Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

أمريكيون في جيش إسماعيل

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
التعليم وإسماعيل
تاريخ المحاكم المختلطة
أحمد عرابى
بذخ إسماعيل
أمريكيون بجيش إسماعيل
الخديوى إسماعيل والحياة النيابية
افندينا الخديوى إسماعيل
كوبرى قصر النيل
الأقباط فى عصر أسماعيل
Untitled 854
إسماعيل ينشئ الأوبرا
مأساة مصلحة المبانى
Untitled 855
ديلسيبس وحفر القناة
Untitled 856
زوجات إسماعيل باشا
شقيق الخديوى بدد الأموال

Hit Counter

 

جريدة المصرى اليوم تاريخ العدد الجمعة ٣١ اغسطس ٢٠٠٧ عدد ١١٧٤ عن مقالة بعنوان [أمريكيون في «جيش إسماعيل» بحثاً عن لقمة العيش ] ٣١/٨/٢٠٠٧
للتاريخ سطوته المخيفة، ومفاجآته الكثيرة، رغم ما يقال دائماً عن أنه أكبر معلم للبشرية، ومن يقرأ التاريخ جيدا ويتدبر سطوره تكون حياته أفضل كثيرا، ولكن يبدو أن هذه المقولات لا تنطبق علي الواقع العربي.
ومن مفاجآت التاريخ الصاخبة التي نعيد كشفها هي قصة أول مجموعة من العسكريين الأمريكيين التي التحقت بالجيش المصري وخدمت في صفوفه بشكل فعلي لمدة زادت علي ١٥ عاما كاملة، ففي هذه الفترة التاريخية كانت الحرب الأهلية مشتعلة في أمريكا بين الولايات الشمالية والجنوبية، فيما عرف بـ «حرب تحرير العبيد»، ورغم ابتعاد مصر شبه الكامل عن هذه الحرب، فإن آثارها لعبت دورا كبيرا في التاريخ المصري، في هذه الحرب قامت قوات الاتحاد بحصار ومصادرة محاصيل القطن التي كانت المورد الأصلي للأموال في الولايات الجنوبية، هذا الأمر دفع الأوروبيين للاتجاه الفوري إلي مصر والحصول علي ما تحتاجه مصانعهم من القطن،
وبالتالي شهدت الدولة المصرية التي كان يرأسها الخديو إسماعيل رواجا اقتصاديا وطفرة هائلة في الدخل العام للدولة، وزاد من رغبة إسماعيل الجامحة في نقل دولته إلي العصر الحديث علي الطريقة الأوروبية مع الحلم الآخر بالانفصال عن الإمبراطورية العثمانية، وخلال هذه المحاولات الدائمة بدأ إسماعيل في حفر قناة السويس وأنهي المشروع بحفل عالمي تكلف ١٠ ملايين دولار أمريكي، وانتهي المشوار بالديون التي أثقلت الكاهل المصري وأدت إلي تعاظم النفوذ والتأثير الفرنسي البريطاني في الشؤون الداخلية المصرية.
وخلال هذا الفخ المحكم عرضت التقنية والخبرة الأمريكية الناشئة وقتها حلا ممكنا للخروج من الحصار المفروض، كان إسماعيل يحتاج إلي الخبرة الأجنبية في بناء جيشه وتحديثه والإشراف عليه، ومثل باقي قادة العالم كان يراقب باهتمام الحرب الأهلية الأمريكية التي مزقت هذه الأمة، ولكنه من ناحية أخري كان يدرك أن الفوضي ربما تمنحه الفرصة التي يرغب بها، حيث كان العشرات من الجنود الأمريكيين الخبراء والمتمرسين يجلسون بلا عمل أو مستقبل.
في عام ١٨٦٨ وفي القسطنطينية التقي «تاديوس موت» العقيد السابق في قوات الاتحاد الأمريكي بالخديو إسماعيل، وخلال اللقاء انبهر الخديو بالضابط المحنك، في خلال أيام كان «موت» يعود بصحبة الخديو إلي مصر وهو يحمل رتبة جنرال في الجيش المصري، وبعد إدراك لطبيعة المهمة المناطة به وبمباركة الخديو عاد «موت» إلي الولايات المتحدة في رحلة الهدف منها حشد مجموعة من العسكريين الأمريكيين للانضمام إلي الجيش المصري والمشاركة في تحديثه وتطويره، وكان أول من تحمس الجنرال الأمريكي «ويليام شيرمان»، الذي بدأ في تسجيل أسماء الراغبين في خوض التجربة، والتي كانت تمثل لمعظمهم فرصة لا تعوض وسط حالة الخراب والتدمير، التي كانت الولايات المتحدة تعانيها في هذه الفترة.
وانضم حوالي ٥٠ عسكريا أمريكيا إلي الجيش المصري وكانوا جميعا من قوات الاحتياط بينهم ٤ ضباط عاملين بالخدمة الأمريكية حصلوا علي إذن غياب للخدمة في الجيش المصري، وهؤلاء العسكريون جميعا وافقوا علي الانخراط في الجيش المصري والتقيد بتنفيذ أي مهمة توكل إليهم فيما عدا القتال ضد جيش الولايات المتحدة الأمريكية.
ومع بداية عام ١٨٧٠ كان «موت» يقدم مجنديه للخديو إسماعيل، وكان علي رأسهم «ويليام وينج لورينج» و«هنري سيبلي» وكلاهما كان برتبة جنرال في الجيش الأمريكي، وبعد مقابلة الخديو بدآ في مهمتهما وهي تفقد دفاعات الجيش المصري والعمل علي تدعيمها، أما الجنرال «شارلز بوميروي ستون» فقد عين في منصب رئيس هيئة أركان الجيش المصري، وعمليا فقد تولي قيادة جميع الضباط الأمريكيين في مصر «نظريا كان ستون أقل رتبة من موت، ولكن الأخير بدأ في فقد حظوته عند الخديو وبذلك بدأت سيطرة ستون الفعلية»، واحتل العسكريون الأمريكيون أحد أجنحة القلعة وهو الجناح الذي كان مخصصا،
فيما سبق لكريم محمد علي باشا، وللوهلة الأولي بدا أن النظام الذي وضعه الأمريكيون بوجود مشرف عام أمريكي لكل فرقة في الجيش لم ينفع علي الإطلاق، حيث كان النظام السائد هو استقلال كل باشا بمجموعة من المقاتلين لا يتلقون أي أوامر من سواه ولم يستطع الباشوات المصريون تفهم الفكرة في تغيير النظام الذي نشأوا عليه طوال حياتهم، وكان ذلك هو الاحتكاك الأول بين ثقافتين، وهي الاحتكاكات التي لم تتوقف أبدا بعد ذلك.
وإذا كانت الاحتكاكات بين المصريين والأمريكيين يمكن تفهمها فإن الاحتكاكات بين الأمريكيين بعضهم البعض كان غريباً، حيث وقع حادث إطلاق نار في الإسكندرية تورط فيه ٣ من الجنود الجنوبيين مع ابن أخت الجنرال الاتحادي «بنيامين بتلر» وأعطي هذا الحادث انطباعا مباشرا بأن الحرب الأهلية الأمريكية لم تنته بعد أن كان «ستون» قد بذل أقصي ما بوسعه لحفظ النظام بين قواته.
وبالرغم من هذه الحوادث فإن البعثة الأمريكية أسست مدرسة لتدريب الضباط والمجندين، ونظموا بعض الصفوف لأطفال العسكريين، وقام الأمريكان الفخورون بعملهم بعرض هذه الإنجازات علي القائد الأمريكي شيرمان الذي قام بزيارة لمصر في عام ١٨٧٢، ولكن الإنجاز الأكبر للأمريكان جاء في مجال الاكتشافات، حيث قاد العديد من الضباط الرحلات لاستكشاف المناطق المجهولة في شرق أفريقيا ومنها رحلة «شارلز شالي لونج» إلي أوغندا واكتشافه بحيرة كيوجا التي يبدأ منها النيل، وقامت العديد من الرحلات الأخري لاكتشاف إقليمي دارفور وكردفان ورسم الخرائط لهما، وكانت هذه الرحلات هي موضوع تقرير للإنجازات تقدم به رئيس الأركان للخديو إسماعيل عام ١٨٧٦.
لم يكن إسماعيل يهتم بهذه الاكتشافات بهدف المعرفة علي الإطلاق، كان ما يهمه في المقام الأول هو حلم بناء إمبراطورية مصرية تضم السودان وإثيوبيا، وفي هذا الإطار أرسل إسماعيل أحد المرتزقة الدنماركيين ويدعي «سورين أرندروب» لفتح طريق للتجارة عبر البحر الأحمر من خلال الحبشة، ولكن الملك جون ـ ملك الحبشة وقتها ـ قاد جيشه وقضي علي معظم قوة أرندروب، وكانت هذه المذبحة تتطلب ردا قويا من مصر، وهو ما دعا إليه الضباط الأمريكيون الذين طالبوا الخديو بالسماح لهم بقيادة الجيش واحتلال الحبشة،
ولكن الخديو وافق علي تجهيز جيش قوامه ١٢ ألف رجل، وأدي طوال فترة التجهيز وكذلك سوء الفهم المتبادل بين لورينج الأمريكي قائد الحملة وراتب باشا قائد الجيش المصري إلي وصول هذه القوات إلي الحبشة وهي في حالة فوضي كاملة، ورغب لورانج في مهاجمة عاصمة الحبشة، بينما قرر راتب بناء الحصون وانتظار العدو في الوقت الذي كان فيه الملك جون ملك الحبشة يعد جيشا قوامه ٦٠ ألف مقاتل، وبالطبع كانت نهاية الحملة مآساوية بعد عدة أشهر من القتال والحصار انسحبت القوات المصرية مخلفة وراءها عدة آلاف من القتلي ودون تحقيق أي أهداف، وحدث تبادل للاتهامات بين راتب باشا والعسكريين الأمريكيين عن سبب الهزيمة.
كان معظم الأمريكيين قد عادوا إلي ديارهم ولم تفلح الزيارة التي قام بها الرئيس الأمريكي «أوليسيس جرانت» في دفع الأوضاع للأمام، بينما كان الغرق في الديون يمكن النفوذ البريطاني الفرنسي من الرقبة المصرية، ومن بين ١٢ أمريكيا بقوا في مصر طرد أحدهم في ٣٠ يونيو ١٨٧٨ لسوء السلوك وبعدها لم يبق سوي «شارلز جرانت» وحده رئيساً للأركان حتي عام ١٨٨٣.
وعاد الخبراء العسكريون لبلادهم ليؤلفوا الكتب ويلقوا المحاضرات حول دورهم في تطوير العسكرية المصرية وتحديثها دون سند حقيقي علي أرض الواقع، وبينما انتهت التجربة الأولي للاستعانة بالخبرة الأمريكية العسكرية نهاية مآساوية، كان الخديو إسماعيل هو الآخر يواجه نفس المصير عندما استبدلت إنجلترا وفرنسا ابنه توفيق به قبل أن تحتل إنجلترا مصر ليقضي إسماعيل باقي أيامه منفيا في إيطاليا وتركيا ويموت وحيدا في إسطنبول.
===========

This site was last updated 09/30/08