Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

من كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس بها تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm            

Home
Up
نظرة الأقباط لهرقل
المقريزى وغزو مصر
فتح مصر عنوة أم صلحاً
المؤرخ البلاذرى وغزو مصر
إهداء أرض مصر
قبائل العرب التى غزت مصر
الجزية ظلماً من الأقباط
كيف سلم المقوقس مصر
يوحنا النيقيوسى وحال الأقباط
اليهود يساعدون عمرو لغزو مصر
شروط تسليم مصر
من هو  بن العاص
Untitled 4500
Untitled 4501
ثروة عمرو بن العاص
h
مصر بقرة العرب
المقريزى يصف غزو مصر
غزو مصر والمغرب للجعفرى
سير معارك بن العاص لغزو مصر
Untitled 5209
ما كتبه يوحنا النقيوسى بمخطوطته
العاص ينشئ الفسطاط

تعليق من الموقع : يخاول المسلمين تصوير غزو العرب المسلمين مصر بأنه أسطورة  إلا أن غزو مصر فى ذلك الوقت لم يكن يتطلب أكثر من 3500 جندى حيث غزاها هرقل إمبراطور الروم بهذا العدد من الجنود قبل أن يصير إمبراطوراً وقد قام عمرو بن العاص بغزو مصر بحوالى 4000 جندى ثم طلب إمدادل فوصل عدد الجيوش العربية التى غزت مصر إلى أكثر من 12000 جندى

******************************

 ملخص فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلرمع بعض الإضافات

http://www.coptichistory.org/new_page_5992.htm  جلوس هرقل على العرش الإمبراطورية البيزنطية ؟

فى القرن السابع الميلادى كان العالم مكون من ثلاث أمبراطوريات رئيسية  فقد أنقسمت الإمبراطورية الرومانية إلى قسمين الإمبراطورية الغربية وهى الأمبراطورية الرومانية وعاصمتها روما والإمبراطورية الشرقية البيزنطية وعاصمتها القسطنطينية أما الإمبراطورية الثالثة فكان الإمبراطورية الفارسية وما يهمنا الإمبراطورية الشرقية البيزنطية وكان أمبراطورها هو هيراكليز (هرقل)Heraclius  حكم الإمبراطورية البيزنطية من 610-641 م وكانت مصر ولاية تابعة لها وفى السنة الخامسة من حكم هرقل زحف " الفرس " على الامبراطورية واستولوا على " أرمينيا " ثم على " دمشق " و" القدس " وتمكنوا من إسقاط " الاسكندرية " سنة 618 واحتل " الفرس " مصر لمدة عشر سنوات وسط سخط المصريين وعادت مصر إلى الامبرراطورية البيزنطية بعد انتصار " هرقل " على " الفرس " فى معركة " نينوى " فى سنة 627 ووقع معهم معاهدة للصلح بمقتضاها تم جلاء الفرس عن مصر وكانت الحرب بين البيزنطين والفرس قد أمتدت لمده 47 سنة خرجت منهما الأمبراطوريتين منهكتين فقيرتين فى الموارد ضعيفتين، فى هذا الوقت ظهر الإسلام   

http://www.coptichistory.org/new_page_38.htm وحده بالأكراه , الأمبراطور هرقل يصدر مرسوماً عقائدياً ليرغم الأقباط على قبوله من هو المقوقس ؟ بداية إضطهاد الأقباط بمصر من المقوقس

http://www.coptichistory.org/new_page_1163.htm البابا بنيامين البطريرك الـ 38 الذى عاصر الغزو العربى الإسلامى الإستيطانى

********************************

http://www.coptichistory.org/new_page_624.htm رسائل محمد صاحب الشريعة الأسلامية فى السنة السادسة للهجرة إلى هرقل ملك الروم وكسرى ملك الفرس والنجاشى والمقوقس والى مصر البيزنطى

**********************************

موت رسول الإسلام وتولى أبى بكر الخلافة 11هـ - 13هـ /632م. ثم يموت بعد سنتين تذكر بعض المراجع أنه مات بالسم

المقوقس فى مصر يضطهد الأقباط ومقتل مينا أخ الأنبا بنيامين وهروب بعض الأساقفة وأساقفة أخرى يتزعزع إيمانهم وينضمون إلى المذهب الخلقيدونى , وأنتشر المذهب الخلقيدونى فى الوجه البحرى

http://www.coptichistory.org/new_page_38.htm هروب البابا وقتل المقوقس لـ مينا أخى البابا بنيامين

وتولى عمر بن الخطاب الخلافة 13هـ - 23 هـ /634م مات بعد أن طعنه أحد المسلمين فى معدته فى الجامع .

**********************************

ملخص وقائع الغزو العربى لمصر من كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر (1)

سنة 638 م

بعد تسليم بيت المقدس للخليفة عمر بن الخطاب , قابلة عمرو بن العاص وأعاد عليه الإلحاح فى طلب فتح مصر , وجعل يبين للخليفة ما كانت عليه مصر من الغنى وما كان عليه فتحها من السهولة , وقال له : إنه ليس فى البلاد ما هو أقل منها قوة ولا أعظم منها غنى وثروة ... وأن مصر تكون قوة للمسلمين إذ هم ملكوها , وكان إجتماع القائد بالخليفة فى الجابية ( قرب دمشق ) ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 226 )

http://www.coptichistory.org/new_page_39.htm صفرونيس يصبح حاكم أورشليم وبطريكا ملكيا لها وسقوط أورشليم - المعاهدة العمرية - هل كان يوجد مسجد أقصى وقت استيلاء العرب على أورشليم 

****************************************

http://www.coptichistory.org/new_page_42.htm معاهدة البقط التى ذكرها أبن المقفع كانت بين هرقل أو المقوقس وعمرو بن العاص بدفع مبلغ من المال بشرط عدم غزو مصر المقوقس يسرق الضرائب 

***************************************

ديسمبر 639 م

وافق الخليفة وهو متردد على سير عمرو بن العاص لمصر , سار عمرو فى جيش صغير من أربعة ألاف جندى (4000) أكثرهم من قبيلة عك , وإن الكندى يقول أن الثلث كانوا من قبيلة غامق , ويروى أبن دقماق : أنه كان مع جبيش العرب جماعة من أسلم من الروم ومن أسلم من الفرس , وقد سماهم فى كتابه , وسار بهم من عند الحدود بين مصر وفلسطين حتى صار عند رفح وهى على مرحلة واحدة من العريش بأرض مصر كما أنضم إلى عمرو الخارجين على القانون من قطاع الطرق وبدو سيناء وفجر لنا  أكاديمي إيراني مفاجأة فى (مقال نشرته صحيفة "همشري" الإيرانية- الطبعة الإنجليزية لـ  عبد الحسين تسخيري أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة طهران) : أن اليهود  ساهموا بحوالى  30 ألف يهودي حاربوا معه ضد الرومان عند دخوله مصر، وذلك لأن الرومان هدموا معبد سليمان وكان لمشاركتهم في الجيش الإسلامي دور كبير في إنهاء المعركة لصالح المسلمين (وهذا يفسر أن عمروا بن العاص أتخذ له دليلاً يهوديا) يقود الجيش لغزو مصر  ..

http://www.coptichistory.org/new_page_658.htm القبائل العربية التى غزت مصر تحت قيادة عمرو بن العاص

http://www.coptichistory.org/untitled_974.htm  أسماء صحابة محمد رسول الإسلام الذين غزوا مصر

http://www.coptichistory.org/untitled_7233.htm هل إشترك 30 ألف يهودي شاركوا عمرو بن العاص في غزو مصر؟

http://www.coptichistory.org/untitled_5192.htm العلاقة بين سكان مصر وعرب الجزيرة العربية قبل غزو مصر

http://www.coptichistory.org/untitled_5205.htm  من كان بمصر من العرب القريشيين المسلمين الغزاة؟

 

فأتت عند ذلك رسل (تحت المطى) تحمل رسالة من الخليفة .. لا بد قد عاد شكة فى الأمر , خاشياً من الأقدام والمضى فيما عزم عليه , فلم يأخذ الرسالة من الرسول حتى عبر مهبط السيل , الذى ربما كان الحد الفاصل من أرض مصر وفلسطين , وبلغ بسيره الوادى الصغير الذى عند العريش , وهناك أتى له بالكتاب فقرأة , ثم سأل من حوله : " أنحن فى مصر أم فى الشام ؟ " فقيل له : " نحن فى مصر "

تعليق من الموقع : إن هجوم العرب على مصر لم يكن مجرد حكاية أو بروباجاندا أسلامية عن قصة تبين مغامرة عمرو بن العاص ولكن السبب الرئيسى يرجع إلى إخلال المقوقس بإلتزامه بمعاهدة القبط التى أتفق فيها مع عمر بن الخطاب على أن يدفع مبلغ من المال بشرط إلا يهاجم مصر , وهذا النواع من المعاهدات كان سائد فى العصور القديمة , أما عن أرسال عمرو بن العاص فكان شك عمر بن الخطاب نتيجة لأن عثمان بن عفان كان رأيه ألا يدفع بهذه القوات فى يد عمرو بن العاص لأنه مغامر (متهور) كما أن الموقع رأيه أن تأخير عمرو بن العاص فتح الخطاب ليس ألا لأن عمرو بن العاص عرف محتوياته بطريقة أو أخرى فأخر فتحه لحين دخوله مصر

فقرأ على الناس كتاب الخليفة ثم قال : إذاً نسير فى سبيلنا كما يأمرنا أمير المؤمنين , وكان الخليفة يأمره بالرجوع إذا كان بعد فى فلسطين , فإذا كان قد دخل أرض مصر فليسر على بركة الله , ووعده أن يدعوا الله له بالنصر وأن يرسل له الإمداد ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 228 - 230 )

http://www.coptichistory.org/new_page_41.htm

 ***************************************

يناير 640 م - الإستيلاء على بلوز ( الفرما)

وصل العرب إلى مدينة بلوز , وإسمها بالقبطية (برمون) وأطلق عليها العرب أسم العرب الفرما , وذلك فى نهاية سنة 639 م وذلك فى نهاية سنة 639 م , وكانت المدينة قوية بها حصن وبها كثير من ألأثار المصرية والكنائس والأديرة , وكان لها مرفأ متصلاً بالمدينة بخليج يجرى من البحر , وكان متصلاً فرع من النيل أسمه الفرع البلوزى يصل غلى البحر قربها , وكان لها شأن كبير إذ كانت مفتاح التجارة بين مصر والشرق , أستمرت حرب متقطعة بين العرب وبين حامية المدينة مدة شهر أو شهرين , وأستولى عليها العرب بعد قتال عنيف , فهدموا الحصون وأحرقوا السفن وخربوا الكنائس الباقية بها ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص ص 234 & وراجع أيضاً - كامل صالح نخلة ص 65 )

تعليق من الموقع : كما كانت الفرما مفتاح مصر للشرق كانت الأسكندرية مفتاح مصر للتجارة للشمال والغرب  - ومدة مقاومة حامية مدينة الفرما الصغيرة بالمقارنة بأربعة ألاف عربى  يؤكد تماماً أنه كان يمكن دحر الغزاة العرب المسلمين لولا خيانة المقوقس

 وقال المؤرخين المسلمين : " وأقبل عمرو حتى إذا كان بالعريش فكان أول موضع قوتل فيه الفرما ‏:‏ قاتلته الروم قتالًا شديدًا نحوًا من شهر ثم فتح الله على يديه وكان عبد الله بن سعد على ميمنة عمرو منذ خروجه من قيسارية إلى أن فرغ من حربه‏ "   .  ثم تقدم عمرو أيضا لا يدافع إلا بالأمر الخفيف حتى أتى بلبيس فقاتل نحوًا من شهر حتى فتح الله عليه ( راجع : ‏كتاب النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة - جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي )

http://www.coptichistory.org/new_page_44.htm المقاومة الشديدة فى بلبيس

http://www.coptichistory.org/new_page_47.htm أرمانوسة تقاوم فى بيلبيس

بالرغم من أن هذه المناطق تعتبر حاميات قليلة العدد بالنسبة لجيش قوامه أربعة ألاف جندى

****************************************

أوائل مايو 640 م - غارة عمرو الأولى على الفيوم

وكانت ثغور الفيوم ومداخلها قد حرست حراسة حسنة , وأقام الروم ربيئة لهم فى حجر اللاهون .. إجتاز العرب الصحراء وجعلوا يشتاقون ما لاقوا من النعم فأخذوا منها عدداً عظيماً .

وما زالوا كذلك حتى بلغوا مدينة إسمها البهنسا ففتحوها عنوة وقتلوا من وجدوا بها من رجال ونسوة وأطفال , أما مدينة الفيوم فلم يستطيعوا فتحها , وعادوا أدراجهم منحدرين مع النهر ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 254 - 255)

تعليق من الموقع : هاجم العرب مصر وأجتازوا الصحراء بعد أن أستخدموا دليلاً يهوديا  وكادوا يهلكون جوعا لولا أنهم وجدوا أنفسهم على مشارف الفيوم  مع أن أى جيش غزا مصر منذ نشأتها كان من أربعة جهات 1 - عن طريق الطرق البرية الفرما ثم الوجة البحرى من الشرق 2 - الأسكندرية عن طريق البحر 3 - الغرب من طريق القبائل الصحراوية من ليبيا  4 - من الجنوب حيث قام السودان بالأغارة على مصر

ويرجع هجوم العرب الغزاة عن طريق الفيوم هو عدم معرقة عمرو بن العاص بطرق مصر وهذا ينفى تماماً زيارته لها السابقة كما أن المرشد للجيش العربى كان يهودى وكادوا يهلكون فى الصحراء لولا أنه ظهر أمامهم راعياً يرعى قطيع من الأغنام والمواشى فقتلوه وأستولوا على كل قطيعة ثم هاجموا الفيوم والبهنسا  

***********************************

6 يونيو 640 م وصول الإمداد للعرب

وصل الإمداد بقيادة الزبير بن العوام أبن عم النبى وصاحبة وأحد رجال الشورى وأحد رجال السورى الستة , وكان معه أربعة ألاف رجل , ثم جاء فى هقبة كتيبتان كل منهما أربعة ألاف رجل , فكان جميع ما جاء من الأمداد أثنى عشر ألفاً ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 156 )

منتصف يوليو 640 م - عين شمس وموقعة أم دينين

تجمعت جيوش العرب عند هليوبوليس , وكانوا يسمونها عين شمس وأسمها بالقبطية أون , وكانت معروفة بعظمة آثارها , ومركزها العلمى , ومما يذكر أن أفلاطون كان يتلقى فيها العلم ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 258)

وأعد العرب كمينين لجيش الروم , وأمروهما عمرو أن يهبطا على جانب جيش الروم ومؤخرته إذا ما منحت لهما الفرصة , وحدثت المعركة فى الموضع الذى يسمى اليوم (العباسية ) وأستولى العرب بعد إنتصارهم هذا على حصن أم دينين ( بين عابدين والأزبكية ألان) وهرب من كان فيه الروم إلى حصن بابليون أو إلى حصن نقيوس ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 263)

http://www.coptichistory.org/new_page_2782.htm سقوط حصن ام دينين فى يد العرب المسلمين

أواخر يوليو 640 م - الإستيلاء على الفيوم

لما بلغت أنباء نصر العرب إلى الفيوم غادرها من بها من المسالح , فخرج (دومنتيانوس) من المدينة , فى الليل وسار إلى (أبويط) ثم هرب إلى نقيوس , ولما بلغ نبأ هروبه إلى عمرو بن العاص , بعث بكتيبة من جنده عبروا النهر , وفتحوا مدينتى الفيوم وأبويط وأحدثوا فى أهلها مقتلة عظيمة ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 264 )

 

أوائل سبتمبر 640 م - بدء حصار بابليون ( مدة الحصار كانت 7 أشهر)

كان حصنا عظيماً , أسواره كانت بإرتفاع نحو 60 قدماً وسمكها 18 قدماً وبه أربعة أبراج بارزة بينها مسافات غير متساوية , وكان ماء النيل يجرى تحت أسوارة والسفن ترسوا تحتها , وكان به صرحان عظيمان , وكل صرح من هذين الصرحين : دائرياً يبلغ قطره نحو مائة قدم , وكان الصاعد لأعلى الصروح يشرف على منظر عظيم يبلغ مداه : المقطم من الشرق وإلى الجيزة والأهرام وصحراء لوبيا من الغرب وإلى قطع كبيرة من نهر النيل من الشمال والجنوب , وكان الناظر من هناك لا يقف شئ دون بصرة حتى يبلغ مدينة عين شمس ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 270  )

وكانت جزيرة الروضة كذلك ذات حصون مانعة فى ذلك الوقت , وكانت تزيد من قوة حصن بابليون وخطره الحربى لأنها فى وسط النهر تملك زمامه , ويظهر من قول بن دقماق : أن العرب غزوا تلك الجزيرة فى أثناء حصارهم لحصن بابليون فلما خرج الروم من هناك هدم عمروا بعض أسوارها وحصونها ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 272  )

http://www.coptichistory.org/new_page_628.htm سقوط حصن بابليون فى أيدى العرب المسلمين

http://www.coptichistory.org/new_page_1522.htm المقريزى وتاريخ حصن بابليون

http://www.coptichistory.org/new_page_1147.htm حصــــــــــــــــــــــن بابليون الذى يعرف عند المؤرخين المسلمين بأسم قصــــر الشمع

أكتوبر 640 م - معاهدة بابليون الأولى لتسليم حصن بابليون

خرج قيرس المقوقس سراً من حصن بابليون وذهب إلى جزيرة الروضة لمفاوضة العرب , وأرسل من هناك رسلاً إلى عمرو بن العاص , ورد عمرو على المقوقس بقوله : ليس بينى وبينكم إلا إحدى ثلاث خصال :-

1 - إما دخلتم فى الإسلام فكنتم إخواننا وكان لكم ما لنا .

2 - وإن أبيتم فأعطيتم الجزية عن يد وأنتم صاغرون .

3 - وإما إن جاهدناكم بالصبر والقتال , حتى يحكم الله بيننا , وهو أحكم الحاكمين .

وقد كرر عبادة بن الصامت , المتكلم بإسم العرب , كرر هذه الشروط للمقوقس عدة مرات , وإنتهت هذه المقابلة بإختلاف الأراء وعاد العرب إلى الحرب , ولكن الدائرة كانت على الروم , فجعلتهم يفكرون فى العودة للمفاوضة .

عادت المفاوضات مرة أخرى , وكانت الخصلة التى إختارها الروم , هى الجزية والإذعان , فعقد الصلح على أن يبعث به إلى الإمبراطور , فإذا أقرة نفذ , وعندما وصلت أخبار هذه المعاهدة إلى هرقل أرسل إلى المقوقس يأمره أن يأتى إليه على عجل . ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 284 )

( تعليق من الموقع : كانت معاهدة الصلح التى قرر فيها صفرونيس تسليم أورشليم أكثر كرامة من تسليم مصر كلها للعرب المسلمين وذلك لوجود خائن داهية الذى هو المقوقس فقد أشترط صفرونيوس حضور عمر بن الخطاب إلى أورشليم لتوقيع المعاهدة , وكان عمر بن الخطاب هو أول خليفة يخرج من العربية لهذا الأمر خصيصاً )

http://www.coptichistory.org/new_page_2783.htm المؤرخ أبن عبد الحكم يسرد الاراء المختلفة لسقوط حصن بابليون

 

منتصف نوفمبر 640 م - هرقل يستدعى المقوقس إلى القسطنطينية

وصل المقوقس إلى القسطنطينية , بعد أستدعاء الإمبراطور هرقل , وحاول أن يدافع عن نفسه أمام الأمبراطور بكلام لم يقتنع به هرقل , وغضب عليه وأتهمه بأنه خان الدولة وتخلى عنها للعرب , ونعته بالجبن والكفر وأسلمه إلى حاكم المدينة , فشهر به وأوقع به المهانة ثم نفاه من بلاده طريداً , وكان المقوقس يرى أن العرب هم قوم الموت .. وأن الله أخرجهم لخراب الأرض ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 286 )

http://www.coptichistory.org/new_page_2789.htm محادثات تسليم مصر بين المقوقس وعمرو بن العاص والتى رفضها الأمبراطور البيزنطى هرقل - المؤرخ المسلم أبن عبد الحكم يقول أن المقوقس قال : لقد أخرجهم الله لخراب الأرض

قرب نهاية عام 640 م عودة القتال بين العرب والروم على أرض مصر

بعد رفض هرقل لمعاهدة المقوقس , عاد القتال بين العرب والروم حول حصن بابليون , إلى أن وصلت ألأخبار بموت هرقل ,

http://www.coptichistory.org/new_page_1522.htm حصن بابليون

11 فبراير 641 م - صراع على العرش البيزنطى أضاع الأمبراطورية البيزنطية

توفى هرقل بعد أن حكم إحدى وثلاثين سنة , وبلغ من العمر 66 عاماً , وكانت وفاته قبل فتح حصن بابليون بشهرين تقريباً , وبعد وفاته تولى الأمر بعدة بعهد منه ولده قسطنطين أبن زوجته الشرعية أدوقية , ولكن كان له أبن غير شرعى من زوجة أخرى أسمها مرتينة (أبنه أخته) سمت الأمبراطور قسطنطين أبن هرقل الشرعى  بمؤامرة مع الجيش ونصبت هرقلوناس أبنها الغير شرعى مما أضعف روح القتال فى الجيش البيزنطى .

إبريل 641 م - تسليم حصن بابليون للعرب

كان لموت هرقل أثراً سيئاً على جنود حصن بابليون , ومن ناحية أخرى أخذ المقوقس فى تثبيط همة وشجاعة جنود الروم , فعرض قائدة (جورج) أن يسلم الحصن للعرب على أن يأمن كل من كان هناك من الجنود على أنفسهم , فقبل عمرو الصلح , وكتب عهد الصلح (بين جورج وعمرو) على أن يخرج جند الروم من الحصن فى ثلاثة أيام , فينزلوا بالنهر ويحملوا ما يلزم لهم من القوت لبضعة أيام , وأما الحصن وما فيه من ذخائر وألات حرب فيأخذها العرب , ويدفع أهل المدينة للمسلمين الجزية , وكانت مدة الحصار سبعة أشهر ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 299 )

http://www.coptichistory.org/new_page_1161.htm المقوقس يسلم مصر للعرب بالرغم من عدم موافقة هرقل

ان يوم 9 ابريل سنة 641 م عام 20 هـ  ففى هذا اليوم انتهى الحصار الذى ضربه على ( حصن بابليون ) لمدة سبعة أشهر

 وبعدها ركب عمرو بخيلة عبر الصحراء يريد الاسكندرية فالتحم مع الروم فى ترنوط التى تسمى الان ( الطرانة ) احدى قرى مركز حوش عيسى حاليا فانتصر عليهم وكان بها حصن منيع واقام عمرو بن العاص بها بضعة ايام حتى تشتت شمل السفن الرومانية وتقهقر القائد الرومانى ( تيودور ) الى الاسكندرية فبعث اليه القائد عمرو

13 مايو 641 م - إستيلاء العرب على نقيوس وما حولها

مدينة نقيوس , كائنة على فرع رشيد فى الشمال الغربى من منوف ( قرية أبشادى وزاوية رزين الآن ) وكانت مدينة عظيمة حصينة حافلة بالآثار المصرية , وكانت مركز لأسقفية كبيرة , وأشهر أساقفتها يوحنا النقيوسى , الذى عاصر الفتح العربى وكتب تاريخه المشهور ( كامل صالح نخلة ص 87)

وأستطاع العرب أن يقتحموا الحصن والمدينة , بعد هروب قائد حاميتها الرومانى ( دومنتياس ) الذى لاذ بالفرار إلى الأسكندرية , ودخلوا المدينة وأوقعوا بأهلها وقعة عظيمة , وقال يوحنا النقيوسى : " فقتلوا كل من فى الطريق من أهلها , ولم ينج من دخل الكنائس لائذاً , ولم يدعوا رجلاً ولا أمرأة ولا طفلاً , ثم أنتشروا فيما حول نقيوس من البلاد فنهبوا فيها وقتلوا كل من وجدوه بها , فلما دخلوا مدينة صوونا , وجدوا بها أسكوتاوس ) وعائلته , وكان يمت بالقرابة إلى القائد تيودور وكان مختبئاً فى حائط كرم مع أهله , فوضعوا السيف فيهم فلم يبقوا منهم أحد "

ولكن يجدر بنا أن نسدل الستار على ما كان , لإغنه لا يتيسر لنا أن نسرد كل ما كان من المسلمين من مظالم بعد أن أخذوا جزيرة نقيوس فى يوم الأحد وهو 18 من شهر (جنبوت) فى السنة 15 من سنى الدورة ويقع ذلك التاريخ فى اليوم 13 من مايو 641 م

ويقول بتلر ص 311 و 312 : " وقد أثبتنا هنا نص قول الأسقف القبطى لأنه يدل على ما كان عليه القبط من قلة حب للعرب الفاتحين , ولكن نظهر أنهم ما كان لهم أن يحبوهم , وقد كان منهم ما كان , وقد كانت نقيوس معقلاً من معاقل الدين القبطى ولا شك أن الناس كانوا مع ما نزل بهم من أضطهاد لا يزالون على عقيدتهم يضمرونها فى قلوبهم , ولو أظهروا الخروج منها تقية لما نالهم من عسف قيرس (المقوقس) , وكان العرب فى وقعتهم لم يفرقوا بين قبطى ورومى , وليس فيما وصلنا من أخبار .. مر العرب بمدينة قديمة معروفة بأسم طرنوتى , أو كما يسميها العرب الطرانة , وحدثت هناك موقعة لإنهزم فيها الروم وواصل عمرو سيره إلى نقيوس ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 310 )

 

خربة وردان

وفى مواصلة طريقهم إلى نقيوس , مر العرب بقرية صغيرة على الجانب الغربى للنيل تعرف اليوم بـ خربة وردان , ويذكر بتلر فى هامش ص 309 نقلاً عن المقريزى قصة هذه القرية فيقول : " وكان عمرو حين توجه إلى الأسكندرية خرب القرية التى تعرف اليوم بخربة وردان وأختلف علينا السبب التى خربت لأجله , فحدثنا سعيد بن عفير أن عمر لما توجه إلى نقيوس عدل وردان لقضاء حاجته فإختطفه أهل الخربة فغيبوه , فتفقده عمرو وسأل عنه وقفا أثره فوجده فى بعض دورهم فأمر بإخرابها وإخراجهم منها , وقيل أن أهل الخربة رهباناً كلهم فغدروا بقوم من صحابة عمرو , ووجه إليهم وردان فقتلهم وخربها , فهى خراب إلى هذا اليوم .

معركة كوم شريك  

بن العاص احد قواده ويدعى شريك بن سمى بن عبد يغوت بن جزء المرادى وهو من صحابة رسول الله ( ص ) - ليقضى على فلول الجيش الرومانى المهزوم فادركه الروم عند قرية تقع فى شمال الطيرية فقاتلهم فاعتصم بمنطقة تسمى ( الكوم ) حتى ادركتة الامدادات التى ارسلها له عمرو مع احد قواده ويدعى ( مالك بن ناعمة الصدفى ) الذى انقض على الروم بفرسه من اعلى الكوم وواقعهم فلم يستطيعوا تضييق الخناق على القائد المسلم فسميت تلك المنطقة باسم كوم شريك نسبة الى ( شريك ) الفارس العربى المسلم ثم سار عمر بن العاص بعد ذلك بمحاذاة الترعة التى تلى الصحراء فى اتجاه الشمال الغربى حتى وصل الى الدلنجات ومضى فى طريقه حتى اعترضت حامية الروم عند ( سنطيس ) وهى فى جنوب دمنهور بسبعة كيلو مترات وهناك دارت المعركة وانتصر المسلمون ولاذ الروم بالفرار

معركة كريون

وبعد مذبحة نقيوس والإستيلاء عليها , اتجه الى الاسكندرية وقطع مسافة عشرين ميلا حتى بلغ ( حصن الكريون ) ( والكريون مدينة بالقرب من قرية معمل الزجاج بكفرالدوار ) , واصل العرب سيرهم إلى مدينة كريون وهى آخر سلسلة من الحصون بين حصن بابليون والأسكندرية , وكان لها شأن عظيم فى تجارة القمح ( كاننت نقيوس مركز تجميع محصول القمح من سائر بلاد مصر وبها كانت صوامع ضخمة لتخزينه وكثير من أديرة الأروام الغنية إستعداداً لنقلها إلى الأسكندرية فى طريقها إلى القسطنطينية أو العالم الغربى للتجارة عن طريق البحر الأبيض المتوسط ) سوى ما كان لها من خطر عظيم فى الحرب , إذ كانت تشرف على الترعة التى عليها جل إعتماد الإسكندرية فى طعامها وشرابها , ولكن حصونها لم تكن من المنعة على مثل ما كان عليه حصن بابليون ولا حصن نقيوس , وحدث هناك قتال عنيف , ولم تكن تكن تلك الوقعة قتال يوم أنجلى عن مصير كريون , بل كان قتالاً شديداً أستمر بضعة عشر يوماً .

ويلوح لنا أن تلك الواقعة لم تكن نصراً لأحدى الطائفتين بل تساوت الكفتان , ولكن مؤرخى العرب يقولون أنها كانت نصراً عظيماً للمسلمين , وبفتح العرب لكريون , خلا أمامهم الطريق إلى الإسكندرية , وكان عند جيش عمرو 20 ألفاً غير الحاميات التى تركها فى بابليون ونقيوس وغيرها .  ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 316 و 317 ) ولكن فيما يبدوا أنه انكشف لهم الطريق إلى الإسكندرية

25 مايو 641 م - موت الأمبراطور قسطنطين أبن هرقل الشرعى

بعد موت هرقل فى 11 فبراير 641 م كان قد تولى الملك بعده ولداه وهما : قسطنطين , أبنه من زوجته أدوقية , وهرقلوناس أبنه من زوجتى الغير شرعية مرتينة - كان قسطنطين قد قام بإعداد العدة لجيش وتجهيزة لأرجاع ما فقدته الأمبراطورية من أراضى , وأعد سفن لأرسالها إلى مصر , وما كاد يعد كل ذلك , حتى مرض ومات فى 25 مايو 641 م بعد أن حكم مائة يوم فقط ( وردد المؤرخين أنه كانت هناك مؤامرة بين مرتينة وأقواد الجيش حتى يجلس أبنها هرقلوناس على كرسى العرش البيزنطى , فقد خافت أن ينتصر البيزنطين على العرب فيقوى قسطنطين ويصبح أمبراطوراً قوياً مثل أبيه خاصه أن هرقل كان يدربه على إمساك زمام الحكم بعد وفاته ) وعندما جلس هرقلوناس على كرسى العرش البيزنطى سار على خطة مخالفة لخطة قسطنطين فأطلق سراح الخائن المقوقس وأرجعه إلى مصر على أن يصالح العرب فى الإسكندرية . 

آخر يونية 641 م الهجوم على الأسكندرية

سار عمرو بن العاص بجيشة متجهاً إلى الأسكندرية من ناحية الجنوب الشرقى للمدينة , وكانت الإسكندرية ( كما وصفها بتلر ص 317 ) ذات عظمة بارعة نادرة تتجلى لمن يسيرون بين الحدائق وحوائط الكروم والأديرة الكثيرة بأرباضها , فقد كانت الأسكندرية حتى القرن السابع أجمل مدائن العالم وأبهتها , فلم تبدع يد البناء قبلها ولا بعدها شيئاً يعدلها , إلا روما وقرطاجنة القديمتين .

وكانت الأسوار منيعة تحميها إلات المنجنيق القوية , ولم تكن للعرب خبرة فى فنون الحصار وحربه , وعندما حمل عمرو بن العاص بجيشة أول مقدمة على أسوار المدينة , كانت حملة طائشة غير موفقة , فرمت مجانيق الروم من فوق الأسوار على جنده وابلاً من الحجارة العظيمة , فإرتدوا وبعدوا عن مدى رميها , ولم يجرؤا بعد ذلك على أن يتعرضوا لقذائفها , وقنع المسلمون أن يجعلوا عسكرهم بعيداً عن منالها , وأنتظروا أن يتجرأ عدوهم ويحمله التهور على الخروج إليهم .

ولم يكن حصار الأسكندرية بالمعنى الصحيح , فقد كان البحر مفتوح لهم يحمى المدينة من جهة الشمال , وكانت الترعة وبحيرة مريوط تحميانها من الجنوب  , وكان إلى الغرب ترعة ( الثعبان ) فلم يبق من فرج إلا شرقها وجنوبها الشرقى , ولم يستطع المحاصرون أن يقتربوا من الأسوار من ذلك الفرج , وقد تأكد عمروا انه لن يستطيع غزوها بالهجوم .

وكان الروم قد هاجروا من حول الأسكندرية , فصارت قصورهم البديعة ومنازلهم الجليلة فيما وراء الأسوار فيئاً للعرب , فغنموا منها غنيمة عظيمة , وهدموا كثيراً منها ليأخذوا خشبها وما فيها من حديد , وأرسلوا ذلك فى سفن بالنيل إلى حصن بابليون كى يقيموا به جسراً ليعبروا عليه إلى مدينة لم يستطيعوا من قبل أن يعبروا إليها  ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص321 )

مضى عند ذلك أكثر شهر يونيو , ولم يكن عمرو بالرجل الذى يخادع نفسه عن المدينة ويعلل لنفسه بإستطاعة فتحها عنوة , فقد علم حق العلم أنه لن يستطيع أخذها بالهجوم , وإنما كان واثقاً من شئ واحد , وهو أن أصحابه إذا خرج لهم العدو وناجزهم بالقتال , صبروا وثبتوا وغلبوه , وعلى ذلك عول على أن يخلف فى معسكرة جيشاً كافياً للرباط , وأن يسير هو مع من بقى من الجنود , فيضرب بهم فى بلاد مصر السفلى ( مدن الدلتا / الوجه البحرى )  ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 320 )

سار عمرو بن العاص بمجموعة من جنودة إلى كريون ومن ثم إلى دمنهور ( سميت دمنهور " دم , نهور " لأن الدم صار نهورا فيها) ثم سار إلى الشرق بجوس خلال الإقليم الذى يعرف اليوم بإسم الغربية ,

http://www.coptichistory.org/new_page_1536.htm المقريزى يصف الهجوم العربى فى الوجه البحرى والأسكندرية

http://www.coptichistory.org/new_page_49.htm إحتلال العرب للمرة الأولى - الهجوم على الوجه البحرى - إحتلال العرب للمرة الثانية

 http://www.coptichistory.org/new_page_2792.htm أبن عبد الحكم وغزو الأسكندرية والمعارك التى خاضتها القرى ضد الغزاة العرب المسلمين - معركة ترنوط - معركة كوم شريك - معركة بسلطيس - معركة الكريون - عمرو يصلى صلاة الخوف - أنسحاب الروم وتجمعهم بالأسكندرية - قرية بلهيب تقاتل العرب المسلمين - قرية خيس تقاتل العرب المسلمين - قرى سلطيس ومصيل وقرطسا وسخا تقاتل العرب المسلمين سبى الأقباط من النساء والأطفال يبلغ اولهم المدينة - قرى أم دنين وبلهيب لها عهود مع العرب الغزاة

وأبرم عقد الصلح مع المقوس كبير الأقباط والحاكم العام باسم الروم فى الاسكندرية وقتذاك وجعل عمرو القائد المسلم وردان واليا على الاسكندرية ثم سار عمرو من الكريون نحو الشرق على ضفاف النيل ( فى الحوف الغربى ) وهو الاسم الذى اطلقه العرب على اقليم البحيرة .

 سخا هى ثانى مدينة لم يستطع العرب الإستيلاء عليها بعد الإسكندرية

حتى بلغ ( سخا ) وكان ذلك الموضع إلى شمال المدينة الحديثة (طنطا) على نحو أثنى عشر ميلاً منها وهو قصبة الإقليم وكان موضعاً حصيناً , ولم يفلح عمرو فى تحقيق ما كلن يريده من النزول على تلك المدينة بغتة وأخذها على غرة , ورأى العرب أنفسهم مرة أخرى وقد عجزوا عن أخذ مدينة تحيط بها الأسوار وتكتنفها المياة , فساروا نحو الجنوب ولعلهم أتبعوا ( بحر النظام ) حتى بلغوا ( طوخ ) وهى على بعد حوالى ستة أميال من الشمال الغربى من موضع طنطا .

ومن طوخ ساروا إلى ( دمسيس ) وقد أرتدوا كذلك عم هاتين المدينتين القريتين , ولم يستطيعوا فتحهما , ولم يجد أهليمها مشقة فى صد العرب .

ويرد مع هذه الأخبار ذكر غزوه للقرى التى على فرع النيل الشرقى , قيل أن العرب قد بلغوا فيها مدينة دمياط , ولعل تلك الغزوة كانت على يد سرية عمرو فى هذا الوقت نفسه , ولم يكن من أمرها غير إحراق المزارع , وقد أوشكت أن ينضج ثمرها فلم تفتح شيئاً من المدائن فى مصر السفلى .

ولنذكر أن العرب قضوا فى عملهم فى هذا الإقليم 12 شهراً إلى ذلك الوقت , وبعد ذلك الغزوات التى أوقع فيها عمرو بالبلاد وغنم منها عاد إلى حصن بابليون ومن معه دون أن يجنى فائدة كبيرة .

وإن لنا لدلالة فى غزواته تلك فى مصر السفلى , وما لاقاه فيها من القتال فى مواضع كثيرة , وعجزه فى كل ما حوله من الفتح فى بلاد الشمال القصوى , فإن ذلك يزيدنا برهاناً على تحت أيدينا من البراهين على فساد رأيين يذهب إليهما الناس : أولهما : أن مصر أذعنت للعرب بغير أن تقاتل أو تدافع , وثانيهما أن المصريين رحبوا بالفاتحين ورأوا فيهم الخلاص والنجاة مما هم فيه ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 322 و 323 )

14 سبتمبر 641 م - عودة قيرس المقوقس إلى مصر

أعاد الأمبراطور الجديد هرقلوناس المقوقس من منفاه (كان هرقل قد نفاه لخيانته) إلى الإسكندرية وأباح له ان يصالح العرب .

8 نوفمبر 641 م سنة 25هـ- إنقسام داخلى بين شعب الإسكندرية ( الأخضر والأزرق) - كتابة عقد تسليم الإسكندرية

كان كبار الروم فى الإسكندرية أحزاباً وشيعاً , تباعد بينهم العقيدة الخلقيدونية ويغرى بينهم التحاسد , وكان حرص كل من الحزبين الحزب الأخضر والحزب الأزرق على القتال فيما بينهم , أعظم من حرصهم على حرب العدو الرابض عند أبواب مدينتهم ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 33 )

وأما ما كان يجول فى قرارة المقوقس من مختلف النزعات فأمر لا يصل إليه الحدث , ولا يبلغه التصور , فقد طمع فى أن يثيبه المسلمون على مساعدته لهم بأن يبسطوا يده على الكنيسة القبطية فى مصر , ويكون عند ذلك فى سلطانه الدينى بالإسكندرية ويقيمه على أطلال الدولة بعد خرابها , ولسنا نجد رأياً آخر أكثر ملائمة لما بدا منه , فهو خير رأى نستطيع به ان ندرك ما كان بينه وبين عمرو من صلات خفية , وما قارفه من خيانة دولته الرومانية , فلنصفة بأنه خائناً للدولة فى ما توهمه صلاحاً للكنيسة . ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 331 )

وكان عمرو قد عاد إلى بابليون بعد أن فتح بلاد الصعيد , أو على الأقل بلاد مصر الوسطى , كى ما يستريح بأصحابه فى أوان فيضان النيل , وفيما كان هناك فى الحصن وافاه المقوقس , وقد جاءه يحمل عقد الأذعان والتسليم , فرحب به عمرو وأكرم وفادته .

وكتب عقد الصلح وتسليم الأسكندرية يوم 8 نوفمبر 641 م وأهم شروطة :-

1 - أن يدفع الجزية كل من دخل فى العقد .

2 - أن تعقد هدنة لنحو أحد عشر شهراً تنتهى فى أول شهر بابة القبطى , الموافق 28 من شهر سبتمبر من سنة 642 م .

3 - أن يبقى العرب فى مواضعهم فى مدة هذه الهدنة على أن يعتزلوا , وحدهم ولا يسعوا أى سعى لقتال الأسكندرية , وأن يكف الروم عن القتال .

4 - أن ترحل مسلحة الأسكندرية فى البحر ويحمل جنودها معهم متاعهم وأموالهم جميعها , على من أراد الرحيل من جانب البر فله أن يفعل , على أن يدفع كل شهر جزاء معلوماً ما بقى فى أرض مصر فى رحلته .

5 - أن لا يعود جيش الروم إلى مصر أو يسعى لردها .

6 - أن يكف المسلمون عن الأستيلاء على الكنائس ( وهدمها) ولا يتدخلوا فى أمورهم أى تدخل .

7 - أن يباح لليهود الإقامة فى الإسكندرية .

8 - أن يبعث الروم رهائن من قبلهم , مائة وخمسين من جنودهم وخمسين من غير الجند ضماناً لتنفيذ العقد ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 343 )

وقع عهد الصلح فى بابليون فى يوم الخميس 8 نوفمبر 641 م وكان لا بد من أقرارة من أمبراطور الروم , كما كان لا بد له من إقرارة خليفة المسلمين / عمر بن الخطاب فأوفد عمرو بن العاص معاوية بن حذيج الكندى , وأمره أن يحمل أنباء ما حدث إلى عمر بن الخطاب الخليفة فى مكة , وكان فى مدة الهدنة , وهى إحدى عشر شهراً , متسع من الوقت يكفى لذلك وما يلزم من الرسوم , ثم عاد قيرس (المقوقس) مسرعاً إلى الإسكندرية يحمل معه كتاب الصلح .

أرسلت الرسائل إلى الإمبراطور هرفلوناس تفضى إليه بشروط الصلح , وطلب منه المقوقس أن يقرها , ثم دعا المقوقس كبار قواد الجيش وعظماء رجال الدولة , وأخذ يسهب فى ذكر الضرورة التى أستوجبت عقده , وما فيه من مزايا , فما زال حتى فاز بما أراد من حمل سامعيه على الإيمان بقوله , ولكن كان فوزاً ما أشأمة . ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 353 )

ويقول بتلر ص 358 : " فمن ذلك نرى أن ذلك الصلح الذى عقدة قيرس ( المقوقس) لم تكن ثمة ضرورة فى الحرب تدعوا إليه , ما دامت أساطيل الروم تسيطر على البحر , والعرب بعد أبعد الناس عنه , لا يمر بخاطرهم أن يتخذوا فيه قوة وكانت الأسكندرية تتحمل وبمكن أن تصبر على القتال مدة سنتين أو حتى ثلاثة خاصة أن البحر مفتوح أمامهم , ريثما يلى الأمر حاكم صلب القناة , فإذا ما كان ذلك , لم يكن من المستبعد أن تعود مصر إلى الروم . ... ولكن قيرس (المقوقس) أسلمها للعدو خفية وعفوا بغير أن تدعوه إلى ذلك ضرورة , وإننا لا نكاد نعرف فى تاريخ الأسكندرية أنها أخذت مرة عنوة بغير أن يكون أخذها بخيانة من داخلها " وقد خابت آمال أهل الإسكندرية بعد ذلك , بهذا الفتح ما كان أمرها .

10 ديسمبر 641 م - أداء القسط الأول من جزية الأسكندرية للعرب

لم يستطع المقوقس أن يبقى خطته فى ستر الخفاء بعد ذلك طويلاً , فقد علم أهل الأسكندرية بالأمر بغتة , فقد فاجأهم طلوع فئة من العرب على المدينة , وما كان أشد عجبهم ودهشتهم مما علموا , إذ عرفوا عند ذلك لم يأتى ليقاتلهم بل أتى ليحمل الجزية التى أتفق عليها قيرس المقوقس فى عقد الصلح الذى طلبه وكتبه معهم عى تسليم المدينة , فهاج الناس وثار ثائرهم لما سمعوا , وذهبوا غير مصدقين حتى أتوا قصر البطريق , وكان الخطر فى تلك اللحظة محدقاً بحياته , إذ تهافت عليه الناس يريدون أن يحصوه (رجمه) .

ولكنه أستطاع بما أوتى من بلاغة وفصاحة على تخفيف جنايته , وتهوين خيانته , فى مقالته التى قالها للناس , وجعل يبرر ما كان منه قائلاً : " إنه إنما إضطر إلى ركوب الصعب إضطراراً إذ لم يكن بد منه , وما قصد إلا مصلحة قومه وفائدة أبنائهم , وأن الصلح حقن دمائهم وأمنهم على نفسهم وأموالهم وديانتهم , ومن أراد أن يعيش فى أرض مسيحية كان له الخيار فى ترك الأسكندرية , وما كان أمر الخيار بين الهجرة من الأسكندرية وبين ألأذعان للمسلمين بالأمر الهين , وبكى المقوقس وهو يطلب من الناس أن يصدقوا أنه بذل جهده فى امرهم وأن عليهم ان يرضوا بالصلح   فلم يتمالك البطريرك ( الروم حيث أن بطريرك الأقباط كان هارباً فى القصر بصعيد مصر )  ومن معه إلا أن يرضوا

بهذا أستطاع قيرس المقوقس مرة أخرى أن يفوز برأيه المشؤوم , وأخذ الناس يجمعون قسط الجزية التى فرضت عليهم , ووضعوا المال فى سفينة خرجت من الباب الجنوبى الذى تدخل منه الترعة , وذهب به المقوقس  بنفسه ليحمله إلى قائد المسلمين  ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 354 )

21 مارس 642 م - موت قيرس المقوقس

فى أواخر أيامه أستولى عليه الهم وغرق فى الحزن , وأجتمعت عليه المخاوف , ففى القسطنطينية بويع لقسطانز وحده بالملك فى أواخر نوفمبر 641 م وأبعد جميع أصدقاء المقوقس , وأعيد إلى السلطة من كان عدواً وشديد العداوة له , وخشى أن يأمر الأمبراطور الجديد بنفيه أو قتله , ورأى الناس قد أنكروا سياسته للدين إنكاراً لا أمل معه فى عودة الرضى عنه ورأى سياسته فى أمور الدنيا وقد اصابها العار ( تعليق من الموقع : رأى المقوقس بعينيه فشل سياسته الدينية بإضطهاد الأقباط وإرغامهم على الإنضمام للكنيسة الملكية للروم برجوع ملايين من الأقباط فى الوجة البحرى الذين انضموا إلى الكنيسة الملكية للروم يرجعون إلى الكنيسة القبطية )

وكان أكثر ما أصابه من حزن كان لرفض العرب شفاعته فى أمر عودة الأقباط الذين كانوا قد لجأوا إلى الإسكندرية , عودتهم إلى قراهم وإلى منازلهم , وذكر ما فعله من ذنوب , وما أصابه من فشل والخذلان , وكان قلبه يؤنبه , وندم على تفريطه فى أمر مصر , وبكى على تضيعه لها . وظلت الأقدار تغمره والهموم تحيط به حتى أصابه داء الدوسنتاريا ومات وقيل أنه أقدم على الأنتحار بمص السم الموجود فى خاتمه وذلك فى يوم أحد السعف , ومات فى يوم الخميس الذى بعده أى يوم 21 مارس 642 م  ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 380 و 381  )

يوليو 642 م - القتال للأستيلاء على مدن شمال الدلتا

قاومت مدن شمال الدلتا الغزو العربى مثل : أخنا ( ادكو حاليا ) , رشيد , البرلس , دمياط , خيس , بلهيب , سخا , سلطيس , فرطسا , تنيس , شطا وغيرها , قاومت هذه المدن الغزو العربى مقاومة شديدة . وفد ضرب الحصار حولها حتى اضطرت الى التسليم وتم الصلح كما تم مع قزماس حاكم رشيد وحنا حاكم البراس حتى وصل المسلمون الى دمياط وبهذا تمت لهم السيطرة على منافذ النيل .

ويذكر بتلر ص 377 : أن مقاومة المصريين للعرب أستطال أمرها فى بلاد مصر السفلى , وظلت إلى ما بعد فتح الأسكندرية , وإذا ذكر أن أهل تنيس وما يليها من البلاد الواقعة فى أقليم تلك البحيرة كانوا من القبط الخلص (أى أنهم لم يختلطوا بالروم أو تزاوجوا منهم ) تنبض قلوبهم بما تنبض به قلوب القبط , عرفنا أن وقوع تلك الواقعة فى ذلك الوقت , دليل جديد على فساد رأيين طالما خدعا الناس وتقادم عليهما الدهر وهما يكفران الحقيقة , وهناك آراء أطلقتها البروباجاندا الإسلامية وهى : أن مصر سلمت للعرب بغير قتال , أن الأقباط  طلبوا من العرب غزو مصر , أن القبط بمجرد رؤيتهم للعرب رحبوا بهم ورأوا فيهم الخلاص مما كانوا فيه .

ولقد كانت خيانة المقوقس للأسكندرية , سبباً فى القضاء على مقاومة المسيحيين فى البلاد السابقة للغزو العربى لمصر ولكن ظلت الثورات مشتعله تخبوا أحيانا وتتوهج أحيانا أخرى ما يقرب من 200 سنة وحتى العصر الأيوبى , وما يدل على شجاعة فلاحين مصر وأقباطها الغير متدربين على القتال والحرب بجانب القرى السابقة فى الوجه البحرى أن مصر السفلى والعليا ظلت تقاوم الغزاة سنة اخرى , وفى هذا يظهر أن الغزو العربى لمصر لم يكن سهلاً فقد أستقدموا 20 ألف جندى عربى لغزو مصر فى الوقت أن أى جيش غزا مصر قبلهم كان عدد أفرادهم 35000 جندى , وكان الحفاظ على الدين المسيحى هو السبب فى دفاع القباط عن دينهم ووطنهم , وأختفت هذه الأحداث من كتب المؤرخين عقوداً طويلة من الزمن حتى ظهرت مؤخراً بعد قتح الكتب الإسلامية التاريخية وكتب الغربيين وغيرها

وكانت الأسكندرية قد ازدحمت بمن لجأ إليها من جميع أنحاء مصر , خوفاً على أنفسهم من مداهمة العرب لمدنهم وقراهم , التى لم تكن بمثل حصانة الأسكندرية ومنعتها .

ولما عقدت تسليم الأسكندرية بين المقوقس والعرب , كان من شروطها أن جنود الروم ومن حل بالأسكندرية من الرومان لهم الخيار إذا شائوا جلوا عنها بحراً أو براً , وأما القبط فلم يذكروا فيه بشئ , فلما رأى اللاجئون بالأسكندرية أن السفن تحمل كل يوم طوائف من الناس إلى قيرص ورودس وبيزنطة , قلقوا وحنوا إلى الرجوع إلى قراهم فذهبوا إلى المقوقس وطلبوا إليه أن يكلم لهم عمراً فى ذلك وكانوا يعرفون صلته القوية بالقائد العربى , ولكن الظاهر أن عمرو لم يسمح لهم بالعودة إلى بيوتهم وأملاكهم , ولا عجب فى أن يخيب سعى البطريرك فى هذا المر , إذا عرفنا أن طلبه هذا كان قبل شهر مارس إذ كانت الحرب لا تزال دائرة فى بعض قرى مصر السفلى , وكان معظم اللاجئين من مصر السفلى , فلو أبيح لهم الرجوع إلى قراهم لما امن أن يقاتلوا جنود المسلمين أنفسهم , أو أن يمدوا المدائن التى كانت لا تزال مصرة على القتال ولم يستولى عليها المسلمون بعد . غير ان قيرس آلمه ألا يجيبه عمرو غلى طلبه , وكان ألمه شديداً فقد كان يطمع فى أن يستميل إليه بعض القبط , لعله كان يرمى من وراء ذلك إلى أن ينسيهم من حقدهم عليه فكان هذا الرفض الذى رفضه عمرو لطلبه ضربة شديدة أصابت سياسته فى هذا الشأن ( حيث أنه كان يطمع ان يتولى حكم مصر تحت الحكم العربى الإسلامى )  ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 379 )

تعليق من الموقع : ويمكننا إستنتاج من عدم موافقة عمرو بن العاص برجوع الأقباط اللاجئين إلى الإسكندرية أنه كانت هناك مقاومة شرسة للعرب الغزاة عند إحتلالهم قراهم بدليل إبادة قرى باكملها .

17 سبتمبر 642 م - جلاء الروم الأول عن الأسكندرية

كان يقوم على ترحيل جنود الروم من الأسكندرية ومن بلاد مصر السفلى , إثنان من القادة هما تيودور الذى أصبح حاكماً لمصر بعد المقوقس , وقسطنطين الذى أصبح القائد الأعلى لجيش الروم بعد تيودور .

وفى 17 سبتمبر 642 م : كانت حوالى مائة سفينة من أسطول لاروم تحل قلاعها وترفع مراسيها وتسير راحلة إلى قبرص بمن كان عليها من فلول الروم الذين كان يقدر عددهم بنحو 30 ألف جندى (أنسحبوا أمام 20 الف جندى عربى مسلم ) يحملون معهم متاعهم ويرفرف عليهم الأسى .

29 سبتمبر 642 م - العرب يدخلون الإسكندرية لأول مرة

بعد رحيل جنود الرومان , وإنتهاء مدة الهدنة 11 عشر شهراً , التى حددتها معاهدة تسليم المدينة بين المقوقس وعمرو , فتحت أبواب الإسكندرية ليدخلها العرب لأول مرة .

شتاء 642 - 643 م - غزوة العرب الأولى إلى ليبيا (بنتابوليس)

سار عمرو حتى بلغ برقة , والظاهر أنها سلمت للعرب صلحاً , على أن تدفع 13 ألف دينار جزية كل عام , وجاء فى شروط الصلح شرطان عجيبان : -

1 - أبيح لأهل برقة أن يبيعوا أبنائهم ليأتوا بالجزية المفروضة (أن يستبدلوا أولادهم بدل الجزية )

2 - كان عليهم أن يحملوا الجزية إلى مصر حتى لا يدخل جباة الجزية لأراضيهم ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 445 )

ثم سار عمرو إلى طرابلس وكانت أمنع حصوناً وأعز جيشاً وكانت بها قوة مسلحة كبيرة من الروم , صبرت على الحصار بضعة أسابيع , ولكن لما لم يأتها أى أمداد من البحر, وكاد جيشها يهلك من شدة الجوع , وجهد القتال , وقعت المدينة فى أيدى العرب , فأسرع الجنود الرومان إلى سفنهم , وهربوا عن طريق البحر وسار عمرو بعد ذلك مسرعاً إلى سبرة وطلع على المدينة بغتة , وهاجمها فى أول الصباح , واخذ الناس على غرة , وأخذ المدينة عنوة , واعمل فيها السلب والنهب , ثم عاد بجيشة ومعه عدد عظيم من الأسرى ومقدار كبير من الغنائم إلى مصر , وعاد عمرو إلى حصن بابليون ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 446 ) 

 

خريف 644 م - عودة (ظهور ) البابا بنيامين

كتب عمرو بن العاص (وعد أو عهد أمان ) للبابا بنيامين (بعد 3 - 4 سنين من الغزو العربى) وكان البابا مختفياً فى مكان مجهول لا يعلم به أحداً , وكانت صورة الوعد كما يلى : " أينما كان بطريق القبط بنيامين , نعده الحماية والأمان , وعهد الله , فليأت البطريرك إلى هنا فى أمان وإطمئنان ليلى أمر ديانته ويرعى أهل ملته ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 455 ) 

تعليق من الموقع : وكانت مدة غياب البابا عن إدارة الكرسى المرقسى 13 سنة أو 14 سنة - 10 سنين فى عهد الروم (البيزنطيين) وحكم المقوقس وثلاث أو أربع سنوات بعد الغزو العربى لمصر .

ويذكر هنا بتلر ملاحظة هامة .. فيقول فى ص 457 : " وأنه لمن الجدير بالألتفات أن هذا البطريرك الطريد لم يحمله على الخروج من أختفائة فتح المسلمين لمصر وإستقرار أمرهم فى البلاد , ولا خروج جيوش الروم عنها , وليس أدل من هذا على أفتراء التاريخ على القبط , وإتهامهم كذباً أنهم ساعدوا العرب ورحبوا بهم ورأوا فيهم الخلاص , مع أنهم أعداء بلادهم , ولو صح أن القبط رحبوا بالعرب لكان ذلك عن أمر بطريقهم أو رضائه  , ولو رضى بنيامين بمثل هذه المساعدة وأقرها لما بقى فى منفاه ثلاث سنوات بعد تمام النصر للعرب , ثم لا يعود بعد ذلك من مخبئة إلا بعهد وأمان لا شرط فيه .

ولو لم يكن فى الحوادث دليل على كذب هذه المقولة غير هذا الحادث , لكان برهاناً قوياً , إن لم يكن برهاناً قاطعاً فهو حلقة نضمه إلى سلسلة ما لدينا من الأدلة , وقد أصبحت سلسلة لا يقضى على نقضها شئ .

أكتوبر 644 م - عمر بن الخطاب يولى عبدالله بن أبى سرح جباياً للخراج

كانت العلاقة بين الخليفة عمر بن الخطاب وعمر بن العاص , علاقة متوترة وغير طيبة , وقد كرر أبن الخطاب إرسال خطابات شديدة اللهجة وغير ودية إلى إبن العاص , يؤنبة فيها بشدة , على تأخيرة فى أرسال الخراج , من الأموال والخيرات إلى دار الخلافة بمكة , ويقول أبن الخطاب فى أحد خطاباته : " أما بعد فإنى عجبت من كثرة كتبى إليك فى أبطائك بالخراج ....

ولم أقدمك إلى مصر أجعلها لك طعمة ولا لقومك , ولكنى وجهتك لما رجوت من توفيرك الخراج ومن حسن سياستك , فإذا أتاك كتابى هذا فإحمل الخراج فإنما هو قوت المسلمين وعندى من قد تعلم قوم محصورون والسلام " ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 473 ) 

وكان الخليفة عمر بن الخطاب قد أرسل محمد بن سلمة إلى مصر وأمره أن يجبى ما أستطاع من مال فوق الجزية التى أرسلها عمرو بن العاص من قبل , ثم أرسل بعد ذلك عبدالله بن سعد بن أبى سرح وولاه حكم الصعيد والفيوم وجباية الخراج .

7 نوفمبر 644 م - مقتل الخليفة عمر بن الخطاب ودفنه

كان من آخر ما أتاه عمر بن الخطاب فى حياته , أن قلل من سلطان عمرو بن العاص , وذلك بأن ولى عبدالله بن أبى سرح على الخراج وعمرو بن العاص على الجيش . حتى قال عمرو بن العاص قوله المشهور عن مصر : " أنا كماسك قرون البقرة وآخر يحلبها "

10 نوفمبر 644 م - عثمان بن عفان يتولى الخلافة فى مكة

بويع عثمان بالخلافة فى مكة بعد دفن عمر بن الخطاب بثلاث ليال ( كتاب تاريخ الخلفاء للسيوطى ص 103 )

ويذكر بتلر ص 481 : " أنه عندما تولى عثمان الخلافة , عزل عمرو بن العاص عن ولاية مصر تماماً , وجمع ولايتها جميعها لعبدالله بن أبى سرح , وكان يقيم فى مدينة شطنوة فى أقليم الفيوم , وقد أختلف الآراء فى هذا الوالى الجديد لمصر , فيصفه الطبرى بأنه لم يكن فى وكلاء عثمان أسوأ من عبدالله والى مصر .  وقد ولاة الخليفة عثمان قصداً , لكى يزيد فى جباية الجزية , وقد جعل عبدالله بن أبى سرح , أول همه زيادة الضرائب على أهل الأسكندرية . ( تعليق من الموقع : وهذا ما يفسر أنضمام أهل الأسكندرية إلى قوة الغزو البيزنطية القادمة لأرجاع مصر إلى الأمبراطورية البيزنطية )

وخرج عمرو بن العاص من مصر بعد عزله , وسار إلى المدينة ناقماً على عثمان ( تاريخ الخلفاء للسيوطى )

نهاية سنة 645 م - ثورة الأسكندرية و محاولة غزو مصر بقيادة مانويل

بعث الأمبراطور قسطانز فى القسطنطينية , بأسطول كبير يتكون من حوالى 300 سفينة محملة بالجنود بقيادة مانويل للأستيلاء على الأسكندرية , وكان بالمدينة حوالى ألف جندى من العرب للدفاع عنها , فغلبهم الروم وقتلوهم جميعاً إلا نفراً قليلاً منهم أستطاعوا النجاة , وعادت الأسكندرية بذلك إلى ملك الروم , وكان عمرو عند ذلك فى مكة معزولاً , وقد أضاع الجنود الروم الوقت والفرص كعادتهم , فساروا فى بلاد مصر السفلى يغصبون الأموال والأطعمة من الناس .

 

أخر فصل الربيع 644 م - عودة عمرو بن العاص , وموقعة نقيوس الثانية

لما وصلت أنباء ثورة الأسكندرية , إلى مكة , أمر الخليفة عثمان بأن يعود عمرو بن العاص إلى قيادة جيش العرب فى مصر , وكانت نقيوس وحصن بابليون وغيرها لا تزال باقية فى يد العرب .

ولم يكن من رأى عمرو أن يسرع فى أمره , وهذا غير ما كان يراه خارجه بن حذاقة , الذى كان عند ذلك قائد مسلحة (حامبة / كتيبة ) حصن بابليون , إذ كان يرى أن التأخير ضار بالمسلمين , مصلح لأمر الروم , وأشار على عمرو أن يبادر إلى العدو قبل يأتيه المدد , أو أن يثب أهل مصر جميعاً وينقضوا على العرب , ولكن عمرو كان يرى خلاف ذلك : فقال : " ولا ولكن أدعهم حتى يسيروا إلى فإنهم يصيبون من مرو به , فيخزى الله بعضهم ببعض , وإنه لمن الجدير بالذكر أن قواد العرب فى هذا القوت لم يميزوا بين القبطى والرومى , بل ظنوا أن الفئتين معاً فعمل على قتالهم .

وهذا يدل على أنه لم يكن ثمة ما يدعوهم إلى توقع محبة القبط لهم , ولا حيادهم فى قتال الروم , ولو صح القبط رحبوا بالعرب عند أول مجيئهم إلى مصر ورأوا فيهم الخلاص , لركن قواد العرب فى هذا الوقت إلى ولاء الأقباط ومحبتهم , ولتوقعوا منهم الود والمساعدة . ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 486 ) 

وسار الروم على مهل حتى أستدرجوا إلى نقيوس , وهناك لقيهم طلائع العرب , ولعل جيشهم كان إذ ذاك 15 ألفاً , ودارت معركة حامية بين الطرفين , إنتهت بهزيمة جيش الروم , الذى أنسحب إلى الإسكندرية , وأقفل الروم أبواب المدينة وأستعدوا للحصار .

صيف سنة 646 م - العرب يستولون على الأسكندرية للمرة الثانية

ويقول بتلر فى ص 357 : " إنا لا نكاد نعرف فى تاريخ الأسكندرية , أنها أخذت مرة عنوة , بغير أن يكون أخذها بخيانة من داخلها , فقد قيل إنه كان فى الإسكندرية بواب أسمه ( أبن بسامة ) سأل عمراً أن يؤمنة على نفسه وأهلة وأرضه وأن يفتح له الباب , فأجابه عمرو إلى ذلك , ومهما يكن من أمر , فقد أخذ العرب المدينة عنوة ودخلوها يقتلون , ويغنمون , ويحرقون , حتى ذهب فى الحريق كل ما كان باقياً على مقربة من الباب فى الحى الشرقى , ومن ذلك كنيسة القديس مرقس , وأستمر القتل حتى بلغ وسط المدينة , فأمرهم عمرو برفع أيديهم , وبنى مسجداً فى الموضع الذى أمر فيه برفع السيف , وهو مسجد الرحمة , وقد لاذت طائفة من جند الروم بسفنهم , فهربوا فى البحر , ولكن كثير منهم قتل فى المدينة , وكان منويل من بين من قتل , وأخذ العرب النساء والذرارى فجعلوهم فيئاً ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 488 ) 

وهدم عمرو الأسوار الشرقية حتى سواها بالأرض , وأخذ أسرى من الأسكندرية ومن البلاد المجاورة مثل بلهيب وخيس وسلطيس وقرطسا وسخا , وبعث بهم إلى المدينة ولكن الخليفة عثمان أعادهم إلى ذمة المسلمين على شرط الجزية . ( تعليق من الموقع : مات كثير منهم فى الطريق )

وكان عمرو يريد أن يتخذ الأسكندرية مقراً له , ولكن الخليفة عثمان لم يرض بذلك , كما أباها عليه الخليفة الذى قبله (عمر بن الخطاب ) ولم يبق عمرو فى مصر بعد أستقرار الأمر إلا شهراً واحداً , ثم خرج عنها لـ عبد الله بن سعد . ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 497 ) 

http://www.coptichistory.org/new_page_49.htm  - إحتلال العرب للمرة الثانية

خريف سنة 646 م - إستدعاء عمرو بن العاص إلى مكة

عرض الخليفة عثمان بن عفان على عمرو بن العاص أن يجعله قائد جند مصر , على أن يكون عبدالله بن سعد بن أبى سرح , حاكمها وعاملاً على ولاية خراجها , ولكن عمرو بن العاص رفض , ورد قائلاً : أنا إذن كماسك البقرة بقرنيها وآخر يحلبها , ولكن الخليفة لم يبق عليه إذ فرغ من غرضه منه وقضى به على ثروة مصر , وكان فى حاجة عند ذلك إلى من يستحرج له الأموال من أهلها , فوجد طلبته فى عبدالله بن أبى سرح , وخرج عمرو على ذلك من البلاد ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 500 ) 

3 يناير 662 م وفاة البابا بنيامين

6 يناير 664 م - موت عمرو بن العاص ودفنه فى سفح المقطم , ولكن قبره نسى مكانه ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 505 )  ( تعليق من الموقع : لم يموت عمرو بن العاص موتاً طبيعياً بل قطع معاوية رأسه وألقاها إلى أصحابه أما دفنه فى سفح المقطم فربما نقل أصحابه جثته ودفنوها فى المقطم أو أن قصة موته طبيعياً ودفنه قصة ملفقة )

إنبهار العرب المسلمين من التقدم الصناعى والزراعى والعلمى فى مصر

http://www.coptichistory.org/new_page_1519.htm

****************************************************************************************

المــــــراجع

(1) وطنية الكنيسة القبطية وتاريخها - من بعد ألاباء الرسل حتى عصر الرئيس الراحل السادات ( منذ عام 150 م إلى عام 1981 م - أعداد الراهب القمص أنطونيوس الأنطونى - رقم ألإيداع 9836 / 95 ص 419 - 433

This site was last updated 10/21/11