Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

الخليفة الفاطمى الحاكم بأمر الله الفاطمى

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
Untitled 6219
أسرة من 7 أفراد إعتنقوا المسيحية
القزم الجالس
فتاوى الإجرام الإسلامى
إستشهــــاد أقباط بمصر ونيوجيرسى
التبشيـــر ليس جريمـــة
الهرطقة السيمونية بالكنيسة القبطية
Untitled 6226
شهداء الخصوص
Untitled 6228
الحاكم بأمر الله
Untitled 6230
Untitled 6231
Untitled 6232
Untitled 6233
Untitled 6234
Untitled 6235
Untitled 6236
Untitled 6237
Untitled 6238
Untitled 6239
Untitled 6240
Untitled 6241
Untitled 6242
Untitled 6243
Untitled 6244
Untitled 6245
Untitled 6246
Untitled 6247
Untitled 6248
Untitled 6249
Untitled 6250
Untitled 6251

صفحة من تاريخ الإستعمار الإسلامى الأسود فى مصر

الخليفة الفاطمى الحاكم بأمر الله الفاطمى

هذه صفحة من التاريخ الإسلام الأسود الذى حكم مصر صفحة من الحكم الديكتاتورى الدموى الذى يسمونه المسلمين االحاكمية لله وهم يعتقدون أن الخليفة يحكم بأمر الله وكل الخلفاء بلا إستثناء كانوا يحكمون بأمر الله كانوا مجرمين لأنهم بشر يعتقدون أنهم ينفذون أوامر الله ولا يستطيع أحدا أن ينفذ أوامر الله إلا الله نفسه حتى لو كانت هناك شريعة يقال أنه امر بها لأن ألإنسان مخلوق ناقص أما الإله فهو كامل ومن المستحيل أن يكون الناقص كاملاً لهذا لم تنفذ شريعة الإسلام كاملة فى أى حقبة من حقبات حكم الأسر ألإسلامية مثل الأسرة الأموية والعباسية والفاطمية وغيرها التى حكمت بإسم الإسلام لأنها إتخذت الإسلام حجة ووسيلة للجلوس على عرش الخلافة ليس إلا ولم يكن لأى من هذه الأسر سند وبرهان للحكم بل كان السيف والمال برهانهم للحكم ونترككم مع عجائب أحد الخلفاء الذين حكموا بأمر الله حتى أن إسمه أسمه الحـــاكم بأمر الله 

*************************

الخليفة الحــــــاكم بأمــــــر الله
جريدة الأهرام بقلم: سناء البيسى9/6/2012م  مقالة قديمة لـ سناء البيسى 1982م عندما يصل الافتراء عند ابن آدم وجماعته إلي حد السعي للجلوس فوق الرؤوس تعنتا وصلفا وتجاوزا بحجة أنه الأمر الإلهي الذي لا قبل لرده‏,‏ وأن من لا يؤمن بعودة المهدي المنتظر الحاكم بأمر الله كافر زنديق كتب عليه الخروج من جنة الخلد والهبوط للدرك الأسفل.. ووجب عليه القصاص, ولزم عليه إقامة الحد.. لتغدو كفه التي صفقت لغير المنتظر مدانة تستحق قطعها.. والذراع التي لم تشارك في تشييد دولته آثمة تستحق بترها من خلاف.. والقدم التي لم تسع لخدمة المأمور له بالحكم الإلهي خاطئة تستحق كسرها.. واللسان الذي لم يلهج بحمده وتمجيده وتقريظه وتفضيله عمن سواه ملعون مأجور مأفون يستحق خرسه. والفم الذي تهور بذكر ما لا تحمد عقباه يستحق أن يختم عليه.. والعين التي لم تخفض في الحضرة الرشيدة مارقة تستحق فقأها.. والأصبع التي ارتفعت باعتراض محسوم عقابها عن جسارة إثمها.. هذا وأن القلب الذي خفق سرا لغيره, أو العقل الذي أزمع الهروب بصاحبه, أو النية التي بيتت في الخفاء لمعاداته, أو القول الذي أمسك بالعصاة من منتصفها ولم يجاهر بالانحياز إليه, أو السريرة التي بطنت ما لا تظهر, أو الضمير الذي تظاهر بأنه ميت وهو الحي.. جميعها.. جميعها.. كلها بعون الله سيتم وطئها بالأقدام إن لم ترجع عن غيها, فالحاكم بالأمر الإلهي, المكتوب علي أقدارنا, الصوت لغيره كفر, والمجد لسواه مرق, ومخالفته الرأي خرق والخروج عن نهجه إلحاد, والمستقبل لعدوه مظلم, والسجود في غير جامعه من الكبائر.. واعتراض طريقه مخالفة للشريعة لا يعالجها سوي البتار.. ولا سبيل للحصول علي صك الغفران إلا لمن أسرع بالدخول تحت المظلة والهتاف بالنصر كواجب ديني وعقائدي وجمعي وجماعي وفقهي وشرعي وتشريعي اتساقا لفريضة السمع والطاعة..
عندما يصل الافتراء والضلال إلي هذا الدرك فقد بلغ السيل الزبي, وضاع الحق في كبد الباطل, وعم الكساد في عموم البلاد, وتقوقع الناجون يلعقون جراح النفوس والأجساد.. وما أن ينادي المنادي في أسواق السكان المعوقين أن هبوا لسماع خطاب السيد المنتظر حتي يتساندون حجلا إلي الساحة كتع, عرج, عور, صم, بكم, ينصتون لكلمات لا تغني ولا تشبع من جوع, بعدما انزلقوا إلي سوء مصيرهم بوعود وعهود ذابت تحت شعاع شمس الحقيقة لتلعن المصاحف قوما استخدموا طياتها الشريفة لدس الرشاوي معبرا لاستقدام المنتظر... الحاجلون المعذبون المهانون المتهاونون جميعهم من الرجال, فالنساء مستبعدات مهمشات مشفرات من فوق الخارطة الإنسانية فهن سجينات خلف الجدران محظور عليهن الظهور أو التعبير عن أحزانهن بالبكاء والندب, أو عن أفراحهن بالرقص والغناء, فالبكاء ممنوع والغناء محظور والرقص عقابه مرير بأمر الحاكم بأمر الله الذي أغلق دور اللهو وأحرق جميع آلات العزف, وكان قد تدرج في المنع برفض خروج النساء في الليل أو كشف وجوههن خلف الجنائز ليعقب بحظر كلي يمحو أي أثر لهن, ولتحقيق سد جميع المنافذ منع الأساكفة بطول البلاد وعرضها من عمل أخفاف للنساء الممنوعات من النظر من الطاقات أو الأسطح وعندما شكت النساء اللاتي بلا رجال كالأرامل من أن أحدا لا يأتي لهن بالطعام والشراب والكساء أمر الحاكم الباعة بحمل السلع من الأسواق إلي الدروب واستخدام مغرفة بيد طويلة لحملها إليهن في بيوتهن التي بلغت طوابقها في زمن الدولة الفاطمية خمس وست طوابق, فتختار الأرملة من الحمولة المرفوعة ما هي في حاجة إليه, وتضع الثكلي الثمن في المغرفة العائدة أما إذا دعت الضرورة القصوي إلي حضور قابلة لمن تلد أو غاسلة لمن تموت يستأذن في ذلك برفع رقعة إلي الحاكم فيوقع علي ظهرها بخط يده إلي صاحب الشرطة فيندب بدوره من يثق به ليصحبها إلي حيث مقصدها.. أما عن مسألة ذهاب النساء إلي الحمامات التي بلغ عددها في الدولة الفاطمية 1300 حمام فيروي أن الحاكم مر يوما بحمام للنساء فسمع به ضجيجهن فأمر منتقما بأن يسد عليهن باب الحمام بالحجر وأضرم فيه النار كما أنه كان لغير سبب ظاهري يجمع بعضهن في صناديق تسمر عليهن وتثقل بالحجارة لتلقي في النيل كنوع من التطهر الدوري للحياة ممن يفسدن علي الرجال الحياة!!

******************************

الخليفة الحاكم يأمر بعدم أكل الملوخية
وفي سبيل معرفة ما يدور خلف الجدران استخدم الحاكم سلاحه السري من العجائز اللاتي يدخلن البيوت لينقلن له أخبار دبيب النمل فيها, وخرج من التقارير السرية التي رفعت إليه إلي أن الناس مازالوا يشربون الخمر في السر رغم منعه لها, فأمر بقطع جميع كروم الجيزة التي بلغت مئة ألف كرمة, ووطأ العنب في الطرقات تحت أرجل البقر, وغرق بعضه في النيل, كما كسرت جرار العسل وبلغ ما أراقه منها خمسة آلاف جره في أربعة أيام, ونهي التجار عن بيع العناب والزبيب فكانت تلقي في طريقه رقعا مجهولة المصدر يقول أصحابها إن العنب قد ذكر في أحد عشر موضعا في القرآن الكريم, وأن النبي صلي الله عليه وسلم كان يحب العنب حتي أنه قال لأصحابه إنه نعم الطعام الزبيب يشد العصب, ويذهب الوصب, ويطفئ الغضب, ويطيب النكهة, ويذهب البلغم, ويصفي اللون.. وأنه قد روي عن علي كرم الله وجهه قوله من أكل في يوم إحدي وعشرين زبيبة حمراء لم ير في جسده ما يكره وأنه قد جاء في مدح العنب قول الشاعر:  كل الفواكه سلطان لها العنب.. حلو وصاف وريق كله عجب .. إذ كل صنف له معني يفوق به.. إلا معانيه قد ضاقت بها الكتب - ولم يكن العنب وحده ما لقي من تعنت الحاكم بأمر الله, فقد منع الناس من أكل الملوخية معللا بميل معاوية إليها, كما علل تحريم الجرجير لأنه كان يقدم في طعام السيدة عائشة, ونهي عن المتوكلية وهي نبات للحساء لنسبتها إلي المتوكل العباسي, ومنع من قائمة طعام المصريين كل من الترمس وأم الخلول والقرع والسمك القرموط الذي لا قشر له, والفقاع وهو النبات الذي تصنع منه البيرة.. و..منع الشطرنج والنزهة علي شط النيل, وقرر بأن يؤذن لصلاة الظهر في السابعة ويؤذن للعصر في التاسعة وذلك تبعا للمزولة العربية لا التوقيت الشمسي.. وأمر بإغلاق الدكاكين بالنهار وفتحها بالليل!.

******************************

الخليفة الحاكم يقتل المسيحيين ويهدم كنيسة القيامة

أما عن اضطهاده لأهل الذمة فقد جاء بعد تمييزه لهم تبعا للشروط العمرية, وكان التمييز بعلامات خاصة عرفت بالغبار, وذلك بوضع زنانيز ــ أحزمة ــ سوداء حول الوسط ولبس عمائم سوداء علي الرؤوس مع تلفيعات سوداء, وجعل القبط يحملون صلبانا واليهود حليات من الخشب إشارة إلي رأس العجل, ومنع الاثنين من ركوب الخيل والاقتصار علي البغال والحمير بسروج غير محلاة بالفضة, وأفرد لهما حمامات خاصة, ولكن غالبية أهل الذمة نزعت الغبار وتشبهت بالمسلمين منعا للحرج حتي لا تفرق العين بينهما, مما أغضب الحاكم لرفضهما طاعته فخيرهم بالالتزام بأوامره أو الهجرة من أرضه, وزاده غضبا أن نصاري كنيسة القيامة في أورشليم كانوا أثناء ترديدهم كيرياليسون Kyrieelison يطلقون في السماء نارا مخبأة, وينثرون عطرا خاصا لإقناع الناس بدينهم, ولما كان الحاكم لا يملك نفسه إذا غضب فقد اتخذ نحو أهل الذمة قوانين صارمة لم تعرف من قبل, فجعل النصاري يحملون صلبانا ثقيلة: فبعد أن كان طولها شبرا جعلها ذراعا ونصفا, وزنتها خمسة أرطال, وختمها بالرصاص, أما اليهود فجعلهم يلبسون الزنار ويحملون الخشب الثقيل.. كذلك منع النصاري من تقديم النبيذ في قرابينهم ليعوضوه بالماء, وأمرهم بألا يظهروا صليبا أو يدقوا ناقوسا, بل هبط أمره بمحو الصلبان المرسومة علي أيديهم وسواعدهم بالكي, وفوق ذلك منع سفر الأساقفة المصريين إلي النوبة أو الحبشة, أو حتي مكاتبة ملوكهما, حتي بلغ من قلة أساقفة تلك البلاد أن أغلقت كنائسها الأبواب.. وأكثر من ذلك أمر بهدم الكنائس ومصادرة الأديرة وأملاكها من ضياع ومزارع ونخيل وأشجار مثمرة.. وكانت اللطمة الكبري عندما أصدر لوالي القدس أمره بهدم كنيسة القيامة أمر الإمامة إليك بهدم قمامة, فاجعل سماءها أرضا, وطولها عرضا, فهدمت وإن بقيت بعض أجزائها وقد تعذر هدمها, ويقول المقريزي إن الكنائس التي هدمت بلغ عددها 30 ألفا حتي عام 1015, ومع ذلك فقد نجا دير طور سيناء من الفناء, وقد أعاد المستنصر حفيد الحاكم بناء كنيسة القيامة في القدس في مقابل إطلاق أسر خمسة آلاف أسير نصراني مصري..

*****************************

الخليفة الحاكم الحاكم يتراجع عن إضطهاده المسيحيين
وفي نهاية حكم الحاكم تراجع عن قسوته مع أهل الذمة مصدرا في شعبان 411 هـ كتاب أمان يطمئنهم فيه بحمايته لهم ماداموا قد التزموا بأوامره.. جاء فيه: من عبدالله ووليه المنصور أبي علي الإمام الحاكم بأمر الله أمير المؤمنين ابن الإمام العزيز بالله أمير المؤمنين لجماعة النصاري بمصر عندما أنهوا إليه الخوف الذي لحقهم, والجزع الذي هالهم فأقلقهم, أنه بكتابه هذا إليهم يصيرهم تحت كنفه كي تصفو لهم موارد الطمأنينة, بأمان يخلد حكمه علي الأحقاب, ويتوارثه الأخلاف منهم والأعقاب, فأنتم آمنون الآن بأمان الله عز وجل, وأمان نبيه محمد خاتم النبيين وسيد المرسلين, وأمان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله عليه, وأمان الأئمة من آباء المؤمنين, أمان علي نفوسكم ودمائكم وأولادكم وأحوالكم وأملاككم وما تحويه أيديكم, أمانا صريحا ثابتا, وعقدا صحيحا باقيا وكفي بالله شهيدا.. ويرجع بعض المؤرخين أن سبب تراجع الحاكم ما كان من تذمر ممالك النصرانية المحيطة ببلاده, حتي أن ملك الحبشة جعل مسلمي بلاده يدفعون الجزية, وهدد الأوروبيون بالحرب المقدسة بعدما اتحد ملك البلغار مع الروم عام 1017 م.. وعلي النقيض وجد مؤرخو السنة وغيرهم في رجوع الحاكم عن شدته مع أهل الذمة دلالة علي مروقه عن الإسلام, فقد سمح لمن أسلم من أهل الذمة بالارتداد, مع أن ذلك عقابه القتل.. ولكن الحاكم رد بقوله: ننزه مساجدنا عن أن يدخلها من لا نية له في الإسلام, ويقول السيوطي: لقد نظر الحاكم إلي الأمور نظرة واقعية, فقد كان القبط يكونون وقتئذ ثلث سكان مصر.

************************************

الخلافة الفاطمية الشيعية فى مصر
كانت الخلافة الفاطمية تشعر أنها وهي في مركزها النائي في الشمال الأفريقي تبقي بعيدة عن تحقيق غايتها السياسية والمذهبية الكبري, وهي إقامة خلافة شيعية كبري, وكانت مصر بالنسبة لها قاعدة الانطلاق إلي الشام وفلسطين واليمن وأرض الحرمين لتحقيق حلم الدولة الأعظم, وكان الجو ممهدا للفواطم لدخول مصر رغم اختلاف المذهب والعقيدة والمزاج والتكوين النفسي والثقافي, فقد كانت الجبهة الداخلية المصرية منهارة, وفي حالة استسلام الضحية التي تسلم قيادها لمن يدعي الأخذ بيدها, وكان الشعور القومي مجروحا من تولي حكم مصر خصي أسود هو كافور الإخشيدي, إلي جانب اشتداد الأزمات الاقتصادية والغلاء والوباء الذي حصد ما يقرب من 600 ألف نفس.. وكان سواد الشعب يؤثر الانطواء تحت لواء دولة قوية فتية تستظل بلواء الإمامة الإسلامية كالدولة الفاطمية علي الاستمرار في معاناة الفوضي السياسية والاجتماعية والتهديد الخارجي من قبل القرامطة..
ويهبط جوهر الصقلي مصر المرحبة ليشيد القاهرة تنفيذا لأوامر المعز لدين الله الفاطمي الذي قال له: لتدخلن مصر من غير حرب, ولتنزلن في خرابات ابن طولون وتبني مدينة تسمي القاهرة تقهر الدنيا.. وأتي المعز لتحكم الدولة الفاطمية في مصر أكثر من قرنين من الزمان من 969 حتي 1171 م, ويخلف المعز ابنه العزيز الذي حكم لمدة 21 سنة كان فيها رفيقا برعيته ليرحل وقد بدأ في بناء جامع كبير أكمله ابنه المنصور الحاكم بأمر الله الذي تولي الحكم وهو في الحادية عشرة, ولم يكن سوي العقل ولا النفس, فاضطرب سلوكه واضطرب حكمه بين جبن وشجاعة, وبخل وسخاء.. تارة يجلس في الشمع ضوء ليلا ونهارا, وتارة يجلس في الظلام الدامس, وتارة يأمر بأن يكتب علي المساجد والجوامع سب أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة وطلحة والزبير ومعاوية وعمرو بن العاص وتارة ينهي عن ذلك.. ويبقي فترة يمنع صلاة التراويح ليعود لإباحتها, وكان يصعد إلي جبل المقطم ليقبع ساعات يناجي ربه كناسك الجبل, وزادت نوبات توتره إلي حد أنه ترك شعره إلي أن طال ونزل علي أكتافه, وأطلق أظافره ولحيته, وكان يلبس الثوب الواحد من الصوف حتي يتلبد..

************************************

الخليفة يحرق القاهرة
كان حينا يحب العلماء والصالحين وحينا يفتك بهم في غير رحمة حتي قيل إنه قتل ما يقرب من10 آلاف مصري يقوم بحرق بعضهم بعد قتلهم, ويأمر بتوقير بعضهم وتكفينه ودفنه بعد السير في جنازته, وكان أول من قتلهم برجوان الوصي عليه الذي نسي في غفلة طغيانه أن الصبي قد طوي مرحلة الصبا ومن كان في مثل سنه ـ الخامسة عشرة ــ لا يحتمل الإهانة, لاسيما إذا كان خليفة, ومن هنا عندما استدعاه وأتي إليه وقد ثني رجله في عنق فرسه وصار باطن قدمه وفيه الخف في وجه الحاكم قرر علي الفور التخلص منه.. وكان الحاكم مولعا برؤية النار المتوهجة حتي أنه شيد شونة ضخمة ملأها بالبوص والخشب لاستخدام مخزونها وقت أن يأمر بالحريق كمافي عام 1019 عندما ذهب يتجول بحماره بين ألسنة اللهب التي أضرمها في القاهرة بسبب معارضة صحافة عهده عندما وضع الأهالي في طريقه هيكل امرأة صنعت من القراطيس وفي يدها صفحة مدون في سطورها سب الحاكم وأسلافه وعهده فأمر عبيده بتكميم الأفواه وتصفية العيون وإشعال الحرائق تأديبا وانتقاما, وحاول الأهالي استرحامه دون جدوي فقد بدا عليه الانبهار والنار تأتي علي ثلث المدينة..

************************************

الخليفة يأمر بنقل حج المسلمين لمصر

وربما أكثر ما أصابه من مظاهر الشذوذ عزمه علي نقل مناسك الحج إلي مصر, ونقل رفات النبي صلي الله عليه وسلم وصاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما من المدينة المنورة إلي القاهرة لتكون هي العاصمة الروحية للمسلمين بدلا من البلد الحرام.. ويأتي المؤرخ ابن فهد المكي في عام 1480 م والمؤرخ المصري الجزيري بعده بنحو قرن ليؤكدا ذلك المشروع الفاشل للحاكم بأمر الله الذي فكر فيه عام 1000 م ليعهد بتنفيذه إلي أمير مكة أبي الفتوح الحسن بن جعفر الحسني الذي جلس في مسجد المدينة لتحضر إليه جماعة من أهلها بلغها ما جاء من أجله فكاد أفرادها أن يفتكوا به, ولم يمنعهم إلا خوفهم من العواقب, خاصة أن أرض الحرمين كانت للفاطميين, ولم يكد يمضي بقية النهار حتي أرسل الله ريحا كادت الأرض تميد منها تسببت في دحرجة الإبل بأقتابها والخيل بسروجها وهلك خلق كثير, وقد فسرت هذه الكارثة الكونية بأنها غضب من الله.. وأفلت أبوالفتوح من حرج المهمة واعتبرها حجة عند الحاكم تبرر فشله في تنفيذها.. وكان الحاكم كما ذكر المؤرخ أبوعبيد البكري المتوفي عام 487هـ, وهي السنة التي مات فيها الخليفة المستنصر ــ حفيد الحاكم ــ ودلالتها أنه كان قريب العهد من الأحداث والتي قد يكون شاهدا عليها, من أن الحاكم بأمر الله شيد في المنطقة الواقعة بين الفسطاط والقاهرة ثلاثة مشاهد لينقل إليها رفات الرسول صلي الله عليه وسلم ورفات الشيخين أبي بكر وعمر, وأن الحاكم بذل أموالا لرجال من شيعته نجحوا في حفر سرداب أسفل الدور المجاورة لبيت الرسول صلي الله عليه وسلم ــ مقابل القبر ــ غير أن أهل المدينة لم يلبثوا أن علموا بالأمر فقتلوهم ثم رصفوا تلك الحفرة بالحجارة وأفرغوا عليها الرصاص الذائب كي لا يطمع في الوصول إليها بشر من قبل ولا من بعد.. ورغم فشل المحاولة لم يقنع الحاكم بوأد فكرة تحويل قوافل الحج نحو القاهرة العاصمة الفاطمية ليرفعها إلي مصاف المدن المقدسة ــ هذا رغم أن أحدا لم يحج من خلفاء الفاطميين, كما لم يحج أحد من خلفاء العباسيين منذ هارون الرشيد ــ ومن هنا أرسل ياروختكين العضدي إلي المدينة المنورة للتنقيب في دار الإمام جعفر الصادق التي لم يجرؤ أحد علي فتحها بعد وفاته عام 148 هـ, وقد عاد العضدي للحاكم حاملا قطعة من حصير كانت تستخدم كسجادة صلاة للخلفاء في وقت صلاة الفطر انضمت إلي كنوز الفاطميين التي منها ذوالفقار سيف علي بن أبي طالب, وسيف الحسين بن علي, ودرقة حمزة بن عبدالمطلب, وسيف جعفر الصادق..

************************************

الخليفة يقتل كل من يتولى الوزارة

القاتل لجميع وزرائه باستثناء الوزير ــ زرعة بن عيسي بن نسطورس ــ الذي مات ميتة طبيعية أفلت بها من بطش الحاكم الذي غضب من نهاية لم يكن له فيها يد.. الحاكم بأمر الله الذي اختفي في ظروف غامضة أثناء إحدي جولاته الليلية في تلال المقطم الذي يصعد إليه لقراءة النجوم, ويذهب بعض المؤرخين إلي أن أخته ست الملك من دبرت لمقتله مع الأمير طليب بن دواس حيث أطلعته بخروج الحاكم ليلة الاثنين27 شوال لسطح المقطم فجهز عبدين شديدين تربصا له في ثنايا الجبل.. وكان الحاكم إزاء توسلات أمه بأن يلزم فراشه هذه الليلة بالذات لشعورها بالتوجس فوافقها ونام, وما أن ذهب ثلثا الليل حتي هب كالمنوم المأمور ليركب حماره ويصعد الجبل لأجله المحتوم ليستقبله قتلته اللذين مثلا بجثته بعد تجريدها من الثياب, وأذاعت ست الملك أن الحاكم قال إنه سيغيب سبعة أيام ثم يعود, وداومت علي إرسال مبعوثيها الوهميين إلي الجبل ليعودوا بقولهم المزيف: تركناه في الموضع كذا وكذا وكذا حتي طالت غيبته والتقت إحدي فرق البحث بملابسه الملطخة بالدماء التي ما أن رأتها ست الملك حتي ولولت من هول الفاجعة صارخة أكله الذئب, هذا بينما كان الأمير ابن دواس قد نقل إليها الجثمان لدفنه سرا في سرة دارها لتطأ موضعها بالأقدام في غدوها ورواحها لتنادي بخلافة ابنه الصبي الظاهر لإعزاز دين الله تحت وصايتها..

*****************************

ظهور طائفة الدروز 

وليت الحاكم قد ذهب وانقضي بسيرته الملتاثة الملحدة فقد أعاده للأسماع ملتاث آخر اسمه حسن بن حيدره الفرغاني الذي وقف في قلب جامع عمرو بن العاص يعلن بعثه من جديد تجسيدا بشريا للإله, فهاج الناس وقتلوه, وكانت دعوة التأليه تلك قد انبثقت في حياة الحاكم عندما نادي بها محمد إسماعيل الدرزي الذي جعل للحاكم كتابا كالقرآن أسماء الدستور فلقي هوي في نفسه خاصة وأنه عندما التقاه كانت تحيته له يا محيي يا مميت وكان قد خاطبه الشاعر الأندلسي ابن هاني من قبل بقوله الملحد: ما شئت لا ما شاءت الأقدار فاحكم فأنت الواحد القهار
ويثور أهل مصر وفقهاؤها مطالبين بمعاقبة الدرزي فيساعده الحاكم علي الهرب إلي جبال لبنان بعد مده بالأموال فيؤسس هناك الديانة الدرزية التي تعتنق فكرة عودة الحاكم في آخر الزمان!! ويأتي اختفاء الحاكم ليضع الخاتمة المأساوية للمغرور الذي لم يتعظ من درس فرعون حين قال أنا ربكم الأعلي فكانت نهاية كل منهما متشابهة.. ذلك ابتلعه اليم فكان من المغرقين, وهذا التقمه المقطم فكان من الغابرين.. ولم يكن هناك في المشهد سوي شاهد وحيد لنهاية الطاغية.. حمار!
ويأتي السؤال.. هل انتهي استخدام قاموس ومفردات السماء بموت الحاكم بأمر الله في لعبة الحكم أم أنه ظل موجودا في عصرنا؟!.. ويتصاعد العجب العجاب من أنه رغم أخطاء الحاكم بأمر الله الرهيبة بما فيها حرق درة مدنية القدس إلا أنه لم يفكر يوما في أن تكون هناك مدينة أخري عاصمة للخلافة, ولكن تدور الأيام ويأتينا حكام جدد يرتدون ثيابا عصرية يطالبون بأن تكون القدس ذاتها هي عاصمة الخلافة الإسلامية, وللأسف يقولون تلك العبارة وهم في قلب القاهرة!.. وحمدا لله أنه لم يكن هناك صحفيون أيام الحاكم بأمر الله ليطلق عليهم وصف سحرة فرعون!!

 

This site was last updated 04/17/13