الطفلة بدور عبد الفتاح التى توفت أثناء إجراء عملية الختان

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

تحريم ختان الإناث

هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
الدكتور الطيب شيخ الأزهر بعد مبارك
أين تذهب فلوس مصر
الأزهر والإرهاب الفكرى
الأعتداءات الجنسية بالمدارس الأزهرية
الأزهر وفتاوى تهديد الصحف
استخدام "القرآن" كورق تواليت
أموال لتحفيظ القرآن
خزينة الدولة مفتوحة للأسلام
الفساد والرشاوى بالأزهر
ختان الإناث
الغزو الوهابي للأزهر
الأزهر وشيوخه ورسالته
إجبار الرؤساء لزيارة الأزهر
نجل عمر عبد الرحمن
الإرهاب والقرضاوى وبريطانيا وأمريكا
أول مأزونه
الأزهر وأموال أنشطته
الأزهر يرفض الطلبة المسيحيين
لمرحلة الثانية لجامعة مبارك
جبهة علماء الأزهر والأتراك
إسلام نازياً
كادر الدعاه
مصر تدفع ٢٤٠ مليون
مأذونين زوجا فتيات قُصر
مدرسى الأزهر والإرهاب
صحيح البخارى
الأزهر يفتى بالرضاعة
الشيخ يعين الألاف
نزوبر نتائج الإمتحانات
الأزهر ضد حرية الفكر
الأزهر والكفر والزندقة
تصريحات تحريضية للطيب
عدد كليات الأزهر
الأزهر وتقييد الحرية

Hit Counter

المفتي يصدر بياناً رسمياً بتحريم «ختان الإناث» ومسيرة غداً في أسيوط لإحياء ذكري «بدور»
جريدة المصرى اليوم ٤/٧/٢٠٠٧ م كتب أحمد البحيري وهدي رشوان وممدوح ثابت  :
بعد الجدل الشديد الذي شهده المجتمع المصري مؤخراً حول «ختان الإناث»، أصدر الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية، بياناً رسمياً أمس بتحريمه شرعياً واعتباره مجرد عادة لا علاقة لها بالإسلام من قريب أو بعيد.
وقال جمعة في نص البيان الذي حصلت «المصري اليوم» علي نسخته: إن ختان الإناث بالشكل والطريقة التي يتم بها حالياً، هو عادة محرمة شرعاً، وذلك لما أثبته الطب الحديث بالأمر القطعي واليقيني بمضاره الكثيرة، الجسدية والنفسية، علي الأنثي.
واستدل جمعة في بيانه الرسمي بآراء العديد من الفقهاء والعلماء القدامي والمحدثين، ومنهم الإمام الشوكاني وابن الحاج وابن المنذر وابن عبدالبر، الذين أكدوا ضعف أحاديث ختان الإناث، والدكتور محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر، والدكتور يوسف القرضاوي، المفكر الإسلامي، والدكتور محمد سليم العوا، نائب رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، الذين أكدوا عدم وجود نص شرعي صحيح يحتج به في ختان الإناث، مما يوجب حظره شرعاً.
ودعا جمعة في ختام البيان، المعاندين لهذا الرأي الشرعي، إلي أن يتقوا الله تعالي ويعلموا أن الفتوي تتصل بحقيقة الواقع، لأن موضوع ختان الإناث قد تغير وأصبحت له مضار كثيرة جسدية ونفسية، مما يستوجب معه القول بحرمته والاتفاق علي ذلك دون تفرق للكلمة واختلاف لا مبرر له.
وأعلنت قرية بني زيد في محافظة أسيوط أمس، مناهضتها ممارسة ختان الإناث، لتعد بذلك تاسع قرية تعلن مناهضتها ممارسة الختان بعد قري ببنان والأعقاب وعنيبة بأسوان، وقريتي الجزائر وأبوقرقاص بالمنيا، وكوم غريب بسوهاج، ومنشية ناصر بالقاهرة، وبني خليل ببني سويف.
وتشارك السفيرة مشيرة خطاب، الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة، التي تزور محافظة أسيوط، في المسيرة غداً تحت رعاية المحافظ اللواء نبيل العزبي، لإحياء ذكري الطفلة بدور التي راحت ضحية عادة الختان، وأعلن العزبي عن توقيع اتفاقية لمناهضة الختان في قرية بني زيد لحماية الفتيات من التعدي السافر والانتهاكات التي كانت تحدث في الماضي.

*******************

جريدة المصرى اليوم - كتب أحمد البحيري ٤/٧/٢٠٠٧

أصدر الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية، بياناً رسمياً أمس بتحريم «ختان الإناث» شرعياً، واعتباره مجرد عادة لا علاقة لها بالإسلام من قريب أو بعيد.
وجاء في نص البيان - الذي حصلت «المصري اليوم» علي نسخته - «أكدت اللجنة الشرعية العليا بدار الإفتاء المصرية، خلال اجتماعها أمس، أن «ختان الإناث» بالشكل والطريقة التي يتم بها حالياً، هو عادة محرمة شرعاً، وذلك لما أثبته الطب الحديث بالأمر القطعي واليقيني، بمضاره الكثيرة الجسدية منها والنفسية علي الأنثي، حيث يكون ختان الأنثي أو خفاضها بقطع جزء من جسدها بغير مسوغ أو ضرورة توجبه أمراً محظوراً شرعاً.
وأضاف المفتي في بيانه: إن ختان الإناث عمل من قبيل العادات، وليس من قبيل الشعائر والعبادات، والذي هو من قبيل الشعائر «ختان الذكور»، باتفاق جميع العلماء والفقهاء والأطباء علي مر العصور.
وأشار جمعة إلي أن علماء الشريعة والفقه وكثيرا من الناس، أحالوا الأمر الخاص بختان الإناث إلي الأطباء المتخصصين الذين أكدوا وجزموا بضرر تلك العادة، ومن هنا أصبح من اللازم التوضيح بأن الرأي المتفق عليه هو التحريم.
واستدل جمعة بقول الإمام ابن الحاج في «المدخل»، وقول الإمام الشوكاني في «نيل الأوطار»: «ومع كون الحديث لا يصلح للاحتجاج به فهو لا حجة فيه علي المطلوب»، وقول ابن المنذر «ليس في الختان - أي الإناث - خبر يرجع إليه ولا سنة تتبع»، وقول ابن عبدالبر في «التمهيد»: «والذي اجمع عليه المسلمون أن الختان للرجال»، وكذلك قول شمس الحق العظيم في «عيون المعبود»: «وحديث ختان المرأة روي من أوجه كثيرة، وكلها ضعيفة معلولة مخدوشة لا يصح الاحتجاج بها كما عرفت».
كما استشهد جمعة برأي الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر، في فتواه التي قال فيها: «أما بالنسبة للنساء، فلا يوجد نص شرعي صحيح يحتج به علي ختانهن، والذي أراه عادة انتشرت في مصر من جيل لآخر، وتوشك أن تنقرض وتزول بين جميع الطبقات، ولاسيما طبقات المثقفين، وأننا نجد معظم الدول الإسلامية الزاخرة بالفقهاء، قد تركت ختان النساء، ومن هذه الدول السعودية ودول الخليج واليمن والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين وليبيا وشرق الأردن والجزائر والمغرب وتونس».
واستند جمعة كذلك علي فتوي الدكتور يوسف القرضاوي في بحثه المقدم عن الحكم الشرعي في ختان الإناث، وقوله: «وبناءً علي هذا الأصل المقرر المتفق عليه - يقصد إبقاء خلق الله تعالي علي ما خلقه وعدم تغييره - يكون ختان المرأة أو خفاضها بقطع جزء من جسمها بغير مسوغ يوجبه أمراً غير مأذون به ومحظوراً شرعاً».
وأشار جمعة إلي قول الدكتور محمد سليم العوا، نائب رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين: «إن حكم الشرع في ختان الأنثي يقول: لا واجب ولا سنة ولا مكرمة لضعف جميع ما ورد في ذلك، بل هو عادة ضارة ضرراً محضاً، وقد أوجب الفقهاء، إذا فاتت بسببه - علي ما يجري الآن في بلادنا في جميع حالات الختان - متعة المرأة بلقاء الرجل أوجبوا فيه القصاص أو الدية.
وقال جمعة: المطلع علي كتب سلفنا الصالح يتبين حقيقة هذه العادة - حتي عند القائلين بأن ختان الإناث شعيرة كختان الذكور - بل إنها مجرد إحداث جرح في جلدة تكون في أعلي الفرج، دون استئصال هذه الجلدة لقول الماوردي: «هو قطع جلدة تكون في أعلي الفرج كالنواة أو كعرف الديك، قطع هذه الجلدة المستعيلة دون استئصالها».، وكذلك قول الإمام النووي في «المجموع»: «هو قطع أدني جزء من الجلدة التي في أعلي الفرج».
وأضاف جمعة: ومن هنا يتبين أن القطع معناه الشق وليس الاستئصال، وهو ما يدل عليه الحديث الضعيف «اشمي ولا تنهكي»، وهذا يحتاج إلي جراح تجميل متخصص في مسألة أصبحت في عصرنا الحاضر بملابساتها ضارة علي الجسم البشري، قطعاً دون حاجة إليها شرعاً.
وأوضح أن استمرار عادة ختان الإناث كان يرجع إلي عدم ظهور ضررها، أما وقد ظهر ضررها وقرره أهل الطب فمنعها حينئذ واجب، لأن حدوث الأضرار منها أصبح يقيناً لاختلاف الملابس وضيقها، وانتشار أساليب الحياة الحديثة وسرعتها وتلوث البيئة واختلاف الغذاء والهواء ونمط الحياة وتقدم الطب الذي أثبت الضرر قطعاً، فهذه العادة حرام شرعاً».
وأشار جمعة إلي أنه أحال كثير من الناس الأمر إلي الأطباء الذين جزموا بضرر ختان الإناث مما يجعل من اللازم القول بضرره.
واختتم المفتي بيانه قائلاً: وعلي الذين يعاندون في هذا أن يتقوا الله سبحانه وتعالي، وأن يعلموا أن الفتوي تتصل بحقيقة الواقع، وأن موضوع الختان قد تغير، وأصبحت له مضار كثيرة جسدية ونفسية، بما يستوجب معه القول بحرمته والاتفاق علي ذلك، دون تفرق للكلمة واختلاف لا مبرر له.

********************************

 وفاة الطفلة «بدور عبد الفتاح» أثناء إجراء عملية الختان لها فجر قضية ختان الإناث وتثبت الإحصائيات أن ٩٧% من نساء مصر مختتنات كما أثبتته آخر الدراسات ونشرتها المصري اليوم يوم ٢٦/٦/٢٠٠٧ وأن هذه النسبة انخفضت إلي ٩٦% في المناطق الحضرية بمحافظات الوجه البحري، بينما وصلت إلي ٩٩.١% في الريف، وأثبتت الدراسة أن ٧١% من المتزوجات وافقن علي استمرار الختان مقابل ١٧% رفضن استمراره. مما يدل علي تجذر فكرة الختان للأنثي لدي النساء فى المجتمع المصرى لشيوع فكرة أن الختان يحد من الشهوة الجنسية لدي البنت بحيث يحول بينها وبين الانحراف، والأمهات جميعًا حريصات علي عفة بناتهن راغبات في الوصول بهن إلي مشارف الزواج فإنهن يقمن بهذه الممارسة حرصًا علي عفة البنت وتكليلاً لها بالزواج.

*******************************
وقالت الفتاة الريفية آمال لأمها في تحقيق صباح الخير المنشور في عدد ٣/١١/١٩٩٤ «حينما وضعوني علي الماجور كنت أستعطف أمي قائلة: يمه حرام عليكي تعملي فيا كده؟ أهون عليكي يمه؟، فقد كنت كبيرة ١١ سنة، وأعي الأحداث التي حولي،
كما كنت قد رأيت بنات كثيرة أجريت لهن هذه العملية ومدي الألم الذي تتعرضن له، كانت أمي كما أتذكر تبكي معي وهي تخلعني ملابسي قائلة علشان تكبري وتفوري وتتخني، ولا أنسي نظرات عم إسماعيل الحلاق في جسدي كله وهو يعد الموسي ويسألهم أكلتوها اللحمة وشربتوها اللبن ولا لسه؟، حينما لمسني صعب عليا جسمي الذي أخفيه عن أبي وأمي وأخوتي، بعدها وضع لي شوية بن وقطن ونصحني ألا أتحرك من سريري عشرة أيام، كل هذا كوم وعذاب أول مرة أدخل الحمام كوم تاني، بل كثيرًا ما أشعر به للآن».
وعزز من تمسك الأمهات بفكرتهن عن الختان ما أضفاه الفقهاء علي هذه العملية من أنها «سُنة ومكرمة»، وذهب بعضهم إلي أنها من شعائر الإسلام التي يقاتل عليها، فلو اجتمع أهل مصر علي ترك الختان قاتلهم الإمام لأنه من شعائر الإسلام وخصائصه!؟

********************************

 مواطن يرفعون صورة «الشهيدة بدور» في مسيرة ضد ختان الإناث بأسيوط
جريدة المصرى اليوم ٦/٧/٢٠٠٧ م كتب هدي رشوان وممدوح ثابت  :
مسيرة حاشدة لمكافحة «ختان الإناث» بإحياء ذكري الطفلة «بدور»
نظم نحو ثلاثة آلاف من شباب وبنات وأطفال ومواطني أسيوط مسيرة ضد ختان الإناث، تحركت من أمام ديوان المحافظة حتي وصلت إلي ميدان الحرب والسلام بوسط المدينة.
رفع السائرون صورة كبيرة لآخر ضحايا الختان، كتبوا عليها «الشهيدة بدور شاكر»، إضافة إلي لافتات تحمل عبارات: «لا لختان الإناث» و«جزارة لاطهارة»، و«الختان اغتيال لكرامة الإنسانية».
شارك في المسيرة اللواء نبيل العزبي، محافظ أسيوط، والسفيرة مشيرة خطاب، الأمين العام للمجلس القومي للأمومة والطفولة وعدد من رجال الدين والقساوسة، كما نظم أولياء أمور طلاب المدارس مسيرة موازية رفعوا خلالها لافتات مشابهة.
في سياق متصل، شهدت قرية «بني زيد الأكراد» أمس احتفالية شعبية، أعلنت خلالها انضمامها لحملة مناهضة ختان الإناث، ووقع الأهالي علي وثيقة يتعهدون فيها بالامتناع عن ممارسة تلك العادة.
وقالت السفيرة مشيرة خطاب إن قرية «بني زيد الأكراد» هي تاسع قرية تعلن مناهضتها ختان الإناث بعد قري بنبان والأعقاب وغيبة في أسوان، والجزائر وأبوقرقاص في المنيا، وكوم غريب في سوهاج، ومنشية ناصر في القاهرة، وبني خليل في بني سويف.
وأضافت خطاب أن المشروع القومي لمناهضة ختان الإناث انطلق عام ٢٠٠٣، ويستهدف ١٢٠ قرية في الوجهين القبلي والبحري.
***************************

تاريخ المطالبة بتجريم ختان الإناث 

الأهرام 8/7/2007م السنة 131 العدد 44043 عن مقالة بعنوان " تجريم ختان الاناث بعد سبعين عاما من أول دعوة لمنعه " بقلم: أمينة شفيق
في عام‏1998‏ قرأت أول كتاب جامع شامل عن ختان البنات في مصر‏.‏ تناول الكتاب الموضوع من جانبه التاريخي والجغرافي والقانوني والديني والثقافي وحتي من ناحية التشريح‏.‏ قبل قراءة الكتاب كنت من أنصار محاربة ختان البنات من منطلق إنساني وبدفاع عن مبدأ عدم ممارسة العنف الجسدي للبنات خاصة أن هذه العملية تجري لصغيرات السن غير القادرات علي الدفاع عن أنفسهن وسط غابة بشرية مفترسة‏.‏ ولكن بعد اطلاعي علي الكتاب‏,‏ بت أعتبر ختان البنات جريمة إنسانية لابد أن يعاقب مرتكبوها سواء كانوا ممارسيها أو حتي الأبوين اللذين يأخذان بناتهما الي هذا المصير الخطير الجوانب‏.‏
والكتاب هو للأستاذ الدكتور محمد فياض‏,‏ أستاذ أمراض النساء والتوليد بكلية طب جامعة القاهرة‏,‏ وهو الطبيب المشهور الذي طالما اتجهت إليه عشرات الآلاف من النساء المصريات والعربيات للعلاج أو لاستقبال أطفالهن‏.‏ فالكاتب هو عالم مصري له شهرة إقليمية وعالمية‏.‏ وليس له موقع في صفوف دعاة حقوق الإنسان‏.‏ لذلك يصبح رأيه مرجعا علميا لايحتاج الي مساندة فقهية أو ثقافية‏.‏ ومن هذا الموقع العلمي الكبير‏,‏ شدني الكتاب والكاتب واقتنعت علميا بأن الموقف من ختان البنات هو موقف علمي قبل ان يكون موقفا إنسانيا‏.‏ ثم تمنيت أن تنحاز كل الدولة الي موقف الكاتب الأستاذ الطبيب العظيم الذي عاش لنصف قرن ينادي بمنع وتجريم هذه العادة الكريهة‏.‏
يحمل الكتاب عنوان‏,‏ البتر التناسلي للإناث وهو التعبير العلمي لعملية الختان‏.‏ ويبدأ الكاتب المقدمة بالتالي‏:‏
رأيي الذي أعلنه منذ البداية وبكل الوضوح‏:‏ أنني ضد ختان الإناث‏.‏
وذلك رأي راسخ في قرارة نفسي منذ أول يوم مارست فيه مهنة الطب‏,‏ وتمسكت به طوال حياتي المهنية‏,‏ وسأظل أدعو إليه بقية عمري‏.‏
إن ختان الأنثي في رأيي عملية همجية وحشية‏,‏ تجري وقائعها في ظروف غير صحية بالمرة‏,‏ وعلي يد مجموعة من الجهلة‏,‏ وهي عملية مدمرة للأنثي صحيا وبدنيا ونفسيا‏,‏ ولها آثار ومضاعفات فادحة سواء علي المدي القصير او البعيد‏,‏ وهي عملية تتعارض مع شعائر الدين الإسلامي‏,‏ وتمثل جريمة كاملة ـ قانونيا ـ بكل أبعاد الجريمة من عمد وسبق وإصرار‏.‏
الكاتب الطبيب يروي القصة وراء مطالبته بتجريم ختان الإناث.‏
بعد تخرجه في كلية طب قصر العيني‏,‏ جامعة القاهرة‏,‏ التحق كطبيب امتياز بمستشفيات الكلية‏.‏ وفي أول يوم عمل له في قسم الاستقبال بقصر العيني‏,‏ وسماه اليوم الحزين‏,‏ استقبل أبوين يحملان طفلة في السابعة من عمرها تعاني حالة نزيف حادة نتيجة لعملية ختان‏.‏ حاول بكل جهده إنقاذ الطفلة ولكنه فشل‏,‏ وبعد ربع ساعة من دخولها قسم الاستقبال توفيت الصبية ابنة السابعة‏.‏
بعد خمسة عشر يوما من عمله في قسم الاستقبال‏,‏ وجد نفسه امام حالة أخري تتكرر في مأساتها‏.‏ يدخل عليه أبوان آخران يحملان طفلة أخري في الثامنة من عمرها تعاني حالة نزيف حاد نتيجة لعملية ختان‏.‏ في هذه المرة الثانية‏,‏ كان هناك متسع من الوقت‏,‏ ولكن كان قسم الاستقبال لايملك دما فصيلة‏B‏ التي تحتاجها الصبية‏,‏ فما كان منه‏,‏ وهو حامل لذات الفصيلة‏,‏ إلا أن قدم تطوعا لها كمية الدم التي تحتاجها‏.‏ وأنقذت الصبية ثم كبرت وواصلت علاقتها به واستمرت تقدم له هدية في عيد ميلاده كل عام‏.‏
هكذا أمسك الطبيب الإنسان بدايات خيوط المشكلة وبدأ يناهض ممارستها‏.‏ لم يكن بمفرده وإنما سبقه إلي ذات الموقف طبيب عظيم آخر هوالاستاذ الدكتور ابراهيم مجدي طبيب امراض النساء والتوليد الشهير‏,‏ ولكن المجتمع استمر يصم أذنيه ويرفض امتلاك شجاعة المواجهة‏.‏
يقول الدكتور محمد فياض ان أول من بدأ ينادي بمنع هذه العادة كانت جريدة المقطم عام‏1936,‏ وأن العديد من الأطباء والطبيبات الآخرين استمروا ينادون‏,‏ بعد هذا التاريخ‏,‏ بأهمية أن يواجه المجتمع هذه العادة‏,‏ واستند هؤلاء الأطباء إلي موقف علمي طبي واضح يشير الي الخطورة التي تحيط بالإناث الصغيرات والكبيرات معا من جراء هذه العملية‏.‏
ثم يشير الطبيب الكاتب إلي انه حتي عام‏1998,‏ وهو عام صدور الكتاب قدر عدد حالات الختان التي تتم في مصر يوميا بـ‏3600‏ حالة‏.‏ ويقدر نسبة الاناث اللاتي يخضعن لهذه العملية في مصر بين‏55%‏ و‏80%.‏
والآن وبعد أن أيقظت وفاة الطفلة بدور الضمير الجمعي للمجتمع‏,‏ كيف سنتصرف جميعا لمواجهة هذه العادة المخلة بكيان الأنثي؟ في هذا الشأن لدي عدة إقتراحات‏:‏
أولا‏:‏ أن يتولي المجلس القومي للطفولة والامومة إعادة طبع هذا الكتاب العلمي‏,‏ خاصة انه لكاتب متخصص في طب النساء والتوليد‏,‏ وتوزيعه علي مكتبات قصور الثقافة ومراكز الإعلام ونوادي الشباب ومكتبات الأسرة بحيث يتحول إلي كتاب شعبي مقروء من الجميع ويكون في إمكان ومتناول الجميع‏.‏ فالقضية خرجت عن كونها مجرد موقف إنساني بل امتدت إلي ظهورها ووضوحها كتهديد لحياة فتياتنا‏.‏ فنحن لانعرف إذا كانت حالة الطفلة بدور هي الحالة الوحيدة أو أن لها تكراراتها التي لم تصل الي وسائل الإعلام‏.‏
ثانيا‏:‏ أن يضع المجلس قدراته وإمكاناته مع منظمات المجتمع المدني ويمد يده الي قيادات هذه المنظمات لرسم سياسة جماهيرية عامة ينزل معهم بها الي القواعد الشعبية لتتحول الي حركة جماهيرية‏,‏ خاصة في المناطق الريفية لفتح المناقشات العامة حول هذه العملية وتوضيح أبعادها الصحية المختلفة وأخطارها‏.‏
ثالثا‏:‏ أن تتحمل كليات الطب المصرية مسئولية تدريس هذا الكتاب علي طلابها وطالباتها‏.‏ فالواضح أن الكثيرين من خريجي هذه الكليات يفتحون عياداتهم الخاصة لإجراء هذه العملية بما يعني أنهم مقتنعون بإجرائها‏,‏ برغم معرفتهم بأخطارها‏.‏
رابعا‏:‏ لايمكن أن نقلل من دور أجهزة الإعلام المصرية في التعبير عن الضمير الجمعي المجتمعي في التصدي لمعالجة هذه العادة التي باتت جريمة يعاقب عليها القانون‏.‏
طبيا‏,‏ يقول الطبيب الكاتب إن للطب أخلاقيات‏,‏ أبرزها عدم إجراء عملية طبية إلا إذا كانت لها فائدة صحية وخالية من الضرر الجثماني‏,‏ وبالمنطق نفسه فإنه إذا ثبت أن أي عملية ليست لها فائدة طبية أو تؤدي الي مخاطر‏,‏ فإن من الأخلاقيات عدم إجرائها‏,‏ بل ـ وهذا ما أصر عليه ـ تجريم الطبيب الذي يجريها‏.‏
 

========================

This site was last updated 05/21/08