لعنة الفراعنة.. أصابت متحف آثار سوهاج منذ 25 عاما
الأهرام 20/2/2010م كتب : أحمد الزهيري
هل أصابت لعنة الفراعنة مشروع متحف آثار سوهاج المتوقف منذ25 عاما؟ قصة متحف آثار سوهاج تضرب أروع مثال لبطء تنفيذ المشروعات في مصر.. حيث تم وضع حجر الأساس للمتحف منذ25 عاما ليضم الآثار التي يعود تاريخها الي7 آلاف عام.
وذلك علي مساحة4600 متر, وكان من المتوقع أن يزوره10 آلاف سائح يوميا. البداية كما يقول الأستاذ إبراهيم الشريف مدير المتحف كانت عام1990 حينما وضع حجر الأساس وشرع المقاول في تنفيذ المتحف إلا أنه سرعان ما توقف لتعثره في عملية البناء.. ثم عاد للعمل مرة أخري بعد عدة سنوات ونتيجة لبعض الخلافات وارتفاع أسعار الخامات توقف مرة أخري, حتي تم اسناده الي القوات المسلحة والتي استطاعت بخبرتها والتزامها من الانتهاء من كل الأعمال الخرسانية للمتحف إلا أنه عاد للتوقف مرة أخري دون مبرر يذكر, وحرم سوهاج من ملايين الدولارات التي يمكن أن تتدفق عليها نتيجة زيارة عشرات الآلاف من السائحين يوميا الذين يترددون علي معبد أبيدوس لزيارة أكبر معبد جنائزي هناك ومن المفترض أن المتحف الذي تم اختياره علي ضفاف النيل مباشرة لاستعادة السياحة النيلية مجددا بريقها من القاهرة والي أسوان مرورا بسوهاج وكوم أمبو وإدفو, المتحف الجديد من المفترض أنه سيتناول أربعة محاور أساسية الأول منها تخصص له أكبر قاعة في المتحف للملك الأسطوري أوزوريس ويعرض فيها كل ما يخص ذلك الملك صاحب الانجازات الكبيرة, والذي يعد واحدا من أكبر ملوك سوهاج.. كما سيتم إظهار القيمة التاريخية لمدينة أبيدوس العاصمة الدينية التي كانت مقصد الملوك في تلك الحقبة والتي كانت تدون زيارتهم علي جداريات عملاقة سوف يتم عرضها بتلك القاعة, والمحور الثاني, لمتحف سوهاج سيتناول فكرة التوحيد بين شقي مصر شمالا وجنوبا ويستعرض ملامح من حياة الملك نارمر موحد القطرين, وكذلك الملك أحمس طارد الهكسوس, فيما يتناول المحور الثالث الإله اخميم وهو إله الاخصاب عند القدماء المصريين.. وآخر تلك المحاور التي سيتناولها المتحف ستظهر أهمية سوهاج التاريخية كموطن للملكة تي زوجة أمنحتب الثالث وأم أخناتون وتوت عنخ آمون.
وأضاف إبراهيم الشريف أن المتحف سوف يضم قطعا أثرية ترجع الي تاريخ ما قبل الأسر الثلاثين حتي نهاية العصر الإسلامي من عملات ذهبية, وتماثيل حجرية وخشبية ومومياوات داخل توابيت, بالإضافة الي ما ينفرد به المتحف من تحف البطاقات العاجية والتي تعود الي الأسرتين الأولي والثانية, ومجموعة من اللوحات والجداريات النادرة والأبواب الوهمية الجنائزية وايوان القرابين الخاصة بمعبد أبيدوس الجنائزي.
وعلي مايبدو أن لعنة الفراعنة تمكنت من المتحف, فكلما اقترب موعد الافتتاح يحدث ما يعطل افتتاح المتحف بداية من المقاول مرورا بالتعديلات الهندسية.. وتعديلات بوابة الدخول من الشارع الرئيسي الي نهر النيل, الي التشطيبات.
كل هذه الأسباب والمبررات عادية لكنها ليست منطقية ولا مقنعة لتعطل افتتاح صرح مثل متحف آثار سوهاج, الذي بدأ العمل به منذ نحو ربع قرن وحتي الآن بتكلفة نحو40 مليون جنيه يمكنه أن يحققها خلال عامين أو ثلاثة خاصة بعد افتتاح طريق سوهاج ـ البحر الأحمر, والذي سيجلب آلاف السائحين لزيارة المتحف الجديد والفريد.. وكذلك مع قرب افتتاح مطار سوهاج الجديد والذي سيعدل من وضع المحافظة علي الخريطة السياحية.. كلمات أسر بها الي أحد المسئولين في هيئة الآثار بسوهاج ـ وطلب عدم ذكر اسمه ـ وأضاف أن السبب الرئيسي في تعطيل افتتاح المتحف هو الدكتور محمود مبروك مستشار زاهي حواس ومدير قطاع المتاحف بوزارة الثقافة حيث أنه لم يتخذ قراره الخاص بالتشطيبات.. كما أنه لم يضع سيناريو العرض الخاص بالمتحف وكل عام يؤجله للعام الذي يليه لأنه مشغول جدا بأمور أخري لا ندري عنها شيئا, فلا يعقل أن يتم ربط مشروع عملاق مثل متحف سوهاج بمزاج الدكتور مبروك ليمنحنا البركة وسيناريو العرض المتحفي, فيمكن الاستعانة بأي من بيوت الخبرة العالمية, لعمل سيناريو عرض متحف سوهاج وهم سيكونون أكثر خبرة في طرق توزيع القطع والإضاءة والتشطيبات الخاصة بالمتحف والذي لن يقل أهمية عن متحف القاهرة الكبير والذي يتم الآن التجهيز له علي مستوي عالمي, فنحن دائما نأتي في آخر قائمة التفكير وآخر أجندة الوزارة, فهذا المتحف وضع حجر الأساس له مع ميلاد ابنتي التي ستنهي دراستها بكلية الآثار هذا العام ولم يتم افتتاح المتحف والذي أتمني أن يري النور قبل خروجي الي المعاش, فلا يعقل أن ننتظر الدكتور محمود مبروك الي آخر العمر.