Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

المقريزى يروى كيف سلم المقوقس مصر

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس بها تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
نظرة الأقباط لهرقل
المقريزى وغزو مصر
فتح مصر عنوة أم صلحاً
المؤرخ البلاذرى وغزو مصر
إهداء أرض مصر
قبائل العرب التى غزت مصر
الجزية ظلماً من الأقباط
كيف سلم المقوقس مصر
يوحنا النيقيوسى وحال الأقباط
Untitled 4495
شروط تسليم مصر
من هو  بن العاص
Untitled 4500
Untitled 4501
Untitled 5203
ثروة عمرو بن العاص
h
مصر بقرة العرب
المقريزى يصف غزو مصر
غزو مصر والمغرب للجعفرى
سير معارك بن العاص لغزو مصر
Untitled 5209
ما كتبه يوحنا النقيوسى بمخطوطته
العاص ينشئ الفسطاط

Hit Counter

 الجزء التالى منقول من كتاب  كتاب الخطط للمقريزى - المسماة بالمواعظ  والإعتبار يذكر الخطط والآثار يختص ذلك بأخبار أقليم مصر والنيل وذكر القاهرة وما يتعلق بها وبأقليمها تأليف سيدنا الشيخ الإمام علامة الأنام / تقى الدين أحمد بن على بن عبد القادر بن المحمد المعروف بالمقريزى - الجزء الثالث = مكتبة ألاداب 42 ميدان الأوبرا القاهرة  - الجزء الرابع  من ص 66 - 69 وفيه يصف حصن بابليون وكيف أخذ عمرو بن العاص جزء من الجيش العربى لغزو مصر وقد نقلناها كما هى بالحرف منفعة للقارئ العادى وبالأخص القارئ الباحث والدارس , وقد تم نقلها بدون تعليق ذكر من الموقع وهناك توضيح لتفسير المعنى  ذكر بين قوسين( )

حصن بابليون والباب الذى خرج منه المقوقس أثناء غزو مصر-->

ونرجوا من القارئ المتمرس محاولة الحصول السمين من الغث مما ننقله لأقوال المقريزى بكل أمانة حيث أحتوى كتاب الخطط للمقريزى على العديد من المبالغات التى أشتهر العرب بها وتناقلتها وحرفتها الألسن والتى بتحليلها يمكن الحكم على الكثير منها بعدم صحتها وسجلها المقريزى على اساس أنه واقعية ، أو قد يكون صلب القصة واقعياً ولكن ملأها المسلمين بتعظيم العرب الغزاه لأضافة الأمجاد العربية والبطل المغوار الذى لا يهزم الفهلوى المخادع المكار ، ولا شك أن هذه البروباجندا الإسلامية قد توغلت فى جميع كتب المسلمين بلا استثناء حتى أفتقرت إلى الواقع التاريخى الحقيقى المعاش .

ومن الملاحظ أن الحديث الذى جرى على لسان المقوقس وأصحابه يتكلمون على أساس أنهم أقباط من أهل البلاد , ولم يعرف المقريزى أو من نقل هذه القصة عنه أن المقوقس وأصحابة كانوا من الروم محتلين لمصر , وأنهم سلموها بدون قتال وكان المقوقس من المؤلفة قلوبهم وكان يطمع فى حكم مصر تحت حكم المسلمين .

*******************************************************************************

قال المقريزى  المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار  الجزء الثالث  ( 129 من 167 )  : " الروضة اعلم أنّ الروضة تُطلق في زماننا هذا على الجزيرة التي بين مدينة مصر ومدينة الجيزة وعرفت في أوّل الإسلام بالجزيرة وبجزيرة مصر ثم قيل لها جزيرة الحصن وعرفت إلى اليوم بالروضة وإلى هذه الجزيرة انتقل المقوقس لما فتح الله تعالى على المسلمين القصر وصار بها هو ومن معه من جموع الروم والقبط
قال ابن عبد الحكم وقد ذكر محاصرة المسلمين للحصن‏:‏ فلما رأى القوم الجدّ من المسلمين على فتح الحصن والحرص ورأوا صبرهم على القتال ورغبتهم فيه خافوا أن يظهروا عليهم فتنحى المقوقس وجماعة من أكابر القبط وخرجوا من باب الحصن القبليّ ودونهم جماعة يقاتلون العرب فلحقوا بالجزيرة موضع الصناعة اليوم وأمروا بقطع الجسر وذلك في جري النيل وتخلف في الحصن بعد المقوقس الأعرج فلما خاف فتح باب الحصن خرج هو وهل القوّة والشرف وكانت سفنهم ملصقة بالحصن ثم لحقوا بالمقوقس بالجزيرة‏.‏

 

==================================================

 المقريزى يروى كيف بدأ تفاوض المقوقس على شروط الإستسلام

فأرسل المقوقس إلى عمرو : أنكم قوم قد ولجتم فى بلادنا وألححتم على قتالنا وطال مقامكم فى أرضنا , وإنما أنتم عصبة يسيرة , وقد أظلتكم الروم وجهزوا إليكم ومعهم من العدة والسلاح وقد أحاط بكم هذا النيل , وإنما أنتم أسارى فى أيدينا , فإبعثوا إلينا منكم رجالاً  نسمع من كلامهم فلعله أن يأتى الأمر فيما بيننا وبينكم على ما تحبون , ونقطع عنا وعنكم القتال قبل أن تغشاكم جموع الروم فلا ينفعنا الكلام ولا نقدر عليه , ولعلكم أن تندموا إن كان الأمر مخالفاً لطلباتكم ورجائكم فإبعثوا إلينا رجالاً من أصحابكم نعاملهم على ما نرضى نحن وهم به من شئ .

فلما أتت عمرو بن العاص رسل المقوقس حبسهم عنده يومين وليلتين حتى خاف عليهم المقوقس , فقال لأصحابه أترون أنهم يقتلون الرسل ويستحلون ذلك فى دينهم , وإنما أراد عمرو بذلك أن يروا حال المسلمين , فرد عليهم عمرو مع رسله أنه :

ليس بينى وبينكم إلا ثلاث خصال .. إما أن دخلتم فى الإسلام ..فكنتم أخواننا وكان لكم ما لنا , وإن أبيتم فأعطيتم الجزية عن يد وأنتم صاغرون .. وإما جاهدناكم بالصبر والقتال حتى يحكم الله بيننا وبينكم وهو خير الحاكمين

فلما جائت رسل المقوقس إليه قال : " كيف رأيتم هؤلاء " قالوا : " رأينا قوما الموت أحب إلى أحدهم من الحياة  . والتواضع أحب إلى أحدهم من الرفعة ليس لأحدهم فى الدنيا رغبة ولا نهمة .. إنما الجلوس على التراب ، وأكلهم على ركبهم ، وأميرهم كواحد منهم ، ما يعرف رفيعهم من وضيعهم ، ولا السيد منهم من العبد ، وإذا حضرت الصلاة لم يتخلف عنها منهم أحداً ، يغسلون أطرافهم بالماء ، ويخشعون فى صلاتهم "

فقال عند ذلك المقوقس : " والذى يحلف به (تعليق من الموقع : لا يحلف أى مسيحى)  لو أن هؤلاء إستقبلوا الجبال لأزالوها , وما يقوى على قتال هؤلاء أحد ، ولئن لم نغتنم صلحهم اليوم وهم محصورون بهذا النيل لم يجيبوا بعد اليوم إذا أمكنتهم الأرض وقووا على الخروج من موقعهم " .

فرد إليهم المقوقس رسله : " أبعثوا إلينا رسلاً منكم نعاملهم ونتداعى نحن وهم إلى ما عساه أن يكون فيه الصلاح لنا ولكم "

المقريزى يرفض التفاوض مع عبادة بن الصامت لأنه أسود !!!!!!!!!

فبعث عمرو بن العاص عشرة نفراً أحدهم عبادة بن الصامت (1)، وكان طولة عشرة أشبار ، وأمره أن يكون متكلم القوم ، ولا يجيبهم إلى شئ دعوه إليه إلا إحدى هذه الثلاث خصال فإن أمير المؤمنين قد تقدم إلى فى ذلك وأمرنى أن لا أقبل شيأً سوى خصلة من هذه الثلاث خصال ، وكان عبادة بن الصامت أسود ، فلما ركبوا السفن للمقوقس ودخلوا عليه ، تقدم عبادة فهابه المقوقس لسواده ، وقال : " نحوا عنى هذا الأسود وقدموا غيره يكلمنى " ، فقالوا جميعاً : " أم هذا الأسود أفضلنا رأياً وعلماً ، وهو سيدنا وخيرنا ، والمقدم علينا ، وإنما نرجع جميعاً إلى قوله ورأيه ، وقد أمره الأمير دوننا بما أمره وأمرنا ألا نخالف رأيه وقوله "

 وقال المقوقس : "كيف رضيتم ان يكون هذا الأسود أفضلكم وإنما ينبغى أن يكون هو دونكم " ، قالوا : " كلا  أنه وإن كان أسود كما ترى فإنه من أفضلنا موضعاً وأفضلنا سابقة وعقلاً وعقلاً ورأياً وليس ينكر السواد فينا " ،

المقريزى يقول عن العرب :  " أن الله أخرجهم لخراب الأرض "

فقال المقوقس لعبادة : " تقدم يا أسود وكلمنى برفق فإنى أهاب سوادك ، ، وإن إشتد كلامك على أزددت لك هيبة ، فتقدم عليه عبادة فقال : " سمعت مقالتك وإن فيمن خلقت من أصحابى ألف رجل أسود كلهم أشد سواداً منى وأفظع منظراً ولو رأيتهم لكنت أهيب لهم منك لى ، وأنا قد وليت وأدبر شبابى ، وأنى مع ذلك بحمد الله ما أهاب مائة رجل من عدوى لو أستقبلونى جميعاً ، كذلك أصحابى وذلك رغبتنا وهمتنا الجهاد فى الله وإتباع رضوانه وليس غزونا عدونا ممن حارب الله لرغبة فى الدنيا ولا طلب للأستكثار منها ، إلا أن الله عز وجل قد أحل لنا ذلك ، وجعل ما غنمنا من ذلك حلالا ، وما يبالى أحدنا إن كان له قنطاراً من ذهب أم كان لا يملك إلا درهماً ، لأن غاية أحدنا من الدنيا لا يملك إلا كفاة ، وإن كان له قنطاراً من ذهب أنفقه فى طاعة الله ، وأقتصر على هذا الذى بيده ، ويبلغه كان كان فى الدنيا لأن نعيم الدنيا ليس بنعيم ورخاءها ليس برخاء ، إنما النعيم والرخاء فى الآخرة (تعليق من الموقع : يقصد جنة الإسلام حيث سيحصل على 72 حوريه والغلمان وبحر الخمر .. ألخ) وبذلك أمرنا الله وأمرنا به نبينا وعهد إلينا أن لا تكون همة أحدنا من الدنيا ألا ما يمسك جوعته ويستر عورته وتكون همته وشغله فى رضوانه وجهاد عدوه " .     فلما سمع المقوقس ذلك منه قال لمن حوله : " لقد هبت منظره ، وإن قوله لأهيب عندى من منظره ، إن هذا وأصحابه أخرجهم الله لخـــــــــراب الأرض ، وما أظن ملكهم الا سيغلب على الأرض كلها ثم أقبل المقوقس على عبادة بن الصامت ، فقال له : " أيها الرجل الصالح .. قد سمعت مقالتك وما ذكرت عنك وعن أصحابك ولعمرى ما بلغتم ما بلغتم إلا بما ذكرت بما ظهرتم على ما ظهرتم عليه إلا لحبهم للدنيا ورغبتهم فيها وقد توجه إلينا لقتالكم من جميع الروم مالا يحصى عدده قوم معروفون بالنجدة والشدة ما يبالى أحدهم من لقى ولا من قاتل ، وأنا لنعلم أنكم لم تقدروا عليهم ولن تطيقوهم لضعفكم وقلتكم ، وقد أقمتم بين ظهرنا أشهر ، وأنتم فى ضيق وشدة من معهاشكم وحالكم ونحن نرق عليكم لضعفكم وقلتكم وقلة ما بين أيديكم ، ونحن تطيب أنفسنا أن نصالحكم على نفرض لكل رجل منكم دينارين ، ولأميركم مائة دينار ولخليفتكم ألف دينار فتقبضونها وتنصرفون إلى بلادكم قبل أن يغشاكم مالا قوام لكم به "

فقال عبادة بن الصامت : " يا هذا .. لا تغرن نفسك ولا أصحابك ، أما ما تخوفنا به من جمع الروم وعددهم وكثرتهم ، وأنا لا نقوى عليهم ، فلعمرى ، ما هذا الذى تخوفنا به ، ولا الذى يكسرنا عما نحن فيه وإن كان ما قلتم حقاً فذلك والله أرغب ما يكون فى قتالهم وأشد لحرصنا عليهم ، لأن ذلك أعذر لنا عند ربنا إذا قدمنا عليه إن قتلنا عن آخرنا ، كان امكن لنا فى رضوانه وجنتة (تعليق من الموقع : جنة ينكح فيها المسلم 72 حورية وبها غلمان مخلدون ) وما شئ أقر لأعيننا ولا أحب لنا من ذلك ، وأنا منكم حينئذ لعلى أحدى الحسنين ، أما أن تعظم لنا غنيمة الدنيا إن ظفرنا بكم ، أو غنيمة الآخرة إن ظفرتم بنا ، ولأنها أحب الخصلتين إلينا بعد الإجتهاد منا وإن الله عز وجل قال لنا فى كتابه : كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ، والله مع الصابرين ، وما منا رجل إلا ويدعون به صباحاً ومساءً أن يرزقة الشهادة ، وأن يرده إلى بلده ولا إلى أرضه ولا إلأى أهله وولده ، وليس لأحد منا هم فيما خلفه وقد أستودع كل واحد منا ربه أهله وولده وإنما همنا ما أمنا ، وأما قولك : أنا فى ضيق وشدة من معاشنا وحالنا فنحن فى أوسع السعة لو كانت الدنيا كلها لنا ما أردنا منها لأنفسنا أكثر مما نحن عليه ، فأنظر الذى تريد فبينه لنا ، فليس بيننا وبينك خصلة نقبلها منك ولا نجيبك إليها ، إلا خصلة من ثلاث ، فإختر ايها شئت ولا تضع نفسك فى الباطل بذلك أمرنى الأمير وبها أمره أمير المؤمنين وهو عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل إلينا إما أن أحببتم إلى الإسلام الذى هو الدين القيم الذى لا يقبل الله غيره وهو دين أنبياءه ورسله وملائكته ، أمرنا الله تعالى : أن نقاتل من خالفه ورغب عنه حتى يدخل فيه فإن فعل كان له مالنا وعليه ما علينا ، وكان أخانا فى دين الله فإن قبلت ذلك أنت وأصحابك فقد سعدتم فى الدنيا والآخرة (تعليق من الموقع : هذه الجملة ألغت ما تشدق به المقريزى على لسان عبادة بن الصامت عن تعففه من قبول عرض المقوقس وأنه لا تهمه الدنيا لأنهم لا ينظرون إلى عرض المقوقس ولكنهم طامعون فى الجزية التى لا تنتهى وأستعمار الأرض وأغتصاب العرض فى الدنيا وحوريات الآخرة لهذا فمن أكثر الجمل الصادقة فى هذا الحديث هى سعدتم فى الدنيا والآخرة ) ورجعنا عن قتالكم ولم نستحل أذاكم ولا التعرض لكم وإن أبيتم إلا الجزية ، فأدوا الجزية عن يد وأنتم صاغرون ، وأن نعاملكم على شئ نرضى به نحن وأنتم فى كل عام أبداً ما بقينا وبقيتم ونقاتل عنكم من ناواكم على شئ نرضى به نحن وأنتم وعرض لكم فى شئ من أرضكم ودمائكم وأموالكم ونقوم بذلك عنكم ، إذ كنتم فى ذمتنا وكان لكم به فى عهد علينا ، وإن أبيتم فليس بيننا وبينكم إلا المحاكمة بالسيف حتى نموت من آخرنا أو نصيب ما نريد منكم هذا ديننا الذى ندين الله تعالى به ولا يجوز لنا فيما بيننا وبينه غيره فإنظروا لأنفسكم "

فقال المقوقس : " هذا ما لا يكون أبداً ، ما تريدون إلا أن تتخذونا عبيداً ما كانت الدنيا "

فقال له عبادة بن الصامت : " هو ذاك فأختر لنفسك ما شئت ، "

فقال المقوقس : " أفلا تجيبونا إلى خصلة غير هذه الثلاث خصال "

فرفع عبادة بن الصامت يديه إلى السماء فقال : " لا ورب هذه السماء ورب هذه الأرض ورب كل شئ ، ما لكم عندنا غير خصلة غيرها فإختاروا لأنفسكم "

فإلتفت المقوقس عند ذلك لأصحابه فقال : " لقد فرغ القوم فما ترون " فقالوا : " أو يرضى أحد بهذا الذل ، أما ما أرادوا من دخولنا فى دينهم فهذا لا يكون أبداً أن نترك دين المسيح بن مريم ( تعليق من الموقع : لا يقول أحداً من المسيحيين هذه الجملة ) وندخل فى دين غيره لا نعرفه ، وأما أن أرادوا أن يسبونا ويجعلونا عبيداً فالموت أيسر من ذلك لو رضوا منا أن نضعف لهم ما أعطيناهم مراراً كان أهون علينا "

فقال المقوقس لعباده : " لقد أبى القوم فما ترى ، فراجع صاحبك على أن نعطيكم فى مرتكم هذه ما تمنيتم وتنصرفون "

فقال عبادة بن الصامت وأصحابه : " لا "

فقال المقوقس لأصحابه : " أطيعونى .. وأجيبوا القوم فى خصلة من هذه الخصال الثلاثة ، فوالله مالكم بهم طاقة ولئن لم تجيبوا إليها طائعين لتجبينهم إلى ما هو أعظم كارهين " فقالوا : " وأى خصلة نجيبهم إليها " ، فقال المقوقس : " إذا أخبركم أما دخولكم فى غير دينكم فلا آمركم به , وأما قتالهم فأنا أعلم أنكم لن قووا عليهم ولن تصبروا صبرهم , ولا بد من الثالثة " قالوا : " فنكون لهم عبيد أبداً " قال : " نعم , تكونون عبيداً مسلطين فى بلادكم آمنين على أنفسكم وأموالكم وذراريكم خير لكم من أن تموتوا من آخركم وتكونوا عبيداً تباعوا وتمزقوا فى البلاد مستعبدين أبداً , أنتم وأهليكم وذراريكم " قالوا : " فالموت أهون علينا وأمروا بقطع الجسر بين الفصطاط والجزيرة وبالقصر من جمع القبط والروم كثير , فألح المسلمون عند ذلك بالقتال على من بالقصر حتى ظفروا بهم وأمكن الله منهم فقتل منهم خلق كثير وأسر من أسر , وأبحرت السفن كلها إلى الجزيرة وصار المسلمون يراقبونهم وقد أحدق بهم الماء من كل وجه لا يقدرون أن ينفذوا نحو الصعيد ولا إلى غير ذلك من المدن والقرى .

وظل المقوقس يقول لأصحابه : " ألم أعلمكم وأخاف عليكم ما تنتظرون فوالله لنجيبهم إلى ما أرادوا طوعاً ولنتجنيبهم إلى ما هو أعظم منه كرهاً فأطيعونى من قبل أن تندموا " , فلما رأوا منهم ما رأوا وقال لهم المقوقس ما قال أذعنوا بالجزية ورضوا بالصلح يكون بينهم يعرفونه .

 

 

****************************************************************************************

المـــــــــــــــــراجع

(1) تعليق من الموقع : هو عُبَادَةُ بنُ الصَّامِتِ بنِ قَيْسِ بنِ أَصْرَمَ الأَنْصَارِيُّ  - ابْنِ قَيْسِ بنِ أَصْرَمَ بنِ فِهْرِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ غَنْمِ بنِ عَوْفِ بنِ عَمْرِو بنِ عَوْفِ بنِ الخَزْرَجِ - من أوائل من أسلم بالمدينة المنورة  وبايع محمد رسول العرب - بيعتي العقبة الأولى والثانيـة ، واختاره  النبي محمد رسول العرب ضمن الاثنى عشر نقيبا الذين قاموا بنشر الإسلام  بين الأوس و الخزرج000 ولكن كما نعرف فشلت دعوة محمد السلمية بالكلام المنزل بالقرآن ولم يحسم الموقف لصالحة إلا استعمال السيف لضم الناس بالقوة إليه .

------------------

(2) وفيما يلى أنطباع فكر العصابات الإسلامية اليوم عن الحوار مع الكفار في غير الخصال الثلاث السابقة الذكر وأثره  فيما يسمى بالمجتمع الإسلامى : -

1. إزالة ما تبقى من عقيدة الولاء والبراء التي هي أساس هذا الدين.

2. خذلان إخواننا المجاهدين عن دينهم وأرضهم وعرضهم في كل من فلسطين، والعراق، وأفغانستان، والشيشان، وكشمير، والفلبين، وغيرها من البلاد.

3. تنكيس راية الجهاد بنوعيه: 

أ - جهاد الطلب الذي هو أساس الجهاد،

ب - وجهاد الدفاع الذي هو الوسيلة الوحيدة لرد الحقوق إلى أهلها.
4 . تشجيع ظاهرة الغلو والتطرف لدى الشباب.
5. زعزعة الثقة أوانعدامها لدى طائفة كبيرة من الشباب في هؤلاء المحاورين، وفي ذلك خسارة كبيرة.
6. توسيع دائرة الخلاف في الأمة الإسلامية.

7. الاعتراف بالأديان المنسوخة والمبدلة كاليهودية والنصرانية، والتسوية بينها وبين الدين الناسخ للأديان، الإسلام.
8 . المستفيد الأول من هذه الدعوات التقريبية بين الأديان هم الكفار، والخاسرون هم المسلمون.

9. الدعوة إلى المساواة بين الأديان المبدلة والإسلام بأي صورة من الصور من الدعوات الإنسانية التي تسعى لتجميع الخلق على غير الدين، وهي دعوة كفرية.
10 . التشكيك في كفر اليهود والنصارى ناقض من نواقض الإسلام.

11. الغرض من هذه الحوارات أن يكف الكفار أذاهم عن المسلمين ويرضوا عنهم، وهذه غاية لا تنال بنص القرآن إلا بالانسلاخ عن الإسلام: "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم".
 -----------

(3) والعرض الذى عرضه عبادة بن الصامت على المقوقس عرض أيضاً فى

أ - شروط معاذ بن جبل عنه مع زعماء الروم في غزو بلاد الشام
طلب زعماء الروم من أبي عبيدة أن يرسل إليهم رجلاً ليعرفوا حاجة المسلمين، فأرسل إليهم أبو عبيدة معاذ بن جبل وكان ذلك في سنة 13 هـ، قبل معركة اليرموك.
قال معاذ لترجمانهم: افهم عني أن أول ما أنا ذاكر حمد الله الذي لا إله إلا هو، والصلاة على محمد نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن أول ما أدعوكم إليه أن تؤمنوا بالله وحده وبمحمد صلى الله عليه وسلم، وأن تصلوا صلاتنا، وتستقبلوا قبلتنا، وأن تستنوا بسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، وتكسروا الصليب، وتجتنبوا شرب الخمر، وأكل لحم الخنزير، ثم أنتم منا ونحن منكم، وأنتم إخواننا في ديننا، لكم ما لنا وعليكم ما علينا، وإن أبيتم فأدوا الجزية إلينا في كل عام وأنتم صاغرون، ونكف عنكم، وإن أنتم أبيتم هاتين الخصلتين فليس شيء مما خلق الله عز وجل نحن قابلوه منكم، فابرزوا إلينا حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين، فهذا ما نأمركم به وندعوكم إليه.
فلما فرغ معاذ من خطابه قالوا: ما نرى بيننا وبينك إلا متباعداً، وهذه خصلة نحن نعرضها عليكم، فإن قبلتموها منا فهو خير لكم، وإن أبيتم فهو شر لكم، نعطيكم البلقاء وما إلى أرضكم من سواد الأرض، وتنحَّوا عن بقية أرضنا وعن مدائننا، ونكتب لكم كتاباً نسمي فيه خياركم وصلحاءكم.
فقال معاذ: هذا الذي عرضتم علينا وتعطونه كله في أيدينا، ولو أعطيتمونا جميع ما في أيديكم مما لم نظهر عليه ومنعتمونا خصلة من الخصال الثلاث التي وصفت لكم ما فعلنا.
فغضبوا عند ذلك، وقالوا: نتقرب إليك وتتباعد عنا؟ اذهب إلى أصحابك، إنا لنرجوا أن نفرقكم في الجبال غداً.
فقال معاذ: أما الجبال فلا، ولكن والله لتقتلننا عن آخرنا، أولنخرجنكم من أرضكم أذلة وأنتم صاغرون، فانصرف معاذ إلى أبي عبيدة فأخبره بما قالوا، وبما رد عليهم.

ب - شروط أبي عبيدة مع رسول الروم
ثم بعثوا إلى أبي عبيدة رجلاً يخبر به عنهم قالوا: إنك بعثت إلينا رجلاً لا يقبل النَّصَف، ولا يريد الصلح، ولا ندري أعن رأيك ذلك أم لا، وإنا نريد أن نبعث إليك رجلاً منا يعرض عليك النَّصَف. فقال لهم أبو عبيدة: ابعثوا من شئتم.
عندما وصل رسولهم قام أبو عبيدة فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: إن الله بعث فينا رسولاً نبياً، وأنزل علينا كتاباً حكيماً، وأمره أن يدعو الناس إلى عبادة ربهم، رحمة منه للعالمين.
إلى أن قال: وأمرنا رسولنا فقال: إذا أتيتم المشركين فادعوهم إلى الإيمان بالله ورسوله، وبالإقرار بما جاء به من عند الله عز وجل، فمن آمن وصدَّق فهو أخوكم في دينكم، له ما لكم وعليه ما عليكم، ومن أبى فاعرضوا عليه الجزية حتى يؤدوها عن يد وهم صاغرون، فإن أبوا أن يؤمنوا أويؤدوا الجزية فاقتلوهم وقاتلوهم، فإن قتيلكم المحتسب بنفسه شهيد عند الله، وهو في جنات النعيم، وقتيل عدوكم في النار.
فإن قبلتم ما سمعتم مني فهو لكم، وإن أبيتم ذلك فابرزوا إلينا حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين

 

This site was last updated 12/19/09