السلطان يلديرم أبا يزيد الأول

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

السلطان يلديرم أبا يزيد الأول

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل 

Home
Up
نظام حكم آل عثمان
قبيلة سليمان شاه
زعيم القبيلة أورطخاى
السلطان عثمان الأول
السلطان أورخان
السلطان مراد الأول
السلطان يلديرم أبا يزيد1
السلطان محمد الأول
السلطان مراد الثانى
السلطان محمد الفاتح
سقوط القسطنطينية
السلطان بايزيد الثانى
السلطان سليم الأول
السلطان سليمان 2 القانونى
السلطان سليم الثانى السكران
New Page 2315
New Page 2316
السلطان عبد الحميد2
New Page 2318
New Page 2320

Hit Counter

 

 

السلطان يلديرم بايزيد الأول ابن السلطان مراد 791-805هـ 
ولد حوالي عام 1345 وتوفي عام 1403، كان سلطان عثماني حكم بين عام 1389 و1402

كان السلطان مراد الأول يصحب أولاده معه فى القتال ويدربهم عملياً وعندما وقعت معركة كوسوفو كان  الأمير أبا يزيد الأول قد خاض الكثير من المعارك إلى جوار والده مراد .

 وفي معركة كوسوفو كان يقود جناح الميمنة، وكان أخوه يعقوب يقود جناح الميسرة، وفي تلك المعركة كان تكتيك جيش العثمانيون ناجح فى أطلاق المدفعية على أعدائهم ، ولما كان أبا يزيد على جانب عظيم من الشجاعة والإقدام فى قيادة ميمنة الجيش فلقبوه بيلديرم أي الصاعقة ، نظرًا لحركته السريعة بجيوشه وتنقله بين عدة جهات بمنتهى السرعة والألتفاف حول الجيوش المهاجمة ومفاجئتها وأختيار ارض المعركة .

أخ يقتل أخاه من أجل السلطنة

وقد بويع له في ميدان قوصوة (كوسوفو) بوصية من أبيه يوم قتله بعد أنتها معركة كوسوفو 791هـ/ 1389م ومباشرة قتل اخاه يعقوب خنقا ليمنعه من القيام بإنقلاب عليه والإستيلاء على السلطنة حيث كان عمره وقتئذ 30 سنة ، وبعد أن بايعه الجنود والوزراء عاد إلى بروسه (بورصة) ونقل معه رفات والده ودفنت في تربته هناك .

إخضاع ملك الصرب

 ثم أرسل قائده الشهير تيمور طاش باشا إلى حدود الصرب فاستولى على قره طوه وما حولها من البلاد وأدخل استفان ملك الصرب تحت طاعة الدولة وكان السلطان انتخبه ملكاً لبلاده بعد واقعة قوصوه المذكورة وترك له استقلاله بشرط دفع جزية معينة وتقديم عدد معلوم من الجنود وقت الحرب وطلب من السلطان على لسان قائده أن يتنازل بقبول أخته الأميرة مليجه لتكون زوجة للسلطان فقبل السلطان منه مطلبه وتزوّج بها .

وفي تلك التجريدة ( الحملة ) استولى القائد المذكور على يكيد وبوسنة ودخل فيروز بك مملكة الأفلاق غازياً ففتح وغنم ثم عاد إلى بروسه ظافراً غانماً.

 فأخضع اسطفان ملك الصرب، ثم فتح البوسنة، ومملكة الأفلاق.

وفي سنة 792هـ/ 1390م قاد السلطان أبا يزيد جيوشه بنفسه وغزا مدينة وقلعة آلاشهر الآسيوية التى كان يطلق عليها أسم فيلاد لفيا وكانت آخر مدينة مهمة بقيت من أملاك القسطنطينية في آسيا ، ثم ضمّ مملكة آيدين صلحاً وأعطى ولايتها إلى الأمير أرطغرل ، ولما استولى على سنجق صاروخان التى كان أسمها مانيسا  ألحقه بمقاطعة الأمير سليمان وهي قره سي .

 وتابع ضمّ إمارات الطوائف الشيعية التى كانت تابعة للمغول  ، فضمّ جهات آمد (ديار بكر) وآق سراي، وإزمير، وموغلا (منتشة) وأوشاق ودنيزلي ، وقد فثار 'علاء الدين' و قام بالهجوم على الحاميات العثمانية وأسر كبار قادة العثمانيين واسترد بعض الأراضى، فعاد 'بايزيد' بسرعته المعهودة وانقض كالصاعقة على 'علاء الدين' وفرق شمله وضم إمارة 'القرمان' كلها للدولة العثمانية وتبعتها إمارة 'سيواس' و'توقات' ثم شق 'بايزيد' طريقه إلى إمارة 'اصفنديار' التى تحولت لملجأ للأمراء الفارين من سطوته ، وطلب 'بايزيد' من أمير 'اصفنديار' تسليم هؤلاء الثوار فأبى فانقض عليه 'بايزيد' وضم بلاده إليه ، والتجأ الأمير ومن معه إلى 'تيمورلنك' .زحف بجيشه على نواحي الرومللي واستولى على مدينة سلانيك اليونانية مرة ثانية بعد أن حررها ملوك الروم من قبضة المسلمين ، ثم اتفقت البندقية وفرانسا وجنوة وإسبانيا سنة 796هـ/ 1394م، وأرسلت أساطيلها لإخراج العثمانيين من سلانيك فقاومتهم الجيوش العثمانية وولكنهم لم يستطيعوا هزيمة الجيوش العثمانية .


ملك المجر يستطيع فك حصار القسطنطينية
عاد السلطان أبا يزيد إلى بروسه ليعد جيشه لمعركة طويلة قرر فيها غزو القسطنطينية ، فحاصر السلطان أبا يزيد القسطنطينية سنة 793 هـ/ 1391م مدة سبعة أشهر، فأرسل الإمبراطور البيزنطي عمانويل الثاني باليولوغوس ليستغيث بملوك المجر والصرب وفرنسا ضد العثمانيين فقام ملك المجر، وهاجم صوفية وودين ونيكوبولي ، فإضطر السلطان أبا يزيد أن يفك الحصار عن القسطنطينية ويتوجه بجيوشه لمواجهة الأوروبيون في البلقان فهزمهم ، وهرب ملك المجر في زورق بنهر الطونة (الدانوب) وأسر العثمانيون عدّة آلاف من الجيوش الأوربية، واجتاز السلطان نهر الدانوب شمالاً، وغزا  رومانيا، وتابع إخضاع الإمارات البلغارية واليونانية ، ثم عاد إلى الأناضول فضم إمارات قسطموني وزونغل داغ وجانقري وجوروم، وسيواس.

حصار القسطنطينية للمرة الثانية موافقة الأمبراطور على شروط أبا يزيد
حاصر السلطان أبا يزيد مدينة القسطنطينية للمرة الثانية طوال صيف سنة 1395م، وفي سنة 798 هـ/ 1396م أنشأ السلطان قلعة (كوزالجه) أناضول حصار الشهيرة على الضفة الشرقية لمضيق البوسفور، وخضع إمبراطور القسطنطينية

1- إنشاء محكمة إسلامية وتعيين قضاه مسلمين بها للفصل فى شئون الرعية المسلمة بها .
2 - بناء مسجد كبير بها هو مسجد داود باشا والدعاء فيه للخليفة العباسي بمصر ثم السلطان 'بايزيد' وذلك كل يوم الجمعة .
3 - تخصيص 700 منزل داخل المدينة للجالية المسلمة بها , ويكون لهم قاض يحكم في نوازلهم.
4 - زيادة الجزية المفروضة على الدولة البيزنطية


معركة نيغوبولي 25 أيلول 1396م لتحرير أوربا من الغزو الإسلامى التركى
هاجم العثمانيون جزر وسواحل بحر إيجة التى كانت للاتين الكاثوليك ووصلت أخبار ما فعله العثمانيين مع أهلها ، فقامت الدول الأوروبية إلى تشكيل حملة لتحرير  الأراضي الأوروبية من العثمانيين , وشاركت في الحملة جيوش بابوية روما ، ومملكة فرنسا، ومملكة المجر، ومملكة إنكلترة، ومملكة بولونيا، وجمهورية البندقية، ومملكة قشتالة الإسبانية، ومملكة أراغون، وفرسان القديس يوحنا من جزيرة رودوس، وفرسان توتون، ومملكة النروج، ومملكة اسكتلندة، وجمهورية جنوة، والإمبراطورية الألمانية، واجتمع المجلس الحربي في بودابست، وانتخب ملك المجر سيغموند الأول قائدا عاما للجيوش، وقرروا خوض المعركة ضد العثمانيين ، كما قرروا أن يتابعوا زحفهم على القدس لطرد المماليك منها، وتحركت الجيوش المحتشدة من المجر، وعددها مائة وثلاثون ألفاً ، سنة 800 هجرية ، في شباط سنة 1396م ، ووصلت إلى قلعة نيغوبولي على الضفة الجنوبية لنهر الطونة (الدانوب)

ولكن بوادر الوهن والفشل قد ظهرت على الحملة مبكراً،ذلك لأن 'سيجسموند' قائد الحملة كان مغروراً أحمقاً لا يستمع لنصيحة أحد من باقى قواد الحملة وحدث خلاف شديد على استراتيجية القتال، 'فسيجسموند' يؤثر الانتظار حتى تأتى القوات العثمانية ، وباقى القواد يرون المبادرة بالهجوم، وبالفعل لم يستمعوا لرأى 'سيجسموند' وانحدروا مع نهر الدانوب حتى وصلوا إلى مدينة 'نيكوبولس' فى شمال البلقان.وصمدت القلعة نصف شهر بقيادة دوغان بك حتى وصلتها الإمدادات بقيادة السلطان أبا يزيد الأول الذي كان يقود سبعين ألف مجاهد ودخلت إلى القلعة من مدخل سرى لم يكد الصليبيون يدخلون المدينة حتى ظهر 'بايزيد' الصاعقة ومعه مائة ألف مقاتل كأنما الأرض قد انشقت عنهم، وكان ظهوره كفيلاً بإدخال الرعب والهول فى قلوب الأوربيين ، وأسفرت المعركة عن هلاك مائة ألف من الجيش الأوربى ، ووقع عشرة آلاف في الأسر، وهرب عشرون ألف، و من الذين هربوا الملك سيغموند، وملك بريطانيا هنري الرابع، وأمير البندقية، وقائد فرسان طولون، وأسر سبعة وعشرون قائدا أوروبياً منهم قائد الجيوش الفرنسية، وجين الجسور، والأمير هنري دى لورين.

أطلاق لقب سلطان الروم على أبا يزيد

كان الأنتصار ألخير له أعظم الأثر فى العالم الإسلامى، وارسل 'بايزيد' إلى كبار حكام العالم الإسلامى يبشرهم بالأنتصار كما أرسل لهم برهاناً هو العديد من أسرى النصارى ألوربيين كهدايا وسبايا لهؤلاء الحكام باعتبارهم دليلاً مادياً على ضخامة النصر وأرسل 'بايزيد' إلى الخليفة العباسى بالقاهرة يطلب منه الإقرار على لقب 'سلطان الروم' الذى اتخذه 'بايزيد' دليلاً على مواصلة الحرب الدينية ضد أوروبا حتى يغزوها كلها، ووافق الخليفة على ذلك، وهاجر كثير من المسلمين إلى بلاد الأناضول حيث الدولة العثمانية القوية المنتصرة .

حروبه فى الأناضول
وفي سنة 799 هـ/ 1397م غزا السلطان أبا يزيد الأول شخصيا مدينة أثينا عاصمة اليونان، وبعدها توجه إلى قونيا في الأناضول، وأخضع إمارة قره مان، وفي سنة 1398م أخضع صمصون، وسواحل البحر الأسود، وقضى على المبتدع القاضي برهان الدين، وأخذ من المماليك سنة 1399م حصن منصور (آدي يمان) ومدينة ملاطية، والبستان، ووصل إلى الفرات، وأخضع خربوط وأرزنجان.
ونظرا لما أحرزه السلطان أبا يزيد من انتصارات لقبه الخليفة العباسي المتوكل بن المعتضد بلقب: سلطان أقاليم الروم.

حصار القسطنطينية للمرة الثالثة
بعدما حقق السلطان أبا يزيد الأول انتصارا عظيما في معركة نيغوبولي حاصر القسطنطينية للمرة الثالثة سنة 799 هـ/ 1397م، ثم رفع الحصار، ولما وجد ألأمبراطور  أن السلطان العثمانى ابا يزيد لن يهدأ حتى يستولى على القسطنطينية قام الإمبراطور البيزنطي عمانويل الثاني بالتجول في أوروبا مدة 13 شهرا طلبا للنجدة

حصار القسطنطينية للمرة الرابعة

 حاصر السلطان أبا يزيد القسطنطينية للمرة الرابعة سنة 1401هـ/ 1399م، وجاء هجوم تيمور لنك على الأناضول، فرفع السلطان الحصار عن القسطنطينية.

معركة أنقرة وهزيمة العثمانيين ووقوع السلطان أبا يزيد وأبنه أسيراً
أغار تيمورلنك على السلطنة العثمانية بالتعاون مع البيزنطيين في طرابزون والقسطنطينية، وأمراء الطوائف الباطنية ( الشيعية ) في الأناضول، فتصدى له السلطان أبا يزيد الأول قريباً من مدينة أنقرة سنة 804 هـ/ في 28 تموز سنة 1402م، وفي الميدان تخاذلت جيوش آيدين ومنتشا وصاروخان، وانضم أمراء التركمان إلى الجيش المعادي بقيادة تيمورلنك، وهرب جنود الصرب، ولم يبق مع السلطان إلا الانكشارية وعددهم عشرة آلاف وبعض عساكر الرومللي. وأسفرت المعركة عن مصرع أربعين ألفاً من جنود تيمور لنك، وعن هزيمة العثمانيين، ووقع السلطان أبا يزيد مع ابنه موسى جلبي أسيراً في يد تيمورلنك بمنطقة جطل تبة ، فوضعه في قفص مدة سبعة أشهر و12 يوماً حتى مات أسيراً في مدينة آق شهر قرب قونية في الثالث من آذار سنة 805 هـ/ 1403م ، ويقال: أن تيمور لنك دسّ له السمّ، ونقلت جنازته إلى بروسة، ودفن بالجامع الذي شيده فيها.
وكانت مساحة السلطنة العثمانية قد بلغت في عهده تسع مائة واثنين وأربعين ألف كيلو متر مربع، يوجد منها أربع مائة وواحد وأربعون ألف كيلو متر مربع في القارة الأوروبية، ونحو نصف مليون كيلو متر مربع في آسيا.

أنقسام السلطنة إلى إمارات
ترك السلطان أبا يزيد تسعة أولاد هم حسب تسلسل أعمارهم: سليمان الأول (1375 - 1410م) وولاية عهده من سنة 1489م حتى 1402م، ومدة سلطنته سبع سنوات، وعيسى جلبي في بورصة وتوقات وسيواس (1378 - 1405) ومصطفى جلبي (1380 - 1422م) ومحمد الأول في أماسيا (1382 - 1421م) وموسى جلبي (1388 - 1413م) وشهزاده قاسم (1397 - 1417م) وشهزاده حسن وفاته سنة 1403م .

وقد حرض تيمور لنك أبناء السلطان أبا يزيد على الاختلاف، وأعاد الاعتبار إلى أمراء الطوائف، ولاسيما أتباع نحلته الفاسدة، ولذلك تمزقت السلطنة العثمانية، وصارت إمارات، فاستمرت إمارة سليمان الأول في أدرنة في البلقان من سنة 1402 حتى سنة 1410م، وإمارة موسى جلبي في البلقان من سنة 1410 حتى سنة 1413م، ودامت مرحلة التمزق العثماني مدة عشر سنوات وأحد عشر شهرا وثمانية أيام، ثم اعترف الخاقان شاه رخ بن تيمورلنك بسلطنة محمد جلبي بن أبا يزيد في آماسيا، وبذلك انتهى عهد الفترة الخالية من سلطان موحد للسلطنة العثمانية.

ثم استولى العثمانيون على قلعة يكيشهر ولما عاد السلطان إلى بروسه بلغه أن الإمبراطور باليولوغوس اتفق مع ملوك المجر والصرب وفرنسا عليه وإنهم سيهاجمون بلاده قريباً ولهذا استعد سريعاً وعبر بحر مرمرا قاصداً أدرنة ثم تقدم بجيشه وحاصر القسطنطينية وركب عليها المنجنيقات وفي خلالها ساق ملك المجر جيشاً على صوفية وودين ونيكويولي فالتزم السلطان أن يرجع عن القسطنطينية ليقابل جيش المتحدين ولما التقى الجمعان هزمهم شر هزيمة وهرب ملك المجر في زورق بنهر الطونة وأخذ العثمانيون عدّة آلاف من الأسرى وغنموا غنائم وافرة ويقال إن قتلى جيش المتفقين بلغوا 80 ألفاً.

وفي سنة 798 هـ أرسل السلطان يلديرم بايزيد تحسين بك ابن تيمور طاش باشا إلى ضواحي الإستانة فاستولى على حصار شبلة وتقدّم داخل سنجق قوجه ايلي حتى وصل إلى مضيق البحر الأسود وهناك أنشأ قلعة أناضول حصار الشهيرة ولما خاف إمبراطور القسطنطينية من تقدّم السلطان بايزيد مع عدم مقدرة من يتصدى له من ملوك أوروبا الذين استجار بهم أرسل جملة هدايا يستجلب بها رضا السلطان متعهداً ليدفع جزية سنوية معينة وعجل بدفع جزية سنة ورضي بأن يسكن المسلمون القسطنطينية وأن يكون لهم بها مسجد وقاض يحكم في نوازلهم وكان ذلك على يد علي باشا الصدر الأعظم.

ولما علم ملك بخارى بما حازه العثمانيون من الانتصارات بعث يهنئ السلطان وأرسل له سيفاً مرصعاً نفيساً سنة 800هـ لما أوتيه من الفتوحات الباهرة إذ كانت العادة جارية إذ ذاك بأنه متى انتصر السلطان على أعدائه أخبر ملوك الإسلام المعلومين بتلك الانتصارات بمكاتيب يرسلها لهم ولقبه أيضاً الخليفة العباسي بمصر المتوكل بن المعتضد بلقب سلطان أقاليم الروم وفي تلك الأثناء غزا أطراف البلغار ومقدونيا وبحيثجزيرة مورة ومدينة أثينا وجهات ترحاله واستولى على معظم تلك الجهات.

ثم تفرغ بعد ذلك للاستعداد لحصار القسطنطينية مرة ثانية وبينما هو يهتم في ذلك إذ أغار تيمورلنك على المملكة العثمانية فاستعد السلطان لملاقاته وجمع جنوده وذهب فعسكر قريباً من مدينة أنقرة ولما استعد الطرفان للقتال ووقعت العين على العين انفصل جنود آيدين ومنتشا وصاروخان الذين بجيش العثمانيين وعددهم خمسون ألفاً وانضموا إلى تيمورلنك لوجود أمرائهم الأصليين الذين استولى العثمانيون على بلادهم معه وكانوا التجؤا إليه لما شاهدوه من بأسه فضعفت بذلك قوّة العثمانيين جداً وداخلهم الخوف ووقع الخلل في صفوفهم ولم يبق لهم إلا الانكشارية وعددهم عشرة آلاف وعساكر الرومللي.

ولما اشتعلت نيران الحرب انهزم العثمانيون هزيمة منكرة ووقع السلطان بايزيد مع ابنه أسيراً في يد تيمورلنك فلم يقتله وأكرم مثواه وفي رواية أنه أهانه وأبقاه بطرفه ثم انتشر التتار في داخل المملكة العثمانية يخربون وينهبون ما أرادوا وقد كانت هذه الهزيمة سبباً في تراكم الهموم على السلطان فأصابه مرض توفي به سنة 805 هـ .

وصرح تيمورلنك للأمير موسى جلبي ابنه بأن يدفن أباه في مقابر سلاطين العثمانيين فنقله إلى بروسة ودفنه بالجامع الذي شيده فيها وهذا دليل على احترام تيمورلنك للسلطان بايزيد وترك المرحوم المشار إليه من الأولاد سبعة وهم أرطغرل وموسى جلبي وسليمان وعيسى ومحمد ومصطفى وقاسم.

وكان السلطان بايزيد رحمه الله من خيار الملوك وبطلاً من أشجع الأبطال وكان عليّ الهمة قوي النفس وساد الأمن في أيامه حتى كان الرجل يصادف الحمل من البضاعة مطروحاً في الطريق فلا يتعرض له وكان شديد البطش محباً للفتوحات فتح عدّة مدن لم تصلها جيوش العثمانيين من قبله.

فاصلة السلطنة

وقائع الدولة بعد واقعة أنقرة 805-816 هـ:

قد كان تيمورلنك بعد غلبته على العثمانيين يقصد تمزيق دولتهم وتفريق جامعتهم وأن لا تقوم لهم بعد ذلك قائمة ولهذا ساعد أمراء بلاد الأناضول على استرجاع البلاد التي كانت لهم سابقاً وافتتحها العثمانيون ثم قامت المنازعات في السنة التي مات فيها بايزيد بين أولاده بخصوص الجلوس على كرسي السلطنة وانضم إلى كل شيعته فذهب سليمان إلى بروسه ووضع يده على بيت مالها ثم توجه إلى أدرنة وجلس على تخت السلطنة المضطربة الأركان بمساعدة الجنود ووقعت الفوضى في بر الأناضول ونازل أولاد السلطان فيها بعضهم بعضاً ووقع الأمير موسى في يدل المغول واختفى الأمير عيسى بمكان ببروسة ثم أعلن سلطنته بمساعدة الوزير تيمور طاش وذهب الأمير محمد إلى أماسيا منتظراً سنوح الفرصة وكان تغلب على عسكر المغول في بعض الوقائع واسترد منهم بعض المدن.

ثم إن الأمير سليمان التجأ إلى أمبراطور القسطنطينية أمانويل الثاني خوفاً من المغول واتفق معه على أن يمدّه بالجنود والأموال ليقبض على زمام السلطنة وتنازل له في مقابلة ذلك عن بعض جهات منها سالونيك وتزوج إحدى قريبات الإمبراطور ولما بلغ موسى جلبي انتصار السلطان محمد بالأناضول واشتباكه في الحروب مع التتار وغيرهم تقدم هو نحو بروسه يريد الجلوس على تختها ومما زاد الحالة ارتباكاً والأمور صعوبة أن أولاد السلطان بايزيد كانوا يستعينون بتيمورلنك على بعضهم فكان يحرضهم على مقاتلة بعضهم ليخربوا بيوتهم بأيديهم وبعد أن تمكن تيمورلنك من تمزيق شمل المملكة العثمانية ورد غالب الأمراء الذين انتزع منهم العثمانيون بلادهم إلى ممالكهم وأطاعته آسيا الصغرى بأكملها داخلة الطمع لحب الاستكثار من الدنيا فسار يقصد بلاد الصين الغنية ليخضعها لسلطنته إلا أن المنية لم تمهله إذ مات في سن متقدم بإحدى مدن إقليم خوقند 807هـ1404 م .

وبعد أن ترك تيمورلنك بلاد الأناضول استمرت المقاتلات بين من بقي من أولاد السلطان وقتل الأمير محمد أخاه الأمير عيسى بعد أن حاربه عدة مرات وبذلك خلصت جميع آسيا الصغرى للأمير محمد بلا منازع ثم تمكن بعد ذلك من استخلاص أخيه موسى وكان عند أمير كرميان سلمه إليه تيمورلنك قبل سفره وأوصاه بالمحافظة عليه ثم إن الأمير محمد جهز لأخيه عيسى جيشاً عظيماً وأرسله إلى أوروبا لمحاربة أخيه الأمير سليمن الذي كان استقل بها إلا أنه لم يتمكن من قهره بل عاد مهزوماً إلى آسيا ثم جمع جيشاً آخر ودعا به إلى أوروبا واقتتل مع أخيه سليمان خارج مدينة أدرنة وقتله 813هـ ثم أغار موسى على بلاد الصرب معاقباً لأهلها في خروجهم عن الطاعة وقهر ملك المجر سجسموند لأنه أراد صده عن الدخول إلى بلاد الصرب ثم إن الأمير موسى داخله الطمع والكبرياء لما أوتيه من النصر فعصى أخاه محمداً وأراد الاستقلال ببلاد الدولة التي بأوروبا وحاصر القسطنطينية يريد فتحها لنفسه فاستنجد ملكها بالأمير محمد فأتى إليه مسرعاً وقاتل أخاه حتى ألزمه برفع الحصار عنها ثم تحالف الأمير محمد وملك القسطنطينية وملك الصرب وأخذوا في نصب المكايد والحيل للأمير موسى حتى تفرق عنه جيشه وغالب قواده ثم قبض عليه أخوه وقتله 826 هـ وبذلك انفرد الأمير محمد بالسلطنة العثمانية بلا منازع.

****************************************************************************************************************

المـــــــــــراجع

(1)  دراسة لتاريخ سقوط ثلاثين دولة أسلامية  - دكتور عبد الحليم عويس 

(2) مختصر التاريخ العثماني الأول منذ سليمان شاه حتى نهاية عهد السلطان محمد الفاتح : د . محمود السيد الدغيم باحث أكاديمي سوري جامعة لندن
كلية الدراسات الشرقية والإفريقية SOAS
 - نشرت هذه الواحة في ملحق التراث في جريدة الحياة، الصفحة : 15، وذلك يوم السبت 30 نيسان/ إبريل 2005م -

(3) لخريدة النفيسة فى تاريخ الكنيسة ج2 للأسقف الأنبا أيسذورس ص 456 - 458

 

This site was last updated 12/04/08