تفسير (لوقا 11: 1) 1 واذ كان يصلي في موضع لما فرغ قال واحد من تلاميذه يا رب علمنا ان نصلي كما علم يوحنا ايضا تلاميذه. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي " وكان فادينا يصلى فى بعض المواضع ، كعادته أن يصلى كل حين ، وفى كل موضع يكون فيه ، وكان تلاميذه عندئذ معه أو قريبين منه ، فلما فرغ من صلاته ، قال له أحد تلاميذه نيابة عنهم جميعا : " يا رب علمنا ان نصلي كما علم يوحنا ايضا تلاميذة " إذ كانوا يحتاجون إلى أن يعطيهم صيغة معينة تتفق مع تعاليمه ليستخدموها فى صلاتهم ، لنهم كانوا يعلمون أن يوحنا المعمدان - وكان بعضهم من تلاميذه قبل أن يتبعوا مخلصنا ويصبحوا تلاميذ له ، قد أعطى تلاميذه صيغة معينه ليستخدموها فى صلاتهم ، وكانت تتفق وتعاليم يوحنا المعمدان التى لا شك تتفق مع تعاليم العهد الجديد لنخلصنا الذى لم تكن مهمة يوحنا المعمدان إلا تمهيد الطريق أمامه ، وتهيئة أذهان اليهود لتعاليمه ، ولكن كان تلاميذ مخلصنا موقنين ان معلمهم سيعطيهم صلاة افضل واكمل وأكثر فعاليه وعمقا من الصلاة التى أعطاها يوحنا المعمدان لتلاميذه ، وقد كانوا أحوج ما يكونون إلى هذه الصلاة لتكون هى الأساس والجوهر والخلاصة لكل صلاة يصلونها ، تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد "واذ كان يصلي في موضع " اتجاه لينظروا عدد الواقفين هناك وليروا إن كان هناك نظارة كثيرون، وبمجرد أن يسروا بعدد الحاضرين ، يرفعون يدهم إلى جبهتهم ، ليس مرة فقط بل مرات عديدة يصنعون علامة الصليب الثمين، وهكذا إذ ينسجون صلاة طويلة حسب خيالهم الخاص ،. فإنهم يثرثرون بصوت عال كما لو كانوا يصلون للناس وليس لله. لمثل هؤلاء نقول كلمات المخلص إذ قد أستوفيتم اجركم.! (مت6: 5).٠ لأنكم تصون لتتصيدوا مديح الناس ، وليس لتطلبوا أي شيء من الرب . لقد تحققت رغبتكم ، فقد مدحتم كأنكم أتقياء ، ونلتم المجد الباطل ، إلأ أنكم اشتغلتم في عمل لا ثمر له ، لقد زرعتم فراغا وستحصدون عدما٠ هل تريدون أن نروا نهاية ما تصنعونه؟ اصغوا إلى قول المرنم داود: الله قد بدد عظام الذين يرضون الناس ! (انظر مز53: 5) والمقصود بالعظام طبغا ليس عظام الجسم ، لأنه لا يوجد أمثلة لأي أناس حدث لهم هذا ، ولكن المقصود هو ملكات الفكر والقلب التي بها يصنع الإنسان الصلاح . فقوات النفس إذن هي الغيرة التي تؤدي إلى المثابرة ، والشجاعة الروحية ، والصبر والاحتمال ، هذه الصفات يبددها الرب من هؤلاء الذين يهتمون بإرضاء الناس. لذلك ، فلكي نبتعد عن هذه الطرق الخاطئة ، ونهرب من الفخاخ التي يتعرض لها الذين يسعون إلى إرضاء الناس ، ولأجل أن نقدم للرب صلاة مقدسة ، بلا لوم ، وغير مدنسة ، فقد قدم المسيح لنا نفسه مثالأ ، إذ اعتزل عن أولئك الذين كانوا معه ، وصلى منفردا . لأنه من الصواب أن يكون رأسنا ومعلمنا في كل عمل صالح ونافع ، ليس آخر سوى المسيح الذي هو بكر بين الجميع ، وهو الذي يقبل صلوات الجميع ، والذي يمنح ، مع الرب ألآب أولئك الذين يسألونه ، كل ما يحتاجون إليه ، لذلك فإن رأيته يصلى كإنسان ، فذلك إنما لكي تتعلم أنت كيف تصلي ، وإياك أن تبتعد عن الإيمان والاعتقاد أنه إذ هو بالطبيعة الرب الذي يملأ الكل، فإنه صار مثلنا ومعنا على الأرض كإنسان، وتمم كل الواجبات البشرية حسبما اقتضى التدبير، ولكنه مع ذلك فهو الجالس في السماء مع يحتاجه ذلك الذي له ، بحق طبيعته ، كل ما للآب؟ لأنه قال بوضوح : " كل ما للآب فهو لى " (يو١٦: ١٥). ولكن خاصية الآب هي أن يكون ممتلئا من كل صلاح ومن تلك الامتيازات التي دليق بالألوهية ، وهذا أيضا هو ما للابن. والقديسون إذ يعرفون هذا يقولون " ومن ملئة نحن جميعا أخذنا " (يو ١: ١٦). ولكن إن كان يعطي من ملئه الإلهي الخاص ، فلأي شيء يمكن أن يحتاج؟ وما الذي يحتاج أن يأخذه من الآب ، كما لو لم يكن له من قبل؟ وما الذي يصلي لأجله ان كان هو مملئا ولا يحتاج إلى شيء مما للآب! نجيب على هذا فنقول: إنه بحسب طريقة التدبير في الجسد ، فهو يسمح لنفسه أن يمارس الأعمال البشرية حينما يريد ، وكما تستلزم المناسبة دون ان يلام لأنه فعل هذا فإن كان قد أكل وشرب ونام ، فلماذا يكون من غير المعقول - وهو الرب وضع نفسه إلى مستوانا ، وأكمل البر البشري — أن يقدم الصلاة أيضا ومع ذلك فهو بالتأكيد غير محتاج إلى شيء، لأنه لا ممتلئ. كما سبق أن قلنا. فلأي سبب إذن ، ولأي واجب ضروري ونافع ، قد صلى هو؟ لقد فعل هذا لكي يعلمنا ألا نتراخى في هذا الأمر بل بالحري أن نكون مداومين على الصلاة وبإلحاح شديد ، ولا نقف في وسط الشوارع . فهذا ما اعتاد أن يعمله بعض اليهود، أي الكتبة والفريسيون . ولا نجعل هذا فرصة للتباهي ، بل بالحري نصلى على انفراد وبهدوء ، أي نتحدث بيننا وبين الله وحده ، بذهن نقي غير مشثت. وهذا قد علمنا إياه بوضوح في مكان آخر عندما تكلم عن الذين يتظاهرون بصلواتهم، قائلا ٠٠ انهم يحبون ان يصلوا قائمين في زوايا الشوارع ، وفى المجامع ... أما أنت فمتى صليت فادخل مخدعك وأغلق بابك وصلى إلى أبيك الذي في الخفاء , وأبوك الذي برى في الخفاء سوف يجازيك " (مت6: 5- 6). لأنه يوجد قوم يربحون لأنفسهم شهرة التقوى ، وهم يلتفتون باهتمام إلى المظاهر الخارجية ، وهم من الداخل ممتلئون من محبة المجد الباطل . هؤلاء عند دخولهم الكنيسة ، قبل كل شيء يجولون بأنظارهم تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 70 أيها الحارون والملتهبون بالروح ، ها قد أتيتم الآن أيضا ، ونحن نرى ساحة الله المقدسة وقد غصت بالمستمعين الشغوفين ، وهدف اجتماعكم بلا شك هو هدف تقوي ، فقد اجتمعتم معا لكي تتلقوا التعليم ، ومودع العطايا الإلهية سيشبعكم هو أيضا بالأمور التي ترغبون أن ئحسبوا اهلا لنوالها ، وسيهيئ لكم مائدة روحية ، ويصرخ قائلا تعالوا كلوا خبزي -واشربوا من الخمر التي مزجتها لكم٠"(أم٩: ٥) وكما يقول المرنم: " خبز يقوى قلب الإنسان ، وخمر عقلي يفرحة " (مز104: 15). لنلك فلنقترب الآن من المائدة المهيأة امامنا ، اي لنقترب من معنى دروس الإنجيل ؛ ولنلاحظ بانتباه شديد ما هي الفائدة التي تعطيها لنا ، وما تولده فينا من الصفات اللازمة للكرامة اللائقة بالقديسين٠ يقول الكتاب ، إن المسيح : " كان يصلى على إنفراد " ومع نلك فهو الرب ، وهو ابن الرب الذي هو فوق الكل ، وهو الذي يوزع على الخليقة كل الأشياء التي بها تزدهر وتحفظ فى الوجود، وهو ليس في إحتياج على الإطلاق إلى أي شيء، لأنه هو ممتلئ كما قال عن نفسه . و,قد يتساءل أحدهم قائلا: ٠٠ إذن فما الذي تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 71 كل تواق للمعرفة يحتسبه ربنا يسوع المسيح جدير بكل ثناء ، لذلك يقول " طوبى للجياع والعطاش إلى البر لأنهم يشبعون" (مت5 : 6). لأنه من اللائق أن نجوع ونعطش باستمرار لهذه الأمور ، التي بها يصبح الأنسان محبا للأمجاد المقدسة ، وغيورا في كل عمل صالح . لمثل هؤلاء ، يكشف المسيح الطريق الذي يمكنهم به أن يحققوا رغبتهم ، ولكن معرفة كيف نصلي هي نافعة للأتقياء أكثر من كل شيء آخر للخلاص ، حتى لا نقدم طلبات غير مرضية لله القدير . كما كتب لنا الحكيم بولس " لأننا لسنا نعرف ما نصلى لأجله كما ينبغى (رو٨: ٢٦). دعنا إذن نقترب من المسيح معطي الحكمة، ونقول : " علمنا أن نصلى " (لو١١: ١)، فلنكن مثل الرسل القديسين الذين فوق كل شيء سألوه هذا الدرس الهام والخلاصي. في اجتماعنا السابق ، سمعنا الأنجيل الذي قرئ يقول عن المسيح مخلصنا جميعا إنه : " وأذ كان يصلى فى موضع " . وخاطبناكم شارحين بحسب ما استطعنا ، سر التدبير الذي بسببه صلى المسيح ، وحينما وصلنا في مناقشتنا إلى هذه النقطة ، أرجأنا ما تبقى إلى فرصة أخرى مناسبة . وها قد حانت الفرصة الآن ، فدعونا نتقدم إلى ما يتبع ، فالمخلص يقول: " فمتى صليتم فقولوا أبانا ، الذى فى السموات (مت٦: ١). يا للجود الفائق! ... ويا لطف الذي لا يبارى ، وهذا يليق بالله وحده! إنه يمنحنا مجده الخاص ، فهو يرفع العبيد إلى كرامة الحرية ، فيكلل حالة الإنسان بمثل هذه الكرامة التي تفوق قوة الطبيعة ، ويحقق ما سبق وأخبر به بواسطة الآب ، يوزع من ملئه الخاص ، كل الأشياء للجميع , ويقبل الصلوات من سكان الأرض ، ومن الأرواح التي فوق ، والجميع يكللونه بالتسابيح ، فهو بصيرورته مثلنا لم يتوقف عن أن يكون إلها ، ولكنه استمر رغم ذلك ، كما كان قبلآ لأنه يليق أن يكون دائما هو هو كما كان قبلا ، وكما نشهد الكنب المقدسة، ليس معرضا حتى إلى " ظل دوران " (يع١: ١٧). ولكن لأن ما تبقى يحتاج إلى حديث طويل ، لذلك نتوقف الآن عن الحديث، حتى لا يصير كلامنا مملا للسامعين ، ثم نعود فنشرحه لكم بمعونة الرب عندما يجمعنا المسيح مخلصنا جميعنا هنا في المدة القادمة، الذي به ومعه لله الآب التسبيح والسلطان مع الروح القدس ، إلى دهر الدهور آمين. ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس (1) “إِذْ كَانَ يُصَلِّي فِي مَوْضِعٍ ”. دونا عن الأناجيل الأخرى ذكر لوقا في معظم الأحيان صلاة يسوع قبل كل حدث أو معجزة أو تعليم إلا أن مرقس ذكر هذه الصلاة مرتين (مر1: 35) "وفي الصبح باكرا جدا قام وخرج ومضى الى موضع خلاء وكان يصلي هناك" وهى التى تقابل صلاة باكر عند المسيحيين فى الأجبية (مر 6: 46) "وبعدما ودعهم مضى الى الجبل ليصلي " أما متى فقد ذكر ان يسوع قال لتلاميذه أن يصلوا ولكنه لا يذكر صلاة يسوع بنفس المقدار الذى ذكره لوقا وكان عادة يسوع أن يصلى فى موضع ذكرته الأناجيل انه موضع خلاء أو الجبال او البرارى أما كيف عرف التلاميذ أنه يصلى إن اليهود فى العادة يضع اليهودى قبل الصلاة "التفيلين" وهما صندوقين صغيرين من الجلد يربط أحدهما على يده اليسرى والآخر حول رأسه وشالا على رأسه [ ومكتوب في كل صندوق ورقه بها آيتين من (تث 6: 4- 5) اسمع يا اسرائيل.الرب الهنا رب واحد. 5 فتحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك.] " التي تُدعى Shema ، وتعنى (أسمع لكى تفعل) (2) "لَمَّا فَرَغَ ”. أى لما فرغ يسوع من صلاته كانت حياة معظمها صلاة حتى لينطبق عليه قول الكتاب أما أنا فصلاة (مز 109: 4) لقد أثرت الصلاة العادية عند يسوع على التلاميذ والرسل وتثير إهتمامهم لقد كانت صلاته تعليما للتلاميذ ومصدر شركته وعلاقته الحميمة كإنسان يمثل البشرية كلها مع الآب. إن يسوع وسلطانه ورسالته وقوته كإنسان كانت تأتي تنفيذا لوعد الآب بالبشرية بتجسد كلمته كإنسان هو يسوع المسيح. وفوِّض يسوع إلى التلاميذ هذه القوة وهذا السلطان والرسالة، ولكن لكي يحققوا مهمتهم ، ولكن كيف تبدأ مهمتهم فى التبشير لوحدهم بدون صلاة وشركة يسوع مع ألآب ؟ لقد وضع لهم يسوع دستور المسيحية وشريعتها فى الموعظة عفلى الجبل وباقى تعاليمه ... فليصوم التلاميذ ويصلوا لأنه هكذا تكون بداية التبشير وتكوين شعبا لكنيسة يسوع على الأرض (3) " عَلِّمْنَا أَنْ نُصَلِّيَ ”. نحويا فعل أمر ماضي بسيط مبني للمعلوم. رأوا يسوع يصلى دائما لهذا شعر التلاميذ أن شيئا ينقصهم أنه الصلاة العلاقة بين الإنسان والإله الذى يملأ الكون . لقد كانوا يحتاجون إلى السلام والمعونة الذي عند يسوع. (4) " كَمَا عَلَّمَ يُوحَنَّا أَيْضًا تَلاَمِيذَه ”. ورد فى (يو 1: 29- 40) أن يعض تلاميذ يسوع كانوا تلاميذ ليوحنا المعمدان وكان التلاميذ فى ذلك الزمان كما فى هذا الزمان يذهبون من معلم لآخر حتى يستقوا كمية كثيرة من التعاليم لقد كانت مهمة المعلّم (الربّاني) أن يدرب أتباعه ويعلمهم بكل الطرق والحقائق الضرورية بكل ما يعرفه وتعلمع وأكتشفه فى حياته ليقوم تلاميذه فى المستقبل بحمل الرسالة للأجيال التالبية (لو 5: 33) إن الصلاة هى الصلة الدائمة والقوة الخفية التى تؤسس إتّكالاً على الآب يدوم مدى الحياة : بكان هذا هو مفتاح تعليم يسوع أسسه وسلمه لتلاميذه وبدم هذا المفتاح لن يدخل أحد ملكوت السماوات فماذا سيفعل الإنسان الذى لا يعرف كيف يصلى؟ وكل من فى الملكوت يصلى (لو 10: 21- 24) (5)“فَقَالَ لهم : مَتَى صَلَّيْتُمْ فَقُولُوا”. يبدو أن الكلمات التى أراد يسوع بها أن نصلى الصلاة التى تسمى (الصلاة الربانية) ما هى إلا رؤوس لمواضيع لها عمق كبير للباحثين والدارسين أن يتعمقوا فى هذه الصلاة التى يطلع عليه السهل الممتنع الصلاة الربانية التى وردتف ى لوقا كانت أقصر من التى دونها متى فى (مت 6: 9- 13) على الأرجح أن يسوع كرر تعاليمه حول موضوع الصلاة الربانية فى عدة مناسبات وأن التلاميذ أو الرسل لكانوا مختلفين فى كل مرة |
تفسير (لوقا 11: 2) 2 فقال لهم متى صليتم فقولوا ابانا الذي في السموات.ليتقدس اسمك ليات ملكوتك.لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي وبالفعل إستجاب مخلصنا لرجائهم فأعطاهم صلاة صغيرة جدا ، ولكنها تجمع فى كلماتها القليلة كل عناصر الصلاة التى يحتاج إلى أن يقدمها كل إنسان فى كل زمان وكل مكان ، هى وحدها وبذاتها كافية ووافية بكل إحتياجات البشر الجسدية والروحية ، والأرضية والسمائية ، إذ قال لهم : " متى صليتم فقولوا ابانا الذي في السموات.ليتقدس اسمك ليات ملكوتك.لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض ...." وبذلك علم مخلصنا تلاميذه ان يتوجهوا بالصلاة للرب ، مبينا طبيعته بأنه أبوهم الذى فى السموات ، فهو ليس سيد البشر فحسب ، فهم عبيده بمقتضى المعنى الذى كان سائدا فى العهد القديم ، وإنما هو فوق ذلك وقبل ذلك ، على مقتضى المعنى السائد فى العهد الجديد ، أبوهم وهم أبناؤه ، فقد رفعهم إلى مرتبة البنوة ، إذ يقول الإنجيل : " فأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا ابناء الله ، أولئك الذين يؤمنون بإسمه ، الذين ليسوا من دم ولا من مشيئة جسد ولا مشسئة رجل وإنما من الله ولدوا " (يوحنا 1: 12- 13) ومن ثم فإنه غذا كان ابوهم الأرضى يحميهم ويرعاهم ويعطف عليهم ويرأف بهم ويحيطهم بكل ما فى طاقته البشرية من الحب والحنان ، ويوفر لهم ما فى إستطاعته من أسباب الحماية والأمان ، فكم بالحرى يفعل ذلك إزائهم ابوهم السماوى الذين هم خليقته وصنعة يديه ، والذى هو أقدر بما لا يقاس على ان يوفر لهم كل ذلك بباعث من أبوته الإلهية لهم ، ومسرته الأزلية بهم ، لم تشأ رحمته الأبوية إلا ان تنقذهم من ذلك المصير الذى لا يرتضيه أب لأبناءه ، فأرسل إبنه السماوى الحبيب الذى هو من ذات جوهره ، والذى هو واحد معه معه ليخلصهم من ذلك المصير الرهيب ، بأن يبذل نفسه ذبيحة عنهم ، مكفرا بدمه عن خطاياهم ، مانحا إياهم بدلا من النقمة عطية النعمة ، وناقلا إياهم من الموت والهلاك فى الجحيم الأبدى ، إلى الحياة البدية فى ملكوت السموات ، فإذا خاطبوه فكما يخاطب الأبناء أباهم ، وبدالة هذه البنوة فليتوجهوا إليه ، وليوجهوا له ما شاءوا من صلوات وإبتهالات ، ويرفعوا إليه ما شاءوا من توسلات وتضرعات ، واثقين انه كأب محب كريم رحيم سيستمع إلى صلواتهم وإبتهالاتهم ، وسيستجيب إلى توسلاتهم وتضرعاتهم . وهذا هو إمتياز المسيحيين الذين ىمنوا بالمسيح ونالوا بالعماد المقدس الإنعام بالبنوة ، وصاروا مولودين ثانية من الماء والروح ، ميلادا من فوق ، وصار الرب لهم أبا والمعمودية . أما القول فى الصلاة بأن الآب فى السماوات ، فلا ينفى أنه فى الأرض أيضا وفى كل مكان ، ولا يحده مكان ، ولكننا نناديه فى السماوات من باب اللياقة والأدب ، لأنه بسموه وجلاله يليق به أن ينادى به فى السماوات قبل أن ينادى به فى الأرض ، لأنه فى السماء يتجلى على العرش وأمامه الملائكة ورؤساء الملائكة ، وينبغى لأبناء الرب بهذا المعنى أن يترنموا فى صلاتهم له بالتمجيد اللائق به ، لأنه ليس أباهم فحسب ، وإنما هو سيد الخليقة كلها ومالها وملكها ، قائلين فى ترنيمهم : " ليتقدس إسمك " معترفين بذلك ومقرين بأنه قدوس ، لأنه صالح صلاحا كاملاً وطاهرا طهارة مطلقة ، وجدير بأن يرنم البشر له كما يرنم الملائكة على الدوام قائلين : " قدوس قدوس قدوس " قولنا إذا ليتقدس إسمك نسأل أن يعلن إسم الرب مقدسا فى كل مكان على فم كل إنسان ، وأن تجثوا له كل ركبة فى السماء وعلى الأرض وتحت الأرض . وإذا كان للآب السماوى ملكوت تسود فيه شريعته السماوية التى هى شريعة الكمال المطلق سيادة كاملة مطلقة ، لا تنقطع ولا تنقص ولا تتنفس ولا تحدها حدود فليهلل البشر بأن يأتى ملكوته السماوى هذا على الأرض ، ويسودها بدلا ممن يسودها من شرائع بشرية ، يعتريها النقص زيعيبها الفساد ويشوبها الشر ، وتغلب عليها الشراسة ، ويشيع فيها الإستبداد والإستعباد والطغيان والظلم فمتى سادت فى الأرض شريعة ملكوت السماء الذى جاء مخلصنا ليبشر بها ويفتح للبشر أبوابه ويهديهم إلى سبله ويأخذ بأيديهم ليتوجهوا نحوه ، وينتهجوا شريعته ليكونوا أهلا لأن يصبحوا من رعاياة ، وتحررت الأرض وتطهرت من كل ما يسودها من نقص وفساد وشر وطمع وإستبداد وطغيان وظلم ، وسادتها شريعة الكمال والصلاح والعدل والسلام ففى قولنا : " ليأت ملكوتك" نطلب إمتداد ملكوت الرب إلى الأرض وإنتشار خلاصه لكل الشعوب ، كما نرجوا مجيئه الثانى فى مجده لننال الملكوت المعد لنا كوعده منذ إنشاء العالم . ولما كانت شريعة الرب هى التى تضمن مشيئته السائدة فى السماء ينبغى على البشر أن يبتهلوا إليه تعالى أن تسود مشيئته هذه ى الأرض كما هى سائدة فى السماء لأن هذه المشيئة الإلهية لا تهدف إلا لخير الكائنات كلها ، ولا سيما البشر الذين اوجدهم ليكونوا أحب الكائنات إليه وأقربهم فى طبيعتهم اللروحية من الطبيعة الإلهية ، إذ شاء حين خلقهم أن يكونوا مشابهين له فى تلك الطبيعة ، حتى إذا سقطوا فى الخطيئة ، وإنقطع إتصالهم به ، ومن ثم إنقطعت صلتهم به بسبب خطييتهم التى جعلتهم منفصلين عنه غير جديرين حتى بمجرد الإقتراب منه لأن الخطيئة نجاسة ، وهو مبرأ من النجاسة براءة مطلقة ، شاءت محبته لهم ، ورحمته بهم أن يغفر لهم خطيئتهم هذا بالتكفير عنها بدم إبنه الإلهى الحبيب الذى هو واحد معه ، وبذلك هيأ الصلح بينه وبينهم ، واتاح مرة أخرى الإتصال بهم ، واصبحوا اهلا لأن تربطهم به الصلة الأولى التى كانت بينه وبينهم ، واصبحوا مستعدين بعد تمردهم لأن يكونوا خاضعين لمشيئته ، خليقين بالإرتقاء بطبيعتهم فى ظل هذه المشيئة حتى تصبح فى النهاية مشابهة كما كانت فى البداية لمشيئته ، مستحقين بذلك أن يتحدوا به إتحادا كاملا ، كما أن أبنه فاديا متحد به إتحادا كاملاً ، وهذا هو ما صرح به فادينا ، إذ خاطب اباه السماوى وهو يسأله من أجل الذين ةيؤمنون به قائلا : " ليكون للجميع واحدا كما أنك أنت أيها الآب فى وانا فيك ليكونوا هم أيضا واحدا فينا " (يوحنا 17: 20 و 21) تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 72 لكل الذين يشتهون كلمات الله المقدسة، ها هو صوت إشعياء النبي ينادي: " أيها العطاش إلبر جميعا هلموا إلى المياة (إش 55: 1) لأن كل من يريد ، يمكنه أن يستقى من الينبوع المعطي الحياة . ومن هو يا ترى هذا الينبوع؟ واضح أنه المسيح وتعاليمه , فهو نفسه قال في موضع ما : " ان عطش احد فليقبل ويشرب" (يو٧: ٣٧) فلنأت نحن مرة أخرى كما إلى ينبوع ، هلم لنملأ أنفسنا ونشبع ذواتنا من روضة النعمة ، فداود المبارك يتحدث عنه في المزامير مخاطبا الرب الآب: " يروون من دسم بيتك ، ومن نهر نعمك تسقيهم ، لأن عندك ينبوع الحياة " (مز٣٦: ٨). لأن نهر النعم يتدفق بوفرة لأجلنا ، وكذلك ينبوع الحياة ، أي تلك الحياة التي في المسيح ، الذي تكلم عنه واحد من أنبيائه بخصوصنا هكذا : ها أنذا أنحنى إليهم كنهر سلام وافيض عليهم كسبل جارف بمجد الأمم ٠" (إش 66: 12 سبعينية) انظروا كيف يروينا المسيح بينابيع غنية من البركات الروحية ، فماذا يريد أن يلقننا من تعاليم بعد ذلك؟ إنه يقول لنا: : " ا٠ متى صليتم فقولوا : أبانا ، ليتقدس أسمك " لنتبين بأية طريقة ينبغي أن نفهم هذه أيضا. هل نحن إذن نصلى حتى أن مزيدا من القداسة يمكن أن يضاف للرب كلي القداسة؟ وكيف لا يكون هذا أمرا سخيفا وغير معقول على الاطلاق؟ لأنه لو أن الرب الذي هو فوق الكل كان ينقصه اي شيء ، لكان محتاجا لمزيد من القداسة ، لكي يصير كاملا وغير محتاج إلى أي شيء. ولكن إن كان ممظنا، كما يقول هو ، وهو كامل من كل جهة في ذاته وبذاته ، وهو مانح القداسة للخليقة من "ملئه" (إش ١: ١ ١ سبعينية) فما هي الاضافة التي يمكن ان ينالها؟ لأن كل الأشياء هي له ، وهو بالغ أعلى الكمال في كل صلاح ، لأن هذه أيضا فإنهم يطردونهم من بيوتهم ويعتبرونهم غير جديرين بأية كرامة اوتسامح أو محبة، بل إنهم يأبون ان يعوفوا بهم كأبناء، ولا يقرون بأي ميراث لهم. والآن ادعوكم لنرتفع بتقكيرنا من هذه الأمور الحاصلة معنا إلى تلك السمائية التي تفوقها٠ فأنت تدعو الله ابا ، فأكرمه بطاعة متأهبة ، وقدم له الخضوع الذي يحق له ، وعش الحياة التي ترضيه ، ولا تسمح لنفسك ان تكون عنيفا او متكبرا، بل على النقيض مذهنا خاضعا ، مستعدا بلا أى إبطاء أن تتبع اوامره حتى يكرمك هو بدوره ويجعلك شريكا في الميراث مع من هو ابنه بالطبيعة , لأنه إذا كان قد " بذله لأجلنا ، كيف لا يهبنا أيضا معه كل شيء" (رو٨؛ ٣٢) حسب تعبير المبارك بولس . ولكن إن كنت لا تراعي نفسك , ولا تبالي بسخاء النعمة التي أعطيت , فقد برهنت على أنك بلا حياء - وإن جاز القول - بلا ملح - محبا للذة اكثر من حبك للاب السماوي ، فخف إذن لئلا يقول عنك الرب أيضا ما قيل عن الإسرائيليين بفم إشعياء : " إسمعى أيتها السموات واصغى أبتها الأرض لأن الرب يتكلم ، رييت بنين ونشأتهم, أما هم فعصوا على "(إش ١ :٢). فضيع - من كل ناحية — يا احبائي هو جرم الذين يتمردون ، وإثم عظيم للغاية هو رفض الانسان (للرب) فإذن ، لحكمة بالغة - كما قلت — يمنحنا مخلص الكل أن ندعو الرب " أبا" حتى إذ نعرف جيدا اننا أبناء الرب , نسلك بطريقة تليق بمن أكرمنا هكذا ، فإنه هكذا سيقبل ابتهالاتنا التي نقدمها فى المسيح ، الذي به ومعه الرب الآب التسبيح والسلطان مع الروح القدس إلى دهر الدهور آمين. ******* "ليتقدس اسمك" إحدى خواصه بالطبيعة ٠ وبالإضافة إلى ذلك ، فمن الجهل والسخف بمكان أن يتصور الذين يصلون أنهم يقدمون توسلاتهم لا نيابة عن أنفسهم بل نيابة عن الرب . فماذا يكون إذن معنى "ليتقدس اسمك" ؟ نقول إن البشر لا يبتهلون من أجل مزيد من القداسة للرب العلي على الكل ، لأن من هو أعظم منه حتى يستطيع أن يعطيه ازدياد؟ "لأنه بدون أدنى شك الأصغر يبارك من الأكبر"(عب 7:7) ، وإنما هم بالحري يطلبون أن تمنح هذه القداسة لهم وللبشرية كلها ، لأنه حينما يكون يقيننا وإيماننا الراسخ أن الذي هو بالطبيعة الرب العلي على الكل ، هو قدس الأقداس ؛ فإننا نعترف بمجده، وجلالة الأعلى ، وعندئذ نحصل على مخافة في قلبنا ، ونحيا حياة مستقيمة وبلا لوم ، لكي عندما نصير نحن أنفسنا هكذا قديسين ، نستطيع أن نكون بالقرب من الإله القدوس - لأنه مكذوب: " كونوا قديسين لأنى أنا قدوس " (لا١١: ٤٤)، وقد قال أيضا مرة لموسى معلم الأقداس Hierophant : " سأتقدس فى أولئك الذين يقتربون منى " (لا10: 3) . فالصلاة ، إذن ، هي : ليت اسمك يحفظ مقدسا فينا ، في أذهاننا وإرادتنا ، فهذا هو معنى الكلمة " ليتقدس" وكما أن من يعاني من مرض في بصره الجسدي ولا يستطيع أن يرى إلأ قليلا وبصعوبة ، فمتى صلى قائلا ، : ٠٠ يا رب الكل ، امنحني أن ينيرني نور شعاع الشمس أيضا " ، فهو لا يقدم ابتهالاته لأجل الشمس ، بل بالعكس ، من أجل نفسه ، هكنا أيضا إذا قال إنسان: "ابانا ليتقدس أسمك " ، فهو بهذا لا يطلب أن تحدث أية إضافة إلى قداسة الرب ، لكنه بالحري يطلب أنه هو نفسه يقتني مذل ذلك الذهن والإيمان ، لكي يشعر أن اسم الله مكرم وقدوس. فهذا الفعل (التقديس) هو مصدر الحياة وسبب كل بركة ، فإذا كان الإنسان ينعطف هكنا نحو الرب ، - لا يكون هذا مدعاة لأسمى اعتبار ، ونافع لخلاص النفس؟ ولكن لا تتخيل أنه حينما يكون الذين يعتمدون على محبته ، جادين في توسلاتهم إلى الرب ، أنهم يطلبون منه مثل هذه الأمور لأجل أنفسهم فقط ، بل اعلم أن غرضهم هو أن يشفعوا لأجل كل السكان على الأرض ، ولأجل كل الذين قد آمنوا من قبل ، وس أجل كل الذين لم يقبلوا الإيمان بعد ، ولا اعترفوا بالحق . لأنهم من جهة أولئك الذين آمنوا من قبل ، يطلبون لهم أن يكون إيمانهم راسخا ، وأن يستطيعوا ممارسة أمجاد الحياة الأفضل والممتازة جدا . بينما من جهة الذين لم يصيروا مؤمنين بعد ، فهم يطلبون لأجلهم أن ينالوا الدعوة وأن تنفتح أعينهم ، وهم في هذا إنما يتبعون أثر خطوات المسيح ، الذي بحسب كلمات يوحنا هو: "الشفيع عند الآب ، لأجل خطايانا، وليس لخطايانا فقط بل لكل العالم أبضا " (1 يو 2: 1) إذن فالذى هو الشفيع عن القديسين وعن كل العالم ، يريد من تلاميذه أن يكونوا مثله . فإذن عندما نصلي لآب قائلين:" ليتقدس أسمك" ، فنحن نضع في أذهاننا أنه وسط أولئك الذين لم يحصلوا بعد على نور الحق، ولم يقبلوا الإيمان، ويزدرى باسم الرب بينهم ، لأنه لم يظهر لهم بعد أنه قدوس ومكرم وجدير بالعبادة. ولكن حالما يشرق عليهم نور الحق ويستفيقون بجهد شاق كما من ليل وظلمة ، فحينئذ يعرفون " من هو " وكم هو عظيم. ويتعرفون عليه معترفين أنه هو (قدوس الأقداس)، ومن ثم يكون لهم عواطف مطابقة وايمان لائق. تلك العبارة ، أن الله يتقدس بواسطتنا ، هو اعتراف مئا بأنه " قدوس الأقداس) وهذا لا يمنحه أية قداسة إضافية ، هذا هو ما ينبغى أن تفهموه . فقد قال أحد الأنبياء القديسين : " قدسوا الرب فيكون مخافتكم ، وإن آمنتم به يصبر قداسة لكم (اى٨: ٦٣ سبعينية). فهل نحن إذن الذين نجعل الله قدوسا ؟ هل هو عمل الطبيعة البشرية أن تمنح أي شيء للرب؟ هل الشيء المصنوع ينفع الصانع ؟ هل يتصور أي إنسان أن ذلك الذي من ملئه يوزع مواهبه بغنى على المخلوقات ، هو نفسه ينال أي شيء منا ؟ أنصت إلى ما يقوله المغبوط بولس : " أى شئ لك لم تأخذه ؟" ( ١كو٤ : ٧) لذلك فحينما قال النبي; ٠قدسوا الرب فيكون مخافتكم ويصير قداستكم " فإننا نؤكد أن ما يعلمه لنا هو: " آمنوا أنه القدوس ، القدوس، لأنكم ستهابونه تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 73 "ليات ملكوتك " أولئك الذين يحبون المال الكثير، ويشغلون ذهنهم بالثروة والربح لا يألون جهدا في اتخاذ كل ما أمكنهم من وسيلة لتحقيق ما يرغبونه ويشتهونه . ولكن مسعاهم ينتهي إلى عاقبة غير سعيدة . لأنه — كما يقول المخلص : " ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه ؟ " (مت١٦: ٢٦). أما من يحبون كلمة الخلاص ، وينقبون الأسفار الإلهية كمن يبحث عن كنز ، ويفتشون باهتمام عن الأمور المخفية فيها ، فإنهم حقدا سيجدون المعرفة المحيية التي تقودهم إلى كل المساعي الفاضلة ، وتجعلهم كاملين في معرفة تعاليم الحق . لذلك فلنبحث نحن عن معنى الفقرة التي أمامنا ، وغايتنا هي أن نفهم بذكاء ما أوصى به المخلص فقد قال إنه ينبغي علينا عندما نصلي أن نفهم هذه الطلبة : " ليأت ملكوتك" فهو يملك على الكل مع الرب الآب ، ولا يمكن أن يضاف شيء إلى مجده الملوكي ، كأن يزاد له من الخارج أو كأنه بعطى له بواسطة آخر ، ولا أن ينمو معه مع مرور الزمن ، لأن مجده الملوكي أشرق معه بلا بداية ، فهو كائن منذ الأزل وما يزال كما كان ، لذلك فهو هو إله بالطبيعة وبالحق؛ فبالتالي ينبغي أن يكون كلي القدرة ، وتكون هذه الخاصية هي له بلا بداية وبلا نهاية ، إذ يقول أيضا واحد من الأنبياء القديسين : " الرب سيملك إلى الدهر والأبد " (خره١: ١٨)، والمرنم ستغنى قائلا: "ملكوتك ملكوت أبدى " (مز١٤٤: ١٣س). وايضا : " الله ملكنا قبل الدهور " (مز٧٢: 12س). فإذا كان الله دائم الملوكية وكلي القدرة ، فبأي معنى يقدم أولئك الذين يدعون الله أبا ويقولون في توسلاتهم: " ليأت ملكوتك " ويبدو أنهم يريدون أن يروا المسيح مخلص الجميع ناهضا مرة أخرى فوق العالم لأنه سيأتي ، نعم سيأتي وينزل كديان ، ولكن ليس بعد في هيئة متواضعة معا ، ولا في وضاعة الطبيعة للبشرية ؛ ولكن في " مجد كما يليق بالله ، الذى يسكن فى نور لا يدنى منه " (١تى٦: ١٢)، ويأتي مع الملائكة فهكذا قال هو نفسه فى موضع ما : " إبن الإنسان سيأتى فى مجد بيه مع ملائكته القديسين" (مت١٦: ٢٧) لذلك، أظن أننى ينبغي أن أضيف هذا أيضا : أنه فى نهاية هذا العالم سينزل من السماء ، ولكن لا لكى يعلم . فيما بعد الذين على الأرض ، كما قيل في القديم ، ولا لكي يريهم طريق الخلاص ، إذ أن أوان هذا قد مضى وفات ؛ ولكنه سينزل ليدين العالم. والحكيم بولس أيضا يشهد لما أقول معلنا هذا: لأنه لا بد أننا جميعا نظهر أمام كرسي المسيح لينال كل واحد ما كان بالجسد بحسب -ما صنع خيرا كان أم شرا " (2كو5: 10 ) لذلك فمنبر البينونة مرعب ، والقاضي لا يأخذ بالوجوه . به وقت المساءلة؟ لا بل هو وقت المحاكمة والمجازاة . والنار معدة للاشرار وعقاب دائم وعذاب أبدي — كيف يمكن إذن للناس أن يطلبوا أن يعاينوا ذلك الوقت؟ أتوسل إليكم ثانية ، لاحظوا ، أرجوكم ، مهارة المخلص وحكمته العجيبة في كل التفاصيل ، لأنه يأمرهم أن يطلبوا في الصلاة أن يأتي هذا لوقت المرعب لكي يجعلهم يعرفون أنه يجب عليهم أن يحيوا ليس بإهمال ، ولا بانحلال ، ولا أن يخدغوا بالتسيب وحب اللذة ، بل على العكس أن يعيشوا كما يليق بالقديسين وبحسب مشيئة الرب ، لكي تكون تلك الساعة ببالنسبة لهم ، هي واهبة الأكاليل وليس النار والدينونة . لما بالنسبة للأشرار والنجسين ، الذين يملكون حياة شهوانية ومنحلة ومرتكبين لكل رذيلة ،. فلا يناسبهم بالمرة أن يقولوا في صلواتهم : " ليأتملكوتك " ، يل دعهم بالحرى يعرفون أنهم .بقولهم هنا إنما يدفعون الرب لقصاصهم ، بينما زمن عقابهم لم يحن بعد أو يظهر ، وعن هؤلاء يقول واحد من الأنبياء القديسين : " ويل للذين يشتهون يوم الرب ، ماذا يكون لكم يوم الرب ؟ يوم ظلام لا نور ، وقتاما ولا نور له " (عا 5: 18).فالقديسون إذن يطلبون سرعة مجيء الملك الكامل للمخلص لأنهم جاهدوا كما ينبغي، وصاروا أتقياء السريرة ، وهم يتوقعون المجازاة عما سبق ان فعلوه . لأنه كما ان الذين يينتظرون عيدا و" فرحا" على وشك المجئ وسيظهر بعد قليل، يتلهفون لوصوله ، هكذا يفعل هؤلاء أيضا ، لأنهم سيقفون ممجدين في حضرة الديان ، وسيسمعونه يقول : " تعالوا يا مباركى أبى ، رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم (مت 25: 34) . لقد كانوا وكلاء حكماء غيورين اقامهم الرب على أهل بيته ليقدموا لهم الطعام في حينه ، وقد وزعوا حسنا وبحكمة على العبيد رفقائهم مما قد نالوه هم انفسهم واغتنوا به من قبل لأنهم وضعوا في قلوبهبم قول الرب: " مجانا أخذتم مجانا أعطوا " (مت. ٨:١)ا وعندما أخذوا منه الوزنة لم يطمروها في الأرض ، فلم يكونوا مثل العبد الكسلان المتراخي المهمل الذي اقترب من السيد وقال: ياسيد عرفت أنك إنسان قاس ، تحصد حيث لم تزرع وتجمع من حيث لم تبذر ، فخفت ونضيت واخفيت وزننك في الأرض، هوذا الذي لك (مت 25- 42) بل على العكس تاجروا بها وربحوا كثيرا ، وقدموها مع ربحها قائلين: يا سيد وزنتك قد ربحت عشرة وزنات" (لو19: 16) ، فوهب لهم الدخول إلى كرامات أعظم . لقد كانوا ذوي غيرة قلبية حارة ، ونية مستقيمة شجاعة فلبسوا سلاح الرب الكامل درع البر ، وخوذة الخلاص ، واخذوا سيف الروح . لأنه لم يغب عنه أنهم لا يحاربون ضد لحم ودم ، بل ضد رؤساء وقوات ، ضد ولاة العالم على هذه الظلمة ، ضد اجناد الشر الروحية في السماويات (اف٦: ١٢)، فكثيرون هم الذين يجدلون لأنفسهم أكاليل الشهادة ، وباحتمالهم الصراعات حتى بذل الحياة وسفك الدم ، قد صاروا " مئظرا للعالم للملائكة والناس" (١كو٤: ٩)، وحسبوا مستحقين لكل إعجاب ومديح. وآخرون صبروا على الأتعاب والاضطهادات مجاهدين بغيرة حارة لأجل مجد المسيح. وكما يعلن بولس الرسول : فقد دخلت ذئاب خاطفة بين قطعان المسيح ، وهى لا تشفق على الرعية " (اع٢٠: ٢٩). فعلة ماكرون، رسل كذبة إ٢كو١:١٣)، يتقيأون خبث الشيطان وحقده : " ويتكلمون بأمور ملتوية " (اع٢٠: ٣٠)، ليقودوا نفوس الجهلاء إلى الهلاك ، " ويجرحون ضميرهم الضعيف ", (١كو٨: ١٢). هؤلاء بتملقهم سلطات هذا العالم ، اثاروا اضطهادات وضيقات على ابطال الحق ، ولكن الأبطال لم يحسبوا كثيرا ما عانوه من آلام لأنهم كانوا ينظرون إلى الرجاء الذي لهم في المسيح ، فلم يكونوا يجهلون انهم إن كانوا " يتألمون من أجله فإنهم سيملكون معه " (2تى2: 12) ١١ فهم تيقنوا أنه فى زمن القيامة : " سيغير شكل تواضعهم ليكون على صورة جسده الممجد " (فى3: 21) إنهم آمنوا تماما بما قاله الرب عن نهاية العالم ، إنه عندما يظهر لهم ثانية من السماء: اا سيضيئون كالشمس فى ملكوت أبيهم " (مت 12 : 43) تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 74 ".لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض " توسل دلود النبى إلى المسيح مخلصر الجميع قائلا: " إهدنى إلى حقك وعلمنى أنك انت الله مخلصى." (مز25: 5) لأن الذين هم في المسيح بالإيمان هم لبذين يتعلون من الرب ، ونحن ، من بين هؤلاء ، لذلك لنلتمس منه أن يشرح لنا كلمته ، لأن كل من يريدون أن يفهموا جيدا دونما خطأ ما يريد الرب أن يعلمهم ، هم في حاجة إلى النور الإلهى إذ هو المانح لكل حكمة ، ويشرق بنوره على ذهن وقلب أولئك النين يسألونه ، وها مرنم المزامير يقول أيضا : " إفتح عينى فأرى عجائب شريعتك " (مز١١٩: ١٨). لذلك ، فلنفحص أيضا هذا الجزء من الصلاة ، لأن ما سنربحه لخلاص النفس ليس قليلا٠ لماذا إذن ، أوصى الرب القديسين أن يخاطبوا الله الآب الذي في السماء قائلين " لتكن مشيقنك كما في السماء كنلك على الأرض؟. إن هذه الطلبة تليق بالقديسين ، وهى مملوءة مديحا أيضا . إنه يليق بالقديسين أن يتوسلوا من أجل أن تسود مشيئة الرب الصالحة على الأرض ، وما الذي يهدف إليه هذا التوسل سوى أن يعيش كل البشر حياة مختارة تستحق المديح ، وأن يمارسوا ويعرفوا كل فضيلة؟ فنحن نؤكد أن الملائكة القديسين إذ يصنعون مشيئة الرب فإنهم يقيدمون في مجد في السماء لأنه مكتوب: " باركوا الرب يا جميع قواته ، يا خدامه العاملين مشيئته " (مز 102: 21 سبعينية) لأنهم بإلتزامهم بمشيئة سيدهم وبتتميمهم البر الذي يفوق الأمور البشرية، يحفظون رتبتهم العالية ، وأما ولئك الذين فعلوا بخلاف ذلك ، فقد سقطوا من رتبتهم . ولكن لكي نسير قدما ونحصر معنى الكلام باختصار ، فلنتضرع أن يمنح الرب القوة للساكنين على الأرض ، لكي يصنعوا مشيئته ويتمثلوا بالسلوك الذي يمارسه الملائكة فوق في السماء ، لذلك ، فلنتأمل بقدر ما نستطيع بأية طريقة تمارس القوات العلوية ورتب الملائكة القديسين واجبهم بنجاح ، كيف يكرمون الرب؟ هل بتقديم ذبائح دموية؟ هل بأطياب وبخور كما كان يفعل إسرائيل حسب الجسد؟ ولكنني أظن أن هذا غير معقول فكرا وقولا . لأنه من الصواب بالحري أن نؤكد أنهم يتممون خدمة روحية وليست مادية ، مقدمين دائما التماجيد والتسابيح لخالق الكل ، ومكملين البر اللائق بالأرواح القديسة. إذن فأولئك الذين يتوسلون في صلواتهم أن تتم مشيئة الرب على الأرض ، ينبغي بالضرورة أن يحيوا هم أنفسهم بلا لوم ، وأن لا يبالوا بهذه الأمور الأرضية ، بل أن يتحرروا من كل دنس ، ويقفزوا خارجا من حفرة الأثم ، مكملين القداسة في خوف الله " (٢كو٧: ١) ، وكما يقول بولس الرسول أيضا ، أنه حتى وإن كانوا يسيرون على الأرض ، تكون " سيرتهم فى السموات " (فى3 : 20) وفوق كل شيء ، فليعرف أولئك المنتمون إلى الجماعة اليهودية ، ولكنهم قد اغتنوا بالبر الذي في المسيح بالأيمان ، أنه من اللائق جدا أن يتمموا كلمة الرب ، وأن يتخلوا عن الخدمة التي تتكون من المظاهر والرموز ، ويختاروا بالأحرى الخدمة الروحية ، النقية وغير المادية ، كما يقول المخلص في موضع ما : " الرب روح، والذين يسجدون له فبالروح والحق والحق ينبغي أن يسجدوا لأن الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له" (يو 4: 24) ٠ أما كون الطريقة الناموسية للخدمة ليست هي ما يطلبه الرب ، فإنه أمر ليس من الصعب أن نراه من الكتابات النبوية والرسولي ة. لأنه يقول بفم إرميا النبى : " لماذا تأتون لي باللبان من شبا وقصب الذريرة من أرض بعيدة؟ محرقاتكم غير مقبولة وذبائجكم لا تلذ لى " (إر٦: ٢٠ س) ويقول بصوت داود: " لا آخذ من ببتك ثورا ولا من حظائرك جداء هل آكل لحم الثيران أو أشرب دم التيوس " (مز٤٩: ٩س). كما ان المغبوط بولس يوضح أيضا ان خدمة الناموس هي بلا قوة للتبرير فيقول : " ولكن أن ليس أحد يتبرر بالناموس عند الله فظاهر (غلا٣: ١١). إذن؛ فمشيئة الرب التى نصلى لأجل أن تكون على الأرض ، ليست هي ان نتطابق مع الناموس وأن نحيا بحسب خشونة الحرف ، بل أن نجتهد ان نحيا بالانجيل . وهذا يتم بإيمان صحيح بلا عيب وبحياه مقدسة لها الرائحة الحلوة لكل فضيلة ولها برهان بشهادة السلوك الصالح النبيل في كل ما هو ممتاز. ولكي اشرح لكم بطريقة أخرى معنى ما هو موضوع أمامنا، فنحن نقول أن اولئك الذين يتوسلون قائلين: " لتكن مشيئتك فى السماء كذلك على الأرض " ، إنما يصلون ان يروا توقف الخطية . لأن ناموس موسى أعطى للإسرائيليين ليكون مؤدبا لهم ، ولكن الذين استلموه قدموا اهتماما ضئيلا بوصاياه، وكانوا : " محبين للذات دون محبة الله " (2 تى 3: 2- 4) وتحولوا ليتبعوا مشيئتهم الخاصة ، فضلوا وراء تعاليم ووصايا الناس ، وقال الرب عنهم في موضع ما: " هذا الشعب يفترب إلى ويكرمنى بشفتيه ، وأما قلبهم فأبعدوه عني وصارت مخافتهم منى باطلة ، بينما يعلمون تعاليم ووصايا الناس " (إش٣٩؛ ١٣). وقال عنهم ايضآ بفم إرميا: اسمعي أيتها الأرض، هاأنذا جالب شرا على هذا الشعب ثمر افكارهم لأنهم لم يصغوا لكلامي ، وشريعتي رفضوها (إر 6: 19) هكذا كانت حالة اليهود ، ولكن الشعوب الأخرى التي انتشرت في كل الأرض كانت في ضلال بطرق مختلفة : " لأنهم عبدوا المخلوق دون الخالق "(رو 1: 5) ، وإذ اذلوا عقولهم بالخضوع للارواح النجسة ، لنلك انقادوا بواسطتهم بسرعة وبدون فهم إلى كل ما هو دنيء، وكل نوع من الشر كان مكرمإ بينهم " الذين مجدهم فى خزيهم " كما يقول الكتاب (في ٣: ٩ ١). فالقديسون بيتهلون من اجل جمبع الناس أيا كانوا ، من إسرائيل كما من الأمم ليحسبوا مستحقين للسلام الذي من الأعالي ، وأن يجدوا راحة القلب بعد البؤس الذى كانوا يقاسونه حينما كانوا واقعين في حبال الاثم الذي لم يكن لهم إمكانية الفرار منه: وإذ ينالون البر الذي في المسيح بالايمان، يمكنهم ان يصيروا أطهارا، وناجحين في كل عمل صالح. من أجل هذا يصلون قائلين: " لتكن مشيئتك ، كما في السماء كنلك على الأرض" لأن مشيئة إله الكل كما سبق وقلت - هي أن يحيا سكان الأرض بقداسة وتقوى وبلا لوم ، إذ يغسلون من كل دنس، وهم مثابرون على التمثل بالجمال الروحي للارواح العلوية في السماء ، حتى أن الكنيسة على الأرض ، كونها هي المثال المنظور والصورة ." لكنيسة الأبكار" التي في الأعالي ، تصير مرضية للمسيح ، الذي به ومعه الرب الآب التسبيح والسلطان مع الروح القدس، إلى دهر الدهور آمين. ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس (1) "أَبَانَا”. أستخدم العهد القديم العلاقة الإنسانية بين ألأب والأبن وإستخدمها بين الأنيا والإله : أ) تستخدم المقاربة في مخاطبة يهوة كآب في التثنية ( تث: 1: 31) (32: 6) ب) وتكررت هذه المقاربة فى (مز 3: 13) وتتطور فى (مز 58: 5) ليصبح أبو اليتامى ج) يُوصف شعب إسرائيل غالباً على أنه “ابن” الرب (هو 11: 1) (مل 3: 17) د) وكانت هذه العلاقة يستخدمها ألأنبياء دائما (أش 1: 2) (أش 63: 8) إسرائيل كإبن ، ويهوه كأب (أش 63: 16) (أش 64: 8) (إر 3: 4 ، 19) (إر 31: 9) كانت لغة يسوع الآرامية، ما يعني أن المواضع الكثيرة التي نجد فيھا كلمة “آب” باليونانية (Pater) تقال باللغة الآرامية (Abba) “بابا” (لو 14: 36)الكلمة العائلية باب التى تتردد بين شفاهنا فى العلاقات الإنسانية تعكس العلاقة الحميمة بين يسوع (الكلمة الذى صار جسدا) والآب؛ وإعلانه لتلاميذه والمؤمنين به يشجعنا عنحن أيضا على على أن نكون علاقة حميمية مع الآب. لقد كانت كلمة “الآب” التي يطلقونھا على الرب/يهوه تُستخدم بتحفظ في العهد القديم (وقلّما كانت تُستخدم في الأدب الرباني)، ولكن يسوع أشهر هذه العلاقة وإستخدمها بشكل واسع فى أغلب الأحيان وفى مواقف متعددة. إنه إعلان كبير عن علاقتنا الجديدة مع يهوه بالمسيح. إن السماء اصبحت بالنسبة لنا قريبة لأنه أصبح لنا أبا فى السماء ندعوه أبانا ما أجمل العلاقة بين إله فى السماء وشعبه يدعوه يا ابانا أنها خبرة عائلية محفورة فى جذورنا البشرية منذ أجيال وأجيال تصل إلى ابونا آدم إبن يهوه . ھناك عدة مخطوطات يونانية قديمة مكتوبة بالأحرف الكبيرة تبدّل كلمة “أبانا” (المخطوطاتL،B،!،P75) إلى العبارة التي نجدها في (مت 6: 9) “أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ ” (المخطوطات : .(W،D،C،A (1) " لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ ”. نحويا فعل أمر حاضر مبني للمجهول. تأتي كلمة “لِيَتَقَدَّسِ ” من الجذر “ليكن “ مقدّساً” وتشير إلى شخص لله ( 2 مل 19 : 22) (مز71: 22) (مز 78: 41) (مز 89: 18) (أش 1: 4) (أش 29: 23) (تستخدم كلمة قدوس 28 مرة فى أشعيا ) وقدوس تعنى منفصل عن الشر وقد استخدمت هذه الكلمة فى الترجمة السبعينية عن : أ) الأشياء (تك 2: 3) (عا 2: 12) ب) عن الناس 1- البكر (خر 13: 2، 12) 2- إسرائيل (خر 19: 14) 3- الكهنة (خر 19: 22) (خر 29: 21) (2أخ 26: 18) 4- اللاويين (نح 12: 47) (2) "لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ ”. نحويا فعل أمر ماضي بسيط مبني للمعلوم يشير إلى التضرع أن يحل ملك الرب الإله على قلوب البشر الآن والذي سيُكمل يوماً ما على كل الأرض. ولما ساله الفريسيون: «متى ياتي ملكوت الله؟» لو 17: 20) ملكوت لله يتم الكلام عنه في الأناجيل الإزائية (متى ومرقس ويوحنا ) على أنه: : أ) ماضٍ (لو 13 : 28) "متى رايتم ابراهيم واسحاق ويعقوب وجميع الانبياء في ملكوت الله وانتم مطروحون خارجا. " ب) حاضر (لو 17: 20- 21) اجابهم: «لا ياتي ملكوت الله بمراقبة ولا يقولون: هوذا ههنا او: هوذا هناك لان ها ملكوت الله داخلكم». (مت 4: 17) من ذلك الزمان ابتدا يسوع يكرز ويقول : «توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات». ( مت 12: 28) "ولكن ان كنت انا بروح الله اخرج الشياطين فقد اقبل عليكم ملكوت الله! " ج) فى المستقل (لو 11: 2) ليات ملكوتك (مت 6: 10) ليات ملكوتك |
تفسير (لوقا 11: 3) 3 خبزنا كفافنا اعطنا كل يوم. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي أما قولنا " خبزنا الذى للآتى اعطنا اليوم " ففى هذه الطلبة نسأل من اجل الخبز السماوى الذى هو زادنا للدهر الآتى ، أن يعطينا إياه اليوم وكل يوم ، لأن به نحيا ونتحرك ونوجد ، وأما خبزنا المادى فلا داعى لأن نطلب من اجله لأن الرب سبق فأعطاه لنا فى الطبيعة ، إذ أعطانا الحب كما أعطانا الماء لنسقيه ، والتربة لينموا فيها والهواء والنور والأملاح المعدنية التى ينموا بها ويغتذى عليها ، وما علينا إلا أن نضع الحب قى التربة ونسقيه بالماء فينمو وينضج ثم نحصده ونأكله ، وهو بحبه الأبوى وحنانه الإلهى ، يدبره ويوفره لنا فيجد كل منا ما يحتاج إليه جسده منه ، دون الحاجة إلى إلتماسه أو الضراعة من أجله ، وأما الذى يجب أن فى غلحاح ونتضرع من أجله فى جهاد وإجتهاد فهو خبزنا الذى للدهر الآتى ، ذلك الذى يأكل منه الإنسان ولا يموت (يوحنا 6: 50) وهو أولا وبالذات سر القربان أو التناول ، ثم وسائط الخلاص الأخرى التى تنمو بها حياتنا الروحية ونغتذى بها . تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 75 " أعطنا كل يوم خبزنا الضرورى " .. " خبزنا كفافنا اعطنا كل يوم " أولئك الذين يقتنون الثروات الأرضية يدعون أصحابهم الذين يودون أن يكرموهم إلى بيوتهم ، ويضعون أمامهم المأدب الفاخرة ، قاصدين بنلك أن يعطوهم الفرصة ليمتعوا ذواتهم ، مع أنهم لم يعدوا لهم شيئا أكثر مما يشبع شهيتهم للطعام المادي. أما مخلصنا رب الكل ، فلا يقدم لنا مأدبة نستمتع بها جسديا ، فهذا ليس بنافع لنا ، بل قد يكون ضارا حتى للجسد نفسه ، وإنما هو يقدم ولائم روحية لقلوب أولئك الذين يريدون أن يحيوا بالتقوى ، مانحا اياهم تعليم الإنجيل الخلاصي الذي به يصير الإنسان ممتلئا من كل صلاح ووارثا للحياة الأبدية ، وما قد قلته ، تعلمه لنا بوضوح هذه الفقرة التي أمامنا الآن ، والرب يقول: " متى صليتم ينبغي أن دقولوا : " أعطنا كل يوم خبزنا الضرورى ولكن ربما يعترض البعض قانلأ : إنه ليس من المناسب ولا من اللائق بالقديسين أن يطلبوا من الرب هذه الأمور الجسدانية ، ولذا قد يأخذون ما قيل بالمعنى الروحي ، ويؤكدون أنهم لا يسألون الخبز الأرضي أو ما هو للجسد ، بل ذلك الذي نزل من فوق ، من السماء فأعطى الحياة للعالم . وأنا أيضا بلا أدنى شك أقول: إنه من الأليق جدا بالقديسين أن يسعوا بكل جهد ليحسبوا مستحقين للعطايا الروحية ، ولكن من جهة اخرى ينبغي لنا ان نفهم أنه حتى إذا ما كانوا يطلبون مجرد الخبز العادي إلأ أنه لا لوم عليهم البتة في ذلك إذا كانوا يسألونه من الرب حسبما يدعوهم المخئص ان يفعلوا هكذا ، لأن هذا يليق بتقوى حياتهم . فيجب علينا أن نمعن النظر في المعنى المتوارى لهنه الكلمات وما يحتويه من تعليم. فالرب إذ اوصاهم ان يسألوا من اجل الخبز ، اي من اجل خبز يوم واحد ، فهذا برهان واضح على أنه لا يسمح لهم بامتلاك أي شيء، بل يطلب منهم أن يمارسوا الفقر اللائق بالقديسين. فالطلب ليس من حق من يمتلكون بل لمن هم بالحري في حاجة لم يحتاجه الجسد بصورة. ضرورية، ولا يستطيع أن يعمل بدونه. فإذا افترضنا أن واحدا ليس محتاجا إلى شيء ، وطلب من الرب العالم بكل شيء قائلا : اعطنا خبز اليوم ، فإنه يبدو بطبيعة الحال كمن يأخذ باستهزاء ، أو ربما كمن يجعل الوصية مدعاة للسخرية ، ويتصور كما يفعل البعض أن : " الرب لا يبصر وإله يعقوب لا يلاحظ (مز 94: 7) ولكن بهذه الوصية نفسها - طالما هم يسألون ما ليس عندهم نفهم أن الرب لا يروم لتلامينه أن يبتغوا الغنى الأرضي ، وهو ينهاهم في مناسبة أخرى قالأ لهم بوضوح.. " لا قلقوا من أجل حياتكم ماذا تأكلون أو ماذا نشربون ، ولا أجسادكم ماذا تلبسون لأن هذه الأمور كلها تطلبها الأمم ، ولكن اطلبوا أولأ ملكوت الله وبره، وهذه كلها تزاد لكم ، لأن أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إفى هذه كلها" (مت 6: 25- 33) ٠ وكلمة ٠٠: " إيبى أوسيوس " التي نطلق على الخبز ، يشرحها البعض بمعنى ما هو آت ، اي المزمع ان ئعطاه في العالم الآتي بالمفهوم الروحي أيضا ، في حين ان آخرين يعطون للكلمة معنى مغايرا . ولكن إذا كان حقا ان الخبز الذي يشار إليه في هذه الطلبة سيعطى في العالم الآتي ، فلماذا يضيفون "أعطنا كل يوم"؟ لأن من هذا نرى أنهم يلتمسون مؤونتهم اليومية ، وهم يسألون لا كأناس محبين للثروة بل كأحرار من كل هم أرضي. فمعنى --------- إذن ما هو ضروري وكافي. والرسول المغبوط بولس قد استخدم هذا التعبير مع تحوير طفيف عندما تكلم عن المسيح مخلص العالم قائلأ عنه : " أنه أعد لنفسه شعبا خاصا " مستعملا " بيرى أوسيوس" بدلأ من " إيبى أوسيوس" قاصدا بذلك شعب كفئ لا يعوزه الكمال فهم عندما يطلبون قوت يومي فحسب (كفافهم) يعرفون أنهم يقدمون طلبتهم كأناس أحرار من شهوة الغنى بل ويحسبونه فخزا لهم أن يكونوا معدمين تماما من كل الأدعياء الأرضية. لأنه يليق بمن تعينوا للخدمة الكهنوتية ان يكونوا خالين من كل هم وانشغال دنيوي، غير منقادين وراء تلك الأمور التي تغرق ١لذاس في الهموم وتلقى بهم كما فى حمأة، في قانورات الشهوات العالمية : "لأن محبة المال أصل كل الشرور" ومن الصواب أن أقول لمن يبتغون أن يقلعوا عن مثل هذه العيوب أنهم ينبغى أن يتركوا للعالم ما يخصه وأن يجحدوا كل الأمور الجسدية ، وأن يطلبوا من الرب فقط. ما دو ضروري لقوام الحياة ، متحدين عجز الجسد الذي لا يكف عن طلب الطعام ، ومستعدين - لو كان ذلك جائزا ٠ أن يهربوا منه تماما ، وبذا يمكن أن تطول الحياة، بل وأن يسلوا هذا بفرح عظيم ، بقبول هذا التجرد٠ لأنه كما أن أولئك الذين يعرفون كيف يجاهدون المصارعات الجسدانية ، وييرعون في ألعاب المسابقات ، يتجردون حتى من ثيابهم ، ويقفون بشهامة صامدين أمام شدة بأس مقاوميهم ، كذلك القديسون إذ يتخلصون من كل الهموم الدنيوية والشهوات الجسدانية ، بل ولا يبالون حتى أن يقتنوا وفرة من القوت ، متجردين - كما قلت -لمقاومة إبليس وكل أعوانه أعداء الحق ، فإنهم يكرسون أنفسهم تماما للجهاد الموضوع امامهم في الخدمة الكهنوتية ، فينالون النصرة كمجاهدين. وهذا ما يقوله أيضا الرسول بولس في إحدى رسائله (٢تى٢: ٤) عن أولئك الذين يحاربون في الجسد: " ليس أحد وهو يتجند يرتبك بأعباء الحياة لكى يرضي من جنده ، لأنه ليس من محارب يذهب إلي معركة وهو محمل بأشياء زائدة عن الحاجة ، بل فقط تلك المعدات الضرورية المناسبة للمحاربين. إذن يليق بالقديسين، كأناس أعطي لهم أن يجاهدوا ليس فقط ضد: " دم ولحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة عالم ظلمة هذا الدهر مع أرواح الشر في السماويات " (أف٦: ١٢)، يليق بهم أن يمنطقوا حسنا أحقاء ذهنهم حتى لا يكونوا معرضين لضربة أولئك الخصوم الذين يقاومونهم ويحاربون ضد الرسالة التي يكرزون بها . ومن اللائق بهم أيضا أن يكونوا ذوي غرض واحد في حياتهم ، بمعنى أن يفكروا ويسعوا فقط فيما يرضى الرب ، وأن لا يسمحوا بأن يتسرب إليهم شيء من هذا العالم ، بل إذ يكونون كلهم مقدسين بالتمام وبلا لوم ، فإنهم يجعلون حياتهم ذبيحة مقدمة للرب ، لأنه مكتوب أن : " كل تقدمة كاهن تحرق بكمالها " (لا6: 23) . لأن حياه محبى العالم تكون منقسمة (بسبب هم العالم) بحسب تعبير القديس بولس، أما حياة القديسين فليست كذلك ، إذ أنهم كرسوا حياتهم بالكامل وتقدسوا تماما، فتنبعث منهم رائحة طيبه أمام الرب . وهذا هو ما نقول عنه إنه " محرقة كاملة " أو " تحرق بكاملها " ولكن إذا نجد شيء ما غير مقدس في أية تقدمة فإنه يلوث النبيحة ويغيرها ويقسمها أو بالحري يختلط النجس بالطيب. وتتلاشى رائحته الطيبة ، فمحبة المال إذا تسربت إلى حياة القديسين فهي تكون كشيء كريه الرائحة ، وكنلك القلق من أجل أمور الجسد ، لأن الرب في كل مكان قد وعد القديسين انهم لن يكونوا في عوز إلى شيء. فإذا كنا لا نثق انه سيمنحنا هذا ، فقد صرنا شركاء اليهود في عدم إيمانهم ، لأنه عندما أخرج الرب الكلى القدرة لهم ماء من الصخرة ، بطريقة إعجازية لا يعبر عنها -تذمروا عليه قائلين: " هل يقدر الله أن يرتب مائدة فى البرية "؟اا (مز٧٨: ٩ ١). ولماذا لا يقدر، ولماذا لا يعطي ما قد وعد به؟ لأنه إذا كان الناس نو السجايا الحسنة يكونون دائما اوفياء لما تنطق به افواهم ، فكيف يكون الرب الذي هو اسمى من الجميع غير صادق فيما وعد به ، بل إن البشر بعد أن يعدوا بشيء صالح ، كثيرا ما يعجزون ان يوفوا بما وعدوا ، اما هو الذي لا يشوبه ضعف ، بل هو رب القوات ، الذي يفعل كل ما يريد بلا مشقة بل بكل سهولة ، كيف لا يتمم كل ما يعد به البشر. إذن فلنساله ونحن " ملقين كل همنا عليه " (١بط٥: ٧)، ما يكفي لحياتنا، أي الطعام والكساء وكل ما يقوم بضروريات الحياة متجنبين كل رغبة في الغنى، لأن ذلك يهدد حيانتا بالدمار ، وإن كانت هذه هي إرادتنا فإن المسيح يقبلنا ويياركنا ؛ الذي به ومعه الرب الآب التسبيح والسلطان مع الروح القدس إلى دهر الدهور آمين. ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس (1) “أَعْطِنَا كُلَّ يَوْمٍ ”. نحويا فعل أمر حاضر مبني للمعلوم. نجدها في متى فعل أمر ماضٍ بسيط مبني للمعلوم. تُشدد الآية 3 على اتّكالنا اليومي الدؤوب على لله نطلب منه يوميا ويعطينا أليس هو أبونا وراعينا ألم يقل (مت 7 :7 ) اسالوا تعطوا اطلبوا تجدوا اقرعوا يفتح لكم. (مت 7 :8 ) لان كل من يسال ياخذ و من يطلب يجد و من يقرع يفتح له (مت 7 :9 ) "ام اي انسان منكم اذا ساله ابنه خبزا يعطيه حجرا. " إذا كان البشر يعطون أولادهم عطايا جيده فما بالك أنت يارب الحنون علينا ھذا أحد الأمثلة عما يؤكده والجدال يدور على النحو التالي: متى يستخدم الماضي البسيط، ما يدل على المنح لمرة واحدة ونهائية (أي التحقيق الأخروي)، ولكن لوقا يستخدم المضارع، ما يدل على منح عادي (يومي) عبر الزمن. قد يكون ھذا صحيحاً. وإن بولس، صديق لوقا ورفيقه في العمل التبشيرى ، يؤكد أيضاً على مجيء ثانٍ مؤجل في 2 تسا (أحد أسفار بولس المبكرة) وهذه الفكر وارد فى الكنائس التى تقول خبزنا كفافنا أعطينا اليوم والأخرى التى تقول خبزما الآتى أعطينا اليوم (2) "كُلَّ يَوْمٍ ”. يستخدم لوقا العبارة (kath’ hemeran) في معظم الأحيان يستخدم عبارة كل يوم (لو 9: 23) وقال للجميع: «ان اراد احد ان ياتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني. (لو 11: 3) (لو 16: 19) (لو 19: 47) (لو 22: 53) (أع 2: 46- 47) (أع 3: 2) (أع 16: 11) (أع 17: 11) إن هذه العبارة تشير إلى العمل المتكرر والمتواصل والمتجدد يوميا بلا فتور أو تقصير إنه عمل فى حقل الرب (3) "كَفَافَنَا”. كتب لوقا البشارة باللغة اليونانية والكلمة اليونانية المترجمة في العربية “كفافنا” تعني أصلا “يومي “ (epiousios) ” : ولا تتكرر كلمة كفافنا إلا هنا فقط وفي (مت 6: 11)وهى تُستخدم في إشارة إلى سيّد يعطي عبداً ما يكفي من الطعام لينجز المهمة المخصصة له لذلك اليوم (بردية Koine التي وُجدت في مصر) وكان الطعام يقدم لمن يقوموا بالعمل فى تشييد المعابد أو الأهرامات لفرعون مصر وتحول هذا النظام إلى ما يسمى بـ الجراية فى فبعد أن احتل الإسلام مصر مصر فرضوا على الأقباط ما يسمى بالجراية (الجراية غير الجزية) وهى مخصصات من القمح والملابس وطعام للخيول .. ألخ تعطى للجنود الغزاة . يبدو أن التركيز ھ فى هذه ألاية على ما يلي: أ) هذا تشبيه إلى أن الفاعل مستحق أجرته وجزاء الإيمان وعملنا فى حقله أن يعطى السيد لارب ما نطلبه ونسأله لأنه أبونا يعولنا ومن ناحية أخرى حاجة المؤمنين فى الصلاة هو السؤال واللإتّكال على الرب بشكل دائم والثقة بأنه سيعطينا كما يعطى السيد عبده والأب أبنه ب) إعالة لله لنا على أساس يومي مستمر طيلة حياتنا (استخدام المصطلح اليوناني)، وليس لمرة واحدة ونهائية لأنه دائم الوجود فى حياتنا والكلمةكفافنتا يمكن أن تحمل أيضاً معنى الآتى أى فى الآخرة على “خبز المستقبل أو الدهر الجديد”. وهذا يعني أن الملكوت حاضر الآن فينا إن تعليم يسوع عن الملكوت يعنى “الحاضر ومع ذلك المستقبلي”. (4) "خُبْزَنَا”. يفهم من كلمة خبزنا ما يلى : أ) الخبز المادي ب) خبز الأفخارستيا (أع 2: 46) ج) الخبز كإشارة إلى كلمة الإله الذى هو يسوع المسيح (مت 4: 4) (لو 4: 4) د) يسوع نفسه (يو 6: 41، 48، 51، 58) هــ ) الخبز المسيانى (لو 14: 15) يبدو أن المعنى الحرفي هو الذى قصده يسوع ولكنها تُستخدم للإشارة إلى التدبير الإلهى لجميع حاجات المؤمنين اليومية. |
تفسير (لوقا 11: 4) 4 واغفر لنا خطايانا لاننا نحن ايضا نغفر لكل من يذنب الينا.ولا تدخلنا في تجربة لكن نجنا من الشرير أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي كما أنه لبلوغ تلك الغاية العظمى والعليا ، وهى الإتحاد بالرب ، ينبغى على البشسر أن يبتهلوا إلى أبيهم السماوى أن يغفر لهم ما عليهم غذاءه من ذنوب وآثام وخطايا ومن صغائر مهما بلغ من ضآلتها ، ما دامت تضمن إساءة إليه لا تؤهلهم لأن يكونوا جديرين بالإقتراب منه أو جديرين آخر الأمر بالإتحاد به ، أى أننا نطلب تجاوز ربنا عن سيئآتنا كلها ، ما صنعناه بإرادة ، وما صنعناه بغير إرادة ، خطايانا التى إرتكبناها بعلم ، والتى إرتكبناها بجهل وبغير علم ، خطايانا الخفية والظاهرة ، وهذا هو معنى "ما علينا " اى كل ما نحن مدينون به للرب من خطايانا الثقيلة والخفيفة ، المميتة وغير المميتة ، بيد أنه لا يحق للناس أن يطلبوا هذا الغفران من أبيهم السماوى ، إلا ‘ذا كانوا هم أنفسهم يغفرون لكل من اساء إليهم ، لأنهم ، كما قال فادينا ، بالدينونة التى بها يدينون يدانون ، وبالكيل الذى به يكيلون يكال لهم ( متى 7: 2) وإلا فكيف يطلب الغفران لنفسه من لا يغفر هو لغيره؟ لذلك قال فادينا : " إن غفرتم للناس زلاتهم فإن اباكم السماوى يغفر لكم أنتم ايضا زلاتكم ، أما إن لم تغفروا للناس زلاتهم ، فلن يغفر لكم ابوكم زلاتكم (متى6: 14- 15) ولما كانت حياة البشر على الأرض مليئة بالشهوات والمغريات التى كثيرا ما تدفع بهم إلى الخطيئة ، فتبعد بهم عن أبيهم السماوى ، وعما يريده لهم من خير وما يريده منهم من صلاح ، كما أنها مليئة بالألام والضيقات ، التى كثيرا ما تدفع بهم إلى ترك أبيهم السماوى أو اليأس من عنايته ورعايته وحنانه ورحمته ، فيكون فى هذا او ذلك تجربة لإيمانهم قد تؤدى بهم إلى السقوط فيما يبعدهم عن ذلك ألاب القدوس الرحيم الحنون ، أو فيما يقطع صلتهم به تماما ، وبذلك يخفقون فى بلوغ تلك الغاية التى يتطلعون إليها ، وهى الإقتراب منه والإتحاد به وينبغى عليهم أن يضرعوا فى صلاتهم إليه أن يجنبهم امثال تلك التجارب التى من شأنها أن تؤدى بهم إلى الهلاك الأبدى ، وإذ كان الشيطان هو أكبر وأخطر المغريين للبشر بإرتكاب الخطيئة فى حق أبيهم السماوى ، وأشر المحرضين إياهم على الإبتعاد عنه والكفر به ، ينبغى عليهم أن يضرعوا فى صلاتهم إليه ان ينجيهم من شره ومكره ووسوسته وغدره ، لأن أباهم السماوى هو القدير وحده على أن ينتهر الشيطان ويقهر قوته ويكسر شوكته ويأمره ان يبتعد عن المؤمنين الصالحين المبتهلين إليه ، فيأتمر بأمره ويخضع صاغرا لمشيئته ، وقد اضافت الكنيسة هنا عبارة : :" بالمسيح يسوع ربنا" وذلك بعد أن تمم يسوع تدبير الفداء والخلاص بصليبه فصار هو وحده فادينا ومخلصنا . تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 76 "واغفر لنا خطايانا لاننا نحن ايضا نغفر لكل من أساء الينا " ان إشعياء النبي المبارك عنبما كان يتنبأ عن طريق الخلاص بالكرازة بالإنجيل، نطق هكنا قائلا في موضع ما: "وستكون هناك طريق مستوية يقال لها الطريق المقدسة " ا(إش٣٠: ٩س)، لأنها تقود أولئك الذين يسلكون فيها إلى القداسة بعبادة روحية وبر أعلا من الناموس. ويحضرنا كذلك ما يقوله المسيح لمن يحبونه: " الحق أقول لكم ، إن لم يزد بركم على الكتبة والفريسين فلن تدخلوا ملكوت الله " (مت 5: 10) وأقول إنه من واجب من دعوا بالإيمان إلى معرفة مجد المسيح مخلصنا جميعا ، وقد اتخذوه رأسا لهم أن يفرحوا في تمثلهم بأعماله ، وان يكونوا جادين في أن يجعلوا نورهم يضيء بالسيرة المقدسة التي لم تكن لهم قبل ان يأتوا إلى الايمان: : لأن كل الأشياء قد صارت جديدة ٠فى المسيح " (٢كو٥: ١٧). فالرب يطلب من تلاميذه ان يكونوا ودعاء بطييء الغضب ، حنى يستطيعوا ان يقولوا بلا لوم في صلواتهم : " واغفر لنا خطايانا لأننا نحن أيضا نغفر لكل من اساء الينا " يا لعظمة حكمة الرب العجيية وعمق غنى معرفته الفائقة ! إنه يطلب منهم. أولأ أن يسألوه الغفران عن خطاياهم التي ارتكبوها ، وبعد نلك ان يعرفوا انهم يغفرون ايضا كلية للآخرين ، وكأنهم يسألون الرب ان يطيل إناته عليهم كما يفعلون هم ايضا مع الآخرين ، وان يعاملهم بمثل اللطف الذي يمارسونه هم مع العبيد . إنهم يتوسلون ان ينالوا نفس الكيل من الرب الذي يعطي بعدل ، ويعرف كيف يظهر الرحمة لكل إنسان. فتعالوا بنا نسعى لندرك بوضوح أكثر معنى هذه الصلاة ، بالتعمق في هذا المقطع الذي امامنا والتدقيق فيه. فكما قلت: ان الرب أوصانا عندما نتقدم إليه أن نقول: " أغفر لنا خطايانا" فلنفحص معا من فضلكم ما هي المنفعة التى ننالها من هذه الصلاة. فالذىن يتوسلون أى الرب هكذا، ليسوا متشامخين ، و.هم لا يرتأون - فى نفسهم أمورا عظيمة، ولا يتعالون على الضعفاء ، بل كما يقول الكتاب : " هم قضاة لأنفسهم (أم 13: 10 سبعينية) فهم ليسوا مثل ذلك الغريسي ، الجاهل والمتكبر ، الذى تجاسر حتى على أن يجعل الرب نفسه شاهدا له ، حسبما يقول ذلك المثل " إنسانان صعدا إلى الهيكل ليصليا ، واحد فرسي والآخر عشار أما الفريسى فوقف يصلى فى نفسه هكذا : اللهم أنا أشكرك أنى لست مثل باقى الناس الخاطفين الظالمين الزناة ولا مثل هذا العشار ، أصوم مرتين فى الأسبوع وأعشر كل ما أقتنيه وأما هذا العشار فوقف من بعيد لا يشاء أن يرفع عينيه نحو السماء بل قرع على صدره قائلا : " أرحمنى أنا الخاطئ أقول لكم إن هذا نزل إلى بيته مبررا دون ذلك " (لو 18: 10 - 14) . فانظروا كم هو مهلك للنفس أن يتعالى الإنسان بنفسه على الضعفاء متوهما أن سلوكه غير معرض للوم من اي ناحية مطلقا . بل بالحري . ينبغى علينا أن نضع في اعتبارنا على الدوام ونفكر : " أننا فى أشياء كثيرة نعثر جميعا " (يع٣: ٢) بل ويمكننا أن نقول إننا دائما نخطئ ، وأحيانا حتى بغير إرادتنا ، لأنه مكتوب: ٠ من يستطيع أن يدرك خطاياة ؟ " (مز١٨: ١٢س)، وها هو منشد المزامير المغبوط يتوسل إلى الربه بحرارة وبصراحة تامة قائلأ : " من الخطايا المستترة ظهرنى ، ومن المتكبرين إحفظ عبدك ، فلا يتسلطوا على ، حينئذ أكون بلا لوم ، وأتنقى من خطية عظيمة " (مز١٨: ٢٣ س) وكذلك أيضا ايوب الذي كان مثالا عظيما في الصبر ، نراه يقدم ذبائح عن خطايا ابنائه ، غير المعروفة ، و بالأحرى غير المكتشفة ، قائلأ: " ربما أخطأ أبنائى وجدفوا على الله فى قلوبهم (اى1: 5)، ونذكر ايضا بولس ذا الحكمة العالية للذي عندما كتب قائلا : " فإنى لست أشعر بشئ (من الخطأ ) في ذاتى ، أستدرك قائلا : " لكنى لست بذلك مبررا ولكن الذى يحكم فى هو الرب (١كو٤:٤)، إنن من النافع لنا جدا وعلى الدولم . ونخر ساجدين أمام الرب الذي ؤهب كل ما هو صالح ونقول:" إغفر لنا خطايانا " ، فهو قد قال بفم أحد أنبيائه القديسين : " اعترف أولا بتعدياتك لكى تتبرر " (إش٤٣: ٢٦س). وإذ لم يكن هذا المبدأ ؛ مجهولا لدى المغبوط داود انشد هكذا في مزاميره : " قلت أعترف للرب بذنبى وأنت غفرت إثم قلبى " (مز 31: 5)٠ لأن الله سريعا ما يرضى على الإنسان ويتراءف على من لا يتناسون ذنوبهم ، بل يسقطون على وجوهم امامه ويسألونه الغفران ، إلأ أنه شدد بحق وعدل على قساه القلوب والمتكبرين ، وعلى كل من يسعى بمنتهى الجهل ان يبرئ نفسه من اللوم ٠ فالرب قد قال لمن هو على مثل هذا الحال : ها انذا أحاكمك لأنك قلت ، أنى لم أخطئ (إر٢: ٣٥)، لأنه ٠من يمكنه ان يفتخر بأن له قلبا نقيا؟ او من يقدر ان يتجاسر ويقول إنه برئ من الخطايا؟ إذن فالطريق المؤدي إلى الخلاص والذي ينقذ الجادين في السير من غضب الرب ، هو الإقرار بالذنوب ، وان نقول في صلواتنا لمن يبرر الأثيم : " إغفر لنا خطايانا " هناك ايضا طريقة اخرى ننتفع بواسطتها: فأولئك الذين يعترفون بحق انهم أخطأوا ، ويريدون ان ينالوا الصفح من الرب ، فهؤلاء بالضرورة يهابونه باعتباره انه هو الذي سيكون الديان ، فهم لا يمكنهم أن ينسوا انهم سيقفون امام كرسي دينونة الرب الرهيب ، وكما يكتب بولس الحكيم جدا: ٠" لأنه لا يد أننا جميعا نظهر أمام كرسي المسيح لينال كل واحد ما كان بالجسد بحسب ما صنع خيزا كان ام شرا" ( 2كو 5: 10) إن اولئك الذبن يضعون في اعتبارهم أنهم لابد انهم سيقفون امام كرسي الديان ويعطون حسابا عما فعلوا ، وانهم إذا أخذوا بجريرة ما ، فسوف يقاسون عقابا مريرا ، او سبمدحون إذا ما كانوا قد سلكوا سلوكا حسنا وعاشوا حياة فاضلة في الجسد على الأرض. مثل هؤلاء ، من جهه ، سيتوقون إلى الصفح عما ارتكبوا من خطايا حتى ينجو من العناب الذي لا نهاية له والعقوبة الأبدية ، ومن جهة اخرى ، فإنهم يهتمون بأن يحيوا باستقامة ويسيروا سيرة لا عيب فيها ، حتى يمكنهم أن ينالوا الإكليل اللائق بحياتهم الفاضلة ، لأنهم بهذا سيتلطف بهم الديان ، ولن يذكر لهم شيئا مما عملوه من سيئات ، فالرب يقول:" شر الشرير لا يؤذيه يوم يتوب عن شره" (حز٣٣: ١٢س). ولكن لا يتوهم أحد، انه يحق لكل الناس بلا تفرقة أن يقولوا: " إغفر لنا آثامنا " ، فإنه لا يليق بمن يستمرون البقاء في شرورهم أن يقولوا: " أغفر لنا خطايانا " ، بل لمن تخئوا عن رذائلهم السابقة راغبين بكل جدية أن يحيوا كما يليق بقديسين ، وإلأ فلا شيء يمنع فعلة الشر ، ضاربي الآباء وقاتلى الأمهات ، والزناة والسحرة ، وكل من ارتكب مثل هذه الجرائم الأشد شناعة ، أن يستمر في فعلها ويعزز وجود دوافعها الشريرة كما هي بدون تغيير ، وينجس نفسه بكل الأفعال الدنيئة ، ثم يتقدم إلى الرب بجسارة ويقول: " أغفر لنا خطايانا " لهذا السبب فإن مخلصن العالم ورب الكل لم يختم هذه العبارة عند هذا الحد ، بل أمرنا أن نضيف قائلين: " لأننا نحن أيضا قد غفرنا لكل من أساء إلينا " فإن هذا لا يدتاسب إلا مع الذين قد اختاروا لأنفسهم الحياة الفاضلة، وساروا بلا تراخ في طريق مشيئة الرب ، تلك التي هي كما يقول الكتاب: صالحة ومرضية وكاملة (رو٢ ١: ٢). هؤلاء يتحلون بطول الأناة ، ولا يلومون الذين أساءوا إليهم . وحتى إذا ما أساء إليهم أح د، فإنهم لا يفكرون في هذا الأمر . فبطء الغضب هو فضيلة ممتازة ، وهو ثمرة نلك المحبة التي قال عنها الرسول الحكيم إنها : " تكميل الناموس " (رو١٠:٦٣). ثم تأملوا معي في جمال هذه الفضيلة الفائقة ولو بالمقارنة مع قبح الرذيلة المضادة لها، -لأن الغضب في الواقع هو مرضى خطير ، ومن استسلم له بفكره صار إنسانا حاد الطبع ، نكدا ، عنيفا ، وعنيدا ، ومرتعا خصبا للغضب والصياح ، وإذا ما استمر المرء على هذا الحال وقئا طويلاة لكان من الصعب شفاؤه، بل، وأكثر من نلك نجده دائنا ينظر بعين شريرة لكل من أساء إليه فهو يترقيه بحقد شديد ، متطلعا إلى متى وأين يمكنه أن يلحق الضرر به ، وهذا في أغلب الأحيان لا يكون كيلا بكيل ، بل مرات كثيرة يكون الانتقام أشد من الإساءة بكثير ان مثل هذا الإنسان لا يكف عن تدبير المكيدة في الخفاء . ألا يكون مثل هذا قد عرض نفسه لكل العيوب ، بل ويكون مبغضا للرب ومرفوضا منه ، وبالتالي يكون في غاية البؤس ؟ كما هو مكتوب:: " أماسبل الغضوب فهى إلى الموت" (أم٢٨:١٢ س) ولكن الانسان البسيط القلب غير الغضوب يتسم أول ما يتسم بالاحتمال، إلا أن الاحتمال الذي يمارسه البشر ليس بنفس القدر كالذي يأتي من فوق ومن الرب ؛ فإنسان الرب الذي لا يستسلم قلبه لانفعال الغضب ، بل يسود عليه ويتحكم في نفسه أمام كل إثارة مكدرة تنشأ فيه. إنه صفوح وعطوف على كل رفقائه ، لطيف وودود ومترفق بضعف قريبه - وهذه كانت سجايا تلاميذ المخلص — وها هو المغبوط بولس يكتب قائلآ: نشتم فنبارك ، نضطهد فنحتمل ، يفترى علينا فنعظ" (١كو٤: ١٣،١٢). لأنهم تمثلوا بربهم: " الذى غذا شتم لم يكن يشتم عوضا ، وإذ تألم لم يكن يهدد بل كان يسلم لمن يقضى بعدل (١بط٢٣:٢) فنحن إذن ينبغي علينا أن نطلب من الله مغغرة خطايانا التي ارتكبناها عندما نكون نحن أنفسنا قد سبقنا وغفرنا لمن أساء إلينا في أي شيء ، بشرط أن تكون خطيتهم ضدنا وليس ضد مجد الله الكائن على الكل ، لأنه ليس لنا سلطان على هذه الأخيرة ، بل على تلك التي تكون قد ارتكبت ضدنا نحن ، وهكذا ، بالصفح لإخوتنا عما عملوه في حقنا فإننا يقينا سنجد المسيح مخلص الكل مترفقا بنا مستعدا أن يظهر رأفته ، الذي به ومعه للرب الآب التسبيح والسلطان مع الروح القدس إلى دهر الدهور آمين. تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 77 " لا تدخلنا في تجربة " هلموا يا جميع من تحبون أن تكملوا المشيئة الإلهية ، ويا من تشتاقون بغيرة حارة أن تسلكوا حياة لا عيب فيها ، هلموا لنقترب من الرب الكائن على الكل ، ونتوسل إليه قائلين: " عرفنى يارب طرقك وعلمنى سبلك " (مز٢٤: ٤س) لأن كل حكمة وفهم هما منه ، معرفة كل صلاح تأتينا من فوق من العرش الفائق العلو ، كما من ينبوع ، ولا يستطيع إنسان أن يكمل أي شيء يستحق المدح ما لم يأخذ القدرة على نلك منه.والروح القدس يقول في سفر المزامير: " تشددوا ولتتشجع قلوبكم يا جميع المتكلين على الرب " (مز ٣٠: ٢٤س). والمخلص نفسه يقول في موضع ما: طوبى لكم إذا إضطهدوكم وهذا ما.يعلمنا تجاه الرب نفسه قائلا : " بدونى لا تقدرون أن تفعلوا شيئا " (يو15: 5) . فالرب الذي يعطي لكل الناس كل الأشياء التي يمكنهم أن يفتخروا بها عن حق ، هو نفسه يقودنا الآن إلى أمر آخر من تلك الأمور الضرورية لخلاصنا. فهو يوصينا عندما نقف للصلاة أن نقول " لا تدخلنا في تجربة " بهذه الكلمات يختم القديس لوقا الصلاة ، أما القديس متى فنجده يضيف: " لكن نجنا من الشرير " (مت٦: ١٣)، ويوجد تقارب كبير بين كلا النصين: فمن الواضح أن من لا يدخلون في تجربة ، فهم أبضا ينجون من الشرير ... وإذا قال احدهم: إن عدم الدخول في التجربة يساوي النجاة منها، فمثل هذا لا يكون قد حاد عن الصواب . ولكننا لنتأمل في هذا: هل يريد مخلص ورب الكل لأحبائه ان يكونوا جبناء؟ أو أن يكونوا متكاسلين واذلاء مفضلين تجنب الرب يتوج ذاك الذي يضطهد بمثل هذه الكرامات العظيمة ، وإن كان الاضطهاد هو بلا شك تجربة ، فبأي معنى يوصيهم الرب أن يتفادوا التجربة؟ إن الذين يدخلون المباريات الرياضية ويوجدون مستحقبن للتكريم وتصفيق الأيدي ، لا يحصلون على نلك من فراغ أو بدون بذل مجهود أو هم نائمون على بساط الراحة ، بل بعد كدأ وعناء شديدبن في تدريبات عنيفة. كذلك فالرجل المتضع جيدا في فن التكتيك الحربي ، والشجاع المحئك في المعارك ، لا يعرف في السلم ، بل عندما يرى هذا الإنسان منازلأ شديد البأس مقابل عدوه فإذا كان الأمر كنلك ، فلماذا نرى الرب وكأنه يعوق محبيه عن الدخول في الجهاد بجعلهم يقولون:" لا تدخلنا في تجربة " نجيب على هذا بقدر ما يمكننا من فهم ، فنقول: إن الرب لم يرد لتابعيه أن يكونوا مستضعفين أو كسالى في أي طريق آخر ، بل إنه يستحثهم ان يكونوا شجعائا في كل الأمور الجديرة بالمديح قائلأ لهم:" أدخلوا من الباب الضيق لأنه ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذى يؤدى إلى الحياة الأبدية وقليلون هم الذين يجدونه " (مت 7: 13) فينبغي إذن أن يكون لنا غيرة روحية دائمة وطول أناة ، وأن يكون لنا فكر ثابت لا يتزعزع في الملمات مهما كانت ، مثلما كان للمغبوط بولس عندما قال : " من سيفصلنى عن محبة المسيح أشدة ام ضيق أم اضطهاد ام جوع أم عرى ام خطر ام سيف ؟ (رو٨: ٣٥). ولكن حتى إذا ما تسلحنا بهذه النية وبلغنا إلى هذه الدرجات من الشجاعة ، إلا أنه ينبغي علينا أن نفكر باتضاع عن أنفسنا ونكون : " مساكين بالروح " حسب قول المخئص (مت 5: 3)، ولا نتصور دائما أننا دائما سنتغلب على كل التجارب بالضرورة. لأنه يحدث أحيانا أن يداهم عقل الإنسان فزع لا يحتمل ، ينزل به إلى خوف ساحق، كما يفعل الشيطان المبغض لكل خير، وإن عنف التجربة قد يهز أحيانا عقل أشد الناس شجاعة. مثلما تفعل لطمات الأمواج العنيفة التي لا تطاق ، فتحطمم أمتن السفن بناء وأكبرها حجما. وهكذا فإن العدد الكثيف من القذائف التي ترشقها أيدي العدو من شأنها ان تجعل أشد الجنود بسالة يولي الادبار ، إذ لا ينبغى لأحد أن يثق في نفسه بزيادة غير مبال بمصادمة التجارب مهما كان شجاعا ورابط الجأش ، بل بالحري يجب ان نعرف ضعف ذهننا ، وليكن لنا مخافة متزنة لئلا نكون مثار سخرية امام الذين يجربوننا بكوننا غير قادرين على تحمل شدة القتال. لذلك ، فلنصل أن لا ئجرب ، لأنه أمر صعب ان نفر من التجربة ، كما انه أمر صعب بالنسبة لمعظم الناس ان يصمدوا إلى النهاية ، ولكن إذا ما دعت الضرورة وألقينا فيها رغما عنا ، فلابد ان ندخل المعركة باذلين اقصى جهدنا ونصارع من اجل نفوسنا ، غير هيابين البتة ، بل بالعكس فإننا ئتذكر ما قاله لنا المسيح مخلص الكل : " لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون ان يقتلوها ، بل خافوا بالحري من الذي بقدر ان يهلك النفس والجسد كليهما فى جهنم " (مت10 : 28) وكما كتب ايضا ذلك الرسول القديس الذي قال: " طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة، لأنه إذا تزكى ينال أكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه " (يع١: ١٢). هناك ، على اي حل ، انواع عديدة من التجارب: منها اثتتان عامتان وشائعتان ومنتشرتان جدا في كل مكان ، ومن اللائق بنا ان نخبركم بهما : إذ توجد في العالم هرطقات كثيرة ، ويوجد رسل كذبة ، ومعلون كذبة ، الذين إذ يجمعون البدع التافهة ويثقلون انفسهم بها ، وإذ يفتخرون بفنون حكمة هذا الدهر ، فإنهم يزيفون لغة الكرازة المقدسة ، ويكثرون من أقوال التجديف مغالطين أنفسهم ، وكما يقول المزمور : " يرفعون إلى العلا قرنهم متكلمين بالأثم ضد الله" (مز٧74 : 5 س). أجل وضد الرب الكلمة خالق الكل، الذي بحسب زعمهم ، يحسبونه من بين تلك الأشياء التي خلقها . ويقولون أنه عبد وليس ابنا ، وانه مخلوق وليس ربا .. وهؤلاء إذ يقاومون المناضلين من أجل الحق، النضال عن الفوز بإكليل المجد؟ يضطهدون أولئك النين اختاروا التمسك بالتعليم الصحيح ، والذين يدافعون عن المجد الإلهي . والذين يسعون أن يكللوا كلمة الرب الوحيد الجنس ويقدموا له التسبيح بأسمى عبارات التقديس . لنلك عندما نقابلك تجربة من هذا النوع فلا تطرح عنك درعك ولا تكن كجندي يفر من المعركة أو كمصارع عديم المهارة والشجاعة ، ولا تشتهي سلاما في غير أوانه ، يكون سببا في دمار في المستقبل ، بل تذكر أن المسيح مخلص الكل ، قد قال : " لا تظنوا أنى جئت لألقي سلاما على الأرض، وما جئت لألقي سلاما بل سيفا (مت 10: 34) وحني إذا ما كان للمضطهبين سلطان دنيوي ، فلا تخف من الأذى الذي يمكنهم أن يلحقوه بك ، ولا حتى من خطر سفك الدم وضياع الحياة ، لكن تذكر أيضا نصيحة الرسول القديس الذي يقول: " فإذن الذين يتألمون بحسب مشيئه الله فليستودعوا أنفسهم لخالق امبن " (1 بط 4: 19) وأيضا :" فلا يتألم أحدكم كسارق أو فاعل شر أو متداخل في أمور غيره ولكن ان كان كمسيحي فلا.يخجل، بل يمجد الله من هذا القبيل "(١بط٤: ١٠). لأنه أمر طبيعي أننا ان كنا نتألم ظلما من أجل اسمه ، فتحسب مستحقين لكرامات أبدية. فالجهاد لا يكون بدون مكافاة ، والتعب ليس باطلأ ، فكما قال القديس بولس: " ٠٠ لأن الله ليس بظالم حتى ينسى عملكم وتعب المحبه التى أظهرتموها نحو أسمه " (عب٦: ٠ ١). فهذه إذن هي الصراعات الموضوعة لكل الذين يتقون الب ، لإعطاء الدليل على من يعرف كيف يحتمل الضيقات بصبر. فالشهداء المغبوطون قد فازوا بأكاليل البر -أن : "جاهدوا الجهاد الحسن وأكملوا سعيهم وحفظوا الأيمان"(2تى 4: 7) ثم ان هناك انواعا اخرى من التجارب ، بجانب هذه ، يمكننا ان نقول إنها عامة على الكل ولكنها تختلف من واحد لآخر ، فكما يقول واحد من الرسل القديسين : " لا يقل أحد إذا جرب إنى جرب من قبل الل ه؛ لأن الله غير مجرب بالشرور، وهو لا يجرب احدا ، ولكن كل واحد يجرب إذا انخدع وانجذب من شهوته، ثم الشهوة اذا حبلت تلد خطية ، والخطية إذا كملت تنتج موتا (يع 1: ١٣—١٥). يوجد إذن ، جهاد، وخطر جسيم ، قد وضع على كل واحد حتى لا يسقط في الخطية ، وينحرف عن جادة الصواب ، ويتوه في ارتكاب الأعمال الخاطئة. إن قوة الشهوات عنيفة جدا ، ومثيرة لحروب جمة وأهواء شرسة ولذات دنيئة وعديدة ضد ذهن الأنسان ؛ فالبعض قد ينغلبون من الشهوة الجسدية ، وينحرفون إلى أحط انواع الخلاعة ، وآخرون قد ينساقون في حب الربح المادي ، إلى أن يصيروا فريسة لحب الاكتناز الخسيس الذي يقودهم أخيرا إلى أشنع الجرائم. لذلك ، يليق بنا حسنا ، نحن المعرضين لمثل هذه الشرور الخطيرة حتى -وان لم نكن قد سقطنا فيها بعد - ان نصلي قائلين: " لا تدخلنا في تجربة ، نجنا من الشرير " جيد للانسان ان يكون بمنأى من كل شر ، أم إن هاجمتك التجربة، فكن شجاها ولا تقبل الهزيمة، واقمع الجسد ، وألجم العقل واطلب المعونة. من الرب ، فتحوز الأمان بالقوة الممنوحة لك من الأعالي. تشدد وتقو ولا تكن ضعيفا او سهل الوقوع في فخاخ العدو ، بل كن حنرا ، كن محبا للرب أكبر من حبك لأي لذة اخرى ، فهو حينئذ سوف يعينك ويهك النصرة، فهو مخلص الكل ورب الكل ، الذي به ومعه الرب الآب التسبيح والسلطان، مع الروح القدس إلى دهر الدهور، امين. ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس (1) “وَاغْفِرْ لَنَا خَطَايَانَا”. نحويا فعل أمر ماضي بسيط مبني للمعلوم. يبدو أن ھذه تشير إلى عمل ألاب المُنجَز في المسيح في لغفران الخطايا السابقة قبل الإيمان الذى أكده يسوع المسييح فى جميع المعجزات التى فعلها (التبرير والتقديس الأوليين) وأيضاً الحاجة الدائمة للمغفرة إذا قصرنا فى عمل الإيمان بعدم تنفيذ وصايا يسوع وتعاليمه (التقديس التدريجي، 1 يو 1: 9) الكلمة اليونانية المترجمة “خطيئة” تعني “تفوته العلامة”. وعند متى تحوي كلمة يسوع الآرامية “ديون"، والتي هى مصطلح يهودى ما كان قُرّاء لوقا اليونانيون يفهموه . 2) لأَنَّنَا نَحْنُ أَيْضًا نَغْفِرُ لِكُلِّ مَنْ يُذْنِبُ إِلَيْنَا”. المغفرة للآخرين هى نوع من الرحمة والحب (مت 5: 7) "طوبى للرحماء لانهم يرحمون" (لو 6: 36) "فكونوا رحماء كما ان اباكم ايضا رحيم." (يع 2: 13) "لان الحكم هو بلا رحمة لمن لم يعمل رحمة.والرحمة تفتخر على الحكم " إن الغفران هو عمل مسيحى من الدرجة الأولى هو صك بواسطته يمكن أن نطلب فى مقابلة هو أن يغفر لنا كما أنه أمر من يسوع أنه إذا غفرنا للناس زلاتهم هو شرط لغفران زلاتنا كما ورد فى الايات التالية (مت 6: 14- 15) فانه ان غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم ايضا ابوكم السماوي. (مت 18: 35) هكذا ابي السماوي يفعل بكم ان لم تتركوا من قلوبكم كل واحد لاخيه زلاته».(كول 3: 13) "محتملين بعضكم بعضا ومسامحين بعضكم بعضا ان كان لاحد على احد شكوى.كما غفر لكم المسيح هكذا انتم ايضا." وعدم الغفران هو نوع من الإدانة (يع 5: 9) "لا يئن بعضكم على بعض ايها الاخوة لئلا تدانوا.هوذا الديان واقف قدام الباب. " مغفرتنا للآخرين ليست هى الأساس لكي يُغفر لنا، بل هى نتيجة وبرهان يقدم ليسوع بالقلب اللحمى بدل القلوب الحجرية التى كانت لنا قبل التغيير (حز 36: 22- 35) "واعطيكم قلبا جديدا واجعل روحا جديدة في داخلكم وانزع قلب الحجر من لحمكم واعطيكم قلب لحم. واجعل روحي في داخلكم واجعلكم تسلكون في فرائضي وتحفظون احكامي وتعملون بها " هذا هو الذهن الجديد المرتبط بفكر يسوع وتعاليمه فى العهد الجديد (إر 31: 31 - 34) ها ايام تاتي يقول الرب واقطع مع بيت اسرائيل ومع بيت يهوذا عهدا جديدا. وهذا يؤكد لنا قيمة العمل البشرى ليظهر إيماننا بيسوع "نعفر للآخرين ليغفر لنا " (3) "لاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ ”.نحويا فعل مبني للمعلوم منفي في الأسلوب الخبري ("لا تفعل أبداً" لا للنهى ). وكلمة تجربة لها معنيين إنجيليا : أ) تجربة تأتى لنا من أفعالنا تجربة" (peirazō) كلمة لها معنى له دلالة في العهد الجديد أن “يُجرّب بشكل يؤدي إلى الهلاك ”. وتعنى نحن نحبك يارب فلا تدخلنا فى تجربة تبعدنا عن مجبتك وحضنك الأبوى كلمة “ هذا تهو عليم يسوع لتلاميذه ليصلوا فى (لو 22: 40- 46) . ويستخدم يعقوب فى كلمة مختلفة (dokimazō) ليشير إلى الامتحان/التجربة، والتي تعنى أن “يمتحن لأجل المصادقة”.(يع 1: 12- 15) "طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة.لانه اذا تزكى ينال اكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه لا يقل احد اذا جرب اني اجرب من قبل الله.لان الله غير مجرب بالشرور وهو لا يجرب احدا. ولكن كل واحد يجرب اذا انجذب وانخدع من شهوته. 15 ثم الشهوة اذا حبلت تلد خطية والخطية اذا كملت تنتج موتا. " ب) تجربة أى إمتحان .. إن يهوه لا يجربنا لإهلاكنا ، بل يمتحننا ليقوّينا (تك 22: 1) وحدث بعد هذه الامور ان الله امتحن ابراهيم.فقال له يا ابراهيم.فقال هانذا. (خر 16: 4) فقال الرب لموسى ها انا امطر لكم خبزا من السماء.فيخرج الشعب ويلتقطون حاجة اليوم بيومها.لكي امتحنهم ايسلكون في ناموسي ام لا. (تث 8: 2، 16) وتتذكر كل الطريق التي فيها سار بك الرب الهك هذه الاربعين سنة في القفر لكي يذلك ويجربك ليعرف ما في قلبك اتحفظ وصاياه ام لا. (قض 2: 22) لكي امتحن بهم اسرائيل ايحفظون طريق الرب ليسلكوا بها كما حفظها اباؤهم ام لا. (2أخ 32: 31) وهكذا في امر تراجم رؤساء بابل الذين ارسلوا اليه ليسالوا عن الاعجوبة التي كانت في الارض تركه الله ليجربه ليعلم كل ما في قلبه. (مت 4: 1) ثم اصعد يسوع الى البرية من الروح ليجرب من ابليس. (1تس 2: 4) بل كما استحسنا من الله ان نؤتمن على الانجيل هكذا نتكلم لا كاننا نرضي الناس بل الله الذي يختبر قلوبنا. (1بط 1: 7) لكي تكون تزكية ايمانكم وهي اثمن من الذهب الفاني مع انه يمتحن بالنار توجد للمدح والكرامة والمجد عند استعلان يسوع المسيح (1 بط 4: 12- 16)ايها الاحباء لا تستغربوا البلوى المحرقة التي بينكم حادثة لاجل امتحانكم كانه اصابكم امر غريب 13 بل كما اشتركتم في الام المسيح افرحوا لكي تفرحوا في استعلان مجده ايضا مبتهجين 14 ان عيرتم باسم المسيح فطوبى لكم لان روح المجد والله يحل عليكم.اما من جهتهم فيجدف عليه واما من جهتكم فيمجد. 15 فلا يتالم احدكم كقاتل او سارق او فاعل شر او متداخل في امور غيره. 16 ولكن ان كان كمسيحي فلا يخجل بل يمجد الله من هذا القبيل. " تضيف العديد من المخطوطات اليونانية القديمة المكتوبة بالأحرف الكبيرة عبارة من (مت 6: 13) المخطوطات( W، D، C،A) والنص القصير الذي في لوقا نجده في المخطوطات P75 ، 4 . L، C، 1،!* وإن UBS يعطي القراءة الأقصر نسبة أرجحية عالية مؤكدة . |
|
تفسير (لوقا 11: 5) 5 ثم قال لهم من منكم يكون له صديق ويمضي اليه نصف الليل ويقول له يا صديق اقرضني ثلاثة ارغفة. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي وقد حث مخلصنا تلاميذه ، كما حث المؤمنين جميعا على مداومة الصلاة إلى أبيهم السماوى فى حرارة ولجاجة وإلحاح ، وبغير كلل أو ملل أو فتور ، واضعين بين يديه مطالبهم ، باحثين لديه عن إحتياجاتهم ، قارعين بابه فى أى وقت واضعين بين يديه مطالبهم ، باحثين لديه عن إحتياجاتهم ، قارعين بابه فى أى وقت من أوقات الليل والنهار ، لأنه مهما تمهل فى الإستجابة لمطالبهم أو فى سد إحتياجاتهم ، أو فى فتح بابه لهم ، فإنما ذلك لحكمة لديه لا يعلمها أحد سواه ، ولا بد انه سيستجيب لكل مطالبهم ويسد كل إحتياجاتهم ويفتح بابه فى الوقت المناسب لذلك على مقتضى حكمته ورحمته ومحبته لأبنائه الأبرار الصالحين المتعلقين به المتطلعين إليه ، ولابد أن تكون إستجابته لهم فى ذلك كله بما فيه خيرهم ، وبما يكفل سلامتهم وسلامهم لأنه لا يصدر عنه إلا كل خير لمن يطلبون الخير ، وهو وحده القادر على أن يمنح السلامة والسلام لمن يطلبون السلامة والسلام ، إذ قال مخلصنا لتلاميذه : " من منكم يكون له صديق ويمضي اليه نصف الليل ويقول له يا صديق اقرضني ثلاثة ارغفة" تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 78 ان لغة الكتاب الإلهية الموحى بها دائما عميقة ، فلا ينكشف معناها لمن عندهم مجرد رغبة فقط أن يفهموها ، بل لأولئك الذين يعرفون أن يفحصوا أغوارها جيدا، وقد اغتنوا بالنور الإلهي في ذهنهم ، ذلك النور الذي بواسطته يبلغون إلى معنى الحقائق الخفية . لذلك فليتنا نطلب الفهم الذي يأتي من فوق ، من الله ، مع استنارة الروح القدس ، حتى نبلغ إلى منهج سليم لا يخطئ . وبهذا المنهج يمكننا أن نرى الحق الذي تحويه الفقرة التي امامنا. قد سمعنا ما قاله المخلص في المثل الذي قرئ علينا ، الذي لو فهمناه جيدا فسنجده محملا بالفوائد ! إن تسلسل الأفكار فيه عجيب جدا ، لأن مخلص الكل قد علمنا بناء على طلب الرسل القديسين - ما هي الطريقة التي ينبغي أن ئصلى بها. ولكن قد يحدث لأولئك الذين تعلموا منه هذا الدرس الخلاصي الثمين ، أن يقدموا صلواتهم أحيانا بحسب النمط الذي أعطي لهم ، ولكنهم يفعلون نذل بملل وكسل. وهكذا حينما لا يستجاب لهم بعد صلاتهم للمرة الأولى أو الثانية ، فإنهم يكفون عن تقديم التوسلات وكأنها لا تجديهم نفعا ، ولذلك فلكي لا يحدث معنا هذا ، ولكي لا نعاني من الأذى الناتج عن صغر العقل هذا ، فإنه يعلمنا أن نواصل ممارسة الصلاة باجتهاد . وبواسطة المثل يبين لنا بوضوح أن الملل في الصلاة هو خسارة لنا . بينما الصبر في الصلاة هو نفع عظيم لنا ، لأنه من واجبنا أن نثابر دون أن نستسلم للتراخي . وهذا يعلمنا إياه بقوله : " إن كان لا يقوم ويعطيه لكونه صديقه فإنه من أجل لجاجته يقوم ويعطيه قدر ما يحتاج " . والآن فلننتقل الى الحق الذي أعلنه في صورة مثل . كن لجوجا في الصلاة، اقترب من الرب المحب الشفوق ، واستمر في ذلك على الدوام ، وإذا رأيت أن عطية النعمة قد تأخرت ، فلا تستسلم للضجر ، ولا تيأس من جهة نوال البركة المتوقعة ، لا تتخلى عن الرجاء الموضوع أمامك ، ولا تقل في داخلك بغباء: إننى قد تقربت مرات من الرب ، ولم أحصل على أي شيء مطلقا ، لقد بكيت ولم أنل شيئا ، لقد نضرعت ولم أستجب ، طلبت لأجل كل شيء ولم يتحقق شيء . بل فكر بالحري في داخلك هكذا: إن ذلك الذي هو الخزانة الجامعة لكل صلاح ، يعرف حالنا أكثر مما نعرف نحن ، ويعطي كل إنسان قدر ما يحق له وما يناسبه ٠ فلحيائا أنت تطلب ما يعلو قامتك وتريد أن تحصل على تلك الأشياء التي لا تستحقها بعد . أما الواهب نفسه ، فيعلم الوقت المناسب لمنح هباته. إن الآباء الأرضيين لا يحقون لأولادهم رغباتهم في الحال ، ولا يعطونهم إياها بدون تمييز ، ولكنهم يبطئون غالبا رغم الإلحاح عليهم ، وهذا ليس -شح أيديهم ولا لأنهم لا يعتبرون ما هو الذي يسر سائليهم ، بل لأنهم يعتبرون ما هو نافع وضروري لأجل سلوكهم الحسن. فكيف إذن لذلك المعطي الغني والسخي ، أن يهمل الإنجاز الواجب للناس، الذي يصلون لأجله ، إلأ إذا كان - طلبنا وبدون شك - يعلم أنه لن يكون نافعا لهم أن ينالوا ما يسألونه ؟ لذلك ، فينبغي أن نقدم صلواتنا للرب ، عن معرفة، وبمواطبة ، وحتى إذا كان هناك بعض الإبطاء في الاستجابة ، فاستمر -مثل جامعي الكرم ، وتأكد أن ما نحصل عليه بدون عناء ، ونربحه بسهولة فهو عادة يكون محنقرا، أما ما نحصل عليه بكد فهو يهبنا سعادة أكبر ويكون ملكا ثابثا لنا. ولكنك ربما تقودن : إنني أتقدم إلى الرب كثيرا متوسلأ ولكن بدون نتيجة، انا غير متكاسل في النضرعات، بل مثابر ولحوح جدا ، فمن الذي يضمن لي أنني سأنال ما أطلب؟ من الذي يضمن لي أن تعبي. لن يكون باطلأ؟أ. " وانا أقول لكم " هكذا يتكلم مغطى المواهب الإلهية نفسه إليك قانلأ: : " وانا أقول لك اطلبوا تجدوا، اقرعوا بفتح لكم ، لأن كل من يطلب يجد ومن يقرع يفتح له " وهذه الكلمات:" وانا أقول لك" لها كل قوة القسم٠ ليس ان الرب يكذب حينما يكون الوعد غير مصحوب بقسم. بل لكي يوضح أن ضعف ايمانهم قائم على غير أساس. وهو أحيانا يثبت سامعيه بقصم لذلك نجد المخلص في مواضع كثيرة يسبق كلماته بعبارة "الحق الحق أقول لكم" لذلك فعندما يجعل وعده قسما فانه يصبح أمرأ غير برئ من الاثم ان لانصدقه. لذلك فحينما يدعونا الرب أن نسأل ، فهو يأمرنا ببذل الجهد لأننا بواسظة الجهد ، نجد دائما ما نحتاج إليه ، خاصة إذا كان ما نطلبه يناسبنا ان نحصل عليه. فذلك الذي يقرع ، لا يقرع مرة واحدة فقط ولكن مرة ومرات ومرات يهز الباب ، إما بيده او بحجر ، لدرجة أن صاحب البيت يصبح غير قادر على احتمال ضجيج القرعات فيفتح له ، حتى ولو ضد إرادته. فتعلم إذن مما يحدث - حولنا ، الطريقة التى بها تحصل على ما هو نافع لك. اقرع وكن لجوجا واسأل ، فإنه هكذا ينبغى أن يعمل كل من يسأل أي شيء من الرب . كما أن الحكيم بولس يقول: " صلوا بلا إنقطاع " ( 1 تس 5: 7) . نحن في احتياج إلى صلاة لحوحة لأن اضطرابات الأمور العالمية المحيطة بنا كثيرة جدا، لأن الحية المتعددة الرؤوس تضايقنا كثيرا ، وتورطنا احيانا في صعوبات غير متوقعة ، حتى تحدرنا إلى الحضيض وإلى الخطية بأنواعها. زد على نلك، فهناك أيضا ناموس الشهوة الطبيعي المخبئ في أعضائنا الجسدية، " والذي يحارب ناموس ذهننا كما يقول الكتاب: (رو٧: ٢٣)، وأخيرا هناك أءداء تعاليم الحق، أي عصبة الهراطقة الدنسين النجسين ، الذين يقاومون من يرغبون أن يتمسكوا بالتعاليم الصحيحة. لذلك فالصلاة المستمرة والجادة ، هي ضرورية جدا ، وكما أن الأسلحة وآلات الحرب هي ضرورية للجنود ليتمكنوا من قهر أعدائهم ، هكنا الصلاة بالنسبة لنا ، لأنه كما يقول الكتاب: " أسلحتنا ليست جسدية بل قادرة بالله "(٢كو٠ ١: ٤). وهذا ما ينبغي أن أضيفه ، أيضا ، لأنه يفيدنا في اللجوء إلى الصلاة سريعا. فالمخلص ورب الكل تراه مره ومرات يقضي الليل كله في الصلاة ، عندما كان على وشك أن يجتاز آلامه الخلاصية على الصليب الثمين ، نجده يحني ركبته ويصلى قائلا : " يا أبتاه، ان أمكن فلتعبر عني هذه الكأس " مت 26: 39) هل حدث هذا لأن الذي هو "الحياة" كان خائفا من الموت؟ هل كان هذا لأنه لم يكن له مهرب من الشبكة ، ولا خلاص من الفخ حتى أن يد اليهود كانت اقوى من قوته؟ كم هو رديء ان نفكر هكذا؟ فهو بالطبيعة الرب ورب القوات ، ورغم إنه كان مثلنا في الشكل ؛ فقد احتمل الآلام على الصليب لأنه هو معيننا كلنا. فهل كان يحتاج إلى الصلاة إذن؟ ولكنه فعل هذا لكي نتعلم أن التوسل امر لائق ومملوء بالمنافع ، وأنه يجب ان نكون مداومين على الصلاة حينما تصيبنا اي تجربة وحينما تضغط علينا قوة الأعداء كموجة عنيفة. ولكي نلقى ضوءا آخر على هذا الأمر ، نضيف: ان حديث الأنسان مع الرب شرف عظيم للطبيعة البشرية . وهذا ما نفعله في الصلاة ، إذ قد أوصانا الرب أن نخاطب الرب كآب، ونقول: " يا ابانا٠٠" ، فإن كان ابا ، فبالضروره هو يحب اولاده ويدللهم ويكرمهم ، ويحسبنا أهلا لرحمته وصفحه. فاقتربوا إذن بايمان مع مثابرة ؛ واثقين ان من يسأل المسيح بلجاجة فهو يسمع له ، ذلك الذي به ومعه للرب الآب التسبيح والسلطان مع الروح القدس إلى دهر الدهور آمين ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس (1) "مَنْ مِنْكُمْ" ينقل الإنجيليين تعاليم وأمثاله يسوع بالنص وقد أستخدم لوقا عبارة “من منكم”. ليستهل بها تعاليم يسوع راجع (لو 11: 5 ، 11) فمن منكم وهو اب يساله ابنه خبزا افيعطيه حجرا؟ (لو 14: 5، 28) 5 ثم سال: «من منكم يسقط حماره او ثوره في بئر ولا ينشله حالا في يوم السبت؟» 28 ومن منكم وهو يريد ان يبني برجا لا يجلس اولا ويحسب النفقة هل عنده ما يلزم لكماله؟ (لو 15: 4)«اي انسان منكم له مئة خروف واضاع واحدا منها الا يترك التسعة والتسعين في البرية ويذهب لاجل الضال حتى يجده؟ (لو 17: 7) «ومن منكم له عبد يحرث او يرعى يقول له اذا دخل من الحقل: تقدم سريعا واتكئ. هذا الإستهلال الأدبي يمكن أن نراه في العهد القديم في (أش 42: 23) من منكم يسمع هذا.يصغى ويسمع لما بعد. (أش 50 : 10)من منكم خائف الرب سامع لصوت عبده.من الذي يسلك في الظلمات ولا نور له فليتكل على اسم الرب ويستند الى الهه." من منكم هذه العبارة من ألاية هى سؤالا تفترض جواباً مؤكداً بالنفي |
تفسير (لوقا 11: 6) 6 لان صديقا لي جاءني من سفر وليس لي ما اقدم له. ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس (1)“لأَنَّ صَدِيقًا لِي جَاءَنِي”. كان المسافرون يرتحلون ليلاً لتجنب الحرارة في بعض بلاد أو أن المسافات طويلة فقد يصلوا للمكان ليلا فى بعض البلاد من الشرق الأوسط، ولكن التنقل في بلاد أخرى كان السفر في الليل خطراً وغير مألوف مثل طريق أورشليم - أريحا فقد كان يمتلئ بقطاع الطرق واللصوص . (1) " لَيْسَ لِي مَا أُقَدِّمُ لَه ”. لقد كان واجباً في تقاليد الشعب اليهودى أن يقدّم المضيف وليمة للضيف فهم يعتبرون أن الضيف هو الرب تقليدا لإضافة إبراهيم الرب . |
تفسير (لوقا 11: 7) 7 فيجيب ذلك من داخل ويقول لا تزعجني.الباب مغلق الان واولادي معي في الفراش.لا اقدر ان اقوم واعطيك. ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس (1) “لاَ تُزْعِجْنِي”. نحويا فعل أمر حاضر مبني للمعلوم مع أداة نفي، عادة ما يدل على التوقف عن عملٍ آخذٍ في الحدوث. وهنا يورد صاحب البيت سببين يُبرر بھما عدم نهوضه وقيامه بالواجب: أ) الباب مغلق وكان غلق الباب من الداخل يحتاج إنارة ووقتا قى الظلام ليخرج فى البرد ليفتحه ب) الأولاد سينزعجون من النوم غذغ أستيقظوا فى هذا الوقت المتأخر من الليل |
تفسير (لوقا 11: 8) 8 اقول لكم وان كان لا يقوم ويعطيه لكونه صديقه فانه من اجل لجاجته يقوم ويعطيه قدر ما يحتاج. ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس (1) .أنه بالرغم من الأعذار التى ذكرها الرجل الذى يبدوا أنه لم يعر للصداقة إنتباها إلا أنه لإلحاح الرجل مثابرته يجب أن يلبى طلبه إن هذه الآية هى مفتاح المثل وفكرته الإلحاح والمثابرة جانب هام في الصلاة (الآيات لوقا 9 :11) وليس ذلك لأن إلهنا لا يريد الاستجابة لنا ، بل لأن الصلاة تعمق الصلة مع لله وما هى الصلاة إلا صلة . العلاقة مع إلهنا ليست علاقة عبودية إنه لا يفرض صلاة علينا بالإجبار ولكنها علاقة جب وهذا ما يقوله الكاهن فى صلاة القداس الإلهى لإلهنا :" لم تكن أنت محتاجاً إلي عبوديتي، بل أنا المحتاج إلي ربوبيتك. " إن حاجتنا الأعظم هى علاقتنا معه الرب ، وليس لتحقيق مطالبنا وسُؤلنا من كل صلواتنا (لو 18: 1- 6) إن الصلاة درجات فد تبدأ بطلبات وهذه أبسطها ولكن أعلاها التسبحة وذكر قدرة الرب وعظمته إن لله يدعو أولاده لأن يأتوا إليه حتى في الأوقات والظروف التي قد تبدو غير ملائمة. إلهنا متاح لنا أكثر من أي مضيف في الأزمنة القديمة (مز 23 : 5- 6) |
تفسير (لوقا 11: 9) 9 وانا اقول لكم اسالوا تعطوا.اطلبوا تجدوا.اقرعوا يفتح لكم. ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس (1) “اسْأَلُوا تُعْطَوْا، اُطْلُبُوا تَجِدُوا، اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ ”. ھ نحويا : أسألوا .. أطلبوا .. أقرعوا .. أفعال أمر مضارعة مبنية للمعلوم تشير إلى طلبات نمط الحياة العادي (تث 4 : 29) 9 ثم ان طلبت من هناك الرب الهك تجده اذا التمسته بكل قلبك وبكل نفسك. (إر 29: 13) "وتطلبونني فتجدونني اذ تطلبونني بكل قلبكم. " من المهم أن يوازن المرء بين الإلحاح البشري وطابع لله المتجاوب. لا يستطيع المؤمنون إجبار لله على أن يصنع ما ليس لهم خير فيه. ولكن، في نفس الوقت، يستطيعون أن ينقلوا حاجتھم الماسة إلى أبيهم السماوي في أي وقت وكما يرغبون. صلّى يسوع نفس الصلاة في جثسيماني لثلاث مرات (مر 15 : 36 ، 39، 41) 35 ثم تقدم قليلا وخر على الارض وكان يصلي لكي تعبر عنه الساعة ان امكن ومضى ايضا وصلى قائلا ذلك الكلام بعينه. 41 ثم جاء ثالثة وقال لهم: «ناموا الان واستريحوا! يكفي! قد اتت الساعة! (مت 26: 39، 42، 44) 39 ثم تقدم قليلا وخر على وجهه وكان يصلي 42 فمضى ايضا ثانية وصلى 44 فتركهم ومضى ايضا وصلى ثالثة . صلّى بولس أيضاً ثلاث مرات من أجل الشوكة التي في جسده (2كو 12: 8) " من جهة هذا تضرعت الى الرب ثلاث مرات ان يفارقني. " ولكن الأمر العظيم بخصوص الصلاة ليس أن المرء يتلقّى استجابة محددة على مطلبه، بل أنه يمضي وقتاً مع الآب. الإلحاح والمثابرة (حرفياً “عدم الخجل") أمر هام وها هو يسوع يعطى مثلا عن قاضى الظلم والأرملة الذى إستجاب لإلحاح أرملة مظلومة وينهى يسوع مثله قائلا (لو 18: 2- 8) " افلا ينصف الله مختاريه الصارخين اليه نهارا وليلا وهو متمهل عليهم؟ 8 اقول لكم انه ينصفهم سريعا!" ولكن متى جاء ابن الانسان العله يجد الايمان على الارض " لكنها لا تجبر الرب على تحقيق المطالب طلما ليست فى خير طالبها ، بل تكشف مستوى الإهتمام والقلق عند الشخص الذي يصلّي. ليست بكثرة الكلمات ولا الصلوات المتكررة هى التي تحرّك لله ليصنع ما ليس هو الخير الأفضل للمرء. أفضل ما يحصل عليه المؤمنون في الصلاة ھو علاقة متنامية مع لله وإتّكال عليه. |
تفسير (لوقا 11: 10) 10 لان كل من يسال ياخذ ومن يطلب يجد.ومن يقرع يفتح له. |
تفسير (لوقا 11: 11) 11 فمن منكم وهو اب يساله ابنه خبزا افيعطيه حجرا.او سمكة افيعطيه حية بدل السمكة. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 79 (الآب يهبنا عطايا روحية) حب التعلم والشوق إلى الاستماع أمر يليق بالقديسين ، ولكن ينبغي على أولئك الذين لهم هذا الفكر أن يتذكروا ويختزنوا في مخازن قلبهم ما يقوله أولئك المحنكون في تعليم العقيدة المستقيمة ، والذين تمكنهم دراستهم من إدخال الناس فى الحق. وهذا نافع لنفوسهم لأجل تقدمهم الروحي إلى جانب أنه يفرح المعلم نفسه، كالبنرة التي تبهج الفلاح عندما تبزغ بعد أن تدفن جيدا في التربة وتفلت من أن تكون طعاما للطيور. لعلكم تذكرون حديثنا الماضي ، الذي كلمناكم فيه عن فائدة الصلاة بلا انقطاع ، وعن التوسل المستمر في تقديم طلباتنا إلى الرب ، وأنه ينبغي ألا نستسلم لصغر النفس ، وألا نضجر لو تأخر في منح عطيته معتبرين أنه يعرف ما هو لفائدنتا ، وأنه لا يمكن أن ينسى الوقت المناسب لمنح عطاياه السخية. وفي درس هذا اليوم ، يعلم المخلص نقطة أخرى نافعة جدا لبنياننا. فما هي؟ لنكشغها لكم كبنين. يحدث احيانا أن نقترب من إلهنا السخي ، متوسلين إليه لأجل أمور متنوعة بحسب رغبة كل واحد ولكن هذا يحدث أحيانا بدون تمييز ، وبدون فحص جيد لما هو لنفعنا ، وما إذا كان ما سيمنحنا الرب إياه هو حقا بركة ، او أن ما سنناله سيكون لضررنا ؟ وهكذا بسبب قلة تبصرنا وسوء تصورنا نقع في شهوات مشحونة بالدمار ، وهى تلقي بروح هؤلاء الذين يفكرون فيها فى شرك الموت وشباك الهاوية ، لذلك، فحينما نسأل الرب أي شيء من هذا النوع ، فإننا لن نناله بل بالعكس فإننا نقدم طلبة لا تستحق سوى السخرية. ولماذا لا يمنحنا الله طلبتنا؟ هل يضجر إله الكل من منح العطايا لنا؟ حاشا. وقد يقول احدهم ، لماذا إذن لا يعطي حيث أنه سخي في العطاء ؟! بالأحرى ها انت قد سمعته يقول : " أم أى إنسان منكم إذا سأله إبنه خبزا يعطيه حجرا " (مت٧: ٩) ٠ انظره وهو يصور لنا هذا التشبيه مما يجرى وسطنا، إن المعنى هو هكذا: انت اب ولك أولاد ، وتشدك العاطفة الطبيعية نحوهم، وتريد ان تفيدهم بكل الطرق ، لذلك، متى رايت ابنك يطلب خبرا فللتو تعطيه إياه وبكل مسرة ، إذ تعلم منك طعاما صحيا، ولكن إن حدث بسبب قصور الفهم والادراك ان يأتي طفل صفير وهو لايقدر أن يميز جيدا ما يبصره ، او لا يعرف فائدة الأشياء المختلفة التي نقابله او طريقة استخدامها ، ثم يسأل حجرا ليأكل، فالرب يقول، هل تعطيه؟ ام تجعله يكف عن مثل هذه الرغبة التي تؤدي إلى اذيته؟
(1) “بَدَلَ السَّمَكَةِ ”. الشكل السامي يستخدم “وبدل” (المخطوطات B،75،P45 بينما المصطلح اليوناني العادي يستخدم “ليس بدل” (المخطوطات (W،L،D،A،! تظهر بوضوح أن الكتبة اليونانيين فيما بعد لم يفهموا تماماً التأثير الآرامي على كُتّاب العهد الجديد (حتى لوقا الأممى الذى يفهم اللغو الآرامية واليونانية) وكيف بدّلوا الأشكال السامية غير المألوفة إلى الأشكال الشائعة في لغتهم اليونانية الشعبية. ليست الأناجيل أشرطة فيديو. بل تذكرات بوحي الروح القدس. هذه الفروقات فى الترجمة من لغة لأخرى لا تؤثر على الوحي أو الموثوقية أو المعنى أو الهدف من رسالة يسوع فى الفداء والخلاص |
تفسير (لوقا 11: 12) 12 او اذا ساله بيضة افيعطيه عقربا. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 79 (الآب يهبنا عطايا روحية) ونفس التفكير والاستنتاج يطرحه الرب عن مثل الحية والسمكة والبيضة والعقرب. ان سأل الابن اباه فإنه سيعطيه ايإها ، ولكن ان راى حية واراد ان يمسك بها ، فإنه للتو سيبعد يد الطفل عنه ا. وهكذا إذا ما اراد بيضة ، فإنك متمنحه ياها في الحال ، بل وستشجعه على طلب مثل هذه الأشياء ، حتى يتقدم الطفل وينمو في القامة ، ولكن إن راى عقربا زاحفا نحوه وجرى الطفل إليه ظائا انه شئ جميل وهو يجهل الضرر الذي سيلحق به ، فإنك بطبيعة الحال توقفه ولا تدع الأذى يلحقه من هذا الحيوان المهلك. وعندما يقول الرب ؛ " وأنتم أشرار" ، فهو إنما يقصد ان اذهان البشر تتأثر بالشر ، وليست باستمرار منحازة مثل إله الكل ، تجاه الصلاح . وعندما يقول: " تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيدة ، فكم بالحري ابوكم الذي في السموات يهب الروح الصالح للذين يسألونه " ، فإنه يقصد " الروح الصالح " : النعمة الروحية لأنها من جميع الجوانب ، صالحة ، وإذا ما نالها الإنسان ، فانه يصير مغبوطا جدا ويستحق الإعجاب به. لذلك، فإن أبانا السماوي ، مستعد تماما أن يسكب عطاياه علينا ، حتى أن كل من لم ينل ما طلبه ، يكون هو نفسه السبب في ذلك ، لأنه يسأله ما لن يعطيه الرب له . فإن الرب يريد أن نكون قديسين وبلا لوم ، وأن نمضي بإقدام واستقامة في كل عمل صالح ، وأن نبتعد عن كل ما يدنس ، وعن محبة اللذة الجسدية ، وأن نرفض الاهتمامات العالمية ، وألا ننهمك في مشغوليات عالمية ، وألا نحيا في الخلاعة وفى الإهمال وألأ نبتهج بالملذات الجامحة ، ولا نمارس حياة متسيبة ، بل هو يريدنا أن نحيا حسنا وفى تعقل بحسب وصاياه ، واضعين الناموس الذي أعطانا ، كضابط لسلوكنا ، صائرين حارين في السعي نحو كل ما يؤدي رأسا إلى بنياننا ، فإن أردت أن تنال شيئا من هذه الأنواع ، فتقدم إليه بفرح، فان أبانا الذي في السماء، سيميل بسمعه إليك ، لأنه يحب الفضيلة. ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس (1) إنه من المتوقع إجابة هاذين السؤالين جواباً بالنفي. ليصف يسوع سرّ الصلاة وليوضح لأذهان بنى البشر هذه العلاقة الخفية فى الصلاة استخدم يسوع التشابه للعلاقة بأب وابن. حيث يعطي متى مثلين، بينما لوقا يعطي ثلاثة أمثلة (لو 11: 12) رغم وجود بعض الخلط في تقليد المخطوطات لكن الفكرة الكامنة وراء الأمثلة التوضيحية هو أن لله يعطي المؤمنين “عَطَايَا جَيِّدَة ”. يعرف لوقا هذه “الجيدة” على أنها “الروح القدس” (لو 11: 13) فان كنتم وانتم اشرار تعرفون ان تعطوا اولادكم عطايا جيدة فكم بالحري الاب الذي من السماء يعطي الروح القدس للذين يسالونه» أسوأ ما يمكن أن يفعله لله الآب لنا هو أن يستجيب لصلواتنا الأنانية غير الملائمة والتى نهايتها شرا أو سوءا لنا. الأمثلة الثلاثة جميعاً هى تلاعب بالألفاظ على أشياء تبدو متشابھة: الحجارة كخبز، السمكة كحيّة، والبيضة كعقرب . |
تفسير (لوقا 11: 13) 13 فان كنتم وانتم اشرار تعرفون ان تعطوا اولادكم عطايا جيدة فكم بالحري الاب الذي من السماء يعطي الروح القدس للذين يسالونه أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي لأنه إن كان ألاباء الأرضيون على الرغم من أنهم أشرار يبادرون بدافع من محبتهم البشرية لأبنائهم إلى غعطائهم إحتياجاتهم المادية التى تكفل لهم حياتهم الجسدية ، فكم بالأحرى الاب السماوى القدوس التى تفوق محبته بما لا يقاس محبة ألاباء الأرضيين ، إذ يعطى أبناءه الذين يسألونه إحتياجاتهم الروحية التى تكفل لهم حياتهم الجسدية والروحية معاً ، واهبا ياهم روحه القدوس ذاته الذى يسبغ عليهم كل نعمة إلهية ، فلا يعةزهم شئ فى الحياة المؤقتة على الأرض ، وفى الحياة الأبدية فى السماء . ويبدوا من قول الرب يسوع : " فكم بالحري الاب الذي من ... السماء يعطي الروح القدس للذين يسالونه " أن الإلحاح المطلوب فى الصلاة هو من أجل طلب المواهب الروحية ، واما الأمور الجسدية فقد قال عنها فى موضع آخر : " فلا تهتموا إذن قائلين ماذا عسانا أن نأكل أو ماذا عسانا أن نشرب أو ماذا عسانا أن نلبس ، فهذا كله يسعى فى طلبه الوثنييون ، لأن أباكم السماوى يعلم أنكم محتاجون إلى هذا كله ، ولكن أطلبوا أولا ملكوت الله وبره فيعطى لكم فوق هذا " ( متى 6: 31- 33) وأنظر (لوقا 12: 29- 31) وقال ايضا بعد أن تحدث عما يفعل الوثنيين : " فلا تتشبهوا إذن بهم لأن أباكم يعرف إحتياجاتكم قبل أن تسألوه " (متى 6: 8) تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 79 (الآب يهبنا عطايا روحية) امتحن إذن صلاتك لأنك إن طلبت شيئا تصير بنوالك إياه محبا للرب ، فكما قلت، سيهبك الرب إياه ، ولكن إن كان أمرا غير معقول أومضرا لك، فإنه سيسحب يده عنك ، ولن يمنحل ما ترغب ، أولآ لأنه لا يمنح شيئا ذا طبيعة ضارة - فهذ١ أمر غريب عنه تماما - وثانيا حتى لا يصيبك ضرر بنوال هذا الأمر. ودعني الآن أشرح لك كيف يكون هذا؟ ولهذا الغرض سأقدم الأمثلة الامر : إنك إذا ما سألت ثروة ، فلن تنالها من الرب ، لماذا؟ لأن الثروة تفصل قلب الإنسان عن الرب ، فالمال يولد الكبرياء والفجور وحب اللذة ، ويأتى بالناس إلى مهاوي الشهوات العالمية ، وعن هذا علمنا واحد من تلاميذ ربنا قائلا: " أين الحروب والخصومات بينكم ، أليست من هنا من لذاتكم المحاربة فى أعضائكم ٠ تشتهون ولستم تمتلكون ، تطلبون ولستم تأخذون لأنكم تطلبون رديا لكى تنفقوا فى لذاتكم (يع٤: ١—٣). كنلك إن سألت قوة عالمية ، فالرب سوف يدير وجهه عن سؤالك ، إذ يعرف أن هذه الطلبة ضارة جدا لمن يحوزها. إذ التعسف والاضطهاد يصاحبان دائما ذوى القوة العالمية ، هؤلاء الذين يكونون ني الغالب متكبرين متسيبين منتفخين وكراماتهم دائما وقتية. كنلك ان طلبت هلاك شخص ما ، أو طلبت أن يتعرضى لعنابات شديدة ، لأنه ضايقك أو أزعجك في شيء ما ، فالرب لن يمنحك هذه الطلبة . لأنه يريد أن نكون طويلي الأناة ، لا نجازي عن شر بشر ، بل نصلي لأجل الذين يضايقوننا ، وأن نفعل الصلاح لمن يؤذينا ، وأن تحاكيه في شفقته. لأجل هذا مدح سليمان لأنه لما صلي للرب قال : " أعط عبدك قلبا فهيما لأحكم على شعبك واميز ببن الخير والشر (1مل 3: 6). وقد سر الرب بطلب سليما ن، وماذا عمل الرب الذي يحب الفضيلة له؟ ماذا قال له ؟ : " من أجل أنك قد سألت هذا الأمر ولم تسأل لنفسك أياما كثيرة ولا سألت لنفسك غنى ولا سألت أنفس أعدائك بل سألت لنفسك تمييزا لتفهم الحكم ، هوذا قد فغلت حسب كلامك ، هوذا أعطيتك قلبا حكيما ، ومميزا " فاسأل من الرب عطايا روحية هذه التي يمنحها بلا حصر ، اسأل القوة حتى تقدر بشجاعة أن تقاوم كل شهوة جسدانية . اسأل الرب مزاجا غير شهوانيا ، أطلب احتمالآ ، وداعة ، واطلب أم كل صلاح أي الصبر ، أطلب طبعا هادئا وقناعة وقلبا نقيا ، واطلب بالأكثر الحكمة التي تأتى منه . هذه الأدعياء سيمنحها لك سريعا، هذه التي تخلص النفس ، وتجعل فيها ذلك الجمال الأفضل ، وتطبع فيها صورة الرب . هذا هو الغنى الروحان ي، هذه هي الثروة التي لا ينبغي أن نتخلى عنها ، هذه التي تعد لنا نصيب القديسين ، وتجعلنا أعضاء في شركة الملائكة القديسين، هذه ثكملنا في التقوى ، وسريعا ما تقودنا إلى رجاء الحياة الأبدية ، وتجعلنا وارثين للرب لملكوت السموات ، بمعونة المسيح مخلصنا جميعا ، هذا الذي به ومعه لله الآب التسبيح والسلطان مع الروح القدس إلى دهر الدهور آمين. ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس (1) نحويا : جملة شرطية من الفئة الأولى يُفترض أن تكون صحيحة من وجھة نظر الكاتب أو لأجل أغراضه الأدبية. بطريقة غير مباشرة نوعاً ما ھي تأكيد على إثمية كل البشر (رو 3 : 9، 23) التغاير ھو بين البشر الأشرار ولله المحب. لله يُظھر شخصه بالتشبه بالعائلة البشرية (2) " فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الآبُ الَّذِي مِنَ السَّمَاءِ، يُعْطِي الرُّوحَ الْقُدُسَ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ؟”.أستبدلت هذه ألاية فى متى “الروح القدس” بــ “خيرات”. (مت 7: 11) فان كنتم وانتم اشرار تعرفون ان تعطوا اولادكم عطايا جيدة فكم بالحري ابوكم الذي في السماوات يهب خيرات للذين يسالونه. " المخطوطات 45 D،P للوقا 11: 13 تحوي العبارة “خَيْرَاتٍ (كما النص اليوناني الذي استخدمه أمبروسيوس). وشعوب الشرق الأوسط المسيحية لا تفرق بين الروح القدس والخيرات لأن خيرات الروح القدس هى ثماره والمواهب الروحية أما الثمار فهى يذكر الوحي تسع ثمرات للروح القدس، يجب أن يحصل كل مؤمن عليها كلها. ووثمر الروح في علاقة المؤمن بالرب هو محبة وفرح وسلام، وفي علاقته بإخوته من البشر هو طول أناة ولطف وصلاح، وفي علاقة المؤمن بنفسه هو إيمان ووداعة وتعفف (غلا 5: 22، 23). هذا بخلاف المواهب التي لا يحصل المؤمن عليها كلها. وقد وردت في العهد الجديد أربع قوائم تحوي عشرين موهبة، في رومية 12: 6-10 و1كورنثوس 12: 4-10، 28 وأفسس 4: 11، 12 و1بطرس 4: 10، 11. وقد ردت موهبة النبوة فيها كلها (4 مرات) وموهبة التعليم ثلاث مرات في القوائم الثلاث الأولى، وموهبة الخدمة مرتان في رومية وبطرس الأولى، وموهبة الرسول مرتان في كورنثوس الأولى وأفسس، وموهبة التدبير مرتان في رومية وكورنثوس الأولى، وموهبة الوعظ مرة واحدة في رومية، ووردت موهبتا الرعاية والتبشير مرة واحدة في أفسس، ووردت ثلاث مواهب مرة واحدة في رومية هي الرحمة والمحبة والعطاء، ووردت تسع مواهب مرة واحدة في كورنثوس الأولى هي: الأعوان والحكمة والعلم والإيمان والشفاء وعمل القوات وتمييز الأرواح والألسنة وترجمة الألسنة. ويوصي الرسول بولس المؤمنين يجدّوا للمواهب الحسنى، وأراهم طريقًا أفضل، هو المحبة (1كو 12: 31). فقد يختلف أصحاب المواهب في ما بينهم، وقد يفتخرون بمواهبهم، وقد يضنّون باستخدامها لخدمة غيرهم، فتعصمهم محبتهم لله والناس من كل هذه المخاطر. فى هذا النص أيضا إختلاف ناتج عن الترجمة فى الآية : اسم لله يمكن أن يكون ( 1) “الآبُ الَّذِي مِن َالسَّمَاءِ ” (انظر المخطوطات L, I , P75 .. أو ( 2) “الآبُ الذي سيعطي مِنَ السَّمَاءِ ” (انظر P45 والتى وردت فى (مت 7: 1) وهذه إختلافات فى الترجمة ناتجة عن التذكر ولكن الوحى حرص على ألا تؤثر على العقيدة والمعنى |
تفسير (لوقا 11: 14) 14 وكان يخرج شيطانا وكان ذلك اخرس.فلما اخرج الشيطان تكلم الاخرس.فتعجب الجموع. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي وقد حدث أن كان مخلصنا يطرد شيطانا من رجل أطرش كان الشيطان قد إحتل جسده فعقد لسانه وجعله عاجزا عن النطق ، ليعذبه ، بدافع من شره وحقده على البشر خليقة الرب ، ورغبته فى غيلامهم والتنكيل بهم ، فما ان طرد مخلصنا الشيطان حتى تكلم الأطرش وقد إنحلت عقدة لسانه ، فتعجبت الجموع من تلك القدرة الإعجازية التى لمخلصنا ، والتى لا يمكن أن تكون قدرة بشر ، ولا يمكن أن تكون إلا قدرة الرب وحده ، تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 80 (يسوع يخرج شيطانا أخرس) يقول الكتاب المقدس : " غرت غيرة للرب " (1مل 19: 10) ، وأنا ايضا أقول هكذا ، مركزا اتنباهي بدقة على دروس الإنجيل المطروحة أمامنا ، ليتضح ان لسان إسرائيل المجنون هو وقح ومسيب بالشتائم ، مطغي بغضب شديد غير منضبط، ومقهور بحسد لا يمكن إخماده . انظر كيف كانوا يصرون بأسنانهم على المسيح مخلص الكل لأنه جعل الجموع يتعجبون من معجزاته الإلهية الخارقة العديدة ، ولأن الشياطين كانت تصرخ من قويه وسلطانه الفائقين الإلهيين ، واظلن أن هذا هو ما رنم به داود مخاطبا له: ٠من عظم قوتك سيوجد أعداؤك كاذبون " (مز 65: 3 سبعينية ) . اما عن السبب الذي جعل هؤلاء الناس يقاومون المجد الذي يظهر به ، فإن هذا الفصل سيعلمنا إياه بوضوح، فيقول:" أحضروا إليه إنسانا به شيطان أخرس " والشياطين الخرساء يصعب على القديسين ان ينتهروها ، كما انها اكثر عنادا من الأنواع الأخرى ، وهى وقحة جدا ، ولكن لا يصعب شيء على إرادة المسيح الكلية القدرة ، والذي هو مخلصنا كلنا . فللحال اطلق الرجل الذي احضروه إليه حرا من الروح النجس الشرير، ومن كان لسانه من قبل معلقا بواسطة باب ومزلاج ، اندفع مرة اخرى إلى الكلام المعتاد. لأن الانجيل قال عنه إنه اخرس ، كما لو كان بدون لسان ، اي بلا نطق ، ولم يكن سبب الخرس نقص طبيعي ولكن بسبب عمل الشيطان ٠ ولما لم يكن المجنون يستطيع الكلام طبعا فإن المسيح لم يطلب منه أن يقر بالايمان كعادته . ولما أجرى المسيح هذا العمل المعجزي فإن الجموع مجدته بتسابيح ، وأسرعت لتتوج صانع المعجزة بكرامة إلهية. ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس (1) “شَيْطَانًا،" يطلق الكتاب المقدس أسماء مختلفة على كائن شرير يعيث فسادا في الأرض فيستعمل كلمة شيطان العبرية والتي تعني المقاوم لأنه يقاوم مشيئة الله ، ويستخدم أيضا كلمة إبليس فى اللعة اليوناني diabolos ومعناها المشتكي ، والشيطان هو كائن روحي له سلطان على مجموعة من الكائنات الروحية النجسة الخاضعة له وهم شياطين أيضا ( متى 9 :34 ) وكان الشيطان ملاكا واعتقد أنه يستطيع أن يصير مثل الإله ( أَصْعَدُ فَوْقَ مُرْتَفَعَاتِ السَّحَابِ. أَصِيرُ مِثْلَ الْعَلِيِّ.)( أشعياء 14 :13 - 15 ) ، ولكنه بسقوطه اصبح شريرا مقاوما لخير الرب وملائكته ورغم سقوطه فأنه لم يفقد القوة الملائكية التي كان يتمتع بها فقدراته أقوى بكثير من قدرات الإنسان العادي ويستغل قوته فى الشر ، وله ملكات عقلية كالإدراك والتمييز والتذكر وأحاسيس مختلفة كالخوف والألم ( مرقس 5 :7) والاشتهاء كما أنه يمتلك القدرة على الاختيار ( أفسس 6 :12 ) وبسبب تمرد الشيطان أمر الله بطُرده مع أتباعه إلى جهنم بقيود في الظلام محروس من الملائكة ( 2 بطرس 2 : 4 ) ( يهوذا 6 )، ولكن هذا لم يوقفه من العمل بالشر على الأرض ( 1 بطرس 5 :8 ) . (2) " وَكَانَ ذلِكَ أَخْرَسَ ”. لم يتطرق الكتاب عن سبب وكيفية دخول الأرواح النجسة في البشر ولكنه أشار إلى أن حياة الإنسان وإنغنلسه فلا الخطايا وميله للشر من الأسباب الرئيسية التى تؤدى لدخول الشيطان فيه وإمتلاكه نفسه ،ويبين العهد الجديد خاصة أن الشياطين كان تتحكم في الناس وتسبب لهم أمراض خطيرة قد تكون جسدية أو عقلية كالبكم ( متى 9 :32 ) العمى والبكم معا (متى ذ1: 22) والصرع ( مرقس 9 :17-27 ) والعمى ( متى 12 :22 ) والجنون ( متى 8:28 ) وفي سفر أعمال الرسل قصة إخراج بولس الرسول لروح نجس من فتاة خادمة وكان ذلك الروح قد وهبها القدرة على العرافة وكان أسيادها يجنون المال بسببها ( أعمال 16 :16-18 ) . |
تفسير (لوقا 11: 15) 15 واما قوم منهم فقالوا ببعلزبول رئيس الشياطين يخرج الشياطين. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي فما كان من بعض أعداء مخلصنا من الفريسيين والصدوقيين والكتبة وعلماء الشريعة اليهودية المعاديين له ، والممتلئين حقدا عليه وحسدا له على حب الناس إياه وإعجابهم به وعجبهم مما يصنع من معجزات ، أرادوا أن يبلبلوا أفكار الناس نحوه ، وأن يقللوا من أثر ما كانت تلك المعجزات تتركه فى نفوسهم من إنبهار به ومن إكبار وتعظيم له فزعموا أنه أنه لا يخرج الشياطين بقوة الرب أو بقوته هو التى هى قوة الرب ، وإنما يخرج الشياطين بقوة بعل زبول رئيس الشياطين تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 80 (يسوع يخرج شيطانا أخرس) يقول الكتاب إن بعضا من الكتبة والفريسين الذين امتلأت قلوبهم بسم الكبرياء والحسد ، وجدوا في المعجزة وقودا لمرضهم ، فلم يمجدوا الرب ، بل عكفوا على العكس تماما لأنهم جردوه من الأعمال الإلهية التي عملها ، وعزوا هذه القوة الفائقة إلى الشيطان ، وجعلوا بعلزبول هو مصدر قوة المسيح ، فقالوا:" ببعلزبول رئيس الشياطين يخرج الشياطين" وآخرون إذ أصيبوا بشر مقارب لهذا ، اندفعوا بدون تمييز إلى جرأة الكلام الوقح ، وإذ كانوا ملدوغين بمنخاس الحسد ، طلبوا منه أن يريهم آية من السماء ، كما لو كانوا يريدون أن يقولوا له: ٠٠ إن كنت قد طردت روحا خبيثا ووقحا فهذا أمر غير جدير بالاعجاب ، إن ما فعلته لا يدل على قدرة إلهية ، إننا لم نر بعد شيئا يشبه المعجزات القديمة ، أرنا بعض الأفعال التي تدل - بدون أي شك - إنها معمولة بقوة من فوق . إن موسى. جعل الناس يعيرون البحر بعد أن انفلقت المياه وصارت كسد، وضرب الصخرة بعصاه فصارت منعا للأنهار حتى تدفقت الينابيع من حجر صوان . وبالمثل فإن خليفته يشوع جعل الشمس تقف في جبعون ، والقمر في وادي أرنون ، ووضع قيودا على مجارى الأردن، ولكن أنت لم ترنا أفعالا مثل تلك إنك أخرجت شيطائا للناس. ولكن هذا السلطان يمنحه بعلزبول رئيس الشياطين للناس ، إنك قد استعرت منه قوة صنع هذه الأشياء التي تتسبب في إعجاب الناس الجهلاء الأميين. بهذا الشكل تظهر جرأة القوم الذين يتصيدون الأخطاء ، واتضح الآن من رغبتهم في أن يعمل آية من السماء أنهم يضمرون مثل هذه الأفكار عنه. بماذا اجاب المسيح على هذه الأمور؟ أولأ؛ هو في الواقع يبرهن على أنه إله بمعرفته بما تهامسوا به خفية في داخلهم ، لأنه مكتوب أنه " علم افكارهم : وهذا العمل يخص الرب تماما ، أي معرفة ما في الفكر وما في القلب وما يتكلم به الناس في الخفاء. ولكي يبعدهم الرب عن هذه الجريمة الفظة ، فإنه يقول لهم ٠٠: " كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب ، وكل بيت منقسم على ذاته يسقط ، فإن كان الشيطان ينقسم على نفسه فكيف تثبت مملكته؟" ولعله كل يقول لهؤلاء المتثرثرين الأغبياء: ٠٠ إنكم قد جانبتم الصواب، ابتعدتم عنه جدا، وأنتم بلا شك تجهلون طبيعتي إنكم لا تلتفتون إلى عظمة قوتي وجلال قدرتي ، موسى كان خادم الناموس ولكن أنا المشرع له ، لأنني الرب بالطبيعة ، كان هو خادم الآيات ، ولكن أنا الصانع والمجري لها ، أنا الذي فلقت المياه فعبر الشعب. أنا الذي أظهرت الحجر الصوان كينبوع للانهار. أنا الذي جعلت الشمس نقف في جعبون ، وقوة اوامري هي التي اوقفت القمر في وادي ارنون انا الذي وضعت قيودا على مجاري الأردن. والآن أنا اسألكم ، فلو أن المسيح قال لهم مثل هذه الكلمات ، لكان من غير المستبعد ان نتصور انهم كانوا سيتقدمون بالأكثر بنيران الحسد ، وكانوا سيقولون : " إنه يعطي نفسه العظمة فوق مجد القديسين ، إنه يفتخر بنفسه اعلى من الآباء البطاركة المشهورين ، الذين يقول عنهم إنهم ليسوا شيئا وينتحل لنفسه مجدهم وكانوا سيضيغون كلمات أخرى تعطي الفرصة للجهال للاندفاع الشرير ضده. لذلك وبحكمة فائقة ، فإنه لا يتكلم عن تلك الأحداث ، ولكن يتقدم لمحاجاتهم آخذا مادة للكلام من الأمور المعتادة ، ولكنها تحمل قوة الحق فيها ، فيقول:" كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب، وكل ببت ينقسم على ذاته يسقط ، وإذا انقسم الشيطان على ذاته كيف تثبت مملكته ؟ " إن ما يثبت الممالك هو و لاء الأشخاص وطاعة اولئك الذين تحت الصولجان الملكي ، والبيوت تثبت إن لم يناقض سكانها الواحد الآخر، بل بالعكس يتوافقون في الإرادة والفعل وهكذا اظن أنا، أن الذي يثبت مملكة بعلزبول أيضآ هو أن يمتنع عن عمل ما يضاد نفسه ، - فكيف إذن لشيطان ان يخرج شيطان؟ إذن نستنتج من ذلك أن الأرواح الشريره لا تدرج من الذاس باتفاقها مع بعض ، ولكن ضد رغبتها ، فالرب يقول: إن الشيطان لايحارب نفسه ولايهين اتباعه ولايسمح لنفسه ان يؤذى حامل سلاحه الأخصاء ، بل على العكس هو يساعد مملكته . بقى عليكم ايها اليهود أن تفهموا أنني أسحق الشيطان بقوة إلهية. هذا ما يجب علينا أن نقتنع به نحن الذين نؤمن بالمسيح وقد إبتعدنا عن شر اليهود ، لأنه ماذا يستحيل على اليد اليمنى القادرة على كل شيء؟ واي شيء يكون عظيما أو صعبا عليه هو الذي يستطيع ان يفعل كل شيء بإرادته وحده؟ هو الذي يثبت السموات واساسات الأرض ، خالق الكل ، كلى القدرة ، كيف يمكنه ان يحتاج إلى بعلزبول؟ إنها أفكار لايسوغ النطق بها؟ هذا شر لا يطاق ؛ شعب احمق لا يفهم؟ ومن العدل ان يقال عن الإسرائيلين : " لهم عيون ولا يبصرون ولهم آذان ولا يسمعون " (مر8: 18) ، لأنهم مع أنهم يبصرون الأعمل المعجزية التي يقوم بها المسيح، والتي تمت على يد الأنبياء القديسين ، الذين سمعوا عنهم ، وعرفوهم من قبل ، إلا انهم استمروا في عنادهم وجموحهم ، لذلك كما يقول الكتاب : هم ياكلون من ثمر طرقهم " (أم١: ٣١). يجب علينا ان نجتهد في تعظيم المسيح يتمجدات لاتنتهي ، وهكذا نرث مملكة السماء ، بنعمة المسيح نفسه ، الذي به ومعه للرب الآب التسبيح وللسلطان مع الروح القلس إلى دهر الدهور آمين. ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس (1) “وَأَمَّا قَوْمٌ منهمْ فَقَالُوا”. ذكر متى (متى 12: 24) أن هؤلاء القوم هم الفريسيين بينما مرقس قال أنهم (مر 3: 22) “الْكَتَبَةُ الَّذِينَ نَزَلُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ ”... وكثيريين من الكتبة كانوا فريسيين (2) " بَعْلَزَبُولَ رَئِيسِ الشَّيَاطِينِ ”. بَعْلَزَبُولَ هو إله الخصب في العهد القديم (“ BDB 127،Ba’al ) الذي لعقرون (انظر 2 مل 1: 2 ، 3، 6، 16) "وسقط اخزيا من الكوة التي في عليته التي في السامرة فمرض وارسل رسلا وقال لهم اذهبوا اسالوا بعل زبوب اله عقرون ان كنت ابرا من هذا المرض. فقال ملاك الرب لايليا التشبي قم اصعد للقاء رسل ملك السامرة وقل لهم اليس لانه لا يوجد في اسرائيل اله تذهبون لتسالوا بعل زبوب اله عقرون. " Ba'al (Hebrew בעל, Ba'l, "lord"; Greek Βήλος) كلمة "بعل" يمكن ترجمتها ب "الرب"، "مالك"، "سيد"، أو "الزوج"، وكان يطلق أسم بعل مقترنا أ) بالمدن مثل بعل حاصور (2 صم 13: 23) وكان بعد سنتين من الزمان انه كان لابشالوم جزازون في بعل حاصور التي عند افرايم. " (عد 32: 38) "ونبو وبعل معون مغيرتي الاسم وسبمة ودعوا باسماء اسماء المدن التي بنوا. " (حزقيال 25: 9) لذلك هانذا افتح جانب مواب من المدن.من مدنه من اقصاها بهاء الارض بيت بشيموت وبعل معون وقريتايم ب) أو بالجبال مثل بعل جاد (يش 11: 17) "من الجبل الاقرع الصاعد الى سعير الى بعل جاد في بقعة لبنان تحت جبل حرمون " - وبعل جبل حرمون (قض 3: 3)"اقطاب الفلسطينيين الخمسة وجميع الكنعانيين والصيدونيين والحويين سكان جبل لبنان من جبل بعل حرمون الى مدخل حماة. " ج) إسرائيل بين عبادة يهوة وعبادة البعل وحدث عدة مرات أن إنجذب بنى إسرائيل إلى عبادة البعل وتركوا يهوه (عدد 25: 3- 5) "وتعلق اسرائيل ببعل فغور.فحمي غضب الرب على اسرائيل. 4 فقال الرب لموسى خذ جميع رؤوس الشعب وعلقهم للرب مقابل الشمس فيرتد حمو غضب الرب عن اسرائيل" (قض 2: 11- 13) وفعل بنو اسرائيل الشر في عيني الرب وعبدوا البعليم وتركوا الرب اله ابائهم الذي اخرجهم من ارض مصر وساروا وراء الهة اخرى من الهة الشعوب الذين حولهم وسجدوا لها واغاظوا الرب. تركوا الرب وعبدوا البعل وعشتاروث." (قض 8: 33) وكان بعد موت جدعون ان بني اسرائيل رجعوا وزنوا وراء البعليم وجعلوا لهم بعل بريث الها. (هو 1: 17) وانزع اسماء البعليم من فمها فلا تذكر ايضا باسمائها. (قض 10: 6- 8) "وعاد بنو اسرائيل يعملون الشر في عيني الرب وعبدوا البعليم والعشتاروث والهة ارام والهة صيدون والهة مواب والهة بني عمون والهة الفلسطينيين وتركوا الرب ولم يعبدوه. فحمي غضب الرب على اسرائيل وباعهم بيد الفلسطينيين وبيد بني عمون" (1مل 16: 30- 33) "وعمل اخاب بن عمري الشر في عيني الرب اكثر من جميع الذين قبله. 31 وكانه كان امرا زهيدا سلوكه في خطايا يربعام بن نباط حتى اتخذ ايزابل ابنة اثبعل ملك الصيدونيين امراة وسار وعبد البعل وسجد له. 32 واقام مذبحا للبعل في بيت البعل الذي بناه في السامرة. 33 وعمل اخاب سواري وزاد اخاب في العمل لاغاظة الرب اله اسرائيل اكثر من جميع ملوك اسرائيل الذين كانوا قبله. " وكانت النتيجة قيام الأنبياء ومنهم إيليا بمقاومة عبادة اليهود للبعل (1مل 18) البعل اسم كنعاني وفي العهد الجديد بعلزبول. أصل هذا الاسم بعلزبوب تعني “سيد Zebub " وكلمة زبول Zebul وتعنى "رئيس الرّوث”. ىفغيّر اليهود لفظه إلى بعلزبول (مت 10 25 و12: 24 و27 ومر 3: 22 ولو 11: 15 و18 و19) وذلك للسخرية وأطلق عليه اليهود أسم "بعل الأقذار" لأنهم كانوا يحتقرون آلهة الوثنيين، ويعتبرونهم كشياطين (ا كو 10: 20) وأما بعلزبوب فكان إله عقرون. والأرجح أنه كان إله الطب عندهم (2 مل 1: 3) وهو أكبر جميع آلهتهم ولذلك دعي رئيس الشياطين كما ورد في مت 12: 24 ولو 11: 15 وقد ظنّ البعض أنه بعل المساكن لأنه رئيس الأرواح النجسة التي تدخل بعض الناس وتسبب الجنون كالروح النجس الذي أخرجه يسوع من الإنسان المجنون حينما دعاه الفريسيون بعلزبول رئيس الشياطين (مت 12: 24). |
تفسير (لوقا 11: 16) 16 واخرون طلبوا منه اية من السماء يجربونه. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي فإن كان يفعل ما يفعل بقوة الرب أو بقوته هو ، فطلب آخرون آية تثبت ذلك ، ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس (1) “يُجَرِّبُونَه ”. peirazo راجع التعليق على لوقا 11: 4 وتستخدم كلمة يجربونة فى العهد الجديد بمعنى " يجرب بشكل يؤدى للتهلكة " وهذه الفقرة من هذا الإصحاح تجمع ببين : أ) طرد يسوع للأرواح ب) تجريب يسوع من قِبل أولئك الذين يطلبون آية إن معجزات طرد الأرواح الشريرة كانت من أكثر ألايات تُعطى برهانا على أصل يسوع وسلطانه على كائنات روحية شريرة كانت تؤذى بنى البشر وقدرته على هزيمتهم ولكن كان قادة اليهود يريدون معجزة مظهرية بلا هدف بلا سبب بلا عمل أنه بالرغم من ألايات المعجزية الكثيرة التى بلا حصر ولا عدد التى كان يسوع يفعلها أمامهم إلا أنهم كانوا يلحون فى طلب آية أى معجزة ليؤمنوا به (مت 4 .. لو 4) وكان يرد عليهم عن حدوث المعجزة الكبرى بكلمات مختومة ( تنبئ بالمستقبل) لما سيحدث له وكانت هذه الآية التى لم يستوعبوها الكتبة والفريسيين وشيوخ اليهود فى حينها هى آية لا مثيل لها لأنها رجاء البشرية وهو الفداء والخلاص الذى تم فيما بعد عن طريق صلبه وموته وقيامته من بين الأموات وفى الغالب أن طلبهم بإلحاح متكرر آية لم يكن منهم بل يعتقد أن ابليس وسوس فى فكرهم فإبليس كان أول من طلب آية بلا هدف بلا سبب بلا عمل له قيمة وذلك عندما بدأ يسوع خدمته التبشيرية حيث كان يغوى يسوع ليقفز من أعلى الهيكل وكان ذلك فيما يعتقد يوم عيد محتشد بالناس ليعطى إنطباعا عند جموع اليهود (راجع لو 4: 9) وهذا يعطينا فكرة عن حروب الشيطانية التى تستخدم أسلوب يظهر أنه لمجد الرب ولكنه فى الحقيقة أسلوب يبغى من وراءه الشيطان معرفة خطة الخلاص التى اعدها الرب لأجل من يؤمنون بيسوع المسيح مخلصا وفاديا ولم تكن هذه الطريقة الوحيدة التى أستخدمها الشيطان لمعرفة ما إذا كان هو المسيح كلمة الرب أم لا ؟ فكانت الشياطين عندما يطردها يسوع من الناس كانت تصرخ قائلة نحن نعرفك أنت هو المسيح ابن الله العلى .. وعبارات أخرى نطق بها بشر أشرار (مثل خلص آخرين ولم يستطع أن يخلص نفسه) عندما كان يسوع على الصليب تبين إصرار الشيطان على معرفة من هو يسوع هل هو إنسان عادى أم نبى أم قوة الله؟ .. فلم يتوقع الشيطان أن يصير كلمة الإله فى الهيئة كإنسان آخذا صورة عبد .. بالرغم من أن كل تفاصيل حياة يسوع الدقيقة وردت فى سفر أشعياء والمزامير وغيرها الذى يعرفها الشيطان وظن الشيطان أنه بصلب يسوع وموته سيتخلص من سلطانه فقفأعد خطة لصلب يسوع بمؤامؤة شيطانية حيث يقول الكتاب أن يهوذا ألإسخريوطى تلميذ يسوع بعد اللقمة دخله الشيطان وحركة ليخون سيدة ونجحت تمت المؤامرة بالصلب وموت يسوع ولكن يسوع قام من بين الموت منتصرا .. وعندما عرف الشيطان أنه إنهزم لم يستسلم فما زال هناك نهاية للعالم وقيامة للأموات فإذا كان كلمة الله تجسد وسجل يسوع كلماته وتعاليمه وأعماله ومعجزاته بالروح القدس فى ألإنجيل فتحكم الشيطان فى محمد وجعله نبيا (وتوجد أحاديث عديدة فى الصحيحين تظهر العلاقة الوطيدة بين محمد والشيطان) وسجل الشيطان على لسان محمد كل أفكارة التى وأعماله التى فعلها مع يسوع فى حياته وموجودة فى الإنجيل ولأن إبليس هو كذاب وأبو كل كذاب فوضع عقيدة المسيحيين بصورة كاذبة فى القرآن هذا التفكير الشيطانى وظنون الشرير مسجل بالكامل فى القرآن فعندما نقرأ القرآن نجد أن : " أنكر تجسد الكلمة وجعل المسيح نبيا فقط وهذا ما كان يظنه الشيطان فى حياة يسوع وسجل الشيطان إنزعاجه وإشتراكه فى خطة صلب يسوع فألغى فى القرآن أن من صلب هو يسوع وبالتالى فليس هناك قيامة .. ياترى ماذا سيفعل يسوع الديان لهؤلاء الشياطين ومن آمن من المسلمين الذين آمنوا بهذه الأفكار الشيطانية ؟ لقد كانت هذه أفكار الكاتب العالمى سليمان رشدى عندما قال عن القرآن إنه ليس إلا "آيات شيطانية " (2) "طَلَبُوا مِنْهُ آيَةً مِنَ السَّمَاءِ ”. كانوا يطلبون آية، فكانت آية طرد أرواح، ولكنهم لم يقبلونها طلب الآيات للمنظرة والمظهرة شرطا للإيمان كان حائلا حال عن إيمان عددا كبيرا من القيادات الدينية لليهود بالإيمان بيسوع بالرغم ما قرأوه عنه فى العهد القديم خاصة فى أشعياء النبى (1كور 1: 22) "لان اليهود يسالون اية واليونانيين يطلبون حكمة " (لو 11: 29- 33) و(مت 12: 38) حينئذ قال قوم من الكتبة والفريسيين: «يا معلم نريد ان نرى منك اية». (يو 2: 18) فاجاب اليهود وقالوا له:«اية اية ترينا حتى تفعل هذا؟» (يو 6: 30) فقالوا له:«فاية اية تصنع لنرى ونؤمن بك؟ ماذا تعمل؟ اباؤنا اكلوا المن في البرية، كما هو مكتوب: انه اعطاهم خبزا من السماء لياكلوا». (3) "عَلِمَ أَفْكَارهمْ ”. لأن يسوع كلمة الإله فقد كان يعلم افكار الناس وافعالهم وأوضح مثل هو معرفته بخيانة تلميذه يهوذا الإسخريوطى ومنعه من التناول سر الإفخارستيا فقال له : "ما أنت فاعله فإفعله بسرعة " فذهب يهوذا وناول يسوع تلاميذه مؤسسا هذا السر العظيم بينما يهوذا خارجا فى الهيكل يقبض ثمن تسليم سيده للكهنة ليحكموا عليه بالموت |
تفسير (لوقا 11: 17) 17 فعلم افكارهم وقال لهم : إن كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب.وبيت منقسم على بيت يسقط. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي فقال مخلصنا ، ككل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب.وبيت منقسم على بيت يسقط ..
(1) " عَلِمَ أَفْكَارهم ”. ذكر الإنجيل أن يسوع كان يعلم أفكار الناس فقد علم فكر سمعان بأنه لم يصطاد شيئا فقال له أبعد للعمق وإرمى الشبكة (لو 5: 5- 8) "فاجاب سمعان: «يا معلم قد تعبنا الليل كله ولم ناخذ شيئا. ولكن على كلمتك القي الشبكة». ولما فعلوا ذلك امسكوا سمكا كثيرا جدا فصارت شبكتهم تتخرق " وفى معجزة شفاء الرجل ذو اليد اليابسة (لو 6: 8) "اما هو فعلم افكارهم وقال للرجل الذي يده يابسة: «قم وقف في الوسط». فقام ووقف " وعندما داخل التلاميذ من فيهم الأكبر والرئيس (لو 9: 47) "فعلم يسوع فكر قلبهم واخذ ولدا واقامه عنده " وفى موقف آخر بعد صلبه وقيامته كان التلاميذ والرسل فى العلية خائفين فدخل يسوع فى وسطهم وكان عالما بكل الأفكار التى فى عقولهم (لو 24: 37- 38) وفيما هم يتكلمون بهذا وقف يسوع نفسه في وسطهم وقال لهم: «سلام لكم!» فجزعوا وخافوا وظنوا انهم نظروا روحا. 38 فقال لهم: «ما بالكم مضطربين ولماذا تخطر افكار في قلوبكم؟ " أكد يسوع فى ألآيتين لو 11: 17- 18) على سخافة منطق رؤساء وقادة اليهود الدينيين . بما يعنى بالسؤال الذى يفرض نفسه : لماذا سيهزم إبليس خدامه أنفسھم (الآية 18)
|
تفسير (لوقا 11: 18) 18 فان كان الشيطان ايضا ينقسم على ذاته فكيف تثبت مملكته.لانكم تقولون اني ببعلزبول اخرج الشياطين.
(1) “إِنْ ”. نحويا : أول ثلاث جمل شرطية من الفئة الأولى (انظر الآيات 18 ، 19 ، 20) ُفترض أن تكون حقيقية الجملة التي في الآية 19 مثال عن كيف تكون الجملة الشرطية من الفئة الأولى غير حقيقية في الواقع، ولكنھا تساعد االمستمع لكلام يسوع على توضيح فكرة منطقية قوية. وفي الواقع،هذا القول لا يكون حقيقياً. (2) " مَمْلَكَتُه ”. إبليس له مملكة يجمع أتباعا له فى مملكة الشر فى ألأرض ويريد أن يحافظ عليها ويوسّعها . فيشتعل الصراع الروحي (يو 12: 31) (يو 14: 30) (يو 16: 11) (2كور 4: 4) (أف 2: 2) (أف 4: 14، 27) (أف 6: 11- 12) (يع 4: 7) (1 بط 5: 8- 9) |
تفسير (لوقا 11: 19) 19 فان كنت انا ببعلزبول اخرج الشياطين فابناؤكم بمن يخرجون.لذلك هم يكونون قضاتكم. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 81 (إخراج الشياطين بروح الله ) إن إله الكل في توبيخه لكبرياء اليهود ، وأيضا لجنوحهم المستمر واندفاعهم إلى العصيان ، يتكلم بصوت إشعياء: " إسمعي أيتها السموات ، وأصغى أيتها الأرض ، لأن الرب تكلم ، ولدت بنين ونشأتهم ، أما هم فرفضونى" (إش 1: 2 س). لأنهم رفضوا الرب الآب باستخفافهم بالابن بطرق متعددة ، الذي رغم أنه ولد منه بالطبيعة ، إلا أنه فيما بعد صار مثلنا - لأجلنا ، ودعاهم إلى النعمة التي بالأيمان ، لعلهم يكملون الوعد الذي أعطى لآبائهم ، حتى تمجد الأمم الرب من أجل الرحمة ( أنظر رو 15: 8) إن كلمة الرب الوحيد الجنس صار إنسانا حتى يكمل وعد البركة المعطى لهم ، ولكي يعرفوا أنه هو الذي سبق الناموس فصوره، وهو الذي تنبأ عنه جماعة الأنبياء القديسين مسبقأ ، وقد أجرى هذه الأعمال الإلهية وانتهر الأرواح الشريرة. ومع أنه كان من الواجب عليهم أن يمجدوه كصانع معجزات ، كواحد له القوة والسلطان الفائقين للطبيعة ، وبدرجة لا تقارن ، إلا أنهم على العكس احتقروا مجده قائلين :" هذا لا يخرج الشياطين إلا ببعلزبول رئيس الشياطين " وبماذا أجاب المسيح عن هذا؟ " إن كنت أنا ببعلزبول أخرج الشياطين ، ، " فأبناؤكم بمن يخرجون " وهذا الموضوع قد شرحته لكم باستفاضة في اجتماعنا الماضي اما,بخصوص شر اليهود الذين يثرثرون عبثا ٠٠ ضده ٠٠ والذين يلزم توبيخهم أكثر ببراهين عديدة ومقنعة، فانه يضيف إلى ما سبق ان قاله، اعتبارا آخر لا : يمكن الرد عليه وما هو؟ فهذا ما سأذكره لكم الآن كما لأولادي: كان التلاميذ يهودا، واولادا لليهود بحسب الجسد ، ولكنهم حصلوا من المسيح على السلطان لإخراج الأرواح النجسة ، فكانوا يحررون اولئك الذين تسلطت عليهم الأرواح، وذلك بدعائهم عليهم بهذه الكلمات : " بإسم يسوع المسيح " ، وبولس ايضا بسلطان رسولي ، امر ذات مرة روحا "نجسا" قائلا :" أنا آمرك بأسم يسوع المسيح أن تخرج منه " (اع١٦: ١٨). لهذا فهو عندما يقول ان اولالكم يدوسون بعلزبول باسمي ، وذلك بآن ينتهروا أتباعه ويطردونهم من هؤلاء الذين (يسكنون) فيهم ، فماذا يكون القول إنني استمد هذه القوة من بعلزبول إلأ تجديف واضح مقترن بجهل عظيم؟ لذلك فهو يقول إنكم ستدانون وتوبخون بواسطة إيمان ابنائكم ، لأنهم قد اخذوا مني سلطانا وقوة على الشيطان ، وإنهم ضد إرادته يخرجونه من الذين كان يسكنهم ،
(1) " أَبْنَاؤُكُمْ بِمَنْ يُخْرِجُونَ؟”. كان اليهود نشيطين في طرد الأرواح (لو 9: 46) "فأجاب يوحنا وقال: يا معلم، رأينا واحدا يخرج الشياطين باسمك فمنعناه، لأنه ليس يتبع معنا" وكانت طائفة تعرف بإسم اليهود الطوافين المعزمين متخصصة فى إخراج الشياطين ورد اسمهم فى (أع 19: 13- 16) وحدث أن وكان سبعة بنين لسكاوا، رجل يهودي رئيس كهنة، إستعملوا أسم يسوع وهم غير مؤمنين بهذا الإسم فوثب عليهم الرجل الذى به شيطان وضربهم وأخرجهم عراه (أنظر يوسيفوس 8.2,5 Antiq. ولكنهم كانوا ينكرون قدرة يسوع على طرد الشياطين ولم يقدروا أن يفسروا طرد التلاميذ والرسل الشياطين من أجساد اليهود وخاصة التى كان التلاميذ يستعملون فيها إسم يسوع (لو 9: 49- 50) (مر 9: 38- 40) وفيما يبدو أن يسوع يقول لهم إذا كنت أنا أخرج الشياطين ببعلزبول فأولادكم الذين يخرجون الشياطين من أجساد البشر ماذا يكونون ؟ وقصد بأولادكم التلاميذ والرسل لأنهم كانوا يخرجون الشياطين وهم يهود (2) "لِذلِكَ هم يَكُونُونَ قُضَاتَكُمْ ”. تلاميذ يسوع الأثنى عشر ورسله السبعين أرسلهم يسوع بقوة وسلطان لإخراج الأرواح النجسة الشيطانية من بنى البشر وكانوا يستخدمون أسم يسوع وقد قال يسوع لرسله الاثني عشر: "متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده، تجلسون أنتم أيضًا على اثني عشر كرسيًا، تدينون أسباط إسرائيل اثنى عشر" (مت28:19). ومن كان يقول على قوة الإله وأصبعه اسم يسوع الذى كتب لهم الوصايا العشر (الذي يقول متى أنهم فرّيسيون) هذا الجمع قد ارتكب خطيئة لا تُغتفر بأن دعوا قوة الإله بعلزبول أة أنهم دعوا النور ظلمة. من الواضح أن هؤلاء المراؤون رأوا مغجزات يسوع الكثيرة وسمعوا بأخباره التى ملأت الأراضى المقدسة فى ذلك الوقت ، ولكنھم نسبوا ذلك إلى الشرير. |
تفسير (لوقا 11: 20) 20 ولكن ان كنت باصبع الله اخرج الشياطين فقد اقبل عليكم ملكوت الله. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 81 (إخراج الشياطين بروح الله ) بينما انتم تقولون إنني استخدم قوته في صنع المعجزات الالهية. اما وقد ثبت ان ما تقولونه ليس صحيحا، ولكن بالعكس هو فارغ وهراء ومجرد إفتراء ، فقد اصبح من الواضح انني اخرج الشياطين بأصبع الله (مت١٢: ١٨)، وهو يقصد بأصبع الرب ، الروح القدس. لأن الابن يسمى يد الرب الآب وذراعه ، فالآب يعمل كل الأشياء بالابن ، وبالمثل فإن الابن يعمل بالروح فكما ان الأصبع يمتد إلى الي د، كشئ ليس غريبا عنها ولكن يختص بها بالطبيعة ، هكنا ايضا "الروح القدس" لكونه مساو في إ الجوهر فهو مرتبط في وحدانية مع الابن رغم انه ينبثق من الرب الآب لأن الشياطين باصبع الرب متكلما كإنسان ، لأن اليهود بسبب ضعف وغباء ذهنهم لن يحتملوه إذا قال : " إني بروحي الخاص أخرج الشياطين*. فلكي يهدئ من استعدادهم الشديد للغضب ، وميل ذهنهم للعجرفة والجنون ، فإنه يتكلم كإنسان، مع أنه هو الرب بالطبيعة ، وهو نفسه الذي يعطي الروح من الرب الآب لأولئك الذين يستحثونه ، ويستخدم كملك خاص له، تلك القوة الخارجة منه ، لأن الروح مساو له في الجوهر ، ومهما قيل إن الرب الآب يعمله ، فبالضرورة يعمله الابن في الروح. لذلك فإذا قال إنني وقد صرت إنسانا ، وأصبحت مثلكم ، أخرج الشياطين بروح الرب ، فإن الطبيعة البشرية قد بلغت فى أنا أولآ إلى ملكوت الرب . وقد صارت مجيدة بتحطيمها قوة الشيطا ن، وبانتهارها الأرواح النجسة والفاسدة. فهذا هو معنى الكلمات : قد أقبل عليكم ملكوت الله " أما اليهود فلم يفهموا سر تدبير الابن الوحيد في الجسد ، رغم أنهم كان ينبغي أن يتأملوا أنه بواسطة كلمة الرب الوحيد الجنس الذي تجسد دون أن يتوقف عن أن يكون كما كان دائما — فقد مجد طبيعة الإنسان ، بأنه لم يستنكف من أن يأخذ وضاعتها على نفسه لكي يسكب عليها غناه الخاص. ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس (1) “بِأَصْبعِ لله ”. أستخدمت هذه العبارة عدة مرات في العهد القديم: أ) تصف لله كخالق، (مز 8: 3) ب) تصف لله كمانح للإعلان، (خر 31: 18) (تث 9: 10) ج) تصف لله كفادٍ ومحرّر، كما في الضربة التي أدت إلى العتق من العبودية في مصر (خر 8: 19) قد يستعير الوحى وصف شخصى أو تعبير يستعمله البشر كتشبيه مجازى لتقريب المعنى والقصد للبشر وفى الغالب تستعمل المفردات الأرضية لوصف أشخاصا روحيين وأحداث وأشياء روحية ، ليس فقط فى الوحى المكتوب فى الكتب المقدسة وإنما فى حياتنا العامة ، وكثيرا ما يصف الكتاب المقدس بعهدية الروحيات بكلمات يستخدمها البشر (مادية جسدية ، عاطفية ، وعلاقاتية) الإله روح أبدى سرمدى لا نهائى ، حاضر فى كل الخليقة ليس له جسد بشرى ، ولكن له القدرة والإستطاعة أن يتخذ هيئة الإنسان ومن يقول غير ذلك يسلب الإله من قدرته وقوته (تك 3: 8 ) (تك 18: 33) (لا 26: 12) (تث 23: 14) .(2) "فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ لله ”. هذا هو المنطق : إن كان يسوع يطرد الشياطين بقوة لله، فلا بد أنه المسيّا .. يطردها بإصبع الإله أى الروح القدس رفض الفريسيين والكتبة والشيوخ والجموع له ولقوته وسلطانه كان رفضاً للرب نفسه ولما أعده هذا الإله لمختاريه ( 1 يو 5: 10- 12) "من يؤمن بابن الله فعنده الشهادة في نفسه.من لا يصدق الله فقد جعله كاذبا لانه لم يؤمن بالشهادة التي قد شهد بها الله عن ابنه.وهذه هي الشهادة ان الله اعطانا حياة ابدية وهذه الحياة هي في ابنه. من له الابن فله الحياة ومن ليس له ابن الله فليست له الحياة " إن القوة التى أعطاها يسوع لتلاميذه ورسله بإخراج الشياطين من مساكنهم فى بنى البشر وحماية ألإنسان من شرورهم هى القوة التى هزمت أبليس وقوضت مملكته (أش 24: 21- 23) (رؤ 20: 1- 3) قد جاء بخدمة يسوع ومع أن ملكوت الله فى السماء أى مستقبلى ولكنه فى نفس الوقت حاضر (مت 12: 28) لأن الرب أعطانا الشعور به فى داخلنا وما هو الملكوت ألا أن نشعر بأن روح الرب (القدس) فى داخلنا وهذا هو نقطة الإستمرارية بالإيمان نحصل على ما هو مستقبلى فى التو وفى الحال .. لقد هزم إبليس وسنهزمه نحن أيضا بقوة الروح القدس لأن ملكوت الرب فى داخلنا . فيما يلى تفسير : ديديموس الضرير + كيرلس الإسكندري أولاً: ديديموس الضرير (القرن الرابع) وهناك نموذج كتابي آخر يوضِّح أن للثالوث طبيعة وقوة واحدة. فقد دُعي الابن باليد والذراع ويمين الآب. وكما كنَّا نعلِّم دائماً أن كل هذه الاصطلاحات تشرح أن الطبيعة الواحدة ينتفي منها الاختلاف، فهكذا أيضاً قد دُعي الروح القدس باصبع الله لأنه واحد في الطبيعة مع الآب والابن. في أحد الأناجيل، عندما ازدرى البعض بمعجزات الرب قائلين: "ببعلزبول رئيس الشياطين يخرج الشياطين" سأل المخلص، لماذا يقولون هذا، وأجابهم: فإن كنتُ أنا ببعلزبول أُخرج الشياطين، فأبناؤكم بمَن يُخرجون؟ لذلك هم يكونون قُضاتكم. ولكن إن كنت بأصبع الله أُخرج الشياطين، فقد أقبل عليكم ملكوت الله" (لو 11). وعندما يذكر أحد الإنجيليين الآخرين هذه الحادثة، يُشير إلى قول الرب: "ولكن إن كنت أنا بروح الله أُخرج الشياطين، فقد أقبل عليكم ملكوت الله (مت 12). ومن هنا فإن النَّصين يوضِّحان أن أصبع الله هو الروح القدس. وهكذا، لو أن الأصبع متَّحد باليد، واليد بصاحبها، فبلا أدنى شك يَنتسب الإصبع لجوهر هذا الذي له الإصبع. ولتنتبهوا لئلا تنحدروا للأشياء الدُنيا، غافلين عن أي شيء نحن نتباحث، وترسموت بخيالكم هذا الكم من الأطراف الجسدية، وتبتدئون تتخيَّلون لأنفسكم أحجامها، وتفاوتها، من حيث أن هناك أجزاء أكبر وأصغر في الجسم، قائلين: "أن الإصبع يختلف تمام الاختلاف عن اليد، واليد بالمثل تختلف تمام الاختلاف عن مَن يملكها" لأن الأسفار تتحدث هنا عن الموجودات غير المادية، وهي تترفَّع عن الحديث حول أبعادها بل فقط أن تُعلن وحدانية الجوهر. فكما أن اليد تُصنع بها وتُنجز كافة الأشياء فهي غير منفصلة عن الجسم، وكما أنَّ اليد هي جزء من صاحبها، هكذا أيضاً فإن الإصبع غير منفصل عن اليد التي لها هذا الإصبع. ولذلك فلتطرحوا عنكم التفاوت والأبعاد عندما تفكِّرون في الله، وتتفهمون فقط الوحدة الموجودة بين الإصبع واليد والجسم كله، فقط كُتب بهذا الإصبع الناموس على ألواح الحجر. ثانياً: كيرلس الإسكندري (القرن الخامس) " وكان يخرج شيطانا وكان ذلك اخرس.فلما اخرج الشيطان تكلم الاخرس.فتعجب الجموع. واما قوم منهم فقالوا ببعلزبول رئيس الشياطين يخرج الشياطين. واخرون طلبوا منه اية من السماء يجربونه. فعلم افكارهم وقال لهم كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب.وبيت منقسم على بيت يسقط. فان كان الشيطان ايضا ينقسم على ذاته فكيف تثبت مملكته.لانكم تقولون اني ببعلزبول اخرج الشياطين. فان كنت انا ببعلزبول اخرج الشياطين فابناؤكم بمن يخرجون. لذلك هم يكونون قضاتكم. ولكن ان كنت باصبع الله اخرج الشياطين فقد اقبل عليكم ملكوت الله. حينما يحفظ القوي داره متسلحا تكون امواله في امان. ولكن متى جاء من هو اقوى منه فانه يغلبه وينزع سلاحه الكامل الذي اتكل عليه ويوزع غنائمه" (لو 11) كان التلاميذ يهوداً، وأولاد لليهود بحسب الجسد، ولكنهم حصلوا على السلطان لإخراج الأرواح النجسة، فكانوا يحررون أولئك الذين تسلّطت عليهم الأرواح، وذلك بدعائهم عليهم هذه الكلمات: "باسم يسوع المسيح"، وبولس أيضاً بسلطان رسولي، أمر ذات مرة روحاً نجساً قائلاً: "أنا آمرك باسم يسوع المسيح أن تخرج منه" (أع 16). لهذا فعندما يقول المسيح أن أولادكم يدوسون بعلزبول باسمي .. فهو يقول إنكم ستُدانون وتُوبّخون بواسطة إيمان أبنائكم، لأنهم قد أخذوا مني سلطاناً وقوة على الشيطان، وإنهم ضد إرادته يخرجونه من الذين يسكنهم، بينما أنتم تقولون إنني أستخدم قوة الشيطان في صنع المعجزات الإلهية. أمّا وقد ثبت أن ما تقولونه ليس صحيحاً، ولكن بالعكس هو فارغ وهراء ومجرد إفتراء، فقد أصبح من الواضح أنني أخرج الشياطين بأصبع الله. وهو يقصد بأصبع الله: الروح القدس. يُسمَّى الابن يد الله الآب وذراعه، لأن الآب يعمل كل الأشياء بالابن، وبالمثل فإن الابن يعمل بالروح القدس. كما أنَّ الإصبع لا يرتبط باليد كعضو غريب عنها، بل ينتمي إليها بالطبيعة، هكذا يشترك الروح القدس المُساوي للابن في الجوهر مع الابن في الوحدانية، مع أنه من الآب ينبثق. الابن يعمل كل شيء بالروح المساوي له في الجوهر. وهنا المسيح يقول عن قصد إنه بإصبع الله يُخرج الشياطين، متكلماً كإنسان، لأن اليهود بسبب حماقة عقلهم ما كانوا ليتحَمَّلوه لو قال "بروحي أطرد الشياطين". فلكي يهدئ من استعدادهم الشديد للغضب، وميل ذهنهم للعجرفة والجنون، فإنه يتكلم كإنسان، مع أنه هو الله القدير بالطبيعة، وهو نفسه الذي يُعطي الروح من الله الآب للذين يستحقونه، ويستخدم كملك خاص له، تلك القوة الخارجة منه، لأن الروح مساو له في الجوهر، ومهما قيل أن الله الآب يعمله، فبالضرورة يعمله الابن في الروح. يقول: "صرتُ بشراً وطردت الشياطين بروح الله، فبَلَغت الطبيعة البشرية فيَّ أنا أولاً ملكوت الله، وتَمَجَّدَت بقهرها قُدرة إبليس وبإنتهارها الأرواح النجسة الخبيثة ". هذا هو معنى كلامه: "قد أقبل عليكم ملكوت الله". أما اليهود فلم يفهموا سرَّ تدبير الابن الوحيد في الجسد، رغم أنهم كان ينبغي أن يتأمَّلوا أنه بواسطة كلمة الله الوحيد الجنس الذي تجسد ـ دون أن يتوقف عن أن يكون كما كان دائماً ـ قد مَجَّد طبيعة الإنسان، إذ لم يستنكف من أن يأخذ وضاعتها على نفسه لكي يسكب عليها غناه الخاص. .. والمسيح يستخدم مقارنة بسيطة وواضحة. لقد قهر يسوع رئيس هذا العالم. إنه سَحَقه وجرَّده من كل قدراته، وسلّمه فريسة إلى أتباعه (تلاميذه). لهذا يقول: "حينما يحفظ القوي داره مُتسلحاً، تكون أمواله في أمان، ولكن متى جاء من هو أقوى منه وغلبه، فإنه ينزع منه سلاحه الكامل الذي اتَّكل عليه ويوزِّع غنائمه". هذا العرض نموذجي وسهل وموضوع بأسلوب بشري .. كان إبليس قبل مَجيء المُخلص يتمتع بقدرة عظيمة فيسجن في مَربَضهِ أناساً لم يكونوا له بل لله. كان لصاً وَقحاً وشَرِهاً. ولما تأنس كلمة الله رب القوات القدير الذي هو فوق كل شيء هاجم إبليس وانتَزع منه ما كان يَعتمد عليه من سلاح، ووزَّع مغانمه. دعا الرسل الناس الذين أوقعهم إبليس في شرك ضلاله إلى الاعتراف بالحق، وأتوا بهم إلى الله الآب بالإيمان بابنه. ****** المرجع: 1- كتاب الروح القدس للعلامة ديديموس السكندري ترجمة أمجد رفعت رشدي، إصدار مجلة مدرسة الإسكندرية. 2- تفسير إنجيل لوقا للقديس كيرلس الإسكندري، ترجمة د. نصحي عبد الشهيد، مركز دراسات الآباء + التفسير المسيحي القديم للكتاب المقدس، إنجيل لوقا، الأب ميشال نجم، منشورات جامعة البلمند |
تفسير (لوقا 11: 21) 21 حينما يحفظ القوي داره متسلحا تكون امواله في امان. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 81 (إخراج الشياطين بروح الله كما كان ضروريا، كما بينت لكم ، أن الجدال في هذا الموضوع سوف يقودنا إلى اعتبارات أخرى متعددة، فإن المسيح يستخدم مقارنة بسيطة وواضحة ، وبواسطتها سيرى من يريد أن يرى ، أنه قد قهر رئيس هذا العالم ، وكما يقال - قطع أوتار رجليه - ونزع عنه القوة التي يمتلكها ، وقدمه فريسة لتابعيه (أي التلاميذ).. لهذا يقول: " حينما يحفظ القوى داره متسلحا ، تكون أمواله الكامل الذى أتكل عليه ويوزع غنائمة " وهذا كما قلت توضيح بسيط ، ومثل للأمر مشروحا بحسب ما يحدث في الأمور البشرية. فإنه طالما يحصل الإنسان القوي على التفوق، ويحرس ممتلكاته الخاصة ، فلن يكون في خطر من النهب، ولكن متى جاء من هو أقوى وأشد منه وهزمه ، فإنه يسلبه. وهذا الابن يعمل كل شيء بالروح المساوي . وهنا المسيح يقول عن قصد إنه يخرج هو ما صار إليه مصير عدونا المشترك ، الشيطان الأثيم ، الحية المتعددة الرؤوس ، مخترع الخطية. لأنه كان قبل مجيء المخلص . في قوة عظيمة ، وكان يوقع ويقود إلى حظيرته قطعانا ليست له ، ولكنها تخص الرب الذي فوق الكل ، (ويأخذها) كلص مغتصب ووقح جدا . ولكن حيث ان كلمة الرب الذي فوق الكل ، والمانح لكل قوة ، ورب القوات ، اقتحمه ، بأن صار إنسانا ، فإن كل ممتلكاته اندحرت ، وغنيمته وزغت ، لأن القدماء النين كانوا قد وقعوا بواسطة شراكه في عدم الهوى وفي الضلال ، قد دعاهم الرسل القديسين إلى معرفة الحق ، واتوا بهم إلى الرب الآب وذلك بالأيمان بابنه. ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس (1) الدار ترمز للإنسان الذى يحفظ نفسه متسلحا بالروح القدس ويجعله نشيطا فحربنا مع أجناد الشر الروحية وعندنا قوة وسلطانا عليها (وإن كان “قوياً، ومسلّحاً على أكمل وجه"- اسم فاعل تام مبني للمجهول). |
تفسير (لوقا 11: 22) 22 ولكن متى جاء من هو اقوى منه فانه يغلبه وينزع سلاحه الكامل الذي اتكل عليه ويوزع غنائمه. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي وبذلك فضح مخلصنا ما فى ذلك الذى يزعمه مناوئوه من سخافة ومن مخالفة لأبسط قواعد المنطق ، لأنه كثيرا ما أعلن أنه جاء ليحطم سطوة سلطان الشيطان ويقضى عليه القضاء الأخير ، فكيف من المعقول والمقبول أن يتحالف مع الشيطان أو أن يتحالف الشيطان معه وهو ألد أعدائه ؟ وكيف يكون من المعقول أو المقبول أن رئيس الشياطين يتحالف مع عدوه ضد الشياطين الذين هم رعاياه وأجناده وعليهم إعتماده فيما له من سطوة وسلطان ؟ إنه إن فعل ذلك تنهار مملكته ولا يعود له أى سطوة أو سلطان ، فكيف يرتضى ذلك وكيف يقضى على نفسه بنفسه ؟ والمقصود بقوله : " فبمن يطردهم أبناؤكم؟" أن تلاميذ السيد المسيح ورسله - هم من أبناء الأمة اليهودية ، هم أيضا قد نالوا سلطان طرد الشياطين والأرواح والنجسة من قبل سيدهم الذى منحهم هذا السلطان إذ قال الإنجيل : " ثم دعا تلاميذه الأثنى عشر وأعطاهم سلطانا على الأرواح النجسة ليطردوها (متى 10: 1) ، (مرقس 3: 14- 15) ، (6: 7) (لوقا 9: 1) ولذلك فإن هؤلاء التلاميذ الذين هم أبناء الأمة اليهودية سيكونون فى يوم الدينونه ضد هؤلاء المفتريين على مخلصنا ، ويقضون ضدهم بما يدينهم ويستوجب دينونتهم ، اما إن كان مخلصنا يطرد الشياطين بإصبع الرب الذى هو إصبعه هو فى الوقت نفسه ، وبقدره الرب التى هى قدرته هو فى الوقت نفسه ، فإن هذا هو الدليل على انه أقبل الملكوت الذى تسود فيه شريعته على البشر ولا تعود فيه للشيطان سطوة ولا سلطان عليهم ، لأن ذلك الشيطان القوى المسلح بكل قوى الشر واسلحته ظل آمنا فى مملكته التى أقامها لنفسه يسطو على البشر الذين هم أضعف منه ، ويتسلط عليهم ويسودهم وينكل بهم ، حتى أتى مخلصنا الذى هو بقوته الإلهية أقوى من الشيطان ، وأقوى من كل القوى الأخرى غير الشيطان ، فتغلب عليه ونزع كل أسلحته التى كان يعتمد عليها فى الدفاع عن نفسه وعن مملكته ، وإستولى على سطوته وسلطته التى كان يستخدمها فى كل أمال الفساد والشر ، والتى غنمها فى هذا العالم ، فوزعها على الأخيار والصالحين من بنى البشر ليستخدموها فى أعمال الصلاح والبر . تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 81 (إخراج الشياطين بروح الله هل تريد أن تسمع وتعلم أنت ايضا أمرا مقنعا آخر بجانب هذه الأمور؟ فهو يقول : " من ليس معي فهو على ، ومن لا يجمع معي فهو يفرق . إنه يقول أنا قد أتيت لأنقذ كل إنسان من أيدي الشرير، لأخلص من مكره اولئك الذين اقتنصهم ، لأطلق المسجونين أحرارا ، لأضئ للذين في الظلمة ، لأقيم الساقطين ، لأشفي منكسري القلوب ، ولأجمع معا أبناء الله الذين تشتتوا خارجا. هذا هو مجيئي. اما الشيطان فهو ليس معي بل بالعكس هو ضدي ، والذي ينظم شروره ضد اهدافي ، كيف يمكنه أن يمنحني قوة ضد نفسه؟ كيف لا يكون غباء مجرد تصور احتمالأ كهذا؟ أما السبب الذي جعل جمهور اليهود يسقطون في مثل هذه الأفكار عن المسيح ، فإنه هو نفسه أوضحها بقوله : " متى خرج الروح النجس من الإنسان فيذهب ويحضر سبعة أرواح أشر منه ، فتصير حالة ذلك الإنسان الأخيرة أشر من آوائله " فطالما كانوا تحت العبودية في مصر ، وكانوا يعيشون بحسب عادات وقوانين المصريين التي كانت ممتلئة نجاسة ، فإنهم عاشوا حياة دنسة، وكان يسكن فيهم روح شرير ، لأنه يقيم في قلوب الأشرار . ولكن حينما خلصوا برحمة الرب بواسطة موسى وأخذوا الناموس كمعلم ، ودعاهم إلى نور معرفة الله الحقيقية ، فإن الروح النجس والفاسد طرد منهم عندما ذبحوا الحمل الذي كان رمزا للمسيح ودهنوا دمه على الأبواب فهرب المهلك . ولكن لأنهم لم يؤمنوا بالمسيح بل رفضوا المخلص ، فإن الروح النجس هاجمهم ثانية ، لأنه وجد قلوبهم خاوية وخالية من أي مخافة للرب ، ومكنوسة كما كانت ، فأخذ مسكنه فيهم . لأنه كما ان الروح القدس عندما يبصر قلب أي إنسان خاليا من أي نجاسة ونقيا ، فانه يسكن فيه ويستريح ، هكذا أيضا الروح النجس اعتاد أن يسكن في نفوس الأشرار ؛ لأنهم كما قلت يكونون خالين من كل فضيلة ولا توجد فيهم مخافة الرب ، ولذلك صارت أواخر الاسرائيليين أشر من أوائلهم ، كما قال تلميذ المحلص: "لأنه كان خيرا لهم لو لم يعرفوا طريق الحق من أنهم بعدما عرفوا يرتدون عن الوصية المقدسة المسلمة لهم ، قد اصابهم ما فى المثل الصادق ، كلب قد عاد إلى قيئة وخنزيرة مغتسلة إلى مراغة الحمأة " ٠ (٢بط٢:٢١—٢٢) فلنهرب إذا من ان نكون مثل اليهود ، وليتمجد المسيح الذي يعمل المعجزات ، منا نحن ، ذاك الذي به ومعه للرب الآب التسبيح والملك ، مع الروح القدس إلى دهر الدهور آمين. ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس (1) تظهر هذه الآية عجز الشيطان الكامل بعد هزيمته بقيامة يسوع من الموت منتصراً (لوقا 11: 22) "ولكن متى جاء من هو اقوى منه فانه يغلبه وينزع سلاحه الكامل" ومن يكون الأقوى غير يسوع وأسمه الذى ترتعب منه الشياطين حتى أن يسوع قال لتلاميذه (لو 10: 18) : «رايت الشيطان ساقطا مثل البرق من السماء. ؟ (1) “غَنَائِمَ ”. لقد ربط يسوع اتأثير الشيطان على بنى البشر وقد اشار إلى ذتلك الغنيمة فى (أش 53: 12 ) " لذلك اقسم له بين الاعزاء ومع العظماء يقسم غنيمة من اجل انه سكب للموت نفسه واحصي مع اثمة وهو حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين " إن كلمة (skulon) هى إستعارة تدل على النصر العسكرى .. وتقسيم الغنائم (انظر السبعينية يَقْسِمُ غَنِيمَةً"). (خر 15: 9) (عد 31: 11، 12، 26، 27) (ذصم 23: 3) |
تفسير (لوقا 11: 23) 23 من ليس معي فهو علي.ومن لا يجمع معي فهو يفرق. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي ثم قال لهم مخلصنا :" من ليس معي فهو ضدى .ومن لا يجمع معي فهو يشتت " ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس (1) يبدو للوهلة ألأولى أن ما قاله يسوع هنا فى (لو 11: 23) تتناقض مع كلامه فى (لو 9: 50) حيث يخاطب تلاميذه فى التسامح مع طارد الأرواح الشريرة الذين يعترف ويؤمن بيسوع ويستخدم أسمه فى طرد الشرير من أجساد الناس "أى أنه يعمل مع يسوع" ولكن فى (لو 11: 23) يحاول الفريسيين وشيوخ اليهود وكتبتهم أن يجريوا يسوع (لو 11: 16) "وَآخَرُونَ طَلَبُوا مِنْهُ آيَةً مِنَ السَّمَاءِ يُجَرِّبُونَه » وكانوا يرفضون الإعتراف بقدرته وسلطته على إخراج الشياطين بإصبع الله (الروح القدس) فهذا تأييد إلهى وقال الفريسيين أنه يستخدم قوة إبليس فالموضوع والسياق والحدث والناس المستمعين والمكان مختلفان كليا "أى أنه يعمل ضد يسوع" |
تفسير (لوقا 11: 24) 24 متى خرج الروح النجس من الانسان يجتاز في اماكن ليس فيها ماء يطلب راحة.واذ لا يجد يقول ارجع الى بيتي الذي خرجت منه. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي إن الروح النجس غذا خرج من إنسان مضى هائما فى القفار يلتمس راحة ... ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس .الآيات فى (لو 11: 24- 26) تعنى : أ) أن طاردي أرواح اليھود كانوا يطردون الأرواح بدون إيمان ، فكانت الأرواح النجسة تعود. ب) تلميح إلى شعب إسرائيل حيث أنهم مع رفضهم لعبادة الأصنام إلا أنهم تركوا البيت مكنوسا مزينا بكل الرزائل والخطايا وبدون أن يملؤه بالإيمان القوى بيهوه فيأتى الشيطان الذى ساكنا من قبل مع سبعه آخرين ويسكنون فيه فأدى هذا إلى خراب الأمة اليهودية ج) بعض الأرواح النجسة لا تخرج إلا بالصوم والصلاة (1) “الرُّوحُ النَّجِسُ ”. (2) " يَجْتَازُ فِي أَمَاكِنَ لَيْسَ فِيھَا مَاءٌ يَطْلُبُ رَاحَة ”. باشار االعهد القديم إلى أن الأرواح النجسة تعيش في أماكن غير مأهولة فى البرارى والصحراء (لا 16: 10) "واما التيس الذي خرجت عليه القرعة لعزازيل فيوقف حيا امام الرب ليكفر عنه ليرسله الى عزازيل الى البرية " (أش 13: 21) بل تربض هناك وحوش القفر ويملا البوم بيوتهم وتسكن هناك بنات النعام وترقص هناك معز الوحش. (أش 34: 11) "ويرثها القوق والقنفذ.والكركي والغراب يسكنان فيها ويمد عليها خيط الخراب ومطمار الخلاء. " كلمة راحة (anapausis) تُستخدم في السبعينية في أش 34: 14) " وتصف مكان الراحة "لليليث Lilith على أنها روح الليل المؤنثة ) ليليث هي شيطانة العواصف من بلاد الرافدين التي ترافق الرياح فتجلب معها المرض والموت |
تفسير (لوقا 11: 25) 25 فياتي ويجده مكنوسا مزينا. |
تفسير (لوقا 11: 26) 26 ثم يذهب وياخذ سبعة ارواح اخر اشر منه فتدخل وتسكن هناك.فتصير اواخر ذلك الانسان اشر من اوائله أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي وقد وبخ فادينا بهذه الكلمات أولئك الذين غلظت قلوبهم وعميت أبصارهم وبصائرهم من رؤساء وفقهاء الديانة اليهودية الذين كانوا يعرفون حق المعرفة كل نبوءات أنبيائهم عن مجيئه ، وعن علامات ذلك المجئ ، بحيث كان الأجدر بهم ةأن يكونوا هم أول وأقدر الناس على إدراك حقيقة شخصيته حين جاء ، ولكنهم بدلا من أن يكونوا معه فى دعوته السماوية ، وقفوا ضده وانكروه وتنكروا له ، وحاربوه وناصبوه العداء وإعتدوا عليه بالقول قبل أن يعتدوا عليه بالفعل ويسفكوا آخر الأمر دمه على خشبة الصليب ، وبدلا من ان يجندوا أنفسهم للعمل معه على جمع شمل الأمة تحت راية الإيمان ، راحوا بأضاليلهم واباطيلهم ومخالطتهم وإفتراءاتهم عليه يبلبلون أفكار الناس بشأنه ، فيشتتون حتى أولئك الذين غجتمعوا من حوله لكى لا يؤمن به احد ، ومن ثم سظل الجميع بعيدين عن ملكوت السموات الذى فتح هو للناس أبوابه بمجيئه وتعاليمه وبالخلاص الذى وهبه لهم بدمه ، وقد صور فادينا حال أولئك المرائيين المنافقين المعانديين والمعاديين له ، وإن كانوا من اثمة الدين ، قائلا لهم أنهم مأوى مناسب ومريح لكل روح نجس شرير من ارواح الشياطين ، فإذا بارحت تلك الروح أحدهم بسبب ما يتظاهر به من لاورع والتقوى ، وراحت تهيم باحثة عن مأوى آخر أكثر مناسبة وأكثر راحة لها ، فإذ لا تجد لا تلبث أن تعود إليه ، فتجده لتزايد شره - مهيأ لقبولها أكثر من ذى قبل ، ومن ثم تذهب إليه وتأتى معها بسبعة أرواح نجسة أخرى أكثر شرا ، وتدخل فيه وهناك تقيم ، فيصبخ مأوى لثمانية شياطين بدلا من شيطان واحد ، فتكون أواخره وهى مسيطرة عليه ، أسوأ من أوائله حين كان يسيطر عليه ذلك الشيطان الواحد بمفرده ، لأن الشرير غذا تشبث بالشر الذى يتصف به فى حين ابواب الخلاص والخير مفتوحة أمامه ، لا يلبث أن يزداد شرا ، فيصبح عدد الشياطين اضعافا مضاعفة . وإن كلام مخلصنا عن عمل الشياطين ، فى التملك على قلوب الناس وعقولهم وسكناهم فى ابدانهم ، يفسر لنا الحكمة فيما تفعله الكنيسة الأرثوذكسية بالمعمدين قبل أن يدخلوا المعمودية إلى ملكوت السموات على الأرض ، أى الكنيسة ، وكل قواته الشريرة ، غذ ينفخ الكاهن فيهم ويأمر الشيطان ثلاث مرات أن يخرج بإسم المسيح ، ثم بعد تغطيسهم فى مياة المعمودية ثلاث غطسات ويولدون الميلاد الثانى من فوق ، من الماء والروح ، يختم الكاهن أعضائهم ومفاصلهم بالميرون المقدس ، الذى يتم فيه مسحهم بمسحة الروح القدس ، فى ستة وثلاثين موضعا هى منافذ الشيطانفيهم ، وهى مداخله ومخارجة ، حتى تصير أعضائهم للمسيح ، مكرسة ومدشنة ومقدسة ، فلا يجرؤ الشيطان على أن يقترب منها ، لأنها مسلحة بالميرون ، ولا يقوى على أن ينفذ إلى أبدانهم ليمتلكها كما كان يفعل قبل طرده منها . ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس (1) “سَبْعَةَ أَرْوَاحٍ أُخَرَ ”.نحويا : إشارة استعارية إلى استحواذ أرواح أكثر شدة وشرا - تظهر ليليث في المعارف اليهودية باعتبارها شيطانة الليل، وكبومة نائحة والأسم العبرى لليليث يأتى من ليل - مع أن ليليث لم تذكر بالاسم في الكتاب المقدس فإن هناك إشارة إلى ما قد يكون مأواها حيث نجد في العهد القديم - إشعياء - الإصحاح 34 في نهاية أدوم (2) "فَتَصِيرُ أَوَاخِرُ ذلِكَ الإِنْسَانِ أَشَرَّ مِنْ أَوَائِلِهِ ”. (*) من كتاب: "الإنجيل بحسب القديس متى - دراسة وتفسير وشرح"، الطبعة الأولى: 1999، من صفحة 414-418 آخر ما يمكن أن يكشفه المسيح عن هؤلاء المتزعمين لجيل الكتبة والفرِّيسيين، وآخر ما كنَّا نظن أن نفتكر به. فالمسيح يوضِّح هنا سر كل الأمور التي عُرضت علينا والتي ستُعرض من جهة أعمال هؤلاء الحكماء والفهماء اليهود مع رؤساء كهنتهم وكهنتهم وشيوخ الشعب المتضافرين معهم، الذين ظهروا في النهاية عصبة واحدة متحدة قلباً وفكراً ونطقاً: "اصلبه اصلبه". فنحن كنَّا مذهولين من أعمالهم العدائية مع المسيح. لماذا؟ لماذا هذا الصدود المجاني؟ لماذا هذه المقاومة العلنية التي أضعفت إيمان الشعب؟ لماذا هذا الهجوم الفاجر ومحاولة القتل مراراً؟ ولكن عند الصليب انكشف المشهد الأخير عن قتلة محترفين وأعداء للحق والصدق والرحمة والعدل!! والآن فقط وهنا وفي هذه الآية فهمنا سر رؤساء هذا الشعب الذين نكَّدوا على الشعب هذه القرون كلها، والله طالب خلاصهم وطالب ودّهم. يُرسل لهم الأنبياء جماعة وراء جماعة من خيرة رجال النعمة والعظماء حقًّا، أنبياء تفتخر بهم البشرية، ويزيِّنون تاريخ الله مع الإنسان. قاوموهم واضطهدوهم وقتلوهم ثم زيَّنوا قبورهم وجعلوها مزارات. ولكن بقيادة هؤلاء الرؤساء والمعلِّمين والربيين قادوا الشعب من عصيان إلى عصيان، وما كُنَّا ندري أنه لهذا الحد يبلغ بهم فجور العصيان والتمرُّد على الله، مَنْ كان يصدِّق؟ هوذا الآن نصدِّق، فقد كرروا تمرُّدهم هذه المرَّة على ابنه الوحيد الذي أرسله الله يطلب ودّهم ويطالب بالثمر، ثمر آلاف السنين تعزية ومعونة ونعمة وسخاء ومجداً لهذا الشعب الجاحد. والآن عرفنا، ومِنْ هذه الآية، أن الشيطان كان هو الذي يقودهم ويعلِّمهم أصول التمرُّد ويسوقهم أمامه لعبادة الأصنام والشياطين والنجاسة، لكي يغيظ الله بواسطتهم وقد نجح أعظم نجاح. ولمَّا جاء الابن أذاقه المرار بواسطة حكماء هذا الشعب وعلمائه وكتبته وكهنته الذين ورثوا مع الختانة الخيانة، الخيانة لعهد الله وكلامه ووصاياه، واجتمعوا على الابن الوحيد فهزأوا به ومرَّروا حياته ثم قتلوه! وجيل يسلِّم جيلاً حتى صارت عدد الشياطين الساكنة فيهم سبعة شياطين مضافة إلى الواحد، وكلَّها أشرّ منه، هؤلاء طلبوا آية فكانت آية الصليب! حنَّان، قيافا، شيوخ الشعب، كتبة، فريسيُّون، ناموسيُّون، هيرودسيُّون، سنهدرين، مشيخة الشعب، خُدَّام، كلها قِناعات لبسها الشيطان بعدما فرَّق الأدوار على الأبرار الكاذبين، وخرجوا بمظاهرة دينية رائعة يهدِّدون بيلاطس، وخاف بيلاطس طبعاً. اصلبوه أنتم!! لا ليست لنا عادة أن نقتل أحداً!! اقتله أنت. فسلَّمه إليهم فقتلوه!! + "هذه ساعتكم وسلطان الظلمة." (لو 53:22) |
تفسير (لوقا 11: 29) 29 وفيما كان الجموع مزدحمين ابتدا يقول.هذا الجيل شرير.يطلب اية ولا تعطى له اية الا اية يونان النبي. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي وإذ إزدحمت حول مخلصنا جموع كثيرة ، وكان مناوئوه من معلمى اليهود قد طلبوا منه فى الحديث السابق آية من السماء يثبت بها أنه بالقوة الإلهية يصنع معجزاته ، وليس بقوة رئيس الشياطين ، مع أنه سبق أن اتى أمامهم بعدد عظيم من الآيات التى تبرهن على ذلك ، كما تبرهن بوضوح عظيم أنه هو المسيح غبن الرب الذى تنبأ بمجيئه كل انبيائهم والذى كانوا ينتظرونه ، ولكنهم كان الحقد عليه قد أعمى ابصارهم كما أعمى بصائرهم ، وقد أغلقوا عقولهم وقلوبهم فلم يدركوا هذه الحقيقة ، ومن ثم قال لهم : " هذا الجيل شرير.يطلب اية ولا تعطى له اية الا اية يونان النبي" تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 82 (آية يونان النبى) ليس أحدا يوقد سراجا ويضعه في خفية ولا تحت مكيال ، بل على المنارة لكي ينظر الداخلون النور . سراج الجسد هو العين، فمتى كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون مملوءا نورا .. ومتى كانت عينك شريرة فجسدك يكون مملوءا ظلاما . فإن كان جسدك كله مملوءا نورا ليس فيه جزء مظلم ، يكون كله مملوءا بالنور كما حينما يضيء لك السراج بنوره " ...نتج الطلب من خبثهم ، لذلك لم يمنح لهم كما هو مكتوب:"الأشرار سيطلبوننى ولا يجدونى " (هو 5: 6 س) دعونا نرى الأقوال التي قالها الله لموسى وما هي الحقيقة التي تشير إليها؟ وهذا ما يلزم أن نفحصه بالتأكيد ، لأني أقول إنه لا يوجد شيء من كل ما تحويه الكتب المقدسة ، غير نافع للبنيان فعندما أقام إسرائيل مدة طويلة في مصر ونشأ على عوائد سكانها (في ذلك الوقت)، فإنه ضل بعيدا عن الرب ، وصار كمن سقط من يد الرب ، وأصبح حية . والحية تشير إلى الشخص ذو النزعة الخبيثة جدا بطبعه ، ولكن لما أمسك الرب به ثانية فقد أعاده إلى حالته الأولى وأصبح عصا أي غرس الفردوس ، لأنه نعي إلى معرفة الرب الحقيقية واغتنى بالناموس كوسيلة لحياة فاضلة. وصنع الرب أيضا أمرا آخرا له صقة معجزية مساوية . لأنه قال لموسى: " أدخل يدك في عبك٠ فأدخل يده في تعبه ثم أخرجها من عبه ، وإذا يده صارت برصاء مثل الثلج ؟ ثم قال له: رد يدك إلى عبك فرد يده إلى عبه ثم اخرجها من عبه واذا هي قد عادت مثل لون جسده " (خر 4: 6- 7 س) ٠ لأنه طالما كان إسرائيل .متمسكا بعادات آبائه، وكان يظهر في أخلاقه نمونج الحياة الفاضلة التي كانت له في إبراهيم وإسحق ويعقوب ، فإنه كان كأنه في حضن الرب ، اي تحت رعايته وحمايته ، ولكن بتخإيه عن فضيلة اجداده ، فإنه صار كأنه ابرص ، وسقط في النجاسة لأن الأبرص هو نجس بحسب ناموس موسى ، ولكن عندما قبله الرب ثانية ، ووضعه تحت حمايته ، فانه تخلص من برصه ، وخلع عنه نجاسة الحياة المصرية (الوثنية). ولما حدثت هذه المعجزات أمامهم ، فإنهم صدفوا موسى عندما قال : " الرب إله آبائكم أرسلنى إليكم " (خر٢٠: ١٥). لذلك لاحظوا ، إنهم لم يتخنوا من إظهار المعجزات سبيا لتصبد الخطأ. فلم يشتموا موسى ، ولم يجمحوا بلسان متسيب ويقولوا إنه صنع المعجزات التي صنعها امامهم بواسطة بعلزبول ، ولم يطلبوا آية من السماء محتقرين اعماله المقترة . ولكن ها انت تتسب إلى بعلزبول اعمالآ مكرمة ومعجزية ، ولم تخجل من ان تأتى بآخرين وبنفسك ايضا إلى الهلاك عن طريق تلك الأمور نفسها (المعجزات) التي كان ينبغي ان تجعلك تحصل على إيمان ثابت بالمسيح. ولكنه لن يعطيه آية أخرى لكي لا يعطي القدسات للكلاب ولا يطرح الدرر امام الخنازير. لأنه كيف يمكن لهؤلاء المفترين بشدة على المعجزات التي صنعها (المسيح) امامهم للتو ، ان يستحقوا معجزات أكثر؟ بل على العكس فنحن نلاحظ الكرامين المهرة حينما يجدون ان الأرض بطيئة في إعطاء الثمر، فإنهم يرفعون يدهم عنها، ويرفضون ان يحرثوها مرة أخرى ، حتى لا يتكبدوا. خسارتين معا : خسارة تعبهم ، وخسارة البذار . ومع ذلك، فقد قال ، إنه ستعطى لهم آية يونان فقط ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس (1) “ هذا الْجِيلُ شِرِّيرٌ ”. وردت هذه الأحداث فى (متى 12: 38- 42) بدعوتهم “جِيلٌ شِرِّيرٌ" ولكن قُرّاء لوقا اليونانيين لن يفهموا المعنى بدلالته كما ورد في االعهد القديم والتى تعنى(خائن، وَفَاسِقٌ ، وثنى ) مثال (خر 34: 15- 16) "احترز من ان تقطع عهدا مع سكان الارض.فيزنون وراء الهتهم ويذبحون لالهتهم فتدعى وتاكل من ذبيحتهم. وتاخذ من بناتهم لبنيك.فتزني بناتهم وراء الهتهن ويجعلن بنيك يزنون وراء الهتهن" (تث 31: 16) " وقال الرب لموسى ها انت ترقد مع ابائك فيقوم هذا الشعب ويفجر وراء الهة الاجنبيين في الارض التي هو داخل اليها فيما بينهم ويتركني وينكث عهدي الذي قطعته معه. " (قض 2: 17) " فصنع جدعون منها افودا وجعله في مدينته في عفرة وزنى كل اسرائيل وراءه هناك فكان ذلك لجدعون وبيته فخا. (قض 8: 27) " ولقضاتهم ايضا لم يسمعوا بل زنوا وراء الهة اخرى وسجدوا لها.حادوا سريعا عن الطريق التي سار بها اباؤهم لسمع وصايا الرب.لم يفعلوا هكذا. " (حز 6: 9) (حز 23: 30) (هو 3: 1) (هو 9: 1) هذه ألاية ربما تشير إلى الآية 16 (2) " يَطْلُبُ آيَة ”. ذكر مرقس أن يسوع رفض فى البداية أن يعطى آية لهذا الجيل (مر 8: 11- 12) فخرج الفريسيون وابتداوا يحاورونه طالبين منه اية من السماء لكي يجربوه. فتنهد بروحه وقال: «لماذا يطلب هذا الجيل اية؟ الحق اقول لكم: لن يعطى هذا الجيل اية!» وأوضح هنا فى لوقا أن السبب فى ذلك أنه جيل شرير ويطلب آية إلا أن متى ولوقا عندما دونا كلام يسوع أنه لمح إلى آية يونان النبى .. وكانت نبوة مختومة أى أنه لا يعرف أحد ماذا تعنى النبوة إلا بعد أن تتم أ) متى يشير إلى مكوثه لثلاثة أيام في بطن الحوت (أي قيامة يسوع) ب) لوقا يشير إلى كرازته لشعب نينوى كي يتوبوا (أي ما ينبغي أن يفعله الجموع) لقد سمعوا تعاليم يسوع ورأوا أعمال شفاء وطرد الأرواح وإقامة موتى التي قام بها ، ولكنهم كانوا يريدون آية نهائية وقوية لتقنعهم فيؤمنوا به . يسوع كان يعلم تماما أن الذى يطلب آية وعلامة أكيده هو الشيطان (متى 4 : 5- 7) ثم اخذه ابليس الى المدينة المقدسة واوقفه على جناح الهيكل وقال له: «ان كنت ابن الله فاطرح نفسك الى اسفل لانه مكتوب: انه يوصي ملائكته بك فعلى اياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك». قال له يسوع: «مكتوب ايضا: لا تجرب الرب الهك». .. أى أن الشيطان طلب منه هذه ألاية فى التجربة على الجبل مرة ولكنه طلب نفس هذه ألاية على لسان الفريسيين وغيرهم من قادة اليهود كما أنه كان يشك فى أنه يسوع فكان عندما يخرجه الرب يسوع من شيطان يقول أن أعرفك أنت هو المسيح ابن الإله العلى وفي الواقع، كان يسوع قد أعطاهم آية تلوى الآية فكانت كلماته وتعاليمه ووصاياه آية ولكنهم سدوا آذانهم وكانت معجزاته وشفائة لأمراض الشعب وإخراجه للأرواح الشيطانية آية فإنطبق عليهم المثل القائل لهم آذان ولكنهم لم يسمعون ولهم عيون ولا يبصرون (3) " َلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةُ يُونَانَ النَّبِيِّ ”. وردت هذه الرواية فى إنجيل متى (متى 12: 38- 42) " حينئذ قال قوم من الكتبة والفريسيين: «يا معلم نريد ان نرى منك اية». 39 فقال لهم: «جيل شرير وفاسق يطلب اية ولا تعطى له اية الا اية يونان النبي. 40 لانه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة ايام وثلاث ليال هكذا يكون ابن الانسان في قلب الارض ثلاثة ايام وثلاث ليال. 41 رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه لانهم تابوا بمناداة يونان وهوذا اعظم من يونان ههنا! " |
تفسير (لوقا 11: 30) 30 لانه كما كان يونان اية لاهل نينوى كذلك يكون ابن الانسان ايضا لهذا الجيل. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي أى أن هذا الجيل الشرير - بسبب شره وعناده وإنقياده للشيطان - لا يمكن أن يقتنع بحقيقة شخصية فادينا مهما صنع من معجزات ، ومهما أتى من آيات ، فلن تقنعه إلا آخر معجزاته وأعظمها ، وهى موته ومكوثة فى القبر ثلاثة ايام ثم قيامته إلى الحياة الجديدة ، وقد كانت ترمز إلى ذلك فى العهد القديم حادثة يونان النبى الذى غبتلعه حوت فى البحر وظل فى جوفه ثلاثة أيام ثم خرج منه حيا ، فكان ذلك آية لأهل نينوى أدت بهم إلى التوبة والإيمان (يونان 1: 17) ، (2: 10) وقد كان هذا ومثالا ةرمزا لما سيحدث لمخلصنا الذى كان يسمى نفسه "إبن الإنسان" لأنه وهو إبن الرب ، ومن ذات طبيعته إتخذ جسد إنسان وإتحد مع طبيعته الإلهية ، فى وحدة كاملة مع الرب ألاب وطبيعته ، وقد كان فى إتخاذه هذا الإسم كذلك إشارة إلى نبوءة دانيال النبى عن المسيح المنتظر التى جاء فيها أنه أبصرة فى رؤيا فى صورة إبن الإنسان ، إذ يقول : " كنت أرى فى رؤى الليل وإذا مع سحاب السماء مثل إبن إنسان أتى إلى القديم الأيام (وهو الآب) فقربوه قدامه ، فأعطى سلطانا ومجدت وملكوتا لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة ، سلطانه سلطان أبدى ما لن يزول ، وملكوته ما لا ينقرض " (دانيال 7: 13 - 14) تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 82 (آية يونان النبى) ومع ذلك، فقد قال ، إنه ستعطى لهم آية يونان فقط والتي يقصد بها الآلام على الصليب والقيامة من الأموات. لأنه يقول : " كما كان يونان فى بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال ، هكذا يكون ابن الأنسان في قلب الأرض ثلاثة ليال" (مت 12: 40) وعن لو أنه كان ممكنا أن المسيح لا يريد أن يقاسي الموت بالجسد على الصليب لما كانت قد أعطيتت هذه الآية لليهود ، ولكن حيث إن الآلام التي احتملها لأجل خلاص العالم كانت لابد منها ، فقد أعطيت هذه الآية لأولئك العديمي الأيمان لأجل دينونتهم , وأيضا عدما كان يكلم اليهود في مرة أخرى قال لهم : " أنقضوا هذا الهيكل وأنا فى ثلاثة أيام أقيمه (يو٢: ٩ ١). وكما أتصوره ، فان بطل الموت وملاشاة الفساد بالقيامة من الموت — التي هي آية عظيمة جدا تدل على قوة للكلمة المتجسد وسلطانه الإلهي - يتم البرهنة عليها بشكل كاف بالنسبة للناس للجادين ، بواسطة جنود بيلاطس الذين عينوا لحراسة القبر ، وقد رشوهم بأمول كثيرة ليقولوا إن تلاميذه أتوا ليلآ وسرقوه (مت٢٨: ١٣)٠.فهي إذن آية ليست بدون منفعة ، بل هي كافية لإقناع كل سكان الأرض أن المسيح هو الرب ، وأنه قاسى الموت في الجسد بإرادته وحده. إذ أنه أمر رباطات الموت أن ترحل وأباد الفساد. أما اليهود فلم يؤمنوا أيضا بالقيامة ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس (1)كما مكث يونان في بطن الحوت لثلاثة أيام كما مكث يسوع لثلاثة أيام في القبر (مثوى الأموات).علينا أن نتذكر أن هذه الثلاثة أيام بحسب النظام والتقدير والتقاليد والعادات اليهودية ، وليست فترة ثلاثة أيام مدة كل منها 24 ساعة. ولكنه جزء من اليوم كان يعتبر يوما كاملاً. ولھم يكن من المساء إلى المساء (انظر تك 1)، وإعطاء يسوع لليهود نبوة مرتبطة لما حدث ليونان النبى يعتبر هذا تأكيدا وبرهانا على تاريخية النبي يونان (كما الحال في 2 مل 14 : 25) االثلاثة أيام الذى أمضاها يونان فى بطن الحوت أستعملها يسوع في التشبيه بما سيحدث له فى المستقبل . وأيضاً، كرازة يونان أدت إلى خلاص اليونانين (ومن يقرأ إنجيل لوقا هما اليونانيين هدف لوقا لتبشيرهم ). يؤكد لوقا على توبة أهل نينوى بناء على كرازة وتبشير يونان. في لوقا، يسوع يدعو الجموع إلى التوبة على ضوء اعتبار تعاليمه ومعجزاته على أنها الآية من العهد القديم التي يطلبونھا (انظر الآية 32 ) إستخدم يهوه فى العهد القديم يونان كارزا ومبشرا لشعب نينوى القديم عاصمة آشور الشريرة والقاسية أعداء بنى إسرائيل) حتى يتوبوا عن شرورهم وفى متى اشار إلى فترة بقاء يونان في بطن الحوت لثلاثة أيام ومكوث يسوع في الأرض لثلاثة أيام كآية. |
تفسير (لوقا 11: 31) 31 ملكة التيمن ستقوم في الدين مع رجال هذا الجيل وتدينهم.لانها اتت من اقاصي الارض لتسمع حكمة سليمان وهوذا اعظم من سليمان ههنا. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي ثم ندد مخاصنا بأبناء ذلك الجيل الشرير من اليهود ، الذين رأوا المسيح الذي ينتظرونه بأعينهم ، وسمعوه بآذانهم ، وتحقق كل ما قاله الأنبياء عنه تحت بصرهم وسمعهم ، ومع ذلك أبت لهم طبيعتهم الشريرة وما أتصفوا به من فساد وعناد أن يؤمنوا به ، وإنما إحتقروه وأنكروه ، وعادوه وإعتدوا عليه ، فقال لهم : " ملكة التيمن ستقوم في الدين مع رجال هذا الجيل وتدينهم.لانها اتت من اقاصي الارض لتسمع حكمة سليمان وهوذا اعظم من سليمان ههنا. " أة أن ملكة الجنوب ، وهى ملكة سبأ التى كانت تحكم شعبا يقيم فى أقصى جنوب الجزيرة العربية ، حين سمعت بحكمةالملك سليمان تمنت أن تراه ، فقطعت آلاف الأميال من بلادها إلى أورشليم لتحقيق هذه الأمنية ، حتى إذا رأته آمنت بحكمته (1 الملوك 10: 1- 13) فى حين أن اليهود وقد جاء إليهم فى ذات بلادهم إبن الرب الذى هو أعظم بما لا يقاس من سليمان الذى لم يكن إلا بشرا ، فلم يسعوا إلى التأكد من حقيقة شخصيته ، ولم ينتفعوا بحكمته التى ليست حكمة بشرية كحكمة سليمان ، وإنما هى حكمة الرب ذاته ، ومن ثم فإن ملكة الجنوب ستقوم معهم فى يوم الدينونة وتشهد ضدهم بما يدينهم ، تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 82 (آية يونان النبى) ولهذا السبب قيل عنهم بحق، أن "ملكة التيمن ستقوم فى يوم الدين ضد هذا الجيل "٠ وهذه للمرأة رغم فها بربرية ، فقد بحثت بشغف لتسمع سليمان، ولهذا الغرض سافرت مسافة طويلة جدا لتصغي إلى حكمته في طبيعة الأمور المنظورة والحيوانات والنباتات. لما أنتم فرغم أنكم حاضرون الآن وتستمعون إلى الحكمة ذاته ، الذي أتى إليكم متحدثا عن أمور غير منظورة وسماوية. وهو يؤكد ما يقوله بالأعمال والمعجزات ، فإنكم تتحولون بعيدا عن كلامه ولا تبالون بطبيعة كلامه العجيبة. فكيف إذن لا يكون هنا أعظم من سليمان، أي في شخصي أنا؟ وأرجوا أن تلاحظوا ثانية مهارة لغة الرب: فلماذا يقول "هنا" ولا يقول في أنا ؟ هو يقول ذلك لكى يحثنا أن نكون متضعين حتى لو كانت قد وهبت لنا مواهب روحية. وإلى جانب ذلك فإنه من المحتمل أن لو سمعه اليهود يقول: " يوجد أعظم من سليمان في شخصي أنا" ، لكانوا قد تجرأوا أن يتكلموا عليه بطريقتهم المعتادة ويقولون: " انظروا إنه يقول إنه أعظم من الملوك الذين تملكوا علينا بمجد" ٠ لنلك، فالمخلص - لأجل التدبير - يستخدم لغة مناسبة ويقول : " ها هنا "بدلأ من "فى أنا "٠ ويضيف الرب على ذلك قائلا: " رجل نينوى سيقومون يوم الدين ويدينون اليهود. لأنهم كانوا شرسين وأمميين ولا يعرفون الرب الذي هو اله بالطبيعة وبالحق ، ولم يسمعوا قط أية نبوات من موسى ، وكانوا يجهلون عظمه أخبار النبوة ومع أن هذه كانت هي حالتهم الذهنية إلأ انهم تابوا بمناداة يونان ، كما يقول الرب. إذن فقد كان هؤلاء الرجال أفضل جدا من الإسرائيليين ، وسوف يدينهم ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس (1) “مَلِكَةُ التَّيْمَنِ ”. هى ملكة سبأ (اليونانية) ذهبت إلى سليمان الملك وهذه الرواية وما حدث فيها مدونة فى ( 1 مل 10 و 2 أخ 9) (2) " هھُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَانَ هھُنَا”. هذه ملكة سبأ أتت من اليمن لتسمع حكمة سليمان أقول لكم يا بنى إسرائيل أن بينكم أعظم من سليمان لقد صممتم آذانكم وإنطمست عيونكم وأظلمتم ذهنكم أيها ألإسرائيليين ألا ترون يسوع بينكم أم أنكم لم تتصوروا أن هذا النجار الذى من الناصرة لدية حكمة أعظم من سليمان أنه من الأمور التى تعتبر من الخيال أن يسوع أختار تلاميذه من فئة فقيرة ذات تعليم بسيط وهم الصيادين هؤلاء التلاميذ فتنوا المسكونة بإيمانهم لقد أعطاهم روحا مقدسة لا يستطيع أحد أن يقومها "آية (1 كو 1: 19): لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «سَأُبِيدُ حِكْمَةَ الْحُكَمَاءِ، وَأَرْفُضُ فَهْمَ الْفُهَمَاءِ». " إنه ليس فقط أعظم من سليمان فى كل مجده بل أنه أعظم من :- 1) الهيكل (مت 12: 6- 8) 2) يونان (مت 12: 41) (لو 11: 31) 3) سليمان (مت 12: 42) (لو 11: 32) 4) يعقوب (يو 4: 12) 5) يوحنا المعمدان (يو 5: 36) 6) إبراهيم (يو 8: 53) |
تفسير (لوقا 11: 32) 32 رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه.لانهم تابوا بمناداة يونان.وهوذا اعظم من يونان ههنا أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي كما أن أهل نينوى حين أنذرهم يونان النبى تابوا عن شرورهم (يونان 3: 5) فى خين ان اليهود أنذرهم إبن الرب الذى هو أعظم بما لا يقاس بيونان النبى الذى لم يكن إلا بشرا ولم يتوبوا ، وإنما إزدادوا شرا على شرهم ، ومكرا على مكرهم ، ومن ثم فإن أهل نينوى سيقومون معهم فى يوم الدينونة ويشهدون ضدهم بما يدينون ويؤدى إلى هلاكهم وأهل نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه.لانهم تابوا بمناداة يونان.وهوذا اعظم من يونان ههنا " تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 82 (آية يونان النبى) ولكن انصتوا إلى الكلمات نفسها: " رجال نينوى ٠سيقومون سيقومون في الدبن مع هذا الجبل ويدينونه لأنهم تابوا بمناداة بونان، وهوذا اعظم من يونان ههنا " لبس أحدا يوقد سراجا ويضعه في خفية ولا تحت المكيال ، بل على المنارة، لكى ينظر الداخلون (لو١١: ٣٣). ماذا كان القصد بالنسبة لهنه الكلمات؟ إنه يقاوم اليهود باعتراض مأخوذ من غبائهم وجهلهم ، لأنهم قالوا إنه يعمل معجزات لا ليؤمن به الناس أكثر ، ولكن لكي يصير له أتباع كثيرون ، ويحصل على ثناء وتصفيق أولئك الذين ينظرون أعماله الخارقة. والرب يدحض هذا الافتراض باستخدام السراج كمثل، فهو يقول ان السراج يكون دائما مرفوعا وموضوعا على المنارة ، فيكون نافعا لمن يبصرونه. ولنتأمل الآن النتيجة التي يشير إليها هذا الكلام. فقبل مجيء مخلصنا، كان الشيطان أب الظلمة - قد أظلم العالم ، وجعل كل الأشياء سوداء بقتام عقلي ، ولكن وبينما العالم في هذه الحالة ، فإن الآب أعطى ابنه ليكون نورا للعالم ، ليسطع علينا بنور إلهي ، ولينقذنا من الظلمة الشيطانية. ولكن أيها اليهودي ، ان كنت تلوم السراج لأنه غير مخفي ، ولكن على العكس هو موضوع على منارة ، وهو يعطى نوره لمن ينظرون ؛ عندئذ يمكن أن تلوم المسيح لأنه لا يريد أن يكون مختفيا ، بل على العكس أن يراه الجميع ، منيرا أولئك الذين في الظلمة ، ويفيض عليهم بنور معرفة الرب الحقيقية. فهو يصنع معجزاته لا لكي يعجب به الناس ، ولا يسعى بواسطتها إلى الشهرة ، بل بالحري لكي نؤمن أنه بينما هو الرب بالطبيعة ، إلأ أنه صار إنسانا لأجلنا، دون أن يكف عن أن يكون كما كان (أي إلها)، ومن فوق الكنيسة المقدسة كمنارة تشع بالتعاليم التي ينادي بها هو، فإنه يعطى نورا لأذهان الجميع بان يملأهم بالمعرفة الإلهية. ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس (1) “رِجَالُ نِينَوَى”. من الواضح أن كلمة "رجال" أستخدمت بشكل عام وشامل للإشارة إلى الشعب وليس لجنس الرجال فقط . (2) " هوَذَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَانَ هھُنَا”. لاحظوا أن استعمال يسوع لعبارة “هُوَذَا أَعْظَمُ ”. ليس من أجل الحكمة فقط ولكن لأن رسالة يسوع هى خلاص بنى البشر لأن سليمان أتصف بالحكمة فقط ولكن يسوع أتصف بالكمال المطلق أما عن ذكر يسوع لرواية يونان فقد وضع ليدين الفريسيين والكتبة لأنه بمناداة يونان بدون معجزات آمن شعب نينوى وتابوا لاحظوا من جديد استعمال يسوع لعبارة “هوَذَا أَعْظَمُ ”. إن حكمة يسوع ورسالته بلا أدنى شك أعظم من أي حكمة أو رسالة في العهد القديم. لسبب بسيط أن يسوع المسيح هو الكلمة الذى أعطى الحكمة والنبوة والفهم كانت رسالة يونان جعلت شعباً وثنياً يتوب، ولكن رسالة يسوع لأعطت التوبة وغفران الخطايا ومن يستطيع يغفر الخطايا إلا الإله وحده .. إن شعب نينوى تاب جميعه ولكن عندما كرز يسوع بنى إسرائيل كان اللاويين والكتبة وشيوخ الشعب وقادته لم يؤمنوا فلم يتوبوا وبالتالى لم يحصلوا على غفران الخطايا . فالدينونة أسوأ بكثير لأن الرسالة التي سمعوها كانت الكلمة ذاته هى بلا شك رسالة أسمى بكثير من رسالة يونان ومن جميع ألنبياء لأن يسوع المسيح الكلمة هو الذى أعطى كل واحد من هؤلاء الأنبياء رسالته . إنه عند مقارنة حكمة يسوع وتعاليمه ورسالته بأى نبى أو كل الأنبياء كما أوضحنا ستظهر سمو رسالة يسوع وتعاليمه وحكمته فما بالك بمقارنة رسالة يسوع بالأنبياء الكذبة الذين ادعوا النبوة |
تفسير (لوقا 11: 37) 37 وفيما هو يتكلم ساله فريسي ان يتغدى عنده.فدخل واتكا. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي وفيما كان مخلصنا يتكلم طلب إليه أحد الفريسيين أن يتناول الطعام عنده - وعلى الرغم من أن مخلصنا كان يعلم أن الفريسيين يعادونه ويتصيدون تهمة يلصقونها به ليهلكوه ، وكان يعلم أنه إذا دعاه واحد منهم ، فإنما ذلك ليستدرجه امام غيره من الفريسيين الذين يدعوهم معه إلى قول أو فعل يأخونه عليه ويؤاخذونه به ، فقد قبل دعوة ذلك الفريسي الذى إستضافه ، ودخل بيته وجلس إلى المائدة ، لأنه كان يتخذ كل فرصة للمناداه بتعاليمه ، لا بين المعجبين به المحبين له فحسب ، وغنما كذلك بين الغاضبين عليه المعاديين له ، وبالفعل ما أن جلس معلمنا إلى المائدة وبدأ يتناول الطعام حتى وجد ذلك لافريسى الفرصة لإنتقاده وإتهامه بمخالفة التقاليد المرعية لدى اليهود ، وكان فى مقدمة تلك التقاليد ما إبتدعه الفريسيين ومن على شاكلتهم من معلمى الناموس من إلزام أنفسهم وإلزام سائر اليهود معهم بعدد لا نهاية له من الغسلات التى أضافوها إلى الغسلات التى تفرضها الشريعة عليهم ، وكان منها غسل الأيدى مرارا قبل تناول الطعام كوسيلة من وسائل الطهارة تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 83 يخبرنا الحكيم جدا بولس بحق : " ان المسيح جاء إلى العالم ليخلصن الخطاة" (1تى1: 5) فهذا كان هدفه ، ولأجل هذا الغرض ، أوضع ذاته لدرجة أنه أفرغ نفسه من مجده ، وظهر على الأرض في الجسد ، وتحدث مع الناس لأنه كان لائفا به ، لكونه الخالق ورب الكل أن يعطى يدا منقذة لأولئك الذين سقطوا في الخطية ، ويظهر لأولئك الذين كانوا تائهين في الضلال ، طريقا يقودهم مباشرة نحو كل عمل صالح وإلى إمتياز أفعال الفضيلة. وقد قال واحد من الأنبياء القديسين بخصوص الذين دعوا بالإيمان إلى معرفة مجده : " ويكون الجميع متعلمين من الله" (إش ٥٤: ٣ ١س) إذن كيف يقودنا إلى كل أمر نافع؟ ذلك بأنه ينزل بنفسه ليصير مع الخطاة ، بل وأيضا بارتضائه أحيانا أن يهبط إلى مستوى تلك الأمور التي لا تناسبه ، حتى يمكنه بذلك أن يخلص كثيرين ، وهذا ما يمكن أن نتعلمه من فصل الإنجيل الموضوع أمامنا الآن : إذ يقول ان أحد الفريسيين سأله أن يتغذى في بيته فدخل واتكأ ليأكل ، كيف لا يكون واضحا لكل أحد أن زمرة الفريسيين كانت دائما طبقة شريرة ودنسة ، وهم مكروهون ، وحاسدون ، ومتحقزون للغضب ، وعندهم كبرياء فطري ، ويتجاسرون دائما بالكلام ضد المسيح مخلصنا جميعا؟ لأنهم اعترضوا على معجزاته الإلهية، وحشدوا فرق مشيرين أشرار ليخططوا لموته. كف يكون المسيح إذن ضيفهم؟ أما كان يعلم خبثهم؟ و٠لكن كيف يمكننا تأكيد هذا ؟ لأنه كإله هو يعلم كل الأشياء فما هو التفسير إذن؟ التفسير هو أنه كان مهتما بنوع خاص أن يحذرهم ، وفى هذا فهو يشبه امهر الأطباء٠ لأن الأطباء المهرة يستخدمون علاجاتهم مع المرضى بأخطر الأمراض - الذين يصارعون ضد المرض الذي يعانون منه حتى يسكنوا هجماته الضارية ، أما الفريسيون وإذ هم قد استسلموا بلا رادع إلى ذهن مخدوع ، فكان من الضروري أن يحدثهم المسيح بما هو لازم ونافع لخلاصهم ، فقد قال هو نفسه فى مكان ما : " إنه لم يأت ليدعوا أبرارا بل خطاة الى التوبة" (مت 9: 13) كما قال أيضآ : ٠٠" لا يحتاج الصحاء إلى طبيب بل المرضى " (مت ٩: ١٢). ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس (1) “سَأَلَهُ فَرِّيسِيٌّ ”. الأسئلة التى كان يسألها الفريسيين والكتبة والشيوخ وغيرهم من قادة اليهود الدينيين ليست بغرض التعلم أو الإستفهام ولكنهالا كلها إحراج يسوع وقياس معلوماتهم الدينية بمعلومات يسوع وهذه الأسئلة كلها تندرج تحت بند رفض الفريسيين ليسوع.(الآيات 37- 41) العمى الروحي لديهم عن الحقائق العظمى عن المسيا فى العهد القديم وتمسكهم بـ ناموسية تشريعية يدافعون عن معتقدهم بالنقد ويستندون على الأعراف والعادات التلمودية (التقاليد البشرية، أش 29 : 13) (2) " يَتَغَدَّى”. الكلمتان “ deipnon و ariston " وردت هاتان الكلمتان بمعنيان يختلفان فى الوقت ألأولى بمعنى يتغدى أى يأكل فى وقت الظهر حوالى الساعة 12 أو ابكر( مت 22: 4) (يو 21: 12 ، 15) وكانت الوجبة الرئيسية حوالى الساعة الرابعة بعد الظهر أو بعدها (لو 14: 12) الكلمة الأولى هى المستخدمة هنا للدلالة على وليمة باكرة في منتصف النهار |
تفسير (لوقا 11: 38) 38 واما الفريسي فلما راى ذلك تعجب انه لم يغتسل اولا قبل الغداء. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي وقد اراد مخلصنا ان يجعل من جلوسه معهم فرصة ليوضح لهم خطأهم فى التمسك بالطهارة الشكلية ، وليشرح لهم معنى الطهارة الحقيقية ، فلم يغتسل أولا قبل تناول الطعام ، فلما راى الفريسى ذلك تعجب قائلا فى نفسه : " ما باله لم يغتسل اولا قبل قبل تناول الطعام؟" وقد أدهشة ان ذلك الذى يعتبره الناس نبيا تقيا والذى ينادى بإنتهاج المثل الأعلى فى كل شئ ، لم يلتزم بذلك التقليد كما يفهمونه ويلتزمونه ، " تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 83 لذلك فالفريسي لغرض ما في نفسه يدعو (المسيح) إلى وليمة ، ومخلص الجميع يقبل هذا ، كما قلت ، من اجل التدبير ، ولكنه جعل هذا الأمر فرصة لاعطاء تعليم ، وهو لا يضيع وقت اجتماعهما للتلذذ بالطعام والمشهيات ، بل لكي يجعل للمجتمعين هناك يزدادون فضيلة اما الفريسى الأحمق ، فقد أوجد لنفسه فرصة للحديث ، لأنه تعجب ان (يسوع) لم يغتسل قبل الغذاء ، إذن هل تعجب الفريسى كأنه فعل شيئا هو يستحسنه كأنه لائق بالقديسين؟ لم تكن هذه هي نظرته ، فكيف يمكن ان تكون هكذا؟ وحدث العكس فقد كان ممتعضآ بسبب انه كانت للمسيح شهرة بينهم كإنسان بار ونبي ، إلأ أنه لم يكن يماثلهم في عاداتهم غير المعقولة لأنهم يغتسلون قبل الأكل كما كانوا يطهرون أنفسهم من كل نجاسة ولكن كان هذا أمرا في غاية السخف ، لأن الاغتسال بالماء نافع جدا لازالة وسخ الجسد ، ولكن كيف يستطيع أن يطهر الناس من دنس الفكر والقلب؟ ايها الفريسى الأحمق ، احتجاجنا هو هذا : انت تتفاخر كثيرا بمعرفتك للكتب المقدسة وتقتبس دائما من ناموس موسى ، لنلك فأخبرنا في اي موضع كتب لك موسى عن هذه الفريضة؟ أي وصية أمر بها الرب تطالب الناس بأن يغتسلوا قبل الأكل؟ ان مياه الرش قد أعطيت فعلا بأمر موسى لتطهر من القذارة الجسدية ، كمثال للمعمودية التي هي بالحق مقدسة ومطهرة ، وهذا يتم بالمسيح وأيضا أولئك الذين كانوا يدعون إلى الكهنوت ، كانوا يغتسلون بالماء ، لأنه هكذا فعل موسى مع هارون واللاويين معه ، فناموس يعلن بواسطة الاغتسال الذي تم في مثال وظل ، أنه حتى كهنوت الناموس ليس فيه ما يكفي للتقديس ، ولكن على العكس — يحتاج إلى معمودية إلهية ومقدسة للتطهير الحقيقى ، وأكثر من ذلك يرينا ببراعة لأن مخلص الجميع هو كاف أن يقدسنا بحق ، نحن جيل المكرسين للرب ومختاريه بواسطة المعمودية المقدسة والثمينة ، وفضلا عن ذلك، من الواضح أنه لم يأمر في اي موضع بالاغتسال قبل الأكل كأمر واجب . إنن فلماذا تعجب ولماذا تمتعض أيها الفريسي؟ إنه هو نفسه الذي أمر بالفريضة في القديم ، تم يخالف ما قاله موسى . وكما قلنا فإن الناموس الذي تجعله وسيلة للحصول على الكرامة ، لم يعطك مثل هذه الوصية في أي موضع. ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس (1) “أَمَّا الْفَرِّيسِيُّ فَلَمَّا رَأَى ذلِكَ تَعَجَّبَ أَنَّهُ لَمْ يَغْتَسِلْ أَوَّلاً قَبْلَ الْغَدَاءِ ”. أظهر الفريسى تعجبه ربما أن الماء كان موجودا ولم يقترب منه يسوع ليغتسل .. من الواضح أن يسوع تعمّد أن يتجاهل هذا الإجراء الطقسي الرباني والتى أصبحت عادة وتقليدا كي يثير نقاشاً مع الفريسي فيعطى تعليما (وهذا كان دائما يحدث فى أعمال يسوع يوم السبت). (2) " يَغْتَسِلْ " . baptizoō تعني هذه الكلمة التطهير الطقسي بالاغتسال. كلمة “يغتسل” هنا لا تعنى التغطيس، بل إلى الإجراء الطقسي الشعائري اليهودى بسكب كمية محدودة من الماء (بمقدار بيضتي دجاج) على الكوع إلى أن يقطر الماء من الأصابع ثم من جديد سكب الماء على الأصابع إلى أن يقطر من الكوع. هناك فرق بين الظاهر والباطنوبين الحارج والداخل "لأن اليهودي في الظاهر ليس هو يهوديًا، ولا الختان الذي في الظاهر في اللحم ختانًا، اليهودي في الخفاء هو اليهودي؛ وختان القلب بالروح لا بالكتاب هو الختان، الذي مدحه ليس من الناس بل من الله" (رو 2: 28-29) يحدثنا القديس يوحنا الذهبي الفم عن الاغتسال الداخلي، فيقول: [إن تصلي بأيدٍ غير مغسولة هو أمر تافه، أما أن تصلي بذهنٍ غير مغتسل فهو أبشع الشرور. اسمعوا ما قيل لليهود الذين انشغلوا بالدنس الخارجي: "اغسلي من الشر قلبك يا أورشليم... إلى متى تبيت في وسطكٍ أفكارك الباطلة؟!" . ليتنا نحن أيضًا نغتسل لا بالوحل وإنما بماءٍ نظيف، بالصدقة لا بالطمع. لنحد عن الشر ونفعل الخير (مز 27: 27)[132]].. وهذا لا يعنى ألا نغتسل قبل الأكل لأن يسوع كان يريد أن يخبر الفريسى المقارنة بين غسل خارج الإنسان وداخلة فينبغى أن يطهر القلب قبل الخارج أو تطهير ما بداخل القلب قدر الإعتناء بالنظافة الخارجية لأن أعمالنا الروحية النابعة من إيماننا القلبى هى التى سيجازينا عليها الرب وستحدد مصيرنا فى جهنم أم سيكون لنا مكان فى ملكوت السموات |
تفسير (لوقا 11: 39) 39 فقال له الرب انتم الان ايها الفريسيون تنقون خارج الكاس والقصعة واما باطنكم فمملوء اختطافا وخبثا. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي فعلم الرب ما يدور فى ذهنة فقال له : " انتم الان ايها الفريسيون تنقون خارج الكاس والقصعة واما باطنكم فمملوء اختطافا وخبثا تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 83 ولكن ماذا يقول المخلص؟ لقد وجد الفرصة ليوبخهم قائلا : .انتم الآن أيها الفريسيون، تنقون خارج الكأس والقصعة؛ وأما باطنكم فمملوء اختطافا وخبثا ، لأنه كان من السهل على الرب أن يستخدم كلمات أخرى بقصد تهذيب الفريسى الأحمق ، ولكنه انتهز فرصة لأن يمزج تعاليمه بالأشياء الموجودة أمام أعينهم . وحيث أنه كان وقت الغذاء ، والجلوس حول المائد ة، فإنه استخدم الكأس والقصعة كوسيلة مقارنة واضحة ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس (1) “أَنْتُمُ الآنَ أَيها الْفَرِّيسِيُّونَ تُنَقُّونَ خَارِجَ الْكَأْسِ وَالْقَصْعَةِ ”. أراد يسوع أن يناقش مع هذا الفريسى إهتمام الفريسيين بتفاصيل دقيقة جدا بـ (التلمود) كعلامة على أنهم ينفذون تعاليم العهد القديم ومتمسكين بالتقليد إذا فهم يعتقدون أنهم روحيين القلب واكثر طهارة وبرا من باقى الشعب بممارسة بعض المظاهر المتعلقة بالشريعة لهم صورة التقوى ولكن ينكرون قوتها ولكن الإله يطلب قلب الإنسان حتى أنه قال وجدت داود بن يسى رجلاً حسب قلبي الذي سيصنع كل مشيئتي" (أع 13: 22) ولكن قلوبهم تختلف ولهذا يقول الكاهن فى القداس أين هى قلوبكم فيجيب الشعب هى عند الرب (لو 11: 40) (1صم 8: 39) (1 أخ 28: 9) (2أخ 6: 30 ) (مز 7: 9) (أم 15: 11) (إر 11: 20) (لو 16: 15: (أع 1: 24) (أع 15: 8) (رو 8: 27) ، |
تفسير (لوقا 11: 40) 40 يا اغبياء اليس الذي صنع الخارج صنع الداخل ايضا. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي وفى هذه العبارة يبدو أن مخلصنا الوديع المتواضع الرقيق اللفظ الحلو الحديث ، لم يمتنع عن التوبيخ الصارم واللوم العنيف حين تكون الصرامة اللازمة والعنف ضروريا لردع الأشرار ، وتقويم الملتويين فى تفكيرهم وسلوكهم ، ولا سيما غذا كانوا من القادة والمعلمين ، فقد كان الفريسيين قوما منافقين مرائيين يظهرون ما لا يبطنون ، ويتظاهرون بما ليس فى طبيعتهم ، مسدلين ستارا من مظاهر التقوى الشكلية والورع الزائف على ما كانت تنطوى عليه نفوسهم من خبث ومكر وشر وشهوة لا تخمد جزوتها فى مشتهيات الدنيا وملذتها ، غير متورعين فى سبيل ذلك عن السلب والنهب من المحتاجين ، وأكل أموال الأرامل واليتامى ومن ثم فمسح مخلصنا نفاقهم وريائهم ، واوضح لهم مدى غباوتهم وتغابيهم وجهلهم وتجاهلهم ، إذ يتمسكون كل التمسك بتطهير خارج أجسادهم ، فى حين أن أرواحهم فى داخلهم ملوثة بالأدناس ملطخة بالأرجاس ، كمن يغسل خارج الإناء الذى لا طعام فيه ولا شراب ، ولا يغسل بداخله ، الذى يضع فيه طعامه وشرابه ، مما علق به من أوساخ وأقذار ، فكان الأجدر بهم قبل الإهتمام بتطهير اجسادهم أن يهتموا قبل ذلك بتطهير أرواحهم ، لأن الذى خلق لهم تلك الأجساد التى هى من تراب وستعود إلى التراب ، هو الذى أودع فيها أرواحا هى العنصر الأساسى والأسمى والخالد الذى لا يفنى بفناء أجسادهم ، وإنما يعود آخر الأمر إلى خالقة ، وهى التى سيقابلون بها ربهم فى اليوم الأخير ، يوم الدينونة الرهيب ، " تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 83 وبين أن أولئك الذين يخدمون الرب بإخلاص يجب أن يكونوا اتقياء وأطهارا ، ليس فقط من النجاسة الجسدية ، ولكن أيضا مما هو خفي في داخل العقل. وبالمثل أيضاء فإن الأواني التي تستخدم على المائدة يجب أن تكون نقية ليس من القذار الخارجية فقط ، بل من الداخلية أيضا لأنه يقول " أليس الذي صنع الخارج صنع الداخل أبضا " ، وهو يقصد بهذا ان الذي خلق الجسد خلق النفس ايضا ، وبما ان كليهما هما صنعة إله واحد محبا للغضيلة ، فلهذا يلزم أن يكون نقاؤهما واحدا. ولكن لم تكن هذه عادة الكتبة والفريسيين ، لأنه ما ان ذاع صيتهم أنهم اطهار ، حتى صاروا شغوفين ان يعملوا كل شيء ، فإنهم مضوا بوجوه معبسة شاحبة اللون من الصوم ، وكما يقول المخلص : يعرضون عصائبهم ويعظمون اهداب ثيابهم (مت 23: 5) ويصلون قائمين في الشوارع لكي بظهروا للناس (مت 6: 5)، راغبين ان ينالوا المدح من الناس لا من الرب ، وأن يستجدوا استحسان الناظرين . وباختصار فبينما هم يبنون للناظرين أنهم يمارسون بالضبط نمط حياة الفضيلة التي بحسب الناموس ، نجدهم قد ابتعدوا بكل طريقة ممكنة عن ان يكونوا محبين للرب . قد كانوا " قبورا مبيضة من الخارج " كما قال المخلص عنهم التي : " من الخارج تظهر جميلة وهى من داخل مملوءة عظام اموات وكل نجاسة " (مت 23 : 27) اما المسيح فلا يريدنا أن نكون مثلهم ، ولكن ان نكون عابدين بالروح وقديسين وبلا لوم في النفس والجسد كليهما لأن واحد من شركتنا يقول ايضآ: نقوا أيديكم ايها الخطاة وطهروا قلوبكم يا ذوى الرأيين "( يع 4: 8) ويرنم داود في موضع ما ويقول : قلبا نقيا اخلق فئ يا الله وروحا مستقيما جدد فى داخلى (مز 51: 10). ويتكلم. أيضآ إشعياء النبي كما لو كان في شخص الرب ويقول: " إغتسلوا تطهروا ، إعزلوا شر أفعالكم من أنفسكم من أمام عينى ، كفوا عن فعل الشر (إش 1: 6 س) لاحظوا دقة التعبير لأن كلماته هي: " من امام عيني، اعزلوا شر أفعالكم من أنفسكم "لأنه يحدث أحيانا أن يهرب الأشرار من أعين الناس ، ولكنهم لا يقدرون ان يهربوا من عيني الرب . علينا إذن ما دام الرب يرى الخفيات ، ان نعزل الشر من أمام عينيه ..أما الفريسيون ، فلم تكن لديهم أية معرفة عن حياة القداسة هذه ، ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس (1) "يَا أَغْبِيَاءُ ”. هذه الكلمة لها تفسيرات عديدة (2) . هذا السؤال الذى سأله يسوع للفريسى يتوقع منه أن تكون الإجابة نعم |
تفسير (لوقا 11: 41) 41 بل اعطوا ما عندكم صدقة فهوذا كل شيء يكون نقيا لكم. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي فإن كانوا يبتغون الطهارة حقا ، فإن الطهارة الحقيقية ، إنما هى التى يغسلون بها أرواحهعم من أدناسها وأرجاسها ، وهى تتطلب منهم أن يتخلوا عما تشتهيه وتتلذذ به أجسادهم من متاع هذه الدنيا مستخدمين إياه لا فى فعل الشر وإنما فى فعل الخير معاونين به المحتاجين بدل من ان يسلبوهم وينهبوهم ، ومتصدقين به على الأرامل واليتامى بدلا من أن يأكلوا أموالهم ، وبذلك يتغلبون على أنانيتهم ، ويحبون الناس جميعا فى غيثار وإنكار الذات ، فيكون ذلك هو السبيل إلى تطهير أرواحهم ، ومتى تطهرت ارواحهم ، تطهرت اجسادهم أيضا ، وتطهر كل شئ يخصهم من مأكل ومشرب ، ومن ملبس ومسكن ، ومن أمتعة وممتلكات . تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 83 فأي دواء يقدمه لهم المخلص بعد توبيخاته؟ بأية طريقة يشفيهم من ضربتهم ، إنه يقول : ٠٠ أعطوا ما عندكم صدقة ، فهوذا كل شيء يكون نقيا لكما" إننا نؤكد أنه توجد طرق كثيرة للسلوك الفاضل كالوداعة والاتضاع وما إليها من فضائل ، فلماذا لم يذكر هذه ، وأوصى الفريسين ان يكونوا رحماء؟ أية إجابة نقدمها؟ إن الفريسيين كانوا بخلاء جدا ، وعبيدا للربح القبيح ، ويجمعون بطمع كنوزا من المال وها رب الكل يقول فى موضع عنهم : " كيف أن صهيون المدينة الآمنة الملآنه بالحق صارت زانية كان العدل يبيت فيها ، وأما الآن فالقاتلون فضتك صارت زغلا ، وتجارك يخلطون الخمر بالماء ، ورؤسائك متمردون ولغفاء لصوص ، يحبون الرشوة ويسعون وراء العطايا ، لا يقضون لليتيم ودعوى الأرملة لا تصل إليهم " (إش ١ : ٢١-٢٣) لذلك فهو يكشف عن قصد هذا الداء المتملك عليهم ويمزق طمعهم من جذوره ، حتى إذا ما شفوا من شره وبلغوا نقاء الفكر والقلب يصيرون عابدين حقيقيين. لذلك فقد تصرف المخلص في كل هذه الأمور بحسب خطة الخلاص ، فإذ دعي إلى وليمة ، فإنه منح طعامأ روحيا ، ليس فقط لمن دعاه ، بل ولجميع الذين كانوا في الوليمة معه ليتنا نصغي إليه من أجل هذا الطعام الروحي ، لأنه هو " الخبز الحي النازل من السماء والواهب حياة للعالم" (يو6: 51) هذا الذى به ومعه، للرب الآب التسبيح والسلطان مع الروح القدس إلى دهر الدهور آمين. ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس (1) "اعطوا ما عندكم صدقة " عندما قال يسوع للفريسى أعطوا صدقة هذا كان يعنى شيئا واحدا أن الفريسيين لم يكونوا يعطون صدقة طبقا للنظام اليهودى حيث قال المعلم / موسى ألآن عن الصدقة عند اليهود : الصدقة شأن عظيم في التوراة وهي وصية بين 613 وصاياها ولكن ترجمة هذه الكلمة في اللغة العربية لم تأخذ المقصد الصحيح. فالمعنى في اللغة العربية أصبح الإحصان والمنح أما في اللغة العبرية فمعناها أخذ من العدالة وحقوق الجميع في قسمه الخيرة. تأمرنا التوراة اليهودية أن نفتح أيدينا ونعطي للفقراء (سفر تثنية الاشتراع في التوراة). وجسدت الصدقة في كثير من الأمور مثلا عندما يزرع اليهودي حقلا في بلاد إسرائيل (التي تعتبر المكان الروحي والفعلي للعيش حسب الطريقة الإلهية) فأنّه يجبر على توزيع 10% من المحصول الذي عرق من أجله وبذل في جمعه جهود بالغة. وعلى هذا اليهودي أن يعطي من هذا المحصول للقسيس واللاوى إضافة للفقراء قبل أن يتمتع (لحد اليوم يردد اليهودي عشرة كلمات للبركة قبل أكل الخبز ليتذكر الفرائض العشرة في توزيع الحصول). الفلاح اليهودي الذي يعيش في بلاد إسرائيل مجبور على ترك زاوية في حقله وعلى ترك الحبات التي نزلت عند عملية الحصاد وأيضا على ترك حزمات التي لم تستعمل للفقراء. هكذا يجمعون حاجتهم بكرامة وبدون تضرّع. تترك الحقول مهجورة سنة في كل سبعة سنوات للعامة وهكذا يمسح الفارق بين الغني والفقير. إذاً تعلموا اليهود من أول أيام التوراة أنّ ممتلكاتهم ليست حقهم وأن بركة الله هي التي تنجح الإنسان في أي سعى يسعاه وبعد الأحيان البركة مقصودة لأخريين ولهذا الإنسان فقط امتياز حراستها. إنّ فرض الإعطاء هام جدا حتى أنّ الفقير يجبر على أن يمنح لفقير آخر. قيل بالشريعة اليهودية أنّ المؤمن لا يتم أي عيد حسب التزامه حتى يستضيفا فقير بحفلته. ألزمت شورى البلدان الأربعة في بولنديا, في القرن السابع عشر, أن يكون مكان لفقير واحد (على الأقل) بين كل عشرة ضيوف في عرس. يجتمع اليهود في الفترة الحديثة كل يوم الخميس ويحظرون سلال أكل للفقراء كمنح ليوم السبت. يدور صندوق الصدقة بين المصليين في أيام الأسبوع لكي تكون لكل واحد فرصة القيام بعادة منح الصدقة في كل صلاة. ولكن أعظم المنح تأتيا من تبرعات كبيرة التي تمثل عشرة إلى عشرين بالمائة من إيراد عائلة تقليدية. حتى في أيام المحرقة الرهيبة وتحت شروط قاسيّة واصل اليهود تنظيم مساعدة جماعيّة لصالح المعوزين. قبل أكثر من 1500 سنة, في فترة التلمود, خطّط اليهود قوانين لتنظيم مساعدة رسمية تجبر أي محال أن يشمل نظام توفيرا أكل للفقراء بشكل يومي إضافة لأشياء أخرى مثل الملابس. يمنح الناس لأهداف مهمة على أساس مبدأ مساعدة الفقير القريب قبل البعيد. يوجد قوانين تقرر من هو جدير بالمساعدة وكيف تحكم الأولوية بينهم عندما تكون الوسائل محدودة. إنّ جمع التبرعات وتوفيرها كان دور أناس ذوي اسم ولا عيب فيهم ويعرفون القانون. في القرون الوسطى كتب مصنف القوانين والفيلسوف الكبير أبو عمران موسى بن ميمون بن عبد الله القرطبي الإسرائيلي في فوستت في مصر حول أولوية الإعطاء والمنح. يعتبر الوضع الأحسن عندما لا يعرف المتقبل من المانح والمانح لا يعرف من المتقبل حتى يخف العيب عن المتقبل ولا ينتظر المانح مقابل. إنّ أحسن الطرق فهي إعطاء المال أو مساعدة لكسب الرزق حتى لا يحتج المقبل إلى الإحسان. حسب التقاليد اليهوديّة لا يسمح أن يختبر اليهود الرّب على أساس الصلة بين أعمالهم والجزاء الإلهي ولكن في استثناء واحد: يشجعنا الرّب أن نعطي صدقة كثيرة وهو يعدنا أن لا نخسر ما نعطي لأنه يجازينا ببركات بالحاضر وليس فقط بحياة بعد الموت. إن المسؤولية تحث اليهود على جمع المنح وهذا يتضح بمساعدة القريبين والموجودين في أدوار قريبة (مثلا الالتزام بمساعدة معوزين داخل العائلة فبل الغير). إذاً الاهتمام بالمشاكل قريبة عند اليهود يزيد دعم كل جمعية للفقراء إلى حد الأعلى. لكن في نفس الوقت اليهود مجبور على مساعدة الفقراء الذي موجودين خارج ديارهم وأن يساعدوا غير اليهود مع إخوانهم. صعب أن تجد جمعية يهودية ذات حجم كبير لم تقيم بتأسيس مستشفيات وخدمات اجتماعية متنوعة لصالح الجمعية العامة. (1) " فهوذَا كُلُّ شَيْءٍ يَكُونُ نَقِيًّا لَكُمْ ”. كان هذا قول جذري لأولئك الذين يخضعون لقوانين الطعام والطهارة .. فالطعام الذى تصدق منه الشخص يكون نقيا وهو أيضا المباح أكلُهُ في الشريعة اليھودية (لا 11) ولكن يسوع أكمل متطلبات العهد القديم (مر 7 : 1- 23) واظهر روح الوصية التى كانت مختبأة وراء النص واظهر أنه هو نفسه الموحى بجميع الكتابات المقدسة (وأنه المفسر الحقيقى والوحيد راجع متى 5: 17- 48) وأكملت الوصية كمثل توضيحي لبطرس (أع 10: 9- 16) [فراى السماء مفتوحة، واناء نازلا عليه مثل ملاءة عظيمة مربوطة باربعة اطراف ومدلاة على الارض. وكان فيها كل دواب الارض والوحوش والزحافات وطيور السماء. وصار اليه صوت:«قم يا بطرس، اذبح وكل». فقال بطرس:«كلا يارب! لاني لم اكل قط شيئا دنسا او نجسا». فصار اليه ايضا صوت ثانية:«ما طهره الله لا تدنسه انت!» ] وشرح بولس هذا الإتجاه الفكرى للنجاسة الطقسية فقال (رو 14: 14 ، 20) " اني عالم ومتيقن في الرب يسوع ان ليس شيء نجسا بذاته، الا من يحسب شيئا نجسا، فله هو نجس." (1كور 10: 25- 16) (1تيم 4: 4) (تى 1: 15) |
تفسير (لوقا 11: 42) 42 ولكن ويل لكم ايها الفريسيون لانكم تعشرون النعنع والسذاب وكل بقل وتتجاوزون عن الحق ومحبة الله.كان ينبغي ان تعملوا هذه ولا تتركوا تلك. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي ثم صب مخلصنا جام غضبه الإلهى وويلاته الرهيبة على أولئك الفريسيين المنافقين المرائيين وأمثالهم من الكتبة الماكرين المتاجرين بالدين ، قائلا لهم : " ويل لكم ايها الفريسيون لانكم تعشرون النعنع والسذاب وكل بقل وتتجاوزون عن الحق ومحبة الله.كان ينبغي ان تعملوا هذه ولا تتركوا تلك. تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 84 أولئك الذين يراعون الوصايا المقدسة - لا يجرؤون بأية طريقة أن يسيئوا إلى إله الكل ، لأنهم يشعرون بصدق المكتوب: " لان من حفظ كل الناموس إنما عثر في واحدة فقد صار مجرما في الكل لأن الذي قال لا تزن قال ايضا لا تقتل ، فان لم تزن ولكن قتلت فقد صرت متعديا للناموس " (يع٢: ٠ ١-١ ١). لذلك فإن من يتمنى وصية واحدة فقد تعدى الناموس ، اي أن هذا يبرهن أن ذلك الإنسان هو بلا ناموس. أما ان احتقر أي إنسان تلك الوصايا ، وخصوصا تلك التي هي أكثر أهمية من الباقي فأية كلمات يجدها قادرة أن تنقذه من العقاب الذي يستحقه؟ لنلك فقد استحق الفريسيون هذه الانتقادات الحادة التي أثبتها عليهم الرب بقوله: " ولكن ويل لكم ايها الفريسيون لانكم تعشرون النعنع والسذاب وكل بقل وتتجاوزون عن الحق ومحبة الله.كان ينبغي ان تعملوا هذه ولا تتغاضوا تلك" . أى ألا تتركوا تلك. إنهم بينما حذفوا الواجبات التي كان ينبغي بنوع خاص أن يعملوها - كأنها بلا أهمية - منى الحق ومحبة الله -نجدهم براعون باهشام وبددقيق أو بالحري يأمرون الناس الخاضعين لسلطاتهم أن يراعوا تلك الوصايا التي هي فقط وسيلة للحصول على إيراد كبير لأنفسهم . ولكي أوضئح لكم هذه الأمور بأكثر تفصيل ، يا أحبائي، فإنني يلزم أن أتكلم كما يلي: أوصى ناموس موسى الإسرائيليين أن يعطوا العشور للكهنة ، لأنه يقول: لا يكون لبنى لاوى ميراث مع بنى إسرائيل ، وقائد الرب هى نصيبهم " (تث ١٨: ١). لأن كل ما يوهب هى أي واحد لأجل مجد الرب ؛ أقصد من عشوره ، فهذه يفرزها الرب لأولئك الذين كان - هو الخدمة ، وكان هذا هو نصيبهم ، ولكن إذ كان الفريسيون جشعين أكبر من غيرهم ومولعين بالربح القبيح ، فإنهم كانوا يأمرون أن قانون العشور هذا يلزم أن يراعى بتدقيق شديد وعناية ، حتى إنهم لا يغفلون حتى الأعشاب الرديئة والتافهة ؛ بينما استخفوا وأهملوا ما كان يجب أن يحفظوه ، اى الوصايا الأساسية التي أعطاها موسى، مثل الحق ، والذي يقصد به العدل في القضاء ، وكذلك وصية محبة الرب . لأنه كان يمكن أن. يحتسب قضاء عادلأ وحكما مستقيما ؛ لو أنهم اعتبروا كل ما أوصى به أنه مستحق اهتماما ومراعاة بالتساوي ، وألأ يهملوا الأشياء التي لها الأهمية الأولى ، ولكننا نجدهم يعطون تدقيقا شديدا فقط لتلك الأمور التي تؤول لمنفعتهم . ومراعاتهم لمحبة الرب كانت ستجعلهم يتجنبون إغضابه من أية جهة، والخوف من كسر اي جزء مهما كان من الناموس. ولئوضح (ما قلناه) بطريقة اخرى ، فيمكن ان يقول قائل إن هذا القضاء قد يحكم احكاما عادلة ، ولا يقرر بشأن أي امر مهما كان ، قرارا غير عادل . وهذا ايضا تغاضى عنه الفريسيون ، لأن الروح يوبخهم بصوت داود في قوله : " قام الله فى مجمع الآلهة وفى وسط الآلهة يقضي، حتى متى تقضون جورا فتقبلون وجوه الأشرار؟ " (مز٨٢: ١-٢)ا كما اتهمهم أيضا بصوت إشعياء قائلا : " كيف صارت المدينة الأمينة صهيون ، الملآنة بالحق صارت زانية ؟ كان العدل يبيت فيها اما الآن فالقاتلون . فضتك صارت زغلا ، وتجارك يخلطون الخمر بالماء، ورؤساؤك متمردون شركاء اللصوص يحبون الرشوة ويجرون وراء العطايا ، لا يقضون لليتيم ، ويهملون دعوى الأرملة ؟" (إش١: ٢٣-٢١ س) لأن الحكم بغير عدل ليس هو صفة أولئك اللذين يمارسون محبة الإخوة ، بل هو بالحري ذهن شرير ، وبرهان واضح على السقوط فى الخطية لذلك يقول : " بينما تعشرون النعناع والسذب وكل بقل ، وتأمرون بأن تحفظ الوصايا من جهة هذه الأمور بدقة شديدة . فإنكم لا تعطون اي اهتمام بأمور الئاموس الأكثر اهمية، اعنى تلك الوصايا التي هي ضرورية أكثر ونافعة للنفس ، والتى من خلالها تظهرون أنفسكم مكرمين ومقدسين ومملوئين بكل مديح كما يليق بأولئك الذين يريدون أن يحبو الله ويرضونه " حالتنا الحقيقية ، فهذا لا يزكينا أمام الرب الذي يعرف كل الأشياء، هذا ما يوضحه المخلص على التو بقوله: " ويل لكم ! لأنكم مثل القبور المخفية والذين يمشون عليها لا يعلمون" ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس (1) “وَيْلٌ لَكُمْ ”. هذه العبارة صيغة اللعنة النبوية كررها يهوه فى العهد القديم التي تستخدم ترنيمة جنائزية (راجع ايضا لو 11: 42 ، 43 ، 44 ، 46 ، 52) (مت 23: 13 - 36) (2) " تُعَشِّرُونَ ”. (3) " وَتَتَجَاوَزُونَ عَنِ الْحَقِّ وَمَحَبَّةِ لله ”. إنه أمر في غاية األأهمية أن الطقوس والشعائر والممارسات الليتورجية قد وضعت خصيصا لتعبر عن إرادة لله لشعبه، والتي هى : أ) المحبة (تث 6: 4- 6) ( لو 10: 27) ب) العدالة نحو البشر (لا 19: 18) ( لو 10: 27) (4) "كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هذه وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ ”. إنهم يُصَفُّونَ عَنِ الْبَعُوضَةِ وَيَبْلَعُونَ الْجَمَلَ (مت 23: 24) وهذا يعنى أن البعوضة لا تمر من ثقوب مصفاتهم ويبلعون جمل بأكمله .. وهنا يقارن بين البعوضة الصغيرة التى يحاسبون عليها والتى تمثل التوابل التى يوضع منها مقدار صغير فى الطعام هذه يعشرونها وبالنسبة لهم اصبحت لها أهمية وأكثر روحانية من الطريقة التي نحيا ونحب بها من فى السماء ومن على الأرض (1) “لأَنَّكُمْ تُحِبُّونَ الْمَجْلِسَ الأَوَّلَ فِي الْمَجَامِعِ ”. كانت توضع آرائك وكراسى خاصة وفى أماكن لذوي الشأن. المجالس الأولى كانت مقعداً شبه دائري حول مائدة حيث تُحفظ التوراة، في مواجھة جماعة المصلّين راجع (مت 23: 1- 12) |
تفسير (لوقا 11: 43) 43 ويل لكم ايها الفريسيون لانكم تحبون المجلس الاول في المجامع والتحيات في الاسواق. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 84 ثم يضيف الرب ويلا آخر لمن تكلم عنهم سابقا بقوله: " ويل لكم ايها الفريسيون لانكم تحبون المجلس الاول في المجامع والتحيات في الاسواق. "فهل هذا التوبيخ مفيد للفريسيين فقط؟ ليس هو كذلك ، لأن فائدته إنما تمتد لتشملنا نحن أيضا ، لأنه حقا أن الكاملين في اذهانه م، والمحبين للسلوك المستقيم ، يجدون في توبيخ الآخرين طريقة لسلامهم هم أيضا ، لأنهم بلا شك سوف يتجهون أن يتشبهوا بهم، وألا يعرضوا أنفسهم أن يسقطوا في أخطاء مماثلة. لذلك فالاتهام الذي يوجهه المسيح ضد الفريسيين بأنهم يسعون الى التحيات في الأسواق ، والمجالس الأولى في المجامع والاجتماعات، يبين أنهم كانوا مولعين بالمديح ، ويشتهون أن يمتعوا أنفسهم بتباهي فارغ وتشامخ زائف. وماذا يمكن أن يكون أسوأ من هذا؟ أو كيف لا يتحتم أن يكون مثل هذا السلوك مكروثا من أي إنسان ، باعتباره سلوكا منتفخا ومزعجا ، وخاليا من ثناء الفضيلة ، ويقصد به فقط أن يختلس الشهرة بالكرامة؟ وكيف لا ينبغي أن يكون أقل بكثير جدا من سلوك الذين هم مساكين بالروح ، ودعاء، دمثي ن، لا يحبون الانتفاخ بل لطفا ء، لا يخدعون الناس بالمظاهر الخارجية الزائفة ، بل هم بالحري عابدون حقيقيون ، مزينون بذلك الجمال العقلي الذي يطبعه فينا الكلمة بواسطة كل فضيلة وقداسة وبر. لأنه إن كان يجب أن نبرهن أننا أفضل من الآخرين وليس ما يمنع ذلك - فلندع الحكم لنا بالتفوق يعطى لنا من الرب ، وذلك بأن نزيد عليهم من جهة السلوك والأخلاق وبمعرفة حكيمة للكتب المقدسة لا يشوبها عيب. لأنه ، أن يكرمنا الآخرون بالتحية ، وأن نجلس في أماكن أعلى مرتبة من أصدقائنا ، فهذا لا يثبت على الاطلاق أننا أشخاص جديرون بذلك . لأن هذا يمتلكه كثيرون من الذين هم بعيدون جدا عن الفضيلة بل هم محبون للذات ومحبون للخطية ، وهم يغنضبون الكرامات من كل إنسان ، إما بسبب امتلاكهم لثروة كبيرة أو سلطة عالمية. أما كوننا نستحوذ على إعجاب الآخرين دونما فحص أو تروى، وبدون ان يعرفوا ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس (1) "وَالتَّحِيَّاتِ فِي الأَسْوَاقِ ”. من الواضح أنه كانت العامة ينطقون بـ عبارات وألقاب مميزة يتمتع بها رؤساء اليهود من فريسيين وشيوخ وكتبة وغيرهم وكانت هناك عبارات أخرى يخاطبون ببها بعضھم البعض وأيضاً أمام العامة. لذا فإن العبارة التى قالها يسوع للفريسى نبها توبيخ ليس له فقط بل لكل طائفته على كبريائهم وتعاليهم بمناصبهم وأماكنهم في المجمع والمجتمع. لقد كانوا يحبون أن يمتدحھم الناس ويعاملوھم باحترام وتقدير.
|
تفسير (لوقا 11: 44) 44 ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لانكم مثل القبور المختفية والذين يمشون عليها لا يعلمون أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي وذلك لأن الفريسيين والكتبة ومن على شاكلتهم ، كانوا للتظاهر بالورع الكاذب والتقوى الذائفة ، لا يكفون بأن يأدوا العشور التى فرضت الشريعة اليهودية آدائها ، وإنما كانوا - مبالغة منهم فى إدعاء التمسك بالشريعة - يؤدون عشورا عما لم يرد فيها من الأنواع التافهة من الأعشاب والنبات ، كالنعنع والسذاب والبقول البرية التى لا قيمة لها ولا ثمن ، ومع ذلك يغفلون مراعاة المبادئ الساسية والجوهرية فى الشريعة ، وهى العدل نحو الناس ، والمحبة نحو الرب والناس ، وقد كان ينبغى عليهم قبل أن يهتموا بطاعة الشريعة فى فروعها وجزيآتها وشكلياتها ، أن يطيعوها فى أسسها وكلياتها وجوهرياتها ، كما أنهم كانوا فضلا عن تظاهرهم الكاذب الزائف بالورع والتقوى ، يظهرون بمظهر العظمة والكبرياء والتعالى ، فيسـاثرون بالمقاعد الأولى فى المجامع تشبثا بمكان الرئاسة ، ومكانة العظماء ، ويفرضون على الناس أن يعاملوهم على هذا الإعتبار فيقفون وينحنون لهم حين يمرون فى ألسواق ويؤدون لهم التحية اللائقة بما يزعمون لأنفسهم من سلطة وغمتياز ، وقد كان ينبغى عليهم وهم قامة الدين وقادته أن يكونوا مثلا فيما يوصى به الدين من وداعة وتواضع ، ومن ثم كانوا بريائهم يشبهون القبور المختفية تحت الأرض وقد نمت فوقها الأعشاب الخضراء والزهور اليانعة فبدا مكانها نضيرا جميلا ، حتى ليمشى الناس فوقها أمنين مطمئين ، وهم لا يدرون ان بها من جثث الموتى وعظامهم ما كانت شريعتهم تعتبره نجسا ينبغى إجتنابه والإبتعاد عنه حتى لا تصيبهم نجاستة ، وقد كان هذا أصدق وابلغ تشبيه لأولئك المرائين المتعاظمين الذين كانوا يخدعون الناس فى حقيقة امرهم ، فيعاملونهم بما هم ليسوا اهلا له من جلال وإكرام وإحترام . تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 84 إنني ارجوكم أن تلاحظوا قوة المثل بوضوح شديد ، فأولئك الذين يعتبرونه شيئا عظيما وبشغف ان تكون لهم المتكآت الأولى في المجامع ، هؤلاء لا يختلفون في شيء عن القبور المختفية المزينة حسنا من الخارج ولكنها ممتلئة من كل نجاسة . إنني ارجوكم ان تلاحظوا هنا أن الرياء يلام بالتمام ، فهو مرض ممقوت أمام الله وأمام الناس لأن كل ما يظهر به المرائي ويفكر انه يكون عليه فهو ليس هكذا ، بل هو يستعير شهرة الصلاح . وبهذا فهو يحكم على دناءته٠ لأن نفس الشيء الذي يمدحه ويعجب به، هو نفسه لا يمارسه. ولكن ليس ممكنا أن تخفى رياءك لمدة طويلة ، لأنه كما ان الأشكال التي ترسم في الصور تبهت لأن الوقت يجفف الألوان ، هكنا أيضا المراؤون، فإنهم يوبخون في داخلهم حالا أنهم ليسوا شيئا في الحقيقة. يجب علينا إذن ان نكون عابدين حقيقيين ، وليس كمن يرغبون في أن يرضوا الناس لئلا نخيب عن ان نكون خداما للمسيح ، وهكذا يقول بولس المبارك في مكان ما : " أفأستعطف الآن الناس ام الله؟ ام اطلب ان ارضي الناس؟ فلو كنت بعد ارضى الناس لم اكن عبدا للمسيح " (غلا١: ٠ ١). لأن الافتراضات في أمور السمو الأخلاقي هي سخيفة ، وغير جديرة بالاعتبار أو الثناء ، لأنه كما يرفض ما هو مزيف ومغشوش في العملات الذهبية ، هكذا المرائي ينظر إليه باحتقار من الله ومن الناس . اما الانسان الصادق فيلاقى إعجابا ، مثل نثنائيل الذي قال عنه المسيح ؛ أ هوذا إسرائيلى حقا لا غش فيه " (يو١: ٤٧). من هو هكذا فله تقديره امام الرب ويحسب جدرا بالأكاليل والكرامات ، وله رجاء مجيد معطى له منه ، وهو "رعية مع القديسين وأهل بيت الرب" ؛ (أف٢: ١٩). فلنهرب إذن من مرض الرياء ، وليسكن فينا بالحري ذهن نقي وغير فاس د، ومتألق بالفضائل المجيدة ، لأن هذا سوف يوحدنا بالمسيح الذي به ومعه للرب ٠ التسبيح والسلطان مع الروح القدس إلي أبد الآبدين آمين. ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس (1) "لأَنَّكُمْ مِثْلُ الْقُبُورِ الْمُخْتَفِيَةِ، وَالَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَيْھَا لاَ يَعْلَمُونَ ”. فى العقيدة اليهودية الاحتكاك جسدياً بالقبور كان يجعل المرء نجساً طقسياً (لا 21 : 1- 4) (عد 19: 11- 22) لمدة أسبوع (التفسير الرباني)، ولكن في ھذه الحالة لم يكن الناس يدركون ذلك، ولذلك، فقط كان االيهود يبيّضون القبور لتجنب ھذا النوع من النجاسة الطقسية غير المتعمدة (مت 23 : 27) يوهنا أعلنها يسوع واضحة بإتهام هؤلاء من ذوى البر الذاتي، واالكتبة والناموسيين وباقى طوائف قادة اليهود بأنهم االسبب الحقيقي للنجاسة الروحية. وجروا الشعب بعيدا عن روح الناموس مستمتعين بالمجد والكرامة ونسبوها لأنفسهم التى ليست لهم بل ليهوه وحده |
تفسير (لوقا 11: 45) 45 فاجاب واحد من الناموسيين وقال له يا معلم حين تقول هذا تشتمنا نحن ايضا. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي وإذ كان الناموسيون علماء الشريعة اليهودية طائفة من الكتبة والفريسيين ، احنقهم هذا التوبيخ والتعنيف من مخلصنا لزملائهم ، فقال واحد منهم : " يا معلم حين تقول هذا تشتمنا نحن ايضا." تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 85 إن التوبيخ هو دائما امر عسير ان يحتمله اي إنسان ، ولكنه ليس بغير فائدة للعاقلين ، لأنه إنما يقودهم إلى إلتزام ممارسة تلك الأشياء التي تجعلهم مستحقين للكرامة ، وتجعلهم محبين لاقتناء الفضائل ، اما النين يسرعون إلى الشرور بكل اهتمام ، والنين جعلوا قلوبهم ضد قبول النصح ، فإنهم ينجرفون بسرعة إلى خطايا أعظم عن طريق نفس الأسباب التي كان يجب ان تجعلهم اكثر تعقلا ، بل إنهم يتقسون بواسطة كلمات الذين يحاولون ان ينفعوهم. وكمثل لهذه الحالة من التفكير أنظر إلى اولئك الذين يدعون بالناموسيين عند اليهود. كان مخلص الجميع يوبخ الفريسيين كأناس منحرفين بعيدا عن الطريق الصحيح وواقعين في ممارسات غير لائقة ، إذ وبخهم على كونهم منتفخين ، ومرائين ، ومحبين للتحيات في الأسواق وراغبين في الجلوس في المتكآت الأولى في المجامع ، بل ودعاهم اكثر من ذلك قبور تظهر جميلة من الخارج ، ولكن من الداخل مملوءة . عظام اموات وكل نجاسة" (مت٢٣: ٢٧). وعندما قال هذه الكلمات ، تذمرت فئة الناموسين الأغبياء ، ونهض واحد منهم وعارض تصريحات المخلص وقال: يا معلم حين تقول هذا تشتمنا نحن أيضا يا له من غباء عظيم ! أي غنى فى العقل والفهم من جهة كل شيء ضروري! إن هؤلاء الناس يعرضون انفسهم للتوبيخ ، بل بالأحرى ان قوة الحق اظهرتهم انهم مستحقون كذلك لنفس اإتهامات كالفريسيين ، وانهم يفكرون مثلهم ويشاركونهم فى أعمالهم الشريرة ما داموا يعتبرون ان ما يقوله المسيح عن الآخرين.قد قيل ضدهم هم أيضا ، وإلأ فأخبرني لأي سبب تغضب! لأنه حينما يوجه أي لوم إلى الفريسيين فأنت تقول إنك أيضآ تشتم ، إنن فأنت تعترف بأعمالك ، وأنت تدرك طبعا في نفسك بان سلوكك مثلهم. ولكن ان اعتبرت هذا توبيخا واجبا لهم على اي شيء من هذا النوع ، ورغم ذلك فإنك لا تغير سلوكك ، فإن سلوكك هذا هو الذي يستحق اللوم. ان كنت تكره التوبيخ كما لو كان شتيمة ، فاظهر نفسك انك أسمى من الأخطاء التي تتهم بها أو بالحري لا تنظر إلى كلمة النقويم على انها شتيمة. ألا ترى أن هؤلاء الذين يشفون اجساد الناس يتحدثون مع المرضى عن الأسباب التي أدت إلى امراضهم ويستخدمون الأدوية المؤلمة ليوقفوا ما حدث ، ومع ذلك فلا يغضب منهم احد لهذا السبب ولا يعتبر أحد ان ما يقولونه شتيمة ، ولكنك أنت ضيق الفكر في تقبل النصائح ولا ترضى ان تتعلم ما هي الأوجاع التى تؤذى قلبك. كان من الأفضل جدا ان تحب التوبيخ وان تطلب لأجل التخلص من امراضك ولأجل شفاء قروح نفسك ، وكان من الأفضل جدا بالحري أن نقول: أشفنى ، خلصنى فأخلص ، لأنك أنت هو تسبيحى" (إر١٧: ١٤). ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس (1) “وَاحِدٌ مِنَ النَّامُوسِيِّينَ ”. الناموسي كانت مهمته الرئيسية تفسير (التلمود) االشقهى وناموس العهد القديم المكتوب. لقد درست هذه الطائفة التلمود والناموس حتى أخذوا مكان اللاويين المحلّيين كمعلّمين ومفسّرين للناموس وصاروا الخبراء الدينيين ( الذين يفتون ) عند الناس فيستشيرونهم في قضايا حياتهم اليومية (فكانوا يربطون ويحلّون). معظم الكتبة في أيام يسوع كانوا أيضاً فريسيين. (2) "تَشْتُمُنَا نَحْنُ أَيْضًا”.الكلمة اليونانية hubrizoō “ لا تعنى شتيمة ولكن تعني “معاملة قاسية” وتيمكن الإستدلال من النص الذى تأتى فيه كلمة شتيمة بأنها تعنى معاملة قاسية فى كل الايات التالية (مت 22: 6) "والباقون امسكوا عبيده وشتموهم (تعنى هنا معاملة قاسية) وقتلوهم" (أع 14: 5) (1 تس 2: 2) إنه لأمر مألوف في الترجمة السبعينية [ "يشتم"، 2( صم 19 : :44) ( 2 مكابيين ؛14: 42) و و"يكون متغطرساً"، (إر 31 :29) ]. كان قادة االيهود الدينيين فى جميع طوائفهم كانوا يشعرون بوخز الضمير من تعليقات وانتقادات يسوع لأن من امقروض أن يتبع هؤلاء القادة تعليمات وقوانين العهد القديم لأنه هو يسوع الكلمة الذى أوحى بكلماته للأنبياء (مت 23) ( |
تفسير (لوقا 11: 46) 46 فقال وويل لكم انتم ايها الناموسيون لانكم تحملون الناس احمالا عسرة الحمل وانتم لا تمسون الاحمال باحدى اصابعكم. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي وقد كان معلموا الشريعة هم أعلم الناس بها وأكثر تضلعا فى دراستها وتعمقا فى معرفة أسرارها وخفاياها ، وكانوا يتصفون ببعض الفئات التى يتصف بها الفريسيين والكتبة وغيرهم من معلمى الشريعة ، إذ كانوا يفسرونها على مقتضى مصالحهم وأهوائهم ، وبما يتفق مع مطامعهم وشهواتهم ، مما كان يؤدى بالناس إلى فهمها فهما خاطئا وتطبيقها تطبيقا لا يؤدى إلى أى خير ، بل يؤدى إلى كل شر ، كما كانوا يضيفون إلى أحكامها من عندهم أحكاما اخرى يلزمون الناس بها إلزاما ، حتى جعلوها عبئا ثقيلا لا يطيقه حتى من يريد أن يلتزم بالشريعة ويسير فى حياته على مقتضاها ، فى حين أنهم هم أنفسهم لم يكونوا يلتزمون فى سلوكهم وسيرتهم بأى حكم من أحامها الأصلية ، أو مما يضيبفونه إليها من أحكام دخيله يبتدعونها إبتداعا ويصطنعونها إصطناعا ، فكان هذا من مظاهر ريائهم ، تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 85 لا شيء من هذا النوع يدخل عقل الناموسيين ولكنهم تجاسروا أن يقولوا: " بقولك هذا تشتمنا نحن أيضا " معتبرين بجهلهم أن اللوم الذي هو لمنفعتهم وفائدتهم ، شتيمة. لماذا إذن أجابهم المسيح؟ إنه جعل توبيخه لهم اكثر شدة واوضعح كبرياءهم الفارغ بقوله هكذا: " ويل لكم أيها الناموسيين ، لأنكم تحملون الناس أحمالا ثقيلة عسرة الحمل وأنتم لا تمسون الأحمال بأحد أصابعكم " . إنه يصوغ نقاشه ضدهم بمثل واضح ، لأنه كان أمرا معترفا به ان الناموس عسر الحمل للإسرائيليين٠ كما اعترف بذلك أيضآ التلاميذ الإلهيون بأنهم كانوا ينتهرون اولئك الذين سعوا لجعل الداخلين إلى الإيمان ان يعودوا إلى فرائض الناموس ، لأنهم قالوا: " ٠فالآن لماذا تجربون الله بوضع نير على عنق التلاميذ لم نستطع نحن ولا آباؤنا أن نحملة ؟ " (اع ١٥: ١٠), والمخلص نفسه علمنا هذا مناديا بقوله : " تعالوا إلى يا جميع المتعبين والثقيلى الأحمال وأنا أريحكم ، إحملوا نيري عليكم وتعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم " (مت 11: 28- 29) . إذن فهو يقول ان النين تحت الناموس هم متعبون وثقيلو الأحمال، بينما يدعو نفسه وديعا ، كما لو كان الناموس ليس فيه شيئا من هذه الصفة ، لأنه كما يقول بولس: " لأن من خالف ناموس موسى فعلى فم شاهدين أو ثلاثة شهود يموت بدون رأفة (عب ١: ٢٨) لذلك فهو يقول ، ويل لكم أيها الناموسيون ، لأنكم بينما تحملون الناس أحمالا عسرة الحمل وغير ممكن رفعها، تضعونها على أولئك الذين هم تحت الناموس ، وأنتم انفسكم لا تلمسونها . لأنهم بينما يأمرون بأن تحفظ شريعة موسى بدون انتهاك ، ويحكمون بالموت على الذين يستخفون بها ، فإنهم هم أنفسهم لا يظهرون أي مبالاة لواجب تنفيذ فرائضها - وإذ اعتادوا أن يفعلوا هكذا ، فإن بولس الحكيم يعنفهم أيضا بقوله : هوذا أنت تسمى يهوديا وتتكل على الناموس وتفتخر بالله ، وتعرف مشيئته وتميز الأمور المتخالغة متعلما من الناموس ، وتثق انك قائد للعميان ، ومهذب لمن هم بلا فه م، ومعلم للأطفاال، ولك صورة العلم والحق في الناموس ، فأنت إذا الذي تعلم غيرك الست تعلم نفسك؟ الذي تكرز ان لا تسرق أتسرق ؟ الذي تقول أن لا يزنى أتزنى؟ الذي تستكره الأوثان اتسرق الهياكل؟ الذى تفتخر بالناموس أبتعدى الناموس تهين الله؟ " (رو٢: ١٧-١٣). لأن المعم يصير مرفوضا ويخزى إذا كانت تصرفاته لا تتفق مع كلماته ، ويحكم عليه المخلص بالعقاب الشديد ، لأنه يقول : إن من علم وعمل يكون عظيما ، أما من يعلم ولا يعمل فإنه يدعى صغيرا في ملكوت السموات (مت 5: 19) ولنفس السبب يكتب لنا تلميذ المخلص ويقول: " لايكن فيكم معلمين كثيرين يا اخوتي عالمين أننا نأخذ دينونه أعظم ، لأننا فى أشياء كثيرة نعثر جميعنا " (يع٣: ١). ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس (1) “لأَنَّكُمْ تُحَمِّلُونَ النَّاسَ أَحْمَالاً عَسِرَةَ الْحَمْلِ ”. نحويا : فى كلمات هذه الآية. (تشابه مفعولي) يُستخدم الفعل والاسم (مرتين) من كلمة “حمل”. حيث يشير إلى تفسيرات معلمى الناموس والربانيين الذين نقدوا تعاليم التواراة التي طوروها وحولوها إلى تقاليد وتعاليم شفھية (وقُنّنت فيما بعد في التلمود ، هذه القوانين والإجراءات الدينية كانت معقدة جداً ومتناقضة مع بعضھا لدرجة أن العامة كانوا عاجزين عن تطبيقھا ويحتاجون إلى مفسرين ومقتيين يسألوهم فى كل كبيرة وصغيرة (مت 23 : 4) (أع 15: 10) كما يفعل شيوخ ألإسلام اليوم فى الإفتاء وتفسير القرآن (4) "وَأَنْتُمْ لاَ تَمَسُّونَ الأَحْمَالَ بِإِحْدَى أَصَابِعِكُمْ" كانوا مدققين فى تطبيق تفاسيرهم الربانية الشفهية ، ومع ذلك ما كانوا يضعون أي استثناءات للآخرين أو بذل جهد أو وقت لمساعدتهم . كلمة “يمسّ ” لم ترد في العھد الجديد إلا هنا فقط ( كما أنها لا توجد في السبعينية ولا في البردية المصرية).يقول M. R. Vincent في كتابه Word Studies المجلد 1، ص. 187 ، أن هذه الكلمة هى مصطلح طبي يُستخدم للدلالة على اللمس الخفيف لموضع الألم . إن كان هذا هو المعنى العام، يكون قادة الدين قساة ولم يتعاطفوا مع محنة الإنسان العادي وآلامه وأحزانه واخطائة (" أهل الأرض") بينما هم يحاولون أن يحفظوا قوانين الموسوسة للفريسيين داسوا على الناس ومشاعرهم . |
تفسير (لوقا 11: 47) 47 ويل لكم لانكم تبنون قبور الانبياء واباؤكم قتلوهم. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي كما كان من مظاهر ريائهم كذلك أنهم كانوا يتظاهرون بتقديس الأنبياء القدامى وتكريم ذكراهم ، فكانوا يبنون لعظامهم المقابر الضخمة والأضرحة الفخمة ، فى حين ان آبائهم هم الذين قتلوا أولئك الأنبياء ، تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 85 وهكذا بعد أن أظهر المخلص هذه العصبة الرديئة من الناموسيين فانه يواصل حديثه لينطق بتوبيخ عام لكل رؤساء اليهود فيقول " الويل لكم ! لأنكم تبنون قبور الأنبياء وآباؤكم قتلوهم، فأنتم إذن نشهدون وترضون بأعمال أبائكم ، لأنهم هم قتلوهم وانتم تبنون قبورهم/ دعنا إذن نفحص بعناية ماذا يقصد المخلص ، لأن ما هو العمل الشرير متميزا لهؤلاء القديسين يمكننا ان نقول إنهم أجرموا فيه ببنائهم قبور القديسين؟ ألم يصنعوا بهذا تكريمأ متميزا لهؤلاء القديسين؟ ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس (1) “تَبْنُونَ قُبُورَ الأَنْبِيَاءِ ”. كان يهوه فى العهد القديم يوحى للأنبياء وكان الشعب يقتلهم (والقتل هنا قد تعنى رفض رسالتهم القادمة من الإله ) (أم 8: 33) "اسمعوا التعليم وكونوا حكماء ولا ترفضوه " وبعد ذلك يبنون لھم قبوراً ضخمة إكراماً لذكراهم ليس هذا هو طاعة الشعب للرب ما فائدة إكرام الشخص وفى حياته أهمات حكمته ونبوته التى هى وحيا إلهيا أرسلهم يهوه لطاعته .. وها هو يسوع يتنبأ هذه المرة عن قادة الشعب اليهودى يسقتلوه قتله وسيشترك الشعب معهم فى قتله وسيقتلون أيضا اتباعه المسيحيين راجع (مت 23: 34) " لذلك ها انا ارسل اليكم انبياء وحكماء وكتبة فمنهم تقتلون وتصلبون ومنهم تجلدون في مجامعكم وتطردون من مدينة الى مدينة " |
تفسير (لوقا 11: 48) 48 اذا تشهدون وترضون باعمال ابائكم.لانهم هم قتلوهم وانتم تبنون قبورهم. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي فكان تقديسهم وتكريمهم لأولئك الأنبياء دليلا على إعترافهم بالجرائم التى إرتكبها أباؤهم إذ قتلوهم ومع ذلك كانوا هم أنفسهم يقتلون الأنبياء ، كما كان يفعل آباؤهم ، تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظة 85 من وقت لآخر كان أسلاف اليهود يسلمون للموت الأنبياء القديسين الذين يأتونهم بكلمة الرب ويقودونهم إلى الطريق الصحيح، أما أبناؤهم فإذ اعترفوا أن الأنبياء كانوا قديسين ورجالا مكرمين فإنهم يشيدون قبورا ومدافن لهم، كما لو كانوا يمنحونهم كرامة تليق بالقديسين. إذن، فآباؤهم ذبحوهم ، أما هم فبإعتقادهم أنهم. أنبياء ورجالا قديسين صاروا قضاة لآبائهم الذين ذبحوهم ، لأنهم بعزمهم على تقديم الكرامة لأولئك الذين قتلوا فإنهم بهذا يتهمون آباءهم بخطئهم فيما عملوه. أما هم فإذ أدانوا آباءهم بسبب هذه الجرائم القاسية ، فقد صاروا على وشك أن يقترفوا ذنب جرائم مساوية ، ويرتكبوا نفس الأخطاء ، أو بالحري أخطاء أكثر شناعة منها لأنهم ذبحوا رئيس الحياة المخلص والمنقذ للجميع ، وأضافوا أيضا لشرهم نحوه أعمال قتل أخرى ، ممقوتة. فها هم قد قتلوا استفانوس ، لا كلمتهم بأي شيء رديء بل بالحري بسبب نصحه لهم إذ كلمهم بما هو في الكتب الموحى بها، وجرائم أخرى بجانب هذه ارتكبوها ضد كل قديس كان يبشرهم برسالة الإنجيل الخلاصية. لذلك فإن الرب يبكت الناموسبين والفريسيين بكل طريقة ، كأناس يكرهون الرب ، وهم دائما منتفخون ومحبون للذة أكثر من محبة الرب ، ومن كل وجه يرفضون أن يخلصوا، لهذا أضاف المسيح تلك الكلمة: "ويل" كشئ يختص بهم، الذي به وله ومعه للرب الآب التسبيح والسلطان مع الروح القدس إلى أبد الآبدين آمين. |
تفسير (لوقا 11: 49) 49 لذلك ايضا قالت حكمة الله اني ارسل اليهم انبياء ورسلا فيقتلون منهم ويطردون. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي إذ شاءت حكمة الرب ، التى هى مخلصنا نفسه ، أن ترسل إليهم انبياء ورسلا ، فبعضهم قتلوا بالفعل ، وبعضهم سيقتلون أو يضطهدون ، كما فعلوا برسله فيما بعد ، ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس (1) “لِذلِكَ أَيضًا قَالَتْ حِكْمَةُ الله ”. : كثيرين من المفسرين يعتقدون أن يسوع إنما كان يشير إلى نفسه كونه “حِكْمَةُ لله ” ( 1 كور 1 : 24، 30) " واما للمدعوين يهودا ويونانيين فبالمسيح قوة الله وحكمة الله. " (كول 2: 3) "المذخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم. " وهذا كله تلميح للأمثال (أم 8: 22- 31) وهذا النص من العهد القديم عبارة عن خلفية للآية (يو 1: 1- 14) (2) " أَنْبِيَاءَ وَرُسُلا ”. يبدو أن هؤلاء هم الذين تلقوا وحيا من يهوة فى العهد االقديم والجديد. لقد وضع يسوع الحقائق أمام أعينهم التى كانوا يخفونها بإقامة القبور كيف أن اليهود تعاملوا مع الناطقين باسم يهوه (بالموت والاضطھاد). |
تفسير (لوقا 11: 50) 50 لكي يطلب من هذا الجيل دم جميع الانبياء المهرق منذ انشاء العالم. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي بذلك تمتلئ حتى تطفح كأس جرائمهم وآثامهم ، فيقع على رؤوسهم ويكون شهيدا ضدهم ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس (1) “لِكَيْ يُطْلَبَ مِنْ هذا الْجِيلِ ”.تعطينا هذه ألاية وألآيات التالية التى قالها يسوع مدى معرفته باتلاريخ اليهودى كله وأحداث العهد القديم هذا الذى أعجب به قادة اليهود فى الصغر فى الهيكل وافحم شيوخهم وكل طوائفقادة اليهود عندما بدأ كرازته فى هذه ألايات يسوع كان فى أوج اللاهوت والتاريخ والرجاء اليهودي. فإن أخطأوا فيه أخطأوا في كل شيء وفاتهم كل شيء هذا هو المسيا يتحدث إليكم الذى يكلمكم من البدء تعتقدون أنه قادم للقتال ضد شعب ظلمكم ولكنه قادم لأجل تحريركم وتحرير من ظلمكم من الرومان من أبليس الذى حرك فيهم هذه الشرور . الحق الكامل قد جاء الحكمة وقفت بينكم هذا من يكلمكم أعظم من ألأنبياء (لو 11: 11) ولستم تعرفونه لأنكم لم تنقوا داخل الكأس ولهذا ترفضونه (لو 11: 14، 26، & 29- 36) وألإشارة إلى التطبيق الكامل على (لو 11: 31) إشارة إلى دمار أورشليم عام 70 م. على يد تيطس. |
تفسير (لوقا 11: 51) 51 من دم هابيل الى دم زكريا الذي اهلك بين المذبح والبيت.نعم اقول لكم انه يطلب من هذا الجيل. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي فى يوم الدينونة دم جميع الأنبياء الذى سفك منذ بدء الخليقة حتى هلاك الأمة اليهودية من دم هابيل بن آدم الذى قتله أخوه قايين (تكوين 4: 8) إلى دم زكريا بن براخيا ، وهو أبو يوحنا لامعمدان ، إذ أن الملك هيرودس عندما أمر بقتل أطفال بيت لحم وكل نواحيها من إبن سنتين فما أقل ، حين علم من المجوس بميلاد السيد المسيح فيها وفقا للزمان الذى تحققه منهم (متى 2: 16) جاء جنده إلى بيت زكريا ليقتلوا ابنه يوحنا فقال لهم زكريا : " هلموا خذوه من المكان الذى أخذته منه ، وجاء به إلى الهيكل ، ووضعه على جناح الهيكل ، فخطفه ملاك الرب إلى البرية على مقتضى أقوال القديسين الأوائل ، فلما لم يجده الجند قتلوا زكريا أباه (السنكسار 8 توت ) ولقد زعم بعض المفسرين أن زكريا بن براخيا المذكور هنا وفى (متى 23: 35) هو الوارد ذكره فى (أخبار اليام الثانى 24: 20- 21) ولكن واقع الأمر غير ذلك لأن زكريا المذكور فى أخبار الأيام هو زكريا بن يهوياداع الكاهن ، ولم يسفك دمه كما قال مخلصنا فى نفس العبارة ، وإنما رجموه بالحجارة ، واما زكريا بن براخيا أبو يوحنا المعمدان ، فقد قتله جند هيرودس بالسيف ، وسفكوا دمه كما قال مخلصنا ، ولسوف يقع دم أولئك ألنبياء والرسل جميعا على أبناء ذلك الجيل من اليهود الذى عاصر مجئ مخلصنا الذى عاصر مجئ مخلصنا ، لأنهم واصلوا إرتكاب جرائم آبائهم ، حتى أنهم لم يتورعوا ‘ن قتل المسيح نفسه حين جاء إليهم ، متحملين عواقب جريمتهم هذه بكامل رغبتهم ورضائهم ، إذ قالوا : " دمه علينا وعلى أبنائنا (متى 27: 25) ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس (1)“مِنْ دَمِ هابِيلَ ”.يشير يسوع إلى أول جريمة قتل متعمدة فعلها البشر في الكتاب المقدس، المدونة في ( تك 4: 8) (2) " إِلَى دَمِ زَكَرِيَّا الَّذِي أهكَ بَيْنَ الْمَذْبَحِ وَالْبَيْتِ ”. أشار يسوع إلى الحادثة المدونة في( 2 أخ 24 : 20- 22) هل قصد يسوع أن يختار مثلا (هابيل) من التكوين ، أول سفر في القانون العبري ، ومثلاً آخر (زكريا) ليظهر عداء اليهود ليس للأنبياء والمختارين فى شخصهم ولكن لكونهم ينطقون بوحيه وبتعاليمه وهذا القتل توج بصلب يسوع نفسه وهذه هى مشكلة اليهود (تث 9: 6 ، 7، 13، 24، 27) (تث 31: 27) سمعنا فى فى وسائل الإعلام الإسلامية المرئية والمسموعة أن للكعبة عدة أسماء وردت في القرآن وهي : 1. الكعبة : (سورة المائدة 5 الآية 97) 2. البيت : (سورة آل عمران 3الآية 96) (سورة آل عمران 3 الآية 97) 3. البيت العتيق : ( سورة الحج 22 الآية 29 ) (سورة الحج 22الآية 33) 4. البيت الحرام : (سورة المائدة 5 الآية 2) (سورة المائدة 5 الآية 97) 5. البيت المعمور : (سورة الطور 52الآيات 1 - 4) 6. البيت المحرم : (سورة إبراهيم 14الآية 37) يلاحظ أن أسماء الكعبة جميعها بها أسم "البيت" وفى نفس الوقت سمى العرب المسلمين أورشليم اسماء عدة أهمها "بيت المقدس أو " البيت المقدس " فمن أين أتت كلمة البيت ؟ والمفاجأة الكبرى أن كلمة "البيت" كلمة ذكرها يسوع المسيح بذاته ووردت فى ألإنجيل يقصد بها هيكل سليمان وهو قبلة اليهود وإليه تتجه صلاتهم فقال (لوقا 11: 51)"من دم هابيل الى دم زكريا الذي اهلك بين المذبح والبيت نعم اقول لكم انه يطلب من هذا الجيل. " المذبح الذى قصده يسوع هو مذبح القرابيين عند مدخل الهيكل بينما “بيت لله” يشير إلى مبنى الهيكل نفسه الذي كان فيه حجرتان الخارجية التي تُدعى “المقدس” والداخلية التي تُدعى “قدس الأقداس”. فأخذ العرب كلمة بيت وكلمة المقدس وهى حجرة فى البيت وأطلقوا على الأراضى المقدسة كلها بأسم بيت المقدس أى البيت الذى فيه حجرة المقدس أو البيت المقدس .. وقد أخذ الإسلام كلمة البيت (وكان البيت الذى هو هيكل سليمان فى أورشليم قبلة محمد رسول الإسلام والمسلمين قبل أن يطلب الصحابى عمر بن الخطاب من محمد رسول الإسلام أن تكون قبلتهم الكعبة) ثم اطلقوا أسم "البيت"على الكعبة سواء أكان ككلمة مفردة أو اضيفت لها كلمة أخرى وقد ترك الرب الإله الخالق هيكل أورشليم حسب قول المسيح : "هوذا يترك لكم بيتكم خرابا " (مت 23: 38) وفعلا خرب هذا الهيكل تيطس القائد الرومانى سنة 70 م وعندما أحتل المسلمون الأراضى المقدسة أقام مروان عبد الملك سنة 70 هـ على الخرائب قبة الصخرة على مكان الهيكل وقد زرنا قبة الصخرة ودخلناها وفيها مكانين الأول صخرة والمكان الثانى مغارة وغير معروف تاريخهما الحقيقى المذبح الذى قصده يسوع هو مذبح القرابيين عند مدخل الهيكل ، بينما “بيت لله” يشير إلى المبنى نفسه، الذي كان فيه حجرتان، الخارجية التي تُدعى “المقدس” والداخلية التي تُدعى “قدس الأقداس”. موت هابيل كان دليلاً على السقوط (انظر تك 3)، بينما موت زكرياً أظهر عدم تقديس اليهود للهيكل الذى حل فيه يهوه وفيما بعد سيتآمر قادة اليهود ويدفعون الشعب (الآيات لو 11: 53- 54) ليقتلوا يسوع صلبا |
تفسير (لوقا 11: 52) 52 ويل لكم ايها الناموسيون لانكم اخذتم مفتاح المعرفة.ما دخلتم انتم والداخلون منعتموهم
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس (1) “لأَنَّكُمْ أَخَذْتُمْ مِفْتَاحَ الْمَعْرِفَةِ ”. قادة اليهود الذى أعطاهم يسوع العهد القديم ليعرفوا أنه ("مفتاح المعرفة") تجاهلوا تماما النبوءات التى كتبت عنه وخاصة سفر أشعياء النبى وفاتهم معرفته والإعلان عنه ولكن عكس ما هو متوقع منهم ، أصبحوا قادة عميان قادوا الآخرين إبعماهم المتعمد باسم يهوه (مت 23 : 13) وغمى القيادة أدى إلى هدم الهيكل و إنهيار الأمة اليهودية لأن هؤلاء القادة عاشوا حياة متعجرفة غير نقية (مت 23: 13- 15) ومنعوا الناس من السعى وراء يسوع واشاعوا عنه أكاذيب شريرة ھ يسوع .. هو مفتاح الحكمة (1 كور 1: 18- 31) يسوع لديه مفاتيح الموت يسوع، ومثوى ألموات (رؤ 1: 18) يسوع هو النسل والوعد الحقيقيين لداود (انظر 2 صم : 7) (رؤ 3: 7) " |
تفسير (لوقا 11: 53) 53 وفيما هو يكلمهم بهذا ابتدا الكتبة والفريسيون يحنقون جدا ويصادرونه على امور كثيرة. أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي وهكذا فضح مخلصنا رياء الناموسيين معلمى الشريعة وصرح بما سيلاقونه جزاء شرهم ومكرهم ، ولا سيما انهم إحتكروا العلم بالشريعه وتعليمها وإحتفظوا بمفتاحها فى أيديهم ، فلم ينتفعوا هم بأحكام الشريعة وبما تتضمنه من تمهيد لدخول ملكوت السموات الذى يفتح بابه مخلصنا ، وحتى الذين أرادوا الإنتفاع بتلك ألحكام والدخول من ذلك الباب ، منعوهم من ذلك وحالوا بينهم وبينه بتعاليمهم المغرضة المضللة ، وبما ضربوه لهم وهم قادتهم من مثال سئ فى سيرتهم وسلوكهم ، فكانوا كما وصفهم مخلصنا حين قال لهم : " عميان قادة عميان ، والأعمى إذا قاد أعمى سقطا كلاهما فى حفرة (متى 15: 14) وهكذا فإن اولئك الناموسيين وغيرهم من ملعلمى الناموس الذين قادوا شعبهم اليهودى إلى تلك الحفرة التى ذكرها مخلصنا ، والتى هى هاوية الجحيم ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس (1) "ابْتَدَأَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ يَحْنَقُونَ جِدًّا" الكلمة الأولى ،deinoōs ، تعني باليونانية“مخيف"، “متّقد"، أو “فظيع” (مت 8 : 6) وردت أيضا فى الترجمة السبعينية بنفس المعنى فى ( أى 10: 16 & 19: 11) (2) " وهم يراقبونه" الكلمة الثانية enechoō ، تعني يراقبونه لكي يمسكوا عليه شكوى ويوقعوا به (مر 6 : 19) الغضب : والبغضاء خطيريين جدا عند عند قادة الدين عموما خصوصا أولئك الذين يستشيرهم الشعب ويفتون لهم لحل أسئلتهم الدينية ، الصدوقيين والفريسيين كليهما بدأوا فى الغضب مبكرا الذى وصل إلى ذروته في الأسبوع الأخير من حياة يسوع في أورشليم، بدأتا أبكر من ذلك بكثير (انظر مر 6 : 19) (لو 11: 53) هذا الغضب والبغضاء تسللت إلى نفوسهم نتيجة لإنتقاد يسوع الواضح والصريح لهم على الرياء والبر الذاتى والتغطرس والإستعلاء على الشعب وتطور الأمر عندهم فتآمروا فى النهاية على الرب وعلى مسيحه العنيدة المتصلّبة كان قد أثارھا انتقاد يسوع الواضح الصريح لھم على الرياء والبر الذاتي والتغطرس لديھم. (3) "يُصَادِرُونَهُ عَلَى أُمُورٍ كَثِيرَةٍ " . الفعل apostomatizoō أُستخدم الفعل يصادرونه في الأدب اليوناني المتأخر والكلاسيكي بمعنى الحفظ الصمّ أو تكرار ما قاله شخص آخر. وأُستخدم يصادرونه فى هذه الآية فقط في العهد الجديد. كما إنه لا يُستخدم في الترجمة السبعينية، بل يبدو أنه يدل على سلسلة أسئلة سريعة الغاية (سؤال بعد سؤال) ومن أشخاص كثيريين (عدة أسئلة يسألها أشخاص عديدين مرة واحدة) منها لبلبلته وعدم إعطاء يسوع فرصة للتفكير ملياً قبل الإجابة عليها يمسكوا عليه جواباً خاطئاً، فيستطيعون بذلك إدانته (الآية 54 ) كما .(26 : كان قد أدانھم بقوة شديدة. ولكنھم لم يجدوا إلى ذلك سبيلاً ( لو 20 : 26) |
تفسير (لوقا 11: 54) 54 وهم يراقبونه طالبين ان يصطادوا شيئا من فمه لكي يشتكوا عليه أولا : التفسير الروحى/ الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي وإذ سمع الكتبة والفريسيين تلك الأقوال التى وبخهم بها مخلصنا ، وصب الويلات على رؤوسهم ، حنقوا عليه حنقا شديدا ، وراحوا يلاحقونه بأسئلتهم فى كثير من امور سريعتهم عسلا أن يتصيدوا من فمه ومتربصين له لكلمة يتهمونه فيها بمخالفة تلك الشريعة ، فيشتكونه بسببها إلى الرؤسائ ليقبضوا عليه ويقضوا بقتله ، وقد كان هذا هو هدفهم الدائم الذى يسعون إليه فى غير هوادة ولا توقف حتى يحققوه ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس (1) “أَنْ يَصْطَادُوا شَيْئًا مِنْ فَمِهِ ”. تعني حرفياً “يصطاد حيوانات برّية”. كان يسوع قد صار مشكلة فكرية عويصة بالنسبة لقادة اليهود وكانوا يشعرون بوجوب إقصائه أو التخلّص منه ( لو 20 : 20) لكي يحافظوا على رئاستھم وقيادتهم وثقة اليهود فى تعليمهم وقتاويهم |