Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

نصـــــارى نجـــــــران

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
القتال والهجرة ليثرب
هجرة محمد
محمد فى يثرب/ المدينة
الآذان وبلال
عداء اليهود لـ محمد
نصارى نجران
أحداث فى يثرب
وباء فى يثرب
صفحة فهرس السرايا والغزوات

Hit Counter

 

تعليق من الموقع : نصارى نجران هم اليهود المتنصرين الذين دمجوا العادات والتقاليد اليهودية مع إيمانهم بالمسيح وهم طائفة عرفت فى التاريخ بأسم الطائفة الأبيونية وهى طائفة خارجة من المسيحية وقد كان القرآن موجه كلامه إلى هذه الطائفة وكان ورقة أبن نوفل أبن عم خديجة زوجه رسول الإسلام من هؤلاء النصارى الأبيونيين وقد تزوج محمد بشريعة الزوجة الواحدة النصرانية وعقد العقد أسقف مكة ورقة أبن نوفل ولم يكسر محمد شريعة الزوجة الواحدة حنى ماتت خديجة - وقد إنقرضت هذه الطائفة بعد أن أبادها محمد صاحب الششريعة الإسلامية - ولا توجد كلمة فى القرآن موجهه إلى المسيحيين

********************************************** 

 جارى العمل فى هذه الصفحة

الجزء التالى من السيرة النبوية لابن هشام أبي محمد عبدالملك بن هشام أبي محمد عبدالملك بن هشام بن أيوب الحميري المعافري البصري المتوفي عام 213 الموافق لعام 828 م  ستة مجلدات - الجزء الثانى -  42/116

 

ذكر نصارى نجران وما أنزل الله فيهم

معنى العاقب والسيد والأسقف
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد نصارى نجران ، ستون راكبا ، فيهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم ، وفي الأربعة عشر منهم ثلاثة نفر إليهم يئول أمرهم ‏‏:‏‏ العاقب ، أمير القوم وذو رأيهم ، وصاحب مشورتهم ، والذي لا يُصدرون إلا عن رأيه ، واسمه عبدالمسيح ؛ والسيد ، لهم ثمالهم ، وصاحب رحلهم ومجتمعهم ، واسمه الأيهم ؛ وأبو حارثة بن علقمة ، أحد بني بكر بن وائل ، أسقفهم وحبرهم وإمامهم ، وصاحب مدراسهم ‏‏‏‏

منزل أبي حارثة عند ملوك الروم
وكان أبو حارثة قد شرف فيهم ، ودرس كتبهم ، حتى حسن علمه في دينهم ، فكانت ملوك الروم من النصرانية قد شرّفوه وموّلوه وأخدموه ، وبنوا له الكنائس ، وبسطوا عليه الكرامات ، لما يبلغهم عنه من علمه واجتهاده في دينهم ‏‏.‏‏‏


سبب إسلام كوز بن علقمة
فلما رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من نجران ، جلس أبو حارثة على بغلة له موجِّها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإلى جنبه أخ له ، يقال له ‏‏:‏‏ كوز بن علقمة - قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ كرز - فعثرت بغلة أبي حارثة ، فقال كوز ‏‏:‏‏ تعس الأبعد ‏‏:‏‏ يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏:‏‏ فقال له أبو حارثة ‏‏:‏‏ بل أنت تعست ‏‏!‏‏ فقال ‏‏:‏‏ ولم يا أخي ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ والله إنه للنبي الذي كنا ننتظر ؛ فقال له كوز ‏‏:‏‏ ما يمنعك منه وأنت تعلم هذا ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ ما صنع بنا هؤلاء القوم ، شرفونا وموّلونا وأكرمونا ، وقد أبوا إلا خلافه ، فلو فعلت نزعوا منا كل ما ترى ‏‏.‏‏ فأضمر عليها منه أخوه كوز بن علقمة ، حتى أسلم بعد ذلك ‏‏.‏‏ فهو كان يحدث عنه هذا الحديث فيما بلغني ‏‏.‏‏

رؤساء نجران وإسلام ابن رئيس
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ وبلغني أن رؤساء نجران كانوا يتوارثون كتابا عندهم ‏‏.‏‏ فكلما مات رئيس منهم فأفضت الرياسة إلى غيره ، ختم على تلك الكتب خاتما مع الخواتم التي كانت قبله ولم يكسرها ، فخرج الرئيس الذي كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم يمشي فعثر ، فقال له ابنه ‏‏:‏‏ تعس الأبعد ‏‏!‏‏ يريد النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فقال له أبوه ‏‏:‏‏ لا تفعل ، فإنه نبي ، واسمه في الوضائع ، يعني الكتب ‏‏.‏‏
فلما مات لم تكن لابنه همة إلا أن شد فكسر الخواتم ، فوجد فيها ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ، فأسلم فحسن إسلامه وحج ، وهو الذي يقول ‏‏:‏‏
إليك تعدو قلقا وضينها * معترضا في بطنها جنينها
مخالفا دين النصارى دينها *
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ الوضين ‏‏:‏‏ الحزام ، حزام الناقة ‏‏.‏‏ وقال هشام بن عروة ‏‏:‏‏ وزاد فيه أهل العراق ‏‏:‏‏
معترضا في بطنها جنينها*‏
فأما أبو عبيدة فأنشدناه فيه ‏‏.‏‏
 

صلاتهم إلى جهة المشرق
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وحدثني محمد بن جعفر بن الزبير ، قال ‏‏:‏‏ لما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، فدخلوا عليه مسجده حين صلى العصر ، عليهم ثياب الحبرات ، جبب وأردية ، في جمال رجال بني الحارث بن كعب ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ يقول بعض من رآهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ ‏‏:‏‏ ما رأينا وفدا مثلهم ، وقد حانت صلاتهم ، فقاموا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلون ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏:‏‏ دعوهم ؛ فصلوا إلى المشرق ‏‏.‏‏

أسماؤهم ومعتقداتهم ، و مناقشتهم الرسول صلى الله عليه وسلم
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ فكانت تسمية الأربعة عشر ، الذين يئول إليهم أمرهم ‏‏:‏‏ العاقب ، وهو عبدالمسيح ؛ والسيد وهو الأيهم ، وأبو حارثة ابن علقمة أخو بني بكر بن وائل ، وأوس ، والحارث ، وزيد ، وقيس ، ويزيد ، ونبيه ، وخويلد ، وعمرو ، وخالد ، وعبدالله ، ويحنَّس ، في ستين راكبا ‏‏.‏‏
فكلم رسولَ الله صلى الله عليه وسلم منهم ‏‏:‏‏ أبو حارثة بن علقمة ، والعاقب عبدالمسيح ، والأيهم السيد - وهم من النصرانية على دين الملك ، مع اختلاف من أمرهم ، يقولون ‏‏:‏‏ هو الله ، ويقولون ‏‏:‏‏ هو ولد الله ، ويقولون ‏‏:‏‏ هو ثالث ثلاثة ، وكذلك قول النصرانية ‏‏.‏‏
فهم يحتجون في قولهم ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ هو الله ‏‏)‏‏ بأنه كان يحيي الموتى ، ويبرىء الأسقام ، ويخبر بالغيوب ، ويخلق من الطين كهيئة الطير ، ثم ينفخ فيه فيكون طائرا ، وذلك كله بأمر الله تبارك وتعالى ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ ولنجعله آية للناس ‏‏)‏‏ ‏‏.‏‏
ويحتجون في قولهم ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ إنه ولد الله ‏‏)‏‏ بأنهم يقولون ‏‏:‏‏ لم يكن له أب يعلم ، وقد تكلم في المهد ، وهذا لم يصنعه أحد من ولد آدم قبله ‏‏.‏‏
ويحتجون في قولهم ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ إنه ثالث ثلاثة ‏‏)‏‏ بقول الله ‏‏:‏‏ فعلنا ، وأمرنا ، وخلقنا ، وقضينا ، فيقولون ‏‏:‏‏ لو كان واحدا ما قال إلا فعلت ، وقضيت ، وأمرت ، وخلقت ؛ ولكنه هو وعيسى ومريم ‏‏.‏‏ ففي كل ذلك من قولهم قد نزل القرآن - فلما كلمه الحبران ، قال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏:‏‏ أسلما ؛ قالا ‏‏:‏‏ قد أسلمنا ؛ قال ‏‏:‏‏ إنكما لم تسلما فأسلما ؛ قالا ‏‏:‏‏ بلى ، قد أسلمنا قبلك ، قال ‏‏:‏‏ كذبتما ، يمنعكما من الإسلام دعاؤكما لله ولدا ، وعبادتكما الصليب ، وأكلكما الخنزير ؛ قالا ‏‏:‏‏ فمن أبوه يا محمد ‏‏؟‏‏ فصمت عنهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يجبهما ‏‏.‏‏

ما نزل فيهم من القرآن في آل عمران
فأنزل الله تعالى في ذلك من قولهم ، واختلاف أمرهم كله ، صدر سورة آل عمران إلى بضع وثمانين آية منها ، فقال جل وعز ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم ‏‏)‏‏ ‏‏.‏‏ فافتتح السورة بتنزيه نفسه عما قالوا ، وتوحيده إياه بالخلق والأمر ، لا شريك له فيه ، ردا عليهم ما ابتدعوا من الكفر ، وجعلوا معه من الأنداد ، واحتجاجا بقولهم عليهم في صاحبهم ، ليعرفهم بذلك ضلالتهم ؛ فقال ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ الم الله لا إله إلا هو ‏‏)‏‏ ليس معه غيره شريك في أمره ‏‏(‏‏ الحي القيوم ‏‏)‏‏ الحي الذي لا يموت ، وقد مات عيسى وصُلب في قولهم ‏‏.‏‏ والقيوم ‏‏:‏‏ القائم على مكانه من سلطانه في خلقه لا يزول ، وقد زال عيسى في قولهم عن مكانه الذي كان به ، وذهب عنه إلى غيره ‏‏.‏‏
‏‏(‏‏ نزَّل عليك الكتاب بالحق ‏‏)‏‏ ، أي بالصدق فيما اختلفوا فيه ‏‏(‏‏ وأنزل التوراة و الإنجيل ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ التوراة على موسى ، والإنجيل على عيسى ، كما أنزل الكتب على من كان قبله ‏‏(‏‏ وأنزل الفرقان ‏‏)‏‏ ، أي الفصل بين الحق والباطل فيما اختلف فيه الأحزاب من أمر عيسى وغيره ‏‏.‏‏
‏‏(‏‏ إن الذين كفرو بآيات الله ، لهم عذاب شديد ، والله عزيز ذو انتقام ‏‏)‏‏ ، أي أن الله منتقم ممن كفر بآياته ، بعد علمه بها ، ومعرفته بما جاء منه فيها ‏‏.‏‏
‏‏(‏‏ إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ‏‏)‏‏ ، أي قد علم ما يريدون وما يكيدون وما يضاهون بقولهم في عيسى ، إذ جعلوه إلها وربا ، وعندهم من علمه غير ذلك ، غِرَّة بالله ، وكفرا به ‏‏.‏‏
‏‏(‏‏ هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء ‏‏)‏‏ ، أي قد كان عيسى ممن صُوّر في الأرحام ، لا يدفعون ذلك ولا ينكرونه ، كما صُوِّر غيره من ولد آدم ، فكيف يكون إلها وقد كان بذلك المنزل ‏‏.‏‏
ثم قال تعالى إنزاها لنفسه ، وتوحيدا لها مما جعلوا معه ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ لا إله إلا هو العزيز الحكيم ‏‏)‏‏ ، العزيز في انتصاره ممن كفر به إذا شاء الحكيم في حجته وعذره إلى عباده ‏‏.‏‏ ‏
‏‏(‏‏ هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب ‏‏)‏‏ فيهن حجة الرب ، وعصمة العباد ، ودفع الخصوم والباطل ، ليس لهن تصريف ولا تحريف عما وُضعن عليه ‏‏(‏‏ وأخر متشابهات ‏‏)‏‏ لهن تصريف وتأويل ، ابتلى الله فيهن العباد ، كما ابتلاهم في الحلال والحرام ، ألاّ يُصرفن إلى الباطل ، ولا يحُرَّفن عن الحق ‏‏.‏‏
يقول عز وجل ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ فأما الذين في قلوبهم زيغ ‏‏)‏‏ ، أي ميل عن الهدى ‏‏(‏‏ فيتَّبعون ما تشابه منه ‏‏)‏‏ ، أي ما تصرف منه ، ليصدقوا به ‏ما ابتدعوا وأحدثوا ، لتكون لهم حجة ، ولهم على ما قالوا شبهة ‏‏(‏‏ ابتغاء الفتنة ‏‏)‏‏ ، أي اللبس ‏‏(‏‏ وابتغاء تأويله ‏‏)‏‏ ‏‏.‏‏ ذلك على ما ركبوا من الضلالة في قولهم ‏‏:‏‏ خلقنا وقضينا ‏‏.‏‏ يقول ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ وما يعلم تأويله ‏‏)‏‏ ، أي الذي به أرادوا ما أرادوا ‏‏(‏‏ إلا الله ، والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا ‏‏)‏‏ فكيف يختلف وهو قول واحد ، من رب واحد ‏‏.‏‏ ثم ردوا تأويل المتشابه على ما عرفوا من تأويل المحكمة التي لا تأويل لأحد فيها إلا تأويل واحد ، واتسق بقولهم الكتاب ، وصدق بعضه بعضا ، فنفذت به الحجة ، وظهر به العذر ، وزاح به الباطل ، ودمغ به الكفر ‏‏.‏‏
يقول الله تعالى في مثل هذا ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ وما يذكَّر ‏‏)‏‏ في مثل هذا ‏‏(‏‏ إلا أولوا الألباب ‏‏.‏‏ ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي لا تمل قلوبنا ، وإن مِلْنا بأحداثنا ‏‏.‏‏ ‏‏(‏‏ وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ‏‏)‏‏ ‏‏.‏‏
ثم قال ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ شهد الله أنه لا إله إلا هو الملائكة وأولوا العلم ‏‏)‏‏ بخلاف ما قالوا ‏‏(‏‏ قائما بالقسط ‏‏)‏‏ ، أي بالعدل فيما يريد ‏‏(‏‏ لا إله إلا هو العزيز الحكيم ‏‏.‏‏ إن الدين عند الله الإسلام ‏‏)‏‏ ، أي ما أنت عليه يا محمد ‏‏:‏‏ التوحيد للرب ، والتصديق للرسل ‏‏.‏‏ ‏‏(‏‏ وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلامن بعد ما جاءهم العلم ‏‏)‏‏ ، أي الذي جاءك ، أي أن الله الواحد الذي ليس له شريك ‏‏(‏‏ بغيا بينهم ، ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب ‏‏.‏‏ فإن حاجوك ‏‏)‏‏ ، أي بما يأتون به من‏ الباطل من قولهم ‏‏:‏‏ خلقنا وفعلنا وأمرنا ، فإنما هي شبهة باطل قد عرفوا ما فيها من الحق ‏‏(‏‏ فقل أسلمت وجهي لله ‏‏)‏‏ ، أي وحده ‏‏(‏‏ ومن اتبعنِ ، وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين ‏‏)‏‏ الذين لا كتاب لهم ‏‏(‏‏ أأسلمتم ، فإن أسلموا فقد اهتدوا ، وإن تولوا فإنما عليك البلاغ ، والله بصير بالعباد ‏‏)‏‏ ‏‏.‏‏

ما نزل من القرآن فيما اتبعه اليهود والنصارى
ثم جمع أهل الكتابين جميعا ، وذكر ما أحدثوا وما ابتدعوا ، من اليهود والنصارى ، فقال ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ، ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس ‏‏)‏‏ ، إلى قوله ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ قل اللهم مالك الملك ‏‏)‏‏ ، أي رب العباد ، والملك الذي لا يقضي فيهم غيره ‏‏(‏‏ تؤتي الملك من تشاء ، وتنزع الملك ممن تشاء ، وتعز من تشاء ، وتذل من تشاء ، بيدك الخير ‏‏)‏‏ ، أي لا إله غيرك ‏‏(‏‏ إنك على كل شيء قدير ‏‏)‏‏ ، أي لا يقدر على هذا غيرك بسلطانك وقدرتك ‏‏.‏‏ ‏‏(‏‏ تولج الليل في النهار ، وتولج النهار في الليل ، وتخرج الحي من الميت ، وتخرج الميت من الحي ‏‏)‏‏ بتلك القدرة ‏‏(‏‏ وترزق من تشاء بغير حساب ‏‏)‏‏ لا يقدر على ذلك غيرك ، ولا يصنعه إلا أنت ، أي فإن كنتُ سلطت عيسى على الأشياء التي بها يزعمون أنه إله ، من إحياء الموتى ، وإبراء الأسقام ، والخلق للطير من الطين ، والإخبار عن الغيوب ، لأجعله به آية للناس ، وتصديقا له في نبوته التي بعثته بها إلى قومه ، فإن من سلطاني وقدرتي ما لم أعطه تمليك الملوك بأمر النبوة ، ووضعها حيث شئت ، وإيلاج الليل في النهار ، والنهار في الليل ، وإخراج الحي من الميت ، وإخراج الميت من الحي ، ورزق من شئت من بر أو فاجر بغير حساب ؛ فكل ذلك لم أسلط عيسى عليه ، ولم أملكه إياه ، أفلم تكن لهم في ذلك عبرة وبينة ‏‏!‏‏ أن لو كان إلها كان ذلك‏ كله إليه ، وهو في علمهم يهرب من الملوك ، وينتقل منهم في البلاد ، من بلد إلى بلد ‏‏.‏‏

ما نزل من القرآن في وعظ المؤمنن وتحذيرهم
ثم وعظ المؤمنين وحذرهم ، ثم قال ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ قل إن كنتم تحبون الله ‏‏)‏‏ ، أي إن كان هذا من قولكم حقا ، حبا لله وتعظيما له ‏‏(‏‏ فاتبعوني يحببكم الله ، ويغفر لكم ذنوبكم ‏‏)‏‏ ، أي ما مضى من كفركم ‏‏(‏‏ والله غفور رحيم ‏‏.‏‏ قل أطيعوا الله والرسول ‏‏)‏‏ فأنتم تعرفونه وتجدونه في كتابكم ‏‏(‏‏ فإن تولوا ‏‏)‏‏ ، أي على كفرهم ‏‏(‏‏ فإن الله لا يحب الكافرين ‏‏)‏‏ ‏‏.‏‏

ما نزل من القرآن في خلق عيسى
ثم استقبل لهم أمر عيسى عليه السلام ، وكيف كان في بدء ما أراد الله به ، فقال ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم ، و آل عمران على العالمين ‏‏.‏‏ ذرية بعضها من بعض ، والله سميع عليم ‏‏)‏‏ ‏‏.‏‏ ثم ذكر أمر امرأة عمران ، وقولها ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ رب إني نذرت لك ما في بطني محررا ‏‏)‏‏ ، أي نذرته فجعلته عتيقا ، تعبده لله ، لا ينتفع به لشيء من الدنيا ‏‏(‏‏ فتقبل مني إنك أنت السميع العليم ‏‏.‏‏ فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى ، والله أعلم بما وضعت ، وليس الذكر كالأنثى ‏‏)‏‏ ، أي ليس الذكر كالأنثى لما جعلتها محررا لك نذيرة ‏‏(‏‏ وإني سميتها مريم ، وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ‏‏)‏‏ ‏‏.‏‏ يقول الله تبارك وتعالى ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ فتقبلها ربها بقبول حسن ، وأنبتها نباتا حسنا ، وكفلها زكريا ‏‏)‏‏ بعد أبيها وأمها ‏‏.‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ كفلها ‏‏:‏‏ ضمها ‏‏.‏‏

خبر زكريا ومريم عليهما السلام
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ فذكرها باليتم ، ثم قص خبرها وخبر زكريا ، وما دعا به ، وما أعطاه إذ وهب له يحيى ‏‏.‏‏ ثم ذكر مريم ، وقول الملائكة لها ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين ‏‏.‏‏ يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الركعين ‏‏)‏‏ ‏‏.‏‏ يقول الله عز وجل ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك ، وما كنت لديهم ‏‏)‏‏ ، أي ما كنت معهم ‏‏(‏‏ إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم ‏‏)‏‏ ‏‏.‏‏

تفسير ابن هشام لبعض الغريب
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ أقلامهم ‏‏:‏‏ سهامهم ، يعني قداحهم التي استهموا بها عليها ، فخرج قدح زكريا فضمها ، فيما قال الحسن بن أبي الحسن البصري ‏‏.‏‏

كفالة جريج الراهب لمريم
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ كفلها هاهنا جريج الراهب ، رجل من بني إسرائيل نجار ، خرج السهم عليه بحملها ، فحملها ، وكان زكريا قد كفلها قبل ذلك ، فأصابت بني إسرائيل أزمة شديدة ، فعجز زكريا عن حملها ، فاستهموا عليها أيهم يكفلها ، فخرج السهم على جريج الراهب بكفولها فكفلها ‏‏.‏‏ ‏‏(‏‏ وما كنت لديهم إذ يختصمون ‏‏)‏‏ ، أي ما كنت معهم إذ يختصمون فيها ‏‏.‏‏ يخبره بخفي ما كتموا عنه من العلم عندهم ، لتحقيق نبوته والحجة عليهم بما يأتيهم به مما أخفوا منه ‏‏.‏‏
ثم قال ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم ‏‏)‏‏ ، أي هكذا كان أمره ، لا كما تقولون فيه ‏‏(‏‏ وجيها في الدنيا والآخرة ‏‏)‏‏ أي عند الله ‏‏(‏‏ ومن المقربين ‏‏.‏‏ ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين ‏‏)‏‏ يخبرهم بحالاته التي يتقلب فيها في عمره ، كتقلب بني آدم في أعمارهم ، صغارا وكبارا ، إلا أن الله خصه بالكلام في مهده آية لنبوته ، وتعريفا للعباد بمواقع قدرته ‏‏.‏‏ ‏‏(‏‏ قالت رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر ‏‏؟‏‏ قال كذلكِ الله يخلق ما يشاء ‏‏)‏‏ ، أي يصنع ما أراد ، ويخلق ما يشاء من بشر أو غير بشر ‏‏(‏‏ إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن ‏‏)‏‏ مما يشاء وكيف شاء ، ‏‏(‏‏ فيكون ‏‏)‏‏ كما أراد ‏‏.‏‏

ما نزل من القرآن في بيان آيات عيسى عليه السلام
ثم أخبرها بما يريد به ، فقال ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة ‏‏)‏‏ التي كانت فيهم من عهد موسى قبله ‏‏(‏‏ والإنجيل ‏‏)‏‏ ، كتابا آخر أحدثه الله عز وجل إليه لم يكن عندهم إلا ذكره أنه كائن من الأنبياء بعده ‏‏(‏‏ ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم ‏‏)‏‏ ، أي يحقق بها نبوتي ، أني رسول منه إليكم ‏‏(‏‏ أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله ‏‏)‏‏ الذي بعثني إليكم ، وهو ربي و ربكم ‏‏(‏‏ وأُبرىء الأكمه والأبرص ‏‏)‏‏ ‏‏.‏‏
تفسير ابن هشام لبعض الغريب
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ الأكمه ‏‏:‏‏ الذي يولد أعمى ‏‏.‏‏ قال رؤبة بن العجاج‏‏:‏‏
هرَّجتُ فارتدّ ارتداد الأكمه *
وجمعه ‏‏:‏‏ كمه ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ هرجت ‏‏:‏‏ صحت بالأسد ، وجلبت عليه ‏‏.‏‏ وهذا البيت في أرجوزة له ‏‏.‏‏
‏‏(‏‏ وأحيي الموتى بإذن الله ، وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم ، إن في ذلك لآية لكم ‏‏)‏‏ أني رسول الله من الله إليكم ‏‏(‏‏ إن كنتم مؤمنين ، ومصدقا لما بين يدي من التوراة ‏‏)‏‏ ، أي لما سبقني عنها ‏‏(‏‏ و لأحل لكم بعض الذي حرم عليكم ‏‏)‏‏ ، أي أخبركم به أنه كان عليكم حراما فتركتموه ، ثم أُحله لكم تخفيفا عنكم ، فتصيبون يسره وتخرجون من تباعاته ‏‏(‏‏ وجئتكم بآية من ربكم ، فاتقوا الله وأطيعون ‏‏.‏‏ إن الله ربي وربكم ‏‏)‏‏ ، أي تبريَّا من الذي يقولون فيه ، واحتجاجا لربه عليهم ، ‏‏(‏‏ فاعبدوه هذا صراط مستقيم ‏‏)‏‏ ، أي هذا الذي قد حملتكم عليه وجئتكم به ‏‏.‏‏ ‏‏(‏‏ فلما أحس عيسى منهم الكفر ‏‏)‏‏ والعداون عليه ، ‏‏(‏‏ قال من أنصاري إلى الله ، قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله ‏‏)‏‏ هذا قولهم الذي أصابوا به الفضل من ربهم ‏‏(‏‏ واشهد بأنا مسلمون ‏‏)‏‏ لا ما يقول هؤلاء الذين يحاجونك فيه ‏‏(‏‏ ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول ، فاكتبنا مع الشاهدين ‏‏)‏‏ ، أي هكذا كان قولهم وإيمانهم ‏‏.‏‏

رفع عيسى عليه السلام
ثم ذكر سبحانه وتعالى رفعه عيسى إليه حين اجتمعوا لقتله ، فقال ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين ‏‏)‏‏ ‏‏.‏‏
ثم أخبرهم ورد عليهم فيما أقروا لليهود بصلبه ، كيف رفعه وطهره منهم ، فقال ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ، ومطهرك من الذين كفروا ‏‏)‏‏ ، إذ هموا منك بما هموا ‏‏(‏‏ وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ‏‏)‏‏ ‏‏.‏‏ ثم القصة ، حتى انتهى إلى قوله ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ ذلك نتلوه عليك ‏‏)‏‏ يا محمد ‏‏(‏‏ من الآيات والذكر الحكيم ‏‏)‏‏ القاطع الفاصل الحق ، الذي لا يخالطه الباطل ، من الخبر عن عيسى ، وعما اختلفوا فيه من أمره ، فلا تقبلن خبرا غيره ‏‏.‏‏
‏‏(‏‏ إن مثل عيسى عند الله ‏‏)‏‏ فاستمع ‏‏(‏‏ كمثل آدم خلقه من تراب ، ثم قال له كن فيكون ‏‏.‏‏ الحق من ربك ‏‏)‏‏ ، أي ما جاءك من الخبر عن عيسى ‏‏(‏‏ فلا تكن من الممترين ‏‏)‏‏ ، أي قد جاءك الحق من ربك فلا تمترينّ فيه ، وإن قالوا ‏‏:‏‏ خلق عيسى من غير ذكَر فقد خلقت آدم من تراب ، بتلك القدرة من غير أنثى ولا ذكر ، فكان كما كان عيسى لحما ودما ، وشعرا وبشرا ، فليس خلق عيسى من غير ذكر بأعجب من هذا ‏‏.‏‏ ‏‏(‏‏ فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم ‏‏)‏‏ ، أي من بعد ما قصصت عليك من خبره ، وكيف كان أمره ، ‏‏(‏‏ فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ، ونساءنا ونساءكم ، وأنفسنا وأنفسكم ، ثم نبتهلْ فنجعلْ لعنة الله على الكاذبين ‏‏)‏‏ ‏‏.‏‏

تفسير ابن هشام لبعض الغريب
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ قال أبو عبيدة ‏‏:‏‏ نبتهل ‏‏:‏‏ ندعو باللعنة ، قال أعشى بني قيس بن ثعلبة ‏‏:‏‏
لا تقعدن وقد أكَّلْتها حطبا * نعوذ من شرها يوما ونبتهل
وهذا البيت في قصيدة له ‏‏.‏‏ يقول ‏‏:‏‏ ندعو باللعنة ‏‏.‏‏ وتقول العرب ‏‏:‏ بهل الله فلانا ، أي لعنه ، وعليه بهلة الله ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ بهُلة الله ، أي لعنة الله ؛ ونبتهل أيضا ‏‏:‏‏ نجتهد ، في الدعاء ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ إن هذا ‏‏)‏‏ الذي جئت به من الخبر عن عيسى ‏‏(‏‏ لهو القصص الحق ‏‏)‏‏ من أمره ‏‏(‏‏ وما من إله إلا الله ، وإن الله لهو العزيز الحكيم ‏‏.‏‏ فإن تولوا ، فإن الله عليم بالمفسدين ‏‏.‏‏ قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ، ولا نشرك به شيئا ، ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله ، فإن تولوا ، فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون ‏‏)‏‏ ‏‏.‏‏ فدعاهم إلى النَّصَف ، وقطع عنهم الحجة ‏‏.‏‏

إباؤهم الملاعنة
فلما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر من الله عنه ، والفصل من القضاء بينه وبينهم ، وأُمر بما أمر به من ملاعنتهم إن ردوا ذلك عليه ، دعاهم إلى ذلك ؛ فقالوا له ‏‏:‏‏ يا أبا القاسم ، دعنا ننظر في أمرنا ، ثم نأتيك بما نريد أن نفعل فيما دعوتنا إليه ‏‏.‏‏ فانصرفوا عنه ، ثم خلوا بالعاقب ، وكان ذا رأيهم ، فقالوا ‏‏:‏‏ يا عبدالمسيح ، ماذا ترى ‏‏؟‏‏ فقال ‏‏:‏‏ والله يا معشر النصارى لقد عرفتم أن محمدا لنبي مرسل ، ولقد جاءكم بالفصل من خبر صاحبكم ، ولقد علمتم ما لاعن قوم نبيا قط فبقي كبيرهم ، ولا نبت صغيرهم ، وإنه للاستئصال منكم إن فعلتم ، فإن كنتم قد أبيتم إلا إلف دينكم ، والإقامة على ما أنتم عليه من القول في صاحبكم ، فوادعوا الرجل ، ثم انصرفوا إلى بلادكم ‏‏.‏‏ فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا ‏‏:‏‏ يا أبا القاسم ، قد رأينا ألا نلاعنك ، وأن نتركك علىدينك ونرجع على ديننا ، ولكن ابعث معنا رجلا من أصحابك ترضاه لنا ، يحكم بيننا في أشياء اختلفنا فيها من أموالنا ، فإنكم عندنا رضا ‏‏.‏‏

أبو عبيدة يتولى أمورهم
قال محمد بن جعفر ‏‏:‏‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏:‏‏ ائتوني العشية أبعثْ معكم القوي الأمين ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فكان عمر بن الخطاب يقول ‏‏:‏‏ ما أحببت الإمارة قط حبي إياها يومئذ ، رجاء أن أكون صاحبها ، فرحت إلى الظهر مُهجِّرا ، فلما صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر سلم ، ثم نظر عن يمينه وعن يساره ، فجعلت أتطاول له ليراني ، فلم يزل يلتمس ببصره حتى رأى أبا عبيدة بن الجراح ، فدعاه فقال ‏‏:‏‏ اخرج معهم ، فاقض بينهم بالحق فيما اختلفوا فيه ‏‏.‏‏ قال عمر ‏‏:‏‏ فذهب بها أبو عبيدة ‏‏.

This site was last updated 11/07/10