Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

 إِسْرَائِيل | بني اسرائيل | مملكة إسرائيل |  بيت إسرائيل

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
نيقوديموس
التطهير
عرس قانا الجليل
حَيّة النحاس | الحية النحاسية
يوحنا المعمدان يعمد السيد المسيح
عين نون بالقرب من ساليم
مكان استشهاد يوحنا المعمدان
البحر الميت
إِسْرَائِيل
كفر ناحوم
الجليل

 

إسرائيلي حقاً لا غش فيه[يوحنا 1: 41]،

 

من هو إسرائيل؟

 
إسرائيل هو أب الآباء يعقوب بن اسحق بن إبراهيم،  وحدث ذلك في مقابلة بين الله ويعقوب عند مخاضة يبوق، غيَّر الله اسم يعقوب ليصبح "إسرائيل"[ سفر التكوين 32: 28]،اوقد بارك الإله يعقوب  الله وأقام معه عهداً قائلاً: "أُقِيمُ عَهْدِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ فِي أَجْيَالِهِمْ عَهْداً أَبَدِيّاً لأَكُونَ إِلَهاً لَكَ وَلِنَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ" (تكوين 17: 7)، ومن أجل طاعة إبراهيم لله، جدد الله عهده مع اسحق[ سفر التكوين 26: 1 – 6] بن إبراهيم، ثم عاد الله وأكد عهده مع يعقوب[ سفر التكوين 28: 13 – 15] بن اسحق ، أنجب إسرائيل عدداً من الأولاد هم ما يُعرف عنهم "أسباط بنى إسرائيل"،
معنى إسم إسرائيل
معنى إسم إسرائيل العبري ((يجاهد مع الله)) أو ((الله يصارع))  وكلمة اسرائيل مكونة من مقطعين أو كلمتين  "اسرا" اتت من الفعل العبري سرا و يعني صارع و كلمة "ايل" تعنى الاله فــ اسرائيل تعني الله يصارع أو يجاهد مع الإله
 على من يطلق عليه إسم إسرائيل أو إسرائيلى؟

وقد أطلق هذا الاسم في الكتاب المقدس على ما يأتي:

(1) يعقوب إذ أطلق عليه الملاك الذي صارعه حتى مطلع الفجر في فنوئيل في مخاضة يبوق (تك 32: 28) إسم إسرائيل

(2) يطلق إسرائيلى على نسل يعقوب جميعاً , وهم الأسباط الأثنى عشر

فاستعمل الإسم كمرادف لبني اسرائيل. ففي الشعر العبري كثيراً ما نجد يعقوب في صدر البيت , ويقابلها اسرائيل في عجزه أو العكس بالعكس (عدد 23: 7 ومز 14: 7).

وقد بدأ بتسمية نسل يعقوب ((اسرائيل)) حتى وهو بعد حي (تك 34: 7) وأحياناً كان بنو اسرائيل أثناء تيهانهم في البرية يلقبون بإسرائيل (خر 32: 4 وتثنية 4: 1).

وقد أصبح اسم اسرائيل يطلق على كل الإثني عشر سبطاً كأمة واستمر كذلك من وقت افتتاح أرض كنعان على يد يشوع إلى موت سليمان . وأول إشارة إلى اسرائيل كأمة خارج الكتاب المقدس نجدها في نقش لمنفتاح فرعون مصر الذي حكم مصر من سنة 1227- 1234 ق.م. وقد حكم مملكة اسرائيل المتحدة ثلاثة ملوك , شاول ,و داود ,وسليمان أي من سنة 1050 تقريباً إلى سنة 930 ق.م. تقريباً. وبعد الرجوع من السبي , يتحدث الكتاب عن الإسرائيليين الذين رجعوا من بابل وسكنوا في فلسطين ويطلق عليهم اسم اسرائيل كمرادف لشعب اسرائيل (عزرا 10: 5 قارنه مع 9: 1) أو بدل بني اسرائيل (نح 9: 2 قارنه مع عدد 1).

(3) أطلق أسم إسرائيل على الأسباط العشرة الذين انشقوا وانفصلوا عن يهوذا وبنيامين وأصبحوا مملكة اسرائيل . وقد أطلق الاسم على الأسباط التي تسكن الشمال لتمييزها عن سبط يهوذا ( 1 صم 11: 8) وبعد موت شاول اعترفت الأسباط الشمالية بابن شاول (( ايشبوشت )) ملكاً عليها ومن ذلك الوقت فصاعداً أصبح الاسم ((اسرائيل )) يدل على الأسباط التي كانت تسكن في الشمال (2 صم 2: 9). ومع أن المملكة اتحدت بعد ذلك أي أثناء حكم داود وسليمان فإن هذه الأسباط نفسها ثارت على رحبعم وكونت مملكة اسرائيل التي حكمها يربعام . وهذه الأسباط العشرة الثائرة هي:رأوبين , جاد ,نصف سبط منسّى (وكان هؤلاء يسكنون شرقي الأردن ) ونصف سبط منسى و افرايم ويسّاكر وزبلون واشيرودان ومعظم بنيامين كانوا يسكنون غربي الأردن
(4) يستعمل الاسم ((إسرائيل)) و((إسرائيلى)) و ((إسرائيليون)) بمعنى روحي ففي أشعياء ص 49: 3 يدعو الله إسرائيل ((عبدي)) والإشارة هنا إلى شعب الله الروحي الأمين وفي الرسالة إلى رومية9: 6 يفرق بولس بين إسرائيل حسب الجسد وإسرائيل حسب الروح. وفي رومية 9: 4و5 يذكر الرسول امتيازات الإسرائيليين وفي 2 كورنثوس 11: 22 يتكلم عن نفسه بأنه ليس عبرانياً فحسب بل انه إسرائيلي وفرد من شعب العهد. ويقول يسوع المسيح عن نثنائيل أنه إسرائيلي حقاً لا غش فيه (يوحنا 1: 41) ولا يشير إلى قوميته فحسب بل يشير إلى إيمانه وإخلاصه. أرض إِسْراَئيل

****************************************************************************************************************************
تاريخ إسرائيل وبنيه الأسباط الـ 12
نزل إسرائيل (يعقوب) وبنية الأثنى عشر  ونحو سبعين شخصاً[ سفر الخروج 1: 5 ]هم أولاده وبنو بنيه إلى مصر في عهد يوسف، حيث عاشوا قرابة 400 سنة، وهناك تكاثروا ونموا وازداد عددهم وأصبحوا شعباً كثير العدد ً[ سفر الخروج 1: 7]، قاد موسى النبي هذا الشعب في رحلة الخروج من مصر في طريقه إلى أرض كنعان، وفي برية سيناء ظهر الله لهذا الشعب وباركهم وقطع معهم عهداً مشروطاً قائلاً: "أَنْتُمْ رَأَيْتُمْ مَا صَنَعْتُ بِالْمِصْرِيِّينَ. وَأَنَا حَمَلْتُكُمْ عَلَى أَجْنِحَةِ النُّسُورِ وَجِئْتُ بِكُمْ إِلَيَّ. فَالآنَ إِنْ سَمِعْتُمْ لِصَوْتِي وَحَفِظْتُمْ عَهْدِي تَكُونُونَ لِي خَاصَّةً مِنْ بَيْنِ جَمِيعِ الشُّعُوبِ. فَإِنَّ لِي كُلَّ الأَرْضِ. وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي مَمْلَكَةَ كَهَنَةٍ وَأُمَّةً مُقَدَّسَةً. هَذِهِ هِيَ الْكَلِمَاتُ الَّتِي تُكَلِّمُ بِهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ" (خروج 19: 4 - 6)،

لم يكن الشعب في برية سيناء جميعه من نسل إبراهيم، ولا جميعه من بني إسرائيل، فقد كان هناك عددا من غير الإسرائيليين يعيشون مع بني إسرائيل ومنهم من خرج معهم من مصر[ سفر الخروج 12: 38]، ونرى بوضوح تأكيد الله على شرطية هذا العهد (كما جاء في سفر اللاويين 26)، فحين كان عهد الله مع إبراهيم عهداً خالصا كان العهد مع بني إسرائيل عهداً مشروطاً، إذا التزم إسرائيل فيه بواجباته وعلاقته بالله التزم الله بتنفيذ عهده معهم، إما إذا حنث إسرائيل بعهده مع الله، فإن الله سيتخلى عنهم ويذريهم بين الأمم، ويجعل أرضهم موحشة ومدنهم خربة[سفر اللاويين 26: 30 – 34] وقد جاء السبي تتنفيذا لشروط عقده مع بنى إسرائيل.

وعلى ذلك يُعتبر شعب إسرائيل من أوائل الشعوب التي عرفت الله الواحد، بل وأقامت معه علاقة خاصة، من خلال عهدٍ خاص، وقد برز شعب إسرائيل كشعب متميز بين الشعوب بسبب وعيه بعلاقته الفريدة مع الله، إلا أن هدف الله من هذه العلاقة مع إسرائيل لم يكن لتَميُّزها عن باقي الشعوب، أو لفضلٍ خاص كان يتمتع به هذا الشعب عن غيره من شعوب الأرض، بل كان هدف الله من هذه العلاقة مع إسرائيل هو أن يكون إسرائيل خداماً للعالم ونوراً للأمم،
وحدث أن غزا بنى إسرائيل  أرض كنعان على يد يشوع، ثم استمر الاسم "إسرائيل" خلال فترة المملكة المتحدة في عهد شاول وداود وسليمان، وبعد موت الملك سليمان، انقسمت المملكة إلى مملكة شمالية وأخرى جنوبية، أُطلق اسم "إسرائيل" فقط على المملكة الشمالية، الأكبر عدداً[9]،

أما أسباب هذا الإنقسام فبعضها يرجع إلى:

(1) الغيرة القديمة بين سبطي يهوذا وافرايم التي ترجع إلى وقت دخولهم أرض كنعان.

(2) التحيز الذي أظهره داود وسليمان بنوع خاص ليهوذا وأورشليم مما أثار حفيظة الأسباط التي كانت تسكن في الشمال .

(3) فداحة الضرائب وقسوة أعمال التسخير التي فرضها سليمان على الشعب في أورشليم.

(4) رفض رحبعام أن يخفف حمل هذه الضرائب وأعمال التسخير.

وكانت مملكة اسرائيل ألسباط الـ 10تختلف عن مملكة يهوذا من عدة نواح:

(1) كانت أرض مملكة اسرائيل أكبر من يهوذا كثيراً فقد كانت مساحة أرضها ضعف مساحة أرض يهوذا وكان عدد سكانها ثلاثة أمثال عدد سكان يهوذا . (2) كانت أرض مملكة اسرائيل كثيرة السهول صالحة للزراعة ولشق طرق التجارة بين آسيا و إفريقيا .

(3) هذه السهول وهذه الطرق التجارية جعلت اسرائيل أكثر عرضةً من يهوذا للغزو وللمؤثرات الأجنبية .

(4) كان في يهوذا بيت ملكي واحد له مواعيد الله التي أعطاها لداود أما في اسرائيل فقد وجد تسع أسر تداولت الحكم على التوالي ووجد فيه ثمانية ملوك ماتوا اغتيالاً أو انتحروا.

(5) كان في يهوذا عاصمة واحدة فقط وهي أورشليم وكان فيها هيكل الرب أما قي اسرائيل فقد انتقلت العاصمة من شكيم إلى ترصة ثم إلى السامرة .

(6) ولم يكن اسرائيل في أمر الدين مستقراً مثلما كان يهوذا بل كان عرضة لتأثير الوثنية وعبادة الأصنام .

 

وظلت المملكة الشمالية قائمة مدة 210 سنوات تقريباً أي من سنة 930 إلى سنة 722 قبل الميلاد وحكمها 19 ملكاً( انظر ملوك اسرائيل ). ستة من هؤلاء الملوك يستحقون الذكر بنوع خاص وهم :

(1) يربعام الأول ابن ناباط(910- 931) وكان قائد الثورة ضد رحبعام , وهو الذي نصب عجول الذهب للعبادة في بيت ايل ودان , وهو الذي دخل في حرب لا طائل تحتها مع يهوذا .

(2) عمري (885- 874) وقد نقل عاصمة املك إلى السامرة وأخضع موآب. وترك أثراً قوياً في الأمم الغريبة فبعد مضي حكمه بقرن تقريباً كان الآشوريون لا يزالون يدعون اسرائيل باسم ((بيت عمري)) .

(3) آخاب بن عمري(874- 852 ق.م.) وقد تزوج إيزابل التي شجعت على عبادة البعل في إسرائيل. وقد عقد حلفاً مع يهوذا وآخر مع آرام إنما إلى حين، وكان قد أعان آرام ضد آشور في معركة قرقر سنة 854 ق. م. ولكنه مات فيما بعد في حربه ضد آرام.

(4) ياهو (842- 814 ق. م.) وقد أسقط أسره عمري ووضع حداً لعبادة البعل. وقد أخذ آرام منه معظم شرقي الأردن وفرضت آشور الجزية عليه.

(5) يربعام الثاني وهو ابن يواش(785- 745 ق. م.) وفي أثناء حكمه الطويل بلغت المملكة الشمالية أقصى عظمتها وتقدمت أكثر من أي عصر آخر. فقد استعاد شرقي الأردن من آرام وعمل صلحاً مع يهوذا.

(6) هوشع(730- 722 ق. م.) وهو آخر ملوك المملكة الشمالية وعندما حاول العصيان على آشور ثارت آشور ضده وأخذت السامرة وكانت هذه نهاية مملكة إسرائيل.

العلاقات بين إسرائيل ويهوذا

وكثيراً ما كانت العلاقات بين إسرائيل ويهوذا علاقات عداوة. فإننا نجد ذكر حروب طاحنة بين إسرائيل ويهوذا أثناء حكم يربعام الأول وبعشا ويواش وفقح. إنما تحسنت العلاقات أثناء حكم أسرة عمري وأصبحت علاقات مودة وصداقة وقد تزوج يهورام ملك يهوذا عثليا ابنة آخاب ملك إسرائيل. وقد دارت حروب طاحنة بين آرام وإسرائيل. فقد حارب بعشا ملك إسرائيل بنهدد ملك آرام. وقد قتل آخاب أثناء حربه ضد آرام. وقد أخذ الآراميون السامرة أثناء حكم يهورام . وأذل حزائيل ملك آرام إسرائيل أيما إذلال أثناء حكم ياهو ويهوآخاز. ولم تتحالف إسرائيل مع آرام سوى مرتين، وكان التحالف في هاتين المرتين للحرب ضد العدو المشترك آشور، مرة في معركة قرقر في سنة 854 ق. م. والمرة الأخرى أثناء حكم فقح ملك إسرائيل(734- 730 ق. م.) وقد حكم الآشوريون المملكة الشمالية ولكنهم في النهاية أفنوها . وقد قاوم آخاب آشور ولكن ياهو دفع لآشور جزية. وإذ ضعفت آشور فترة من الزمن تمكنت إسرائيل من النهوض والازدهار وكان هذا أثناء حكم يربعام الثاني . ولكن منحايم(744- 735 ) دفع لآشور جزية فادحة. وقد أراد فقح (734- 730) أن يقاوم آشور فغزا ملك آشور إقليم الجليل من أملاك إسرائيل وأخذ في الأسر عدداً كبيراً من الشعب. وقد حاول هوشع(730- 722) أن يقاوم بثورة على آشور فما كان من شلمناسر الخامس ملك آشور إلا أن جاء وحاصر السامرة، ومن بعده جاء سرجون الثاني وافتتح المدينة وأخذ كثيرين من الشعب أسرى إلى آشور ( 2 ملو 18: 10و11). ويرى كاتب الإصحاح السابع عشر من سفر الملوك الثاني في هذا الدمار الذي حلّ بمملكة إسرائيل قضاء الله العادل جزاء خطيتهم وعبادتهم الوثنية. وقد جاء ملك آشور بقوم من آشور وأسكنهم مع الباقين في البلاد من شعب إسرائيل فاختلطوا بهم وجاء السامريون نتيجة لهذا الاختلاط. ومع أن الكتاب المقدس يوقع القضاء الشديد على عبادة إسرائيل الوثنية وانتشار عبادة الأصنام بينهم إلا أننا نرى عدداً من الأنبياء العظام الذين قاموا برسالتهم في ربوع إسرائيل والذين كان لهم نصيب فذّ في إحقاق الحق وفي رفع منار الدين الحق. ومع أن أخيَّا النبي هو الذي شجع يربعام على العصيان على رحبعام إلا أنه وبخه أشد التوبيخ لأنه أقام عجلي الذهب (1 ملو 11: 26- 40و14: 1- 16). وقد استخدم الرب إيليا في إرجاع الشعب عن عبادة البعليم إلى الرب(1 ملو ص 18) وقد وبخ إيليا آخاب أيما توبخ لأجل ظلمه وجوره(1 ملو ص 21). وحذّر ميخا بن يملة من قضاء الله(1 ملو 22: 5- 33). وقد أرسل أليشع رجلاً من قبله لكي يمسح ياهو ولكي يسقط بيت عمري ويبطل عبادة البعل(2 ملو 9: 1- 10) وشجع أليشع أيضاً يهورام ويوآش على مقاومة الآراميين(2 ملو 6و7و13: 14- 19). وقد اشتهر يونان ابن امتاي بمناداته لنينوى ولكنه أيضاً شجع يربعام الثاني فحاز انتصارات على آرام(2 ملو 14: 25). وكان عاموس من أرض يهوذا ولكنه قام بعمله النبوي في إسرائيل. وقد أعلن قضاء الله على ظلمهم وعلى العبادة الطقسية الفرضية التي يمارسونها وحذرهم من الأسر والسبي العتيدين(عاموس ص 5). وقد اضطلع هوشع بمهمته النبوية في أشد الأيام قتاماً في تاريخ إسرائيل، وقد أعلن قضاء الله على الشعب بسبب خيانتهم لله والفقراء ودعاهم للتوبة وحذرهم من القضاء الآتي.

وبالسبي الآشوري للمملكة الشمالية "إسرائيل" حدث ذوبان لإسرائيل وسط شعوب العالم ولم تقم لها قائمة فيما بعد، أما عن المملكة الجنوبية "يهوذا" فقد تعرضت هي أيضاً للسبي البابلي لمدة 70 سنة، عاد بعدها بعض من اليهود إلى ديارهم، هؤلاء أُطلق عليهم اسم "إسرائيل" كمرادف لاسم "يهوذا" أو "المملكة الجنوبية" أو "لشعب إسرائيل"[  سفر عزرا 9: 1، 10: 5].
بالرغم من عدم أمانة إسرائيل في علاقتها مع الله، الأمر الذي جعل الله يسمح بسبي الشعب وتغّربه في بلاد بعيدة وغريبة، إلا أن الله كان قد وعد أتقياء الشعب بالعودة من السبي[سفر إرميا 29: 10، 30: 3، 10، 18]، وكان السبب في ذلك هو أن يأتي المسيح من سبط يهوذا، ومن بيت داود، وقد جاء المسيح فعلاً تحقيقاً للنبوات من نسل إبراهيم، وسبط يهوذا وبيت داود[إنجيل متى 1: 1 – 3].
المعنى الروحى المسيحى لـ إسرائيل
أصبحت الكنيسة، تلك الجماعة التي قبلت وآمنت بالمسيح هي إسرائيل الحقيقي، فقد إستحقت العهود التى أعطيت لإسرائيل ببرها وأمانتها وقداستها وقد استخدم الكتاب المقدس اسم "إسرائيل" بمعناه الروحي للدلالة على شعب الله الروحي الأمين، ففي الرسالة إلى رومية يفرق الرسول بولس بين إسرائيل حسب الجسد، وإسرائيل حسب الروح[أهل رومية 9: 6]، وهو يتكلم عن نفسه باعتباره ليس عبرانياً فحسب، بل أنه إسرائيلي وواحد من شعب العهد الذي له امتياز أن يكون إسرائيلياً بالمعنى الروحي للكلمة، وقد مدح السيد المسيح نثانئيل بأنه إسرائيلي حقاً لا غش فيه[يوحنا 1: 41]، وهو لا يشير إلى قوميته فحسب بل يشير إلى إيمانه وإخلاصه، وأصبح اليهودي ليس مَن هو ظاهر أنه يهودياً بحسب الجسد، يكتب الرسول بولس موضحاً فيقول: "لأَنَّ الْيَهُودِيَّ فِي الظَّاهِرِ لَيْسَ هُوَ يَهُودِيّاً وَلاَ الْخِتَانُ الَّذِي فِي الظَّاهِرِ فِي اللَّحْمِ خِتَاناً بَلِ الْيَهُودِيُّ فِي الْخَفَاءِ هُوَ الْيَهُودِيُّ وَخِتَانُ الْقَلْبِ بِالرُّوحِ .." (رومية 2: 28 - 29)، ويعود فيؤكد أيضاً أنه "لَيْسَ جَمِيعُ الَّذِينَ مِنْ إِسْرَائِيلَ هُمْ إِسْرَائِيلِيُّونَ وَلاَ لأَنَّهُمْ مِنْ نَسْلِ إِبْرَاهِيمَ هُمْ جَمِيعاً أَوْلاَدٌ. بَلْ «بِإِسْحَقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ». أَيْ لَيْسَ أَوْلاَدُ الْجَسَدِ هُمْ أَوْلاَدَ اللهِ بَلْ أَوْلاَدُ الْمَوْعِدِ يُحْسَبُونَ نَسْلاً" (رومية 9: 6 - 8) إذاً فإسرائيل الحقيقي هم أولاد الموعد المختارون من كل أمة وقبيلة ولسان وشعب، في أربع رياح الأرض ولقد أدركت الكنيسة أنها هي "إسرائيل" الروحي التي لها كل المواعيد التي قيلت في إسرائيل، وعليها ذات المسؤولية في أن تكون نوراً للعالم، وملحاً للأرض[إنجيل متى 5: 13، 14]، بهذا المعنى يتضح أن المسيحيين قد أضحوا بحق إسرائيل الجديد الذين يؤمنون بالرجل الإسرائيلى الذى لا غش فيه .

 قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية

إِسْرَائِيل | بني اسرائيل | مملكة إسرائيل |  بيت إسرائيل
(المملكة الشمالية)

إِسْرَائِيل | بني اسرائيل | مملكة إسرائيل ← اللغة الإنجليزية: Israel - اللغة العبرية: מְדִינַת יִשְׂרָאֵל - اللغة اليونانية: Ισραήλ - اللغة القبطية: Icrahl (اختصار: Picl) - اللغة الأمهرية: እስራኤል.

معنى هذا الاسم العبري יִשְׂרָאֵל‎ "يجاهد مع الله" أو "الله يصارع" وقد أطلق هذا الاسم في الكتاب المقدس على ما يأتي:

(1) يعقوب إذ أطلق عليه الملاك الذي صارعه حتى مطلع الفجر في جدعون في مخاضة يبوق (تك 32: 28).

(2) نسل يعقوب جميعًا, فاستعمل كمرادف لبني اسرائيل. ففي الشعر العبري كثيرًا ما نجد يعقوب في صدر البيت , ويقابلها اسرائيل في عجزه أو العكس بالعكس (عدد 23: 7 ومز 14: 7). وقد بدأ بتسمية نسل يعقوب "اسرائيل" حتى وهو بعد حي (تك 34: 7) وأحيانًا كان بنو اسرائيل أثناء تيهانهم في البرية يلقبون بإسرائيل (خر 32: 4 وتثنية 4: 1). وقد أصبح اسم اسرائيل يطلق على كل الإثني عشر سبطًا كأمة واستمر كذلك من وقت افتتاح أرض كنعان على يد يشوع إلى موت سليمان. وأول إشارة إلى اسرائيل كأمة خارج الكتاب المقدس نجدها في نقش لمنفتاح فرعون مصر الذي حكم مصر من سنة 1227- 1234 ق.م. وقد حكم مملكة اسرائيل المتحدة ثلاثة ملوك, شاول, وداود, وسليمان أي من سنة 1050 تقريبًا إلى سنة 930 ق.م. تقريبًا. وبعد الرجوع من السبي , يتحدث الكتاب عن الإسرائيليين الذين رجعوا من بابل وسكنوا في فلسطين ويطلق عليهم اسم اسرائيل كمرادف لشعب اسرائيل (عزرا 10: 5 قارنه مع 9: 1) أو بدل بني اسرائيل (نح 9: 2 قارنه مع عدد 1).

(3) يطلق هذا الاسم على الأسباط الذين انشقوا وانفصلوا عن يهوذا وبنيامين وأصبحوا مملكة اسرائيل. وقد أطلق الاسم على الأسباط التي تسكن الشمال لتمييزها عن سبط يهوذا (1 صم 11: 8) وبعد موت شاول اعترفت الأسباط الشمالية بابن شاول "ايشبوشت" ملكًا عليها ومن ذلك الوقت فصاعدًا أصبح الاسم "اسرائيل" يدل على الأسباط التي كانت تسكن في الشمال (2 صم 2: 9). ومع أن المملكة اتحدت بعد ذلك أي أثناء حكم داود وسليمان فإن هذه الأسباط نفسها ثارت على رحبعم وكونت مملكة اسرائيل التي حكمها يربعام. وهذه الأسباط العشرة الثائرة هي: رأوبين, جاد, نصف سبط منسى (وكان هؤلاء يسكنون شرقي الأردن) ونصف سبط منسى وافرايم ويسّاكر وزبلون واشيرودان ومعظم بنيامين كانوا يسكنون غربي الأردن أما أسباب هذا الإنقسام فبعضها يرجع إلى:

(1) الغيرة القديمة بين سبطي يهوذا وافرايم التي ترجع إلى وقت دخولهم أرض كنعان.

(2) التحيز الذي أظهره داود وسليمان بنوع خاص ليهوذا وأورشليم مما أثار حفيظة الأسباط التي كانت تسكن في الشمال.

(3) فداحة الضرائب وقسوة أعمال التسخير التي فرضها سليمان على الشعب في أورشليم.

(4) رفض رحبعام أن يخفف حمل هذه الضرائب وأعمال التسخير.

ولقد كانت مملكة اسرائيل تختلف عن مملكة يهوذا من عدة نواح:

(1) كانت أرض مملكة إسرائيل أكبر من يهوذا كثيرًا فقد كانت مساحة أرضها ضعف مساحة أرض يهوذا وكان عدد سكانها ثلاثة أمثال عدد سكان يهوذا.

(2) كانت أرض مملكة إسرائيل كثيرة السهول صالحة للزراعة ولشق طرق التجارة بين آسيا و إفريقيا.

(3) هذه السهول وهذه الطرق التجارية جعلت إسرائيل أكثر عرضةً من يهوذا للغزو وللمؤثرات الأجنبية.

(4) كان في يهوذا بيت ملكي واحد له مواعيد الله التي أعطاها لداود أما في إسرائيل فقد وجد تسع أسر تداولت الحكم على التوالي ووجد فيه ثمانية ملوك ماتوا اغتيالًا أو انتحروا.

(5) كان في يهوذا عاصمة واحدة فقط وهي أورشليم وكان فيها هيكل الرب أما في إسرائيل فقد انتقلت العاصمة من شكيم إلى ترصة ثم إلى السامرة.

(6) ولم يكن إسرائيل في أمر الدين مستقرًا مثلما كان يهوذا بل كان عرضة لتأثير الوثنية وعبادة الأصنام.

وقد دامت المملكة الشمالية مدة 210 سنوات تقريبًا أي من سنة 930 إلى سنة 722 قبل الميلاد وحكمها 19 ملكًا (انظر ملوك اسرائيل). ستة من هؤلاء الملوك يستحقون الذكر بنوع خاص وهم :

(1) يربعام الأول ابن ناباط (910- 931) وكان قائد الثورة ضد رحبعام, وهو الذي نصب عجول الذهب للعبادة في بيت ايل ودان, وهو الذي دخل في حرب لا طائل تحتها مع يهوذا.

(2) عمري (885- 874) وقد نقل عاصمة املك إلى السامرة وأخضع موآب. وترك أثرًا قويًا في الأمم الغريبة فبعد مضي حكمه بقرن تقريبًا كان الآشوريون لا يزالون يدعون اسرائيل باسم "بيت عمري".

(3) آخاب بن عمري (874- 852 ق.م.) وقد تزوج إيزابل التي شجعت على عبادة البعل في إسرائيل. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس الكتاب المقدس والأقسام الأخرى). وقد عقد حلفًا مع يهوذا وآخر مع آرام إنما إلى حين، وكان قد أعان آرام ضد آشور في معركة قرقر سنة 854 ق.م. ولكنه مات فيما بعد في حربه ضد آرام.

(4) ياهو (842-814 ق.م.) وقد أسقط أسره عمري ووضع حدًا لعبادة البعل. وقد أخذ آرام منه معظم شرقي الأردن وفرضت آشور الجزية عليه.

(5) يربعام الثاني وهو ابن يواش (785-745 ق.م.) وفي أثناء حكمه الطويل بلغت المملكة الشمالية أقصى عظمتها وتقدمت أكثر من أي عصر آخر. فقد استعاد شرقي الأردن من آرام وعمل صلحًا مع يهوذا.

(6) هوشع (730-722 ق.م.) وهو آخر ملوك المملكة الشمالية وعندما حاول العصيان على آشور ثارت آشور ضده وأخذت السامرة وكانت هذه نهاية مملكة إسرائيل.

وكثيرًا ما كانت العلاقات بين إسرائيل ويهوذا علاقات عداوة. فإننا نجد ذكر حروب طاحنة بين إسرائيل ويهوذا أثناء حكم يربعام الأول وبعشا ويواش وفقح. إنما تحسنت العلاقات أثناء حكم أسرة عمري وأصبحت علاقات مودة وصداقة وقد تزوج يهورام ملك يهوذا عثليا ابنة آخاب ملك إسرائيل.

وقد دارت حروب طاحنة بين آرام وإسرائيل. فقد حارب بعشا ملك إسرائيل بنهدد ملك آرام. وقد قتل آخاب أثناء حربه ضد آرام. وقد أخذ الآراميون السامرة أثناء حكم يهورام. وأذل حزائيل ملك آرام إسرائيل أيما إذلال أثناء حكم ياهو ويهوآخاز. ولم تتحالف إسرائيل مع آرام سوى مرتين، وكان التحالف في هاتين المرتين للحرب ضد العدو المشترك آشور، مرة في معركة قرقر في سنة 854 ق.م. والمرة الأخرى أثناء حكم فقح ملك إسرائيل (734-730 ق.م.)

وقد حكم الآشوريون المملكة الشمالية ولكنهم في النهاية أفنوها. وقد قاوم آخاب آشور ولكن ياهو دفع لآشور جزية. وإذ ضعفت آشور فترة من الزمن تمكنت إسرائيل من النهوض والازدهار وكان هذا أثناء حكم يربعام الثاني. ولكن منحايم (744-735) دفع لآشور جزية فادحة. وقد أراد فقح (734-730) أن يقاوم آشور فغزا ملك آشور إقليم الجليل من أملاك إسرائيل وأخذ في الأسر عددًا كبيرًا من الشعب. وقد حاول هوشع (730-722) أن يقاوم بثورة على آشور فما كان من شلمناسر الخامس ملك آشور إلا أن جاء وحاصر السامرة، ومن بعده جاء سرجون الثاني وافتتح المدينة وأخذ كثيرين من الشعب أسرى إلى آشور (2 ملو 18: 10و11). ويرى كاتب الإصحاح السابع عشر من سفر الملوك الثاني في هذا الدمار الذي حلّ بمملكة إسرائيل قضاء الله العادل جزاء خطيتهم وعبادتهم الوثنية. وقد جاء ملك آشور بقوم من آشور وأسكنهم مع الباقين في البلاد من شعب إسرائيل فاختلطوا بهم وجاء السامريون نتيجة لهذا الاختلاط.

ومع أن الكتاب المقدس يوقع القضاء الشديد على عبادة إسرائيل الوثنية وانتشار عبادة الأصنام بينهم إلا أننا نرى عددًا من الأنبياء العظام الذين قاموا برسالتهم في ربوع إسرائيل والذين كان لهم نصيب فذّ في إحقاق الحق وفي رفع منار الدين الحق. ومع أن أخيَّا النبي هو الذي شجع يربعام على العصيان على رحبعام إلا أنه وبخه أشد التوبيخ لأنه أقام عجلي الذهب (1 ملو 11: 26- 40 و14: 1- 16). وقد استخدم الرب إيليا في إرجاع الشعب عن عبادة البعليم إلى الرب (1 ملو ص 18) وقد وبخ إيليا آخاب أيما توبخ لأجل ظلمه وجوره (1 ملو ص 21). وحذّر ميخا بن يملة من قضاء الله (1 ملو 22: 5- 33).

وقد أرسل أليشع رجلًا من قبله لكي يمسح ياهو ولكي يسقط بيت عمري ويبطل عبادة البعل (2 ملو 9: 1- 10) وشجع أليشع أيضًا يهورام ويوآش على مقاومة الآراميين (2 ملو 6و7و13: 14- 19). وقد اشتهر يونان ابن امتاي بمناداته لنينوى ولكنه أيضًا شجع يربعام الثاني فحاز انتصارات على آرام (2 ملو 14: 25). وكان عاموس من أرض يهوذا ولكنه قام بعمله النبوي في إسرائيل. وقد أعلن قضاء الله على ظلمهم وعلى العبادة الطقسية الفرضية التي يمارسونها وحذرهم من الأسر والسبي العتيدين (عاموس ص 5). وقد اضطلع هوشع بمهمته النبوية في أشد الأيام قتامًا في تاريخ إسرائيل، وقد أعلن قضاء الله على إسرائيل، وقد أعلن قضاء الله على الشعب بسبب خيانتهم لله والفقراء ودعاهم للتوبة وحذرهم من القضاء الآتي.

(4) يستعمل الاسم "إسرائيل" و"إسرائيليون" بمعنى روحي ففي أشعياء ص 49: 3 يدعو الله إسرائيل "عبدي" والإشارة هنا إلى شعب الله الروحي الأمين وفي الرسالة إلى رومية9: 6 يفرق بولس بين إسرائيل حسب الجسد وإسرائيل حسب الروح. وفي رومية 9: 4و5 يذكر الرسول امتيازات الإسرائيليين وفي 2 كورنثوس 11: 22 يتكلم عن نفسه بأنه ليس عبرانيًا فحسب بل انه إسرائيلي وفرد من شعب العهد. ويقول يسوع المسيح عن نثنائيل أنه إسرائيلي حقًا لا غش فيه (يوحنا 1: 41) ولا يشير إلى قوميته فحسب بل يشير إلى إيمانه وإخلاصه.
***********************
المراجع
(1) موقع ألأنبا تكلا
 
 


*****************



This site was last updated 03/26/14