Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

الشريعة الإسلامية هو تأليه الحكم والحاكم 

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس بها تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
الجهاد وقتل غير المسلم
المرتدون فى شريعة الإسلام
اللغة القبطية وقطع الألسن
عنصرية الشريعة الإسلامية
المسيحيين والزى
الجهاد الإرتداد واللغة
أورشليم والصلح
قسم القوانين
الخط الهمايونى والكنائس
إلغاء اللغة القبطية
الشريعة لتأليه الحكم والحاكم
نتائج تطبيق الشريعة
الإسلام هو آية السيف
الأسلام وإستيطان الأرض
نبش قبور الفراعنة
الزى الإسلامى
الشريعة وترميم وبناء الكنائس

 

 
تقنين وتنفيذ الشريعة ألإسلامية هو أتجاه إلى تأليه الحكم والحاكم فى الدول الإسلامية الحديثة

 

قامت الخلافة من أهل بيت محمد وأصحابة والبيت القرشى ثم إنتهت وبالرغم من إنتهاء شخص الخليفة الذى يمثل حكم الله على الأرض فى العصر القديم إلا أن العصابات الإسلامية الإجرامية تلقفت فكرة الخلافة فشكلوها وأعطوها وجها حديثا مرتكزين على أنهم وحدهم الذين يتبعون صحيح الإسلام ويرجعون إلى نظم الحكم الى العصور الأولى من حكم الخلافة الإسلامية .
فأنشأوا التنظيمات والجماعات السرية التى لاتؤمن بالحكومات المدنية ووصلوا إلى منصب الأمير ( أمير الجماعة ) ولكنهم لم يتعدوها لأن نظام الخلافة إنتهى فعلا ولا يقدر أحد من المسلمين على إحياؤه لعدم توفر شروطه وهى أن يكون الخليفة عربى – قريشى – من أهل بيت النبى , ولكنهم إتخذوا كل مقومات الأصولية وكفروا المجتمع بجميع فئاته فقتلوا الدكتور رفعت المحجوب رئيس البرلمان 0 مجلس الشعب , وقتلوا الدكتور الكاتب الكبير محمد فرج فودة , وحاولوا إغتيال الدكتور الكاتب الكبير نجيب محفوظ الحاصل على جائزة نوبل العالمية فى الأدب , وحاولوا إغتيال الدكتور عاطف صدقى رئيس الوزراء , واللواء حسن الألفى وزير الداخلية , والأستاذ صفوت الشريف وزير الأعلام كما إغتالوا الكثير من رجال الشرطة والجيش وإن لم تعلن الحكومة عنهم رسميا ً وما أكثر رجال القضاء الذين قتلوهم نتيجة لأحكامهم على الجرائم التى فعلوها ( إسلامية وغير إسلامية ) وإقتصر الإسلام على إسلامهم وأفتوا بتحليل قتل المسلمين وغير المسلمين ( الكفرة ) فى سبيل إيمانهم الإسلامى فهم الوحيدين الذين يؤمنون بصحيح الدين وبدأوا بنشر دعوتهم على الأسس السابقة وهى فى الواقع ليست إلا فكرة منقوله من تنظيم عصابات المافيا السرية
وبالرغم من الخلاف على السلطة بين الحكومة وهذه العصابات الإسلامية الإجرامية قام المؤلفة قلوبهم التابعين لهذه الجماعات الذين يعملون فى الحكومة المصرية بتحويل مسار الحكومة العلمانى إلى مسار دينى بتطبيق الشريعة الإسلامية تم على مراحل حتى لا يهتز النظام الإجتماعى والتركيبة الأساسية للمجتمع المصرى , وإن كان تم هذا التحول ببطئ إلا أن ثقل أثارة ظهرت على الأقليات المكونة لجزء من نسيج الأمة 0
وطبيعى أن هذا تم فى الوقت الذى لم تستفد مصر من الخبرات الغربية فى هذا المجال وإختارت أن تطبق نظاما ً ضارب فى القدم ولا يصلح لمواكبة إختلاف الفكر وإختلاف العصر وهى بذلك ضربت بعرض الحائط مقومات الحضارة الحديثة

إن العلاقة بين الدين والدولة قد تفتت فى أوربا إبتداء من القرن السادس عشر وبدأت العلمنة التدريجية لتفتح الآفاق نحو التقدم الحر الغير مقيد بالدين , وبدأت رحلة الصعود المتواصل نحو الثقافة العقلية الحديثة وهذا بالتالى أدى الفصل الكامل بين عناصر الحكم – الدين – السياسة - القانون – هذا التحول التاريخى الكبير أخاف بعض المشاهير أمثال ماكس فيبر , وأطلق عليها مصطلح شهير هو " خيبة العالم " . إن هذا التحول كان من ثمار الرأسمالية والثقافة المتفتحة الشرهة نحو التقدم الحديث فأزالت القيود التى تعوف عملية التقدم حتى ولو كان دينا ً هذه المقومات أثمرت تطور حضارى سريع فاق أى تطور حضارى آخر تم فى تاريخ البشرية منذ نشأتها فى هذه الفترة القصيرة من الزمن 0 ولم يكن هذا الفصل بين الكنيسة والدولة بالأمر الصعب فى المسيحية لأن السيد المسيح له المجد قال عبارته المشهورة الخالدة " إعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله "
وإذا نظرنا إلى وجهه النظر العربية الإسلامية نجد أن
• لا يوجد نص دينى واضح يفصل الدين عن الدولة بل هناك عبارة لا أزال أتذكرها ولا أعرف مصدرها - أن الإسلام دين ودولة .
• غياب طبقة المثقفين الواعية والقادرة على لعب دور تاريخى محرك وموجة فى المجتمع الإسلامى .
• الوعى الإسلامى بثته فى المجتمع جماعات إجرامية رسخت الظاهرة الإسلامية التى نراها الآن وكما يقول محمد أركون أنه لم يكن مضبوطا ً أو موجها ً من قبل فئة هرمية مرتبة على نمط التنظيم الهرمى الكاثوليكى , الذى أضاف إلى سلطتة الروحية سلطة إقتصادية وسياسية ذات فعالية ضخمة (1) ( ما زال الأزهر يعتمد على مساعدات مالية تقدمها الحكومة المصرية لذا يمكن القول أنه لا يتمتع بإستقلالية وحرية فى الحركة لهذا لم تكن له القدرة على مواجهه أفكار إبن تميمة المستحدثة
)
ويمكننا نصل إلى إستنتاج أن هيمنة العسكريين وسيطرتهم الكاملة على
السلطة السياسية يتم من خلال وبواسطة تطبيق الدين الإسلامى المتمثل فى الشريعة الإسلامية , ولم يكن هذا النظام جديدا ولكن كان البيزنطين لهم السبق فى تطبيق هذا النظام قبل الأسلام فقد كانوا يعينون بطاركة لهم رتب عسكرية , وعند دراسة أسلوب الحكم العربى الإسلامى نجد أن الخليفة كان يرسل إلى ولاياتة والياً – له الصفة السياسية والإدارية والعسكرية بالإضافة إلى أنه كان يؤم المسلمين فى الصلاة ويرأس إحتفالاتهم الدينية . ومن هذه الوظائف أخذ سلطة روحية على المسلمين من الخليفة الذى هو نائب النبى ويمثل حكم الله على الأرض , ومشرع قانوناً إلهياً يعتبر خارج من أى مناقشة أو إعتراض , فسيطروا بهذه الأبعاد على كل الوجدان البشرى فى المسلم وأبعاده الذى يتعطش إلى نصرة الإسلام على الكفرة والمشركين الذين هم أعداء الله وتكون الأرض لله ودينها الإسلام 0

ولكن كل العوامل السابقة قد زالت من الوجود وإختفت تماماُ من الممارسة العملية أو أصبحت آثاراً بفعل الزمن وتقدم الحضارة , ولكن الشعور بالعزة والتفوق الجنسى العربى ما زال باقياً فى الوجدان , وهالة أن يرى الأمم تتقدم فى الحضارة ففتحوا كتبهم ونظروا إلى حكوماتهم العلمانية التى أصابتها إنهيارات عسكرية متتالية ووجدوا أن الفرق هو أن حكومات اليوم علمانية فى الوقت الذى كان قمة الحكم أثناء مجدهم القديم دينياً دكتاتورياً . فلم يجدوا شعاراً غير الحل هو الإسلام أو بالمعنى البسيط العودة إلى أصل الدين كما هو فى العصور القديمة التى تؤلة الحاكم لأنة خليفة النبى وتطبق الشريعة الإسلامية مٌن يخالفها فهو يخالف الله الذى وضعها وهذا المصير التى آلت إلية مصر هو مصير معاكس فى الإتجاه لما تم فى الثورة الفرنسية فقد ألقى الثوار القبض على لويس السادس عشر عام 1792 وحاكموه وأعدموه ووضعوا حداً للملكية ذات الحق الإلهى , وكان هذا إنبعاثاً جديداً للبشرية وهو تصفية الإلة القديم المسيطر على الحكم أو بالمعنى الأدق الحاكم الذى يستخدم الألوهية فى حكم شعبه , صحيح أن هذا الإلة سيظل موجودا ولكنه لا يحد فكر الإنسان وثقافتة وتقدمة , أو حتى إستغلال أفراد لهذا الإلة وتطويعة لرغباتهم فى السلطة وبناء إمبراطوريات لتنمية الألوهية فى ذواتهم –
ويمكننا التعرف على عدة مراحل مر بها الفكر الإسلامى حتى وصل إلى مرحلة الرجوع إلى الخلف –

• مرحلة المثقفين اللبراليين ما بين عامى 1820- 1952
• مرحلة الثوريين العرب ما بين عامى 1952- 1970
• مرحلة الثوريين الإسلاميين ( العصابات الإسلامية الإجرامية ) ما بعد 1979

ولم يختفى تماماً العلماء من رجال الدين فقد نافسوا المثقفين فى الوصول إلى عقل المسلم وكان لهم بلا شك أولوية العامل الدينى وأسبقيته إلى وجدان العامة والبسطاء , والحقائق التاريخية الحديثة تؤكد نجاحهم فى هذا المضمار فأعمال طه حسين والعقاد والمازنى وأحمد أمين وقاسم أمين فى تحرير المرأة من الحجاب قابلتهم الأعمال الدينية المنتجة من حسن البنا ومصطفى صادق الرافعى , ورشيد رضا وغيرهم تأسيس الإخوان المسلمين فى الثلاثينيات
ولم يستطع رجال الدين الإسلامى فى العصر الحديث أن يحدثوا إصلاحاً شعبياً حٌراسِ الإسلام " المكتوب " إصطدم بالإسلام الشعبى لأنه لم ينزل إلى العامة فى الأزقة والحوارى ليكون منهم فلم تستطع أى نخبة مثقفة أن تنهض بمسؤولياته وتتبنى عواطفة .
وحدث إنفجار سكانى بعد عام 1950 وإختل التوازن بين طبقات المجتمع وبدأ عصر التحديث فدخل الراديو كل بيت وبدأت أخبار العالم تصل إلى المستمع المسلم وبدأ ينفتح للحضارة , وأصبح هناك تضارب فى المجتمع وإختل التوازن فية بين هؤلاء المثقفين الذين تقبلوا الحضارة الغربية بكل ما فيها من مميزات وعيوب ( علمنة المجتمع ) وبين الجماهير المتمسكة بالعادات والتقاليد , كما ساهمت الناصرية وحرب الجزائر التابعين للمعسكر الشيوعى فى نثر بذور الكراهية لنظم الغرب الرأس مالية , كما إتبعت أيدولوجية الإخوان المسلمين نفس الإستراتيجية ضد الغرب وإتهمته دينياً بأنه مشرك وكافر وأوهمت المثقف المصرى أنها تحارب مع الإشتراكين لدحض الإستعمار الغربى ثم تبشر بالعودة إلى التراث العربى الإسلامى القديم وكان الإنتصار الدبلوماسى لجمال عبد الناصر بإنسحاب الإستعمار الأنجلوا فرنسى الإسرائيلى من مصر سنة 1956 وإستقلال الجزائر سنة 1962 يلهبان النفوس ويحدان المثقفين المعتدلين – وبعد كارثة 5 يونية عام 1967 ذاقت نفوس المسلمين مرارة الهزيمة وأصبحوا فى حالة يأس وأصيب الفكر النقدى بالشلل لأن عبد الناصر أعاد تعبئة الجماهير بنفس الإسلوب - المضاد للإستعمار والصهيونية – وأطلق على الهزيمة إسم النكسة .
وفى إيران حدث أنه عندما وصل الخمينى إلى قمة السلطة فى إيران عام 1979 أمر بالقبض على الشاه لمحاكمته وتنفيذ حكم الإعدام به بصفته فرعون أو الطاغية – كان من المفروض أن يضع حداً من الناحية الرمزية لهذا الشيطان الإلة الذى حكم إيران إلا أنة وقع فى شبكة إله الحكم أو تألية الحكم والحاكم فقد حكم إيران بصفته العالم الفقية الذى حصر عقله داخل الجدار الدينى المقيد كما وقع فى خطأ آخر وهو أنه لم يراعى صحة هذا الإمبراطور المتدهورة نتيجه لتفشى مرض السرطان فى جسدة النحيل لهذا فقد فى وسط شهوته للإنتقام تأييد البلاد المتحضرة .
ويذكر التاريخ أن الأشد خطورة أن الموضوعات التى نوقشت بين القرنين الثانى والرابع الهجرى / أى الثامن والعاشر الميلاديين , قد تركت محفوظة فى الكتب
• كما تركها الأشعرى للسنٌيين ( الأشعرى مات سنة 324 هـ / 935 م )
• وكما تركها ابن بابوية وأبو جعفر الطوسى بالنسبة للشيعة ( ابن بابوية مات 381 هـ / 991 م , الطوسى مات 460 هـ / 1067 م)
وعندما بعثت من جديد لم يستطع فكر المثقفين المسلمين المعتدل أن يدخل ساحة المناقشة ليحد من الفوران الدينى القديم لأن الأجيال قد تربت على كره الغرب وحضارتة
بالإضافة إلى أن هذه الموضوعات طُمٍست أو أصبح من المستحيل التفكير فيها من قبل حكم الإسلام الرسمى منذ عصر الأمويين وكان من يناقش يقتل :-
• موضوع تاريخ النص القرآنى وتشكٌلة
• تاريخ مجموعات الحديث النبوى
• الشروط التاريخية والثقافية لتشكٌل الشريعة
• موضوع الوحى
• تحريف الكتابات المقدسة السابقة على القرآن
• موضوع التعالى الخاص بالآيات التشريعية فى القرآن
• هل القرآن مخلوق أم أنه معاد خلقة ( أى غير مخلوق )
• موضوع سلطة الدولة والقانون القضائى والشريعة
• موضوع مكانة الشخص فى الإسلام
• وضع المرأة
• تربية وتعليم الأطفال

وإبتعد الفكر الإسلامى عن كل الموضوعات السابقة وبعض هذه الموضوعات من الأهمية أنه إذا أمكن تجاهلها فى العصور الوسطى بسبب التخلف إلا أنه لا يمكن تجاهلها فى هذا العصر مثل مكانه المرأة وحقوقها , وكذلك الشريعة الإسلامية وتطبيقها العنصرى على الذميين ومسألة الدولة والنظام السياسى , وتنظيم المجتمع المدنى . والحريات الفردية وحرية الإعتقاد الدينى ...ألخ كل هذه الموضوعات لا يزال من المستحيل التفكير فيها حتى الآن وإزالة كل موضوع لا يناسب متطلبات العصر أو يناقض حقوق الإنسان الحديث
-----------------------------------------------------------------

(1) الفكر الإسلامى د. محمد أركون - نقد وإجتهاد ترجمة وتعليق هاشم صالح – دار الساقى الطبغة الأولى 1990 ص 13

========================================================================

 

 

 

This site was last updated 05/27/11