الأنبا يوأنس ينشئ مدرسة لاهوتية للرهبان الأقباط بحلوان

وبالرغم من حالة الأنبا يوأنس الـ 19 البطريرك الـ 113 النفسية من مخالفة التقاليد والقوانين الكنسية وحالة الكنيسة والشعب إلا أن الرب لمحبته سمح له بتدارك أخطائه وسمح ببعض النور يتخلل مرحلة بطريكيته فمكن الأنبا يوأنس من أن يجمع شتات نفسه المحطمة ويفتتح مدرسة لاهوتية للرهبان وقد إقترح أن تكون كنيسة السيدة العذراء بحلوان مكان هذه المدرسة لما يحيط به من منازل مقامة وسط الأشجار والأزهار التى تزين حديقتها الفسيحة ( وهى التى كان أقامها البابا السابق الأنبا كيرلس الخامس) فأصدر أمره بإخلاء أربعة بيوت وتنظيمها ووضع أثاث مناسب للرهبان ثم أجلى منزلاً خامساً لتكون حجراته غرفاً للدراسة وطالب رؤساء الأديرة ب‘ختيار الرهبان الذين يجدون لهم ميلاً للدراسة والبحث والعلم للتعلم فى هذه المدرسة

وتقدم للدراسة فى هذه المدرسة 30 راهباً ، وقام البابا يوأنس الـ 113 بتعيين ميخائيل مينا ناظر لهذه المدرسة (1)  كما قام الأنبا يوأنس بتعيين المدرسين الأكفاء لتدريس مختلف العلوم الدينية وجهز كل شئ قبل إفتتاحها رسمياً .

وفى يوم ألأثنين 4 مارس سنة 1929م تجمع رؤساء الأديرة والرهبان المختارون لإستقباله ، وفى الساعة العاشرة ذهب الأنبا يوأنس إلى المدرسة ومعه أصحاب النيافة : أنبا باسيليوس مطران القدس ،  وأنبا مرقس نطران إسنا والأقصر ، والأنبا آبرآم مطران البلينا ، وأنبا إيساك مطران الفيوم ، وأنبا ميخائيل أسقف أبو تيج ، وعند دخولهم أستقبلهم الرهبان بالألحان الكنسية ، ودخل الجميع فى موكب بديع إلى الكنيسة حيث رفعوا صلاة الشكر أولاً ، ثم أشار البابا يوأنس إلى الأستاذ حبيب جرجس ناظر الإكليريكية ومؤسس النهضة القبطية فى العصر الحديث فتقدم وألقى كلمة عن الرهبنة ، والهدف الأساسى منها ، وعن تاريخها وأثرها فى بلادنا وفى مختلف بلاد العالم ، ثم ختم الكلمة بتهنئة المبا يوأنس وأصحاب النيافة المطارنة على إفتتاح هذه المدرسة وتضرع للرب أن يجعلها أساسا لبنيان كنيسته ورفع أسمه القدوس .

ثم وقف البابا يوأنس وألقى كلمة أعلن فيها أنه ظل على مدى خمسين سنة يسعى إلى تعليم الرهبان متمنياً أن يراهم متساميين فى الروح والعقل ، وعبر عن شكره وعرفانه للآب السماوى الذى منحه الفرصة لأن يفتتح هذه المدرسة ، ثم زود الهبان بنصائحة الأبوية وبرجائه فى أن يثابروا على الدراسة والبحث والتحصيل فيسلحوا أنفسهم لخدمة الكنيسة التى إشتراها الفادى بدمه الزكى الكريم .

وحسب عادة وتقاليد الكنيسة القبطية أنه عندما إنتهى قداسة البابا من كلمته سار فى موكب كنسى يتقدمه الشمامسة والرهبان ويحيط به المطارنة الأجلاء وذهبوا ليتفقدوا الأماكن التى أعدت للدراسة فإفتتحه البابا يوأنس ببركته الرسولية ثم تقدم ميخائيل مينا ناظر المدرسة وألقى كلمة تحدث فيها عن تاريخ إنشاء المدارس الدينية من عهد صموئيل النبى إلى أن جاء مار مرقس كارزاً فى بلادنا وأسس مدرسة الأسكندرية اللاهوتية الذى شع نورها على جميع طالبى الإرتواء من العلوم المسيحة فى العالم كله ، ثم أضاف أنه يعتبر المدرسة الجديدة بداية جديدة ولو أنها إستمرار لجهود قديمة وأعرب عن أمله فى أن تحمل هذه المدرسة رسالة مدرسة الأسكندرية .

ولم يكتفى البابا الأنبا يوأنس بإفتتاح مدرسة الرهبان بحلوان بل ظل يواليها بزياراته من آن لآخر ويشجع الطلبة الرهبان روحياً ومادياً ,

مواد الدراسة فى مدرسة الرهبان بحلوان:

1- اللاهوت 2- دراسة الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد وتفسيره 3- طقوس وألحان 4- وعظ 5- القانون والشريعة 6- اللغات العربية القبطية والإنجليزية والفرنسية والحبشية 7- جغرافية عامه ومعها جغرافية الكتاب المقدس 8- تاريخ عام وكنسى 9- فلسفة 10- منطق 11علم النفس 12- اللغتين القديمتين العبرية واليونانية .

تنظيم مكتبات الأديرة ومخطوطاتها