Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

إكتشاف آثار بستان تحت كنيسة القيامة

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
كنائس كنيسة القيامة1   
خريطة أورشليم بكنائسها
خريطة أورشليم وقت صلب المسيح
النور المقدس
النور المقدس معجزة سنوية
منارة كنيسة القيامة ومأذنة جامع عمر
كنيسة تلميذى عمواس
سيزومينوس و تاريخ هيلانة وقسطنطين
القبر الكاذب
آثار بستان تحت كنيسة القيامة
حديقة القبر المزيف

 

إكتشاف آثار لبستان تحت أرضية كنيسة القيامة

أعمال الحفريات الأثرية تحت كنيسة القيامة (القبر المقدس) في أورشليم القديمة، تكشف عن أدلة جديدة علي وجود بستان قديم، بما يتوافق مع ما ورد في إنجيل يوحنا، ويدل أن الكاتب كان يعرف المدينة جيدا في ذاك الوقت..
جاء ذلك، أثناء عمليات التجديد التي تجري في الكنيسة العريقة منذ عام 2022، وقد أكتشفت آثار لأشجار زيتون وأعناب (جفنة كروم) ترجع لنحو ألفي عام، أي لزمن وجود سيدنا المسيح علي الأرض، وهو ما يتوافق مع وصف البشير يوحنا (إصحاح 19)، بأن يسوع قد دفن في قبر جديد داخل بستان، يقع بالقرب من مكان صلبه..
وكانت عينات من أشجار الزيتون والكرم قد تم تحليلها بواسطة علماء متخصصون في آثار النباتات وحبوب اللقاح..
وكنيسة القيامة الآن تقع تحت وصاية ثلاث جهات، هم: بطريركية الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية، والكنيسة الكاثوليكية بالأراضي المقدسة، وبطريركية الأرمن الأرثوذكس، كما تشرف عليها وزارة الآثار الإسرائيلية، وقد سمحت تلك الهيئات الدينية المختصة لعلماء الآثار بالحفر تحت أرضية الكنيسة..
وأثناء الحفر، إكتشف الفريق تحت أرضية الكنيسة، طبقات ترجع للعصر الحديدي، وبها أواني فخارية ومنارات زيتية ومواضع دفن، وفي عينات التربة في الطبقات السفلي عثر علي آثار بستان من العصر ما قبل المسيحي، بما يدل أن المنطقة كانت منطقة زراعية مستصلحة وتحولت لاحقا لموقع دفن..
وتمثل كتيسة القبر المقدس، كلا من: موقع الجلجثة (وهو موضع الصلب علي شكل جمجمة ضخمة من الصخر)، وقبر يسوع داخل البستان، وأول من أسسها في هذا الموقع، هو الإمبراطور قنسطنطين الكبير في القرن الرابع، بعدما حددت والدته "هيلانة" الموقع بطريقة إعجازية..
كما إكتشفت البعثة الأثرية أيضا، قاعدة دائرية من الرخام، تحت المزار الذي يحيط بالقبر المقدس، وهو علي الأرجح من بقايا الكنيسة الأصلية التي أسسها قنسطنطين، وتم إرسال عينة من الرخام لتحليلها ومعرفة مصدرها. وعثر الأثريون علي سور حجري منخفض حول بقايا البستان..
وكان الموقع قد شهد تغيرات كثيرة، حيث كان أصلا موقع محجر لتقطيع أحجار البناء وقد أخذ هيرودس أحجارا لبناء سور أورشليم  قبل زمن الرب يسوع، ثم تحول لبستان مستصلح قبل أن يتحول لاحقا ليكون مقبرة بشواهد حجرية عليه كعادة اليهود.
وكان يقع خلال القرن الأول الميلادي خارج أسوار أورشليم القديمة، ولكن تم ضمه للعاصمة الجديدة "أيالا" Aelia، والتي بنيت علي أطلال المدينة القديمة بعد خرابها عام 70 م. ثم بني معبد للإلهة فينوس علي الموقع في عهد الإمبراطور هادريان، في القرن الثاني الميلادي، حتي جاء أول إمبراطور مسيحي "قنسطنطين"، وأزال المعبد تماما، وأنشأ مكانه كنيسة تمثل موقعي الصلب والدفن معا.. ومنذ ذلك الحين، تم إعادة البناء والتجديد للموقع عدة مرات، حيث أحرقها الفرس الإيرانيون عام 600 م، كما خربها الفاطميون في القرن 11، تحت حكم الخليفة السادس الخليفة المسلم "الحكيم"الحاكم بأمر اللة الفاطمى الذى كان يحكم مصر ، وتم تجديدها وإعدادها علي الصورة التي نراها بها اليوم، في القرن 12 خلال عهد الحروب الصليبية..
وسيتم إستكمال أعمال الحفر والتنقيب في الموقع في أعقاب عيد الفصح (القيامة)، ولكن إعلان النتائج النهائية قد يستغرق عدة سنوات..
وسنويا، يقوم المسيحيون الأرثوذكس برفع الشموع، يوم "سبت النور"، السابق ليوم تذكار قيامة السيد المسيح من بين الأموات، ويشعلونها من "النار المقدسة" في كنيسه القبر المقدس، في أورشليم القديمة، في تقليد مستمر تقريبا من القرن 11 الميلادي..