوع اليهوديّ الوحيد لـ يدخل إلى دار الولاية، إلى بيت وثني حتى يتنجس حسب فكرهم إنتقاما منه
وأخذت محاكمة يسوع شكلا غريبا  فقد أخذ بيلاطس يسوع إلى داخل الولاية بينما وقف مجلس السنهدرين واتباعهم فى الخارج وكان بيلاطس يدخل ليسأل يسوع وهو سامع هتافاتهم ويخرج لهم  يروح ويجئ حيث تهتف الجموع المغرضه بضرورة قتل يسوع فى محاكمة لم يشهد لها التاريخ البشرى مثلها من قبل وبين هاذين النقطتين بين يسوع وبيلاطس فى داخل دار الولاية   وبين بيلاطس ومجلس السنهدرين والجموع التى حشدها كان بيلاطس متقلبا لا يستقر على قرار
 وسيكون للمحاكمة مسرحان: دار الولاية والمدى المحاذي. وسيأخذ الوالي يروح ويجيء من الداخل
وبالرغم من أن بيلاطس يعرف أن اليهود يحتقرونه هو وباقى الرومان والأمم الأخرى ويعتبرونهم نجسين ولكنه السياسى البارع خرج إليهم وهو متضايق منهم فقد كانت مهمته السياسية ان يسمعهم حتى لا يثوروا ضده وخاصة فى موسم عيد الفصح حيث يجتمع مئات الألاف منهم وتنازل وخضع لإهتمامات رؤساء اليهود الدينية مجاملة لهم وسألهم عن شكواهم ضد يسوع  وهاهم رؤساء اليهود المفروض أنهم رجال دين بتعاونون مع النجسين من أجل قتل  رجلا بريئا مثل يسوع  كهنة وفريسيين يتعاونون مع حاكما وثنيا يمثل السلطة الدنيوية العالمية ومع أنه تفصل بين الجهتين هوه من ألإحتقار المتبادل إلا أنه فى الوسط يسوع (إبن ألإله وكلمته)  يقف صامتا مجرد من كل سلاح مستعدا للموت ولكن مع إنقسام الجهتين وتفرقهم إلا أنهم إتحدوا ضد الحقيقة وهى أن الذى يقف أمامهم هو كلمة ألإله الذى سمعوا أنه فعل معجزات كثيرة ولم يؤمنوا به لهذا إتحدوا ضده وهم مرغمون فكونوا جبهة مشتركة قوية ليتخلصوا منه الجبهة الدينية تميزت بالكذب والمراوغة والإلتواء والدنيوية تميزت بالموالاه والمجاملة لليهود حتى تبقى روما محتلة ومسيطرة على أراضى اليهود ويدفعون الجزية  
تنازل بيلاطس تنازلاً ذا طابع سياسي، تميّزت به إدارة الامبراطورية الرومانية، فخضع لإهتمامات اليهود الدينية، وذهب إليهم خارج دار الولاية. وخرج إليهم بيلاطس وسألهم : "أية شكاية توردون على هذا الرجل"؟
ومن هذا السؤال نفهم أمرين .. إما أن بيلاطس سمع عن يسوع أو أنه فهم أن اليهود يتهمون رجلا يهوديا ويريدون معاقبته بمحكمة رومانية .. يسوع هو في نظر بيلاطس إنسان أتهم من عدد من الناس وكأنه يقول لقد تسلمت الرجل منكم ها هوذا الرجل ! ما هو سبب الاتهام ضده؟ بماذا أخطأ؟
 أجابوا : "لو لم يكن فاعل سوء لما أسلمناه إليك" .
يرى البعض أنه وقاحة غريبة لا تصدّق، نظرة متكبرة، تحدّياً لبلاطس ودفعه لكي يفعل ما يريدون منه فى يسوع والبعض الآخر يرى وداعة مخادعة ومرائية  أى نحن مسكناه لأنه ضد الحكم الرومانى نحن قبضنا عليه وأصدرنا حكمنا عليه ونريد حكمك عليه وهم فى البداية لم يريدوا أن يحددوا إتهامهم له
 ولكن القضية هى :  جرم سياسي، إساءة إلى النظام العام بالإضافة إلى  جرم ديني تجديف وبإختصار كفر ضد الذات الإلهية  وتمرد ضد الذات الإمبراطورية بما يعنى أنه أخطئ ضد الأرض وضد السماء
 فقال لهم بيلاطس: خذوه أنتم واحكموا في أمره بحسب ناموسكم"  هذه الإجابة تحتمل أمرين أيضا أحدهما إحتقار بيلاطس لليهود وإذلالهم بما يعنى أنكم لم تدخلوا مبنى الولاية بإعتبارنا نجسين فأحكموا عليه انتم يا أطهار أما الأمر الثانى وهو إعتراف السلطة الرومانية بالشريعة اليهوديه فإذا كان فاعل سوء كما تقولون أحكموا عليه أنتم حسب شريعتكم هذا رجل يهودى وأنتم أصحاب الشريعة أحكموا عليه أنتم
فأجابه اليهود: لا يحق لنا أن نقتل أحداً" إذا فحق قتل إنسان سلبته السلطة الرومانية من محكمة السنهدرين إنهم حكموا بقتله ولكنهم لا يحق لهم تنفيذ الحكم
لهذا لجأوا إلى السلطة الوثنية. ويحدّد يوحنا معنيَ طلب اليهود: "كان هذا ليتم القول الذي قاله يسوع، إذ أشار إلى أية ميتة كان مزمعاً أن يموتها"  لأنه لو حكم اليهود على يسوع لكانوا رجموه ولكن بما أن اليهود لجأوا إلى الرومان، فالعذاب سيكون عذاب الصليب. حينئذ تتمّ كلمة يسوع: "يجب على ابن الإنسان أن يُرفع"  بلا شك انهم كانوا يمكنهم قتل يسوع بأى أسلوب ويذكر الإنجيل أنهم حكموا على المراة الزانية بالرجم وسألوا يسوع عنها فقال لهم من منكم بلا خطية فليرمها بحجر أولاً   ولكن السنهدرين أراد أن يقتل يسوع بيد وثنية فى دار الولاية النجسة وبأيد وثنية نجسه وبالصليب حتى يكون موته عبرة لأتباعه وأشد إيلاماً وعلى الجلجثة فى خارج المحلة أى المدينة حتى يراه كل الشعب الذى ذهب ورائه فى أحد الشعانين
وتركوا يسوع في دار الولاية. رجل مسكين ومقيّد يناقشون قضيته ولا يسمعون له ولكنه عرف مسبقا ما مصيره لهذا جاء إلى عالمنا الشرير وأشرف بروح النبوة على ما سيحدث فى مستقبله وعرف مصيرة  ألم يقل : " "وكما رفع موسى الحية في البرية، فكذلك يجب أن يرفع ابن الإنسان لينال كل من يؤمن به الحياة الأبدية" وقال أيضا : "وأنا متى رُفعت عن الأرض، جذبت إليّ الناس أجمعين"
وأراد بيلاطس التحقق من التهم "فدخل بيلاطس من جديد إلى دار الولاية، ودعا يسوع"
وكان الإستجواب الأول: "أنت ملك اليهود"؟ كانت هذه التهمة الرئيسية بالنسبة للإحتلال الرومانى إذا كان هو ملك اليهود إذا فهو سيثير ثورة ضد الإحتلال الرومانى ولكن للأمانه أن  إتهام اليهود ليسوع أنه يعتبر نفسه ملكاً: "وأخذ عظماء الكهنة والكتبة يتهمون يسوع فيقولون: وجدنا هذا الرجل يثير الفتنة في شعبنا، ويمنعه أن يدفع الجزية لقيصر، ويدّعي أنه المسيح الملك" (لو 23: 1- 32) أما سؤال بيلاطس إلى يسوع فنجده هو هو في الأناجيل الأربعة. والمشاهد التاريخيه في كل الأناجيل إذا فقد حدث لبس فى فهم بيلاطس لليهود قد يكون راجع للترجمة أو لعدم فهم لغة اليهود أو أن بيلاطس تعمد أن يقول هذا
ومسجل مقدار الهزء والسخرية الذي نظّمها الجنود الرومان لأنه يسوع الملك كما سجل بيلاطس هذا ألإتهام كتابة على الصليب: "يسوع الناصري ملك اليهود"وأذل اليهود أنفسهم كأمه بتسليم أحدهم إعتبره الرومان أنه ملك اليهود فأهانوه فأذلوه وأذلوا أمته معه  وشعر السنهدرين بهذه ألإهانة وهذا اللبس فى الفهم فذهبوا إلى بيلاطس قائلين أكتب أن هذا قال أنه ملك اليهود فقا لهم ما كتبت
"أجاب يسوع: أمن عندك تقول هذا؟ أم آخرون قالوه لك عني" ؟
كان سؤال بيلاطس ملتبساً فأراد يسوع أن يعرف من اين عرف بيلاطس أنه ملك قبل أن يجيب والمعنى يرتبط بالمصدر. هل سمع بيلاطس عن أعماله؟  أم عرف أن له أتباع؟أو عرف من رؤساء اليهود وقادتهم؟ أى أنه عرف من سلطته السياسية فيجعله من الثوار ضد روما فيكون بين هؤلاء المغامرين اليهود الذين كثروا في القرن الأول وقاموا بالثورةعلى روما  ولكن إن عرف بيلاطس من اليهود، فتتبدّل طبيعة السؤال. يصبح السؤال دينياً
"أجاب بيلاطس: أيهودي أنا" ؟
تلقّى بيلاطس جواب يسوع وظنّه إهانة. إنه روماني وأنه يجامل وينحاز اليهود على حساب قضيته  ويبدأ إستجواباً موضوعياً ومستقلاً ليبرر موقفه : "إنّ أمتك ورؤساء الكهنة أسلموك إليّ. فماذا فعلت"؟ الطريق مفتوحة أمام المتهم. فليعرض قضيته. لم يستفد يسوع من هذه الحرية إلاّ ليردّ على السؤال الأول (أنت ملك اليهود). جاء جوابه نعم واضحاً. ولكنه تابع فكرته: يجب أن تعرف عن أية ملكية أتكلّم. "إن مملكتي ليست من هذا العالم. فلو كانت مملكتي من هذا العالم، لكان رجالي يقاتلون عني فلا أسلم إلى اليهود. ولكن مملكتي ليست من هنا"
إذا يسوع ملك على القلوب ملك على الروح كثيرون يتبعونه ولكن مملكته ليست مملكة دنيوية  إنها ليست مملكه تحدها أرض أو يديرها بشر إنها موجودة فى العالم ولكن ليست من العالم
هذه الإجابة لفتت إنتباه هذا الوثني وتسائل إذا كان يسوع ليس من هنا فمن أين هو؟ أمّا قارىء الإنجيل المسيحي فيعرف معنى هذه العبارة: ليست مملكتي من هذا العالم، من هنا. إذن هي من فوق. هي سماوية  روحية إلهية  ليس ملكوت يسوع من عمل الإنسان ليس عظمة أرضية وبشرية وزائلة. إنه عطية الله (4: 10). إنه نور وحياة يقدّمان إلى البشر من أجل خلاصهم. لو كان ملكوت يسوع من هذا العالم، لاستند إلى قوى هذا العالم لكي يدافع عن نفسه. ولكان ليسوع حرس يحامون عنه ويقاتلون لأجله بأسلحة تساوي ما لقوى فى هذا العالم. ولكن يسوع يقف هنا من دون سلاح يحارب بقوة الكلمة .
بيلاطس لم يهمه إجابه يسوع أو ربما لم يفهمها ولكن علق فى ذهنه فقط أن يسوع يقول عن نفسه انه ملك  فقال ليتأكد :"أنت إذن ملك" ؟
لأنه يجب أن يقر المتهم ويعترف بدون مواربة أنه ملك. حينئذٍ يصبح إتهام اليهود له مؤسّساً ومسنداً. وهكذا تكون القضية داخل سياسة الأمبراطورية الرومانية وبالتالى فى إطار صلاحيات الوالي.
فأجاب يسوع "أنت قلت. إني ملك"
وتكررت هذه العبارة عينها مع بعض التغييرات في الأناجيل الأربعة (مر 15: 2: مت 27: 11؛ لو 23: 3). هي تعني: نعم. حيث فسرها يسوع قائلاً : "لقد ولدت وجئت إلى العالم لأشهد للحق. وكل من هو للحق يسمع صوتي" .
ربط يسوع ملكه بالحق . فهو ليس ملكاً بوكالة قانونية، ولا بمجرّد ميراث، ولا بقوّة السلاح والجاه. ولكن لأنه ابن الإله وكلمته المتجسّد، ففيه الحقيقة، وبه أصبح الحق حيا  وكاملا.
مُلكه هو ملك الحقيقة. هو لا يفرض نفسه بالقوة. بل يقدّم ذاته بدون عنف. فيتقبّله كل من هو من الحق أي كل من وافق قلبه كلمة الإله فأحبها وطلبها بصدق .
 تكلّم يسوع فأجاب بيلاطس جواباً حاول أن يتهرّب منه: وما هو الحق"؟
ما معنى هذا السؤال؟ هل هناك رغبة صريحة في التعليم؟ هل هناك فضول نهض من سباته؟ لا مبالاة، إرتياب، سخرية وإحتقار؟ مهما يكن من أمر، أنهى بيلاطس الحوار.
"قال هذا وخرج أيضاً إلى اليهود"
هذا الموقف يشبه الهرب. ما أراد بيلاطس أن يقول "نعم" أو " لا". إختفى من أمام هذا المتهم الغريب. ولكن عمله ظلّ عديم الفائدة. تهرّب من شهادة حقيقية فافتتح الطريق أمام كل التنازلات. شاء أم أبى، فقد جعل نفسه في جانب الرؤساء اليهود، وهم جعلوا نفوسهم بجانب قيصر. كلاهما رفضا الحقيقة. رفض بيلاطس أن يتخذ موقفاً من أجل الحقيقة، فوجد نفسه ضدّها.
*****************
أنطونيا: قصر وقلعة. أنطونيا فى أورشليم بناهما الملك هيرودس الكبير حيث كانت القلعة القديمة التي دُعيت البيرة (هـ. ب ي ر ه). رج نح 2: 8 والكلام عن أبواب القلعة، 7: 2 والكلام عن قائد القلعة. أمّا لماذا سُمّيت أنطونيا، فتيمّنا بأنطونيوس مزاحم أوكتافيوس وعشيق كليوباترا. فأنطونيوس هذا جعل هيرودس على عرش اليهوديّة.
وقعت هذه القلعة عند الزاوية الشماليّة الغربيّة لحائط الهيكل. وقد توخّت أن تراقب ساحة الهيكل وقمع كلّ تمرّد في المكان. خلال الاحتلال الرومانيّ، كانت مركزًا مستمرٌّا كحامية مهمّتها حراسة رواق الهيكل. هذا ما نقرأه في سفر الأعمال حين »هاجت المدينة كلّها وتجمّع الناس على بولس وأمسكوه وجرّوه خارج الهيكل« (أع 21: 30). عند ذاك »سمع قائدُ الحامية الرومانيّة أنّ أورشليم كلّها في هيجان، فأخذ في الحال جنودًا وضبّاطًا« (آ 31-32). وحين صاح اليهود بأصواتهم: »أزيلوا هذا الرجل«. أمر »قائد الحامية بأن يُدخلوا بولس إلى القلعة« (أع 22: 24).
يبدو أنّ بيلاطس كان يقيم في تلك القلعة حين يأتي إلى أورشليم، وإليها أتوا بيسوع للمحاكمة. قد نكون هنا في »جباتا« (أو: غباتا حسب اليونانيّ): المرتفع كما في اللغة الآراميّة (الجبهة في العربيّة. دُعي في اليونانيّة »ليتوستروتوس«) أي المبلَّط ببلاط حجريّ (ليتوس) خاصّ. قال يو 19: 13: »فلمّا سمع بيلاطس هذا الكلام، أخرج يسوع وجلس على كرسيّ القضاء في موضع يُسمّى »البلاط«. وبالعبريّة (أو الآراميّة) جباتا«. وهناك علماء(22) ظنّوا أنّهم اكتشفوا الرواق الداخليّ لقلعة أنطونيا وهو يقع في دير راهبات صهيون ودير الجلد. إنّه يمتدّ على 2600 متر مربع. ورأوا أيضًا »دار الولاية«(23) في قلعة أنطونيا. فالإنجيل يتكلّم أكثر من مرّة عن »القصر«، عن موضع إقامة الوالي (يو 18: 28، 33؛ 19: 9). والذين جعلوا دار الولاية في قصر هيرودس القديم، يرون أن »جباتا« هو موضع ذاك القصر، وأنّ الساحة أمامه كانت مبلّطة. فدُعيت ليتوستروتوس.
 
 
 

 

This site was last updated 12/28/13