Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تفسير / شرح إنجيل لوقا الإصحاح العاشر

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
Untitled 7225
تفسير إنجيل لوقا ص1
تفسير إنجيل لوقا ص2
تفسير إنجيل لوقا ص3
تفسير إنجيل لوقا اص4
تفسير إنجيل لوقا ص5
تفسير إنجيل لوقا ص6: 1- 16
تفسير إنجيل لوقا ص6: 17- 49
تفسير إنجيل لوقا ص7
تفسير إنجيل لوقا ص8
تفسير إنجيل لوقا ص9: 1-17
تفسير إنجيل لوقا ص9: 18- 62
تفسير إنجيل لوقا ص10
تفسير إنجيل لوقا ص11
تفسير إنجيل لوقا ص12
تفسير إنجيل لوقا ص13
تفسير إنجيل لوقا ص14
تفسير إنجيل لوقاص15
تفسير إنجيل لوقا ص16
تفسير إنجيل لوقا ص17
تفسير إنجيل لوقا  ص18
تفسير إنجيل لوقا ص19
تفسير إنجيل لوقا اص20
تفسير إنجيل لوقا ص21
تفسير إنجيل لوقا ص 22: 1-46
تفسير إنجيل لوقا ص 22: 47- 71
تفسير إنجيل لوقا ص23
تفسير إنجيل لوقا ص24

تفسير إنجيل لوقا - مجمل الأناجيل الأربعة : الفصل19

تفسير / شرح إنجيل لوقا الإصحاح العاشر
1. تعيين السبعين رسولًا وكرازتهم (لوقا 10: 1-20)
2. تهلَّل السيِّد المسيح بالروح (لوقا 10: 21-24)
3. ماذا يعمل الإنسان ليرث الحياة الأبدية؟ مثَل السامري الصالح (لوقا 10: 25-37)
4. مرثا العاملة ومريم المتألِّمة (لوقا 10: 38-42)

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 10

  1. تعيين السبعين رسولًا وكرازتهم (لوقا 10: 1-20)

تفسير (لوقا 10: 1) 1 وبعد ذلك عين الرب سبعين اخرين ايضا وارسلهم اثنين اثنين امام وجهه الى كل مدينة وموضع حيث كان هو مزمعا ان ياتي.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 *  وبعد ذلك عين الرب سبعين رسولا آخرين ، من الذين آمنوا به إيمانا صادقا وعميقا ، وكما شاءت حكمته أن يعين تلاميذه افثنى عشر بعدد اسباط بنى إسرائيل الثنى عشر (العدد 26) شاءت حمته كذلك ان يكون أولئك الرسل الذين عينهم بعد ذلك سبعين ، بعدد السبعين شيخا الذين امر الرب موسى بتعيينهم ليعاونوه فى إدارة شئون بنى إسرائيل (العدد11: 16و 17) وذلك لأن أشخاص العهد القديم لم يكونوا إلا رموزا لأشخاص العهد الجديد .
وقد كان مخلصنا مزمعا الذهاب إلى عدد من مدن الأراضى المقدسة ومواضعها لينادى فيها بتعاليمه أرسل قبله أولئك السبعين إلى كل تلك المدن والمواضع ليهيئوا أذهان أهلها لمجيئه إليهم ، ولتعاليمه التى سينادى بها بينهم ، وقد أرسلهم إثنين إثنين ليعاون كل منهما الآخر إذ إحتاج إلى معاونة ، وليدفع عنه الأذى إذا هدده أى أذى ، وليعود ليشهد بما حدث غذ دهمه أى حادث منعه من العودة .

تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 60
لقد أمر الروح القدس بفم الأنبياء القديسين ، خدام كلمة الإنجيل المخلصة قائلا : " أنفخوا بإلبوق في رأس الشهر عند الهلال ليوم عيدنا المجيد " (مز8: 3 سبعينية) ويمكن أن نقارن الهلال بزمن مجيء مخلصنا ، لأنه قد برز لنا عالم جديد قد صار فيه كل الأشياء جديدة ، كما يؤكد لنا بولس الحكيم جدا ، في كتابته. لأنه يقول : " الأشياء القديمة قد مضت ، قد مضت، هوذا كل الأشياء قد صارت جديدة " (2كو 5: 17) لذلك نحن نفهم أن الهلال والعيد المجيد يشيران إلى زمن تجسد الاين الوحيد ، حينما بوق البوق بصوت عال وبوضوح مناديا برسالة الإنجيل الخلاصية - أم ليس هذا هو وقت يدعونا أن نحتفل بالعيد ، وهو الوقت الذي فيه تبررنا بالإيمان واغتسلنا من أدناس الخطية وأبيد الموت الذي تسلط علينا وطرح الشيطان من سيادته علينا جميعا ، وهو الوقت الذي فيه قد اتحدنا بالمسيح مخلصنا جميعا بواسطة التقديس والتبرير ، واغتنينا برجاء الحياة والمجد اللذين هما نهاية لهما . هذه هي أصوات البوق العالية ، وهى لا تسري في اليهودية فقط مثل ذلك الناموس القديم ، بل في كل الأرض.
وهذا ماتصوره لكم كتابات موسى لأن إله للكل نزل في شبه نار على جيل سيناء، وكان هناك سحاب وظلال وقتام وصوت بوق شديد جدا ، حسب الكتاب (أنظر خر١٩: ٠١٦ ١٩). وكان دوي البوق في البداية ضعيفا ثم أخذ يزداد علو باستمرار ٠ إذن ما الذي يشير إليه ظل الناموس بهذه الأمور؟ ألا يعني هذا أنه لم يكن يوجد أولأ سوى عدد قليل يقومون بنشر أخبار الإنجيل ، ثم بعد ذلك صاروا كثيرين؟ فالمسيح عندما بدأ يعمل اختار اثنا عشر رسولا ثم عين : بعد ذلك سبعين آخرين . وليس سبب هذا ان الاثنا عشر الذين اختارهم أولأ لكرامة الرسولية كان فيهم أي عيب أو إهمال أو أي شيء لا يليق؟ كلا، ولكن ! بسبب أن جمعا غفيرا كان سيؤمن به ، وليس إسرائيل فقط هو الذي أمسك في الشبكة بل وجموع الأمم أيضا . أما عن أن رسالة الخلاص سوف تصل إلى كل العالم ، فقد أشار إلى ذلك أحد الأنبياء القديسين بقوله : " ينبت القضاء كالعلقم فى أتلام الحقل "(هو. ١: ٤ س) فكما أن النجيل ينبت في الخطوط التي تترك بدون زراعة ويحل فيها ثم ينتشر متقدما باستمرار ، هكذا بالتمام البر ، أي النعمة التي تبرر العالم ، كما أعلن في أخبار الإنجيل المخلصة ، تسود على كل مدينة ومكان.
لذلك، فبالإضافة إلى الاثنا عشر ، يوجد أيضآ سبعون آخرون عينهم المسيح ، وتوجد إشارة لهذا الحدث في كلمات موسى(عدد ١٦:١)، فبامر الرب اختار موسى سبعين ، وأنزل الله الروح على هؤلاء المختارين . ومرة ثانية نجد الإثنى عشر رسولأ والسبعين أيضآ ، يشار إليهم بواسلة ظلال الناموس ، لأنه كتب في سفر الخروج عن بنى إسرائيل: " فآتوا إلى مارة ، ولم يقدر الناس ان يشربوا من مياه مارة ، لأنها كانت مرة ، فصرخ موسى إلى الرب ، فاراه الله شجرة ، فرماها في الماء فصارت المياه حلوة (خره١: ٢٣). إن معنى عبارة مارة حينما نترجم هو مرارة ونحن نعتبرها ترمز إلى الناموس ، لأن الناموس كان مرا ، إذ انه كان يعاقب بالموت ، وعن هذا يشهد بولس : " من خالف ناموس موسى ٠فعلى شاهدين أو ثلاثة شهود يموت بدون رأفة" (عب٠ ١: ٢٨)، فهو مر إذن وغير محتمل للقدماء (أع 25: 1) وغير مقبول لهذا السبب ، كما كانت المياه المرة تماما ، ولكنها صارت حلوة بالصليب الكريم ، الذي كانت تلك الخشبة التي أراها الرب للمبارك موسى مثالأ له . فالآن إذ قد تغير الظل إلى التأمل الروحي ، فنحن نرى بعيون العقل سر المسيح الذي كان مخفيا في رموز الناموس . لذلك فرغم أن الناموس كان مرا ، فقد بطل أن يصير هكذا فيما بعد.
وبعد مارة اتوا إلى "إيليم" ومعناها "زيادة أو صعود" وماذا كان أيضا في ؛ إيليم؟ " إثنتا عشر عين ماء وسبعون نخلة" (خر25: 7) ، لانه كلما صعدنا إلى معرفة أكمل ، وكلما اسرعنا إلى النمو الروحي ، فإننا نجد اثنتي عشر عين ماء ، اي الرسل القديسين ، وسبعين نخلة اي هؤلاء الذي عينهم المسيح. فحسن جدا ان يشبه التلاميذ بالينابيع ، والسبعين الذين إقامهم بعد ذلك بشجر النخل . فكما اننا نحصل من تلاميذ المسيح على معرفة كل صلاح كما من ينابيع مقدسة فإننا نكرم السبعون ايضا وتدعوهم بالنخيل ، لأن هذه الشجرة قوية ، وذات جذر ثابت ، ومثمرة جدا وهى تنمو دائما بجوار المياه ، ونحن هنا نؤكد أنه. هكذا ينبغي ان يكون القديسون ذوي ذهن نقى ، ثابتين ، مثمرين ، ويبهجون انفسهم باستمرار بمياه المعرفة.
ولنرجع الآن إلى ما كنا نقوله اولأ أن الرب ، " عين سبعين آخرين" ولكن ربما يظن البعض أن الأولين قد رفضوا وجردوا من كرامة الرسولية ، وأن الآخرين رفعوا بدلأ منهم لأنهم اقدر منهم على التعليم ، فلنبعد هذه الأفكار عن عقولنا.
فإن الذي يعرف القلوب، والعارف بالأمور الآتبة يقول: " إن الحصاد كثير ، اطلبوا من رب الحصاد ان يرسل فعلة الى حصاده٠" فكما أن الأرض ممتلئة بمحصول وافر ، وهى واسعة وممتدة ، تحتاج إلى عدد كبير من الفعلة القادرين ، فكم بالحري كل الأرض ، بل وجماعة من سيؤمنون بالمسيح كم هي عظيمة وغير محصاة ، وتحتاج ليس إلى عدد قليل من الفعلة بل إلى عدد كبير يكفي للعمل . لهذا اختار المسيح اولئك الآخرين ليكونوا كحلفاء ومساعدين للاثنا عشر ، هؤلاء ذهبوا في إرساليتهم إذ أرسلوا اثنين اثنين إلى كل مدينة وقرية وهم يصرخون بكلمات يوحنا"أعدوا طريق الرب " (مت٣:٣ )

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

(1) “عَيَّنَ ”. سبعين .  اِختار السبعين رسولًا قُبيل عيد المظال حيث يقدم اليهود عدد من الذبائح فى هذا  العيد أكثر من الذبائح التى  يقدمونها فى أعيادهم ألأخرى حيث يكثر حصاد الزرع وثمار الشجر فى هذا العيد .. كأن يسوع أراد أن يقدِّم للعالم عيدًا جديدًا، فيه يقدِّم الرسل كذبائح حيَّة مقدَّسة مرضيَّة عند الله (رو 12: 1)،. يستخدم لوقا كلمة عين بمعنيين مختلفين .
أ) ليعرّف بالرفع ( أى ترفع مشعلاً كي ترى أو ترفع يداً لتظھر بوضوح ) كما وردت فى (لو 8: 10)  فقال: «لكم قد اعطي ان تعرفوا اسرار ملكوت الله  (أع 1: 24) وصلوا قائلين:«ايها الرب العارف قلوب الجميع عين انت من هذين الاثنين ايا اخترته »
ب) يعيّن ليقوم بعمل معين أو مهمة ، (لو 10: 1)  وبعد ذلك عين الرب سبعين اخرين  إن كان الاثنا عشر تلميذا الذين إختارهم يسوع  يمثِّلون الاثني عشر نبعًا، فإن السبعين رسولا الذين عينهم يسوع يمثِّلون السبعين نخلة في إيليم الجديدة (خر 15: 27). إن كان الاثنا عشر يقابلون الأسباط الاثني عشر فإن السبعين يقابلون السبعين شيخًا الذين اِختارهم موسى (عد 11: 16-25) أو السبعين عضوًا في مجمع السنهدرين
ھ  هذان المعنيان أستخدما كلاھما فى الترجمة السبعينية أيضا (البند أ، (عا 3 : 2)  اياكم فقط عرفت من جميع قبائل الارض لذلك اعاقبكم على جميع ذنوبكم (عدد 1: 17) البند ب (دا 1: 11)  فقال دانيال لرئيس السقاة الذي ولاه رئيس الخصيان على دانيال وحننيا وميشائيل وعزريا
(2) "سَبْعِينَ آخَرِينَ ”. هناك عدة مخطوطات ذكرت العدد “اثنان وسبعين”. وكان ھناك جدل كثير حول أيھما ھو العدد الأصح.
 هناك أسماء فى الإنجيل حوالى 90% من الأسماء كانت تبشر طبقا لتعليم يسوع المسيح أذهبوا وتلمذوا ولا يوجد من يبشر بيسوع وليس تلميذا أومعينا منه لهذا العمل له لهذا نعتبر هذه ألأسماء من الرسل السبعين وردت فى الكتاب , بجانب انه لم يكن هناك مجال او مناسبة فى اى نص فى الكتاب جاء به اسم احد السبعين ان يذكر ان هؤلاء هم السبعين رسول , وهذا فى حد ذاته نراه ليس دليلا فقط بل دليلا قويا على ان اصحاب هذه الاسماء هم الرسل السبعين. هذا غير ان كثير منهم ارتبط بالقديس بولس و بالاباء الرسل , واخرين اكد السنكسار انه من السبعين رسول و أكد انه المذكور فى الموضع المُشار اليه. كل هذه نراها ادلة واضحة و قوية تؤكد صحة نسبة الاسماء الذى المذكورين فى الكتاب!
وردت اسماء ابائنا الرسل فى احدى اعمال القديس هيبوليتوس , سبعون اسما للسبعون رسولا , وردت بالمرجع التالى : Ante Nicene Fathers , Vol 5 , Hippolytus , Appendix to the Works of Hippolytus , Chap . XLVIII , P.255
ھناك نظريتان حول أصل العدد الأكبر:
أ) يأتى عدد 70 من موسى الذى عين 70 بناء على أوامر الرب وأورد التوراه (عد 11: 16- 26)  " فقال الرب لموسى اجمع الي سبعين رجلا من شيوخ اسرائيل الذين تعلم انهم شيوخ الشعب" ب) كما يأتى من التفسير الربانى (الفريسيين والكتبة والشيوخ وغيرهم من معلمى اليهود) لـ (تك 10- 11) حيث يمثّل العدد 70 (النص الماسوري) أو 72 (السبعينية) أمم ولغات العالم. الخيار الثاني يناسب ھدف لوقا الشامل في كتابة الإنجيل (24: 47) ، تقليد المخطوطات اليوناني ينقسم بالتساوي حول أي من العددين ھو الأصلي ( 70 المخطوطات 75 ،w،L،C،A، و 72 المخطوطات D،B،P75 إن قارنا ھذا التغيير الطفيف مع المكان الذي ھو على الأرجح صحيح في قراءة غير عادية، فإن العدد 72 يكون ھو الأصلي. لقد كان العدد 70 عدداً صحيحاً مألوفاً في العھد القديم (خر 1: 5) وهذا هو السبب فى جعل بعض الترجمات تذكر عدد تلاميذ الرب اثنين و سبعين و ليس سبعين فقط مثل الترجمة الكاثوليكية.
انه لا دليل صريح لدينا على ان الاسماء الواردة والتى خدمت وبشرت بإسم يسوع المسيح فى أنحاء العالم فى ذلك الوقت والواردة فى الاسفار المقدسة المقصود بها هم الرسل السبعين الذين ذكرهم هيبوليتوس و لكن كما ذكرنا , فأن وجود كل هذه الاسماء فى الكتاب المقدس و فى اسماء السبعين رسول يجعل من هذا دليلا , اذن انه لا يمكن ان تكون صدفة ان يكون كل هؤلاء اسمائهم تشبهم اسماء الرسل السبعين.
1) "اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ ”. يسوع أرسل الرسل إثنان كما جاء فى حكمة سليمان "اثنان خيْر من واحد، لأن لهما أجرة لتعبهما صالحة، لأنه إن وقع أحدهما يقيمه رفيقه، وويل لمن هو وحده، إن وقع إذ ليس ثانٍ ليُقيمه" (جا 4: 9-10). يتطابق هذا الأسلوب مع  (نفس الفعل “ apostellō ) وقد ذكر لوقا ومرقس أن يسوع أرسل التلاميذ قبل الرسل أثنين أثنين للتبشير مؤيدين بقوة لصنع المعجزات وسلطان على الأرواح النجسة (لو 9: 1- 6) ودعا تلاميذه الاثني عشر واعطاهم قوة وسلطانا على جميع الشياطين وشفاء امراض وارسلهم ليكرزوا بملكوت الله ويشفوا المرض" (مر 6: 7) " ودعا الاثني عشر وابتدا يرسلهم اثنين اثنين واعطاهم سلطانا على الارواح النجسة"
(2) "أَمَامَ وَجهه ” أرسل يسوع تلاميذه ورسله أمام وجهُه، ليكونوا ممهَّدين له في الطريق كما أرسل الرب الإله يوحنا المعمدان الصوت الصارخ فى البرية ليعد طريق أمام يسوع وكان ينادى بأعلى صوته قائلا أعدوا طريق الرب أصنعوا ثمارا تليق بالتوبة وها هو مرة أخرى أرسل يسوع التلاميذ إلى القرى قبله التي لم يكن يسوع نفسه قد زارھا كي يشفوا مرضى ويطردوا الشياطين ويكرزوا ثم أرسل الرسل أيضا ودليل على تعيينه للرسل إتساع الخدمة فقد كانت خدمة التلاميذ عندما أرسلهم اثنين أثنين سنى قرى وبالإضافة إلى السبعين يعنى 41 قرية . وهذا كان واضحا من قول (يو 12: 19) : الفريسيون بعضهم لبعض: انظروا إنكم لا تنفعون شيئا هوذا العالم قد ذهب وراءه" وأول مرة نسمع يسوع يرسل رسل أمامه كان إلى قرية في السامرة. (لو9: 52)
 

تفسير (لوقا 10: 2)  2 فقال لهم ان الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون.فاطلبوا من رب الحصاد ان يرسل فعلة الى حصاده.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 * وقد زود مخلصنا أولئك الرسل بتعاليمه ووصاياه وإرشاداته ، كى ينجحوا فى أداء رسالتهم ، ويؤدوها على أكمل وجه يليق برسل المسيح وخدامه الذى ينبغى أن يكونوا كاملين ، وليضربوا بأنفسهم المثل للذين أرسلهم إليهم على الإيمان به ، والعمل بما ينادون به بينهم من التعاليم التى هى تعاليمه ، فقال لهم : " ان الحصاد كثير ولكن االعمال قليلون.فاطلبوا من رب الحصاد ان يرسل عمالاً الى حصاده" أى أن المحتاجين للخلاص والراغبين فيه من الناس كثيرون ، واما الخدام المؤمنون الصادقون الصالحون لخدمتهم والقادرون على أن يقودوهم فى السبيل إلى هذا الخلاص الذى جاء به مخلصنا فما زالوا قليلون ،    *
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 60
ولاحظوا أنه بينما بقول المسيح " أطلبوا من رب الحصاد أن يرسل فعلة إلى حصاده ، فهو يفعل هذا بنفسه ، ورغم أن الذي معنا الآن هو رب الحصاد ، أي رب سكان الأرض ، إلا أنه هو نفسه بالطبيعة وبالحق ، "الرب" لأنه كما يقول الكتاب: " له الأرض وملؤها " (مز 24: 1) ، وهو خالق الكل ومصورهم ، ولكن إن كان من اختصاص الرب العلي وحده أن يرسل فعلة " فكيف حدث أن المسيح هو الذي عينهم ؟ أفليس هو إذن رب الحصاد ، والرب الآب معه ، هو رب كل شيء كل شيء إذن له ، ولا يوجد شيء مما يسمى ، يخص الآب إلا ويخص الابن أيضا فهو نفسه قال للآب : " أولئك الذين أعطيتنى من العالم ، ٠كانوا لك وأعطيتهم لى " (يو١٧: ٦) فكما قلت، إن كل ما يخصى الآب واضح أنه ؛ يخص الابن ، وهو يشع بأمجاد أبيه ، فمجد الألوهية يخصه ، لا كشئ موهوب له من آخر ، ولكن قائم في كرامة تخصه بالطبيعة ، تماما مثل الذي هو ابنه ، والحكيم يوحنا يؤكد أيضا أننا جميعنا له، فيقول عنه: "أنا أعمدكم بماء ولكن يأتى بعدى من هو أقوى منى ، هو سيعمدكم بالروح القدس والنار ، الذى رفشه في بده ، وسينقى بيدره ، وسيجمع قمحة إلى المخزن وأما التبن فيحرقة بنار لا تطفأ (مت 3: 11)
ليت نصيبنا إذن كقمح عقلي ، أن نحمل إلى المخزن أي إلى المنازل العلوية: لكي ننعم هناك في صحبة القديسين بالبركات التي يمنحها الرب في المسيح ، الذي به ومعه للرب الآب المجد والسلطان مع الروح القدس إلى دهر الدهور آمين.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) “إِنَّ الْحَصَادَ كَثِيرٌ ”.من الواضح أن يسوع استخدم نفس العبارات والتعاليم في أماكن مختلفة وفي ظروف مختلفة مثل (مت 9: 37- 38)  (يو 4: 35) "وحينئذ قال لتلاميذه: «الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون. 38 فاطلبوا من رب الحصاد ان يرسل فعلة الى حصاده "  .. إننا نرى اليوم الحصاد كثير وهاهم المسلمين يؤمنون بيسوع بالألاف فى بعض البلاد وبالملايين فى قارة أفريقيا (يو4: 35)   "ها انا اقول لكم: ارفعوا اعينكم وانظروا الحقول انها قد ابيضت للحصاد. " ولكن أين هم الحصادون والفعلة فى حقل الرب أين هم الذين سيرتبون الحزم؟ اين هم الذين القمح عن الزوان؟ ويفصلون القمح عن التبن أين هم الذين ينقلون المحصول إلى المخازن الكنسية؟ هذه الرعية الجديدة  القادمة من حظيرة أخرى تحتاج إلى كم هائل من رعاه وتعليم ورعاية حتى تشرب هذه الرعية الجديدة  لبن ألإيمان أين هم هؤلاء الرعاة يا كنيسة يا قبطية ؟ لما راى الجموع تحنن عليهم اذ كانوا منزعجين ومنطرحين كغنم لا راعي لها. نحن نرى اليوم السامات لكهنة واساقفة كل مؤهلاتهم أنهم مدرسين فى مدارس الأحد من الخواص والأقارب وألأهل والأصحاب والعشيرة ولا يعرفون شيئا عن التبشير والكرازة ورعاية لهؤلاء المنطرحين كعنم لا راعى لها وتحول الإكليروس إلى مهنة تدر الربح على من يقوم بها وليست خدمة لبذل الذات والتضحية من المهم أن نلاحظ أن علينا أن نصلّي  إلى لله ليرسل كهنة فعلة، ونقدم ذواتنا للرب لعله يقول من أرسل ؟ قد يختارنا نحن العلمانيين للتبشير به لنخدم هذه النفوس الاتية إلى كنيستنا القبطية لأن أولوية نشر الإنجيل والكرازة والتبشير مسألة يجب على كل مؤمن أن يفكّر ببها .
(2) "اطْلُبُوا" . نحويا فعل أمر ماضي بسيط مبني للمجھول (مجھول الصيغة معلوم المعنى). تميز كتابات لوقا بتكرار كلمة أطلبوا deomai عدة مرات ( 8 مرات في إنجيل لوقا و 7 مرات في أعمال الرسل، مرة واحدة في متى، ولم تورد هذه الكلمة إطلاقا فى مرقس أو يوحنا).هنا يركز الرب يسوع على الصلاة قبل الكرازة والتبشير وبالرغم من الرب نفسه يعرف أن الحصاد كثير والفعلة قليلون إلا أنه يريد منا أن نطلب منه دليل على محبتنا لهذا العمل الكرازى أن يكمل ويتكاثر فإلى من نذهب يارب وكلام الحياة الأبدية عندك فالكارز والمبشر يدرك أهمية الصلاة لطلب مساعدة الرب بإرسال كارزين ومبشرين وإعطاء كلمة الكرازة عند إنفتاح الفم . وكان طلب يسوع لتلاميذه بالصلاة من أجل ان يرسل الرب فعله لحصادة بعد أن (مت 9: 35- 37) " كان يسوع يطوف المدن كلها والقرى يعلم في مجامعها ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب. ولما راى الجموع تحنن عليهم اذ كانوا منزعجين ومنطرحين كغنم لا راعي لها. حينئذ قال لتلاميذه: «الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون.  فاطلبوا من رب الحصاد ان يرسل فعلة الى حصاده» وفى النهاية بعد تدريب التلاميذ وتعليمهم وإرشادهم أصدر الأمر النهائى إليهم الذى ورد فى (مت 28: 18- 20)  فتقدم يسوع وكلمهم قائلا: «دفع الي كل سلطان في السماء وعلى الارض 19 فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس. 20 وعلموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به. وها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر». امين. " (لو 24: 47)  "وان يكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الامم مبتدا من اورشليم. " (أع 1: 8) لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم، وتكونون لي شهودا في اورشليم وفي كل اليهودية والسامرة والى اقصى الارض».
المؤمنون يرون إمكانية الكرازة، ويدركون الحاجة الروحية، ويناشدون ذاك الوحيد الذي يستطيع أن يساعدهم  (لله).
تفسير (لوقا 10: 3) 3 اذهبوا.ها انا ارسلكم مثل حملان بين ذئاب.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
  فليداوم الرسل على الصلاة وهم ذاهبون لأداء خدمتهم التعليمية التى كلفهم بها ، ضارعين إلى رب الناس جميعا أن يجعلهم قادرين على جذب عدد كبير من المؤمنين الصادقين الصالحون مثلهم لأن يكونوا خداما لكلمتة ولأن يقودوا إلى الخلاص أولئك المحتاجين للخلاص والراغبين فيه ، ثم قال لهم : " ها انا ارسلكم مثل حملان بين ذئاب" - إذ كان يعلم - له المجد  أن أولئك الرسل الذين يشبهون الحملان فى وداعتهم وتواضعهم ومسالمتهم ، والذين دربهم هو على أن يكونوا كذلك ، وأوصاهم بأن يظلوا كذلك ، ليكونوا جديريين بأن يكونوا رسلا له ، ومتكلمين بإسمه ، ومناديين بكلمته ، سيجدون أنفسهم أيضا ذهبوا ، بين الناس يشبهون الذئاب فى شراستهم وشكاستهم وغدرهم ومكرهم وشرهم ووحشيتهم ، وأنهم حينما يرونهم يعوون عليهم كما تعوى الذئاب على فرائسها وتنهشها بأنيابها ويعملون على الفتك بهم وإفتراسهم كما تفتك الذئاب بفرائسها وتفترسها ، فليتوقع الرسل ذلك ، وليوطنوا أنفسهم على إحتماله ، وليتذرعوا بالحكمة فيما يقولون ويفعلون على مقتضى تعاليمه ووصاياة وإرشاداته ، لينجو من كل شر ، ولينجحوا فى آداء رسالتهم التى أرسلهم لآدائها .  
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 6
1
الذين يمدحون الكلمة الإلهية والمقدسة بصواب وبدون خطأ، هم بالتآكيد حلفاء تعاليم الحق وهم افضل معلميه ، ويعرفون جدا كيف يقودون باستقامة كل من يرغب في النمو في المسيح ، إلى كل عمل صالح وإلى الحياة غير الفاسدة ، وإلى الاشتراك في البركات الموهوبة لنا . وعن هؤلاء يعلن الحكبم جدا بولس أنهم : " أنوار فى العالم متمسكين بكلمة الحياة١" (فى 2: 15) والتلاميذ هم اول هؤلاء الرجال البارزين والمشهورين ، ويعتبرون المتقدمين في الترتيب ، كان لهم معلما هذا الذي هو المعطى لكل فهم ، والذي يسكب نوره على أولئك الذين يحبونه ، فهو النور الحقيقي الذي ينير السماء بل والقوات التي فوق ، وهو الذي يخلص من الجهالة والظلمة أولئك الذين على الأرض ايضا لاحظ كيف انه جعل المعلمبن المعينين (للكرازة) لكل النين تحت الشمس ، فعلة مستعدين، ذوي غيرة شديدة ، وقادرين أن يفوزوا بمجد الانتصارات الرسولية ، غير مفضلين اي امر من شئون العالم على واجب الكرازة بالرسالة المقدسة ، وهكذا اعدوا ذهنهم بكل شجاعة ان يرتفعوا فوق كل المخاوف ، لا يرتعبون ولا قيد انملة في الشدائد ، ولا ينزعجون من الموت ذاته عندما ياتي عليهم لأجل المسيج . لأنه يقول لهم ؛ " إذهبوا" وفى هذه الكلمة " إذهبوا" يشجعهم ليصيروا أشداء ، ويجعلهم يرغبون باشتياق في الأنتصارات المقدسة ، وهكذا يؤسسهم ثابتين راسخين امام كل تجربة ، ولا يدعهم ينكمشون امام عنف الاضطهادات وعندما تبدا المعارك ، ويفرغ الأعداء سهامهم ، فإن القادة الأبطال يشجعون منن تحت إمرتهم ان يقاوموا هجمات العدو ، ويحتملوا بشجاعة ، فيقولون لهم مثل هذه العبارات : يا رفاقنا
الجنود، لا تزعج أفكاركم من كل هذه الأشياء التي ترونها ، فنحن لسنا ضعفاء ، ولسنا غير محئكين في القتال ، ولكن اعرفوا جيدا طرق القتال ، فنحن نملك دروعا مصفحة قوية الصنع ، ونملك أسلحة وسبوقا وأيضا أقواسا ورماحا ، وبالجهاد سننال النصرة ، وشجاعة القلب ستحرز لنا بحق شهرة مجيدة . هكذا إذا جاز لنا القول فإن مخئصنا أرسل تلاميذه إلى جموع غير المؤمنين قائلا: ها أنا أرسلكم مثل حملان بين ذئاب " .
ماذا تقول أيها الرب ، كيف يستطيع الحمل أن يتحنث مع الذئاب؟ متى كان الحيوان المفترس في سلام مع الحمل؟ فبالكاد يستطيع الرعاة أن يحموا قطعانهم بجمعهم في الحظائر وأن يغلقوا عليها داخل السياجات ، وبتخويف الوحوش التي تريد أن نفترس الحملان بواسطة نباح الكلاب ، بل وأيضآ يحاربون بأنفسهم ليدافعوا عنها ، ويخاطرون لأجل حماية الأعضاء الضعيفة في قطيعهم . كيف إذن يأمر الرب الرسل القديسين الذين بلا لوم — كحملان — أن يصاحبوا الذئاب وينهبوا إليهم بأنفسهم؟ أليس الخطر ظاهرا؟ أما يصبحون فريسة جاهزة لهجماتها؟ كيف يستطيع الحمل أن ينتصر على الذئب؟ كيف يمكن للمسالم جدا أن يقهر توحش الحيوانات المفترسة؟ نعم ، إنه يقول: أنا الراعي لهم جميعا ، للصغير وللكبير ، لعامة الناس وللامراء ، للمعلمين والمتعلمين ، سأكون معكم وأساعدكم وأخلصكم من كل شر . سأذلل الحيوانات المتوحشة ، سأغير الذئاب إلى حملان ، وساجعل المضطهدين مساعدين للمضطهدين وسأجعل من يسيئون إلى خرافي شركاء في خططهم المقدسة ، أنا أصنع كل الأشياء ، وأنا أحلها ، ولا يوجد شيء يستطيع أن يقاوم إرادتي.
هذه هي النتيجة الفعلية التي حدثت والتي نراها في أمثلة تمت بالفعل ، فبولس كان مجدفا ومضطدا كان أكثر إيذاء وقسوة من أي ذئب على أولئك الذين آمنوا بالمسيح ، فهل استمر في هذا السلوك؟ هل ظل ذئبا إلى النهاية؟ كلا بالمرة، لأنه نعي من المسيح واختبر تغييرا غير متوقع، وهذا
الذي كان في القديم ذئبا أصبح أكثر وداعة من الحمل ، وكرز بالإيمان الذي كان يوما يضطهده ، وكان مثل هذا التغيير غير المنتظر دهشة لجميع الناس، والمسيح تمجد ، لأنه غيره من وحش مفترس إلى حمل . وهذا ما أنبأ به يعقوب في بركته بشأنه إذ قال: " بنيامين ذئب يفترس ، قي الصباح يأكل لحما ، وفى المساء يقسم غنيمته  (تك 49: 27 سبعينية) لأن الحكيم بولس كان من سبط بنيامين ، وكان في الأول كذئب مفترس يقاوم الذين آمنوا بالمسيح ، ولكن بعد وقت قصير أي فترة ، كما من الصباح الى المساء ، قسم غنيمته ، لأنه علم عن يسوع وكرز به ، والأطفال في المعرفة سقاهم لبنا ، أما البالفين فقدم لهم طعاما قويا ٠ ففي الصباح يأكل لحما وفى المساء يقسم ذبيحته ، وهذا شيء مختصر فيما يخص المبارك بولس.
ولكن هيا بنا نناقش نقطة مشابهة ، ألا وهى دعوة الأمم ، دعنا نرى ما إذا كانوا - في وقت ما - هم أيضا وحوشا كاسرة ، وأكثر توحشا من الذئاب ضد خدام رسالة إنجيل الخلاص ، وكيف أنهم تحولوا الى الوداعة وعدم الغش بمعونة المسيح ، فهم أيضا اضطهدوا الرسل القديسين ، ليس كأناس يحاربون الذئاب ، بل كالوحوش المفترسة يهيجون بوحشية ضد الحملان ، ورغم أنهم لم يسيئوا إليهم بل دعوهم إلى الخلاص ، إلأ أنهم رجموهم وسجنوهم واضطهدوهم من مدينة إلى مدينة ، إلا أن هؤلاء الذين تصرفوا هكذا أولأ أصبحوا فيما بعد ودعاء وبلا غش ، وصاروا كالحملان التي كانوا قد اضطهدوها! ٠
من سوى يسوع المسيح ربنا يعمل كل هذه الأمور؟
لأنه هو أيضا الذى نقض حائط السياج المتوسط مبطلأ ناموس الوصايا في فرائض ، والذي.خلق الشعبين في نفسه إنسانا واحد ا جديدا صانعا سلاما مصالحا ألأثنين فى جسد واحد مع الآب " (أف٢: ١٤). ها قد صار انضمام للايمان باتفاق واتحاد الفكر والإرادة - للمتوحشين مع الودعاء، للنجسين
 والملوثين بالخطية مع القديسين ، اي هؤلاء الذين من قطعان الأمم مع أولئك الذين آمنوا من إسرائيل ، وعن هذا يتكلم إشعياء النبي بالروح ويقول: " فيرعى الذئب مع الحمل، وبربض النمر مع الجدي ، وترعى البقرة والدب معا ، ويأكل الأسد والثور التبن معا ، ويربضن أولادهما معا" (إش 11: 6 سبعينية) .
اعلم ايها الحبيب وافهم ، أن أولئك الذين تقدسوا بالإيمان لم يشاكلوا الأمم في عاداتهم ، بل بالعكس ، فإن المدعوين من الأمم هم الذين شاكلوهم ، فإن الذئب والأسد والنمر والدب هي حيوانات آكلة لحوم ، أما الحيوانات ذات الطبيعة الهادئة كالجداء والحملان والثيران تغتذي بالعشب . ولكن الحيوانات المفترسة ، يقول النبي ، سوف ترعى مع الحيوانات الأليفة وتغتذى بطعامها. إذن فليست الحيوانات الأليفة هي التي شاكلت عادات المتوحشة ، لقد حدث العكس كما قلت ، إذ تمثلت الحيوانات المتوحشة بالحيوانات الأليفة ، إذ تخلوا عن الاتجاهات الشرسة وتحولوا إلى الوداعة التي تليق بالقديسين ، وتغيروا بالمسيح حنى صارت الذئاب حملانا ، لأنه هو الذي صيرهم ودعاء ، ووحد الشعبين كما قلت ، إلى ذهن مملوء بمحبة الرب . هذا ما أعلنه موسى النبي في القديم صارخا : " تهللوا أيها الأمم مع شعبه ، أعطوا عزة لله ١(تث 32: 43 سبعينية)٠ فلنعظمه ونكرمه بالتماجيد ، بسبب المخلصن رب الكل الذي به وله مع الآب التمجيد والسلطان إلى أبد الآبدين آمين  
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "اِذهبوا " . نحويا (اسم فاعل ماضي بسيط مُ ستخدم بمعنى الأمر) أمر حاضر مبني للمعلوم. وهو أمر لا نقاش فيه لتحقيق مقاصد الرب فى نشر الإيمان فى دوائر ضيقة ثم أوسع فاوسع وهى تماثل دوائر رمى حجر فى بركة ماء إنه عمل كما ورد فى (مت 28: 19) ومهمة أمرنا الرب ان نقوم بها .. إن إرسال يسوع للسبعين رسولا والتعليم الذى أمرهم به يشابه إرساله الاثني عشر في لوقا الأصحاح 9
(2) : ها أَنَا أُرْسِلُكُمْ مِثْلَ حُمْلاَنٍ بَيْنَ ذِئَابٍ ”. وردت فى (مت 10: 16) تكلم يسوع بالصراحة التامة موضحا أن طريق التبشير صعب ولكن مؤيدين بالروح القدس الذى سيكون معهم ويعينهم  ويرشدهم ويقويهم وينطق على لسانهم . وفى لوقا 11  الكارزين والمبشرين سيذهبون كالحملان وسط الذئاب أى سيقابلون من يقاومهم ويعارضهم ويرفضهم ويضطهدهم وسيصل الأمر بهم إلى الموت إستشهادا هذه الذئاب فى صورة بشر تحركهم قوى الشر الشيطانية التى لا تريد اخلاص الناس من براثينه وتنفك من بين أنبايه
هنــا فى هذه ألاية يقول يسوع للتلاميذ أنهم سيكونون مثل حملان وسط الذئاب هذه معركة بين الخير والشر بين يسوع الذى يريد تقييد الشيطان والشيطان وأعوانه من البشر الذين يريدون القضاء على المحبة والسلام والتلاميذ والرسل الذى يحركهم داخليا الروح القدس هم الرتب العالية ممن جنود يسوع الذين أمنوا بيسوع يحملوا راية الحب والسلام  لبنى البشر ضد الشيطان الذى يحرك أتباعه لضدهم باحرب والإغتصاب والسرقة والقتل وإحتلال الأرض  ويسوع هو القائد ألأعلى فى هذه المعركة ضد أجناد الشر والقائد فى المسيحية يكون فى المقدمة يذهب يسوع كحمل وديع إلى أورشليم ويقاوم الشيطان وذئابه المفترسة من شيوخ مجلس السنهدرين والسلطة المدنية وبيلاطس وأخيرا ييقتلونه على الصليب بعد أن تعذبه الذئاب الشيطانية المفترسة فى أورشليم ومنذ ذلك اليوم وحتى الآن يخاف الشيطان وأتباعه من علامة الصليب وها هم المسلمين لا يريدون رؤيته على قباب كنائسنا  وكثيرا ما نرى فى شبكة ألإنترنت أن الإنسان المسكون بالشيطان يرتعب ويرتعش عند رؤيته صليب وكما  كان الصليب سببا فى القضاء على أمة الرومان الوثنية الشيطانية سيكون أيضا سببا فى القضاء على أى أمة تتبع الشيطان مهما كان سلطته وقوته لأنه أعطى ليسوع أن تجثوا له كل ركبة فى الأرض والسماء  
 
تفسير (لوقا 10: 4) 4 لا تحملوا كيسا ولا مزودا ولا احذية ولا تسلموا على احد في الطريق.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وإذ كانت رحلتهم فى هذه المرة قصيرة الأمد لا تستغرق إلا زمنا قصيرا وأوصاهم قائلا: " لا تحملوا كيسا ولا مزودا ولا احذية
" لأنهم لن يحتاجون إلى مال يضعونه فى أكياسهم ، ولا إلى زاد يملأون به حقائبهمن ، ولا إلى حذاء جديد غير الحذاء الذى فى أقدامهم  ، وإذ كان ينبغى أن يسرعوا ما أمكنهم ذلك فى إنجاز رسالتهم وأوصاهم بألا يعووقهم عائق على الطريق مهما كان عن الإنطلاق رأسا إلى حيث أرسلهم ، فقال لهم : " لا تسلموا في الطريق على احد"   لا لأنه أرادهم أن يمتنعوا عن القيام بهذا الواجب الإجتماعى الكريم ، وإنما لأنهم لو ظلوا فى الطريق يسلمون على كل من يصادفونه ، فسيستغرقون فى ذلك وقتا طويلا يشغلهم عن غاياتهم ويؤخرهم عن بلوغها فى أسرع وقت ، ولا سيما أن من عادة اليهود والشرقيين عموما أن يطيلوا وقوفهم للتسليم بعضهم على بعض ، ويقضوا فى عبارات التحية والمجاملة وقتا طويلاً ، فإن كان هذا الواجب الإجتماعى ، مهما بلغ من نبله ، يعوق الرسل عن آداء واجبهم السماوى فى خدمة معلمهم الإلهى فليتجنبوه ، لأن الواجب نحو الرب مقدم على الواجب نحو الناس
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 6
2
النحلة الحكيمة الماهرة تزور الزهور في الحقول والمروج، وتجمع الأكل
من عليها ومنه تصنع العسل الحلو ، والحكيم سليمان يدعونا لنحاكيها في سلوكها فيقول : " إقترب من النحلة وتعلم من كدها ، وكم هو رائع نتاجها، لذلك فهو ممدوح ومحبوب من كل الناس، ومن (نتاجها) يستخدم الملوك والعظماء لأجل صحتهم (أم 6: 8 سبعينية) تعال الآن إذن ودعنا نتجول في المروج العقلية ما امتلأت عقولنا بالغى نحصل على العسل الروحاني ، أي الكلمة المفيدة والدافعة لكل العطاش لوصول اتعاليم الإلهية ، إن كانوا نبلاء مشهورين أو خاملي الذكر أو بسطاء في دعة من الحياة ، لأنه مكتوب : " الكلمات الطيبة كقرص الشهد وحلاوتها شفاء للنفس"(أم 16: 24)
والآن ماذا تكون هذه الكلمات الطيبة الرقيقة إلأ ما يقوله لنا المسيح ، جاعلأ هؤلاء الذين يحبونه حاذقين بسبب تكرار تعليمهم في السعي المقدس؟ وخذ دليلا على كلامي هذه العبارات التي تليت على مسامعنا الآن: " لا تحملوا كيسا ولا مزودا ولا أحذية" أتوسل إليك، تفهم طبيعة طريق القداسة الرسولي المرسوم لهم ، لأنه يجب على هؤلاء الذين سيصيرون أنوارا ومعلمين لكل الذين تحت السماء ألأ يتعلموا من آخر سوى الذي هو الكلمة الذي نزل من فوق، من السماء ، نبع الحكمة والنور العقلي ، الذي منه يأتي كل فهم ومعرفة
وكل صلاح. ما يريده منهم إذن هو أنهم عندما يعلمون الناس في كل مكان بالكلمة التي قالها لهم ، وفى دعوتهم لسكان الأرض كلها الخلاص ،. يجب عليهم أن يسافروا بلا كيس ولا مزود ولا احنية ، وأن ,يمضوا بسرعة من.مدينة إلى مدينة ومن مكان إلى مكان ، ولكن يجب الا يقول أحد بأي حال أن الهدف من تعليمه هذا هو أن يجعل الرسل يرفضون إستخدام الأدوات الطبيعية ، لأنه ماذا ينفعهم أو ماذا
يضرهم إذا كان لهم .حذاء في أرجلهم أو يمضوا يدونة ، ولكن الذى يرغب أن يعلموه من هذه الوصية وأن يجتهدوا أن يمارسوه هو هذا بالتأكيد : ينبغى أن يلقوا بكل تفكير فى إحتياجاتهم وقوتهم عليه ، وأن يذكروا الفديس الذى قال : " ألق على الرب همك فهو يعولك " (مز 54: 23) لأنه يعطى القديسين ما يلزمهم للحياة ، وهو لا يتكلم عبثا حيث يقول : " لا بما تأكلون وبما تشريون ، ولا لأجسادكم يما تلبسون ، لأن أباكم السماوى يعلم أنكم  تحتاجون إلى هذه كلها ، لكن أطلبوا أولا ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم (مت 6: 25) لأنه. كان حقا لاشعا لائقا بهؤلاء المتحلين بالكرامات الرسولية أن يكون لهم ذهن خال من الشهوة، وكارها لتقبل الهدايا ، بل وبالعكس.قانعا بما يمنحه الرب ، لأنه كما يقول الكتاب: : " لأن محبة المال أصل لكل الشرور" (1 تى 6: 10) ،
لذلك كان يجب ومن كل جهة أن يكونوا أحرارا ويكونوا معقين مما هو اصل ومغذى كل الشرور، ويوجهوا كل غيرتهم إلى واجباتهم الضرورية ، فلا
يتعرضوا هكذا لهجوم الشيطان إذ أنهم لا يأخذون معهم أي ثروة عالمية ، لكن يحتقرون امور الجسد راغبين فقط في ما يريده الله وكما أن الجنود الشجعان عندما يمضون إلى المعارك لايحملون معهم شيثا سوى ما يخص الحرب فقط ، هكذا كان لائقا أن أولئك الذين أرسلهم المسيح ليعينوا العالم وليشنوا حربا ضد : " ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر" (أف٦: ١٢)، نعم بل وضد الشيطان نفسه ، لحساب الذين كانوا في خطر ، يجب أن يكونوا أحرارا من جميع مجاذبات هذا العالم ومن كل اهتمام عالمي، حتى يكونوا متمنطقين بإحكام ، ولابسين السلاح الروحي ، فإنهم يجاهدون باقتدار ضد أولئك الذين قاوموا مجد المسيح ، وقد جعلوا كل الذين تحت السماء غنيمة لهم ، لأنهم جعلوا سكانها يعبدون المخلوق بدلأ من الخالق ، وأن يقدموا خدمة دينية لعناصر الكون ، فيجب لا هؤلاء التلاميذ يتسلحون بترس الايمان ودرع الحق وسيف الروح الذي هو كلمة الرب ، حتى يبرهنوا أنهم بحق مقاومين للأعداء لا يقهرون ، فلا يجرون خلفهم حملآ ثقيلا من الأشياء التي تستوجب اللوم والادانة: كمحبة الغنى ، والمدخرات من الأرباح الخسيسة ، والتلهف نحوهما ، لأن هذه الأشياء تحيد بذهن الانسان عن السلوك الذى يرضي الرب ، ولا تسمح له بالصعود نحوه ، بل بالحري تحدره إلى مشاعر متعلقة بالتراب والأمور الأرضية.
فبتوجيه الرب للتلاميذ ألا يحملوا كيسا ولا مزودا ... وبالأكثر ألأ يشغلوا أنفسهم بالحذاء ، فهو إئما يعلمهم بوضوح أن وصاياه تلزمهم أن يتخلوا عن كل غنى جسداني وأن يتحرروا من كل عائق عند دخولهم إلى العمل الذي دعوا خصيصا له عمل الكرازة ، أي تعليم سر المسيح للناس ، في كل مكان ، وأن يربحوا إلى الخلاص الذين كانوا متورطين في شباك الهلاك.
ثم يضيف على هذا انهم : " لا يسلموا على أحد فى الطريق " ، ولكن أي
ضرر يسبب السلام للرسل القديسين؟ تعالوا إذن، تعالوا لنرى لماذا وجب عليهم الأ يسلموا على احد من الذين يقابلونهم ، بلا شك سوف نقول إنه قد يحدث لا يقابلوا غير مؤمنين ، فلا يصح إذن لهؤلاء الذين لا يعرفون هذا الذي هو الله بالطبيعة وبالحق ، لا يصح أن يتقبلوا البركة من التلاميذ.
ماذا نقول ردا على هذا التفكير؟ ألا يظهر أنه افتراض غير مقبول أن يكون هذا هو السبب الذي لأجله أوصاهم الرب ألأ يسلموا على أحد في الطريق؟ لأنه أرسلهم لا ليدعوا أبرارا بل خطاة إلى التوبة (مت٩: ١٣)، فكيف
لا يكون مناسبا لهؤلاء الذين أرسلوا ليغيروا الذين في الظلمة ، وليأتوا بهم إلى معرفة الحق ، أن يستخدموا الرقة واللطف بدلأ من أن يبتعدوا عنهم بخشونة ويرفضون مصاحبتهم ، بل وحتى يرفضون السؤال عن صحتهم؟ فبالتأكيد إنه بالإضافة إلى الصفات الأخرى الجيدة ، فإن رقة الحديث مع صفات حسنة أخرى هي أمور تليق بالقديسين ، وهكذا التحيات ما دامت تؤدى بطريقة مناسبة. وقد يحدث أن يكون من يتقابلون معهم ، ليسوا من غير المؤمنين بل من نفس معتقدهم ، أو من الذين سبق أن استنيروا ، الذين يجب تقديم المحبة لهم عن طريق تحية رقيقة.
فماذا يقصد المسيح إذن من تعليمه هذا؟ إنه لا يوصيهم أن يكونوا شرسين ولا يأمرهم أن لا يهتموا بعدم التحية ، هو بالحري يعلمهم أر يتحاشوا مثل هذا التصرف . ولكن السبب هو أنه قد يحدث أنه بينما يسافر التلاميذ بين المدن والقرى ليعلموا الناس الوصايا المقدسة ، فإنهم قد يرغبون في أداء هذه المهمة ، ليس بسرعة بل بتلكؤ وإذ يحيدون عن الطريق ليروا صديقا أو آخر ، وهكذا فإنهم سيصرفون الوقت المناسب للتعليم بإضاعته في أشياء غير هامة ، لذلك فهو يقول لهم : كونوا متحمسين وفى اجتهاد شديد لتوصيل رسالتكم المقدسة ، وألا يبطئوا بلا سبب من أجل صداقة ما ، ولكن ليكن ما يرضي الرب هو المفضل لديكم عن كل الأشياء الأخرى ، وهكذا إذ تمارسون اجتهادا لا يقاوم ولا يعرقل ، فإنكم تمسكون تماما باهتماماتكم الرسولية .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1)  قصد يسوع فى هذه ألاية  ھو أن على التلاميذ أن يتكلوا كلياً على تدبير الرب  وليس على مواردھم الذاتية  (لو 9: 3- 5) لا تحملوا شيئا للطريق ..واي بيت دخلتموه فهناك اقيموا ومن هناك اخرجوا. 5 وكل من لا يقبلكم فاخرجوا من تلك المدينة  :"  يكرر يسوع ھذا على مسمع التلاميذ في العشاء الأخير ( لو 22: 35- 36)  ثم قال لهم: «حين ارسلتكم بلا كيس ولا مزود ولا احذية هل اعوزكم شيء؟» فقالوا: «لا» بلا شك أنه حينما أرسلهم بلا كيس ولا زود فقد أرسل بركته معهم  بركة الرب هي تغني ولا يزيد معها تعبا }(ام 10 : 22) . 
(2) " لاَ تُسَلِّمُوا عَلَى أَحَدٍ فِي الطَّرِيقِ ”. كانت مهمة التلاميذ والرسل كمبشرين مهمة للغاية خاصة أن يسوع أمرهم ألا يحملون زادا لأن القرى التى كانت فى الجليل قريبة من بعضها البعض وتنحصر حول بحيرة طبرية كما أن الوقت مقصر فأمرهم ألا يتأخروا أو يضيعوا وقتاً في السلام والتحيات والتسلية والسؤال عن الأحوال التى تشتهر بها شعوب منطقة الشرق الأوسط  وهذا هو إليشع النبى يزود خادمه حجيزى بمهمة ووصية ليشفى صبيا بعكازه (2مل 4: 29) "  فقال لجيحزي اشدد حقويك وخذ عكازي بيدك وانطلق واذا صادفت احد فلا تباركه وان باركك احد فلا تجبه.وضع عكازي على وجه الصبي. "
تفسير (لوقا 10: 5) 5 واي بيت دخلتموه فقولوا اولا سلام لهذا البيت.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وقد أرشدهم إلى السلوك الذى ينبغى أن يسلكوه فى كل مكان يذهبون إليه قائلا لهم : "  واي بيت دخلتموه فقولوا اولا سلام لهذا البيت . 
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 62
وإلى جانب ذلك هو يوصيهم أيضا قائلا:" آلا تعطوا القدس للكلاب ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير" (مت٧: ٦)، وذللك بآن يمنحوا لغير المؤمنين الشركة بالإقامة عندهم ، بدلأ من أن يمنحوها متفضلين بها لمن يستحقون ، بأن يكونوا أبناء سلام ومطيعين لرسالتهم ، لأنه أمر مكروه لهم ان يقتربوا مع من لا يزال يقاوم مجد المسيح ، ويخطئ بعدم الأيمان ، لأنه " أي نصيب للمؤمنين مع غبر المومن؟آ (2كو11: 15) لأنه كيف يمكن للذين لم ينصتوا بعد لكلمات الرسل، وللذين يجعلون من تعاليمهم الجديرة بالاعتتاق ، فرصة أحيانا للسخرية ، كيف يمكن لهؤلاء أن يقبلوا الرسل كمستحقين لإعجابهم؟ وهذا ما حدث في أثينا أيضا ، فالبعض هزءوا ببولس لما علمهم " أن لا يسكن فى هياكل مصنوعات بالأيادى" (اع١٧: ٢٤)، فهو غير مادي ولا نهاية له ، وهو الذي يملأ الكل ولا يحويه شيء ، ثم بين لهم أنه يعلمهم عن الذي مع أنهم لا يعرفونه يتصورون أنهم يعبدونه بالحق ٠٠ ولكنهم إذ سلموا أنفسهم للعجرفة وهم يعظمون أنفسهم بسبب طلاقة ألسنتهم قالوا في غبائهم: " ٠٠ ماذا يريد هذا المهزار أن يقول؟ لأنه يظهر مناديا بآلهة غريبة " ٠أما كلمة مهزار Seed Picker فهى إسم لطائر لا قيمة له ، والذي من عادته أن يلتقط البذار من الطريق ، وهم إذ يشبهون بولس به، فإن هؤلاء الأغبياء يهزأون بكلمة الخلاص التي قدمت لهم.
لذلك أوصاهم المسيح أن يسكنوا مع أبناء السلام ، وأن يأكلوا على نفقتهم، مبينا أن هذا قانون عادل " لأن الفاعل مستحق أجرتة " لذلك يجب على كل من يقبل الحق الأ يهمل بل يعتني بواجب إكرام القديسين لأنهم يباركوننا: حينما يزرعون لنا الروحيات، فإنهم يحصدون منا الجسديات : " هكذا أمر الرب أيضا أن الذين ينادون بالإنجيل بالإنجيل يعيشون(1كو 9: 11و 14)  حيث أنه أيضا بحسب ناموس موسى فإن : " الذين يقد مون الذبائح يشاركون المذبح" فيجب على الذين لا يعتنون بإكرام القديسين ويمسكون أيديهم بشح عنهم، ان يتأكدوا أنهم إنما يحرمون أنفسهم من بركتهم ، وليكن نصيبنا في أن نكون شركاء البركات التي أعدها الرب لهم ، بأن نقدم لهم كثمر أي شيء نملكه ، ونفعل هذا بشعور المسرة ، لأن المعطى المسرور يحبه المسيح (٢كو٩: ٧) الذي به ومعه الرب الآب التسبيح والسلطان مع الروح القدس إلى أبد الآبدين آمين.
تفسير (لوقا 10: 6) 6 فان كان هناك ابن السلام يحل سلامكم عليه والا فيرجع اليكم.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
*فبينما أوصاهم بألا يسلموا على أحد فى الطريق لئلا يتأخروا عن آداء رسالتهم التى أرسلهم من أجلها ، عاد فأوصاهم بأن يسلموا على أهل أى بيت يدخلونه ، لأنهم بذلك يكونون قد بدأوا البدء اللائق فى آداء رسالتهم ذاتها ، إذ أن إلقاء السلام كما أنه واجب أدبى ، هو واجب دينى ، لأنه دعوة إلى السلام الذى هو غايه العهد الجديد ، كما ،هم بهذا السلام الذى يلقونه على أهل البيت يمكنهم أن يتبينوا ما إذا كان أهل ذلك البيت مستعدين لقلوبهم وقبول رسالتهم ، وعندئذ يكونوا أهلا للسلام الذى ألقوه عليهم وطلبوه لهم ، ومن ثم فليقموا بينهم ، وليبلغوهم رسالتهم ، فإذا لم يقبل أهل البيت سلامهم ، تبينوا من ذلك أنهم لن  يقبلوهم  أو يقبلوا رسالتهم ، وعندئذ فلينصرفوا عنهم ، مستبقيين سلامهم لأنفسهم ، ما دام أهل البيت قد رفضوا ذلك السلام الذى ألقوه عليهم ، وطلبوه لهم ، فإذا أقاموا فى البيت الذى قبلهم أهله فليأكلوا ويشربوا معا لديهم ، سواء أكان قليلا أو كثيرا ، وسواء أكان رديئا أو جيدا ، قانعين به  غير متطلعين إلى غيره من ألوان الطعام والشراب التى إعتاد النماس تقديمها إلى الضيوف الأغراب ، وفى نفس الوقت لا ينبغى أن يخجلوا من تناول ما لدى أهل البيت مما يأكلون ويشربون كأنهم متسولون يتسولونه ، أو متطفلون يتناولون ما ليس لديهم ، لأنهم يقدمون لأهل البيت طعاما روحيا يفوق فى قيمته بغير قياس ذلك الطعام المادى الذى يقدمه أهل البيت إليهم ، فهم يخدمون كلمة الرب ، وهم يستحقون نظير هذه الخدمة أجرا عظيما لا أقل من ان يكون لقمة خبز يأكلونها ، أو جرعة ماء يشربونها ، وليمكثوا فى ذلك البيت الذى قبلهم أهله ، فلا ينتقلون من بيت إلى بيت ، لئلا يثير شبهات الناس فى المدينة ولا سيما اصحاب السلطة فيلصقون بهم إتهامات هم ابرياء منها ، كما أن مكوثهم فى بيت واحد من بيوت المدينة ييسر الراغبين فى الإستماع إليهم معرفة ذلك البيت الذى يلازمونه ، فيصبح ذلك البيت بمثابة كنيسة للمؤمنين ، وللراغبين فى أفيمان ، ومن ثم يكون عاملا من عوامل نجاح الرسل فى التبشير بكلمة الرب ، وليكن ذلك هو المسلك الذى يسلكه الرسل فى كل مدينة يدخلونها ويقبلونهم فيها ، فليأكلوا مما يقدم لهم
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) “فَإِنْ كَانَ هُنَاكَ ابْنُ السَّلاَمِ ”. نحويا جملة “إن” هى جملة شرطية من الفئة الثالثة،مكانية حدوث عمل هذا البيت الذى فيه إبن السلام الذى قبل المبشرين هو مبارك لأنه يسكن فى بيت نال كرامة ليصبح أرض السلام «المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة».(لو 2: 14 وراجع 2: 29) وعبارة " إبن السلام " تعنى حرفيا أن من يقبلكم هو مشتاق لمعرفة كل شئ عن الخلاص وأن الخلاص يأتى إلى هذا البيت وكثيرا من البيوت التى وطئتها أرجل الرسل تحولت إلى كنائس واشار لها بولس فى عبارته الشهيرة  "سلم علي الكنيسة التي في بيتك " (فل 1 : 2 ) وكثيرا من كنائسنا اليوم كانت أصلها بيوت وتحولت إلى كنائس يصلى فيها المئات لهذا يخاف المسلمون من صلواتنا فعندما ترتفع الصلوات من بيت من البيوت يهيجهم الشيطان علي صاحب البيت فيدهدموه ويحرقوه خوفا من أن يتحول البيت إلى كنيسة لـ يسوع المسيح نور العالم "  ليضيء على الجالسين في الظلمة وظلال الموت لكي يهدي اقدامنا في طريق السلام». (لو 1: 79) فلماذا يخاف المسلمين من نور يسوع المسيح ؟ الإجابة لأنهم يحبون الظلمة أكثر من النور وهذا هو حال المسيحيين أبناء النور والمسلمين ابناء الظلام "فقال لهم يسوع النور معكم  زمانا قليلا بعد. فسيروا ما دام لكم النور لئلا يدرككم الظلام. والذي يسير في الظلام لا يعلم الى اين يذهب. ما دام لكم النور آمنوا بالنور لتصيروا أبناء النور." (يوحنا 12: 35 و 36 )
آيات السلام كثيرة فى ألإنجيل لأن كلمة إذهب أو إذهبى بسلام كان يقولها يسوع المسيح كثيرا بعد كل معجزة (راجغ لوقا 7: 40& 8: 48 & 12: 51 & 19: 38) 
تفسير (لوقا 10: 7) 7 واقيموا في ذلك البيت اكلين وشاربين مما عندهم.لان الفاعل مستحق اجرته.لا تنتقلوا من بيت الى بيت.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) “أَقِيمُوا فِي ذلِكَ الْبَيْتِ ”. نحويا ھ فعل أمر حاضر مبني للمعلوم. كان يُفترض في ھذه أن تكون
وهذه أحد االزصايا التى حددها يسوع لتلاميذه ورسله والكارزين والمبشرين بالإنجيل من قبل (راجع 9: 4)  "واي بيت دخلتموه فهناك اقيموا ومن هناك اخرجوا." 
(2) آكِلِينَ وَشَارِبِينَ مِمَّا عِنْدَهم ”. نحويا كلاهما اسم فاعل تام مبني للمعلوم. يجب على تل التلاميذ والرسل  ألا يسعوا وراء وسائل راحة أفضل أو طعام أفضل. ضيافة الغرباء عادة شعبية في الشرق. كما كانت تقليدا يهوديا دينيا ورد قصص حدثت ونصوص عنه فى العهد القديم وكانوا يقدمون أفضل ما عندھم لضيوفھم (ولا يزالون كذلك).
(3) " لأَنَّ الْفاعِلَ مُسْتَحِقٌّ أُجْرَتَه ”. كان ھذا مثل شرقي منتشر فى الحياة الزراعية أو حقيقة بديھية لان الفاعل مستحق طعامه. (مت 10: 10 ) هذا بالنسبة لأى عمل والكرازة أيضا عمل : "  هكذا ايضا امر الرب ان الذين ينادون بالانجيل من الانجيل يعيشون. (1كور 9: 14) والفاعل مستحق اجرته (1تيم 5: 18)
 (4) "لاَ تَنْتَقِلُوا مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ ”. نحويا فعل أمر حاضر مع أداة نفي ويعني عادة التوقف عن عملٍ “
آخذٍ في الحدوث لتوه. من الواضح أنھم كانوا ينتقلون من بيت إلى بيت بھدف الحصول على مكان أو طعام جيد
تفسير (لوقا 10: 8) 8 واية مدينة دخلتموها وقبلوكم فكلوا مما يقدم لكم.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) “كُلُوا مِمَّا يُقَدَّمُ لَكُمْ ”. كان بعض من التلاميذ والرسل يهود محافظون (مثل الفريسيين)، ويبدو أنهم كانوا يدققون فى الطعام المقدم لهم  وعلى الأرجح كان يصعب إرضاؤهم بخصوص الطعام وكان هذا الأمر معطلا للكرازة والتبشير وتنفيذ أمر يسوع هو  أن "  فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس. 20 وعلموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به. وها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر». امين. (مت 28: 18- 20)  لقد اصبح هدف كرازتهم وتبشيرهم واضح لا يعطله طعام أو مكان أو زمان (مر &: 1- 23) واجتمع اليه الفريسيون وقوم من الكتبة قادمين من اورشليم. 2 ولما راوا بعضا من تلاميذه ياكلون خبزا بايد دنسة اي غير مغسولة لاموا - 3 لان الفريسيين وكل اليهود ان لم يغسلوا ايديهم باعتناء لا ياكلون متمسكين بتقليد الشيوخ. 4 ومن السوق ان لم يغتسلوا لا ياكلون. واشياء اخرى كثيرة تسلموها للتمسك بها من غسل كؤوس واباريق وانية نحاس واسرة. 5 ثم ساله الفريسيون والكتبة: «لماذا لا يسلك تلاميذك حسب تقليد الشيوخ بل ياكلون خبزا بايد غير مغسولة؟»  ....  ثم دعا كل الجمع وقال لهم: «اسمعوا مني كلكم وافهموا. 15 ليس شيء من خارج الانسان اذا دخل فيه يقدر ان ينجسه لكن الاشياء التي تخرج منه هي التي تنجس الانسان. 16 ان كان لاحد اذنان للسمع فليسمع». 17 ولما دخل من عند الجمع الى البيت ساله تلاميذه عن المثل. 18 فقال لهم: «افانتم ايضا هكذا غير فاهمين؟ اما تفهمون ان كل ما يدخل الانسان من خارج لا يقدر ان ينجسه 19 لانه لا يدخل الى قلبه بل الى الجوف ثم يخرج الى الخلاء وذلك يطهر كل الاطعمة». 20 ثم قال: «ان الذي يخرج من الانسان ذلك ينجس الانسان. 21 لانه من الداخل من قلوب الناس تخرج الافكار الشريرة: زنى فسق قتل 22 سرقة طمع خبث مكر عهارة عين شريرة تجديف كبرياء جهل. 23 جميع هذه الشرور تخرج من الداخل وتنجس الانسان». وبالنسبة للمسيحيين شريعة الطعام الموسوى أصبحت باطلة والتى وردت فى (لا 11) (راجع أع 9: 10- 16 & 15: 6- 11) (1كور 10: 27)
تفسير (لوقا 10: 9) 9 واشفوا المرضى الذين فيها وقولوا لهم قد اقترب منكم ملكوت الله.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وليصنعوا معجوات الشفاء بإسم معلمهم ليمهدوا الطريق لمجيئه هو إلى تلك المدينة ، وليقولوا لأهلها : "  قد اقترب منكم ملكوت الله" لأن اليهود كانوا ينتظرون مجئ ذلك الملكوت هو المسيح إبن الرب ، فيكون ذلك القول من الرسل خير تمهيد لأذهان أهل المدينة للإيمان بمعلمهم  ، وبأنه هو المسيح الذى ينتظرونه ليخلصهم ويفتح لهم ابواب ملكوت الرب الذى يتطلعون إليه
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) “اشْفُوا الْمَرْضَى الَّذِينَ فِيها”. نحويا  فعل أمر حاضر آخر مبني للمعلوم. الشفاء كان أمرا إلهيا صادرا للجميع بالشفاء من أمراضهم مجانا لأنهم  محتاجين للشفاء بلا استثناء وأعطاهم يسوع هذه العطية الإلهية حتى يزود التلاميذ والرسل ببرهان إعجازى أثناء كرازتهم وتبشيرهم عن يسوع وملكوت لله وبلا شك أن كل الذين يأتون إليهم كان الإيمان شرط لشفائهم وهذا يشبه كثيراً القول أن ابقوا في تلك البيوت التي ترحب بكم). اشتهر يسوع بمعجزات الشفاء
إن مجرد مجئ المريض للتلاميذ والرسل طالبا الشفاء كان يعتبر إيمانا كما كانت الجموع تفعل مع يسوع فعلت أيضا مع التلاميذ والرسل  " وتبعته جموع كثيرة فشفاهم هناك." ( مت 16: 2) وكان يسوع يطوف كل الجليل يعلم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب.  فذاع خبره في جميع سورية. فاحضروا اليه جميع السقماء المصابين بامراض واوجاع مختلفة والمجانين والمصروعين والمفلوجين فشفاهم. فتبعته جموع كثيرة من الجليل والعشر المدن واورشليم واليهودية ومن عبر الاردن. " و" قدموا اليه "المرضى" (مت 8: 16) وكان يسوع يطوف المدن كلها والقرى يعلم في مجامعها ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب (مت 9: 35) وكانوا يتبعوه بمرضاهم فيشفيهم "  فلما سمع يسوع انصرف من هناك في سفينة الى موضع خلاء منفردا. فسمع الجموع وتبعوه مشاة من المدن. فلما خرج يسوع ابصر جمعا كثيرا فتحنن عليهم وشفى مرضاهم. (مت 14: 14)  فجاء اليه جموع كثيرة معهم عرج وعمي وخرس وشل واخرون كثيرون وطرحوهم عند قدمي يسوع. فشفاهم (مت 15: 30) بينما مرقس يقول “كثيرين" وكان كل من يلمسه يشفى من مرضه ( مر 1  : 34 )   قدموا اليه جميع السقماء والمجانين. وكانت المدينة كلها مجتمعة على الباب. فشفى كثيرين كانوا مرضى بامراض مختلفة واخرج شياطين كثيرة " (مر 10: 11 و 11)  لانه كان قد شفى كثيرين حتى وقع عليه ليلمسه كل من فيه داء. والارواح النجسة حينما نظرته خرت له وصرخت قائلة: «انك انت ابن الله!»
(2) قَدِ اقْتَرَبَ مِنْكُمْ مَلَكُوتُ لله ”. نحويا فعل تام مبني للمعلوم في الأسلوب الخبري.  ويعني أن الملكوت كان حقيقة ماضية (الآيات 1- 3)  وأيضاً حقيقة حالية (مت 12: 28) (لو 11: 20 & 17: 21)  ومستقبلية وأبدية
 ملكوت لله دُشّن بمجيء يسوع لقد وصل الملكوت عندما وُلد يسوع. إنه موصوف ومتجسد في حياة يسوع وتعاليمه. وسيُنجز لدى عودته. لقد كان ھذا ھو موضوع عظات يسوع وأمثاله. لقد كان الموضوع الرئيسي المركزي في رسائله التي نطق بھا.
"ولكن ان كنت باصبع الله اخرج الشياطين فقد اقبل عليكم ملكوت الله." (لو 11: 20)   أصبع الله الذى كتب الوصايا العشر
ما هو المقصود بملكوت الله أو ملكوت السموات نفقد كان يوحنا المعمدان عندما بدأ يبشر قال: توبوا فقد اقترب ملكوت السموات" والسيد المسيح من بعده قال : توبوا وآمنوا بالانجيل فقد اقترب ملكوت السموات".- وعندما علم تلاميذه كيف يصلوا قال: أبانا الذي في السموات ..."ليأت ملكوتك". ويختلف مفهوم ملكوت الله أو ملكوت السموات بين العهدين القديم والجديد.
المعنى اللغوي لملكوت الله
أ) معنى الملكوت فى اللغة العربية : المَلَكُوتُ العزُّ والسلطان .  وملكوتُ الله : سلطانُه وعظمته .  و المَلَكُوتُ مِلْكُ الله خاصة .  كلمات قريبة   المعجم: اللغة العربية المعاصر : امتلك قلوبَ النَّاس بأخلاقه : اكتسبها ، - امتلك نواصِيَ الأمور : سيطرَ عليها ، - امتلكه جسدًا وروحًا 
ب) معنى الملكوت في اللغة العبرية "مالكوت"- هو سلطان الله وحكمه .
ج) معنى الملكوت  فى الآرامية التي كتبت بها بعض أجزاء العهد القديم والتي كان يتحدث به اليهود في زمن السيد المسيح "مالكوتا"
د) و "مالكوت" العبرية أو الآرامية "مالكوتا" تعنيان في العهد القديم والكتاب المقدس كله : "حكم الله وسلطانه الشامل وسيادته على الناس والأمم والزمن في الماضي والحاضر والمستقبل، أي التاريخ الذي يحدد مساره ويحقق فيه إرادته، والطبيعة والكون كله، في السماء وعلى الأرض، فهو خالق الكون ومدبره والمهيمن عليه"
هـ) باللغة اليونانية "فاسيليا": تعني "مَلَكية" (أسم مجرد = abstract name) أو "مملكة" أو ملكوت (أسم حي) أو المُلك (مصدر فعل).
 أن ملكوت الله سابق لنا، موجود منذ وجود الله أي منذ الأزل. وتكلم عنه العهد القديم والجديد
ملكوت السموات في الكتاب المقدس
إختلف مفهوم الملكوت فى العهد القديم عن ما ورد فى عنه فى  العهد الجديد
أولاً: في العهد القديم: (قبل تجسد الله الكلمة بشخص السيد المسيح)
لقد إختار الله بنو إبراهيم ويعقوب وإسرائيل شعبا ولهذا سمى بالشعب المختار ووضع لهم قوانين (الشريعة) ختى لا يختلطوا بالشعوب الأخرى ويتنجسوا باوثانهم ففي عهد الانبياء ابراهيم واسحق ويعقوب وموسى كان مفهوم ملكوت الله غير واضح . أما بعد استقرار اسرائيل في ارض كنعان، في عهد يشوع بن نون، بدأت الكتب المقدسة تستخدم الرمزية للتعبير عن مُلك يهوه على شعبه اسرائيل. فقد اصبح للرب شعبا فى الأرض يقوم برعايته وحمايته  أتباع أرضيين وفى المقابل يقدمون له الطاعة والعبادة عمثلالسماويين الروحيين (الملائكة) وكان هذا عهدا بينهم أما إذا سرح شعبه وراء آلهة أخرى فهذا يكون معناه أن الشعب نقض العهد فيتركهم فريسة لأعدائهم ليؤدبهم . أما في عصر القضاة، أي ما بين حلول اسرائيل في أرض كنعان بامرة يشوع بن نون وأوائل العهد الملكي مع شاول،  بدأ شعب الله (اسرائيل) يطلب مُلك ارض مثل جيرانه من الأمم الوثنية. وقد اغضب هذا الرب لأنته كان يملك عليهم بواسطة ألنبياء والوحى وطلب الشعب من صموئيل ملكا ورفع صموئيل الطلب إلى الرب فقال "هم لم يرفضوك أنت، إنما إباي قد رفضوا" (1 صم 8: 7). "رفضوا أن أملك عليهم".  وكان  النبي صموئيل وهو واضع أسس العهد الملكي عهد الاستقلال والملوك : صموئيل وشاول وداود ونسله وهكذا، بدأت أنظار اليهود تتحول لملك ارضي في المستقبل ، وبدا انتظار المشيح (المسيح المنتظر) وكانوا يعتقدون أن المسيح سيأتى كقائد حربى يلتفون حولة ليملك عليهم وكملك لتحريرهم من العبودية والاستعمار فقد أحتلت الأراضى المقدسة . مما سبق يتضح أن الملك على الشعب إنتقل من مال إله السماء إلى الناس ولما جاء يسوع المسيح أرجع ألمور إلى نصابها فقد ملك الإله على البشر وملك عليهم من  داخلهم بالروح القدس .. وهكذا قال ملكوت الله فى داخلكم "
ثانياً: ملكوت السموات في العهد الجديد:
استخدمت كلمة ملكوت السموات وملكوت الله 126 مرة. 34 مرة في متى (ملكوت السموات) و5 مرات ملكوت الله، 14 مرة في مرقس، و22 مرة في لوقا، و2 مرة في يوحنا، و6 مرات في أعمال الرسل، و8 مرات في الرسائل، ومرة واحدة في رؤيا يوحنا. فقد بدأ القديس يوحنا المعمدان بشارته بقوله: " توبوا فقد اقترب ملكوت السموات". كما أن السيد المسيح، أيضا بدأ بشارته بقوله: توبوا فقد اقترب ملكوت السموات.
السيد المسيح كثيرا بتفسير أسرار "ملكوت السموات" بالرغم من عدم توجيه أسئلة مباشرة له حول ذلك. وكان هدفه الرئيسي من ذلك هو اعادة المفهوم الى أصله: ففي انجيل متى الاصحاح الثالث، قال يسوع: ها هوذا خرجَ الزارعُ لِيزرَعَ ومثل ملكوت السموات كمثل.... فتقدَّم إليه تلاميذُه وقالوا له: لماذا تكلِّمُهم بالأمثال، وهم، أي الجموع، سذّج لا يدرون الأمثال؟ لماذا لا تعلِّمهم بإيضاح فيفهمون؟ آ11. فأجابَهم قائلاً: أنتم أُعطيتُم معرفةَ سرِّ ملكوتِ السماء وأولئكَ لم يُعطَوا.
فبلا شك أننا سفراء ملكوت اللـه الآتي؛ ونخدم قانوناً واحداً فقط، ألا وهو قانون روحه القدوس.
وتخبرنا الموعظة على الجبل معنى ذلك عملياً: فالطريق واضح لكل من كان صادق معها. بالطبع لا يقدر أحد المضي بهذا الطريق بدون النعمة. ويشير يسوع إلى ذلك عندما يتحدث عن الشجرة ودورها الحيوي عند تشبيهه لها بملكوت الله. ويتحدث أيضاً عن الملح، مشيراً بذلك إلى الطبيعة الجديدة الشاملة التي أنعم بها علينا المسيح والروح القدس."أطلبوا أولاً ملكوت اللـه وعدله."
وفي الصلاة الربية: طلب منا أن نصلي: ليأت ملكوتك. أما الرسل، فقد قال بطرس الرسول في رسالته الثانية : وهكذا يفتح الله لكم الباب واسعا للدخول الى الملكوت الابدي ، ملكوت ربنا يسوع المسيح. أعمال الرسل (1 :3) وظهرا لهم ...وحدثه عن ملكوت الله.
وبعد القيامة كان السؤال الذي طُرح من التلاميذ: "متى سيرد الملك الى اسرائيل؟" (أع 1: 6). فقد كان حتى ذلك الوقت سوء فهم حتى من قبل التلاميذ لمفهوم ملكوت السموات.
اذا، عندما ندرس الآيات التي تحدث فيها السيد المسيح عن ملكوت الله نرى أنه تحدث عن أمور ثلاثة أساسية:
المجموعة الأولى من الأقوال: نرى فيها السيد المسيح يفسر "ملكوت الله" على أنه الإله سيمتلك على قلوب البشر(مر1: 15) "قد كمل الزمان واقترب ( أقترب معناها هنا أقترب منكم ) ملكوت الله فتوبوا وامنوا بالانجيل" ( لو11: 20) " ولكن ان كنت باصبع الله اخرج الشياطين فقد اقبل عليكم ملكوت الله." ( مت16: 28) "الحق اقول لكم ان من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الانسان اتيا في ملكوته " . فمرقس تكلم عن العلاقة بين زمن إقتراب الملكوت والإيمان بالإنجيل (االإنجيل هو البشارة المفرحة بتجسد كلمة الله يسوع المسيح  ) “قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ " ھذه العبارة تُستھل بـ hoti  التي تشير عادة إلى اقتباس وھي شائعة الاستعمال عند مرقس. تعكس ھذه الذكرى المحفوظة لدى بطرس عن كلمات يسوع. ھذا فعل تام مبني للمجھول في الأسلوب الخبري ، ويحوي مغزى نبوي/ مسياني   ( أف 1: 10 ) (غل 4: 4) (1 تيم 2: 6) (تى 1: 3) المبني للمجھول يعكس عمل لله  وتحكمه في الزمن والتاريخ. أما لوقا فقد تكلم عن أصبع الله وهو القوة لعمل المعجزات وإخراج الشياطين التى أستعملها يسوع وأعطاها موهبة لتلاميذه ورسله أى أن لوقا تكلم عن الروح القدس (أصبع الله) المنسكبة فى كنيسة المسيح أما متى فقد تكلم عن مجد ملكوت الله فقد أخذ يسوع ثلاثة من تلاميذه بطرس ويعقوب ويوحنا وأراهم مجده على جبل التجلى
 المجموعة الثانية من أقوال وأمثال المسيح عن ملكوت الله تُعلن أن ملكوت الله هو المكان أو المجال الذي يظهر فيه ذلك السلطان. وفي هذه النصوص يستخدم ألفاظاً مكانية محددة مثل: يدخل، يُلقى خارجاً (مت19: 24)  فقال يسوع لتلاميذه: «الحق اقول لكم: انه يعسر ان يدخل غني الى ملكوت السماوات. (مت 23: 13)  «لكن ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لانكم تغلقون ملكوت السماوات قدام الناس فلا تدخلون انتم ولا تدعون الداخلين يدخلون! .
المجموعة الثالثة من أقوال السيد المسيح، توضح أن ملكوت الله هو المكافأة أو المجازاة للمؤمنين به ويحيون حياة مقدسة وينفذون تعاليمه ووصاياه التى وردت فى ألإنجيل ، وفي هذه الأقوال يستخدم السيد المسيح ألفاظ الملكية مثل: "أُعطي لهم /  أو طوبى " (متى5: 3) «طوبى للمساكين بالروح لان لهم ملكوت السماوات.   ( لو12: 32) "لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سر ان يعطيكم الملكوت." ولوحظ لأنه بعد هاتين ألايتين يستمر يسوع فى تعليم الجموع وتلاميذه بوصاياه عن الصلاة والصدقة . والمكافأة بالملكوت لم يحدد يسوع ميعادها قد تكون في هذا الزمن (ملكوت الله فى داخلكم) أو في الدهر الآتي (ملكوت الله : فى السماء فى بيت ابى منازل كثيرة)
* وفي النصوص التي تحدث فيها المسيح عن الملكوت نرى أن هذا الملكوت:
أ) ملكوت روحي: إنه ملك الله وسلطانه على المؤمنين روحا وبالتالى ينفذون تعاليم يسوع ووصاياه بجسدهم والملكوت هو سعادة حقيقة ملموسة يستطيع ألإنسان أن يلمسها بالتغيرات التى يحصل عليها من النعمة والسلام والطمأنينة ، الملكوت لا يُبنى على الغنى العالمي أو الملك الأرضى الفانى ولا على السيف وسفك الدماء.
ب) الملكوت حاضر ومستقبل: تظهر تعاليم السيد المسيح أن لملكوت الله وجهتين:
1) حاضرة ملكوت الله فى داخلكم أقوال الشيخ الروحاني القديس يوحنا سابا عن أن ملكوت الله داخلكم : جاء الرب يسوع يعلن لنا عن ذاته مقدمًا ذاته حياة نعيش به وفيه وله مركزًا كل رسالته في (بشارة الملكوت) "مت13:4". موصيًا تلاميذه قائلًا (إكرزوا قائلين أنه قد اقترب ملكوت السموات) "مت7:10". هذا الملكوت الذي فيه وضع كل رجاء البشر "مت34:25". والذي هو موضع سرور أبينا السماوي "لو32:12". هو امتلاك الرب لنا وشركتنا معه كعريس لنفوسنا. هذه الشركة ليست تحدث بعد زمن إنما يمكننا أن نحيا بها الآن كأبناء الله مولودين بالمعمودية مختومين في سر الميرون بالروح القدس...
أنه ملكوت جديد على الدوام بالنسبة لنا لا لأنه متغير إنما لأننا سنبقي دومًا نري فيه جسده طالما (يتجدد إنساننا الداخلي يومًا فيوم) .
(ملكوت الله داخلنا) كقول الرب وحاجتنا أن نكتشفه فينا وبقدر ما يفني إنساننا الخارجي يتجدد الداخلي ونتلمس الملكوت فينا والمؤمن الحي إنسان تائب على الدوام متلامس دومًا مع عمل الرب المصلوب القائم الصاعد إلي السموات هذه التوبة المستمرة والتلامس الدائم هو طريق الملكوت الخفي (توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات) "مت17:4".بهذه التوبة اليومية والتلامس الحقيقي مع محبة الله على الصليب نختبر ونتذوق حلاوة محبته كأنها جديدة كل يوم .
هذا الملكوت ليس غريبًا عنا بل هو (حياتنا) إذ يعني ملكية الرب (الحياة) على قلوبنا وأفكارنا وطاقتنا حتى نصير كأننا شعلة نار محترقة دومًا نحو السماويات.  لقد بعنا حياتنا كلها للرب ودفع هو الثمن على الصليب ولم يعد لنا حق التصرف في شيء ما بدون استئذانه فإن أكلنا أو شربنا أو صمنا ليكن الكل لمجد اسمه...
2) الملكوت فى المستقبل: ى الأرض وفى الدهر الآتى ، أي أنه موجود الآن، وفي ذات الوقت سيُعلن في المستقبل الزمنى وَلكِنْ إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ، فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ ! متى12: 28، وغيرها (لو16: 16، مر4، مت 13). "وَمَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي مَجْدِهِ وَجَمِيعُ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ مَعَهُ" (مت 25: 31)،إلا إن اكتمال الملكوت لن يتحقّق بشكل نهائي حتى "َيُكْرَزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ هَذِهِ فِي كُلِّ الْمَسْكُونَةِ شَهَادَةً لِجَمِيعِ الأُمَمِ. ثُمَّ يَأْتِي الْمُنْتَهَى" (مت 24: 14).  هكذا إذاً هناك البعد المستقبلي لملكوت الله مثلما نقول في الصلاة الربّية "ليأتِ ملكوتُك" (مت 6: 10)، والمستقبل الأبدى .اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ، وَلكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ (مت11: 11). ولهذا قال السيد المسيح لتلاميذه في العشاء الأخير: "أَنْتُمُ الَّذِينَ ثَبَتُوا مَعِي فِي تَجَارِبِي ،وَأَنَا أَجْعَلُ لَكُمْ كَمَا جَعَلَ لِي أَبِي مَلَكُوتاً لِتَأْكُلُوا وَتَشْرَبُوا عَلَى مَائِدَتِي فِي مَلَكُوتِي وَتَجْلِسُوا عَلَى كَرَاسِيَّ تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاِثْنَيْ عَشَرَ»." (لو 22: 28-30). رغم أن الملكوت قد جاء فعلاً، إلا أن ھناك نصوص في العھد الجديد أيضاً تدل على أن تجليه الكامل ھو في المستقبل  (لو 9: 1) (لو 14:  25)  (مت 26 : 29 ) (لو 22: 18 ) ( أع 1: 11) ( 1تس 4: 13- 18) ما نفعله الآن مع المسيح يحدد رجاءنا الأخروي (لو 8: 38) 
كما أن ملكوت الله يصف عمل الله، وهذا ظهر في تعاليم وأمثال المسيح مثل: مثل الزارع (مر3: 4- 9)، النمو السري (مر4: 26- 29)، حبة الخردل (مر4: 3- 32) مثل الخميرة (لو13: 21). وبدراسة  أمثال المسيح يتضح لنا أيضاً أن ملكوت الله عام شامل. فقد قال السيد المسيح: "وها ملكوت الله داخلكم" وذلك عندما سأله الفريسيون: "متى يأتي ملكوت الله" (لو17: 21) أي أنه بدأ منذ وجود المسيح علي الأرض في القرن الأول الميلادي.
اذن: "ليأت ملكوتك" تعني أن نكون مواطنين في مملكة الله. أو لتكتمل مملكة الله على الارض فى داخلنا . فهذه الطلبة تصريح وطلب فيزا لدخول دولة الله وملكوته فى السماء .
ملكوت الله والكنيسة
نعم، أسرار الملكوت قد أعلنها السيد المسيح للرسل (مت 13: 10-12). الكنيسة هي جماعة إسرائيل الجديدة (رو 11: 17-24) التي أقام معها الله عهداً في السيد المسيح. الكنيسة هي جماعة الله المدعوّة أن تعيش قيم الملكوت بشكل مستمر والتي يمكن أن تجعلهم في صراع مع العالم. الكنيسة كرسولة كأداة مصالحة هي علامة خلق الله الجديد (2 كو 5: 16-20). بحسب بولس الرسول إذاً، علامة حضور الله هي كسر غلال الظلم وإحلال السلام والمحبة الغافرة. الكنيسة كشعب الله تُظهِر خطة الله الخلاصية والتي تمتدّ إلى كل الخلائق (اف 3: 3-10، 1 كو 2: 6-10، رو 8: 22-23، 1 تي 2: 3-4). أما الاحتفال بملكوت الله فيحدث في العبادة والأسرار: في الإفخارستيا (1 كو 11: 23-26، مر 14: 12-26)، وفي المعمودية (رو 6: 1-11، مت 28: 18-20). وبهذا الكنيسة تتقوّى وتتشجّع وتتزوّد بما يساعدها في إرساليتها لخدمة الملكوت
 " مَلَكُوتُ لله ”. تشير ھإلى حكم لله . إنه بآن معاً حقيقة حاضرة فى الأرض وتحقق مستقبلي فى السماء . في إنجيل متى يُشار إليه عادة بعبارة “ملكوت السماوات”. هاتان العبارتان مترادفتان (قارن مت 13 : 11) مع (مر 4: 11) (لو 8: 10)
تفسير (لوقا 10: 10) 10 واية مدينة دخلتموها ولم يقبلوكم فاخرجوا الى شوارعها وقولوا
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ثم قال مخلصنا : " لرسله وأيه مدينة دخلتموها ، لوم يقبلوكم فإخرجوا الى شوارعها وقولوا *
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1)  كان يسوع قد رفضته السامرة (لو 9: 51- 56) ورفض أى رد فعل منه عنيف تجاه السامرة عندما طلبوا منه التلاميذ أن تنزل نار من السماء وتفنيهم لكن رد فعل يسوع إلى الرفض المحتمل ل “السبعين” كان قاسياً حيث يكون العقاب دنيوى وفى ألاخرة ، وهناك عوامل كثيرة مختلفة بين الرفض فى كلا الحالتين منها أن السامرة كانوا ضد اليهود وأن يسوع يعتبرهم حالة خاصة وأن السبعين سوف يذهبوا إلى مناطق يهودية
(2) كانت ھذه علامة ثقافية في ذلك العصر تدل على الرفض والدينونة (مت 10 : 14 ) ( لو 9: 5)
تفسير (لوقا 10: 11) 11 حتى الغبار الذي لصق بنا من مدينتكم ننفضه لكم.ولكن اعلموا هذا انه قد اقترب منكم ملكوت الله.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وقولوا  : "  حتى الغبار الذي لصق بنا من مدينتكم ننفضه لكم.ولكن اعلموا هذا انه قد اقترب منكم ملكوت الله.
تفسير (لوقا 10: 12) 12 واقول لكم انه يكون لسدوم في ذلك اليوم حالة اكثر احتمالا مما لتلك المدينة
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
* أى أن أيه مدينة يدخلونها ويرفضهم اهلها ، فليخرجوا إلى ساحاتها ليكونوا ظاهرين لكل الساكنين فيها بحيث يسمعونهم جميعا ، وليتبرأوا من تلك المدينة على رؤوس الأشهاد ، نافضين على أهلها حتى الغبار العالق بأرجلهم منها ، بعد أن أعلنوا لهم أن ملكوت الرب قد إقترب منهم ، فرفضوا هذه الحقيقة ، فهم أبرياء مما سيلحق بهم من جراء ذلك الرفض رهيبا فى يوم القيامة ، بل سوف يكون اشد هولا مما سيلحق فى ذلك اليوم بأهل سدوم الذين انذرهم لوط فرفضوا إنذاره ، لأن أهل سدوم قد رفضوا إنذار إنسان ، واما أهل تلك المدينة الذين لم يقبلوا كلمة مخلصنا التى أرسلها لهم مع رسله ، فقد رفضوا أنذار إبن الرب الذى هو الرب ذاته ، ولقد عمل الآباء الرسل دائما بوصية معلمهم وسيدهم ، ومن ذلك أنه جاء فى سفر أعمال الرسل عن الرسولين القديسين بولس وبرنابا وطردوهما من تخومهم ، فنفضا غبار أرجلهما عليهم وأتوا إلى ايقونية (أعمال الرسل 13: 14و 50 و51) وكذلك فعل القديس بولس فى كورنثوس حيث كرز أيضا لليهود .. ولما كانوا يقاومون كلمة الرب ويجدفون ، نفض بولس ثيابه وقال لهم : " دمكم على رؤوسكم ، أنا برئ ، من ألان أذهب إلى الأمم (أى الوثنيين) (اعمال الرسل 18: 6)  *  
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1)  “أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يَكُونُ لِسَدُومَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ حَالَةٌ أَكْثَرُ احْتِمَالا ”. يسوع ترك لنا تعاليم وبها ووصايا بدرجات متفاوته من الثواب والعقاب بحسب مدى تفهم المرء وتقبّله وتصرّفه وفق إرادة لله والظروف المحيطة به
(2) " سَدُومَ ”. كان الدمار العنيف لھذه المدينة الشريرة رمزاً لدينونة لله (مت 10 : 15 ). وفى المقابل عفى الرب عن نينوى عندما تاب أهلها إن يسوع يعرف بالتأكيد عن الدينونة في نھاية الأزمنة (مت 5 : 21- 39 & 7: 13 - 27 & 11: 20- 24 & 25: 1- 46) (لو 11: 31- 32)
 * 
تفسير (لوقا 10: 13) 13 ويل لك يا كورزين.ويل لك يا بيت صيدا.لانه لو صنعت في صور وصيدا القوات المصنوعة فيكما لتابتا قديما جالستين في المسوح والرماد.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
*  ثم أنزل مخلصنا نقمته وغضبه على المدن التى صنع فيها معظم آياته ، ونادى فيها بأعظم تعاليمه ومع ذلك لم تؤمن بانه هو المسيح إبن الرب الذى تنبأ بمجيئه الأنبياء إذ نادى قائلاً : " ويل لك يا كورزين.ويل لك يا بيت صيدا.لانه لو صنعت في صور وصيدا القوات المصنوعة فيكما لتابتا قديما جالستين في المسوح والرماد. "
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "وَيْلٌ " . كلمة ويل هى إحدى معالم الأدب كلمة شائعة للوحى عند أنبياء في العھد القديم لقد كانت ترمز إلى الترنيمة الجنائزية. يدون لوقا من الويلات التي أطلقھا يسوع أكثر من أي إنجيلي آخر (لو 6: 24 ، 25 ، 26 & 10 : 13 & 11: 42 ، 43 46 ، 47 ، 25 & 17: 1& 21 : 23 & 22: 22)  يعلن يسوع عن أسفه أنه بالرغم من أنه فعل معجزات كثيرة وخدم شعب هذه المدن إلا أن هناك من يستحق الويل يوم الدينونة الرهيب فويل لهؤلاء الذين لم يتوبوا
(2) : كُورَزِينُ ”. ھذه مدينة في الجليل تقع على بعد ميلين في شمال كفرناحوم. ذكرت فقط في (مت 11 : 21) 
لم تذكر الأناجيل  معلومات مدونة عن خدمة يسوع في ھذه المدينة.
 أن تلك المدن (بيت صيدا وكفرناحوم) حيث كان يسوع يعلّم ويخدم كانت ستكون النواة الأولى لبشارة العهد الجديد . وبلا شك إن العديد من مدن العھد القديم التي أدانھا لله كانوا سيؤمنون رسالة يسوع
عندما يروا معجزاته لو أُعطيت لھا الفرصة.
(3) : " لَوْ ”. نحويا جملة شرطية من الفئة الثانية  (مت 11: 23)  حيث الجزم الزائف يؤدي إلى نتيجة 
زائفة. وهنا مقارنه بين حالة بيت صيدا وكورزين اللتان خدمهما يسوع ولم تتوبا وحالة صور وصيداء اللتان لم يخدمهما يسوع  ولم تتوبا. فماذا سيكون جزاء هذه المدن إذا وضعتا على الميزان وقت الدينونة
(4) " صُورَ وَصَيْدَاءَ ”. كانت هاتان بلدتان رئيسيتان ومرفآن في فينيقيا، التي ھي لبنان حالياً  ولهما تاريخ ضارب فى القدم (مت 11: 22 ، 24) وكثرا ما تُذكران في العھد القديم كرموز للكبرياء والتعجرف (انظر أش 23 ؛ حز 26 - 28)
(5) " لَتَابَتَا قَدِيمًا جَالِسَتَيْنِ فِي الْمُسُوحِ وَالرَّمَادِ ”.  - هذه عادات كانت متبعه فى العھد القديم.  للدلالة على التوبة والحداد وما زالت تتبع فى بعض قرى صعيد مصر ومنها أن السيدة الحزينة تذرى التراب على رأسها وهى جالسة على الأرض وتصرخ بحزن عند موت أحد اقاربها
 ومن هذه العادات أيضا : الجلوس على الأرض - ارتداء المسوح - وضع الرماد أو نثر التراب على الرأس - نزع اللحية أو الشعر (شعر أشعث) - تمزيق المرء لثيابه - النحيب بصوت عالٍ - السير حافي القدمين - وهناك عادات أخرى
تفسير (لوقا 10: 14) 14 ولكن صور وصيدا يكون لهما في الدين حالة اكثر احتمالا مما لكما.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 " ولكن صور وصيدا يكون لهما في الدين حالة اكثر احتمالا مما لكما " أى أن المعجزات التى صنعها فى كورازين وبيت صيدا ولم يؤمن أهلها اليهود به ، ولو صنعها فى صور وصيدون وهما مدينتان وثنيتان لا يعلم اهلها شيئا مما يعلمه اليهود من أهل كورازين وبيت صيدا عن المسيح وعما تنبأ الأنبياء بشأنه لتاب أهل صور وصيدون عن كل ما إرتكبوا من الشرور ، ولكانت توبتهم صادقة وعميقة حتى إنهم ليلبسون المسوح الخشنة ويهيلون على رؤوسهم الرماد تعبيرا عن ندمهم العظيم ، ولذلك سيكون العقاب الذى سينالونه فى يوم الدينونة أخف وطأة من العقاب الذى سيناله أهل كورازين وأهل صيدا ، لأن الذين لم يهدهم أحد إلى حقائق الإيمان ، لهم عذرهم إذا لم يؤمنوا ، أما الذين يعلمون الحقائق ولا يؤمنون فلا عذر لهم ولا مبرر لتخفيف عقوبتهم ، وقوله له المجد أنه سيكون لصور وصيدون فى يوم الدينونة حالة أكثر إحتمالاً مما لكورزين وبيت صيدا يفيد تقارب العذاب فى يوم الدينونة ، وهما يوافق العدل الإلهى " لأنه يجازى كل واحد حسب أعماله " (رومية 2: 6) ، (14: 12) ، (الرؤيا 22: 12) "  " 
تفسير (لوقا 10: 15) 15 وانت يا كفرناحوم المرتفعة الى السماء ستهبطين الى الهاوية.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
" وإذ كان مخلصنا قد اقام معظم زمان خدمته فى كفر ناحوم ، وقد صنع فيها من المعجزات السماوية عددا يفوق كل ما صنعه فى المدن الأخرى ، وألقى على مسامع اهلها من العظات والتعاليم الإلهية ، ما لم ينله أهل مدينة من المدن الأخرى ، كانت نقمة عليهم ، إذ لم يؤمنوا به أشد ، وكان غضبه عليهم أقوى من النقمة وغضبه على سواهم من أهل سائر المدن ، ومن ثم نادى قائلاً   " وانت يا كفرناحوم  المرتفعة الى السماء ستهبطين الى الجحيم" فلا يظن أهل تلك المدينة أن كبريائهم وزهوهم وإفتخارهم بأنفسهم سيرتفع بهم إلى عنان السماء ، وإنما سيؤدى كل ذلك بهم إلى العكس تماما ، إذ سيكون الحكم عليهم فى يوم الدينونة هو الهبوط إل أسفل السافلين ، حيث الجحيم المقيم ، عقابا لهم على أن وسائط النعمة قد توفرت لهم وحلت بينهم فرفضوها ، وأن كلمات الخلاص طالما أذيعت على مسامعهم فلم يسمعوها ، وأن رب النعمة والخلاص بذاته قد اقام فى وسطهم فأنكروه ، وتنكروا له وأبوا إلا أن يظلوا فيما هم غارقون فيه من ظلم وظلام ، ويتمسكوا بما هم موغلون فيه من أثم وشر ، فلا نعمة ولا خلاص لهم ، وإنما نصيبهم هو النقمة ومصيرهم هو الهلاك .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
 (1) النور والفھم يجلبان مسؤولية روحيةلقد سأل يسوع تلاميذه سؤالا هو : "فمن هو الوكيل الامين الحكيم " ومن المعروف ان الوكيل هو من يفعل ما يأمره سيدة ويفرق يسوع بين من يعرف وصاياه وينفذها ومن يعرف وصاياه ولا ينفذها ومن لا يعرف وصاياه  الوكيل الأمين هو العبد الأمين  (لو 12: 47- 48)  "واما ذلك العبد الذي يعلم ارادة سيده ولا يستعد ولا يفعل بحسب ارادته فيضرب كثيرا. ولكن الذي لا يعلم ويفعل ما يستحق ضربات يضرب قليلا. فكل من اعطي كثيرا يطلب منه كثير ومن يودعونه كثيرا يطالبونه باكثر. " من يُعطى كثيراً يُطلب منه الكثير.
(2)  “كَفْرَنَاحُومَ ”. كانت ھذه مقر خدمة يسوع الذي اختاره لنفسه وتسمى مدينة يسوع وما زالت آثار هذه المدينة باقية حتى ألآن . 
(3) : "سَتتهبَطِينَ"  كلمة وردت فى الترجمة السبعينية (عدد 16: 30) ولكن ان ابتدع الرب بدعة وفتحت الارض فاها وابتلعتهم وكل ما لهم فهبطوا احياء الى الهاوية تعلمون ان هؤلاء القوم قد ازدروا بالرب  " (حز 31 : 18) "من صوت سقوطه ارجفت الامم عند انزالي اياه الى الهاوية مع الهابطين في الجب فتتعزى في الارض السفلى كل اشجار عدن مختار لبنان وخياره كل شاربة ماء " (حز 32 : 18)  "يا ابن ادم ولول على جمهور مصر واحدره هو وبنات الامم العظيمة الى الارض السفلى مع الهابطين في الجب. " وأستخدمت السبعينية katabainō  والتى وردت فى (مت 11: 23)  "وانت يا كفرناحوم المرتفعة الى السماء ستهبطين الى الهاوية. " ومفهوم الهاوية هو هوه عميقة أو جب ليس له قرار أو مثوى الأموات (أش 14: 13، 15) الهاوية بالنسبة للإنسان بعد الموت "اهبط الى الهاوية فخرك رنة اعوادك.تحتك تفرش الرمة وغطاؤك الدود " والهاوية للشيطان لكبريائه : " لكنك انحدرت الى الهاوية الى اسافل الجب. " (حز 26: 20 ) "اهبطك مع الهابطين في الجب الى شعب القدم واجلسك في اسافل الارض في الخرب الابدية مع الهابطين في الجب لتكوني غير مسكونة واجعل فخرا في ارض الاحياء. " (حز 31: 14 ) " لكيلا ترتفع شجرة ما وهي على المياه لقامتها ولا تجعل فرعها بين الغيوم ولا تقوم بلوطاتها في ارتفاعها كل شاربة ماء لانها قد اسلمت جميعا الى الموت الى الارض السفلى في وسط بني ادم مع الهابطين في الجب. "(حز 32: 24)  هناك عيلام وكل جمهورها حول قبرها كلهم قتلى ساقطون بالسيف الذين هبطوا غلفا الى الارض السفلى الذين جعلوا رعبهم في ارض الاحياء.فحملوا خزيهم مع الهابطين في الجب.
 الموجود في السبعينية : 18 ؛ أو 32 : 30 ؛ حز 31 : ربما يكون ھذا تلميحاً إلى عد 16
23 يتكلم عن الھبوط إلى مثوى الأموات : التوازي في مت 11 .((التي تستخدم كلمة
24 ). هذهالكلمة اليونانية نجدھا في مخطوطات عديدة قديمة (انظر المخطوطات  75 D،B،P 
ولكن الكلمة التي يندر استخدامھا أكثر والتي ھي أشد كثافة (katabibazō) (هدف أساسى ) موجودة في المخطوطات اليونانية القديمة 45 W،L،C،A،!،P  وفي الفولغاتا والترجمة  البسيطة لا يتأثر معنى النص، ولكن لا يمكن للدارسين أن نعرف بالتحديد أي كلمة ھي الأصلية.
(4) : الهاوِيَةِ ”. قد يكون هذا تلميحاً إلى (أش 14: 15)  (حز 26: 20 ) (حز 28: 8)  ينزلونك الى الحفرة فتموت موت القتلى في قلب البحار  (حز 31: 14 ) (حز 32: 24)   وقد تأتى الهاوية بمعنى العذاب بعد الموت (لو 16: 23)   فرفع عينيه في الهاوية وهو في العذاب وراى ابراهيم من بعيد ولعازر في حضنه
بحسب تعليم الربانيين ( معلمى الناموس الفريسيين والشيوخ .. ألخ)
 ھناك جزء مخصص للأبرار يُدعى Paradise . وجزء ينتظر فيه الأشرار يُدعى Tartarus
وقد وردت كلمة الفردوس على لسان يسوع لأحد اللصين .  (لو 23: 43)  فقال له يسوع: «الحق اقول لك: انك اليوم تكون معي في الفردوس». وفى الكنائس الأرثوذكسية تقليد يقول أن يسوع نزل إلى الجحيم ليأخذ كل الذين ماتوا على رجاء قيامته فى سبت النور وظهروا لكثيرون فى أورشليم  ليكون معه (2كور 5: 6- 8) "فاننا نحن الذين في الخيمة نئن مثقلين اذ لسنا نريد ان نخلعها بل ان نلبس فوقها لكي يبتلع المائت من الحياة. 5 ولكن الذي صنعنا لهذا عينه هو الله الذي اعطانا ايضا عربون الروح. فاذا نحن واثقون كل حين وعالمون اننا ونحن مستوطنون في الجسد فنحن متغربون عن الرب. لاننا بالايمان نسلك لا بالعيان. فنثق ونسر بالاولى ان نتغرب عن الجسد ونستوطن عند الرب "
تفسير (لوقا 10: 16) 16 الذي يسمع منكم يسمع مني.والذي يرذلكم يرذلني.والذي يرذلني يرذل الذي ارسلني
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ثم قال - له المجد - لرسله : " الذي يسمع منكم يسمع مني.والذي يرذلكم يرذلني.والذي يرذلني يرذل الذي ارسلني" يدل ذلك على أنه أعطاهم تفويضا كاملاً لأن يكونوا ممثلين شخصيين له فى كل موضع يذهبون إليه ، وقد فوض لهم ان يتكلموا بإسمه ، ومن ثم ينبغى على الناس أن يعاملوهم كما يعاملونه هو شخصيا ، فمن سمع منهم وآمن بالكلام الذى أرسلهم ليقولوه ، فإنما بذلك قد سمع منه هو وآمن به هو ، وأما من إزدراهم محتقرا إياهم ، مستخفا بهم ، رافضا الإستماع إليهم ، فإنما يفعل ذلك كله بالسيد المسيح الذى أرسلهم ، وما دام يفعل ذلك بإبن الرب ، فإنما يفعل ذلك بالآب السماوى الذى أرسله ، أى الرب ذاته ، ومن ثم فهو يستحق الدينونه من الرب ، ومن إبن الرب الذى هو الرب فى نفس الوقت ، والذى له سلطان الدينونه فى اليوم الأخير ، وهنا سلطان الكنيسة ، ومكانة رجال الكهنوت فيها من حيث هم " وكلاء الرب" (متى 24: 45) ، (تيطس 1: 7) "ووكلاء سرائر الله" (كورنثوس الأولى 4: 1)
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 63
عندما يريد الذين يتسلطون على الممالك الأرضية والذين لهم السلطة العالمية أن يبجلوا الناس المشهورين بكرامات هذا العالم فإنهم يرسلون إليهم الرسائل المحتوية على المراسيم التي تأمر بتعيينهم ، وتحوى هذه الرسائل تزكيات لهم وإشادة بأفضالهم . هذا ما نرى المسيح يفعله الآن . ما أعظم السلطان الذي خوله المسيح للرسل القديسين وجعلهم جديرين بالمديح وزينهم بأعظم الكرامات . دعونا نبحث في الكتاب المقدس أي كنز كلمات الإنجيل المكتوبة، فنرى هناك عظمة السلطان المعطى لهم، فنجد: " الذى يسمع منكم يسمع منى ،  والذى يرذلكم يرذلنى ، والذى يرذلنى يرذل الذى أرسلنى " ا يا له من شرف عظيم ! إنها كرامة لا تقارن بأي شيء! ما أعظم هذه العطية التي تليق بالرب! فمع أنهم بشر ، وأولاد التراب ، فالرب يسربلهم بمجد إلهي ، ويأتمنهم على كلامه ، حتى يدينوا المقاومين والذين يجرؤون على رفضهم ، وهو يؤكد انه بشخصه هو الذي يتألم من رفض المقاومين لهم ، وأن ما يصنع ضده يمتد إلى الرب الآب ، فانظروا إذن وافهموا بعيون ذهنكم لتروا إلى أي ارتفاع يرفع خطية القوم الذين يرفضون القديسين ، يا له من سور يحيطهم به، وأي طمأنينة عظيمة يوجدها لهم ، ويجعلهم مهوبين بكل الطرق ويحفظهم من الأذى . وتوجد وسيلة اخرى يمكنكم بها فهم معاني حديث المسيح وهو يقول:
" الذي يسمع منكم يسمع منة " إنه يعطي هؤلاء الذين يبغون التعلم الضمان بأن كل ما يقوله الرسل الأطهار أو الإنجيليين عنه يجب أن يقبل بدون شك ، وأن يكرم بكلمات الحق ، لأن من يسمع منهم يسمع من المسيح ، كما يقول المفبوط بولس أيضا : " أنتم تطلبون برهان المسيح المتكلم فى " (٢كو١٣: ٣)، والمسيح نفسه يقول للرسل القديسين في مكان آخر:" لستم أنتم المتكلمين ولكن روح أبيكم الذى يتكلم فيكم " (مت١٠: ٢٠)، فالمسيح يتكئم فيهم بالروح القدس الواحد معه في الجوهر . وإذا كان هذا صحيحا وواضح أنه صحيح ، أنهم يتكلمون بالمسيح ، فكيف يمكن للإنسان ان يخطئ ضد ما هو أكيد : أي أن من لا يسمع لهم لا ببسمع للمسيح ، ومن يرذلهم يرذل المسيح ومعه الآب .
فالعقاب المقرر للهراطقة الأشرار محتم ، لأنهم يرفضون كلمات الرسل القديسين والبشيرين ويقلبون معاني هذه الكلمات التي بدون فحصها جيدا تبدو لهم صحيحة . إنهم يحيدون عن الطريق المسنقيم ، ويضلون عن تعاليم التقوى: مضلين ومضلين" (2تى3: 13) ، لأنهم إذا تحولوا عن الكتب المقدسة فإنهم يتكلمون من قلوبهم وليس من فم الله (إر 23: 16 سبعينية) كما يقول الكتاب.
فبينما يكتب المفبوط يوحنا البشير : في البدء كان الكلمة ، والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله " (يو 1: 1) نراهم يقلبون كلا من العقيدة الخاصة بالمسيح والاقتباس الدال عليها إلى العكس تماما قائلين إن الكلمة ، الابن الوحيد من الرب ، لم يكن في البدء ، وليس الرب نفسه ، بل وأيضا لم يكن مع الرب ، أي في اتحا د . معه بالطبيعة ، لأن غير المادي كيف يمكن تصور وجوده في أي مكان؟ هؤلاء المتوقحون يقولون إنه مخلوق ، ويقيسون مجده بأن يرفعوه فوق المخلوقات بقدر ما تحمل اللغة من ثناء ، وإذ يخترعون هذه العظمة المجردة والعارية يظنون أنهم يضعون شيئا بحكمة او حتى بتقوى ، ولا يدرون أنه لو اعتبر لأي سبب أنه مجرد كائن مخلوق ، فإنه يصبح من العبث إثبات أنه الرب حقا ، ولا كان من أي وجهة هو مخلوق ، وطبيعته مشابهة للأشياء المخلوقة، فينتج
من ذلك أنه كما يؤكدون لم يكن موجودا في البدء ، لأنه لا يمكن للمخلوق أن يكون بلا بداية . فكيف يقول الحكيم بولس إذن: " الآب به عمل العالمين " (عب١: ٢). فإن كان مخلوفا ، فلابد ان يكون له بداءة وجود ، ولابد أنه قد كان هناك زمان سابق على وجوده ، وكان لابد ايضآ من وجود زمان لم يكن فيه الآب أبا كما يدل اسمه ، بل لم يكن على الأطلاق أبا بالطبيعة ، ولذلك تكون الكلمة التي اتت إلينا بشأنه غير صحيحة . وهكذا يصير أيضا بالنسبة للابن ، ويكون كلا الاثنان قد دعيا هكذا كذبا٠
كيف إذن يمكن أن نصدق قول الابن : " أنا هو الحق " (يو 14: 6) كيف يكون هو الحق ذاك الذي لا يكون بحسب ما يدل عليه اسمه ، وكيف لا يكون بولس مخطئا في كلماته عندما يكتب : " لأن إبن الله يسوع المسيح الذى كرز به بينكم بواسطتنا أنا وسلوانس وتيموثاوس لم يكن نعم ولا " (2كو1: 19) كيف " لم يكن نعم ولا " ان قيل إنه الرب ، ولم يكن هو الرب بالطبيعة؟ وان يدعى ابنا " وهو ليس ابن الآب؟اا إذ قالت الكتب الإلهية الموحى بها ان العالمين خلقت به ، بينما كان هناك وقت قبل وجوده؟ إذا كانت كل الأشياء قد وجدت به بينما هو نفسه واحد هن هذه الموجودات ، إذا اعتبرناه مخلوقا؟ إذا فهل هو دعي بالابن الوحيد وهو ليس هكذا بالحق؟ لأن الأشياء التي أوجدت من العدم بالخلق ، توجد بين بعضها البعض قرابة . ولكننا نحن لا نتبع كلمات هؤلاء القوم الباطلة ، وبة كتابات الرسل والمبشرين القديسين . أي نحن لا نرذلهم لكي لا نرذل المسيح وبه ومعه نرذل الآب . نحن نؤمن بأن الابن الوحيد كلمة الله هو الرب ، وهو ابن الرب بالطبيعة ، وأنه غير مخلوق ولا مصنوع بل هو خالق كل الأشياء وليس سموه هكذا فقط بل هو بالحري جوهري مع الآب عال فوق الكل ٠ وعندما تسمع ايضا البشير يوحنا يقول: "والكلمة صار جسدا " ، فنحن لا نزيف التعبير ، ولا نستعمل العنف ضد هذه الإعلانات الواضحة ، ولا نقلب سر المسيح إلى ما هو ليس صحيحا . نحن نؤمن أن الكلمة ، مع أنه هو الرب ، فقد صار جسدا ، أي إنسانا وليس أنه اصطحب معه إنسانا فى كرامة متساوية ، كما يتجاسر البعض ويفكرون ويقولون بأن كلمة الرب الذي من الآب نعتبره ابنا على حدة ، أما الذي خرج من العذراء القديسة فهو آخر إلى جواره منفصلا عنه وعلى حدة . هذه هي الاختراعات البشعة لهؤلاء الناس . أما نحن فنوافق المبارك بولس إذ يقول :" رب واحد ، إيمان واحد ، ومعمودية واحدة" (أف 4: 5) . فنحن لا نقسم غير المنقسم . ولكن نعرف بمسيح واحد ، الكلمة الذي من الرب الآب ، الذي تجسد وصار إنسانا ، الذي تعبده الملائكة وتكرمه ، ونحن أيضا نسبحه معهم ونكلله بالمجد الإلهى ، ليس كإنسان أصبح إلها بل كإله صار إنسانا . وإذ نتمسك بهذا الرأي عنه ، فإننا بواسطة (شخصه) سندخل ملكوت السموات ، الذي به ومعه الرب الآب التسبيح والسلطان مع الروح القدس إلى دهر الدهور آمين.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) كلمة الإنجيل اتعنى البشرى المفرحة ومن يرفض البشرى يرفض يسوع ووصاياه وتعاليمه . ورفض يسوع هو رفض للآب أى رفض الإله ( 1 يو 5 :10- 16)  "من يؤمن بابن الله فعنده الشهادة في نفسه.من لا يصدق الله فقد جعله كاذبا لانه لم يؤمن بالشهادة التي قد شهد بها الله عن ابنه. وهذه هي الشهادة ان الله اعطانا حياة ابدية وهذه الحياة هي في ابنه.  من له الابن فله الحياة ومن ليس له ابن الله فليست له الحياة " إن التبشير للمسلمين له طرق عديدة منها المباشر وغير المباشر أنه نوعا فريدا من الحب ليسوع أنه نوعا من الكرامة التى يتمتع بها المسيحيون كشهود للمسيح (لو 9: 48) (مت 10: 40) (مر 9: 37) (يو 13: 20) ليس الإنجيل رسالتنا بل ھو رسالة لله.  من يرفض يسوع اليوم يشبه من رفضه من قبل هو إنسان يحب الخطية هو إنسان يدق مسمارا فى جسد يسوع الحى وها هو يسوع يقول لهؤلاء الذين يرفضونه اليوم : " رفضوني أنا الحبيب مثل ميت مرذول، وجعلوا مسامير في جسدي فلا تهملني يا ربي وإلهي . (المزمور9,8,17,16:22)
تفسير (لوقا 10: 17) 17 فرجع السبعون بفرح قائلين يا رب حتى الشياطين تخضع لنا باسمك.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 عودة السبعين بعد نجاحهم فى مهمتهم
وبعد أن أدى الرسل السبعين مهمتهم التى أرسلهم من أجلها معلمهم ، رجعوا بفرح عظيم لأنهم نجحوا فى إنجاز تلك المهمة ، وجاءوا إليه قائلين فى إبتهاج : " يا رب حتى الشياطين تخضع لنا باسمك" لأنه كان قد أعطاهم حين أرسلهم سلطان شفاء الأمراض ، وطرد الشياطين ، ومن ثم كان غبتهاجهم ناجما عن انهم بإيمانهم وتفانيهم فى خدمة رسالة معلمهم قد إمتد هذا السلطان الممنوح لهم إلى مدى أبعد كثيرا ، لأنهم إستطاعوا أن يتغلبوا لا على الأمراض فحسب ، وإنما كذلك على أعدى أعداء مخلصنا وأعدى أعداء البشر جميعا وأكثرهم شرا وشراسة وسطوة وجبروتا وهو الشيطان ،   "  
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 64
قال أحد الأنبياء القديسين: هل يعمل الله شيئا دون أن يعلنه لخدامه الأنبياء (عا 3: 7) ، لأن إله الكل قد كشف للأنبياء القديسين هذه الأمور التي ستحدث فيما يعد ؛ لكي يعلنوها مسبقا حتى أنه حينما يتحقق ما قد سبق وأخبروا به فلا يمكن لأحد أن لا يصدقهم . ومن يريد يمكنه أن يرى أن ما قد أكدناه الآن هو صحيح حتى من الدروس التي أمامنا . يقول الكئاب : فرجع السبعون بفرح قائلين يا رب حتى الشياطين تخضع لنا باسمك . لأن الرب عين أولآ اثنا عشر تلميذا قديسين ومختارين وجديرين بكل إعجاب . ولكن، وبحسب ما قد أوضح المسيح أن " الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون" (لو٠ ١ : ٢)، فإنه عين بالأضافة لهم سبعين آخرين أرسلهم الى كل قرية ومدينة في اليهودية أمام وجهه، حتى يكونوا سابقين له، وليبشروا بالأمور المختصة به.
وعندما أرسلهم، فإنه شرفهم بنعمة الروح القدس ، وأيدهم بقوة عمل المعجزات حتى يصبح مستحيلا أن لا يصدقهم الناس ، ولا أن يظنوا أنهم دعوا أنفسهم بأنفسهم إلى الرسولية ، كما تنبأ البعض في القديم ، كما يقول الكتاب: " لم يتكلموا بما اوحى به فم الرب " (إر٢٣: ١٦)، فينقيأون كذبا من قلوبهم . كما لم يتكلموا بفم إرميا في موضع آخر قائلا : أنى لم ارسل هؤلاء الأنبياء ومع ذلك أنطلقوا راكضين ولم أوح لهم ومع ذلك يتنبأون (إر 23: 21) وأيضا فى موضع آخر : " إن الأنبياء يتنبأون زورا بإسمى وأنا لم أرسلهم ولم آمرهم ولم  أكلمهم (إر٤ ٤:١ ١). وحتى لا يشك الناس في الذين أرسلهم المسيح، فإنه أعطاهم السلطان على الأرواح النجسة والقدرة على عمل الآيات ، لأنه إذا ما تبعت المعجزة الألهية الكلمة، فلن يمكن لا للمشتكي أو لليهودي الكاذب أن يجد فرصة ضدهم ، لأنهم سيوبخون بسبب اتهامهم لهم بلا سبب ، بل بالحري لأنهم قصدوا أن يحاربوا الرب . إن عمل المعجزات ليس في استطاعة أي إنسان ، إلأ إذا أعطاه الله القوة والسلطان لهذا الغرض . إن نعمة الروح شهدت لهؤلاء الذين أرسلهم المسيح أنهم لم يكونوا أشخاصا ركضوا من أنفسهم ، أو دعوا أنفسهم للكلام عن المسيح ، بل على العكس ، إنما هم قد أقيموا ليكونوا خداما لرسالته ٠
إن السلطان الذي حمله التلاميذ لينتهروا الأرواح الشريرة ، والقوة لسحق الشيطان ، لم تعط لهم لكي ينظر الناس إليهم بإعجاب ، بل لكي يتمجد المسيح بواسطتهم ، ولكي يؤمن اولئك الذين يعلمونهم أنه هو بالطبيعة الرب وابن الرب ، ولكي يكرم بالمجد العظيم والعلو والقوة لكونه استطاع أن يمنح الرسل الفوة ليطأوا الشيطان تحت اقدامهم.
أما التلاميذ ، الذين حسبوا مستحقين لهذه النعمة العظيمة ، فالكتاب يقول : " فرجع السبعون بفرح قائلين يا رب حتى الشياطين تخضع لنا باسمك اعترفوا بسلطان المسيح الذي شرفهم به ، وتعجبوا من قوته الفائقة والعظيمة. وييدو أنهم فرحوا ، ليس كثيرا بسبب أنهم خدام للرسالة ، ولا لأنهم حسبوا أهلا للكرامات الرسولية ، بقدر فرحهم لأنهم صنعوا معجزات . ولكن كان من الأفضل لهم ان يعرفوا أنه اعطاهم القوة لصنع المعجزات لا لينظر إليهم الناس بإعجاب لهذا السبب ، ولكن لكي تقبل بشارتهم وتعاليمهم، إذ يشهد الروح القدس لهم بالآيات الإلهية٠
كان الأجدر بهم أن يفرحوا بالذين ربحوا للمسيح ويجعلوا هذا سببا للتهليل. كما افتخر الحكيم جدا بولس بالذين ذعوا بواسطته قائلا: " يا سرورى وإكليلى " (فى٤: ١) 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1)   “يَارَبُّ، حَتَّى الشَّيَاطِينُ تَخْضَعُ لَنَا بِاسْمِكَ!”. نحويا فعل مضارع مبني للمجھول بالأسلوب  الخبري. كان الأمر مذهلا  وغريبا عن السبعين رسول لأنهم لم يكونوا  يتوقعون إمتلاك قوة وسلطان إخراج الشياطين . لقد كان هذا علامة على أن قوة وسلطة كلمة الإله في المسيح قد نُقلت بشكل فعال إلى أتباعه، وأن مملكة إبليس قد ُهزمت فعلياً  لهذا قال يسوع لقد رأيت الشيطان ساقطا مثل البرق من السماء
تفسير (لوقا 10: 18) 18 فقال لهم رايت الشيطان ساقطا مثل البرق من السماء.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
حتى إستطاعوا بإسم معلمهم أن يأمروه فيخرج من ضحاياه الذين إحتل أجسادهم أو سيطر عليهم سيطرة كاملة ، وقد ايدهم مخلصنا فيما ذكروه له قائلا لهم : " رايت الشيطان ساقطا مثل البرق من السماء." أة انهم بإسمانهم ، بإيملن الذين بشروهم فى غرساليتهم قد اسقطوا الشيطان عن عرشه الذى يتربع عليه فارضا سلطانه - كأنه سلطان سماوى - على البشر جميعا ، والذى لا يقوم إلا على مقاومة الإيمان بالرب ، وبإبنه الذى أرسله ليسقط الشيطان عن عرشه ، ويجرده من سلطانه ويخلص البشر منه ، وقد قرر مخلصنا أن هذا قد حدث بالفعل ، إذ رأى هو نفسه بقدرته الإلهية ذلك الشيطان يسقط من السماء ، ثم لا يلبث أن ينطفئ محترقا فى الجحيم ، وربما اشار مخلصنا بهذا أيضا إلأى سقوط الشيطان الأول ، عندما تكبر ، ونشبت حرب بينه وبين رئيس الملائكة ميخائيل ، هوى بعدها الشيطان إلى الأرض ومعه ملائكته التى إنضمت إلى صفه وحاربت معه ، كما يتضح ذلك من سفر الرؤيا (الرؤيا 12: 7- 9) وفى هذا بيان عن الوجود السابق للسيد المسيح بلاهوته قبل التجسد ، كما أن فيه الدليل، على ضعف الشيطان امام قوة الرب ، وأن السيد المسيح بعد أن طرده من السماء جاء إلى الأرض ليطرده من كل من يؤمن به ربا وفاديا وينضم إلى مملكته التى تتعارض مع مملكة الشيطان ، ومن ثم فلا عجب عن خضوع الشيطان للرسل بإسم المسيح ، إذ سبق للشيطان أن خضع مقهورا  لسلطان السيد المسيح عندما طرده ميخائيل رئيس ملائكته من السماء ، ولا حياه ولا قوة للشيطان إلا بالشر وبث عدم الإيمان بالرب فى بنى الإنسان ، فإذا تخلصوا بالإيمان من شرهم ونميمتهم لم تعد له حياة ولا قوة ، وإنما يكون مصيره الإحتراق والهلاك
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 64
أما التلاميذ فلم يقولوا شيئا من هذا النوع، ولكنهم فرحوا فقط بسبب أنهم استطاعوا أن يسحقوا الشيطان. وماذا كانت إجابة المسيح؟رايت الشيطان ساقطا مثل البرق من السماء.  أي، أنا أعلم هذا تماما لأنكم بما أنكم ذهبتم في هذه الرحلة بنفويض مني ، فقد قهرتم الشيطان " رأيته نازلا كالبرق من السماء " ، أي سقط من العلاء إلى الخزي، من القوة العظيمة إلى منتهى الضعف . وهذا القول حق ، فقبل مجيء المخلص تملك الشيطان على العالم ، وكان الكل خاضعا له ، ولم يكن إنسان يقدر أن يفلت من شباك قوته الساحقة ، الكل كانوا يعبدونه ، وفى كل مكان كانت تشيد له هياكل ومذابح لتقديم ضحايا ، وكان له جمهور لا يحصى من العابدين . ولكن لأن الابن الوحيد كلمة الرب قد جاء من السماء ، فإنه سقط مثل البرق، وهذا الذي كان قديما وقحا ومتشامخا ، الذي كان يتنافس على مجد الألوهية ، والذي كان يعبده كل الذين في الأثم ، وضع الآن تحت أقدام الذين كانوا يسجدون له . أليس حقا إذن سقط من السماء إلى الأرض، بمعاناته لمثل هذا السقوط الفظيع والمرعب؟
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) “فَقَالَ لهم : رَأَيْتُ الشَّيْطَانَ سَاقِطًا مِثْلَ الْبَرْقِ مِنَ السَّمَاءِ ”. نحويا فعل في زمن الماضي المتصل يتبعه زمن الماضي البسيط. هذه الآية العبارة نجدھا فقط في إنجيل لوقا. كان هناك الكثير من النقاش بين الدارسين للإنجيل حول ما تشير إليه هذه العبارة بالضبط: ( 1) سقوط إبليس من السماء، أو ( 2) سقوط إبليس من السلطة الأرضية.
 يبدو أن البند 2 هو الأفضل لأنه مناسب لسياق الأحداث وتطورها يربط عناصر هذه  الرواية الخاصة بطرد السبعين رسول للأرواح الشريرة .
ولكن متى سقط إبليس من السماء؟ (انظر 2 كور 4 : 4) (أف 2: 2) (1 بط 5: 8) (1 يو 5: 10)
1. (سقوط الملائكة يسبق الخلق تاريخياً) (راجع تك 1: 1)
2. بين (تك 1: 1) و (تك 1: 2)  (نظرية الفجوة)
3. بعد (أى 1- 2)  (إبليس في السماء)
4. بعد (زك: 3: 1- 2) (إبليس في السماء)
5. الاستعارات الموجودة في (أش 14: 12- 16) (حز28: 12- 16)  (ربما تشير إلى إبليس وقد طُردَ من السماء بسبب كبريائه).
6. خلال حياة يسوع على الأرض (مت 12: 29) (يو 12: 13) (يو 16: 11)  وخاصة انتصاره على تجارب إبليس،(لو 4: 1- 13)
7. خلال إرسالية السبعين ( فىى هذه الآية )
8. بعد الجلجثة/القيامة (كول 2: 2: 15) (1كور 15: 24)
9. في المستقبل (رؤ 12: 9)
10.  في كل مرة  كانوا يطردون فيھا الأرواح
أن إبليس كان قد طُرد من السماء  وهنا مجاز  واستعارة فقط لهزيمة إبليس في إرسال السبعين رسول يعملون على إخراج الشياطين بإسم يسوع ، ولكن هلاك النهائى النھائي فى اليوم الأخير
تفسير (لوقا 10: 19) 19 ها انا اعطيكم سلطانا لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو ولا يضركم شيء.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 وإذ كان الذين يحصدون الإنتفاع بالنعمة التى يمنحها الرب لهم ، يزيد الرب من نعمته لهم ، فقد قال مخلصنا بعد ذلك لرسله : " ها انا اعطيكم سلطانا لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو ولا يضركم شيء" ولا يصيبكم شئ بضرر ، أى أنه أعطاهم السلطان ليسحقوا الشيطان وكل أجناد الشر الذين ترمز إليهم الحيات والعقارب السامة القاتلة ، وليقهروا ما لإبليس عدو البشر وكل قوة يتزرع بها لمحاربتهم ، والفتك بهم ، حتى لا يقوى شئ بعد ذلك ، ما داموا متمسكين بالإيمان ، أن يلحق بهم أى شرر أو ضرر ، على أن الرسل قد داسوا الحيات والعقارب ذاتها كما جاء فى سفر الأعمال (أعمال الرسل 28: 3- 6) قارن (مرقس 16: 18) وإن كان قد تصدى لهم من بين البشر من كانوا يإساءتهم إليهم بمثابة الحيات والعقارب ، وما فى حكمها  من وحوش الأرض (كورنثوس الأولى 15: 32)  
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 64
 من هو إذن، الذي حطم قوته وأذله إلى هذا الحضيض؟ واضح انه هو المسيح ، وهذا أعلنه لنا الرب في كلماته : " ها أنا أعطيكم سلطانا لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو ولا يضركم شئ "
ولكن قد يجيب أحد ويقول: إننا يا سيد نفرح بالمجد والنعمة اللتين منحتهما لنا ، لأننا نعترف أنه حتى الشياطين تخضع لنا باسمك ، وكيف إذن سنخبر أولئك الذين يعرفون هذا و قد أعترفوا به صراحة ". يقول ، نعم — إئي أدعوكم أن تتذكروا هذه الأشياء التي تعرفونها، حتى لا تساقوا بجهالة اليهود ، الذين إذ لا يعرفون سر تجسدي ، فإنهم يقتربون مئي كمجرد إنسان ، ويضطهدوني قائلين: لماذا وأنت إنسان تجعل نفسك إلها ؟ " ا(يو١٠: ٣٣).  وهو يقول إنه كان واجبا عليهم أن يعرفوا أننى ، لست بكوني إنسائا - بحسب كلماتهم - أقول عن نفسي إئي اله ، ولكن بالحري إأنا بالطبيعة الرب ، قد لبست شكل العبد وظهرت على الأرض كإنسان مثلكم. ولكن ما هو برهان هذه الأمور؟ انظروا: هذا ليس مجرد عمل إنسان، وليس لأحد مثلنا أن يمنح آخرين مثل هذا السلطان المجيد والعجيب لكي يكون لهم القدرة أن يدوسوا على كل قوة العدو ، هذا بالحري عمل خاص بالله فقط ، الذي هو العالي فوق الكل والمكلل بالكرامات الفائقة .
والموضوع يمكن أن يشرح أيضا بطربقة أخرى ، فهو بهذا لا يدع للتلاميذ أي عذر للاستسلام للجبن ، ولكنه يطلب منهم بالحري أن يكونوا أقوياء القلب وشجعانا. لأنه هكذا ينبغي أن يكون خدام الكلمة الإلهية ، غير جبناء ، وغير مقهورين بالكسل، ولكن ٠: " يكرزون بقوة عظيمة " كما يقول الكتاب (أع٩؛ ٢٣)، وجسورين في متابعة أولئك الذين ينظمون أنفسهم ضدهم ، ويحاربون بشجاعة ضد العدو ، فالمسيح الذي يساعدهم ، وهو الذي سيخضع قوات الشر الدنسة تحت أقدامهم، بل وحتى الشيطان نفسه.
" من هو الإنسان الذى هو أقوى من رؤساء عالم الظلمة " (أف٦: ٢ ١) أو أقوى من تلك الحية الخبيثة ورئيس الشر؟ لذلك فالذى يكسر رؤوس التنانين (مز٧٣: ٣ ١س) كيف يكون عاجزا عن أن يخلصهم من هجمات أي واحد من سكان هذا العالم؟ إذن ليس بدون نفع، يعلن المسيح لتلاميذه: "ها أنا أعطيكم سلطانا لتدوسوا الحيات والعقارب"
(1) “ َها  أَنَا أُعْطِيكُمْ سُلطَانًا لِتَدُوسُوا الْحَيَّاتِ وَالْعَقَارِبَ وَكُلَّ قُوَّةِ الْعَدُوِّ ”. نحويا فعل تام مبني للمعلوم في الأسلوب الخبري (حدث ماضٍ له نتائج باقية). هناك آراء مختلفة وتفسيرات عديدة حول الحيات والعقارب 1. أن الحيّات والعقارب رموز لقوة الشرير 2. أنها إشارة إلى
(مز 91: 13- 14) (رو 16: 20) 3. أنهامرتبطة بـ (مر 16: 17- 18) " 17 وهذه الآيات سترافق الذين آمنوا: باسمي وسوف أطرد الشياطين. وسوف أتكلم في بألسنة جديدة. 18 أنهم سوف تلتقط الثعابين بأيديهم. وعندما يشربون السم القاتل، فإنه لن يضر لهم على الإطلاق؛ أنها سوف تضع أيديهم على المرضى، وأنهم سوف يشفوا أيضا. " [ملاحظة : هذه العبارات ھي إضافة غير موحى بھا في مخطوطة مرقس ] 7 And these signs will accompany those who believe: In my name they will drive out demons; they will speak in new tongues; 18 they will pick up snakes with their hands; and when they drink deadly poison, it will not hurt them at all; they will place their hands on sick people, and they will get well.” في إنجيل مرقس.]
وبعد سرد ألاراء المختلفة فإن الكنائس الأرثوذكسية ترجح فكرة أن الحياة والعقارب هى رموز لقوة الشر بالإضافة إلى هذا فإن معظم ألأقباط يؤمنون أيضا أنه الحيات والقارب لا تؤذى المؤمنين إذا كان هذا يعطى تمجيدا للرب ورفع شأن اسمه كما حدث مع بولس فى الجزيرة
(2) " وَلاَ يَضُرُّكُمْ شَيْءٌ ”. نحويا نفي مضاعف قوي. يؤكّد حضور لله وحمايته وتدبيره (انظر 1 يو 5: 19)
تفسير (لوقا 10: 20) 20 ولكن لا تفرحوا بهذا ان الارواح تخضع لكم بل افرحوا بالحري ان اسماءكم كتبت في السموات
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
إذ كان الرسل يبدون أشد الفرح بذلك السلطان الذى تمكنوا به من إخضاع الأرواح النجصة وهزيمتها بإسم معلمهم ، أوضح لهم ، له المجد ، أنهم لا ينبغى أن يكون هذا هو مصدر فرحهم الحقيقى ، لأن الفرح الحقيقى الذى ينبغى أن يفرحوا به هو أن تكون أسماؤهم قد كتبت فى السماء ، فإن هذا هو الأمر الذى ينبغى أن يفرحوا به حقا ، ولذلك فإنه احرى بهم أن يلتفتوا إلى خلاصهم الأبدى ، فهو أولى بعنايتهم وأدعى لإهتمامهم أكثر من سلطان لم يعطه إياهم إلا لينشروا به الدعوة للملكوت ، ويحطموا قوة العدو فى الأرض ، ويخلصوا الناس من عبوديته ليدخلوا فى بنوة ملكوت مخلصهم ، وكأن هذا من فادينا تنبيها وتحذيرا لتلاميذه حتى لا يفقدوا خلاصهم ، فإن للنجاخ الذى أحرزوه تكاليف كبيرة تقتضيهم سهرا وتعبا فى مواصلة الحرب ضد الشيطان وكل جنوده ، وإلا فقدوا إمتيازاتهم وخلاصهم ، كما فقد يهوذا الإسخريوطى إمتيازاته وخلاصه ، مع أنه كان واحدا من تلاميذ السيد المسيح الذين خضعت له الشياطين بإسم المسيح .
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 64
ولكنه يزيدهم منفعة إذ يضيف في الحال: ٠" ان اسماءكم كتبت في السموات ألا تسمح يا رب للذين كلمتهم أن يفرحوا بما كرمتهم به ؟ ومكتوب عن الذين عينوا للرسولية : " يا رب بنور وجهك يسلكون ، باسمك ستهجون اليوم كله، وبعدلك برنقعون ، لأنك أنت فخر قوتهم وبرضاك ينتصب قرنن" (مز 88: 15 س) كيف يا رب توصيهم إذن ألا يفرحوا بالمجد والكرامة التي منحتها أنت نفسك  لهم؟ ماذا نقول عن هذا؟ إنني لجيب بأن المسيح يرفعهم إلى شيء أعظم ، ويوصيهم أن يحسبوا لا مجدهم هو أن لسماءهم كتبت في السموات، لأنه يقال للرب عن القديسين : " وفى سفرك كتبوا جميعهم " (مز 138: 16 س) وإلى جوار ذلك فإن فرحهم بقدرتهم على عمل المعجزات ، وبأنهم يسحقون أجناد الشياطين، من المحتمل أن يولد فيهم ايضا رغبة المجد الباطل — وقريبة هذه الشهوة والملازم لها دائما هو الكبرياء.
لذلك فمن المفيد جدا ان يوبخ مخلص الكل الافتخار من بدايته ، ويقطع جنوره بسرعة ، وهو الذي ينمو من حب المجد الوضيع ، وهو بذلك يتمثل بالزراع الذين متى راوا شوكا في حقلهم او حديقتهم ، فإنهم يقطعونه بأسنان الفآس قبل أن يضرب بجنوره في العمق.
لذلك، فإذا ما نلنا هبة ما من المسيح ، جديرة بالإعجاب ، فلا يجب ان نفتكر فيها بتعالي ، ولكن بالحري ان نجعل الرجاء الموضوع امامنا هو بسبب الفرح ، وان اسمائنا كتبت في صحبة جماعات القديسين ، بهبة المسيح مخاصنا كئا، الذي بسبب محبته للإنسان يمنح إضافة إلى كل ما لنا ، هذه الهبة أيضا ، هذا الذي يليق به ومعه الرب الآبب التسبيح والسلطان مع الروح القدس إلى دهر الدهور آمين.
********
لهم ؟ ماذا نقول عن هذا ؟ إنني أجيب بأن المسيح يرفعهم إلى شيء أعظم ، ويوصيهم أن يحسبوا أن مجدهم هو لا أسماءهم كتبت في السموات ، لأنه يقال للرب عن القديسين " وفى سفرك كتبوا جميعهم" (مز١٣٨: ١٦ س) وإلى جوار ذلك فإن فرحهم بقدرتهم على عمل المعجزات ، وبأنهم يسحقون أجناد الشياطين ، من المحتمل أن يولد فيهم ايضا رغبة المجد الباطل - وقريب هذه الشهوة والملازم لها دائما .هو الكبرياء.
لذلك ، فمن المفيد جدا ان يوبخ مخلص الكل الافتخار من بدايته ، ويقطع جنذوره بسرعة ، وهو الذي ينمو من حب المجد الوضيع ، وهو بذلك يتمثل بالزراع الذين متى راوا شوكا في حقلهم او حديقتهم ، فإنهم يقطعونه بأسنان الفآس قبل أن يضرب بجذوره في العمق.
لذلك، فإذا ما نلنا هبة ما من المسيح ، جديرة بالإعجاب ، فلا. يجب ان نفتكر فيها بتعالي ، ولكن بالحري ان نجعل الرجاء الموضوع امامنا هو بسبب الفرح ، وان اسمائنا كتبت في صحبة جماعات القديسين ، بهبة المسيح مخاصنا كلنا ، الذي بسبب محبته للإنسان يمنح إضافة إلى كل ما لنا ، هذه الهبة أيضا ، هذا الذي يليق به ومعه للرب الآب التسبيح والسلطان مع الروح القدس إلى دهر الدهور آمين
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(3) “وَلكِنْ لاَ تَفْرَحُوا بهذَا”. نحويا أمر حاضر مع أداة نفي، ما يعني عادة التوقف عن عملٍ آخذٍ  في الحدوث لتوه. عليه ألا يفرحوا بقوة وسلطان طرد الأرواح التي يتمتعون بھا، بل أن يبتھجوا (نحويا أمر حاضر مبني للمعلوم) أن أسماءھم مكتوبة في سفر الحياة.
(4) "بَلِ افْرَحُوا بِالْحَرِيِّ ”. نحويا فعل أمر حاضر مبني للمعلوم. أى افرحوا لسبب آخر وهو الأهم
(5) "أَسْمَاءَكُمْ كُتِبَتْ فِي السَّمَاوَاتِ ”. هذا فعل تام مبني للمجھول في الأسلوب الخبري (نتائج باقية). “( دانيال 7: 10) (رؤ 20: 12)  السفرين اللذين هما لرؤيا إلهية لمصير البشر
12 . وهما: : 1. سفر الحياة (أولئك الذين يعرفون لله، (خر 32: 32) (مز 69: 28) (أش 4: 3) (دا 12: 1) (لز 10: 20) (فيل 4: 3) (عب 12: 23) (رؤ 3: 5، 13) (ر ؤ 13: 8) (رؤ 17: 8) رؤ 20: 15) (رؤ 21: 27) 2. سفر الأعمال (أعمال المخلّصين وغير المخلّصين، (مز 56: 8) (مز 139: 16) و( اش 65: 6) (ملا 3: 16)

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 10

  2. تهلَّل السيِّد المسيح بالروح (لوقا 10: 21-24)
تفسير (لوقا 10: 21) 21 وفي تلك الساعة تهلل يسوع بالروح وقال احمدك ايها الاب رب السماء والارض لانك اخفيت هذه عن الحكماء والفهماء واعلنتها للاطفال.نعم ايها الاب لان هكذا صارت المسرة امامك.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وفى تلك الساعة تهلل مخلصنا بالروح ، وقد فرح فرحا عظيما وفاض منها ، لنجاح كلمة الإنجيل التى هى جوهر رسالته والتى جاء من اجلها للعالم ، ومن ثم توجه بالشكر إلى ابيه السماوى قائلا : "  احمدك ايها الاب رب السماء والارض لانك اخفيت هذه عن الحكماء والفهماء واعلنتها للاطفال.نعم ايها الاب لان هكذا صارت المسرة امامك. "  فعلى الرغم من أن مخلصنا ، كما علمنا ذلك منه - واحد مع أبيه السماوى ، كان حين يصلى يرفع صلاته إلى ذلك الاب السماوى الذى هو من ذات جوهره ، وهذا من اسرار اللاهوت يعلوا على مدارك البشر بيد ، أن مخلصنا أراد بصلاته ، فضلا عن تأكيد صلته الدائمة بأبيه ، أن يعلمنا نحن البشر أن نرفع صلاتنا دائما إلى الرب ابينا كلنا ، شاكرين غياه على كل حال وفى كل حال ومن أجل كل حال فى الصراء والضراء ، وفى السعة والضيق ، وفى الفرح والحزن ، لأن كل شئ لا يتم إلا بمشيئته وبرضاء منه وبحكمة ويهدف من ورائها إليه ، وتهدف دائما إلى خير البشر ، وصلاحهم ، إذ أنه هو ذاته خير مطلق ، وصلاح مطلق ، فلا يمكن أن يصدر منه إلا الخير والصلاح ، وقد وصفه مخلصنا فى صلاته بأنه " رب السماء والأرض " ليبين أن سلطانه يشمل الكون كله ومشيئته سارية على الكائنات كلها فى كل مكان وزمان وعلى كل المستويات من أعلاها إلى أدناها وجودا ، ومن اسماها إلى أحطها طبيعة ، وقد توجه إليه هنا بالشكر لأنه بحكته وإستحسانه قد شاء أن يخفى تلك الأسرار السماوية التى تتضمنها شريعة العهد الجديد عمن يعتبرهم الناس حكماء وأذكياء ، بما حصلوا عليه من حكمة دنيوية وذكاء بشرى ، وكشف تلك الأسرار لتلاميذ والرسل الذين يشبهون الأطفال فى بساطتهم وتواضع مركزهم الإجتماعى ، والذين لم ينالوا قسطا كبيرا من التعليم فى المعاهد الدينية العليا لدى اليهود ـ أو المدارس الفلسفية الشهيرة لدى العالم كله فى ذلك العصر ، يجعلهم أهلا لأن يكونوا فى نظر الناس خكماء وعلماء ، لأن التلاميذ والرسل لو كانوا من رؤساء الكهنة أو الفريسيين أو الكتبة أو غيرهم من العلماء المتضلعين فى الشريعة اليهودية ، أو كانوا من مشاهير فلاسفة اليونان أو الرومان ، لعزى الناس تعاليمهم التى ينطقون بها إلى ما حصلوا غليه من علم بالشريعة إلى تعمق فى الفلسفة ، ولم يعتبروا تلك التعاليم السماوية من عند الله ذاته ، وقد لقنها لأولئك التلاميذ والرسل البسطاء تقليدا ، وألهمهم بها إلهاما ، جاعلا إياهم مجرد واسطة لنقل تلك التعاليم من الرب للناس .
التهلل بالروح
ويجدر بنا هنا أن نذكر أن التهلل بالروح ، الذى نسبه الإنجيل بهذه المناسبة إلى الرب يسوع هو من أفعال الروح الإنسانية فى المسيح ، لأن لمخلصنا إنسانية كاملة متحدة بلاهوته ، والإنسانية فيها الروح كما أن فيها الجسد ، والروح الإنسانية إنفعالاتها بالفرح والحزن ، وهذا هو الدليل على أن الرب الكلمة إتخذ له جسدا ذا روح إنسانية ناطقة عاقلة ، ويتضمن ذلك كذلك الرد على ما زعمه أبوليناريوس الهرطوقى الذى أنكر الروح الإنسانية ، وكما ذكر الإنجيل فى هذا الموضع عن الرب يسوع أنه "تهلل بالروح" ذكر عنه فى مواضع أخرى أنه "إنزعج بالروح وإضطرب" (يوحنا 11: 33) وقال : " إنزعج يسوع أيضا فى نفسه " (يوحنا 11: 38) وقال الرب يسوع ذاته : " الآن نفسى قد إضطربت " (يوحنا 12: 27) وقال عنه الإنجيل : " ولما قال يسوع هذا إضطرب بالروح (يوحنا 13: 21) وفى بستان جسثيمانى فى ليلة آلامه " بدأ يحزن ويكتئب" (متى 26: 37) وقال " إن نفسى حزينة حتى الموت" (متى 26: 38) ، (مرقس 14: 34) أنظر أيضا (لوقا 12: 50)  
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 6
5
قال أحد الأنبياء القديسين:" هلموا إلى المياة أيها العطاش جميعا " (إش 55: 10) وهو بهذا يوجهنا إلى كتابات البشيرين القديسين كما إلى ينابيع مياه ، فكما أن المياه مبهجة للنفس الظامئة كما يقول الكتاب (أم 25: 25) ، هكذا تكون معرفة أسرار المخلص التي تعطي الحياة للعقل الذي يحب التهذيب. دعونا نقترب من الينابيع المقدسة ، من المياه الحية والمعطية الحياة ، تلك المياه التي هي عقلية وروحية . هيا لنمتلئ منها ولا نكل من الشرب . فإن ما يزيد عن الكفاية في هذه الأمور ، لا يزال لأجل بنياننا ، والشره هنا ممدوح جدا ، إذن ، ما هو الذي قاله المخلص - هذا الينبوع النازل من السماء ، نهر الفرح — فذلك نتعلمه مما قد تلى علينا الآن: : " في تلك الساعة تهلل بيسوع بالروح القدس وقال : " إذن يجب على كل من يحب التعليم أن يقترب من كلمات الله بكل عناية وليس بلا حماس ، بل بالعكس ، بكل غيرة ، لأنه مكتوب: " كل من يتعب ويجتهد له خير وفير " (أم 24: 23) فلنفحص الكلمات وخاصة ما هو المقصود بالتعبير أنه تهلل بالروح القدس : الروح القدس ينبثق من الرب الآب كما من الينبوع ، ولكنه ليس غرييا عن الابن، لأن كل ما للاب فهو للكلمة الذي هو بالطبيعة وبالحقيقة مولود منه . لقد رأى المسيح أن كثيرين قد ربحوا بفعل الروح الذي منحه هو للذين يستحقونه ، وللذين أوصاهم ليكونوا خداما للرسالة الالهية . لقد رأى أن آيات عجيبة تجرى على أيديهم ، وأن خلاص العالم بواسطته — أعنى بالإيمان - قد بدأ الآن ، لذلك فقد تهلل بالروح القدس ، أي بالأعمال والمعجزات التي تمت بواسطة الروح القدس . لقد عين الرب الاثنا عشر
الذين دعاهم أيضا رسلا ، وبعد ذلك عين سبعين آخرين الذين رسلهم كسابقين أمامه إلى كل قرية، ومدينة في اليهودية ، ليبشروا به وبالأمور المختصة به ، وقد أرسلهم مزينين حسئا بالكرامات الرسولية ، ومميزين بفعل نعمة الروح القدس ، لأنه أعطاهم قوة على الأرواح النجسة ليخرجوها ، لذلك فبعد ان عملوا معجزات كثيرة، رجعوا إليه قائلين: يا رب حتى الشياطين تخضع بإسمك " وكما قلت لكم سابقا ، إذ أن الرب يعلم جيدا أن الذين أرسلهم قد صنعوا خيرا لكثيرين بل وهم أنفسهم قد عرفوا مجده بالاخبار ، فإنه إمتلأ بالفرح بل بالتهليل ، ولأنه صالح ومحب البشر ويريد خلاص الجميع ، فقد وجد لنفسه سببا للتهليل ، الا وهو تحول اولئك الذين كانوا في الضلال ، واستنارة الذين كانوا في الظلمة ، واستعلان مجده لأولئك التين بلا معرفة او تعليم.
فماذا يقول إذن؟ : " أحمدك أيها الآب رب السموات " وهذه الكلمات: " أعترف لك " يقولها مثل البشر بدلأ من " أقبل إحسانك" أى " أشكرك" ، لأن الكتب الإلهية الموحى بها اعتادت أن تستعمل كلمة " اعترف " بمثل هذه الطريقة ، لأنه مكتوب: " سيعترفون لإسمك العظيم المرهوب ، يارب ، لأنه مرهوب وقدوس" (مز٩٨: ٣ س) وايضا " أعترف لك يا رب بكل قلبى وأخبر بجميع عجائبك " (مز 85: 2 س) ٠ ولكني ألاحظ أيضا أن اذهان الناس الفاسدين لا ترعوى عن فجورها، وبعضا منهم يعترض علبنا قائلا :"ها الابن يقدم اعتراف الحمد للأب ، فكيف لا يكون اقل من الآب؟ ولكن كل من هو ماهر في الدفاع عن تعاليم الحق ، يجيب عن هذا قائلا: وماذا يمنع ايها السادة الكرام ، أن الان مع كونه مساويا في الجوهر ، يحمد ويشكر أباه ، لأنه يخلص كل الذين تحت السماء بواسطته؟ ولكن إن ظننت أنه بسبب شكره هو أقل من الآب ، فلاحظ ايضآ ما يلي: أنه يدعو الآب "رب السماء والأرض "٠ ولكن بالتاكيد فإن ابن الله الضابط الكل بالتساوي معه هو رب الكل ، وفوق الكل وليس هو أقل منه ، او مختلف عنه في الجوهر ، ولكنه إله من إله ، مكلل بنفس الكرامات ، ويملك بحق جوهره ، المساواة معه في كل شيء ، وهذا كاف للإجابة عليهم.
لكن دعونا الآن نتأمل الكلمات التي خاطب بها اباه بخصوصنا ونيابة عنا إذ يقول:
"لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهما ء وأعلنتها للأطفال ، نعم أيها الآب لأن هكذا صارت المسرة أمامك " ، لأن الآب قد كشف لنا السر الذي كان مكتوما ومحفوظا في صمت عنده ، من قبل إنشاء العالم الذي هو تجسد الابن الوحيد ، الذي كان معروفا سابقا حقا ، قبل إنشاء العالم ، ولكن أعلن لسكانه في أواخر الدهر. فالمبارك بولس يكتب:" لى أنا أصغر جميع القديسين أعطيت هذه النعمة أن أبشر به بين الأمم بغنى المسيح الذي لا يستقصي ، وأنير الجميع في ما هو تدبير السر المكتوم منذ الدهور في الله خالق الجميع " (أف٣: ٨). إن هذا السر العظيم المسجود له الذي لمخلصنا كان من قبل تأسيس العالم ، مخفيا في معرفة الآب ، وبالمثل نحن قد سبق أن عرفنا ، وسبق أن عيننا لتبنى البنين . وهذا ما يعلمنا اياه أيضا المبارك بولس بقوله: مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذى باركنا بكل بركة روحية فى السماويات فى المسيح كما إختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين   وبلا لوم قدامه إذ سبق فعيننا في المحبة للتبنى بيسوع المسيح لنفسه " (اف1: 3- 5) . فلنا إذن - كما للأطفال — كشف الآب السر الذي كان مخفيا ومحفوظا في صمت طوال الدهور.
لقد سبقنا في هذا العالم حشد كبير كانوا على مستوى الكلمات ، لهم لسان طلق متميز ، لهم سمعة كبيرة في الحكمة ، وفى فخامة التعبير ، والأسلوب الجميل ، ولكن كما قال عنهم بولس : " حمقوا في أفكارهم وأظلم قلبهم الغبي ، وبينما هم يزعمون أنهم حكماء صاروا جهلاء ، وأبدلوا مجد الله الذى لاي فنى بشبه صورة الإنسان الذى يفنى والطيور والدواب والزحافات... لذلك أسلمهم الله إلى ذهن مرفوض (رو 1: 21- 25) " وجعل الله حكمة هذا العالم جهالة " (١كو١:٠ ٢)، كما أنه لم يعلن لهم السر . أما لنا نحن فقد كتب : " إن كان أحد يظن أنه حكيم بينكم فى هذا الدهر ، فليصر جاهلا لكى يصير حكيما ، لأن حكمة هذا العالم جهالة عند الله (١كو٣: ١٨). لذلك ، فيمكن المرء أن بؤكد أن من له مجرد حكمة العالم فقط ، هو جاهل وبلا فهم أمام الله ، ولكن من يظهر
  أنه جاهل في نظر حكماء هذا العالم ، ولكن له في قلبه وفكره نور رؤية الله الحقيقية فهو حكيم أمام الله . وبولس يؤكد هذا أيضا بقوله : لأن المسيح أرسلنى لا لأعمد بل لأبشر ، لا بحكمة كلام لئلا بتعطل صليب المسيح ، ئن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة ، وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الرب ، لأنه مكتوب سأبيد حكمة الحكماء وأرفض فهم الفهماء" (١كو١: ٦٧- ١٩) (إش٢٩: ٤ ١)، وقد أرسل بولس أيضا قائلا : " فأنظروا دعوتكم أيها الإخوة لا ليس كثيرون حكماء حسب الجسد ، لبس كثيرون أقوياء ، ليس كثيرون شرفاء ، بل إختار الله جهال العالم ليخزى الحكماء (1كو 1: 26) والذين يظهرون كأنهم جهلاء ، بمعنى أنهم ذوو ذهن نقى وعديم المكر ، وهم بسطاء كأطفال في الشر ، لهؤلاء أعلن الآب ابنه ، إذ هم أنفسهم أيضا قد سبق فعرفهم وسبق فعينهم لتبنى البنين.
ومن المناسب في ظئي أن نضيف أيضا ما يأت ي، لا الكنبة والفريسين الذين بلغوا شانا عظيما عند اليهود بسبب علمهم الناموسي كانوا يعبترون أنفسهم حكماء ، ولكن حكم عليهم بنفس النتبجة انهم ليسوا هكذا في الواقع ، فإرميا النبي يخاطبهم في موضع ما قائلا: " كيف تقولون نحن حكماء وشريعة الرب معنا بينما حولها قلم الكتبة الكانب الى الكذب . خزي الحكماء ارتاعوا وأخذوا ، ها قد رفضوا كلمة الرب فأية حكمة لهم؟ (إر٨: ٨و٩) لأنهم رفضوا كلمة المخلص أي رسالة الإنجيل الخلاصية ، أو بعبارة أخرى ، كلمة الله الآب الذي من أجلنا صار إنسانا ، لذلك فهم أنفسهم قد رفضوا ؛ وعنهم قال ايضا إرميا النبي : " وهم يدعون فضة مرفوضة ، لآن الرب قد رفضهم " (إر٦: ٣٠).
وقد أخفى عنهم سر المسيح أيضا ، لأنه قال عنهم في موضع ما لتلاميذه : " لأنه قد أعطى لكم أن تعرفوا أسرار ملكوت السموات، وأما لأولئك فلم يعطى (مت 12: 11) أعطى لكم ، اي لمن؟ هو بوضوح الذين أمنوا ، لهؤلاء الذين تعرفوا على ظهوره ، للذين يفهمون الناموس روحيا ، الذين يدركون أنه معنى الإعلان القديم الذي للأنبياء، الذين يعترفون انه الرب وابن الرب ، لهؤلاء سر الآب أن يعلن ابنه الذي به، ومعه لله الآب التسبيح والسلطان مع الروح القدس إلى أبد الآبدين آمين.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) أورد متى هذه ألاية بمفرداتها فى  (مت 11: 25- 27)  يعتقد أنها صلوات تسبحة ليتورجية باكرة. هذه الآية تكشف لنا نوع الصلوات التى كان يقدمها يسوع بإبتهاج من أجل فرحه بخدمة الرسل السبعين فقد فرح لأجلهم عندما قدموا إليه ليقدموا تقريرا عما فعلوه فقالوا حتى الشياطين تخرج بأسمك ونلاحظ أن يسوع عندما فرح لأجل خدمتهم رفع فرحه للسماء
(2) "أَحْمَدُكَ ”. نحويا حاضر متوسط خبري. أستخدمت الكلمة عدة مرات في فى العهد القديم بمعنى “يشكر” أو “يمدح”. وهو فعل في المبني للمتوسط في اللغة اليونانية الشعبية يعني يُقر أو يعترف علانية وقد وردت هذه الكلمة بصور عديدة فى ألايات التالية (رو 14: 11 )  لانه مكتوب:«انا حي، يقول الرب، انه لي ستجثو كل ركبة، وكل لسان سيحمد الله».  (رو 15: 9) واما الامم فمجدوا الله من اجل الرحمة، كما هو مكتوب:«من اجل ذلك ساحمدك في الامم وارتل لاسمك» (فيل 2: 11) ويعترف كل لسان ان يسوع المسيح هو رب لمجد الله الاب (رؤ 3: 5) من يغلب فذلك سيلبس ثيابا بيضا ولن امحو اسمه من سفر الحياة وساعترف باسمه امام ابي وامام ملائكته.
(3) "أَيُّھَا الآبُ، رَبُّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ”. لاحظ كيف أن يسوع يجمع بين حلول الرب / يھوه  ھذا الجمع بين المجد والقوة فهو رب فى السماء وعلى الأرض إن  قدرة الرب وجلاله تتجلّيان في الطبيعة؛ ومحبته ورحمته تتجلّيان في المسيح ألم يقل التلاميذ حتى البحر والرياح تتطيعانه هذا هو رب السماء والأرض وليس الطبيعة فقط ولكن قدرته على الخلق وإحياء الموتى أليست هذه كلها قدرة إلهية
(4) " الأَطْفَالِ ”. في (مت 18) تشير إلى المؤمنين الجدد. لاحظوا أيضاً استخدام يوحنا لعبارة “يَا أَوْلاَدِي"* في ( 1 يو ) ليصف المؤمنين(كلمة يا أولادى تعنى حرفيا يا ابنائى الصغار المحبوبين) . وتشير هنا إلى تلاميذ يسوع، الذين لا يزالون غير ناضجين ويرضعون كما قال بولس الرسول لبن ألإيمان من نواحي عديدة مختلفة - وتستعمل هذه الكلمة فى العصر الحديث بين الكاهن القبطى وشعب الكنيسة فكثير من الكهنة ينادوا شعبهم بـ يا اولادى كما ينادى الأقباط بطريركهم بكلمة بابا دليل على الأبوة الروحية بين الشعب وراعيه
(5) "ھهكذاا صَارَتِ الْمَسَرَّةُ أَمَامَكَ ”. هذا هو الفرح الذى فرحه يسوع بإنتشار البشارة بالإنجيل أنه إنتشار المعرفة بيسوع هى قوة الرب المعطاه للرسل  أن عمل الرسل فى التبشير ليس عملا بشريا لأنه لا يتمجد الرب من جسد (بشري) (أف 2 : 9- 10) بالنعمة مخلصون، بالايمان، وذلك ليس منكم. هو عطية الله.  ليس من اعمال كيلا يفتخر احد. لاننا نحن عمله، مخلوقين في المسيح يسوع لاعمال صالحة، قد سبق الله فاعدها لكي نسلك فيها. "
 
تفسير (لوقا 10: 22) 22 والتفت الى تلاميذه وقال كل شيء قد دفع الي من ابي.وليس احد يعرف من هو الابن الا الاب ولا من هو الاب الا الابن ومن اراد الابن ان يعلن له.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
" ثم إلتفت مغلمنا إلى تلاميذه قائلاً : " كل شيء قد سلم الي من ابي.وليس احد يعرف من هو الابن الا الاب ولا من هو الاب الا الابن ومن اراد الابن ان يكشف له. " وهنا يؤيد له المجد  تلك الحقيقة اللاهوتية الفائقة التى تضمن أن الرب الآب لأنه واحد مع الإبن سلم غليه كل سلطانه ، ومن ثم فإن سلطان الإبن هو نفسه سلطان الآب ، ولما كان الإبن واحدا مع الآب فى جوهر الألوهية الواحد ، كان من الطبيعى ألا يعرف من هو الإبن إلا الآب ولا من هو الآب إلا الإبن ، ولا يمكن لأحد من البشر أن يعرف طبيعة الآب أو يعرف طبيعة الإبن لأن طبيعة الآب والإبن حقيقة إلهية لا يمكن أن يحيط بها إلا العلم الإلهى وحده ، ولا يمكن أن يحيط بها العقل البشرى مهما بلغ من العبقرية والذكاء ، فالعقل البشرى يعرف عن الرب ولكنه لا يمكن أن يعرف الرب فى حقيقة جوهره ، لذلك لا يعرف أحد من البشر من هو الآب إلا من الإبن ، ولا من هو الإبن إلا الآب ، والمعرفة المقصودة هنا المعرفة الكاملة اليقينية المباشرة من غير واسطة ، وبعبارة   أخرى ليس أحد من الناس يمكنه أن يعرف من هو الآب فى حقيقته وجوهره وطبيعته وذاته لكن الإبن وحده هو الذى يستطيع أن يعرف الاب فى حقيقته وجوهره وذاته لسبب واضح بسيط ، ذلك لأن الإبن أى الله الكلمة ، هو من جوهر الآب وطبيعته وهو كائن معه فى ذاته ، لأنه فى ألاب والآب فيه " (يوحنا 14: 10) ومن ثم لا يستطيع احد من الناس قد أن يعرف الإبن فى جوهره وطبيعته وذاته إلا الآب السماوى وحده ، وحتى التلاميذ والرسل كانوا يرون الإبن فى الجسد ولكنهم لم يعرفوه المعرفة اليقينية الكاملة ، كما يعرفه ألاب ، إنهم عرفوه فى الظاهر من حيث هو إنسان ولكنهم لم يعرفوه معرفة تامة فى ذاته وجوهره ، وهذا هو ما أعلنه القديس يوحنا المعمدان إذ قال لليهود عن السيد المسيح إنه : " فى وسطكم قائم من لا تعرفونه " (يوحنا 1: 26) وشائت إرادة مخلصنا - من أجل خير البشرية ، أن يكشف لبعض من إختارهم من البشر ومن بينهم وعلى رأسهم تلاميذه ورسله هذه الحقيقة الإلهية ليؤمنوا بها كما ذكرها لهم ، ويستوعبوها لا بعقولهم البشرية القاصرة ، وإنما بملكاتهم الروحية التى هى أقرب عناصر الكائنات البشرية قربا فى طبيعتها من طبيعة الرب ، ومن ثم فهى قادرة على أن تدركها ، لا سيما إذا إستعانت فى ذلك بالإيمان بفادينا الحبيب إبن الرب وبقدرته الإلهية وعلمه الإلهى
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 6
6
يكشف لنا ربنا يسوع المسيح مرة ثانية مجده وكرامة جلال ألوهيته وطريقته الحكيمة في تدبير التجسد ، كما يبين لنا بوضوح عظيم الفائدة التي حصل عليها سكان الأرض من جراء ذلك. ليتنا نسأله الحكمة ونطلب الفهم ، كي يمكننا أن ندرك معنى كلماته بالضبط. فهو الذي " يكشف الأغوار فى الظلام ، ويخرج الأمور الخفية إلى النور (أى 12: 22) ويعطى الحكمة للعميان ، ويجعل نور الحق يضيء على أولئك الذين يحبونه ، ومن بينهم نحن . فها أنتم قد أقبلتم ثانية كعطاش ، والكنيسة ممتلئة من الراغبين في الاستماع وجميعهم عابدون حقيقون باحثون عن تعاليم التقوى ٠ تعالوا إذن ولنقترب من كلمات المخلصن بذهن مفتوح ، وكلماته هي : " كل شئ قد دفع إلى من أبى " لقد كان المخلص ، ولم يزل هو رب السماء والأرض ، وهو الجالس مع الآب في عرشه المشارك له بالمساواة في حكمه على الكل ، ولكنه إذ وضع نفسه نزل إلى أرضنا وصار إنسانا ، فإنه يتكلم بطريقة مناسبة للتدبير في الجسد ، كما لا يرفض أن يستخدم العبارات التي تناسب وضعه بعد أن أخلى نفسه حتى يمكن الأيمان به ، كمن قد صار معا ولبس فقرنا . لذلك فالذي هو رب السماء والأرض وكل الأشياء ، يقول : ٠٠" كل شيء قد دفع الى من ابى " لقد صار الحاكم المهيمن على كل ما هو تحت السماء . وإن كان في القديم ، إسرائيل بحسب الجسد فقط هو الذي أحنى رقبته لشرائعه ، و لكن الرب الآب أراد ان يجعل كل شئ جديدا فيه ، وبواسطته يصالح العالم لنفسه، لأنه صار وسيطا بين الله والناس (١1 تى 2: 5) ، وصار ٠٠" سلامنا " (اف٢: ١٤)، إذ وحدنا مع
 الله الآب بواسطة نفسه ، إذ هو الباب والطريق الذي به يتم هذا ، لأنه قال بوضوح: ٠" ليس أحد يأتى إلى الآب إلا بى " (يو٤ ١: ٦) إذن ، فالذي خلص إسرائيل في القديم من طغيان المصريين بيد موسى ، وعين لهم الناموس ليكون مؤدبهم ، قد دعا الآن كل العالم ، ولأجل ذلك مد شبكة رسالة الإنجيل بحسب مشيئة الرب الآب الصالحة , وهذا هو إذن سبب قوله " كل شئ قد دفع إلى من الآب"
ومع أننا نؤكد أن - هذه الأمور قد فهمناها فهما مستقيما ، ونشرحها لكم بالصواب ، فإن الهرطوقي ، لا يخضع لشروط التدبير ، ولكنه يعمد إلى قلة حيائه المعتاد ، ويجعل ما يقال طعاما لخبث عقله ، ويقول " إن الآب يمنح كل شيء للابن ، وإن الابن لم يكن في احتياج إلى أخذ شيء لو كان من الجائز له أن يحصل عليه من نفسه . فكيف يكون إذن مساويا للآب كما يقولون حينما ينال منه سلطائا على ما لم يكن يملكه من قبل؟أ دعنا الآن نرى إن كان هو في آي شيء أدنى من الآب في المجد والعلو كما تقول في غبائك.
نوجد عدة مجالات يمكن استخدامها للدفاع عن تعاليم الحق ، ولكن في مناسبتنا الحاضرة هذه ، سنبحث عن الحقيقة من الدروس الموضوعة أمامنا الآن ، ومن نفس كلمات الابن ، لأنه بعد أن قال: " كل شيء فد دفع ‘لى من أبى " ، مكرما بذلك سر تجسده ، ومستخدما عبارات مناسبة لإنسانيته ، فإنه يرتفع في الحال كما قلت ، إلى مجده وعلوه الخاص ، ويبين أنه ليس أدنى من أبيه بآي حال ، لأنه ماذا كانت الكلمات التي قالها بعد ذلك : " لا احد بعرف الإبن إلا الآب، ولا الآب إلا الابن ومن أراد الابن أن بعلن له
"
 دعنا نسأل الآن الذين قاوموا مجده ولا زالوا يقاومونه ، هل المسيح يتكلم بالكذب أم بالحق؟ لأنه إن كان يتكلم كذيا ، وأنتم نؤكدون أن هذا هو الحال فأنتم خالون من كل فهم ، وقد فقدتم عقولكم وشربتم من الخمر خمر سدوم (تث٣٢:٣٢)، وعثرتم كالسكارى في مسالك غير مستقيمة . أما إن كنتم تؤمنون أنه يتكلم بالحق لأنه
" هو الحق " (يو٤ ١؛ ٦) فكيف تجرؤون أن تفكروا وتقولوا إنه أدنى من الآب وهو الذي يقول: " ليس أحد يعرف الإبن إلا الآب" فقط ، كأنكم تعرفون بالضبط من هو؟ ومع ذلك فكيف أن ذلك الذي يعرفه الآب فقط ، لا يتعالى كثيرا جدا على قدرات الكلام ، تماما مثل الآب نفسه أيضا، الذي هو معروف من ابنه فقط؟ لأن الثالوث الواحد. في الجوهر هو وحده الذي يعرف نفسه ، إذ هو فائق جدا على كل كلام وفهم . فكيف تقول أنت إذن إنه أدنى من الآب بينما ترى أنه لا أحد يعرف من هو إلا الآب الذي ولده فقط ؟ وسأضيف هنا شيئا آخر : هل تقول إنه "إله الحق" ولكنه أدنى من ذلك الذي هو " الإله الحق والآب " أو أنه مصنوع ومخلوق؟ |ن كان مخلوقا ، فلن يمكنك المقارنة بينهما على الإطلاق ، لأن المسافة بين الخالق والمخلوق لا نهاية لها ، كما بين السيد والعبد ، وبين الذي هو بالطبيعة الرب وبين الذي قد أحضر إلى الوجود ، لأن الشيء المخلوق ليس هو فقط أدنى بالنسبة للرب ، ولكن هو مختلف تماما أيضا في الطبيعة وفى المجد وفى كل صغة تتعلق بالجوهر الإلهي . فإن كان مخلوقا كما تؤكدون ، فكيف لا يعرف احد من هو؟ إذن لن يكون فوق كل فهم حتى ان عجز عقل الانسان عن معرفة طبيعة ما هو مخلوق ، ولكن إن كنت من الجهة الأخرى تؤكد أئه الرب الحقيقى ، وأنه هو هكذا بالطبيعة ، ومع ذلك تقول إنه أدنى من الآب ، فأنا لا أفهم كيف يمكن ان يكون هذا؟ ارجوك اخبرني من ماذا يتكون هذا التدنى واعطني مثلا. هؤلاء الذين هم من نفس الطبيعة والجوهر ، هم طبعا متساوون في كل الصفات التي تختص بهم فيما يتعلق بجوهرهم ، فالانسان مثلأ ليس ادنى من إنسان آخر من جهة البشرية التي هي مشتركة بينهما، وهكذا الملاك بالنسبة لملاك آخر،
فكيف إذن يكون إله حق أدنى من إله حق؟ تعالوا إذ شئتم ودعونا نرفع أنفسنا إر فحص لمتيازات الآب وذلك الصفات التي تختص به كإله، فالله الآب بالطبيعة. هو للحياة والنور والحكمة، ولكن الابن أيضا بالمثل هو كذلك كما شهد الكتب الالهية الموحى بها في مواضع كثيرة ، فهو النور والحياة والحكمة ، ولكن ان كان هو ادنى من الآب ؛ يكون مدبونا له بهذه الصفات ، وذلك ليس في صغة واحدة ، بل في كل الخصائص التي تختص بجوهره ، ولن يكون هو الحياة كاملة ولا النور كاملأ ولا الحكمة كاملة . وإن كان هذا صحيحا إذن يكون فيه شيء من الفساد وشئ ايضا من الظلام وأيضا شيء من الجهالة؟ ولكن من الذي سيوافقكم في تفكيركم هذا؟ لأنه إن كان هو ، مخلوقا ، إذن ، فكما قلت فلا يجب ان تقارنوه بالخالق ورب الكل . أنتم تخفضون رتبته إلى مستوى الخليقة ، بينما ترفعون إلى سمو لا يقارن تلك الطبيعة التي خلقت الكل والتي فوق الكل . ولكن ان كان حقا هو الرب الحق صادر من الرب الحق والأب ، فكيف تؤكدون أن الآب له إبن هو غير مساو له في الطبيعة ، وأن طبيعته هذه وحدها هي التي عانت من هذا التمييز السيئ ، بينما من المؤكد أنه بين كل الخلاق لا يوجد من يلاقى مثل هذا الحظ السئ ! فالإنسان يولد من الإنسان ، وكل الأوصاف للتي في جوهر أبيه توجد كلها في المولود ، وهكذا بالمثل بالنسبة لباقي الحيوانات ، تنظمها قوانين طبيعتها الخاصة . فكيف يكون إذن لطبيعة الرب الفائقة للكل أن تعانى ما لا تعانيه حتى نحن ، ولا اي من الخلائق الأخرى.
لذلك دع أولئك الذين يفكرون بازدراء عن عظمة مجد الابن ان يسمعوا ،
دع أولئك المخمورين أن يستفيقوا من خمرهم ، ليعبدوا معنا هذا الذي هو مساو في الجوهر مع أبيه ، والمكلل بتسابيح مساوية ، وتفوق مماثل بدون إختلاف : " لأن له تجثو كل ركبة  ممن فى السموات ومن على الأرض ومن تحت الأرض ، ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح رب لمجد الله ألآب " (فى 2: 10 و 11) آمين
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "  كُلُّ شَيْءٍ قَدْ دُفِعَ إِلَيَّ مِنْ أَبِي”. في الآية 21 يخاطب يسوع الآب، ولكن في الآية 22 يخاطب التلاميذ. هذاموضوع تكرر في العھد الجديد  عدة مرات (مت 11: 27)  كل شيء قد دفع الي من ابي وليس احد يعرف الابن الا الاب ولا احد يعرف الاب الا الابن ومن اراد الابن ان يعلن له (مت 28: 18) فتقدم يسوع وكلمهم قائلا: «دفع الي كل سلطان في السماء وعلى الارض (يو 3: 35) (يو 13: 3)  (أف : 1- 22) (كول 1: 16- 19) (كول 2: 10) (1 بط 3: 22) يسوع كان وكيل الآب في ( 1) الخلق، ( 2) الفداء، و( 3) الدينونة
(2) "ليس أَحَدٌ يَعْرِفُ مَنْ هو  الابْنُ إِلاَّ الآبُ، وَلاَ مَنْ هو  الآبُ إِلاَّ الابْنُ ”. ھ تأكيد لاهوتى على أن  يسوع يعلن الآب بشكل كامل ومكتمل لأنه لا يوجد وسيط بين الناس وألاب إلا الإبن الذى هو يسوع المسيح فلا يوجد نبى أو رسول يعرف الآب إلا كلمته الذى هو يسوع المسيح  الكلمة الذى هو عمق الآب هو خبر يعنى أعلن (يو 1: 14)  والكلمة صار جسدا وحل بيننا، وراينا مجده، مجدا كما لوحيد من الاب، مملوءا نعمة وحقا. (يو 14: 6- 9) (يو 10: : 25) (كول 1: 15) (عب 1: 3)
(3) " وَمَنْ أَرَادَ الابْنُ أَنْ يُعْلِنَ لَه ”. تُظھر ھذه كيف أن الروح القدس والابن يعلنان الآب. البشر لا “
.(2 :17 ؛65 ،44 : يفھمون إلى أن تستيقظ قلوبھم وأذھانھم بعامل إلھي (يو 6 : 44، 65) (يو 17: 2)
Hard Sayings of هذه الآية 20 تبدو مشابھة جداً لإنجيل يوحنا وهذا يعتبر دليل على أن يوحنا دون حقاً كلمات يسوع. المدونة في الأناجيل الإزائية (متى ومرقس ولوقا) وقد دون يوحنا المحادثات الخاصة الانفرادية (الآية 23 )، بينما الأناجيل الإزائية تدون التعليم العلني العام (الأمثال).
تفسير (لوقا 10: 23) 23 والتفت الى تلاميذه على انفراد وقال طوبى للعيون التي تنظر ما تنظرونه  لاني اقول لكم ان انبياء كثيرين وملوكا ارادوا ان ينظروا ما انتم تنظرون ولم ينظروا وان يسمعوا ما انتم تسمعون ولم يسمعوا"
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وما من شك فى ان هذا إمتياز عظيم اسبغه مخلصنا على تلاميذه ورسله ونعمة فائقة خصهم بها ، فوق لإمتيازهم والنعمة التى نالوها إذ أبصروا بعيونهم إبن الرب الذى طالما إشتهى أن يراه كل أنبياء ومبوك العهد القديم ، وسمعوا بآذانهم تعاليمه التى طالما إشتهى أولئك ألنبياء والملوك أن يسمعوها ، فلم يكونوا يرون من خلال النبوءات إلا قبسا من نوره يأتيهم من أبعاد سحيقة كما يرى الإنسان وهو على الأرض نورا نجم شاسع البعد فى اقصى أرجاء السماء ، ولم يكونوا يسمعون من خلال تلك النبوءات إلا أصداء شديدة الخفوت من صوته الإلهى وتعاليمه السماوية تأتيهم كإشارات غامضة ورموز مبهمة ، وأما التلاميذ والرسل فقد سعدوا برؤيته هو ذاته بأعينهم ، وسعدوا بسماع صوته هو ذاته يآذانهم ، ومن ثم قال لهم   " طوبى للعيون التي تنظر ما تنظرونه    " "
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 67
ان المظاهر التي يقدمها العالم (ممثلة في المسارح والمباريات) تؤدى بالناس غالبا إلى رؤية أشياء غير نافعة أو بالحري تسبب لهم ضررا كبيرا . والمترددين على هذه الأمكنة إما يسلمون أنفسهم للاعجاب بالراقصين ، وإذ يستسلمون لما يتبع ذلك من استرخاء كسول فإنهم يذوبون في عواطف مخنثة ، أو أنهم يمجدون الخطباء ذوى المشاعر الفاترة ، أو يلذذون أنفسهم بأصوات واهتزازات المزمار والقيثار . ولكن كل هذه الأشياء باطلة وغير نافعة ، وتستطيع أن نذهب بعقل الإنسان بعيدا عن كل صلاح . أما نحن الذين نسلك طريق الحياة الفاضلة والغيورون في الأعمال المستقيمة ، فإن المسيح يجمعنا في كنائسه المقدسة ، لكي إذ نبهج أنفسنا بالتسبيح له ، فإننا نصير سعداء بكلماته المقدسة وتعاليمه التي تقودنا إلى الحياة الأبدية.
دعنا لذلك نرى هنا أيضا أية عطايا تفضل وأنعم بها علينا نحن الذين قد دعينا بالإيمان به إلى معرفة مجده. يقول الإنجيل " وإلتفت إلى تلاميذه وهم على إنفراد وقال لهم طوبى للعيون التى تنظر ما تنظرونه " ٠ والآن فرب معترض يقول: " لماذا لم يخاطب كل المجتمعين هناك بكلماته التي تصف هذه البركات؟ وما الذي جعله يلتفت إلى تلاميذه وهم على انفراد ويقول لهم طوبى للعيون التي تنظر ما تثظرونه؟اا. ماذا إذن تكون إجابتنا؟ إنه ليس من اللائق أن نوصل الأمور التى لها طبيعة سرية لكل من يصادفنا ، ولكن للأصدقاء الحميمن فقط ، فأولئك هم أصدقاؤه الذين حسبهم مستحقين للتلمذة له ، الذين اسشارت عيون قلوبهم ، وصارت آذانهم مستعدة للطاعة . فإنه قال في إحدى المرات للرسل القديسين: لا أعود أسميكم عبيد بل احياء، لأن العبد لا يعلم ما يعمل سبده، ولكئي دعوتكم!حباء لأئي!علمتكم بكل ما سمعته من ابي (يو 15: 15). بلا شك كان هناك كثيرون مجتمعون وواقفون فى حضرته إلى جوار أتباعه المختارين ، ولكنهم لم يكونوا جميعهم مؤمنين ، فكيف يمكنه أن يتكلم بالحق للجميع وبلا تمييز قائلا : طوبى للعيون التى تنظر ما تنظرونه ، وطوبى للذين بسمعون ما تسمعونه ؟اا لذلك فهناك سبب مناسب أن يلتفت إلى تلاميذه ، أي أنه حول وجهه عن هؤلاء الذين لن ينظروا ولن يسمعوا ، بل هم غير مطيعين ، وعقلهم مظلم ، لذلك أعطى نفسه كلية لمن أحبوه ، ونظر إليهم وقال: " طوبى للعيون التى تنظر ما تنظرونه " ، أي بالحري التي تتفرس في الأشياء التي يجب رؤيتها اولآ قبل كل الأشياء الأخرى.
أما عن التعبير المستحدم هنا ، فهو مستمد من عادات الناس الشائعة ، وفى مثل هذه العبارات لا تشير الرؤية إلى عمل عيوننا الجسدية ، ولكن بالحري إلى التمتع بالأمور التي يمنحها المسيح لخائفي الرب . كما يقول أحدهم مثلا : " هؤلاء وأولئك رأوا اوقاتا سعيدة" . بدلأ من أن يقول " استمتعوا بأوقات سعيدة "٠ وبنفس الطريقة يمكنك ان نفهم المكتوب في المزمور الموجه إلى الذين يثبتون . افكارهم في الأشياء التي فوق: " وتبصر خيرات أورشليم " (مز128: 5) بدلأ من وتشترك في سعادة أورشليم ، أي الأشياء التي فوق في السماء ، التي يدعوها الحكيم بولس " أم جميع القديسين "(غل٤: ٢٦). وأي شك يمكن أن يكون في أن أولئك الذين نظروا المعجزات الإلهية التي صنعها المسيح ، والأعمال العجيية التي فعلها لم يكونوا مغبوطين في كل الأحوال ، فجميع اليهود رأوا المسيح يعمل بجلال إلهي ، ومع ذلك فليس من الصواب أن نحسبهم جميتا مغبوطين ، لأنهم لم يؤمنوا ولا رأوا مجده بعيون العقل . إنهم بالحق مذنبين بالأكثر ولا يليق أن يعتبروا مطوبين ، لأنهم رغم رؤيتهم ليسوع وهو مملوء بالمجد بواسطة الأعمال الفائقة الوصف التي عملها ، إلأ أنهم لم يؤمنوا به.
ولكن تعالوا نسأل، ماذا رأت أعيننا؟ ولماذا نالت التطويب؟ ولأي سبب وصلت إلى هذه البركة؟ إنها رأت أن الرب الكلمة، الذي كان في صورة الرب الآب قد صار جسدا لأجلنا، إنها أبصرت ذلك الذي هو شريك عرش الآب ، ساكئا فيما بيننا ، وفى شكلنا، لكي بالتبرير والتقديس يشكلنا على شبهه ، ويطبع علينا جمال ألوهيته بطريقة عقلية وروحية. وعن هذا يشهد بولس ويكتب : مكما ألبسنا صورة الترابى هكذا نلبس صورة السمائى (١كو١٠؛ ٤٩)، والرسول يقصد بصورة الترابي آدم الذي خلق أولأ، ويقصد بالسماوي للكلمة الذي هو من فوق ، الذي أشرق من جوهر الله الآب ، ولكنه صار - كما قلت - مثلنا. فالذي هو بالطبيعة ابن ، أخذ شكل العبد ، ولكنه لم يأخذ حالتنا لكي يستمر في وضع العبودية ، بل لكي يغنينا نحن الذين ربطنا بنير العبودية ؛ لأن كل ما هو مخلوق هو بالطبيعة عبد ولكي يغتينا بما له٠ لأننا به ومعه قد نلنا اسم البنين، إذ قد صرنا مكرمين بسخائه ونعمته. وهو الذي كان غنيا شاركنا فقرنا ليرفع طبيعة الإنسان إلى غناه ، وذاق الموت على خشبة الصليب ليرفع من الوسط الاثم الذي ارتكب بسبب شجرة (المعرفة)، وليمحو الذنب الذي نتج عن ذلك، ولينزع من الموت طغيانه علينا. لقد رأينا الشيطان يسقط، رأينا ذلك القاسي ينكسر ، ذلك المتكثر يوضع، رأينا ذلك الذي جعل العالم يخضع لنير ملكه، يجرد من تسلطه علينا ، وجعل المزدرى والمحير والذي كان يعبد يوما يصير هو مزدرى ومحذرا، والذي جعل نفسه إلها تطأه أقدام القديسين ، والذي تمرد على مجد المسيح صار مدوسا بواسطة الذين يحيون المسيح: لأنهم أخذوا سلطانا لينتهروا الأرواح الشريرة ويخرجوها " وهذه القوة هي كرامة عظيمة وعالية جدا بالنسبة للطبيعة البشرية، فها لائقة فقط بالإله العلي.
والكلمة الذي ظهر في شكل بشري كان هو أول من وضع لنا المثال، لأنه هو أيضا انتهر الأرواح الشريرة. أما اليهود الأشقياء، فإنهم تقيأوا ضد افتراءات حسدهم قهين ٠٠ *هذا الانسان لا يخرج الشيطان إلا ببعلزبول رئيس الشياطين *(مت 12: 24) ولكن الرب فند هذه الكلمات الشريرة بقوله: " إن كنت ببعلزبول أخرج الشياطين فأبناؤكم بمن يخرجون ؟ ) ولكن ان كنت بروح الله اخرج الشياطين فقد أقبل علبكم ٤ملكوت الله " فإن كنت — يقول الرب — اا وأنا إنسان مظكم أمارس القوة الإلهية، فقد أقبلت عليكم البركة العظيمة لأن الطبيعة البشرية قد تمجدت في لأئي وطأت الشييطان ٠ إذن فقد أقبل علينا ملكوت الله، بواسطة الكلمة الذي صار مثلنا والذي مارس في الجسد الأعمال اللائقة بالرب .
وأعطى الرجل القبديسين أيضا قوة وسلطانا على إقامة الأموات وتطهير البرص وشفاء المرضى ، وكذلك أن يستدعوا الروح القدس من السماء على من يربحون بوضع الأيدي . كما أعطاهم سلطانا أن يحلوا ويربطوا خطايا الناس ، كما قال: " لأنى /قول لكم ما ربطموه على الأرض يكرن مربوطا في السماء وما حللتموه على الأرض كون محلولا في السماء (مت١٨:١٨). هذه هي الأشياء التي نرى أنفسنا الآن نملكها ، فطوبى لأعيننا وأعين جميع من يحبونه. إننا سمعنا تعليمه الذي لا ينطق به، فأعطانا معرفة الآب، وأرانا اياه في طبيعته الخاصة ، والأشياء التي كانت بواسطة موسى لم تكن سوى مثالا ورمزا ، أما المسيح فقد أعلن لنا الحق ... وعلمنا أنه ليس بالدم والدخان ، بل بالذبائح الروحية ، يجب أن نكرم . ذلك الذي هو غير جسدي وغير مادي وهو فوق كل إدراك . اى أنبياء قبدسهن كثيرين اشتهوا أن يروا هذ. الأشياء، وملوكا كثيرين أيضا اسمعهم مرة يقولون : أرنى يارب رحمتك وأعطنى خلاصك " (مز 85: 7) لأنهم يدعون الابن "رحمة وخلاصا" وفى وقت آخر أيضا : " أذكرنى برضا شعبك وتعهدنى بخلاصك ، لنرى سعادة مختاريك ، ونفرح بفرح شعبك.(مز 105: 4 س) من هو الشعب المختار في المسيح بواسطة الله الأب ؟ يقول لنا بطرس الحكيم ، وهو يتكلم إلى الذين تشرفوا بالأيمان : " أما أنتم فجنس مختار ، وكهنوت ملوكى ، أمة مقدسة، شعب اقتناء، لكي تخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة إلى نوره العجيب. (1 بط 2: 1)  ونحن إنما قد دعينا إلى هذا بواسطة المسيح، الذي به ومعه لله الأب التسبيح والسلطان مع الروح القدس إلى دهر الدهور آمين.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) “وَالْتَفَتَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ عَلَى انْفِرَادٍ وَقَالَ ”. تشير هذهإلى الآية  حضور “الجموع"، أو على الأقل السبعين. لا تخبرنا الأناجيل فى بعض الأحيان إلى من كان يسوع يوجّه كلماته. ولكن قد تكون كلمة تلميذ هنا هم أألأثنى عشر ولكن السؤال هو هل ينطبق ما قاله يسوع لتلاميذه على يوسف الرامى فقد دعى أيضا تلميذا فقد كان رجلاً بارًا وعادلاً، فإذ كان عضوًا في مجلس السنهدرين لم ... قال عنه يوحنا الرسول : وهو تلميذ يسوع و لكن خفيه لسبب الخوف من اليهود (يو 19 : 38 )
(2) "طُوبَى”. لقد أعلن يسوع عن حقائق كثيرة لتلاميذة بعضا منها كان مخفيا عنهم مثل أنه أعلن لهم عدة مرات عن موته وقيامته ولم يفهموا ما كان يقوله إلا بعد أن حدث فعلا وقد إختار يسوع أن يعلم تلاميذه اسرار ملكوت الله أنهم لم يروا ويسمعوا عن هذا الملكوت فقط بل عاشوه أيضا فى هذا قال يوحنا (1 يو 1: 1): اَلَّذِي كَانَ مِنَ الْبَدْءِ، الَّذِي سَمِعْنَاهُ، الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا، الَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا، مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ الْحَيَاةِ."  لقد أورد أنبياء العهد القديم نبوءات عن يسوع  ولكن ما من نبي في العھد القديم كان يمكنه أن يفھم بشكل كامل مخطط لله ومكافأته لمن يؤمن بالملكوت (عب 1: 1)  الله، بعد ما كلم الآباء بالأنبياء قديما، بأنواع وطرق كثيرة.  2 كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه، "(1 بط 1: 10- 11)  وأمور الملكوت واسراره صار التلاميذ يفهمون بالممارسة العملية والإنغماس فى خدمة التبشير (أع 2: 23) (أع 3: 18) (أع 4: 28) (أع 13: 29) (كول 1: 26- 27) (عب 1: 2- 3)
تفسير (لوقا 10: 24) 24 لاني اقول لكم ان انبياء كثيرين وملوكا ارادوا ان ينظروا ما انتم تنظرون ولم ينظروا وان يسمعوا ما انتم تسمعون ولم يسمعوا
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس (1) " إِنَّ أَنْبِيَاءَ كَثيرِينَ وَمُلُوكًا أَرَادُوا أَنْ يَنْظُرُوا مَا أَنْتُمْ تَنْظُرُونَ وَلَمْ يَنْظُرُوا”. وردت فى (متى 13: 16- 17)  “أنبياء وأبراراً” (وأشارت الآية إلى ملوك أأتقياء اشتاقوا أن يروا ما يرونه التلاميذ هؤلاء الملوك مثل :  داود، وحزقيا، ويُوشِيَّا.
وهنا يجب ان نتوقف عند كلمات هذه ألايات التى قالها يسوع والتى تعنى أن اتللاميذ وكذلك الذى آمنوا بالمسيحة أن المؤمنين في العھد الجديد يعرفون عن مخطط لله الأبدي ومقاصده أكثر من أي شخص في العھد القديم (آدم، نوح، إبراھيم، يعقوب، موسى، أشعياء، الخ.). وھنا يأتي السؤال: “ما الذي سنصنعه بھذه المعرفة؟” (لو 12: 47- 48)   واما ذلك العبد الذي يعلم ارادة سيده ولا يستعد ولا يفعل بحسب ارادته فيضرب كثيرا. 48 ولكن الذي لا يعلم ويفعل ما يستحق ضربات يضرب قليلا. فكل من اعطي كثيرا يطلب منه كثير ومن يودعونه كثيرا يطالبونه باكثر.

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 10

  3. ماذا يعمل الإنسان ليرث الحياة الأبدية؟

مثَل السامري الصالح (لوقا 10: 25-37)
تفسير (لوقا 10: 25) 25 واذا ناموسي قام يجربه قائلا يا معلم ماذا اعمل لارث الحياة الابدية.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
  "وإذا واحد من الناموسيين وهم علماء الناموس أىالشريعة اليهودية ، قام ليحرج مخلصنا ، لأن الناموسيين والكتبة والفريسيين ، وكل معلمى الدين اليهودى كانوا يناصبون مخلصنا العداء ، غيرة منه وحسدا له وحقدا عليه ، لأنه كان يندد بشرورهم ، ويهدد ما كان لهم من مكانة عظيمة فى المجتمع اليهودى إذ إستاثر بحب الشعب له وإلتفافهم حوله وإجلالهم إياه ، ومن ثم كانوا يحاربونه ، ويراقبونه ليمسكوا عليه تهمة يتهمونه بها ليهلكوه وكانوا دائما ينصبون له الفخاخ ، مستخدمين فى ذلك ما يعرفونه من خفايا شريعتهم وحباياها ، متظاهرين بأنهم يسألونه فى مسائل تلك الشريعة ، ومعضلاتها ليستفيدوا من إجابته ويستنيروا برأيه وحكته فى حين انهم كانوا فى الحقيقة يتصيدون من إجابته ما يعتبرونه مخالفا تستوجب الحكم عليه بالموت ، ومن ثم سأله ذلك الناموسى قائلا : "  ماذا اعمل لارث الحياة الابدية"
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 69
ييا أحبائى، إن النفاق والرياء في أعمالنا وسلوكنا هو وباء دنئ جدا ، فيتظاهر الإنسان بحلاوة الكلام ، وبلسان دهن ، وبمعسول الخداع ، ببنما القلب مملوء بمرارة شنيعة . عن مثل هذا نقول بكلمات أحد الأنبياء القبيسين : لسانهم كسهم قاتل يتفوه بالكذب ، وبفمة يخاطب جاره بسلام ، وفى قلبه عداوة له " (إر9: 8 سبعينية) وأيضا : "كلماته ألين من الزيت" (مز 54: 21 سبعينية) ومعنى هذا أن لها قوة السهام التي تطلق بعنف وتصوب من الأقواس. وبرهان كلامي هذا ، في متناول اليد . فدعونا نفحص كلمات الناموسي وننزع عنه شكله المستعار ونعرى خططه ، ونرى كلماته التي تبدو حلوة  ولكنها تنبع من خداع ، وما تخفيه من مكر . وإذ يقول : وإذا ناموسى قام يجربه قائلا يا معلم ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟" إن الإنجيلي المبارك يقصد بهذا الناموسي — حسب عادة اليهود - أنه عارف بالناموس ، أو على ؛ الأقل له شهرة أنه يعرفه ، مع أنه في الحقيقة هو لا يعرفه . إنه شعور انه قادر على اصطياد المسيح ، وسأخبركم كيف أن بعض الذين .اعتادوا أن يتكلموا بطريقة عشوائية ، كانوا يتجولون في كل مكان ، في اليهودية وأورشليم نفسها وهم يتهمون المسيح قائلين إنه يعلم بأن وصية موسى هي غير نافعة ، وأنه رفض أن يراعي الناموس الذي أعطى منذ القديم للاباء ، كما أنه يدخل تعاليم جديدة ، ويكلم كل الذين يتقون الرب بأمور من فكره الخاص ، ولا تتفق مع الناموس الذي أعطى منذ القديم . ولكن حتى في ذلك الوقت كان هناك مؤمنون يقاومون كلام أولئك الناس ويتقبلون أخبار الإنجيل الخلاصية . أما الناموسي إذ كان يرغب ويتوقع أنه يستطيع أن يصطاد المسيح بكلمة ، بأن يجعله يقول شيئا مخالئا لموسى ، أو أن تعليمه أفضل كثيرا من وصايا موسى ، لذلك اقترب من المسيح ليجربه قائلا ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟.
إن من يعي جيدا سر التجسد سيقول لهذا الناموسي : حسنا ، إذا كنت حاذقا في الناموس وفى معرفة معنى تعليمه الخفي ، لما جهلت من هو هذا الذي تجرؤ أن تجربه ، إنك تظن أنه مجرد إنسان فقط وليس إلها ظهر في شكل إنسان ، وهو الذي يعرف الخطايا ، ويمكنه أن يرى ما في قلوب الذين يقتربون منه . إن عمانوئيل قد رسم لك بطرق مختلفة من خير الظلال الموسوية ٠ لقد رأيته هناك كحمل يذبح ولكنه يقهر المهلك يبيد الموت بدمه . إنك رأيته أثناء إعداد التابوت الذي أودعت فيه الشريعة المقدسة ، لأن التابوت يشير إلى جسده المقدس، إذ هو كلمة الأب الابن المولود منه بالطبيعة - لقد رأيته ككرسي الرحمة في الخيمة المقدسة والذي حوله وقف الشاروبيم ، لأنه هو كرسي رحمة لغفران خطايانا ، بل وحتى كإنسان فإن السيرافيم الذين هم القوات العقلية والمقدسة تمجده ، لأنهم قائمون حول عرشه الإلهي . إنك رأيته كالمنارة ذات السرج السبعة في قدس الأقداس ، لأنه المخلص يفيض نوره بوفرة لمن يسرعون إلى المسكن الداخلي . إنك رأيته كالخبز الموضوع على المائدة ، لأنه هو الخبز الحي الذي نزل من السماء المعطى حياة للعالم (يو6: 52) . إنك رأيته كالحية النحاسية التي رفعت عالية كعلامة ، ومن ينظر إليها كان يشفى من لدغات الحيات ٠ إنه كان مثلنا في الهيئة التي تبدو كما لو كانت خاطئة إذ أخذ شبهنا ، إنه بالطبيعة صالح وسيبقى على ما كان عليه . فالحية هي مثال الشر ، ولكنه برفعه واحتماله الصليب لأجلنا ، فإنه ابطل لدغات الحيات العقلية، التي هي ليست إلآ الشيطان والقوات الشريرة التي تحت إمرته.
ورغم أن الناموسي كان متشحا بسمعة كونه عالم في الناموس ولكنه جاهل تماما بذلك الذي تشير إليه ظلال الناموس رغم انه قد أعلن منذ القديم بكلماته الأنبياء القدديسين٠ فلو انه لم يفرق في اعماق الجهل التام ، فكيف يقترب إلى المسيح كمجدد إنسان؟ وكيف تجرا على ان يجرب الرب الذي يفحص القلوب والكلى والذي ليس شيء مما فينا خفي عليه؟ إذ قل للمخلص ٠٠ يا معلم ماذا اعمل لأرث الحياة الأبدية . هل تدعوه "معلم" وانت لم تخضع للتعليم؟ اتتظاهر بتكريم من تريد أن تصطاده ، وتضع حلاوة الكلام كطعم في شصك٠
ماذا تريد ان تعلم ؟ إنه يسأل : ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية " لاحظوا ثانية - اتوسل إليكم ٠ الخبث الذي في كلمات الناموسي . فقد كان يمكنه ان يقول: ٠٠ ماذا اعمل كي اخلص ، او كيف أرضي الرب وانال ثوابه ؟ لكنه ترك .هذه العبارات ويستخدم نفس تعبيرات المخلص ليرمى بالسخرية على رأس (المسيح)، الذي اعتاد ان يتكلم باستمرار عن الحياة الأبدية لكل الذين كانوا يقتربون منه. أما الناموسي المنكر، فانه استخدم نفس التعبيرات ليسخر منه، كما قلت لكم.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) “نَامُوسِيٌّ ”. تشير ھذه الكلمة إلى الكتبة (مر 12: 28) ووردت فى متى على أنه الفريسي (مت 22: 34- 35) اما الفريسيون فلما سمعوا انه ابكم الصدوقيين اجتمعوا معا وساله واحد منهم وهو ناموسي ليجربه " ناموسى هو كاتب الناموس ولأجزاء الأخرى من العهد القديم (ار 8: 8) وكان الكتبة لمعرفتهم بالناموس كانوا يطبقونه فأطلق عليهم ناموسيين وقد دعاهم العهد الجديد "غراماتيس" وبالاحرى "نوميكوي" المترجمة "ناموسيين" أيضًا "نومو ديدا سكالوي" أي "معلمي الشريعة " رباى / رابى " كان اللاويون يقومون بوظيفة الكتَّاب في عمل ترميم الهيكل (2 أخبار 34: 13) . وتطور الكتبة إلى عدة طوائف بعد أن اصبحت مهنة فإستطاع  الكتبة خلال فترة النفي أن يحلوا محل اللاويين كمفسرين للعھد القديم المكتوب والتقاليد الشفھية (التلمود) إلى أن وصلوا إلى حالتھم الحالية.
كان من الممكن أن يصبح الكاتب من الصدوقيين أو الفريسيين. ولكن كان معظمھم كانوا فريسيين في أيام يسوع.
(2) "قَامَ ”. هذه الكلمة تشير إلى  أنھم كانوا في جلسة تعليم  وأن يسوع كان يجلس  فى مكان عالى أو يقفف قام هذا الناموسى ليسأله فكان هذا هو نظام التعليم فى منطقة الشرق
(3) "يُجَرِّبُه ”. كان كثيرا من القادة الدينيين لليهود بناظرون يسوع ويقيسون معلوماته بما يعرفوه ويختبرونه تعاليمه وقوة حجته ومعلوماته الدينية ويقارنوها بما هو مكتوب فى العهد القديم وبتقاليدهم الشفهية فكان يفحمهم وكلمة يجربه أنه سمع عن أن يسوع لا يستطيع أحد أن يكسب جولة فى المناقشة معه فقام ليجربة حتى إن كسب يشيع أنه أعلى فى نعليمه منه لأن معلمى الناموس كانوا يكتسبون شهرة فى تعليمهم للناس فيأت فيرسل ألاباء أولادهم إليه ويكثر أجره وتمتلئ جيوبه بالمال يجربة تأتى بمعنى يضعه الناسخ/الكاتب؛ فى إختبار صعب إذا فليس الأمر هو موضوع مناقشة أو مناظرة  إنما تأتى هذه الكلمة في العھد الجديد بمعنى “يُجرّب بشكل يؤدي إلى التھلكة”.
(4) "مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟”.  سؤال يحتوى مضمونة على أن هذا الناموسى يريد أن يعمل عمل بشرى يحصل بمقتضاه على الحياة الأبدية هذا الرجل اليهودى هو رجل من العارفين بالنصوص الدينية ويلقبه اليهود بالمعلم هذا المعلم يسأل معلمنا يسوع بخبث ليوقعه فى الخطأ وهو مثل شائع لمعظم يهود القرن الأول الميلادى الذين يصفون البعوضة ويبتلعون الجمل  وها هو رجل آخر عمله رئيس مجمع يسأل نفس السؤال (لو 18: 8)  وساله رئيس: «ايها المعلم الصالح ماذا اعمل لارث الحياة الابدية؟»  إن قضية الإيمان والأعمال هى قضبية مثارة منذ القدم وها هو الرجل يسأل عنها يسوع ويسوع يرد عليه بأن يفعل أعمال كفريضة فرضها ناموس العهد القديم وهذه تعد من الفضائل البشرية التى يقدمها البشر ليستحقوا أن يرثوا الحياة الأبدية لحفظ الناموس الموسوى (لا 18: 5)  فتحفظون فرائضي واحكامي التي اذا فعلها الانسان يحيا بها.انا الرب (تث 27: 26) ملعون من لا يقيم كلمات هذا الناموس ليعمل بها.ويقول جميع الشعب امين (غل 3: 1- 14)  لان جميع الذين هم من اعمال الناموس هم تحت لعنة، لانه مكتوب: «ملعون كل من لا يثبت في جميع ما هو مكتوب في كتاب الناموس ليعمل به». 11 ولكن ان ليس احد يتبرر بالناموس عند الله فظاهر، لان «البار بالايمان يحيا». 12 ولكن الناموس ليس من الايمان، بل «الانسان الذي يفعلها سيحيا بها». 13 المسيح افتدانا من لعنة الناموس، اذ صار لعنة لاجلنا، لانه مكتوب: «ملعون كل من علق على خشبة». 14 لتصير بركة ابراهيم للامم في المسيح يسوع، لننال بالايمان موعد الروح.
لوقا، وإذ يكتب إلى اليونانيين، يسأل عن الخلاص بدلاً من أعظم الوصايا في الناموس ليھودي بما أن جميع البشر خطاة  فإنھم لا يستطيعون أن يخلصوا بأعمالھم. (رو3: 9- 18- 23)  وھنا تأتي حاسمة أساسية عطية لله في موت وقيامة المسيح (رو 5: 6- 11) (رو 6: 23) (أف 2: 8- 19)
 يسوع لا يقول هنا “آمن بي"، ولكنه يصف كيف سيتصرف الشخص الذي آمن (مت 25: 31- 46)   كان اليھود يظنون أنھم أبرار أمام لله بسبب نسبھم (لأنھم من نسل  إبراهيم) وإطاعتهم للناموس الموسوي وتفسيره في التقليد الشفھي. يحاول يسوع أن يظهر تفكير هذاالرجل بتسليط الضوء على “المحبة"، الأمر غير المتوقع، المحبة الكبيرة.
(5) " الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّة ”. “الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّة ” هى وصف يستخدمه غالباً يوحنا ليصف الحياة في الدهر ألآتى ، نوع الحياة مع لله. ھذا السؤال يُظھهر أن هذا الرجل كان فريسياً وليس من طائغة الصدوقيين الذين كانوا ينكرون القيامة.لقد كان يفسر ھذه العبارة بما تعلمه وبفهمه وفكره طبقا لطائفته ، فإن الحياة الأبدية كانت استمراراً للنظام الحال.
كان ھذا الرجل مفسّراً كتابياً متدرّباً متمرّساً، ولذلك سأله يسوع عن فھمه الشخصي لھذا السؤال. حتى يبرهن يسوع على صحة تفسيره. كان هناك أمران مھمان هما:
أ) يحتاج جميع المؤمنين لأن يكونوا قادرين على توثيق ما يؤمنون به من خلال الكتاب المقدس، وليس من ثقافتھم أو تقاليدھم أو التلقين الطائفي الذي تلقوه. ھذا الرجل كان يعرف كتابه المقدس. ب)  رغم أنه كان باراً من ناحية الحق اللاھوتي، إلا أنه كان يفوته الأمر الأكثر أھمية - الخلاص بالإيمان بالمسيح أى لا حياة أبدية لمن آمن ولم يعمل بهذا ألإيمان وكذلك لمن يعمل ولم يؤمن بيسوع المسيح ربا وإلها
تفسير (لوقا 10: 26) 26 فقال له ما هو مكتوب في الناموس.كيف تقرا.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وكان مخلصنا يعلم ما ينطوى عليه هذا السؤال من مكر وا يهدف إليه من غدر ومن إيقاع به فى حبائل الشريعة اليهودية كما كان معلمى اليهود يفهمونها ويفسرونها ، فكانت إجابته عنه مأخوذة من شريعتهم ذاتها ، إذ سأل بدوره ذلك الناموسى قائلا : " ما هو مكتوب في الناموس.كيف تقرا فيها "
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 69
لو كنت حقا ترغب في التعليم ، لكنت سمعت منه الكلمات التى تؤدى لى الحياة الأبدية، ولكن لأنك تجربه بخبث ، فلن تسمع منه غير الوصايا التي أعطيت منذ القديم بموسى، [ والتي هي بالتأكيد ليست أجرا للحياة الأبدية بل للحياة الحاضرة ] ان شئتم وسمعتم تأكلون خير الأرض ، وان أبيتم وتمردتم تؤكلون بالسيف (إش ١ : ٩ ١—٠ ٢) لأنه يقول له : ما هو مكتوب فى الناموس ؟ كيف تقرأ ؟ "
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) “مَا هو مَكْتُوبٌ فِي النَّامُوسِ ”. يشير هنا إلى الناموس الموسوي (تكوين- تثنية). كان كل يھودي في الأراضى المقدسة في القرن الأول يذھب إلى مدرسة المجمع وھو طفل حتى سن 13 سنة . وتلقى ھذا الرجل تعليما إضافياً في العھد القديم. لقد كان يعرف العھد القديم جيداً، وخاصة كتابات موسى. يسبر يسوع معرفته بينما يحاول ھو أن يجرّب يسوع
تفسير (لوقا 10: 27)  27 فاجاب وقال تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك وقريبك مثل نفسك.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
"  فأجاب الناموسى قائلا : "   تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك وقريبك مثل نفسك.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) " فَأَجَابَ وَقَالَ: تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهكَ ” وردت هذه ألاية فى (تث 6: 4- 5)  اسمع يا اسرائيل.الرب الهنا رب واحد. 5 فتحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك. " التي تُدعى Shema ، (أسمع لكى تفعل) ربما كان هذا الناموسى يشير إلى تميمته التى يديه أو على رأسه التى تحوى هذه ألاية (تث 6: 8) "واربطها علامة على يدك ولتكن عصائب بين عينيك " وهذا يعنى أن هذا الرجل كان ينفذ ما قاله يهوه فى العهد القديم بدقة متناهية
التيفيلين:
كلمة آرامية تعنى ربط، والتيفيلين عبارة عن صندوقين صغيرين من الجلد الأسود يثبتهما اليهودي البالغ بشرائط من الجلد على ذراعه الأيسر مقابل القلب، وعلى جبهته مقابل المخ، وذلك أثناء الصلوات الصباحية كل يوم، فيما عدا أيام السبت والأعياد.
ويحتوى كل من الصندوقين على فقرات من التوراة من بينها "الشماع" أو شهادة التوحيد عند اليهود، ويكون ارتداء التيفيلين عادة بعد ارتداء الطاليت فتوضع " تفيلاه الذراع" أولاً ثم " تفيلاه الرأس"، وتتلى الصلوات أثناء وضعهما، وقد اعتمد الفقه اليهودي في فرضه لهذين التيفيلين على فهم حرفي ظاهري للآية التي تقول عن كلمات الله "واربطهما علامة على يدك ولتكن عصائب بين عينيك" (سفر التثنية).
ويعطى اليهود أهمية كبرى للتيفيلين فيعتبرونها عاصما من الخطأ ومحصنا ضد الخطايا أما إذا حدث ووقع التيفيلين على الأرض فينبغي على الشخص أن يصوم يوماً كاملاً، وقد تم العثور على تفيلين في مغارات البحر الميت حيث عثر على مخطوطات العهد القديم وبعض المخطوطات الأخرى وترجع لزمن "بركوخبا" فى الثورة الثانية لليهود .
(2)  " وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ ”.  كان هذا الناموسى المتدين يجاوب يسوع من التوراة وهذه العبارى التى قالها رددها عن (لا 19: 18)  لا تنتقم ولا تحقد على ابناء شعبك بل تحب قريبك كنفسك.انا الرب. " (في السبعينية.) وواضح من ألآيات التى أقتبسها هذا الناموسى من العهد القديم  - لقد ربط الوحى الإلهى بين حب الإله وحب القريب على أساس أنه شعب الله االذى أختاره الذى يجئ منه يسوع مخلص العالم وفادى البشرية وقد اخ يسوع الوصية وكملها أى أعطاها صفة الكمال وبدلا من أن نحب القريب ذهب إلى ابعد من ذلك فقال " أحبوا أعدائكم باركوا لا عنيكم"  وهنا يوجد عملين متوازيين وهما محبة الرب ومحبة الناس وبصورة أخرى أنه نوع من التطبيق العملي والأخلاقي لمحبة الرب . يستحيل على الإنسان أن يحب لله ويكره أولئك الذين خُلقوا على صورته ومثاله (1يو 2: 9- 11) "من قال انه في النور وهو يبغض اخاه فهو الى الان في الظلمة. 10 من يحب اخاه يثبت في النور وليس فيه عثرة. 11 واما من يبغض اخاه فهو في الظلمة وفي الظلمة يسلك ولا يعلم اين يمضي لان الظلمة اعمت عينيه " (1يو 3: 15)  "كل من يبغض اخاه فهو قاتل نفس.وانتم تعلمون ان كل قاتل نفس ليس له حياة ابدية ثابتة فيه. " (1يو 4: 20)  "ان قال احد اني احب الله وابغض اخاه فهو كاذب.لان من لا يحب اخاه الذي ابصره كيف يقدر ان يحب الله الذي لم يبصره " ضرورة محبتنا ليهوه تنعكس على محبتنا للآخرين يستحيل أن تحب قريبك (أي أخيك في العهد أو أخوك الخارج من رحم المعمودية بالفكر الأرثوذكسى ) كنفسك إن كنت لا تحب نفسك. ھوقد أعطانا يهوه مثالا لهذه المحبة لأنه هكذا أحب ألاب العالم حتى بذل أبنه الوحيد لقد تحنن الرب على خليقته المصنوعين على صورته وأرسل كلمته وبذل دمه فداءا عنا آخذا صورة عبد (تك 1: 26 ، 27)وقال الله نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا.فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم وعلى كل الارض وعلى جميع الدبابات التي تدب على الارض. فخلق الله الانسان على صورته.على صورة الله خلقه.ذكرا وانثى خلقهم. وباركهم الله وقال لهم اثمروا واكثروا واملاوا الارض واخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الارض "  يجب أن نبتهج بما أعطيناه ونقبل تشكيلنا الجسدي، والفكري، والنفسي (مز 139) ويجب ألا ننسى أن يسوع أخذ جسدا مثل جسدا وكان يتعب وينام وغيره من الإحتياجات البشرية والفكرية ولكنه لم يخطئ فهذا مثلنا ومثالنا فى الحياة
تفسير (لوقا 10: 28) 28 فقال له بالصواب اجبت.افعل هذا فتحيا.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
" فقال له بالصواب اجبت " افعل هذا فتحيا." وقد افحمه مخلصنا بتلك الإجابة التى لم يستطع أن يجد فيها أى تهمة يوجهها إليه
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 69
وبعدما كرر الناموسي ما هو مشرع في الناموس ، فإن المسيح العالم بكل شيء - ليعاقبه على شره وليوبخه على قصده الخبيث — قال له : "فقال له بالصواب اجبت.افعل هذا فتحيا."
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) “اِفْعَلْ هذا”. نحويا فعل أمر حاضر مبني للمعلوم. هذا أمر لهذا الناسخ/ الكاتب أن يفعل ما أمره به العهد الجديد ويحفظة عن ظهر قلب وررده أمام يسوع كثيرون منا يتذكرون الوصايا ولا ينفذوها إن هذا ألأمر لهذا الرجل يعنى أمرين أنه لا يحب الرب من كل قلبه والأمر الثانى أنه شيئ ما بينه وبين أقاربه ولم يتصرف بناء على ما قاله بفھمه لحق لله : (2) "فَتَحْيَا”. وهذا معناه أن هذا الرجل الناسخ والكاتب لآيات العهد القديم والسائل عن دخول الحياة الأبدية بدون محبة الرب يهوه ومحبة القريب لم ينفذ الناموس الذى يحفظة ولهذا لن يحيا الحياة الأبدية وهذا يؤكد لنا أهمية العمل بتنفيذ وصايا الرب وتعاليمه التى أمرنا بها فى الكتب المقدسة (حز 20: 11)  "واعطيتهم فرائضي وعرفتهم احكامي التي ان عملها انسان يحيا بها. " هل وقعت على هذا الرجل لعنة الناموس؟ (غل 3: 6- 14) "لان جميع الذين هم من اعمال الناموس هم تحت لعنة، لانه مكتوب: «ملعون كل من لا يثبت في جميع ما هو مكتوب في كتاب الناموس ليعمل به». لأن هذا الرجل لم ينفذ الناموس فكان نصيبه الموت لأنه بمحبته للقريب تظهر فيه محبة الإله فظهرت خطيته فإستحق الموت وفقد الحباة الأبدية (رو 3: 20- 21)  "لانه باعمال الناموس كل ذي جسد لا يتبرر امامه. لان بالناموس معرفة الخطية. واما الان فقد ظهر بر الله بدون الناموس، مشهودا له من الناموس والانبياء "  وكان على الرب أن يصنع عهدا جديدا ليكون بدلا من العهد القديم (إر 31: 31- 34)  "ها ايام تاتي يقول الرب واقطع مع بيت اسرائيل ومع بيت يهوذا عهدا جديدا. ليس كالعهد الذي قطعته مع ابائهم يوم امسكتهم بيدهم لاخرجهم من ارض مصر حين نقضوا عهدي فرفضتهم يقول الرب. بل هذا هو العهد الذي اقطعه مع بيت اسرائيل بعد تلك الايام يقول الرب.اجعل شريعتي في داخلهم واكتبها على قلوبهم واكون لهم الها وهم يكونون لي شعبا. ولا يعلمون بعد كل واحد صاحبه وكل واحد اخاه قائلين اعرفوا الرب لانهم كلهم سيعرفونني من صغيرهم الى كبيرهم يقول الرب.لاني اصفح عن اثمهم ولا اذكر خطيتهم بعد  "  
تفسير (لوقا 10: 29) 29 واما هو فاذ اراد ان يبرر نفسه قال ليسوع ومن هو قريبي.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 ولكن أراد الرجل لكى يخفى هزيمته أن يتظاهر بمزيد من علمه ، كما أراد أن ينتقل بمخلصنا إلى معضلة اخرى يدعى أنه يريد منه إجابة عنها ، عسى ان يعثر فى تلك ألإجابة عن تهمة يتهمه بها فسأله قائلاً : "  ومن هو قريبي؟ "
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 69
لقد فقد الناموسي فريسته ، وأخطأ الهدف، وخبثه لم يحالغه التوفيق ، ولدغة حسده توقفت وتمزقت شبكة خداعه ، وبذاره لم تأت بثمر ، وتعبه لم يأت بفائدة ، وكمثل سفينة غرقت لسوء طالعها فإنه قاسى من خراب مر ٠ لنصرخ في وجهه بكلمات إرميا؛ " قد وجدت وأمسكت لأنك قد خاصمت الرب (إر ٥٠; ٢٤).
ولكن — كما قلت — إذ فقد فريسته ، فإنه سقط بسرعة في الغرور، مسرعا من حفرة إلى أخرى، ومن فخ إلى فخ، ومن خديعة إلى كبرياء، وكل رذيلة تسلمه إلى أخرى ، وتقذف به في كل جانب ، وما أن تمسك به رذيلة حتى دفع به إلى أخرى ، وتحمله إلى حيثما تصادف ، وتطوف به بسهولة ، من دمار إلى دمار. فالناموسي لم يسأل الرب ليتعلم، ولكن كما يقول البشير " إذ أراد أن يبرر نفسه " ، لاحظ كيف بسبب إعجابه بنفسه وكبريائه سأل بدون أي خجل: " ومن هو قريبى ؟" [ من هو هذا القريب حتى أحبه مثل نفسى؟ أنا أعلا من الكل، أنا ناموسي ، أنا أدين الكل ولا أدان من أحد ، أحكم على الكل ولا يحكم على من أحد ، أنا غير الكل وأفضل من الكل ، آمر الكل ولا يأمرني أحد ، الكل يحتاجون إلي وأما أنا فلا أحتاج إلى أحد). ألا يوجد أحد أيها الناموسي مثلك؟ هل ترفع نفسك فوق كل إنسان؟ اخفض تشامخك ، واذكر ما يقوله صاحب سفر الأمثال: " أولئك الذين يعرفون أنفسهم هم حكماء" (أم٣ ١ : ٠ ١ س) [ حقيقة إن قوة الحياة هي ان نحب الله والقريب ، دون أن نغير شيئا في هاتين الوصيتين ، بل نكملهما فوق المقاييس اليهودية وفوق حرف الناموس، لأنه بمحبة الله من كل القلب والنفس والعقل نتخطى محبة المال ولذة المجد الباطل ونخرج من دائرة الاهتمامات العالمية ونتحرر ونئحد بالمسيح . هذه المحبة من شأنها أن تقود كل من هو يهودي إلى المسيحية، كنلك المحبة نحو القريب هي مرتبطة بمحبة الله ، عندما لا تمارس فقط بين أبناء الجنس الواحد لكن بين كل الناس . هذه المحبة نحو القريب عندئذ تتبع المحبة نحو الرب ، عندما نفتدى بالمسيح الذي لم يحب مثل نفسه فقط لكن و أكثر من نفسه، حتى و:ضع نفسه لأجل أحبائه . إن موقف الناموسي هذا يشابه مع موقف ذلك الفريسى الذي في صلاته قال : " أنا لست مثل باقى الناس" (لو١٨: ١ ١) دون أن يعرف لا الغرور من شأنه أن يفسد بر الأنسان . هكذا يتضح لنا لا هذا الناموسي كان فقيرا في محبته الداخلية والخارجية أي في كل ما يتعلق بمحبته نحو الله وفى كل ما يتعلق بمحبته نحو القربب : " لأن من لا يحب أخاه الذى يبصره كيف يقدر أن يحب الله الذى لم يبصره " (١يو٤: ٠ ٢)]
إن الناموسي يرفع نفسه ويتنفس الكبرياء وينفخ نفسه بتصورات باطلة. ولكنه تعلم عن المسيح أنه ما دام فقيرا في محبة القريب ، فإن مجرد كون وظيفته ناموسي فهذا لا ينفعه شيئا لأن الله ينظر فوق الكل بالحري إلى الكلمة ، ولا يعطي المدح على مجرد مهن صورية.
[من ثم نلاحظ. كيف أن المخلص في تعريفه لمعنى القريب لا يحصره في جنس معين ولا يربطه بمستوى الفضائل ولكنه يطلقه على الطبيعة الأنسانيه] ، وبمهارة شديدة نسج مخلص الكل المثل ، عن الذي سقط بين لصوص موضحا أن عمل الخير يجب أن يكون لكل إنسان فيما تحتاجه الطبيعة الأنسانية.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) “مَنْ هو قَرِيبِي؟”. بدأ يدخل هذا الناسخ أو الكاتب فى جدال عقيم سؤال بسؤال  وهذا يدل على أنه لم يسألأ للمنفعه ولكن لأجل الجدال وإحراج يسوع إذا لم يستطع أن يجاوبه فبعد أن وقع فى الفخ بلسانه وأتضح أنه لم ينفذ ما أمر به الناموس سأل هذا السؤال ليخرج من الحفرة التى وقع فيها - من المفروض أنه فى الديانة اليهودية القريب هو اليهودى أو قد يكون قريب درجة أولى أو درجة ثانيا

تفسير (لوقا 10: 30) 30 فاجاب يسوع وقال.انسان كان نازلا من اورشليم الى اريحا فوقع بين لصوص فعروه وجرحوه ومضوا وتركوه بين حي وميت.


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
عندئذ ضرب له مخلصنا مثلا يدفعه به لأن يصل إلى إجابة عن سؤاله بنفسه قائلا له : " انسان كان نازلا من اورشليم الى اريحا فوقع بين لصوص فجردوه وعروه وجرحوه ومضوا وتاركين إياه بين الحياة والموت وقد حدث أن  كاهنا نزل في ذلك الطريق فأبصرة ولكنه تجاوز ومضى ثم مر به سامرى مسافر ، فلما رآه اشفق عليه وتقدم نحوه وضمد جراحه وصب عليها زيتا وخمرا ، وحمله على دابته وجاء به غلى فندق وإعتنى به ، ثم فى الغد وقد ازمع الرحيل ، أخرج دينارين ودفعهما إلى صاحب الفندق قائلاً له : " إعتن به ، ومهما أنفقت زيادة على ذلك فإننى عند عودتى أدفعه لك ، فأى هؤلاء الثلاثة فيما تظن صار قريبا لذلك الذى وقع بين اللصوص ؟ " 
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 68
الشيطان " إذن فقد إذن فقد اقبل علينا ملكوت الله ، بواسطة الكلمة الذي صار مثلنا والذي مارس في الجسد الأعمال اللائقة بالرب .
وأعطى الرسل القديسين أيضا قوة وسلطانا على إقامة الأموات وتطهير البرص وشفاء المرضى ، وكذلك أن يستدعوا الروح القدس من السماء على من يريدون بوضع الأيدي . كما أعطاهم سلطانا أن يحلوا ويربطوا خطايا الناس ، كما قال: لأنى /قول لكم ما ربطتموه فى الأرض يكون مربوطا فى السماء وما حللتموه على الأرض يكون محلولا فى السماء" (مت١٨:١٨). هذه هي الأشياء التي نرى أنفسنا الآن نملكها ، فطوبى لأعيننا وأعين جميع من يحبونه . إننا سمعنا تعليمه الذي لا ينطق به ، فأعطانا معرفة الآب ، وأرانا اياه في طبيعته الخاصة ، والأشياء التي كانت بواسطة موسى لم تكن سوى مثالا ورمزا ، أما المسيح فقد أعلن لنا الحق ... وعلمنا أنه ليس بالدم والدخان ، بل بالذبائح الروحية ، يجب أن نكرم . ذاك الذي هو غير جسدي وغير مادي وهو فوق كل إدراك . اى أنبياء قديسين كثيرين اشتهوا أن يروا هذ. الأشياء ، وملوكا كثيرين أيضا ٠ اسمعهم مرة يقولون: " أرنى يارب رحمتك وأعطنى خلاصك" (مز85: 7) لأنهم يدعون الابن "رحمة وخلاصا" وفى وقت آخر أيضا: " أذكرنى برضا شعبك وتعهدنى بخلاصك، لنرى سعادة مختاريك ، ونفرح بفرح شعبك." (مز 105: 4 سبعينية) من هو الشعب المختار في المسيح بواسطة الرب الآب ؟ يقول لنا بطرس الحكيم ، وهو يتكلم إلى الذين تشرفوا بالأيمان : " أما أنتم فجنس مختار ، وكهنوت ملوكى ، أمة مقدسة ،  شعب إقتناء لكى تخبروا بفضائل الذى دعاكم من الظلمة إلى نوره العجيب " (1 بط 2: 1)
ونحن إنما قد دعينا إلى هذا بواسطة المسيح ، الذي به ومعه الرب الآب التسبيح والسلطان مع الروح القدس إلى دهر الدهور آمين.
*****************
لأجلنا، إنها بصرت ذلك الذي هو شريك عرش الآب ، ساكئا فيما بيننا، وفى شكلنا ، لكي بالتبرير والتقديس يشكلنا على شبهه ، ويطبع علينا جمال ألوهيته بطريقة عقلية وروحية. وعن هذا يشهد بولس ويكتب : " وكما لبسنا صورة الترابى هكذا نلبس صورة السمائى " (١كو١٠: ٤٩)، والرسول يقصد بصورة الترابي آدم الذي خلق أولأ، ويقصد بالسماوي الكلمة الذي هو من فوق ، الذي أشرق من جوهر الرب الآب ، ولكنه صار - كما قلت - مثلنا . فالذي هو بالطبيعة ابن ، أخذ شكل العبد ، ولكنه لم يأخذ حالتنا لكي يستمر في وضع العبودية ، بل لكي يعتقنا نحن الذبن ربطنا بنير العبودية ؛ لأن كل ما هو مخلوق هو بالطبيعة عبد ولكي يغنينا بما له ٠ لأننا به ومعه قد نلنا اسم البنين، إذ قد صرنا مكرمين بسخائه ونعمته . وهو الذي كان غنيا شاركنا فقرنا ليرفع طبيعة الإنسان إلى غناه ، وذاق الموت على خشبة الصليب ليرفع من الوسط الاثم الذي ارتكب بسبب شجرة (المعرفة) ، وليمحو الذنب الذي نتج عن ذلك ، ولينزع من الموت طغيانه علينا . لقد رأينا الشيطان يسقط ، رأينا ذلك القاسي ينكسر ، ذلك المتكبر يوضع ، رأينا ذلك الذي جعل العالم يخضع لنير ملكه ، يجرد من تسلطه علينا ، وجعل المزدرى والمحتقر والذي كان يعبد يوما يصير هو مزدرى ومحتقرا ، والذي جعل نفسه إلها تطأه أقدام القديسين ، والذي تمرد على مجد المسيح صار مدوسا بواسطة الذين يحبون المسيح: لأنهم أخذوا سلطانا لينتهروا الأرواح الشريرة ويخرجوها " وهذه القوة هي كرامة عظيمة وعالية جدا بالنسبة للطبيعة البشرية، فها لائقة فقط بالإله العلي.
والكلمة الذي ظهر في شكل بشري كان هو أول من وضع لنا المثال ، لأنه هو أيضا انتهر الأرواح الشريرة . أما اليهود الأشقياء ، فإنهم تقيأوا ضد افتراءات حسدهم قائلين : " هذا الانسان لا يخرج الشيئان إلا ببعلزبول رئيس الشياطين"(مت12: 24) ولكن الرب فند هذه الكلمات الشريرة بقوله: " إن كنت أنا ببعلزيول أخرج الشياطين فأبناؤكم بمن يخرجون؟ ولكن ان كنت بروح الله اخرج الشياطين فقد أقبل عليكم ملكوت الله " — يقول الرب — " وأنا إنسان مثلكم أمارس القوة الإلهية ، فقد أقبلت عليكم البركة العظيمة لأن الطبيعة البشرية قد تمجدت في لأئي وطأت
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 69
هذا المثل يظهر السيد كيف أن القريب ليس هو المحب لذاته ولكن هو ذاك الذي يتجاوز محبة ذاته ، فبينما هذان (الكاهن واللاوي) عبرا بالمصاب دون أن يشعرا نحوه بأي عاطغة إنسانية ، وبدون أن ينقطا زيت المحبة ، لأن نفوسهم كانت خالية من الشفقة والعطف ، نرى السامرى الغريب الجنس يتمم ناموس المحبة. [من ناحية أخرى فإنه حسب المكتوب " إنسان فى كرامة ولا يفهم يشبه البهائم التى تباد (مز٤٩: ٢٠)] والمسيح إلهنا صار بداية لجنسنا ، فهذا الذي لم يعرف الخطية هو أول من أظهر لنا كيف يمكننا أن نتخطى شهواتنا الحيوانية إذ اخذ ضعفاتنا وتحمل أمراضنا ، وبإصعاده على دابته ذاك الذي كان في حاجة إلى الشفاء جعلنا أعضاء لنفسه ولجسده ، وقاده إلى الفندق أي الكنيسة. فالكنيسة ندعى الفندق الذي يقبل الكل ويتسع للكل بعكس المفهوم الضيق للناموس اليهودي والعبادة الشكلية ، فبدلا من ان نسمع القول " ولا يدخل عمونى ولا موآبى فى جماعة الرب " (تث 23: 3) نسمع "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم " (مت 28: 19) وأيضا فى : " فى كل أمة الذى يتقيه ويصنع البر مقبول عنده (أع 1-: 35)-
[ وجه المسيح اهتمامه نحو الأمم الذين كاوا امواتا في عبادة الأوثان واهبا عطاياه الروحية لصاحب الفندق إذ أنه عتد صعوده إلى السوات اعطى لصاحب الفندق - الذى يشير إلى الرسل ولمن بعدهم من رعاة ومعلمين دينارين لكي يرعى المريض باهتمام واخبره كيف أنه إذا أنفق أكثر من ذلك فهو بنفسه سوف يوفيه عند رجوعه . الديناران هما العهدان: عهد الذي أعطى بناموس موس وبالأنبياء ، والعهد الذى؟ أعطى بالأناجيل وبتعاليم الرسل . والعهدان هما لإله واحد ويحملان صورة واحدة للملك السماوي الواحد مثل الدينارين ، حيث أن الروح الذي تكلم في العهدين واحد. لذا فإن الكلمات المقدسة التى للعهدين تختم على قلوبنا نفس صورة الملك وتطبعها . وهذا عكس ما نادى به ماني وماركيون الذان قالا إن إله العهد
القديم غير إله العهد الجديد ، فواحد هو الملك المطبوعة صورته على الدينارين ٠ ومثلما أعطى صاحب الفندق الدينارين ، هكذا أعطى المسيح العهدين لرعاة الكنائس المقدسة ، وهم أضافوا عليهما الكثير بأتعابهم وجهدهم لنشر التعليم . هذه هي النقود التي تنفق دون أن تنقص بل على العكس تزيد ، مما يبين أنها في الحقيقة كلمة التعليم الإلهى ؛.
هل ترفع نفسك فوق كل إنسان؟ اخفض تشامخك ، وانكر ما يقوله صاحب سفر الأمثال: " أولئك الذين يعرفون أنفسهم هم حكماء " (أم 13: 10 سبعينية) ( حقيقة إن قوة الحياة هي ان نحب الرب والقريب ، دون أن نغير شيئا في هاتين الوصيتين ، بل نكملهما فوق المقاييس اليهودية وفوق حرف الناموس ، لأنه بمحبة الرب من كل القلب والنفس والعقل نتخطى محبة المال ولذة المجد الباطل ونخرج من دائرة الاهتمامات العالمية ونتحرر ونئحد بالمسيح . هذه المحبة من شأنها أن نقود كل من هو يهودي إلى المسيحية ، كتلك المحبة نحو القريب هي مرتبطة بمحبة الرب ، عندما لا تمارس فقط بين أبناء الجنس الواحد لكن بين كل الناس . هذه المحبة نحو القريب عندئذ تتبع المحبة نحو الرب ، عندما نفتدى بالمسيح الذي لم يحب مثل نفسه فقط لكن وأكثر من نفسه ، حتى وضع نفسه لأجل أحبائه . إن موقف الناموسي هذا يتشابه مع موقف ذلك الفريسى الذي في صلاته قال " أنا لست مثل باقى الناس" (لو١٨: ١ ١) دون أن يعرف أن الغرور من شأنه أن يفسد بر الأنسان . هكذا يتضح لنا أن هذا الناموسي كان فقيرا في محبته الداخلية والخارجية أي في كل ما يتعلق بمحبته نحو الرب وفى كل ما يتعلق بمحبته نحو القريب " لأن من لا يحب أخاة الذى يبصره كيف يقدر أن يحب الله الذى لم يبصره " (١يو٤: ٠ ٢)
إن الناموسي يرفع نفسه ويتنفس الكبرياء وينفخ نفسه بتصورات باطلة. ولكنه تعلم عن المسيح أنه ما دام فقيرا في محبة القريب ، فإن مجرد كون وظيفته ناموسي فهذا لا ينفعه شيئا لأن الرب ينظر فوق الكل بانحري إلى الكلمة ، ولا يعطي المدح على تجرد مهن صورية.
[من ثم نلاحظ كيف أن المخلص في تعريفه لمعنى القريب لا يحصره في جنس معين ولا يربطه بمستوى الفضائل ولكنه يطلقه على الطبيعة الأنسانيه ، وبمهارة شديدة نسج مخلص الكل المثل ، عن الذي سقط بين لصوص موضحا أن عمل الخير يجب أن يكون لكل إنسان فيما تحتاجه الطبيعة الأنسانية. في
***
يقتربون منه . أما الناموسي المتكبر ، فانه استخدم نفس التعبيرات ليسخر منه، كما قلت لكم.
لو كنت حقا شعب ترغب في التعليم ، لكنت سمعت منه الكلمات التى تؤدى إلى الحياة الأبدية ، ولكن لأنك تجربه بخبث ، فلن تسمع منه غير الوصايا التي أعطبت من القديم بموسى، [والتي هي بالتأكيد ليست أجرا للحياة الأبدية بل للحياة الحاضرة] " ان شئتم وسمعتم تأكلون خير الأرض ، وان أبيتم وتمردتم تؤكلون بالسيف (إش ١ : ٩ ١-٠ ٢) لأنه يقول له : " ما هو مكتوب فى الناموس ؟ كيف تقرأ"
وبعدها كرر الناموسي ما هو مشرع فى الناموس ، فإن المسيح العالم بكل شيء - ليعاقبه على شره وليوبخه على قصده الخبيث — قال له : " بالصواب اجبت ، إفعل هذا فتحيا"
٠٠ لقد فقد الناموسي فريسته ، وأخطأ الهدف ، وخبثه لم يحالغه التوفيق ، ولدغة حسده توقفت وتمزقت شبكة خداعه ، وبذاره لم تأت بثمر ، وتعبه لم يأت بفائدة ، وكمثل سفينة غرقت لسوء طالعها فإنه قاسى من خراب مر٠ لنصرخ في وجهه بكلمات إرميا : " قد وجدت وأمسكت لأنك قد خاصمت الرب" (إر ٥٠: ٢٤).
ولكن — كما قلت — إذ فقد فريسته ، فإنه سقط بسرعة في الغرور، مسرعا من حفرة إلى أخرى ، ومن فخ إلى فخ ، ومن خديعة ؟ إلى كبرياء ، وكل رذيلة
تسلمة إلى أخرى ، وتقذف به في كل جانب ، وما أن تمسك به رزيلة حتى دفع به إلى أخرى، وتحمله إلى حيثما تصادف ، وتطوف به بسهولة ، من دمار إلى دمار . فالناموسي لم يسأل الرب ليتعلم ، ولكن كما يقول البشير : إذ أراد أن يبرر نفسه" لاحظ كيف بسبن إعجابه بنفسه وكبريائه سأل بدون أي خجل: ٠٠ رمن هو قريبى ؟ من هو هذا القريب حتى أحبه مثل نفسى؟ أنا أعلا من الكل ، أنا ناموسي ، أنا أدين الكل ولا أدان من أحد ، أحكم على الكل ولا يحكم علئ من أحد ، أنا غير الكل وأفضل من الكل ، آمر الكل ولا يأمرني أحد ، الكل يحتاجون إلي وأما أنا فلا أحتاج إلى أحد). ألا يوجد أحد أيها الناموسي مثلك؟
***
أعود من حديثي إلى السيد . الذي سوف يكرم في اليوم الأخير العبد الذي
سوف يقول له يا سيد وزنتين سلمتنى هوذا وزنتان أخريات ربحتهما فوقهما
بقوله له : نعما أيها العبد الصالح والأمين ، كنت أمينا في القليل أقيمك على الكثير، أدخل إلى فرح سيدك" (مت25: ٢٢- ٢٤)٠ لذلك سأل المسيح الناموسي بحق قائلا : " فأي هؤلاء الثلاثة ترى صار قريبا للذي وقع بين اللصوصن؟. فأجاب الناموسي للذي صنع معه الرحمة ، فلا الكاهن ولا اللاوى صارا قريبين للمصاب ، لكن هذا الذي رحمه . عند هذا قال له المسيح اذهب أنت أيضا وإصنع هكذا . ها قد رأيت أيها الناموسي وتبرهن بهذا المثل أنه لا فائدة إتخاذ الأسماء الفارغة والألقاب السخيفة التي بلا معنى ما دامت لا تصاحبها أعمل سامية ، لأن درجة الكهنوت لا تفيد أصحابها ، وكنلك تعب معلم الناموس لا يفيد أولئك الذين يشتهرون به إن لم يتفوقوا بالأعمال أيضا وليس بالألقاب فقط
ها قد ضفر إكليل المحبة لذلك الذي يحب قريبه ، وقد تبرهن أن السامرى هو الذي كسب الإكليل ، ولم رفض لكونه سامريا٠ وكما يكتب المتقدم بين التلاميذ بطرس الرسول المبارك قائلا : " بالحق أنا أجد أن الله لا بقبل الوجوه، بل في كل أمة الذى يتقيه ويصنع البر مقبول عنده " (اع ٠ ١ : ٤ ٣-٣٦) لأن المسيح الذي يحب الفضيلة يقبل كل الذين يجتهدون في المساعي الصالحة ، الذي به ومعه الرب الآب التسبيح والسلطان مع الروح القدس إلى دهر الدهور آمين.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

وتكلم يسوع في مثَل السامري المحب للقريب عن الطريق التي ‹تنزل من اورشليم الى اريحا› لإيضاح نقطته؟‏ :‏ «كان انسان نازلا من اورشليم الى اريحا،‏ فوقع بين لصوص،‏ فعرّوه وانهالوا عليه ضربا،‏ .‏ .‏ .‏ وقد تركوه بين حي وميت».‏ (‏لوقا ١٠:‏٣٠‏)‏ وعندما قال يسوع المثل كان في منطقة اليهودية القريبة من اورشليم؛‏ لذلك لا شك ان مستمعيه عرفوا الطريق التي تكلم عنها.‏ وكانت هذه الطريق معروفة بأنها خطرة جدا،‏ وخصوصا اذا كان الشخص يسافر وحده.‏ فقد كانت تتعرج عبر منطقة مقفرة،‏ مما يجعلها ملآنة بأماكن يختبئ فيها اللصوص.‏ ‏ فكما جاء في المثَل،‏ كان كاهن ثم لاوي يسيران في هذه الطريق ايضا.‏ ولم يتوقف ايٌّ منهما لمساعدة الضحية.‏ (‏لوقا ١٠:‏​٣١،‏ ٣٢‏)‏ كان الكهنة يخدمون في هيكل اورشليم،‏ وكان اللاويون يساعدونهم.‏ وقد سكن كثيرون من الكهنة واللاويين في اريحا حين لم تكن لديهم خدمة في الهيكل،‏ لأن اريحا لم تكن تبعد عن اورشليم سوى ٢٣ كيلومترا.‏ لذلك لا بدّ انهم كانوا يسيرون في هذه الطريق.‏ لاحِظ ايضا ان يسوع قال ان المسافر كان «نازلا» في الطريق «من اورشليم»،‏ وليس صاعدا فيها.‏ وهذا كان منطقيا بالنسبة الى مستمعيه.‏ فأورشليم كانت اعلى من اريحا.‏ لذلك عند الذهاب «من اورشليم»،‏ كان يجب على المسافر ان ‹ينزل› كما يذكر المثل.‏* فمن الواضح ان يسوع ابقى مستمعيه في ذهنه.‏

قال يسوع ايضا ان الكاهن واللاوي كانا آتيين ‏«من اورشليم»،‏ مما يعني انهما كانا قادمَين من الهيكل.‏ لذلك لا يمكن لأحد ان يبرِّر لامبالاتهما بالقول انهما تجنبا الرجل الذي كان يبدو ميتا لأنهما لا يريدان ان يتنجسا وبالتالي ان يُحرما بشكل وقتي من الخدمة في الهيكل.‏ —‏ لاويين ٢١:‏١؛‏ عدد ١٩:‏١٦‏.‏

1) “إِنْسَانٌ ”. المعنى الضمني أنه يهودى .

(2) "أُورُشَلِيمَ إِلَى أَرِيحَا”. أطلق القديس جيروم على الطريق من أورشليم إلى أريحا  بــ “الطريق الدامية” وذلك بسبب  قطاع الطريق الذين ينهبون المارة ويعتدون عليهم والمسافة من أورشليم إلى أريحا  17 ميلاً وفيها فيھا انحدار بمقدار 3000  قدماً.تحت مستوى سطح البحر  

تفسير (لوقا 10: 31) 31 فعرض ان كاهنا نزل في تلك الطريق فراه وجاز مقابله.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1)  “كاهنا .... لاَوِيٌّ ”. عموما كان القادة الدينيون اليهود بالرغم من سطوتهم فى أورشليم إلا أنهم كانوا يخافون ( 1) من اللصوص؛ ( 2) من التنجس (لا 21) (عد 19: 11)  3) من التورط فى عهود أو مشاكل ؛ ( 4) من قيود المواعيد .
تفسير (لوقا 10: 32) 32 وكذلك لاوي ايضا اذ صار عند المكان جاء ونظر وجاز مقابله.
تفسير (لوقا 10: 33) 33 ولكن سامريا مسافرا جاء اليه ولما راه تحنن

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1)  “سَامِرِيًّا”. يكره اليهود السامريون وبلا شك صدم يسوع هؤلاء اليهود باستخدام الشخص السامري المكروه كبطل للمثل. كان السامريون نصف يهود ونصف وثنيين، نشأوا عن سياسات الاستيطان في السبي الأشوري للأسباط العشر الشمالية في عام 722 ق.م. (أي سقوط السامرة). لقد بنوا هيكلاً منافساً فى (جبل جرزيم) ونصاً منافساً (التوراة السامرية) . التوراة العبرية والتوراة السامرية والترجمة السبعينية والترجمات الحديثة
التوراة السامرية مصطلح يطلق علي النص التوراتي، أسفار موسى الخمسة، الذي يؤمن به السامريون، وهو النص المعتمد لديهم، ويرفضون بقية أسفار الأنبياء، ويتخذون معبداً في جبل جزريم قرب نابلس، بدلا من أورشليم. وهذا المصطلح يقابل مصطلح التوراة العبرانية أو العبرية التي يؤمن بها ويعتمدها اليهود. والأسفار الخمسة المنسوبة لموسى لها ثلاث نسخ: عبرية وسامرية وسبعينية (مع ترجمات أخرى). وكان الغرب خلال العصور الوسطى يجهل هذه التوراة حتى عام1645م عندما اشترى أحد المسافرين مخطوطة من سامريي دمشق. وعند السامريين (كتعريب لكلمة شومريم)، فالكتاب المقدس هو الأسفار الخمسة الأولى فقط، أما مالم ينسب لموسى فلا يؤمنون به. وتختلف التوراة السامرية عن اليهودية في ستة آلاف موضع، وتتفق في بعض من تلك المواضع مع النسخة اليونانية، المعروفة بالسبعينية، ضد النسخة اليهودية الماسورية التي مع اليهود. والتوراة السامرية مكتوبة بأحرف أقدم من تلك الموجودة في النسخة اليهودية. وهذه التوراة السامرية اقتبس منها جيروم ويوسابيوس وغيرهما من آباء الكنيسة الأولى. وترجع لفائف التوراة السامرية إلى القرن العاشر الميلادي فقط. ويختلف النص السامري عن النص العبري فيما يقرب من ستة آلاف موضع، ويتفق نص التوراة السامرية مع الترجمة السبعينية في ألف وتسعمائة موضع من هذه المواضع مما يدل على أن مترجمي السبعينية استخدموا نسخة عبرية تتفق مع النسخة السامرية إلا أن هذه الاختلافات غير مهمة
تفسير (لوقا 10: 34) 34 فتقدم وضمد جراحاته وصب عليها زيتا وخمرا واركبه على دابته واتى به الى فندق واعتنى به

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) “زَيْتًا وَخَمْرًا”. كانت تلك هى الأدوية المستخدمة في ذلك العصر، الزيت لتليين الجلد، والخمر، لطبيعته الكحولية، لقتل الإصابة والعدوى.
(2) "أَتَى بِهِ إِلَى فُنْدُق”. أكتشف علماء الآثار بقايا مجمعين كان يشكّلان محطتي توقف للقوافل في منتصف الطريق تقريباً بين أورشليم وأريحا يعتقد أن يسوع كان على دراية بهما فذكرهما فى المثل أو ربما أن كل طريق كان هناك محطات للإستراحة (فنادق) ولتعبئة الماء وغيره من الإحتياجات
تفسير (لوقا 10: 35) 35 وفي الغد لما مضى اخرج دينارين واعطاهما لصاحب الفندق وقال له اعتن به ومهما انفقت اكثر فعند رجوعي اوفيك.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 68
هذا المثل يظهر السيد كيف أن القريب ليس هو المحب لذاته ولكن هو ذاك الذي يتجاوز محبة ذاته ، فبينما هذان (الكاهن واللاوي) عبرا بالمصاب دون أن يشعرا نحوه بأي عاطغة إنسانية ، وبدون أن ينقطا زيت المحبة ، لأن نفوسهم كانت خالية من الشفقة والعطف ، نرى السامرى الغريب الجنس يتمم ناموس المحبة. [ من ناحية أخرى فإنه حسب المكتوب " إنسان فى كرامة ولا يفهم يشبة البهائم التى تباد " (مز٤٩: ٢٠)، والمسيح إلهنا صار بداية لجنسنا، فهذا الذي. لم يعرف الخطية هو أول من أظهر لنا كيف يمكننا أن نتخطى شهواتنا الحيوانية إذ اخذ ضعفاتنا وتحمل أمراضن ا، وبإصعاده على دابته ذاك الذي كان في حاجة إلى الشفاء جعلنا أعضاء لنفسه ولجسده ، وقاده إلى الفندق أي الكنيسة . فالكنيسة تدعى الفندق الذي يقدل الكل ويتسع للكل بعكس المفهوم الضيق للناموس اليهودي والعبادة الشكلية ، فبدلا من ان نسمع القول : " ولا يدخل عموني ولا موآبي في جماعة الرب(تث 23: 3 س) " اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم " (مت٢٨؛ ٩ ١) وأيضا في " فى كل أمة الذى يتقيه ويصنع البر مقبول عنده " (اع 10: 35) .
[ وجه المسيح اهتمامه نحو الأمم الذين كانوا امواتا في عبادة الأوثان واهبا عطاياه الروحية لصاحب الفندق إذ أنه عتد صعوده إلى السموات اعطى لصاحب الفندق - الذي يشير إلى الرسل ولمن بعدهم من رعاة ومعلمين - دينارين لكي يرعى المريض باهتمام واخبره كيف أنه إذا أتفق أكثر من ذلك فهو بنفسه سوف يوفيه عند رجوع الديناران هما العهدان: العهد الذي أعطى بناموس موس وبالأنبياء ، والعهد الذي أعطى بالأناجيل وبتعاليم الرسل. والعهدان هما لإله واحد ويحملان صورة واحدة للملك السماوي الواحد مثل الدينارين ، حيث لا الروح الذي تكلم في العهدين واحد. لذا فإن الكلمات المقدسة التي للعهدين تختم على قلوبنا نفس صورة الملك وتطبعها. وهذا عكس ما نادى به ماني وماركيون الذان قالا إن إله العهد القديم غير إله العهد الجديد ، فواحد هو المطبوعة صورته على دينارين٠ ومثلما أعطى صاحب الفندق الدينارين ، هكذا ! أعطى المسيح العهدين لرعاة الكنائس المقدسة ، وهم أضافوا عليهما الكثير بأتعابهم وجهدهم لنشر التعليم. هذه هي النقود التي تنفق دون أن تنقص بل على العكس تزيد مما يبين أنها في الحقيقة كلمة التعليم الإلهى ]
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) “دِينَارَيْنِ ”. كان الدينارين هما الجزية للفرد بعد زمن يسوع بــ 600 سنة  وكان هذا المقدار من المال كافياً لتغطية تكاليف السكن والطعام لمدة 14 يوماً. (2) "عِنْدَ رُجُوعِي أُوفِيكَ ”. من الواضح أن هذا الرجل السامرى كان نزيلاً معروفا دائماً لصاحب الفندق في ذلك المكان. وفيما يعتقد أنه كان تاجرا دائم التنقل بين أورشليم وأريحا ولكن لما فعله وعنايته واهتمامه بهذا اليهودى الجريح أستحق أن يكون قريبه بالرغم من أنه سامرى .
تفسير (لوقا 10: 36) 36 فاي هؤلاء الثلاثة ترى صار قريبا للذي وقع بين اللصوص.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "فأى هؤلاء الثلاثة قريب ؟؟." ها هى الفكرة من هذا السؤال ؟ لأن هذا السؤال هو مفتاح المثل وجواب يسوع على الرجل بمثل فى ألآية 29 لقد استطاع يسوع بمهارة أن يأخذ الإجابات من فم االناسخ / الكاتب    .
تفسير (لوقا 10: 37) 37 فقال الذي صنع معه الرحمة.فقال له يسوع اذهب انت ايضا واصنع هكذا
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
فقال : الذى أسدى إله رحمة " فقال ه مخلصنا : " إذهب أنت أيضا وإفعل هكذا" وبذلك جعل سيدنا ذلك الناموسى عالم الشريعة الخبيث الماكر الغادر يعترف بذات فمة أن السامرى إذ أسدى إليه الرحمة الرجل الجريح ، أفضل من كهنة اليهود ، وأفضل من اللاويين المختصين بخدمة هيكلهم ، مع ان اليهود ، ولا سيما معلميهم الدينيون والمتزمتون منهم ، كلنوا يختقرون السامرين - الذين هم طائفة من اليهود أنفسهم - ويتجنبون التعامل معهم أو مخالطتهم ، معتبرين غياهم دنسين خارجين عن الشريعة ملعونين من الرب ، كما جعل سيدنا ذلك الناموسى يعترف بذات فمه أن قريب اليهودى لا يلزم أن يكون من ذات جنس اليهود وحدهم كما كان اليهود يعتقدون ، معتبرين غيرهم من الأجناس أنجاسا كافرين ، ويعدونهم فى حكم الكلاب ، وإنما قريب اليهود هو كل من يسدى الرحمة إليه ، مهما كان جنسه أو كانت جنسيته أو عقيدته  ولو كان مخلصنا قد قال هذا لذلك الناموسى مباشرة بغير هذا المثل الذى ادى به لأن يعترف بذلك لنفسه ، لأتهمه الناموصى بالزندقة والتجديف ومخالفة الشريعة ، ولجعل من ذلك تهمة يلصقها به ويشهرها فى وجهه ليؤلب اليهود ضده ويتيح لرؤساء اليهود الفرصة للحكم عليه بالموت الذى كانوا يريدونه له ، وهكذا اجاب مخلصنا عن سؤال الناموسى الإجابة التى تتفق مع تعاليمه السامية فى الوقت نفسه تجنب الفخ الذى نصبه له ليوقعه فيه    
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 68
[ أعود من حبيثي إلى السيد . الذي سوف يكرم في اليوم الأخير العبد الذي سوف يقول له يا سيد وزنتين سلمتنى هوذا وزنتان أخريان ربحتهما فوقهما بقوله له : " نعما أيها العبد الصالح والأمين، كنت أمينا في القليل أقيمك على الكئبر، أدخل إلى فرح سيدك" (مت 25: 22- 24 )] لذلك سأل المسيح الناموسي بحق قائلا: " فأي هؤلاء الثلاثة ترى صار قريبا للذي وقع بين اللصوصن؟. فأجاب للناموسي للذي صنع معه الرحمة " فلا الكاهن ولا اللاوى صارا قريبين للمصاب ، لكن هذا الذي رحمه . عند هذا قال له المسيح اذهب أنت ايضا وأصنع هكذا. ها قد رأيت أيها الناموسي وتيرهن بهذا المثل أنه لا فائدة لإتخاذ الأسماء الغارغة والألقاب السخيفة التي بلا معنى ما دامت لا تصاحبها أعمال سامية ، لأن درجة الكهنوت لا تفيد أصحابها ، وكذلك تعب معلم الناموس لا يفيد أولئك الذين يشتهرون به إن لم يتقوقوا بالأعمال أيصا ولبس بالألقاب فقط ها قد ضفر إكليل المحبة لذلك الذي يحب قريبه ، وقد تبرهن أن السامرى هو الذي كسب الإكليل ، ولم يرفض لكونه سامريا وكما يكتب المتقدم بين التلاميذ بطرس المبارك قائلا : " بالحق أنا أجد أن الله لا يقبل الوجوه ، بل في كل أمة الذى يتقيه ويصنع البر مقبول عنده " (اع ٠ ١ : ٤ ٣_٣٦) لأن المسيح الذي يحب الفضيلة يقبل كل الذين يجتهدون في المساعي الصالحة ، الذي به ومعه للرب الآب التسبيح والسلطان مع الروح القدس إلى دهر الدهور آمين
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) “الَّذِي صَنَعَ مَعَهُ الرَّحْمَة ”. لم يستطع الناسخ/الكاتب أن يدفع نفسه لقول كلمة “السامري”. لأن اليهود يكرهون السامريين  كما أن السامريين كانوا خصومًا لليهود (عز ٤: ١) وعند ذهاب اليهود إلى أورشليم فى مواسم الفصح وألأعياد لا يمرون من مدن السامرة بل يمرون من طريق بعيد عنهم حتى لا يتنجسوا  لهذا قال الناسخ و/ الكاتب عبارة " الذى صنع معه رحمة " ولم يذكر أسم السامرى
(2) "اذهب أَنْتَ أَيْضًا وَاصْنَعْ هكذا ”. نحويا فعل أمر حاضر متوسط (مجهول الصيغة معلوم . المعنى) وأمر حاضر مبني للمعلوم. هذه الآية مرتبطة سياقياً بالآية (لو 10: 28) ففى ألاية 28 قال له يسوع بالصواب أجبت أفعل هذا فتحيا وفى هذه ألاية  أذهب أنت ايضا وأصنع هكذا أى أصنع رحمة مع قريبك الذى بينك وبينه خصومة  وأى إنسان هو قريبك - هنا أمتد يسوع بالوصية وذهب بها إلى أبعد فلم يعد القريب هو القريب أو الجار أو اليهودى ولكنه السامرى المكروه النجس بالنسبة لليهود - هذا الإمتداد بالوصيىة يعنى أنه " أكمل الوصية" وغير مفهومها وأصبح عهده عهدا جديدا ليكون بدلا من العهد القديم (إر 31: 31- 34)  "ها ايام تاتي يقول الرب واقطع مع بيت اسرائيل ومع بيت يهوذا عهدا جديدا. ليس كالعهد الذي قطعته مع ابائهم يوم امسكتهم بيدهم لاخرجهم من ارض مصر حين نقضوا عهدي فرفضتهم يقول الرب. بل هذا هو العهد الذي اقطعه مع بيت اسرائيل بعد تلك الايام يقول الرب.اجعل شريعتي في داخلهم واكتبها على قلوبهم واكون لهم الها وهم يكونون لي شعبا. ولا يعلمون بعد كل واحد صاحبه وكل واحد اخاه قائلين اعرفوا الرب لانهم كلهم سيعرفونني من صغيرهم الى كبيرهم يقول الرب.لاني اصفح عن اثمهم ولا اذكر خطيتهم بعد  "وهذا هو الذى ميز تعليم يسوع عن تعاليم كل فئات معلمى اليهود لأنه الحق لهذا دعي يسوع بأنه مشرع شريعة الكمال - وكان العهد القديم قد صنف الفئات من البشر تصنيف قومى وعرقى وهذا لم يكن موجودا من البدء فعندما خلق يهوه ألوهيم العالم كان آدم وحواء ثم تفرق الناس طبقا للوطن والجنس واللون والدين وغيره  واليوم تأخذنا الحضارة الحديثة للتقريب بين الناس وفى المسيحية لا يوجد فرق بين يهودى أو يونتانى أو أفريقى أو أوربى وهذا ما نلاحظة فى الدول المتقدمة التى تحتوى جميع الجنسيات والعرقيات والألوان فيها بدون تفرقة وهذا ما أكده ألإنجيل (رو 3: 22) (رو 10: 12) (1كور 12: 13) (غل 3: 28) (كول 3: 11) ما عادت أورشليم مدينة فى ألأراضى المقدسة .. وما عادت أورشليم قبلة .. وما عاد هناك فى اورشليم هيكلا إليه يحج الذين يعبدون الرب فلقد اصبحت أورشليم  أصبح ذكرى للأرض التى  خطا عليها يسوع وفعل فيها معجزاته  وفى أورشليم قام وصعد - لقد تقدست مدينة الملك العظيم وبالرغم من أن أسمها يورشليم أى ميدنة السلاو إلا أنه لم تعرف السلام وتم غزوها 25 مرة .. اليوم لقد أصبح أسمها القدس عندما يذهب المسيحيون هناك ليتذكروا ويروا الأماكن التى تقدست بقدم يسوع وأعماله ومعجزاته - وتحولت أورشليم فى العهد الجديد من قبله للحج إلى مكان للذكرى يتقدس فيه المسيحيين لأنهم يعبدون قدوس إسرائيل الذى هو يسوع وأورشليم فى المسيحية ليست فى ألأرض بل هى “أورشليم الجديد” النازلة من السماء إلى أرض خُلقت من جديد (رؤ 21: 13) الدهر الجديد ألآتى ليس فقط لليهود بل لكل الأمم من كل لسان من كل لون ، والإنجيل ليس عن يإسرائيل بل عن يسوع .
 

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 10

  4. مرثا العاملة ومريم المتألِّمة (لوقا 10: 38-42)
تفسير (لوقا 10: 38) 38 وفيما هم سائرون دخل قرية فقبلته امراة اسمها مرثا في بيتها.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
 تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
" وفيما كان مخلصنا سائرا مع تلاميذه وهو فى طريقه غلى اورشليم ، دخل قرية كانت تسمى بيت عنيا " فرحبت به إمرأة إسمها مرثا فى بيتها ، وكانت لها أخت إسمها مريم وجلست عند قدمي فادينا تستمع إلى كلامه ، فى تقديس وإجلال ورغبة صادقة عميقة فى أن تنهل من تعاليمه السمائية السامية ، وقد إستغرقها ذلك وشغلها عن كل شئ سواه
 تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة
69
يا من تعشقون الفضائل التي تزين التقوى ، وتمارسون بحرص ، كل الفنون التي للقديسين ، تعالوا أيضا واصغوا إلى التعليم المقدس ولا تدعوا خصلة إضافة الغرباء غربية عنكم ، فهي خصلة عظيمة وسيلة كما يشهد الحكيم بولس بقوله : " لا تتسوا اضافة الغرباء لأن بها لضاف أناس ملائكة وهم لا يدرون* (عب١٣: ٢). ليتنا نتعلم من المسيح مخلص الجميع هذه الفضيلة ، بل وأيضا جميع الفضائل . إنه مما يخزينا أنه بينما كل الذين يطلبون الحكمة العالمية ، والذين يجمعون المعرفة المكذوبة ، يختارون أفضل المعلمين لتعليمهم ، فإننا نحن الذين لنا المسيح معلما ومرشدا ، والذي هو معطى كل حكمة ، والذي يحثنا أن نصغي باجتهاد للتعاليم الفائقة القدر ، لا نتمثل بهذه المرأة — مريم — في محبتها للتعاليم ، والتي جلست عند قدمي المخلص ، وملأت قلبها بالتعاليم التي علم بها ، وهى تشعر كأنها لن تشبع مما ينفعها نفعا عظيما.
دخل المخلص إلى منزل المرأتين القديستين ، ويقول الكتاب : وكانت مريم تسمع كلامه ، أما مرثا فكانت مرتبكة في خدمة كثيرة ، فطلبت إليه أن يجعل أختها نشاركها اهتماماتها ، ولكن الرب لم يقبل وقال لها : مرثا مرثا أنت
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
 (1) “وَفِيمَا هم سَائِرُونَ ”.يقسم كل إنجيلى ما يكتبه إلى فقرات وهنا نجد لوقا يبدأ هذا القسم إلى بهذه الآية يسوع سائر ومعه تلاميذه إلى النهاية التى وضعت له منذ خلق البشرية النهاية فى أورشليم بالقرب من الهيكل (راجع لو 9: 51 & 56& 57) (راجع أيضا (لو 10: 38 ) (لو 13: 22) (لو 17: 11) (لو 18: 31 &35) (لو 19: 1& 11) (2) "قَرْيَة ”.  من قرائتنا لإنجيل يوحنا نعلم أن هذه القرية هى قرية بيت عنيا التى تعنى "بيت العناء" (يو 11: 1)  وقرية  بيت عنيا، التي تبعد ميلين فقط من أورشليم على جبل الزيتون على الطريق إلى أريحا. (3) مَرْثَا”. يعنى أسم مرثا  في اللغة الآرامية “سيّدة"، أي مؤنث “سيّد”. “ ◙ (4) "قَبِلَتْهُ فِي بَيْتِھَا”. كانت مرثا تتصرف على أنها رأس البيت لأنها فيما يبدو تدير البيت . ومن الواضح أن لعازر لم يكن في   المنزل. لقد كان أمراً معتاداً عند الساكنين فى أورشليم أو القرى حولها  أن يستقبلوا حجّاجاً (حج كلمة عبرية تغيرت فى المسيحية بالتقديس ) في بيوتھم خلال أيام العيد. في أوقات معينة خلال السنة كان عدد سكان المدينة المقدسة يتضخم إلى ضعفين أو ثلاثة من حجمه الطبيعي فى أيام ألأعياد . ولم تكن تتوافر وسائل راحة. ونذكر أن يسوع تردد على بيت لعازر وسمعان ألأبرص وبيت مرقس الرسول وقضى ليالى على جبل الزيتون كباقى اليهود مع باقى الشعب (
تفسير (لوقا 10: 39) 39 وكانت لهذه اخت تدعى مريم التي جلست عند قدمي يسوع وكانت تسمع كلامه.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) “مَرْيَمَ ”.يعنى أسم مريم فى اللغة في العبرية، “المُر” (انظر راعوث 1 :20)   فقالت لهم لا تدعوني نعمي بل ادعوني مرة لان القدير قد امرني جدا. " وفى اللغة العربية : اسم علم مؤنث سامي مشترك؛ فقد ورد في العبرية "ميريام" بمعنى: السيدة، بحر الآلام والأحزان، المرّ،
(2) " جَلَسَتْ عِنْدَ قَدَمَيْ يَسُوعَ ”. لا بد أن جمعاً تبع يسوع إلى بيت عنيا هذا غير تلاميذه ألأثنى عشر . لم يكن أمراً اعتيادياً أن يعلّم ربانيٌّ النساء ولكن مع يسوع كان الأمر مختلفا  استفادت مريم من المناسبة لتتعلم. “الجلوس .عند القدمين” كان كلمة عامة تدل على حالات التعلّم حيث جلس بولس الرسول تحت رجلى غمالائيل معالم الناموس ليتعلم فقال  (أع 22 : 3)  3 «انا رجل يهودي ولدت في طرسوس كيليكية، ولكن ربيت في هذه المدينة مؤدبا عند رجلي غمالائيل على تحقيق الناموس الابوي. وكنت غيورا لله كما انتم جميعكم اليوم. .
تفسير (لوقا 10: 40) 40 واما مرثا فكانت مرتبكة في خدمة كثيرة.فوقفت وقالت يا رب اما تبالي بان اختي قد تركتني اخدم وحدي.فقل لها ان تعينني.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
"حين كانت مرثا أختها منهمكة جدا فى الخدمة لتعد مائدة الطعام بما يليق بضيفها الجليل المقام ، ومن ثم تقدمت إليه ووقفت قائلة : " يا رب اما تبالي بان اختي قد تركتني اخدم وحدي.فقل لها ان تعينني 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1)  “كَانَتْ مُرْتَبِكَة ”. من الواضح أن كلا المرأتين كانتا جالستين لتستمعان. وكانت مرثا متولية أمور البيت وخدمة الضيوف وكانت تفكر فى ما ستفعله وتعمله لترضى الضيوف حيث هناك مثل شرقى "ضيافة الغرباء هى ضيافة للرب" فكان عقل مرثا مشغول بالأفكار ولا تصغى حقا وتستوعب كلام يسوع  بقيت مريم تصغي، ولكن طبيعة مرثا جعلتھا تھتھم بأمر واجب الضيافة.
(2) " يَارَبُّ، أَمَا تُبَالِي”. هذه شكوى مرفوعة ليسوع القاضى الأعظم من مرثا تلوم فيها أختها مريم إغتاصت  مرثا ثم لامت شقيقتها ومن ثم يسوع. سؤال مرثا كان صعب ويتوقع أنه يساعدها يسوع بطريقة بشرية والمفروض أنه يقول لمريم :" أذهبى وساعدى أختك؟ ولكن يسوع لم يأتى لأكل وشرب فقد قال : " طعامى أن أعمل مشيئة أبى " ومشيئة الأب هو خلاص النفوس التبشير   ألا تبالى يارب بالعمل الكثير على كاهلى ولا استطيع أن انجازه ومريم جالسة تستمع لك ولا تريد أن تساعدنى وهذه خدمة أيضا خدمة الضيوف وخدمتك يارب فأنت أيضا ضيفنا  .. نحن هنا أمام مرثا شخصية حارة فى الخدمة والعمل فى كرم الرب ولكن أهملت مرثا طلب بركة ألم تسمعين عن يسوع الذى بارك الخمس خبزات والسمكتين واشبع الألاف بهم ألم تسمعين المعجزة الأخرى التى أكثر فيها السبع خبزات وقليل من السمك واشبع آلاف أخرى ألم تسمعين يا مرثا كيف حول الماء لخمر فى عرس قانا الجليل  ألم تسمعين يا مرثا قول يسوع للسامرية (يو 4: 10) ": لو كنتِ تعلمين عطية الله، ومن هو الذي يقول لك اعطيني لأشرب، لطلبت أنت منه، فأعطاك ماءً حيًا"  ألم تسمعين يامرثا  قوله أطلبوا تجدوا اقرعوا يفتح لكم ..لقد علق ة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث على مرثا فقال أفعلوا هذه ولا تتركوا تلك   وهو يقصد أن مرثا الخادمة يجب أن تطلب قوة الرب لتعينها على خدمتها لا أن تترك خدمتها وتجلس تحت رجلى يسوع لأن الرب يطلب هؤلاء الخدام وهو يعطى مواهل كثيرة وإلهنا إله نظام وليس تشويش فقد خصص أحد التلاميذ للصندوق كما أنه يرسل خداما للزرع والرعاية بما يعنى للخدمة التبشيرية
(3) " تَرَكَتْنِي أَخْدُمُ وَحْدِي”. شعرت  مرثا الأخت الأكبر أن المسئولية الملقاه على عاتقها فى خدمة الضيوف الغرباء ويسوع وتلاميذة كان حينما يشعر الإنسان أنه وحده حينئذ يطلب أولا من الرب أن يرسل فعله لأن الحصاد كثير والخدمة ثقيلة لهذا يجب أن نحمل نيره أولا .. وأول كل شئ نطلب ملكوت الله وبرة وهذه أى كل ما نحتاجه يزاد لنا . “
(4) "قُلْ لها أَنْ تعِينَنِي”.نحويا فعل أمر ماضي بسيط مبني للمعلوم. أعتقدت مرثا أنها حينما تفعل ما هو فى وسعها للخدمة أنها تتسلط على الآخرين ويعتقد أنها طلبت من أختها أن تقوم وتخدم معها بصيغة الأمر ولم تطلب منها المساعدة فى الخدمة بصيغة الحب وهاهى مرثا تأمر يسوع بأمن يفعل ما تريد وبالطبع لم يستجب الرب يسوع لطلبها أو بالأصح لأمرها له .. كثيرا نطلب طلبات من الرب بصورة الأمر ولكنه دائما يفعل ما هو الصالح لنا
تفسير (لوقا 10: 41) 41 فاجاب يسوع وقال لها مرثا مرثا انت تهتمين وتضطربين لاجل امور كثيرة.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
 (1) “أَنْتِ تتهتِّمينَ وَتَضْطَرِبِينَ لأَجْلِ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ ”. ليس الأمر أن إهتمام مرثا كان غير ملائم، بل الحقيقة أن موقفها وقلقها وإهتمامها  كان مبالغاً فيھا. لقد فاتتها الدقيقة التي تعادل عمراً بأكمله أن تجلس تحت رجلى رب المجد يسوع المسيح وتستمع وتنظر إليه .. هل يوجد أحد يستحق أن يجلس تحت رجلى يسوع يا مرثا ؟ بسبب اھتماماتھا اليومية.
تفسير (لوقا 10: 42)  42 ولكن الحاجة الى واحد.فاختارت مريم النصيب الصالح الذي لن ينزع منها
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
" وقد كانت مرثا تعتقد أن تعبها وإنشغالها فى إعداد ألوان كثيرة من الطعام والشراب لمخلصنا واجب ينبغى أن تشاركها فيه اختها ، فأوضح لها مخلصنا أنها لا ينبغى أن تهتم بكثير من المور الدنيوية التى تتعلق بالطعام والشراب وغيرهما من إهتمامات هذه الدنيا الفانية ، بحيث يشغلها ذلك عن الإهتمام بالأمور السماوية التى تتعلق بالخلاص الأبدى ، وإنما ينبغى أن تكون الإهتمامات الدنيوية للإنسان قليلة جدا بحيث لا تتعدى الأمور الضرورية والازمة لحياته على الأرض ، بل ينبغى إذا أمكن أن يتخلى الإنسان عن هذه الإهتمامات الدنيوية كلها ، تاركا كل أموره لتدبير الرب وحده وعنايته ورعايته ، وأن يكون إهتمامه الأوحد منحصرا فى الإستماع إلى التعاليم الإلهية والعمل بها لأن هذا هو السبيل الذى لا سبيل غيره إلى الخلاص من ريقة هذا العالم وشرورة وخطاياة وآثامه ، والإنطلاق باجنحة الإيمان إلى الأعالى ، لإستحقاق نعمة ونعيم ملكون السماء ، وهذا ما فعلته مريم ، إذ تركت كل أمر من الأمور الدنيوية التى كانت تشغل بال أختها مرثا وحصرت  كل همها  وإهتمامها فى التطلع إلى معلمها الإلهى وهى جالسة عند قدمية والإستماع إلى تعاليمه التى هى وحدها طريق الخلاص ، وطريق الحياة البدية فى السماء ، فإختارت بذلك النصيب الصالح الذى ستنعم به إلى الأبد ، والذى لا يمكنه إنتزاعه منها ، على العكس ممن يحصرون كل همهم وإهتمامهم فى الأرضيات ، التى مهما كانت مزاياها وإمتيازاتها ومكاسبها ، فإنها مؤقتة ولسوف يأتى عليهم يوم تنتزع فيه منهم ، فيخسرون بذلك حياتهم على الأرض كما يخسرونها فى السماء على السواء .
وإن الكثيرون من الرهبان والراهبات يرون فى مسلك مريم التى تركت كل شيئ وجلست عند قدمى مخلصنا الصالح تستمع إلى كلامه ، تصرفا رائدا للسيرة الرهبانية الكاملة ، حيث يحصر الراهب كل نشاطه الفكرى والنفسى والعصبى والجسمى فى خدمة الهدف الواحد وهو افتحاد بيسوع ، والدخول معه فى شركة روحانية تامة الحصول على النصيب الصالح بالرؤيا الطوباوية السعيدة " .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) . ربما استخدم يسوع استعدادات مرثا المتقنة للعشاء كاستعارة على أولويات الحياة. .








This site was last updated 08/18/20