إلغاء معاهدة ١٩٣٦ م
مجزرة الإسماعيلية التي وقعت في ٢٥ يناير ١٩٥٢
كانت البداية من عند إلغاء معاهدة ١٩٣٦ وتداعت الأحداث بعدها بسرعة وصولاً إلي مجزرة الإسماعيلية التي وقعت في ٢٥ يناير ١٩٥٢ حينما حاصرت قوات الاحتلال مبني المحافظة وثكنات بلوكات النظام، ومساء ذلك اليوم، الجمعة، في الصباح الباكر، ورفض قائد البوليس المصري طلب القائد البريطاني بتسليم أسلحة رجال البوليس وجلائهم عن ثكناتهم وأبلغوا فؤاد سراج الدين بذلك فأيد موقف رجال البوليس، وقرر رجال البوليس المقاومة حتي النهاية، وحتي نفدت آخر طلقة بعد ساعتين من القتال وسقوط ٥٠ شهيداً.
تجمع العمال بمطار القاهرة الدولي وتمرد جنود بلوكات النظام بالعباسية السبت ٢٦ يناير ١٩٥٢ م
**** وقبل فجر السبت ٢٦ يناير ١٩٥٢ تجمع في مطار القاهرة الدولي عمال المطار وجنوده وموظفوه من المصريين، حول ٤ طائرات تابعة للخطوط الجوية البريطانية، تملكهم السخط لما جري في الإسماعيلية وحالوا دون نزول الركاب من الطائرات، الذين كانوا من جنسيات مختلفة، كما امتنعوا عن تزويد الطائرات بالوقود وحاول البعض إضرام النار فيها، فلما علمت الداخلية بالأمر أوفدت أحد ضباطها ليقنع المتجمهرين بالعدول عن موقفهم لما سيترتب عليه من عواقب دولية وخيمة، فأزعنوا وعادوا لأعمالهم وأقلعت الطائرات، ومع ذلك فإن وزارة الداخلية لم تتوقف عند الحادث بالتأمل باعتباره شرارة أولي وإحدي تجليات مجزرة الإسماعيلية.
**** وفي السادسة من صباح ذلك اليوم تمرد جنود بلوكات النظام في ثكناتهم بالعباسية، وامتنعوا عن العمل، وخرجوا يحملون السلاح في مظاهرة شبه عسكرية وتذرعوا بمجزرة الإسماعيلية فيما كان السبب الأساسي، وقف صرف بدل الطوارئ لهم، ورفعوا شكوي إلي فؤاد سراج الدين وأمر بحفظها ولم يصرف لهم البدل طوال ٣ شهور قبل إضرابهم..
حريق القاهرة في ٢٦ يناير ١٩٥٢ م
وفي ٢٦ يناير ١٩٥٢ عام حريق القاهرة، حينما أضرم طائفة من أبنائها النار فيها، في مقابل إهمال وتهاون الحكومة، فكان هذا الحريق ختاماً حزيناً للكفاح المجيد في منطقة القنال، ممثلاً إنتكاسة وخيبة أمل، وكانت الإذاعة المصرية أذاعت مساء الجمعة ٢٥ يناير ١٩٥٢ بياناً لوزارة الداخلية عن مجزرة الإسماعيلية فصعق أهل القاهرة لوقع النبأ، وازداد سخطهم علي الممارسات، والفظائع البريطانية، وظلوا ينتظرون رداً لائقاً من الحكومة المصرية علي هذه المجزرة، وبدت نذر الكارثة تلوح في الأفق ولم تتخذ الحكومة، وبالأخص الداخلية، أي إجراء احتياطي يحفظ الأمن والنظام.
خرج جنود بلوكات النظام من ثكناتهم بالعباسية ينددون بمجزرة الإسماعيلية وساروا من العباسية إلي الأزهر ثم العتبة الخضراء فميدان الإسماعيلية «التحرير حاليا» ثم الجيزة واتجهوا للجامعة وهناك اختلطوا بالطلبة وسار الجميع في مظاهرة بلغت العاصمة وتدفقت عليهم مظاهرات أخري والتقوا جميعًا في ميدان عابدين ومنه إلي رئاسة الوزراء في الحادية عشرة صباحًا وهناك أطل عليهم عبدالفتاح حسن وزير الشؤون الاجتماعية مجاريا لهم في حماسهم وألقي فيهم خطبة عصماء ونادت هذه المظاهرات برغبتها في السفر لمنطقة القتال لمحاربة الإنجليز.
تخاذل أمنى من وزارة الداخلية - وفاروق يحتفل بمولد ولى العهد بينما القاهرة عاصمة ملكه تحترق
وأعرضت الداخلية عن إتخاذ أى أى إجاءات بالرغم من كل ما تلقته من تحذيرات وتوقعات كما لم تتأهب للكارثة المحتومة حينما كانت في محيط التوقع وبدت العاصمة في ذلك اليوم المشؤوم وكأنها خلت من حكومة تضبط النظام وتسيطر على الأمن ، وما فعله فاروق أنه في ذلك اليوم دعا قادة الجيش والبوليس علي مآدبة في قصر الحكم احتفالاً بمولد ولي العهد، فيما كانت العاصمة تحترق..ولم تحتاط الداخلية ، ولم تحرك ساكنًا رغم التحذيرات التي تلقتها من قادتها، ورفضت اقتراحات تعطيل الدراسة، وفتح الكباري والاستعانة بالجيش، فكانت النتيجة أن بدأت حوادث الحريق من ميدان الأوبرا ظهرًا، حيث هاجم فريق من المتظاهرين كازينو أوبرا وأشعلوا فيه النار وحال المتظاهرون دون عمل رجال الإطفاء وأتلفوا خراطيم المياه وسرت عدوي إشعال الحرائق إلي أماكن أخري والتهمت النيران ميادين بأكملها، ووصلت إلي شوارع فؤآد والجمهورية وعدلي وقصر النيل وسليمان باشا وعبدالخالق ثروت ومصطفي كامل وشارع شريف ورشدي والبستان وعماد الدين ونجيب الريحاني ومحمود بسيوني والبورصة وأحمد عرابي، وعدة شوارع رئيسية أخري.
تصاعدت الحرائق، التي اجتاحت في طريقها الكثير من المرافق والمحال، وظلت النيران مستقرة من الحادية عشرة صباحًا حتي الليل وطال ما يزيد علي ٧٠٠ منشأة ومحل كان معظمها مملوكًا للأجانب وبعضها لمصريين، ومن بين ما التهمه الحريق في ذلك اليوم، ٣٠٠ متجر و٣٠ مكتبًا للشركات و١٣ فندقًا، بينها شبرد ومتروبولتيان و٤٠ دار سينما منها «ريفولي» و«راديو» و«مترو» و«ديانا» و«ميامي» و٧٣ مقهي ومطعمًا منها «جروبي» والأمريكين» وبلغ عدد القتلي نحو ٢٦ شخصًا ١٣ منهم من العاملين ببنك «باركليز».
*********************
مراجع هذه الصفحة
(1) المصرى اليوم تاريخ العدد الجمعة ٢٩ اغسطس ٢٠٠٨ عدد ١٥٣٨ عن خبر بعنوان [ حريق القاهرة.. حادث غامض.. والفاعل مجهول ] كتب ماهر حسن