Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تاريخ اليهود المصريين1

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس بها تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
يهود مصر
معبد مائير بالمعادى
سرقة ممتلكات اليهود بمصر
موسى بن ميمون
الذكرى المئويى للمعبد اليهودى
اليهود يبحثون عن آثارهم
ترميم مقابر اليهود بمصر
كنيس عدلي
تاريخ اليهود فى مصر
حارة اليهود
المعابد اليهودية بمصر وترميمها
اليهود يؤسسون الصحف بمصر
مسلمون وأقباط متزوجون يهوديات
مولد أبو حصيرة
أمين شرطة المعبد اليهودى
اليهود وسعف النخيل المصرى
المعبد اليهودى بالإسكندرية
الإسلام وتغطية الكنائس والمعابد

 

 «المصرى اليوم» تفتح الملف (١) اليهود فى مصر.. وجود بطعم الغياب
المصرى اليوم كتب أمل سرور وأحمد بلال ١٠/ ٣/ ٢٠١٠

قبل الأربعينيات من القرن الماضى يستحق تاريخ اليهود فى مصر أن نقف عنده قليلاً، فالوجود اليهودى فى مصر ليس وليد قرن مضى، وإنما قديم منذ الديانة اليهودية نفسها، ويرجع تاريخ اليهود فى مصر إلى أسرة «يعقوب بن إسحاق»، وهى أول أسرة يهودية هاجرت إلى مصر هرباً من المجاعة لتلحق بالنبى يوسف، الذى وصل إلى منصب رفيع فى حكم مصر، وعاش «بنى إسرائيل» فى مصر حتى خروج النبى «موسى» بهم، وقبل أن يخرجوا منها كلم الله موسى فى سيناء، وأنزل الله عليه التوراة والوصايا العشر، ورغم خروج «بنى إسرائيل»، فإن الديانة اليهودية استمرت فى الوجود ومن آمن بها على أرض مصر، حتى إنهم أقاموا لأنفسهم معبداً فى عصر الأسرة الفرعونية السادسة والعشرين بجزيرة فيلة فى أسوان، واستمروا فى الحياة حتى اليوم.
وعلى مدار التاريخ لعب يهودها دوراً لا يمكن لعاقل أن يغفله، أو يتجاهله، وبرزت شخصيات يهودية فى المجتمع لعبت دوراً لا يمكن أن يستهان به، ومن هؤلاء «قطاوى باشا» الذى كان وزيراً للمالية، ثم للنقل والمواصلات وظل عضواً فى مجلس النواب حتى وفاته، بالإضافة إلى «يعقوب صنوع»، الشهير بـ«أبونضارة»، رائد المسرح، وكان يصدر صحيفة مهتمة، بل ومتحمسة للشأن الوطنى، اسمها «أبونضارة»، كانت سبباً فى إصدار الخديو «إسماعيل» أمراً بنفيه، ليواصل إصدار جريدته من هناك ويهربها إلى الداخل.
من بين الشخصيات اليهودية التى لمعت فى التاريخ المصرى، المخرج «توجو مزراحى»، و«ليليان ليفى كوهين»، الشهيرة باسم «كاميليا»، والموسيقار «داوود حسنى»، و«راشيل إبراهام ليفى»، الشهيرة باسم «راقية إبراهيم»، و«نجمة إبراهيم»، و«نظيرة موسى شحاتة» الشهيرة باسم «نجوى إبراهيم»، والتى حصلت على درع «الجهاد المقدس» لدورها أثناء حرب الاستنزاف، بالإضافة إلى المحامى اليهودى الشهير «مراد فرج»، كما يوجد العديد من الأسماء اليهودية التى لاتزال موجودة حتى الآن مثل «شيكوريل»، «شملا»، «عدس»، «ريكو»، و«بنزايون»، ومعناه باللغة العربية «ابن صهيون»!.

ممتلكات اليهود المصريين
والأمر الثانى أن الآونة الأخيرة شهدت جدلاً كبيراً حول قضية ممتلكات الطائفة اليهودية فى مصر، والتى يتم بيعها من قبل المسؤولين عنها، والنزاع عليها بين عدد من رجال الأعمال، وهو الأمر الذى استوقفنا كثيراً وجعلنا نتساءل حول ماهية ممتلكات الطائفة، خاصة أن هناك دعاوى قضائية مرفوعة على الحكومة، وهى القضايا التى بلغ عددها حوالى ٣٥٠٠ قضية.
هذان الأمران هما اللذان دفعانا إلى فتح ملف «يهود مصر»، الذين كانوا فى فترة من الفترات جزءاً لا يتجزأ من نسيج مجتمعنا.

بدأنا بحارة اليهود، تحديداً معبد «بار يوحاى» الذى وجدناه مفتوحاً على مصراعيه، هممنا بالدخول، وإذ بنا نصطدم بـ«رؤوف»، نظر إلينا باستغراب شديد وقال «نعم، فى حاجة؟»، قلنا له صراحة عن سر وجودنا فى حارة اليهود، فقاطعنا قائلاً: «رئيسة الطائفة مش موافقة، وبصراحة ممنوع تدخلوا أى معبد يهودى إلا بموافقتها»، وعندما سألناه عن هويته وعمله أجاب بلا تردد «مصرى وكمان مسلم والمسؤول عن المعابد فى الطائفة اليهودية».
حاولنا أن نشرح له فكرة الملف بشكل أكثر تفصيلاً، فوعدنا أن يرد علينا بعد أن يحاول إقناع المديرة «كارمن وينشتاين» وحاولنا الاتصال به على هاتفه المحمول فيما بعد فلم يستجب لنا لنسمع عبارة «الهاتف الذى طلبته قد يكون مغلقاً أو خارج نطاق الخدمة»، والحق يبدو أن «رؤوف» هو الذى كان خارج نطاق الخدمة، ويبدو أنه كان فى خدمة «وينشتاين» فقط!!.
ومن الصعوبات التى واجهتنا هى أن يهود مصر كادوا أن يختفوا أو يندثروا ، اللهم من بعض السيدات العجائز، اللاتى يعشن تحت ظلال رئيسة الطائفة فى انتظار الفتات، الذى تلقى لهم به فى أول كل شهر، حاولنا الاتصال بهن للحديث معهن فكانت الإجابة بالرفض أو التهرب، حتى إن واحدة منهن قالت لنا إنها تخشى أن تتكلم دون إذن من «كارمن» التى قد تعاقبها فتحرمها من مصروفها الشهرى!!.
ومن القاهرة إلى الإسكندرية ، حاولنا الحديث مع رئيس الطائفة اليهودية هناك «يوسف جاؤون»، الملقب بـ«أصغر يهودى فى مصر»، ٥٤ عاماً، استقبلنا الرجل بترحاب عبر الهاتف، ولكنه رفض واشترط علينا الحصول على موافقة كتابية من الجهات الأمنية التى تحظر عليه الحديث. ومع ذلك فتحنا الملف فى محاولة لمعرفة حقيقة ما جرى بالضبط مع اليهود فى مصر، وهل طردوا أيام «عبدالناصر» أم هم الذين أخذوا قراراً بالهجرة إلى دول أخرى وعلى رأسها إسرائيل؟!!
ثم من هم يهود مصر؟!، هل هم قراؤن أم ربانيون، وما هى طوائفهم وجماعاتهم، وهل يقسمون أنفسهم على أساس عرقى أم دينى؟، وإذا كنا لم ننجح فى محاورة ما تبقى من اليهود فى مصر سوى الابنة الكبرى لليهودى الجميل «شحاتة هارون»، والتى فتحت النار على الكيان الصهيونى، فهل نفشل أيضاً فى الوصول إلى بعض من اليهود الذين هاجروا من مصر إلى دول أخرى مثل فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا وغيرها من دول العالم.
أما عن حدوتة ممتلكات اليهود فى مصر، والتى يطالبون باستعادتها، حاولنا أن نصل إلى الحقيقة، خاصة أن هذه الحملة يقودها اللوبى الصهيونى فى الولايات المتحدة بالإضافة إلى إسرائيل، وهى حملة هدفها الأساسى إسقاط المطالبة بحقوق وممتلكات وأراضى الفلسطينيين المغتصبة، بالإضافة إلى حق العودة فى مقابل «حق عودة» اليهود والممتلكات اليهودية المستولى عليها من قبل العرب!.
أسئلة وعلامات استفهام كثيرة نحاول الإجابة عنها عبر هذا الملف الشائك، إذا نجحنا أن نضيف لك جديداً وأن نوصل إليك ما وصلت إليه أيدينا من معلومات فهذا كل ما نتمناه، وإن فشلنا فليبق لنا شرف المحاولة.
يحتفلون برأس السنة اليهودية مرتين فى العام
طوائف اليهود بمصر
ينقسم اليهود فى مصر إلى طائفتين، الأولى هى طائفة «الربانيين»، والأخرى طائفة «القرائين»، والخلاف بينهما يتركز بشكل أساسى حول الأحكام الدينية اليومية والمناسبات، كأحكام يوم السبت والتقويم، حيث تعتمد طائفة القرائين فى تقويمها على القمر، بينما تعتمد طائفة الربانيين على الحساب، لذلك فإن رأس السنة اليهودية تختلف بين الطائفتين.
والربانيون يمثلون الطائفة اليهودية الأكبر فى مصر وفى العالم كله، ويطلق عليهم البعض اسم «التلموديون»، ويؤمن أتباع هذه الطائفة بالعهد القديم بأسفاره التسعة والثلاثين، بالإضافة إلى التلمود الذى يضم ٦٣ سفراً وينقسم إلى قسمين: «المشناه» و«الجمارا»، ويضم شروحاً للتوراة وأبحاثاً فى العقيدة اليهودية والتاريخ الدينى والقانون، كتبها حاخامات اليهود، ويؤمن أتباع هذه الطائفة بأن التوراة التى نزلت على موسى منقسمة إلى قسمين: توراة مكتوبة وأخرى شفهية.
أما طائفة القرائين، فقد نشأت فى القرن الثامن الميلادى على يد «عنان بن داوود» المولود فى العراق، وكان معظم أبنائها من الفقراء وتركز معظمهم فى «عطفة اليهود القرائين» بالقاهرة، وكان أبناؤها يتعلمون فى المدارس المصرية، وكانت لهم صحف منها «الكليم» التى كانت مهتمة بالأمور الوطنية، واستمرت فى الصدور بين ١٦ فبراير ١٩٤٥ و٤ مايو ١٩٥٧، وهم يختلفون عن «الربانيين» بأنهم يؤمنون بالأسفار الخمسة الأولى من «العهد القديم» فقط، لا يؤمنون بـ«التلمود» الذى يعتبرونه من «أعمال البشر».
وتتميز هذه الطائفة بأنها كانت الأكثر اندماجاً مع بقية طوائف الشعب المصرى بمسلميه ومسيحييه، ولم يختلفوا عنهم سوى فى ممارساتهم الدينية فقط. ولعل مواقف هذه الطائفة بالتحديد من الصهيونية هى التى أدت بقسم الهجرة فى الوكالة اليهودية إلى التقدم عام ١٩٤٩ بطلب لوقف هجرة «القرائين» إلى إسرائيل، إلا أن الطلب قوبل بالرفض.

تقسيم عرقى لليهود
وبعيداً عن الانقسام الدينى، فإن هناك انقساماً عرقياً، ويتلخص فى قسمين هما «السفارديم» وهم اليهود الذين أتوا إلى مصر من دول شرقية ومن إسبانيا، والمصريون الذين يدينون بالديانة اليهودية، ولا يختلفون عن أى مصرى سواء فى اللغة أو اللكنة أو الشكل أو المظهر، وكان الاتجاه العام فى هذا القسم مناهضاً للصهيونية، نتيجة اندماجهم فى المجتمع المصرى على مدار سنوات طويلة، على اعتبار أنهم جزء لا يتجزأ منه، مثلهم فى ذلك مثل مسلمى مصر ومسيحييها.
والقسم الآخر هو اليهود «الإشكيناز»، الذين قدموا من أوروبا هرباً من الاضطهاد، واعتبرت الغالبية منهم مصر محطة لهم فى طريقهم إلى فلسطين، وهذا القسم من اليهود لم يحاول حتى تعلم اللغة العربية وكانوا يتعاطفون بشكل كبير مع الحركة الصهيونية، وشكلوا العديد من المنظمات الصهيونية، منها جماعة منعزلة عاشت فى «درب البرابرة»، وكانوا يتحدثون اللغة اليديشية، وهى مزيج من العبرية والألمانية، وكان لهم برنامج خاص فى الإذاعة المصرية باللغة اليديشية ومسرح خاص.
هذه التركيبة السابقة لليهود وتعدد الجنسيات، التى كانوا يحملونها جاءت معظمها مهاجرة من أوطانهم الأصلية، وكان ذلك واضحاً بشكل كبير فى تعداد سنة ١٩٤٨، الذى أوضح أن حوالى ١٠ آلاف يهودى كانوا يحملون الجنسية المصرية و٣٠ ألفاً يحملون جنسيات أجنبية، و٤٠ ألفاً لا يحملون أى جنسية.
لذلك جاءت دعوات الحاخام الأكبر «حاييم ناحوم» المتكررة لليهود فى مصر الذين لا يحملون جنسية بضرورة التقدم للحصول على «الجنسية المصرية». ويرى الدكتور «محمد أبوالغار»، مؤلف كتاب «يهود مصر بين الشتات والازدهار» أن اليهود المصريين الأصليين هم من عاشوا على أرض مصر أجيالاً متعددة، تكلموا بلغتها وتشربوا بعاداتها وتسموا بأسماء أبنائها ونالهم من الأذى ما نال المصريين، وتحسنت أحوالهم كلما عم رخاء نسبى فى مصر، مشيراً فى ذلك إلى اليهود القرائين وبعض اليهود الربانيين، الذين عاشوا فى مصر قروناً طويلة، وكانوا يتكلمون العربية مثل كل المصريين، ومنهم الفقراء ومتوسطو الحال وبعض الأغنياء، وقد تكلموا العربية فقط، إلا من حصل منهم على قدر من التعليم مثلهم مثل باقى المصريين تماماً.
قيادة فى القاهرة.. وأخرى بالإسكندرية
قيادة الطائفة اليهودية فى مصر على مدار تاريخها كانت منقسمة بين طائفتين فى القاهرة والإسكندرية، إلا أن خلافاً بين كل من الطائفتين منذ ١٩٦٦ أدى إلى انفصال كل منهما عن الأخرى حتى الآن، حتى فى إدارة الأملاك تختص الطائفة اليهودية فى الإسكندرية بإدارة أملاكها بمعزل عن رئاسة الطائفة فى القاهرة، ولها مجلس عام يتكون من رئيس ونائب له وسكرتير، ويقع مقرها فى معبد «إلياهو هنابى» فى الإسكندرية.
وتفردت طائفة «القاهرة» بالسيطرة النسائية على قيادتها بعد أن وقع انقلاب نسائى داخلها نهاية ١٩٩٦ على إدارة رئيس الطائفة آنذاك، إيميل روسو، وقررت الجمعية العمومية للطائفة إقالته أثناء زيارته لفرنسا، وتنصيب «إستر وينشتاين» لتكون أول رئيسة لطائفة يهودية، لتشهد الطائفة من بعدها صراعاً على رئاسة الطائفة بين ابنتيها «كارمن» و«ماريكا سموحة ليفى»، ليحسم الصراع فى النهاية لصالح «كارمن»، المولودة لأب إشكنازى وأم سفاردية، والتى درست فى مدرسة الليسيه، لتلحق من بعدها بجامعة القاهرة التى تخرجت فيها ١٩٥٤، لتكمل دراستها بالجامعة الأمريكية فى القاهرة وتتخرج فيها ١٩٧٢.
أما الطائفة فى الإسكندرية فلها حكاية أخرى، خلال يوليو ٢٠٠٨ توفى رئيس الطائفة فى الإسكندرية، د. ماكس سلامة، عن عمر يناهز ٩٤ عاماً، بعد أن خدم فى رئاسة الطائفة ٨ سنوات، وكان سلامة طبيب الأسنان الخاص بعائلة الملك فاروق، وشقيق الرئيس جمال عبدالناصر، واستقبل قبل وفاته حسب صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية وفداً على رأسه «كارمن وينشتاين»، رئيسة الطائفة فى القاهرة، والسفير الإسرائيلى فى مصر شالوم كوهين، والقنصل الإسرائيلى إيلى عنتابى، وأديرت المحادثة فى هذا اللقاء باللغة الفرنسية، وأبلغه السفير الإسرائيلى رسمياً تهنئته بالعام الجديد قائلاً: «جئت لأقول لكم باسم حكومة إسرائيل سنة طيبة»، ووعده القنصل الإسرائيلى بالحضور للصلاة «يوم كيبور» فى المعبد.
ونشرت صحيفة «جيروزاليم بوست»، قالت نهاية العام الماضى تقريراً مطولاً عن طائفة الإسكندرية، قالت فيه «إن عدداً قليلاً من أعضاء الطائفة يعيشون الآن فى مرحلة الشيخوخة، يعيشون فى دور المسنين، من بينهم السيدة التى سجلت كل المواليد والوفيات وحالات الزواج فى الطائفة لمدة حوالى ٣ عقود».
وأضاف تقرير الـ«جيروزاليم بوست» أن البقية يغادرون أخيراً، أحدهم سيدة ولدت فى الإسكندرية وعاشت بها كل سنوات عمرها الـ٨٦، والتى قالت: إنها تقوم بالترتيبات النهائية لمغادرة مصر والالتحاق بابنتها وأحفادها فى أستراليا، وأضافت السيدة التى رفضت ذكر اسمها للصحيفة قائلة: «أشعر بضرورة أن أكون مع عائلتي، أعيش وحيدة الآن، لا أخرج كثيراً بسبب مشاكل المواصلات، وهذا ليس سهلاً بالنسبة لى».
من بين اليهود المصريين الذين تبقوا فى الإسكندرية يوسف جاؤون، الذى يعد واحداً من أصغر اليهود المصريين الذين لا يزالون يعيشون فى مصر، حيث يبلغ عمره ٥٤ عاماً، وهو الرئيس الحالى لطائفة الإسكندرية بعد الدكتور ماكس سلامة، وقال جاؤون لـ«جيروزاليم بوست» إنه يشعر بأن مصر وطنه الوحيد، مؤكداً أنه تتم معاملته بشكل جيد من المصريين، بسبب الطريقة المحترمة التى يعاملهم بها».
جاؤون ابن جو يوسف بنيامين جاؤون، الذى كان خياطاً ناجحاً للطبقة العليا، وقام بحياكة عدد من ملابس الرئيس جمال عبدالناصر، بحسب تقرير الـ«جيروزاليم بوست» وقال للصحيفة: إنه يؤمن أن عائلته لم تطرد أو تجبر على الهجرة من مصر، وأضاف أن والده لم يكن يتدخل فى السياسة، وكان رجلاً بسيطاً، ويحتفظ جاؤون فى مكتبه بصورة للرئيس حسنى مبارك ويردد «ديانتنا شىء نحتفظ به فى قلوبنا»، مؤكداً أنه مازال يتم قبوله كيهودي، وعادة ما تتم دعوته على الإفطار فى رمضان من قبل أصدقائه، ويجلب لهم حلوى أثناء الأعياد، بحسب تقرير الصحيفة.
وأضاف تقرير الـ«جيروزاليم بوست» أن عدداً كبيراً من يهود الإسكندرية أكثر حذراً، ورفض عدد من أعضاء الطائفة إجراء حوار معهم فى هذا الموضوع وطلبوا عدم ذكر أسمائهم، ويخشى بعض الأبناء أن يتأثروا فى أماكن عملهم، إذا ما تم اكتشاف أن أحد أو كلا والديهم يهود، بالإضافة إلى أن عدداً كبيراً من نساء الطائفة تزوج من مسيحيين أو مسلمين واعتنق عدد قليل من الأعضاء الإسلام لتسهيل الزواج أو تربية الأطفال.
إحدى عضوات الطائفة اليهودية فى الإسكندرية، ٧٧ عاماً، تحدثت إلى الـ«جيروزاليم بوست» بعد أن طلبت عدم ذكر اسمها قائلة: «نفضل أن نكون بعيداً عن الأنظار هنا، نحن لا نفضل أن تكون قصصنا معروفة للجميع، لأن وضعنا غير واضح، عندما يفكر الناس فى اليهود هنا، فإنهم دائماً ما يخلطون بينهم وبين إسرائيل، وبالطبع هذا يؤلمنى، لأننى لا علاقة لى بالسياسة».
ويقول محرر الـ«جيروزاليم بوست» إن «سيدة أخرى طلبت من زائر أجنبى أن يتصل بأصدقائها فى إسرائيل لأنها لم تشعر بالراحة فى الاتصال بإسرائيل بنفسها عبر شخص مصرى فى مركز الاتصالات»، وأضاف أن «الطائفة مازالت مستمرة فى دعم اليهود دعماً اقتصادياً ونفسياً وروحانياً ويحصلون كل شهر على حوالى ٣٥٠ جنيهاً مصرياً وأدوية على حساب الطائفة ويشير التقرير إلى إجراء عمليتين جراحيتين للسيدة «كلير مزراحى» بأحد المستشفيات الجيدة فى الإسكندرية.

******************************

معلومات عن سيدة اليهود الأولي في مصر

«كارمن».. سيدة اليهود الأولي في مصر

الموجز 2013-01-04
ولدت كارمن واينشتاين رئيسة الطائفة اليهودية في مصر، لأبوين مصريين، وعاش والدها في مدينة الأقصر بصعيد مصر، وتعلم اللغة العربية هناك، وقبل ذلك هاجر جدها وجدتها من أوروبا الوسطي إلي مصر، وأقاما في مدينة الإسكندرية، وتربت كارمن في المدارس الفرنسية بمصر، وتعلمت اللغة العربية بعد إصرار والدها علي تعليمها تلك اللغة في المنزل علي أيدي مدرسين مصريين، لاسيما أن المدرسة الفرنسية التي كانت تتلقي فيها تعليمها لم تخصص سوي ساعة واحدة فقط في الأسبوع لتدريس العربية.
في عام 1981 انتقل والد كارمن من مدينة الأقصر التي عاش بها سنوات طوال إلي القاهرة، وهناك عمل في طباعة الكتب، وأنشأ المطبعة التي لايزال مقرها حتي الآن قائماً بوسط العاصمة المصرية. تخرجت كارمن في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة، ثم حصلت علي درجة الماجستير من الجامعة الامريكية، وتخصص موضوع رسالتها في كتابة المسرح.
كان لها مواقف معارضة لقرار الحكومة بمنع إقامة أي احتفالات بمعبد"بن ميمون" بعد إعادة افتتاحه، قالت وقتها إن الطائفة اليهودية في القاهرة برئاستي احتفلت بإعادة افتتاح المعبد بعد ترميمه، وليس لنا أي دخل في قرار الحكومة المصرية، بإقامة احتفال رسمي بتلك المناسبة أو إلغائه، فلا نتدخل في القرارات الوزارية سواء للمجلس الأعلي للآثار أو غيره من الأجهزة المصرية"، ونفت كارمن واينشتاين في الوقت ذاته ما تردد عن وجود تجاوزات خلال احتفال الطائفة اليهودية بهذا الحدث.
وقالت عن نشاط الطائفة اليهودية في القاهرة، تكونت الطائفة اليهودية في القاهرة كما تبدو عليه الآن من يهود مصريين، ولدوا وعاشوا في مصر منذ بداية القرن الـ19 الميلادي، غير أن وجود اليهود في مصر - كما هو معروف - سبق هذه الفترة بتاريخ طويل، مشيرة إلي إنه لا يوجد حالياً في مصر عدد كبير من اليهود مقارنة بالماضي وتحديداً بعد قيام ثورة يوليو عام 1952، فقبل هذه الفترة كانت تعيش أعداد كبيرة من الطوائف اليهودية في مختلف مدن ومحافظات مصر، وكان لكل طائفة معابدها ومدافنها ومجلس إدارتها الخاص، أما الآن فلم يعد في مصر سوي طائفتين لليهود، احداهما في القاهرة والثانية في مدينة الإسكندرية، أما الطائفة الأولي فلا تضم سوي 50 يهودياً تقريباً جميعهم متقدمون في السن، بينما يقل عدد أبناء الطائفة اليهودية في الإسكندرية عن ذلك، غير أن الطائفة الأخيرة تضم عدداً كبيراً من الرجال وهو علي العكس تماماً بالنسبة ليهود القاهرة.
وتري واينشتاين أن عدد اليهود المصريين ليس مهماً بقدر أهمية الثروة اليهودية الموجودة في مصر، وهي الثروة الموجودة في عدد المعابد اليهودية في مصر، فلا يزال في مصر ما يقرب من 12 معبداً، أهمها معبد "بن عزرا" بمصر القديمة، ومعبد "بن ميمون" في حارة اليهود، وهذان المعبدان هما الأشهر علي مستوي العالم، ومعبد "يهودا هانافي" بمدينة الإسكندرية، أما معبد "شعار هاشميم" أو بوابة السماء، الكائن بوسط القاهرة، فهو المعبد الرئيسي للطائفة اليهودية، ففي هذا المعبد تقام الصلوات وتمارس الطقوس الدينية، والأعياد اليهودية المهمة.
وأشارت واينشتاين أن نشاط الطائفة التي تترأسها قائم علي رعاية اليهود، لاسيما أنهم متقدمون في السن، وتحرص الطائفة بقدر الإمكان علي توفير الأدوية والخدمات الطبية، ليكون لديهم القدرة علي مواصلة الحياة. وعن تمويل نشاط الطائفة تقول واينشتاين، تمويل الطائفة يقتصر علي صناديق النذور والتبرعات، خاصة في معبدي "شعار هاشميم" و"بن عزرا"، ويقدم اليهود المصريون والأجانب هذه التبرعات من أجل توفير الرعاية الكاملة لقرنائهم، هذا بالإضافة إلي الدعم المادي والعيني، الذي تتلقاه الطائفة من احدي المنظمات اليهودية الامريكية".
وكانت كارمن واينشتاين قد نفت، أن تكون الطائفة اليهودية في القاهرة تتلقي أي تمويل من إسرائيل، مشيرة إلي انه لا توجد علاقة من قريب أو بعيد بين الدولة العبرية وأنشطة الطائفة اليهودية في القاهرة.

This site was last updated 01/06/13