Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

خلاف الغزاة العرب المسلمين على تقسيم ثروات مصر

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
أرض مصر لأبن سندر
Untitled 5314
عثمان والصراع العربى العربى
الغزاة المسلمين ونهب ثروات مصر
عزل عمرو عن ولاية مصر
Untitled 5355
Untitled 5356
Untitled 5357
Untitled 5358
Untitled 5359
Untitled 5360

تعليق من الموقع : غزا العرب المسلمين مصر بقيادة عمرو بن العاص وكان  جيشه مؤلف من قادة هم العرب القريشيين ولكن غالبيه الجتود من اليمنيين وكانت ثروات مصر تذهب إلى القادة وينال الجنود اليمنيين الفتات ويذهب الباقى إلى الجزيرة العربية وفيما يلى الخلاف الذى حدث بين الغزاة العرب المسلمين على أرض مصر وصدق المثل العامى الذى يطلقة المصريين على الحرامية الذى يقول : " لم يراهم أحداً وهم يسرقون ولكن سمعوهم وهم يختلفون على تقسيم السرقة" وسجل التاريخ خلافهم على تقسيم ثروة مصر.   

فيما يلى ما أورده كتاب صدر في القاهرة عام 1999م، بعنوان‏:‏ هوامش الفتح العربي لمصر، حكايات الدخول كتبته الباحثة سناء المصري - طبعة إشعاع للنشر

*****************************************************************************************************************************

ولكن الجنود (اليمنيون) يستفزهم نهر الثروات النازح إلى الحكام وحشياتهم ، ويقارنون ما يحصلون عليه وما يعبه ألاخرون فى يستطيعون الصمت.

ويحكى أبن لهيعة أنه فى زمان مسلمة بن مخلد ، وبعد أن قسم العطاء وأعطى كل جهة ما كان مقرراً لها : " فأعطى أهل الديوان عطياتهم وعطيات عيالهم وأرزاقهم ونوائب البلاد من الجسور وأرزاق وحملان القمح إلى الحجاز ، ثم بعث إلى معاوية بستمائة ألف دينار فضل ... فلما نهضت الأيل لقيهم . فلقيها أحد رجالات مصر، وهو برح بن حسكل المهري" - من قبيلة يمنية - فقال : " ما هذا .. ؟ ما بال مالنا يخرج من بلادنا .. ؟ ردوه فردوه ، حتى وقف على المسجد فقال أخذتم عطياتكم وأرزاقكم وعطاء عيالكم ونوائبكم فقالوا : نعم ، قال لا بارك الله لهم فيه خذوه ... فساروا به " [ إبن الداية : كتاب المكافأة ص 126]  [ ابن عبد الحكم: فتوح مصر وأخبارها ص117.]

والعربى اليمنى لا ينظر بإرتياح إلى المال المشحون إلى مكة والمدينة وعواصم القبائل العدنانية المفتخرة بأصولها عليه .. فيقف على باب الجامع - نقطة إرتكاز العرب جميعاً ومكان تجمهرهم ، حيث كان لكل قبيلة فيه عامود ومكان يترتب حسب مكانة القبيلة أيضاً ونفوذها ، محاولاً تحريض العرب ذات العطايا الأقل ، وينهى محاولته بالدعاء على العرب المستفيدين من وضع ألإستنزاف ، وصيغة الملكية الطاغية على الحديث : " ما بال مالنا يخرج من بلادنا " ملفتة للنظر ، حيث كان العرب جميعاً فى ذلك الحين - سواء من الشمال أو من الجنوب - حديثى الوفود على مصر ، ولم يكن قد مضى ثلاثون عاماً أو أكثر قليلاًأثناء تلك الواقعة ، وقد إعتبروها بلادهم - لهم وحدهم بكل ما فيها من ارض وزرع وماء وهواء وكنوز طبيعية وثروات وبان - كل شئ لهم مجرد إشهار السيف وخضوع ألآخرين لهم ، وحتى البشر القاطنين مصر منذ فجر التاريخ (الأقباط) هم أيضاً جزء من ملكية العرب العامة  وقد خلقت لضمان إستمرار سيلان الثروة عليهم ، وإنعكست تلك الرؤية العامة واليقين الراسخ على الخطاب العربى الموجه إلى ألأقباط بعد الفتح (الغزو) إبتداء من تدفق أسرى القبط على مدن الجزيرة العربية (1) ، وإشارة الخليفة عمر بن الخطاب بتفضيلة بقاء المصريين فى بلادهم ، وإستخدامهم لزراعة ألأرض لتعميم ألإنتفاع بهم (5)

العرب وتسخير المصريين فى حفر خليج تراجان أو قناة أمير المؤمنين  

وقد مارس الحكام السادة بصفتهم  وتسخير المصريين فى شتى الأعمال الصعبة من أجل زيادة حصيلة الضرائب ، ومن هذا المنطلق 

سخر عمرو بن العاص آلاف الفلاحين الأقباط فى إعادة حفر خليج تراجان أو قناة أمير المؤمنين (2) ،

كما سخر عبدالله بن أبى سعد بن أبى السرح صناع مصر لبناء الأسطور العربى ،

وفى العموم : كان المصريون يقومون بحفر القنوات وبناء الخطط والبيوت للسادة العرب ... بينما يكتفى هؤلاء السادة  بصفتهم الفرسان أصحاب الخيول والجيوش بإستهلاك الخيرات وإنفاق الثروات

(وأمتلاك الأقباط كعبيد)(3)

وكثيرا ما عبر ملوك (خلفاء) بنى أمية عن معنى العبودية الصريح فى رسائلهم إلى أمراء مصر بقولهم : [أن مصر إنما دخلت عنوة ، وإنما هم عبيدنا المصريين (4)، نزيد عليهم كيف شئنا ونضع ما شئنا " [ الطبرى : تارسخ الرسل والملوك ص 106 ]

وكثيراً ما كانت العنجهية (6) تذهب بهم إلى حد الرغبة فى ألإستخدام المباشر لثنائية السيادة والعبودية ، وعدم ألإكتفاء بالوضع العام لقوانين الإختلاط ، كما حدث مع هذا العربى الذى سخر ملاحاً قبطيا  لنقله عبر النهر بمركبة وحينما طلب القبطى أجره رفض العربى متذرعاً بحق السيادة الذى يخول له غستخدام المصريين دونما مقابل [ لمزيد من التفاصيل أنظر المقريزى وآخرين ]

كيف كان الأقباط يدفعون الجزية للعرب المسلمين وهم اذلاء مستعبدين ؟

وطقوس التبعية تتفاوت حدتها من زمان الحاكم وحسب ذكاء الحاكم وقدرته على إدارة الأمور ، فنجد المغالاة والتشديد أثناء ولاية حاكم ، والإنفراج النسبى فى ولاية آخر .. على أن الميراث العام من فى أدبيات الثقرون التالية للفتح (الغزو) بشكل مبالغ فيه ، كما نجد فى كتاب معالم القرية فى أحكام الحسبة ، الذى يقدم شروط دفع الجزية بأن : " يقف الذمى بين يدى عامل الجزية ذليلاً ، فيلطمه المحتسب يديه على صفحة عنقه ، ويقول : " أد الجزية يا كافـــر ، ويخرج الذمى يده مطبوقة على الجيزة فيعطيها له بذلة وإنكســار " [ القرشى  : معالم القرية فى أحكام الحسبة ص99 ]  

ومسرحية أداء الجزية هذه تعكس الصورة فى أشد عصور الظلام قتامة ، وإن لم تنفذ بهذه الجهامة فى أوقات أخرى كثيرة حيث لم يكن الحكام  العرب بمثل هذه الطقوس الشكلية بقدر ما يهتمون بمبادئ السيادة العينية وما يترتب عليها من أحكام مالية وعينية
ووسط هذا الجو كان من الطبيعى بروز سلسلة من التناقضات العنصرية بين العرب المسلمين والمصريين  (الأقباط) من جهة وبين العرب انفسهم من جهة أخرى ، طالما أنهم فئات غير متجانسة ، وطالما أن نشأتهم ألولى زرعت فيهم الولاء ولولا حنكة ودهاء القادة الأوائل ، وإستخدامهم كل وسائل الترغيب والترهيب لصارت ألمور فى إتجاهات أخرى 

***************************

المراجع

(1) "....والطبري يذكرنا بأن الجيش العربي الفاتح قد اسر اعدادا كبيرا من المصريين، وان صفوف العبيد من القبط امتدت من مصر الي المدينه، فينقل عن رجل من اهل مصر_او بمعني اصح عربي سكن ارض مصر_، -وكان في جند عمرو بن العاص اثناء الفتح-انه قال لما فتحنا بابليون تدنينا قري الريف فيما بيننا و بين الاسكندريه قريه فقريه حتي انتهينا الي بلهيب _وهي منيه الزناطه بالبحيره ومحلها اليوم فزاره بمركز المحموديه يقال لها قريه الريش وقد بلغت سبايانا المدينه ومكه واليمن"( كتاب فتوح البلدان للبلاذزي القسم الاول ص253) ونقرأ للطبرى ايضا ناقلا عن احد جنود عمرو بن العاص (لما افتتحنا بابليون تدنينا قرى الريف فيما بيننا وبين الاسكندرية قرية فقرية ، حتى انتهينا الى بلهيب وقد بلغت سبايانا المدينة ومكة واليمن ) تاريخ الطبرى ص 105 ــ والبلاذرى فى فتوح البلدان القسم الاول ص 253 ( وكانت قرى من مصر قاتلت فسبى منها والقرى بلهيت والخيس وسلطيسس فوقع سباؤهم بالمدينة ) ، وعندما رد بن الخطاب بعضهم الى مصر بعد ان اخذ المقاتلين مااخذوا من النساء سبايا والرجال عبيد ،

(2) "...والطبري يشير الي معاناه الأقباط اثناء حفر قناه امير المؤمنين في عمل من اكبر اعمال التسخير الجماعيه، و خوف عمرو بن العاص نفسه من هذا الوضع لان تسخير الاف في اعمال الحفر يسبب انكسار خراج مصر وخرابها، ولكن حسم ابن الخطاب دفع الي استمرار العمل في ظل تلك الظروف القاسيه ولكن رسائل عمر حسمت الامر اذ جاء فيها: "اعمل فيه و عجل، اخرب الله مصر في عمران المدينه وصلاحها "(نقلا عن الطبري كتاب تاريخ الكبري الجزء الرابع ص100)( يؤكد نفس الواقعه السيوطي في كتاب حسن المحاضره الجزء الاول ص 63) هذا هو الخليفة العادل فكم يكون الغير عادل ...؟

(3) وقد قام عمرو بن العاص باسر كثير من القبط رجالا ونساءا ووزعهم كجوار وعبيد علي قادة جيشه ورجاله المقربين , كماحدث مع عدد من نساء القبط في بلدة سلطيس اللاتي اتخذهن العرب جوار و إماء لهم بعد ان وزع نساءها علي قادة جيشه بعث بالجزء المتبقي منهم الي بلاده البعيدة في مكة والمدينة واليمن .  كانت الجزية هى الاساس ولاستمرار تدفقها على عاصمة الخلافة كان القول العمرى : ( الجزية قائمة تكون لنا ولمن بعدنا من المسلمين احب الى من فيئ يقسم ثم كأنه لم يكن ) – الطبرى ص 105

(4) يقول الاستاذ عبد العزيز جمال الدين في تحقيقه لموسوعة تاريخ مصر تحت عنوان عبودية القبط للعرب:وفي الصعيد حيث هيمنت القبائل العربية كان التناقض يتحول الي تناقض عنصري من نمط خاص حيث نجد العلاقات بين الاسر القبطية ومشايخ اشبه بعلاقة السيد بالعبد ولقد ارخ بوركهارت وصفا معاصرا ذكر فيه ان الاسرة القبطية كانت اشبه بالعبيد الذي يمتلكهم مشايخ القبائل العربية وأضاف ان كل اسرة قبطية كانت تحت سلطة وحماية احد المشايخ وتعتبر من املاكه مقابل ان تقوم بالعمل في ارض مفردة له . وكان لهؤلاء المشايخ حق توارث الاسر القبطية وحق بيعها فيما بينهم . والواقع ان وصف بوركهات ليس فيه اي مبالغة حيث يذكر علي باشا مبارك في خططه ج17ص25 الاميرية: ثم ان نصاري بلاد الهلة قليلون وكانوا مستعبدين لهم قيل حكم العزيز محمد علي ويقتسمونهم ويتوارثونهم كالمماليك ويحكمون فيهم .

(5) وصف عمرو لمصر واهلها "أهل مله محقوره وذمه مخفوره يحرثون بطون الارض ويبذرون بها الحب يرجون بذلك النماء من الرب لغيرهم ما سعوا من كدهم" (المسعودي مروج الذهب و معادن الجوهر)

(6) استعلاء العرب على ما عداهم يتضح من تسمية الآخرين ب (العجم)، وإطلاق التسمية نفسها على البهائم. ولشدة استعلاء العرب على غيرهم، إن التفرقة بين العرب والعجم استمرت بعد الإسلام، وما زالت مستمرة حتى يومنا هذا. فالدولة الأموية يطلق عليها اسم الدولة العربية. أما الدولة العباسية فكان أعداؤها يسمونها من باب الإهانة والتحقير بالدولة العجمية (الجاحظ- البيان والتبيين). لأنها قامت على سيوف الخرسانية، وهم أعاجم. كما أن أغلب خلفائها أمهاتهم أعجميات، وإن شئت عجماوات. فالمنصور أمه بربرية، والمأمون أمه فارسية، والمهتدي أمه رومية، والمقتدر والمكتفي والناصر، أمهاتهم تركيات. كما استوزر الخلفاء العباسيون الكثير من الأعاجم. وكان العامة في شوارع بغداد يتعرضون لموكب الخليفة المأمون صائحين: يا أمير المؤمنين أنظر إلى عرب الشام كما نظرت إلى عجم خرسان، تعريضا بأمه الفارسية. حتى أبناء الطبقة المثقفة انساقوا وراء تلك التفرقة الموروثة، فألفوا كتبا في مناقب العرب ومثالب العجم ومن أشهرهم (تفضيل العرب- ابن قتيبة).

 

This site was last updated 09/18/11