Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

شهر يناير

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
شهر يناير
شهر فبراير
شهر مارس
شهر أبريل
شهر مايو
شهر يوتيو
شهر يوليو
شهر أغسطس
شهر سبتمبر
شهر أكتوبر
شهر نوفمبر
حدث هذا الأسبوع
شهر ديسمبر
أقوال القديسين عن الميلاد

 

الجزء التالى من كتاب الاقتداء بالمسيح
« لقد أبقى لكُمُ المسيحُ قدوةً لتقتفوا آثاره »
(21 : 1 بطرس 2 )
الاقتداء بالمسيح نقله عن اللاتينية : الأب بطرس المعلم البولسي وقد طبع عديد من المرات

******************************************************************************************************************************
الفصل الثالث
في تعليم الحق

1. طوبى لمن يعلمه الحق بذاته، لا برموز والفاظ عابرة بل كما هو في ذاته.
إن رأينا وحكمنا كثيرا ما يخدعاننا ولا يريان الا القليل.
ماذا يفيد الجدال العنيف في امور خفية غامضة، لمن نوبخ في الدينونة على جهلنا لها؟
إنها لحماقة عظيمة ان نهمل النافع الضروري ونبالغ في الاقبال على الامور الغريبة المضرة ((لنا عيون ولا تبصر)).
2. ما لنا والاهتمام بالاجناس والانواع؟ إن من يكلمه الكلمة الازلي ينجو من تعدد الآراء .
من الكلمة وحده كل شئ وعنه وحده يتكلم كل شئ : هو المبدأ ((وهو الذي يكلمنا))
ما من احد بدونه يفهم او يحكم بالصواب. من كانت عنده كل الأشياء واحدا، ورد كل شيء إلى واحد، ورأى كل شيء في الواحد يستطيع ان يكون ثابت القلب، وان يستمر في الله بسلام. .
اللهم ايها الحق إجعلني وإياك واحدا في محبة دائمة.
إني أسأم غالبا لكثرة القراءة والاستماع، ففيك أنت كل ما أريد واشتهي.
ليصمت جميع المعلمين ولتسكت الخلائق كلها في حضرتك، وأنت وحدك كلمني.
3. بمقدار ما يخلو الإنسان بنفسه ، وتخلص طويته يدرك أمورا أوفر وأسمى، من غير ما عناء، لأنه من العلاء ينال نور الفهم.
الروح الطاهر الخالص غير المتقلقل ، لا تشتته كثرة الأعمال ، لأنه يعمل كل شيء لمجد الله، ويجتهد أن يحجم في ذاته ، عن كل سعي لمنفعة ذاته.
ما الذي يعوقك ويزعجك، أكثر من أميال قلبك غير المماتة؟
الرجل الصالح العابد يرتب أولا في داخله ما يجب أن يعمل في الخارج، فلا تجره أعماله إلى شهوات الميل الرديء بل هو يخضعها لحكم العقل السديد .
أي جهاد أشد من جهاد الإنسان الدائب على قهر نفسه، فهذا ما يجب أن يكون شغلنا: أن نقهر ذواتنا، وأن نزداد قوة في كل يوم، ونحرز بعض التقدم في الصلاح.
4. كل كمال في هذه الحياة يلازمه شيء من النقص ، وكل معرفة لنا لا تخلو من بعض الغموض.
إن معرفتك لنفسك بالتواضع، لطريق إلى الله ، آمن من البحث العميق في العلم.
لا ينبغي ذم العلم، ولا أي معرفة بسيطة للأمور لأن ذلك حسن في ذاته، ومرتب من قبل الله، إنما يجب دائما أن يؤثر الضمير النقي، والسيرة الفاضلة.
على أن كثيرين، لكونهم يهتمون للعلم، أكثر من اهتمامهم لسيرة صالحة، يضلون غالبا فلا يكادون يثمرون البتة، أو قلما يثمرون.
5. آه! لو كانوا يبذلون لاستئصال الرذائل وغرس الفضائل، ما يبذلون من النشاط لإثارة المناقشات ، لما حدثت تلك الشرور والمعاثر الجسيمة في الشعب، ولا ذلك التراخي في الأديار.
من الثابت أننا إذا حل يوم الدين، لن نسأل عما قرأنا بل عما فعلنا، ولا عن درجة فصاحتنا في الكلام بل عن مقادر تقوانا في الحياة.
قل لي : أين هم الآن جميع أولئك السادة والمعلمين الذين عرفتهم جيدا وهم أحياء زاهرون بالعلوم؟
إن وظائفهم يشغلها الآن آخرون، ولا أدري هل هم يخطرون على بال هؤلاء. لقد كانوا في حياتهم يبدون كأنهم شيء عظيم أما الآن فليس من يأتي بذكرهم.(( سرعان ما يزول مجد العالم)).
ليت سيرتهم كانت على وفق علومهم إذن لكانوا أحسنوا الدرس والمطالعة.
ما أكثرهم في العالم، أولئك الذين يهلكون بسبب العلم الباطل، وقلة اهتمامهم بعبادة الله!
فإنهم لإيثارهم العظمة على التواضع، يضمحلون في أفكارهم.
العظيم حقا ، من كانت محبته عظيمة.
العظيم حقا ، من كان صغيرا عند نفسه، وحسب كل ذرى المجد كلا شيء.
الحكيم حقا ، من عد الأرضيات كلها أقذارا ليربح المسيح.
والعالم العالم حقا ، من يعمل إرادة الله، ويهمل إرادة نفسه.
الفصل الرابع
في التبصر في الاعمال

1- لا ينبغي لنا أن نصدق كل قول، ولا أن نثق بكل هاجس، بل علينا أن نروز ألأشياء .
واحسرتاه على ضعفنا فإنا كثيرا ما نصدق أو نقول الشر في الآخرين، بأسهل مما نصدق أو نقول الخير.
أما ذوو الكمال ، فلا يطمئنون بسهولة إلى كل محدث ، لأنهم يعرفون ما في الضعف البشري ، من جنوح إلى الشر ،
ومن سرعة زلل في الكلام.
2- إنها لحكمة عظيمة، أن يتسرع الإنسان في الأعمال وأن لا يتمسك، بعناد ، بآرائه الخاصة. ومن الحكمة أيضا ،
أن لا نصدق كل ما يقول الناس وأن لا نعجل فنذيع على مسامع الآخرين ، ما سمعناه أو صدقناه.
إلتمس مشورة الرجل الحكيم ، الصادق الضمير ، وآثر أن يرشدك من هو خير منك ، أولى من أن تتبع آراءك الذاتية.
السيرة الصالحة ، تجعل الإنسان حكيما بحسب الله، وخبيرا في شؤون كثيرة.
بقدر ما يزداد الإنسان إتضاعا في ذاته، وخضوعا لله، تزداد في كل حكمته وطمأنينته.
 
 


This site was last updated 08/03/11