Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

 يهوذا الإسخريوطي / وتداوس الرسول

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
حياة مرقس رسول المسيح
يعقوب‏ ‏بن‏ ‏زبدي
يعقوب‏ ‏بن‏ ‏حلفي
لقديس‏ ‏سمعان‏ ‏بن‏ ‏حلفي‏
القديس‏ ‏برثولماوس / نثنائيل ‏الرسول
‏القديس‏ ‏برنابا‏ ‏الرسول
القديس‏ ‏يوحنا‏ ابن زبدي‏ ‏الإنجيلي‏(1)‏
 القديس‏ ‏تداوس‏ يهوذا‏ ‏ليس‏ ‏الإسخويوطي
القديس توما الرسول
القديس متى الرسول
بطرس الرسول والحبر الرومانى1
القديس اندراوس الرسول
القديس‏ ‏فيلبس‏ ‏الرسول
بولس الرسول1
القديس سمعان القانوى الرسول
يهوذا الإسخريوطي / وتداوس الرسول
سلطان إخراج الشياطين
أسماء السبعين رسولًا
معلمى التوراة

يهوذا الإسخريوطي  Judas Iscariot. - الرسول الذي خان سيده الإلهي.

الحرب الشيطانية ضد يسوع

موضوع الحرب الشيطانية على المسيحية بدأت مع المسيح ذاته وتلاميذه وغيرهم وحتى الآن بنفس الطرق التى إتبعها الشيطان فى الإنجيل

أولا : ضد يسوع ذاته .. الشيطان يحاول تجربة يسوع لمنعه من بداية تبشيره وكرازته (لو4) ولكنه فشل

ثانيا : الحرب الشيطانية بإثارة تلاميذه ليتمردوا عليه وحتى بعد صلبه وقيامته داخلهم الخوف

(1) إستخدم بطرس ليتمرد على يسوع وحتى وصل لمرحلة إنكاره إلاأن يسوع طلب ألا يفتى إيمانه

(2) إستخدم التلاميذ كلهم ليتمردوا على يسوع فى قصة سكب قارورة الطيب

(3) وأحيرا إستخدم يهوذا الذى تمكن منه تماما حتى يقضى على يسوع وكرازته .. لقد اصعى بهوذا لتعاليم يسوع وشرايعه لمدة ثلاث سنين ، وكان هو الوحيد من سبط يهوذا الذى يسوع منه من ضمن تلاميذه .. أخذ يهوذا السلطان ليصنع معجزات ويخرج شياطين ولكن لم تكن له علاقة شخصية مع يسوع المسيح بالإيمان (مت 7: 21 - 23) ولكن كما قال يسوع لا يقدر أحد أن يخدم سيدين المال والإله ففضل المال ولكن ماذا كانت دوافع يهوذا ؟

أ0 دوافع مالية (يو 12: 6) .. ب . دوافع سياسية .. جــ . دوافع روحية (يو 13: 27) وهكذا سقط يهوذا تحت التأثير الشيطانى وأصبخ يتحرك بأوامر شيطانية

ثالثا : إستخدم السنهدرين والكهنة وقادة الدين اليهودى

رابعا : إستخدم السلطات المدنية الوالى الرومانى بيلاطس البنطى

خامسا : إستحدم الشعب اليهودى الذى صاح صيحته الشيطانية دمه علينا وعلى أولادنا

********************

يهوذا الإسخريوطي :

 اللغة الإنجليزية: Judas Iscariot - اللغة العبرية: יהודה איש־קריות - اللغة اليونانية: Ιούδας Ισκαριώτης - اللغة السريانية: ܝܗܘܕܐ ܣܟܪܝܘܛܐ.
"يهوذا الإسخريوطي"
اسم يهوذا (Ioudas) هو الشكل اليوناني يهوذا (العبرية "واشاد")، وفي كثير من الأحيان يظهر أسم يهوذا في كل من العهد القديم والعهد الجديد. حتى بين الاثني عشر كان هناك اثنان يحملان هذا الإسم، وإرتبط أسم يهوذا ذلك مع لقب الإسخريوطي [العبرية وتعنى "رجل من قريوت" أو carioth، وهو من مدينة يهوذا (راجع يشوع 15:25)] . وهو مكان غير معروف مكانه بالضبط اليوم إلا أنه من المحتمل أنها كانت تقع في جنوبي اليهودية حيث توجد "خرابة القريتين".و  بالإشارة الى قريته الأصلية الواقعة بالقرب من مدينة حبرون (الخليل) والمذكورة مرّتين في الكتاب المقدّس (راجع يشوع 15، 25؛ عاموس 2،2) . بينما يفسّره آخرون كمُرادف لكلمة "فدائي" إشارةً إلى المقاتل المسلّح بالخنجر المُسمّى باللاتينية سيكا (sica). وهناك أيضًا من يرى بكل بساطة في هذا اللقب تعابير من أصل عبراني-آرامي معناها: "ذاك الذي كان سيُسلمه". وتُرَدُ هذه الإشارة مرّتين في الإنجيل الرابع، أي بعد اعتراف بطرس بإيمانه (راجع يو 6، 71) وبعدها خلال مسح الزيت في بيت عنيا (راجع يو 12، 4). هناك شك في أن يكون ما ورد هنا هو التفسير الصحيح للاسم، يرجع ذلك إلى أإنتشار اللغة اليونانيه، وويمكن أن يكون أسم يهوذا الإسخريوطى له الاشتقاقات الأخرى فى هذه اللغة ولكن أن أسم  إسخريوطي يرجع إلى موطنه مثل باقى السماء التى وردت فى الإنجيل مثل : الناصرى - الجليلى - القانوى ... وهكذا

ا وهو واحد من تلاميذ المسيح الاثني عشر، وهو الذي أسلم المسيح. وقد تم انتخاب متياس الرسول بديلًا له لاحقًا.

 اسم يهوذا الإسخريوطي وتاريخه المبكر:
"يهوذا الإسخريوطي" هو ابن سمعان الإسخريوطي (يو 6: 71، 13: 2 و26) فقد كان أبوه يلقب أيضًا بالإسخريوطي. ووردت أول إشارة كتابية عن يهوذا عند اختياره تلميذًا (مت 10: 4، مر 3: 19، لو 6: 16) ولعله سمع كرازة يوحنا المعمدان في بيت عبرة في عبر الأردن (يو 1: 28) كباقى الشعب اليهودى ويرجح أنه أنه قابل يسوع للمرة الأولى عند عودته إلي اليهودية (يو 3: 22) . وطبقًا لما جاء في " إنجيل الاثني عشر رسولًا " (الأبوكريفى) كان يهوذا ضمن أولئك الذين قبلوا الدعوة عند بحر طبرية (مت 4: 18 - 22).

ولم يورد لنا في النص الإنجيلى المقدس الكثير عن تاريخ يهوذا الاسخريوطي وما هى الحقائق المجرده من دعوه السيد المسيح له للتبشير أو خيانته ، وفاته. مسقط رأسه ، كما رأينا ، هو مبين في اسمه الاسخريوطي ، ولكن لوحظ أن هناك فرق فى النشأة والموطن فالإنجيليين يفصلون بينه وبين غيره من الرسل بتسجيل أسمه مقترنا بموطنه الإسخريوطى موطن يهوذا فكان فى قريوت هي مدينة يهوذا . ، فيما كانوا كلهم الجليليين ، حتى يسوع سمى بالجليلى

الرسول الذي خان سيده الإلهي.

ويعتقد من الإشارات الإنجيلية أن موطنه كان له بعض التأثير على حياته من خلال تعاطف باقى التلاميذ معه في أحداث أثناء التبشير وإنجيل يوحنا ألقى الضوء عن يهوذا في الفترة التي تقع بين دعوته وحتى تسليمه للمسيح ، فقد ذكر بعض الإشارات التي تفصح عن شخصيته الشريرة منذ البداية.

 ومن يتبع هذه الإشارات نستطيع أن نرى التطور التدريجي وزيادة الوضوح في العبارات التي أنبأ بها يسوع عن خيانة يهوذا في المستقبل، فبعد الحديث عن " خبز الحياة " في مجمع كفر ناحوم (يو 6: 26 - 59) رجع كثيرون من التلاميذ عن يسوع (عدد 66). ثم أكَّد بطرس ولاء التلاميذ له (عدد 69)، فأجابهم يسوع: " أليس أني أنا اخترتكم الاثني عشر وواحد منكم شيطان؟ " (عدد 70) ويعلق يوحنا قائلًا : " قال عن يهوذا سمعان الإسخريوطي. لأن هذا كان مزمعًا أن يسلمه وهو واحد من الأثني عشر " (عدد 71) مبينًا أن يسوع عرف مسبقًا أن يهوذا كان واحدًا من الذين " رجعوا إلى الوراء ولم يعودوا يمشون معه " (عدد 66). ولكن الموقف - مهما كان مزعجًا لخطط يهوذا الجشعة، التي يحتمل أنها هي التي دفعته للتلمذة ليسوع - لم يكن قد وصل إلى الدرجة الحرجة الكافية لأن تدفعه إلى الرجوع الفوري عن يسوع. وقد هدأ خوفه من اكتشاف أمره، أن يسوع لم يذكره بالاسم، واستمر متظاهرًا بأنه واحد من الأمناء، كما كان للدوافع الشخصية لطبيعته الخسيسة أثر قوي في بقائه. ومع أنه كان أمينًا للصندوق ، إلا أنه تجاهل تحذيرات يسوع من الطمع والرياء (مت 6: 20، لو 12: 1 - 3)، واستغل الأموال لحسابه ولتغطية جشعه، وتظاهر بالغيرة على الصندوق، فعندما دهنت مريم قدمي يسوع بالطيب تساءل: " لماذا لم يبع هذا الطيب بثلاثمائة دينار ويعطى للفقراء؟ قال هذا ليس لأنه كان يبالي بالفقراء بل لأنه كان سارقًا وكان الصندوق عنده، وكان يحمل ما يلقى فيه " (يو 12: 5 و6، مت 26: 7 - 13، مر 14: 3 - 8).

وتشير فقرات أخرى إلى أنّ الخيانة كانت قد بدأت إذ تقول: "الذي كان يخونه"؛ كما هو الحال في العشاء السرّي بعد إعلان الخيانة (راجع مت 26، 25) وبعدها عند القبض على يسوع (راجع مت 26، 46 و48؛ يو 18، 2 و 5) في الوقت الذي تذكر لوائح الرسل الاثني عشر الخيانة كحدث قد تمّ: "يهوذا الإسخريوطي الذي أسلمه"، كما يقول مرقس (3، 19) فيما لِمتّى (10، 4) ولوقا (6، 16) تعابير مشابهة. وقد وقعت الخيانة بحدّ ذاتها في زمنين: بدايةً في التخطيط، عندما اتّفق يهوذا مع أعداء يسوع لقاءَ ثلاثين من الفضّة (راجع مت 26، 14-16) ومن بعدها في التنفيذ بالقبلة التي أعطاها للمعلم في الجتسماني (راجع مت 26، 46-50). على أيّ حال، يشدّد الإنجيليّون على صفة الرسول التي كان يتمتّع بها يهوذا بكلّ مفاعيلها إذ يُشارُ إليه تكرارًا كـ "أحد الاثني عشر" (مت 26، 14 و47؛ مر 14، 10 و20؛ يو 6، 71) أو "من بين الاثني عشر" (لو 22، 3). لا بل أن يسوع يتوجّه مخاطبًا الرسل، وقاصدًا يهوذا بالتحديد، يقول: "واحدٌ منكم" (مت 26، 21؛ مر 14، 18؛ يو 6، 70 و13، 21) .ويقول بطرس عن يهوذا إنه "كان واحدًا منّا وله نصيب معنا في هذه الخدمة" (أعمال 1، 17).

  تسليم يهوذا الإسخريوطي ليسوع:
استطاع يهوذا بدهائه أن يخفي - لبعض الوقت - طبيعته الحقيقية عن بقية التلاميذ، وأن يقضي على أي استياء يمكن أن يحدث بينهم (مر 14: 4)، إلا أنه شعر هنا أنه لا يمكن أن يضمن استمرار مصدر دخله. أما كلمات سيده التي تضمنت حديثه عن يوم تكفينه فقد كشفت لمسلمه أن يسوع قد عرف جيدًا القوى الشريرة التي كانت تعمل ضده (مت 26: 12، مر 14: 8، يو 12: 7).  وواضح مما جاء في متى ومرقس (فلوقا لا يذكر هذه الحادثة) أن يهوذا ذهب على الفور وتآمر مع رؤساء الكهنة (مت 26: 14 و15، مر 14: 10 و11، انظر أيضًا لو 22: 3 - 6)، ولكنه اختفى إلى حين، فقد كان حاضرًا بعد ذلك عند غسل أرجل التلاميذ حيث ميزَّ يسوع مرة أخرى بينه وبين بقية الاثنى عشر دون التصريح باسمه: "أنتم طاهرون ولكن ليس كلكم"، "والذييأكل معي الخبز رفع علَّي عقبه" (يو 13: 10 و18). ويبدو أن يسوع كان يريد أن يعطى يهوذا كل فرصة للتوبة والاعتراف حتى في تلك الساعة المتأخرة. وللمرة الأخيرة عندما جلسوا للأكل، تقدم إليه يسوع بهذه الكلمات: "إن واحدًا منكم سيسلمني" (مت 26: 21، مر 14: 18، لو 22: 21، يو 13: 21). وأخيرًا وردًا على تساؤلات التلاميذ الحائرة: "هل أنا؟" أشار يسوع إلى مسلمه، لابذكر اسمه ، ولكن بالقول: " هو ذاك الذي أغمس أنا اللقمة وأعطيه " (يو 13: 26). وحالما أخذ اللقمة، غادر يهوذا المكان، لقد حانت الفرصة التي كان ينتظرها (يو 13: 30، مت 26: 26). إلا أن هناك بعض الشك فيما إذا كان قد أخذ الخبز والخمر قبل مغادرته أم لا، ولكن معظم المفسرين يعتقدون أنه لم يأخذ من الخبز والخمر. وحالما خرج يهوذا ذهب إلى رؤساء الكهنة وأتباعهم، وعندما جاء إلى يسوع في البستان، سلّم سيده بقبلة (مت 26: 47 - 50، مر 14: 43 و44، لو 22: 47، يو 18: 2 - 5).
موت يهوذا الإسخريوطي:
لا يذكر عنه شيء في أناجيل مرقس ولوقا ويوحنا، بعد أن أسلم يسوع. أما ما جاء في إنجيل متى وسفر الأعمال عن ندامته وموته، ففيه اختلاف في بعض التفاصيل، فيذكر متى أن الحكم على يسوع كان سببًا في إيقاظ إحساسه بالذنب، وفي يأسه المتزايد بسبب طرد رؤساء الكهنة والشيوخ له، "طرح الفضة في الهيكل وانصرف، ثم مضى وخنق نفسه " واشترى رؤساء الكهنة بالفضة حقل الفخاري الذي سمي فيما بعد "حقل الدم" وبهذا تحققت نبوة زكريا (11: 12-14). أما ما جاء في سفر الأعمال (1: 16 - 20) فأقصر كثيرا، فلا يذكر شيئًا عن ندامة يهوذا ولا عن رؤساء الكهنة، ولكنه يذكر فقط أن يهوذا اقتنى حقلًا من أجرة الظلم وإذ سقط على وجهه انشق من الوسط فانسكبت أحشاؤه كلها (عدد 18) ويجد كاتب سفر الأعمال في هذا تحقيقًا للنبوة التي جاءت في مزمور 69: 25 وهي كما وردت في الفولجاتا: "إنه إذ شنق نفسه، انسكبت أحشاؤه" وهي بذلك تربط بين الروايتين. أى أنه من المرجح أنه شنق نفسه ثم سقط  على شئ مدبب فإنشق من الوسط وإنسكبت أحشاؤه
الآراء حول تصرف يهوذا
لقد دار حوار طويل وجدل كثير - ليس حول روايات الأناجيل عن يهوذا فحسب، بل وأيضًا - حول شخصيته والمشاكل المتعلقة بها. فكون " يهوذا " مسلم يسوع واحدًا من الاثني عشر المختارين، تعلّق السؤال الآخر بالدافع إلى تصرّف يهوذا: لماذا أسلم يسوع؟ هناك نظريّات متعددة حول هذة المسألة. فمنهم من يضع في الحسبان طمعه بالمال؛ وغيرهم يؤيّدون تفسيرًا مسيحانيّا قائلين إن يهوذا قد يكون شعر بالخيبة عندما رأى أن يسوع لم يشمل في برنامجه تحريرًا سياسيًّا وعسكريًّا لوطنه. في الواقع، تشدّج الأناجيل على مظهر آخر إذ يقول يوحنا بصريح العبارة إن "إبليس وسوس إلى يهوذا بن سمعان الإسخريوطي أن يُسلم يسوع" (يو 13، 2)؛ وفي نفس السياق يكتب لوقا: "فدخل الشيطان في يهوذا الملقّب بالإسخريوطي، وهو من التلاميذ الاثني عشر" (لو 22، 3). وهكذا نذهب إلى أبعد من الدوافع السياسية ونجد تفسيرًا للمسألة على أساس مسؤولية يهوذا الشخصية الذي استسلم بكلّ بؤس لإيحاء الشرير. وتبقى خيانة يهوذا، في أيّ حال، سرّا. فيسوع تصرّف معه كصديق (راجع مت 26، 50) ولكنه، وفي دعواته لاتّباعه على طريق الطوباويات، لم يكن ليُرغم إرادة أحدٍ ولا يحذّرها من تجارب الشيطان محترمًا حرّية الإنسان.

وهناك نظريات مختلفة لتفسير الموضوع، مثل أن يهوذا انضم لجماعة الرسل بهدف محدد، هو تسليم يسوع. ويفسرون هدف هذا الاتجاه على وجهين، يعمد كلاهما للسمو بشخصية يهوذا وابرائه من تهمة الدوافع الخسيسة ونذالة الخيانة. فيقول أحد الجانبين إن يهوذا كان وطنيًا غيورًا، ورأى في يسوع عدوًا لأمته وعقيدتها الأصيلة، ولذلك أسلمه من أجل صالح أمته، ولا يتفق هذا الرأي مع طرد رؤساء الكهنة ليهوذا (مت 27: 3 - 10). أما الاتجاه الآخر فقد اعتبر يهوذا نفسه خادمًا أمينًا للمسيحية إذ أنه توجه إلى التسليم ليتعجل عمل المسيا ويدفعه إلى اظهار قوته المعجزية بدعوة ملائكة الله من السماء لمعونته (مت 26: 53). أما انتحاره فيرجع إلى يأسه، لفشل يسوع في حقيق توقعاته. ولقد راقت هذه النظرية - في العصور القديمة - للغنوسيين القينيين، وفي العصر الحديث " لدى كوينسي والأسقف هويتلي، لكن العبارات التي استخدمها يسوع وطريقة شجبه لتصرف يهوذا (يو 17: 12) تجعل مثل هذا الرأي بلا قيمة.

ولكن الرأى الراجح هــو : أن الإنجيل وصف يهوذا بانه سارقا ولصا لأنه كان معه الصندوق ومن يسرق فهو خائن للأمانه ومن يخون الأمانه فمن السهل أن يخون سيده ويبيعه من أجل 30 من الفضة

لماذا إختاره السيد المسيح؟
هناك رأي آخر يقول ان يهوذا سبق تعيينه ليكون مسلمه، وأن يسوع كان عالمًا منذ البداية بأنه سيموت بالصليب، وقد اختار يهوذا لأنه عرف أنه هو الذي سيسلمه، وهكذا تتحقق المقاصد الإلهية (مت 26: 54). والذين يتمسكون بهذا الرأي يبنونه على علم يسوع بكل شيء كما في يوحنا (2: 24) لأن يسوع "كان يعرف الجميع ". وكذلك يوحنا (6: 64) " لأن يسوع من البدء علم من هم الذين لا يؤمنون ومن هو الذي يسلمه"، كذلك يوحنا (18: 4) " وهو عالم بكل ما يأتي عليه ". ولكننا إذا أخذنا هذه النصوص حرفيًا، يكون معنى هذا تطبيق عقيدة قضاء الله السابق بطريقة متزمتة أكثر مما يجب، وبهذا يكون يهوذا مجرد آلة ووسيلة في يد قوة أعلى منه، وهو ما يجعل مناشدة يسوع وتحذيراته له بلا معنى، كما أنه ينفي وجود المسئولية الشخصية والاحساس بالذنب، وهو ما كان يريد الرب أن يثيره وبيقظه في قلوب سامعيه. ولقد كتب يوحنا الرسول بعد وقوع الأحداث، ولكننا كما رأينا، كان في كلمات ربنا وضوح متزايد في التنبؤ بتسليمه. إن علم يسوع بكل شيء كان أعظم من مجرد معرفة متنبيء يدعي استطلاع المستقبل. لقد كان علمه بكل شيء هو علم من عرف - من ناحية - مقاصد أبيه السرمدي من نحو الناس، ومن الناحية الأخرى، كان ينفذ إلى أعمق أعماق الشخصية البشرية ويرى ما فيها من مشاعر ودوافع وميول خفية.
خيانة يهوذا للمسيح
مع أن الدراسة الكاملة لشخصية يهوذا، لا بد بالضرورة أن تتضمن المشاكل العويصة المتعلقة بحرية الإرادة والخطية الأصلية (كما يقول وستكوت) والتي لم تستطع أي نظرية أن تحلها حلًا كافيًا، إلا أن النظرية التي تعتبر تسليم يهوذا ليسوع، كان نتيجة تطور تدريجي داخل نفسه، تبدو أكثر واقعية. فمما تجب ملاحظته أن يهوذا كان الوحيد بين التلاميذ من المناطق الجنوبية، ولذلك فاختلافه في المزاج والنظرة الاجتماعية، بالإضافة إلى ما يمكن أن تؤدي إليه من اتجاهات دنيئة، قد يفسر جزئيًا عدم وجود التعاطف الصادق بين يهوذا وبقية التلاميذ، وإن كان هذا لا يبرر مطلقًا خيانته التي حدثت فيما بعد. لقد كانت له كفاءة خاصة في إدارة الأعمال، ولذلك اختير أمينًا للصندوق، ولكن قلبه لم يكن منذ البداية نقيًا، فقد كان يقوم بمسئوليته بدو ن أمانة، وامتد سرطان الجشع هذا من الأمور المادية إلى الأمور الروحية، فلم تحدث لأحد من التلاميذ خيبة أمل نتيجة انتهاء الحلم بمملكة أرضية ذات مجد وبهاء مثلما حدث ليهوذا. ولم تكن ربط المحبة التي جذب بها يسوع قلوب التلاميذ الآخرين، وكذلك التعاليم التي بها سما بأرواحهم فوق الأمور الأرضية، لم تكن إلا قيودًا أثارت أنانية يهوذا. ولأنه كان مكبلًا بأطماعه، ولخيبة أماله، ثارت فيه الغيرة والحقد والكراهية، ولم تكن كراهية إنسان قوي بل كراهية إنسان ضعيف أساسًا، فبدلًا من أن ينفصل صراحة عن سيده، بقى في الظاهر واحدًا من أتباعه، كما أن تفكيره المستمر في توبيخات سيده، جعل الباب مفتوحًا أمام الشيطان " فدخله الشيطان "، فهو إذًا كان قد علم الصلاح ولكنه لم يفعله (يو 13: 17). كما كان أيضًا ضعيفًا في تنفيذ خططه الدنيئة، لقد حمله هذا التردد - أكثر من حقده الشيطاني الخبيث - على أن ينتظر في العليه حتى اللحظة الأخيرة، مما دفع يسوع لأن يقول له: " ما أنت تعمله فاعمله بأكثر سرعة " (يو 13: 27). وبهذا التفكير الضعيف حاول أن يلقي باللوم على رؤساء الكهنة والشيوخ (مت 27: 3 و4)، لقد حاول أن يبرئ نفسه ليس أمام يسوع البار الذي أسلمه، بل أمام شركائه في الجريمة. ولأن العالم الذي - بأنانيته - اتخذه إلهًا له، تخلى عنه أخيرًا، مضى وخنق نفسه. إنها النهاية التعيسة لإنسان اعتنق بكل طاقاته روح المساومة والأطماع الذاتية، فلم يزن النتائج القاتلة التي قادته إليها تلك الدوافع الرديئة.

***

يهوذا الإسخريوطى ا  ISCARIOT JUDAS

كان يهوذا قد سمع، ولاحظ، ودخل في شركة مع الرب يسوع بشكل لصيق لعدة سنوات، ولكن من الواضح أنه كان لا يزال بدون علاقة
شخصية معه بالإيمان (مت ٢١:٧ -٢٣ .(يمر بطرس بنفس شدة التجربة كما يحدث مع يهوذا، ولكن بنتائج مختلفة قاسية (مت ٢٦ :٦٥ .(جرى
نقاش كبير حول دوافع خيانة يهوذا:

1- كان المال بالدرجة الأولى (يو ٦:١٢ )

2-  كان الدافع سياسى فى الدرجة الأولى

3-  كان روحيا الدافع (لو١٣:٢,٢٧ ;٦:٧٠ يو; ٢٢:٣ ً )
4- إبليس يؤثر

على بطرس

محاولة  إبليس لمنع الفداء
١ -تجربة يسوع، لو ٤
٢ -يستخدم بطرسفي مت ١٦ :٢٣ كي يجرب يسوع بنفس الطريقة- موته البدلي
٣ -يستخدم يهوذا والسنهدرين
يسوع حتى يصف يهوذا بأنه شيطان في يو ٦ :٧٠ .الكتاب المقدس لا يناقش موضوع المس بالشيطان وتأثيره على المؤمنين. ولكن من
الواضح أن المؤمنين يتأثرون بالخيارات الشخصية والشر الشخصي

يهوذا الإسخريوطى علم دلالة الألفاظ على أسم "الاسخريوطي" غامض نوعاًما؛ ولكن هناك عدة احتمالات:
1- Kerioth ريُو َت، مدينة في يهوذا (يش ١٥ :٢٥ )
2- Kartan ، مدينة في الجليل (يش ٢١ :٣٢ )

3- Karōides ،بستان شجر بلح في أورشليم أو أريحا

4- scortea ،مئزر أو حقيبة جلدية (يو ١٣ :٢٩ )

5- ascara ،الشنق (في العبرية) من (مت ٢٧ :٥)

6- خنجر القاتل الذي يقوم بالاغتيالات (في اليونانية)، ما يعني أنه كان غيوراًمثل سمعان (لو ٦ :١٥ )


*************************
إنجيل يهوذا الإسخريوطي
يذكر ايريناوس وأبيفانيوس وثيودور وغيرهم أنه كان هناك إنجيل باسم يهوذا الإسخريوطي، متداولًا عند شيعة الغنوسيين القينيين الذين يعتبرون يهوذا بطلًا. ولعل هذا الإنجيل كان موجودًا في القرن الثاني الميلادي، ولكنهم لم يقتبسوا منه شيئًا. وإنجيل يهوذا هو إنجيل أبوكريفي هرطوقي.

*****************************

تداوس الرسول :

هو الرسول الذى حمل أمانة التبشير بدلا من الخائن يهوذا وأستحق أن يجلس بدلا منه ليدين أسباط إسرائيل

 الشخص الذي انتُخب بعد عيد الفصح بدل الخائن. لقد تمّ اقتراح شخصين من قبل الجماعة في كنيسة أورشليم وأُلقيت القرعة بينهما: "يوسف المدعو بارسابا والملقّب بيوستس، ومتٍّياس (أعمال 1، 23). وقد اختير هذا الأخير بالتحديد "فانضمّ إلى الرسل الأحد عشر" (أعمال 1، 26). ولا نعرف عنه أيّ شيء سوى أنه كان شاهدًا على كامل فترة يسوع الأرضية (راجع أعمال 1، 21-22) وبقي أمينًا له حتى النهاية. وقد أُضيفت إلى عظمة هذه الأمانة الدعوة الإلهية للحلول مكان يهوذا، كما لو كان للتعويض عن خيانته.

**************************

المراجع

المصدر : St-Takla.org  - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

 ***

 

 

 

This site was last updated 06/10/20