Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

 تفسير / شرح  إنجيل يوحنا الإصحاح الثالث

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
تفسير يوحنا ص1 1: 1-18
فسير إنجيل يوحنا ص 1: 19- 51)
تفسير إنجيل يوحنا ص 2
تفسير إنجيل يوحنا ص 3
تفسير إنجيل يوحنا ص4
تفسير إنجيل يوحنا ص5
تفسير إنجيل يوحنا ص 6
تفسير إنجيل يوحنا ص 7
تفسير إنجيل يوحنا ص8
تفسير إنجيل يوحنا ص9
تفسير إنجيل يوحنا ص10
تفسير إنجيل يوحنا ص11
تفسير إنجيل يوحنا ص12
تفسير إنجيل يوحنا ص 13
تفسير إنجيل يوحنا ص 14
تفسير إنجيل يوحنا ص 15
تفسير إنجيل يوحنا ص 16
تفسير إنجيل يوحنا ص 17
تفسير إنجيل يوحنا ص 18
تفسير إنجيل يوحنا ص 19
تفسير إنجيل يوحنا ص20
تفسير إنجيل يوحنا ص 21
ت

 
تفسير / شرح إنجيل يوحنا الإصحاح  الثالث
1. حوار نيقوديموس مع المسيح حول الميلاد الجديد (يوحنا 3:  1- 13)
2. الميلاد الجديد وذبيحة الصليب (يوحنا 2: 14- 17)
3. الاستنارة والإيمان (يوحنا 2: 18- 21)
4. موقف المعمدان من معمودية المسيح (يوحنا 2: 22- 36)

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الثالث
1. حوار نيقوديموس مع المسيح حول الميلاد الجديد (يوحنا 3:  1- 13)

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 3: 1)  1 كان انسان من الفريسيين اسمه نيقوديموس، رئيس لليهود.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ ٱلْفَرِّيسِيِّي+ " الفريسيون " ..   هم أحد المجموعات السياسية الدينية التي إشتهرت وأصبحت طائفة كبيرة خلال القرن الأول داخل المجتمع اليهودي  وادعوا زيادة تقواهم على تقوى الناس وحفظهم كل وصايا الشريعة وتقاليد الشيوخ بتدقيق وأكثر هذه الفرقة قاوم المسيح في كل خدمته أشد مقاومة.وقد نشأت هذه المجموعة فى فترة المكابيين  يعود أصل المصطلح إلى اللغة الآرامية ويشير إلى الإنفصال والابتعاد والاعتزال عن الخاطئين؛ كان الفريسيون يتبعون مذهبًا دينياً متشدداً في الحفاظ على شريعة موسى كما شرحها التلمود (التراث الشفوى اليهودى) التي استنبطوها كان الفريسيون على خلاف دائم مع جماعة دينية أخرى الصدوقيين حول القيامة والملائكة والأرواح، وبالرغم من قوة الصدوقيين في السنهدرين والعائلات الثرية وتملقهم  للسلطات الرومانية وإنحيازها لهم كانت قوة الفرسييين من الشعب وأنتشارهم فى المجامع فى أنحاء الأراضى المقدسة ومدارسهم وتعليمهم للأطفال ، لهذا كان أغلب الكتبة وهم علماء الكتاب المقدس ينتمون إلي جماعتهم . إنتقد يسوع طريقتهم المتزمتة مرات عديدة ، بسبب الكذب وتمسكهم بالألفاظ دون المعاني، وكان أهم موضوع بالنسبة إليهم حفظهم يوم السبت فكان يسوع يناقش مفهومهم حول يوم السبت وكان هذا يوم السبت أكبر المجادلات بين يسوع وبينهم الوارد في (متى 12/ 1-14) وأقد أنذرهم يسوع بالهلاك، بيد أن يسوع كان له تلاميذ منهم أو أصدقاء منهم فى الخفاء منهم كنيقوديموس وسمعان الأبرص، وكان بولس الرسول قبل اهتداءه، فريسيًا متشددًا، كما (أع 9)
2) "  ٱسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ"  نِيقُودِيمُوسُ ظهر تأثير الإحتلال البطلمى (يونانيين) للأراضى المقدس فى إطلاق اليهود على أولادهم أسماء يونانية وكان إسم نيقوديموس من الأسماء اليونانية وكان اليهود يحبون أن تكون أسماء أولادهم له معنى ومعنى أسم نيقوديموس " منتصر الشعب" (يو 7: 50 & 19: 39)  وذُكر إسم نيقوديموس  مرتين غير هذه في هذا الإنجيل (ص ٧: ٥٠ و١٩: ٣٠).
3) " رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ"
 + " رئيس لليهود " .. هذا التعبير يشير إلى أنه وصل إلى مركز فى مجلس السنهدريم (السنهدرين) عندما يذكر إسم رئيس أو رؤساء كهنة أو رئيس لليهود فهذا يعنى  أنه عضو من أعضاء مجلس السبعين أكبر مجلس دينى لليهود وهو أعلى هيئة دينية يهودية ويعتبر مجلس القضاء للشعب اليهودى فى أورشليم لهم حق الإفتاء عند الإختلاف بتطبيق الشريعة  وهو مؤلف من 70 عضوا .. فى العادة يمثلهم أمام سلطة الإحتلال الرومانى  فإن بعض أعضاء ذلك المجلس كان من الكهنة كما كان يضم ممثلين عن الطوائف الدينية المختلفة وبعضه من العامة (ص ٧: ٥٠).

وقد يكون رئيس مجموعة فى من الفريسيين فى هذا المجلس .. وقد حدد الإستعمار الرومانى سلطة مجلس السنهدرين هذا إلا أنه كانت له رمزيته وخضوع الشعب اليهودى له كما كان بعض من أعضاؤه من الكهنة ويرأسهم رئيس الكهنة وطبيعى كان تحت سلطتهم قوة شبه عسكره هم جند الهيكل الذى يحفظون النظام فيه .. ومن المحتمل أن يوحنا يقدم لنا فى بشارته صورة لنيقوديموس ليصف لنا اليهودية الأرثوذكسية فى القرن الأول الميلادى ، وأنه كفريسى يهودى وصل إلى  قامة روحية عميقة إلا أنه كانت تنقصة نعمة الإيمان المسيح  والولادة الجديدة بالروح القدس ، فلا يكفى أن يكون الشخص يهودى الجنسية وأبنا لأبراهيم أو خلفيته العرقية ، أو طاعته للشرائع الإلهية  ، بل بإيمانه بيسوع ، إن إعتراف نيقوديموس بيسوع كمعلم لم يكن كافيا ، فكان ينقصه أن يلتصق بيسوع ويثبت فيه ويولد من جديد بالماء والروح


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
(نيقوديموس) كلمة يونانية معناها الظافر وقوله "كان من الفريسيين " أى من الذين إدعوا زيادة تقواهم على تقوى سائر الناس وقوله " رئيس لليهود" يفيد أنه كان من مجلس السبعين أو أنه كان من المتقدمين ورجال الحكومة وقد علمنا من (يو 19: 39) من هذه البشارة أن نيقوديموس إشترك فى دفن يسوع

 تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 3: 2) 2 هذا جاء الى يسوع ليلا وقال له:«يا معلم، نعلم انك قد اتيت من الله معلما، لان ليس احد يقدر ان يعمل هذه الايات التي انت تعمل ان لم يكن الله معه».

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1
) " هٰذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً " (يو 7: 50- 51) 50 قال لهم نيقوديموس، الذي جاء اليه ليلا، وهو واحد منهم: 51 «العل ناموسنا يدين انسانا لم يسمع منه اولا ويعرف ماذا فعل؟» (يو ١٩: ٣٩ ) 39 وجاء ايضا نيقوديموس، الذي اتى اولا الى يسوع ليلا، وهو حامل مزيج مر وعود نحو مئة منا. جَاءَ إِلَى يَسُوعَ نعلم من معاملة المسيح له أنه لم يأت جاسوساً ولا مرائياً ولا طالب الخلاص لكنه سمع بشهادة يوحنا المعمدان له للجنة التي أرسلها المجلس وبمعجزات يسوع وأعماله في الهيكل ودعواه وتحقق أنه مُرسل من الله وتوقع أن يتعلم منه أموراً جديدة.
2) " لَيْلاً "
+ " ليلا " .. هناك أسباب (1) إستغل الربيون (معلمى اليهود) الليل كوقت مفضل لهم لدراسة الشريعة حيث يخلد المكان للسكون  وكان يسوع أيضا يستغل الليل فى الصلاة (2) قد يكون هناك سبب آخر هو أنه لم يرد أن يراه أحد مع يسوع ولهذا ذهب إليه ليلا .. ولكن هذا سبب ضعيف لأن يسوع تكلم مع فريسيين كثيريين (3) السبب الثالث هو أن نيقوديموس كان معجب بيسوع ومتأكد من أعماله من الله لهذا ذهب إليه ليلا بعيداىعن العين حتى يخبره بسبب إعجابه  قصد نيقوديموس أن يأتي إلى يسوع ليلاً فلم يكن اتفاقاً لأنه كان كلما ذُكر اسمه يُذكر معه أنه جاء إلى يسوع ليلاً (ص ٧: ٥٠ و١٩: ٣٩). وسبب ذلك إما الخوف من أصحابه في المجلس أن يعتبروه من تلاميذ يسوع ويعاتبوه على ذلك وإما الحياء من الشعب.(يو١٢: ٤٢ ) 42 ولكن مع ذلك امن به كثيرون من الرؤساء ايضا، غير انهم لسبب الفريسيين لم يعترفوا به، لئلا يصيروا خارج المجمع، 43 لانهم احبوا مجد الناس اكثر من مجد الله. "
3) " وَقَالَ لَهُ: يَا مُعَلِّمُ،"
+ " يا معلم " .. كان معظم الجماعات اليهودية لها مدارسها الربية اليهودية اللاهوتية يتخرجون منها معلمين ولم يدرس يسوع فى أى واحده منها وخاصة أنه لم يدرس التلمود فى مجمع الناصرة ولكن لمعلومات يسوع وقوة حجته دعوه معلما  وهذا كان يزعج اليهود ويدهشهم فى آن واحد فأصبح يسوع هدفا لكل يهودى دارس للشريعة  من المجموعات الدينية المختلفة (فريسيين وكهنة وكتبه وصدوقيين .. ألخ ) ليذهبوا إليه ويناقضوه محاولين التغلب عليه فكان يفحمهم
يَا مُعَلِّمُ هو ترجمة «ربي» وتعنى سيدى أو معلم (راجع يو ١: ٣٨) فالتفت يسوع ونظرهما يتبعان، فقال لهما:«ماذا تطلبان؟» فقالا:«ربي، الذي تفسيره: يا معلم، اين تمكث؟»  فأظهر له بذلك إكراماً عظيماً لأن هذا اللقب لم يكونوا يلقبون به أحداً إلا من تعلم في المدارس ولم يكن يسوع كذلك (يو ٧: ١٥)  فتعجب اليهود قائلين: «كيف هذا يعرف الكتب، وهو لم يتعلم؟» 
4) " نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ ٱللّٰهِ مُعَلِّماً،"
+ " قد أتيت من الله " .. هذه العبارة أوردها فى أول كلامه للتأكيذ .. وقد تشير إلى النبوة  التى وردت فى (تث 18: 15- 22)   يقيم لك الرب الهك نبيا من وسطك من اخوتك مثلي.له تسمعون. 16 حسب كل ما طلبت من الرب الهك في حوريب يوم الاجتماع قائلا لا اعود اسمع صوت الرب الهي ولا ارى هذه النار العظيمة ايضا لئلا اموت 17 قال لي الرب قد احسنوا فيما تكلموا. 18 اقيم لهم نبيا من وسط اخوتهم مثلك واجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما اوصيه به 19 ويكون ان الانسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي انا اطالبه. 20 واما النبي الذي يطغي فيتكلم باسمي كلاما لم اوصه ان يتكلم به او الذي يتكلم باسم الهة اخرى فيموت ذلك النبي. 21 وان قلت في قلبك كيف نعرف الكلام الذي لم يتكلم به الرب. 22 فما تكلم به النبي باسم الرب ولم يحدث ولم يصر فهو الكلام الذي لم يتكلم به الرب بل بطغيان تكلم به النبي فلا تخف منه " هذه الكلمات تعنى بداية الإقتناع بأن أفعال يسوع  ولكنها لا تعنى الإيمان الكامل لأن الإيمان الكامل تلزمة حياة التسليم
أَتَيْتَ مِنَ ٱللّٰهِ مُعَلِّماً عرف ذلك من أنه لم يكن له من معلم أرضي ومن الآيات التي صنعها ص ٢: ٢٣. فحكم بأنه يقدر لكونه نبياً على إجابته على مسائل كثيرة في الدين عسرت عليه.
5) " لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هٰذِهِ ٱلآيَاتِ ٱلَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ ٱللّٰهُ مَعَهُ " حكمه بذلك صواب لأن الله لا يسمح لخادع بقوة على صنع معجزة حقيقية لإثبات الكذب بها. نعم إنّ الأنبياء الكذبة كانوا يأتون بعض الغرائب كسحرة مصر لكنهم لم يستطيعوا أن يفعلوا مثل ما فعل يسوع. وكانت معجزات يسوع وآياته دليل على أنه من  الرب أتى وقد أستعمل التلاميذ هذا الدليل بقوة فى التبشير والكرازة (أعمال ٢: ٢٢)22 «ايها الرجال الاسرائيليون اسمعوا هذه الاقوال: يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وايات صنعها الله بيده في وسطكم، كما انتم ايضا تعلمون. " (أع١٠: ٣٨) 38 يسوع الذي من الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة، الذي جال يصنع خيرا ويشفي جميع المتسلط عليهم ابليس، لان الله كان معه. "  كما أتسعمل هذا الدليل فى معجزة شفاء الأعمى منذ ولادته فى مقاومة الفريسيين (يو ٩: ١٦ و٣٣ ) 16 فقال قوم من الفريسيين:«هذا الانسان ليس من الله، لانه لا يحفظ السبت». اخرون قالوا:«كيف يقدر انسان خاطئ ان يعمل مثل هذه الايات؟» وكان بينهم انشقاق. 33 لو لم يكن هذا من الله لم يقدر ان يفعل شيئا». وهدف نيقوديموس بما في آخر هذه العبارة أن الله كان مع يسوع كما كان مع إبراهيم ويوسف ودانيال وهذا دون ما كان يستحقه المسيح وما دلت عليها المعجزات التي صنعها. وقول نيقوديموس «نعلم» يشير إلى أنه حاور جماعة من رفقائه في المجلس الذين أرسللوهم لسؤال يوحنا المعمدان وأنهم شهدوا له بما قاله هنا. ولا بد من أن نيقوديموس قصد بكلامه المدح والتعظيم ليسوع وأن يكون كلامه مقدمة لما أراده من المسائل.
6) " إِنْ لَمْ يَكُنِ ٱللّٰهُ مَعَهُ "
+ " إن لم يكن الله معه " .. هذه حقيقة منطقية حتمية وهى جملة شرطية من الصنف الثالث

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
إن ذهاب نيقوديموس  ليلا يفيد أنه كان يتبع الشريعة اليهودية وأنه كان يخاف من غضب الفريسيين ومن عضب أصحابة فى مجلس السبعين لئلا يعتبروه من تلاميذ المسيح ويخرجوه من زمرتهم وقوله " يا معلم نعلم انك قد أتيت من الله" يدل أنه عند مجيئه هذه المرة لم يكن مؤمنا بأن المسيح  إله بل هو فقط نبى يقدر أن يجيبه على مسائل كثيرة عسرت عليه فى الدين ، وقوله " لأن ليس أحد يقدر أن يعمل هذه الايات التى أنت تعمل إن لم يكن الله معه" صواب لأن الله لا يسمح لخادع بقوة على صنع  معجزة لإثبات كذبه بها ، ومراد نيقوديموس من قوله "إن لم يكن الله معه" أن الله كان مع يسوع كما كان مع إبراهيم وإسحق ويعقوب ويوسف ودانيال وهذا دون ما يستحقه يسوع ، وهذا القول من نيقوديموس يدل أنه لم يكن قد عرف المسيح حق المعرفة .

 تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 3: 3)  3 اجاب يسوع وقال له:«الحق الحق اقول لك: ان كان احد لا يولد من فوق لا يقدر ان يرى ملكوت الله».

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " فَقَالَ يَسُوعُ: ٱلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ:"  فَقَالَ يَسُوعُ لم يسأله نيقوديموس سؤالا ولكن سر المعمودية أسس عليها المسيح رسالته وما قاله يسوع فى هذه الآية هو إجابة على أمر كان قد قصد أن يسأله إياه وكان يدور فى ذهنة . ولعل نيقوديموس كان يقصد أن يسأل يسوع عن رأيه في شأن ملكوت المسيح.

+ " الحق الحق " .. معناها الحرفى آمين آمين .. والكلمة وردت فى العهد القديم وتعنى الإيمان أو الثبات أو اليقين  .. وكان يسوع يكرر كلمة الحق مرتين قبل عبارات كثيرة أوردها فى كلامه خاصة فى بشارة يوحنا - ٱلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ هذا يشير إلى جذب المتكلم للسامع إلى ما يقوله وإلى سلطانه وأهمية الموضوع  إِنْ كَانَ أَحَدٌ يهودياً أو غير يهودي.
2) " إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ "
+ " إن كان أحد " .. جملة شرطية من الصنف الثالث تعنى حقيقة حتمية وهى تشبه عبارة نيقوديموس (يو 3: 1)

+ " لا يولد من فوق " كلمة فوق باللغة اليونانية "أنوثين" وتعنى (1) الولادة جسديا مرة ثانية .. (2) الولادة من جديد كما وردت فى (أع 26: 5) والولادة من فوق (يو 3: 7 و 31 & 19: 11) ومن المؤكد من (يو 3: 4) أن نيقوديموس فهم بأن يسوع قصد الولادة جسديا مرة ثانية ولكن إستعمل بولس تعبير آخر " التبنى" ليشير إلى الخلاص بينما يستعمل يوحنا تعبير آخر هو "الولادة" (1بط 1: 23)
لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ أشار بذلك إلى الولادة الجديدة الروحية فهو مثل قوله «الذين ولدوا... من الله» (يو ١: ١٣) 13 الذين ولدوا ليس من دم، ولا من مشيئة جسد، ولا من مشيئة رجل، بل من الله.ومثل ما في (١يوحنا ٢: ٢٩).29 ان علمتم انه بار هو، فاعلموا ان كل من يصنع البر مولود منه. (١يوحنا ٣: ٩ ) 9 كل من هو مولود من الله لا يفعل خطية، لان زرعه يثبت فيه، ولا يستطيع ان يخطئ لانه مولود من الله. "  وبيّن ضرورية تغير قلب الإنسان الخاطئ تغيراً عظيماً كاملاً مستمراً بعهد مع الرب بالتوبة ةبالتغطيس فى المعمودية يمحى الخطية الجدية الموروثة من آدم وتغفر الخطايا التى صنعها الإنسان قبل المعمودية كأنه وُلد ثانية .
3) " لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ"
+ " لا يرى" .. هذه العبارة تشابه عبارة "لا يستطيع أن يدخل" (يو 3: 5)

مرّ الكلام على معنى ملكوت الله في الشرح متّى ٣: ٢. وقوله «يرى» بمعنى يدخل كما يظهر من ع ٥. وبما ان ملكوت الله ملكوت روحي كان الذين يدخلونه محتاجين إلى الولادة الروحية. فالإنضمام للمملكة الإلهية يتضمن عهدا وتعهدا هو عقد بختم الميلاد الروحى لدخول ملكوت الله الروحى بالولادة الروحية

اوبإستمرار الإنسان فى الحياة الروحية يظل فى ملكوت الله سواء أمام يحى فى الأرض أم إنتقل بالموت إلى السماء حيث يوجد ملكوت المسيح الحياة الروحية وهذه تتوقف على الولادة الروحية. وتعليم هذه الولادة من أعظم مبادئ دين المسيح الأساسية. وصرح المسيح بأنها ضرورية لكل إنسان بلا استثناء من عالٍ أو دون أو خاطئ أو بار في عيون الناس. وسبب ذلك أن الطبيعة البشرية قد فسدت منذ سقوط آدم فلا يخلص إلا من وُلد ثانية من الروح القدس.
وظن نيقوديموس كسائر اليهود أن ملكوت الله خارجي زمني دنيوي. وأن لكل يهودي حقاً أن يدخله بناء على أنه ابن إبراهيم. ولكن المسيح علمه أن تلك الولادة الطبيعية لا تنفع اليهود شيئاً وأن الذي يحتاجون إليه هو الولادة الجديدة.
علامة العهد بين الرب والإنسان فى العهد القديم والجديد
العلاقة بين الرب وشعبه هى عهدل وعقدا وميثاقا وعلامة العهد هو الختان حيث كان ختم الختان هو علامة عهد بين أفراد الشعب اليهودى مع الرب فى العهد القديم  (تثنية ١٠: ١٦ ) فاختنوا غرلة قلوبكم ولا تصلبوا رقابكم بعد.  ( إرميا ٤: ٤ ) اختتنوا للرب وانزعوا غرل قلوبكم يا رجال يهوذا وسكان اورشليم لئلا يخرج كنار غيظي فيحرق وليس من يطفئ بسبب شر اعمالكم ( إر٣٠: ٣٣ ) 22 وتكونون لي شعبا وانا اكون لكم الها  ( حزقيال ١١: ١٩ )  واعطيهم قلبا واحدا واجعل في داخلكم روحا جديدا وانزع قلب الحجر من لحمهم واعطيهم قلب لحم . وهذا الختان أستبدل فى العهد الجديد بالمعمودية وقبول الروح القدس عبّر عنه أيضاً بالخليقة الجديدة (٢كورنثوس ٥: ١٧)17 اذا ان كان احد في المسيح فهو خليقة جديدة.الاشياء العتيقة قد مضت.هوذا الكل قد صار جديدا  (غلاطية ٦: ١٥)  15 لانه في المسيح يسوع ليس الختان ينفع شيئا ولا الغرلة، بل الخليقة الجديدة." و «بالقيامة من الأموات» (يوحنا ٥: ٢٤ ) 24 «الحق الحق اقول لكم: ان من يسمع كلامي ويؤمن بالذي ارسلني فله حياة ابدية، ولا ياتي الى دينونة، بل قد انتقل من الموت الى الحياة ( أفسس ٢: ١). 1 وانتم اذ كنتم امواتا بالذنوب والخطايا،
وكان من عادة المسيح أن يخاطب كل إنسان حسب استعداده ومستواه الفكرى وإهتمامه فى الحياة إلى قبول تعليمه. مثال ذلك أمره للرئيس الغني المتكل على غناه أن يبيع ما له ويوزعه على الفقراء (لوقا ١٨: ٢٢). وللجموع الطالبة الخبز بقوله «اِعْمَلُوا لاَ لِلطَّعَامِ ٱلْبَائِدِ، بَلْ لِلطَّعَامِ ٱلْبَاقِي لِلْحَيَاةِ ٱلأَبَدِيَّةِ» (يو ٦: ٢٧). وللمرأة السامرية التي أتت لتستقي ماء بأن تستقي الماء الحي (يو ٤: ١٠). ولهذا الفريسي المتكل لتبريره على أنه ابن إبراهيم بأن «يولد من فوق». وخاطبه المسيح بهذا الكلام لكي ينفي أفكاره الدنيوية الزمنية في شأن ملكوت المسيح. فحقق له أن ملكه روحي لا زمني. وان هدفه لم تكن الانتصار على الرومانيين بل على الطبيعة البشرية الفاسدة ونجاة نفس الإنسان من رق الشيطان لا اليهود من رق قيصر. وعلمه أيضاً أن هذا الملكوت ليس لليهود خاصة بل للناس المتجددي القلوب من كل أمة.

ملكوت الله : " هذه ِالعبارة وردت مرتين فقط في إنجيل يوحنا (يو 3: 3) و(يوحنا ٣ :٥) وهذه عبارة مفتاحية رئيسية في الأناجيل السينابتية.(متى ولوقا  ومرقس) ا لعظتين الأولى َوالأخيرة ليسوع، ومعظم أمثاله، بتتناول موضوع الملكوت. بتشير إلى حكم ملكي للرب في قلوب البشر الآن. من المدهش ان يوحنا بيتسخدم العبارة دي مرتين بس (وليس في أمثال يسوع).. بالنسبة إلى يوحنا، "الحياة الأبدية" هي كلمة رئيسية واستعارة.

العبارة بترتبط مع الفكرة الأساسية افى الآخرة (نهاية الزمان) اللي في تعاليم يسوع. المفارقة اللاهوتية في "الآن ولكن ليس ألان" مرتبطة بالفكرة اليهودية عن دهرين، الدهر الحالي الشرير ودهر البر اللي هيجي واللي دشنه المسيا. اليهود كانوا بيتوقعوا مجيء واحد بس لقائد عسكري بقوة الروح القدس (مثل القضاة في العهد القديم). المجيئين للمسيح سببوا تداخل الدهرين. ملكوت الله اقتحم التاريخ البشري بالتجسد في بيت لحم. ولكن، يسوع ما لم يأتى كفاتح عسكري مثل ما ورد في رؤيا ١٩ ،بل كعبد متألم (أش ٥٣) وقائد متواضع (زك ٩ :٩ ) لهذا ، الملكوت افتُتح (مت 3: 2) ( مت 4: 17) ( مت 11: 12) ( مر 1: 15) ( لو 9: 2 و11) ( لو 11: 20) (لو 21: 31- 32) ولكن لم يكتمل بعد (مت 6:10) ( مت 16: 28) ( مت 26: 65) هما متحررين من قوة الخطيئة، ومع ذلك لسه المؤمنين بيعيشوا في مشادة بين الدهرين دول. عندهم حياة القيامة، بس لسه بيموتوا جسدياً بيخطئوا. بيعيشوا في مشادة أخروية بين "للتو بس لسه". هناك تعبير مفيد عن المشادة بين للتو بس لسه في يوحنا

وأوضح إنجيل يوحنا على تأكيد مجيء مستقبلي (يو ١٤ :٣ ،١٨ ، ٢٨؛ ١٦ :١٦ ،٢٢ (وبشكل واضح عن القيامة والدينونة الأخيرة "في اليوم الأخير" (يو ٥ :٢٨ ؛ ٦ :٣٩ ،٤٤ ،٥٤؛ ١١ :٢٤؛ ١٢ :٤٨) ومع ذلك، ورد في كل أرجاء الإنجيل الرابع  الحياة  الأبدية؛،   والقيامة، والدينونة، حقائق حاضرة هي.((يو 3: 18و 4: 23 و 5: 25 و 6: 54 و 11: 23 و 11: 23 و 12: 28-31 , 13: 31 و 13: 17و 17: 26)


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
" أجاب يسوع " على فكر نيقوديموس وعلى قصده الذى كان نوى أن يسأله إياه وقال له الحق الحق أقول لك " بسلطانى وأعلم أن الكلام يقينى أى لا ريب فيه" إن كان أحد" يهوديا كان أو غير يهودى "لا يولد من فوق" الولادة الثامية الروحية ويتجدد قلبه تجديدا كليا وذلك يحصل عند إيمان افنسان وعمادة والذى لا يولد من فوق " ولا بقدر أن يرى ملكوت الله" أى لا يقدر أن يدخل ذلك الملكوت ويتنعم به مالم يولد ولادة روحية لأن ملكوت الله روحى فكل الذين يدخلونه محتاجون إلى الولادة الروحية

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 3: 4) 4 قال له نيقوديموس:«كيف يمكن الانسان ان يولد وهو شيخ؟ العله يقدر ان يدخل بطن امه ثانية ويولد؟»

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " «قَالَ لَهُ نِيقُودِيمُوسُ: كَيْفَ يُمْكِنُ ٱلْإِنْسَانَ أَنْ يُولَدَ وَهُوَ شَيْخٌ؟ أَلَعَلَّهُ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ بَطْنَ أُمِّهِ ثَانِيَةً وَيُولَدَ؟»."  في إجابة نيقوديموس إشارة إلى التعجب والحيرة وإستحالة تصديق قول المسيح عن الولادة بالماء والروح أى الولادة الثانية وطلب زيادة الإيضاح لأن الولادة الثانية على ظاهر معناها محال. وكانت هذه المحاورة إحدى طرق المسيح فى التعليم مثل طريقة التعليم بالأمثال وغيرها نعم إنّه يصعب علينا تصديق أن معلماً لاهوتياً عالماً مشهوراً لا يفهم من كلام المسيح إلا ظاهر المعنى الجسدي أي الولادة الطبيعية ولكن يتضمن كلام المسيح معنى روحي اقصده من أن تعليم تجديد القلب من تعاليم العهد القديم هو عهد جديد عهد النعمة بالإيماان بالمسيح وختم المعمودية

التي عرفها نيقوديموس ودرسها وعلمها (تك 6: 5) وراى الرب ان شر الانسان قد كثر في الارض، وان كل تصور افكار قلبه انما هو شرير كل يوم.(مزمور ٥١: ١٠ ) قلبا نقيا اخلق في يا الله وروحا مستقيما جدد في داخلي. (مز٨٦: ١١ ) 11 علمني يا رب طريقك اسلك في حقك.وحد قلبي لخوف اسمك. (حزقيال ١١: ١٩) 19 واعطيهم قلبا واحدا واجعل في داخلكم روحا جديدا وانزع قلب الحجر من لحمهم واعطيهم قلب لحم  (حز ٣٦: ٢٦).لكن نعلم أنه يصعب على القلب الطبيعي أن يدرك الحقائق الروحية ولكن شرح الرب يسوع لهم هذه الحقائق وبسطها وسهلها ليفهموها . فالمرأة السامرية لم تفهم مراد المسيح «بالماء الحي» والتلاميذ لم يفهموا ما عناه المسيح «بخمير الفريسيين» ويهود كفرناحوم لم يفهموا ما قصد المسيح «بالخبز النازل من السماء».
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس 112
إن جواب نيقوديموس يدل على حيرته وتعجبه على أنه أخذ كلام يسوع حسب ظاهره حرفيا ولم يفهمه روحيا  أى لم يعرف إلا مولدا واحدا من آدم وحواء أى من رجل وامرأة ، فهم نبقوديموس من كلام يسوع الولادة الجسدية لأنه كان جسديا بعد ، ومن العجيب أن نيقوديموس يغفل عن المعنى الروحى الذى قصده المسيح مع أنه معلم للناموس وهذا يدلنا على أنه يصعب على القلب الطبيعى أن يدرك الحقائق الروحية

 تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 3: 5) 5 اجاب يسوع:«الحق الحق اقول لك: ان كان احد لا يولد من الماء والروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
+ "ملكوت الله " ..
هذه العبارة وردت مرتين فى بشارة يوحنا (يو 3: 5) وملكوت الله عبارة كررت كثيرا فى البشائر الأزائية (متى ومرقس ولوقا) وقد تحدث يسوع عن الملكوت فى عظاته  كما تحدث أيضا بأمقال كثيرة .. وتشير عبارة ملكوت الله إلى ملك الله فى قلوب الناس الآن (إنجيل لوقا 17: 21) ولا يقولون: هوذا ههنا، أو: هوذا هناك! لأن ها ملكوت الله داخلكم». ومن الغريب أن يوحنا إستعمل عبارة ملكوت الله مرتين فقط بينما كانت عبارة الحياة الأبدية هى العبارة المتكررة

ترتبط عبارة ملكوت الله فى تعاليم يسوع التى وردت فى الأناجيل  باليوم الأخير وهى تتوافق مع المفهوم اليهودى بأننا نعسش فى معركة ضد الشرير وأن الدهر الآتى سيعلن بحضور المسيا هذا مع وجود إختلاف بأن المسيحين يعتقدون بأن المسيا جاء بتجسد الكلمة من عذراء وولادته فى بيت لحم  وينتظرونه كقائد محارب (رؤ 19: 11 وما بعده) ما اليهود فينتظرونه كقائد عسكرى يقودهم فى العالم  ولم يعتقدوا فى يسوع المسيح لأنه أتى كقائد متواضع (زك 9: 9) وأعلن مملكته الإلهية وعرفناها منه أنها ملكوت الله (مت  3: 2 & 4: 17 & 11: 12 & 12: 28) (مر 1: 15 ) (لو 9: 9 و 11 & 11: 20 & 21: 31- 32) ويكتمل الملكوت بكل قوة يسوع الإلهية فى المستقبل (مت 6: 10 & 16: 28 & 26: 64)

وما بين الحاضر والمستقبل يخوض المسيحيين صراعا ضد قوى الشر المرئية والغير مرئية متطلعين إلى المستقبل متسلحين بأسلحة الإيمان ثابتين ومتحدين مع يسوع  يولدا ولادة جديدة بالمعمودية يمتلؤون بالروح القدس ويثبتوا معه فى شركة سر الإفخارستيا  منتظرين يسوع فى مجيئة الثانى (يو 14: 3و 18 و 28 & 16: 16و 22) خيث القيامة والدينونة الأخيرة فى اليوم الأخير (يو 5: 28 & 6: 39 و 44 و 54 & 11: 24 & 12: 48) ويصف يوحنا المسيحى فى بشارته بانه يعيش   كحقائق حاضرة فى حياته (يو 3: 18 & 4: 23 & 5: 25 & 6: 54 & 11: 23 & 12: 28 و 31 & 13: 31 & 14 : 16 & 16: 26) 

 

1) " فَقَالَ يَسُوعُ: ٱلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ:" .ٱلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ هذا التكرار يوضح  بياناً لأهمية الكلام وسلطان المتكلم.يبدوا من المناقشة التى جرت بين يسوع ونيقوديموس أنه فهم هذه الاية بالمعنى المسيحى ولكنه فهمها بالمعنى البشرى  فقال "ألعله يقدر أن يدخل بطن أمه ويولد ثانية  ولكن قصد يسوع المعمودية فى المسيحية وهنا تظهر لنا بشاؤة يوحنا لاهوت المسيح  (يو 3: 14: 21) فتظهر ثنائية يوحنا فى النظرية 2 (ما هو فوق وما هو تحت )
2) " إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ ٱلْمَاءِ وَٱلرُّوحِ"
+ " إن   كان أحد لا يولد من الماء والروح " .. جملة شرطية من الصنف الثالث  وهذه الجزء من ألآية مقارنة ومقاربة بين : (1) الولادة الأرضية والولادة السمائبة  (2) ما هو جسدى وما هو روحى

لاَ يُولَدُ مِنَ ٱلْمَاءِ وَٱلرُّوحِ هذا تكرير لقوله «لا يولد من فوق» مع شيء من التفسير. ولم يشر المسيح هنا إلى ولادتين ولادة الماء وولادة من الروح لأنهما ولادة واحدة فالأولى "الماء" حملت معنى المادة التى توجد فى كل شسر من أسرار الكنيسة  والأخرى حقيقية وقُدمت المادة الرمزية تمهيداً لفهم الثانية. والمعنى أن الولادة من فوق هي الولادة من الروح القدس الذي يطهر القلب كما يطهر الماء الجسد من القاذورات هكذا تظهر روح الرب الإنسان من أوساح الخطية . وكثيراً ما أُشير بالماء في العهد القديم إلى تطهير القلب من الخطيئة (مزمور ٥١: ٢) 2 اغسلني كثيرا من اثمي ومن خطيتي طهرني. (إشعياء ٥٣: ١٥ ) 25 وارش عليكم ماء طاهرا فتطهرون من كل نجاستكم ومن كل اصنامكم اطهركم.  (زكريا ١٣: ١) 1 في ذلك اليوم يكون ينبوع مفتوحا لبيت داود ولسكان اورشليم للخطية وللنجاسة. (مز 13: 5) أما انا فعلى رحمتك توكلت.يبتهج قلبي بخلاصك
+ " الماء " .. هناك نظريتين عن المقصود بالماء الأولى تدور حول الماء فى الجسد البشرى والثانية روحية وطقسية 1. ظن الربيون أنها منى الرجل .. 2. وظنوا أيضا أنه الماء الذى يحيط برحم أى أم عند الولادة .. 3.   معمودية يوحنا المعمدان الذى أشار ان معمديته للتوبة (يو 1: 26 & 3: 23) .. 4. الماء وإستخدامه الطقسى فى العهد القديم  برش الماء بواسطة الروح (حز 36: 25- 27)  .. 5. المعمودية فى المسيحية
لقد قصد يسوع المعمودية فى المسيحية ولكن بالطبع كان فوق مقدرة نيقوديموس لفهمها بهذا المعنى 
وقد ورد مثل هذا أي ذكر الرمز والمرموز معاً في قول يوحنا المعمدان في المسيح «هو سيعمدكم بالروح القدس ونار» (لو 3: 16)  أجاب يوحنا الجميع قائلا: «أنا أعمدكم بماء، ولكن يأتي من هو أقوى مني، الذي لست أهلا أن أحل سيور حذائه. هو سيعمدكم بالروح القدس ونار" فى هذه الاية وردت كلمة النار بدلا من الماء وهذه العبارة بمعنى العبارة التي نحن في شرحها إلا أنه فيها النار بدل الماء وكلاهما رمز إلى التطهير. وعدم ذكر الماء في الآية الثامنة إشارة إلى أن الولادة من الروح هو الأمر الجوهري.والإناجيل سفر ألعمال  نص على وجوبها في عدة أماكن غير هذا. (مرقس ١٦: ١٦ ) من امن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن. (أعمال ٢: ٣٨ ) 38 فقال لهم بطرس :«توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا، فتقبلوا عطية الروح القدس. (أفسس ٥: ٢٦ ) لكي يقدسها، مطهرا اياها بغسل الماء بالكلمة، (تيطس ٣: ٥ ) لا باعمال في بر عملناها نحن، بل بمقتضى رحمته ­ خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس، (يعقوب ١: ١٨ ) 18 شاء فولدنا بكلمة الحق لكي نكون باكورة من خلائقه. (١بطرس ١: ٢٣) 23 مولودين ثانية، لا من زرع يفنى، بل مما لا يفنى، بكلمة الله الحية الباقية الى الابد.
  3) " لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ"  لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ الخ هذا تفسير لقوله «لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ» ع ٣ أن شرط دخول ملكوت السموات هو ختم المعمودية ومعناه أنه لا شركة له في بركات ذلك الملكوت.

ملكوت الله : مخطوطة يونانية قديمة (المخطوطة א) وآباء كنيسة عندهم عبارة "ملكوت السماوات"، اللي كانت شائعة في إنجيل  يوحنا. ولكن عبارة "ملكوت الله" بتأتى في يوحنا ٣ :٣) يوحنا ٣ :٣ و٥ هي الأماكن الوحيدة اللي بتظهر فيها العبارة عند يوحنا
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
إن المخلص أراد أن يبين لنيقوديموس الشيخ الميلاد الروحى على سبيل التشبيه بالميلاد الطبيعى الذى يقتضى ابا وأما فشبه الماء فى المعمودية بالأم والروح القدس بالآب الفاعل الأول والمانح النعمة والقداسة التى يولد بها أبناء الله بالمعمودية ، فالماء يجرى مجرى الآله والمادة والروح القدس هو الذى يفيد موهبة البنوة ويضاف إليه اسم ألاب والإبن لأن الثلاثة أقانيم لجوهر واحد ، إن المعمودية بالماء هى سر الموت والقيامة فإن التغطيس فى الماء يجرى مجرى الدفن فى الأرض والإرتفاع منه يشبه البعث  والحياة أى القيامة من الموت ، فالميلاد الثانى يختص بالنفس لأنه ينبهها ويرشدها إلى الإنصراف عن محبة الجسديات ويحثها لتتصرف تصرفا سمائيا ، قال بعض العلماء أن فائدة تغطيسنا فى المعمودية ثلاث مرات هى لنشعر أنه يجب  أن نعتقد بالثالوث المقدس وأنه بقدرة الثالوث ننال نعمة التجديد والتبنى

 تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 3: 6)  6 المولود من الجسد جسد هو، والمولود من الروح هو روح.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " اَلْمَوْلُودُ مِنَ ٱلْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ" ذكّر المسيح نيقوديموس بما كان قد تحققه العلاقة الناتجة من الولادة الطبيعية بين ألآباء والمولود ليشير إلى ضرورة  الولادة الروحية لأن كل نوع حي يلد مثله. ومعنى «الجسد» هنا البشر أو الإنسان في الحال التي وُلد عليها من الضعف والفساد. فالإنسان الخاطئ الفاسد لا يستطيع أن يلد إلا من كان مثله في الخطيئة والفساد (تك 8: 1) فتنسم الرب رائحة الرضا. وقال الرب في قلبه: «لا اعود العن الارض ايضا من اجل الانسان، لان تصور قلب الانسان شرير منذ حداثته. ولا اعود ايضا اميت كل حي كما فعلت.(وأيوب ١٤: ٤).4 من يخرج الطاهر من النجس.لا احد. "  فإذن كل من ولدوا من البشر فاسدون لا يستحقون أن يدخلوا ملكوت الله. ولو وُلد الشيخ ثانية من أمه كما قال نيقوديموس لوُلد خاطئاً دنيوياً لأنه مولود من جسد فإذاً من المحال أن تتوقع وجود الحياة الروحية في مصدر أرضي. ولا يدخل المسيح تحت قوله «المولود من الجسد جسد هو» لأنه وُلد من مريم ولادة خارقة الطبيعة بفعل روح الله. نعم إنّه «صَارَ جَسَداً» (ص ١: ١٤) لكنه لم يشارك الجسد في الخطيئة (٢كورنثوس ٥: ٢١).
2) " وَٱلْمَوْلُودُ مِنَ ٱلرُّوحِ هُوَ رُوحٌ"
 (كلمة "روح" المعرفة بالألف واللام  والتى تعنى الروح القدس حسب تفسير البابا أثناسيوس الرسولى (يو 3: 5) والغير معرفة التى تشير إلى الروح الإنسانية (يو 3: 6)
وَٱلْمَوْلُودُ مِنَ ٱلرُّوحِ الخ الولادة الثانية هى الولادة من رحم الماء بالروح القدس فالمسيحيين جميعا ولدوا من رحم واحد لذلك فجميعهم أخوة الروح السماوي مصدر كل حياة روحية وهو المصدر الوحيد لذلك. فالإنسان الذي استمد حياة جديدة من الروح القدس بالمعمودية  هو روحي ويستطيع أن يدرك الأمور الروحية ويشترك في البركات الروحية وله الحق فى دخول ملكوت الله لأن الله روح  وجميع الساجدين له فبالروح والحق (يو 4: 24) ولكن تأتي ساعة، وهي الآن، حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق، لأن الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له."  ويقدر على الأعمال الروحية كالمحبة والإيمان والطاعة والمشابهة لله الطاهر القدوس (غلاطية ٥: ٢٢ و٢٣).

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
أظهر المسيح بهذا القول لزوم الولادة الثانية وضرورتها وخلاصة معناه أن الجسد والدم لا يرثان ملكوت الله لأن ملكوت الله روحى والذى يولد من الجسد يكون جسديا مفسودا بالخطية ومائلاً إليها ، لأن الإنسان الخاطئ الفاسد لا يستطيع أن يلد إلا من كان مثله فى الخطية والفساد ، فإذا كل الذين ولدوا من بشر فاسدون لا يستحقون أن يدخلوا ملكوت الله ، فلكى يدخل الإنسان ملكوت الله الروحى يلزمه أن يولد ولادة روحية من الماء والروح القدس لأن " المولود من الروح القدس هو روح" فالإنسان الذى يحصل على الحياة الروحسة من الروح القدس هو روحى ويستطيع أن يشترك فى البركات الروحية

 تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 3: 7) 7 لا تتعجب اني قلت لك: ينبغي ان تولدوا من فوق.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " لاَ تَتَعَجَّبْ أَنِّي قُلْتُ لَكَ:"
+ " لك ... تولدوا " .. أحيانا نرى فى الآية التكلم بصيغة المفرد فى الحديث مع نيقوديموس .. وأحيانا بصيغة الجمع لهذا يمكن أنه يشير إلى البشرية جميعا وتكرر هذا الأمر فى (يو 3: 11)  قد يتجه بعض المفسرين إلى تفسير هذه الآية على ميل اليهود للوثوق بأصولهم العرقية (يو 4: 12 & 8: 53) ولكن هذه البشارة ترد على الغرور اليهودى العنصرى كما ترد أيضا على تعاليم العنوسية فى القرن الأول الميلادى

لاَ تَتَعَجَّبْ عرف المسيح أفكار نيقوديموس مما ظهر على وجهة ومن هيئته وكلامه أي علم من ذلك أنه لم يقتصر على التعجب
2) " يَنْبَغِي أَنْ تُولَدُوا مِنْ فَوْقُ." وكان على وشك أن يرفض ذلك التعليم كأمر يجاوز التصديق البشري ومما لا يُدرك. اعترض نيقوديموس على تعليم المسيح الولادة الجديدة بقوله «كيف يمكن أن يكون» فأوضح يسوع له أنه يصدق أموراً أعمق روحيا هذا الأمر فإنه فى بداية هذا الطريق الذى يؤدى إلى الملكوت فلا حق له أن يرفض ذلك التعليم لهذا السبب.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
إن الولادة من فوق أى من الروح القدس تكون بإفاضته على المعتمدين نعمته ومواهبة السماوية فتجعلهم روحيين وقديسيين وسمائيين ، وقد عرف المسيح تشكك نيقوديموس فى هذه الولادة

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 3: 8)  8 الريح تهب حيث تشاء، وتسمع صوتها، لكنك لا تعلم من اين تاتي ولا الى اين تذهب. هكذا كل من ولد من الروح».

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " اَلرِّيحُ تَهُبُّ حَيْثُ تَشَاءُ، وَتَسْمَعُ صَوْتَهَا، لٰكِنَّكَ لاَ تَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ تَأْتِي وَلاَ إِلَى أَيْنَ تَذْهَبُ. " قال سليمان الحكيم (جامعة ١١: ٥) 5 كما انك لست تعلم ما هي طريق الريح ولا كيف العظام في بطن الحبلى كذلك لا تعلم اعمال الله الذي يصنع الجميع."

+ " روح " .. كلمة روح فى اللغة الآرامية وكذلك اليونانية تعنى "ريح"  أو "نفس" أو "روح" فكما الريح تتحرك ولا يعرف من أين تأتى أو تذهب كذلك الروح . ولا يمكن رؤية الريح ، بل نحس بوجودها ونرى تأثيرها ، وكذلك بالنسبة للروح لا يملك ألإنسان السيطرة على الروح القدس فى داخله لأن الروح هو صاحب السلطان الكامل (حز 37) وهذا المعنى الموجود فى الآيات (يو 3: 5- 7) والخلاص هو إتحاد بين عمل الروح فى ألإنسان (يو 6: 44و 65) عندما تزداد وينمو علاقة الإنسان بيسوع وقيامه بالتوبة عند سقزطه (يو 1: 12 & 3 : 16 و 18)
وبشارة يوحنا تدونا عن البشائر الأخرى نفرد بتركيزها على شخص الروح القدس وعمله (يو 14: 17 , 25 و 26 & 16: 7- 15)

اَلرِّيحُ تَهُبُّ حَيْثُ تَشَاءُ شبّه سابقاً فعل الروح بالماء والشجر وشبهه هنا بالريح. لا أحد يقدر أن يرى الريح أو أن يخبر بمصدرها أو غايتها وهي غير خاضعة لأمره ولكنها خاضعة للرب لكنه مع ذلك لم ينكر وجودها عندما يسمع صوتها. فأوجب المسيح بذلك على نيقوديموس أن لا ينكر حضور الروح القدس وفعله في قلب الإنسان لأنه لا يراه ولا يعرف كيف يعمل.
والمشابهة هنا فى العلاقة بين الريح والروح القدس أو وجود الريح وقوتها يعرفان من فعلها كذلك وجود الروح القدس وقوته يعرفان بفعله وهو ما يحدثه من التغيير في قلب الإنسان وأعماله كما كان لشاول الطرسوسي المضطهد فإن المسيح شهد له بقوله «هوذا يصلي» (أعمال ٩: ١١). وكما كان للوثنيين في أفسس من أنهم آمنوا بالمسيح وأحرقوا كتبهم السحرية الثمينة (أعمال ١٩: ١٩).
2) " هٰكَذَا كُلُّ مَنْ وُلِدَ مِنَ ٱلرُّوح"  (١كورنثوس ٢: ١١ ) 11 لان من من الناس يعرف امور الانسان الا روح الانسان الذي فيه؟ هكذا ايضا امور الله لا يعرفها احد الا روح الله "
هٰكَذَا كُلُّ مَنْ وُلِدَ مِنَ ٱلرُّوحِ يشبه فعل الريح فعل الروح في ثلاثة أمور:
أولاً: أن «الريح تهب حيث تشاء» والروح يفعل حيث يريد أي أنه حر مستقل بأعماله.
ثانياً: أن الريح تأتي وتذهب غير منظورة والروح يفعل في قلب الإنسان فعلاً سريّاً لا يدركه إلا من يفعل هو فيه.
ثالثاً: أن قوة الريح عظيمة لا تقاوم وقوة الروح في تغيير الأفراد والجماعات لا تُحصى ولا تُحدّ.


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
فأخذ يسوع يبين لنيقوديموس  أنه توجد أمور عسرة الفهم ومع ذلك هم يصدقون بها فقال " الريح تهب حيث تشاء وتسمع صوتها لكنك لا تعلم من أين تأتى ولا إلى أين تذهب" أى أن الريح تهب حيث تنجذب طبعا ولا يقدر احد ان يراها أو أن يخبر بمصدرها أة غايتها وهى غير خاضعة لأمره ولكنه مع ذلك لا ينكر وجودها عندما يسمع صوتها فهكذا لا يمكنك أن ترى الميلاد الثانى الروحى ولا أن تعرف غايته بواسطة النور الطبيعى فقط بل تعرفه بإلهام الروح القدس ولو رأيت علامته الخارجية فى الماء والتغطيس فى المعمودية ، فإن كنت لا تعلم طريق الريح التى تحس بها فكيف تفحص أعمال الروح القدس ، وتشبه هنا أن وجود الريح وقوتها يعرفان من فعلها كذلك وجود الروح القدس وقوته يعرفان بفعله وهو ما يحدثه من التغيير فى قلب الإنسان .

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 3: 9) 9 اجاب نيقوديموس وقال له:«كيف يمكن ان يكون هذا؟»

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " فَسَأَلَهُ نِيقُودِيمُوسُ: كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ هٰذَا؟" كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ هذه طريقة من طرق تعليم يسوع إتبعها مع نيقوديموس (وهى طريقة لا يمكن أن ينسى المتعلم تعليم يسوع)وهى طريقة لحفر المعلومات المقاله فى ذهن السامع لهذا لم ينسى التلاميذ كل وصايا المسيح وتعاليمه  التى تكون غالبا من الأصعب (الولادة الثانية) إلى الأسهل (المعمودية)  وليس العكس كمعلم بنى إسرائيل سأ يسوع نيقوديموس عن الولادة الجديدة أو الثانية يُظهر هذا السؤال قدر صعوبة إدراك العقل البشري للحقائق الروحية. وهذه الطريقة التعليمية ذاتها أتبعها يسوع مع اليهود وتلاميذه عندما قال جسدى مأكل حق ودمى مشرب حق (يو ٦: ٥٢ و٦٠ ) 52 فخاصم اليهود بعضهم بعضا قائلين:«كيف يقدر هذا ان يعطينا جسده لناكل؟» 60 فقال كثيرون من تلاميذه، اذ سمعوا:«ان هذا الكلام صعب! من يقدر ان يسمعه؟» 
 + " كيف يمكن ان يكون هذا؟ " ..  هذا السؤال الذى سأله نيقوديموس ليسوع  يشير إلى عدم فهمه لتعبير يسوع الرمزي لما سيكون فى المستقبل وقد وجد ما قاله يسوع حول المعمودية بالماء والروح فى المسيحية بعيد عن طقوس المعمودية التى يعرفها فى ذلك الوقت ومنها : 1. المعمودية اليهودية للدخلاء (أى الذين إعتنقوا الديانة اليهودية) .. 2. معمودية يوحنا المعمدان وهى معمودية التوبة
والفرق بين سؤال نيقوديموس هنا وسؤاله في العدد الرابع أن السؤال الأول يتضمن رفض تعليم الولادة الجديدة بناء على كونه محالاً كولادة الشيخ ثانية. والسؤال هنا يتضمن عدم قبوله ذلك التعليم بناء على أنه غريب مخالف لما اعتاده هو. وهذا ظاهر من قول المسيح «وَلَسْتُمْ تَقْبَلُونَ شَهَادَتَنَا... وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ» (ع ١١ و١٢).
آراء نيقوديموس الفريسية منعته من إدراك كل معنى المسيح الروحي و
كإنسان إعتبر كلام المسيح له مستحيل جعلته ينكر حدوثه حملته على أن ينفر مما فهمه منه. ولا ريب أنه في هذا السؤال طلب إلى المسيح زيادة إيضاح معناه كأنه لا يريد التسليم بشيء ما لم يدركه كل الإدراك. كذا عادة الناس أبداً أن يطلبوا إيضاحاً في الدين هٰذَا أي ما قاله المسيح في حقيقة الولادة الجديدة المعمودية الأساس الذى تقوم عليه المسيحية
.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
إن آراء نيقوديموس الفريسية الجسدية منعته من إدراك كل معنى روحى لكلام المسيح وجعلته ينفر مما سمعه ولم يريد أن يعتقد بشئ مالم يدركه ويفهمه كل الفهم ولذا إستحق التوبيخ من المسيح ..

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 3: 10) 10 اجاب يسوع وقال له:«انت معلم اسرائيل ولست تعلم هذا!

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) "" أنت معلم اسرائيل ولست تعلم هذا! " .. وهنا ندرك محدودية الفهم البشرى المرتبط بالزمن فبينما كان يسوع يتكلم عن معمودية المسيحية فى المستقبل  فلم يتمكن شخصا رئيسا ليهود مثل نيقوديموس من فهم الأمور الروحية ومن تفسير بشارة يوحنا يشير لنا الوحى لخطأ التعاليم الغنوصية وهى بدعة أكدت على قدرة المعرفة البشرية كوسيلة للخلاص
لم يجب المسيح نيقوديموس على سؤاله في الحال لكنه وبخه أولاً على جهله ثم أتى بالجواب في العدد الرابع عشر وهو الإيمان بالمسيح.

2)  " وَلَسْتَ تَعْلَمُ هٰذَا!" وتضمن كلام المسيح أنه كان على نيقوديموس أن يفهم تعليم الولادة الجديدة (المعمودية) ختان العهد الجديد مفتاح باب ملكوت السموات لأنه معلم ديني للشعب وقد درس أسفار العهد القديم وأدعى معرفة حقيقتها وذلك التعليم فيه على غاية الإيضاح (مزمور ٥١: ١٠ وإرميا ٤: ٤ وحزقيال ١٨: ٣١ و٣٦: ٢٦) فاستحق اللوم على جهله ذلك.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
كان على نيقوديموس أن يفهم تعاليم الولادة الجديدة لأنه معلم دينى للشعب وقد درس أسفار العهد القديم وإدعى معرفة حقيقتها وذلك التعليم واضح من (مز 51: 10 (أر 4: 4) (حز 18: 31) فإستحق اللوم على جهله

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 3: 11) 11 الحق الحق اقول لك: اننا انما نتكلم بما نعلم ونشهد بما راينا، ولستم تقبلون شهادتنا.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّنَا إِنَّمَا نَتَكَلَّمُ بِمَا نَعْلَمُ " نَتَكَلَّمُ : عبّر المسيح هنا عن نفسه بصيغة الجمع جمع معه الآب والروح كما في (مرقس ٤: ٣٠.) 30 وقال: «بماذا نشبه ملكوت الله او باي مثل نمثله؟" والمسيح كان فى عمق الآب وهو الكلمة عقل الآب الناطق (يو١: ١٨) 18 الله لم يره احد قط. الابن الوحيد الذي هو في حضن الاب هو خبر." والكلمة صار جسدا والعلاقة بين الآب والكلمة كثيرا ما يشبهها المسيح بالعلاقة بين ألاب والإبن فكان المسيح يكلم الآب السماوى (متّى ١١: ٢٧) 26 نعم ايها الاب لان هكذا صارت المسرة امامك." ونسب تعليمه إلى الآب (يو١٢: ٤٩ ) 49 لاني لم اتكلم من نفسي، لكن الاب الذي ارسلني هو اعطاني وصية: ماذا اقول وبماذا اتكلم. (يو٧: ١٦) 16 اجابهم يسوع وقال:«تعليمي ليس لي بل للذي ارسلني."وتعليمه يجب أن يحفظه من يحبه وأن المسيح يحب الآب ويفعل وصاياه  (يو14: 24،و31) 24 الذي لا يحبني لا يحفظ كلامي. والكلام الذي تسمعونه ليس لي بل للاب الذي ارسلني.  31 ولكن ليفهم العالم اني احب الاب، وكما اوصاني الاب هكذا افعل. قوموا ننطلق من ههنا "  وقال لأنه كلمة الآب أنه ليس من العالم وكلمة الآب تعنى لاهوتيا  "الذات" (يو٨: ٢٣ ) 23 فقال لهم:«انتم من اسفل، اما انا فمن فوق. انتم من هذا العالم، اما انا فلست من هذا العالم "
+ " نتكلم بما نعلم " ..وهنا يتكلم يسوع بصيغة الجمع وهنا يرجع بنا الكتاب إلى ألوهيم وهى كلمة عبرية  (אֱלוֹהִ)  وهى مكونة من كلمة (إلوه / إله) السامية مع صيغة الجمع جمع الالهة في تصريف فردي ويستخدم بتحديد للاله العلي وهى كلمة ليست فى صيغة التعظيم (كملك يقول نحن) اسم ايلوهيم هو من اول آدم وكتبه موسي منذ 3500 سنه ولم وقتها لا يوجد صيغ تعظيم ولا غيره ولا يوجد حتي الان صيغة تعظيم في العبري  ايلوهيم كلمه تعبر عن معني الهي وهي تنتمي للكلمة العبرية ايل وهي في الظاهر مكونه من الكلمه العبري ايلوه بنهاية جمع . ايلوهيم هو ثالث كلمه في النص العبري في سفر التكوين وتاتي تكرارا في الانجيل العبري . احيانا يحدث حولها خلاف في بعض الحلات مثل خروج 3: 4 ايلوهيم ادم  لإنه أساسا لاتوجد صيغة تعظيم في اللغة العبري

بِمَا نَعْلَمُ : كان يسوع يتكلم كمن له سلطان ويقين وأنه يعلم حقائق عرفها منذ الأزل لأنه هو الوحى الذى يلقن الأنبياء بأقوالهم لا كسائر الأنبياء الذين تكلموا بما تعلموا ولا كالكتبة والفريسيين الذين علموا تقاليد الناس.

2) " وَنَشْهَدُ بِمَا رَأَيْنَا،"
+ "ونشهد بما راينا، " .. هى رؤيا مستقبلية فالزمن لا يحدد الإله فهو يجتاز من الماضى مرورا بالحاضر عابرا للمستقبل أنه من هنا يعرف الغيب وما يخبئه المستقبل من أحداث

3) "  وَلَسْتُمْ تَقْبَلُونَ شَهَادَتَنَا"
+ " ولستم تقبلون شهادتنا. " .. وردت فى بشارة يوحنا الفعل "
يقبل/يقتبل" باللغة اليونانية "لامبانو"  (lambanō) بمعنى لاهوتى (1) ليشير إلى قبول يسوع .. أ.  سلبيا .. عدم القبول خاصته لم تقبله  (يو 1: 11& 3: 32& 5: 47)  .. 2.   إيجابيا .. واما كل الذين قبلوه (يو 1: 12& 3: 11 و 33& 5: 43& 13: 20)  (2) ليشير إلى قبول الروح .. أ. سلبيا .. روح الحق الذي لا يستطيع العالم ان يقبله  (يو 14: 17) .. ب. إيجابيا .. وهم قبلوا وعلموا يقينا  (يو 17: 18)
وَلَسْتُمْ تَقْبَلُونَ شَهَادَتَنَا لم يشر بذلك إلى مجرد ما قاله لنيقوديموس في ذلك الوقت بل إلى كل تعليمه علناً في اليهودية. ومعناه أنكم أيها الفريسيون (وباقى الطوائف اليهودية الدينية ) ترفضون شهادتي مع أني أثبتها بالمعجزات.


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
فكأنه يقول أنى أعلم كل العلم ما بشرتك به فى شأن الأسرار الإلهية وكيفية الميلاد الثانى لأننى إله رأيته بالعلم الإلهى ونظرته ولذا يلزمك التصدق لشهادتى ومع ذلك فأكثر اليهود لا يصدقونها بل أنت أيضا ما زلت مترددا وتظل تجادلنى

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 3: 12) 12 ان كنت قلت لكم الارضيات ولستم تؤمنون، فكيف تؤمنون ان قلت لكم السماويات؟

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " إِنْ كُنْتُ قُلْتُ لَكُمُ ٱلأَرْضِيَّاتِ " ٱلأَرْضِيَّاتِ أي التعاليم المتعلقة بالولادة الجديدة وفعل الروح القدس في قلب الإنسان. وسُميت «أرضيات» لوجوب حدوثها على الأرض ولأن نتائجها ظاهرة هنا. فجيب أن يختبرها كل إنسان يؤمن بالمسيح في هذه الحياة وهي مما يستطيع العقل البشري أن يحكم بها أي بأنه هل حصل عليها الإنسان أو لا. وبداية الحياة مع المسيح هى المعمودية التى تشبه بالاشياء الأرضية كالماء والريح. وذهب بعض المفسرين أن المسيح أشار بالأرضيات إلى كل تعاليمه التي أعلنها لليهود منذ بدء خدمته كوجوب التوبة وحقيقة ملكوته الجديد وتجديد القلب وقداسة السيرة. وكل هذه الأمور أُعلنت قبلاً في أسفار العهد القديم وصارت من المسلمات المحققة عند أهل الأرض.

+ " إن ... ان " .. الجملة الأولى جملة شرطية من الصنف الأول ويفترض أنها صحيحة منوجهة نظر الوحى أو وضعها للأغراض الأدبية ، أما الجملة الثانية قهى شرطية من الصنف الثالث تظهر إمكانية التحقق
+ "لكم " .. قد سكون المقصود بكلمة لكم بعنى بها أن نيقوديموس كرجل يهودى فهو يجمع اليهود فى شخصه بكلمة لكم وهناك تفسير آخر وهو أن نيقوديموس لم يكن بمفرده يسأل يسوع بل ذهب إليه مع مجموعة من تلاميذه أو الفريسيين

2) " وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُون"َ أظهر اليهود عدم إيمانهم فى مناسبات عديدة وكانوا يقاومون تعاليم المسيح ووصايه أما نيقوديموس فأظهر عدم إيمانه بقوله «كيف يكمن أن يكون هذا» وكان نتيجة لعدم الفهم لأنه فكر فى الولادة الثانية تفكير جسدى

كان السيد المسيح يعلن عن نفسه وهذه الاية من ضمن هذه الإعلانات (يو 1: 1- 14) وهناك أمثلة أخرى عن الثنائية فى بشارة يوحنا .. السماء والأرض ، الجسدى والروحى ، أصل نيقوديموس وأصل يسوع (يو 1: 51 & 6: 33 و 38 و 41 و 51 و 58 و 62)
+" إبن الإنسان " .. هذا اللقب أطلقة يسوع نفسه وهو فى الوقت نفسه وصف للحالة والهيئة التى تغيرت وأصبح فيها  / وهو لقب لا يشير من قريب أو بعيد إلى مدلولات قومية  أو عسكرية أو مسيانية فى اليهودية التى ينتظرها اليهود فى المسيا المنتظر فى القرن الأول الميلادى ، ولكن يلاحظ أن هذا اللقب قد ورد فى العهد القديم )حز 2: 1) ( مز 8: 4) حيث يحمل معناه مضمون "كائنا بشريا حيا " وفى (دا 7: 13) حيث يتضمن مفعوم الألوهية .. ويسوع المسيح من وجهة نظر المسيحية هو إله كامل وإنسان كامل (1 يو 4: 1- 3)

3) " فَكَيْفَ تُؤْمِنُونَ" إِنْ قُلْتُ لَكُمُ ٱلسَّمَاوِيَّاتِ؟"
ٱلسَّمَاوِيَّاتِ أي الحقائق التي لا يستطيع العقل التوصل إليها ولا الحكم لأنها فوق مستوى العالم المادى الذى نعيشه. قال عنه بولس الرسول (2كور 12: 2- 4)  2 اعرف انسانا في المسيح قبل اربع عشرة سنة افي الجسد لست اعلم ام خارج الجسد لست اعلم.الله يعلم.اختطف هذا الى السماء الثالثة. 3 واعرف هذا الانسان افي الجسد ام خارج الجسد لست اعلم.الله يعلم. 4 انه اختطف الى الفردوس وسمع كلمات لا ينطق بها ولا يسوغ لانسان ان يتكلم بها. 

هذه السماويات لم تُعلن إلا بالوحي وهي مما يُقبل بالإيمان. ولعل المسيح قصد بها المواضيع التي أتى نيقوديموس يسأل عنها من جهة ملكوت الله والمسيح المنتظر أو سؤال نيقوديموس في ع ٤ و٩ عن كيفية عمل الروح أي تجديده للقلب وسبب أنه ينتخب البعض ويترك الآخر وهي مما يختص بقضاء الله في السماء (تثنية ٢٩: ٢٩).  29 السرائر للرب الهنا والمعلنات لنا ولبنينا الى الابد لنعمل بجميع كلمات هذه الشريعة " والأرجح أن مراد المسيح «بالسماويات» الأمور التي قصد بيانها في ع ١٤ و١٥ وهي لاهوته ولفداء بموته على الصليب ومحبة الله لكل العالم وكون الإيمان به شرط الخلاص ودينونة الذين لا يؤمنون.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
أى إن كنت يانيقوديموس لا تفهم الأمور الإلهية المشروحة بالتشابه مع الأرضية عن كبفبة الميلاد الثانى فكيف تستطيع أن تفهمها إن شرحتها لك بدون هذا التشابه ، وكيف تستطيع أن تفهم الأمور السمائية عن الثالوث الأقدس ومولد الكلمة الأزلى وإنبثاق الروح وكون الفداء بموتى على الصليب.

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 3: 13) 13 وليس احد صعد الى السماء الا الذي نزل من السماء، ابن الانسان الذي هو في السماء.

 

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

+  حوار يسوع مع نيقوديموس  وتعليقات البشير يوحنا يمكن تقسيم ألايات من  (يو 3: 14- 21 ) كالتالى  : 1. (يو 3: 14- 15) تخص يسوع .. 2. (يو 3: 16- 17) تخص الآب .. 3. (يو 3: 18- 21) تخص البشر
فى هذه الآية أكد المسيح لنيقوديموس أنه لا يقدر أحد أن يعلن له هذه السماويات إلا هو. وأبان أنه هو المعلن الإلهي للحقائق السماوية.
1) " لَيْسَ أَحَدٌ " أي لا أحد ممن هم الآن على الأرض.
2) " صَعِدَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ" من صعد للسماء ثم هبط إلى الأرض ليقول الناس بما شاهده هناك. وحتى لو شاهد شيئا فلن يستطيع أن يوصفة كما فعل بولس الرسول فإذن لا أحد من الناس يقدر أن يعلن أسرار السماء وحقائقها مما عاينه وسمعه إلا المسيح.

 ولم يشير إلى الذين ماتوا بالإيمان وصعدوا إلى السماء بأرواحهم كإبراهيم وإسحاق ويعقوب أو إلى من انتقل إلى السماء بالجسد كأخنوخ وإيليا (تكوين ٥: ٢٤ و٢ملوك ٢: ١١) إنما أشار إلى الذين على الأرض ويعيشون معنا الذين يمكننا أن نسألهم عن الحقائق السماوية. وأشار داود غلأى صعود المسيح (أعمال ٢: ٣٤) 34 لان داود لم يصعد الى السماوات. وهو نفسه يقول: قال الرب لربي: اجلس عن يميني" وقد ذكر يسوع هنا الصعود أولا قبل النزول وقال عن ذلك لا أحد أى لا أحد يستطيع أن يخبر البشرية عن السماء إلا من نزل من السماء وهو فى السماء أما عن سعود المسيح بعد موته قال بولس (أفسس ٤: ٩ و١٠،) 9 واما انه «صعد»، فما هو الا انه نزل ايضا اولا الى اقسام الارض السفلى. 10 الذي نزل هو الذي صعد ايضا فوق جميع السماوات، لكي يملا الكل.
3) " إِلاَّ ٱلَّذِي نَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ " أي المسيح الذى نزل من السماء وحده فقط الذى له القدرة لأن يفعل ذلك وهو لم يكن قد صعد بعد بالجسد (يو ٦: ٣٣ و٣٨ و٥١ و٦٢) 33 لان خبز الله هو النازل من السماء الواهب حياة للعالم».  38 لاني قد نزلت من السماء، ليس لاعمل مشيئتي، بل مشيئة الذي ارسلني. 51 انا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء. ان اكل احد من هذا الخبز يحيا الى الابد. والخبز الذي انا اعطي هو جسدي الذي ابذله من اجل حياة العالم». 62 فان رايتم ابن الانسان صاعدا الى حيث كان اولا! " لكن لكونه ابن الله كما أنه ابن الإنسان لا يحتاج أن يصعد كأحد الناس ليعلم أمور السماء ويخبر بها أهل الأرض. وتسائل الملك سليمان بحكمته (أمثال ٣٠: ٤ ) 4 من صعد الى السموات ونزل.من جمع الريح في حفنتيه.من صر المياه في ثوب.من ثبت جميع اطراف الارض.ما اسمه وما اسم ابنه ان عرفت."

4) " ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ " أي الكلمة الذي صار جسداً (ص ١: ١٤ و٥١).فقوله «ابن الإنسان الذي هو في السماء» يتضمن كل ما يقتضي الصعود.والمعنى أنه كان يعلم ما لم يعلمه أحد من الناس إلا بالصعود من الأرض إلى السماء.  فهو فى السماء وفى الأرض فى وقت واحد  وهذه الآية تثبت أزلية المسيح وطبيعته الإلهية. وهو يمتاز عن كل الذين أعلنوا ما لله من الآباء الأقدمين والأنبياء والرسل بأنه الساكن العُلى منذ الأزل وإتخذ جسدا وصارفى الهيئة كإنسان وعاش بيننا كما لإبن وحيد للآب  الأرض لكي يعلم الناس ويخلصهم. وكثيراً ما يُنسب إلى المسيح أنه نزل من السماء كقوله «خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِ ٱلآبِ، وَقَدْ أَتَيْتُ إِلَى ٱلْعَالَمِ» (يو ١٦: ٢٨). ومثله ما في (يو ٦: ٣٣ و٣٨).
5) " ٱلَّذِي هُوَ فِي ٱلسَّمَاءِ" هذا مثل قول البشير «اَلاَبْنُ ٱلْوَحِيدُ ٱلَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ ٱلآبِ» (يو ١: ١٨) وفي ذلك زيادة على كون المسيح نزل من السماء أنه كان يسكن بالروح في السماء مع أبيه في كل المدة التي كان فيها بين الناس بالجسد. وهو تصريح بلاهوت المسيح واحد «السماويات» التي لم يؤمن اليهود بها ع ١٢ أي أن ابن الإنسان وهو على الأرض يخاطب الناس هو في السماء أيضاً. لأنه ابن الله فهو يملأ الكون السموات والأرض في وقت واحد (يو١: ١ و٦: ٦٢ و١٧: ٥) (يو ١٦: ٢٨ )28 خرجت من عند الاب، وقد اتيت الى العالم، وايضا اترك العالم واذهب الى الاب».  (١كورنثوس ١٥: ٤٧ ) 47 الانسان الاول من الارض ترابي. الانسان الثاني الرب من السماء.  (يو ١: ١٨ ) 18 الله لم يره احد قط. الابن الوحيد الذي هو في حضن الاب هو خبر. وله حياتان متوازيتان حياة في الجسد على الأرض وحياة مع الآب في السماء وله طبيعتان متميزتان إحداهما إلهية والثانية إنسانية ومع ذلك ليس هو سوى أقنوم واحد.
وخلاصة ما قصده المسيح لنيقوديموس وغيره من بنى البشرهو أنه إذا أراد أن يعلم الأمور السماوية فليتعلم منه إذ لا يستطيع أحد أن يتعلم من غيره.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
"ليس أحد صعد إلى السماء " أى لا أحد من الذين على الأرض صعد إلى السماء ثم عاد إلى الأرض ليقول للناس بما شاعده هناك ، فإذا لا أحد من الناس يقدر أن يعلن أسرار السماء وحفائقها إلا "الذى نزل من السماء" أى المسيح وهو لم يكن صعد بالجسد ولكن لكونه إبن الله لا يحتاج لأن يصعد كأحد من الناس ليعلم أمور السماء ويخبر بها أهل الأرض فهو إذا يعلم مالم يعلمه أحد من الناس إلا بالصعود إلى السماء ، قالمسيخ ياكن العلى منذ الأزل وأتى إلى الأرض لكى بعلم الناس ويخلصهم وهو " إبن الإنسان" أى الكلمة الذى صار جسدا (يو 1: 14و 15) ومع أنه نزل من السماء فهو " السماء" أى ساكن بلاهوته فى السماء مع أبيه فى كل المدة التى كان فبها بين الناس بالجسد فالمسيح بينما هو على الأرض يخاطب الناس فهو فى السماء أيضا فهو يملأ الكون والسموات والأرض فىى وقت واحد
وخلاصة قول المسيح  هو أن يفيد نيقوديموس أنه إذا أراد أن يعلم الأمور السماوية فليتعلمها منه إذ لا يستطيع أن يتعلم من غيره ، وهذا هو الأمر الأول من السماويات . 
 

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الثالث
2. الميلاد الجديد وذبيحة الصليب (يوحنا 3: 14- 17)

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 3: 14) 14 «وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي ان يرفع ابن الانسان،

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

أعلن يسوع لنيقوديموس في هذه الآية الأمر الثاني من السماويات وهو أن المسيح أتى للآلام والموت. وتخليص الناس لا بارتفاعه على عرش المجد والسلطان بل على الصليب. وفي كل ذلك إعلان عجيب لمحبة الله العالم وهنا شرح يسوع وهو إبن الإنسان بداية عمله على مستوى فكر نيقوديموس معلم إسرائيل
1) " وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى ٱلْحَيَّةَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ"
+ " وكما رفع موسى الحية في البرية " .. هذا الجزء من الآية يشير إلى الحادثة التى حدثت لبنى إسرائيل فى البرية حينما تمردوا على الرب قائلين على طعامه المن والسلوى أنه طعام سخيف فأرسل الرب حيات فلدغت الشعب فمات كثير من الأسرائيليين (عد 21: 4- 9) : فاتى الشعب الى موسى وقالوا قد اخطانا اذ تكلمنا على الرب وعليك فصل الى الرب ليرفع عنا الحيات.فصلى موسى لاجل الشعب. فقال الرب لموسى اصنع لك حية محرقة وضعها على راية فكل من لدغ ونظر اليها يحيا. فصنع موسى حية من نحاس ووضعها على الراية فكان متى لدغت حية انسانا ونظر الى حية النحاس يحيا  "  حيث نرى التمرد على الرب فى فترة التيهان فى البرية والحية النحاسية رمزا للمسيح الذى رفع على الصليب وكل من ينظر إليه ويثبت فيه يحيا ، ويقول الأب متى المسكين فى شرح إنجيل يوحنا ص 228 : " أنه يصور بالرمز الخلاص المزمع أن يتم للإنسان المسموم بشوكة الموت أى الخطية التى هى من صنع الحية فإنتهز موسى فرصة إنتشار الحيات المحرقة أى التى تتميز بلونها الضارب للحمرة كالنار المحرقة(وترمز لجهنم ) فأقام موسى بمشورة الوحى الإلهى الذى يصور أشباة السماويات وظلها تمثال الحية النحاسية الحمراء وأقامها على عود خشب عاليا وسط الشعب وأمر كل منتلدغة حية عليه فقط أن ينظر إلى الحية بإيمان فيشفى" ودم المسيح قتل سم الحية الشيطانية وعندما نتناول نأخذ حصانة ضد مرش موت الخطية حتى ولو أسبنا بالمرض فلن نمت لأننا أخذنا دم المسيح غفرانا لخطايانا وحياة أبدية لمن بأكل جسده ويشرب دمه والحقيقة الواضحة لهذه الحادثة أنه على البشر  الثقة بالرب وحده وطاعته حتى فى حالة عدم فهم ما يحدث لنا من ضيقات ، لأن الرب قد دبر قبل التجربة وسيلة للشفاء من التجربة إذا كانت مرضا أو طريقا للخروج إذا كانت هناك ضيقة أو إضطهاد وهنا نرى أن الرب دبر وسيلة للشفاء من لدغ الحيات لمن ينظر بالإيمان لهذه الحية النحاسية  ومن خلال الإيمان المطلق بوعد الله أت من ينظر لهذه الحية النحاسية يشفى فالعقل لا يصدق أنه يمجرد النظر لحية نحاسية يشفى من لدغ الحيات المميتة ولكن الطاعة بالإيمان لكلمته ووعده يكفى لحدوث معجزة (عد 21: 8)
تاريخ ونهاية الحية النحاسية :
رُفع موسى الحية النحاسية على راية كانت في معسكر إسرائيل حيث يراها كل من أراد أو كانت تُحمل فيه وتُعرض على عيون كل الإسرائيليين وكان كل من ينظر إليها يشفى من لدغ الحيات . وحفظها بنو إسرائيل وهم يجولون في البرية وأتوا بها إلى الأرض المقدسة ثم اتخذوها وثناً وعبدوها فكسرها حزقيا الملك (٢ملوك ١٨: ٤).هو ازال المرتفعات وكسر التماثيل وقطع السواري وسحق حية النحاس التي عملها موسى لان بني اسرائيل كانوا الى تلك الايام يوقدون لها ودعوها نحشتان. "

صُوِّرت الحيّة النحاسية على صورة الحيّات السامة لكنها لم تكن سامة فكذلك أتى المسيح في صورة الجسد الخاطئ لكنه كان بلا خطية (رومية ٨: ٣ ) 3 لانه ما كان الناموس عاجزا عنه، في ما كان ضعيفا بالجسد، فالله اذ ارسل ابنه في شبه جسد الخطية، ولاجل الخطية، دان الخطية في الجسد،  " (٢كورنثوس ٥: ٢١ 21 لانه جعل الذي لم يعرف خطية خطية لاجلنا لنصير نحن بر الله فيه " (١بطرس ٢: ٢٢ و٢٤).22 «الذي لم يفعل خطية، ولا وجد في فمه مكر» 24 الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة، لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر. الذي بجلدته شفيتم.  وعُومل كما يعامل الخاطئ ليفدي الخطاة. ومعنى هذه الآية كمعنى قول المعمدان في المسيح «هُوَذَا حَمَلُ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ ٱلْعَالَمِ» (يو ١: ٢٩).
2) " فِي ٱلْبَرِّيَّةِ" تجاه جبال أدوم وهي برية التيه أو فاران جنوبي جبل هور.
3) " هٰكَذَا يَنْبَغِي " كلمة "ينبغى" تعنى فى اللغة العربية "يصحّ حُدوثُه، يَسْهُل ويتيسّر" ولكن هذه الكلمة باللغة اليونانية والإنجليزية 
so must تترجم يتحتم أو يجب أن تفعل

4) "أَنْ يُرْفَعَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ" لكي يوفي مطاليب شريعة الله والعدل حقه بمقتضى قضاء الله الأزلي ونبوءات الكتاب المقدس لأنه لا  يوجد طريقاً نعبر به وادى موت الخطية غير موت إنسان ذو مواصفات خاصة يحمل عنا خطايانا  (رومية ٣: ٢٦).لاظهار بره في الزمان الحاضر، ليكون بارا ويبرر من هو من الايمان بيسوع.  " لأنه «بِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ» (عبرانيين ٩: ٢٢) (راجع أيضاً لاويين ١٧: ١١ ولوقا ٢٤: ٢٦ و٢٧ و٤٦).

+ " رفع " .. هذه كلمة يونانية معناها المترجم التعظيم أو الرفع إلى مقام سام (أع 2: 33 & 5" 31) ( فى 2: 9) ووردت فى بشارة يوحنا يمعننيين (يو 1: 5 & 3: 3و 8)  ومفتاح هذه ألاية كلمة " رفع " كما وعد الرب بالشفاء من الموت لبنى إسرائيل الذين لدغوا بالحيات بأمر لموسى برفع حية نحاسية على راية (خشبية) ليراها كل الشعب وكا من آمن بوعد الله بأنه سيشفى بمجرد النظر لهذه الحية المصنوعة من النحاس سيشفى .. هكذا يكون وعد الرب أيضا لمن يؤمن بكلمته يسوع المسيح الذى رفع على الصليب راية لكل الأمم فمن ينظر إلى خلاصه ويؤمن بفدائه يشفى من الحية (الشيطان الذى يوقع الناس فى التمرد على الله كما تمرد آدم وحواء وسقطا فى خداع الحية وطردوا من الجنة) كل من ينظر إلى يسوع بإيمان الطاعة سيخلص ويكون له حياة

  أَنْ يُرْفَعَ على الصليب ليموت بالآلام والهوان كما تبيّن في (يو 12: 33- 34) 33 قال هذا مشيرا الى اية ميتة كان مزمعا ان يموت. 34 فاجابه الجمع: «نحن سمعنا من الناموس ان المسيح يبقى الى الابد، فكيف تقول انت انه ينبغي ان يرتفع ابن الانسان؟ من هو هذا ابن الانسان؟»  . وأشار المسيح إلى ذلك أيضاً في (يو ٨: ٢٨) 28 فقال لهم يسوع:«متى رفعتم ابن الانسان، فحينئذ تفهمون اني انا هو، ولست افعل شيئا من نفسي، بل اتكلم بهذا كما علمني ابي".  فانتظر نيقوديموس أن يُرفع المسيح على العرش الملكي باحتفال وقوة ومجد لكن المسيح صرّح له أنه ينبغي أن يُرفع أولاً على صليب العار ثم يُرفع بذلك ملكاً ومخلصاً على عرش المجد السماوي (أعمال 5: 30- 31)  30 اله ابائنا اقام يسوع الذي انتم قتلتموه معلقين اياه على خشبة. 31 هذا رفعه الله بيمينه رئيسا ومخلصا، ليعطي اسرائيل التوبة وغفران الخطايا. (فيلبي ٢: ٨ و٩)   8 واذ وجد في الهيئة كانسان، وضع نفسه واطاع حتى الموت موت الصليب. 9 لذلك رفعه الله ايضا، واعطاه اسما فوق كل اسم (عبرانيين ٢: ٩).9 ولكن الذي وضع قليلا عن الملائكة، يسوع، نراه مكللا بالمجد والكرامة، من اجل الم الموت

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 3: 15) 15 لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ  " هذا يعم كل البشر بلا استثناء فالخلاص بالإيمان بالمسيح معروض على كل نسل آدم الساقط.

كل من : فى ألايات (يو 3: 15- 18) (15) عبارات جمل تبدأ بـ .. "كل من " (16)  "كل من "  (18) " الذى" .. لهؤلاء الذين سمعوا للدعوة الإلهية : اميلوا اذانكم وهلموا الي.اسمعوا فتحيا انفسكم واقطع لكم عهدا ابديا  (إش 55: 1- 3 ) (حز 18: 23و 32 ) 23 هل مسرة اسر بموت الشرير يقول السيد الرب.الا برجوعه عن طرقه فيحيا. 24 واذا رجع البار عن بره وعمل اثما وفعل مثل كل الرجاسات التي يفعلها الشرير فيحيا.كل بره الذي عمله لا يذكر.في خيانته التي خانها وفي خطيته التي اخطا بها يموت 25 وانتم تقولون ليست طريق الرب مستوية.فاسمعوا الان يا بيت اسرائيل.اطريقي هي غير مستوية اليست طرقكم غير مستوية. 26 اذا رجع البار عن بره وعمل اثما ومات فيه فباثمه الذي عمله يموت. 27 واذا رجع الشرير عن شره الذي فعل وعمل حقا وعدلا فهو يحيي نفسه. 28 راى فرجع عن كل معاصيه التي عملها فحياة يحيا.لا يموت. 29 وبيت اسرائيل يقول ليست طريق الرب مستوية.اطرقي غير مستقيمة يا بيت اسرائيل.اليست طرقكم غير مستقيمة. 30 من اجل ذلك اقضي عليكم يا بيت اسرائيل كل واحد كطرقه يقول السيد الرب.توبوا وارجعوا عن كل معاصيكم ولا يكون لكم الاثم مهلكة. 31 اطرحوا عنكم كل معاصيكم التي عصيتم بها واعملوا لانفسكم قلبا جديدا وروحا جديدة.فلماذا تموتون يا بيت اسرائيل. 32 لاني لا اسر بموت من يموت يقول السيد الرب.فارجعوا واحيوا(1تى 2: 4)  4 الذي يريد ان جميع الناس يخلصون، والى معرفة الحق يقبلون.( 2بط 3: 9)  9 لا يتباطا الرب عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ، لكنه يتانى علينا، وهو لا يشاء ان يهلك اناس، بل ان يقبل الجميع الى التوبة."
2) " يُؤْمِنُ بِهِ " الإيمان المراد هنا ليس مجرد تصديق العقل وجود المسيح ولاهوته وموته من أجل الخطأة بل قبوله بالقلب والإرادة والاتكال عليه مخلصاً وحيداً كافياً وتسليم النفس إلى يديه لأجل الخلاص الإيمان لا يكفى لنوال الخلاص بل بغفران الخطايا عن طريق جسد ودم المسيح   (أعمال ١٦: ٣١ وعبرانيين ١٢: ٢).
+ " يؤمن " وردت هذه الكلمة بصيغة إسم الفاعل المضارع .. النجاة  من الموت يشترط أن يتجه الإنسان ببصرة إلى الحية النحاسية فيشفى من لدغة الحية الموت أى الإيمان بالوعد الإلهى بالشفاء بمجرد توجيه الرأس للنظر للخشبة التى عليها الحية  هنا دعوة للشعب وأصبحت دعوة  لكل البشرية بالنجاة من الموت المسموم بالحية الشيطانية .. حولنا جثثا سائرة على رجليها تظهر أنها حية ولكنهم أمواتا بالخطية وكما ان كل من أطاع وآمن ونظر إلى تمثال الحية الحاسية عاش هكذا كل من وثقة مستمرة من البشر فى الإله  
+ " به" .. عبارة يؤمن به أى يصدق به أى يصدق يسوع فى تعاليمه ووعوده ويصدق بيقين أنه الحق وأن به الخلاص ومن وعوده أنه تكون له الحياة الأبدبة  هو شجرة الحياة التى كل من يأكل منها يحيا إلى الأبد لهذا طرد الرب أبوينا الأولين من الجنة لأن حصولهما على الحياة الأبدية يتطلب سفك دم .. التركيب النحوى اليونانى غريب بعض الشئ حيث فى العادة يرد الأسم مع حرف الجر "آن" والذى يوجد فقط هنا ، ولكن غالبا ما كان يوحنا يستخدم حرف الجر "إيس" ربما يكون السبب فى هذا إرتباط الكلمة بالعبارة "تكون له حياة أبدية"

لحظة عين خلصت إسرائيلياً ملدوغاً من الموت الجسدي ولحظة إيمان تُخلص نفس الخاطئ من الموت الأبدي وفي الأمرين كليهما الشرط الوحيد هو النظر (عدد ٦١: ٩ وإشعياء ٤٥: ٢٢).
لاَ يَهْلِكَ أي لا يقاسي القصاص على خطيئته في جهنم.
3) " بَلْ تَكُونُ لَهُ ٱلْحَيَاةُ ٱلأَبَدِيَّةُ " هذا يتضمن زيادة على نجاة الأثيم من الهلاك رضى الله والقداسة والسعادة الكاملتين الدائمتين في السماء وأن يُحسب باراً ويُجعَل وارثاً لمجد السماء وغناها.
+ "الحياة الأبدية " .. يشير هذا التعبير فى اللغة اليونانية  إلى نوعية الحياة  التى سينالها ألإنسان بالإيمان بيسوع وهى لها بداية ولكنها ليس لها نهاية  لأنه بمجرد يبدأها الإنسان لا يكون هناك زمن وورد فى بشارة متى (مت 25: 46) الكلمة ذاتها لتصف الإنفصال الأبدى وفى بشارة يوحنا تشير كلمة "الحياة" إلى القيامة والحياة والحياة الآخرة وحياة الدهر الجديد وحياة الإله نفسه ولكن هنا تنفرد بشارة يوحنا بتعبير "الحياة الأبدية"

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
شرح يسوع المسيح فى العدد السابق لنيقوديموس أنه إله وهو العالم بطل شئ وهو المعلم الحقيقى الوحيد الذى يستطيع أن يعلم السماويات وغى هذين العددين شرخ له أنه تأنس ليصلب كل الذين يؤمنون به ويترجون الخلاص بإستحقاق موته ، وشبه نفسه بالحية النحاسية التى يفعها موسى فى البرية (عد 21: 6- 9) وبيان الأمر أن العبرانيين تذمروا على الرب وعلى نبيه موسى فأرسل الرب إليهم حيات محرقة تلدعهم ففزعوا فأمر موسى أن يصنع حية من النحاس يرفعها على راية فى معسكر إسرائيل حيث يراها كل من أراد فكانوا يحملونها لعرضها على عيون بنى إسرائيل ليراها كل بنو إسرائيل فمن نظر إليها شفى من لدغة الحيات السامة  لكنها لم تكن سامة كذلك المسيح فى صورة الجسد الخاطئ لكنه كان بلا خطية (رو 8: 3) وعومل كما يعامل الخاطئ ليفدى الخطاة كقول يوحنا المعمدان " هوذا حمل الله الذى يرفع خطية العالم (يو 1: 29) وكما أنه لم يكن سبيل إلى شفاء الذين لدغتهم الحيات من الإسرائيلين إلا نظرهم إلى الحية النحاسية كذلك لا طريق  للخطاة لنوال الحياة الأبدية إلا الإيمان بيسوع المسيح مصلوبا ، فالذى يؤمن لا ينجوا من قصاص الخطية أى لا يخلص من جهنم " بل تكون له حياة أبدية" أى بنال رضى الله والقداسة والسعادة الكاملتين الدائمتين ويصير وارثا للأمجاد السمائية

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 3: 16) 16 لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الابدية.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
هذه الآية إنجيل مختصر.
1) " لأَنَّهُ هٰكَذَا أَحَبَّ ٱللّٰهُ " "لأنه" .. "لأن" يأتى بعدها جملة مسببة تفيد ردا على كل م التساؤلات التى قالها المسيح وليعطى سببا فى قوله "ينبغى ان يرفع إبن الإنسان" <وكما رفعت الحية على العصاة فى البرية" وبالحية المعلقة على خشبة فك المسيح رموز العهد القديم فى مفهوم الصليب ولتمتد الإجابة لتشمل مفهوم الجملة التى قالها يووحنا المعمدان (هذا هو حمل الله الذى يرفع خطية العالم" (يو 1: 29) أما سبب ذلك فهو أن "الله أحب العالم" !!! إن حب الله يخص طبيعته الأزلية للبشر ولهذا خلق الإنسان وهذا يوضح العلاقة بين الإنسان وخالقة فكان دائما معينا له فى الحياة ومنها الحية النحاسية رمزا لشفاء بنى البشر من سم الحية الشيطانية التى تقود إلى الموت وهو البعد عن الرب

+ " هكذا أحب الله " .. "أحب" : أقوى كلمة تعبر عن العلاقة بين الرب والإنسان وقد وردن هنا وفى أماكن أخرى من انجيل يوحنا كلمة "هكذا" ـو " بهذا القدر أحب الله" تشديدا ورفع علاقة الحب إلى مستوى أ‘لى وقد وردت كلمة "أحب" " أغابى" فى الإنجيل 36 مرة وقد جعل هذا الحب توازى فى شدته التجسد والبذل والألم والموزت معا "هكذا أحب ... حتى بذل"
+ " هكذا " .. معنى هكذا في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي : "هكذا " كلمة مركَّبة من ( ها { التَّنبيه ، و } ك ) التَّشبيه ، و ( ذا ) اسم الإشارة ومعناها : على هذا النحو ، على هذا  .. أو بهذه الطريقة ، ومعنى هذا إشارة إلى الوسيلة وليس المشاعر أى وسيلة إظهار محبته للبشر (رو 5: 8) بـ بذل (يو 3: 16) إبنه أى كلمته فى جسد إنسان ليموت فداءا عن البشرية (إش 53) (رو3: 25) (2كو 5: 21) (1يو 2: 2) 
+  " أحب " .. فعل ورد فى الماضى البسيط (كما ورد الفعل بذل فى الماضى البسيط) والآيتان (يو 16 و 17) تتحدثان عن محبة الآب ،  كلمة "أحب" فى أصل المخطوط الذى كتب باللغة اليونانية  "أغاباو" وقد إستعملت الكنيسة الأولى هذه الكلمة ووضعتها فى معانى محددة تشير بها إلى محبة ألاب ومحبة الأبن وأستخدمت بشكل سلبى لتشير إلى الحب البشرى (يو 3: 19 & 12: 43) (1يو 2: 15) ولاهوتيا وردت كلمة "خسد " ترادف هذه الكلمة فى العهد القديم  التى تعنى محبة الله لشعبه وعهده معهم  ، وأستعملت اللغة اليونانية  فى القرن ألأول كلمتى "أغاباو " و " فيليو " كمرادفتين قارن (يو  3: 35) مع ( يو 5: 20)  .. من الواضح أن الوحى الإلههى إستخدم الكلمات البشرية  التى تصف الله تحمل معنى بشرى وهو المعنى الذى يفهمه الإنسان فمن الطبيعى أن يستخدم الله لغة البشر السهله ومشاعرهم لتصل رسالته إليهم وتعاليمه وأوامره وعهودة .. ألخ ومن هنا فالكلمات التى تصف الله هى كلمات مجازية إلى أبعد درجة ، إن ما أ‘لنه الله لنا هو حقيقة ،ولكنها جزء من الحقيقة الذى يمكن أن تستوعبه مداركنا وعقولنا  كما أننا لا يمكننا وصف الله  الفريد ألأزلى والقدوس لأن محدودية البشرية لا تستطيع أن تستوعب الحقيقة المطلقة اللامحدودة حتى أنه لا يمكننا أن نطلق أسما يحتويه أو يصفه

هٰكَذَا أَحَبَّ ٱللّٰه أعلن المسيح هنا أن أصل الفداء محبة الله فالإنسان مع أنه أثيم مستحق غضب الله لم تكن إحساسات الله من جهته إحساسات الغضب والانتقام بل عواطف المحبة. وجاء مثل هذا في ٢يوحنا ٤: ٧ - ١١. والمحبة هنا ليست محبة الرضى والمسرة كمحبة الله لسكان السماء بل محبة الحنو والشفقة على الذين هم عرضة للهلاك الأبدي ولا ملجأ لهم والرغبة في إنقاذهم ومباركتهم.
2) " ٱلْعَالَمَ "
+   " العالم ؟ .. وردت كلمة العالم فى بشارة يوحنا باليونانية "كوزموس"  بعدة معانى وهذه الآية رد على الغنوصية الثنائية التى تفصل بين روح الاب والمادة ، فقد إعتقد اليونانيون الفلاسفة  أن الشر يكمن فى المادة وإعتبروا أن المادة عبارة عن سجن للشرارة الإلهية ورفضت الوحى الإلهى فى بشارة يوحنا فكرة إعتبار المادة أو الجسد بمثابة شر ، لقد أحب الله العالم / الكون (رو 8: 18 - 22) وكل الكائنات البشرية / الجسد (رو 8: 23) ومن هنا وردت فى بشارة يوحنا كثيرا من هذه الثنائيات (يو 1: 5 & 3: 3و 8) 

ؤقول الأب متى المسكين فى تفسيرة لإنجيل يوحنا ص 232 : " لقد كانت التوراة بكل أسفارها شحيحة للغاية من جهة ذكر أو حتى تلميح عن محبة الله للعالم، فالأمم فى الأسفار منبوذون بل ولم يفرق أى قول نبوى بين الأمم والأصنام / فوضعهم ككان موضعا واحدا فقط وإمتد هذا التقيم عند اليهود حتى رأوا "الأمم كلابا" أو فى مصافهم فى حين نسمع أن الله سبق فوهد إبراهيم أبا الدنس اليهودى عامة أن فى نسله (بذرته) تتبارك كل الأمم ! من هذا نفهم أن الأمم كانوا ذوى ذكر وحب مكتوم عند الرب وإنما من وراء أو بعد اليهود الشعب المختار.. الذى إختير ليكون خميرة جيدة يلقى فيها الرب ببذرة الإيمان والتقوى والعبادة والإخلاص له مع محبة خاصة حتى تتخمر الخميرة بفضائل معرفة يهوه وحبه ثم يعود ويوزعها على كل الأرض لتخمر العجين كله ، أو بصورة أوضح أن الرب إختار وأحب شعب إسرائيل فى إبراهيم من أجل بركة العالم كله" أ. هـ  فلما بدأت الخميرة تفسد ظهر يسوع فى ملئ الزمان الذى أوضخ الميلاد الذى من فوق بالروح وليس بالجسد وهذا أوضحه حين قال يسوع (لو 21: 23)وتكون اورشليم مدوسة من الامم حتى تكمل ازمنة الامم. " وأوضحها بولس الرسول بالروح (رو 11: 25- 29) 25 فاني لست اريد ايها الاخوة ان تجهلوا هذا السر، لئلا تكونوا عند انفسكم حكماء: ان القساوة قد حصلت جزئيا لاسرائيل الى ان يدخل ملؤ الامم، 26 وهكذا سيخلص جميع اسرائيل. كما هو مكتوب:«سيخرج من صهيون المنقذ ويرد الفجور عن يعقوب. 27 وهذا هو العهد من قبلي لهم متى نزعت خطاياهم». 28 من جهة الانجيل هم اعداء من اجلكم، واما من جهة الاختيار فهم احباء من اجل الاباء، 29 لان هبات الله ودعوته هي بلا ندامة. "

لا الملائكة فقط والمختارين ولا الأمة اليهودية فقط كما زعم نيقوديموس كسائر اليهود أن المسيح لهم دون غيرهم وأن رحمة الله مختصة بهم بل كل نسل آدم. وجاء «العالم» بهذا المعنى أيضاً في (ص ١: ١٠ و٢٩ و٦: ٣٣ و٥١ و٨: ١٢ ورومية ٣: ١٩ و٢كورنثوس ٥: ١٩ و١تيموثاوس ٢: ٤ وعبرانيين ٢: ٩ و٢بطرس ٣: ٩ و١يوحنا ٢: ٢ و٤: ١٤). وهذه الحقيقة من «الحقائق السماوية» التي صعب على اليهود التسليم بها وهي أن محبة الله تعمّ الأمم كما تعمّ اليهود وأن المسيح مخلص للجميع.
3) " حَتَّى بَذَلَ ٱبْنَهُ ٱلْوَحِيدَ " فى الآية السابقة ورد أن الذى "رفع" هو إبن الإنسان وفى بداية هذه الآية الذى " بَذَلَ "  أى أن الرب قدم أبنه ضحية وهكذا يتدرج الأمر من "رفع الحية" إلى "رفع الإبن" حتى بذل الرب إبنه الوحيد الذى ا{سله إلى العالم لأنه أحب العالم وهذا أول إستعلان عن "أبوة الرب" للمسيح فى إنجيل يوحنا ويلاحظ هنا أن التركيز على "الرب كأب" بالرغم من أن الذى بذل دمه هو المسيح الأبن ولكن هناك أيضا تضحية من الآب أن يجعل كلمته ان يخلى ذاته ويصير جسدا (رو 8: 32) 32 الذي لم يشفق على ابنه، بل بذله لاجلنا اجمعين، كيف لا يهبنا ايضا معه كل شيء؟ "  الآب ضحى والأبن ضخى بالإخلاء وسفك دمه .. ويقول الأب متى المسكين فى  تفسير ليوحنا ص 238 : " الإبن قائم فى الآب قياما كليا لا يمكن أن يحدث له شئ بدون شركة الآب إن طاعة إسحق لأبيه لما حمل " الحطب على ظهره ؟ (الصليب) وتمدده على المذبح الذى بناه إبراهيم أعطيا لإبراهيم أبيه الكرامة  المضاعفة فى عين الرب مع أن الضحية كانت فى إسحق إلا أن قوة الذبيحة وطاعتها تركزت بصفة أساسية لحساب إبراهيم الآب!! بل أن قوة الذبيحة التى قدمها إبراهيم بالنية كأب هى التى عادت بالبركة على كل شعوب الأرض هكذا فكل الذى صنعه المسيح وصنع فى المسيح هو لحساب الآب... فالآب كان لا يمكن أن يفرط فى أبنه ولا يشفق عليه إلا إذا كان الثمن والهدف مساويين تماما للبذل! قبنوة الإنسان للآب التى آلت للإنسان بموت الإبن الوحيد كريمة وكريمة جدا فى أعين الآب " أ . هـ  لهذا قال المسيح (يو 18: 11)  الكاس التي اعطاني الاب الا اشربها؟ " و (يو 17: 4) " العمل الذى أعطيتنى لأعمل قد أكمل" عمل الفداء الذى أكمل بالحب أوصلنا للنتيجة المطلوبة وهى خلاص العالم وفداء وتبنى الإنسان !!!

 + "إبنه الوحيد " ..    الكلمة في اللغة اليونانية monogenes تترجم إلى: "فقط"؛ "واحد فريد"؛ "الوحيد". وردت هذه العبارة فى قواميس الكتاب المقدس والأدب المسيحي تحمل معنيين أساسيين. المعنى الأول "شيء فريد من نوعه في إطار علاقة محددة". ( عبرانيين 11: 17 ) حيث يشير  إلى إسحق بأنه إبن إبراهيم الوحيد. كان لإبراهيم أكثر من إبن ولكن إسحق كان إبنه الوحيد من سارة، كما كان إبن الموعد الوحيد إهتم الوحى فى بشارة يوحنا  بإظهار أن يسوع هو إبن الله (يوحنا 20: 31) واستخدم هذه الكلمة ليبرز يسوع كإبن الله الوحيد الفريد – مشاركاً إياه في طبيعته الإلهية – في مقابل المؤمنين الذين هم أبناء وبنات الله من خلال الإيمان.... المعنى الثاني هو : "شيء وحيد من نوعه أو جنسه، فريد من نوعه". هذا هو المعنى المقصود في (يوحنا 3: 16) وقد وردت هذه الكلمة فى بشارة يوحنا فقط دون الأناجيل الآزائية الأخرى (متى ومرقس ولوقا) وقد أشار بهذه الكلمة  إلى يسوع (أنظر يوحنا 1: 14، 18& 3: 16، 18)؛ (يوحنا الأولى 4: 9).

هذا مقياس محبة الله لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل عنه لا العالم أو الملائكة بل أفضل موهبة في السماء وهي ابنه الوحيد يسوع المسيح فهو «عطية الله» (ص ٤: ١٠) و «عَطِيَّتِهِ ٱلَّتِي لاَ يُعَبَّرُ عَنْهَا» (٢كورنثوس ٩: ١٥). وسمي المسيح عطية لأنه قُدّم لنا مجاناً هذا الحب إذ ليس لأحد حق فيه ولا يستطيع أن يثيبه على عمله. ولا يخفى ما في تقديم تلك العطية من إنكار الذات والنفقة العظيمة.
والله بذل ابنه لا ليملك باحتفال ويُكرم ويُمدح من الناس بل ليكون مهاناً مرذولاً ولا يُسخر به مصلوباً وميتاً لفداء البشر (رومية ٤: ٢٥ و٨: ٣٢). وعلة عطية المسيح للعالم ليست محبة العالم لله بل محبة الله للعالم.
سمّى المسيح نفسه في هذه الآية «ابن الله»: وسمّى نفسه في الآية التي قبلها «ابن الإنسان» لكي يعلم نيقوديموس أنه ذو طبيعتين. وقال بعض المفسرين أن في هذا العدد تلميح إلى ما أتاه إبراهيم فإنه كان مستعداً لبذل ابنه الوحيد إسحاق طوعاً لأمر الله وأظهر بذلك محبته لله (تكوين ص ٢٢) فالله أعطى الإنسان الخاطئ أكثر مما رضي تعالى أن إبراهيم يعطيه.
4) "  لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ  "
+ " لا يهلك كل من يؤمن به " .تكررت هذه العبارة فى  هذه الآية والآية السابقة  لأن كان تركيز المسيح على الإيمان به ربا ومسيحا وفاديا  وأبسط صورة للإيمان أن المسيح مثل ورمز الحية النحاسية أبسط صورة للإيمان هو وعد إلهى أوحى إلى موسى أن من ينظر للحية المرفوعة على سارية خشبية يشفى من لدغة الحية ليرتفع بالإيمان من مجرد كلمة بوعد إلى إعلان أول وأبسط صورة للقداء " إبن الإنسان " مرفوعا عن الأرض على خشبة بمعنى الموت وأكمل الإستعلان إلى أقصاة حينما عرفت البشرية أن أبن الإنسان المرفوع عن الأرض هو فى الحقيقة إبن الله الذى قدى البشرية ببذل دمه حتى الموت كان منظر الحية النحاسية معلقة على عود خشبى مرتفع فى وسط شعب إسرائيل منظر غريبا وعجيبا وفريدا هذه الحية تشفى ليس عامة الشعب فقط بل وجميع علماء اليهود والربيين لأن سموم الحية الشيطانية مست الجميع والجميع زاغ وفسد وأعوزهم مجد الرب صحيح أن الحية منظر وشكل من النحاس معروض للإيمان والإيمان لا يعتمد على المنظور ولكن ما هو جوهر هذا الشكل وهذا المنظر؟ إنه رمز للمسيح كما كان إسحق إبن الموعد رمزا للآب الذى يذبح إبنه والفداء .ليس الإيمان بمجرد النظر للحية بل بنال الغفران بأكل جسد المسيح وشرب دمه ترياقا لإبطال سم الحية الشيطانية والمسيح ربط بين الأثنين بقوله : " كما رفع موسى الحية" هكذا " ينبغى أو يتحتم ان يرفع إبن الإنسان " تشير هذه الكلمة إلى هلاك البعض وهم الذين لا يؤمنون بيسوع فالله أعطاهم فرص من تعاليم وعهود ولكنهم رفضوها (حز 18: 23 و 32) (1تى 2: 4) (2 بط 3: 9) وقد قام بعض الفسرين بتفسير هذه الكلمة حرفيا وقالوا أنها تعنى إبادة الأشرار وغير المؤمنين ولكن يتناقض هذا مع التفسير (دا 12: 2) و (مت 25: 46)

5) " كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ " الإيمان المطلوب ليس بالفكر ولا بالجهد والقياس ولكن " الإيمان بحب الرب وتنفيذا للوصية  الأولى(لو 10: 27) فأجاب وقال: «تحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك، ومن كل قدرتك، ومن كل فكرك، وقريبك مثل نفسك» 

+ " كل من يؤمن به " .. يؤمن هى أسم فاعل فى الزمن المضارع والتى تعنى بداءة وإستمرارية الإيمان وقد تكررت هذه الكلمة فى (يو 3: 15) للتوكيد وكلمة "كل" تعنى من يؤمن بيسوع بغض النظر عن طائفته العرقية أو مكانته الإجتماعية أو الثقافية أو الحضارية أو لونه أو جنسه .. ألخ   وهذا لا يعنى تعارض سيادة الإله وربوبيته مع حرية البشر ، الحرية هي إمكانية الفرد أن يفعل ما يشاء وقتما يشاء دون أي جبر أو شرط أو ضغط خارجي على إتخاذ قرار أو تحديد خيار من عدة إمكانيات موجودة أن مفهوم الحرية ليس مفهوما مطلقا لأنها بالنسبة لإنسان تنتهى حريته عندما تبدأ حريات الأخرين ولكن فى العالم يتميز بوجود طريقين الخير والشر الحرية هى فعل الإنسان ما يشاء للبنيان وإستمرار البشرية للخير فمن غير المعقول أن يكون الإنسان حرا فى فعل الشر من قتل وسرقة وزنا وإغتصاب وغيرها من الموبيقات  كما يفعل المسلمين
كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ جاء في تفسير هذه في الآية السابقة. الله أحب العالم كله لكن الذين يستفيدون من تلك المحبة هم المؤمنون فإنه لا ينال الخلاص الذي أعده إلا هم. إنّ الله فعل كل ما اقتضاه خلاص البشر ببذل ابنه والابن فعل كل ما اقتضى ذلك بموته على الصليب من أجلهم فبقي على الناس أن يفعلوا ما عليهم وهو أن يؤمنوا بيسوع مصلوباً فالإيمان بيسوع هو الشرط الوحيد لنوال كل فوائد «عطية الله التي لا يُعبر عنها».
5) "بَلْ تَكُونُ لَهُ ٱلْحَيَاةُ ٱلأَبَدِيَّةُ" وردت هذه العبارة فى الأناجيل الأخرى بمعنى "حياة الدهر الآتى" بحسب مفهومها اليهودى الربانى التقليدى ولكن فى إنجيل يوحنا تعنى الحياة التى بلا نهاية مع الرب "كعطية حاضرة" الآن مع الرب وهى تقابل "ملكوت الله" فى الأناجيل الأحرى وكذلك ملكوت الله أيضا فى إ. يوحنا ولو أنها عطية الدهر الآتى ولكن المسيح بدأها الآن وصارت حقيقة معاشة فى المسيج
بَلْ تَكُونُ لَهُ ٱلْحَيَاةُ ٱلأَبَدِيَّةُ هذا المقصود من عطية الله وهو خلاص الهالكين.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
وقوله "هكذا" معناه بمقدار لا يوصف ولا يدخل تحت تغيير بشرى "أحب الله" لا الملائكة فقط ولا الأمة اليهودية فقط بل أحب " العالم" أى كل نسل آدم وحواء الذى أظهر العداوة له وإستحق الهلاك ورغب فى إنقاذهم من الهلاك ومباركتهم فكان حنانه عظيما بهذا المقدار "حتى بذل أبنه الوحيد " لا ليملك بإحتفال ويكرم ويمدح من الناس بل ليكون مهانا ومرذولا يسخر به مصلوبا لفداء البشر أى " لكى لا يهلك كل من يؤمن به" إن الله أحب العالم كله لكن الذين يستفيدون من تلك المحبة هم الذين يؤمنون به ، إن الله فعل كل ما إقتضاه خلاص البشر وإبن الله فعل كل ما إقتضاه هذا الخلاص بموته على الصليب فبقى على الناس أن يفعلوا ما عليهم أى أن يؤمنوا بالمسيح مصلوبا فكل من آمن لا يخلص من الهلاك فقط "بل تكون له الحياة الأبدية" فما أعظم هذه المراحم. 

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 3: 17)  17 لانه لم يرسل الله ابنه الى العالم ليدين العالم، بل ليخلص به العالم.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
بيّن المسيح في هذه الآية حقيقة أخرى «من الحقائق السماوية» وهي غاية مجيء المسيح.(لوقا ٩: ٥٦ ) 56 لان ابن الانسان لم يات ليهلك انفس الناس بل ليخلص». فمضوا الى قرية اخرى. وحسب الفكر اليهودى فإن نيقوديموس يعتقد أن المسيح سيأتى قائدا حربيا وملكا يقود لـ دينونة أكثر العالم أي جميع الأمم ولا سيما الرومانيين. ويلاحظ تدرج التدرج من الفكر السلبى للفكر الإيجابى فى كلمات المسيح " .. حاء لكى لا يهلك ـ بل يكون له حياة أبدية " وهنا " لا ليدين .. بل ليخلص"  ويخيرنا إنجيل يوحنا أحيانا بالإرتفاع من أسفل إلى أعلى وبين القمة والقاع فورد الفكر من السلبى للإيجابى كما ورد فى الآية التالية أيضا " الذى يؤمن لا يدان والذى لا يؤمن فقد دين" وهكذا يتدرج إنجيل يوحنا فى الكلمات المتضادة " أحب الظلمة أكثر من النور ، كل من يعمل السيئات يبغض النور وكل من يفعل الحق يقبل إلى النور"
1) "ألأنه لَمْ يُرْسِلِ ٱللّٰهُ ٱبْنَهُ إِلَى ٱلْعَالَمِ لِيَدِينَ ٱلْعَالَمَ " كانت كل تفسير الربيين (الفريسيين والكتبة .. ألخ ) عن نبوات مجئ المسيا "المسيح المنتظر" أنه سيعلى شأن الأمة اليهودية ويدين الشعوب ويسحق الأمم ويبيدها وكان هذا الفكر اليهودى المتغلغل فى نفوسهم أحد العثرات والمعوقات التى وقفت ححائلا عن قبول يسوع وألإيمان بأنه المسيا وكان نيقوديموس أحد قادة اليهود بمجلس السنهدرين من الذين تشبعوا بهذه الروح العدائية العنصرية والإعتداد بالجنسية نحو أمم العالم وفى هذه الآيات صحح المسيح الهدف المسيانى الأساسى وهو الخلاص لكل امم العالم وليس الدينونة ، وأن الدينونة ليست هدفا لمجئ المسيح بل لمن لا يؤمن به من الذين إنعدمت بصائرهم وإنسدت آذانهم وهذا وذاك لليهودى قبل الأممى .
+  " ليدين العالم " .. أوردت بشارة يوحنا الكثير من الجمل فى ألآيات تؤكد أن يسوع جاء مخلصا وليس ديانا للعالم (يو 3: 17- 21 & 8: 15 & 12: 47) ولكن هناك كثير من المقاطع فى بشارة يوحنا والعهد الجديد تشير إلى يسوع أنه سيجئ فى اليوم الأخير كديان عادل (يو 5: 22- 23 و 27 & 9: 39) (أع 10 : 42 & 17: 31) (2 تى 4: 1) (1بط 4: 5)
1. ألآب أعطى الأبن الخليقة والفداء  كما أعطاه الدينونة (يو 5: 23) .. 2. أتى يسوع فى المجئ الأول ليخلص وسيأتى ليدين العالم فى المجئ الثانى (يو 3: 17) وكل الذين رفضوه أدانوا أنفسهم .. 3. المجئ الثانى ليسوع سيظهر كملك الملوك وكقاض (يو 9: 39)
إن الحكم بالعقاب تستعملة المجتمعات البشرية فى الدول كمخالفات للقوانين أما الحكم بالدينونة والموت والهلاك هو القانون الإلهى المسلط على كل بنى آدم لمخالفتهم وصايا الرب لمخالفة آدم للرب فالكل ولد بالخطية الجدية من نسل رجل وإمراة والكل زاغ وفسد وأعوزهم مجد الله فى المسيا الذى جاء ليرفع الخطية ومعها قانون الموت واللعنة ، والإنسان مخير بين القبول والرفض وبين المكوث فى الهططية والبقاء تحت اللعنة برفض المسيح خمله لخطاياه أو قبول الخلاص بالمسيح

 لكل شئ تحت السموات وقت فوقت المسيح فى مجيئة الأول كان متمما للخلاص (يو ١٢: ٤٧ ) 47 وان سمع احد كلامي ولم يؤمن فانا لا ادينه، لاني لم ات لادين العالم بل لاخلص العالم. " (يو ٨: ١٥ ) 15 انتم حسب الجسد تدينون، اما انا فلست ادين احدا  أما الدينونه فهى غاية المسيح فى مجيئه الثاني أن يدين غير المؤمنين كما أُعلن في ص ٥: ٢٢ و٢٧ وأعمال ١٧: ٣١ و٢كورنثوس ٥: ١٠ بل يبيّن سبب مجيئه الأول وهو مجيئة للخلاص لا كما ظن نيقوديموس أنها إنقاذ اليهود من عبودية الرومانيين بل إنقاذ العالم من عبودية الشيطان والإثم والموت.
2) " بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ ٱلْعَالَمُ " بشرط أن يؤمن العالم به. ولعل سبب قوله «ليخلص به العالم» بدل على أن يقول «ليخلص العالم» يبيّن أنه على العالم مسؤولية الإيمان لتحصيل الخلاص.. كان مجئ المسيح فاديا لهدف واحد فقط هو خلاص العالم  وهذه كان بشارة المسيح التلاميذ للعالم (١يوحنا ٤: ١٤) 14 ونحن قد نظرنا ونشهد ان الاب قد ارسل الابن مخلصا للعالم."  
إنجيل يوحنا كتب فى التسعينات من القرن الأول الميلادى مكتوب لعدة أهداف منها أنه كتب لقراء معينيين وكتب للدفاع عن الإيمان ضد الهراطقة الذين إبتدعوا فى القرن الأول الميلادى مكتوب ليكمل الأناجيل الثلاثة الآزائية  كتب بعد سقوط أورشليم وهيكلها سنة 70م أى بعد مضى 30 سنة تقريبا ، تشتت الشعب وخربت البلاد ومنع اليهود من دخول اورشليم وإعادة بناء الهيكل والعبادة فيه وإنتهى اليهود للصفر بللا قبله يتجهون إليها وبالرغم من المسيح تنبأ بخراب أورشليم والهيكل ولكن هدم الهيكل وخرقة لم يكن على مستوى الدينونة الإلهية ولكنه حدث نتيجة لتصرفات الشعب اليهودى وإنجذابة لكل من يقودهم نحو الحرية وإستقلال وطنهم فلم يكونوا مسحاء هؤلاء الذين قادوهم فى هذه الحروب الدموية وبهذا خكم اليهود بأنفسهم على انفسهم بإنتهاء زمان الحب لما رفضوا مسيح الرب وحكموا على الهيكل بالهدم لما هدموا هيكل إبن الإنسان بالرغم من تخذيره لهم لقد تمسكوا بالظلمة وناصبوا العداء للنور فادركتهم الظلمة وإنتهى زمن النور أما الذين كانت أعمالهم صالحة ومن أمنوا منهم وأحبوا النور (1يو 4: 9) بهذا اظهرت محبة الله فينا: ان الله قد ارسل ابنه الوحيد الى العالم لكي نحيا به. "

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
كان يحق لله أن يدين العالم أى يعاقبة على آثامه ويدفعه لجهنم فرجحت محبته تعالى على حقه وعدله فجازى العالم بالإحسان عوضا عن العقاب وقوله " ليخلص به العالم" ليس القصد به أن يخلص حميع الناس بدون شرط بل على العالم مسئولية افيمان لتحصيل الخلاص فمن لم يخلص فالذنب ذنبه كما يتضح من قوله الآتى..

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الثالث
3. الاستنارة والإيمان (يوحنا 3: 18- 21)

 تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 3: 18) 18 الذي يؤمن به لا يدان، والذي لا يؤمن قد دين، لانه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
الأناجيل هى البشارة المفرحة وكرازة المسيح ومن بعده التلاميذ والرسل مبنية على المحبة محبة الرب للبشرية وفداء المسيح ومحبة المسيحيين بعضهم لبعض ولغير المؤمنين وورود كلمة الدينونة المستحقة على الإنسان بعد الموت ليست للتهديد والوعيد لأننا فى هذا العالم لا بد لنا أن ننشر الحب لأننا نغيش زمن الحب والبشارة وضعت لغير المؤمنين ليكونوا مؤمنين ولكن لابد أن ينشر الكارز الحقيقة أمامهم والإستقرار على رأى إما مع النور او الظلمة أو هو إختيار بين الحياة أو الموت ، ليس للتخويف بل للترغيب لأنه أمامنا حياة أخرى أبدية وهذا صوت الرب منذ القديم يقول (تث 30: 19) 19 اشهد عليكم اليوم السماء والارض.قد جعلت قدامك الحياة والموت.البركة واللعنة.فاختر الحياة لكي تحيا انت ونسلك. "
تفيد هذه الآية أن مجيء المسيح وإن لم تكن غايته الدينونة يستلزم دينونة بعض الناس. وهي تقسم العالم إلى شطرين المذنبين والمبررين وذلك باختيارهما رفض المسيح أو قبوله.
+ المسيحية هى الإيمان بأبن الله الوحيد الذى قام بالخلاص المجانى عن طريق الفداء  ومن يؤمن لا يدان من المسيح الديان لأنه سيدين العالم حسب أقواله هو  وتعاليمه وشريعته شريعة الحب والكمال وليس بشريعة أخرى مثل الشريعة الإسلامية شريعة الكره والبغضاء والإعتداء على الغير أما الذى لا يؤمن فقد أدان نفسه يسوع الديان لا يرسل أحد إلى الجحيم بل يرسلون أنفسهم بأنفسهم 

1) " اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُدَانُ " هذا مثل ما قيل في (يو ٥: ٢٤ . 24 «الحق الحق اقول لكم: ان من يسمع كلامي ويؤمن بالذي ارسلني فله حياة ابدية، ولا ياتي الى دينونة، بل قد انتقل من الموت الى الحياة.  (يو ٦: ٤٠ و٤٧) 40لان هذه هي مشيئة الذي ارسلني: ان كل من يرى الابن ويؤمن به تكون له حياة ابدية، وانا اقيمه في اليوم الاخير».  47 الحق الحق اقول لكم: من يؤمن بي فله حياة ابدية.   (يو٢٠: ٣١ )31 واما هذه فقد كتبت لتؤمنوا ان يسوع هو المسيح ابن الله، ولكي تكون لكم اذا امنتم حياة باسمه.  ومعنى «لا يُدان»(رومية ٨: ١) 1 اذا لا شيء من الدينونة الان على الذين هم في المسيح يسوع، السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح." أنه بُرر لأجل المسيح وانتقل من الموت إلى الحياة (١يوحنا ٣: ١٤) 14 نحن نعلم اننا قد انتقلنا من الموت الى الحياة، لاننا نحب الاخوة. من لا يحب اخاه يبق في الموت " وغُفرت خطاياه واُنقذ من لعنة الناموس ويحصل على كل ذلك عندما يؤمن.
2) " ٱلَّذِي لاَ يُؤْمِنُ قَدْ دِينَ " يلاحظ إختلاف الفعلين "لا يدان" و " قد دين" فالذى يؤمن تكون له حياة أبدية لأنه صار "فى المسيح" أما الذى لم يؤمن فقد ظل فى الظلام ولم يرى النور وصار مشترك مع ضد المسيح فى عداءه

الكلام هنا ليس على دينونة مستقبلة بل على دينونة حاضرة. وهذه الدينونة قد جلبها الخاطئ على نفسه بخطاياه والحاكم عليه بتلك الدينونة ضميره وشريعة الله. فلا حاجة إلى إتيان المسيح ليدينه دينونة أخرى فهو باق في الحال الأصلية لعدم إيمانه كأن المسيح لم يمت وهالك بآثامه. وبما أن الحاكم الأول ثابت عليه وهو «أن النفس التي تخطئ تموت» لا تبقى حاجة إلى حكم ثانٍ ودينونة ثانية.
3) " لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ " أي لأنه لم يستفد من الطريق الوحيد الذي أعده الله للنجاة. فيكون كالإسرائيلي الملدوغ الذي أبى أن ينظر إلى الحية النحاسية. ويكون فوق ذلك قد استهان بنعمة الله فزاد إثماً على إثمٍ (عبرانيين ١٠: ٢٩) ولا خطية تضر النفس مثل الكفر بالنعمة.

وإنجيل يوحنا يحذر من يرفض الإيمان فى هذه الآيات لأنه واقعين تحت الدينونة وهم موتى بالخطية حتى وهم أحياء (يو 8: 24) 24 فقلت لكم: انكم تموتون في خطاياكم، لانكم ان لم تؤمنوا اني انا هو تموتون في خطاياكم»  ويشجع المسيح الإنسان فى حياته أن يعيش فى نور المسيح (يو 12: 35- 36) 35 فقال لهم يسوع:«النور معكم زمانا قليلا بعد، فسيروا ما دام لكم النور لئلا يدرككم الظلام. والذي يسير في الظلام لا يعلم الى اين يذهب. 36 ما دام لكم النور امنوا بالنور لتصيروا ابناء النور»
4) " بِٱسْمِ " أي بكل ما تُعلن به صفاته وأعماله. وأحد تلك الأسماء «يَسُوعَ، لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ» (متّى ١: ٢١).
5) " ٱبْنِ ٱللّٰهِ ٱلْوَحِيدِ " يلاحظ أن كلمة "الوحيد" جاءت هنا للتذكير بالمحبة وهو الوسيد بين الناس والرب وليس بغيره الخلاص ويعرف عدم الإيمان فى المسيحية بـ  عدم تصديق الرب ومواعيده ونبواته ومعجزاته ووصاياه  وإنقسم العالم فى عصر المسيح وحتى اليوم إلى مؤمن مستقبل لرسالة المحبة وغير مؤمن رافض لرسالة المحبة التى ارسلها الرب "أحب الله هاذا العالم" وبالتالى إنسان خلص ونال روح القدس ، وعريب عن الروح القدس أى قائم فى الموت بعيدا عن قطيع الرب وحضيرته كما ليس لله ابن آخر ليأتي للخلاص إذا رُفض هذا. وهذا ما قاله يوحنا المعمدان هفدعا يوحنا اثنين من تلاميذه، وأرسل إلى يسوع قائلا: «أنت هو الآتي أم ننتظر آخر؟»

 وتسميته «بالوحيد» تشير إلى عظمته واعتبار الآب إياه. فعلى قدر عظمة المسيح تعظم خطيئة من لم يؤمن به


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
إن "الذى يؤمن به" أى بالمسيح مصلوبا "لا يدان" أى يتبرر بدم المسيح وينقل من الموت للحياة وينقذ من لعنة الناموس وينجو من عقاب الخطية فلا يطرح فى جهنم أما " الذى لا يؤمن " بأن المسيح إبن الله وأنه مات من أجله فهو هالك بآثامه " وقد دين" لأن النفس التى تخطئ تموت ولأنه إستهان بنعمة الله فزاد إثما على إثمه (عب 10: 29) وحيث أن ليس لله إبن آخر يأتى لخلاص العالم لأن المسيح ابن وحيد لله فالذى يرفض  "إبن الله الوحيد " يبقى عليه غضب الله ، فعلى قدر عظمة المسيح تعظم خطية من لم يؤمن به ، فالذى  لا يؤمن بالمسيح يكون كالإسرائيلى الملدوغ بالحية والذى أبى أن ينظر إلى الحية النحاسية.

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 3: 19)  19 وهذه هي الدينونة: ان النور قد جاء الى العالم، واحب الناس الظلمة اكثر من النور، لان اعمالهم كانت شريرة.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
هذه الآية تفيدنا أن الناس يدينون أنفسهم برفضهم المسيح.
1) وَهٰذِهِ هِيَ ٱلدَّيْنُونَةُ " أي سبب الدينونة أى ابالحكم بالعقاب أو البراءة  بالتمييز بين الخطأ والصواب وذلك لأنها أظهرت ميول قلوبهم والحكم على اعمالهم إما هى صالحة وطالحة بمعاملتهم للمسيح والإيمان به والعمل بوصاياه .
2) " إِنَّ ٱلنُّورَ قَدْ جَاءَ إِلَى ٱلْعَالَمِ" أي المسيح أتى للعالم المملوء ظلمة ولم يكن فيه نورا البتة وشهد له يوحنا المعمدان (يو ١: ٧)  6 كان انسان مرسل من الله اسمه يوحنا. 7 هذا جاء للشهادة ليشهد للنور، لكي يؤمن الكل بواسطته (يو٨: ١٢) 12 ثم كلمهم يسوع ايضا قائلا:«انا هو نور العالم. من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة».لأنه أعلن طريق الخلاص وأشرق به نور الإنجيل (متّى ٤: ١٦) 16 الشعب الجالس في ظلمة ابصر نورا عظيما والجالسون في كورة الموت وظلاله اشرق عليهم نور» (إشعياء ٩: ٢) الشعب السالك في الظلمة ابصر نورا عظيما.الجالسون في ارض ظلال الموت اشرق عليهم نور. ) ( أش٦٠: ١).1 قومي استنيري لانه قد جاء نورك ومجد الرب اشرق عليك.
3) " وَأَحَبَّ ٱلنَّاسُ ٱلظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ ٱلنُّور"+ " احب الناس الظلمة اكثر من النور " .. الخير والحب والسلام الطمأنينة التى نشرها يسوع المسيح بين بنى البشر هو النور الذى أضاء للبشرية ، ولكن رفض الناس المسيح وتعاليم المسيحية وقد رفضوها لأسباب عديدة لأنهم أحبوا الظلمة أى فعل الخطية أى لأسباب أخلاقية وها هم المسلمين يفعلون الشرور ظانين أنهم ينفذون شريعة لإله ولكنها شريعة شيطانية شريره من زنى وسرقة وإعتداء وقتل وإحتلال الأرض وإغتصاب العرض  وأسباب أخلاقية ذكرت فى (أى 24: 13) ويشير النور فى هذه ألاية إلى يسوع المسيح وتعاليمة التى محورها المحبة  حيث يتجه الإنسان بمحبته جهة نحو السماء والموازية فى الأرض المتجهة إلى  البشر الآخرين حتى ولو كانوا أعداء له هذا هو الإيمان بالمسيح فإلى من تتجه بحبك إليه إلى ظلمة ألإسلام ومحمد نبي الإسلام وقرآنه أم إلى نور المسيح ، والإشارة إلى نور المسيح موضوع متكرر فى بشارة يوحنا وقد وردت فى (يو 1: 1- 18)
وَأَحَبَّ ٱلنَّاسُ ٱلظُّلْمَةَ (يو  ١: ٤ و٩ و١٠ و١١ ) 4 فيه كانت الحياة، والحياة كانت نور الناس، 5 والنور يضيء في الظلمة، والظلمة لم تدركه.9 كان النور الحقيقي الذي ينير كل انسان اتيا الى العالم. 10 كان في العالم، وكون العالم به، ولم يعرفه العالم. 11 الى خاصته جاء، وخاصته لم تقبله

الظلمة : هنا مستعارة للخطية والضلال وكل ما هو شرير . ويقول الأب متى المسكين فى متابه شرح يوحنا ص 242: [ بمجئ المسيح ودخوله للعالم ومعه الحق الإلهى للعالم "بالدينونة" إنقسم العالم إلى محبى النور ومحبى الظلمة ، وبدأ فى الحال روح القضاء يأخذ عملهوالذى يجعل القضاء يطالب بحقة من الآن هو التقرير النهائى الذى أتخذه الذين رفضوا النور لأنهم " أحبوا" وهذا فعل فى اللغة اليونانية يفيد القرار القاطع المنتهى منه فى محبة الظلمة وهذا الحب للظلمة ينتمى إلى نوع من العشق أو الإرتباط وهو ليس حبا لأعمال الظلمة من سرقة وزنى وفجور وكذب وعداوة بل إن هذه الأعمال تتد لتتعاقد مع الشيطان ذاتهوهو القوة المتخصصة المحرضة على ا‘مال الشرور .. فالنور وراءه شخص إبن الآب والظلمة ورائها إبليس ومعروف ان الشيطان المحرض لكل الشرور قد دين (يو 16: 11) 11 واما على دينونة فلان رئيس هذا العالم قد دين. " أى أن الدينونة الشيطان وخروج خكم القضاء عليه يوم صلبون المسيح فالذين يرفضون النور هم الذي ينحازون إلى رئيس هذا العالم وبالتالى يقعون تحت دينونة الرفض (يو 12: 31) 31 الان دينونة هذا العالم. الان يطرح رئيس هذا العالم خارجا.  "

فالناس لا يهلكون لجهلهم عن المسيح بل لرفضهم إياه اختياراً ولم يضلوا لعدم وجود النور فقد أتى المسيح نور العالم إلى العالم فعلا بل لمحبتهم ظلمة الإثم. فليس من سبب لهلاك الناس سوى فساد قلوهم وراء عواطفهم. إن الله وضع أمام الإنسان النور وترك له الحرية في اختياره أو رفضه ففضل باختياره الجهل والانخداع والأوهام الدينية وسائر أنواع الضلال فجلب الهلاك على نفسه (هوشع ٤: ١٧ )  افرايم موثق بالاصنام.اتركوه ( رومية ١: ٢٨).28 وكما لم يستحسنوا ان يبقوا الله في معرفتهم، اسلمهم الله الى ذهن مرفوض ليفعلوا ما لا يليق.  "
4) " لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً " أعمال الإنسان نتيجة لأفكاره وميوله وعواطفه وخصاله فلو أتوا إلى النور أي المسيح وآمنوا به لتركوا كل الأعمال الشريرة التي أحبوها ومعظم المانع للناس من قبول الحق هو شر قلوبهم لا جهلهم. فأعمال الفريسيين الشريرة ومحبتهم للسلطة والمظاهر الخادعة منعتهم من الاقتناع بالبراهين أن يسوع هو المسيح وأن تعليمه من السماء.


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
النور هنا يراد به المسيح لأنه النور الحقيقى (يو 1: 7) ولأنه أعلن طريق الخلاص وأشرق به نور الإنجيل ، والظلمة يراد بها الخطية والضلال وكل ما هو مضاد للحق فالمعنى هو أن علة دينونة الناس وهلاكهم هو تفضيلهم ملذاتهم وكفرهم وجهلهم وضلالهم وفساد قلوبهم على المسيح الذى أتى لخلاصهم ، ولماذا إختاروا الجهل والإنخداع وسائر أنواع الضلال فجلبوا الهلاك على أنفسهم ؟ الجواب قاله الإنجيلى وهو " لأن أعمالهم كانت شريرة " فىلو آمنوا بالمسيح   سيتركون كل العمال الشريرة التى يحبوها لهذا فضلوا البقاء فى الظلمة .

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 3: 20) 20 لان كل من يعمل السيات يبغض النور، ولا ياتي الى النور لئلا توبخ اعماله.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
هذه الآية قالها المسيح كاشف أستار القلوب وهو يحدث اليهود والرؤساء والمعلمين ومدعى الفضيلة الذين إنغمسوا فى فعل السيئات فى الخفاء (راجع رجم المرأة الزانية) وكانت النتيجة أنهم إحتجوا من كلام المسيح وقاوموه لأنهم إنزعجوا من تسليط النور عليهم وصاروا هاربين ورافضين ومن يرفض المسيح هو من يتمسك بالسيئات التى إن آمن بالمسيح سيبطل فعلها ولكنه يحبها ولا يستطيع الإستغناء عنها ورفض المسيح والهروب من نوره فى كل الأحوال مسألة إختيار وتدخل فيها العادات والتقاليد والممارسات السيئة وكذلك العوامل النفسية التى تحث على السلوك الإرادى السيئ هى صاحبة الكلمة فى إرادته
1) "لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ ٱلسَّيِّآتِ"+ " السيئات " .وردت عبارة "أعمالهم شريرة " فى الآية السابقة والتى تعنى الضلوع والإنغناس فى الخطية  ومعنى سيئة في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي : السَّيِّئة : الصغيرُ من الذنوب ، الخطيئةُ  -  سَيِّءُ الخُلُقِ : قَبيحُ ، شائِنُ الخُلُقِ سَيِّئُ السُّمْعَةِ -
ومعنى سيئ فى المفهوم الإنجيلى "اعمال بطالة" bad أى أعمال خسيسة وحقيرة أى البدء فى الدخول فى أعنال الظلمة غير المثمرة التى يستهين بها الإنسان لأنها ليست خطايا كبيرة أو ثقيلة وخطورتها هى أنها تجعل الإنسان يهرب من النور ويبغض من يدعوه إلى النور لئلا توبخ أعماله أمام أحباؤه وينفضح أمره   أمام أصدقاؤه (رؤ 3: 19) (أف 5: 11- 14) 11 ولا تشتركوا في اعمال الظلمة غير المثمرة بل بالحري وبخوها. 12 لان الامور الحادثة منهم سرا، ذكرها ايضا قبيح. 13 ولكن الكل اذا توبخ يظهر بالنور. لان كل ما اظهر فهو نور. 14 لذلك يقول: «استيقظ ايها النائم وقم من الاموات فيضيء لك المسيح»." هذه الآية موجهة لأصحاب العادات السيئة التى يخفيها الإنسان
2) "يُبْغِضُ ٱلنُّورَ" أي يكرهه ويبتعد عنه لأنه يُعلن شره لنفسه فيؤنبه ضميره فلا يرى وسيلة إلى الراحة إلا بهربه من النور (١ملوك ٢٢: ٨) 8 فقال ملك اسرائيل ليهوشافاط انه يوجد بعد رجل واحد لسؤال الرب به ولكني ابغضه لانه لا يتنبا علي خيرا بل شرا وهو ميخا بن يملة.فقال يهوشافاط لا يقل الملك هكذا. (أمثال ١٥: ١٢) 12 المستهزئ لا يحب موبخه.الى الحكماء لا يذهب. " ويظهر سيئاته لغيره فيوبخه عليها. وعموما يكره أهل الشر النور لأنه يكشف شرورهم.
3) " وَلاَ يَأْتِي إِلَى ٱلنُّورِ لِئَلاَّ تُوَبَّخَ أَعْمَالُه"+ " لئلا توبخ اعماله. " .. فهو لا يأـى للنور لأنه أحب فعل الخطية ولا يريد تركها خوفا من أن يلومه أو يؤنبه أحد
وَلاَ يَأْتِي إِلَى ٱلنُّورِ الخ هذا نتيجة بغض النور والخوف من توبيخ الضمير لأن يبغضه الإنسان ويخفافه يبتعد عنه.
وتشير هذه الآية إلى : أ. إن إحدى طرق التبشير بنور المسيح هو توبيخ الناس على خطاياهم.
ب. سبب بغض أكثر الناس في كل عصر للإنجيل ومقاومتهم إياه. وهو أنه يوبخ على الظلم والخداع والزور والبغض والحسد والبخل والقساوة والسكر والزنا وكل الخطايا التي يكشف الإنجيل الحجاب عن فظاعتها.
جـ . أن أحوال قلوب الناس تُعرف من معاملتهم للإنجيل. فإن الصالحين يحبونه والأشرار يبغضونه (يوحنا ١٨: ٣٧).
د.  أنه توجد دينونة قبل دينونة اليوم الأخير وهي دينونة الإنسان لنفسه. فالحكيم يطلب طريق التبرير ما دام في إمكانه.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
أى كل من يعمل الشر يكره النور ويهرب منه لأنه يعلن شره لنفسه فيؤنبه ضميره ويظهر سيئاته لغيره فيوبخونه عليها فكراهة الأشرار للدين  المسيحى سببها أن يوبخ على الظلم والخداع والزور والحسد والقساوة والسكر والزنا وكل الخطايا التى يكشف الإتجيل خباياها .

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 3: 21) 21 واما من يفعل الحق فيقبل الى النور، لكي تظهر اعماله انها بالله معمولة».
 
 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " وَأَمَّا مَنْ يَفْعَلُ ٱلْحَق"+ يفعل الحق أى يسر بفعل تعاليم التى أمر بها الرب لأن الرب هو الحق  (يو 11: 25)قال لها يسوع: «أنا هو القيامة والحياة. من آمن بي ولو مات فسيحيا، " وفعل الحق فى النور مقابل فعل السيئات فى الظلام .. هناك فعل السيئات بالجمع أى كثيرة وفى هذه الآية عمل "الحق" بالنفرد لأن المسيحى يكون الحق فى داخله وهو المسيح ويفعل ما قاله المسيح - وبالأعمال التى أمر بها الرب تظهر أنها بالله معمولة

2) " فَيُقْبِلُ إِلَى ٱلنُّورِ" أي يميل قلبه إلى المسيح وإنجيله ويسر بالحق ويُرحب به ويفعل ما تأمر به وصاياه وبمقتضى تعاليمه فلا يخاف توبيخ ضميره له مما يُظهره النور لأنه أصبح يعيش فى النور  ولا ما يعلنه له من صفات الله وإحساساته من جهته. (مزمور ١٥ )
3) " لِكَيْ تَظْهَرَ أَعْمَالُهُ " وا هكذا نحن شعب الرب ينبغى أن نفعل أفعال المسيح لمسيح ظهرت أعماله النورانية التى هى أعمال الآب ايضا (يو10: 37) إن كنت لست أعمل أعمال أبي فلا تؤمنوا بي.  " الذى يقبل غلأى النور ويفعل أعمال نورانية لا يخاف أن يُدان بواسطة النور على رياء وخداع وشر عمل ومشاركة للشيطان لأنه إبتعد عن هذه السيئات (لوقا ٨: ١٥) 15 والذي في الارض الجيدة هو الذين يسمعون الكلمة فيحفظونها في قلب جيد صالح ويثمرون بالصبر.   وإن أظهر النور أن شيئاً من أعماله شريرة وهو غافل عنه سُرّ بذلك وأسرع إلى تركه.
4) " أَنَّهَا بِٱللّٰهِ مَعْمُولَةٌ " أي عُملت طوعاً لأمر الرب وإرضاء له وهي كأعمال الرب لأنه أمرنا بها فليس لنا فضل فى إختراعها نحن نفذناها بقدرته وقوته لأنه بلا شك سيساعدنا فى تنفيذها (فيل 4: 13)أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني. ونتيجة إرشاد روحه القدوس. والإتيان إلى النور هو عينه من الأعمال المعمولة بالله.(فى 2: 12)  13 لان الله هو العامل فيكم ان تريدوا وان تعملوا من اجل المسرة.  "
وهذه نهاية المحاورة بين المسيح ونيقوديموس ولم يذكر البشير تأثيرها في نيقوديموس. والأرجح أنه آمن بالمسيح وكان من ضمن الرؤساء الذين أخفوا إيمانهم فى مجمع السنهدرين السبعينى(يو١٢: ٤٢ ) .42 ولكن مع ذلك امن به كثيرون من الرؤساء ايضا، غير انهم لسبب الفريسيين لم يعترفوا به، لئلا يصيروا خارج المجمع، " وعارض قرار المجمع فى القبض على المسيح  (يو ٧: ٥٠) 50 قال لهم نيقوديموس، الذي جاء اليه ليلا، وهو واحد منهم:" وقدم مزيج من مر وعود لتطيب جسد المسيح بعد موته على الصليب وبهذا يظهر أنه كان معروفا لدى االمؤمنين بالمسيح (يو ١٩: ٣٩). 39 وجاء ايضا نيقوديموس، الذي اتى اولا الى يسوع ليلا، وهو حامل مزيج مر وعود نحو مئة منا. " وفي هذا الفصل أي من ع ١ إلى ع ٢١ بيان حقائق عظيمة منها عمل أقانيم اللاهوت الثلاثة وهو محبة الآب للعالم وموت المسيح على الصليب وفعل الروح القدس في تجديد قلب الإنسان ومنها فساد الطبيعة البشرية وحقيقة الولادة الثانية ومنزلة الإيمان في خلاص الخاطئ ومعظم علة دينونة الهالكين.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
أى أن الإنسان التقى الذى يعمل كل ما هو حق ويرضى الله  يقبل المسيح ويميل قلبه إليه ويسر بالحق  ويرحب يه ويسؤ يمقتضاه ولا يخاف أن يدان بواسطة النور على أى نوع من الخطايا وإتيانه إلى النور يبرهن أن أعماله بالله معموله أى عملت طوعا لأوامر الله ووصاياه المقدسة وإرضاءا له  وان اظهر النور أن شيئا من أعماله مخالف لمشيئة الله وهو غافل عنه سر بذلك واسره إلى تركه ويتوقف عن عمله - هذه نهاية الحوار بين نيقوديموس والمسيح ويظهر من (يو 7: 5 & 12: 43 & 19 : 39) أنه إستفاد من تعليم يسوع فتاب وعاش بتقوى الله .

 

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الثالث
4. موقف المعمدان من معمودية المسيح (يوحنا 3: 22- 36)

معمودية يوحنا وشهادته للمسيح ع ٢٢ إلى ٣٦

هذا هو الجزء الرابع من الإصحاح اليوضح فيه المسيح ضرورة "التجديد" وهو الإنتقال من القديم للجديد على النحو التالى الإنتقال من القديم : " الذى من الأرض وهو من الأرض ومن الأرض يتكلم" إلى الجديد : " الذى يأتى من فوق وهو فوق الجميع ... ينبغى أن ذلك يزيد وأنى أنا  أنقص" وذلك إعلان عن مجئ المسيح العريس السماوى وتأسيسه الكنيسة المسيحية "من له العروس فهو العريس" 


بدأت هذه الفقرة فى أرض اليهودية المسيح مع تلاميذة فقط ويذكر االإنجيل أنه كان يعمد (يو 3: 22) والإنجيل ليس بكاذب وتنتهى فقرة المسيح مع تلاميذه فى اليهودية بأن الرب علم أن الفريسيين سمعوا فى هذا الوقت أن يسوع يعمد أكثر من يوحنا  حينئذ ترك اليهودية
(يو 4: 1) 1 فلما علم الرب ان الفريسيين سمعوا ان يسوع يصير ويعمد تلاميذ اكثر من يوحنا، 2 مع ان يسوع نفسه لم يكن يعمد بل تلاميذه، 3 ترك اليهودية ومضى ايضا الى الجليل... ونلاحظ فى عدد 2 أن يوحنا يعقب على ما سمع الفريسيين بأن يسوع لم يكن يعمد بل تلاميذه بينما ذكر سابقا أن يسوع يعمد فى (يو 3: 22) وهذا يؤكد أنه بالرغم من أنهم كانوا فى مكان واحد وهو أررض اليهودية إلا أنه كان هناك حدثين فى زمانين مختلفين فى مكان واحد مثلما يقال انه ولد فى سنة كذا ومات فى سنة كذا بمصر أو تعمل وعمل بالقاهرة وهنا ايضا الحدث الأول المسيح يعمد وقبل أن يترك اليهودية كان التلاميذ يعمدون أى أنه فى بداية هذه الفقرة المسيح يعمد وفى نهايتها التلاميذ يعمدون ونتسائل أى معمودية عمد التلاميذ معمودية المعمدان أم معمودية المسيح وإذا كان فى بداية الفقرة ذكر ان المسيح كان يعمد فمن عمد المسيح إذا؟ الأمر المنطقى أن المسيح عمد تلاميذه والتلاميذ عمدوا الناس  أما عن الأقوال التى تنتشر من فم لأذن والتى سمعها الفريسيين وعلم بها يسوع  فتكون فى كثير من الأحيان إما كاذبة أو إشاعات بها جزء من الحقيقة هى أن المسيح عمد وعمد التلاميذ الناس وكما أسس المسيح سر التناول اسس أيضا سر المعمودية

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 3: 22)
22 وبعد هذا جاء يسوع وتلاميذه الى ارض اليهودية، ومكث معهم هناك، وكان يعمد.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " وَبَعْدَ هٰذَا " وصلة يبدأ بها يوحنا فى سرد روايته لينقل القارئ من حدث لآخر أو من زمان لآخر أو من مكان لآخر وتعنى هنا أي بعد كل ما يتعلق بالفصح الأول حين كان يسوع في مدينة أورشليم (يو ٢: ٢٣)  
2) " جَاءَ يَسُوعُ وَتَلاَمِيذُهُ إِلَى أَرْضِ ٱلْيَهُودِيَّةِ"+ " إلى أرض اليهودية " .. لم ترد فى الأناجيل  ألازائية (متى / مرقس/ لوقا) هذه الكرازة المبكرة فى أرض يهوذا والجليل - ولنتذكر أن البشائر ليست سيرة حياة  مرتبة ترتيبا زمنيا
إِلَى أَرْضِ ٱلْيَهُودِيَّةِ ترك قاعدة البلاد التي هي أورشليم وجال في الأرض المجاورة لها. واليهودية هي القسم الجنوبي من الأقسام الثلاثة التي قُسمت إليها الأرض المقدسة في عصر المسيح وهي ممتدة من برية التيه في الجنوب قرب بئر السبع إلى تخوم السامرة في الشمال وتلك التخوم إلى أمد ثماني ساعات من أورشليم وتمتد من الأردن في الشرق إلى سهل الفلسطينيين في االغرب. والأرجح أن المسيح شغل بذلك الجولان ثمانية أشهر أو تسعة لأن الفصح كان في آذار وهو ذهب إلى السامرة في كانون الأول قبل بداءة الحصاد بأربعة أشهر (يوحنا ٤: ٣٥). ولم يذكر متّى في إنجيله خدمة المسيح في اليهودية ولو ذكرها لكان موضع ذكرها في الأصحاح الرابع من إنجيله بين العدد ١١ و١٢ منه.

3) " وَمَكَثَ مَعَهُمْ هُنَاكَ" + " ومكث معهم  هناك" ..  لم يترك يسوع لحظة واحدة منذ بدء خدمته بعد التجربة والعماد بدون تعليم تلاميذه والتبشير للشعب .. أى أن يسوع كان يعمد تلاميذه لأنه كان يسوع وتلاميذه فقط .. أي في محال مختلفة في أرض اليهودية.
4) " وَكَانَ يُعَمِّدُ" لنص هذه الآية (يو 3: 22) واضح وصريح هنا أن المسيح كان يعمد كما أكد تلاميذ يوحنا أن المسيح كان يعمد (يو 3: 26)
 26 فجاءوا الى يوحنا وقالوا له:«يا معلم، هوذا الذي كان معك في عبر الاردن، الذي انت قد شهدت له، هو يعمد، والجميع ياتون اليه» "ولكن بسبب ما ورد فى (يو 4: 2) ظن أغلب المفسرين أن المسيح لم يعمد أحدا وقالوا فكان عمل المسيح وقتئذ التبشير والتعليم. وقالوا أيضا أنه من الأرجح أن تلك المعمودية كانت كمعمودية يوحنا المعمدان وهي معمودية التوبة بغية إرشاد الناس إلى المسيح. واستطردوا يقولون كانت مناداة تلاميذ المسيح مثل مناداة يوحنا وهي قوله «ٱقْتَرَبَ مَلَكُوتُ ٱلسَّمَاوَاتِ»(متّى ١٠: ٧) ثم تراجع المفسرين وقالوا لعل الغاية من تلك المعمودية كانت إقرار المعمودين بأن يسوع هو المسيح، ولم تكن معمودية الروح قد أُجريت يومئذ (ص ٧: ٣٩). قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين ان يقبلوه، لان الروح القدس لم يكن قد اعطي بعد، لان يسوع لم يكن قد مجد بعد " والمعمودية المسيحية إنتشرت بعد قيامة المسيح (متّى ٢٨: ١٩) 19 فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس. ومورست أولاً في يوم الخمسين (أعمال 2: 41).41 فقبلوا كلامه بفرح، واعتمدوا، وانضم في ذلك اليوم نحو ثلاثة الاف نفس.  
+ " يعمد " .. يسأل البعض عن الآية التي قالها القديس يوحنا في إنجيله: (و بعد هذا جاء يسوع و تلاميذه الى ارض اليهودية و مكث معهم هناك و كان يعمد)( يو3: 22) بينما نجد القديس يوحنا يقول في الإصحاح التالي ( يو4: 1- 2): 1فَلَمَّا عَلِمَ الرَّبُّ أَنَّ الْفَرِّيسِيِّينَ سَمِعُوا أَنَّ يَسُوعَ يُصَيِّرُ وَيُعَمِّدُ تَلاَمِيذَ أَكْثَرَ مِنْ يُوحَنَّا،2 مَعَ أَنَّ يَسُوعَ نَفْسَهُ لَمْ يَكُنْ يُعَمِّدُ بَلْ تَلاَمِيذُهُ،( يوحنا4: 1- 2) فهل كان يسوع يعمد الناس بنفسه أم لم يكن يعمد ؟  الإجابة أن يسوع كان يعمد تلاميذه فقط  ولكنه لم يعمد أحد غيرهم ولم يكن يعمد بعد الإثارة التي فعلها تلاميذ يوحنا، والمشاكل التي توقع المسيح حدوثها من الفريسيين، ترك اليهودية إلى الجليل منعًا للمصادمات معهم قبل الوقت. أما تلاميذ يوحنا أشاعوا أن المسيح يعمد (يوحنا 3: 26) ، لذلك تركز بشارة يوحنا على أن المسيح لم يكن يعمد فهؤلاء كاذبين يريدون إثارة الفريسيين ضد المسيح. لقد ظن الفريسيون أنهم يستريحون من يوحنا بسجنه والخلاص منه، فوجدوا يسوع المسيح قد اجتذب أعدادًا أكبر، فامتلأوا حسدًا.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
بعد اداء كل فروض الفصح ترك يسوع اورشليم وأخذ يتجول مع تلاميذه فى أرض اليهودية لكى يعلم ويفعل خيرا " وكان يعمد" لم يعمد هو نفسه بالماء بل تلاميذه كانوا يقبلون ذلك بامره وسلطانه كما يتبين من (يو 4: 2) وقال يوحنا فم الذهب : أن المسيح لم يعمد لم يكن معمودية قبل موته قوة على مغفرة الخطايا كما يتبين من (يو 7: 39) وقد اخذت هذه القوة من موته ولذا عمد تلاميذه بمعمودية يوحنا لا معمودية المسيح التى صدر الأمر بها بعج قيامة المسيح ( مت 28: 19)

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 3: 23) 23 وكان يوحنا ايضا يعمد في عين نون بقرب ساليم، لانه كان هناك مياه كثيرة، وكانوا ياتون ويعتمدون .

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " وَكَانَ يُوحَنَّا أَيْضاً يُعَمِّدُ فِي عَيْنِ نُونٍ بِقُرْبِ سَالِيمَ "
معناها: نبع الحمامة - "بقرب ساليم" وهما غالباً جزء من البقاع القديمة التي وقعت من نصيب سبط يهوذا (يشوع 15: 31 و32). وكانتا معروفتين قديماً بـ "شلحيم وعين جنيم" فآلت بالاستعمال اللفظي إلى "ساليم وعين نون". أما السبب في اتخاذ يوحنا تلك البقاع مقراً لعمله فهو: "لأنه كان هناك مياه كثيرة" - وواضح أن معمودية المعمدان كانت تمارس بالتغطيس. إلى الآن كان يوحنا متمتعاً بحريته, "لأنه لم يكن يوحنا قد ألقي بعد في السجن" . هذه الإشارة لها قيمتها الخاصة إذا نظرنا إليها في ضوء الكلمات الواردة في (مت 4: 12 و13 و17, مرقس 1: 14) فهي تعين لنا بالضبط وقت ابتداء خدمة المسيح الجهرية. هذه حجة دامغة على اتفاق البشيرين.

عَيْنِ نُونٍ بِقُرْبِ سَالِيمَ لم يتأكد موقعا هذين المحلين إلى الآن والأرجح أنهما غربي الأردن وشرقي شكيم أي نابلس. على الحدود بين اليهودية والسامرة بالقرب من مدينة بيت شان شرق نابلس وكان إسمها اليونانى نيكابوليس أى المدينة الجديدة بدلا من الإسم القديم "شكيم" والقرينة تدل أنهما قرب الموضع الذي مكث فيه المسيح وتلاميذه بعض الوقت. وبعض من المفسرين لجأوا للتفسير الرمزى فقال العالم "بولتمان" أن عين نون تفيد معنى رمزيا وهو النبع القريب من الخلاص" لأنه بقرب (ساليم) وساليم تفسر بـ (الخلاص " راجع Bultmann, op. cit. p. 170 note 9
2)   "لأَنَّهُ كَانَ هُنَاكَ مِيَاهٌ كَثِيرَةٌ، وَكَانُوا يَأْتُونَ وَيَعْتَمِدُون" مِيَاهٌ كَثِيرَةٌ كثرة الجموع الذين قصدوا يوحنا المعمدان اقتضت كثرة الماء لهم ولبهائمهم فلا يلزم من ذاك شيء من جهة كيفية معموديته.
فى هذا  الوقت كان هناك مجموعتين تعمد يوحنا المعمدان والمسيح وتلاميذه وقد ظهر تناقص فى عدد الذين كانوا يأتون إلى المعمدان ظهر واضحا فى آستسن فى هذه الفقرة الأولى : تلاميذ يوحنا فى الآية (يو 3: 26) القادمة والتى فيها تأكيذ أن المسيح عمد : " 26 فجاءوا الى يوحنا وقالوا له:«يا معلم، هوذا الذي كان معك في عبر الاردن، الذي انت قد شهدت له، هو يعمد، والجميع ياتون اليه»

ثانيا : شهادة يوحنا المعمدان للواقع (يو 3: 30 )  ينبغي ان ذلك يزيد واني انا انقص.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
عين نون إسم قرية كانت على شاطئ الأردن .. وساليم هو الأسم الأصلى لأورشليم ومعنى ساليم السلام والصحة والكمال ولكون يوحنا لم يكن يغسل  بتعميده الراس وحده بل الجسم كله إحتاج الأمر إلى ذلك الموضع لأنه "كان هناك مياة كثيرة"

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 3: 24)  24 لانه لم يكن يوحنا قد القي بعد في السجن.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) «لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُوحَنَّا قَدْ أُلْقِيَ بَعْدُ فِي ٱلسِّجْنِ». غير معروف لماذا ذكرت البشارة هذه العبارة الزمنية  ربما هو إجاد التوافق الزمنى مع البشائر الآزائية (مت 14: 1- 12) (مر 6: 14- 29) تساعد هذه العبارة فى تكوين قصة الأحداث التى حدثت بين يوحنا والمسيح
ذاك في مدة خدمة المسيح في اليهودية لأنه حين أُلقي يوحنا في السجن (متّى ١٤: ٣) 3 فان هيرودس كان قد امسك يوحنا واوثقه وطرحه في سجن من اجل هيروديا امراة فيلبس اخيه       ترك يسوع اليهودية وذهب إلى الجليل (متّى ٤: ١٢ 12 ولما سمع يسوع ان يوحنا اسلم انصرف الى الجليل. ومرقس ١: ١٤). والغاية من النبإ في هذه الآية بيان أن خدمة يوحنا وخدمة يسوع بقيتا مدة معاً وأن خدمة المسيح لم تبتدئ وقت سجن يوحنا وأن خدمة يوحنا لم تنته عند ابتداء يسوع بالكرازة.

كانت المدة التي عمل فيها يوحنا قصيرة ولكن نجاحه بين الشعب كان باهرًا. وحوالي نهاية سنة 27 أو مطلع سنة 28 ب.م. أمر هيرودس انتيباس رئيس الربع بزجه في السجن لأنه وبخه على فجوره (لو 3: 19 و20).
وكانت هيروديا زوجة هيرودس قد خانت عهد زوجها الاول وحبكت حبائل دسيسة ضده مع أخيه هيرودس. وقد سمعت بذلك زوجة هيرودس الفتاة العربية فهربت إلى بيت أبيها الحارث وأخلت مكانها في القصر لهيروديا الخائنة التي حنقت على يوحنا وكبتت غيظها وَتَحيَّنت الفرصة للإيقاع به لأنه قال لهيرودس بأنه لا يحق له أن يتزوجها. وفي السجن اضطرب يوحنا ونفذ صبره بسبب بطء المسيح في عمله. ولربما أحس بأن المسيح نسيه وإلا لماذا لا يسعفه في الظلم الذي لحق به كما يسعف الآخرين. وطغت على أعصابه عوامل الوحشة والوحدة والقيود لأنه كان يترقب حدوث أحداث جسام وأراد أن يرى قبل موته تحقيق أحلام حياته. وبعث تلميذين ليستعلم من يسوع أن كان هو المسيح وأشار يسوع إلى معجزاته وتبشيره (لو 7: 18 - 23).
وكانت قلعة مخيروس المطلة على مياه البحر الميت والتي زج يوحنا في إحدى خباياها كافية لكسر قلب الرجل الجريء الذي نادى بقوله الحق في وجه الفريسيين والكهنة وأعطى للزنى اسمه الحقيقي، ولو أن الزاني كان ملكًا عظيمًا. وبعد ثلاثة أشهر يحل عيد هيردوس وإذا بهيروديا ترسل ابنتها الجميلة سالومة لتؤانس ضيوف الملك وسط المجون والخلاعة ورنين الكؤوس. واذ بهيرودس الثمل ينتشي برقصها المثير فيقسم أمام ضيوفه بأن يعطيها ما تطلب فتطلب، حسب رغبة أمها، رأس يوحنا على طبق. وبعد لحظات يهوي الجلاد بسيفه على عنق الرجل العظيم. ولم يترك جثمانه دون كرامة، لأن تلاميذه جاؤوا حالًا ورفعوه ودفنوه.
يقول جيروم أنهم حملوه إلى سبسيطيا عاصمة السامرة ودفنوه هناك بجانب ضريح أليشع وعوبديا. أما تلاميذه فتذكروا شهادة معلمهم عن حمل الله وتبعوا المسيح (مت 14: 3 - 12 ومر 6: 16-29 ولو 3: 19 و20). ويقول يوسيفوس، أن الهزيمة النكراء التي لحقت الحارث بهيرودس بعد ذلك التاريخ كانت جزاء وفاقا ودينونة إلهية نزلت به بسبب شره (تاريخ يوسيفوس (18 و5 و2).

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
قال يوحنا فم الذهب / هذا القول يشير إلى أن المعمدان إستتمر أن يعمد إلى أن ألقى فى السجن وظل بكمل إعداد الطريق للمسيح وتسهيل سبله حتى موته وأن خدمة يسوع يقينا مدة من الزمان معاً

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 3: 25) 25 وحدثت مباحثة من تلاميذ يوحنا مع يهود من جهة التطهير.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " وحينئذ" يذكر ك تاب شرح إنجيل يوحنا للأب متى المسكين ص 249 : " جائت فى أول الآية فى الأصل اليونانى ةقد فات على المترجم العربى هذا الظرف المكانى "حينئذ" وأسقطه من الترجمة مع أنه يحمل ثقل كل المعنى فى الآيات القادمة كلها بلا مبالغة فالقديس يوحنا وهو مختزل لغوى بالدرجة الأولى أراد أن ينبه القارئ بأقل كلام ممكن أن تواجد المسيح فى مقابل المعمدان وهما يمارسان نفس العمل وهو " العماد" أنشأ منافسة إضطرارية بين تلاميذ المعمدان والمعمدين من اليهود لأنه حتما حدث إختلاف فى وجهة نظر التعميد فمعمودية يوحنا ذات لون إعدادى فقط لمعمودية المسيح بالروح القدس وحتى ولو أن المسيح لم يعمد باللروح القدس ولكن يفهم تماما من حديثة السابق مع نيقوديموس أن المعمودية فى نظر المسيح هى خلقة جديدة وميلاد ثان من فوق وليست غسيلا وتطهيرا هذا المعنى أضمره ق: صوحنا فى الظرف الزمانى "حينئذ" المستخدم ليس على المستوى الزمانى ولكن بمعنى " وعلى هذا نشأ الآتى" وهو مدخل يرتب الكلام على ماقبله.] أ. هـ

2) " مُبَاحَثَةٌ مِنْ تَلاَمِيذِ يُوحَنَّا مَعَ يَهُودٍ مِنْ جِهَةِ ٱلتَّطْهِيرِ" + " وحدثت مباحثة من تلاميذ يوحنا مع يهود من جهة التطهير " ..   تلاميذ يوحنا هم من أثاروا المناقشة مع يهود
+ " من جهة التطهير " ..  
المعمودية اليهودية هي في حالات محددة
اولا معمودية الكهنة  : الكاهن الذي هو من نسل هارون من سبط لاوي عندما يصل لسن الثلاثين كان يتعمد قبل أن يرتدي ملابس الكهنوت وهذا بدأ من هارون.  (خر  29: 4) «وَتُقَدِّمُ هَارُونَ وَبَنِيهِ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَتَغْسِلُهُمْ بِمَاءٍ. ولاننا ملوك وكهنة بالمعنى العام وليس الخاص (يوجد كهنوت عام وكهنوت خاص) (رؤ 1: 6) وَجَعَلَنَا مُلُوكًا وَكَهَنَةً للهِ أَبِيهِ، لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ. والمؤمنين يتعمدوا لانهم كهنة الله
ثانيا : معمودية المراة اليهودية يوم زفافها  : في الزواج اليهودي تذهب العروس الي المعمودية التي تسمى ميكفا وشروطها ان تكون مياه نبع من الأرض وتتعمد وتعتبر حياتها القديمة انتهت وتبدا حياه جديدة مع عريسها. مثل العروس الكنيسة لابد ان تتعمد من الينبوع والحياة القديمة انتهت وتبدا حياة جديده مع عريسها المسيح.
ثالثا : معمودية الامميين  : الامميين اي الغرباء كانوا يتعمدوا لكي يتهودوا ويقبلوا في شعب الرب  وهو ايضا يرمز للعهد الجديد بالمعمودية ننال التبني ونصبح ابناء الرب.  والذي يقوم بهذه المعمودية هم الكهنة فقط ولهذا عندما كان يوحنا المعمدان يعمد شكل مجمع السنهدريم لجنة تحقيق لانهم

أشار إنجيل يوحنا إلى ماء التطهير أولا فى عرس قانا الجليل الذى كان موضوعا فى ستة أجران التى تملأ فى العادة بماء للتطهير بغسل الأيدي والكؤوس والأباريق والصحائف النحاسية،  الذى حوله يسوع إلى خمر جيد (حقيقى) حول أيضا معمودية الماء للتطهير إلى معمودية هى رحم الولادة الجديدة بالروح القدس وهو أيضا القائل " إهدموا هذا الهيكل" بعد أن أحرج منه كل ذبائحة الكبيرة والسغيرة مشيرا إلى إنتهاء عصر الذبائح وكل نظام العبادة القائم عليها والبداية ولاده روحية من فوق وهذا ما إنتهى عليه مع نيقوديموس معلم الناموس والممثل لكل دقائق الإيمان اليهودى وعضو مجلس السنهدرين أكبر مجلس دينة يهودى فى ذلك العصر على أساس حتمية الميلاد الثانى من فوق كأساس الإيمان والعبادة كشرط أول لدخول ملكوت السموات وكشف له سر معمودية العهد الجديد ولكن من خلال حماس تلاميذ يوحنا المعمدان المرسل من الرب ليعد الطريق إنحسروا فى الطائفية والتعليم بان معمودية المعمدان هو الطريق الموعود فأخذوا يصورون للآتيين للمعمودية يوحنا أن هذا هو التطهير الذى سيحيى إسرائيل  

كان يسوع المسيح يعمد تلاميذه فى إقليم اليهودية (يو 3: 22) كان يوحنا المعمدان يعمد هو وتلاميذه في في عين نون بقرب ساليم فى إقليم السامرة أو على الحدود بين الإقليمين (يو 3: 23) وكان تعلي المسيح فيما يبدوا عن أن معموديته من فوق وهى الميلاد الجديد بينما كات تلاميذ يوحنا يعمدون بمعمودية التوبة للتطهير فإستنارت أذهانهم وحمل هذا المفهوم اليهود وذهبوا  إلى تلاميذ يوحنا فى عين نون بالقرب من ساليم وصارت مبتحثة ومناقشة بين أيهما الأفضل معمودية المسيح أم المعمدان وكلمة مباحثة تعنى البحث والسؤال عن التطهير وإستقصاء المعلومات والتفتيش على نتيجة

وكان سبب النقاش والمباحثة منزلة المعمودية في التطهير ثم أى واحدة المعموديتين الأهم معمودية يوحنا أو معمودية المسيح وأنه هل تغني الثانية عن الأولى. لأن القرينة تدل على أن تلك المباحثة لم تنشأ إلا والمعموديتان جاريتان معاً فى مكانين مختلفتين فى آن واحد .


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
كان النقاش أولا فى المنزلة "الدرجة أو الأهمية" معمودية يوحنا المعمدان فى التطهير ثم فى هل معمودية المسيح أفضل من ممعمودية يوحنا أو بالعكس وأيهما تصدر أوفر قداسة وتطهيرا

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 3: 26)  26 فجاءوا الى يوحنا وقالوا له:«يا معلم، هوذا الذي كان معك في عبر الاردن، الذي انت قد شهدت له، هو يعمد، والجميع ياتون اليه»

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " فَجَاءُوا إِلَى يُوحَنَّا وَقَالُوا لَهُ:"  فَجَاءُوا أي تلاميذ يوحنا.
2) " يَا مُعَلِّمُ،"

3) " هُوَذَا ٱلَّذِي كَانَ مَعَكَ فِي عَبْرِ ٱلأُرْدُنِّ"واضح أن تلاميذ يوحنا المعمدان إعتبروا انفسهم طائفة قائمة بذاتها ولم يأخذوا تصريح المعمدان عن المسيح بأنه الأقوى الآتى بعده وأنه لا يستحق أن يحل سيور حذايه ولم ينتبهوا إلى شهادة المعمدان بحسب الرؤية وسماع الروح القدس ولم يتأثروا بشخصية المسيح وأخذا يحثون معلمهم المعمدان ليتخذ موقفا من الذى يتعدى على طائفته ويعمد مثله مع أن المسيح تعمد من المعمدان معلمهم فأشاروا إلى المسيدون ذكر أسمه بـ " هوذا الذى كان معك " معبرين بذلك عن إعتقادهم بأن المعمدان والمسيح معلمين متساويين ويدل كلام تلاميذ يوحنا على الحسد والغيرة من نجاح عمل المسيح ووفرة اعتبار الناس له ومما يشير إلى ذلك عدم ذكرهم اسم يسوع. والظاهر أنهم توقعوا مشاركة يوحنا لهم في ذلك. ولا يمكن أن يحدث هذا كله لولا جهلهم عظمة يسوع وحقيقة النسبة بينه وبين معلمهم.

4) "  ٱلَّذِي أَنْتَ قَدْ شَهِدْتَ لَهُ، "

 + " الذي انت قد شهدت له، هو يعمد، والجميع ياتون اليه» ..  تذكر تلاميذ يوحنا المعمدان شهادته ليسوع بأنه حمل الرب (يو 1: 19- 36) وقد شعر تلاميذ يوحنا بالغيرة من إنتشار خدمة يسوع وتلاميذه بين اليهود وقد كان يسوع منتبها لعدم وجود روح منافسه (يو 4: 1)
5) " هُوَ يُعَمِّدُ،" عبروا فى شكواهم للمعمدان عن أمرين : الأول أن المسيح بدا فى نظرهم أنه منافس أو أنه تعدى على وظسفة معلمهم "وهو يعمد" وثانيا : وهو الأخطر أن " الجميع يأتون إليه " بمعنى ان وظيفة معلمهم صارت مهددة

الذي كان يعمد هو المسيح كما نصت الآية (يو 3: 22) وفى هذه ألاية (3: 26) والأرجح أنه عمد التلاميذ فقط والتلاميذ عمدوا كما ورد  فى (يو 4: 2) ونسبة المعمدية للمسيح لانها كانت باسم المسيح وليست ليوحنا المعمدان. ولكن الامر له ابعاد مهمة لهذا سندرس الموضوع بيئيا وروحيا أيضا. 

المعمودية اليهودية هي في حالات محددة
اولا معمودية الكهنة
الكاهن الذي هو من نسل هارون من سبط لاوي عندما يصل لسن الثلاثين كان يتعمد قبل أن يرتدي ملابس الكهنوت وهذا بدأ من هارون. (خروج 29: 4) «وَتُقَدِّمُ هَارُونَ وَبَنِيهِ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَتَغْسِلُهُمْ بِمَاءٍ.ولاننا ملوك وكهنة بالمعنى العام وليس الخاص (يوجد كهنوت عام وكهنوت خاص) (رؤ 1: 6) وَجَعَلَنَا مُلُوكًا وَكَهَنَةً للهِ أَبِيهِ، لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ.
والمؤمنين يتعمدوا لانهم كهنة الله
المعمودية الثانية هى معمودية المراة اليهودية يوم زفافها
في الزواج اليهودي تذهب العروس الي المعمودية التي تسمى ميكفا وشروطها ان تكون مياه نبع من الأرض وتتعمد وتعتبر حياتها القديمة انتهت وتبدا حياه جديدة مع عريسها. مثل العروس الكنيسة لابد ان تتعمد من الينبوع والحياة القديمة انتهت وتبدا حياة جديده مع عريسها المسيح.
والمعمودية الثالثة معمودية الامميين
 الامميين اي الغرباء كانوا يتعمدوا لكي يتهودوا ويقبلوا في شعب الرب  وهو ايضا يرمز للعهد الجديد بالمعمودية ننال التبني ونصبح ابناء الرب. والذي يقوم بهذه المعمودية هم الكهنة فقط ولهذا عندما كان يوحنا المعمدان يعمد شكل مجمع السنهدريم لجنة تحقيق لانهم
وجدوا أفواجًا من البشر بالآلاف تذهب للمعمدان، تعترف وتتوب عن خطاياهم وتعتمد، وسمعوا أنه يوبخ بعنف، وبالذات كان اهتمام السنهدريم بأنه وبخ الفريسيين وهم أئمة الأمة علمًا وتعليمًا، والصدوقيين وهم طبقة الكهنوت شكلوا لجنة من الكهنة واللاويين لتقصي الحقائق ودراسة الأمر رسميًا. وهم أرسلوا كهنة ولاويين لأن يوحنا يقوم بعمل طقسي فيه تعميد واعتراف بالخطايا، وأعمال التطهير هي عمل الكهنة واللاويين، ويوحنا كان كاهنًا فهو ابن كاهن ولكن طريقة يوحنا في التعميد في الأردن كانت جديدة عليهم. فهم كانوا يعمدون الأمم الداخلين لليهودية لكن كون يوحنا يعمد يهودًا بل وفريسيين (المعتبرين أنقياء وبلا لوم) فهذا كان غريبًا وغير مقبول.
فسؤالهم عن سلطانه في المعمودية لان القادم يجب ان يعمد اليهود سواء ايليا قبل المسيح او النبي الاخر قبل المسيح او المسيح نفسه فهؤلاء الثلاثه لهم حق معمودية اليهود ليدخلوا في ملك المسيح ملك الملوك
من نبوات اشعياء وملاخي فهموا ان هناك نبي سياتي قبل المسيا ويساعد في تهيئة مملكة المسيا وهذا فهموه من  (اشعياء 40: 3-4)  صوت صارخ في البرية اعدوا طريق الرب قوموا في القفر سبيلا لالهنا  كل وطاء يرتفع و كل جبل و اكمة ينخفض و يصير المعوج مستقيما و العراقيب سهلا
اما اي شخص اخر لا يحق له ان يعمد ولكنه لو كان كاهن له الحق ان يعمد الامم فقط وليس اليهود
وتاكيد هذا من اقوال الربوات ان ايليا عندما ياتي قبل المسيح والنبي الاخر الذي سيقوم من الاموات قبل المسيح سوف يميزوا الانجاس ويطهروهم (بالمعمودية)
Elias comes to distinguish the unclean and purify them
ولهذا يسوع المسيح قانونيا ومن الشريعة اليهودية يحق له المعمودية لكي يعمد يهود وامميين لانه هو المسايا المنتظر ولك لان الفريسيين يرفضون الاعتراف به أن يسوع الناصري هو المسيح فهذا كان سيعطيهم حجة أن يحاكموه بتهمة أنه مدعي نبوة ويصل الحكم للاعدام بالرجم.
ولهذا المسيح لم يعطيهم هذه الفرصة لكي يحاكموه ولكنه اعطى السلطان لتلاميذه لانه المسايا ليعمدوا. وهذا يشرح لنا لماذا قال يوحنا الحبيب أنه عندما سمع الفريسيين انصرف يسوع .

5) " وَٱلْجَمِيعُ يَأْتُونَ إِلَيْهِ" قال تلاميذ المعمدان أنه أى المسيح يعمد .. والجميع ياتون إليه " ولم يقل أنه عمد الذين يأتون إليه لأنه كان يعمد تلاميذه فقط وتلاميذه عمدوا الجميع ويشبه هذا القول ما قاله الفريسيين فى (يو 12: 19)  19 فقال الفريسيون بعضهم لبعض: «انظروا! انكم لا تنفعون شيئا! هوذا العالم قد ذهب وراءه!».
ٱلَّذِي أَنْتَ قَدْ شَهِدْتَ لَهُ قالوا هذا إشارة إلى ما ذُكر في (يو 1: 29- 34) 29 وفي الغد نظر يوحنا يسوع مقبلا اليه، فقال:«هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم! 30 هذا هو الذي قلت عنه: ياتي بعدي، رجل صار قدامي، لانه كان قبلي. 31 وانا لم اكن اعرفه. لكن ليظهر لاسرائيل لذلك جئت اعمد بالماء». 32 وشهد يوحنا قائلا:«اني قد رايت الروح نازلا مثل حمامة من السماء فاستقر عليه. 33 وانا لم اكن اعرفه، لكن الذي ارسلني لاعمد بالماء، ذاك قال لي: الذي ترى الروح نازلا ومستقرا عليه، فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس. 34 وانا قد رايت وشهدت ان هذا هو ابن الله» وإلى أن يسوع كان مديوناً ليوحنا بتلك وأنه أنكر معروفه بمباراته له في المعمودية وصرف اعتبار الناس عن يوحنا إليه.
وَٱلْجَمِيعُ يَأْتُونَ إِلَيْهِ  وهذه ليست المرة الوحيدة التي فيها أظهر الناس لأجل طائفتهم أو رئيسها الغيرة التي كان يجب عليهم أن يظهروها للمسيح نفسه وقد كون تلاميذ المعمدان طائفة "شيعة" سميت تنتمى لمعلمهم ا بإسم شيعة "المانيين" أة "الناصريين" " قاومت المسيحية بعنف وظلت نشيطة لعدة قرون وكانت فى اوج نشاطها فى أيام متابة ق. يوحنا الإنجيل .


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
إن تلاميذ يوحنا لحرصهم على شرف معلمهم ولخوفهم من إنحطاطه أتوا يخبرونه أن المسيح يعمد آملين أن يمنعه من ذلك ولا يمكن أن يحدث هذا منهم لولا جهلهم بعظمة يسوع وحقيقة النسب بينه وبين معلمهم فكان يوحنا يدافع ويذلل عجرفة تلاميذه مثبتا ما كان قبلا عن المسيح

 تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 3: 27) 27 اجاب يوحنا وقال:«لا يقدر انسان ان ياخذ شيئا ان لم يكن قد اعطي من السماء.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " فَقَالَ يُوحَنَّا: لاَ يَقْدِرُ إِنْسَانٌ أَنْ يَأْخُذَ شَيْئاً إِنْ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ"  + " ..   وهذه هى النبوة بأن يوحنا أقر بأنه لا تنافس فى الأمور الروحية لأن التنافس هو أمور عالمية ، أما المواهب وثمار الروح القدس والنبوة وغيرها هى عطايا إلهية متخصصة لكل واحد له عمل حصل عليه من السماء ولا دخل له فيه
فى إجابة المعمدان ثلاثة أسس ليرد بها على تلاميذه

أولا المبدأ الأساسى الذى يقوم عليه النبوة بصفة عامة (ألآية يو 3: 27)

ثانيا : أساس الوحى الإلهى والعمل الذى كلف به لا يزيد ولا ينقص فى تنفيذه وقد كان أمينا بشهادته السابقة للمسيح (راجع الآية يو 28)

ثالثا الوصول للنتيجة النهائية للتطبيق الأمين على مجيئة كسابق وصابغ (الآية يو 3: 30)

ولم يبدأ المعمدان الحديث بالإجابة على شكوى تلاميذة ولكن بدأ بتوعيتهم لرفع مستوى تفكيرهم كمعلومة أساسية وعامة ، أن المعلم يعلم ويعمل لا يفعل إلا ما منحته السماء له وهو هنا يصرح بان هناك علاقة تربطه المسيح كسابق له وهذا يعنى أنه يضع حد لتفكير التلاميذ وينهى روح المنافسة وأنه يجب على السائرين فى طريق الرب ان يساعدوا الآخرين فى السير ويفرحوا بالمتقدمين فيهم ووضع المعمدان المسيح على الأخذ والعطاء فيقول

ولم يشارك المعمدان تلاميذة فلم يشارك تلاميذه في غيرتهم ولم يتأثر من كلامهم. ومضمون كلامه أن كل النجاح من الرب وأن االسماء أعطت للمسيح والمسيح أخذ من السماء (١كورنثوس ٤: ٧ ) 7 لانه من يميزك؟ واي شيء لك لم تاخذه؟ وان كنت قد اخذت، فلماذا تفتخر كانك لم تاخذ؟ . وأنه هو عيّن لكل منا مستواه وعمله وقوته في الكلام والعمل وتأثيره في الناس. وأن عظمة يسوع من الرب لأنه أخذ سلطانا وبرهان على أنه هو المسيح المرسل من السماء (يعقوب ١: ١٧) كل عطية صالحة وكل موهبة تامة هي من فوق، نازلة من عند ابي الانوار، الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران."  فلا داعي للغيرة والحسد لما قضى الرب به وهو لم يعطني مقام وقوة وقدرة وسلطانه المسيح فأنا لست سوى سابقه.(عبرانيين ٥: ٤) 4 ولا ياخذ احد هذه الوظيفة بنفسه، بل المدعو من الله، كما هارون ايضا.


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
معناه  أن عظمة يسوع من الآب وعظمته برهان علىأنه المسيح المرسل من السماء فلا داعى للغيرة والحسد أما أنا فيكفينى شرف أن الرب أعطانى أن أكون سابقة ومرشدا للناس ومعدا لطريقه وإنى مسرور لهذه العطية وأريد أن أحيا وأموت كذلك

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 3: 28)  28 انتم انفسكم تشهدون لي اني قلت: لست انا المسيح بل اني مرسل امامه.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " أَنْتُمْ أَنْفُسُكُمْ تَشْهَدُونَ لِي أَنِّي قُلْتُ:" المعمدان يذكر تلاميذة بشهادته  ليسوع أنه المسيح فى بيت عبرة عبر الأردن  ليبينوا مَنَّه عليه. أما هو فنبههم على معنى شهادته (يو١: ٢٠ و٢٥ - ٢٧) . 25 فسالوه وقالوا له:«فما بالك تعمد ان كنت لست المسيح، ولا ايليا، ولا النبي؟» 26 اجابهم يوحنا قائلا:«انا اعمد بماء، ولكن في وسطكم قائم الذي لستم تعرفونه. 27 هو الذي ياتي بعدي، الذي صار قدامي، الذي لست بمستحق ان احل سيور حذائه».    لقد تضايق تلاميذ يوحنا المعمدان من شهرة يسوع على يوحنا ولكنه الأمر الذى كان مخطط حدوثه من قبل الرب أن يكون بمقتضى تلك الشهادة وهدفها
2) " لَسْتُ أَنَا ٱلْمَسِيحَ " بدأت هذه المحادثة التى جرت بين المعمدان وتلاميذه أشار التلاميذ للمسيح بقولهم "هوذا" و "هو" و "ضهدت له" و " يأتون إليه" أما يوحنا المعمدان عندما تكلم عن المسيح فقال "كإنسان" و "رجل صار قدامى" .. وبعد هذه الإشارات السابقة أعلن المعمدان عن إسم يسوع هو " المسيح"

+ "    لست انا المسيح " ..  وهنا أيضا يكرر يوحنا المعمدان مرة ثانية أنه ليس المسيا (المسيح) كما فعل سابقا فى (يو 1: 20)  20 فاعترف ولم ينكر، واقر:«اني لست انا المسيح»بل هو ممهد طريقا لمجيئة فى إشارة إلى النبوات التى وردت فى (مل 3: 1 & 4: 5- 6) (إش 40) وقارن مع (يو 1: 23)
3) " إِنِّي مُرْسَلٌ أَمَامَهُ" كان من عادة الملوك فى قديم الأيام عندما يمرون فى وسط المدينة يرسلون منادي أمام الملك يصيح وينبه الناس بمرور الملك فيوسعون الطريق ويسجدون لهذا شبهه أشعياء النبى بالصوت الصارخ يصيح أعدوا طريق الرب بالتوبة (لوقا ٣: ٣ - ٦)3 فجاء الى جميع الكورة المحيطة بالاردن يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا 4 كما هو مكتوب في سفر اشعياء النبي: «صوت صارخ في البرية اعدوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة. 5 كل واد يمتلئ وكل جبل واكمة ينخفض وتصير المعوجات مستقيمة والشعاب طرقا سهلة 6 ويبصر كل بشر خلاص الله».  فإني لم آت لأجمع شعباً أو أؤسس طائفة أو أصبح زعيما دينيا وأصنع اعتباراً لنفسي بل لأهيئ الطريق قدام المسيح (ملاخي ٣: ١ ) 1 هانذا ارسل ملاكي فيهيء الطريق امامي وياتي بغتة الى هيكله السيد الذي تطلبونه وملاك العهد الذي تسرون به هوذا ياتي قال رب الجنود. (مرقس ١: ٢) 2 كما هو مكتوب في الانبياء: «ها انا ارسل امام وجهك ملاكي الذي يهيئ طريقك قدامك.  (لوقا ١: ١٧) 17 ويتقدم امامه بروح ايليا وقوته ليرد قلوب الاباء الى الابناء والعصاة الى فكر الابرار لكي يهيئ للرب شعبا مستعدا» فنجاحه هو هدفى وغاية مجيئي.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
كأنه يقول لهم أن الشئ الذى غاظكم من تقدم يسوع على هو الواجب أن يكون فإنى لم آت لأجمع شعبا وإعتبارا لنفسى بل أنا فقط كالمنادى أمام الملك لأهيئ له الطريق وهذه هى غاية مجيئ

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 3: 29)  29 من له العروس فهو العريس، واما صديق العريس الذي يقف ويسمعه فيفرح فرحا من اجل صوت العريس. اذا فرحي هذا قد كمل.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
أظهر يوحنا بهذا مستواه بالنسبة إلى المسيح وهي أمران الأول أنه أقل منه في المقام والثاني أنه راضٍ ومسرور بذلك بل أنه يفرح بذلك
1) " مَنْ لَهُ ٱلْعَرُوسُ فَهُوَ ٱلْعَرِيسُ " وصفت أسفار العهد الجديد يهوه الملك الإلهى بأنه صنع عرسا للمسيح كعريس وعروسه هى إسرائيل (الأمة اليهودية أو بالأحرى كل من يؤمن به)   (متّى ٢٢: ٢) 2 «يشبه ملكوت السماوات انسانا ملكا صنع عرسا لابنه " (٢كورنثوس ١١: ٢  2 فاني اغار عليكم غيرة الله لاني خطبتكم لرجل واحد لاقدم عذراء عفيفة للمسيح. (أفسس ٥: ٢٥ و٢٧) 25 ايها الرجال، احبوا نساءكم كما احب المسيح ايضا الكنيسة واسلم نفسه لاجلها، 26 لكي يقدسها، مطهرا اياها بغسل الماء بالكلمة، 27 لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة، لا دنس فيها ولا غضن او شيء من مثل ذلك، بل تكون مقدسة وبلا عيب.  (رؤيا ٢١: ٩)  9 ثم جاء الي واحد من السبعة الملائكة الذين معهم السبعة الجامات المملوة من السبع الضربات الاخيرة، وتكلم معي قائلا: «هلم فاريك العروس امراة الخروف»

وورد فى أسفار العهد القديم وخاصة الأنبياء تصف يهوه الملك الإلهى صنع عرسا للمسيح كلمته كعريس وعروسه هى إسرائيل  (هو 2: 19- 21) 19 واخطبك لنفسي الى الابد واخطبك لنفسي بالعدل والحق والاحسان والمراحم. 20 اخطبك لنفسي بالامانة فتعرفين الرب. 21 ويكون في ذلك اليوم اني استجيب يقول الرب استجيب السموات وهي تستجيب الارض (حز 16: 8) 8 فمررت بك ورايتك واذ زمنك زمن الحب.فبسطت ذيلي عليك وسترت عورتك وحلفت لك ودخلت معك في عهد يقول السيد الرب فصرت لي. " (نشيد الأناشيد ٥: ١) 1 قد دخلت جنتي يا اختي العروس.قطفت مري مع طيبي.اكلت شهدي مع عسلي.شربت خمري مع لبني.كلوا ايها الاصحاب اشربوا واسكروا ايها الاحباء 

ولم يصف المعمدان المسيح بأنه العريس مباشرة بل جعل السامع يستنتج أن المسيح هو العريس ويقرر طبقا للنبوات ويجيب على التساؤلات بنفسه لنفسه : من ذا الذى له العروس ؟ ثم من هى العروس بالتحديد؟ وهنا قدم لنا إنجيل يوحنا الصور الرمزية فى حبك قصصى نادر ورائع وكل صورة رمزية تخدم الهدق الذى قيلت لتصل إلى القارئ  

فى تقاليد أفراح الزواج الشرقية المنطق والقاعدة أساس العرس أن تكون العروس للعريس يجتمع الأهل ولكن يكون بجانب العريس صديقه أو أصدقائه وبجانب العروسة البنات صديقاتها يوحنا بفول هنا المسيح هو العريس والعروس هم الذين يؤمنون به وجعل نفسه بمنزلة الصديق الذي يكون الوسيط في الخطبة ويعتني بأمور العرس في حينها ويتقدم العريس فى العرس ويقدمه للمدعويين ويخدم المدعويين فبالطبع يكون العريس المقدم في الاعتبار وقت العرس. له العروس والاعتبار والإكرام وأما صديق العريس فلا يستحق شيئاً من ذلك الاعتبار ولا يتوقعه بل يفرح لفرح العريس.

 + "  من له العروس فهو العريس، " ..  تشبيه العلاقة بين الرب وإسرائيل فى العهد القديم و (شعبه) فى العهد الجديد بالعلاقة بين الزوجين (إش 54: 5 & 64: 4و 5) ( إر 2: 2 & 3: 20) ( جز 16: 8 & 23: 4) (هو 2: 21) وقد إستخدم بولس هذا التشبيه أيضا فى (أف 5: 22 وما يليها)

 وأمثلة وجه الشبه بين العروس والكنيسة كثيرة في الكتاب المقدس فليطالع (إشعياء ٦٢: ٥ وإرميا ٣: ٣١ وأفسس ٥: ٢٦ و٣٢ ورؤيا ٩: ٢١). ولا دليل على أن يوحنا قصد تشبيه الكنيسة بالعروس هنا إنما ذكرها إتماماً للمعنى.
2) " وَأَمَّا صَدِيقُ ٱلْعَرِيسِ ٱلَّذِي يَقِفُ وَيَسْمَعُهُ فَيَفْرَحُ فَرَحاً مِنْ أَجْلِ صَوْتِ ٱلْعَرِيسِ." إذا كان يوحنا صوت صارخ يعد طريق الرب وأعد العروس التى هى شعب بنى إسرائيل وجعلهم يتوباوا بمعمودية الماء معترفين بخطاياهم فنظفهم لإستقبال صوت العريس جاء مثل بروح إيليا ولكن ليس بالتوبيح والعنف والإنذار فقفل السماء وحجز المطر عن إنسان إسرائيل وحيوانه ولكن بثوب جديد بغسل الجسد بالماء والإعتراف بالخطايا وإعداد الاباء والأبناء للمسيح الآتى الذى سيعطيهم الغفران وها هو أكمل مهمته وتمم رسالته على أقصى صورة سمحت له بها العروس المتبلدة من كثرة السنين وكثرة الإثم - جاء ممسكا بيدها من وراء الحدود الفاصلة بين القديم والجديد ويسلمها للعريس الذى تطوع ليفديها ويغسلها بدمه
يَفْرَحُ فَرَحاً مِنْ أَجْلِ صَوْتِ ٱلْعَرِيسِ اعتبر يوحنا شيوع الخبر بنجاح يسوع وتأثير تعليمه وإتيان الكل إليه بمنزلة سمع الصديق لصوت العريس عتد ابتهاجه فيفرح معه.
3) " إِذاً فَرَحِي هٰذَا قَدْ كَمَلَ " هو فرح جميع الأنبياء والآباء الذين نظروا المواعيد من بعيد وحيوها وماتوا على رجاء هذا اليوم ، فالمعمدان إنمايتكلم بروح إيليا وفم كل الأنبياء - ففرح النبى أن تتحقق نبوته فرح النبى أن يتم عملة ويرى نتائج خدمته كذلك الخادم يفرح إذا آمن إنسان بالمسيح نتيجة لخدمته

وتعنى كلمات المعمدان هذه لتلاميذه إذا كان قد ضايقكم أن الجميع يأتون إليه فهذا هو الذي فرحنى سرني السرور الكامل.
+ "  اذا فرحي هذا قد كمل. " ..  لم ينزل يوحنا المعمدان لمستوى تلاميذه الذين اصيبوا بالغيرة من إنتشار كرازة يسوع بل أنه كان يعرف تماماحدود رسالته وأنه كان صوت صارخ أمام الرب يزأر لأولئك الخطاه معلنا لهم أن يسوع هو حمل الله  وهو المسيا المنتظر 


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
يريد بالعروس الكنيسة والعريس المسيح وصديق العريس نفسه وصوت العريس إنذاره وتبشيره الشعب فالمعنى أن المسيح خطب لنفسه  الكنيسة أى جماعة المؤمنين فهو إذا العريس الحقيقى ، فبالطبع الذى يستحق الإعتبار والإخترام والإجلال هو العربي أما الصديق فلا يستحق شيئا من ذلك لا يتوقعة بل يجب عليه أن يفرح فقط مع أصدقاء العريس ، فالذى أغاظكم من إتيان الجميع إليه هو الذى سرنى السرور الكامل

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 3: 30)  30 ينبغي ان ذلك يزيد واني انا انقص.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
أظهر يوحنا بهذا الكلام التواضع الحقيقي وقصد به إزالة كل ما خامر قلوب تلاميذه من أفكار الحسد ليسوع.
1) " يَنْبَغِي أَنَّ ذٰلِكَ يَزِيدُ " كلمة ينبغى العربية تعطى صورة ضعيفة زهى فى أصلخا اليونانى تعنى يتحتم must لأن هذا يتعلق بواقعية الحدث المعمدان أعد طريق الرب المسيح الآتى وعندما يأتى ينتهى صراخه وصياحه أعدوا طريق الرب فقد إنتهى دوره كنبى فإذا أشرقت الشمس لزم إطفاء المصابيح وهذه الكلمات ختم يوحنا المعمدان نبوته عن بزوخ فجر العصر المسيانى الذى طالما حلم يه الأنبياءء ان يروه من بعيد

يزيد أي أن الله قضى أن يكون كذلك وهو المسيح ملك بنى اسرائيل بذاته فلا بد من أن يزيد مجده وسلطانه بلا نهاية إلى الأبد وأن يأتى إليه الجميع ويأخذون غفرانا ونعم وبركات .
2) " وَأَنِّي أَنَا أَنْقُصُ" كما ينقص نور كوكب الصبح عند بزوغ الشمس هكذا تنتهى وظيفتى بطلوع النهار وإننى سابق الملك والمنادي بقدومه عن مجيء الملك نفسه.
وكذلك نقصت قيمة الرموز الموسوية عند ظهور المرموز إليه ونقص اعتبار نظام العهد القديم الذي كان يوحنا من أتباعه وزادت قيمة النظام اوالتعاليم والوصايا وسوف يزيد على الدوام.
+ "  ينبغي ان ذلك يزيد واني انا انقص " ..  عرف يوحنا المعمدان مكانته أنه أتى ليمهد وليشهد للمسيح الذى تعمد بمعمودية التوبة وهو لم يفعل خطية تائبا عن خطايا شعب الله وكلمة ينبغى هامة جدا وردت فى (يو 3: 14 & 4: 4)
ويجب على كل خادم للإنجيل أن يتمثل يوحنا المعمدان وهي اشتياقه إلى أن يمجد المسيح بتبشيره وأن يهدي إليه الضالين في قفر الهلاك لا أن يكون هو الممجد المكرم المحبوب.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
أى يلزم أن يعظم قدر المسيح ويتقاطر الشعوب إليه ويمتد سلطانه بلا نهاية إلى الأبد لكونه مسيحا وملكا أما أنا فينبغى أنى أنقص كما ينقص نور كوكب الصبح عند طلوع الشمس لإنتهاء وظيفتى وهى كونى سابق الملك

 تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 3: 31) 31 الذي ياتي من فوق هو فوق الجميع، والذي من الارض هو ارضي، ومن الارض يتكلم. الذي ياتي من السماء هو فوق الجميع،

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

الكلام في هذا العدد والأربعة التابعة له أيضاح لما قيل في العدد الثلاثين في عظمة المسيح وأفضلية شأنه على شأن يوحنا المعمدان.
1) "اَلَّذِي يَأْتِي مِنْ فَوْقُ " المعمدان يقصد المسيح أما من جهة أنه من فوق فقد قال المسيح لنيقوديموس أنه نزل من السماء (يو 3: 13) 13 وليس احد صعد الى السماء الا الذي نزل من السماء، ابن الانسان الذي هو في السماء. وقال لتلاميذة (يو ٨: ٢٣) 23 فقال لهم:«انتم من اسفل، اما انا فمن فوق. انتم من هذا العالم، اما انا فلست من هذا العالم.  وقال للجموع أن الخبز النازل من السماء (يو ٦: ٣٣) 33 لان خبز الله هو النازل من السماء الواهب حياة للعالم».  (يو ٨: ٢٣) وأفضلية يسوع على يوحنا أكدتها هذه الشهادة وذلم بأن المسيح مصدره السماء (بو 6: 38)  38 لاني قد نزلت من السماء، ليس لاعمل مشيئتي، بل مشيئة الذي ارسلني ئط لأن يوحنا لم يقصد هنا أن تعليم المسيح من السماء بل أنه هو نفسه من هنالك لأن المسيح لم يكن إنساناً فقط بل إلهاً أيضاً فأتى «من فوق» حين اتخذ طبيعة الإنسان فوجب أن يسمو على الجميع عظمة واعتباراً.

+ "  الذى يأتى من فوق " ..  الفعل يأتى مضارع مستمر أى أنه مستمر فى المجئ أو إرسال دائم ومستمر

جرت كثير من المناقشات حول هذه الآيات ودار الحوار حول هل هذه ألايات إستمرار لقول يوحنا المعمدان .. أو كلمات يسوع أو كلمات يوحنا نفسه رددها بعد أن سمعها من يسوع نفسه أو سمعها من تلاميذه الذين سمعوها من يسوع ، ولكن الباء الأوائل ذهبى الفم وأغسطينوس وغيرهما يعتبرون أن هذه الآية وبعدها  كلمات يوحنا المعمدان بإعتبار أنه نبى وأن السماء إنكشفت له بل أنه عرف المسيح أنه حمل الله   و " من فوق " هى من نفس الوصف الذى أعطاه المسيح للميلاد من فوق وقام المعمدان بتفسيرها "الذى يأتى من السماء " فهو يتكلم عن رؤيا العين فهو رأى الآب من السماء يتكلم والروح القدس نازلة على المسيح فهو الذى سيعمد بالروح القدس فهذا أكبر دليل ليعلن المعمدان أن المسيح من فوق من السماء وحينما قال هذه الاية نعلم تماما أن يوحنا أبصر علامات إلهية ليعلن أن المسيح الآتى من السماء  وكلمة فوق و " أتى من السماء" تؤكدان ألوهية المسيح وأزليته وتجسده وقد أعطي له من الآب (يو 3: 34)  وقد إشتهرت بشارة يوحنا بالثنائيات : ما هو فوق وما هو تحت ، وبين الأرض والسماء ، ومختلفة عن الثنائية الآخروية لمخطوطات البحر الميت ، ومختلفة أيضا عن ثنائية الغنوصيين : الروح والمادة وأن المادة شر أى الجسد البشرى ، وقو أوضح يوحنا أن الجسد البشرى ليس شرا أو أمرا خاطئا
2) " هُوَ فَوْقَ ٱلْجَمِيعِ،"+ " فوق الكل "  .. تكررت مرتين ويشير الجزء الأول من الآية إلى إلوهية يسوع وأنه آتيا من السماء (يو 1: 1- 18 & 3: 11- 12) أما الجزء الثانى يشير إلى إلى سمو يسوع لأنه من فوق بينما الجميع من الأرض - كلمة "الكل" فى الأصل اليونانى لمخطوط الإنجيل غير معروف ما إذا كانت بصيغة المذكر أو الجماد مشسرة إلى كل البشرية أو كل الأشياء
فَوْقَ ٱلْجَمِيعِ أي أن يرأس الجميع لأنه الموحى لهم ، يرأس كل خدام الكلمة من أنبياء وملائكة ومرسلين أمام وجهه بمقامه وسلطانه (رومية ٩: ٥) 5 ولهم الاباء، ومنهم المسيح حسب الجسد، الكائن على الكل الها مباركا الى الابد. امين. " (عبرانيين ١: ١ و٢) 1 الله، بعد ما كلم الاباء بالانبياء قديما، بانواع وطرق كثيرة، 2 كلمنا في هذه الايام الاخيرة في ابنه، الذي جعله وارثا لكل شيء، الذي به ايضا عمل العالمين، (عب ٤: ١٤).14 فاذ لنا رئيس كهنة عظيم قد اجتاز السماوات، يسوع ابن الله، فلنتمسك بالاقرار. "
3) " وَٱلَّذِي مِنَ ٱلأَرْضِ " أي كل إنسان مولود أصله من هنا مخلوق من التراب ويرجع إليه. (يو ١: ١٥ و٢٧ ) 15 يوحنا شهد له ونادى قائلا:«هذا هو الذي قلت عنه: ان الذي ياتي بعدي صار قدامي، لانه كان قبلي» 27 هو الذي ياتي بعدي، الذي صار قدامي، الذي لست بمستحق ان احل سيور حذائه» ( ١كورنثوس ١٥: ٤٧،47) الانسان الاول من الارض ترابي. الانسان الثاني الرب من السماء.  .
4) " هُوَ أَرْضِيٌّ " كسائر البشر ضعيف ناقص أفكاره وأعماله وإحساساته متعلقة بالأرض فهو دون ذاك الذي هو من فوق.
5) " وَمِنَ ٱلأَرْضِ يَتَكَلَّمُ" + "  والذي من الارض هو ارضي، ومن الارض يتكلم. " .. " جى " كلمة فى اللغة اليونانية لوصف الأرض (يو 12: 32 & 17: 4) (1 يو 5: 8) وتكررت هذه الكلمة 76 مرة فى سفر الرؤيا  ومعنى هذه الكلمات ببساطة أن يسوع لأنه أتى من فوق فهو يتكلم بكلام إلهى بينما كل الكائنات البشرية الأخرى تتكلم بمعلوماتهم الأرضية وبالتالى فإن كلمات يسوع أعظم من كلمات أرضى وكل كلمات الأنبياء مصدرها هو

أي يتكلم إنساناً مجرداً محدود العلم ناقص الإدراك تفكيره فى الأرضيات كيف يرضى نفسه ويرضى غيره من بنى البشر نعم إنّ تعليم يوحنا المعمدان بالنسبة إلى تعليم الكتبة والفريسيين كان سماوياً ولكنه لا يرتقى إلى تعليم المسيح.
6) " اَلَّذِي يَأْتِي مِنَ ٱلسَّمَاءِ هُوَ فَوْقَ ٱلْجَمِيعِ" أي أن المسيح يفوق كل الأنبياء والمعلمين والمبشرين بعلمه وبكل صفات طبيعته وبمجده وسلطانه. (متّى ٢٨: ١٨) 18 فتقدم يسوع وكلمهم قائلا: «دفع الي كل سلطان في السماء وعلى الارض"  (أفسس ١: ٢١ )21 فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة، وكل اسم يسمى ليس في هذا الدهر فقط بل في المستقبل ايضا، (فيلبي ٢: ٩) 9 لذلك رفعه الله ايضا، واعطاه اسما فوق كل اسم 


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
فى هذا العدد والثلاثة أعداد التالية إيضاح لما قيل فى العدد السابق فى عظمة وأفضلية المسيح عل يوحنا المعمدان - ويريد بقوله " الذى ياتى من فوق " المسيح لأنه الكلمة الأزلى الآتى من السماء والذى تجسد وتأنس فوجب أن يسمو على الجميع عظمة  الاتى من السماء وتجسد وتأنس فوجبد أن يسمو على الجميع عظمة وإعتبارا ويلزم أن يكون " فوق الجميع" من كهنة وأنبياء ومرسلين وملائكة أما " الذى من الأرض" أى كل إنسان مثلى أصله من هنا مخلوق من التراب ويرجع إليه " فهو أرضى" أى ضعيف وناقص " ومن الأرض يتكلم" لأن الإنسان مجرد محدود العلم ناقص الإدراك ، نعم أن تعليم يوحنا المعمدان بالنسبة إلى تعليم الكتبة والفريسيين كان سماويا لكنه بالنسبة لتعليم المسيح أرضى ، أما " الذى يأتى من السماء هو فوق الجميع" أى يفوق جميع الأنبياء والمعلمين بعلمة ومجده وسلطانه .

 تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 3: 32)  32 وما راه وسمعه به يشهد، وشهادته ليس احد يقبلها.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " وَمَا رَآهُ وَسَمِعَهُ بِهِ يَشْهَدُ " شهد المعمدان عن نفسه أنه ليس المسيح وشهد أن تعليم المسيح إلهي كما شهد بأن طبيعته إلهية ومصدره سماوي. وأنه سيعمد بالروح القدس وأنه حمل الله الذى يرفع الخطية عن العالم وأنه العريس السماوى الحقيقى للشعب الذى إنتظره بكل أجياله السابقة  وبما أن المسيح أتى من السماء يقدر أن يشهد بالأمور السماوية من اختباره مما رآه وسمعه هنالك ومن علمه بكل أفكار الله كما شهد لنفسه فقال المسيح لينقوديموس (يو 3: 11) 11 الحق الحق اقول لك: اننا انما نتكلم بما نعلم ونشهد بما راينا، ولستم تقبلون شهادتنا.  وقال يسوع فى الهيكل لليهود (يو ٨: ٢٦ ) 26 ان لي اشياء كثيرة اتكلم واحكم بها من نحوكم، لكن الذي ارسلني هو حق. وانا ما سمعته منه، فهذا اقوله للعالم». وفى وصيته لتلاميذة أن يحبوا بعضهم بعضا (يو١٥: ١٥ ) 15 لا اعود اسميكم عبيدا، لان العبد لا يعلم ما يعمل سيده، لكني قد سميتكم احباء لاني اعلمتكم بكل ما سمعته من ابي." فما تكلم به يوحنا المعمدان إنما تكلم به كخادم ينقل كلام سيده ولا يدرك كل معناه ولكن ما تكلم به المسيح تكلم  مثل ابن فى المفهوم الإنسانى الذى ينقل كل ما رآه وسمعه.في بيت أبيه  وقوله «رآه وسمعه» كناية عن العلم الكامل. ومعنى شهادة يوحنا المعمدان أن تعليم المسيح حقٌ يقين لا ريب فيه وأظهر بذلك عظمة المسيح على كل معلمي البشر الذين لا يستطيعون أن يتكلموا إلا بما تعلموه من الروح القدس أو من أمثالهم عامة من الناس.

+ "  وما راه وسمعه به يشهد، " ..  " رآه " بصيغة الزمن التام .. "سمعه" بصيغة الزمن الماضى البسيط .. "يشهد " بصيغة الزمن المضارع .. يسوع هو ورب واحد الذي به جميع الاشياء ونحن به.  (1كو 8: 6)6 لكن لنا اله واحد: الاب الذي منه جميع الاشياء، ونحن له. ورب واحد: يسوع المسيح، الذي به جميع الاشياء، ونحن به.  (كو 1: 13- 20) 13 الذي انقذنا من سلطان الظلمة، ونقلنا الى ملكوت ابن محبته، 14 الذي لنا فيه الفداء، بدمه غفران الخطايا. 15 الذي هو صورة الله غير المنظور، بكر كل خليقة. 16 فانه فيه خلق الكل: ما في السماوات وما على الارض، ما يرى وما لا يرى، سواء كان عروشا ام سيادات ام رياسات ام سلاطين. الكل به وله قد خلق. 17 الذي هو قبل كل شيء، وفيه يقوم الكل 18 وهو راس الجسد: الكنيسة. الذي هو البداءة، بكر من الاموات، لكي يكون هو متقدما في كل شيء. 19 لانه فيه سر ان يحل كل الملء، 20 وان يصالح به الكل لنفسه، عاملا الصلح بدم صليبه، بواسطته، سواء كان: ما على الارض، ام ما في السماوات (عب 1: 2- 3) 2 كلمنا في هذه الايام الاخيرة في ابنه، الذي جعله وارثا لكل شيء، الذي به ايضا عمل العالمين، 3 الذي، وهو بهاء مجده، ورسم جوهره، وحامل كل الاشياء بكلمة قدرته، بعد ما صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا، جلس في يمين العظمة في الاعالي، " وهى علاقة بين ألاب ويسوع المسيح
2) " وَشَهَادَتُهُ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْبَلُهَا " هذا رد من يوحنا المعمدان على قول تلاميذه «الجميع يأتون إليه» فكأنه قال لهم ما علمته غير ما ظننتم. فإنّه علم أن مجلس السبعين وأكثر الأمة اليهودية رفضوا قبول يسوع مسيحاً وكذلك الرؤساء الدينيين للطوائف اليهودية من معلمى الناموس الفريسيين والكتبة والصدوقيين ... وغيرهم . وليس كل من يأتى للمسيح آمن به فقد قبله بعض الناس لوالبغض الآخر كان ليأكل فى معجزاته والاخر ليشاهدها والاخرين ليسمعوة  فمعناه أنه مع إتيان الجميع إليه كما قلتم لم يقبل شهادته ويؤمن به إلا قليلون فإتيان أكثرهم إليه كان وقتياً ولغايات مختلفة (ص ٦: ٢٦ و٦٦ ومتّى ٢٦: ٥٦). وقد أوضح إنجيل يوحنا هذه النقطة فى الآية (يو 1: 11) الى خاصته جاء، وخاصته لم تقبله.
+ " وشهادته ليس احد يقبلها. " ..  عبارة عامة تستعمل فى الشرق الأوسط وتشير (يو 3: 23- 26) والتى اوضحت أن الكثيرين كانوا يأتون إليه فإن هذه العبارة تشير إلى اليهودية ككل  


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
أى بما أن المسيح  أتى من السماء فهو يقدر أن يشهد بالأمور السماوية فما تكلم به يوحنا المعمدان إنما تكلم به كخادم ينقل كلام سيده ولكن ما تكلم به المسيح تكلم كإبن فى ما رآه وسمعه فى بيت ابيه فعلمه كامل وحق ولا ريب فيه ومع أن شهادته حق وواجبه إلا أنه "ليس احد يقبلها " بخلاف ظنكم أيها التلاميذ أن " الجميع يأتون إليه" فإن مجلس السبعين (السنهدريم) وأكثر المة اليهودية رفضوا قبول يسوع مسيحا ، فمع إتيان الجميع إليه كما قلتم لم يقبل شهادته ويؤمن به إلا القليلون .

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 3: 33)  33 ومن قبل شهادته فقد ختم ان الله صادق،
أ

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
ختم الملك حزقيا  النقوش "(ختم) حزقيا (ابن) آحاز الملك (من) يهوذا" (לחזקיהו אחז מלך יהדה)؛  تمت كتابة الشكل ذي الأجنحة السفلية من أعلى إلى أسفل (مع تقسيم كلمة "آحاز") بينما تمت كتابة الجناح ذي الأجنحة الصاعدة من أسفل إلى أعلى. على عكس أختام LMLK التي تم ختمها على مقابض الجرار ، تم ختم كلا النوعين على فقاعات طينية غير مثبتة مختومة بوثائق ورق البردي
وردت كلمة ختم بمعنى ختم المسيح أو جسد المسيح بما يعنى أنه حامل للخلود وعدم الموت مثل الطعام الذى نأكله الذى ختمة العالم للإنسان  فى (يو 6: 27)  27 اعملوا لا للطعام البائد، بل للطعام الباقي للحياة الابدية الذي يعطيكم ابن الانسان، لان هذا الله الاب قد ختمه». وهناك ختم آخر هو ختم المهمودية بالروح القدس والماء (أف 1: 13 و 14) 13 الذي فيه ايضا انتم، اذ سمعتم كلمة الحق، انجيل خلاصكم، الذي فيه ايضا اذ امنتم ختمتم بروح الموعد القدوس، 14 الذي هو عربون ميراثنا، لفداء المقتنى، لمدح مجده. "

1) " مَنْ قَبِلَ شَهَادَتَهُ " اإن قبول شهادة المسيح الآتى من السماء كلمة الآب(١يوحنا ٥: ١٠) 10 من يؤمن بابن الله فعنده الشهادة في نفسه. من لا يصدق الله، فقد جعله كاذبا، لانه لم يؤمن بالشهادة التي قد شهد بها الله عن ابنه. "  هنا يعنى تصديق تعاليمه ووصاياة والإيمان به ربا وإلها ومخلصا وإخضاع القلب له.

+ "  ومن " ..  محبة الله غير محدودة لكل البشر والكل مرحب به (يو 1: 12& 3: 16- 18) (حز18: 23و 32) (1تى 2: 4) (2بط 3: 9) والجميع مدعوا للتوبة والإيمان (مر 1: 15) (أع 20: 21)
+ "  ومن قبل شهادته " ... الآية (يو 3: 33) وردت بصيغة إسم الفاعل فى زمن الماضى البسيط - أما ألاية (يو3 : 36)  وردت بصيغة إسم الفاعل فى زمن المضارع - الإيمان هو حياة تلمذة مستمرة (يو 1: 12) (يو 3: 16- 18) والآية (يو 3: 33) عكس (يو 3: 36) وتتشابه كلمة  "يقبل" وكلمة "يؤمن" وبشارة العهد الجديد 1. الإيمان بيسوع شخصيا والتلمذة له 2. قبول الحقائق والعقائد المتعلقة بالبشارة يو 3: 3و 20 )

2) " فَقَدْ خَتَمَ أَنَّ ٱللّٰهَ صَادِقٌ " كان فى العصور القديمة  لكل إنسان ختما  من الحاكم حتى الإنسان العادى وحتى فى عصرنا الحديث يختفظ الذين لا يعرفون القراءة بختم يختمون به مستند أو شهادة أو عقد بيع وشراء أو معاهدة ... ألخ وأصبح فى العصر الحديث يوقعون بإمضائهم ولا زالت المستندات تختم حتى الآن بخاتم الدولة وهنا الختم يعنى التصديق والإيمان بالمسيح  يعنى الإقرار بصدق الله (رومية ٣: ٤) 4 حاشا! بل ليكن الله صادقا وكل انسان كاذبا. كما هو مكتوب: «لكي تتبرر في كلامك، وتغلب متى حوكمت» الذي تكلم أولاً بلسان يوحنا المعمدان نفسه لأنه سمع قول الله في يسوع «هذا هو ابني الخ». وشاهد علامة من الله بنزول الروح القدس عليه كحمامة فتحقق بها أنه هو المسيح. فمن صدق المسيح صدق الله المتكلم بلسان يوحنا.
+ " ومن قبل شهادته فقد ختم ان الله صادق، " ..  الإنسان فى حريته مخير بين ضدين هما النور والظلمة بين السماء والأرض بين الخير والشر بين الرب والشيطان  بين  الصدق والكذب .. المسيح ومحمد  أنه بلا شك سيكون إختاره هو الإختيار الأول: النور والسماء والخير والرب والصدق لأن هذا هو الإختيار الذى سيريح ضمير الأنسان وخاصة روحه لأن روحه نفخة من الله  (تك 2: 7) وعندما يقع إختياره هذا فإنه سيختم بالموافقة  أو سيوقع وثيقة إختياره بإيمانه بالمسيح ثم كلمهم يسوع ايضا قائلا:«انا هو نور العالم. من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة».(يو 8: 12) أى أن الذى يتبع يسوع ويؤمن به ويعمل بتعاليمه يمشى معه فى النور  وفى المقابل أولئك الذين يشهدون لمحمد فهم أحبوا الطلمة أحبوا الزنا والقتل والسرقة والكذب أحبوا السلطة وإحتلال الأرض وإغتصاب العرض .. ألخ لقد أحبوا الظلمة أكثر من النور المسيحيين يؤكدون صدق تعاليم المسيح بأعمالهم والمسلمين يؤكدون شر دينهم بأعمالهم ولأننا كمسيحيين أمنا وصدقنا وعملنا بتعاليم المسيح فقد ختمنا بصدق الله  لأن الله كلمنا فى المسيح لأنه ذكر أن الكلمة أى كلمة الله صار جسدا أى المسيح وحل بيننا ورأينا مجده المسيحيين راوا مجد المسيح ومعجزاته أما المسلمين فكذبوا رسالته ورفضوا تعاليمه فرفضهم الله وأصبحوا عبيدا للشيطان يعملون أعماله الشريرة  التى نراها اليوم

أولا شهادة المسيح عن نفسه وشهادة المعمدان
ثانياً: بألسنة الأنبياء الذين تنبأوا بوحي الله وتمت نبوءتهم بالمسيح.
ثالثاً: بواسطة المعجزات التي صنعها المسيح وشهد بها الله بصدق دعوى ابنه.
رابعاً: بلسان المسيح عينه الذي هو كلمة الله والمعلن للناس كلام أبيه.


ولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
أى الذى آمن بالمسيح وخضع له بالقلب فقد أقر بصدق كلام الذى أوحى به للأنبياء وليوحنا المعمدان الذى سمع قول الله فى يسوع " هوذا هو إبنى .. ألخ"

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 3: 34) 34 لان الذي ارسله الله يتكلم بكلام الله. لانه ليس بكيل يعطي الله الروح.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " لأَنَّ ٱلَّذِي أَرْسَلَهُ ٱللّٰهُ "  ٱلَّذِي أَرْسَلَهُ الرب أي المسيح، وكثيراً ما ذُكر المسيح أنه مرسل من الرب (يو ٧: ١٦ ) اجابهم يسوع وقال:«تعليمي ليس لي بل للذي ارسلني." ولذلك سُمّي «رسول اعترافنا» (عبرانيين ٣: ١) وهكذا فهم التلاميذ وصاح بطرس (يو 6: 68) 68 فاجابه سمعان بطرس:«يارب، الى من نذهب؟ كلام الحياة الابدية عندك، " ولكنه ليس كسائر الرسل لأنه من السماء (يو 3: 31) ٣١ «اَلَّذِي يَأْتِي مِنْ فَوْقُ هُوَ فَوْقَ ٱلْجَمِيعِ، وَٱلَّذِي مِنَ ٱلأَرْضِ هُوَ أَرْضِيٌّ، وَمِنَ ٱلأَرْضِ يَتَكَلَّمُ. اَلَّذِي يَأْتِي مِنَ ٱلسَّمَاءِ هُوَ فَوْقَ ٱلْجَمِيعِ». وأُرسل ليكون المسيح المخلص.(يو ١: ١٦) 16 ومن ملئه نحن جميعا اخذنا، ونعمة فوق نعمة. 
2) " يَتَكَلَّمُ بِكَلاَمِ ٱللّٰهِ" هذا شرح ما قيل في (يو 3: 33)  وهو أن تصديق المسيح تصديق للرب ذذاته لأن المسيح لم يتكلم من عنده كما يمكن الإنسان أن يتكلم بل إنّه مُرسل إلهي من السماء أتى ليعلن للناس أفكار الله وكلامه الذي أراد الله أن يعرفه الإنسان ويأمر يسوع أن يتكلم به.

+ "  لان الذي ارسله الله يتكلم بكلام الله. " .. معنى هذا الجزء من الاية 1. سلطان يسوع سلطان إلهى لأن الله أرسل كلمته الذى هو يسوع ... 2. يتكلم بكلام الله لأنه كامة الله الظاهر فى الجسد  .. 3. لديه ملئ الروح (لوقا 4: 18) روح الرب عليّ لانه مسحني لابشر المساكين ارسلني لاشفي المنكسري القلوب لانادي للمأسورين بالاطلاق وللعمي بالبصر وارسل المنسحقين في الحرية
3) " لأَنَّهُ لَيْسَ بِكَيْلٍ يُعْطِي ٱللّٰهُ ٱلرُّوحَ " لكل الأنبياء كان الرب يعطى الروح بمقياس ومكيال مجزءا ومقسطا تقسيطا على قدر ما يحمل روح النبى وعلى قدر ما يتحمل السامع وإحتمالات الظرف والمكان أما المسيح فيعطى الروح القدس .لأن القليل المحدود يُوزن ويُكيّل بخلاف الوافر غير المحدود. والمعنى أن الرب لم يعط ابنه مقداراً قليلاً من الروح القدس أعطى الله سائر الأنبياء من روحه في أوقات معينة لغايات خاصة. أما المسيح فكان روح الله عليه أبداً وكان هو ممتلئاً منه. (لو 4: 18) «روح الرب علي، لأنه مسحني لأبشر المساكين، أرسلني لأشفي المنكسري القلوب، لأنادي للمأسورين بالإطلاق وللعمي بالبصر، وأرسل المنسحقين في الحرية، "  وقد رأى يوحنا المعمدان الروح القدس نازلاً على المسيح بهيئة حمامة وعرف انه امتلأ من ذلك الروح (يو ١: ٣٢ و٣٣ ولوقا ٤: ١) وكان يسوع حاصلاً على كل مواهب الروح بل هو من يعطى الروح ومستعداً لإعلان أسرار الله. والكلام على المسيح هنا باعتبار كونه وسيطاً وكلمة الله المتجسد لا باعتبار كونه ابن الله المتحد منذ الأزل بالروح القدس. فمسحه الله بروحه لكي يمارس وظيفته ملكاً ونبياً وكاهناً لشعبه (إشعياء ٦١: ١ وأعمال ١٠: ٣٨).
+ "   لانه ليس بكيل يعطي الله الروح " ..  قد دُهِشَ يوحنا الحبيب في مقدار محبة الله للبشرية الساقطه في الخطيئة وقال بوحي الله (1 يوحنا 4: 9 ) "بهذا أظهرت محبة الله فينا ان الله قد ارسل ابنه الوحيد الى العالم . " ولأن يسوع من السماء فهو يعطى ملئ الروح لمن يؤمن به بل تكون له حياة أبدية  (يو 4: 10- 14& &: 37- 39)  إستعمل الربيون كلمة  "كيل" وهى كلمة تستعمل فى قياس حجم الشئ ليصفوا بها الوحى الإلهى للأنبياء  فكان الوحى الإلهى للأنبياء محدودا ولكنه أطلقها ليسوع لأنه كلمته الله، (عب 1: 1- 2) بعد ما كلم الاباء بالانبياء قديما، بانواع وطرق كثيرة، 2 كلمنا في هذه الايام الاخيرة في ابنه، الذي جعله وارثا لكل شيء، الذي به ايضا عمل العالمي


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
أى أن تصديق المسيح تصديق لله لأن المسيح لم يتكلم من عنده كما يمكن لكل إنسان أن يتكلم بل هو والآب واحد فهو فى كل ما يعلنه إنما يعلن افكار الله وقوله " لأنه ليس بكيل يعطى الله الروح" معناه أن نعمة الروح القدس لم تفض على المسيح بمقدار إذ أنه مصدر النعم ومبدأها ولم تفض عليه كما فاضت على الأنبياء ، بل على التمام والكمال الغير المحدود الذى لا يمكن كيله ولا وزنه

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 3: 35)  35 الاب يحب الابن وقد دفع كل شيء في يده.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  

1) " اَلآبُ يُحِبُّ ٱلاَبْنَ " حقيقة بنوة الكلمة للآب سمع المعمدان صوت الرب من السماء وعرف أن الآب يحبه بالوحي والإعلان بصوت مسموع وهو قول الآب من السماء قائلا: "   17 وصوت من السماوات قائلا: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت» (مت 3: 17)(يو ٥: ٢٠ ) 20 لان الاب يحب الابن ويريه جميع ما هو يعمله، وسيريه اعمالا اعظم من هذه لتتعجبوا انتم. " وكان يوحنا المعمدان أول من أعلن بنوة المسيح للآب فى العهد الجديد كله كما أ،ه أول من شهد له قائلا : " 34 وانا قد رايت وشهدت ان هذا هو ابن الله».(يو1: 34)

 وكانت محبة الآب للمسيح أعظم من محبته لسائر أتقيائه الناس والأنبياء والرسل كما أن محبة الآب للإبن تكون أعظم من محبته للخدم (يو ١٧: ٢٤).24 ايها الاب اريد ان هؤلاء الذين اعطيتني يكونون معي حيث اكون انا، لينظروا مجدي الذي اعطيتني، لانك احببتني قبل انشاء العالم."
+ "  الاب يحب الابن " .. هذه الحقيقة تكررت فى بشارة يوحنا فى (يو 5: 20& 17: 23- 36) وصف اإله المسيحية بأنه إله المحبة .. ألاب يحب الإبن .. والإله يحب العالم .. والمسيح يحب البشر .. حتى أصبحت الوصية أمرا  "أَحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ بِشِدَّةٍ" (رسالة بطرس الرسول الأولى 1: 22) ... بَعْضُكُمْ بَعْضًا. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا" (إنجيل يوحنا 13: 34)  هذه التعاليم السامية لم يتكلم بها أحد من بنى البشر لا قبل يسوع أو بعده لماذا لأن يسوع المسيح هو 1. لأنه من فوق فهو فوق الجميع (يو 31) .. 2. لأنه أرسل من الله )يو 3: 34) .. 3. لأن روح الله عليه (يو 3: 34) .. 4. الله يحب يسوع (يو 3: 35) .. 5. دفع كل شيء في يده   (يو 3: 34) ..
+ " دفع كل شيء في يده. " ..  هذا الجزء من الآية لها ما يرادفها فى العهد الجديد (يو 13: 3 & 17: 2) (مت 11: 27 & 28: 18) (أف 1: 20- 22) (كو 2: 10) (1بط 3: 22)

2) " وَقَدْ دَفَعَ كُلَّ شَيْءٍ " فِي يَدِهِ باعتبار كونه الوسيط بين الآب والناس(متّى ١١: ٢٧ 27) كل شيء قد دفع الي من ابي وليس احد يعرف الابن الا الاب ولا احد يعرف الاب الا الابن ومن اراد الابن ان يعلن له (يو ٢٨: ١٨ ) .18 فتقدم يسوع وكلمهم قائلا: «دفع الي كل سلطان في السماء وعلى الارض  (لوقا ١٠: ٢٢) 22 والتفت الى تلاميذه وقال: «كل شيء قد دفع الي من ابي. وليس احد يعرف من هو الابن الا الاب ولا من هو الاب الا الابن ومن اراد الابن ان يعلن له».  (يو ١٣: ٣ ) 3 يسوع وهو عالم ان الاب قد دفع كل شيء الى يديه، وانه من عند الله خرج، والى الله يمضي،  " (يو ١٧: ٢) 2 اذ اعطيته سلطانا على كل جسد ليعطي حياة ابدية لكل من اعطيته. " (عبرانيين ٢: ٨) 8 اخضعت كل شيء تحت قدميه». لانه اذ اخضع الكل له لم يترك شيئا غير خاضع له. على اننا الان لسنا نرى الكل بعد مخضعا له. " لأنه أتم عمل الفداء. والإثابة له على اتضاعه الاختياري.وهذا وفق ما قيل في (متّى ١١: ٢٧) (أفسس ١: ٢١ و٢٢ ) ( فيلبي ٢: ٩ ) ( كولوسي ١: ١٩ - ٢٠ ) وراجع (متّى ٢٨: ١٨) وهذا أي قوله «دفع كل شيء في يده» وقوله في الآية السابقة حول إعطائه الروح وتمييز بين ما وهبه الله للأنبياء من البشر من المواهب المعينة والقوة المحدودة وما أعطاه للمسيح. قابل هذا بما في (مزمور ٢: ٧ - ٩). وأشار بقوله «في يده» إلى تصرف المسيح في كل شيء كما يشاء.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
أى جعل فى يده وسلطانه كل شئ مما فى السماء والأرض وبالتالى جميع مواهب الروح القدس ليوزعها الروح القدس ليوزعها على المؤمنين بحسب ما يشاء 

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 3: 36)  36 الذي يؤمن بالابن له حياة ابدية، والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله».
أ

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

هذه هى الكلمات الأخيرة للمعمدان حيث صنف البشر لقسمين أحدهم مؤمن والآخر غير مؤمن  وقد أعلن أفضلية الإيمان به. فالحياة والموت أي السماء وجهنم بقبول أى بالإيمان ذلك الذي كان «مع المعمدان في عبر الأردن» (يو 3: 26) أو برفضه.
1) "اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِٱلاَبْنِ " قضية الحياة بالإيمان وردت فى (حبقوق ٢: ٤)4 هوذا منتفخة غير مستقيمة نفسه فيه.والبار بايمانه يحيا." وايضا فسرها بولس الرسول فى (رومية ١: ١٧ ) 17 لان فيه معلن بر الله بايمان، لايمان، كما هو مكتوب:«اما البار فبالايمان يحيا». أي يقبله ويؤمن به مخلصاً وفاديا . فإنه لكونه الابن كان الإيمان به أمر جوهريا متعلق بالبنوة قالمؤمن به هو إبن للرب (يو ١: ١٢ وع ١٥ و١٦) 12 واما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله، اي المؤمنون باسمه  15 يوحنا شهد له ونادى قائلا:«هذا هو الذي قلت عنه: ان الذي ياتي بعدي صار قدامي، لانه كان قبلي». 16 ومن ملئه نحن جميعا اخذنا، ونعمة فوق نعمة.  "  ورفضه موتها.
2) " لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ " قال المسيح (يو ٦: ٤٧) 47 الحق الحق اقول لكم: من يؤمن بي فله حياة ابدية. " والمسيح فيه كانت الحياة والحياة هى نور الناس (يو 1: 4) المراد بالحياة هنا الحياة الروحية هي نجاة النفس من دينونة الخطية ولعنة الناموس وحصولها على غفران الخطايا وإعلان السلام مع الرب والميراث السماوي. والكلام هنا غير مقصور على المستقبل بل يعم ما تناله النفس في حال قبولها المسيح فإنها في ذلك الوقت عينه «تنتقل من الموت إلى الحياة بالمعمودية » وتحصل على بداءة السعادة بغفران الخطايا المستمر بتناول جسد المسيح ودمه والنهاية تكون في السماء بلا نهاية. وهذا مطابق لقول المسيح لنيقوديموس في (يو 3:  ١٥ و١٦ و١٨.) 15 لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. 16 لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الابدية.18 الذي يؤمن به لا يدان، والذي لا يؤمن قد دين، لانه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد. "
3) " وَٱلَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِٱلاَبْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً " (ايوحنا ٥: ١٠ ) 10 من يؤمن بابن الله فعنده الشهادة في نفسه. من لا يصدق الله، فقد جعله كاذبا، لانه لم يؤمن بالشهادة التي قد شهد بها الله عن ابنه."
لَنْ يَرَى حَيَاةً ما دام غير مؤمن فلا يكون له أقل نصيب في بركات الحياة الروحية في هذا العالم ولا في العالم الآتي. الذى لا يؤمن فقد أبعد نفسه عن الرب وعن مسيحه الذى حمل سر النجاة من سم الأفعى التى أوقعت بأبوينا الأوليين وصار المسيح المصدر الوحيد لتلك الحياة لأن "فيه كانت الحياة والحياة هى نور الناس" (يو 1: 4) ولك من له ختم البنوة فهو حى ومن لم يتحد به يصبح ميت ساقط فى الخطية والإثم خالياً منها وليس له ملجأ من عواقب إثمه.

+ " الذي يؤمن بالابن له حياة ابدية، والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة  " .. كل الأفعال التى وردت فى هذه ألاية أتت بصيغة المضارع مما يريد الإله مننا أن نكون مستمرين فى عمل الإيمان بفعل ما أمر به فى تعاليمه ليست العلاقة بيننا وبين المسيح مجرد إعجاب مرحلى لحظى بل هو حب عميق وشعور بالإخلاص له وأمانه فى حبه (مت 13: 20) لأنه حتى نصل إلى ألاب لا بد لنا من معرفة يسوع وتنفيذ تعاليمه وأوامره ونواهيه (يو 12: 44- 50) (1يو 5: 10) لقد وضع يسوع ذاته لأجلنا وبذل دما كريما سكب عل الصليب إنها خيانة لعمله معنا إذا تهاونا فى حياتنا ولم نفعل مثله ببذل النفس والنفيس وتقليد ما فعله من خير فى العالم إن الفداء وخلاصنا له مقابل فى حياتنا التى نحياها  أهو قليل أن نحب يسوع كما أحبنا (لو 6: 46 & أف 2: 8- 10)  أيها الأخ الذى لا تؤمن بيسوع ستموت فى خطيتك وتكره نفسك فى العالم وتكره ألاخرين وستكون حياتك بؤس وشقاء لأنك لا تعيش فى الفرح والسلام الذى يعطيه يسوع لمن يؤمن به ولأنك لا تؤمن به لن ترى حياة وسيمكث عليك غضب الله أما نحن المسيحيين فلنا حياة هى المسيح 
4) "  بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ ٱللّٰهِ».+ "بل يمكث عليه غضب الله "  ..  هذه ألاية الوحيدة  فى بشارة يوحنا وقد وردت كلمة غضب ( "أورغى " باللغة اليونانية)  خمس مرات قى رؤيا يوحنا .
بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ ٱللّٰهِ أي الغضب الذي يوجبه الله على الخاطئ لخطيئته. وكل البشر عرضة لذلك الغضب لأنهم خطاة وفقاً لقول الرسول «وَكُنَّا بِٱلطَّبِيعَةِ أَبْنَاءَ ٱلْغَضَبِ كَٱلْبَاقِينَ أَيْضاً» (أفسس ٢: ٣). وهذا الغضب هو الذي احتمله المسيح بدلاً من الخطأة والذي ينجو منه كل من يؤمن باسمه (رومية ٢: ٨) 8 واما الذين هم من اهل التحزب، ولا يطاوعون للحق بل يطاوعون للاثم، فسخط وغضب، " (أفسس ٤: ٣١ ) 31 ليرفع من بينكم كل مرارة وسخط وغضب وصياح وتجديف مع كل خبث. " (كولوسي ٣: ٨ ) 8 واما الان فاطرحوا عنكم انتم ايضا الكل: الغضب، السخط، الخبث، التجديف، الكلام القبيح من افواهكم." ( رؤيا ١٩: ١٥) 15 ومن فمه يخرج سيف ماض لكي يضرب به الامم. وهو سيرعاهم بعصا من حديد، وهو يدوس معصرة خمر سخط وغضب الله القادر على كل شيء." وقوله إنّ هذا الغضب يمكث على غير المؤمن يفيد أنه يمكث عليه الآن ويبقى إلى الأبد لسبب خطيئته كأن يسوع لم يمت عنه. وزاد على نفسه الغضب برفضه النعمة التي عرضها الله عليه بواسطة ابنه.
والرب لا يظهر في هذا العالم غضبه على الخطأة غير المؤمنين (يو 3: 17) لأنه لم يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم، بل ليخلص به العالم " لأنه يسر بأن يعطيهم فرصة للتوبة (٢بطرس ٣: ٩) 9 لا يتباطا الرب عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ، لكنه يتانى علينا، وهو لا يشاء ان يهلك اناس، بل ان يقبل الجميع الى التوبة. "  ولأن يسوع يشفع فيهم (لوقا ١٣: ٨)  8 فاجاب: يا سيد اتركها هذه السنة ايضا حتى انقب حولها واضع زبلا. 9 فان صنعت ثمرا والا ففيما بعد تقطعها» لكنه لا يبقى بعد الموت وموقف الدين سوى غضب بلا رحمة.
لقد أعد الرب طريق النجاة من ذلك الغضب لكل إنسان وكلفه ذلك ما لا يُحد. وهذا الطريق موجود أمام الإنسان ممع طريق العالم وله حرية الإختيار وما جاء في هذه الآية شهادة يوحنا المعمدان الأخيرة للمسيح وخلاصة كل ما قاله فيه وهو تحذيره الأخير لتلاميذه وللأمة اليهودية. والأرجح أن المعمدان سُجن بعد ذلك بقليل. ولم يذكر البشير سجنه وموته مع ما يتعلق بها من الحوادث لأنه حسب قارئ بشارته عارفاً بذلك من الأناجيل الأخرى  وأشار إليه المسيح في (يو ٥: ٣٥ ) 35 كان هو السراج الموقد المنير، وانتم اردتم ان تبتهجوا بنوره ساعة.  " يشير إلى أن خدمته كانت قد انتهت يومئذ. وأفضلية المسيح على يوحنا المعمدان خمسة أمور:
أولاً: أصل المسيح (يو 3: 31).
ثانياً: تعليمه فإنه تكلم من اختباره وكان تصديقه تصديق الله نفسه (يو 3: 32 و33)
ثالثاً: أن له الروح بلا كيل (يو 3: 34) .
رابعاً: أنه ابن الله وله كل سلطان (يو 3: 34) .

ولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
أى الذى يقبل الأبن مخلصا وحيدا ويعترف بأنه غبن الله حقا ومساو الآب فى الجوهر وسائر الكمالات تإلهية له الحياة الأبدية أى تنجو مفسه من دينونة الخطية ولعنة الناموس ويحص على غفران خطاياه وعلى السلام الكامل مع الله ويرث الملكوت السماوى وأما الذى لا يؤمن بالإبن فلا يكون له اقل نصيب فى بركات الحياة الروحية ويمكث عليه غضب الله لسبب خطيته أى يطرح فى جهنم لأن المسيح هو المصدر الوحيد لتلك الحياة الأبدية فكل من لم يتحد به يكون خاليا منها ولا يكون له ملجأ من عواقب إثمه  

 
 
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 



 

بح العظيم   

This site was last updated 09/11/20