Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

 رسالة مجمع نيقية بخصوص قراراته. إدانة اريوس وأنصاره

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
البابا أسكندر وآريوس
ما قبل نيقية
موضوعات مجمع نيقية
مناظرة أثناسيوس وآريوس
جلسات مجمع نيقية
رسالة مجمع نيقية بخصوص قراراته
القرار الأول لمجمع نيقية
قوانين مجمع نيقية
أثناسيوس ومجمع الأسكندرية
المسيح الإله والأبن
أسماء الاباء الأساقفة 318 ج1
New Page 4485

 

فيما يلى جزء من كتاب الـتـاريـخ الـكنسـى" للمؤرخ سُقراتيس سكولاستيكوس (ق4م) عـن الفترة 306م - 43 ترجمهُ من اليونانية إلى الانجليزية ايه. سى. زينوس - تعريب الدكتور الأب/ بـولا ساويرس  - مراجعة نيافة الحَبْر الجليل الأنبا/ إبيفانيوس اسقف ورئيس دير الأنبا مقار -
 
الكتاب الأول: الفصل التاسع
(رسالة مجمع نيقية بخصوص قراراته. إدانة اريوس وأنصاره. رسائل لقنسطنطين بخصوص نفس الأمر )
[رسالة مجمع نيقية]
(1/9/1) "الاساقفة المجتمعون بنيقية المشكلين للمجمع المقدس والكبير، يرسلون التحية فى الرب إليكم أيها الإخوة الأحباء والمقدَّسين بنعمة الله فى سائر أنحاء مصر وليبيا وبنتابوليس ([87]) وإلى كنيسة الأسكندريين العظيمة.
لما كان بنعمة الله قد إلتأم مجمع مقدس فى نيقية، وجمعنا سيدنا التقى قنسطنطين من المدن المتعددة والمقاطعات لهذا الغرض فقد ظهر لنا ضرورة ملحة لكتابة رسالة إليكم بالنيابة عن المجمع المقدس لكى ما تعلموا بالموضوعات التى طُرِحت للفحص والتمحيص، وما قد تم تحديده وإصداره فى الحال.
أولا بالنسبة للكافر والمذنب اريوس وأنصاره فقد تم فحص [موضوعه] فى حضور امبراطورنا التقى قنسطنطين، وتقرر بالإجماع أنه يجب حرم رأيه الكافر وكل تعبيرات التجديف التى نطق بها من أن "ابن الله قد نبع من العدم"، وأنه "كان هناك وقت لم يكن فيه". وأكثر من ذلك قال أن "إبن الله لأنه يملك الإرادة الحرة، كان خاضعا للرذيلة أو الفضيلة"، ودعاه "مخلوقا ومصنوعا". لقد حرم المجمع كل هذه التعبيرات الكافرة، أو بالأحرى الجنون ومثل هذه التجاديف التى بالكاد احتمل سماعها.
أما عن الاجراءات النهائية التى اتخذناها ضده، فربما قد أحطتم بها بالفعل أو سرعان ما ستعلمون بها، لأننا لم نشأ أن نطأ بالأقدام على إنسان تلَّقى بعدل القصاص المستحق لجريمته. غير أن خطأه المهلك قد انتقل إلى آخرين وجرهم إلى الهلاك وهم ثيوناس اسقف مارماريكا([88]) Marmarica، وسكوندس اسقف بتولمايس([89]) Ptolemaïs إذ أنهما نالا ذات الإدانة مثله.
وبعدما تناولنا بنعمة الله هذه المفاهيم الكريهة بكفرهما وتجاديفهما، وهؤلاء الأشخاص الذين تجرأوا على شق وحدانية الشعب الذى كان قبلا فى سلام، بقيت مسألة مليتيوس وأولئك الذين رُسِموا بواسطته.
ونحن الآن ندون لكم أيها الإخوة الأحباء ما عزم عليه المجمع بهذا الشأن. لقد قرر المجمع مستخدما الرأفة معه، على الرغم من أنه لا يستحق هذا المعروف على وجه التحديد، أن يبقى فى مدينته. ولكن دون أن يمارس أية سلطة، سواء فى سيامة أو ترشيح للسيامة. وألا يظهر فى أية مدينة أو منطقة أخرى بهذا المظهر، ولكن أن يعود ببساطة إلى رتبته العادية.
أما هؤلاء الذين نالوا التعيين منه فيمكن قبولهم فى الشركة بعد تثبيتهم بسيامة أكثر شرعية. ولكن يكونوا تاليين فى المرتبة والخدمة من كل النواحى لأولئك المرسومين من أخينا المكرَّم الكسندروس فى كل كنيسة فى كل مكان، يكونون فيها. ولا يكون لهم أية سلطة فى أن يرشحوا أو يرسموا مَن يشاؤون، أو أن يفعلوا أى شىء بدون موافقة اسقف ما من الكنيسة الجامعة الذى يكون أحد المعاونين لألكسندروس.
ومن ناحية أخرى بنعمة الله وبصلواتكم، لا يكون هناك انشقاق بعد بل تستمرون فى وحدة الكنيسة الجامعة بلا لوم ويكون لكم سلطة الترشيح وسيامة مَن تشاؤون مِن المستحقين للخدمة المقدسة، وأن تسلكوا فى كل الأمور طبقا للقوانين الكنسية.
وعند وفاة أىٍ من أولئك الذين يشغلون خدمة فى الكنيسة، دعوا هؤلاء الذين قُبِلوا حديثا يتقدمون لرتبة المتوفى، شريطة أن يُظهِروا الاستحقاق، وأن ينتخبهم الشعب، وأن يصدِّق اسقف الأسكندرية([90]) على اختيارهم. وهذا الامتياز يسرى فى الحقيقة على كل الآخرين فيما عدا مليتيوس على الإطلاق بسبب سلوكه غير المنضبط وبسبب الاندفاع وطياشة شخصيته ولكى لا يكون له حكم أو سلطة ثانية، كرجل معرَّض لخلق متاعب مماثلة. هذه هى الأمور الخاصة بمصر وكنيسة الأسكندريين المقدستين جدا.
أما عن القوانين والفرائض الأخرى التى صدرت فإن سيدنا([91]) وشقيقنا المكرَّم الكسندروس الحاضر معنا، سيوافيكم بدوره عند عودته إليكم بالتفاصيل الدقيقة إذ كان مشاركا فى كل الأمور التى تم تناولها وكان له الدور الرئيسى فيها.
ونخطركم أيضا بوحدانية الحكم بشأن موضوع عيد القيامة المقدس، لأن هذه المسألة قد تم أيضا تسويتها بسرور، بصلواتكم لدرجة أن جميع الإخوة فى الشرق الذين حافظوا حتى الآن على هذا الاحتفال مع اليهود سوف يتطابقون من الآن فصاعدا مع [نظام] كنيسة روما ونحن وكل الذين منذ القدِم يراعون فترة احتفالنا بعيد القيامة.
فإبتهجوا لذلك بهذه الخاتمة. وبالاجماع العام على السلام وأيضا بالقضاء على كل الهرطقات. واستقبلوا شريكنا واسقفكم المكرَّم الذى أبهجنا بإجتهاده غير العادى حتى فى عمره المتقدم، بأقصى تكريم وأوفر حب، لكى ما يعود السلام بينكم. صلوا بالنيابة عنا جميعا لكى ما تدوم هذه الأمور التى تقررت بدون نقض لها. ولإلهنا ضابط الكل وربنا يسوع المسيح والروح القدس المجد إلى الأبد آمين."([92]).
(1/9/2) وقد أوضحت رسالة المجمع هذه أنهم لم يحرموا فقط اريوس ومشايعيه، ولكن أيضا ذات التعبيرات التى لمفاهيمه. وأنهم اتفقوا فيما بينهم بخصوص الاحتفال بعيد القيامة. وأنهم جردوا مليتيوس من رتبته الاسقفية ومن كهنوته، وحظروا عليه ممارسة أى سلطة تخص الاسقف.
(1/9/3) واننى افترض أنه لهذا السبب ينفصل الميليتيون فى مصر عن الكنيسة، حتى فى أيامنا هذه([93])، لأن المجمع جرَّد مليتيوس من كل سلطة.
(1/9/4) ويجب أن يُلاحَظ أيضا، أن اريوس كان قد كتب مقالة عن آرائه الخاصة والتى دُعِيَت "ثاليا" Thalia، وسمة كتابتها مهلهلة وباطلة وتماثل فى أسلوبها ووزنها أناشيد سوتادس([94]) Sotades. وقد أدان المجمع أيضا هذا الانتاج فى نفس الوقت.
(1/9/5) ولم يكن المجمع وحده هو الذى تكبد مشقة الكتابة إلى الكنائس ليعلن عودة السلام، بل أيضا الإمبراطور نفسه قد كتب شخصيا إلى كنيسة الأسكندريبن ما يلى:

(خطاب الإمبراطور إلى الأسكندريين)
"قنسطنطين اوغسطس، إلى الكنيسة الجامعة التى للأسكندريين. السلام لكم ايها الإخوة الأحباء. لقد تلقيتُ من العناية الإلهية بركة لا تُقدَّر للتحرر من الخطأ، وللإتحاد فى معرفة ذات الإيمان الواحد. ولن يكون للشيطان سلطان بعد ضدنا حيث أن كل الخبث الذى أثاره لهلاكنا قد نُقِض تماما من جذوره. إن روعة الحق الظاهرة فى وصايا الله قد بددت الشقاقات والإزعاجات وما يمكن القول سموم الفرقة المميتة. لذلك نحن جميعا نعبد إله واحد حقيقى، ونؤمن به.
ولكن لكى ما يتم ذلك جمعتُ بمشورة إلهية فى مدينة نيقية معظم الأساقفة وكنتُ أنا أيضا معهم. أنا الذى ليس سوى واحد منكم والذى أسعد بأن أكون شريككم فى الخدمة لفحص الحق. وبناء عليه تم مناقشة سائر النقاط التى بدت أنها تؤدى ظاهريا إلى الشقاق، وفٌحِصت بالتدقيق. وليغفر الله القدير تلك التجاديف المرعبة التى تجاسر البعض على النطق بها بشأن المخلِّص القدير، حياتنا ورجاؤنا، معلنين ومعترفين بأنهم يؤمنون بأمور تناقض الأسفار المقدسة الموحى بها من الله. وبينما كان أكثر من ثلاثمائة اسقف متميزين بإتضاعهم وفطنتهم، متفقين بالإجماع على نفس الإيمان الواحد الذى هو طبقا للحق ولشريعة الله، كان اريوس وحده وهو مخدوع بمكر الشيطان، هو المنشق الوحيد عن هذا الإجماع، أولا بينكم، وثانيا لغرض غير مقدس ضد الآخرين أيضا.
فدعونا لذلك نتمسك بالعقيدة التى أعلنها الله لنا، ودعونا نعود إلى إخوتنا الذين فصلنا عنهم خادم الشيطان، ولنركض بأقصى سرعة إلى الشركة وإلى أعضائنا الطبيعيين، لأنه بهذا يكون إيمانكم وقداستكم وصبركم. إذ لما ثبت أن الخطأ كان بسببه هو عدو الحق، لذا يلزم العودة إلى ما يسر الله لأن ما إتفق عليه حُكم ثلاثمائة اسقف لا يمكن أن يكون سوى عقيدة الله، عالمين أن الروح القدس يسكن فى أذهان الأشخاص المكرَّمين العديدين، وينيرهم حسب مشيئة الله لذلك لا يتوانى أحد أو يكسل. بل ليرجع الجميع بأكثر حمية إلى طريق الواجب غير المشكوك فيه، حتى إذا ما وصلتُ إليكم وهو ما سيكون قريبا على قدر الإمكان، يكون من الممكن رفع الشكر لله فاحص كل الأمور. لأنه كشف الإيمان الحقيقى وأعاد لكم ذلك الحب الذى صليتم من أجله. ليحفظكم الله أيها الإخوة الأحباء".
(1/9/6) هكذا كتب الإمبراطور إلى المسيحيين فى الأسكندرية مؤكدا أن شرح الإيمان لم يتم لا بعجلة ولا بعشوائية ولكن بفحص عميق وتمحيص دقيق. ولا كانت بعض الأمور يتم الكلام عنها، وبعضها الآخر يتم السكوت عليها، بل كان كل شىء يُدوَّن أيا كان لدعم أى رأى. ولم يتم فى الحقيقة أى شىء اعتباطا بل نوقش كل شىء بتدقيق شديد حتى أنه تم بالتمام غربلة كل نقطة يمكن أن تؤدى إلى لبس فى المعنى ولو ظاهريا، أو خلاف فى الرأى، وأزيل اللبس الذى فيها. وبإختصار نُعِت فكر جميع الذين كانوا مجتمعين هناك بأنه كان فكر الله ولم يكن هناك شك فى أن إجماع أساقفة متميزين عديدين إنما كان من عمل الروح القدس.
(1/9/7) ومع ذلك يرفض سابينوس Sabinusرئيس هرطقة المقدونيين، تماما عن عمد هذه المصادر وينعت أولئك الذين اجتمعوا هناك بأنهم جهلة وأميين، بل يتهم يوسيبيوس القيصرى نفسه بالجهل غير واعٍ أنه حتى لو كان أولئك الذين شكلوا هذا المجمع من غير الاكليريكيين، إلاَّ أنهم وقد أُستُنيروا من الله وبنعمة الروح القدس، كانوا بالتالى غير قادرين بتاتا على أن يضلوا عن الحق([95]).
(1/9/8) ولكن علاوة على ذلك، اصغ إلى مرسوم الإمبراطور فى منشور آخر ضد آريوس وأولئك الذين يتمسكون بآرائه، والمرسَل إلى الأساقفة والشعب فى سائر الأماكن.

(رسالة أخرى لقنسطنطين )
"من قنسطنطين أوغسطس المنتصر، إلى الأساقفة والشعب. لما كان أريوس قد حاكى الأشرار الكفرة، لذا كان من العدل أن يخضع لنفس العار. لذلك إذ ألف بورفيرى([96])Porphyry عدو التقوى مقالات خليعة ضد الدين، تلقى الجزاء الملائم ونُعِت بالفجور وغُمِر بالتقريع الواجب، ودُمِّرت أيضا كتاباته الكافرة.
وهكذا أيضا الآن، يبدو من المناسب أن يُنعَت أريوس ومَن يتمسك بمفاهيمه بالبروفيريين لكى ما يأخذوا اسمهم من أولئك الذين قلدوا سلوكه. وبالإضافة إلى هذا يجب تدمير أية مقالة يكون اريوس قد كتبها حتى لا يتم ليس فقط انتشار رأيه بل أيضا حتى لا تكون هناك ذكرى له بأى نحو من الأنحاء. ولذلك أصدرتُ أمرى بأنه إذا وُجِد أى شخص يُخفِى كتابا مؤلفا من اريوس ولا يُحضره فى الحال ويحرقه، سيكون الموت عقوبة تلك المخالفة لأنه بعد التأكد من المجرم سينال القصاص فورا. ليحفظكم الله".
(1/9/9) (وفى رسالة أخرى)([97])
"قنسطنطين أوغسطس إلى الكنائس. بعد أن ساد الازدهار فى الشؤون العامة بنعمة القدرة الإلهية العظيمة، رأيتُ أن يحتل هذا الموضوع اهتمامى قبل أى شىء آخر آلا وهو مراعاة وحدة الإيمان والمحبة الخالصة والتقوى الوطيدة لله ضابط الكل فى سائر الاجتماعات المباركة للكنيسة الجامعة.
ولكننى لما أدركتُ أن ذلك لا يمكن أن يتحقق بثبات ودوام ما لم يجتمع سائر الاساقفة فى مجمع، أو على الأقل الشطر الأعظم منهم، ويناقشوا كل نقطة من الدين المقدس. لذلك اجتمع الكثيرون منهم على قدر ما أمكن، وأنا نفسى كواحد منكم كنتُ حاضرا إذ لا أنكر ما أنا ابتهج به بصفة خاصة وهو أننى شريككم فى الخدمة. ومُحِّصت كل نقطة بتدقيق إلى أن تم اتخاذ القرار المرضى لذاك الفاحص لجميع الأشياء، وصدر من أجل تحقيق الإجماع فى الأحكام والممارسة، وحتى لا يكون هناك من الآن فصاعدا شقاق أو جدل فى أمور الإيمان.
وهناك أيضا مسألة جديرة بالإعتبار وهى الخاصة بعيد القيامة المقدس. فقد تحدد بإجماع عام أنه من الملائم أن يحتفل الجميع به فى نفس اليوم فى كل مكان. لأنه أى شىء يمكن أن يكون أكثر ملائمة أو أكثر وقارا من أن نحافظ على هذا العيد الذى منه نستمد رجاءنا فى الخلود، بنظام لا يتغير، ولسبب معقول لدى الجميع؟.
وفى المقام الأول بدت فكرة الإحتفاظ بهذا العيد المقدس جدا تبعا لعادة اليهود فكرة غير جديرة بالإعتبار على الإطلاق. فالشعب الذى لوَّث يديه بأبشع جريمة، قد لوثوا بذلك نفوسهم واستحقوا بذلك أن يكونوا عميانا. وإذ قد طرحوا جانبا عاداتهم، فإننا أحرارٌ إذن أن نراعى الإحتفال بهذه الفريضة فى المستقبل على نحو أكثر صوابا، تلك التى حافظنا عليها منذ اليوم الأول للآلام([98]) حتى الوقت الحاضر.
لذلك لا علاقة لنا باليهود الشعب الممقوت للغاية، فقد تلقينا من المخلِّص طريقة أخرى. فقد وُضِع أمامنا طريقا شرعيِّا ودقيقًا معا لديننا المقدس. فلنبتعد يا إخوتى الأحباء عن هذا الربط الكريه. لأنه من السخف فى الحقيقة أن يفتخروا بأننا غير قادرين على مراعاة هذه الأمور بصواب بدون تعليمهم لأنه على أى أساس سيكونوا قانعين بتكوين حكم صائب، أولئك الذين بعدما قتلوا ربهم وهم مجردين من كل إحساس مدفوعين بدافع غير عقلانى، بل بغضب لا يُحَد يمكن لحمية غضبهم أن تؤدى بهم؟. لذلك فى هذه النقطة على وجه الخصوص هم لا يدركون الحق، ومن ثم هم على خطأ بإستمرار بدرجة كبيرة، بدلا من الصواب المعقول، [فهل] نحتفل بعيد الفصح مرتين([99]) فى نفس السنة؟. لماذا إذن نتبع أولئك الذين نعترف أنهم مخطئون بشدة؟.
بكل تأكيد لا يجب أن يُحتفَل بعيد القيامة مرتين فى السنة. ولكن حتى إذا لم توضع هذه الإعتبارات أمامكم، فإن فطنتكم محفوظة فى سائر الأوقات بمثابرتكم، لكى لا يكون لنفوسكم النقية أية صلة، أو تبدو أنها كذلك بعادات الرجال الفاسدين لغاية. وأكثر من ذلك، يجب مراعاة أنه فى أمر هام كهذا وذى دلالة دينية، يكون أقل عدم اتفاق وقحا للغاية. لأن مخلصنا قد ترك لنا يوما واحدا للإحتفال بنجاتنا، وهو يوم الفصح الأقدس. وأيضا أراد أن تكون كنيسته الجامعة واحدة وإن كان أعضاؤها متناثرين فى أماكن عديدة لكنهم مرتبطون بروح واحدة، وذلك بمشيئة الله. تأملوا بفطنة كيف يليق أنه بينما البعض يكونوا صائمين يحتفل الآخرون بأعياد، وبينما ينغمس البعض بعد أيام القيامة([100]) فى الولائم والملذات، يخضع آخرون لأصوام معينة. لذلك رأت العناية الإلهية فى هذا الصدد ضرورة إجراء تصحيح ملائم وتأسيس متماثل فى الممارسة، كما تعلمون جميعا على ما أظن.
ولذا كان من المرغوب فيه فى هذا التصحيح أن لا تكون هناك علاقة بينه وبين تلك الأمة الضالة وأولئك الذين قتلوا ربهم، وبذا صار النظام واحدا ذلك المرعى فى سائر الكنائس فى الأجزاء الغربية والشمالية والجنوبية، ومن قِبل البعض أيضا فى الطرف الشرقى.
وفى ضوء كل هذه الاعتبارات، رأى الجميع، وأنا نفسى ضمنتُ رضى فطنتكم، أنه من المناسب اتباع ذلك المقبول بالإجماع فى مدينة روما وسائر أنحاء ايطاليا، وأفريقيا، وكل أنحاء مصر وأسبانيا وفرنسا وبريطانيا وليبيا وكل بلاد اليونان وايبارشيات أسيا والبونطس، وكيليكيا، فإنكم أنتم أيضا ستوافقون بمحبة عندما تتأملون ليس فقط فى هذا العدد الكبير من الكنائس فى الأماكن التى ذكرناها قبلا ولكن أيضا وبصفة خاصة فى الإلتزام الأكثر قداسة أن يكون الجميع برغبة عامة مهما بدا للعقل الصارم، وألا تكون هناك صلة مع ضلال اليهود.
ولكى نلخص الموضوع بإيجاز، تقرر بالموافقة الجماعية أن يكون الاحتفال بعيد القيامة الأقدس فى يوم واحد معيَّن لأنه من الوقار ألا يكون هناك أى إختلاف فى هذا الإحتفال وأنه لأمر مطلوب للغاية أن نتبنى الرأى الذى لا يكون فيه الخطأ ولو بدرجة زهيدة أو الحيدان عن الصواب. لذلك إذ تمت تسوية هذه الأمور، فاقبلوا بفرح هذه الوصية الإلهية السمائية والحقيقية لأن كل ما يُعمَل فى اجتماعات مقدسة للأساقفة إنما يُعزَى للإرادة الإلهية.
لذلك عندما أشرتم إلى الأمور التى وُصِفت لإخوتنا الأحباء بدا من الملائم لكم نشر العبارات المكتوبة عاليه وأن تقبلوا الأسباب المشار إليها وأن ترسخوا هذه الفريضة لهذا اليوم الأقدس حتى إذا وصلتُ أخيرا وبكل حمية إليكم أكون قادرا على الاحتفال بالعيد المقدس معكم فى نفس اليوم ونبتهج معكم بكل الأمور عندما نرى الشيطان مسحوقا بالقدرة الإلهية من خلال جهودنا بينما يزدهر إيمانكم وسلامكم ووحدتكم فى كل مكان. ليحفظكم الرب يا إخوتى الأحباء.".
(1/9/10) (رسالة أخرى إلى يوسيبيوس بشأن المبانى المقدسة)([101])
"قنسطنطين اغسطس الظافر إلى يوسيبيوس. لما كان الطاغية الكافر([102]) قد اضطهد خدام الله مخلصنا كما علمتُ بصدق، فإننى مقتنع تماما يا أخى الحبيب أن كل المبانى المقدسة التى لنا إما أنها قد تداعت من الإهمال أو لم تُزيَّن بالكرامة اللائقة خوفا من التعرض للمهالك.
ولكن الآن، وقد استرددنا الحرية وأُستُبِعد بعناية الله العلى وبواسطتنا، الوحش المضطهِد ليسينيوس من إدارة الشؤون العامة فإننى أتصور أن القدرة الإلهية قد صارت معلنة للجميع وفى نفس الوقت أولئك الذين سقطوا([103]) فى أية خطية عن خوف أو عدم إيمان عندما يعترفون بالله الحى يأتون إلى الحياة الحقيقية السليمة.
لذلك فلتنضم جميع الكنائس التى ترأسها أنت بنفسك مع الاساقفة الآخرين الذين يرأسون أماكن عدة مع الكهنة والشمامسة الذين تعرفهم وتجتهدوا بشأن المبانى المقدسة إما بإصلاح ما هو قائم أو توسيعها أو إنشاء مبانٍ جديدة مهما كان المطلوب. وسيتم تزويدك بكل ما تطلب أو يطلبه الآخرون عن طريقك من مؤون، من كلٍ من حكام المقاطعات وضباط البريتوريان برفكتور prætorian prefecture ([104]). لأنه قد صدرت لهم الأوامر بتنفيذ أوامر قداستكم بكل إجتهاد. ليحفظك الرب أيها الأخ الحبيب."
(1/9/11) هذه التعليمات بشأن بناء الكنائس قد أُرسِلت إلى الاساقفة فى كل مقاطعة، ولكن ما كُتِب إلى يوسيبيوس الذى بفلسطين بشأن إعداد بعض النسخ من الأسفار المقدسة يمكننا أن نستخلصه من الرسائل ذاتها([105]).
[رسالة أخرى إلى يوسيبيوس بشأن الأسفار المقدسة]
" قنسطنطين مكسيموس اوغسطس المنتصر، إلى يوسيبيوس القيصرى. هناك جم غفير من الأشخاص قد انضموا، بمعونة الله مخلصنا، إلى الكنيسة المقدسة فى المدينة التى تشتق إسمها منا([106]). ومن ثم ازداد العدد هناك كثيرا. ولذلك صار من اللازم زيادة الكنائس فى ذلك المكان.
وبناء عليه ارجو من محبتكم أن تضعوا فى اعتباركم هذا الأمر الذى أراه مناسبا وهو أن تأمر بنسخ خمسين نسخة من الأسفار المقدسة على رقوق جيدة جدا، وبواسطة نساخ كفاة وملمين بدقة بهذا الفن، حسب المواصفات الشرعية وبحجم مناسب بالشروط التى تراها مطلوبة لحاجة التعليم فى الكنائس.
وقد أرسلتُ أيضا رسائل من تعطفاتنا إلى الوكيل المالى([107]) للإيبارشية ليزودكم بجميع الضروريات اللازمة لإعدادها، ولكى تكون هذه النسخ جاهزة للإستعمال بأسرع ما يمكن. ولتكن هذه مهمة عنايتكم الخاصة. وأنت مخوَّل بموجب هذه الرسالة أن تستخدم مركبتيَن من المركبات العامة لنقلها حتى ما تصل الىَّ النسخ التى ترضى عنها لفحصها. وليتعهد أحد شمامسة كنيستك بإنجاز ذلك، وعندما سيصل سيختبر كرمنا. ليحفظك الله أيها الأخ الحبيب".
(1/9/12) (رسالة أخرى إلى مكاريوس الأورشليمى)([108])
" المنتصر قنسطنطين مكسيموس اوغسطس إلى مكاريوس الأورشليمى. هذه هى نعمة مخلصنا حتى أنه ليس هناك كلام يمكن أن يكون ملائما للتعبير عن إعلاناته الحاضرة. لأن ذلك الأثر([109]) لآلامه المقدسة جدا الذى ظل مخفيا تحت الأرض طوال هذه السنوات العديدة، قد ظهر الآن لخدامه بعدما استردوا حريتهم، بعد هلاك العدو المشترك للجميع([110]). إنه لأمر يفوق كل إعجاب. لأنه إذا اجتمع سائر المعتبرين حكماء فى كل أنحاء المعمورة فى مكان واحد وأرادوا أن يقولوا شيئا جديرا بهذا الحدث فإنهم سيشعرون بالعجز لوصف أصغر شىء، لأن إدراك هذه الأعجوبة يفوق القدرات الطبيعية للعقل البشرى بإعتبارها أمور سمائية أسمى من البشر. ومن ثم هذا هو هدفى الخاص دائما، وهو كما أن موثوقية الحق تُظهِر ذاتها يوميا بآيات طازجة، هكذا يجب أن تصير نفوسنا جميعا أكثر اجتهادا بالنسبة للشريعة المقدسة بإتضاع واشتياق جماعى.
ولكننى أود أن تعوا جيدا بما أرى أنه جيد الإلمام به بصفة عامة، وهو أنّ إهتمامى الرئيسى الآن هو أن أزين بالمبانى الجليلة تلك المواضع المقدسة التى حررتها، بترتيب من الله، من الأوثان المشينة([111]) كما من عبء ثقيل فى الحقيقة. تلك المواقع المكرسة فى الحقيقة منذ البداية لغرض الله ولكنها تقدستْ بأكثر جلاء منذ أن ظهر للنور دليل آلام مخلصنا.
لذلك صار لفطنتكم أن تقوموا بالترتيبات وتوفير مؤون كل شىء ضرورى لكى ما يكون مبنى الكنيسة ليس فقط أروع بناء فى ذاته عن أى مبنى آخر فى أى مكان، بل أيضا لتكون بقية أجزائه أروع من أى مبنى فى كل المدينة. أما بالنسبة للصناع وتنفيذ الحوائط فاعلم أننا قد عهدنا بهذه الأمور إلى صديقنا دراكليان Dracilian مندوب الحكام المشهورين، وإلى حاكم المقاطعة. لأننى أمرتُ أن يرسلوا لقدسك فى الحال كل ما هو ضرورى للبناء مهما كان من مهرة وصناع وكل شىء آخر تخطرهم به. وبالنسبة للأعمدة أو الرخام مهما تراه يكون أكثر قيمة وفائدة، اُكتب لنا عنه بعدما تفحص الأمر بنفسك. حتى متى علمنا من خطابك مقدار الأشياء المطلوبة، ومن أى نوع يلزم، تُنقَل لكم من سائر الأماكن. لأنه من اللائق أن يزين أكثر الأماكن فى العالم عجبا بما يليق بكرامته. ولكننى أود أن أعلم منك ما إذا كان يلزم أن يكون قبو vault البازيلكا مزخرفا أم مشيدا وفقا لتصميم آخر لأنه إذا كان سيزُخرَف فمن اللائق تزيينه بالذهب. ويبقى من قداستكم أن تُعلِموا الضباط السابق ذكرهم بأسرع ما يمكن كم من الصناع والمهرة يلزمكم وما مقدار النقود التى تحتاجها واللازمة للنفقات. وأحرص فى نفس الوقت أن تبلغنى سريعا ليس فقط بشأن الرخام والأعمدة، ولكن أيضا بشأن حليات القبو، وبما تراه لازما ليكون أكثر جمالا. ليحفظك الله أيها الأخ الحبيب.".
(1/9/13) وإذ كتب الإمبراطور أيضا رسائل أخرى ذات سمة بليغة ضد أريوس وأنصاره أمر بأن تُذاع فى كل المدن، معرّضا إياه للإزدراء ومعنفا إياه بسخرية.
(1/9/14) وعلاوة على ذلك، إنتقد وهو يكتب إلى النيقودوميين ضد يوسيبيوس وثيوجنيس سوء سلوك يوسيبيوس([112]) ليس فقط لأنه اريوسى ولكن لأنه أيضا كان معروفا جيدا للحاكم فيما سبق بأنه قد تآمر بخيانة ضد شؤونه. وحضهم على إختيار اسقف آخر بدلا منه.
ولكننى أظن أنه من السخف أن أدرج هنا الخطابات الخاصة بهذه الأمور بسبب طولها، فمن يريد ذلك يمكنه أن يجدها فى موضع آخر ويقرأها بعناية. فهذه الملاحظات كافية بخصوص هذه الأعمال
.
الكتاب الأول: الفصل العاشر
(الإمبراطور يستدعى أيضا اكسسيوس اسقف النوفاتيين)
(1/10/1) ويحثنى اجتهاد الإمبراطور على أن أذكر أيضا مناسبة أخرى، تعبّر عن فكره وتخدم فى إظهار كم كان يرغب فى السلام. فإذ كان يسعى إلى حفظ الوئام الكنسى، دعا أيضا إلى المجمع اكسسيوس Acesiusاسقف النوفاتيين([113]).
فلما صدر إعلان الإيمان كتابة وتم التوقيع عليه من قِبل المجمع، سأل الإمبراطور اكسسيوس ما إذا كان هو أيضا يوافق على التسوية الخاصة بيوم عيد القيامة الذى يجب مراعاته، أم لا. أجاب "يا ملكى، المجمع لم يقرر شيئا جديدا لأننا نراعى ذلك منذ أيام الرسل إلى الآن. فقد استلمتُ أنا بالتقليد تعريف الإيمان، ووقت الإحتفال بالفصح". فسأله الإمبراطور إذن متى ولأى سبب انفصلتم عن الشركة مع بقية الكنيسة؟.
(1/10/2) فروى له ما قد حدث أيام اضطهاد داكيوس([114]) Decius، وأشار إلى شدة ذلك القانون الصارم الذى ينص على أنه ليس من الصواب لأشخاص قد أخطأوا بعد المعمودية خطية كتلك التى عبَّر عنها الكتاب المقدس "خطية للموت"([115])، أن يُعتَبروا جديرين بالشركة فى السرائر μυστηρίων. الإلهية . إنهم يحتاجون فعلا إلى التوبة، ولكنهم لا يتوقعونها من الكاهن بل من الله القادر والذى له السلطان على مغفرة الخطايا.
(1/10/3) وعندما تكلم اكسسيوس هكذا قال له الإمبراطور "خذ سلما يا اكسسيوس واصعد إلى السماء وحدك"([116]).
(1/10/4) ولم يذكر يوسيبيوس بامفيليوس ولا أى شخص آخر هذا الأمر، ولكننى سمعتُ ذلك من رجل شيخ طاعن فى العمر بعيدٌ تماما عن أى زيف كان يروى ببساطة ما قد جرى فى ذلك المجمع.
(1/10/5) ومنها أخمن أن أولئك الذين عبَروا فى صمت على هذه الواقعة قد فعلوا ذلك مدفوعين بالدوافع التى تؤثر على كثيرين من المؤرخين الآخرين، إذ أنهم يتحاشون ذكر حقائق هامة فى أغلب الأحيان إما من باب التحامل ضد شخص ما أو من باب المحاباة لصالح آخرين ([117]).
****
المراجع
[87] - أنظر الهامش السابق.
[88] - أنظر هامشنا 91 عاليه.
[89] - أنظر هامش 92 عاليه.
[90] - نلاحظ هنا العرف السائد فى كرسى الأسكندرية، وقبل أن يُقنن بقانون من مجمع نيقية فيما بعد (انظر قانون رقم 6 من مجمع نيقية)، قيام "اسقف الأسكندرية" عمليا بمهام "بطريرك القطر المصرى" قبل تبلور وبروز هذا اللقب فى الاستعمال لاحقا حيث كانت الأسكندرية عاصمة للقطر المصرى كله آنذاك.
[91] - انظر هامشنا 105 عاليه
[92] - لنا هنا وقفة طقسية على الجملة الختامية من رسالة أساقفة يغطون سائر أنحاء العالم المعمور آنذاك على النحو الذين يجعلنا ننعتهم بكل أمان بالدوليين، والتى تقول " ولإلهنا ضابط الكل وربنا يسوع المسيح والروح القدس المجد إلى الأبد آمين". مما يعنى أنها كانت سائدة منذ أمد بعيد ورغم قرون الإضطهاد الدموى المرير والإبادة البدنية والمعمارية لبيوت الصلاة، وكيف أن هذه الجملة ما زالت قائمة فى ليتورجياتنا إلى اليوم.
[93] - أى فى وقت كتابته لهذا التاريخ ما بين نفى نسطور وقبل اصدار سوزمينوسوس لعمله(حوالى 443م). أو بين 439م(حيث توقف سرده) وبين 443م.
[94] - شاعر يونانى قديم من القرن الثالث قبل الميلاد.
[95] - هذا المفهوم ترديدٌ لعقيدة عامة شائعة فى الكنيسة الشرقية، وما زالت، وهى أن المجامع المسكونية مُلهَمة بنفس إلهام كتبة الأسفار المقدسة، ومن ثمة سقراتيس يعكس هنا، ببساطة، مفهوم عصره ومنطقته.
[96] - فيلسوف من القرن الثالث الميلادى ألَّف كتبا(لم تصلنا) ضد المسيحية، أنظر عنه يوسيبيوس، "ت.ك."، 19:6. وسيعود سقراتيس فيذكره وكتاباته فى ك23:3.
[97] - أنظر: "حياة .."، 17:3- 19.
[98] - الكلمة الواردة هنا تعنى "أسبوع الآلام".
[99] - من المعلوم أن السنة اليهودية سنة قمرية، ومن ثم يبدا شهر الفصح لديهم – كما يقول زينوس - من اليوم الخامس من مارس وينتهى فى اليوم الثالث من ابريل. وقد يحدث أحيانا أن يبدأ فصحهم قبل الاعتدال الربيعى(وهو بداية السنة الشمسية)، لدرجة أنهم يحتفلون بالفصح مرتين فى نفس السنة الشمسية. ولكن لما كانت سنتهم الخاصة بهم قمرية، فإنهم بالطبع لا يحتفلون بالفصح بتاتا مرتين فى نفس السنة القمرية، من وجهة نظرهم.
[100] - "أيام القيامة" هى التى يُعبر عنها فى كتابات أخرى من ذات الحقبة(مثل عمل كاسيونوس) "بالخماسين المقدسة" والتى تمتد من يوم القيامة إلى عيد البنطقستى(أو العنصرة). وهى بالفعل أيام لا يُصام فيها بتاتا أى نوع من الصيام الجمعى أو الفردى، الجهرى أو الخاص.
[101] - يقول زينوس (فى هامشه 183) أن فاليسيوس يرى أن هذه الرسالة فى موضع خطأ، فهى تُلمِّح إلى موت ليسينيوس كحدث حديث، ومن ثم يعتقد أنها لابد أن تكون قد كُتِبَت حوالى 315-316م، أى قبل مجمع نيقية بعشر سنوات. انظر: يوسيبيوس، "حياة.."، 46:2.
[102] - الإشارة هنا ليس فقط الى ليسينيوس ولكن بالطبع الى دقلديانوس ومن قبله.
[103] - الكلمة هنا تعنى "المرتد" وهى التى يُعبَّر عنها أيضا "بالجاحدين"، وهم الفئة التى بسببها ظهرت "شيعة النوفاتية" فى الغرب والتى مثَّلت الموقف المتشدد من جهة قبولهم، وقد واجهها القديس كبريانوس، وكذا الآباء الكبادوكيين العظام، وآباء الأسكندرية. وها نحن نرى تأثير الفكر المسيحى الشرقى على موقف قنسطنطين فى عبارته هنا "عن خوف أو عدم إيمان" وكيف يشجعهم بالعودة إلى الأحضان الأبوية، وإلى حضن الكنيسة الجامعة.
[104] - تعود هذه الوظيفة إلى التقسيم الإدارى للإمبراطورية الرومانية الشرقية منذ قنسطنطين الأول حيث كانت تنقسم إلى اربع مناطق وكل منطقة تشتمل على عدة مقاطعات أو أقاليم. ومن ثم كان يُطلق على "الحاكم الإدارى" لهذه المنطقة هذا اللقب. وبالتالى لا يمكن أن نعادله سياسيا ولا إداريا بلقب محافظ حاليا، ولا يمكن تشبيهه، كما قال أحدهم برئيس وزراء. وإنما يكفى للإشارة إليه بأنه من الوظائف الأعلى فى الهرم السياسى والإدارى آنذاك.
[105] - "حياة.."، 36:4.
[106] - يقصد القسطنطينية.
[107] - "الوكيل المالى" διοικήσεως καθολικόν. يقول زينوس (فى هامشه 185) أن هذه الوظيفة كانت خاصة بالكنيسة الشرقية، وأن أقرب معادل لها فى الكنيسة الغربية هو vicar-general ولكن ليس بالمعنى الاصطلاحى لقارىء اليوم للكلمة، وأنه تبنى ترجمتها كما فى المتن بـ financial agent. أنظر: يوسيبيوس، "ت.ك."، 10:7 . وجدير بالذكر أيضا أن المصطلح الكنسى الشهير جدا "إيبارشية" (διοίκησις ) قد نشأ أيضا فى عهد قنسطنطين، كما هو ثابت من رسائله. أنظر: "حياة .."، 36:3
[108] - أنظر: "حياة.."، 30:3.
[109] - يقصد "القبر المقدس"، الذى بالقرب من الجلجثة، المعروف على نطاق عام بقبر المخلِّص.
[110] - أى ليسينيوس.
[111] - كان هادريان الامبراطور قد شيَّد معبدا لفينوس على جبل الجلجثة.
[112] - النيقوميدى.
[113] - نسبة الى نوفاتس الذى رفض قبول توبة الذين سقطوا أيام الاضطهاد، وبخروا وقدّموا الذبائح للأوثان، وتبعه البعض وكونوا شيعة بإسمه. أنظر، يوسيبيوس، "ت.ك."، 43:6.
[114] - امبراطور رومانى(249-251م).
[115] - يوحنا 16:5.
[116] - أنظر: سوزمينوس، 22:1 (تحت الطبع، للمعرب).
[117] - ذكر المترجم الانجليزى فى مقدمته أن بعض الدراسين ذهبوا إلى أن سقراتيس كان ينتمى إلى النوفاتيين، وفعلا ورد نفس الرأى لأحد الكتّاب الحديثين دون الاشارة أو التعليق كما فعل المترجم وكأنه من باب التقرير وليس التخمين. ولكن من ذِكر سقراتيس للواقعة عاليه وتعليقه عليها، يتبين صحة رأى المترجم فى مقدمته من أن سقراتيس كان يتوخى على قدر ما أمكنه الموضوعية فى عمله، ومن ثم لم يتردد فى ذكر محاسن طرف متى وُجِدت حتى لدى مَن يختلف معهم.
[1] - أبقيتُ على هذه العبارة كما وردت فى نص سقراتيس للتعرف على أسلوب تعبيره، ولكن المقصود بها اهتداء الحبشة على يد فرومنتيوس. وكما قلنا، ينقل سقراتيس وسوزمينوس أحداث هذه الحقبة عن روفينوس اساسا و"حياة قنسطنطين" ليوسيبيوس القيصرى ثانيا. أنظر عن هذه الواقعة، روفينوس ك 10: 9و10
[2] - لقد تبنى يوسيبيوس لقب بامفيليوس Pamphilus فى اسمه، نسبة إلى بامفيليوس اسقف قيصرية، كعلامة احترام واعتزاز بصداقته أنظر: McGiffert, Prolegomena in Vol. I., Second Series of Post-Nicene Fathers. ويرى البعض أن "بامفيليوس" تعنى بصفة عامة "المحبوب".
[3] - ينتهى "ت.ك." ليوسيبيوس عند موت ليسينيوس سنة 323م. ويُعتبر عمله "حياة قنسطنطين" إلى حد ما تكملة لعمله هذا. ومع ذلك، كما لاحظ سقراتيس، هذا العمل الثانى هو فى الواقع تقريظ أو مديح أساسا لقنسطنطين، ومن ثم لا يمكن اعتباره تكملة لتاريخه الكنسى بالمعنى الدقيق من وجهة نظر سقراتيس، ولذلك حصر نفسه فى تكملة الأحداث التى سقطت من فترة يوسيبيوس
[4] - يقول زينوس فى هامشه 111 أن سقراط قد أخطأ هنا لأن مكسيموس هرقليوس Maximianusالذى كان يدعى ايضا مكسيميان الكبير كان قد قُتِل بأمر قنسطنطين، فى جاليا Gallia سنة 310م. ومكسيموس قيصر، هزمه لسينيوس بعد ذلك بسنتين، ومات فى طرسوس (انظر فاليسيوس Valesius.
[5] - يُكتب اسمه أيضا بالشكل "غاليريوس".
[6] - أى سنة 305م غ أو 306 الآن. وتجدر الإشارة إلى أن الأولمبياد، هو التقويم الاغريقى القديم الذى كان متبعا فى أثينا، والشرق البيزنطى فى القرون الأولى لدى الكتّاب. وهناك بالطبع تقاويم عديدة لا مجال لمناقشتها هنا. ما يهمنى أن اشير اليه هنا فقط ضرورة العلم بالتباين فى حسابات هذه التواريخ حيث أنها جميعا مبنية على افتراضات، وليست حسابات ثابتة. ومن ثمة يلجأ الدارسون إلى وضع كلمة "تقريبا" أو "فى حوالى" أو "فى نحو" قبل أى سنة ينسبونها للحدث أو لشخص. وعلى سبيل المثال السنة الميلادية الغربية السائدة الآن فى التعامل هى ذاتها محل خلاف. هذا ويجعل الناشر الانجليزى لكتاب يوسيبيوس القيصرى"ت.ك."، تاريخ وفاة قنسطنطيوس الأب فى 25 يوليو 306م بيورك ببريطانيا. أنظر هـ 15 ص415، للكتاب ترجمة القمص مرقس داود.
[7] - prætorian soldiers هم بمثابة الحرس الخاص للإمبراطور. وكان يتم إختيارهم بعناية من بين قوات الفرسان والمشاة.
[8] - وترد أيضا بالشكل قليقية.
[9] - يقول زينوس فى هامشه 113(الكتاب المطبوع) أن العبارة πάντα περιέπων لا يجب أن تُفهَم حرفيا حيث كان هناك اغوسطسيان آخران هما قنسطنطين وماكسنتيوس، ومن ثم على الرغم من أنه اغسطس متقدم، لكنه لم يكن اوغسطس منفرد . أنظر جيبون، سقوط الامبراطورية..، ف 13.
[10] - أى لمكسميان.
[11] - عرف التاريخ الدينى للأمم المختلفة أمثلة متنوعة لهذا الرأى تبعا لمذهب الغازى، ونسبها الجميع إلى آلهة كل منهم، بدأ من ملوك ما قبل الميلاد وحتى الحملات الغربية على الشرق فى العصور الاسلامية والتى نُعِتَت "بالصليبية"!!، ولكنها جميعا كانت تُخفِى بالطبع أغراضها السياسية خلف الدين. تماما مثلما تخفى الدول حاليا اطماعها السياسية خلف شعار "نشر الديمقراطية" مثلا أو "حماية الأقليات"، بينما تمول وتدعم من طرف خفى الارهاب الدولى والمحلى والطائفى..إلخ
[12] - أى أيام كتابته هو لهذا التاريخ الذى إذا افترضته سنة انتهاء عمله على الأكثر، يكون حوالى سنة 444م على الأكثر.
[13] - أى حوالى 312م.
[14] - عن رواية هذه الأحداث، أنظر سوزومينوس 3:1. للمعرب.
جيدة فى NPNF ، م2، 1890م بمقدمة لزينوسZenos.


[1] - ألا يشعر القارىء لهذا التاريخ السحيق بأن التاريخ يعيد نفسه فى مواضع شتى وإن اختلف الغطاء الخارجى للنفس البشرية.
[2] - او خريسوبوليس.
[3] - البرابرة فى كتابات المؤرخين البيزنطيين فى القرون الأولى كان يُقصد بهم سائر الأمم التى خارج السلطان الرومانى، سواء الغربية أو الشرقية. لذلك وجدنا شعبا مثل الألمان كانوا داخلين فى هذه الكتابات ضمن "البرابرة". فهذا المصطلح يقابل "الأمم" عند اليهود، و"العجم" عند العرب. ولا يعنى بتاتا صفة الهمجية التى توحى بها الكلمة حاليا.
[4] - لقد حيىَّ الجنود أميرهم، عقب النصر، صائحين "امبراطور، أوغسطس"، وهكذذا فعل أيضا المواطنون عند دخوله الانتصارى للمدينة. ومن ثم ظهر أن قنسطنطين قد تمت تحيته بشكل رسمى على اساس أنه الحاكم المفرد للأمور.
[5] - كان ذلك بالطبع كما سنشاهده فى هذا العمل وفى سائر الاعمال التاريخية الأخرى، لفترة محدودة حيث ما لبث أن ثار الاضطهاد الاريوسى بكل شراسته والذى دام لفترة لا تقل عن الستين عاما بدءَا من أواخر عهد هذا الإمبراطور نفسه.
[6] - البابا بطرس الأول، الملقب بخاتم الشهداء(من الإكليروس) (302-311م) السابع عشر فى عداد باباوات الأسكندرية.
[7] - أو أرشيلاوس، وهو البابا الثامن عشر فى عداد باباوات الأسكندرية(311-312م).
[8] - هو البابا الكسندر(أو الكسندروس) الأول، البابا التاسع عشر من باباوات الأسكندرية (312-328م).
[9] - هنا سقراتيس أكثر وضوحا فى التعبيرات العقيدية عن سوزمينوس.
[10] - صاحب الهرطقة التى بإسمه والتى تذهب إلى أن الآب والإبن والروح القدس هم شخص واحد وليس ثلاثة أقانيم. فالآب أعطى الناموس فى العهد القديم، ثم ظهر هو نفسه بإسم الإبن فى التجسد، وبعد إن اختفى المسيح بالصعود، ظهر بإسم الروح القدس. فالثالوث هو ثلاث ظهورات متتالية فى التاريخ لشخص واحد، وليس ثلاثة اقانيم فى جوهر واحد. أنظر، يوسيبيوس ،"ت.ك."، ك6:7. ويقول زينوس (فى هـ119) أنه من غير المعروف لماذا دعاه سقراتيس هنا وكتاب قدامى آخرون منهم على سبيل المثال فيلاستريوس بالليبى. وقد تعددت الآراء فى هذا الصدد.
[11] - بيروت حاليا.
[12] - أف3:4.
[13] - 1كو 26:12.
[14] - نيقوميديا تقع حاليا في تركيا المعاصرة فى شمال غرب اسيا الصغرى.
[15] - أو اوزيوس. وهذا سيلعب دورا كما سنرى بعد موت اريوس فى نشر الاريوسية.
[16] - عن عدد مَن أيدوا اريوس، أنظر، روفينوس، 10:5:10 هـ50، للمعرب.
[17] - الله الكلمة.
[18] - 2كو 14:6.
[19] - يو1:1.
[20] - يو 11:1.
[21] - يو 2:1.
[22] - مز 1:44 حسب السبعينية(ط/ دير انبا مقار للمزامير). (وفى البيروتية: 1:45، "فاض قلبى بكلام صالح").
[23] - قارن، مز 3:109 سبعينية " مِنَ البطنِ قبلَ كوكبِ الصُبْحِ Εωσφόρον ولدْتُكَ". أنظر: ط/ دير أنبا مقار.
[24] - كو15:1.
[25] - عب3:1.
[26] - يو10:14.
[27] - يو30:10.
[28] - ملا 6:3.
[29] - عب 8:13.
[30] - عب 10:2
[31] - يوحنا 15:10
[32] - حرفيا حسب النص، وهذا الشاهد يُطابق فى المعنى أم 3:18 وهو فى الطبعة اليسوعية (وهى كما قلنا عن الفولجاتا اللاتينية لجيروم) " إذا دخل الشرير دخل الإزدراء". وفى الطبعة البيروتية "إذا جاء الشرير جاء الاحتقار". [المعرب]
[33] - 2تى17:2، 18
[34] - مت 4:24
[35] - لو8:21
[36] - 1تى 1:4
[37] - 1يو 10:3، 11
[38] - كان للبابا الكسندروس(الـ 19 فى عداد البطاركة) نحو سبعين رسالة، فُقِدت جميعا فيما عدا رسالتين. حُفِظت واحدة فى مخطوطات خاصة بأعمال البابا أثناسيوس الرسولى تحت عنوان "خلع أريوس واتباعه"، وترجع الى حوالى 319م. ويذكر ثيودوريت اسقف كيروس، واحدة أخرى مُرسَلة إلى الكسندروس اسقف بيزنطة، مكتوبة فى حوالى 324م، بعد إدانة مجمع الاسكندرية المحلى له.
[39] - أى إلى يوم كتابة سقراتيس لعمله هذا.33
[40] - يقول زينوس فى هامشه 142، أن فاليسيوس يرى أن تأكيد سقراتيس قد أخطأ فى تأكيده هذا، ذلك أن الميليتيين قد انضموا إلى الاريوسيين بعد مجمع نيقية، وأخذوا يكيدون المكائد ضد البابا اثناسيوس، كما يشهد هو بنفسه فى احتجاجه الثانى ضد الاريوسيين. ولا يبدو أن آباء مجمع نيقية قد عاملوهم بغير رأفة لتحالفهم مع الاريوسيين.
[41] - "الأنومية" من كلمة يونانية "ἀ(ν)- 'not' and ὅμοιος" تعنى "عدم التشابه""different ; dissimilar". أى "ليس مثل" كما يقول الأريوسيون، أى أنها الجناح الأكثر تطرفا للأريوسية. وهكذا ما أن تبدأ جرثومة أى بدعة فى البروز حتى يتولد منها بدع عديدة. وبالطبع برزت هذه الشيعة فى القرن الرابع الميلادى من رحم الأريوسية. وكان من قادتها كما سنرى اتيوسAëtius وأونوميوس Eunomius.

========================================
[1]- تقدر طبعة هارفارد the Greek Ecclesiastical Historians of the first six centuries of Christian Era, p. v"" أن نزوح النحوييَن هيلاديوس وأمونيوس(وكان أحدهما كاهنا فى معبد جوبيتر، والآخر فى معبد سيميوس) إلى القنسطنطينية كان فى أيام قنصلية تاماسيوس وبروموتوس طبقا لحوليات مارسيلينوس، والتى كانت فى السنة الحادية عشر للإمبراطور ثيودوسيوس [الكبير]. وعلى أساس تقدير هذا الكتاب من أن الصبية كانوا يوضعون بصفة عامة بين يدى النحويين فى سن العاشرة، فإن معنى ذلك – فى نظر الكتاب- أن يكون سقراتيس قد وُلِد فى حوالى 380م.
[2] - ويرى المرجع السابق مباشرة(فى p. vi)، أنه درس بعد ذلك البلاغة على يد ترويلوس معلم الفلسفة المشهور وبليغ القنسطنطينية. وأنه يُستدل على تلمذته هذه لترويلوس من حديثه المتكرر عنه وليس من تقرير محدد. ولكننى أختلف مع وجهة النظر هذه، حيث أن تكرار الحديث عن شخص لا يعنى بالضرورة التلمذة على يديه.
[3]- تتعدد ترجمات هذا المصطلح فى الكتابات العربية المختلفة: "معلم"، مدرسى، باحث، أكاديمى، المحامى، القانونى. غير أن معظم الباحثين يميلون فعلا إلى ترجيح المعادل القانونى لهذه الكلمة بالنظر إلى المهنة الأولى لسوزمينوس، وسقراتيس وكذلك زكريا البليغ حيث أنهم قد درسوا جميعا القانون المدنى وامتهنوا المحاماة لفترة طالت أو قصرت.
[4] - "الشرق" فى كتابات سوزمينوس وسقراتيس مقصود به ما يعرف الآن بدول الشرق الأوسط بتعبيرنا، ولا يشمل مصر.
[5] - "علمانيا" فى الكتابات المسيحية لا تعنى المفهوم السياسى الدارج اليوم فى المجال الحزبى العام، أى الشخص اللادينى، وإنما تعنى فى المجال المسيحى على وجه التحديد الشخص الذى لا يمتهن إحدى رتب الإكليروس الكنسية الرسمية بدءَ من شماس إلى البابا.
[6] - "يوسيبيوس" يرد أيضا فى الكتابات العربية بالشكل يوسابيوس، أو أوسابيوس. هو يوسيبيوس بامفيليوس اسقف قيصرية فلسطين وصاحب التاريخ الكنسى المشهور، والذى يُلقب بأبو التاريخ الكنسى. وقد تأرجح بين "الأرثوذكسية" وبين "الأريوسية".
[7] - عمل يوسيبيوس ينتهى أساسا عند سنة 325م.
[8] - هذا التاريخ توقف عنده أيضا سوزمينوس(انظر ترجمته للمعرب، قيد النشر فى هذه السلسلة)، فى الجزء الذى وصلنا حتى الآن، رغم أنه كان مخططا أن يعرض التاريخ إلى سنة 450م. وجدير بالذكر أن ثيودوسيوس الصغير أو الثانى قد تُوفى فى حوالى عام450م.
[9] - أو جوليان، أو يوليان.
[10] - أو يوفيان.
[11] - عكس يوسيبيوس كما قلتُ، وإن كان سقراتيس هنا يحاول إثبات عكس هذا الرأى السائد عن يوسيبيوس القيصرى كما سنرى فى ك 21:2.
[12] - أى أتباع مقدونيوس الهرطوقى. أنظر"الفكر البشرى الدينى المناوىء للحق الإلهى المسيحى"، مذكرات لأحد الرهبان.
[13] - رأى كثيرون من آباء الكنيسة أن رواد فلاسفة اليونان قد اطلعوا على اسفار العهد القديم، أو على الأقل على الأسفار الخمسة الأولى ومن ثم استقوا منها معارفهم الأساسية.
[14] - يُكتب أيضا سقراط.
[15] - اختلف مع سقراتيس فى هذا الرأى. لأنه أيضا فى فترات السلام يمكن للمؤرخ أن يكتب عن عمل الله فى كنيسته فى هذه المرحلة وكيف جعلها سلامية. كما يمكن أن يسجل انجازات الملوك الحضارية، وأعمال قادة الكنائس ورجالها، وأنواع الفنون والثقافات التى سادت. بل أنه، كما نرى فى تاريخ سوزمينوس، عندما ساد السلام فى الدولة، ثارت المتاعب فى داخل الكنيسة من جديد، وذلك على عكس نظرية سقراتيس هنا. وعلى أية حال ما أجمل التنوع فى الآراء.
[16] - مؤرخ من ق9م.
[17] - هو المعروف لدينا بأوغريس البونطى، أحد الرواد الأوائل لرهبنة نيتريا، وقد تتلمذ على يدى القديس مقارة الكبير(المصرى) فى أواخر حياته ثم القديس مقاره المدنى (الأسكندرى). وكان بالاديوس صاحب "التاريخ اللاوسى" أحد تلاميذه. كما تأثر القديس كاسيان بكتاباته. وتتنوع اشكال اسمه فى الكتابات العربية المصرية والشامية، منها ايفاغريوس، ايفغاريوس، ايفجاريوس..إلخ.
[18] - هو صاحب العمل المشهور "بالتاريخ اللاوسى" ومن أوائل من سجلوا الحياة الرهبانية كتابة. أنظر "التاريخ الرهبانى فى أواخر القرن الرابع الميلادى"، للمعرب، نشر دار باناريون، ديسمبر 2013م.
[19] - هذه وجهة نظر المترجم الانجليزى.
[20] - ولماذا لا نعتبره تخصصا منه، والتخصص لا يكون قصورا.
[21] - فى الواقع هذا القصور الذى يراه زينوس يمكن معالجته من خلال كتابات مؤلفين آخرين. ولكننى لاحظت أن القصور فى السرد يمكن فى الحقيقة أن يُنسَب إلى معالجته لبعض الأحداث فى الكنيسة الشرقية ذاتها، وذلك فى تغطيته لمجمع افسس الأول ضد نسطور حيث أن تناوله لهذا المجمع كان بصورة مبتسرة للغاية وعلى نحو يظهره وكأنه متعاطف مع نسطور، رغم أن مراجع الحدث وشهود العيان ومضابط المجمع كانت جميعا فى متناول يديه. ونفس الشىء عن مجمع القسطنطينية الأول الخاص بالروح القدس. وعلى الرغم من اهتمامه فى بعض المواضع بالشأن العقيدى إلا أنه فى أغلب المواضع الأخرى كان يعبُر عليها سريعا، على العكس من سوزمينوس الذى ذكر صراحة أنه لا يجيد الشأن العقيدى.
[22] - ولم يتكلم عنه أيضا سوزمينوس. وكلاهما لم يتعرضا لبعض الأحداث الهامة فى التاريخ الرهبانى والكنسى فى مصر رغم توافر أعمال بالاديوس وروفينوس الأكويللى وكاسيان على سبيل المثال لا الحصر فى متناول اليد كما اتضح لى فى عمل سقراتيس، بل ولم يتعرضا لإيفاجريوس البونطى الذى كان شماسا بكنيسة القسطنطينية ولا ارسينيوس مهذب إبنى الإمبراطور ثيودوسيوس الكبير. الأمر الذى يجعلنى أرى أن عمله كان انتقائيا. على أية حال ذكر سقراتيس فى معرض حديثه أن اهتمامه الأساسى هو "الشأن الكنسى"، أى ليس "التاريخ المسيحى" الشامل.
[23] - فى الواقع هذه سمة عامة للشرقيين عموما حتى يومنا هذا، رغم إختلاف الأديان والمذاهب، وهو الميل إلى التفسير بالغيبيات.
[24] - عكس أسلوب المقريزى على سبيل مثال ومؤرخى العصور الاسلامية، وكذلك الكتبة الخلقيدونيين حتى أيامنا هذه.
 

 

 

 

 

 

This site was last updated 01/30/18