هذه الجزء من كتاب الخريدة النفيسة فى تاريخ الكنيسة للأسقف الأنبا أيسذورس - الجزء الأول ص 288 - 289
**********************************************************************************************
وكان الأمبراطور يعرف من قبل شيخاً جليلاً وقوراً من رؤساء الكهنة ( أسقفاً ) أسمه أرسيوس أسقف قرطبة من بلاد أسبانيا , وكان هذا الأسقف أعترف بالأيمان (1) فى أضطهاد مكسيمانس أمبراطور الغرب , فطلب منه الأمبراطور أن يحضر ومعه بعض الأساقفة بشأن النزاع والخلافات القائمة , فإستقر الرأى على أن يذهب أوسيوس إلى الأسكندرية ليتوسط فى أمر الصلح بين البابا ألكسندروس والهرطوقى آريوس وأعطاه الأمبراطور رساله منه إلى البابا ألكسندر ورسالة أخرى إلى آريوس يأمر كلا منهما بالصلح .
وعندما ذهب المندوب والمبعوث الإمبراطورى الأسقف أوسيوس إلى ثغر ( ميناء ) الأسكندرية وسعى مع بعض الآباء فى طريق الصلح ولكنه لم ينجح لأنه وجد القطع قد أزداد تمزقاً والشرخ قد أتسع والهرطقة زادت وأنتشرت وأن آريوس لم يتراجع عن هرطقته منذ أيام جلوس البابا بطرس الشهيد , فقفل راجعاً إلى ألمبراطور ولم يذهب إلى آريوس , وأخبرة بحقيقة الوضع فى المنطقة .
وبعد عدة مناقشات أشار بعض الأساقفة على الإمبراطور بضرورة عقد مجمع عام من رؤساء كهنة الأمبراطورية لحسم هذا النزاع والأتفاق على فض الخلاف , كما يمكن فى عند عقد المجمع حل مشكلات أخرى منها : الخلاف على عيد الفصح , والخلاف على معمودية الهراطقة .
فقبل الأمبراطور بهذا الرأى وأرسل منشوراً فى الحال إلى أساقفة بلاد أمبراطوريته يدعوهم به للحضور , وأمر لهم بسفن يركبونها على نفقته , وأختار مدينة نيقية مكان المجمع , فحضر بعد وقت وجيز 318 أسقفاً منهم :
البابا أسكندر وشماسه أثناسيوس , ومكاريوس أسقف أورشليم , وأسطاسيوس أسقف أنطاكية , وأوسيوس المعترف أسقف قرطبة , وبفنوتيوس المجاهد أسقف الصعيد الذى كان الإمبراطور يدعوه مراراً إلى بلاطه ويستلذ بكلمات النعمة الخارجة من فمه وأقوال الحكمة التى يتفوه بها , وحضر "يعقوب" أسقف نصيبين مجمع نيقيا المنعقد سنة 325 للميلاد، وكان أقرب تلامذته اليه مار افرام السرياني .
أما سيلبسترس أسقف روما فلم يتمكن من الحضور لكبره فى السن وأمراض الشيوخه التى نالت منه ولكنه أرسل نيابه عنه كاهنين هما وتن وويكنديوس .
وكان قد حدث قبل أنعقاد أول جلسة للمجمع عدة محاورات ومجادلات بين الطرفين حزب الأرثوذكسيين وحزب آريوس , وكان أكبر مناضل عن الأيمان المستقيم هو أثناسيوس رئيس شمامسة الأسكندرية , الذى أشتهر بالفصاحة والبلاغة ودقة المعنى وسداد الرأى وقوة الحجــة وشدة التقوى والنسك والتمسك بالمبادء الإيمانية الصحيحة وعنده معرفة بالتقليد المسلم , لأجل هذه المواهب منحه المجمع حق الحضور إلى جلساته والإنابة عن أسقفه البابا ألكسندر الذى كانت شيخوخته تعيقه عن القيام بفروض كثيرة .
حــــزب آريوس :
وحضر من أتباع آريوس وحزبه الهرطوقى أسقف نيكوميديا , وثاوغنس مطران نيقيا , ومارس مطران خلقيدونيا , ومعهم عشرة فلاسفة .
حاضرين آخرين
وحضر عدا هؤلاء العديد من الكهنة والشمامسة ومن العامة من الشعب بعضهم حضر خصيصاً لمشاهدة هذا الحدث والبعض الآخر للتأييد أحد الحزبين .
*********************************
المــــراجع
(1) المعترف هو المسيحى الذى يقبض عليه ويعذب لينكر الإيمان ولكنه لم يستشهد ويطلق سراحة لأى سبب