الأهرام 24/12/2007م السنة 132 العدد 44223 عن مقالة بعنوان [ قداسة البابا شنودة يفتح قلبه لـ الأهرام - لست رجل سياسة -وعلي الدولة بحث وسيلة لتمثيل الأقباط في البرلمان ]
هل تعتقد ان الاعلام أم الامن أم جهات أخري هي المقصرة في التصدي لهذه الاحداث قبل وخلال وبعد وقوعها ؟
لا أريد أن أتهم الإعلام ولا الأمن ولا هيئات أخري إنما أريد أن افكر في استمرار الخطوات البناءة العملية لتفادي كل هذا إن اتهمت الإعلام سيدافع الإعلام عن نفسه ويتهمك في اتهامك له, وإذا اتهمت الامن سيدافع الامن عن نفسه إذن نضع مسائل الاتهام جانبا ونفكر كيف يمكن إصلاح كل هذا.
والاصلاح يكون بعمل كل مواطن وكل هيئة وكل مجلس شعبي او حزبي واجبه لتخطي كل تلك المشاكل.
وانا في هذا لا أطالب بشيء ولكن أريد أن يعرف كل واحد في وظيفته ما هو واجبه, وعندما تحدث مشكلة يجب ان يتعامل معها نواب الشعب, رجال الامن, حكماء البلد من شيوخها وكبار مفكريها ورجال الدين والمجالس القومية والشعبية والهيئات الحزبية كل هؤلاء يمثلون كتلة من القوي الفكرية والقيادية مفروض أن يعملوا عملا لتفادي وقوع المشكلة او تكرارها.
فالانسان المتدين مسيحيا كان أو مسلما يعرف ان الدين لا توجد فيه دعوة للجريمة أو الاعتداء ولا لاغتصاب حقوق الآخرين, إنما يدعو الي السلام والهدوء والتعاون إذن فأي شخص يقوم بمثل هذه الاعتداءات والفتن والتخريب والحرق فمثل هذا الشخص لا يطيع دينه علي الاطلاق, وليس هو متدينا بالحقيقة, أما إن وجد متطرفون يقولون له إحرق عدوك فهؤلاء المتطرفون لا يكونون متدينين لان الدين لا يقول هذا.
وكيف تعاملتم قداستكم مع بيانات العلمانيين وأقباط المهجر التي تضمنت إملاءات علي قداستكم تطالبكم بالتوقف عن استقبال المهنئين بعيد الميلاد وعدم إذاعة القداس في التليفزيون أسوة بما حدث عام1981 ؟
هذا لون من التطرف نرفضه جميعا, وأنا أتذكر انني قلت لبعض اولادنا في المهجر إذا رأيتم شعلة من النار فكروا في اطفائها ولا تلقوا عليها حطبا فتزيدوا النار اشتعالا, نحن إذا قامت مشكلة نفكر في حل المشكلة, وليس في تضخيمها وتصعيدها, وأخذ إجراءات تزيد الجو التهابا, هؤلاء الذين في الخارج يقترحون هذه الاقتراحات, ليسوا علي مستوي المسئولية, فليأتوا الي مصر ويقولوا هذا الكلام.
عندما قررت قداستكم منع إذاعة القداس عام1981 لم يكن هناك مفر من ذلك ؟
في عام1981 كانت الاجواء غير هذه تماما, فقد كانت وقتها احداث الزاوية الحمراء وحرق ثلاث كنائس وأمور اعتداءات لاداعي للخوض في تفاصيلها فرئيس الجمهورية نفسه استخدم وقتها حقوقه الاستثنائية وقام بحركة5 سبتمبر فالجو مختلف عن الجو الحالي تماما.
لماذا أصبحت صورة قداستكم مع فضيلة شيخ الأزهر مثار انتقاد من البعض علي اعتبار أنها تقدم صورة من صور الحل غير الحقيقي للمشاكل الطائفية بين الأقباط والمسلمين؟.
قال:هذا نفس تفكير بيان شباب المهجر, تصعيد الأمور بدلا من حلها, ثم من قال إن مقابلتي لفضيلة شيخ الأزهر هي مظهر لحل الأمور, لم يقل أحد هذا الأمر إطلاقا, ليست مظهرا لحل الأمور, إنما هي مظهر لبقاء العلاقة مهما تكن الأمور معقدة, وإذا وجدت بعض الأمور معقدة فهل نكسر جميع الجسور التي توصل بين الناس وبعضهم البعض, ونزيد الأمر التهابا أم نحاول أن نأخذ الأمور بالرفق واحدة فواحدة, وإن كان البعض ينتقد هذه الصورة فإن كثيرين يأخذونها عكس هذا الأمر.
العام الماضي رفضت محكمة القضاء الإداري دعوي ماكس ميشيل لتنصيبه بطريركا لكنيسة أرثوذكسية وألزمت وزارة الداخلية بسحب بطاقة الرقم القومي المدون فيها لقبه الكنسي ماهو تعليقكم علي الحكم الصادر بخصوص ماكس الذي أثار ضجة كبيرة؟
هذا الحكم درس لغيره, الإنسان يمكن أن يكون ذاته بإنتاج يناسب هذه الذات بسمو ورفعه وقوة أما أن يحاول شخص أن يبني ذاته بمظهر من الخارج أو بلقب لايستحقه أو بوظيفة لايستحقها فليست هذه رفعة الذات, وأنا تعليقي علي ماكس ميشيل عند بداية إعلانه عن نفسه كبطريرك( أنا حزين عليكم ياابني) ومازلت حزينا عليه لأنه لايريد أن يرجع عما هو فيه إنما يتمادي, فقد سافر إلي أمريكا ليصير أسقفا لنيفادا, فهل هذا يشبعه, وللأسف ماكس ميشيل له ذيول في مصر فهو لم يقل فقط عن نفسه أنه أسقف ولكنه رسم أساقفة في مصر وقساوسة فماذا بخصوص هؤلاء وماهو مصيرهم؟ فهل ستسحب منهم بطاقة الرقم القومي أيضا ويكفي أنهم يلبسون ملابس الكهنوت وهم غير ذلك وممكن أن يخدعوا البسطاء بهذا المظهر.
لاتطاوعني نفسي وأنا أطرح هذا السؤال ولكن.. تعرضتم قداستكم لأزمات صحية خلال العام الماضي مما جعل البعض يطرح السؤال عن مستقبل الكنيسة ومن يخلف البابا شنودة؟ فماذا تقول قداستكم؟
أقول الأمور الآتية: أول أمر أن كل إنسان في الدنيا ممكن أن يتعرض لأزمات صحية ولايوجد انسان أقوي من المرض ومع ذلك إن كانوا يريدون مناقشة لائحة انتخاب البابا, فأنا سأحاول في وقت من الأوقات أن أعرض لهذا الموضوع ولامانع أن يكون مع جريدتكم بغض النظر عما يقوله هؤلاء, ولكن من الناحية الموضوعية البحتة وليس كرد فعل لما يقوله العلمانيون, وأحب أن أوضح أن الأسماء التي تتحدث باسم العلمانيين لايمثلون سوي أنفسهم, فالعلمانيون في الكنيسة القبطية هم كل الأشخاص الذين ليسوا من الإكليروس أو الكهنوت, فهل هؤلاء جميعا فوضوا هؤلاء الأشخاص الذين يعدون علي أصابع الأيدي ليتحدثوا باسمهم.
هل أرضت قداستكم التعديلات الدستورية فيما يخص مسألة المواطنة وكيف تري استمرار وجود المادة الثانية من الدستور التي تنص علي أن مباديء الشريعة الإسلامية هي المصدر الأساسي للتشريع؟.
من جهة التعديلات الدستورية والكلام عن المواطنة يهمنا ليس فقط مواد الدستور وإنما تفعيل مواد الدستور في الحياة بصفة عملية, في الدستور توجد حرية العقيدة, وتوجد المساواة بين المواطنين, وكلنا ننادي بأننا شعب واحد ونسيج واحد ولافرق بين مسلم ومسيحي علي الإطلاق ومواد الدستور تنادي بالمساواة للكل هذا حسن جدا لكن عمليا هناك سؤال نود أن نجد جوابا عليه؟ لماذا لاينجح المسيحي في الانتخابات أية انتخابات.
الانتخابات البرلمانية القادمة كيف استعدت لها الكنيسة وماذا تريدون منها؟
كل ما نريده أن يمثل للأقباط فيها ولانحدد نسبة معينة إنما يوجد لهم تمثيل فمن حق أي طائفة في شعب وتعدادها ملايين أن يكون هناك من يمثلها فهذا حق طبيعي.
كيف تري الأسلوب الأمثل ليكون هناك في البرلمان من يمثل الأقباط؟
أنا أترك هذا لرجال الدولة فأنا لست رجل سياسة, المهم أن يوجد من يمثلهم وإذا كانت الدولة تتحمس لأنه يوجد من يمثل النساء والشباب فلماذا لا يكون لها نفس الحماس فيمن يمثل الأقباط وأقصد بتمثيلهم ليس مجرد أن رئيس الدولة يعين أشخاصا لكن أقصد أن تتاح لهم الفرصة أن ينجحوا في انتخابات.
الأهرام: جميعنا نتبادل في هذه الاونة عبارة(MERRYCHRISTMAS) وكثيرون لا يعرفون ما معناها وما هو مصدرها؟.
كلمة( كريسماس ـChristmas) تعني ميلاد المسيح وهي مكونة من إسم مزدوج ـChrist)( كريست) أي المسيح وهي كلمة مأخوذة من الكلمة اليونانية(Christas) يعني المسيح والكلمة الأخريmas)) تعني ميلاد وهي كلمة مصرية أو قبطية صرف ولا يوجد في كل اللغات فرنسية أو إيطالية أو إنجليزية أو ألمانية كلمة تعني مولد مثل( ماسmas) المصرية ونحن نقول( تحتماس) يعني المولود من تحوت, والفعل منها( ميسmise) ومأخوذ منها أيضا( رع مسيس) أي المولود من رع فكأننا قدمنا هذه العبارة للعالم لكي يحتفل بها وكلمةMerry)) معناها سعيد, وبالتاليMerry(Christmas) معناها عيد ميلاد سعيد للمسيح.
ماذا تقول قداستكم للمصريين جميعا ـ مسلمين وأقباطا ـ ونحن نستقبل عيدالميلاد المجيد؟
كل سنة وأنتم طيبون جميعا ونرجو أن يكون العام الجديد عاما سعيدا مباركا علينا جميعا يسوده السلام خاصة في المناطق الملتهبة وأيضا تحل فيه المشاكل الاقتصادية وبالذات مشكلة البطالة وربنا يجعله عاما مباركا.