Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

الغازى عمرو بن العاص يسرق الأقباط وثروة مصر

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
أرض مصر لأبن سندر
Untitled 5314
عثمان والصراع العربى العربى
الغزاة المسلمين ونهب ثروات مصر
عزل عمرو عن ولاية مصر
Untitled 5355
Untitled 5356
Untitled 5357
Untitled 5358
Untitled 5359
Untitled 5360

فيما يلى ما أورده كتاب صدر في القاهرة عام 1999م، بعنوان‏:‏ هوامش الفتح العربي لمصر، حكايات الدخول كتبته الباحثة سناء المصري - طبعة إشعاع للنشر

*****************************************************************************************************************************

العرب يتناحرون على الثروة

وثارت الكثير من الفتن والقلاقل فيما بين العرب ، ونظراً أصحاب العطايا ألأقل إلى من يستحوذون على منابع الثرة ويذكر البلاذرى على مدى التفاوت فى تقسيم العطاء فيقول : " لكل رجل ما بين ألفين إلى ألف إلى تسع مائة إلى ثلاث مئة ولم ينقص أحداً عن ثلاث مئة" [البلاذرى : فتوح البلدان]

وبالطبع يكون التفاوت كبيراً بين مقدار الألفين ومقدار الثلاث مئة ، هذا بالإضافة إلى مصادر الثروة الأخرى التى أتيحت للقادة والحاشية المحيطة دون غيرهم من الرجال .

وقد أستخدم عمرو بن العاص هذا النفوذ فى جمع ثروة طائلة ، حتى بعث الخليفة بن الخطاب يسأله عن مصدرها بقوله : " بلغنى أنك فشت لك فاشية (أى أرض شديدة الخصوبة على النهر يغمرها الفيضان وبها خيل وابل وغنم)  من خيل وأبل ، فأكتب من أين لك هذا المال؟ " [ القلقشندى : صبح ألأعشى ، الجزء السادس ص 286]

ورد الوالى عمرو بن العاص : " اتانى كتاب أمير المؤمنين يذكر فيه فاشية مال فشا لى وأنه يعرفنى قبل ذلك ولا مال لى ، وأنى أعلم أمير المؤمنين أنى ببلد فيه رخيص وأنى اعالج من الزراعة ما يعالجه الناس ، وفى رزق أمير المؤمنين سعة " [ القلقشندى : صبح ألأعشى ، الجزء السادس ص 477] (1)

وعمرو بن العاص يعترف فى الخطاب السابق بالثروة التى حلت عليه بعد حكم مصر ، فمن أين جائت؟ هل كان يزرع قطعة أرض ؟ أم كان ألأقباط يزرعون أرض مصر كلها!!!

ولم يصدق عمر بن الخطاب (أسم أبى عمر الحطاب وليس الخطاب) بحجج عمرو بن العاص وبعث إليه محمد بن مسلمه (2) يقاسمه امواله ، ومعه راسلة عنيفة يقول له فيها : " إنكم معاشر العمال قعدتم على عيون الأموال فجبيتم الحرام وأكلتم الحرام وأورثتم الحرام [ أبن عبد الحكم : فتوح مصر وأخبارها ص146] وقاسمه أبن مسلمة كا ممتلكاته ، فقال عمرو بن العاص ساخطاً : " يا محمد بن مسلمة ، قبح الله يوماً صرت فيه لعمر بن الخطاب واليا ، فقد رأيت العاص بن وائل السهمى (أبا عمرو) يلبس الديباج المزركش بالذهب ، والخطاب بن نفيل (أبى الخليفة عمر أسمه الحطاب وليس الخطاب ) ليحمل الحطب على حمار بمكة،"

 فرد عليه محمد : أسكت ، والله إن عمر لخير منك ، وأما أبوك وأبوه ففى النار ، ولولا الزمان الذى سبقك به ، لوجدناك تحلب الشياة وتبكى قلة إنتاجها" أو (2)

  تنبه عمرو لما قال غاضباً ، وطلب من محمد أن يكتم ما جرى بينهما قائلاً : " هى عندك بأمانة الله" فلم يخبر عمر بن الخطاب    

ولم يكن ابن الخطاب يطالب عمرو بن العاص بتقليل حجم الجزية وعدم جمع الرئيسى من قبط مصر ، بل كان يطالبة بزيادة الخراج ، والحرص على تحصيل الجزية ، وجمع كل ما يستطيع من خيرات مصر وهو صاحب الكلمة الشهيرة : " أخرب الله مصر فى عمران المدينة " على ألا  يحتكر الوالى لنفسه هذه الثروات ، بل يبعث للمدينة موطن الصفوة القرشية ألإسلامية ، والتى كان أبن الخطاب يحول بينها وبين نزول ألأمصار (البلاد المحتلة)، حتى لا تفسد وتفسد معها الدولة ألإسلامية ، وكان أبن الحطاب يحرص على جمع ثروات الأمصار فى بيت المال لارئيسى ،وتوزيعها عليهم حسب منزلة كل منهم

فسياسة الخليفة كانت تهتم بالصفوة الإسلامية ، وسياسة الولاة تنحو إلى الإهتمام بالنفس والحاشية المحيطة .. فقال : اكان عمر بن الخطاب مع جميع عماله ومنهم عمرو بن العاص ، وقد استمرت ملاحظة عمر بن الحطاب للتغيرات التى تطرأ على بن العاص من جراء إقامته بمصر ، وحينما  إستدعى أبن الحطاب إلى المدينة عمرو بن العاص وجده [(17423) عن أبي قبيل المعافري قال : دخل عمرو بن العاص على عمر بن الخطاب وقد صبغ رأسه ولحيته بالسواد ، فقال عمر : من أنت ؟ فقال : أنا عمرو بن العاص قال : فقال عمر : عهدي بك شيخا فأنت اليوم شاب عزمت عليك إلا ما خرجت فغسلت هذا السواد.] (راجع ابن عبد الحكم في فتوح مصر - وراجع أيضا أبن سعيد الأندلسى : المغرب فى حلى المغرب ص 48) وهو أكبر من عمر بن الخطّاب في السن ، ودليل ذلك حضوره مولد عمر بن الخطاب . قال الذهبي : (وكان أسن من عمر بن الخطاب، فكان يقول : إني لاذكر الليلة التي ولد فيها عمر رضي الله عنه) و كان اكبر منه بنحو خمس أو سبع سنين

ثروة عمرو بن العاص

قبل أن نذكر ثورة عمرو بن العاص بعد أن غزا مصر نذكر مقولة عمرو بن العاص عن الفقر الذى كانوا يعانون منه فى الجزيرة ( نحن العرب من أهل الشوك والقرظ ... كنا اشيق الناس أرضا وشره عيشا, نأكل الميتة والدم ويغير بعضنا علي بعض.... فلو تعلم ماورائي من العرب ماأنتم فيه من العيش لم يبق أحد إلا جاءكم )

 

وقد جمع بن العاص ثروة طائلة من فترتى ولايته على مصر ، ويقال : أنه خلف من الذهب سبعين رقبة جمل مملؤة ذهباً ، و ( سبعين بهاراً دنانير ، وإليها جلد ثور مملوؤة إدريان بالمصرى ) [أبن ظهيرة : الفضائل الباهرة - مروج الذهب ، الجزء الثالث ص230  ]

قال المقريزى فى الخطط ص 83 : " خلف عمرو بن العاص 70 بهارا دنانير والبهار جلد ثور ومبلغه أردبان مصرى فلما حضر الوفاة أخرجه وقال من يأخذه بما فيه فأبى ولداه أخذه وقالا له : " حتى ترد لذى حق حقه " فقال : والله ما أجمع بين أثنين منهم فبلغ معاوية فقال : " نحن نأخذه بما فيه "

وذكر المسعودى أنه خلف “من العين ثلثمائة ألف دينار وخمسة وعشرين ألف دينار، ومن الورق ألف درهم وغلة مائتى ألف دينار بمصر وضيعته المعروفة بمصر بالوهط قيمتُها عشرة آلاف ألف درهمأ حوالى مليون درهم”(المسعودى : مروج الذهب ومعادن الجوهر - الجزء الثالث ص23 وفاة عمرو بن العاص )  وذكرالذهبى أنه” خلف من الذهب قناطير مقنطرة”، وقد اتهمه عمر ابن الخطاب باستغلال منصبه فى جمع الأموال

وفى مراجع أخرى وفى كتاب سير أعلام النبلاء أن عمرو بن العاص أمتلك بستاناً بالطائف يسمى تعريش الوهط (2) ألف ألف عود كل عود بدرهم.  

ميراث عبدالله عن أيبيه عمرو بن العاص 

ورغم إقتطاع الخلفاء من الثروة التى جمعها عمرو بن العاص فى حياته - جريا على سنة أبن الحطاب - بالنصف كما أقتطعوا ايضاً بعض المال الذى تركه بعد مماته - ومع كل هذه الإقتطاعات ورث أبنه عبدالله - وهو أحد أبنيه قناطير مقنطرة من الذهب المصرى ، فكان عبدالله من ملوك الصحابة ونجد فى كتاب أبن سعيد الأندلسى : المغرب فى حلى المغرب  : " أن عبدالله بن عمرو بن العاص أمتلك قرية عسقلان بكل ما فيها وما عليها ، وهى من حبس عمرو لولده "  

والمشهور عن عبدالله بن عمرو بن العاص أنه كان زاهداً ، فقد ذكر الأندلسى : زهده من ملكية القرى والمدن والديار والأموال ، وفى رواية سليمان بن الربيع قال :" انطلقت في رهط من نساك أهل البصرة إلى مكة فقلنا لو نظرنا رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتحدثنا إليه فدللنا على عبد الله بن عمرو بن العاص فأتينا منزله فإذا قريب من ثلاثمائة راحلة قال فقلنا على كل هؤلاء حج عبد الله بن عمرو قالوا نعم هو ومواليه وأحباؤه " [ أبن سعيد الأندلسى : المغرب فى حلى المغرب - الجزء ألول الخاص بمصر ص 6- & وكذلك  الطبقات الكبرى - محمد بن سعد - ج ٤ - الصفحة ٢٦٧ ]

الزبير بن العوام

ولم يكن آل العاص فقط من ظلموا الأقباط من المسلمين فقد ظهرت علامات الثراء الفاحش ، بل شاركهم فى هذا الوضع الزبير بن العوام  أحد العشرة المبشرين بالجنة .. وكان ذا ثراء عظيم في قريش .. وهو ابن عمة النبي وكان موسراً.. وكثير المتاجر، خلف أملاكاً بيعت بنحو أربعين مليون درهم . وكان طويلاً جداً إذا ركب تخط رجلاه الأرض وكان له عشرة دار بالمدينة ، ودارين بالبصرة، ودار بالكوفة ، ودار بمصر ، وأخرى بالإسكندرية. [راجع صحيح البخاري كتاب الجهاد باب بركة الغازي في ماله 5/21. ]

وأرضين الغابة التى يبلغ ثمنها غى ذلك الحين سبعين ومائة ألف دينار ، ومن كثرة إتساع ثروته أنه حينما مات وفسمت ثروته على زوجاته الأربع أخذت كل واحده منهن ألف ألف ومائة ألف (أى مليون ومائة ألف)  وحسب رواية ابن سعد أن ثروة الزبير كانت تقدر بخمسة وثلاثين مليونا ومائتا ألف دينار ، وكان يحلم بأن يكون خليفة المسلمين ، ولكنه قتل يوم الجمل دون هذا الحلم 

خارجة بن حذاقة

أما خارجة بن حذاقة الذى كان قضيا لعمرو ، أو كان على شرطته - وقتل فيما بعد بدلاً منه - فقد ترك أموالا لا تحصى وموالى وعبيد

ويعلق أبن ظهيرة على هذا الوضع بقوله : " ولم تزل ملوك مصر من عمرو بن العاص وإلى وقتنا هذا يجمع كل منهم أموالاً عظيمة لا تدخل تحت الحصر وكذا الامراء والوزراء والمباشرين علي اختلاف طبقاتهم كل منهم يأخذ أموالا لاتحصي في حياتهم ) [أبن ظهيرة : الفضائل الباهرة فى محاسن مصر والقاهرة ص 130]

*****************

(3) رقم الحديث: 338
(حديث موقوف) حدثني حدثني أَبُو الْحَسَن المدائني ، عن عَبْد اللَّهِ بْن المبارك ، قَالَ : كان عُمَر بْن الخطاب يكتب أموال عماله إذا ولاهم ، ثُمَّ يقاسمهم ما زاد عَلَى ذلك ، وربما أخذه منهم ، فكتب إِلَى عَمْرو بْن العاص : أنه قَدْ فشت لك فاشية من متاع ورقيق وآنية وحيوان لم يكن حين وليت مصر ، فكتب إليه عَمْرو : أن أرضنا أرض مزدرع ومتجر ، فنحن نصيب فضلا عما نحتاج إليه لنقتنا ، فكتب إليه : إني قَدْ خبرت من عمال السوء ما كفى ، وكتابك إِلَى كتاب من قَدْ أقلقه الأخذ بالحق ، وقد سؤت بك ظنا ، وقد وجهت إليك مُحَمَّد بْن مسلمة ليقاسمك مَالِك فأطلعه طلعة ، وأخرج إليه ما يطالبك بها واعفه منَ الغلظة عليك ، فإنه برح الخفاء فقاسمه ماله .

كتاب الغدير ـ الجزء السادس ::: 272 ـ

سعد فلما شاطره عمر قال له سعد : لقد هممت. قال له عمر : بأن تدعو علي ؟ قال : نعم. قال إذا لا تجدني بدعاء ربي شقيا.
وأخرج البلاذري في فتوح البلدان ص 286 عن ابن إسحاق قال : إتخذ سعد بن أبي وقاص بابا مبوبا من خشب وخص على قصره خصا من قصب فبعث عمر بن الخطاب محمد بن مسلمة الأنصاري حتى أحرق الباب والخص وأقام سعدا في مساجد الكوفة فلم يقل فيه إلا خيرا.
وقال السيوطي : أمر عمر عماله فكتبوا أموالهم منهم سعد بن أبي وقاص فأخذ نصف مالهم.
3 ـ لما عزل أبا موسى الأشعري عن البصرة شاطره عماله.
4 ـ كتب عمر بن الخطاب إلى عمر وبن العاصي وكان عامله على مصر : من عبد الله عمر بن الخطاب إلى عمر وبن العاصي : سلام عليك فإنه بلغني أنه فشت لك فاشية من خيل وإبل وغنم وبقر وعبيد ، وعهدي بك قبل ذلك أن لا مال لك فاكتب إلي من أين أصل هذا المال ؟ ولا تكتمه.
فكتب إليه عمرو بن العاصي : إلى عبد الله أمير المؤمنين سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو ، أما بعد : فإنه أتاني كتاب أمير المؤمنين يذكر فيه ما فشا لي وإنه يعرفني قبل ذلك لا مال لي وإني أعلم أمير المؤمنين أني في أرض السعر فيه رخيص ، وإني أعالج من الحرفة والزراعة ما يعالج أهله ، وفي رزق أمير المؤمنين سعة ، والله لو رأيت خيانتك حلالا ما خنتك ، فاقصر أيها الرجل فإن لنا أحسابا هي خير من العمل لك إن رجعنا إليها عشنا بها ، ولعمري إن عندك من تذم معيشته ولا تذم له ، فأنى كان ذلك ولم يفتح قفلك ولم نشركك في عملك.
فكتب إليه عمر : أما بعد : فإني والله ما أنا من أساطيرك التي تسطر ، ونسقك الكلام في غير مرجع لا يغني عنك أن تزكي نفسك ، وقد بعثت إليك محمد بن سلمة فشاطره مالك ، فإنكم أيها الأمراء جلستم على عيون المال لم يزعكم عذر تجمعون لأبنائكم ، وتمهدون لأنفسكم ، أما إنكم تجمعون العار ، وتورثون النار ، والسلام.

 

*************************

المراجع

كل شيء منتشر من المال كالغنم السائمة والإبل وغيرها لأنها تفشو أي تنتشر في الأرض

(1)  الجزء التالى من كتاب شرح نهج البلاغة - المؤلف : عبد الحميد بن هبة الله بن محمد بن الحسين بن أبي الحديد، أبو حامد، عز الدين (المتوفى : 656هـ) - المحقق : محمد أبو الفضل ابراهيم - الناشر : دار احياء الكتب العربية عيسى البابي الحلبي وشركاه

 ثم صعد المنبر فقال : يا معشر الامراء ، إن هذا المال لو رأينا أنه يحل لنا لاحللنا لكم فأما إذ لم نره يحل لنا وظلفنا (منعها ) انفسنا عنه فاظلفوا عنه أنفسكم فإنى والله ما وجدت لكم مثلا إلا عطشان ورد اللجة ولم ينظر الماتح ، فلما روى غرق .
وكتب عمر إلى عمرو بن العاص وهو عامله في مصر : أما بعد فقد بلغني أنه قد ظهر لك مال من ابل وغنم وخدم وغلمان ولم يكن لك قبله مال ، ولا ذلك من رزقك ، فأنى لك هذا ولقد كان لى من السابقين الاولين من هو خير منك ، ولكني استعملتك لغنائك ، فإذا كان عملك لك وعلينا بم نؤثرك على أنفسنا فاكتب الى من أين مالك وعجل .
والسلام .
فكتب إليه عمرو بن العاص : قرأت كتاب أمير المؤمنين ولقد صدق فأما ما ذكره من مالى ، فإنى قدمت بلدة : الاسعار فيها رخيصة والغزو فيها كثير فجعلت فضول ما حصل لى من ذلك فيما ذكره أمير المؤمنين والله يا أمير المؤمنين لو كانت خيانتك لنا حلالا ما خناك حيث ائتمنتنا فأقصر عنا عناك فإن لنا أحسابا إذا رجعنا إليها أغنتنا عن العمل لك وأما من كان لك من السابقين الاولين ، فهلا استعملتهم ! فو الله ما دققت لك بابا .
فكتب إليه عمر : أما بعد ، فإنى لست من تسطيرك وتشقيقك الكلام في شئ ، إنكم معشر الامراء أكلتم الاموال واخلدتم إلى الاعذار فإنما تأكلون النار وتورثون العار وقد وجهت إليك محمد بن مسلمه ليشاطرك على ما في يديك والسلام .

(2) الجزء التالى من كتاب : مختصر تاريخ دمشق - المؤلف : ابن منظور
 محمد بن مسلمة بن خالد بن عدي - وشهد محمد بن مسلمة فتح مصر، وكان فيمن طلع للحصن مع الزبير بن العوام، وأحيط بمصر، ورجع إلى المدينة وقدم مصر مرةً أخرى رسولاً من عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص في المقاسمة لما قاسم عمر العمال ما في أيدي العمال، وكان محمد بن مسلمة أوسياً، وقال عروة: كان أشهلياً.بعث عمر بن الخطاب محمد بن مسلمة إلى عمرو بن العاص وكتب إليه: أما بعد، فإنكم معاشر العمال قعدتم على عيون الأموال فجنيتم الحرام، وأكلتم الحرام، وأوكيتم الحرام، وقد بعثت إليك محمد بن مسلمة ليقاسمك مالك، فأحضره مالك والسلام؛

فلما قدم محمد بن مسلمة أهدى إليه عمرو بن العاص هديةً فردها، فغضب عمرٌو وقال: يا محمد رددت هديتي فقد أهديت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمي من ذات السلاسل فقبل؛ فقال له محمد: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبل بالوحي ما شاء ويمنع ما شاء، ولو كانت هدية الأخ لأخيه لقبلتها ولكنها هدية إمام شر من خلفها؛ فقال عمرو: قبح الله يوماً صرت فيه لعمر بن الخطاب والياً، والله لقد رأيت العاص بن وائل يلبس الديباج المزرر بالذهب وإن الخطاب ليحمل الحطب بمكة على حماره؛ فقال له محمد بن مسلمة: أبوه وأبوك في النار، وعمر خيرٌ منك ولولا اليوم الذي أصبحت تذم  (يعنى لولا اليوم الذى عينك فيه عمربن الخطاب واليا على مصر) لألفيت معتقلاً عنزاً يسوؤك غزرها ويسوؤك بكؤها؛ فقال عمرو: هي فلتة المغضب وهي عندك أمانة؛ ثم أحضره ماله فقاسمه.

(3) الوهط هي ارض مشهورة تقع على بعد ثلاثة اميال تقريبا من وادي وج في غرب الطائف ، كانت الوهط بستان عظيم ملك للصحابي عمرو بن العاص بن وائل روى ابن عساكر في تاريخه (13/264) بسند صحيح عن عمرو بن دينار، قال: دخل عمرو بن العاص في حائط له بالطائف يقال له: (الوهط) فيه ألف ألف خشبة (مليون) اشترى كل خشبة بدرهم.
وفي "معجم البلدان" للحموي "وهو مال كان لعمرو ابن العاص بالطائف وهو كرم كان على ألف ألف خشبة شرى كل خشبة بدرهم وقال ابن الأعرابي عرش عمرو بن العاص بالوهط ألف ألف عود كرم على ألف ألف خشبة ابتاع كل خشبة بدرهم فحج سليمان بن عبد الملك فمر بالوهط فقال أحب أن أنظر إليه فلما رآه قال هذا أكرم مال وأحسنه ما رأيت لأحد مثله لولا أن هذه الحرة في وسطه فقيل له ليست بحرة ولكنها مسطاح الزبيب وكان زبيبه جمع في وسطه فلما رآه من البعد ظنه حرة سوداء وقال ابن موسى الوهط قرية بالطائف على ثلاثة أميال من وج كانت لعمرو بن العاص "(5/386)
وقد ورث الوهط ابناء عمرو ابن العاص من بعده , ففي كتاب اخبار مكة للفاكهي عن سعيد بن عبد الرحمن المخزومي ، قال : حدثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، قال : « كتب عمرو بن العاص رضي الله عنه في وصيته في الوهط ، وجعلها صدقة ، لا تباع ولا توهب (1) ولا تورث وهي إلى الأكبر من ولدي ، المتبع فيها عهدي وأمري ، فإن لم يقم بعهدي ولا أمري فليس لي بولي حتى يرثه الله قائما على أصوله » (5/190) (1) الهبة : العطية الخالية من العوض والغرض - وروى ابن المجاور في تاريخ المستبصر عن معبد بن عبد الرحمن المخزومي قال حدثنا شعيب عن عمرو بن دينار قال: كتب عمرو بن العاص في وصيته و ذلك في الوهط و جعلها صدقة لاتباع و لا توهب و لا تورث: و هي للأكبر من أولادي المتبع فيها عهدي و أمري فان لم يقم بعهدي و لا أمري فليس له ولاء، يعني بذلك الوهط، حتى يرثه الله تعالى قائما على أصوله .وعن محمد بن منصور قال حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار قال: عرش عمرو بن العاص في الوهط مائة ألف عود كل بدرهم. و الوهط قرية من أعمال الطائف بينهما ثلاثة أميال فكان كل فاكهة الطائف و مكة من ذلك الوهط. (1/8)
وذكر ابن قدامه في المغني في فقه الإمام أحمد بن حنبل قال: "قال الحميدي : تصدق أبو بكر رضي الله عنه بداره على ولده وعمر بربعه عند المروة على ولده وعثمان برومة وتصدق علي بأرضه بينبع وتصدق الزبير بداره بمكة وداره بمصر وأمواله بالمدينة على ولده وتصدق سعد بداره بالمدينة وداره بمصر على ولده وعمرو بن العاص بالوهط وداره بمكة على ولده وحكيم بن حزام بداره بمكة والمدينة على ولده فذلك كله إلى اليوم(6/206)
وسكن عبدالله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما الوهط واقام فيها وكانت احب مال اليه , قال مجاهد : أتيت عبد الله بن عمرو فتناولت صحيفة تحت مفرشه فمنعني قلت : ما كنت تمنعني شيئا ! قال : هذه الصادقة " فيها " ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس بيني وبينه أحد إذا سلمت لي هذه وكتاب الله والوهط فلا أبالي علام كانت عليه الدنيا والوهط أرض كانت له يزرعها "(1/657)اسد الغابة

(4) عسقلان: بلدة قديمة بناها الكنعانيون، ونزلها الفلسطينيون (الكريتيون). فتحها العرب سنة 23هـ على يد معاوية، تقع على شاطئ البحر الأبيض المتوسط على بعد 21 كم شمال مدينة غزة عند التقاء دائرة 31و40 شمالا وخط طول 34و35 شرقاً، وقد كانت على مدى تاريخها الطويل ذات شأن اقتصادي بسبب مينائها البحري وموقعها الاستراتيجي القريب من الحدود المصرية ومواجهتها للقادمين من البحر تجارا وغزاة، وقد كانت منذ القدم محطة هامة من سلسلة المحطات الممتدة على طول السهل الساحلي الفلسطيني، حيث اعتادت القوافل التجارية والحملات العسكرية المرور بها للراحة والتزود بالمؤن . وفي العصر الحديث أصبحت محطة هامة لخط سكة حديد القنطرة حيفا، كما يمر بها الطريق المعبد الرئيسي الذي يخترق فلسطين من الجنوب إلى الشمال على طول الساحل .
عرفت مدينة عسقلان باسم اشقلون Aseckalon منذ أقدم العصور التاريخية، وقد ظهر اسمها مكتوبا لاول مرة في القرن التاسع عشر في الكتابات الفرعونية، كما ظهرت في رسائل تل العمارنة المصرية التي تعود إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد، واستمر حتى العصر الهليني 232 - 64 ق.م . إلى إن تحول إلى اشكلون واستمر حتى الفتح الإسلامي، وورد كذلك في كل المصادر التاريخية . أما لفظ عسقلان فطبقا لما ورد في لسان العرب يعني أعلى الرأس كما جاء فيه إنها بمعنى الأرض الصلبة المائلة إلى البياض . وقد أورد الأستاذ مصطفى الدباغ أن اسم عسقلان هو عربي كنعاني الأصل بمعنى المهاجرة .
تعد مدينة عسقلان من أقدم مدن فلسطين، وقد دلت الحفريات المكتشفة على أنها كانت مأهولة منذ العصر الحجري الحديث في عصور ما قبل التاريخ، لقد عثر على بقايا أكواخ دائرية يتراوح قطرها ما بين متر إلى متر ونصف على شكل أجراس ، كما عثر على أدوات مصنوعة من العظم وأواني حجرية وزينات صدفية وبقايا هياكل حيوانات .
كان الملك الآشوري بلاصر أول من هاجم عسقلان في حملته على فلسطين سنة 731 ق.م. ولم ينته الحكم الآشوري لعسقلان إلا على يد نبوخذ نصر ( 602 – 562 ق.م .) استولى الإسكندر المقدوني على مدينة عسقلان سنة 332 ق.م . وسرعان ما تنافس عليها ورثته في الحكم فخضعت المدينة تارة للبطالمة وتارة أخرى للسلوقيين .

غزاهاالعرب المسلمين حوالى سنة 23هـ على يد الخليفة الأموى معاوية واصبحت  هذه القرية ملكا لـ عمرو بن العاص وورثها عنه عبدالله عمرو بن العاص
ومنذ العام 1124م بعد سقوط صور بيد الصليبيين بقيت عسقلان معقلاً وحيداً على الساحل وتصدت لهجماتهم المتكررة إلى أن سقطت بيدهم سنة 1153م .
حررها صلاح الدين الأيوبي عام 1187م من الصليبيين، ولكنهم عادوا واحتلوها مرة ثانية على يد " ريتشارد قلب الأسد " عام 1192م بعد سقوط عكا بأيديهم .
إلا أن صلاح الدين قبل انسحابه من المدينة أمر واليها بهدم المدينة وسورها حتى لا تكون حصناً للفرنجة يقطع الطريق بين مصر والشام .
وبعد هذا بدأ نجم عسقلان في الأفول إلى أن دمرت نهائياً سنة 1270 م على يد السلطان الظاهر بيبرس ، لتسلم الدور التاريخي إلى المجدل التي تقع على بعد 6 كم إلى الشمال الشرقي منها.

(5) الطبقات الكبرى - محمد بن سعد - ج ٤ - الصفحة ٢٦٧ : [قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا همام بن يحيى قال حدثنا قتادة عن عبد الله بن بريدة عن سليمان بن الربيع قال انطلقت في رهط من نساك أهل البصرة إلى مكة فقلنا لو نظرنا رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتحدثنا إليه فدللنا على عبد الله بن عمرو بن العاص فأتينا منزله فإذا قريب من ثلاثمائة راحلة قال فقلنا على كل هؤلاء حج عبد الله بن عمرو قالوا نعم هو ومواليه وأحباؤه قال فانطلقنا إلى البيت فإذا نحن برجل أبيض الرأس واللحية بين بردين قطريين عليه عمامة ليس عليه قميص قال فقلنا أنت عبد الله بن عمرو وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجل من قريش وقد قرأت الكتاب الأول وليس أحد نأخذ عنه أحب إلينا أو قال أعجب إلينا منك فحدثنا بحديث لعل الله أن ينفعنا به فقال لنا ممن أنتم فقلنا من أهل العراق فقال إن من أهل العراق يكذبون ويكذبون ويسخرون قال قلنا ما كنا لنكذبك ولا نكذب عليك ولا نسخر منك حدثنا بحديث لعل الله أن ينفعنا به فحدثهم بحديث في بني]

This site was last updated 08/18/11