Home Up المقالة الأولى للأنبا غريغوريوس المقالة الثانية للأنبا غريغوريوس رهبان سانت كاترين والبدو المقالة الثالثة للأنبا غريغوريوس المقالة الرابعة للأنبا غريغوريوس دير سانت كاترين والمعارض الدولية كتاب عن سانتت كاترين السيول ودير سانت كاترين جامع الحاكم بأمر الله سانت كاترين في العصور الإسلامية الدير والسماحة Untitled 2744 Untitled 2745 | | وطنى بتاريخ 27/7/2008م السنة 50 العد 2431 عن مقالة بعنوان [ سيناء ودير سانت كاترين(4) مسجد للمسلمين بالدير ] للمتنيح الأنبا غريغوريوس
مسجد للمسلمين بالدير
وبالدير مسجد للمسلمين العرب المقيمين في المنطقة.وحقا أنه لأمر رائع أن يري الزائر مئذنة المسجد إلي جانب منارة الكنيسة,تعبيرا عن الأخوة الإنسانية علي الرغم من اختلاف العقيدة الدينية. وقد سمي هذا المسجد بالمسجد العمري,وقد بني عام1106م في عهد الآمر باحكام الله الفاطمي(1101-1130)وهو عاشر خلفاء الدولة الفاطمية(909-1171)م ولكن النقوش القائمة علي صدر المسجد تقول إن بانيه هو الأمير الموفق المنتخب منير الدولة وفارسها أبو المنصور,وتبلغ مساحته حوالي عشرة أمتار طولا في سبعة أمتار عرضا,وبه عمودان تستند إليهما العقود التي تحمل السقف.وتوجد المئذنة في الشرق مواجهة للبناء الخاص بجرس الكنيسة,وهي مبني أو برج منفصل يصل ارتفاعه إلي حوالي عشرة أمتار.وبالمسجد كرسي ومنبر كلاهما من الخشب. وتدل الكتابة المنقوشة بالخط الكوفي علي الكرسي,علي أنها من عهد الأمير الموفق المنتخب منير الدولة,وفارسها أبو المنصور أنوشنكين الآمر,أما المنبر فنقش عليه بالخط الكوفي اسمأبو القاسم شاهنشا وزير أبي علي المنصور الإمام الآمر بأحكام أمير المؤمنين سنة خمس ميه هـولا يوجد ما يماثل هذا المنبر سوي منبرين آخرين أحدهما في مدينة قوص بصعيد مصر,والثاني في بلدة حبرون بفلسطين.فالكرسي والمنبر يرجعان إلي العصر الفاطمي,وفي حشواتهما نقوش من أشكال النبات والمناظر الهندسية,من الزخارف المألوفة في العصر الفاطمي. وفي شهر رمضان تضاء مئذنة المسجد بالكهرباء عند آذان المغرب ليفطر الصائمون وتظل مضاءة حتي وقت الرفع قبيل الفجر. ويلقب خادم المسجد بـ(الخوجة)وله جراية من الدير يومية وأسبوعية.اليومية عشرة أرغفة وطعام الظهر والمساء مما يأكله الرهبان.ويستعاض عنه بقدح من القمح متي صام الرهبان.وأما الأسبوعية فخمسة أقداح مصرية من القمح,ونصف قدح من العدس,وثلاثة أرغفة وإقة بلح.ولعائلة(الخوجة)جراية أيضا وهي:في كل يومين3 أرغفة للمرأة,4أرغفة للبالغ من أولاده,3أرغفة لغير البالغ. وثيقة عهد أمان ومن بين محتويات الدير الثمينة وثيقةعهد أمانمن النبي محمد بن عبدالله نبي الإسلام,كتبها إلي رهبان الدير في السنة الثانية للهجرة,يؤمن فيها المسيحيين في سيناء علي أرواحهم ويكفل لهم حرية عبادتهم.ويذهب رهبان الدير أن هذاالعهدظل محفوظا في الدير إلي أن فتح السلطان سليم الأول مصر عام1517م,فأخذ النسخة الأصلية وأعطي الرهبان نسخة منها: ويحتفظ الدير بهذه النسخة معلقة في إطار من الخشب والزجاج,في قبو مجاور لبئر النبي موسي. وهذا هو النص الكامل لها: عهد الأمان بسم الله الرحمن الرحيم,وبه العون.نسخة سجل العهد كتبه محمد بن عبد الله رسول الله صلي الله تعالي عليه وسلم,إلي كافة النصاري... ...هذا كتاب كتبه محمد بن عبد الله إلي كافة الناس أجمعين بشيرا ونذيرا ومؤتمنا علي وديعة الله في خلقه لئلا يكون للناس علي الله حجة بعد الرسل,وكان الله عزيزا حكيما.كتبه لأهل ملته ولجميع من ينتحل دين النصرانية من مشارق الأرض ومغاربها,قريبها وبعيدها,فصيحها وعجيمها,معروفها ومجهولها,كتابا جعله لهم عهدا.فمن نكث العهد الذي فيه وخالفه إلي غيره,وتعدي ما أمره,كان لعهد الله ناكثا ولميثاقه ناقضا,وبدينه مستهزئا,وللعنة مستوجبا,سلطانا كان أم غيره من المسلمين المؤمنين... وإن احتمي براهب أو سايح في جبل أو واد أو مغارة أو عمران أو سهل أورمل أو ردنة أو بيعة.فأنا أكون من ورائهم,ذابا عنهم من كل عدة لهم,بنفسي وأعواني وأهل ملتي وأتباعي,لأنهم رعيتي وأهل ذمتي,وأنا أعزل عنهم الأذي في المؤن التي يحمل أهل العهد من القيام بالخراج,إلا ما طابت به نفوسهم,وليس عليهم جبر ولا إكراه علي شئ من مثل ذلك,ولا يغير أسقف من أسقفيته,ولا راهب من رهبانيته ولا حبيس من صومعته,ولا سايح من سياحته.ولا يهدم بيت من بيوت كنايسهم وبيعهم,ولا يدخل شئ من بناء كنايسهم في بناء مسجد ولا في منازل المسلمين.فمن فعل شيئا من ذلك فقدت نكث عهد الله وخالف رسوله.ولا يحمل علي الرهبان والأساقفة ولا من يتعبد,جزية ولا غرامة,وأنا احفظ ذمتهم أينما كانوا,من بر أو بحر,في المشرق والمغرب,والشمال والجنوب.وهم في ذمتي وميثاقي وأماني من كل مكروه.وكذلك من يتفرد بالعبادة في الجبال والمواضع المباركة,لا يلزمهم مما يزرعوه,ولا خراج ولا عشر,ولا يشاطرون,لكونه برسم أفواهم.ويعاونوا عند إدراك الغلة,بإطلاق قدح واحد من كل إردب برسم أفواههم.ولا يلزموا بخروج في حرب,ولا قيام بجزية,ولا من أصحاب الخراج وذوي الأموال والعقارات والتجارات مما أكثر من اثني عشر درهم بالجمجمة في كل عام.ولا يكلف أحدا منهم شططا,ولا يجادلوا إلا بالتي هي أحسن.ويخفض لهم جناح الرحمة,ويكف عنهم أذي المكروه,حيث ما كانوا,وحيث ما حلوا.وإن صارت النصرانية عند المسلمين,فعليهم برضاها وتمكينها من الصلاة في بيعها,ولا يحل بينها وبين هوي دينها.ومن خالف عهد الله واعتمد بضده من ذلك,فقد عصي ميثاقه ورسوله.ويعاونوا علي مرمة بيعهم وصوامعهم.ويكون ذلك معونة لهم علي دينهم وفعالهم بالعهد.ولا يلزم أحدا منهم بنقل سلاح,بل المسلمين يذبوا عنهم,ولا يخالفوا هذا العهد أبدا إلي حين تقوم الساعة وتنقضي الدنيا. وشهد بهذا العهد-الذي كتبه محمد بن عبد الله رسول الله صلي الله عليه وسلم لجميع النصاري والوفاء بجميع ما شرط لهم عليه-من أثبت اسمه وشهادته آخره. وفي أسفل هذه الصورة الخطية من عهد الأمان,أسماء شهود العهد,وجميعهم من الخلفاء الراشدين والصحابة,من بينهم علي بن أبي طالب,الذي كتب هذا بخطه بالسنة الثانية للهجرة,وأبو بكر بن أبي قحافة,وعمر بن الخطاب,وعثمان بن عفان والزبير بن العوام,وغيرهم... مكتبة الدير أما مكتبة الدير فهي تحتوي علي مخطوطات نادرة ثمينة جدا,يصل عددها إلي ثلاثة آلاف مخطوط,باثنتي عشرة لغة,الثلثان منها باللغة اليونانية,والثلث الباقي باللغات العربية والقبطية والإيبيرية(الجيورجيانية)والأرمنية والسريانية والأثيوبية القديمة,والتركية والفارسية والأرمنية واللاتينية واللافونية والبولونية-وهي ذات قيمة تاريخية وحضارية كبيرة.والمخطوطات العربية علي جانب كبير من الأهمية العلمية والتاريخية والدينية,ومعظم هذه المخطوطات لأسفار الكتاب المقدس وكتب في اللاهوت والطقوس وسير القديسين والمواعظ. ولعل أهم مخطوط بمكتبة الدير-المخطوط الذي يقدر بمليون دولار-هو السجل السرياني القديم الذي يحتوي علي نص أقدم ترجمة للأناجيل باللغة السريانية القديمة,ومكتوب علي ورق الغزال,ويرجع إلي سنة400م أي أوائل القرن الخامس وقد جري تقدير قيمته سنة1892م. النسخة السينائية وفي هذا الدير اكتشف العالم الشهير تيشيندورفC.TISCHENDORFعندما زار الدير في سنة 1844 مخطوطة أسفار العهد القديم.وفي زيارته التالية في سنة 1859 اكتشف مخطوطة أسفار العهد الجديد.وعرفت هذه المخطوطة بالنسخة السينائية للكتاب المقدس بعهديه القديم والجديدCODEX SINAITICUS وهي مكتوبة بخط اليد علي رقائق من ورق البردي,ويرجع تاريخها إلي أواسط القرن الرابع.وبعد مباحثات طويلة مع إدارة الدير,نجح العالم تيشيندورف في سنة1865 في نقل المخطوط الكبير إلي المكتبة الأمبراطورية في بيترزبورجPETERSBURG(الآن ليننجراد),متعهدا بإعادته,ولكنه لم يعده.وفي سنة1933 اشتراه المتحف البريطاني من الحكومة السوفيتية في مقابل مائة ألف جنيه إسترليني,وهو مازال موجودا به,ومسجل بدليل المتحف البريطاني تحت رقمB.MUS. ADDIT. MS. 43725 وقد دفعت الحكومة البريطانية نصف المبلغ.وأما النصف الباقي فأسهم في دفعه الشعب البريطاني.والمخطوط مكتوب علي الرق بالخط الأنشي أو البوصي.وفي كل صفحة أربعة أعمدة. وبالمكتبة إنجيل باللغة اليونانية يرجع إلي سنة717,قدمه الأمبراطور ثيئودوسيوس الثالث هدية للدير.وقطمارس باللغة اليونانية مكتوب بماء الذهب علي جلد غزال,وآخر باليونانية والعربية نسخ سنة995م-وبها كذلك خمسة آلاف نسخة يرجع بعضها إلي السنين الأولي للطباعة علي يد جوتنبرج. ويقول الأستاذ الدكتور مراد كامل الذي قام بجرد المكتبة وفهرسة مخطوطاتها بتكليف من الحكومة المصرية في سنة1954م.أن عدد الوثائق التركية بالمكتبة بلغت 549 وثيقة.وعدد الوثائق العربية1067وثيقة.وأقدمها من العصر الفاطمي مؤرخ سنة524 هـ(الموافق1130م)وعدد الوثائق السريانية500,والأرمنية 120 والأثيوبية القديمة90والمجموعة اليونانية -وهي أكبر مجموعة-يبلغ عددها2319مخطوطا.وتضم المجموعة العربية مخطوطات نادرة فريدة,بعضها مكتوب بالخط الكوفي تعتبر أقدم ما وصل إلينا من ترجمة للكتاب المقدس إلي العربية.والمخطوطات العربية بدير سانت كاترين أقدم مخطوطات عربية مسيحية معروفة إلي الآن في العالم ومنها مخطوطات ترجع إلي القرن التاسع الميلادي,بل إن من بينها مخطوطة كتب عليها أنها ترجمت من اليونانية إلي العربية سنة155هـ(الموافق771م)وكتاب للأناجيل بالعربية مؤرخ سنة897م. وتضم مكتبة الدير أيضا منشورا من(الإمام العاضد لدين الله محمد عبد الله)لرهبان سينا يرجع تاريخه إلي عام564هجرية الموافق 1169للميلاد. ثم فرمان السلطان مصطفي الأول ابن محمد لرهبان سينا سنة1618للميلاد ثم منشور نابوليون بونابرت في20من ديسمبر لسنة1799للميلاد. مقبرة الدير ويوجد خارج سور الدير بستان,جلب إليه الرهبان التراب من بعيد,وحفروا له الآبار ليجمعوا إليه مياه الأمطار والثلوج,وقد أنبتوا في البستان أشجارا للزينة وأخري للأكل,ومنها الخضروات والفاكهة مثل التين والبرتقال والتفاح والمشمش وكروم العنب ثم الزيتون واللوز وبعض أشجار السرو العالية. وفي داخل البستان مقبرة للرهبان بها كنيسة صغيرة باسم القديس تريفن,ومن تحتها موضع لعظام الموتي من الرهبان,تنقل عظامهم فيما بعد إلي مخبأ للعظام تحت الكنيسة,ويصفون الجماجم في موضع,وباقي العظام في موضع آخر,في نظام وترتيب,ويتأمله الإنسان فيستنبط منه عظة وعبرة ودرسا عن فناء الحياة الدنيا وزوالها,خصوصا إذا وقف أمام هذه العظام أو تلك الجماجم ليتأمل الفارق بين جمجمة وأخري فلا يستطيع,فيزهد في شهوات الحياة وبهرجها,ويتحقق من أن مجد الحياة باطل وقبض الريح. أما فاران ورايثو اللتان تذكران في ألقاب مطران طور سينا,فقد كانتا مدينتين في المنطقة وتخربتا مع الزمن,والثانية مازالت أنقاضها موجودة علي بعد ثماني كيلو مترات جنوبي الطور,وكانت تعرف باسم(الراية)ولعلها تصغير أو اختصار أو تعريب كلمةرايثوبعد حذف الحرفين الأخيرين. |