Home Up محمد على والبناء محمد على والتعليم الأوربيين يصفون مصر محمد على وبناء الجيش وفاة محمد على محمد على والطب إمساكية رمضان ومحمد على محمد على والزراعة القناطر أملاك محمد على باليونان محمد على وعمر مكرم المحليات وعصر محمد على محمد على والصحافة محمد والجريمة والعقاب مذبحة القلعة هزيمة وتدمير الأسطول المصرى سليمان باشا الفرنساوى الطريقة الصوفية البكتاشية إنشاء القناطر الخيرية قصر محمد على تسكنه الخفافيش فكرة حفر قناة السويس صورة ملكة بريطانيا المرصعة بالماس New Page 7418 New Page 7419 | | جريدة المصرى اليوم ٢/٨/٢٠٠٧ م عن مقالة بعنوان " وفاة محمد علي باشا " كتب ماهر حسن
في آخر سنوات عمر «محمد علي باشا» كانت قد اعتلت صحته، وأصيب بضعف في قواه العقلية، وضعفت ذاكرته، ولم يعد في استطاعته الاضطلاع بأعباء الحكم، ولم ينجح الأطباء في علاج هذا المرض الذي بدا طبيعيا بحكم التقدم في السن. فعقد إبراهيم باشا مجلسا خاصا برئاسته واستقر رأي المجلس علي أن يتولي إدارة شؤون الحكومة بدلا من أبيه فتولي الحكم في أبريل سنة ١٨٤٧م، وأرسل للباب العالي الذي أصدر فرمان التقليد ولكن المنية عاجلته في ١٠ نوفمبر ١٨٤٨م وله من العمر ستون عاما هلالية، وبعد وفاة إبراهيم تولي الحكم عباس باشا الأول، ومازال محمد علي مصابًا بمرضه إلي أن مات « سنة ١٨٤٩م بسراي «راس التين» بالإسكندرية ونقل جثمانه للقاهرة ودفن في القلعة حيث يرقد إلي الآن، محمد علي اجتمع بكبار موظفي الدولة قبل بلوغه الثمانين وقال لهم: لقد كبرت.. ولا أستطيع تحمل مسؤولية ٤ ملايين مصري **************************************************************************************************جريدة المصرى اليوم 3/٨/٢٠٠٧ م عن مقالة بعنوان " كتب ماهر حسن
نشرت جريدة «الوقائع المصرية» في عددها الصادر عام ١٨٤٦ أن محمد علي باشا اجتمع بكبار الموظفين وطلب منهم أن يردوه إلي الصواب وكانوا في هيئة مجلس شوري ودعاهم لمائدة عشاء، وتحدث إليهم طويلاً عن بلوغه سن الـ٨٠ حيث لم تعد لهم إلا مصلحة الوطن وإسعاد المواطنين.. وقال فيهم: «إذا كنت آمر أحدكم شفاهاً أو تحريراً بقولي له أجر المادة الفلانية بهذه الصورة وحصل منه اعتراض علي وذكرني وأفادني شفاهاً أو تحريراً بأن المادة المذكورة مضرة فهذا يكون منه عين ممنونيتي الزائدة، وأنا مرخص لكم في ذلك الرخصة التامة المرة بعد المرة». وطلب محمد علي منهم ألا يخافوا في سبيل تحري المصلحة العامة من أحد حتي لو كانوا أولاده، ثم ختم محمد علي تحذيره الطويل بتحذير كل من لا يسلك هذا السبيل فقال علي ما نشرته جريدة «الوقائع»: «ولتعلموا أنكم إذا لم تحولوا عن خصالكم القديمة من الآن وصاعداً ولم ترجعوا عن طرق المداراة والمماشاة ولم تقولوا الحق في كل شيء ولم تجتهدوا في طريق الاستواء، ولم تسلكوا سبيل الصواب لصيانة ذات المصلحة، فلابد لي من أن أغتاظ منكم جميعاً، ولما كنت موقناً بتقدم هذا الوطن العزيز علي أي صورة كانت، وملتزماً فريضته علي صرت مجبوراً علي قهر كل من لم يسلك هذا الطريق المستقيم اضطراراً مع حرقة كبدي وسيل الدموع من عيني». هذا الكلام كان عام ١٨٤٦ في أخريات حياة محمد علي باشا حين تقدم به العمر وشارف علي الـ٨٠ من عمره، ولم ير في نفسه أنه مؤهل لتحمل مسؤولية أربعة ملايين ونصف مليون مصري، حيث كان تعداد مصر وقتها، وطلب من حاشيته أن تصدقه القول للصالح العام. وإن لم يكن يدري محمد علي بذلك فلقد كان هذا أول الدروس العملية للديمقراطية التي حاول أن يلقنها لحاشيته، كان هذا قبل وفاته بثلاث سنوات. ويذكر أن محمد علي باشا في آخر سنوات عمره، التي شارفت علي الثمانين قد اعتلت صحته وأصيب بضعف في قواه العقلية وضعف ذاكرته ولم يعد في استطاعته الاضطلاع بأعباء الحكم، ولم ينجح الأطباء في علاج هذا المرض. وفي عام ١٨٤٨ نشرت «الوقائع المصرية» في العدد رقم ١١٣ الصادر في الخامس من جمادي الثاني أنه نظراً لمرض محمد علي فقد تشكل مجلس فوق العادة تحت رئاسة إبراهيم باشا لتسيير دفة أعمال الحكومة، واجتمع الديوان في ٢٤ من شوال بحضور العلماء والمشايخ وأشراف البلد ومن لزم حضوره من الذوات بديوان الغوري حيث قرئ علي رؤوس الأشهاد الفرمان القاضي بتعيين إبراهيم باشا والياً علي مصر في أبريل عام ١٨٤٧ وصدر فرمان التقليد من الباب العالي بذلك، وقد أحب المصريون إبراهيم وأحبهم، غير أن حكمه لم يدم طويلاً إذ توفي في العاشر من نوفمبر من نفس العام دون أن يتجاوز الـ٦٠ من عمره ولم تزد فترة حكمه علي ٧ أشهر و١٣ يوماً، وقد دعا الأمير عباس الأول ابن أخيه طوسون لكي يلي السلطة طبقاً للنظام الذي أصبح موضوعاً باعتباره أكبر سلالة محمد علي. وكان عباس باشا قد خشي علي نفسه من بطش عمه إبراهيم باشا لخلافهما في الرأي والمزاج فرحل إلي الحجاز، ولم يعد منه إلا بعد وفاة عمه، وكان عباس قد تولي الحكم في حياة جده محمد علي الذي توفي في الثاني من أغسطس عام ١٨٤٩ والموافق هجرياً الثالث عشر من رمضان سنة ١٢٦٥، في قصر رأس التين بالإسكندرية بعدما حكم مصر طيلة ٤٤ عاماً، وشيعت جنازته في احتفال مهيب ودفن في القلعة حيث مثواه الأخير. أما عن سيرة صعود محمد علي باشا من اليتم إلي الحكم، فقد ولد محمد علي في سنة ١٧٦٩ في مدينة «قوله» من ثغور مقدونيا حيث ولد الإسكندر الأكبر وبطليموس الأول وكان أبوه (إبراهيم أغا) هو رئيس الحرس المنوط بخفارة الطويف في البلدة وكان له سبعة عشر ولداً لم يعش منهم سوي محمد علي الذي مات عنه أبوه وهو صغير السن، ثم لم تلبث أمه أن ماتت فصار يتيم الأبوين وهو في الرابعة عشرة من عمره فكفله عمه طوسون الذي مات أيضاً مكفله (الشوربجي) صديق والده. فأدرجه في سلك الجندية فأبدي محمد علي شجاعة وبسالة وحسن نظير وتصرف، فقربه الحاكم وزوجه بامرأة غنية وجميلة كانت بمثابة طالع السعد عليه، وأنجبت له إبراهيم وطوسون وإسماعيل (أسماء أبوه وعمه وراعيه) وأنجبت له أيضاً بنتين، وحين قررت الدولة العثمانية إرسال جيش إلي مصر لانتزاعها من أيدي الفرنسيين كان محمد علي هو نائب رئيس الكتيبة الألبانية، والتي كان قوامها ثلاثمائة جندي، وكان رئيس الكتيبة هو ابن حاكم قولة الذي لم يكد يصل إلي مصر حتي قرر أن يعود إلي بلده فأصبح محمد علي هو قائد الكتيبة. وظل محمد علي في مصر يترقي في مواقعه العسكرية، وظل يواصل خططه للتخلص من خصومه إلي أن تخلص من خورشيد باشا، وأوقع بالمماليك حتي خلا له كرسي الحكم بفضل الدعم الشعبي الذي قاده عمر مكرم. =========================================================== |