Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

يوحنا النقيوسى شاهد عيان يسجل فى مخطوطته أحداث الغزو العربى الإسلامى لمصر

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
نظرة الأقباط لهرقل
المقريزى وغزو مصر
فتح مصر عنوة أم صلحاً
المؤرخ البلاذرى وغزو مصر
إهداء أرض مصر
قبائل العرب التى غزت مصر
الجزية ظلماً من الأقباط
كيف سلم المقوقس مصر
يوحنا النيقيوسى وحال الأقباط
Untitled 4495
شروط تسليم مصر
من هو  بن العاص
Untitled 4500
Untitled 4501
Untitled 5203
ثروة عمرو بن العاص
h
مصر بقرة العرب
المقريزى يصف غزو مصر
غزو مصر والمغرب للجعفرى
سير معارك بن العاص لغزو مصر
Untitled 5209
ما كتبه يوحنا النقيوسى بمخطوطته
العاص ينشئ الفسطاط

ما كتبه يوحنا النقيوسى عن الغزو العربى الإسلامى لمصر [ الفصل الخاص بأحداث الفتح / الغزو العربى لمصر بوثيقة  / مخطوطة يوحنا النقيوسى الذى عاصر وشاهد أحداث الغزو وسجلها بصورة مختصرة كما وردت فى رسالة الدكتور عمر صابر من ص 173 ونقلتها الكاتبة الأستاذة سناء المصرى فى كتابها هوامش الفتح العربى - حكايات الدخول

******************************************************************************************************

 سار المسلمون إلى الصحراء ، وأخذوا كثيراً من الخراف والظباء من الجبل ، ولم يعرف أهل مصر هذا ، وعندما ساروا إلى مدينة البهنسا  جاء كل الجنود الذين كانوا عند شاطئ البحر مع يوحنا ، ولم يستطيعوا أن يأتوا فى هذا الوقت إلى مدينة فيوم

وسمع تاودسيوس الحاكم بمجئ الإسماعيليين وكان يسير مكان إلى مكان ليرى ما سيكون من هؤلاء الأعداء ، وجاء هؤلاء الإسماعيليون وقتلوا رئيس الجند والكل من دون رحمة .

وفى الحال فتحو المدينة وكل من جاء إليهم قتلوه ولم يرفقوا بأحد ، لا شيخ ولا طفل ولا إمرأة  وأتوا إلى يوحنا

فأخذ الأفراس وإختبأوا فى الحظائر والمزارع حتى لا يعرفهم مبغضوهم ونهضوا ليلاً وساروا إلى النهر العظيم فى مصر عند أبويط حتى ينجوا ، إن كان هذا من الرب

وأخبر رئيس الغصبة الذى كان مع أرمياس قادة الإسلام بأمر جماعة الروم الذين إختبأوا ، فقبض عليهم وقتلوهم وتناهى عذا الخبر إلى تيودوروس القائد ,أناسطاسيوس ، وكانا بعيدين عن مدينة نقيوس بمقدار إثنى عشر ميلاً فتوجها فى الحال إلى حصن بابليون وبقيا هناك ، وأرسلا لونديوس الحاكم إلى مدينة أبويط ، وكان هو بدين الجسم ليست به قوة ، ولا يعرف شأن الحرب وعندما وصلا جنود مصر وتيودور يقاتلون ألإسلام ، وكل يوم يأتى من مدينة الفيوم ليستولى على المدينة وأخذ نصف الجنود وساروا إلى بابليون ليخبر السادة وسار نصف الجنود مع تيودور ، وبحث تيودور بعناية كبيرة عن جثة يوحنا الذى غرق فى السادة ، بعد حزن شديد أخرجه بشبكة ووضعه فى نعش وأرسله إلى السادة ، فأرسله السادة إلى هرقل . 

ومن بقى فى مصر كان يهتم بأن يتحصن بحصن بابليون ، وكذلك كانوا ينتظرون تيودور الحاكم ليتلاقوا لقتال الإسماعيليين قبل أن يرتفع ماء النهر ويكون وقت الزرع فلا يستطيعون الحرب ، لئلا يتلف زرعهم فيموتوا جوعاً مع صغارهم وحيواناتهم .

الباب السابع والأربعون

وذلك فى أمر وصية الملك .

وكان هناك نزاع كبير بين الرئيس تيودوسيوس وأنسطاسيوس كلاهما إلى مدينة أون ممتطين فرسين مع كثير من المشاة ليحاربوا عمرو بن العاص والإسلام (والمسلمون) لم يكونوا يعرفون مدينة مصر من قبل وتركو المدينة الحصينة وجاءوا إلى مكان يدعى طندونياس وساروا بالسفن فى النهر ، وكان عمرو ذا إهتمام عظيم وكبير ظن فى أن يستولى على مدينة مصر وكان حزين القلب إنفصاله عن جنود الإسلام.

وكانوا منقسمين قسمين شرقى النهر ، وساروا إلى مدينة تدعى عين شمس وهى أون التى كانت أعلى الجبل.

وأرسل عمرو بن العاص رسالة خطية إلى عمر بن الخطاب فى مدينة فلسطين قائلاً إذا لم ترسل عونا من المسلمين فلن يستطيع الإستيلاء على مصر فأرسل هذا إليه أربعة ألاف مسلم محارب ، وقائدهم أسمه (والواريا) من سلالة البربر ، وقسم المحاربين الذين معه إلى ثلاثة أقسام ، قسما منه جعله عند طندونياس ، وقسماً آخر جعله عند شمال نابليون مصر ، وإستعد هو مع القسم الثالث عند مدينة أون وأمرهم هكذا وقال لهم : أنظروا إذا جاء جيش الروم لقتالنا فقوموا أنتم من خلفهم ، ونحن كذلك نكون أمامهم وندخلهم بيننا ونقتلهم.

وعندما خرج جنود الروم من الحصن دون أن يعرفوا ليحاربوا الإسلام حينئذ برز هؤلاء المسلمون من خلفهم كما دبروا وكان بينهم قتال عظيم.

وعندما تكاثر المسلمون عليهم فر الجنود الروم وساروا بالسفن ، وإستولى محاربوا الإسلام على مدينة طندونياس لأن الجنود التى بها فنوا ، ولم يبق منهم سوى 300 جندى ، وهؤلاء فروا ودخلوا الحصن وأغلقوا الباب عليهم ، وعندما رأوا هذا القتل العظيم الذى حدث خافوا وفروا بالسفن إلى نقيوس فى حزن شديد وأسف ، وعندما سمع لمندويوس بمدينة فيوم هذا ، نهض ليلاً دون أن يخبر أهل بويط أنه سيهرب وترك بويط للإسلام ، وسار بالسفينة إلى نقيوس ، وعندما عرف المسلمون أن دمنديانوس هرب ساروا بإبتهاج وأستولوا على مدينة فيوم وبويط ، وأراقوا بها دماً غزيراً .

الباب الثامن والأربعون

وعندما أستولى المسلمون على فيوم وكل ضواحيها أرسل عمرو بن العاص إلى ابا كيرى فى مدينة دلاس ليأتوا بسفن الريف لتنقل الإسماعيليين الذين كانوا فى غرب النهر إلىالشرق وجمع إليه كل الجنود  ليشنوا كثيراً من الحروب وأرسل جيوجيس الوالى ليشيد له قنطرة عند النهر بمدينة قليوب ليستولى على كل مدن مصر ومدينة أتريب ومنوف وجميع ضواحيها ، كذلك شيد جسراً على النهر عند بابليون بمصر حتى لا تمضى السفن إلى نقيوس وإسكندرية وأعلى مصر ، وحتى تعبر الأفراس دون مشقة من غرب النهر إلى الشرق وحاز كل مدن مصر ، ولم يكف عمرو ما صنع بل قبض على كل حكام  الروم وكبل أيديهم بأغلال الحديد والخشب ونهب أموالاً كثيرة بعنف ، وضاعف فرض الضرائب على العمال وكان يسخرهم ليحملوا طعام أفراسهم ، وإرتكب آثاماً كثيرة لا تحصى.

وهرب من كانوا بمدينة نقيوس من السادة وساروا إلى مدينة إسكندرية وتركوا دمندووس مع قليل من لاجنود ليحاموا عن المدينة وأرسلوا كذلك إلى دارس رئيس حكام مدينة سمنود ليحمى النهرين.

وبعد هذا حدث خوف عظيم فى كل مدن مصر ، وكان أهل المدينة يهربون ويلجأون إلى مدينة الإسكندرية ، وهجروا كل أموالهم وخزائنهم وحيوناتهم .

الباب التاسع والأربعون

وعندما وصل هؤلاء المسلمون مع المصريين الذين جحدوا عقيدة المسيحيين وإنضموا إلى عقيدة هذا المفترس ، إجتاز الإسلام كل أموال  المسيحيين الذين فروا ، وكانوا يدعون عبيد المسيح أعداء الله وترك عمرو آله فى حصن بابليون بمصر وسار هو شرقاً إلى تيودور الحاكم ناحية كلا النهرين الذى بقيرى وسنفرى ليستوليا على مدينة سمنود ، ولقاتلا الإسلام (المسلمون) وعندما بلغ مجمع الأقوام أبى جميع ألأحزاب حزب الإسلام ، فجمع هذان إناسا وقتلوا كثيرا من المسلمين الذين كانوا معهم ، ولم يستطيع المسلمون أن يلحقوا ضررا بالمدن التى تقع على كلا النهرين لأن المياة كان حاجزاً ، ولم تستطع الأفراس أن تدخل إليها لكثرة المياة التى تحيطهم ، فتركوها وساروا إلى مدينة ريف ، وجاءوا إلى مدينة بوصير ، فحصنوا المدينة والطرق التى أستولوا عليها من قبل . 

ومن هذه الأيام قدم تيودور الحاكم إلى كلادجى ودعاه قائلاً : عد إلينا وعد إلى الروم ، ووهب كلادجى تيودور كثير من المال خوفاً منه حتى لا يقتل أمه وزوجته المختبئين فى إسكندرية ، وطيب تيودور الحاكم قلب كلادجى فنهض هذا ليلاً والمسلمون نائمون ، بينما يسير على قدمية مع الآلوالى إلى تيودور الحاكم ، ومن ثم ذهب إلى مدينة نقيوس وإنضم إلى منديانوس لحرب الإسلام .

وبعد هذا فكر سبنديس فكرة حسنة فهرب من أيدى المسلمين ليلاً وسار إلى مدينة دمياط حيث يوحنا الوالى ، فأرسله هذا إلى مدينة إسكندرية مع راسالة خطية معترفاً بخطئة لدى السادة مع غزير الدموع قائلاً : هكذا هذا العمل الذى عملته بسبب الغرور والخسران الذى أصابنى من يوحنا دون خجل بعد الشيخوخة ، ولهذا إنضممت إلى المسلمين ، وقبل هذا بذلت جهدى مع الروم .   

الباب الخمسون

ومكث عمرو رئيس المسلمين إثنى عشر شهراً يحارب المسيحيين الذين كانوا فى شمال مصر ولم يستطع فتح مدنهم ، وفى الشهر الخامس القمرى ليحاربوها ، الصيف سار إلى مدينة سكا (سخا) ونوخود ومصاب مغضباً (غاضباً) لقتالهم المصريين قبل أن يفيض ماء النهر ولم يستطع أن يلحق بهم ضرراً ، وفى مدينة دمياط كذلك لم ترض عنه ، وأراد أن يحرق زرعهم بالنار ، وبدأ يسير نحو جنوده الذين كانوا فى حصن بابليون بمصر ، وأعطاهم كل الغنائم التى أخذها من مدينة الإسكندرية وهدم بيوت السكندريين الذين هربوا وأخذوا أخشابها وحديدها وأمر أن يمهدوا طريقاً من حصن بابليون حتى يصلوا به إلى المدينة ذات النهرين ليحرق هذه المدينة بالنار ، وعندما سمعوا أهل المدينة (هذا) أخذوا أموالهم وفروا تاركين مدينتهم خاوية ، وأحرق المسلمون هذه المدينة ، خرجوا ليلاً وأطلقوا النار .

وسار المسلمون إلى مدن أخرى ليحاربوها ، وسلبوا أموال المصريين وألحقوا بهم ضرراً .

ولم يستطع ديودور الحاكم ولومنديوس أن يلحقا أذى بأهل المدينة لأن الإسلام كان بين أنصنا ، وغادر عمرو المدينة بحرى مصر وسار إلى ريف ليحاربها وأرسل قليلاً من المسلمين إلى مدينة أنصنا ، وعندما رأوا المسلمين متاعب الروم وكراهيتهم للملك هرقل ، للنفى الذى  احدثه فى كل مدينة بمصر ، للعقيدة الحقة بفضل كيرس (المقوقس) البابا الخلقيدونى تقووا وتشددوا فى الحرب

وتشاور أهل المدينة مع يوحنا رئيسهم فى أن يحاربوا المسلمين ، فأبى هو ونهض بسرعة مع جنوده ، وجمع كل مال الضرائب من المدينة وسار إلى الإسكندرية لأنه عرف أنه لا يستطيع مقاومة المسلمين ، وحتى لا يحدث له ما حدث لأهل فيوم ، فإن كل أهل المدينة خضعوا للإسلام وقدموا له الضرائب ، وكل من وجدهم من جنود الروم كانوا يقتلونهم .

كان جنود الروم فى أحد الحصون فحاصرهم المسلمون ، وأخذوا منجنيقاتهم  ودمروا مساكنهم وأخرجوهم من بين الحصون وحصنوا حصن بابليون وأستولوا على مدينة نقيوس وحصنوا داخلها

الباب الحادى والخمسون

وكان هرقل حزين القلب لموت يوحنا رئيس القوم ، ويوحنا الحاكم اللذين قتلهما المسلمون ، وبسبب هزيمة الروم الذين كانوا فى مدينة مصر وبأمر الإله يأخذ أرواح حكامهم والقوة التى لدى الملوك .

ثم مرض هرقل بمرض الحمى ثم مات فى العام الحادى والثلاثين من حكمه فى شهر يكابيت عند المصريين وفى شهر فبراير عند الروم فى الرابع عشرة من دورة القمر ، وفى عام 357 من تاريخ دقليديانوس .

وكان الناس يقولون : إن موت هرقل كان بسبب ختم دينار الذهب بصورة ثلاثة ملوك أحداهما صورته ، والإثنان صورتا إبنيه ، واحد من الجهة اليمنى وألآخر من الجهة اليسرى ولم يجدوا مكاناً يكتبون فيه اسم مملكة الروم وبعد موت هرقل تمسوا هذه الصورة الثلاثة.

الباب الثانى والخمسون

وظل عمرو بن العاص رئيس جند لامسلمين خارج حصن بابليون وحاضر الجنود وساروا ، كانوا به وتسلموا رسالة من لدنه : ألا يقتلوهم وأن يتركوا لهم عدة الحرب وهى كثيرة ، ثم أمرهم أن يخرجوا من الحصن فأخذ هؤلاء قليلاً من الذهب وساروا ، وبهذا المنوال تسلم حصن بابليون بمصر فى اليوم الثانى من (عيد) القيامة وجزاهم الرب لأنهم لم يكرموا آلآم الخلاص لسيدنا ومخلصنا  يسوع المسيح الذى الحياة لمن يؤمنون به ، ولهذا جمعهم الرب بعدهم ، وفى عيد القيامة هذا أطلقوا المسجونين وقطعوا أيديهم وكان هؤلاء وكان هؤلاء يبكون ودمهم يسيل على وجناتهم ، وإحتقروهم فى هذا اليوم كما هو مكتوب فى شأن هؤلاء النجسين...

الباب الثالث والخمسين 

وعندما أستولى المسلمون على حصن بابليون ، وعلى نقيوس كذلك ، كان لدى الروم حزن عظيم ، وعندما أنهى عمرو أمر الحرب دخل حصن بابليون ، وجمع كثيرا من السفن والصغيرة وربطها عند الحصن الذى صار به .

أما ميناس الذى كان رئيس العمال ، وقسما بن صمويل مبعوث الألوانطس ، فقد حاصرا مدينة مصر وضايقا الرومان أيام المسلمين ، وصعد المحاربون بالسفن ناحية غرب النهر فى عظمة وفخامة ، وكانوا يتحركون ليلاً ، وكان عمرو ومحاربوا المسلمين ممتطين أفراساً ، يسيرون من سفينة غلى سفينة حتى وصلوا إلى مدينة كبرياس فى اباديا ، ولهذا السبب حارب دمنديوس الحاكم ، وهرب بالسفينة وترك الجنود مع سفنهم وكان يريد أن يعبر النهر إلى نهر صغير حفره هرقل فى ايامه ، وعندما وجده مغلقاً ذهب ودخل سفينة وهرب فرارا إلى الإسكندرية ، ولما رأى الجنود أن حاكمهم قد فر ، تركوا عدة حروبهم ونزلوا فى البحر أمام أعدائهم فقتلهم جنود المسلمين بالسيف فى البحر ولم ينج منهم  سوى رجل واحد فقط أسمه زكريا ، وهو قوى محارب وعندما رأى ملاحوا السفن فرار الجنود هربوا هم ودخلوا مدينتهم ، ثم دخل المسلمون نقيوس وإحتلوها ، ولم يجدوا فى الكنائس من المحاربين ، وكانوا يقتلون كل من وجدوه فى الطريق وفى الكنائس رجالاً ونساءً وأطفالاً ولم يشفقوا على أحد .

وبعد الإستيلاء على المدينة ساروا إلى أماكن أخرى ونهبوها وقتلوا كل من وجدوا ، ووصلوا إلى مدينة  والجنود وجدوا أسقاطاوس ومن معه موجودين فى ساحة الخمر فقبض عليهم المسلمون وقتلوهم ، وكانوا من أقارب تيودور ولنصمت الآن فإنه لا يستطاع الحديث عن الإساءات التى عملها المسلمون حين استولوا على جزيرة نقيوس فى يوم ألأحد الثامن عشر من شهر جبنوت فى الخامس عشر من الدورة

وبتعب كثير ومشقة أسقطوا سور المدينة وإستولوا عليها فى الحال وقتلوا آلافا من أهل المدينة والجنود ونهبوا كثيرا من الأسلاب وأسروا النساء والأطفال ، وتقاسموهم فيما بينهم وجعلوا هذه فقيرة .

وبعد قليل سار المسلمون إلى منية قبروس وقتلوا اسطفانوس ومن معه    

الباب الرابع والخمسون

وكانت مصر كذلك مستعبدة للشيطان ، وكان بين أهل (الوجه البحرى) خصومة شديدة وإنقسموا قسمين : قسماً إنضم إلى تيودور وقسما  أراد أن ينضم إلى المسلمين وفى الحال نهض قسم على آخر ونهبوا أموالهم وأحرقوا بلادهم بالنار ، وكان المسلمون يخشونهم فأرسل عمرو مسلمين كثيرين إلى إسكندرية وإستولى على كريون وهى خارج المدينة ، وهرب تيودور مع جنوده ، وكان فى هذا المكان وجاء إلى مدينةالإسكندرية ، وأخذ المسلمون يحاربونهم ، ولم يستطيعوا الإقتراب من حصن المدينة بينما كانوا يقذفونهم بالأحجار من أعلى الحصن ، وأبعدوهم حتى خارج المدينة .

وكان أهل مصر يحاربون أهل (الوجه) البحرى ويختلفون (معهم) كثيراً وكان قليل عقدوا سلاماً ، وعندما إنتهى بغضهم أنشأ الشيطان بغضاً آخر بمدينة إسكندرية فإن دومنديانوس الحاكم ومنياس القائد تباغضا فيما بينهما من أجل الرياسة وأسباب أخرى . 

وكان تيودور القائد يلتقى بميناس ويكره دومنديانوس لفراره من نقيوس وتخليه عن الجنود

****

ثم نهض كيرس البابا ليسلم بابليون حيث المسلمون ، رغباً أن يعمل سلاماً وأن يؤدى لهم الضرائب ليدعوا الحرب عن بلاد مصر .

فرحب عمرو بن العاص بمجيئه وقال له : حسناً فعلت بخروجك إلينا فأجاب كيرس وقال : ومنحكم الرب هذا البلد ، من الآن لا يكون بينكم وبين الروم خصومة وحددوا عبئ الجزية التى تؤدى ، ولم يقل هؤلاء الإسماعيليون شيئاً ما ، ومثوا منفردين أحد عشر بإسكندرية ، الروم الذين كانوا بإسكندرية ، أخذوا أموالهم وخزائنهم وساروا بحراً ولم يعد أحد ثانى شهر . جنود الروم ، ومن كانوا يريدون المسير براً كانوا يؤدون الضرائب كل شهر ، وأسر المسلمون لديهم 150 من الجنود و 50 من أهل المدينة رهينة وعقدوا سلاماً وكف الروم عن حرب المسلمين ، والمسلمين عن الإستيلاء على الكنائس ولم يقربوا شيئاً ما من عمل المسيحيين وتركوا العبرانيين يقيمون بمدينة إسكندرية .

ولما إنتهى البابا سار إلى بلدة إسكندرية  وقال للقائد . ر ولقسطنطين القائد أن يقولوا هذا للملك هرقل ، ويؤيدوه عنده ، ثم إجتمع لديه كل الجنود والسكندريين وتيودور القائد وسجدوا لكيرس البابا ، وقال لهم كلهم : أنه تعاهد مع المسلمين وأرضى قلوبهم كلهم بهذا العمل ، وحين صار (الأمر)  هكذا جاء المسلمون لأخذ الضرائب وأهل إسكندرية لا يعلمون ، وعندما رآهم السكندريون إستاءوا من المسلمين ، غير أن الجنود والقادة جلسوا للتشاور وقالوا : نحن لا نستطيع حرب المسلمين ، بل يكون كما قال كيرس البابا ، وأراد شعب المدينة أن يثوروا على البابا وأرادوا أن يقذفوه بالأحجارة  وهو يقول لهم : إنما صنعت هذا لإنقاذكم مع أبنائكم ، وإستعطفهم بكثير من الدموع  ... ، المسلمين ، فإستحى منه السكندريون وأعطوه ذهباً كثيراً ليؤديه إلى الإسماعيليين مع الضرائب التى حددوها عليهم ، وأهل مصر الذين فروا عادوا إلى مدينة الإسكندرية خائفين من المسلمين ، وسألوا البابا وقالوا له تأخذ لنا كلمة من المسلمين أن نعود إلى بلدنا وتخضع لهم .

فعمل لهم كما قالوا ، وإستولى المسلمون على كل بلاد مصر جنوبا وشمالاً وضاعفوا عليهم فريضة الجزية ثلاثة أمثال.

وكان رجل أسمه ميناس قد عين من قبل هرقل الملك على (الوجه) البحرى ، وكان عنيد القلب بملا لا تعرفه الكتب يكره المصريين جداً ، وبعد أن أخذ المسلمون كل البلد أبقوه فى وظيفته وعينوا رجلاً أسمه توقف فى بلاد الريف . أسمه فيليكسانوس عينوه فى مدينة أرجاديا التى هى فيوم ، وهؤلاء ثلاثتهم يحبون الوثنيين ويكرالمسيحيين ويضرون المسيحيين أن يحملوا العلف للحيوان ، ويضطرونهم لحمل اللبن والعسل والفاكهة والكرات وبأعمال أخرى كثيرة ، وهذا كله كان مضافا إلى الطعام هؤلاء كانوا يفعلون هذا خوفاً دون توقف .

ونهر أندريانوس الذى إنطمر منذ زمن طويل جعلهم يحفرونه ليجرى به الماء من بابليون بمصر حتى البحر الأحمر ، وحملوا المصريين نيراً أثقل من نير فرعون الذى وضعه على  إسرائيل الذى حكعليه الرب حكم الحق وأغرقه فى البحر الأحمر هو مع كل جيشه بعد كثير من العقوبات التى عاقبهم بها من الإنسان حتى الحيوان . 

ولما كان الإله على هؤلاء الإسماعيليين فقد يصنع بهم كما صنع بفرعون أولاً بل بسبب خطيئتنا صيرهم ليصنعوا بنا مثل هذا ، وبالروح الطويلة إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح يرينا ويحفظنا ، ونؤمن أيضاً بأنه يهلك أعداء الصليب ، كمايقول الكتاب .

وألحق عمرو الخسران ببلاد مصر ، وأرسل أهلها ليحاربوا أهل المدن الخمس وأبعد المصريين ولم يتركهم يقيمون هناك ، وأخذ هو منها كثيراً من الغنائم والأسرى وسار أبوليانوس وإلى المدن الخمسة والجنود الذين معه وأغنياء المدينة إلى مدينة دوشرا لأن جدارها منيع ، وأغالأبواب عليهم ، وسار المسلمون آخذين الغنيمة والأسرى إلى بلدهم.

وكان البابا كيرس آسف القلب كثيراً للبؤس الذى كان ببلد مصر ولم عمرو على المصريين ، ولم يعمل بما تعاهدوا معه لأنه كان من نسل البربر .

ولما كان يوم عيد الشعانين مرض كيرس البابا بمرض الحمى لكثرة حزن القلب ومات فى اليوم الخامس للفرح ، فى الشهر الخامس والعشرين من شهر مجابيت ولم يشهد عيد القيامة المقدسة لسيدنا يسوع المسيح.

وبعد هذا قام تيودور الحاكم وقسطنطين رئيس الجيوش والجنود الباقون وكذلك الجنود الذين كانوا رهينة فى يد المسلمين ، وصعدوا فى سفينة جاءت إلى مدينة إسكندرية ، وبعد عيد الصليب عينوا الدياقون بطرس بطريركاً فى العشرين من حملى من عيد القديس تيودور الشهيد وأجلسوه على كرسى البطريركية وفى العشرين من شهر مكرم قام تيودور مع كل الجنود والرؤساء وسار إلى جزسرة قبرس وترك مدينة إسكندرية وإستقبله أهل المدينة بتعظيم لأنهم صاروا فى فقر وبلاء.

الباب السادس والخمسون

ودخل الأنبا بنيامين بطريرك المصريين مدينة إسكندرية بعد هربه من الروم فى العام 13 وسار إلى كنائسة وزارها كلها ، وكان كل الناس يقولون أن أعمال إنتصار الإسلام كان بسبب ظلم هرقل الملك وبسبب إضطهاد الأرثوذكسيين على يد البابا كيرسوهلك الروم لهذا السبب ، وساد المسلمون مصر .  

وكان عمرو يقوى كل يوم فى عمله ، ويأخذ الضرائب التى حددوها ،ولم يأخذ شيئاً من مال الكنائس ، ولم يرتكب شيئاً ما سلباً أو نهباً ، وحافظ عليها طوال الأيام ، فبعد ان استولي علي مدينة إسكندرية جعل نهر المدينة يابسا كما تعلم من تيودور العاصي 'ربما يقصد تيودور الصقلي' وزاد الضرائب قدر اثنين وعشرين عصا من الذهب، حتي اختبأ كل الناس لكثرة البؤس، وعدموا ما يؤدون. وفي العام الثاني من دورة القمر، جاء يوحنا الدمياطي الذي عين من لدن تيودور الحاكم، وعاون المسلمين حتي لا يدمر المدينة، وأشفق يوحنا هذا علي الفقراء وأعطاهم مالا كثيرا من ماله، وحين رأي بؤسهم أشفق عليهم وكن يبكى ألماً لما أصابهم، وأقصي عمرو 'ميناس' وعين يوحنا بدله، وميناس هذا هو الذي زاد الضرائب علي المدينة التى حددها عمرو 22, 000 (إثنين وعشرين ألفاً ) دينار ذهب وما فرضه العاصى كان 32057 (أثنين وثلاثين ألفا وسبعة وخمسين ) دينار ذهب وجعلها للإسماعيليين فعزله عمرو، ولم يستطيع احد التحدث عن البكاء والنواح الذي كانا في مدينة إسكندرية حتي قدموا أبناءهم بدلا من الآلاف التي كانوا يقدمونها كل شهر وإنعدم من يساعدونهم وقطع الرب رجائهم ( ورد المسيحيين إلى الأبد يد أعدائهم) لكن رحمة الرب القادرة تلحق الخسران بالذين يحزنوننا

 

This site was last updated 10/25/11