Home Up المقالة الأولى للأنبا غريغوريوس المقالة الثانية للأنبا غريغوريوس رهبان سانت كاترين والبدو المقالة الثالثة للأنبا غريغوريوس المقالة الرابعة للأنبا غريغوريوس دير سانت كاترين والمعارض الدولية كتاب عن سانتت كاترين السيول ودير سانت كاترين جامع الحاكم بأمر الله سانت كاترين في العصور الإسلامية الدير والسماحة Untitled 2744 Untitled 2745 | | جريدة وطنى 20/7/2008م عن مقالة بعنوان [ سيناء ودير سانت كاترين (3) ] للمتنيح الأنبا غريغوريوس لم يطلق علي الدير اسم سانت كاترين إلا في عهد متأخر,عندما اكتشف الرهبان رفاتها ونقلوه بعد ذلك إلي الدير في القرن التاسع.والمعروف تاريخيا أن الإمبراطور يوستينيانوس (527-565م) هو الذي بني الدير في نحو عام 545م.بعد أن ذهب بعض الرهبان إليه وشكوا مما يتعرضون له من اعتداءات بدو الصحراء والبربر,علي الرغم من أن الإمبراطورة هيلانة أم الملك قسطنطين,كانت قد بنت لهم في عام 330م كنيسة صغيرة في موضع العليقة الملتهبة علي اسم العذراء مريم وأخري كبيرة,وصوامع,كما شيدت لهم برجا لحمايتهم.فقام يوستينيانوس ببناء حصن عظيم ومنيع يحيط بأبنية الملكة هيلانة,وأرسل حامية من الجند تقيم في المنطقة لحماية الرهبان من غارات عرب البدو الوثنيين وقطاع الطرق.كما أسكن بالقرب من الدير مائتي عائلة من بنطس والإسكندرية.ويشكل خدام الدير الحاليون قبيلة من القبائل العربية في سيناء تعرف باسم (قبيلة الجبلية أو الجبالية) عليهم واجبات خاصة في الدير ولهم فيه حقوق.ومع أنهم مسلمون لكنهم يحافظون علي التراث المسيحي بالدير,فهم يعيدون للنبي موسي في القمة المقدسة,كما يكرمون النبي هارون,والقديس جاورجيوس,والقديسة كاترينا.ويعتبرون الدير جزءا لا يتجزأ من حياتهم,كما يحترمون الدير,ومطران الدير,ويعدونه أعلي سلطة إدارية وقضائية لقبيلتهم.وعلي الرغم من فقرهم فهم يتميزون بالقناعة والبشاشة واللطف,وهم قوم مسالمون وكرماء يفرحون بالزوار ويخدمونهم بسماحة وسرور. وقد سجل اسم (يوستينيانوس) فوق باب الدير علي حجرين من الرخام,أحدهما نقش عليه باليونانية والآخر بالعربية ما يلي: 'أنشأ دير طور سيناء,وكنيسة جبل المناجاة,الفقير لله,الراجي عفو مولاه,الملك المهذب الرومي المذهب,(يوستينيانوس),تذكارا له ولزوجته تاوضورة,علي مرور الزمان,حتي يرث الله الأرض ومن عليها,وهو خير الوارثين'. 'وتم بناؤه بعد ثلاثين سنة من ملكه,ونصب له رئيسااسمه ضولاس.جري ذلك سنة 6021لآدم الموافق لتاريخ السيد المسيح 527م'. وعلي سقف الكنيسة الرئيسية بالدير يرد ذكر أسماء يوستينيانوس وقرينته ثيوذورا والمهندس إسطفان إيليسيوس.ويؤيد هذا ما ذكره المؤرخ (بروكوبيوس) مؤرخ الإمبراطور,كما يتضح أيضا من مخطوط قديم محفوظ في مكتبة الدير للبطريرك أفتيخوس يرجع إلي القرن التاسع. وقد تدمر هذا الدير عددا من المرات بسبب الرطوبة وتساقط الأمطار الغزيرة ثم أعيد بناؤه من جديد.ويتراوح ارتفاع سور الدير من عشرة أمتار إلي عشرين مترا,ويبلغ سمكه في بعض المواضع من مترين إلي ثلاثة أمتار.وفي الجانب الغربي من برج يوستينيانوس يوجد مدخل قديم لا يستعمل اليوم,ومن فوقه نافذة للمراقبة ولمتابعة ما يجري خارج الدير.أما المدخل المستعمل اليوم فهو يتألف من ثلاثة أبواب حديدية,الأول منها ضيق وقديم ولا يزيد عرضه عن متر واحد,وطوله عن متر ونصف متر.وقد صفحوا هذا الباب بألواح من الحديد ثبتوها في الخشب بمسامير كبيرة,ويمر الداخل منه بدهليز ضيق طوله متران,يقود إلي باب آخر بحجم الباب الأول يفتح إلي اليسار,ثم باب آخر يفتح إلي الغرب.وقد أقيمت علي طول الواجهة الداخلية للحصن صوامع الرهبان وأبنية أخري.وفي سنة 1951شيد جناح جديد للدير من الجانب الشمالي يضم مبني المكتبة,ومعرض الأيقونات والرسوم,وغرفة الطعام الجديدة للرهبان,ومقر المطران,وعلي الجهة الغربية من السور أقيمت دار للضيافة. وللدير راية بيضاء مكتوب عليها حرفا A.K وهما الحرفان الأولان من اسم القديسة (كاترينا),وترفع هذه الراية علي سارية الدير في الأعياد والمناسبات. وقد كان عدد الرهبان في القديم يتراوح بين 300إلي400 راهب,وأما الآن فقد نقص هذا العدد إلي 15خمسة عشر راهبا كلهم من اليونان ويرأسهم رئيس بدرجة مطران يلقب بمطران طور سينا,وهو يختار من بين رهبان الأخوية السينائية,ويرسمه بطريرك القدس للروم الأرثوذكس,وعليه أن يذكر اسم البطريرك حينما يقوم بخدمة القداس,وعدا ذلك فرئاسته للدير مطلقة.ويرأس المطران مجمع آباء الدير,وهم برئاسته يمثلون السلطة الإدارية والتنفيذية.ويتألف من ثلاثة الأعضاء الدائمين وهم: (الذيكيوس),ثم (حافظ الأواني المقدسة) ثم (الإيكونوموس).أما (الذيكيوس) فيقوم مقام المطران في غيابه,ويدير كل ما له علاقة بالاحتفالات المقدسة وبحياة الرهبان في الدير - وأما (حافظ الأواني المقدسة) فهو المسئول عن حفظ أواني الدير الثمينة ومشتملات الكنيسة الرئيسية,وسائر المعابد في صورة لائقة,وهي مهمته مدي الحياة. وأما (الإيكونوموس) فمسئول عن الأملاك ودار الضيافة ومؤونة الدير وغذاء الرهبان,ويضاف إلي هؤلاء الثلاثة عضو رابع هو (حافظ المكتبة) والمسئول عنها.ورهبان الدير يحيون معا حياة اشتراكية,ويلتزمون بآداب الرهبنة وقوانينها,ويخضعون بالاحترام والطاعة لرئيس الدير. الكنيسة الرئيسية - كنيسة التجلي يرجع زمن بناء الكنيسة الرئيسية للدير إلي القرن السادس للميلاد,وهو زمن الإمبراطور (يوستينيانوس) وذلك بمعرفة المهندس إسطفانوس إيليسيوس نحو سنة 545م,وقد استغرق بناؤها تسع سنوات.وهي توجد في الجهة الشمالية الشرقية من برج يوستينيانوس.وهي مبنية من الحجر الجرانيتي المنحوت علي طراز البازيليكا أي الملوكي الذي يتكون من ثلاثة أقسام: قدس الأقداس أي الهيكل ثم القدس (أي صحن الكنيسة) ثم الرواق (علي جانبي القدس).وكل الجدران والأعمدة الأثني عشر والسقف الخشبي والأبواب الخشبية ترجع إلي القرن السادس,وكذلك الفسيفساء الجميلة,وفي الوسط عن شمال الداخل من الغرب,منبر من الرخام جميل يصعد إليه بسلم وعلي اليمين كرسي المطران.أما الأيقونات فيعود تاريخها إلي القرن الخامس وما بعده.والأعمدة الاثنا عشر وتمثل في عددها تلاميذ المسيح الاثني عشر.كلها من حجر الصوان ومغطاة بلون أحمر صخري,ومتوجة بنقوش علي شكل صلبان وحملان ونباتات وفواكه.وعلي كل عامود أيقونة تمثل قديسي الشهر,وفي الأسفل خبوات محفورة داخل الصخر ومختومة بعلامة الصليب وتوجد فيها رفات القديسين.وعلي طول كل حنية توجد ثلاثة معابد صغيرة ومخبأ للأواني المقدسة,كما أن هناك معبدين صغيرين في جانبي قدس الهيكل.وخلف كنيسة العليقة.وعلي ذلك فمجموع المعابد الصغيرة في داخل الكنيسة الرئيسية تسعة معابد. وعلي أبواب الكنيسة الرئيسية نقوش من أزهار وثمار وحيوانات الفردوس,ثم آية من سفر المزامير منقوشة علي خشب الأرز هذا نصها 'هذا الباب للرب,والصديقون يدخلون فيه' (مزمور116:21). أما أبواب الرواق فقد وضعها الصليبيون في القرن الحادي عشر.وأما الإيقونسطاس (حامل الأيقونات) (وهو من الخشب المنقوش وطرازه الفني مأخوذ من المدرسة الكريتية) فيرجع إلي القرن السابع عشر,أو علي الدقة إلي سنة 1612.أما الأرضية وكذلك السقف الخشبي الأفقي الذي يغطي سقف الكنيسة القديم فيرجعان إلي القرن الثامن عشر. وفوق هيكل الكنيسة الرئيسية قوس به فسيفساء رائعة تعرف بفسيفساء (التجلي),ترجع إلي أواخر القرن السادس,لا يضارعها إلا فسيفساء كنيسة القديسة صوفيا بالقسطنطينية أو إسطنبول,يظهر فيها السيد المسيح في الوسط,وعن يمينه إيليا النبي,وعن يساره موسي النبي,وعند قدميه ثلاثة من أخص تلاميذه الاثني عشر,هم شهود التجلي علي جبل تابور وهم بطرس ويعقوب ويوحنا,(يوحنا ويعقوب في الصف الثاني ,وبطرس في الصف الثالث) حيث شاهدوه متجليا أمامهم وقد تغير منظر وجهه,فأضاء كالشمس,وصارت ثيابه بيضاء كالنور,متألقة كالبرق,ناصعة البياض كالثلج,حتي ليعجز أي قصار علي الأرض عن أن يجعلها في مثل بياضها, (متي17:2-8),(مرقس9:1-8),(لوقا9:29-35).ولا شك أن مغزي هذه الفسيفساء واضح بالنسبة للدير,فإن موسي وإيليا اللذين ظهرا أمام السيد المسيح له المجد علي جبل التجلي هما أيضا اللذان رأياه علي جبل حوريب قبل التجلي بعشرات القرون.لذلك دعيت الكنيسة الرئيسية في دير سانت كاترين بـ(كنيسة التجلي). وعلي ذات الفسيفساء وعلي أطراف القوس يظهر رسم رسل المسيح الاثني عشر,والأنبياء الستة عشر.كما يوجد فوق القوس رسم للنبي موسي أمام العليقة الملتهبة بالنار وهو يخلع حذاءه من قدميه,ورسم آخر له أيضا وهو يتسلم من الرب لوحي العهد وعليهما الوصايا العشر,ثم ملاكان يقدمان الهدايا للحمل,والحمل رمز للمسيح,الذي حمل خطايا العالم. ويضم الهيكل مجموعة رائعة من الملابس الكهنوتية المطرزة بخيوط الذهب والفضة في رسوم جميلة,وتيجان الأساقفة,والكؤوس والصواني وكثير من الصلبان الذهبية والفضية بأحجام وأشكال مختلفة,والأناجيل ذوات الأغطية من الذهب والفضة,فضلا عن جماجم بعض القديسين ومنها جمجمة القديس يوحنا ذهبي الفم,والفك الأسفل للقديس غريغوريوس النيسي,وذراع القديس باسيليوس الكبير.هذا إلي كثير من التحف,من نجف بعضه من الذهب,وبعضه من الفضة,ومركب من الفضة عليه بحارة ومجاديف مهداة من أحد البحارة كان علي وشك الغرق في البحر الأحمر,فلما نجا من البحر الثائر قدم هديته هذه وفاء لنذره. معرض الأيقونات والرسوم وبالكنيسة الرئيسية وخارجها معرض للأيقونات والرسوم,تعرض فيه مجموعة مختارة قوامها مائة وخمسون أيقونة,من مجموعة أكبر تبلغ حوالي ألفي أيقونة,ذوات قيمة روحية وتاريخية وفنية,وهي أكبر مجموعة من نوعها في العالم,خصوصا إذا لاحظنا أنها نجت من الحرب التي شنتها الدولة البيزنطية ضد الأيقونات في القرن الثامن.هذه الأيقونات يرجع بعضها إلي القرن الخامس والقرن السادس,وقد صنع علي طريقة الشمع المذوب (كيروخيطوس) وهي نادرة,وبعضها يرجع إلي العصر البيزنطي (فيما بين القرن السادس والقرن العاشر),وهي تجمع من الناحية الفنية مزيجا من الفن اليوناني والسرياني والجيورجياني والقبطي.وبعضها يمثل في فنه المدرسة الكريتية التي أسسها الدير في إيراكليون في القرن السادس عشر,إحداهما إسبانية للقديسة كاترينا علي طراز الفن الغوطي,ويرجع تاريخها إلي القرن الرابع عشر...وكانت كنيسة جزيرة كريت قد أهدت الدير أربع أيقونات كبيرة تمثل المسيح له المجد,والعذراء مريم,والقديس يوحنا المعمدان,والقديسة كاترينا,وبالكنيسة أيضا مجموعة أيقونات روسية فنية ثمينة. وقد قامت الجامعات الأمريكية تحت إشراف الأستاذ (ويدمان) وبالاشتراك مع كلية الآداب,جامعة الإسكندرية,بعدة رحلات علي سنوات متعددة,لتصوير هذه الأيقونات ودراستها دراسة علمية مستفيضة.ومما يذكر أن العالم (سويتريو) قد درس بعضها,وأثبت وجود 18أيقونة من القرن الخامس,20أيقونة من القرن السادس,مما لا يوجد لها نظير في العالم.وقد فقد هذا العالم بصره ولم يتمكن من الاستمرار في دراسته. غرفة الطعام القديمة وهي تعد من أهم بنايات الدير,وتشبه في شكلها كنيسة من أربعة جوانب,وسقفها علي الطراز الغوطي ذو أقواس حادة في قمته,وعليها كتابات وشعارات.وفي حنية غرفة الطعام جدران مزخرفة بالرسوم الجميلة ترجع إلي القرن السادس عشر,وفي أعلاها رسم يمثل المجئ الثاني للمسيح,وأكثر تلك الرسوم قام به الراهب باخوميوس المتوفي سنة 1958.وفي وسط الغرفة مائدة من الخشب منحوتة علي طراز النهضة (روكوكو),وقد صنعت في جزيرة كركيرا في القرن السابع عشر.وقد كان الرهبان قديما يتناولون الطعام عليها,وأثناء الأكل يستمعون إلي قراءات روحية من كتابات الآباء,تتلي عليهم من واحد منهم من فوق مقرأة علي عادة الرهبان. |