Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

جلسات مجمع نيقيــــة 

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
البابا أسكندر وآريوس
ما قبل نيقية
موضوعات مجمع نيقية
مناظرة أثناسيوس وآريوس
جلسات مجمع نيقية
رسالة مجمع نيقية بخصوص قراراته
القرار الأول لمجمع نيقية
قوانين مجمع نيقية
أثناسيوس ومجمع الأسكندرية
المسيح الإله والأبن
أسماء الاباء الأساقفة 318 ج1
New Page 4485

 

**********************************************************************************************

هذه الصفحة من كتاب الخريدة النفيسة فى تاريخ الكنيسة للأسقف الأنبا أيسذورس - الجزء الأول ص 289 - 293

**********************************************************************************************

أجتمع جميع الأساقفة وألأمبراطور والكهنة والشمامسة الشعب المدعوون  فى قاعة متسعة بساحة القصر الملكى حيث أعدت لهم كراسى , وأعد كرسى من ذهب للأمبراطور وضع فى المكان الرئيسى فى القاعة وعدما دخل الأمبراطور لم يشأ أن يجلس على الكرسى المذهب وسط هؤلاء الأساقفة والرهبان المتقشفين بل جلس عفى كرسى آخر فى طرف القاعة حتى طلبوا منه أن يترك مكانه ففعل وقادوه إلى صدر القاعة حيث جلس على الكرسى الذى أعد له من قبل , ثم جلس ألاباء الأساقفة عن يمينه ويساره , أما الجمهور فقد جلسوا أو وقفوا على جانبى القاعة , وذكر بعض المؤرخين ان الرئيس كان أوسيوس أسقف قرطبة فى بلاد أسبانيا , وقال مؤرخون آخرون أنما أسقف غيره  , ولما جلس الأمبراطور وسمح للباقيين بالجلوس فى أماكنهم , وقف يوسابيوس القيصرى أسقف قيصرية المؤرخ المشهور مؤلف كتاب تاريخ الكنيسة , وأرتجل خطاباً رحب به بقدوم المبراطور وتشريفه للمجمع وشكر محيته وسعيه نحو صالح الكنيسة .

وفتحت الجلسات وتوالت وتميزت الجلسة الأولى بقيام الأمبراطور بإعطاء الحرية التامة للمناقشات فى أمر الإيمان المسيحى , ولكن بشرط أن يتفق الأساقفة المجتمعين على رأى واحد , وكان الأمبراطور على ثقة أن الأساقفة أقيموا من الرب الإله لقضاء أمور العقيدة المسيحية , وإن أتفاقهم وإجماعهم على رأى واحد هو صوت الرب الإله فى البيعة ( الكنيسة ) .

وبدأت المناقشات وأستمر الجدال فى الجلسة الأولى وأنفضت الجلسة على غير طائل وبلا نتيجة .

وفى اليوم التالى قدم آريوس صورة إيمان مكتوبة على ورقة كلها تجديف , فكلف المجمع أحدهم بقرائتها عليهم  وكانت كلها هرطقة وتجديف , وبعد أن قرأت أمر المجمع بتمزيقها قطعاً , فهاج حزب آريوس , وأحدث أضطراباً شديداً , مما أضطر القيصر بأن يستخدم شيئاً من قوته لتسكينه هو وأتباعه .

ثم أستمرت المناقشات بعد ذلك لمدة طويلة فى جلسات متتالية , وفى النهاية قرر مجمع نيقيا المكون من 318 أسقفاً وفقاً لتعليم الكتاب المقدس أن :-

*** المسيح هو أبن الآب حقاً , وأنه مساو للآب , وإله حق مع أبيه دائماً .

ووافق حزب الأريوسيين على هذا القرار , ولكن علم الحاذقون والحكماء من الأساقفة أن هذه الموافقة لا تخلوا من خداع ونفاق فهم يتلونون كالحية , وأن هذا القرار لا يناقض ضلالهم إذا وافقوا به فى المجمع : عن وحدة الطبيعة الإلهية وعدم أنقسامها ومساواة المولود لوالده فى الألوهية والأزلية بلفظة " المساوى بالجوهر " فصارت العبارة الأخيرة فيما بعد تميز القويمى الرأى والمستقيمى الإيمان عمن سواهم ثم كتب المجمع دستور أو قانون الإيمان (1)

وقد أدان هذا المجمع تعاليم أريوس ووقعوا على هذا القرار الإلهى جميع أعضاء المجمع بدون إجبار وعن رضى تام وقبول وإرتياح , ما عدا قلة قليلة من حزب آريوس الهرطوقى قطعوا من خدمتهم ودرجاتهم الكهنوتية وحرموا , وكتب قرار بإبعادهم ونفيهم فنفذ الأمبراطور هذا القرار , وحرم أسقف نيقوميدية أوسابيوس مع ثلاثة أساقفة أخرين لتأييدهم لتعاليم أريوس , ولكن أوسابيوس وأسقف آخر أسمه ثاوغنس المنفيين فبعد أن كرس (أقام) المجمع بدلاً منهما فى كراسيهما وسارا مسافة فى طريق النفى ندما ورفعا صورة توبتهما إلى المجمع برجوعهما عن أفكار آريوس فقبلا توبتهما وردهما المجمع إلى كراسيهما , وأرسل الأسقفين اللذين رسمهما بدلهما إلى أيبروشيتين أخريين .

 أما أريوس فأنه فى البدء أُرسل إلى نيقوميديا مكبلاً بالقيود، ثم نفى بعد ذلك إلى الليريا… ألا أنه على الرغم من هذه التدابير فإن هذه المحاولة للتهدئة لم تنجح، لأن أصدقاء أريوس أستمروا فى نشر مبادئه وتعاليمه… ولذا أقتنع قسطنطين –

بواسطة العناصر المهادنة للأريوسية والمحبة لها، وتأثر بهم. مما جعله يستدعى أريوس من منفاه عام 327. وبعد تحريض من أسقف نيقوميديا عرضوا صيغة إعتراف إيمان على الأمبراطور أخفوا عنه فيها. حقيقة عقيدة أريوس، وكانت كنيسة نيقوميديا قد وافقت على هذه الصيغة فى المجمع الذى عقد بها.

إلا أن الأرثوذكسيين فى مصر لم يجبروا على منح أريوس العفو. حتى أن الكسندروس أسقف الأسكندرية وأثناسيوس الذى خلفه لم يقبلاه فى الاسكندرية.
ولم يرغب قسطنطين حينئذ أن يؤزم المسائل أكثر بأن يفرض على أسقف الاسكندرية – بأن يقل أريوس. بل أنه فى الواقع عندما طلب أنصار أريوس من الأمبراطور – برسالة محررة بلهجة شديدة – أن يتدخل لأجل تأمين عودة أريوس إلى الاسكندرية، غضب قسطنطين وأعاد أدانتهم بمرسوم آخر أسماهم فيه "بالبورفوريين" أى أنهم مشايعون لتعليم "بورفيريوس"(2).
وبعد وساطات متعددة غيروا مرة أخرى من مشاعر قسطنطين ورحل أريوس إلى القسطنطينية حيث أعترف بالإيمان الأرثوذكسى أمام الأمبراطور وتمسك بأن يصير مقبولاً بطريقة رسمية على نطاق أوسع بالكنيسة. إلا أن الأمر بتحديد موعد بقبوله فى كنيسة القسطنطينية قد تلاشى نهائياً، إذ أن أريوس سقط ومات فى مرحاض عام فجأة ليلة الموعد المحدد لقبوله(3).

***********************************************************************************************************

  وعند عرض قانون الإيمان والاناثيما ( الحـــرم على آريوس وأتباعه ) على المجمع، وافق عليهما 315 من أصل 318 أسقفا. والأساقفة الذين رفضوا التوقيع هم: يوسابيوس أسقف نيقوميديه وثيوجنيوس أسقف نيقيه وماريس أسقف خلقيدونيه. ولكن عندما أعلن الامبراطور قسطنطين أن من يخالف قرارات المجمع سوف يتعرض للعزل من منصبه، وافق ماريس على اعتماد قانون الإيمان والحرمان، في حين قبل يوسابيوس وثيوجنيوس التوقيع على قانون الإيمان فقط في حين رفضا التوقيع على الاناثيما. ثم أصدر قسطنطين مرسوما بحرمان معتقدات اريوس وبحرق كتبه

وعند نهاية مجمع نيقيه المسكوني، كتب الأساقفة المجتمعون رسالة لكنيسة الاسكندريه وأرسلوها مع البابا الكسندروس لقراءتها عند عودته لمصر، ونص الرسالة كالآتي:
"إلى كنيسة الاسكندريه المقدسة والعظيمة بنعمة الله، وإلى أخوتنا الأحباء في مصر وليبيا والخمسة المدن الغربية، الأساقفة المجتمعون في نيقيه والأعضاء في مجمعها المقدس العظيم يسلمون عليكم في الرب.
بنعمة الله وبدعوة من قسطنطين الأمير المحبوب من الله اجتمعنا من أقاليم ومدن مختلفة في نيقيه لتكوين مجمع مقدس وعظيم. وقد قررنا ضرورة إرسال هذه الرسالة إليكم من قبل المجمع حتى تعرفوا الأمور التي عُرضت على المجمع والمباحثات والقرارات والاعتمادات التي توصلنا إليها.
في البداية وتحت أعين امبراطورنا قسطنطين المحبوب من الله ناقشنا عقيدة اريوس المنحرفة والغير مستقيمة، وقد قررنا بإجماع الآراء حرمان هذه المعتقدات واعتبارها اناثيما.
كما نعلن لكم بكثير من السرور أننا قد توصلنا لاتفاق على موعد احتفالات عيد القيامة، وأنه بفضل صلواتكم تم التوصل لوحدة بين كل المسيحيين في هذا الشأن.
افرحوا إذن لما تم التوصل إليه ولحكم السلام والمودة ولاندحار الهرطقات. واقبلوا بكل الإكرام والمحبة اللائقيّن أخينا وأسقفكم الكسندروس، الذي عمل بكل مثابرة رغم تقدم سنه على انتصار السلام.
وأخيرا، صلوا من أجلنا جميعا، حتى يقبل ربنا يسوع المسيح ويدعم الأمور التي أرتأيناها جيدة، والتي قضينا بأنها أعتُمدت بإرادة الله الآب ومن خلال الروح القدس، الذي له المجد إلى أبد الآبدين. آمين"

==================

المــــــــــــــــــــــراجع

(1) أفردنا صفحتين بقرارات مجمع نيقية فى هذا الموقع .

(2) التاريخ الكنسى لسقراط (9:1) بوفيريوس هو أحد فلاسفة "الافلاطونية الجديدة" الوثنيين قرب نهاية القرن الثالث. هاجم المسيحية بعنف وخاصة هاجم ألوهية المسيح (المعرب).

(3) الرسالة الدورية إلى الأساقفة بقلم أناسيوس 5:18
فيما يلى جزء من كتاب الـتـاريـخ الـكنسـى" للمؤرخ سُقراتيس سكولاستيكوس (ق4م) عـن الفترة 306م - 43 ترجمهُ من اليونانية إلى الانجليزية ايه. سى. زينوس - تعريب الدكتور الأب/ بـولا ساويرس  - مراجعة نيافة الحَبْر الجليل الأنبا/ إبيفانيوس اسقف ورئيس دير الأنبا مقار -

الكتاب الأول: الفصل السابع
(قنسطنطين يحزن من القلاقل بين الكنائس. يرسل هوسيوس الاسبانى إلى الأسكندرية. حضه لآريوس والكسندروس على المصالحة والوحدة)
(1/7/1) وعندما أُحيط قنسطنطين عِلما بهذا القلق، حزن بشدة واعتبر الأمر كسوء حظ له شخصيا. واجتهد فى الحال بفحص هذا النزاع الذى اضطرم، وأرسل رسالة إلى اريوس والكسندروس بيد شخص موثوق فيه يدعى هوسيوس Hosiusالذى كان اسقف كوردوفا([42]) Cordova بأسبانيا. فلقد احب الإمبراطور هذا الرجل جدا وكرَّمه بأكثر تقدير. ولن يكون فى خارج محله أن نورد هنا جزءًا من خطابه. فالخطاب كله قد أورده يوسيبيوس [القيصرى] فى كتابه "حياة قنسطنطين"([43]):
(1/7/2) "المنتصر([44]) قنسطنطين مكسيمم أوغسطوس إلى الكسندروس وآريوس.
لقد علِمتُ بجدلكم الحالى الذى نشأ عندما سألتَ يا الكسندروس كهنتك عن فكر كل واحدٍ بخصوص فقرة معينة غامضة فى الكلمة المكتوبة([45])، أو بالأحرى عن موضوع لا يصح مناقشته. فعبَّرت يا اريوس بإندفاع عن وجهة نظر ما كان ينبغى بتاتا أن تُقال، أو إن وردت على خاطرك كان ينبغى وأدها فى صمت. وإذ ثار هذا النزاع بينكما أنكرتما شركة التناول، وانشق الشعب المقدس إلى فريقين وابتعدوا عن اتساق الجسد الواحد. لذلك فليُظهِر كل منكما الاعتبار للآخر، وأن يُصغى إلى وعظ شريكه فى الخدمة وأى مشورة يُقدمها، فليس من الفطنة أن تُثَار مثل هذه المسألة أولا، ولا أن يُرَّد على سؤال مثل هذا عندما يُطرَح. لأن ادعاء عدم وجود ناموس يتطلب فحص مثل هذه الموضوعات، هو نقاش فارغ ناجم عن مناسبات تسلية لا طائل لها. وحتى إن كان من أجل تدريب الملكات الطبيعية لنا، إلاَّ أنه كان ينبغى أن نحصرها فى فكرنا، وألاَّ نعرضها بعدم حرص فى الاجتماعات العامة. ولا أن نطرحها على مسامع كل شخص بعدم اكتراث.
ففى الحقيقة ما أقل أولئك الذين يستطيعون شرحها بدقة أو فهمها بالتدقيق، فهى أمور عميقة وواسعة جدا. وحتى إذا أُعتُبِر شخص ما أنه قادر على تناول مثل هذا الأمر بشكل مُرضِى، فكم من الناس سينجح فى اقناعهم؟. أو من ذا الذى سيقع فى شراك هذه الأبحاث بدون خطر الزلل فى أخطاء؟. لذلك صارت مثل هذه الموضوعات بالنسبة لنا ثرثرة، لئلا نكون غير كفاة بسبب ضعف الطبيعة البشرية لشرح المسائل المطروحة، أو أن الفهم الضعيف للعامة يجعلهم غير قادرين على الإدراك بوضوح لذلك المطلوب تعليمهم إياه. وفى حالة إحدى هذه الضعفات ينهمك الناس إما فى تجديف وإما فى شقاق.
لذلك فليسعَ كل منكما إلى طلب الغفران عن السؤال غير المحترص وعن الإجابة غير المعتبرة. فلا علة للخلاف الذى اندلع بينكما يشهد لها الناموس بأى نحو من الأنحاء، ولا يتعين إدخال هرطقة جديدة بشأن عبادة الله. ولكن ليكن لكما نفس المفاهيم فى هذه النقاط التى هى قانون الإيمان. وعلاوة على ذلك بينما تتنازعان فى أمور زهيدة وغير مهمة ليس من المناسب لكما أن تتهما العديدين من رجال الله لأنكما انقسمتما فى الرأى، ولا يجب أن يكون هذا، فهذا غير قانونى.
ولكى ما أذكركما بواجبكما بمثال من نوع أدنى فإننى أقول: أنتما تعلمان أنه حتى الفلاسفة([46]) وهم ينضوون كلهم فى طائفة واحدة، يختلفون مع ذلك فيما بينهم فى بعض النقاط، أو النظريات. ولكن على الرغم من أنهم يختلفون فى فروع المعرفة الأعلى إلا أنهم لكى ما يظلوا متحدين فى جسم واحد، يظلون متفقين على الاندماج. والآن، إذا كان ذلك يتم بينهم، فكم بالأحرى، أنتما اللذان أُعتبُرتما خدام الله الحى، أن تكونا بإتفاق فى أمور دينية كهذه.
لكننا دعونا إلى فحص بأكثر تدقيق وبإنتباه شديد لما قد تقرر بالفعل. وما إذا كان من الصواب بسبب نزاع زهيد وتافه بينكما بشأن كلام، أن يقوم الإخوة ضد بعضهما بعضا، وتنفصم الشركة المكرمة بنزاع غير مقدس من خلال جدالنا مع بعضنا بسبب هذه الأمور غير المهمة، وليست بجوهرية بأى حال من الأحوال. هذه المشاجرات مبتذلة، وتتسم بالأحرى بعدم فطنة، عن الفكر الملائم للكهنة والفطناء. ينبغى علينا أن نبتعد فى الحال عن تجارب الشيطان فقد وهبنا كلنا الله العظيم مخلص الجميع نوره. اسمحوا لى أنا الخادم، تحت عنايته، أن أدعوكم أنتم شعبه بحرارة إلى العودة إلى إتحاد الشركة. لأنه كما قلتُ مادام لكما إيمان واحد ومفهوم واحد بشأن الدين، ولمَّا كانت وصايا الناموس فى سائر أجزائه تربط الجميع بنفس واحدة، فليبعد الاختلاف فى الرأى ذلك الذى أثار النزاع بينكما وأدى بلا سبب إلى الشقاق، حتى لا يؤثر ذلك على الناموس ككل.
إننى أقول هذا لا كمن يجبركم على رؤية مماثلة بالضبط لموضوع الجدل الزهيد هذا، أيا كان، إذ أن كرامة الشركة ستُحفظ بلا تأثر ونفس الإخوة مع الجميع ستظل مصونة حتى لو كان بينكما بعض الخلاف فى الرأى فى أمور ليست هامة. لأننا بالطبع لا نرغب جميعا نفس الشىء فى كل الأمور، ولا هناك طبيعة غير متغيرة أو معيار حكم ثابت فينا. لذلك، ليكن هناك ايمان واحد بشأن العناية الإلهية، ومفهوم واحد وعهد واحد للألوهية. ولكن هذه الاستفسارات الدقيقة التى تثيرونها فيما بينكما بهذا الشكل الدقيق، حتى إذا لم تكونا فى اتفاق واحد بشأنها، فلتكن فى نطاق تأملاتكما الخاصة، وفى مخادع أذهانكما. وليكن رباط الصداقة غير المنفصم والمختار، والإيمان بالحق، والإكرام لله، والمراعاة التقوية للناموس دائما بينكما بلا اهتزاز. أعيدا الصداقة والنعمة المتبادلة، ورُدَّا للشعب الألفة المعتادة ولأنفسكما أيضا. واعترفا لبعضكما بعضا بقوة لتطهير نفسيكما، لأن الصداقة تصير أحلى بعد إزالة العداوة. وبهذا تردان لى الأيام الهادئة، وتخلو الليالى من الهم، ويكون لى أنا أيضا بعض المسرة بالنور النقى المحفوظ والمحبة الخالصة خلال بقية حياتى. وإلاَّ سأضطر إلى النواح وذرف الدموع، ولا تبقى لى راحة فى وجودى على الأرض، لأنه إذ ينفصل شعب الله (أعنى شركائى فى الخدمة) عن بعضهم بعضا بهذا النزاع غير التقوى، فكيف يكون لى حفظ الهدوء المعتاد؟. ولكن لكى تكون لديكما فكرة ما عن شدة الحزن الذى لدىَّ بسبب هذا الخلاف غير السعيد اصغيا إلى ما سأقرره.
عندما وصلتُ إلى نيقوميديا كان فى نيتى التوجه إلى الشرق فى الحال، ولكن بينما أنا اتعجل الذهاب إليكم وقطعت مسافة معتبرة من طريقى غيَّرت هذه الأمور كلها من عزمى لئلا أكون مضطرا لأن أرى بعينى حالة تلك الأمور التى بالكاد استطعتُ أن أتحمل سماع التقرير عنها. فإفسحا لى الطريق بتصالحكما من جديد للوصول إلى الشرق الذى عرقلتموه بنزاعكما مع بعضكما بعضا. ودعونى ألتقى بسرعة بكما وبكل الشعب بإبتهاج معا لكى ما أقدم لله الشكر الواجب عن الانسجام العام والحرية لسائر الأطراف المصاحبة للإتفاق الودى معا بفضلكما".
*****
المراجع
فيما يلى جزء من كتاب الـتـاريـخ الـكنسـى" للمؤرخ سُقراتيس سكولاستيكوس (ق4م) عـن الفترة 306م - 43 ترجمهُ من اليونانية إلى الانجليزية ايه. سى. زينوس - تعريب الدكتور الأب/ بـولا ساويرس  - مراجعة نيافة الحَبْر الجليل الأنبا/ إبيفانيوس اسقف ورئيس دير الأنبا مقار -

الكتاب الأول: الفصل الثامن
(مجمع نيقية ببيثِنية. وقانون الايمان الصادر منه)
(1/8/1) هكذا احتوت رسالة الإمبراطور على المشورة الحكيمة والجديرة بالإعجاب. ولكن الشر كان قد استفحل للغاية ضد وعظ الإمبراطور وسلطة حامل الرسالة معا. لأنه لا الكسندروس ولا اريوس قد خضع لهذه المناشدة([47]). وكان هناك أكثر من ذلك، شغب وجلبة بين الشعب.
(1/8/2) وكان هناك مصدر محلى آخر للنزاع كان قد سبق ذلك، مما سبب أيضا نزاعا بين الكنائس، وهو النزاع بشأن الفصح الذى كان يجرى فى مناطق الشرق فقط. وهذا النزاع نشأ من الرغبة فى جعل عيد الفصح أكثر اتفاقا مع اليهود، بينما فضل آخرون الاحتفال به حسب اسلوب سائر المسيحيين فى كل انحاء العالم([48]). ومع ذلك هذا الاختلاف لم يتدخل فى الشركة بينهم على الرغم من أن بهجتهم المتبادلة قد تعوقت بالضرورة.
(1/8/3) لذلك عندما وجد الإمبراطور أن الكنيسة قد تطوحت بهذين السببين دعا إلى مجمع عام وأرسل رسائل يستدعى سائر الاساقفة لمقابلته فى نيقية ببيثينية([49]) Bithynia. وبناء عليه اجتمع الاساقفة من سائر المقاطعات والمدن العديدة.
(1/8/4) وقد كتب يوسيبيوس بامفيليوس بخصوصهم ما يلى بالنص فى كتابه الثالث من "حياة قنسطنطين":
ولذلك دُعى خدام الله الأتقياء جدا من كل الكنائس التى تملأ اوربا وافريقيا وأسيا. وامتلأ مبنى مقدس واحد، كما من الله، فى نفس المناسبة بالسوريين والكيليكيين والعرب والفلسطينيين وبالإضافة إلى هؤلاء المصريين والطيبيين والليبيين والذين أتوا من بلاد ما بين النهرين. وفى هذا المجمع كان حاضرا أيضا اسقف بارثيا([50])Persia، ولم يتخلف عنه الاسقف الاسكيثى([51]). كذلك كان حاضرا اساقفة بونطس وغلاطية وبامفيليا وكبادوكيا وأسيا وفريجية. وإلى جانب هؤلاء إلتقى هناك التيراقيون([52]) والمقدونيون والآخائيون والايبيريون([53]) وحتى أولئك الذين يقطنون الأماكن الأبعد من هذه. كما شغل مقعد الاسبانيين أكثرهم تقوى. غير أن أسقف prelate المدينة الإمبراطورية([54]) كان غائبا لشيخوخته، ولكن بعضا من كهنته قد حضروا وشغلوا موضعه.
لقد كان هذا التاج رباط السلام الذى لم يكرسه الإمبراطور قنسطنطين وحده للمسيح مخلصه كتقدمة شكر مستحقة لله من أجل انتصاره على أعدائه مستهلا هذا الاجتماع الرسولى([55]) لأنه كان بينهم، قيل، رجال أتقياء من كل أمة تحت السماء بارثيين وماديين وعيلاميين وأولئك المقيمين فى بلاد ما بين النهرين واليهودية والكبادوكية وبونطس واسيا وفريجية وبامفيلية ومصر وجزء من ليبيا التى هى ناحية قيرين[أو سيرين] وأيضا من روما غربا. يهود ودخلاء مع كريتيين وعرب.
ومع ذلك كان هذا المجمع أدنى من ناحية أخرى وهى أنه لم يكن كل المجتمعين خداما لله. فبينما كان الاساقفة المجتمعون فى هذا المجمع يجاوز عددهم الثلاثمائة فى العدد([56])، كان الكهنة والشمامسة والأتباع([57]) الآخرين الحاضرين عددا لا يُحصى.
وكان البعض من خدام الله هؤلاء متميزين بحكمتهم والبعض الآخر بصرامة حياتهم واحتمالهم الصبور [للإضطهاد]([58]). وجمَع آخرون كل هذه السمات المتميزة فى اشخاصهم، والبعض كان مكرما لتقدمه فى العمر، وآخرون كانوا يتسمون بالشباب وتوقد الذهن، وآخرون كانوا قد اندرجوا توا فى السلك الخدمى. وعيَّن الإمبراطور لكل هؤلاء جميعا مؤونة يومية وفيرة من الطعام.".
(1/8/5) هكذا كان وصف يوسيبيوس لأولئك الذين التقوا فى هذه المناسبة. وإذ أنهى الإمبراطور هذا الاحتفال الوقور بإنتصاره على ليسينيوس حضر أيضا بشخصه إلى نيقية.
(1/8/6) وكان من بين الاساقفة([59])، شخصيتان مكرمتان للغاية هما بافنوتيوس([60]) اسقف طيبة العليا، واسبيريدون Spyridonاسقف قبرص([61]). لماذا يتعين علىَّ أن اشير إلى هذين الشخصين بصفة خاصة، ذلك ما سأدونه فيما بعد.
كذلك كان حاضرا أيضا كثيرون من العلمانيين([62]) ممن تمرسوا على فن المنطق([63])، وكان كلٌ منهم تواقا للدفاع عن رأى حزبه.
(1/8/7) وقد دعم يوسيبيوس النيقوميدى كما قلنا رأى اريوس وكان معه فى ذلك ثيوجنيس Theognisوماريس Maris. وأولهما كان اسقفا لنيقية، وثانيهما كان اسقفا على خلقيدون([64]) فى بيثينية، وهؤلاء عارضهم بشدة اثناسيوس الشماس بكنيسة الاسكندرية الذى كان محل تقدير كبير من الكسندروس الاسقف، وكان لهذا السبب محل حسد شديد كما سنرى فيما بعد.
(1/8/8) والآن وقبل الاجتماع العام للأساقفة بوقت قصير تركزت المداولات على الإعداد المنطقى للقضايا لعرضها على الجمهور. وعندما انجذب الكثيرون لأحاديثهم، وبخ أحد العلمانيين وكان من "المعترفين"([65]) وليس له فهم سوفسطائي هؤلاء العلمانيين قائلا لهم ان المسيح ورسله لم يعلمنا الجدل ولا الفن ولا المكر الباطل، ولكن بساطة الذهن المحفوظ بالإيمان والأعمال الصالحة.
(1/8/9) وعندما قال هذا أُعجِب جميع الحاضرين بالمتكلم واقتنعوا بعدالة ملاحظته. وأظهر المتنازعون أنفسهم بعد سماعهم لعبارات الحق الصريحة هذه درجة أكبر من الاعتدال.
(1/8/10) وفى اليوم التالى، اجتمع سائر الاساقفة معا فى مكان واحد. وسرعان ما وصل الإمبراطور بعدهم ووقف فى وسطهم، ولم يشأ أن يشغل مقعده إلى أن أبدى الاساقفة رغبتهم بإنحنائهم لكى يجلس. هكذا كان احترام وتوقير الإمبراطور لهؤلاء الرجال.
وعندما ساد الصمت الملائم لهذه المناسبة، بدأ الإمبراطور من مقعده يحضهم على الوحدة والانسجام، ويطلب من الجميع أن يضع كل منهم جانبا احساساته الخاصة.
(1/8/11) لأن كثيرين منهم كانوا قد قدَّموا للإمبراطور فى اليوم السابق عرائض اتهامات ضد بعضهم بعضا. ولكنه وجه اهتمامهم نحو الموضوع الذى أمامهم والذى من أجله قد اجتمعوا، آمرا بحرق هذه العرائض ملاحظا فقط أن المسيح قد أمر ذاك الذى طلب المغفرة أن يغفر هو لأخيه. وعندما أصر بشدة على تحقيق السلام والانسجام، كرَّس ثانية اهتمامهم نحو الفحص الدقيق للمسائل محل التداول.
(1/8/12) ولكنه من المفيد أن نسمع ما يقوله يوسيبيوس فى هذا الصدد فى كتابه الثالث من "حياة قنسطنطين"، ففيما يلى كلامه:
"لقد عُرِضت موضوعات متنوعة من كل طرف وأثيرت مجادلات كثيرة منذ البداية وأصغى الإمبراطور إلى الجميع بصبر واهتمام، مقدرا بإجتهاد وبلا ملل كلَّ ما قد قُدِّم. فكان يؤيد من ناحية، الأحكام التى تصدر من أىٍ من الطرفين ويلّطف بالتدريج من عنف المعارضة المستمرة لكل منهما، مصالحا كل منهما بلطفه ووداعته([66]). وكان يخاطبهم باليونانية لأنه لم يكن غير ملم بها. ولذا كان فى ذات الآن مقنعا ولذيذا، وترك اقتناعا فى أذهان البعض وساد على الآخرين بالمناشدة. لقد مدح الذين تكلموا حسنا، وحث الجميع على الإجماع. وأخيرا نجح فى جعلهم متماثلين فى الحكم، ومتفقين فى كل نقاط موضوع الجدل، لدرجة أنه لم يكن هناك فقط وِحدة فى الاعتراف بالإيمان، ولكن أيضا اتفاقا عاما على وقت الاحتفال بعيد الخلاص([67]). وأكثر من ذلك، تم التصديق على العقائد التى كانت محل قبول عام، بتوقيع كل أحدٍ عليها."
(1/8/13) هذه هى شهادة يوسيبيوس بنص كلامه بشأن هذه الأمور والتى تركها لنا كتابة. ونحن لم نستخدمها على نحو غير ملائم، ولكننا اتخذنا ما قد قاله كسندٍ وأدرجناه هنا من أجل أمانة هذا التاريخ. ومن أجل هذا الغرض ذاته وهو أنه إذا أدان أحدٌ الايمان المعلن فى مجمع نيقية هذا، فعلينا ألا نتأثر به. وألاَّ نثق فى حكم سابينوس المقدونى([68]) الذى نعت أولئك الذين اجتمعوا هناك بالجهل والسذاجة.
(1/8/14) لأن سابينوس هذا الذى كان اسقفا للمقدونيين، قد جمع قرارات مجامع اساقفة عديدة، وتناول تلك الصادرة فى مجمع نيقية على وجه الخصوص بالإزدراء وعدم الاكتراث غير مدرك أنه بذلك يجعل يوسيبيوس نفسه جاهلا، ذاك الذى قدَّم اعترافه بعد تدقيق وثيق. وفى الحقيقة، لقد ترك([69]) بعض الأمور بإرادته، وحرَّف البعض الآخر، ثم قدَّم فى آخر المطاف توليفة حسب أرائه الخاصة. ومع ذلك نعت يوسيبيوس بامفيليوس كشاهد موضع ثقة، ومدح الإمبراطور بوصفه قادرا على إقرار العقائد المسيحية. ولكنه استمر فى دمغ [صيغة] الايمان المعلنة فى نيقية بأنها صادرة عن أشخاص ساذجين وجهلاء، وهم بوصفهم هذا ليسوا فطنين فى الموضوع.
(1/8/15) وهكذا يشجب كلام الرجل الذى نعته هو نفسه بالحكيم والشاهد الصادق، لأن يوسيبيوس يُعلِن أن خدام الله الذين كانوا حاضرين فى مجمع نيقية كان بعضهم، متميزين بكلام الحكمة، وآخرين بصرامة سيرتهم، وأن الإمبراطور نفسه كان حاضرا وأنه قاد الجميع إلى إجماع الرأى مؤسسا وحدانية الحُكم والاتفاق فى الرأى بين الجميع.
ولكننا سنشير إلى سابينوس فى فرص أكثر متى تطلب الأمر ذلك.
(1/8/16) ولكن الاتفاق على الايمان الذى تقرر فى مجمع نيقية العظيم، بإستحسان شديد كان كما يلى:
"نؤمن بإله واحد، الآب ضابط الكل صانع جميع الأشياء ما يُرى وما لا يُرى. وبرب واحد يسوع المسيح، ابن الله، وحيد الآب، الذى من طبيعة الآب، إله من إله، نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مصنوع، واحد مع الآب فى الجوهر([70])consubstantial . به صُنِع كل شىء مما فى السماء وما على الأرض. الذى من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا، نزل من السماء وتجسد وصار إنسانا. وتألم وقام فى اليوم الثالث وصعد إلى السموات. وسيأتى ثانية ليدين الأحياء والأموات. وأيضا [نؤمن] بالروح القدس".
وتحرم الكنيسة المقدسة الجامعة الرسولية أولئك الذين يقولون أن هناك وقتًا لم يكن فيه "الإبن" وأنه لم يكن [مولودا] قبل أن يُولد، وأنه صُنِع من لا شىء. وأولئك الذين يزعمون أنه من طبيعة substance غير تلك التى للآب، أو من جوهر غير جوهره essence. أو أنه مخلوق وخاضع للتغير.
(1/8/17) وقد اعترف بقانون الإيمان([71]) هذا الثلاثمائة وثمانية عشر [اسقفا]([72]) وصدَّقوا عليه. ولأنه كان بإجماع الآراء تعبيرا ونطقا، كما يقول يوسيبيوس، فقد وقَّعوا عليه.
(1/8/18) ما عدا خمسة فقط اعترضوا على مصطلح هومووسيوس homoousios"من نفس الجوهر" أو "مساوى فى الجوهر"([73]) وهم: يوسيبيوس النيقوميدى، ثيوجنيس اسقف نيقية، ماريس [اسقف] خلقيدون، ثيوناس [اسقف] مارمريكا([74])، سكوندس[اسقف] بتولمايس([75]). وقالوا أن "مساوى فى الجوهر" تعنى أنه من آخر إما بالتجزىء وإما بالاشتقاق وإما بالإنبات: بالتجزىء مثل آنيتين أو ثلاث من الذهب معا، وبالإشتقاق مثل الأبناء من الآباء، وبالإنبات مثلما يُفرِخ الجذر[الغصن]. والإبن هو من الآب ليس بأىٍ من هذه الطرق لذلك أعلنوا أنهم غير قادرين على التصديق على صيغة الإيمان هذه([76]). وإذ اعترضوا على كلمة "مساوى فى الجوهر" consubstantial هذه، رفضوا التوقيع على حرم أريوس([77]).
(1/8/19) وبناء على ذلك حرم المجمع اريوس وكل من شايع أرائه، وفى نفس الوقت حظر دخوله الاسكندرية. وصدر مرسوم من الإمبراطور فى نفس الوقت بإرسال اريوس إلى المنفى مع يوسيبيوس([78]) وثيوجنيس وأتبعاهم.
(1/8/20) ومع ذلك أرسل ارخيلاوس وثيوجنيس بعد فترة وجيزة من نفيهما إقرارًا مكتوبا بتغيير مفهومهما، واتفاقهما على الايمان بمساواة الإبن للآب فى الجوهر، كما سنرى فيما بعد.
(1/8/21) وفى خلال هذه الفترة، أثناء انعقاد جلسات المجمع، صدَّق أخيرا يوسيبيوس الملقب بامفيليوس، الذى ظل طول الوقت مترددا بشأن ما إذا كان ينبغى عليه قبول صيغة الإيمان هذه أم لا، وأخيرا اعترف بها وووقع عليها مع الباقين. وأيضا أرسل نسخة من قانون الايمان هذا إلى الشعب الذى تحت رعايته مع شرح لكلمة "هومووسيوس" حتى لا يطعن أحدٌ فى دوافعه بسبب تردده السابق.
(1/8/22) وأما ما قد كتبه يوسيبيوس فقد كان كما يلى، بنص كلامه:
" أيها الأحباء من المحتمل أن لديكم بعض الإلمام بأعمال المجمع العظيم الملتأم فى نيقية بالنسبة لإيمان الكنيسة، حيث أن الاشاعات بصفة عامة تخفى الرواية الحقيقية لِما يكون قد حدث بالفعل. ولكن لئلا تكوِّنوا فكرة غير صحيحة نتيجة لهذه الاشاعات عن الأمر، فإننا نحسب أنه من الضرورى أن نوضح لكم فى المقام الأول [صيغة] الإيمان المقدَّم كتابة منا، وثانيا الصيغة التى تم إعلانها، والتى تحتوى على صيغتنا مع بعض الإضافات إلى تعبيراتها.
إن إعلان الإيمان المقدم منا عندما قُرِأ فى حضور امبراطورنا الأكثر تقوى بدا أنه قد قوبل بإستحسان عام وكان كما يلى: طبقا لما قد استلمناه من الاساقفة الذين سبقونا فى تعليمنا([79]) [لمعرفة الحق] عندما اعتمدنا، وأيضا طبقا لما تعلمناه نحن من الأسفار المقدسة، وطبقا لما علَّمنا به ونعلمه اثناء القيام بخدمة الكهنوت والاسقفية ذاتها، هكذا نؤمن الآن وهكذا نقدّم لكم النذر المحدد لإيماننا وهو ما يلى:
"نؤمن بإله واحد الآب ضابط الكل صانع جميع الأشياء ما يرى وما لا يرى. وبرب واحد يسوع المسيح كلمة الله، إله من إله، نور من نور، حياة من حياة، الإبن الوحيد، المولود من الله الآب قبل كل الخليقة([80])، وقبل كل الدهور. به كان كل شىء. الذى من أجل خلاصنا تجسد وعاش بين البشر وتألم وقام ثانية فى اليوم الثالث، وصعد إلى الآب وسيأتى ثانية فى مجده ليدين الأحياء والأموات. ونؤمن أيضا بالروح القدس."
ونحن نؤمن فى وجود وطبيعة كلٍ من هذه [الأقانيم]([81]) وأن الآب آب بالحقيقة. والإبن ابن بالحقيقة والروح القدس روح قدس بالحقيقة. مثلما قال ربنا أيضا عندما أرسل تلاميذه ليكرزوا بالإنجيل "اذهبوا وعلّموا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والأبن والروح القدس"([82]). فبهذه العقائد نحافظ على الحق بثباتٍ، ونجاهر بها بكل ثقة.
هكذا كانت مفاهيمنا وهكذا سنستمر فى التمسك بها إلى الممات. ونتمسك بهذا الإيمان بلا اهتزاز ونحرم كل هرطقة كافرة. ونشهد أمام الله ضابط الكل وربنا يسوع المسيح، أنه هكذا آمنا واعتقدنا من كل قلوبنا ونفوسنا حيث أننا نملك تقديرا جيداَ لذواتنا. ولذا نفكر ونتكلم الآن بما يتفق تماما مع الحق. وأكثر من ذلك، قد أعددنا لكم أدلة لا تُدحَض لتقنعكم أنه قد آمنا فيما مضى بذلك وهكذا كرزنا به.
وعندما عُرِضت مواد الإيمان هذه لم يكن هناك أى أساس للإعتراض عليها، بل أن امبراطورنا الأتقى نفسه كان أول مَن يسلّم بأنها صحيحة تماما([83])، وأنه هو نفسه قد استخدم العبارات الواردة فيه لحض الآخرين على التصديق عليها والتوقيع على ذات المواد.
وهكذا وافقوا بالإجماع عليها، ومع ذلك أدرجوا كلمة واحدة وهى "هومووسيوس" وهو التعبير الذى أوضح الإمبراطور نفسه([84]) أنه لا يشير إلى علاقات أو خواص هيولية، ومن ثمة لم يوجد الإبن من الآب، لا بالانقسام ولا بالبتر لأن الطبيعة غير الهيولية وغير المادية، كما قال، لا يمكن أن تخضع لأى تأثير مادى. ومن ثم فإن مفهومنا لمثل هذا الأمر يجب أن يكون بمعنى سرائرى وإلهى فقط. هذه هى وجهة النظر الفلسفية للموضوع كما فهمه سيدنا([85]) التقى والحكيم، والاساقفة بالنسبة لكلمة "هومووسيوس". لذلك حررنا صيغة الإيمان هذه:
"نؤمن بإله واحد، الآب ضابط الكل، صانع جميع الأشياء ما يُرى وما لا يُرى. وبرب واحد يسوع المسيح ابن الله، وحيد الآب، من طبيعة substanceالآب، إله من إله، نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساوى للآب فى الجوهرconsubstantial. به كانت سائر الأشياء ما فى السماء وما على الأرض. الذى من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل وتجسد، وصار انسانا، وتألم وقام ثانية فى اليوم الثالث وصعد إلى السماء وسيأتى ليدين الأحياء والأموات. وأيضا [نؤمن] بالروح القدس."
ولكن أولئك الذين يقولون "انه كان هناك وقت لم يوجد فيه" أو يزعمون "أنه لم يوجد قبل أن يولد" أو "أنه صُنِع من العدم" أو "أنه خاضع للتغيّر"، أو "معرَّض للتبدل" فإن الكنيسة المقدسة الرسولية الجامعة تحرمهم."
والآن عندما عُرِضت صيغة الايمان هذه منهم، لم نتوان فى فحص المعنى المحدد لتعبير "من طبيعة الآب" و"مساوى فى الجوهر للآب". ومن ثم وُضِعت الأسئلة والأجوبة وتم تعريف هذه المصطلحات بوضوح. وعندما تم التسليم من الجميع بأن كلمة "أوسيا" ousias (جوهر أو طبيعة) تتضمن ببساطة أن الإبن هو من الآب بالحقيقة، ولكنه ليس منفصلا عنه أو أنه جزءٌ من الآب، فقد بدا لنا أنه من الصواب أن نصدّق على هذا التفسير للعقيدة المقدسة الذى يعلن أن الإبن هو من الآب ولكنه ليس جزءًا من طبيعته. ونحن أنفسنا قد وافقنا لذلك على هذا التعبير ولم نعترض على كلمة هومووسيوس من أجل السلام، وخشية أن نفقد الفهم السليم للموضوع.
وعلى نفس الاساس سلمنا أيضا بتعبير "مولود غير مصنوع" لأن [كلمة] صُنِع يقولون أنها مصطلح يُطبَق بصفة عامة على المخلوقات المصنوعة بالإبن والتى ليس لها أى شبه به، وبالتالى ليس هو مخلوق مثل باقى هذه الخلائق، الأمر الذى يعلمنا الوحى الإلهى، أنه مولود من الآب على نحو لا يمكن شرحه، ولا حتى إدراكه من أية خليقة. ولهذا أيضا عندما ناقش الإعلان [عبارة] أن الإبن "مساوى للآب فى الجوهر" تم الاتفاق على أنه يجب ألاَّ تُفهَم بمعنى هيولى أو بأى نحو مماثل للخلائق البائدة، أى على نحو غير قابل للإنقسام فى الطبيعة سواء بالانفصال، أو بأى تغير فى جوهر الآب أو سلطة الآب، حيث أن طبيعة الآب المتفردة لا تتطابق مع كل هذه الأشياء. ولهذا "مساوى للآب فى الجوهر" تعنى ببساطة أن إبن الله ليس له شبيه بين الأشياء المخلوقة، ولكنه فى كل النواحى مثل الآب فقط الذى ولده، وأنه ليس من أى طبيعة أو جوهر آخر ولكن من الآب. وعندما شُرِحت العقيدة بهذا النحو، صار من الصواب قبولها، وخاصة عندما علمنا أن بعض الاساقفة المتميزين والكتَّاب القدماء قد استخدموا مصطلح "هومووسيوس" فى أحاديثهم اللاهوتية الخاصة بطبيعة الآب والإبن.
هذا ما أود أن أدونه لكم بالإشارة إلى بنود [قانون] الإيمان الذى صدر، والذى وافقنا عليه جميعا، ليس بدون فحص مناسب ولكن طبقا للمعانى الخاصة به والتى فُحِصت فى حضور امبراطورنا التقى، وللأسباب التى ذكرناها عاليه. وقد اعتبرنا أيضا الحرومات الصادرة منهم غير معثرة، بعد أن صار إعلان الإيمان. لأنها تحظر استعمال مصطلحات غير شرعية والتى تثور بسببها تقريبا شقاقات ونزاعات الكنائس.
وبالتالى لما كانت الأسفار المقدسة الموحى بها إلهيا لا تشتمل على تعبيرات مثل "لم يكن موجودا" و"كان هناك وقت لم يكن فيه"، ومثل هذه التعبيرات الأخرى المتفرعة منها، فقد لاقى حظر النطق بها أو تعليمها موافقتنا وبالأحرى من باب أننا لم نعتاد استخدام هذه التعبيرات.
لقد حسبنا أنه من المحتم علينا أن نطلعكم بالاحتراس الخاص بفحصنا واتفاقنا على هذه الأمور، وكيف أننا قاومنا إلى آخر لحظة، على أسس مبررة، إدخال تعبيرات محل اعتراض معيَّن طالما أنها غير مقبولة، وقبلناها بلا نزاع عندما أدت المحاورات المتبادلة عند فحصنا لمعانى الكلمات إلى موافقتنا على ما يتفق مع اعتراف الإيمان الذى قدمناه".
(1/8/23) هذا هو الخطاب الذى وجهه يوسيبيوس بامفيليوس إلى المسيحيين فى قيصرية فلسطين.
وفى نفس الوقت كتب المجمع بروح واحدة الرسالة التالية إلى كنيسة الأسكندرية والمؤمنين فى مصر وليبيا وبنتابوليس([86]).
******
المراجع
[47] - لأن الأمر لم يكن خلافا شخصيا ولا فى رأى خاص، لكنه كان يخص أهم أركان الايمان المسيحى، على النحو الذى أدرك خطورته الاسقف هوسيوس نفسه حامل الرسالة، فعاد مسرعا وأشار على الإمبراطور بعقد مجمع عام فورا وقد كان.
[48] - عن مسألة موعد الإحتفال بعيد الفصح، أنظر يوسيبيوس، "ت.ك."، 23:7-25.
[49] - يلفظها البعض أيضا ويكتبها (بيتينية، بيتانيا). وهى إحدى أقاليم تركيا حاليا.
[50] - أى من "بارثيا"، التى هى بلاد فارس باللفظ العربى، أو ايران حاليا. وفى القرون الأولى كانت تمتد من الهند إلى نهر الفرات ومن بحر قزوين إلى الخليج العربى.
[51] - اى من "اسكيثيا" (بالنطق اليونانى) Scythia. وتُلفَظ أيضا "سيثيا". هو اقليم متعدد الجنسيات فى العصر الكلاسيكى.وقد أطلق اليونانيون القدماء هذه الكلمة على كل المناطق التى تقع فى شمال شرق أوربا، والساحل الشمالى للبحر الأسود.
[52] - أهل تيراقيا والتى تُكتَب أيضا "تيراس" فى بعض الكتابات العربية.
[53] - "الأيبيريون" ليسوا شعوب شبه جزيرة ايبيريا المعروفة بهذا الإسم اليوم(أى اسبانيا، والبرتغال) ولكن أسلاف شعب "جورجيا" الحالية.
[54] - يقصد اسقف مدينة روما القديمة، بإيطاليا.
[55] - أع 5:12-11
[56] - يقول ينوس(فى هامشه 160) أن يوسيبيوس القيصرى يذكر فى ("حياة.."، 8:3) العدد بالضبط أنه 250 بينما يذكر يوستاثيوس أنه 270 أما ايفاجريوس ("ت.ك."، 31:3)، والبابا اثناسيوس(فى رسالته إلى الأساقفة الأفارقة) ، وهيلاريوس(ضد كونستانتيوم)، وجيروم فى "الحوليات"، و روفينوس فيذكرون العدد 318.
[57] - استخدم المترجم هنا كلمة acolyths [وهى بالطبع تختلف عن acolyte والتى تُعرب بكلمة قُندلِفت أى الذين يوقِدون القناديل وما شابه ذلك]. وقال أنها مقابل الكلمة اليونانية ἀκόλουθος التى تعنى حرفيا "الاتباع followers
[58] - القوس من المترجم.
[59] - الحاضرين للمجمع.
[60] - أنظر، ك11:1 بعده.
[61] - أنظر ك12:1 بعده.
[62] - سبق أن ذكرتُ أنها تعنى فى الكتابات المسيحية "غير الاكليروس".
[63] - يقول زينوس فى هامشه أو "فن الديالكتيك" أى المجادلة. ولذا عربتها كما فى المتن حيث المقصود "فن الاستدلال والاستنتاج المنطقى".
[64] - كانت تقع فى مقابل بيزنطة على مضيق البوسفور فى بيثينية وحاليا ضاحية تُعرَف بإسم "قاضى كوة"، من ضواحى مدينة "اسلام بول" بتركيا (اسطامبول = القسطنطينية قديما).
[65] - "المعترفون" هم الأشخلص الذين خضعوا أيام الإضطهادات لعذابات بدنية شتى، ولكن العناية الإلهية حفظتهم من الموت لكى يكونوا شهودا للحق وللعمل الإلهى. أنظر: كليمندس الاسكندرى، الاستروماتا، 12:4، بطرس(بابا الاسكندرية)، الرسالة 14.
[66] - عرض يوسيبيوس هنا يصور لنا قنسطنطين كمحاور أو مفاوض طويل الأناة وجيد.
[67] - نلاحظ هنا التنوع فى التعبير عن "عيد القيامة" فى الكتابات الأولى. فمرة "فصحنا" ومرة "عيد الخلاص" ومرة الإحتفال "بخلاصنا". ومرة "يوم الفصح الأقدس" ومرة "الإحتفال بنجاتنا"
[68] - سابينوس هذا كان أحد معضدى هرطقة مقدونيوس، وممثليها الرسميين، وقد كتب أعمالا هاجم فيها عقائد الكنيسة الجامعة، وسفه من اساقفة مجمع نيقية، ولاهوتيات مجمع نيقية. لذلك تصدى له سقراتيس بصرامة ذاكرا اسمه بوضوح، مفندا أعماله وموضحا سخافتها وبطلان أسانيدها، كما سنرى توا فى (2/15/6) و(2/17/3)) و(4/22).
[69] - أى سابينوس.
[70]-ομοουσιον ذلك الاصطلاح الذى صار معلما فارقا منذ ذلك المجمع فصاعدا بين الإيمان "الأرثوذكسى الجامع" وبين المعتقدات الأريوسية والهرطوقية بصفة عامة.
[71] - هذا القانون، وُجِد إثنى عشر مرة فى أحد عشر مصدرا قديما. نسختان فى مجمع خلقيدون. والاصدار الثانى كان به بعض الاضافات عن نسخة القسطنطينية. أما النسخ الأخرى فكلها متماثلة جوهريا. (أنظر: فيليب شاف، م1، ص 24. م2، ص60، 91)
[72] - قوس المترجم.
[73] - عن هذا المصطلح، وأمثاله. أنظر، القسم اللاهوتى فى كتاب "القديس أثناسيوس الرسولى" للأب متى المسكين، نشر دير أنبا مقاره، القاهرة، مصر 1981م.
[74] - مارماريكا Marmaricaتشير فى الكتابات القديمة الى المنطقة الواقعة على الساحل الشمالى الغربى لمصر، والتى تمتد من الأسكندرية إلى اقليم برقة بشرق ليبيا الآن.
[75] - بتولمايس Ptolemaïs. هناك عدة مدن بهذا الإسم فى مصر وغيرها منها (Ptolemais Hermiou) فى مصر, وهى الآن مدينة المنشأة بمحافظة سوهاج. ولكن هذه المدينة المقصودة هنا هى مدينة طلميته بالقرب من المرج بليبيا الحالية.
[76] - وجهة نظر معقولة بالنسبة للمصطلح ولذلك جاهد الآباء السكندريون والكبادوكيون العظام فى شرحه وتقريب معناه إلى الأذهان نظرا لإختلاف الخلفية الثقافية للكنائس وبالتالى فهمها للمصطلحات اليونانية، وسوف ترى أنه حتى كنيسة انطاكية الشقيقة قد اعتراها القلق لفترة ليست بقصيرة من هذا المصطلح. ولذلك نحن نقول فى صيغته العربية"واحد مع الآب فى الجوهر" للحفاظ على دقة المعنى اللاهوتى.
[77] - هنا خطأهم، ففى الاعتراض حسب فهمهم للمصطلح كان لهم بعض العذر ولكن عدم موافقتهم على حرمه قد دمغهم بالهرطقة، وذلك لأنه بعيدا عن هذه المصطلح فإن اريوس قد نعت المسيح بأنه مخلوق، وأنه مخلوق من العدم، وأنه مجرد أداة للآب لخلق الموجودات ( وفى هذه النقطة وحدها دمغ للآب، الذى يقول للشىء كن فيكون، بالعجز والاحتياج إلى وسيط لتنفيذ قصده) وأنه كان هناك وقت لم يكن فيه موجودا. إذن، بعيدا عن المصطلح، هم بذلك يصدقون على مفاهيمه هذه. وبالتالى حق عليهم الحرم.
[78] - النيقوميدى.
[79] - يقول زينوس (فى هامشه 171) الكلمة المستعملة هنا وهى κατηχήσει مقصود بها التعليم الأساسى الذى يُعطَى لطالبى العماد.
[80] - أنظر: كو15:1، يو15:1.
[81] - قوس المترجم.
[82] - أنظر: مت 19:28.
[83] - لاحظ هنا التملق السياسى من جانب يوسيبيوس. فما دخل الإمبراطور الحديث العهد بالإيمان المسيحى، والذى لم يكن قد نال المعمودية بعد، ولا حتى إنضم إلى صفوف الموعوظين، بجوهر العقائد الذى هو قاصر على الاساقفة!!. ولهذا أجمع الدارسون لكتابه "حياة قنسطنطين"، أن ثلاثة أرباعه مخصص بالكامل لتقريظ قنسطنطين.
[84] - لاحظ النفاق السياسى من الاسقف يوسيبيوس القيصرى هنا أيضا، فالرئيس المدنى ما شأنه وشأن شرح المفردات اللاهوتية والعقيدية، وكأن هذا الاسقف، فى نظرى، يدشن ويكرس الحكم الثيوقراطى.
[85] - يُلاحَظ هنا تداول هذا اللقب فى هذا الزمن للأباطرة والأساقفة والآباء البارزين كما سنرى فى هذا العمل فى مواضع عدة.
ليبيا
[86] - Pentapolis الخمس مدن الغربية، فى غرب شمال مصر، وهى1- القيروان (سيرين) Cyrene: وهى غير القيروان الموجودة في تونس. وينطق اسمها أيضًا قورنية، قرنية، قريني. ولعل منها سمعان القيروانى الذي حمل صليب المسيح (مر 15: 21) ، ولوكيوس القيرواني الذي كان من الأنبياء والمعلمين (أع 13: 1). وقد أصبح أسمها علمًا على الإقليم كله. وإقليم برقة كان اسمه اليوناني القديم سيرنيكا وقد يكون مأخوذا من اسم هذه المدينة (سيرسين) وهى تسمى حاليًا (الشحات) أو (عين شاهات). 2- برنيق Berce : وتدعى أيضًا برنيقة، أو برنيقة القرينية، واسمها القديم هسبرتيس Hespertis أو هسبريديس Hesperidesوفى عهد البطالمة أبدلوا اسمها إلى برنيق(وهو اسم زوجة بطلميوس الأول). وتعرف حاليًا باسم (بنى غازي)، وهى عاصمة ولاية برقة. 3 - برقة (باركه) Berce: وهى ثانى أو ثالث مدينة في القدم. وتقع في الداخل في الجبل الأخضر. وتسمى حاليًا (المرج) ولها ميناء قديم يُدعى بطولومايس. وبطولومايس Ptolemais (ميناء برقة) تعتبر إحدى الخمس مدن الغربية في نظر كثير من العلماء. وقد وضعها (لاروس) ضمن الخمس مدن الغربية. وتعرف باسم (طلميتة) Tolomita أو طلميثا أو طليموسه. 4 - طوشيرا Tauchira: وتدعى حاليًا (توكره) أو طركرا. 5 - أبولونيا Apollonia: وهى حاليًا مرفًا أو مرسى (سوسه) Souzah. وقد نشأ فيما بعد ميناء آخر للقيروان هو درنة Darnis. وربما تكون هي درنابوليس التي قيل انه ولد فيها مارمرقس الرسول. (عن كتاب القديس مارمرقس للبابا شنودة الثالث،(ال117 فى عداد باباوات الأسكندرية).

 

 

 

This site was last updated 01/30/18