Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

القتال والهجـــــرة ليثرب / المدينة

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
القتال والهجرة ليثرب
هجرة محمد
محمد فى يثرب/ المدينة
الآذان وبلال
عداء اليهود لـ محمد
نصارى نجران
أحداث فى يثرب
وباء فى يثرب
صفحة فهرس السرايا والغزوات

Hit Counter

 

جارى العمل فى هذه الصفحة

الجزء التالى من السيرة النبوية لابن هشام أبي محمد عبدالملك بن هشام أبي محمد عبدالملك بن هشام بن أيوب الحميري المعافري البصري المتوفي عام 213 الموافق لعام 828 م  ستة مجلداتي - الجزء الثانى -  131/116

نزول الأمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم في القتال

بسم الله الرحمن الرحيم
قال ‏‏:‏‏ حدثنا أبو محمد عبدالملك بن هشام ، قال ‏‏:‏‏ حدثنا زياد بن عبدالله البكائي ، عن محمد بن إسحاق المطلبي ‏‏:‏‏ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بيعة العقبة لم يؤذن له في الحرب ولم تحلل له الدماء ، إنما يؤمر بالدعاء إلى الله والصبر على الأذى ، والصفح عن الجاهل ، وكانت قريش قد اضطهدت من اتبعه من المهاجرين حتى فتنوهم عن دينهم ونفوهم من بلادهم ، فهم من بين مفتون في دينه ، ومن بين معذب في أيديهم ، ومن بين هارب في البلاد فرارا منهم ، منهم من بأرض الحبشة ، ومنهم من بالمدينة ، وفي كل وجه ؛ فلما عتت قريش على الله عز وجل ، وردوا عليه ما أرادهم به من الكرامة ، وكذبوا نبيه صلى الله عليه وسلم ، وعذبوا ونفوا من عبده ووحَّده وصدق نبيه ، واعتصم بدينه ، أذن الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم في القتال والانتصار ممن ظلمهم وبغى عليهم ‏‏.‏‏
فكانت أول آية أنزلت في إذنه له في الحرب ، وإحلاله له الدماء والقتال ، لمن بغى عليهم ، فيما بلغني عن عروة بن الزبير وغيره من العلماء ، قول الله تبارك وتعالى ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ أذن للذين يُقاتَلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير ‏‏.‏‏ الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ، ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهُدِّمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يُذكر فيها اسم الله كثيرا ، ولينصرن اللهُ من ينصره ، إن الله لقوي عزيز ‏‏.‏‏ الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة ، وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ، ونهوا عن المنكر ، ولله عاقبة الأمور ‏‏)‏‏ ‏‏.‏‏ أي ‏‏:‏‏ أني إنما أحللت لهم القتال لأنهم ظُلموا ، ولم يكن لهم ذنب فيما بينهم وبين الناس ، إلا أن يعبدوا الله ، وأنهم إذا ظهروا أقاموا الصلاة ، وآتوا الزكاة ، وأمروا بالمعروف ، ونهوا عن المنكر ، يعني النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم أجميعن ، ثم أنزل الله تبارك وتعالى عليه ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ‏‏)‏‏ ‏‏.‏‏ أي ‏‏:‏‏ حتى لا يُفتن مؤمن عن دينه ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ ويكون الدين لله ‏‏)‏‏ ‏‏.‏‏ أي ‏‏:‏‏ حتى يُعبدالله ، لا يعبد معه غيره ‏‏.‏‏

إذنه صلى الله عليه و سلم لمسلمي مكة بالهجرة إلى المدينة
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ فلما أذن الله تعالى له صلى الله عليه وسلم في الحرب ، وبايعه هذا الحي من الأنصار على الإسلام والنصرة له ولمن اتبعه ، وأوى إليهم من المسلمين ، أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه من المهاجرين من قومه ، ومن معه بمكة من المسلمين ، بالخروج إلى المدينة والهجرة إليها ، واللحوق بإخوانهم من الأنصار ، وقال ‏‏:‏‏ إن الله عز وجل قد جعل لكم إخوانا ودارا تأمنون بها ‏‏.‏‏
فخرجوا أرسالا ، وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ينتظر أن يأذن له ربه في الخروج من مكة ، والهجرة إلى المدينة ‏‏.‏‏

ذكر المهاجرين إلى المدينة

هجرة أبي سلمة وامرأته ، و حديثه عما لقياه
فكان أول من هاجر إلى المدينة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين من قريش ، من بني مخزوم ‏‏:‏‏ أبو سلمة بن عبدالأسد بن هلال بن عبدالله بن عمر بن مخزوم ، واسمه ‏‏:‏‏ عبدالله ، هاجر إلى المدينة قبل بيعة أصحاب العقبة بسنة ، وكان قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة من أرض الحبشة ، فلما آذته قريش وبلغه إسلام من أسلم من الأنصار ، خرج إلى المدينة مهاجرا ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ فحدثني أبي إسحاق بن يسار ، عن سلمة بن عبدالله ابن عمر بن أبي سلمة ، عن جدته أم سلمة ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، قالت ‏‏:‏‏ لما أجمع أبو سلمة الخروج إلى المدينة رحل لي بعيره ثم حملني عليه ، وحمل معي ابني سلمة بن أبي سلمة في حجري ، ثم خرج بي يقود بي بعيره ، فلما رأته رجال بنى المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم قاموا إليه ، فقالوا ‏‏:‏‏ هذه نفسك غلبتنا عليها ، أرأيت صاحبتك هذه ‏‏؟‏‏ علام نتركك تسير بها في البلاد ‏‏؟‏‏ قالت ‏‏:‏‏ فنـزعوا خطام البعير من يده ، فأخذوني منه ‏‏.‏‏
قالت ‏‏:‏‏ وغضب عند ذلك بنو عبدالأسد ، رهط أبي سلمة ، فقالوا ‏‏:‏‏ لا والله ، لا نترك ابننا عندها إذ نزعتموها من صاحبنا ‏‏.‏‏ قالت ‏‏:‏‏ فتجاذبوا بُنيَّ سلمة بينهم حتى خلعوا يده ، وانطلق به بنو عبدالأسد ، وحبسني بنو المغيرة عندهم ، وانطلق زوجي أبو سلمة إلى المدينة ‏‏.‏‏ قالت ‏‏:‏‏ ففرق بيني وبين زوجي وبين ابني ‏‏.‏‏
قالت ‏‏:‏‏ فكنت أخرج كل غداة فأجلس بالأبطح ، فما أزال أبكي ، حتى أمسى سنة أو قريبا منها حتى مر بي رجل من بني عمي ، أحد بني المغيرة ، فرأى ما بي فرحمنى فقال لبني المغيرة ‏‏:‏‏ ألا تخُرجون هذه المسكينة ، فرّقتم بينها وبين زوجها وبين ولدها ‏‏!‏‏ قالت ‏‏:‏‏ فقالوا لي ‏‏:‏‏ الحقي بزوجك إن شئت ‏‏.‏‏ قالت ‏‏:‏‏ و ردَّ بنو عبدالأسد إلي عند ذلك ابني ‏‏.‏‏
قالت ‏‏:‏‏ فارتحلت بعيري ثم أخذت ابني فوضعته في حجري ، ثم خرجت أريد زوجي بالمدينة ‏‏.‏‏ قالت ‏‏:‏‏ وما معي أحد من خلق الله ‏‏.‏‏ قالت ‏‏:‏‏ فقلت ‏‏:‏‏ أتبلَّغ بمن لقيت حتى أقدم على زوجي ؛ حتى إذا كنت بالتنعيم لقيت عثمان بن طلحة بن أبي طلحة ، أخا بني عبدالدار ، فقال لي ‏‏:‏‏ إلى أين يا بنت أبي أمية ‏‏؟‏‏ قالت ‏‏:‏‏ فقلت ‏‏:‏‏ أريد زوجي بالمدينة ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ أوما معك أحد ‏‏؟‏‏ قالت ‏‏:‏‏ فقلت ‏‏:‏‏ لا والله ، إلا الله وبُني هذا ، قال ‏‏:‏‏ والله ما لك من مترك ، فأخذ بخطام البعير ، فانطلق معي يهوي بي ، فوالله ما صحبت رجلا من العرب قط ، أرى أنه كان أكرم منه ، كان إذا بلغ المنزل أناخ بي ، ثم استأخر عني ، حتى إذا نزلت استأخر ببعيري ، فحط عنه ، ثم قيده في الشجرة ، ثم تنحى عني إلى شجرة ، فاضطجع تحتها ، فإذا دنا الرواح ، قام إلى بعيري فقدمه فرحله ، ثم استأخر عني ، وقال ‏‏:‏‏ اركبي ‏‏.‏‏ فإذا ركبت واستويت على بعيري أتى فأخذه بخطامه ، فقاده ، حتى ينزل بي ‏‏.‏‏ فلم يزل يصنع ذلك بي حتى أقدمني المدينة ، فلما نظر إلى قرية بني عمرو بن عوف بقباء ، قال ‏‏:‏‏ زوجك في هذه القرية - وكان أبو سلمة بها نازلا - فادخليها على بركة الله ، ثم انصرف راجعا إلى مكة ‏‏.‏‏
قال ‏‏:‏‏ فكانت تقول ‏‏:‏‏ والله ما أعلم أهل بيت في الإسلام أصابهم ما أصاب آل أبي سلمة ، وما رأيت صاحبا قط كان أكرم من عثمان بن طلحة ‏‏.‏‏

هجرة عامر بن ربيعة و زوجه ، وهجرة بني جحش
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ثم كان أول من قدمها من المهاجرين بعد أبي سلمة ‏‏:‏‏ عامر بن ربيعة ، حليف بني عدي بن كعب ، معه امرأته ليلى بنت أبي حثمة بن غانم بن عبدالله بن عوف بن عبيد بن عدي بن كعب ‏‏.‏‏ ثم عبدالله بن جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كثير بن غنم ابن دودان بن أسد بن خزيمة ، حليف بني أمية بن عبد شمس ، احتمل بأهله وبأخيه عبد بن جحش ، وهو أبو أحمد - وكان أبو أحمد رجلا ضرير البصر ، وكان يطوف مكة ، أعلاها وأسفلها ، بغير قائد ، وكان شاعرا ، وكانت عنده الفرعة بنت أبي سفيان بن حرب ، وكانت أمه أميمة بنت عبدالمطلب بن هاشم - فغُلِّقت دار بني جحش ‏هجرة ، فمر بها عتبة بن ربيعة ، والعباس بن عبدالمطلب ، وأبو جهل ابن هشام بن المغيرة ، وهي دار أبان بن عثمان اليوم التي بالردم ، وهم مصعدون إلى أعلى مكة ، فنظر إليها عتبة بن ربيعة تخفق أبوابها يبابا ، ليس فيها ساكن ، فلما رآها كذلك تنفس الصعداء ، ثم قال ‏‏:‏‏
وكل دار وإن طالت سلامتها * يوما ستدركها النكباء والحُوب
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ وهذا البيت لأبي دؤاد الإيادي في قصيدة له ‏‏.‏‏ والحوب ‏‏:‏‏ التوجع ، و هو في موضع آخر ‏‏:‏‏ الحاجة ؛ و يقال ‏‏:‏‏ الحوب ‏‏:‏‏ الإثم ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ثم قال عتبة بن ربيعة ‏‏:‏‏ أصبحت دار بني جحش خلاء من أهلها ‏‏!‏‏ فقال أبو جهل ‏‏:‏‏ وما تبكي عليه من قُلّ بن قُلّ ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ القل ‏‏:‏‏ الواحد ‏‏.‏‏ قال لبيد بن ربيعة ‏‏:‏‏
كل بني حرة مصيرهم * قُلّ وإن أكثرت من العددِ
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ثم قال ‏‏:‏‏ هذا عمل ابن أخي هذا ، فرق جماعتنا ، وشتت أمرنا ، وقطع بيننا ‏‏.‏‏ فكان منزل أبي سلمة بن عبدالأسد ، وعامر بن ربيعة ، وعبدالله بن جحش ، وأخيه أبي أحمد بن جحش ، على مبشر بن عبدالمنذر بن زنبر بقباء ، في بني عمرو بن عوف ، ثم قدم المهاجرون أرسالا ، وكان بنو غنم بن دوادن أهل إسلام ، قد أوعبوا إلى المدينة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هجرة رجالهم ونساؤهم ‏‏:‏‏ عبدالله بن جحش ، وأخوه أبو أحمد بن جحش ، وعُكَّاشة بن محصن ، وشجاع ، وعقبة ، ابنا وهب ، وأربد بن حُمَيِّرة ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ ابن حُمَيْرَة ‏‏.‏‏

هجرة بعض الرجال ونسائهم
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ومنقذ بن نباتة ، وسعيد بن رقيش ، ومحرز بن نضلة ، ويزيد بن رقيش ، وقيس بن جابر ، وعمرو بن محصن ، ومالك بن عمرو ، وصفوان بن عمرو ، وثقف بن عمرو ، وربيعة بن أكثم ، والزبير بن عبيد ، وتمام بن عبيدة ، وسخبرة بن عبيدة ، ومحمد بن عبدالله بن جحش ‏‏.‏‏

هجرة نسائهم
ومن نسائهم ‏‏:‏‏ زينب بنت جحش ، وأم حبيب بنت جحش ، وجذامة بنت جندل ، وأم قيس بنت محصن ، وأم حبيب بنت ثمامة ، وآمنة بنت رقيش ، وسخبرة بنت تميم ، وحمنة بنت جحش ‏‏.‏‏

شعر أبي أحمد بن جحش في هجرة بني أسد
وقال أبو أحمد بن جحش بن رئاب ، وهو يذكر هجرة بني أسد بن خزيمة من قومه إلى الله تعالى وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم ، وإيعابهم في ذلك حين دُعوا إلى الهجرة ‏‏:‏‏
ولو حلفت بين الصفا أم أحمد * ومروتها بالله برت يمينها
لنحن الأُلى كنا بها ثم لم نزل * بمكة حتى عاد غثا سمينها
بها خيمت غنم بن دودان وابتنت * وما إن غدت غنم وخفّ قطينها
إلى الله تغدو بين مثنى وواحد * ودين رسول الله بالحق دينها
وقال أبو أحمد بن جحش أيضا ‏‏:‏‏
لما رأتني أم أحمد غاديا بذمة * من أخشى بغيب وأرهبُ
تقول ‏‏:‏‏ فإما كنت لا بد فاعلا * فيمم بنا البلدان ولتنأ يثرب
فقلت لها ‏‏:‏‏ بل يثرب اليوم وجهنا * وما يشإِ الرحمن فالعبد يركب
إلى الله وجهي والرسول ومن يُقم * إلى الله يوما وجهه لا يخُيَّب
فكم قد تركنا من حميم مناصح * وناصحة تبكي بدمع وتندب
ترى أن وترا نأينا عن بلادنا * ونحن نرى أن الرغائب تطلب
دعوت بني غنم لحقن دمائهم * وللحق لما لاح للناس ملحب
أجابوا بحمد لله لما دعاهم * إلى الحق داع والنجاح فأوعبوا
وكنا وأصحابا لنا فارقوا الهدى * أعانوا علينا بالسلاح وأجلبوا
كَفوجَيْن ‏‏:‏‏ أما منهما فموفَّق * على الحق مهدي ، وفوج معذب
طغوا وتمنوا كذبة وأزلهَّم * عن الحق إبليس فخابوا وخُيِّبوا
ورِعْنا إلى قول النبي محمد * فطاب ولاة الحق منا وطُيبوا
نَمُتُّ بأرحام إليهم قريبة * ولا قرب بالأرحام إذ لا نُقرَّب
فأي ابن أخت بعدنا يأمنَّنكم * وأية صهر بعد صهريَ تُرقبُ
ستعلم يوما أينا إذ تزايلوا * وزُيِّل أمر الناس للحق أصوب
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ قوله ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ ولتنأ يثرب ‏‏)‏‏ ، وقوله ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ إذ لا نقرب ‏‏)‏‏ ، عن غير ابن إسحاق ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ يريد بقوله ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ إذ ‏‏)‏‏ إذا ، كقول الله عز وجل ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ إذ الظالمون موقوفون عند ربهم ‏‏)‏‏ ‏‏.‏‏ قال أبو النجم العجلي ‏‏:‏‏
ثم جزاه الله عنا إذ جزى * جنات عدن في العلاليِّ والعُلا

هجرة عمر وقصة عياش وهشام معه
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ثم خرج عمر بن الخطاب ، وعياش بن أبي ربيعة المخزومي ، حتى قدما المدينة ‏‏.‏‏ فحدثني نافع مولى عبدالله بن عمر ، عن عبدالله بن عمر ، عن أبيه عمر بن الخطاب ، قال ‏‏:‏‏ اتعدت ، لما أردنا الهجرة إلى المدينة ، أنا وعياش بن أبي ربيعة ، وهشام ‏بن العاصي بن وائل السهمي التَّناضِبَ من أضاة بني غفار ، فوق سَرِف ، وقلنا ‏‏:‏‏ أينا لم يصبح عندها فقد حُبس فليمض صاحباه ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فأصبحت أنا وعياش بن أبي ربيعة عند التناضب ، وحبس عنا هشام ، وفُتن فافتتن ‏‏.‏‏
 

أبو جهل و الحارث يغرران بعياش بن أبي ربيعة
فلما قدمنا المدينة نزلنا في بني عمرو بن عوف بقباء ، وخرج أبو جهل ابن هشام والحارث بن هشام إلى عياش بن أبي ربيعة ، وكان ابنَ عمهما وأخاهما لأمهما ، حتى قدما علينا المدينة ، ورسول الله صلى عليه وسلم بمكة ، فكلماه وقالا ‏‏:‏‏ إن أمك قد نذرت أن لا يمس رأسها مشط حتى تراك ، ولا تستظل من شمس حتى تراك ، فرق لها ، فقلت له ‏‏:‏‏ يا عياش ، إنه والله إن يريدك القوم إلا ليفتنوك عن دينك فاحذرهم ، فوالله لو قد آذى أمك القمل لامتشطت ، ولو قد اشتد عليها حر مكة لاستظلت ، قال ‏‏:‏‏ فقال ‏‏:‏‏ أبر قسم أمي ، و لي هنالك مال فآخذه ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فقلت ‏‏:‏‏ والله إنك لتعلم أني لمن أكثر قريش مالا ، فلك نصف مالي ولا تذهب معهما ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فأبى علي إلا أن يخرج معهما ؛ فلما أبى إلا ذلك ؛ قال ‏‏:‏‏ قلت له ‏‏:‏‏ أما إذ قد فعلت ما فعلت ، فخذ ناقتي هذه ، فإنها ناقة نجيبة ذلول ، فالزم ظهرها ، فإن رابك من القوم ريب ، فانج عليها ‏‏.‏‏
فخرج عليه معهما ، حتى إذا كانوا ببعض الطريق ، قال له أبو جهل ‏‏:‏‏ يا ابن أخي ، والله لقد استغلظت بعيري هذا ، أفلا تُعْقبني على ناقتك هذه ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ بلى ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فأناخ ، وأناخا ليتحول عليها ، فلما استووا بالأرض عدوا عليه ، فأوثقاه وربطاه ، ثم دخلا به مكة ، وفتناه فافتتن ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ فحدثني به بعض آل عياش بن أبي ربيعة ‏‏:‏‏ أنهما حين دخلا به مكة دخلا به نهارا موثقا ، ثم قالا ‏‏:‏‏ يا أهل مكة ، هكذا فافعلوا بسفهائكم ، كما فعلنا بسفيهنا هذا ‏‏.‏‏

كتاب عمر إلى هشام بن العاصي
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وحدثني نافع ، عن عبدالله بن عمر ، عن عمر في حديثه ، قال ‏‏:‏‏ فكنا نقول ‏‏:‏‏ ما الله بقابل ممن افتتن صرفا ولا عدلا ولا توبة ، قوم عرفوا الله ، ثم رجعوا إلى الكفر لبلاء أصابهم ‏‏!‏‏ قال ‏‏:‏‏ وكانوا يقولون ذلك لأنفسهم ‏‏.‏‏
فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، أنزل الله تعالى فيهم ، وفي قولنا وقولهم لأنفسهم ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ، إن الله يغفر الذنوب جميعا ، إنه هو الغفور الرحيم ‏‏.‏‏ وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون ‏‏.‏‏ واتبعوا أحسن ما أُنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون ‏‏)‏‏ ‏‏.‏‏
قال عمر بن الخطاب ‏‏:‏‏ فكتبتها بيدي في صحيفة ، وبعثت بها إلى هشام بن العاصي ، قال ‏‏:‏‏ فقال هشام بن العاصي ‏‏:‏‏ فلما أتتني جعلت أقرؤها بذي طُوى ، أُصعِّد بها فيه وأصوب ولا أفهمها ، حتى قلت ‏‏:‏‏ اللهم فهمنيها ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فألقى الله تعالى في قلبي إنما أنزلت فينا ، وفيما كنا نقول في أنفسنا ويقال فينا ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فرجعت إلى بعيري ، فجلست عليه ، فلحقت برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالمدينة ‏‏.‏‏

خروج الوليد بن الوليد إلى مكة في أمر عياش وهشام
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ فحدثني من أثق به ‏‏:‏‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ، وهو بالمدينة ‏‏:‏‏ من لي بعياش بن أبي ربيعة ، وهشام بن العاصي ‏‏؟‏‏ فقال الوليد بن الوليد بن المغيرة ‏‏:‏‏ أنا لك يا رسول الله بهما ، فخرج إلى مكة ، فقدمها مستخفيا ، فلقي امرأة تحمل طعاما ، فقال لها ‏‏:‏‏ أين تريدين يا أمة الله ‏‏؟‏‏ قالت ‏‏:‏‏ أريد هذين المحبوسين - تعنيهما - فتبعها حتى عرف موضعهما ، وكانا محبوسين في بيت لا سقف له ؛ فلما أمسى تسور عليهما ، ثم أخذ مروة فوضعها تحت قيديهما ، ثم ضربهما بسيفه فقطعهما ، فكان يقال لسيفه ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ ذو المروة ‏‏)‏‏ لذلك ، ثم حملهما على بعيره ، وساق بهما ، فعثر فدميت أصبعه ، فقال ‏‏:‏‏
هل أنت إلا أصبع دميتِ * وفي سبيل الله ما لقيتِ
ثم قدم بهما على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ‏‏.‏‏ ‏

منازل المهاجرين بالمدينة
منزل عمر وأخيه ، وعمرو وعبدالله ابني سراقة ، وخنيس بن حذافة ، وبني البكير
قال ابن اسحاق ‏‏:‏‏ ونزل عمر بن الخطاب حين قدم المدينة ومن لحق به من أهله وقومه ، وأخوه زيد بن الخطاب ؛ وعمرو وعبدالله ابنا سراقة ابن المعتمر وخنيس بن حذافة السهمي - وكان صهره على ابنته حفصة بنت عمر ، فخلف عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده - وسعيد بن زيد عمرو بن نفيل ؛ وواقد بن عبدالله التميمي ، حليف لهم ؛ وخولي بن أبي خولي ؛ ومالك بن أبي خولي ، حليفان لهم ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ أبو خولي ‏‏:‏‏ من بني عجل بن لجيم بن صعب بن علي ابن بكر بن وائل ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وبنو البكير أربعتهم ‏‏:‏‏ إياس بن البكير ، وعاقل بن البكير ، وعامر بن البكير ، وخالد بن البكير ، وحلفاؤهم من بني سعد ابن ليث ، على رفاعة بن عبدالمنذر بن زنبر ، في بني عمرو بن عوف بقباء ، وقد كان منزل عياش بن أبي ربيعة معه عليه حين قدما المدينة ‏‏.‏‏

منزل طلحة وصهيب
ثم تتابع المهاجرون ، فنزل طلحة بن عبيد الله بن عثمان ، وصهيب بن سنان ، على خبيب بن إساف ، أخي بلحارث‏ بن الخزرج بالسُّنْح ‏‏.‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ بل نزل طلحة بن عبيد الله على أسعد بن زرارة ، أخي بني النجار ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ وذُكر لي عن أبي عثمان النهدي ، أنه قال ‏‏:‏‏ بلغني أن صهيبا حين أراد الهجرة قال له كفار قريش ‏‏:‏‏ أتيتنا صعلوكا حقيرا ، فكثر مالك عندنا ، وبلغت الذي بلغت ، ثم تريد أن تخرج بمالك ونفسك ، والله لا يكون ذلك ؛ فقال لهم صهيب ‏‏:‏‏ أرأيتم إن جعلت لكم مالي أتخلون سبيلي ‏‏؟‏‏ قالوا ‏‏:‏‏ نعم ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فإني جعلت لكم مالي ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال ‏‏:‏‏ ربح صهيب ، ربح صهيب ‏‏.‏‏

منزل حمزة وزيد وأبي مرثد وابنه وأنسة وأبي كبشة
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ونزل حمزة بن عبدالمطلب ، وزيد بن حارثة ، وأبو مرثد كنَّاز بن حصن ‏‏.‏‏
- قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ ابن حصين - وابنه مرثد الغنويان ، حليفا حمزة بن عبدالمطلب ، وأنسة ، وأبو كبشة ، موليا رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم ، على كلثوم بن هدم ، أخي بني عمرو بن عوف بقباء ، ويقال ‏‏:‏‏ بل نزلوا على سعد بن خيثمة ؛ ويقال ‏‏:‏‏ بل نزل حمزة بن عبدالمطلب على أسعد بن زرارة ، أخي بني النجار ‏‏.‏‏ كل ذلك يقال ‏‏.‏‏

منزل عبيدة وأخيه الطفيل والحصين وغيرهم
ونزل عبيدة بن الحارث بن المطلب ، وأخوه الطفيل بن الحارث ، والحصين بن الحارث ، ومسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب ، وسويبط بن سعد بن حريملة ، أخو بني عبدالدار ، وطليب بن عمير ، أخو بني عبد بن قصي ، وخباب ، مولى عتبة بن غزوان ، على عبدالله بن سلمة ، أخي بَلْعجلان بقباء ‏‏.‏‏

منزل عبدالرحمن بن عوف
ونزل عبدالرحمن بن عوف في رجال من المهاجرين على سعد بن الربيع أخي بلحارث بن الخزرج ، في دار بلحارث بن الخزرج ‏‏.‏‏
 

منزل الزبير وأبي سبرة
ونزل الزبير بن العوام ، وأبو سبرة بن أبي رهم بن عبدالعزى ، على منذر بن محمد بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح بالعصبة ، دار بني جحجبى ‏‏.

[‏‏تابع‏‏:‏‏ منازل المهاجرين بالمدينة‏‏]‏‏

منزل مصعب بن عمير
ونزل مصعب بن عمير بن هاشم ، أخو بني عبدالدار على سعد بن معاذ بن النعمان ، أخي بني عبدالأشهل ، في دار بني عبدالأشهل ‏‏.‏‏

منزل أبي حذيفة
ونزل أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة ، وسالم مولى أبي حذيفة -
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ سالم مولى أبي حذيفة سائبة ، لِثُبَيتَة بنت يعار بن زيد بن عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس ، سَيَّبَتْه فانقطع إلى أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة فتبناه ، فقيل ‏‏:‏‏ سالم مولى أبي حذيفة ‏‏.‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ كانت ثُبيتة بنت يعار تحت أبي حذيفة بن عتبة ، فأعتقت سالما سائبة ‏‏.‏‏ فقيل ‏‏:‏‏ سالم مولى أبي حذيفة -

منزل عتبة بن غزوان
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ونزل عتبة بن غزوان بن جابر على عباد بن بشر بن وقش أخي بني عبدالأشهل ، في دار عبدالأشهل ‏‏.‏‏

منزل عثمان بن عفان
ونزل عثمان بن عفان على أوس بن ثابت بن المنذر ، أخي حسان بن ثابت في دار بني النجار ، فلذلك كان حسان يحب عثمان ويبكيه حين قتل ‏‏.‏‏
وكان يقال ‏‏:‏‏ نزل الأعزاب من المهاجرين على سعد بن خيثمة ، وذلك أنه كان عزبا ، فالله أعلم أي ذلك كان ‏‏.‏‏

======================================================================

 

This site was last updated 11/07/10