Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

تاريخ سلاطين آل عثمان

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس بها تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
نظام حكم آل عثمان
قبيلة سليمان شاه
زعيم القبيلة أورطخاى
السلطان عثمان الأول
السلطان أورخان
السلطان مراد الأول
السلطان يلديرم أبا يزيد1
السلطان محمد الأول
السلطان مراد الثانى
السلطان محمد الفاتح
سقوط القسطنطينية
السلطان بايزيد الثانى
السلطان سليم الأول
السلطان سليمان 2 القانونى
السلطان سليم الثانى السكران
New Page 2315
New Page 2316
السلطان عبد الحميد2
New Page 2318
New Page 2320

*************************************************************************************************************

السلطنة العثمانية هم عبارة عن قبائل رحل نازحة لم تمتلك أراضى أنشأت أفرادها على القتال لحماية القبيلة من هجمات قبائل أخرى أنضمت هذه القبائل إلى دولة السلاجقة فى البداية لأنهم كانوا من السنة المسلمين وحاربوا معهم فى جبهتين الأولى ضد المغول الشيعة المسلمون  والجبهة الثانية ضد البيزنطيين المسيحيين الذى بلغ بهم الضعف أن بلادهم سقطت قطعة وراء قطعة أمام زحف هذه القبائل

*************************************************************************************************************

لعثمانيون هم قبائل الغز (أوغوز) التركمانية كان زعيمها  عثمان أو فيما يسمى بالأتراك: وقد قامت هذه القبائل بغزو تركية (البلقان و الأناضول) وأحتلت أراض واسعة أخرى، مابين سنوات 1280-1922 م.

وقد أتخذت هذه القبائل التركية شكل الدولة بعد سقوط حلبفتهم دولة السلاجقة السنية بعد هزيمتهم من المغول الشيعة وتحول قمة هذه القبائل التركية الغازية النازحة من شيخ أو زعيم القبيلة إلى سلطان فى عهد أورطغان أو ابنه

وقد كانت عاصمتهم فى البداية ياني سهير: 1280-1366 م ، ثم أدرنة (إدرين) : 1366-1453 م ، ثم إسطنبول بعد سقوط القسطنطينية منذ 1453 م.
أسباب سقوط السلاطين من آل عثمان

 
ذكر دكتور عبد الحليم عويس فى دراستة عن اسباب سقوط العثمانيين (1) فقال : "لمدة خمسة قرون ظلت الخلافة العثماني تؤدي الدور الأول والوحيد في حماية المسلمين والعرب ‏.‏
والغريب أن هذه القرون الممتدة من القرن الخامس عشر حتى مشارف القرن العشرين لم تحظ من المؤرخين باهتمام كاف ، بل إنها ووجهت بتفسيرات غريبة عنصرية أو جدلية مادية أو شعوبية متطرفة ‏.‏ ولم يحدثنا هؤلاء المتطرفون عن حالة العرب مثلا لو لم تكن هناك دولة عثمانية ‏.‏ أو لم يكن من المحتم أن تقع الدولة الإسلامية ـ والعربية ـ تحت براثن الغزو الصليبي قبل وقوعها المعروف بهذه القرون ‏؟‏ ‏!‏‏!‏
لقد كان الأوروبيون قد سيطروا على البحر الأبيض المتوسط ، وقد نجحوا في إخفاء صوت الشرق ، وبدأ النهضة تنطلق من أوروبا ‏.‏‏.‏ من مصانعها ، ومن تطور وسائل التقنية بها ، وتقدم الفكر الاجتماعي والسياسي ‏.‏
ولم يكن بقدرة العروبة النائمة، والتي لم تستطع إلى الآن أن تستيقظ اليقظة المرجوة ـ أن تقف في وجه هذا الزحف ‏.‏ وعلى الرغم من تخلف العثمانيين في بعض النواحي ـ كما هو معلوم ـ فقد كانت قوتهم العسكرية تدوي في أوروبا ، وكانت هذه القوة بالنسبة للأوربيين هي القوة التي لا تغلب ولا تهزم ، حتى إن أوروبا لم تجتمع على مسألة إلا على اجتماعها على المسألة الشرقية أو مسألة التهام الرجل المريض ‏(‏ الخلافة العثمانية ‏)‏ ‏.‏ وبالطبع فإن العثمانيين لم يستطيعوا ـ شأنهم شأن العالم الذي كان قد بدأ يدخل في طور عملية انقلاب داخلية جديدة ـ تمهيدا لميلاد جديد ـ لم يستطع العثمانيون ـ بدورهم ـ أن يواجهوا هذه الثورة العلمية الزاحفة ‏.‏
وكما هي عادة المتخلف حضاريا ، والمتقدم عنصريا وعشائريا ‏.‏‏.‏ ذهب العرب ‏.‏‏.‏ وذهب غيرهم ‏.‏ إلى رمي الخلافة العثمانية ـ حاميتهم ـ بأنها المسئولة عن تخلفهم الذريع ‏.‏ وعندما ماتت هذه الخلافة موتها الحضاري قبل موتها التاريخي سرعان ما سقط هؤلاء في وهدة الغزو الصليبي ولم تنفعهم عنصريتهم القومية ، ومع ذلك لا يزالون يكيلون للخلافة العثمانية الطعنات ‏.‏
لقد كانت الدولة العثمانية قوية بلا شك طيلة القرون التي حكمت فيها وإلي بداية اضمحلالها ، فلما بدأت سنوات الاضمحلال تحولت أسباب قوتها إلى أسباب ضعف ‏.‏ وهذا هو الشأن في قوانين الحضارة ‏.‏‏.‏ إن عوامل القوة تتحول برتابتها وعدم تجديدها لنفسها إلى عالة على حركة التطور ، ولقد أصبحت الإنكشارية ، وأصبحت وسائل الحرب التقليدية عالة على حركة التقدم العثماني ، وانقلبت العسكرية العثمانية التي قدمت ما قدمت للحضارة الإسلامية إلى عبء تنوء به الدولة ‏.‏ وفي ظل قرون القوة التي عاشتها الدولة تمتعت بأنظمة ممتازة من حكومة مركزية ، إلى مجلس وزراء يرأسه الصدر الأعظم، إلى ديوان سلطاني مكون من الوزراء وكبار الموظفين ، على القضاء الذي يرأسه شيخ الإسلام ، على نواب عن الجيش ‏.‏ أما في الولايات فكان يتولى أمر كل ولاية والي ‏(‏ الباشا ‏)‏ الذي يعين من قبل الخليفة ، ويعاونه في أعمال إدارة الولاية ‏(‏ الديوان ‏)‏ ‏.‏ أما القضاء فكان يتولاه قاضي القضاة ‏(‏ قاضي العسكري ‏)‏ ‏.‏ وقد قسمت الولايات إداريا إلى سناجق ، عين على كل منها حاكم سمي بالسنجق، مهمته الإشراف على شئون الأقاليم والحفاظ على الأمن ، وجمع الضرائب ، وفي كل ولاية كان يوجد حاكم عسكري وحامية عسكرية تساعد الباشا على حفظ النظام والأمن ‏.‏‏.‏‏.‏
كانت هذه هي خلاصة تنظيمات الدولة ، وكانت هذه التنظيمات وسائل قوة ، فلما انقلبت دفة الحضارة ، وظهر أن حركة التاريخ لم تكن في صف الدولة العثمانية تحولت هذه التنظيمات من أدوات قوة إلى أدوات ضعف ‏.‏‏.‏ وقد ساعد هذا الضعف على تحقيق أغراضه في تعجيز الدولة عن حماية الأراضي الخاضعة لها عدة عوامل ‏:‏
أولا ‏:‏ ضعف بعض السلاطين وانغماسهم في الترف ‏.‏
ثانيا ‏:‏ فساد أجهزة الدولة وانتشار الرشوة ‏.‏
ثالثا ‏:‏ تدخل رجال الحاشية في شئون الحكم ‏.‏
رابعا ‏:‏ وثمة عوامل أخرى كثيرة عملت عملها في إفساد الحياة السياسية والعقائدية والفكرية ‏.‏‏.‏ وجرت على الخلافة الويلات ‏.‏
**********************************************************************************************************
 

سلسلة سلاطين العثمانيين الذين كانت مصر تحت حكمهم

مدة الحكم

اسم السلطان

مسلسل

680هـ/1281م

عثمان الأول بن إرطغرل.

1

724هـ/1324م

أورخان

2

761هـ/1360م

مراد الأول.

 3

791هـ/1389م

بايزيد الأول.

 4

805هـ/1403م

محمد الأول.

 5

806هـ/1403م

سليمان الأول

 6

824هـ/1421م

مراد الثاني، للمرة الأولى.

 7

848هـ/1444م

محمد الثاني الفاتح، للمرة الأولى

 8

850هـ/1446م

مراد الثاني، للمرة الثانية.

 9

855هـ/1451م - 1481 م

محمد الثاني ,  للمرة الثانية.

 10

886هـ/1481م

بايزيد الثاني.

11

918هـ/1512م - 1520م

سليم الأول الرهيب .

12

926هـ/1520م

 سليمان الثاني القانوني.

13

974هـ/1566م

سليم الثاني السكران .

14

982هـ /1574م

مراد الثالث.

15

1003هـ /1595م

محمد الثالث.

16

1012هـ/1603م

أحمد الأول.

17

1026هـ/1617م

مصطفى الأول، للمرة الأولى.

18

1027هـ/1618م

عثمان الثاني.

19

1031هـ/1622م

مصطفى الأول، للمرة الثانية.

20

1032هـ/1623م

مراد الرابع.

21

1049هـ/1640م

إبراهيم.

22

1058هـ/1648م

محمد الرابع.

23

1099هـ/1687م

سليمان الثالث.

24

1102هـ/1691م

أحمد الثاني.

25

1106هـ/1695م

مصطفى الثاني

26

1115هـ/1703م

أحمد الثالث.

27

1143هـ/1730م

محمود الأول.

28

1168هـ/1754م

عثمان الثالث.

29

1171هـ/1757م

مصطفى الثالث.

30

1203هـ/1789م

سليم الثالث.

31

1222هـ/1807م

مصطفى الرابع.

32

1223هـ/1808م

محمود الثاني.

33

1255هـ/1839م

عبد المجيد الأول.

34

1277هـ/1861م

عبد العزيز.

35

1293هـ/1876م

عبد الحميد الثاني.

36

1327هـ/1909م

 محمد الخامس رشاد.

37

1336هـ/1918م - 1922م

محمد السادس وحيد الدين.

38

1341-1342هـ/1922-1924م

عبد المجيد الثاني

39

 

*******************************************************************************************************************************

و تواصلت سياسة التوسع في عهد مراد الثاني (1421-1451 م) ثم محمد الفاتح (1451-1481 م) والذي استطاع أن يفتتح القسطنطينية سنة 1453 م و ينهي بذالك قرونا من التواجد البيزنطي المسيحي في المنطقة.
أصبح العثمانيون القوة الرائدة في العالم الإسلامي. حاولوا غزوا جنوب إيطاليا سنوات 1480/81 م. تمكن السلطان سليم القانوني (1512-1520 م) من فتح كل بلاد الشام و فلسطين: 1516 م، مصر: 1517 م، ثم جزيرة العرب و الحجاز أخيراً. انتصر على الصفويين في معركة خلدران و استولى على أذربيجان. بلغت الدولة أوجها في عهد ابنه سليم الثاني (1520-1566 م) الذي واصل فتوح البلقان (المجر: 1519 م ثم حصار فيينا)، واستطاع بناء أسطول بحري لبسط سيطرته على البحر المتوسط (بعد 1552 م تم إخضاع دول المغرب الثلاث: الجزائر، تونس ثم ليبيا).
بعد سنة 1566 م أصبح الملك في أيدي سلاطين عاجزين أو غير مؤهلين. ثم منذ 1656 م أصبحت السلطة بين أيدي كبير الوزراء (وزيري أعظم) أو كبار القادة الإنكشاريين. بدأت مع هذه الفترة مرحلة الانحطاط السياسي و الثقافي. كان العثمانيون في صراع دائم مع الهبسبورغ، ملوك النمسا (حصار فيينا: 1683 م)، إلا أن مراكز القوى تغيرت، منذ 1700 م تحول وضع العثمانيين من الهجوم إلى الدفاع . تم إعادة هيكلة الدولة في عهد السلطانين سليم الثالث (1789-1807 م) ثم محمود الثاني (1808-1839 م) من بعده، رغم هذا استمر وضع الدولة في الانحلال. أعلنت التنظيمات سنة 1839 م وهي إصلاحات على الطريقة الأوروبية. أنهى السلطان عبد الحميد الثاني (1876-1909 م) هذه الإصلاحات بطريقة استبدادية، نتيجة لذلك استعدى السلطان عليه كل القوى الوطنية في تركيا. سنة 1922 م تم خلع آخر السلاطين محمد السادس (1918-1922 م). وأخيرا ألغى كمال أتاتورك الخلافة نهائيا في 1924 م.
*************************************

النظام التعليمى فى الدولة العثمانية
كانت الدولة العثمانية تنقل الأطفال الذين تجمعهم من الأسرى الأوربيين إلى عاصمة الخلافة العثمانية، حيث يدرسون التركية والتاريخ الإسلامي العام والتاريخ العثماني والنظم العثمانية وفق مناهج أعدت بعناية وتفرض عليهم تعلي الإسلام الصحيحة وتعلمهم الجهاد وقتل الكفار الذين فى الأصل هم اهاليهم  ، وإلى جانب ذلك كان يتلقون تربية عسكرية صارمة، وهذه العملية عرفت في التاريخ العثماني باسم "الدوشرمة".
وكانت الدولة تقسمهم إلى ثلاث مجموعات:

المجموعة الأولى تعد لشغل الوظائف والخدمة في القصور السلطانية،

والمجموعة الثانية تعد لشغل الوظائف المدنية الكبرى في الدولة،

والمجموعة الثالثة يعد أفرادها ليكونوا عصب فرق المشاة في الجيش العثماني التي عرفت بالإنكشارية، ومعناها الجنود الجدد، وكان عددهم ساحقا جدا بالنسبة للمجموعتين الأوليين.

السلطان العثمانى سليمان الأول

 فى سنة 1502 م ولما مات سليم خلفه ابنه سليمان الأول وكانت سياسته حسنه بالنسبة إلى مصر ولما كان يعرف قوة مصر فكان يخاف من استقلالها فكان يعين الوالى ( الباشا) ثم يعزله بعد فترة قصيرة , وكان الباشا التركى لعلمه انه لن يبقى فى وظيفته مده كبيره فكان يظلم ويغشم ويطمع ليجمع على ما يقدر جمعه من أموال ليحمله معه عائدا إلى بلاده غنياً وثرياً عندما يعزل (1) .

وكان سليمان خان مدرباً كأبيه فى الحروب ناجحاً فى غزواته ففتح جزيرة رودس وحار المجر مراراً وملكها , ولكنه عندما ارسل حملة غلى بلاد النمسا فإنها لم تنجح وإنهزمت , ثم ارسل حملة أخرى إلى بلاد العجم فإنتصرت , ووجه حملى إلى بلاد تونس فإستنجد حاكمها بالملك شارل الخامس ملك اسبانيا فأرسل نجده غليه وطرد الأتراك منها , وفى أيامه حدثت حريقة بالأسيتانه فأتلف نصفها , ثم تلا الحريق طاعون أهلك الكثيرين من سكان البلاد .

ثم أنطلق ليحارب ملك النمسا الذى زحف على المجر وأتسولى على بعض مدنها بعد أحتلها آل عثمان .. وبينما السلطان سليم الأول يحاصر قلعة سكدوار أدركته المنية ومات فى سنة 1566 م فأخفى الوزير موته خوفا من إنهيار الروح المعنوية للجيش التركى حتى تمكنوا من الإستيلاء على القلعة .

السلطان سليم الثانى

ثم حكم بعده أبنه سليم الثانى , فتحالف ملوك الفرنجة عليه وحاربوه مرارا وهزموه وأنتصروا عليه فلم يكن له مناصاً إلا أن يعقد معهم صلحاً وتوفى فى سنة 1574 م .

السلطان مراد 3

عندما مات السلطان سليم خلفه أبنه مراد وكان مغرما بقراءة التاريخ وقرض الشعر ولم يكن يهتم بغيرهما وكان خامل الذكر ولم يكن قوى الشكيمة مثل أسلافه وقد حارب العجم وأستولى على بلاد منها وحارب النمسا وإنهزم .وتوفى فى سنة 1594 م .

السلطان محمد 3

ولما مات السلطان مراد تولى السلطنه أبنه محمد وكان له 19 أخاً من ابيه فقتل جميع أخوته التسعة عشر أما نساء ابيه الحبالى فأغرقهن فى البحر , وفى ايامه حدثت مجاعة فى ألسيتانه فأمر بطرد الروم منها وحارب ملوك الفرنجة وأنتصروا عليه .

وفى آخر حرب أشترك فيها قاد الجيش التركى بنفسه إلى بلاد المجر وحاصر قلعة اولو وأستولى عليها فاثار ملك المجر غيرة ملك النمسا وأمير الفلاخ والبغدان فأتحدوا وأخاطوا بالسلطان من كل جانب وضايقوه ودخلوا خيامه ونهبوها فهرب السلطان إلى خيمة وزيره أبن جفال فتشجع الوزير وركب جواده وصاح فى عسكر الترك وحثهم ولم شعثهم وأنقض على صفوف الفرنجة فإستطاع أن يقتحم معسكرة مرة أخرى ودارت رحى الحرب بالسلاح ألبيض فإنسحب الفرنجة وأستطاعوا انقاذ سلطانهم وعادوا بسلطانهم إلى العاصمة التركية منصورين .

=======================================================================

 

المراجــع

(1) لخريدة النفيسة فى تاريخ الكنيسة  ج2 للأسقف الأنبا أيسذورس ص 456 - 458

****************************************************************************************************************
2
ميلاد محمد الثاني وطفولته
وُلد محمد الثاني بن السلطان مراد الثاني في القصر السلطاني في العاصمة العثمانية أدرنة صبيحة اليوم الثلاثين من شهر آذار/ مارس سنة 1432 م، وكانت قابِلَتُه "إبه خاتون" ومربيته وأمه من الرضاعة أم كلثوم خاتون، وقد حظي برعاية والده السلطان، وأمّه السلطانة همّة خاتون، وأخيه الأكبر علاء الدين الذي كان في سن السابعة عند ولادة محمد الفاتح.
وبعدما تجاوز الفاتح سِنَّ الطفولة الأولى خصص له والده بعض المدرسين، ولكنهم فشلوا في تعليمه لأنه كان مشاكسا يرفض الانصياع لأوامرهم، ونظراً لذلك فقد أوكل السلطان مراد الثاني مهمة تربية ولده وتعليمه إلى العلامة المولى أحمد بن إسماعيل الكوراني، وأعطاه قَضِيبَاً ليضرب به محمداً إذا شاغب، ودخل الكوراني غرفة التدريس والقضيب بيده، وقال للأمير محمد الثاني: "أرسلني والدك للتعليم والضرب إذا خالفت أمري, فضحك الأمير محمد مِنْ ذلك الكلام، فضربه الشيخ الكوراني في ذلك المجلس ضرباً شديداً حتى خاف منه الأمير محمد، وختم القرآن في مدة يسيرة، ولم يبلغ الثامنة، ثم عَلَّمه العلوم الإسلامية المعتمدة عند جمهور العلماء المدرسين، وقرأ الفاتح على المولى الكوراني كتب التاريخ، وظهر نبوغه، وتفوقه على سائر الأمراء، وأتقن منذ طفولته اللغة التركية والفارسية والعربية قراءةً وكتابةً ومحادثةً وترجمة، وفي أيام شبابه تعلم اللغة اليونانية، واللغة الصربية، واللغة الإيطالية، واللغة اللاتينية.
واهتم الفاتح بمناظرات العلماء، وعُرفت عنه مباحثة البعثات الديبلوماسية الأجنبية دون الاستعانة بالمترجمين. وقد كلف السلطان مراد بتعلم ابنه محمد معلماً ثانياً هو الشيخ الروحيّ الشريف محمد بن حمزة الدمشقي، الملقب "أق شمس الدين" فاشترك مع الكوراني في تربية وتعليم وتهذيب الأمير محمد، وغرسا في نفسه منذ صغره بأنَّه الأمير المجاهد المقصود بالحديث النبوي الوارد في مسند الإمام أحمد بن حنبل "لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش" وأتقن الفاتح العلوم النقلية من علوم القرآن الكريم، وعلوم الحديث النبوي، والفقه وأصوله، وأصول الدين، ونبغ في التاريخ والجغرافيا والمنطق، والعلوم العقلية من رياضيات وفلك، وفنون السياسة الشرعية.
3
التعلم العالي
لم يقتصر الفاتح على تعلُّم العلوم الرائجة في زمانه بل تابع التحصيل في شبابه حينما كان أميرا، وتابع الدراسة عندما أصبح سلطانا، وبعد فتح القسطنطينية أنشأ جامع الفاتح، وأنشأ إلى جانبه كلية الفاتح، فكانت من أرقى جامعات زمانه، وجمعت بين العلوم النقلية والعقلية، ولم يعين الأساتذة اعتباطاً بل كان يجري المناظرات بين الأستاذ الجديد والعلماء، فإذا أفلح في المناظرة يتمّ تعينه، وكان السلطان يدرس الكتب مع مؤلفيها, ومن ذلك أنه درس كتاب المواقف في علم الكلام على مؤلفه الإيجي.
وتتلمذ على الكثير من العلماء المسلمين وغير المسلمين، فدرس على محمود بك قصاب زادة، وأخذ علم الرماية عن إبراهيم باشا النيشانجي، وأخذ العلوم العسكرية عن شهاب الدين شاهين باشا، ودرس على الصدر الأعظم سنان باشا، والملا سراج الدين محمد النيشانجي الذي توفي سنة 1482م.

ودرس على حسن جلبي الذي توفي سنة 1486م، والملا إياس، وعبد القادر أفندي قينالي، وجلبي زادة الإسبارطلي، ومحمد أفندي بن محيي الدين، وشيخ الإسلام منلا خسرو، والملا خير الدين الذي توفي سنة 1475 م، ومصطفى صالح أفندي بن الخواجة مصلح الدين الذي توفي سنة 1488 م، والملا زيرك، وابن التمجيد الذي توفي سنة 1451م، والملا الفقيه إلياس الأماسيالي، ودرس علوم القرآن الكريم على محمد ده ده الشيرواني.
ودرس الأدب على شاعر عصره حميد الدين بن الملا أفضل، وداهية العصر وشاعره الوزير أحد باشا البورصلي الذي توفي سنة 1497م، وأخذ الموسيقا والتاريخ عن شكر الله جلبي، كما أخذ الموسيقا عن ولي الدين أفندي الذي توفي سنة 1453م.
وأخذ اللغة اليونانية الكلاسيكية عن يورغيوس أميروتزس "yorgios Amirutzes" البيزنطي الطرابزني الذي مات سنة 1475م، وأخذ اللغة الإيطالية، واللغة اللاتينية والتاريخ القديم والجغرافيا وعلم الآثار عن سيرياكو أنكونيتاتو "Ciriaco Anconitato" الذي مات سنة 1455م، وأخذ التاريخ الإيطالي والأوروبي عن جيوفاني ماريو أنجيليللو "Giovani Mario Angielello" الذي مات سنة 1525م.
4
المشاريع المعادية للمسلمين
تعلم السلطان محمد الفاتح أساليب الحرب، ودرس كتب الحيل الميكانيكية، فاخترع منجنيقاً ضخماً، واخترع أربعة أبراج متحركة، واخترع أول مدفع هاون في التاريخ، وأشرف على صناعة المدافع العملاقة التي خرقت أسوار القسطنطينية، وغيرها من القلاع التي صمدت في العهود التي سبقت زمانه.
واهتم السلطان محمد الفاتح بدراسة التاريخ العسكري، وفنون السياسة، والمؤامرات المحلية والدولية، فقرأ نصوص المشاريع الأوروبية لتدمير السلطنة العثمانية، وما سبقها من ممالك المسلمين، وتوفرت له كتب الحروب الصليبية فدرسها
ودرس نصوص أربعة عشر مشروعاً من المشاريع التي أُعدَّت لتدمير الدول الإسلامية
وأول تلك المشاريع مشروع ملك صقلية كارلوس الثاني الذي قدمه إلى البابا نيقولا الرابع في 23 آب/ أغسطس سنة 1291م
والمشروع الثاني قُدم إلى البابا المذكور من الراهب فيدانس دوبار
والمشروع الثالث قدَّمه كارلوس دوفالو إلى البابا بونيغاس الثمن سنة 1301م
والمشروع الرابع الذي قدّمه بيير دبوا إلى البابا اكليمانضوس الخامس سنة 1300م
ومشروع ريمون دلول سنة 1306م
والمشروع السادس الذي قدمه مارينو سانوتو إلى البابا يوحنا الثاني والعشرين سنة 1321م
والمشروع السابع الذي قدمه هايتون، أو هيتوم الأرمني إلى البابا أكليمانضوس الخامس سنة 1307م
والمشروع الثامن الذي قدمه غليون دونو غاري إلى ملك فرنسا فيليب لوبيل سنة 1310م
والمشروع التاسع الذي قدمه الراهب الدومنيكي غليوم دادام سنة 1311م
والمشروع العاشر الذي قدمه ملك قبرص هنري دي لوزنيان إلى مجمع فيان المسكوني سنة 1311م
والمشروع الحادي عشر الذي قدمه الراهب الدومنيكي الألماني بروكارد إلى البابا يوحنا الثني والعشرين وملك فرنسا فيليب السادس سنة 1332م
والمشروع الثاني عشر الذي قدمه برتراندون دي لابروكيار سنة 1232م
والمشروع الثالث عشر الذي قدمه فيليب لوبون دوق بورغونيا سنة 1442م
والمشروع الرابع عشر الذي قدمه ملك فرنسا شارلس الثامن سنة 1459م
وبدراسة الفاتح لتلك المشاريع التآمرية لزم جانب الحذر في تعامله مع الدول الأوروبية طوال حياته، فعجزوا عنه في ميادين الجهاد، ولكنهم قتلوه غدرا بالسم.
5
ولي العهد
توفي ولي عهد السلطان مراد الثاني الشاه زادة علاء الدين في شهر ذي القعدة سنة 846 هـ/ آذار سنة 1443م، فدفن في بورصة، وشغل منصب ولي العهد أخوه الصغير الأمير محمد الثاني الذي كان في سنِّ الحادية عشرة، وتنازل السلطان مراد الثاني عن السلطنة لولده محمد الثاني الملقب بالفاتح، وتفرغ السلطان مراد للعبادة في جامعه بمدينة مغنيسيا التركية، ثم أعيدت السلطنة إلى السلطان مراد الثاني ثانية في كانون الثاني سنة 1445م، بعد معركة مدينة وارنة "فارنا" ولكنه قرر الاعتكاف ثانية في 12/ 12/ 1445م، وأعاد العرش إلى السلطان محمد الثاني، وعاد إلى مسجده في مغنيسيا، ثم تسلطن ثالث مرة في 5/ 5/ 1446م، وتولى محمد الفاتح إمارة "صاروخان" مانيسا، وأصبح الحاكم الفعلي، والقائد العسكري للقسم الآسيوي من السلطنة.
6
سلطنة الفاتح الفعلية
رحل السلطان مراد الثاني إلى الدار الآخرة في الخامس من محرّم سنة 855 هـ/ 3 شباط/ فبراير سنة 1451م، وكان آخر لقاء له مع ولده محمد في أدرنة في 15/12/ 1449م، وفور الوفاة عاد الفاتح من مدينة مانيسا مركز إمارة "صاروخان" وبويع بالسلطنة، وعمره 19 سنة، فكان تسلسله السلطان السابع من سلاطين آل عثمان، وبعد ذلك تحرك ضده كثير من أمراء الطوائف في بلاد الأناضول، وفي مقدمتهم أمراء إمارة قره مان المتآمرة مع البيزنطيين والأوروبيين، ولكن السلطان الفاتح قاد حملته الهمايونية الأولى في صيف سنة 1451م، وفتح بعض المناطق التي كانت خاضعة للقره مانيين في الأناضول، وبقيت خارجة عن طاعة السلطنة العثمانية بعض بلاد ابن قره مان ومدينة سينوب ودويلة طرابزون. واستمر الفاتح بقيادة الحملات الهمايونية.
7
بداية غزوات الفاتح
قاد السلطان محمد الفاتح شخصياً خمس وعشرين غزوة في سبيل الله، وعرفت تلك الغزوات عند المؤرخين الأتراك بالحملات الهمايونية، وتوفي مسموماً أثناء استعداده للحملة السادسة والعشرين، وقد اكتشف الفاتح بعبقريته العسكرية أهمية المضائق البحرية في الحروب، واستغل مضيق البوسفور الواصل بين البحر الأسود شمالاً، وبحر مرمرة جنوباً، ومضيق الدردنيل الواصل بين بحر مرمرة شمالاً، وبحر إيجة جنوباً، ومن أجل السيطرة على مضيق البوسفور بنى السلطان الفاتح ـ في النصف الأول من سنة 1452م ـ قلعة رومللي حصار إلى الغرب من المضيق بمواجهة قلعة آناضول حصار التي بناها السلطان أبا يزيد الأول إلى الشرق من المضيق، و تفصل بين موقعي القلعتين مسافة 660 متراً، وبذلك تمكنت المدفعية العثمانية من السيطرة التامة على المضيق، ووضعت البحرية العابرة في المضيق تحت السيطرة العثمانية، فاعتُبر السلطان الفاتح مؤسس نظام قتال المضائق البحرية بامتياز.
8
فتح القسطنطينية
رتب السلطان الفاتح القوات العسكرية العثمانية في قلعتي أناضول حصار، ورومللي حصار، وشحنهما بالمدفعية والذخائر، وعاد إلى العاصمة أدرنة القريبة من الحدود البلغارية الحالية، وعلم أن المؤامرات مازالت تحاك بين أمراء الطوائف المارقة في الأناضول، وبيزنطة وأوروبا، فباشر بتجهيز مشروع صناعة مدافع الهاون، والمدفعية العملاقة في مدينة أدرنة في شتاء سنة 1952 ـ 1953م، وشعر البيزنطيون بالخطر، فطلبوا النجدة الكاثوليكية، ولكن الكاثوليك طلبوا السماح لهم بإقامة الشعائر الكاثوليكية في كنيسة آياصوفيا الأرثوذكسية، فرضخ البيزنطيون، وأقيمت الشعائر بإشراف الكاردينال إيزدور مبعوث البابا في 12 كانون الثاني/ يناير سنة 1452م، وانتشر الإحباط بين البيزنطيين.
ثم قاد السلطان محمد الفاتح الحملة الهمايونية من مدينة أدرنة واتجه شرقاً في 23 آذار/ مارس سنة 1453م، وفتح القسطنطينية في يوم الثلاثاء 20 جمادى الأولى سنة 857 هـ/ 29 أيار/ مايو سنة 1453م، وأعلن أن إسلامبول أصبحت مقر العاصمة العثمانية، وأمر بإعمارها، ثم عاد إلى مدينة أدرنة في 21 حزيران/ يونيو 1453م، وبذلك أنهى مرحلة العصور الوسطى المظلمة، وابتدأ عصر النهضة.
وأصبحت السلطنة العثمانية أكبر وأهم دولة في العالم بعد فتح القسطنطينية، وأصبح الفاتح أهم رجل في العالم الذي عاصره، وكان يقدر عدد سكان العالم حينذاك بأربع مائة مليون نسمة، كان منها نحو 275 مليون نسمة في قارة آسيا، و70 مليونا في أوروبا، و40 مليونا في إفريقيا، و15 مليونا في أميركا.
نشرت هذه الواحة في جريدة الحياة يوم السبت 20 ربيع الأول 1426 م/ 28 أيار/ مايو 2005 م، العدد 15397 ، الصفحة : 19 . وهذه الواحة عن أواخر عهد السلطان مراد الثاني، وبداية عهد ولده السلطان محمد الثاني الفاتح

ملاحظة : نشرت هذه الواحة في الصفحة 19 من ملحق التراث في جريدة الحياة بلندن، يوم السبت 27 ربيع الأول سنة 1426 هـ/ 4 حزيران 2005م

****************************************************************************************************************
1
السلطان محمد الثاني الفاتح
وُلد محمد الثاني في العاصمة العثمانية أدرنة سنة 1432 م، وشغل منصب ولي العهد سنة 846 هـ/ آذار سنة 1443م، وآلت إليه السلطنة الفاتح الفعلية
بعد وفاة والده السلطان مراد الثاني سنة 855 هـ/ 3 شباط/ فبراير سنة 1451م، وقاد غزوات الفتح الهمايونية في سبيل الله تعالى، فكانت الغزوة الهمايونية الأولى ضد القره مانيين في الأناضول في صيف سنة 1451م، وفتح بعض المناطق التي كانت ، وفي الغزوة الثانية فتح القسطنطينية في يوم الثلاثاء 20 جمادى الأولى سنة 857 هـ/ 29 أيار/ مايو سنة 1453م، وأعلن إسلام بول عاصمة للسلطنة العثمانية، واستمر السلطان الفاتح بقيادة الغزوات الهمايونية.
2
حملات الفاتح الهمايونية
قرر الفاتح تأمين حدود بلاده الغربية، فقاد الغزوة الهمايونية الثالثة المعروفة بحملة مرفأ إنز الجنوي عند مصب نهر مريج في كانون الثاني/ يناير سنة 1453م، ثم قاد الغزوة الهمايونية الرابعة ضد صربيا سنة 1454م، ثم قاد الغزوة الخامسة ضد صربيا أيضا سنة 1455م، وأخضع إمارة مولدافيا "البغدان" ثم قاد الغزوة السادسة ضد صربيا سنة 1456م، فتمكن من اجتياحها ومعه 150 ألف مجاهد، و300 مدفع، و200 قطعة بحرية ـ نهرية.
ثم قاد الغزوة السابعة المعروفة بحملة المورة سنة 1458م، ففتح أثينا، وفتح 292 قلعة من قلاع القرون الوسطى اليونانية ـ البيزنطية، وبقيت بأيدي البيزنطيين ثمان قلاع، ثم قاد الغزوة الثامنة ضد صربيا، وأخضعها نهائيا في 8/11/ 1459م، ثم قاد الغزوة التاسعة سنة 1460م، فأخضع ما تبقى من بلاد المورة اليونانية، وبذلك أصبح البلقان الكبير خاضعا للسلطنة العالمية العثمانية.
3
التوسع العثماني في آسيا
بعد فتوحات البلقان الكبير، توجهت حملات الفاتح نحو جنوب البحر الأسود، ففي الغزوة العاشرة فتح ميناء وقلعة أماسرة في بداية سنة 1461م، وفي الغزوة الحادية عشرة ضم إمارة جندرلي أسفنديار في ربيع سنة 1461م.
ثم قاد الغزوة الثانية عشرة وفتح إمارة طرابزون البيزنطية في صيف سنة 1461م، واستسلم الإمبراطور دافيد كومين مُنهيًّا بذلك إمبراطوريتهم التي استمرت 257 سنة، وفتح العثمانيون لأول مرة في تاريخ الإسلام مدن وقلاع طرابزون وريزة وآرتوين، وسيطروا على الساحل الجنوبي للبحر الأسود بشكل كامل.
4
فتوحات البلقان
قاد الفاتح الغزوة الثالثة عشرة ففتح رومانيا "الأفلاق" سنة 1462م، وفي نفس السنة قاد الغزوة الرابعة عشرة، وفتح البوسنة بشكل تام، ثم قاد الغزوة الخامسة عشرة في البحر ضد اللاتين، وهي أول حملة بحرية يقودها سلطان عثماني شخصياً، وشيد قلعتين متقابلتين على طرفي مضيق الدردنيل "جنق قلعة".
وفي سنة 1463م قاد الغزوة السادسة عشرة، وقصد البوسنة ثانية، ولكنه وصل إلى صوفيا عاصمة بلغاريا ثم عاد إلى أدرنة، وضاعف التجهيزات، وقاد الغزوة السابعة عشرة، وتوجه إلى البوسنة سنة 1464م، ففتحها واعتنق أهلها الاسلام، ثم فتح ما جاورها من كرواتيا، وحاول ملك المجر استرداد البوسنة في ثلاث محاولات فاشلة سنة 1465، وسنة 1471م، وسنة 1479م.
وقاد الفاتح الغزوة الثامنة عشرة سنة 1466م، فألغى إمارة قره مان في قونيا، وولى عليها ابنه الأمير مصطفى، ثم قاد الغزوة التاسعة عشرة ضد المرتد إسكندر بك الأرناؤوطي سنة 1466م، وهرب إسكندر بك نحو الجبال، وبنى الفاتح قلعة الباسان، ثم قاد الغزوة العشرين ضد الأرناؤوط سنة 1467م، وبعد ذلك مات إسكندر بك سنة 1468م، وانتهى عصيان الأرناؤوط.
5
الفاتح في مواجهة الحلفاء
ترأس البابا بيوس الثاني اجتماع التحالف الذي عقد في مدينة ريجنس بورغ في نيسان/ إبريل سنة 1454م، وعاهدته على حرب العثمانيين ثلاثون دولة في أوروبا وآسيا، ففي آسيا تحالفت دولة "كرجستان" جورجيا، ودولة الخرفان البيض "آق قويونلو" التركمانية المخالفة للعثمانيين، والمسيطرة على إيران بزعامة حسن الطويل "أوزون حسن" ولكن الفاتح لم يهتز لذلك التحالف بل صمم على المواجهة، وعدم الخضوع للابتزاز، كان السلاجقة والعثمانيون قد قدموا أربعة ملايين شهيد حتى ذلك اليوم، للمحافظة على بيضة الإسلام.

وبدأت الحرب الكبرى في 3 نيسان/ إبريل سنة 1463م، فهجم الفرنجة من الغرب مع بقية الأوربيين والبابوية، فتصدى للهجوم الأوروبي الصدر الأعظم محمود باشا، ومات البابا في طريقه إلى الحرب سنة 1464م، وخاض السلطان معارك عديدة ضد البندقية، فأعدّت البندقية 14 مؤامرة لاغتيال السلطان حتى تموز سنة 1479م، ولم تنجح.
وقاد الفتح الغزوة الحادية والعشرين في صيف سنة 1470م، واجتاح قلاع ومواقع البندقية في بحر إيجة، وفتح جزيرة آغريبوز في بحر إيجة، وحرر الصدر الأعظم كديك أحمد باشا سواحل البحر الأبيض المتوسط.
6
التحالف الإيراني الأوروبي
برزت دولة غَنَّامَةِ الْخِرْفان البيض التركمانية المعروفة باللغة التركية: آغ قويونلو، أو آق قويونلو، أي: الخرفان البيض، وكان أول حكامهم قره إيلك عثمان (1389-1435 م) الذي تحالف ضد الخرفان السود والعثمانيين مع الخبيث تيمورلنك، فعيَّنَه حاكماً على ديار بكر وما حولها بعدما انتصر على العثمانيين سنة 1402 م، ثم بدأت حروب الخرفان البيض بالتعاون مع البيزنطيين ضد حكام أسرة غَنَّامَةِ الْخِرْفان السود -القره قويونلو، فقضوا عليها، واستولوا على مناطقها، وسيطر غَنَّامَةِ الْخِرْفان البيض على شرق الأناضول، وأذربيجان، وفارس، والعراق، وأفغانستان و تركستان، واتخذوا من تبريز الأيرانية عاصمة لها، وبلغوا أوج قوتهم في عهد حسن قوصون (أوزون) (1453-1478 م) الذي هزم التيموريين، وقتل ملكهم"أبو سعيد" سنة 1459 م، ثم قتل جهان شاه حاكم الخرفان السود "قره قويونلو" سنة 1467م، واستولى على عاصمته بغداد وتوابعها في كرمان وأصفهان، وفارس وهراة "هرات" وشنَّ حسن أوزون حملات على جورجيا، فاستولى على قلعة حسن كييف سنة 1462م. ثم خرتبرت (خربوط) سنة 1465 م، ثم تحالف مع الروم البيزنطيين والكاثوليك الأوروبيين ضد العثمانيين منذ سنة 1471 م، واتخذ من كرمان قاعدة عسكرية ليواجه العثمانيين من الشرق بالتعاون مع القوات المسيحية التي تهاجم من الغرب والشمال والجنوب، ومع ذلك هزم حسن أوزون أمام السلطان محمد الفاتح سنة 1473 م.

7
الفاتح على الجبهة الآسيوية
تعاهدت ثلاثون دولة أوروبية وآسيوية ضد العثمانيين في الثاني من شباط/ فبراير سنة 1468م، وحاولت قوات التحالف ضم مملكة المماليك المصرية السورية إليهم، ولكن دولة المماليك رفضت ذلك لاشتراكهم مع العثمانيين بالدين والمذهب،وعبأت دول التحالف قواها العسكرية، وخاضت ضد العثمانيين معارك فاشلة، ثم تعاهدت على خوض المعركة العمومية الكبرى بحراً وبراًّ، وبدأت المعارك البحرية ضد العثمانيين في سواحل البحر الأبيض المتوسط انطلاقاً قبرص، وتحرك أوزون حسن الآق قوينلو بجيش يتجاوز عدده الثلاث مائة ألف خيّال، وغادر خربوط قاصداً أرزنجان.
وترك السلطان الفاتح قوة كافية لحماية إسلامبول، وترك ابنه الأصغر جَمّ سلطان نائباً عنه أثناء غيابه، وتحرك السلطان الفاتح من إسلامبول في 11/4/ 1473م، ومعه مائة وتسعون ألف مجاهد يتوزعون في خمسة فيالق.
وكان السلطان الفاتح يقود فيلق المقدمة، ويقود فيلق الميمنة ابنه الأمير أبا يزيد الثاني، ويقود الفيلق الأيسر ابنه الأمير مصطفى، وترك في المؤخرة فيلقين للالتفاف على العدو، ووصل إلى سيواس، وقصد عدوه المتآمر، فوصل إلى الجنوب من غومش خانة التركية الشرقية في 11/8/ 1473م، وحصلت المعركة التصادمية في سُهُوب بلدة أوطلوق بلي "Otlukbeli" الواقعة شمال شرق مركز محافظة أرزنجان التركية.
وتحركت في البلقان قوات الحلفاء التابعة لملك المجر متياس، وإمبراطور ألمانيا فريدرك الثالث، وملك البندقية وتوابعه، وقرر الحلفاء تكرار هزيمة القوات العثمانية مثلما حصل قبل ذلك بإحدى وسبعين سنة في موقعة أنقرة بين السلطان العثماني أبا يزيد الأول، والمرتد تيمورلنك.
ودارت الحرب العالمين بين سلطان المسلمين محمد الفاتح وأعدائه الأوروبيين وعملائهم المرتدين الآسيويين، فهجمت أساطيل البندقية وغيرها على المواقع البحرية العثمانية، ولكنها صُدّت، ولم تحقق انتصاراً يُذكر، وفشلت القوات البرية في البلقان بقيادة الإمبراطور الألماني فريديرك، وملك المجر متياس، وتراجعت أمام هجمات فرسان الرومللي العثمانيين.
وبدأت المعركة البرية الكبرى بين قوات السلطان محمد الفاتح البالغ سنّ الحادية والأربعين، وقوات حسن الطويل التركماني البالغ سنّ الخمسين، وانطلقت قذائف المدفعية العثمانية، وبدأ حصاد فرسان العدوّ، وأوعز الفاتح لفيلقي الاحتياط بالالتفاف على العدو، فشكّلا فكي كماشة، ومنعا عساكر العدو من الفرار، وقَتَلَ الأمير العثماني مصطفى بن الفاتح قائدَ الجناح المعادي زينل ميرزا بن حسن الطويل، وأسر ثلاثة أمراء تيموريين، وهجم الأمير العثماني أبا يزيد الثاني على سرادق حسن الطويل، فهرب حسن الطويل، من ميدان المعركة، وقال لحليفه القره ماني أحمد بك: "يا قره مان أوغلو خرّب الله بيت سلالتك، سَبَّبْتَ خزيي وعاري، مالي وبني عثمان؟".
وأمر الفاتح بعدم ملاحقة الفارين، ومكث في الميدان مدة ثلاثة أيام يتفقد الجرحى والشهداء، وينظم أمور الأسرى، وطلب حسن الطويل الصلح، فأجابه الفاتح، ووقعا معاهدة صلح تضمنت اعتراف حسن الطويل بامتلاك العثمانيين لمملكتي طرابزون وقره مان، وأصبح حليفاً للعثمانيين في آسيا هو وأولاده من بعده.
8
الفاتح على الجبهة الأوروبية
خابت آمال التحالف الرومي البيزنطي - الكاثوليكي في أوروبا وآسيا بعد فشل عميلهم حسن الطويل "أوزون حسن" ومع ذلك قرروا الاستمرار بالتصدي للسلطنة العثمانية، واستمرت المواجهات العسكرية من سنة 1473م حتى سنة 1479م، وخلال تلك الفترة قاد قائد فرسان الصاعقة في رومللي المجاهد علاء الدين باشا ثلاث مائة وثلاثين معركة، عبر خلالها نهر الطونة "الدانوب" وأسر مهتاب خانم ابنة ملك المجر متياس وتزوجها، وفتح علي باشا فارادين المجرية سنة 1473م، ثم أخضع مملكة بودوليا سنة 1474م.

وقاد السلطان محمد الفاتح الغزوة الهمايونية الثالثة والعشرين في ربيع وصيف سنة 1476م، ففتح بلاد "البغدان" مولدوفيا. ثم قاد السلطان الفاتح الغزوة الهمايونية الرابعة والعشرين في أواخر سنة 1476م، وحاصر قلعة سمندرة، وتراجع عنها لسوء الأحوال الجوية. وتمكن الباشوات علي باشا، ومالقوج، وغازي اسكندر، وطرخان باشا أن يفتحوا زغرب عاصمة كرواتيا سنة 1476م.

وقاد السلطان محمد الفاتح الغزوة الهمايونية الخامسة والعشرين سنة 1478م، ونهد إلى بلاد الأرناؤوط في ألبانيا لتحريرها من البنادقة ففتح قلعة عاصمتهم أشقودرة في 26 كانون الثاني/ يناير سنة 1979م، وفتحت القوات العثمانية البندقية سنة 1478م، وفي سنة 1479م دخل داود باشا بلاد النمسا، وخضعت البندقية لتوقيع معاهدة سلام مع السلطان الفاتح في 25 كانون الثاني/ يناير سنة 1479م. وأرسل الفاتح حملة فتحت المجر سنة 1480م بقيادة الوزير علاء الدين باشا، ومعه 12 سنجق من فرسان المغاوير، وتوغلت الغزوة العثمانية في أراضي النمسا حتى وصلت إلىغراز "Graz".

9
فتح بلاد القرم
حكم أمراء تتار القبيلة الذهبية "آلطون أوردو" بلاد روسيا الشرقية وشبه جزيرة القريم، وجميع الجهات الواقعة شمالي البحر الأسود منذ زمن أميرهم جنكيز خان، وبلغت مساحة دولتهم مليوني كيلو متر مربع، وبلغ تعداد جيشهم مائتي ألف فارس، وخضعوا للطاغية تيمورلنك، وأبنائه وأحفاده من بعده في عاصمتهم سراي على نهر الفولغا، وتوابع بغجه سراي وقازان وأستره خان وسيبريا وشبه جزيرة القرم "مساحتها26 ألف كيلو متر مربع" وقبجاق آجاريا وباطوم وأكرانيا والكرج الجورجيون والأبخاز "الأباظية"، ثم خضعت تلك الدويلات للجنويين الإيطاليين الذين استولوا على ثغور آزاق وكفّه ومنكوب واتخذوها محطات للتجارة في البحر الأسود والعدوان على المسلمين العثمانيين.
وأرسل السلطان الفاتح حملة بحرية كبرى سنة 880هـ/ في 19 أيار/ مايو سنة 1475م بقيادة وزيره الصدر الأعظم كديك أحمد باشا إلى شبه جزيرة القرم ففتحها، وحرر سواحل البحر الأسود وبحر آزوف "آزاق" وطرد الجنويين، وحرر من أسرهم الأمير منكلي بن الحاج كراي، ونصَّبه السلطان الفاتح خاناً على بلاد القرم بالنيابة تلبية لطلب علماء القرم وأشرافها، وأرسله إلى بلاده، وصارت بلاد القرم ولاية ممتازة تابعة للدولة العثمانية، واستمرت تبعيتها للسلطنة العثمانية مدة ثلاث مائة سنة بعد ذلك التاريخ، وصار البحر الأسود بحيرة عثمانية وأصبحت حدود السلطنة العثمانية من الشمال عند خط العرض 55 جنوب موسكو.

10
الحملات على رودس
رحل فرسان القديس يوحنا من عكا سنة 1291م، ونزلوا في قبرص سنة 1301م، ثم استقروا كقراصنة في جزيرة رودس وما حولها من الجزر سنة 1308م، وشكلوا خطرا على الملاحة الإسلامية في البحر الأبيض المتوسط، وعجز عنهم المماليك، فأرسل السلطان ضدهم حملة بحرية سنة 885 هـ/ 1455م ففشلت، ثم أرسل حملة سنة 1467م ففشلت، ثم أرسل حملة سنة 1480م ففشلت بسبب الإمدادات الأوروبية، ولكنها فتحت في عهد السلطان سليمان القانوني، وهرب القراصنة إلى مالطة، واستقروا فيها.

11
الفاتح وإيطاليا
أدرك السلطان محمد الفاتح خطورة مركز إيطاليا الكاثوليكي، ودوره بالتحريض ضد المسلمين، فقرر غزوها، وأرسل حملة بحرية بقياد الصدر الأعظم كديك أحمد باشا في 26 تموز يوليو سنة 1480م، ففتح قلعة أوترانتو في جنوب إيطاليا، وصارت مركز لواء ـ سنجق عثماني، وبدأت المفاوضات لاستسلام نابولي قبل وصول الغزوة الهمايونية السادسة والعشرين في الربيع المقبل، ولكن نابولي لم تستسلم صلحاً، فغادر السلطان محمد الفاتح إسلامبول في 25 نيسان/ إبريل سنة 1481م، واتخذ من مرج السلطان "سلطان جايري" في منطقة أُسْكُدار الآسيوية البحرية قاعدة لتجهيز حملة إيطاليا.



12
وفاة السلطان الفاتح
رتبت البندقية خمس عشرة محاولة لاغتيال السلطان محمد الفاتح، ولكنها لم تنجح، ولذلك لجأت إلى الحيل السرية، فأرسلت الطبيب اليهودي البُندقي المدعو يعقوب باشا "Maestro Lacopo" فادعى الإسلام ظاهراً، وأسرّ اليهودية باطناً، ونظراً لسلامة طوية المسلمين فقد ترقى ذلك اليهودي حتى صار الطبيب الخاص للسلطان محمد الفاتح، وحينما كان يستعد للحملة السادسة والعشرين شعرت البندقية بخطر فظيع، فاتصلت سرًّا بالطبيب الخاص المدعو يعقوب باشا "Maestro Lacopo" ووعدته بمكافأة مالية مقدارها عشرون مليون دولار بأسعار زماننا، فدسّ السمّ للسلطان الفاتح، فتوفي في 3 أيار/ مايو سنة 1481م، ودُفن السلطان في قبره الخاص جنوب محراب جامع الفاتح في إسطنبول، وافتضح سرُّ الطبيب الخائن فتقاسمته سيوف الجنود، ولم يقبض ثمن خيانته من جمهورية البندقية.
ووصل نبأ وفاة النسر الكبير إلى أوروبا فأمر البابا بدق نواقيس الكنائس ابتهاجا مدة ثلاثة أيام، وكان عمر الفاتح 49 سنة وخمسة أيام، وكانت مدة سلطنته 13 سنة و21 يوما، ومدة آخر سلطنة له 30 سنة وشهران و28 يوماً، وترك ابنةً واحدة، وولدين هما: أبا يزيد الثاني، وجَمّ.
وحقق دولة عالمية واسعة بلغت مساحتها سنة 1453م 964000 كيلو متر مربع، منها 480000كيلو متر مربع في الأناضول، و 484000 كيلو متر مربع في الرومللي، ثم اتسعت حتى بلغت غداة وفاته 2214000 كيلو متر مربع منها 170000 كيلو متر مربع في آسيا، و511000 كيلو متر مربع في أوروبا، وعلى الصعيد القانوني وضع الفاتح وعلماء سلطنته دستور السلطنة المسمى: دستور الفاتح "فاتح قانون نامه سي" وخلف مكتبة حافلة بروائع المخطوطات المتنوعة وفيها ما أمر بترجمته من اللغات الأعجمية إلى اللغة العربية، وكتب عنه المؤرخ جيوفاني ماريا فيليلفو "Giovanni Maria Filelfo" قصيدة من أطول القصائد التي كتبت عنه وتقع في 4706 أبيات، وبعد وفاته آلت السلطنة إلى ابنه السلطان الغازي أبا يزيد خان الثاني.

الحقيقة هذه المعلومات مهمة جدا لنا كمسلمين لنعرف إلى أين وصل أجدادنا في فتوحاتهم وانتصاراتهم ونسير على دربهم ان شاء الله .
عني شخصيا صراحة كنت أجهل هذه المعلومات ولا أعرف منها سوى معلومة صغيرة قد لا تساوي قشة في بحر وهي أن الذي فتح القسطنطينية هو الامير محمد الفاتح ( أو محمد الثاني ) وهو الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بالحديث الشريف : " لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش"
وأنا هنا أكاد أجزم أن معظم المسلمين لا يعلمون هذه المعلومات ومنهم من لا يسمع بمحمد الفاتح .
هذا الامير الجليل التقي الورع الذي فتح من أراضي المسلمين أكثر مما فتح أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه
اقتباس:
حقق دولة عالمية واسعة بلغت مساحتها سنة 1453م 964000 كيلو متر مربع، منها 480000كيلو متر مربع في الأناضول، و 484000 كيلو متر مربع في الرومللي، ثم اتسعت حتى بلغت غداة وفاته 2214000 كيلو متر مربع منها 170000 كيلو متر مربع في آسيا، و511000 كيلو متر مربع في أوروبا،
وهو الذي بلغت الدولة الاسلامية في عهده أكبر وأعظم دولة في العالم
وأعلن أن إسلامبول أصبحت مقر العاصمة العثمانية، وأمر بإعمارها، ثم عاد إلى مدينة أدرنة في 21 حزيران/ يونيو 1453م، وبذلك أنهى مرحلة العصور الوسطى المظلمة، وابتدأ عصر النهضة.
وأصبحت السلطنة العثمانية أكبر وأهم دولة في العالم بعد فتح القسطنطينية، وأصبح الفاتح أهم رجل في العالم الذي عاصره، وكان يقدر عدد سكان العالم حينذاك بأربع مائة مليون نسمة، كان منها نحو 275 مليون نسمة في قارة آسيا، و70 مليونا في أوروبا، و40 مليونا في إفريقيا، و15 مليونا في أميركا.
وهو الذي قام بغزواته الهمايونية الست والعشرين الناجحة بكل اقتدار وانتصار
فتح القسطنطينية سنة 29/5/1453 م
فتح امارة مولدافيا سنة 1455 م
فتح صربيا سنة 1456 م ومعه مئة وخمسين ألف مجاهد .
فتح اثينا سنة 1458 م وفتح معها 292 قلعة يونانية .
عام 1460م أخضع البلقان بالكلمل للسلطنة العثمانية .
عام 1461م سيطر على الساحل الجنوبي بشكل عامل .
ففتح رومانيا سنة 1462م.
في نفس السنة فتح البوسنة بشكل تام.
عام 1463م وصل إلى صوفيا عاصمة بلغاريا.
وبعد اعتناق أهل البوسنة للاسلام عام 1464 م فتح ما جاورها أيضا من كرواتيا.
قضى على العملاء من أتباع تيمورلنك على الجبهة الاسيوية وضمها الى السلطنة .
عام 1473م قطع الجيش العثماني في عهده نهر الدانوب وفتحوا فارادين المجرية سنة 1473م، ثم أخضع مملكة بودوليا سنة 1474م.
فتح زغرب عاصمة كرواتيا سنة 1476م
فتح أشقودرة عاصمة ألبانيا عام 1478م.
وعام 1478م فتح أيضا البندقية .
دخل الجيش العثماني بلاد النمسا عام 1479 م
ثم فتحت المجر سنة 1480م
عام 1480 توجه إلى بلاد القرم ( روسيا ) وفتح جميع القلاع والبلدان المطلة على البحر الاسود وعليه أصبحت سواحل البحر الاسود اسلامية بالكامل .
في 26/7/1480م وجه حملة لفتح ايطاليا لما كانت تشكل الكنيسة الكاثوليكية من خطر على الدولة الاسلامية ففتح قلعة أوترانتو في جنوب إيطاليا، وبدأت المفاوضات لاستسلام نابولي .
بعد كل هذه الفتوحات لم يستطع الاوروبيون التمكن من الامير محمد الفاتح الا بالخدعة بعد خمسة عشر محاولة اغتيال فاشلة فأرسلوا بطبيب يبطن اليهودية ويظهر الاسلام فقدم للامير السم فاستشهد رضي الله عنه عام 1481م وأما ذلك الطبيب فقد قطع إربا بين سيوف الجنود .
رحم الله الامير فقد كان أميرا ورعا ومجاهدا تقيا
وتجدر بنا الاشارة إلى أن هذا الامير هو
واخترع أول مدفع هاون في التاريخ
اعتُبر السلطان الفاتح مؤسس نظام قتال المضائق البحرية بامتياز
ووصل نبأ وفاة النسر الكبير إلى أوروبا فأمر البابا بدق نواقيس الكنائس ابتهاجا مدة ثلاثة أيام

  ***********************

فى شهر رمضان  لعام 1061هـ، مقتل السلطانة "كوسم مهبيكر" أشهر النساء فى التاريخ العثمانى عن عمر يناهز 62 عاما ودفنت بجوار قبر زوجها السلطان أحمد، تولى ابناها مراد الرابع، وإبراهيم السلطنة، وكذلك حفيدها مُحَمّد الرابع، وكانت نائبة السلطنة عن حفيدها الذى لم يبلغ السابعة من عمره، لم تتردد فى عزل ابنها إبراهيم عن السلطنة والتآمر لقتله، لعشقها للحياة السياسية والسلطنة.
فى مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك لعام 1061هـ، خديجة تارخان تتولى نيابة السلطنة فى الدولة العثمانية، نيابة عن ابنها الصغير مُحَمّد الرابع، وهى من أصل أوكرانى، وكان عمرها آنذاك 24 عاما، واستمرت نيابتها حتى سبتمبر 1656م، عندما صعد كوبرولو مُحَمّد باشا إلى الصدارة العظمى (رئاسة الوزارة). وقد توفيت خديجة عن عمر يناهز الـ 56 عاما سنة 1683م.

********************************

المـــــــــــراجع

(1)  دراسة لتاريخ سقوط ثلاثين دولة أسلامية  - دكتور عبد الحليم عويس 

(2) ومنذ ذلك العصر تولت الجيوش العثمانية والتركية حراسته عبر التاريخ، كما أقرت اتفاقية لوزان للأتراك حراسته، ورفع العلم التركي عليه .

(2) مختصر التاريخ العثماني الأول منذ سليمان شاه حتى نهاية عهد السلطان محمد الفاتح : د . محمود السيد الدغيم باحث أكاديمي سوري جامعة لندن
كلية الدراسات الشرقية والإفريقية SOAS
 - نشرت هذه الواحة في ملحق التراث في جريدة الحياة، الصفحة : 15، وذلك يوم السبت 30 نيسان/ إبريل 2005م -

http://www.islampedia.com/mie2/tarikh/tarikhmid.html

 

Home | الأقباط والأحتلال العثمانى | تاريخ سلاطين آل عثمان | باشاوات حكموا مصر

This site was last updated 08/05/12