Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

شرح / تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  السادس (يو 6: 1-40)

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
تفسير يوحنا ص1 1: 1-18
فسير إنجيل يوحنا ص 1: 19- 51)
تفسير إنجيل يوحنا ص 2
تفسير إنجيل يوحنا ص 3
تفسير إنجيل يوحنا ص4
تفسير إنجيل يوحنا ص5
تفسير إنجيل يوحنا ص6:1- 40
تفسير إنجيل يوحنا ص6: 41- 71
تفسير إنجيل يوحنا ص 7
تفسير إنجيل يوحنا ص8
تفسير إنجيل يوحنا ص9
تفسير إنجيل يوحنا ص10
تفسير إنجيل يوحنا ص11
تفسير إنجيل يوحنا ص12
تفسير إنجيل يوحنا ص 13
تفسير إنجيل يوحنا ص 14
تفسير إنجيل يوحنا ص 15
تفسير إنجيل يوحنا ص 16
تفسير إنجيل يوحنا ص 17
تفسير إنجيل يوحنا ص 18
تفسير إنجيل يوحنا ص 19
تفسير إنجيل يوحنا ص20
تفسير إنجيل يوحنا ص 21
ت

تفسير / شرح إنجيل يوحنا الإصحاح  السادس  (يو 6: 1- 40) - مجمل الأناجيل الأربعة على: الفصل 16

تفسير / شرح إنجيل يوحنا الإصحاح السادس (يو 6: 1- 40 )
1. إشباع الجموع (يوحنا 6:  1- 14)
أ. ظروف المعجزة (يو 6: 1-4)
ب. التحضير للمعجزة (يو 6: 5- 10)
ج. إشباع الجموع (يو 6: 11- 13)
د. تأثير المعجزة (يو 14- 15)

2. سير المسيح على الماء (يوحنا 6: 15- 21)
3. مقدمة : الجموع تطلب في كفرناحوم (يوحنا 6: 22 - 25)
4. أنا هو الخبز الحي (يوحنا 6: 26- 59)
أ. الجزء الأول من حديث المسيح للجموع (يو 6: 26- 40) وبدأ بسؤال : "  وَلَمَّا وَجَدُوهُ فِي عَبْرِ البَحْرِ، قَالُوا لَهُ: يَا مُعَلِّمُ، مَتَى صِرْتَ هُنَا؟"  هذ الجزء إختص بإستعلان الحياة الأبدية المخفية فى جسد يسوع المسيح (( أنا هو خبز الحياة ))

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح السادس
1. إشباع الجموع (يوحنا 6:  1- 14)
تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 6: 1)  1 بعد هذا مضى يسوع الى عبر بحر الجليل، وهو بحر طبرية.
 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " بَعْدَ هَذَا " أي بعد االأحداث التى ذكرت  في أصحاح ٥. وبدء هذا الأصحاح كبدء أصحاح ٥، وليس فيه ما يبيّن طول الفترة (المدة) الماضية أو قصرها والمرجح أنها نحو سنة. ومن حوادث هذه المدة قتل يوحنا المعمدان (متّى ١٤: ١٣)، ودعوة الرسل وإرسالهم إلى التبشير ورجوعهم (مرقس ٦: ٣٠، ٣١)، والوعظ على الجبل، وجولان المسيح ثانية في الجليل، وصنعه معظم معجزاته، ووعظه بأكثر أمثاله. ولم يذكر يوحنا من معجزات المسيح في الجليل سوى اثنتين، وهما: تحويل الماء خمراً، وشفاء ابن خادم الملك (يوحنا ٢، ٤).
2) " مَضَى يَسُوعُ إِلَى عَبْرِ بَحْرِ الجَلِيلِ " أي عبر من الجانب الغربي من مدينة كفر ناحوم (يو 6: 24) التى كان يسكن فيها هو وتلاميذه إلى الجانب الشمال الشرقي عبر بحر طبرية الذى هو بحر الجليل .
3) " وَهُوَ بَحْرُ طَبَرِيَّةَ " + "  بحر الجليل " .. بحر الجليل فى الجليل له أسماء عديدة .. دعى بإسم رومانى هو بحيرة طبرية (يو 21: 1) لوجود مدينة طيباريا على شواطئة ودعى بإسم  بحيرة جينسارت (لو 5: 1) لأن مدينة جينسارت تقع على شاطئه ووردت فى العهد القديم بإسم بَحْرِ كنَّارَة | كِنَّرُوت (عد 34: 11 وتث 3: 17 ويش 12: 3)
زاد البشير هذا التفسير لفائدة قراء بشارته من الأمم لأن بحر الجليل هو الإسم الرسمى الحكومى لأن هذا البحر يقع فى إقيلم الجليل . وسُمّي هذا البحر «جنيسارت»   على إسم مدينة بنيت على شواطئها وتعنى القيثارة لأن البحيرة كانت على شكل قيثارة ، كما نُسب إلى مدينة طبرية المبنية على شاطئه والتى إعتبرها عاصمة الإقليم وكان اليهود يعتبرونها غير مقدسة ، والتي بناها هيرودس أنتيباس رئيس ربع الجليل شرق بحر الجليل وذلك سنة 26م وأطلق عليها اسم طيباريوس قيصر الرومان (راجع تفسير /  شرح متّى ٤: ١٨).

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
قوله "بعد هذا مضى يسوع إلى عبر بحر الجليل وهو بحر طبرية" يفيد أن المسيح بعد الأمور المذكورة فى الإصحاح السابق وهى إبراء المخلع وغيظ اليهود من إبرائه فى السبت ومحادثة يسوع معهم وليس المقصزد أنه مضى بعد ذلك مباشرة بل لا بد أنه مضت مدة والمرجح أنها نحو سنة لأنه وقعت فيها جملة حوادث ذكرها البشيريون الأخرون وتركها يوحنا مثل قتل يوحنا المعمدان ودعوة الرسل والوعظ على الجبل -

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 6: 2)  2 وتبعه جمع كثير لانهم ابصروا اياته التي كان يصنعها في المرضى.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " وَتَبِعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ "أشار يوحنا هنا بالاختصار إلى كثرة الجموع الذين تبعوا المسيح من مكان إلى آخر وهو يجول في الجليل (متّى ١٤: ١٤ الخ) 14 فلما خرج يسوع ابصر جمعا كثيرا فتحنن عليهم وشفى مرضاهم. 15 ولما صار المساء تقدم اليه تلاميذه قائلين: «الموضع خلاء والوقت قد مضى. اصرف الجموع لكي يمضوا الى القرى ويبتاعوا لهم طعاما» (مرقس ٦: ٣٥ الخ ) 34 فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا. 35 وبعد ساعات كثيرة تقدم اليه تلاميذه قائلين: «الموضع خلاء والوقت مضى. "

2) "لأنَّهُمْ أَبْصَرُوا آيَاتِهِ الَّتِي كَانَ يَصْنَعُهَا فِي المَرْضَى" + "  لانهم ابصروا اياته  " ..  إتبعت الجماهير الغفيرة المسيح بسبب آياته كانوا يريدون شكل هذا الذى بتكلم عنه الناس ويفعل معجزات وآيات عظيمة كانوا يريدون رؤية معجزة  وقد رأوها كلهم بأعينهم  من خمسة أرغفة وسمكتين .. أما نحن فيجب أن نتسائل  لماذا نتبع المسيح؟ لماذا نؤمن به ؟ لماذا نقاسى ونضطهد فى سبيل التمسك به؟

وكثرة ما صنع من المعجزات التي ذكرها غيره من الإنجيليين بالتفصيل (متّى ٤: ٢٤ و٨: ١٦ و٩: ٣٥ و١٥: ٣٠ ومرقس ٦: ٥٦ ولوقا ١٩: ١١، ١٢).
والموضع الذي ذهب إليه المسيح في جوار بيت صيدا أو من توابعها والقديس لوقا يذكر إسمم المدينة التى ذهب إلىى المسيح وتلاميذه (طلبا للراحة) أنه بيت صيدا وهى ليست بيت صيدا التى فى غرب البحيرة (التى كانت أسفل تل على شاطئ البحيرة وكانت قرية صغيرة للصيادين ) بل بيت صيدا منسوبة لبوليانوس الذى أقامها بإسمه (لوقا ٩: ١٠).ولما رجع الرسل اخبروه بجميع ما فعلوا فاخذهم وانصرف منفردا الى موضع خلاء لمدينة تسمى بيت صيدا." عبر يسوع فى قارب كبير (فى سفينة صيد كبيرة دات حجم كبير تسع لأكثر من ثلاثين شخصا

وبيت صيدا وسميت بذلك لأنها مصب نهر فى بخر طبرية فيكثر السمك هناك الآن "التل" وهى فى أقصى الشمال الشرقى للبحيرة وتقع فى منطقة الجولان أما مكان عمل المعجزة فيبعد عنها بحوالى ميل واحد (ويسمى الان "البطيحة" وبها عشب اخضر للرعى يزدهر وقت الفصح (فى الربيع) أما المسافة على الأرض بين هذا المكان الذى أستراح فيه الرب وبين كفر ناحوم التى أتت منها الجموع جوالى تسعة اميال أى نحو ساعتين مشيا على القدام وكانت الجموع فى غاية الحماس لتسمع للمسيح وترى الآيات التى يفعلها

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 6: 3)   3 فصعد يسوع الى جبل وجلس هناك مع تلاميذه.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلَى جَبَلٍ" .  كانت جماهير غفيرة فصعد على الجبل لكى تراه كل عين وتسمع به كل أذن وكان حوله تلاميذه لأنهم الأقرب إليهم فهو يقوم بتعليمهم ليعدهم للكرازة والتبشير ألم يصعد موسى على جبل سيناء ليتقبل لوحى الوصايا  الموعظة على الجبل (راجع مت 5- 7)
فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلَى جَبَلٍ أي إلى تل أو أرض مرتفعة شمال شرق البحر.
2) " وَجَلَسَ هُنَاكَ مَعَ تلامِيذِهِ" وصعد إلى هناك للراحة والصلاة وتعليم رسله (مرقس ٦: ٣٠).30 واجتمع الرسل الى يسوع واخبروه بكل شيء كل ما فعلوا وكل ما علموا.  "

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 6: 4)   4 وكان الفصح، عيد اليهود، قريبا.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
+ "وكان الفصح، عيد اليهود، قريبا. " ..  الطريقة الوحيدة لمعرفة مدة  كرازة يسوع العلنية وتبشيره هو عدد مرات ذهابه إلى الفصح وهى فى بشارة يوحنا (يو 2: 13 & 6: 4 & 11: 55 & 1: 13) وإذا كانت بشارة يوحنا قصدت عيد فصح آخر فإن مدة كرازة يسوع العلنية إمتدت على الأقل ما بين ثلاث سنوات ونصف إلى أربع سنوات
.   عيد الفصح Feast of Passover:
كلمة فصح بالعبرية "بيسح Pesah" ومعناها "الاجتياز" أو العبور". وقد نُقِلَت بلفظها تقريبًا أو بمعناها إلى معظم اللغات. فهي في القبطية واليونانية "بصخة Pascha"، وفي العربية "فصح"، وفي الإنجليزية "Pass-over".
كان عيد الفصح يقع في الرابع عشر مساءً أي في ليلة (ونهار) اليوم الخامس عشر من شهر أبيب، ومعناه "شهر الخضرة"، أو "تكوين السنابل" (خر4:13)، الذي دُعي بعد السبي البابلي "نيسان" (نح1:2). وكان يعقب أكل الفصح مباشرة، سبعة أيام عيد الفطير (خر15:12)، والذي كان يُسمى بالتبعية "الفصح" أيضًا (تث2:16؛ مت17:26؛ مر12:14؛ لو1:22). لأن عيد الفصح يقع في اليوم الأول من عيد الفطير.
وكان كلاهما يرتبطان ارتباطًا وثيقًا بذكرى الخروج من مصر. فالفصح كان تذكارًا لخروج الفصح إلى رُشَّ دمه على القائمتين والعتبة العُليا في كل بيت من بيوت بني إسرائيل، وهكذا نجا أبكارهم من الملاك المُهلِك (خر12و13). أما الفطير فكان تذكارًا للفطير الذي أكلوه في أيامهم الأولى -بعد عبورهم البحر الأحمر- من العجين الذي أخذوه معهم من مصر إذ كان لم يختمر (خر39:12). وهو أول عيد يفرضه الرب للاحتفال به "فريضة أبدية" (خر14:12). ليتذكروا ليلة خروجهم وخلاصهم من العبودية في أرض مصر، وكانت تلك الليلة هي ختام السنة 430 من تغريب إبراهيم (تك14،13:15؛ خر42،41:12).
وقد كان عيد الفصح هو بداية تقويم جديد لليهود، حيث أصبح لديهم تقويم مدني (شهر تشرين/أكتوبر)، والآخر ديني تبعًا ليوم عيد الفصح أضاف «الفصح» لفائدة قراء بشارته ممن يجهلون شريعة اليهود، وفي ذلك تلميح إلى عدم تكليف المسيحيين بذلك العيد. والأرجح أن هذا العيد هو الفصل الثالث في مدة خدمة المسيح. ولم يصعد إليه المسيح لأن اليهود رفضوه في الفصح الذي قبله (يوحنا ٢: ١٨ و٥: ١، ١٨) فكان لا يستطيع أن يصعد إليه بلا خطر، وساعته لم تكن قد أتت. وكان ازدحام الناس على المسيح في الجليل بسبب قرب الفصح، إذ كانوا يجتمعون من الشمال استعداداً للصعود إلى أورشليم.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
وقوله " وكان الفصح عيد اليهود قريبا"  يدل على أن المسيح لم يصمد هذه المرة إلى العيد لأن اليهود رفضوه فى الفصح الذى قبله (يو 5) (يو 18) فكان لا يستطيع أن يصعد إليه بلا خطر وساعته لم تكن أتت .

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 6: 5)  5 فرفع يسوع عينيه ونظر ان جمعا كثيرا مقبل اليه، فقال لفيلبس:«من اين نبتاع خبزا لياكل هؤلاء؟»

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
سبق شرح هذه المعجزة وحوادثها في تفسير (متّى ١٤: ١٣ - ٢١ ومرقس ٦: ٣٢ - ٤٤ ولوقا ٩: ١٠ - ١٧. ولكن يوحنا ذكر ما لم يذكره سائر البشيرين. وهذه المعجزة هي الوحيدة التي ذكرها كل الإنجيليين الأربعة. وذكرها يوحنا ليتخذها مقدمة لخطاب المسيح الذي بُني عليها.
1) " فَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ أَنَّ جَمْعاً كَثِيراً مُقْبِلٌ إِلَيْهِ"(مر 6: 32- 36) 32 فمضوا في السفينة الى موضع خلاء منفردين. 33 فراهم الجموع منطلقين وعرفه كثيرون. فتراكضوا الى هناك من جميع المدن مشاة وسبقوهم واجتمعوا اليه. 34 فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا. 35 وبعد ساعات كثيرة"
وَنَظَرَ أَنَّ جَمْعاً كَثِيراً مُقْبِلٌ إِلَيْهِ كان بعض هذا الجمع هناك عند خروجه من السفينة، وذهبوا وراؤه ليروا معجزاته ويسمعوا ما يقول وظلوا مجتمعين وهو على الجبل، فتحنَّن عليهم ونزل إليهم.
2) " فَقَالَ لِفِيلُبُّس"َ لم يذكر هذه المحادثة إلا يوحنا، وقد ذكرنا العلاقة بين المسيح وفيلبس في شرح / تفسير (متّى ١٠: ٣) .وإنجيل يوحنا يركز على شخصية فيلبس منذ بدايته فهو التلميذ الذى لم يأتى للمسيح بل المسيح هو الذى ذهب إليه ليدعوه (يو 1: 43)وهو الذى فى النهاية وبعد زمان طويل يرافق المسيح ودونا عن جميع التلاميذ يسأل الرب : " أرنا الآب وكفانا" فأدهش السيد فرد عليه لائما : " (يو 13: 8 و9 ) 

+ "  فقال لفيلبس:«من اين نبتاع خبزا لياكل هؤلاء؟  " ..  الفعل اليونانى المستخدم هو "بيرازو" ويحمل دائما معنى شريرا (مت 4: 1) وهنا لا يجب أن يتوقف المفسر للبحث عن معنى أحادى لآيات وكلمات العهد الجديد فاللغة اليونانية مثلها مثل باقى اللغات أضاعت العديد من السمات والقواعد فى اللغة اليونانية الكلاسيكية (راجع يو 5: 20)

3) " مِنْ أَيْنَ نَبْتَاعُ خُبْزاً لِيَأْكُلَ هَؤُلاءِ؟" كان فيلبس هو أحد الستة الذين كانوا في قانا يوم تحويل الماء خمراً. ولعل يسوع أراد أن يرى ما استفاده فيلبس يومئذ بتوجيه هذا السؤال له وهنا فى هذه المعجزة سأله الرب دونا عن جميع التلاميذ (يو 6: 5) ولكم يكتفى فيلبس بصعوبة السؤال من جهة " من أين نبتاع الخبز؟" بل أن تفكيره أضاف صعوبة أخرى هى الأهم عنده : " بكم يتكلف هذا الخبز؟" بما يعنى لو فرض وجود من نبتاع منه فليس معنا ما ندفعه له الرب يسوع يريد أن يكشف تفكير فيلبس بالنسبة للرسالة وأوضح بهذه المحادثة نوع شخصية فيلبس الذى يتبع الرب بحساباته الخاصة وفى أضيق حدود الإيمان الشكلى وقد إختاره الرب لمميزاته الخاصة فى أخلاقة المستقيمة وطيبة قلبه وقدرته على إتباع الرب ولكن لم تكن عنده الرؤية الحقيقية للمسيح وكانت معجزة إشباع الخمسة ألاف من خمس خبزات قد حطمت كل حسابات وأرقام عقل الإنسان الذى يتبع المسيح الذى يقف حائرا أمام سؤالين واحد من الرب وواحد من إنسان يتكلم عن ليس عنده ما يعطيه

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 6: 6)  6 وانما قال هذا ليمتحنه، لانه هو علم ما هو مزمع ان يفعل.
  
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) "«وَإِنَّمَا قَالَ هَذَا لِيَمْتَحِنَهُ، لأنَّهُ هُوَ عَلِمَ مَا هُوَ مُزْمِعٌ أَنْ يَفْعَلَ»."وَإِنَّمَا قَالَ هَذَا لِيَمْتَحِنَهُ أي ليمتحن قوة إيمانه به من جهة قدرته على إشباع الجمع الكثير.
 بعلم المسيح كل شيء نتيجة اختباره، فأيقن أن المسيح لم يسأل فيلبس ما سأله إياه ليستشيره ويستفيد بنصيحته.

 إختبارات الرب لأبناؤه كثيرة ليقيس الإنسان قوة إيمانه بالمسيح ، إنه بلا شك أن فيلبس لا يعرف فكر المسيح بينما عرف المسيح فكرة وقال داود النبى فى صلاة المزامير (مز 139: 1- 6) 1 .يا رب قد اختبرتني وعرفتني. 2 انت عرفت جلوسي وقيامي.فهمت فكري من بعيد 3 مسلكي ومربضي ذريت وكل طرقي عرفت. 4 لانه ليس كلمة في لساني الا وانت يا رب عرفتها كلها. 5 من خلف ومن قدام حاصرتني وجعلت علي يدك. 6 عجيبة هذه المعرفة فوقي ارتفعت لا استطيعها. " ولا تناقض بين ما قيل هنا وما قاله متّى من أن المسيح علَّم الجمع إلى المساء ثم أتى إليه تلاميذه وسألوه أن يصرف الجمع، لاحتمال أن المسيح وجَّه سؤاله إلى فيلبس قبل إتيان التلاميذ أو بعده. فلو عرفنا كل الأحوال وقتئذ لعرفنا الاتفاق التام بين الخبرين (انظر شرح متّى ١٤: ١٥).
+ "قال هذا ليمتحنه، " ..  إنه بلا شك كان يسوع صاحب المعجزات يستطيع أن يفيدهم كما أطعم شعب كامل فى البرية فى أيام موسى ولكنه سأل فيلبس ليمتحنه .. ويشهر تفكيره للأجيال التى ستقرأ بشارة يوحنا لمئات من السنين القادمة وذلك للأسباب التالية : (1) يريد يسوع أن يرى إيمان فيلبس وهل إيمانه سيقوده بأن يسوع له القدرة فى سد إختياجات الشعب وإطعامه  (2) هل فيلبس له معرفة بالعهد القديم (عدد 11: 13) عندما سأل موسى الرب عن إمكانية توفير الطعام للشعب ؟ (3) عن مدى إهتمام فيلبس بالجموع..

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 7)   7 اجابه فيلبس:«لا يكفيهم خبز بمئتي دينار لياخذ كل واحد منهم شيئا يسيرا».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
+ " بمئتي دينار   " ..  كان الدينار أجرة يوم عمل لعامل (مت 20: 2)  أو لجندى ومائتى دينار تساوى مرتب ثمانية أشهر
1) "«أَجَابَهُ فِيلُبُّسُ: لا يَكْفِيهِمْ خُبْزٌ بِمِئَتَيْ دِينَارٍ لِيَأْخُذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ شَيْئاً يَسِيراً»" أظهر جواب فيلبس ضعف إيمانه بيسوع، لأنه لم يلتفت إلى قدرة المسيح على كل شيء، مع أنه كان عه فى عرس قانا الجليل فى معجزة تحويل الماء إلى خمر ومعجزات اخرى وحصر تفكيره في صعوبة إشباع مثل ذلك العدد ووقع فى اليأس واصبح إطعام الجموع مستحيلا أمام عقله المحدود المعرفة ولكن المسيح هو الخالق
لقد جرب المسيح الجوع وواجه تجربة الشيطان عندما سالأه أن تصير الحجارة خبزا (مت 3: 3 و4)  3 فتقدم اليه المجرب وقال له: «ان كنت ابن الله فقل ان تصير هذه الحجارة خبزا». 4 فاجاب: «مكتوب: ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله».  واثبت الرب فى هذه المعجزة أن كلمته أحيت الناس من الجوع وإذا كان فى القديم أشبع سعبا بالمن والسلوى فهنا أشبعهم من الخبز والسمك  وفى البداية والنهاية الرب يعطى الشبع الروحى اما عن الطعام فهو القائل هذه كلها تزاد لكم وهو المعطى الخيرات وتشرق شمسه على الأبرار والأشراء (مز 16: 11) 11 تعرفني سبيل الحياة.امامك شبع سرور.في يمينك نعم الى الابد "
بِمِئَتَيْ دِينَارٍ كان ذلك أجرة فاعل في مئتي يوم (متّى ٢٠: ٩، ١٠). 9 فجاء اصحاب الساعة الحادية عشرة واخذوا دينارا دينارا. 10 فلما جاء الاولون ظنوا انهم ياخذون اكثر. فاخذوا هم ايضا دينارا دينارا."  ولا شك أن فيلبس ذكر ذلك المبلغ لأنه يتعذر على جميع التلاميذ جمعه أو أنه يعرف قدرتهم .

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 6: 8)  8 قال له واحد من تلاميذه، وهو اندراوس اخو سمعان بطرس:
 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
+ "   قال له واحد من تلاميذه، وهو اندراوس اخو سمعان بطرس  " ..  تقدم الآيتين (يو 6: 8- 9)  صورة رائعة لإيمان أندراوس البسيط فحينما سمع المحادثة التى قال فيها يسوع "من أين نبتاع خبزا لهؤلاء " ليمتحنه ورد فيلبس أنهم يحتاجون مائتى دينار ليأخذ كل شخص شيئا يسيرا من الطعام المشترى بالمبلغ هنا تدخل أندراوس بإيمانه العجيب فقال "هذا غلام معه خمسة أرغفة وسمكتين "
1) " قَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنْ تلامِيذِهِ، وَهُوَ أَنْدَرَاوُسُ أَخُو سِمْعَانَ بُطْرُسَ" أَنْدَرَاوُسُ هو أحد تلميذي المعمدان اللذين تبعا المسيح أولاً، والآخر يوحنا كاتب هذه البشارة (يوحنا ١: ٤٠ ) 40 كان اندراوس اخو سمعان بطرس واحدا من الاثنين اللذين سمعا يوحنا وتبعاه.  "  (راجع تفسير /  شرح متّى ١٠: ٢). وربما سمع قول المسيح لفيلبس «أين نبتاع خبزاً؟» وقوله لجميع الرسل «كم رغيفاً عندكم؟» (مرقس ٦: ٣٨). فكان جوابه الآية التالية

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 6: 9)  9 «هنا غلام معه خمسة ارغفة شعير وسمكتان، ولكن ما هذا لمثل هؤلاء؟»

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) "هُنَا غُلامٌ مَعَهُ خَمْسَةُ أَرْغِفَةِ شَعِيرٍ وَسَمَكَتَانِ، " وهذا ما حدث من إليشع النبى حينما دعا بنى الأنبياء فى الجلجال وكان جوع فى الأرض (٢ملوك ٤: ٤٣ ) 42 وجاء رجل من بعل شليشة واحضر لرجل الله خبز باكورة عشرين رغيفا من شعير وسويقا في جرابه.فقال اعط الشعب لياكلوا. 43 فقال خادمه ماذا.هل اجعل هذا امام مئة رجل.فقال اعط الشعب فياكلوا لانه هكذا قال الرب ياكلون ويفضل عنهم. 44 فجعل امامهم فاكلوا وفضل عنهم حسب قول الرب
(يو ١١: ٢١، ٢٢21)  فقالت مرثا ليسوع:«يا سيد، لو كنت ههنا لم يمت اخي! 22 لكني الان ايضا اعلم ان كل ما تطلب من الله يعطيك الله اياه».
 أظهر جواب فيلبس للمسيح عظمة الحاجة وأظهر جواب أندراوس قلة الوسائل.
أَرْغِفَةِ شَعِيرٍ وَسَمَكَتَانِ : لم يذكر أحد من الإنجيليين سوى يوحنا من أي الحبوب كانت تلك الأرغفة، ومن أين هي. وكان خبز الشعير غذاء الفقراء لأنه أرخص من الخبز المصنوع من القمح في إقليم الجليل. وأتى ذلك الغلام بالخبز ليبيعه بين ذلك الجمع، فاشترى الباقي منه أحد التلاميذ، أو كان حامل زاد التلاميذ...

 اما الأسماك فكانتا مملحتين وهى عادة الصيادين حول بحر طبرية / الجليل حيث كانوا يستخدمون الملح الذى يأتيهم من البحر الميت وكانت الأسماك المملحة التى يصنعها اليهود تباع فى روما بأثمان باهظة والكلمة اليونانية فى الأصل تعنى أنها نوع من الأسماك الصغيرة التى نسميها فى اللغة العامية بمصر " بساريا"

2) " وَلَكِنْ مَا هَذَا لِمِثْلِ هَؤُلاءِ؟»" مع أن أندرواس قدم ما عنده للمسيح وأخبره عن الغلام الذى معه خمس خبزات وسمكتين إلا أنه وضع مقارنه أصدرها تفكيره وهذه مقارنه خسابات والتى لا تفيد فى الإيمان القوى تؤدى إلى طرق مسدودة ولكن القائم من الأموات دخل غلى العلية والأبواب مغلقة ، مقارنة أعووازنا بالنسبة لإحتياجات الكنيسة قال فيلبس لا يكفى يمائتى دينارا خبزا وقال اندراوس: " ولكن ما هذا لمثل هؤلاء" بالإيمان الذى لمسته الكنيسة القبطية  فى أفريقيا وفى دول جنوب أمريكا (الاتينية) أقاموا هناك مشاريع كثيرة البر للفقراء والأيتام والمعوزين قامت ونجحت وآوت الملايين وكان دليلها الوحيد الخمس خبزات والسمكتين ولنتذكر المعادلة افيمانية أن خمسة فقط مضروبة فى افيمان تساوى خمسة ألالف زائد أينتى عشرة قفة


تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 6: 10)  10 فقال يسوع:«اجعلوا الناس يتكئون». وكان في المكان عشب كثير، فاتكا الرجال وعددهم نحو خمسة الاف.
 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " فَقَالَ يَسُوعُ: اجْعَلُوا النَّاسَ يَتَّكِئُون" يستخدم المسيحيين الآية (1كو 14: 33) لأن الله ليس إله تشويش بل إله سلام، " لإثبات أن إلهنا إله نظام .. أ المسيح التلاميذ بأن ينظموا الجموع إعدادا للأكل فقال " إجعلوا الناس" وهى كلمة يونانية تفيد عموم الناس أى الرجال والنساء والأطفال ، ثم أمر ان يجلسالرجال بترتيب فى مجموعات مائة مائة وخمسين خمسين وقد أوضح لنا إنجيل مرقس ترتيب الصفوف (مر 6: 39 و40) 39 فامرهم ان يجعلوا الجميع يتكئون رفاقا رفاقا على العشب الاخضر. 40 فاتكاوا صفوفا صفوفا: مئة مئة وخمسين خمسين. " ويقول الأب متى المسكين فى كتاب شرح إنجيل يوحنا ص 398 :[ يلاحظ القارئ فكرة الإهتمام بالنظام والترتيب "رفاقا رفاقا" ثم الصفوف تتكون من مجموعات مجموعات وهذا الوصف فى اللغة اليونانية لا ياـى إلا فى وصف الحدائق بنظام مجموعات الزهور كل مجموعة معا - ]

يتكئون كان النظام الرومانى فى الأكل متبع فى الأراضى المقدسة أن يتكئ الإنسان على جانبه وهو ياكل

2) " وَكَانَ فِي المَكَانِ عُشْبٌ كَثِيرٌ" ويقول الأب متى المسكين فى كتاب شرح إنجيل يوحنا ص 398 :[ لأن الوقت كان ربيعاً، وقت الفصح أي في شهر نيسان (يو 6: 4).فإنظر أيها القارئ وتأمل وسبق ونبهنا أن ظهور العشب الأخضر يناسب بالفعل زمن قرب الفصح وهو نهاية أشهر الربيع (أبريل) بعد الشهور المطيرة والأناجيل الآزائية (متى ومرقس ولوقا) ذكرت العشب الأخضر مما يزيد تخيل القارئ واقع معجزة الخمس خبزات والسمكتين (مز 23: 1- 2) 1 مزمور لداود.الرب راعي فلا يعوزني شيء. 2 في مراع خضر يربضني.الى مياه الراحة يوردني. " ٍ
3) " فَاتَّكَأَ الرِّجَالُ وَعَدَدُهُمْ نَحْوُ خَمْسَةِ آلافٍ" ويلاحظ أن النساء والأطفال لم يحسبوا ضمن العدد حسب عادة اليهود فى هذا العصر فقد كانوا يستثنون النساء والأولاد من التعداد لأن الرجل هو الذى يدفع الضريبة ومن الجائز أن يكون عددهم صغيرا لبعد المسافة وربما أن النساء والأطفال الذين حضروا كانوا من أقرب مدينة وهى بيت صيدا بينما الرجال أتوا من مدن كفر ناحوم وكوروزين وبيت صيدا وغيرها وزاد متّى قوله عدا عن النساء والأولاد (متّى ١٤: ٢١) 21 والاكلون كانوا نحو خمسة الاف رجل ما عدا النساء والاولاد. " وسبب ذكر عدد الرجال دون غيرهم جلوسهم وحدهم صفوفاً مئة مئة وخمسين خمسين ليسهل توزيع الخبز عليهم، وبذلك كان من السهل إحصاؤهم. أما النساء والأولاد فلم يكونوا كذلك.
ويعود بنا هذا المنظر منظر الشعب يلتفون حول إلههم فى سفر الخروج بعد أن راوا الرب على الجبل فجلسوا على سفح الجبل وأكلوا وشربوا فى خضرة الرب (خر 24: 9- 11)  9 ثم صعد موسى وهرون وناداب وابيهو وسبعون من شيوخ اسرائيل. 10 وراوا اله اسرائيل وتحت رجليه شبه صنعة من العقيق الازرق الشفاف وكذات السماء في النقاوة. 11 ولكنه لم يمد يده الى اشراف بني اسرائيل.فراوا الله واكلوا وشربوا  "

+ "  اجعلوا الناس يتكئون  " ..  كان الناس تجلس على الأرض وتتكئ كما أشير إليه فى العشاء الربانى "الإفخارستيا" حيث يتكئ وأمامه مائدة منخفضة على شكل الحرف الإنجليزى U

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 6: 11)  11 واخذ يسوع الارغفة وشكر، ووزع على التلاميذ، والتلاميذ اعطوا المتكئين. وكذلك من السمكتين بقدر ما شاءوا.
 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
+ " وشكر، ووزع على التلاميذ، " .. معجزة إكثار الخمس أرغفة والسمكتين وإشباع الجموع الغفيرة هى بلا شك تشير إلى  أن يسوع هو النبى الآتى الذى ذكر فى سفر التثنية ( تث 18: 15) «يقيم لك الرب إلهك نبيا من وسطك من إخوتك مثلي. له تسمعون." وهو يؤمن الطعام للشعب اليهودى .. والفعل اليونانى المترجم "شكر" هو "يوخارستو" الذى أطلق فيما بعد على العشاء الأخير الذى أجرى فى خميس العهد (الإفخارستيا .. 1 كو 10 : 23- 24)  فهل أورد الوحى هذا الفعل فى إشارة منه إلى أسم تقنى مستقبلى؟ فى الوقت الذى لا تشير البشارات الأخرى إلى الإفخارستيا بل يستخدمون فعلا يونانيا آخر  ( "يولوجيو" مت 14: 19 & مر 6: 41) ربما ليشيرون به إلى أكل الفصح ويستخدمون  الفعل يوخارستو" فى (مت 15: 36) (مر 8: 6) (لو 17: 16 & 18: 11) ويستخدمون الفعل ذاته فى صلاة يسوع التشكرية فى العلية (مت 26: 27) (مر 14: 23) (لو 22: 17- 19) وبهذا تكون بشارة يوحنا أكثر تحديدا فى إستعمال كلمة الإفخارستيا بما يفهمه القارئ فى هذه ألاية أنها تشير إلى المستقبل إلى سر الإفخارستيا كفريضة ..
1) " «وَأَخَذَ يَسُوعُ الأَرْغِفَةَ وَشَكَرَ، وَوَزَّعَ عَلَى التّلامِيذِ، وَالتّلامِيذُ أَعْطَوُا المُتَّكِئِينَ. وَكَذَلِكَ مِنَ السَّمَكَتَيْنِ بِقَدْرِ مَا شَاءُوا»."
جاء في سائر البشائر «بارك» بدل «شكر» والمعنى واحد، لأن الشكر يجلب البركة.وكلمة شكر بلفظها (من إفخارستيا) فى إنجيل يوحنا فقط وهى الفعل المسيحى المقابل للفظ اليهودى Berekah أى " بارك" فهو يشرك ألاب فى البركة ويثبت أنه خبز البركة بحسب مشيئة الآب وهذا هو "ختم الآب" لذلك لا يتم فعل السر فى اففخارستيا إلا بالدعاء بإسم ألاب  والإبن والروح القدس

ولا نعرف طرقة توزيع الخمسة ارغفة والسمكتين على التلاميذ الأثنى عشر وكيف كانت زيادة عدد الخمسة أرغفة والسمكتين فالمادة الميتة تكاثرت بروح الحياة ومن المحدود إلى الامحدود والقليل أصبح كثير الفائض بلا حدود وتحولت كل خبزة فى يد الرب غلى نعمة هى خبزة شعير ياكلها الجائع ولكنها جوهرة ثمينة عليها ختم الآب وبدلا من المن والسلوى الذى بهما أشبع الرب جوع الشعب اليهود فى الخروج من مصر والتوهان فى البرية (1 بط 1: 12)  12 الذين اعلن لهم انهم ليس لانفسهم، بل لنا كانوا يخدمون بهذه الامور التي اخبرتم بها انتم الان، بواسطة الذين بشروكم في الروح القدس المرسل من السماء. التي تشتهي الملائكة ان تطلع عليها. "اشيعهم فى هذه المعجزة خبزا وسمكا  كما يلاحظ هنا أنه أن المسيح " أخذ ... ووزع" ولم يقل قسم كما فى سر الإفخارستيا لأن هذه المعجزة إشباعا للبطون الجائعة ولكن سر اففخارستيا غفرانا للأرواح  الضائعة بفعل الخطية

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 6: 12)  12 فلما شبعوا، قال لتلاميذه:«اجمعوا الكسر الفاضلة لكي لا يضيع شيء».


ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) "  فَلَمَّا شَبِعُوا، قَالَ لِتلامِيذِهِ: اجْمَعُوا الكِسَرَ الفَاضِلَةَ لِكَيْ لا يَضِيعَ شَيْءٌ." ذكرت هذه المعجزة فى الأربعة أناجيل ولكن تميز إنجيل يوحنا ا،ه ذكر أن المسيح بنفسه هو الذى امر التلاميذ أن يجمعوا الكسر الفاضلة وذكر عبارة "لكى لا يضيع شئ" لأن الرب بارك هذا الخبز والبركة لا يصح أن تلقى بل نهتم بها وهذا ما حدث لبنى إسرائيل فى فترة توهانهم فى البرية فقد أمرهم  الرب بأخذ حاجتهم اليومية فقط من المن والسلوى (خر 16: 18) 18 ولما كالوا بالعمر لم يفضل المكثر والمقلل لم ينقص.كانوا قد التقطوا كل واحد على حسب اكله. 19 وقال لهم موسى لا يبقي احد منه الى الصباح. 20 لكنهم لم يسمعوا لموسى بل ابقى منه اناس الى الصباح.فتولد فيه دود وانتن.فسخط عليهم موسى. 21 وكانوا يلتقطونه صباحا فصباحا كل واحد على حسب اكله.واذا حميت الشمس كان يذوب "

وقد ركز المسيح على الخبز وحده دون السمك ربما لأن الناس قد أكلت السمك ولم يتبقى شيئا  وكلمة " لا يَضِيعَ " فى هذه الآية وكلمة "لا اتلف" فى (يو 6: 39) 38 لاني قد نزلت من السماء، ليس لاعمل مشيئتي، بل مشيئة الذي ارسلني. 39 وهذه مشيئة الاب الذي ارسلني: ان كل ما اعطاني لا اتلف منه شيئا، بل اقيمه في اليوم الاخير. " وكلمة لا يضيع ولا يتلف المترادفتين فى اللغة العربية جائتا فى الأثل اليونانى بمعنى واحد هو "ينحل" وفى شرخ المسيح لمعنى الخبز الحى ذكر الخبز الذى يتلف أو يضيع بكلمة "البائد" فى المعنى اليونانى للكلمة

وجمع الكسر إتخذته الكنيسة القبطية بالمعنى الروحى فى طقس الإفخارستيا حيث يجتهم الكاهن والشماس معا أن يجمعوا الفتات المتبقية فى الصينية بعد توزيع الجسد ويلتقطها الكاهن بإهتمام حتى لا يضيع منها شئ

وما زال الأقباط يجمعون كسر الخبز المتبقية بحرص وإهتمام زائد لو وجدوها فى الطريق ويضعونها بجانب الحائط حتى لا تدوسها الأقدام وما زال التراث القبطى مطبوعا فى وجدان القبطى مرتبطا بمعجزة الخمس خبزات وأن الييت القبطى لا يزال يعايش إنجيل يوحنا فى حياته اليومية

شَبِعُوا : وردت هذه الكلمة فى الأناجيل الآزائية (متى ومرقس ولوقا) بنفس معنى الكلمة اليونانية فى الأصل اليونانى "الشبع" بمعنى ملئ البطن (مت 14: 20) (مر 6: 43) (لو 9: 17) كلمة شبعوا فى إنجيل يوحنا ترجمت فى اللغة العربية خطأ من اللغة اليونانة  التى تعنى "إمتلأوا"  والفعل شبعوا يفيد الشبع بعد الجوع  ويظهر الفرق فى الأصل اليونانى فى كلمة شبعتم التى وردت فى هذه الآية فى الأصل اليونانى بمعنى "إمتلأوا" والتى تعنى أنهم شبعوا جسديا وروحيا فى الفهم الروحى وكلمة "إمتلأوا" خاصة بالروح القدس وقد ورد في الكتاب المقدس التعبيران التاليين "مملوء من الروح القدس Full of the Holly Spirit"، "ومملوء بالروح القدس Filled with the Holly Spirit". وهما متشابهان جداً في التعبير، ولكننا نخطئ إذا استبدلنا أحدهما الآخر. وفي الإنجيل وردت أربعة مرات عن أشخاص كانوا مملوءين من الروح القدس، وبالذات في (لوقا 4: 1) ( أعمال 6: 5 انظر أيضاً ع3)، (أعمال 7: 55) (أعمال 11: 24) .

في النص الأول يتكلم الرب يسوع الذي لم يعطه الآب الروح بكيل أو بقياس (يوحنا 3: 34)  34 لان الذي ارسله الله يتكلم بكلام الله. لانه ليس بكيل يعطي الله الروح.  " إذ كان حقاً مملوءاً من الروح القدس. ولكن هذا التعبير قيل أيضاً عن استيفانوس وبرنابا (أعمال 6: 3 ) 3 فانتخبوا ايها الاخوة سبعة رجال منكم، مشهودا لهم ومملوين من الروح القدس وحكمة، فنقيمهم على هذه الحاجة. " يخبر الرسل جمهور التلاميذ أن ينتخبوا من بينهم سبعة رجال "مملوءين من الروح القدس".

ويتبين لنا من هذا التعبير أن لا يدل على حالة الشخص في الماضي، وكذلك ليس بالضرورة طبعاً أن يكون برنابا – مثلاً – قد ظل على هذه الحالة من الملء حتى موته. بل إن هذا التعبير يدل على الحالة الروحية للنفس. فليس هناك ما يعوق عمل الروح القدس، بل أن كل شعور وفكر وكلمة وعمل يبقى دائماً تحت قيادته وسلطانه. وبالنسبة لإسطفانوس فقد قيل أيضاً أنه كان مملوءاً من الإيمان والنعمة والقوة، وأنه كان يصنع عجائب وآيات عظيمة في الشعب، ولم يقدر اليهود أن يقاوموا الحكمة والروح الذي كان يتكلم به. وشَخَصَ إليه جميع مقاوميه فرأوا وجهه كأنه وجه ملاك (أعمال 6: 15). وبعد أن ألقى خطابه الطويل والمدهش رجموه بالحجارة، فرأى مجد الله ويسوع قائماً عن يمين الله. كذلك قيل عن برنابا أن اسمه كان يترجم "ابن الوعظ"، وأنه باع حقله وأتى بالدراهم ووضعها عند أقدام الرسل (أعمال 4: 36 و 37. وفي أعمال 11) يقول أنه كان رجلاً صالحاً وممتلئاً من الإيمان والروح القدس، ونرى هنا أن جمعاً كثيراً انضم إلى الرب (ع 24) نتيجة أنه كان ممتلئاً من الروح القدس.

 أما تعبير "الامتلاء بالروح القدس" فهو يرد كثيراً. ففي (الخروج 28: 3 ) (التثنية 34: 9 ) يذكر عن الامتلاء بروح الحكمة. وفي (الخروج 31: 3)  أنه امتلأ بروح الله. وفي العهد الجديد نجد التعبير المستخدم حرفياً في (لوقا 1: 15 و 41 و 67 ) يتضمن يوحنا المعمدان وأمه وأباه. وفي (أعمال 2: 4، 4: 8 و 31، 9: 17، 13: 9 و 52، ) ( أفسس 5: 18 ) نجدها بالارتباط مع بطرس وبولس كأفراد ومع مجموعات من التلاميذ. وقد قيلت مرتين عن يوحنا المعمدان وبولس أنه كان يجب أن يمتلئوا. بينما قيلت خمس مرات أنهم أصبحوا مملوءين، ومرتين عن بطرس وبولس أنهما كانا ممتلئين (في ذلك الوقت). وفي المرة الأخيرة (أفسس 5: 18) وردت كأمر "امتلئوا بالروح". وعندما نقرأ بعناية هذه النصوص في سياقها نجد أن الامتلاء بالروح كان مرتبطاً دائماً بخدمة الله – وأحياناً كان محدداً بإرسالية مثل يوحنا المعمدان وبولس. ولكن عادة ما كان يرتبط بتكليف خاص أو نبوة، أو شهادة فما معنى وغرض الامتلاء بالروح؟ أعتقد أن (أعمال 1: 8 ) يعطينا الإجابة "تنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهوداً". انظر كيف كانت قوة الشهادة عند يوحنا المعمدان وعند بولس؟ وكذلك كيف أن بطرس الذي كان قبلاً خائفاً من جارية وقف يشهد في مواجهة جمع عظيم من اليهود أتوا من أشتات الأرض. نعم انظر كيف نراه في أعمال 4 يخبر قادة الأمة ورؤسائها أنه ليس خلاص بدون اسم يسوع – ذاك الذي رفضوه وصلبوه. وفي أعمال 4: 31 كل الذين امتلئوا بالروح صاروا يتكلمون بكلمة الله بكل مجاهرة.

وكلمة شبع فى ألأصل اليونانى بمعنى فهم بعض الناس لهذه ألاية (يو 6: 26) 26 اجابهم يسوع وقال:«الحق الحق اقول لكم: انتم تطلبونني ليس لانكم رايتم ايات، بل لانكم اكلتم من الخبز فشبعتم."
قَالَ لِتلامِيذِهِ روى سائر البشيرين أن التلاميذ جمعوا الكسر، وقال يوحنا إنهم جمعوها بأمر المسيح. والغاية من ذلك الانتقاع بها، والتذكير بالمعجزة.

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 6: 13)  13 فجمعوا وملاوا اثنتي عشرة قفة من الكسر، من خمسة ارغفة الشعير، التي فضلت عن الاكلين.
 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " فَجَمَعُوا وَملأوا اثْنَتَيْ عَشَرَةَ قُفَّةً مِنَ الكِسَرِ، مِنْ خَمْسَةِ أَرْغِفَةِ الشَّعِيرِ الَّتِي فَضَلَتْ عَنِ الآكِلِينَ»."

ذكر إنجيل مرقس أن التلاميذ جمعوا من الكسر إثنتى عشرة قفة "مملوءة " حيث جائت كلمة "مملوءة" مترجمة مملوءة فى الأصل اليونانى باللغة اليونانية ولهذا لم يذكر الوحى على لسان يوحنا كلمة مملوءة بالنسبة للقفف فورد كلمة الملئ ذات عق روحى كبير ولم يستخدمها قبل ذلك إلا فى معنى "ملئ المسيح" (يو 1: 16) 16 ومن ملئه نحن جميعا اخذنا، ونعمة فوق نعمة. "

وهذا الجمع يشير إلى جمع المن الذى كان ينزله الرب على بنى إسرائيل يوميا فإذا جمعوه ليومين فإنه كان يفسد ما عدا يوم الجمعة فإنهم كانوا يجمعوه ليكفى ليوم السبت فلا يفسد وعبارة أثنتى عشرة قفة هما إشارة إلى عدد التلاميذ الأثنى عشر وعدد الأسباط الأثنى عشر حيث يشبع يسوع شعب العهدين القديم والحديث كما أنه يؤمن إحنياجات التلاميذ حيث يعتقد أن كل تلميذ أخذ قفة ولكن فى النهاية هذه تأملات رمزية هى مجرد وصف لما حدث فى الواقع  (كما فى الآية 19)

وفى وثف الإفخارستيا فى "الديداخى" (1) تأتى كلمة "الملء" لتصف الشبع فى الأكل من الإفخارستيا هكذا: [ فإذا إمتلأتم" (أى شبعتم) أعطوا شكرا هكذا ... ُ]

الكِسَر : لم ترد هذه الكلمة فى العهد الجديد إلا فى معجزة إشباع الجموع فى الأربعة أناجيل ووردت فى العهد القديم مرتين ولكن ليس بنفس المعنى إذ أتت يصيغة " فتات " (حز 13: 19) 19 وتنجسنني عند شعبي لاجل حفنة شعير ولاجل فتات من الخبز لاماتة نفوس لا ينبغي ان تموت واستحياء نفوس لا ينبغي ان تحيا بكذبكن على شعبي السامعين للكذب  " ووردت فى سفر القضاة بصيغة المفرد (قض 19: 5) 5 وكان في اليوم الرابع انهم بكروا صباحا وقام للذهاب.فقال ابو الفتاة لصهره اسند قلبك بكسرة خبز وبعد تذهبون. " ودخلت بصيغة الفعل فى طقس الإفخارستيا بصورة ملازمة لـ "بارك وكسر" كما ورد فى (1كو 10: 16) 16 كاس البركة التي نباركها، اليست هي شركة دم المسيح؟ الخبز الذي نكسر "

قُفَّةً : وردت فى النص الأصلى اليونانى بنفس اللفظ العربى ويظن أنها كانت تستخدم لملئ العليقة لإطعام الدواب التى كان يركبها الناس

سل : أما كلمة سل التى وردت فى معجة أخرى وهى معجوة إشباع الأربعة آلاف فحملت نفس المعنى باللغة اليونانية ووردت فى أيضا فى سفر الأعمال (أع 9: 25)25 فاخذه التلاميذ ليلا وانزلوه من السور مدلين اياه في سل. " وتحت كلمة زنبيل (2كو 11: 33)33 فتدليت من طاقة في زنبيل من السور ونجوت من يديه " وكانت تسع رجلا جالسا فيها وهنا يمكن نقارن بين القفة والـ سل أو الزنبيل

(1) الديداخى 10: 1 أنظر كتاب "الإفخارستيا والقداس" للأب متى المسكين طبعة 1977 ص 300

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 6: 14)   14 فلما راى الناس الاية التي صنعها يسوع قالوا:«ان هذا هو بالحقيقة النبي الاتي الى العالم!»

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ الآيَةَ الَّتِي صَنَعَهَا يَسُوعُ "  الذى تبع يسوع المسيح من الشعب كان كثيرا خمسة ألاف غير النساء والأطفال (يو 6: 2)2 وتبعه جمع كثير لانهم ابصروا اياته التي كان يصنعها في المرضى. " إنهم بذلك يكونون شعبا ولم يكن هؤلاء يتبعوه لأنهم آمنوا به بل إتبعوه لأجل إنبهارهم بالمعجزات وربما كان فيهم نفس المرضى الذين شفاهم المسيح فلما صنع المسيح معجزة إشباع الجموع من خمسة أرغفة وسمكتين وصل إخساسهم إلى درجة الحماس فماذا يطلب الإنسان غير الصحة والشبع الجسدى كما أنهم كانوا يعتقدون فى الملك الآتى القائد المحارب المسيا الذى سيخلصهم من عبودية الرومان وحكم هيرودس وأولاده من بعده خاصة هيرودس ملك الجليل بعدما قتل يوحنا المعمدان فى السجن مع أن المعمدان كان محبوبا من الناس
2) " قَالُوا: إِنَّ هَذَا هُوَ بِالحَقِيقَةِ النَّبِيُّ الآتِي إِلَى العَالَمِ!"

النَّبِيُّ الآتِي إِلَى العَالَمِ هو الذي أنبأ به موسى في (تكوين ٤٩: ١٠) 10 لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى ياتي شيلون وله يكون خضوع شعوب. (تثنية ١٨: ١٥، ١٨) 15 واذكر انك كنت عبدا في ارض مصر ففداك الرب الهك.لذلك انا اوصيك بهذا الامر اليوم. 18 لا يصعب عليك ان تطلقه حرا من عندك لانه ضعفي اجرة الاجير خدمك ست سنين.فيباركك الرب الهك في كل ما تعمل "   وتوقع شعب الأمة اليهودية مجيئ النبى الآتة الذ هو المسيح ، والذي نادى المعمدان بأنه يتقدمة كالصصوت الصارخ وصرح للفريسيين والكهنة الذين سالوه (متّى ١١: ٣) 3 وقال له: «انت هو الاتي ام ننتظر اخر؟» (يوحنا ١: ٢١) 20 فاعترف ولم ينكر، واقر:«اني لست انا المسيح» . 21 فسالوه:«اذا ماذا؟ ايليا انت؟» فقال:«لست انا». «النبي انت؟» فاجاب:«لا». ولم يكن اليهود فقط هم الذين ينتظروه بل نرى المرأة السامرية (يو ٤: ١٩، ٢٥) 19 قالت له المراة:«يا سيد، ارى انك نبي!   25 قالت له المراة:«انا اعلم ان مسيا، الذي يقال له المسيح، ياتي. فمتى جاء ذاك يخبرنا بكل شيء». (يو ٧: ٤٠) وعبارة النبى الآتى أو إختصارها لكلمة واحده "الآتى" أستقبل اليهود المسيح وهو نازل من جبل الزيتون متجها للهيكل (لو 19: 38)  «مبارك الملك الآتي باسم الرب! سلام في السماء ومجد في الأعالي!».

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
أما معجزة إشباع يسوع خمسة آلاف من خمسة أرغفة شعير وسمكتين فقد سبق شرحها (مت 14: 13- 21) (مر 6: 32- 44) (لو 9: 10- 17) وتوجد فروقات لفظية طفيفة ما بين يوحنا والبشيرين الثلاثة منها أولا : سؤال المسيح لفيلبس ليمتحن إيمانه من جهة قدرتة وقد أظهر فيلبس من جوابه ضعف الإيمان بيسوع على كل شئ مع أنه رأى المعجزات الكثيرة قبل هذه وخاصة تحويل الماء إلى خمر فى عرس قانا الجليل   لأنه كان أحد الستة الذين حضروا معه (2) ذكر الحبوب التى كانت منها تلك ألأرغفة فقال أنها كانت من الشعير وأنها كانت مع غلام (3) ذكر أن جمع الكسر كان يامر المسيح وأن الغاية منه الإنتفاع وتعليم الحرص فى إستعمال مواهب الله

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح السادس
2. سير المسيح على الماء
(يوحنا 6: 15- 21)

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 6: 15)   15 واما يسوع فاذ علم انهم مزمعون ان ياتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكا، انصرف ايضا الى الجبل وحده.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " وَأَمَّا يَسُوعُ فَإِذْ عَلِمَ أَنَّهُمْ مُزْمِعُونَ أَنْ يَأْتُوا وَيَخْتَطِفُوهُ لِيَجْعَلُوهُ مَلِكاً"   الدين اليهودى  دين ودولة وأخذ منه الإسلام عقيدة دين ودولة  وأخطأ الشعب فى أنهم يريدون أن ياخذوا بركات المسيح وقوته فى شفاء الأمراض فى السلطة الأرضية والإنتقام من أعدائهم الرومان فأراد بعض المتحمسين من الخمسة آلاف يصنعوا مملكة تجمع بين السماء والأرض بين قوة الرب والحكم الأرضى ويستعيدوا امجاد الماضى امجاد موسى وداود .. ولكن الممالك الأرضية لا تثبت فياتى عليها المراحل التى يمر بها الإنسان طفورة وبلوغ وشباب وشيخوخة ثم موت أرادوا ان تيخلصوا من تعبهم فى الحصول على القوت اليومى وفقرهم وأمراضهم وعبوديتهم وإستبداد هيرودس فقوة المسيح يمكن بها أن تهزم الرومان بكل جيوشهم  وقد فكروا أنه إذا رفض المسيح عرضهم أن يخطفوه بالقوة ويجعلوه ملكا الأمر الذى لم يسمع به فى التاريخ أنه حدث أن شعب يخطف إنسانا ليجعله ملك
يَخْتَطِفُوهُ لِيَجْعَلُوهُ مَلِكاً قصدوا أن يجعلوه ملكاً زمنياً ليأخذوه باحتفال إلى أورشليم ويثورون ويجمعون السلاح والرجال ويحاربوا الرومان ويحرروا بلادهم من سلطان قيصر. ولم يقصدوا قط أن يقبلوه ملكاً روحياً ويطيعوا أوامره الروحية.
2) " نْصَرَفَ أَيْضاً إِلَى الجَبَلِ وَحْدَهُ»."  لهذا كان قلب المسيح ثقيلا خزينا على تفكير هؤلاء الجليلييين  الذين لم يعرفوه العبادة الحقيقية وفقدوا الرؤية الصحيحة وكملك على القلوب ومخلص وفادى ولم يكن أمام المسيح بعد أن صنع المعجزة إلا أن يختفى عنهم " وينصرف وحده"
انْصَرَفَ أَيْضاً إِلَى الجَبَلِ أي الأراضي الجبلية حيث كان سابقاً (يو 6: 3). ذكر متّى ومرقس سبب واحدة لانصرافه وهي الصلاة، وزاد يوحنا على ذلك التخلص من تمليكه. ولنا من هذه المعجزة أربع فوائد: (١) برهان شفقة المسيح وقوته. (٢) الثقة فيه على الدوام، فالذي أشبع خمسة آلاف في ذلك اليوم قادر ومستعد أن يقوم بواجبات تلاميذه الجسدية الآن. (٣) ما يجب أن تعمله الكنيسة من أجل غيرها من الناس، فتجتهد في بذل المنافع الجسدية والروحية لهم. (٤) الإشارة إلى ما كان المسيح مزمعاً أن يفعله لأجل خلاص العالم إذ جعل جسده «المكسور لأجلنا» واسطة حياة وقوة له.

+ "  ويختطفوه ليجعلوه ملكا، " .. صارت كلمة الرب جسدا لم يولد يسوع كلمة الإله فى عالمنا ليكون ملكا أرضيا أو قائدا حربيا  فهل يوجد يوجد أعظم من المجد الإلهى للكلمة مع الآب والروح القدس فى السماء إنه مجد إلهى لا قارب المجد الأرضى وأعظم رتبه ومكانه هو رتبة الملك وسلطانه فأرادوا أن يفيموه ملكا ولم يكونوا يفعلون ذلك بعرض المنصب عليه ولكن كانوا يريدون إجباره بخطفه وتنصيبه ملكا .. ويسوع هو الكلمة صار افى الهيئة إنسان أى أن الكلمة إتخذ جسدا ليقيم البشرية الساقطة من الخطية ويمسك بها يدخلها إلى مجد ملكوته ولكن فى قصور حسى وفكرى تأثرت الجموع بيسوع وأنبهرت بأعماله وتعاليمه وظنوا أنه إذا كان يسوع فعل معجزة  تكثير الخبز والسمك وأطعم أكثر من خمسة ألاف نفس فلا حاجة بهم أن يعملوا ويكدوا ليطعموا أنفسهم فهو يعطيهم طعاما مثل المن والسلوى الذى أكلهم آباؤهم فى البرية لقد أعطاهم يسوع طعاما أرضيا ولكن هناك طعاما آخر سيكون متنوعا طعام روحى لإشباع الروح ..  لقد قالوا إنه حقا هذا هو المسيا المنتظر له القدرة على إشباعهم إذا جاعوا يشفى أمراضهم إذا مرضوا يخرج الشياطين من أجسادهم ويغفر لهم خطاياهم .. ألخ فلماذا لا يقيموه ملكا فلا يوجد ملكا أفضل منه  فبقوته الإعجازية يحميهم .. ولكن مهلا أيها الشعب .. هذا العرض سبق ورفضه يسوع لأنه عرض شيطانى عرضه الشيطان فى التجربة على الجبل (مت 4: 3) يحول هدف يسوع من هدفه الأصلى وهو فداء البشرية وخلاصها من الخطية
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
 (4) ذكر أن اليهود أرادوا أن يخطغوا يسوع " ليجعلوه ملكا" زمنيا ليأخذوه بإحتفال إلى أورشليم ويجمعوا الجنود ويحاربوا الرومانيين وينقذوا بلادهم من سلطان قيصر ، ولم يقصدوا قط أن يقبلوه ملكا روحيا ويطيعوا أوامره الروحية و (5) بيان تأثير الأعجوبة فى اليهود وهى أنها جعلتهم يقولون " أن هذا هو بالحقيقة النبى الآتى إلى العالم" الذى أنبأ به موسى فى (تث 18: 8- 15)   قال يوحنا فم الذهب : أن اليهود قد راوا جملة معجزات فإذا لم يعتبروا الرب يسوع التبى ألاتى إلا بتأثير أعجوبة إشباعهم من الخبز ، ويجيب أن سبب ذلك أنهم كانوا يحسبون أن من وظيفة النبى الآتى أن يشبعهم من الخبز كما أشبعهم موسى من المن فى البرية .

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 6: 16)  16 ولما كان المساء نزل تلاميذه الى البحر،

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
وردت هذه المعجزة فى إنجيلى متى ومرقس ( متّى ١٤: ٢٢ - ٣٣ ) ( مرقس ٦: ٤٥ - ٥٢) . ولم يذكرها لوقا.
1) " وَلَمَّا كَانَ المَسَاءُ"   ألزم المسيح تلاميذه على ركوب السفسنة والرجوع  لكفر ناحوم فى "المساء" والكلمة التى وردت فى الأصل اليونانى باللعة اليونانية هى "ابيسا" وتعنى "الغروب " أى آخر ساعات النهار ولكن قبل ظلام الليل بحوالى ساعة حيث ذهب التلاميذ إلى الشاطئ ولم ياتى يسوع لأنه إنفرد فى البرية
المَسَاءُ : يبدأ المساء فى التوقيت اليهودى بالمغرب، المساء فىالاية الأولى يعنى بعد غروب الشمس والمساء الثانية تعنى  عندما حل الظلام  هذه ألاية تتكلم عن اليوم التالى للمعجزة أى لأن اليوم فى التوقيت اليهودى ينتهى بغروب الشمس ويبدأ اليوم التالى بعد غروب الشمس يبدأ بالعصر، وفيه أتى التلاميذ إلى المسيح وسألوه أن يصرف الجموع (متّى ١٤: ١٥).15 ولما صار المساء تقدم اليه تلاميذه قائلين: «الموضع خلاء والوقت قد مضى. اصرف الجموع لكي يمضوا الى القرى ويبتاعوا لهم طعاما».  ( متّى ١٤: ٢٣) 23 وبعدما صرف الجموع صعد الى الجبل منفردا ليصلي. ولما صار المساء كان هناك وحده. " والمساء فى إنجيل مرقس يعنى عندما حل الظلام (مرقس ٦: ٤٧) 47 ولما صار المساء كانت السفينة في وسط البحر وهو على البر وحده."
2) " نَزَلَ تلامِيذُهُ إِلَى البَحْرِ"
نَزَلَ تلامِيذُهُ إِلَى البَحْرِ بأمره : نزل التلاميذ من قريية للصيادين بالقرب من بيت صيدا حيث كانت سفينتهم راسية بدليل ما جاء في بشارتي متّى  ومرقس. ( مت 14: 22)22 وللوقت الزم يسوع تلاميذه ان يدخلوا السفينة ويسبقوه الى العبر حتى يصرف الجموع. "  (مر 6: 45) 45 وللوقت الزم تلاميذه ان يدخلوا السفينة ويسبقوا الى العبر الى بيت صيدا حتى يكون قد صرف الجمع "  والمرجح أن السفينة التي نزلوا إليها هي التي أتوا فيها (يو 6: 1)

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
ذكر متى معجزة مشى يسوع على الماء وتسكين الريح فى (مت 14: 22- 33) وذكرها مرقس فى (مر 6: 45- 52)

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 6: 17)  17 فدخلوا السفينة وكانوا يذهبون الى عبر البحر الى كفرناحوم. وكان الظلام قد اقبل، ولم يكن يسوع قد اتى اليهم.
 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " فَدَخَلُوا السَّفِينَةَ وَكَانُوا يَذْهَبُونَ إِلَى عَبْرِ البَحْرِ إِلَى كَفْرَنَاحُومَ."

إِلَى كَفْرَنَاحُومَ قال مرقس «إلى بيت صيدا» فيما يبدوا ان بعض التلاميذ ذهبوا إلأى بيت صيدا بسفينة كبيرة تسع أكثر من 13 إنسانا وتركوها فى بيت صيدا ورافقوا المسيح ختى مكان المعجزة بينما رافقتهم الجموع إما سيرا على الأقدام من بيت صيدا أو على دواب او بواسطة المراكب الصغيرة حيث رست على الشاطئ بالقرب من مكان المعجزة وعندما قال لهم المسيح إذهبوا إلى كفرناحوم كان يعنى إذهبوا إبحروا ببسفينتكم من بيت صيدا بواسطة ركوبكم القوارب الصغيرة من هنا لتصلوا إلى بيت صيدا ثم إبحروا بالسفينة الكبيرة إلى كفر ناحوم (مرقس ٦: ٤٥) 45 وللوقت الزم تلاميذه ان يدخلوا السفينة ويسبقوا الى العبر الى بيت صيدا حتى يكون قد صرف الجمع. " والمكانان في جهة واحدة من موضع المعجزة وهي جهة الغرب، فالأرجح أنهم قصدوا أن يلاقوا يسوع في بيت صيدا ويأخذوه بالسفينة إلى كفرناحوم، فقذفت بهم الريح إلى وسط البحر وأتى يسوع إليهم هنالك. وبقوا متوجهين إلى نواحي كفرناحوم.

 تعنى كلمة " ألزم "( مت 14: 22)22 وللوقت الزم يسوع تلاميذه ان يدخلوا السفينة ويسبقوه الى العبر حتى يصرف الجموع.  " أى إستخدم سلطانه أمام إلحاح التلاميذ ليبقوا معه خوفا عليه من أن يخطفه اليهود ليقيموه ملكا ـ أما عبارة " ويسبقوا ـ إلى العبر " هو وعد من المسيح أن يذهب إليهم ولم يوضح المسيح الطريقة أو الوسيلة التى سيأتيهم بها إليهم سبقوه إلى قرية الصيادين التى على شاطئ البحيرة إلىى المكان الذى ترسوا سفينتهم وإنتظروه أن يأـى فلم يأـى فركبوا السفينه حسب اوامره ومضوا بها إلى كفر ناحوم (يو 6: 17)

+ "  كفر ناحوم " ..  ترك يسوع الناصرة لأسباب منها عدم إيمان الناصرة بها لأنها وطنه ولا نبى بلا كرامة إلا فى وطنه (لو 4: 28- 19) كما أنها كانت قرية صغيرة فى ذلك الوقت وذهب إلى كفر ناحوم لأنها تقع على بحر طبرية فكان يتنقل من مكان لآخر بسهولة البحر وكانت تعتبر مركزا تجاريا يمر بها طرق عديدة وكان بها حامية رومانبة وترك يسوع الناصرة وسكن فى كفر ناحوم وأطلق عليها البوم إسم مدينة يسوع لأنه أصبحت مركزا لخدمته التبشيرية وكرازته
2) "  وَكَانَ الظّلامُ قَدْ أَقْبَلَ، وَلَمْ يَكُنْ يَسُوعُ قَدْ أَتَى إِلَيْهِمْ." كلمة "الظلام " فى إنجيل يوحنا تعنى "غياب النور" أى غياب المسيح ومعنى مجئ الظلام "الظلام قد أقبل" هو غياب النور أو الإيمان أى عدم الإبتعاد عن المسيح وهو ما يحمل معنى حدوث تجربة خطرة وهذا ما حدث فى الآية التالية : هاج البحر .. وهبوب رياح عظيمة


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
يقول يوحنا أن التلاميذ " نزلوا إلى البحر " وقد علمنا من متى ومرقس أنهم نزلوا السفينة بأمر المسيح ويقول مرقس (مر 6: 45) أن يسوع "  الزم تلاميذه ان يدخلوا السفينة ويسبقوا الى العبر الى بيت صيدا "  بينما يقول يوحنا أن التلاميذ أرادوا أن يذهبوا إلى كفر ناحوم

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 6: 18)  18 وهاج البحر من ريح عظيمة تهب.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " وَهَاجَ البَحْرُ مِنْ رِيحٍ عَظِيمَةٍ تَهُبُّ." الطبيعة والأمراض وغيرها قد تستعملها قوة الشر المعادية بإيعاز سلطان الهواء كما يقول القديس بولس فى (أف 2: 2) 2 التي سلكتم فيها قبلا حسب دهر هذا العالم، حسب رئيس سلطان الهواء، الروح الذي يعمل الان في ابناء المعصية، " وهكذا يكون غياب المسيح فى الصلاة فرصة لعمل المجرب على التلاميذ فى البحر (مر6: 47 و 48) 47 ولما صار المساء كانت السفينة في وسط البحر وهو على البر وحده. 48 وراهم معذبين في الجذف لان الريح كانت ضدهم. ونحو الهزيع الرابع من الليل اتاهم ماشيا على البحر واراد ان يتجاوزهم.  " وعبارة "الريح كانت ضدهم" تعنى أن الرياح كانت شمالية غربية لأنهم كانوا يتجهون إلى كفر ناحوم التى  تقع فى الشمال الغربى وما فعلته الرياح والأمواج أنها دفعت بالسفينة إلى وسط البحيرة بعيدا جدا عن الشاطئ

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 6: 19)  19 فلما كانوا قد جذفوا نحو خمس وعشرين او ثلاثين غلوة، نظروا يسوع ماشيا على البحر مقتربا من السفينة، فخافوا.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
  1) " فَلَمَّا كَانُوا قَدْ جَذَّفُوا نَحْوَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ أَوْ ثلاثِينَ غَلوَةً،"  + "  نحو خمس وعشرين او ثلاثين غلوة، " .. حوالى ثلاثة أو أربعة أميال أى أنهم كانوا فى منتصف البحيرة تقريبا ويضيف متى فى البشارة التى على أسمه ما حدث من بطرس وندائه ليسوع وسيره على الماء 
نَحْوَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ أَوْ ثلاثِينَ غَلوَةً الغلوة نحو ٢٠٠ متراً، وعرض البحر هناك نحو ٨٠٠ متراً فيكونوا قد سافروا ما بين خمسة وستة كيلومترات أى أنهم دخلوا إلى وسط بحر طبرية فعرض البحيرة (1) كان نحو 40 غلوة بالقياس الرومانى .. والغلوة أو الستاديون حوالى 200 مترا أى أن عرض البحيرة 8 كيلومترات وكانوا قد جدفوا 35- 30 غلوة أى ما بين 5- 6 كيلومترات بعيدا عن الشاطئ ويضيف إنجيل مرقس أنهم كانوا يجدفوا بقوة وجهد حتى رآهم المسيح "معذبين فى الجذف"  مدة طويلةحيث أصبحوا فى الهزيع الرابع (مر 6: 48)   وراهم معذبين في الجذف لان الريح كانت ضدهم. ونحو الهزيع الرابع من الليل اتاهم ماشيا على البحر واراد ان يتجاوزهم.  " والهزيع الرابع يقابل الثالثة بعد نصف الليل وهذا معناه أنهم ظلوا بجدفون معذبين من الرياح والأمواج التى ضدهم نحو 10 ساعات متواصلة بلا راحة!!! وبالمعنى الروحى يجئ المسيح فى الهزيع الرابع فى اللحظة التى يقف عقل الإنسان وقوته عن مواصلة الحياة حينئظ يظهر لنا ماشيا على الماء ليتقذ ويخلص ويفدى (مز 107: 23- 31)  23 النازلون الى البحر في السفن العاملون عملا في المياه الكثيرة 24 هم راوا اعمال الرب وعجائبه في العمق. 25 امر فاهاج ريحا عاصفة فرفعت امواجه. 26 يصعدون الى السموات يهبطون الى الاعماق.ذابت انفسهم بالشقاء. 27 يتمايلون ويترنحون مثل السكران وكل حكمتهم ابتلعت. 28 فيصرخون الى الرب في ضيقهم ومن شدائدهم يخلصهم. 29 يهدئ العاصفة فتسكن وتسكت امواجها. 30 فيفرحون لانهم هداوا فيهديهم الى المرفا الذي يريدونه. 31 فليحمدوا الرب على رحمته وعجائبه لبني ادم. 32 وليرفعوه في مجمع الشعب وليسبحوه في مجلس المشايخ "
2) "  نَظَرُوا يَسُوعَ مَاشِياً عَلَى البَحْرِ مُقْتَرِباً مِنَ السَّفِينَةِ، فَخَافُوا. " (مز 77: 19)  19 في البحر طريقك وسبلك في المياه الكثيرة واثارك لم تعرف. "
فَخَافُوا: توقعوا أن يلتقوا بالمسيح في بيت صيدا (مرقس ٦: ٤٥) لكنهم إنتظروه فلم يأتى فأبحروا بسفينتهم الكبيرة إلى كفر ناحوم و لم يتوقعوا أن يأتيهم ماشياً على أمواج البحر، وذلك أمر لم يروا مثله ويسمعوا به.
+ "  فخافوا " ..  + عبر التلاميذ عن خوفهم أيضا فى (مر 6: 49) كان التلاميذ حتى ذلك الوقت ينظرون إلى يسوع بمقاييس أرضية ولكن مع زيادة عدد المعجزات أعادوا النظر فى من هو يسوع ؟ وأصبحوا فى حالة ما بين الشك واليقين
**
(1)   بحيرة طبريا أو بحيرة طبرية أو بحيرة الجليل أو بحيرة جينسارت هي بحيرة عذبة المياه تقع بين منطقة الجليل فى سرائيل وهضبة الجولان في سوريا، على الجزء الشمالي من مسار نهر الأردن. يبلغ طول سواحلها 53 كم وطولها 21 كم (13 ميلا) وعرضها 13 كم، (5أميال)  ومساحتها تبلغ 166 كم2. أقصى عمق فيها يصل إلى 46 متر. تنحدر من قمة جبل الشيخ الثلجية البيضاء، المياه الغزيرة لتشكل مجموعة من الينابيع التي تتجمع بدورها لتكون نهر الأردن. البحيرة والمنخفض حولها هما جزء من الشق السوري الأفريقي.وذكر المؤرخ اليهودى يوسيفوس (القرنن ألول للميلاد) أن عرض البحيرة 40 ستاديون أى 8 كيلومترات وطولها 140 ستاديون أى 27 كيلومترا علما بان الستاديون يساوى 600 قدم
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
الغلوة ثمن الميل وعرض البحر هناك حوالى أربعين غلوة - أما خوف التلاميذ فسببه أنهم لم يتوقعوا أن يسوع يأتيهم ماشيا على البحر فذلك أمر لم يروا مثله ولم يسمعوا به من قبل أن احدا فعل هذا

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 6: 20)  20 فقال لهم:«انا هو، لا تخافوا!».
 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " فَقَالَ لَهُمْ: أَنَا هُوَ لا تَخَافُوا. "  .. هذه المقارنة بعبور البحر بين موسى والمسيح الذى قال "نبيا مثلى" و قاد موسى الشعب فأطعمةةم الرب فى البرية بالمن والسلوى وأطعم المسيح الشعب بالخبز والسمك موسى شق البحر بقوة الله، وأما يسوع فمشى على الماء بقوته.موس أنقذ الشعب من فرعون وجنودة والمسيح أنقذ تلاميذه من قبضة سلطان رئيس الهواء الذى هو الشيطان ورياحة وزوابعه (مز 77: 16 و 19) 16 ابصرتك المياه يا الله ابصرتك المياه ففزعت ارتعدت ايضا اللجج 17 سكبت الغيوم مياها اعطت السحب صوتا.ايضا سهامك طارت. "
+ " أنا هو " ..  حرفيا " إيغو إيمى" (يو 4: 26 & 8: 24 و 28 و 54 - 59 & 13: 19 & 18: 5- 6) تعنى هذه الكلمة إسم إله اليهود فى العهد القديم "يهوه" (خ3: 12- 15) يسوع هو " أهبه أو "يهوه" المنظور يسوع هو الإعلان الكامل لإله العهد القديم كلمة الأله اليهود المتجسد ("لوغوس" ) الإبن الوحيد الحق هو خبر أى أعلن للعالم

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 6: 21)  21 فرضوا ان يقبلوه في السفينة. وللوقت صارت السفينة الى الارض التي كانوا ذاهبين اليها.
 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " فَرَضَوْا أَنْ يَقْبَلُوهُ فِي السَّفِينَةِ."  فَرَضَوْا أَنْ يَقْبَلُوهُ (يو 6: 21) وهذه ترجمة غير صحيحة أما الترجمة الإنجليزية  and willingly received وتعنى "أستقبلوه عن طيب خاطر" فهى أقرب للأصل اليونانى وقد ورد الفعل فى اللغة اليونانية فى زمن الماضى المتصل كحالة مستديمة بمعنى أنه كانت لهم إرادة بتلهف أن يدخل السفينة كما وردت فى الترجمة الآتينبة بمعنى الشعور المتلهف لالإرادة إستقبال الرب والذى يؤكد هذا المعن ما أورده إنجيل مرقس : وأتاهم ماشيا على البحر وأراد أن يتجاوزهم.. " أى أن المسيح كان سائرا على البحر بمحازاتهم ولم يقصد أن يدخل السفينة مكتفيا انن يظهر لهم ليبدد خوغهم ولكن على العكس إزداد خوفهم لأنهم ظنوه خيالا (مت 14: 26) 26 فلما ابصره التلاميذ ماشيا على البحر اضطربوا قائلين: «انه خيال». ومن الخوف صرخوا! " فطمأنهم بجملته التى سمعوها منه من قبل : " أنا هو لا تخافوا " وعبارة "أنا هو " هى إسم إله العهد القديم يهوه الذى معناه " أنا هو الكائن" فأعلن التلاميذ وكل من فى السفينة إيمانهم (مت 14: 33) 33 والذين في السفينة جاءوا وسجدوا له قائلين: «بالحقيقة انت ابن الله!»

وعبارة " أراد أن يتجاوزهم" فقد كان يهوه عندما يتراءى للإنسان قديما مثلما ترائى لموسى حينما إجتاز الرب أة تجاوزه ليرى موسى خلفه ولا يرى وجهه (خر 33: 18- 23) 18 فقال ارني مجدك. 19 فقال اجيز كل جودتي قدامك.وانادي باسم الرب قدامك.واتراءف على من اتراءف وارحم من ارحم. 20 وقال لا تقدر ان ترى وجهي.لان الانسان لا يراني ويعيش. 21 وقال الرب هوذا عندي مكان.فتقف على الصخرة. 22 ويكون متى اجتاز مجدي اني اضعك في نقرة من الصخرة واسترك بيدي حتى اجتاز. 23 ثم ارفع يدي فتنظر ورائي.واما وجهي فلا يرى "

وحدث نفس الأمر مع إيليا حيث تراءى له الرب يهوه بعد أن إجتاز أمامه (1 مل 19: 11- 13)  11 فقال اخرج وقف على الجبل امام الرب.واذا بالرب عابر وريح عظيمة وشديدة قد شقت الجبال وكسرت الصخور امام الرب ولم يكن الرب في الريح.وبعد الريح زلزلة ولم يكن الرب في الزلزلة 12 وبعد الزلزلة نار ولم يكن الرب في النار.وبعد النار صوت منخفض خفيف. 13 فلما سمع ايليا لف وجهه بردائه وخرج ووقف في باب المغارة.واذا بصوت اليه يقول ما لك ههنا يا ايليا. "

الرب يقف على الباب ويقرع .. الرب يجتاز أمام التلاميذ وأمام موسى وأمام إيليا حتى نقبله حتى يمكن أن نتعرف عليه من صوته وهذا ما أشار إليه المسيح فى (سو 10: 27) خرافي تسمع صوتي، وأنا أعرفها فتتبعني. "

وقد زال خوفهم بعد سماعهم صوته. زاد متّى على هذا أن بطرس نزل لملاقاته على الماء.(مت 14: 25- 28) 25 وفي الهزيع الرابع من الليل مضى اليهم يسوع ماشيا على البحر. 26 فلما ابصره التلاميذ ماشيا على البحر اضطربوا قائلين: «انه خيال». ومن الخوف صرخوا! 27 فللوقت قال لهم يسوع: «تشجعوا! انا هو. لا تخافوا». 28 فاجابه بطرس: «يا سيد ان كنت انت هو فمرني ان اتي اليك على الماء». 29 فقال: «تعال». فنزل بطرس من السفينة ومشى على الماء لياتي الى يسوع. 30 ولكن لما راى الريح شديدة خاف. واذ ابتدا يغرق صرخ: «يا رب نجني». 31 ففي الحال مد يسوع يده وامسك به وقال له: «يا قليل الايمان لماذا شككت؟» "

ووصف مرقس هذه اللحظة فقال سكنت الريح فجأة :(مر 6: 51) 51 فصعد اليهم الى السفينة فسكنت الريح فبهتوا وتعجبوا في انفسهم جدا الى الغاية  "
2) " وَلِلوَقْتِ صَارَتِ السَّفِينَةُ " لِلوَقْتِ صَارَتِ السَّفِينَةُ أشار بهذا إلى سرعة السفينة بعد سكون الريح، ولكن الأمر فيه رحمة لعدم وجود طاقة فى التلاميذ ليجدفوا بعد 10 ساعات تجديف وهم يواجهون الرياح والعواصف

+ "  وللوقت صارت السفينة الى الارض التي كانوا ذاهبين اليها." ..  تسبق هذه العبارة عبارة أخرى هى :"فرضوا أن يقبلوه فى السفيتة ".. المسيحية تتلخص فى كلمة واحدة هى ا"المحبة" فبالنسبة للإله هى محبة  كاملة أى ترتقى إلى مرحلة الكمال أى لا يشوبها نقص ولهذا وضع يسوع ذاته فداءا عن البشرية بشرط قبوله الإنسان له فاديا ومخلصا وفى سفر النشيد نجد الرب يقف خارجا ويناجى النفس البشرية قائلاً : "  افتحي لي يا أختي، يا حبيبتي، يا حمامتي، يا كاملتي" (نش 5: 2) والتلاميذ كبشر سمعوا ندائه وقبلوه فى سفينتهم دليل على زوال خوفهم عندما رأوا يسوع ماشيا على مياة بحر طبرية إذا يظهر عامل محبة التلاميذ ليسوع فقد زال خوفهم لأن الكتاب يقول (  (1يو 4: 18) لا خوف في المحبة، بل المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج لأن الخوف له عذاب. وأما من خاف فلم يتكمل في المحبة.".. إن رضاء التلاميذ بقبول يسوع فى سفينتهم  يحمل معنى ضمنى بقبول كل رسالة يسوع وتعاليمه ووصاياه وأوامره ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد بل قبول قوته وقدرته لهذا فالعبارة التالية فى هذه الاية تبرهن على قوة يسوع فى وسطهم وللوقت صارت السفينة الى الارض التي كانوا ذاهبين اليها وهذه تعتبر معجزة فريدة تعجب منها الكثيريين (يو6: 22- 25) ووجود يسوع فى السفينة أرحهم لأنهم كانوا يجدفون  فى تعب حيث كانت هناك رياح عاتية  فقد اشار البشير مرقس  إلى أن التلامبذ جدفوا حتى منتصف البحيرة والتى قدرها بانها منتثف بحيرة طبرية وقد أضاف البشير متى بأن يسوع سمح لبطرس بالمشى على الماء
3) " ُ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي كَانُوا ذَاهِبِينَ إِلَيْهَا»"  وللحال وجدوا أنفسهم على الشاطئ والسفينة ترسوا بهدوء فى كفر ناحوم (مز 107: 29 و 30) 29 يهدئ العاصفة فتسكن وتسكت امواجها. 30 فيفرحون لانهم هداوا فيهديهم الى المرفا الذي يريدونه. 31 فليحمدوا الرب على رحمته وعجائبه لبني ادم. 32 وليرفعوه في مجمع الشعب وليسبحوه في مجلس المشايخ "
إِلَى الأَرْضِ الخ أي سهل جنيسارت أى إلى الشاطء الغربى للبحيرة قرب كفرناحوم (متّى ١٤: ٣٤). 34 فلما عبروا جاءوا الى ارض جنيسارت "


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
_ وقوله "فرضوا أن يقبلوه" مغناه أنه زال خوغهم لعد سمعهم صوته وزاد متى هنا أن بطرس نزل لملاقاة يسوع على الماء - وقوله "للوقت صارت السفينة إلى الأرض التى كانوا ذاهبين إليها" معناه أن السفينة بعد سكوت الريح ذهبت بسرعة فوصلت إلى الموضع المقصود.

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح السادس
3.
مقدمة : الجموع تطلب في كفرناحوم (يوحنا 6: 22 - 25)

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 6: 22)  2 وفي الغد لما راى الجمع الذين كانوا واقفين في عبر البحر انه لم تكن هناك سفينة اخرى سوى واحدة، وهي تلك التي دخلها تلاميذه، وان يسوع لم يدخل السفينة مع تلاميذه بل مضى تلاميذه وحدهم.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " وَفِي الغَدِ" يبدأ اليوم اليهودى من مساء ثم صباح .. ظلام ثم نهار .. وكانت المعجزة فى الصباح ثم بدأ الغد (أي غد يوم المعجزة) عند  غروب الشمس يوم المعجزة أى أنه فى مساء يوم المعجزة يبدأ يوم جديد قضاه التلامبذ كما عرفنا فى السفينة والتجديف وسط الرياح والزوابع وقابلهم المسيح سائرا على الماء وصلوا فى الصباح أ.
2) " رَأَى الجَمْعُ"  لا شك أن بعض الجمع انصرف إلى أقرب مدينة وهى بيت صيدا والقرى المجاورة وقد ظل المسيح مع الجمع بعد أن ودع تلاميذه ثم صرفهم (متى ١٤: ٢٢) 22 وللوقت الزم يسوع تلاميذه ان يدخلوا السفينة ويسبقوه الى العبر حتى يصرف الجموع. " وبعضه ظل سائراً إلى أورشليم ليحضر عيد الفصح، وآخرون إنتظروا  نزول يسوع من الجبل ختى يتوجوه ملكا ولما لم يروه تحيروا إذ لم يعملوا كيف ذهب، فلم تكن هناك إلا سفينة واحدة أبحروا بها التلاميذ وقد يكون بعض من الشعب معهم  ويسوع ليس معهم. ولو مرَّ يسوع على الشاطئ لشاهدوه لأنهم كانوا واقفين هناك ، وفى الصباح لم يجدوه .
3) "  الَّذِينَ كَانُوا وَاقِفِينَ" وَاقِفِينَ ليأخذوه متى نزل ويجعلوه ملكاً.
4) " فِي عَبْرِ البَحْر أَنَّهُ لَمْ تَكُنْ هُنَاكَ سَفِينَةٌ أُخْرَى سِوَى وَاحِدَةٍ، وَهِيَ تِلكَ الَّتِي دَخَلَهَا تلامِيذُهُ، وَأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَدْخُلِ السَّفِينَةَ مَعَ تلامِيذِهِ بَل مَضَى تلامِيذُهُ وَحْدَهُمْ»" " ِ أي الجانب الشرقي من بحيرة الجليل .
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
أى أنه فى غد النهار الذى صنع فيه المسيح معجزة الخبز علم الجمع الذين أكلوا أنه لم يكن هناك إلا سفينة واحدة وهذه دخلها النلاميذ ومكث المسيح على البر غطابوه ولم يجدوه ولم يعلموا أنه مشى على الماء ودخل السفينة وسافر وكانوا لا يتوقعون أنه يستطيع أن يمر على الشاطئ بدون أن يشاهدوه السير على الماء 

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 6: 23)   23 غير انه جاءت سفن من طبرية الى قرب الموضع الذي اكلوا فيه الخبز، اذ شكر الرب.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " غَيْرَ أَنَّهُ جَاءَتْ سُفُنٌ مِنْ طَبَرِيَّةَ "  طبرية مدينة على الساحل الغربى لبحر الجليل أو بحر طبرية أو بحيرة جينسارت  - وهناك عدة تفسيرات أوردها المفسرون حول إبحار سفن من مدينة طبرية إلى الشاطئ الغربى من ومعرفتهم مكان المعجزة  أولا : أن هؤلاء الصيادين وسفنهم  كانوا موجودين فى بيت صيدا وسمعوا عن المعجزة او حضروها وأن الريح العاصف الشديد كان يهب من الشمال الغربى إكتسحت هذه السفن إلى الناحية الشرقية فركبوها الصيادين بحثا عن المسيح .. ثانيا أن الصيادين عندما وصلتهم أخبار المعجزة من صيادين مثلهم فأبحروا بسفنهم من طبرية فى الشاطئ الغربى إلى الشاطئ الشرقى .. ثالثا : أنهم عرفوا بوسيلة إنتقال الأخبار عن هذه المعجزة بطريق الحمام الزاجل  الذى ينقل الرسائل من بلدة إلى اخرى
 + "  طبرية " .. فى سنة 20 م أنشأ هيرودس أنتيباس إبن هيرودس الكبير مدينة على شاطئ بحيرة الجليل على النظام الرومانى فى بناء المدن وأطلق عليها إسم طبريا على اسم الإمبراطور الروماني طيباريوس قيصر (الأول). أ تقع في منطقة الجليل الشرقي تحديدا، على الشاطئ الجنوبي الغربي من بحيرة طبريا. تبعد عن أورشليم حوالي 198 كم إلى الشمال الشرقي. يسكنها اليوم حوالي 46 ألف نسمة - معظمهم من اليهود
2) " إِلَى قُرْبِ المَوْضِعِ الَّذِي أَكَلُوا فِيهِ الخُبْزَ،"  مجئ هذه السفن لمكان المعجزة ليس طبيعيا لأن المكان ليس به مرفأ وأشار إلى قرب المكان أى أنهم رسوا فى مكان قريب من مكان المعجزة
إِذْ شَكَرَ الرَّبُّ لا يلزم من ذلك أن الرب لم يعتد أن يشكر على كل طعام، بل يفيد أن في ذلك الشكر شيئاً غير معتاد من كيفية تقديمه ونتيجته.
3) "  إِذْ شَكَرَ الرَّبُّ" هذه العبارة تعبير إفخارستى أى تعبير ورد فى سر الشكر بكسر الخبز والبركة وهذا التعبير الذى ورد هنا يعنى المكان الذى بارك فيه الرب الخبز وفى الأراضى المقدسة يسمون هذه المعجزة تكثير الخبز والسمك أى أكثر فيه الخبز والسمك بصلاة الشكر وهذه عادة المسيح فى الشكر والبركة ولا يحمل المعنى هنا اكثر من ذلك أى لا نطابقة تماما بالإفخارستيا  لأن هذه المعجزة والأخرى السبع خبزات وقليل من السمك وتلميذى عمواس خاصة بإطعام الجسدى وليس الروحى فى سر الشكر الهاص بالغفران

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
 وبينما كان الجمع متحيرا وإذا بسفن جاءت من طبرية (مدينة تقع على شاطئ بحر الجليل ما زالت موجودة حتى الآن) إلى الموضع الذى أشبع فيه المسيح الخمسة آلاف من الخمس خبزات والسمكتين ليسمعوا ويروا الذى صنع هذه العجائب ، فلما لم يجدوه هناك ركبوا السفن ألاتية من طبرية وذهبوا إلى كفر ناحوم مدينته التى كان يسكن بها

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 6: 24)  24 فلما راى الجمع ان يسوع ليس هو هناك ولا تلاميذه، دخلوا هم ايضا السفن وجاءوا الى كفرناحوم يطلبون يسوع.
أ

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " فَلَمَّا رَأَى الجَمْعُ أَنَّ يَسُوعَ لَيْسَ هُوَ هُنَاكَ ولا تلامِيذُهُ،" الجَمْعُ : بعض الخمسة الآلاف لا كلهم (يو 6: 22). الذين رجعوا لمكان المعجزة إنضموا للصيادين والشعب الذين جاءوا  فى السفن
2) "  دَخَلُوا هُمْ أَيْضاً السُّفُنَ وَجَاءُوا إِلَى كَفْرَنَاحُومَ يَطْلُبُونَ يَسُوعَ" " إِلَى كَفْرَنَاحُومَ ذهبوا إلى المدينة لأنها المدينة التى إنخذها المسيح سكنا له وسميت مدينة يسوع  وكانت مدينة فى ملتقى القوافل حيث يرجح أن يسمعوا شيئاً من أخبار يسوع. ولم يذهبوا إلى طبرية ليبحثوا عنه لأنهم عرفوا من السفينة الآتية منها أنه المسيح ليس فيها (يو 6: 22)
كفر ناحوم : اسم عبري معناه "قرية ناحوم" وهي قرية واقعة على الشاطئ الشمالي الغربي لبحر الجليل في أرض زبولون ونفتالي (متى 4: 13- 16) بالمقابلة مع (لو 4: 31 ويو 6: 17- 24). وكانت مركزًا للجباية (مر 2: 1 و14). ويظهر أنه كان فيها مركز عسكري روماني (متى 8: 5- 13 ولو 7: 1 10) انتقل يسوع إليها من مدينة الناصرة في وقت مبكر من خدمته جاعلًا منها مركزًا له حتى أنها دعيت "مدينته" (متى 9: 1 بالمقابلة مع مر 2: 1) فيها شفى غلام قائد المئة (متى 8: 5- 13 ولو 7: 1-10) وحماة بطرس المحمومة (متى 8: 14- 17 ومر 1: 29- 31) والمجنون (مر 1: 21- 28 ولو 4: 31- 37) والمفلوج الذي كان يحمله أربعة (مر 2: 1- 13 بالمقابلة مع متى 9: 1- 8) وابن خادم الملك (يو 4: 46- 54) وغيرهم كثيرين مرضى بأمراض مختلفة (متى 8: 16 و17 ومر 1: 32- 34 ولو 4: 23 و40 و41).
ولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
"يطلبون يسوع " أى يبحثون عنه ويظهر أنهم سمعوا عن ذهابه هناك أى لأنه كان يتردد هناك كثيرا فرجحوا أنه ذهب إليها

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 6: 25)  25 ولما وجدوه في عبر البحر، قالوا له:«يا معلم، متى صرت هنا؟»

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " وَلَمَّا وَجَدُوهُ فِي عَبْرِ البَحْرِ " لم يجدوه في أول الأمر على الشاطئ الغربى لبحر طبرية في مدن سهل جنيسارت طبرية ومجدل وغيرها فأبحروا بسفنهم للجانب الشرقى وذهبوا لمكان معجزة إ تكثير الخبز والسمك فلم يجدوه هناك وذهبوا إلى بيت صيدا فلم يجدوه فرجعوا للشاطئ الغربىى إلى كفر ناحوم ، ووجدوه يوم السبت في مجمع كفرناحوم (ع ٥٩).

2) «عبر البحر» هنا الجانب الغربي منه. ويطلق عليه سهل جينسارت وهو على شاطئ بحيرة طبرية / بحر الجليل / بحيرة جينسارت  وكانت علية أكثر من أربعة مدن منها مدينة جينسارت ويرجح بعض المفسرين أنه بدأ كرازته  وتبشيره في سهل جنيسارت واستمر عليها إلى ما في آية ٤٠ وأتمها في المجمع. ولم يذكر يوحنا ما صنع المسيح من المعجزات في ذلك السهل وذكره متّى ومرقس (متّى ١٤: ٣٤ - ٣٦ ) 34 فلما عبروا جاءوا الى ارض جنيسارت 35 فعرفه رجال ذلك المكان. فارسلوا الى جميع تلك الكورة المحيطة واحضروا اليه جميع المرضى 36 وطلبوا اليه ان يلمسوا هدب ثوبه فقط. فجميع الذين لمسوه نالوا الشفاء. ( مرقس ٦: ٥٣ - ٥٦) .53 فلما عبروا جاءوا الى ارض جنيسارت وارسوا. 54 ولما خرجوا من السفينة للوقت عرفوه 55 فطافوا جميع تلك الكورة المحيطة وابتداوا يحملون المرضى على اسرة الى حيث سمعوا انه هناك. 56 وحيثما دخل الى قرى او مدن او ضياع وضعوا المرضى في الاسواق وطلبوا اليه ان يلمسوا ولو هدب ثوبه. وكل من لمسه شفي!"  
3) " يَا مُعَلِّمُ " هذا ترجمة «ربي» "رباى" وتعنى فى معاجم اللغة العربية ـون. [ر ب ب]. (مَنْسُوبٌ إلَى الرَّبِّ). "جَلَسَ الرِّبِّيُّ يَعْقُوبُ يَقْرَأُ فُصُولاً مِنَ التَّوْرَاةِ" : الْمُتَصَوِّفُ حبر اليَهُودِيُّ العَارِفُ بِاللَّهِ وَالتَّوْرَاةِ. وهو لقب احترام للمعلم عند اليهود.
4) " مَتَى صِرْتَ هُنَا؟ " سألوه ذلك تعجباً من مشاهدتهم إياه هناك، حيث لا توجد وسيلة توصله إلى ذلك الموضع براً أو بحراً.  وكانت محاولة منهم لفهم طريقة إنتقاله أو حتى يكشف لهم سر قدرته العظيمة علانية ، وبينما هو يكلمهم عن الحياة الروحية كان حماسهم فى رؤيته والإجتماع به وفكرتهم عنه كان ماديا أو سياسيا ويريدهم أن يرجع ماضى أمتهم مع موسى ويشوع وداود وهنا يصحح المسيح مفهومهم وياخذهم فى رحلة عبر الروخيات فينقلهم من عالم المادة وينقلهم من البحث عن الخبز العادى غلى خبز الحياة ولعالم الروح صحيح أن المسيح مثلل موسى وأنه المتنبأ به ولكن هناك فرقا بين المن وخبز الحياة ويوضح لهم فى مقارنة بينه وبين موسى وهنايضع المسيح أسس العلاقة الصحيحة التى يجب أن تربط الإنسان بالسماء . 

وسؤالهم هذا تمهيد لسؤال ثانٍ هو: كيف جئت؟ وذلك دليل على أنهم كانوا يفتشون عنه


ولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
وبالفعل " وجدوه عبر البحر" أى فى عرب البحر فقالوا " يا معلم" وهو لقب إحترام وتكريم عند اليهود " متى صرت هنا" لأننا لا نعرف الوسيلة التى بلغت بها هذا المكان برا أو بحرا

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح السادس
4. الإجابة : أنا هو الخبز الحي
(يوحنا 6: 26- 59)

أ. الجزء الأول من حديث المسيح للجموع (يو 6: 26- 40)

 

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 6: 26)  26 اجابهم يسوع وقال:«الحق الحق اقول لكم: انتم تطلبونني ليس لانكم رايتم ايات، بل لانكم اكلتم من الخبز فشبعتم.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
لم يجبهم المسيح على سؤالهم: " يا معلم متى صرت هنا"  هذه الجموع ذهبت تبحث عن المسيح ليس لالآيات والوصايا ا والتعاليم التى يقولها وليس ليروا العجائب التى يفعلها وبحثوا عنه ليس لأنهم آمنوا به بل لأنهم أكلوا وشبعوا لكن كلامه كان جواباً على سؤال كان المفروض أن يقوله المسيح  أى يرد عليهم بسؤال (بطريقة سؤال أمام سؤال )  والسؤال هو : «لماذا جئتم تطلبونني؟ لماذا تبحثون عنى ؟ وما هو هدفكم من لقائى ؟ ». فلم يسألهم هذا السؤال بل أجابه لهم كان ظاهر بحثهم عنه يدل على رغبتهم في إكرام المسيح وسماع تعاليمه واعتباره نبيا ومرسلا إلهيا، أما هو فعرف أن قصدهم كان غير ذلك.
1) " أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: الحَقَّ الحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: أَنْتُمْ تَطْلُبُونَنِي لَيْسَ لأنَّكُمْ رَأَيْتُمْ آيَاتٍ، " لَيْسَ لأَنَّكُمْ رَأَيْتُمْ آيَاتٍ شاهد اليهود المعجزات وتعجبوا منها لكنهم لم يستفيدوا منها فائدة روحية، ولم يستنتجوا منها أنه هو المسيح فيأتون إليه ليعبدوه ويتعلموا منه الحقائق الروحية. وهذا وفق قول مرقس «لأَنَّهُمْ لَمْ يَفْهَمُوا بِالأَرْغِفَةِ إِذْ كَانَتْ قُلُوبُهُمْ غَلِيظَةً» (مرقس ٦: ٥٢). ونلاخظ أن المسيح لم يقعل ألايات ومعجزات الشفاء وغيرها لمجرد أعمال  رحمة أو محبة أو عطف فقط بل أن إستغل تأثيرها عليهم لجذبهم للإيمان به وأنه المسيا المنتظر الذى إنتظرته الأمة اليهودية يريدهم أن يعملوا لا للطعام البائد بل الخبز الذى يشبع الجسد الفانى بل الطعام الباقى للحياة الأبدية وهذه إشارة صريحة من  المسيح بالآيات التى يفعلها أن هذه المعجزات التى فعلها فى الجسد الذى سيموت يوما هى أيضا بائدة ومادية أرضية إذا لم يؤخذ منها سبب فعلها وهو الإيمان بالمسيح ربا وإلها وتؤخذ منها أنها باقية فى سر فعلها الذى يحتوى على حياة أبدية
+ "  الحلق الحق أقول لكم " .. تعنى هذا الجزء من ألاية " آمين آمين ! " وقد وردت كلمة آمين بشكل مزدوج فى بشارة يوحنا فقط 25 مرة ، وكلمة آمين مشتقة من الأصل العبرى من كلمة "آميت" وتعنى الثبات  وقد وردت فى أسفار العهد القديم لتعنى ألإستقرار والثقة / كما ترجمت لتعنى "إيمان" أو أمانة" زقد استعملت فيما بعد لتهنى بغرض التشديد والتوكيد ، وبهذه المعانى إستخدمها يسوع بصورة فريدة فى أقواله الهامة لتتثدرها لتكون موضع ثقة للسامع
2) " بَل لأنَّكُمْ أَكَلتُمْ مِنَ الخُبْزِ فَشَبِعْتُمْ " ظنوا أنهم يكفى إتباعه ليشبعوا أجسادهم بدلا من الجرى وراء أرزاقهم وأعمالهم  وتوقعوا أن ينالوا بواسطته كل البركات الجسدية والمنافع العادية بلا تعب والسلطة إذا قاوم الرومان وتحررت بلادهم وأصبح ملكا أرضيا . فكانت غايتهم دنيوية فقط، وكانوا جسدانيين ولم يشعروا بجعظم خطاياهم  ليطلبوا الطعام الروحي أي تعليم المسيح ويؤمنوا به . فلم يُسرّ يسوع بكيرة الجموع التى تجتمع حوله بل أنه يطلب خروف ضال واحد ويذهب للسامرة من أجل السامرية وإلى قيصرية فيلبس ليقابل المرأة الكنعانية  بمجيئهم إليه لتلك الغاية. ولا يريد الآن أن يُكثر عدد تابعيه بمنح الخيرات العالمية، فلا يتوقف نجاح الإنجيل في بلد ما على كثرة المتنصرين بل على تغيير قلوبهم.
+ "  بل لانكم اكلتم من الخبز فشبعتم. " .. كانت لهم دوافع جسدية لم يتبعوا يسوع لكى يسمعوا تعاليمه أو يروا المعجزات بل لأنهم أكلوا وشبعوا فى معجزة تكثير الخبز الخمس خبزات وسمكتين والأخرى السبع خبزات وقليل من السمك .. فالسيد المسيح بقوله: " "طوبى للجياع والعطاش إلى البر، فإنهم يُشبعون" (مت5: 6). فإنه يمدح ويغبط ويطوّب أولئك الذين يشعرون بأهمية الجانب الروحي في حياتهم، فلا ينشغلون باحتياجات الجسد عن احتياجات الروح. ولذلك فهم يمارسون الصوم مع الصلاة لكي تأخذ الروح فرصتها وغذاءها. والمسيح لا يمنعنا أن نطلب منه البركة فى الطعام بل يطلب منا الإهتمام فى الأساس بالأمور الروحية أما إهتمامات الجسد فهو يعطى الجميع بسخاء وشمسه تشرق على الأشرار والأبرار (مت 6: 33 )
لكن اطلبوا أولا ملكوت الله وبره، وهذه كلها تزاد لكم.
+ " شبعتم " ..   تشير كلمة شبعتم  إلى التخمة وكان بعض جنود الرومان يأكل حتى يرجع ما أكله ليأكل مرة أخرى وكانت كلمة شبع تطلق لتصف شبع الحيوانات خاصة ألأبقار
 + الجمع الذى كان يسوع يكلمهم كان قد شهد لتوه معجزة إشباع الألاف ، ورأوا ألاية ! إعتقد اليهود الربيون أن المسيا سيقوم بأمور وردت فى العهد القديم مثل إرسال المن (2 باروخ 29: 8) ( مز 72: 16) كبرهان لإثبات أن المسيا سيكون أعظم من موسى (1 كو 1- 22) لأنه أتى بعقيدة التجسد: ففي الأصحاح الثالث يتنبَّأ عن تجسد الله الكلمة لأجل خلاص كل جنس البشر ولأجل أن يتسِّع ملكه في كل الأرض "ما أوسع موضِع مُلكه" (با24:3).  وفي نبوءته يتحدَّث عن ذلك الذي نزل من السماء وصعد إليها "مَنْ صَعِدَ إلى السماء..  مَنْ اجتاز إلى عبر البحر.." (با29:3و30).  ويقول مؤكدًا حقيقة التجسد: "وبعد ذلك تراءى على الأرض وتردَّد بين البشر" (با38:3). ب- عقيدة الثالوث الأقدس:  وقد ألمح إلى هذه العقيدة في الأصحاح الرابع  بقوله: "فإني في رجوت بالأزلي (يشير إلى الله الآب) خلاصكم، وحلَّت بي مسرى من لَدُنِ القدوس (يشير إلى الروح القدس) بالرحمة التي تؤتونها عمّا قليل من عند الأزلي مخلصكم (يقصد به الابن الكلمة المخلص وفادي البشر" (با22:4). 
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
لم يجبهم المسيح على سؤالهم السابق وهو كيف داء إلى هذا المكان لأنه لو أجابهم عليه لأضطر أن يقول أتيت ماشيا على البحر وفى هذا نوع من الإفتخار والتباهى .. فأجابهم بما هو أنفع لهم وهو أن يطلبوا قوت الروح لا قوت الجسد .. فقا لهم " أنتم تطلبوننى ليس لأنكم رأيتم آيات " أى أنكم شاهدتم معجزاتى فلم تستفيدوا منها فائدة روحية بل " لأنكم أكلتم من الخبز فشبعتم " فأنتم تظنون أنكم إذا تبعتونى تشبعون دائما كما شبعتم سابقا فتتوقعون أن تنالوا بواسطتى البركات الجسدية والمنافع المادية بلا تعب فهدفهم دنيوى ولم تشعروا بجوع الروح
.

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 6: 27)  27 اعملوا لا للطعام البائد، بل للطعام الباقي للحياة الابدية الذي يعطيكم ابن الانسان، لان هذا الله الاب قد ختمه».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

وسائل إيضاح عملية التبشير والكرازة
اتخذ المسيح إشباع الجموع خبزاً وسيلة لتعليمهم الحقائق السماوية خبز الحياة ، كما اتخذ طلبه شربة ماء من المرأة السامرية ذريعة إلى الكلام عن الماء الحي (يوحنا ٤: ١٠)،10 اجاب يسوع وقال لها:«لو كنت تعلمين عطية الله، ومن هو الذي يقول لك اعطيني لاشرب، لطلبت انت منه فاعطاك ماء حيا»  وكما انتقل بالكلام عن الخميرة إلى الكلام عن الرياء (متّى ١٦: ٦) 6 وقال لهم يسوع: «انظروا وتحرزوا من خمير الفريسيين والصدوقيين».  ، وبالإنباء بقتل الجليليين إلى الكلام عن وجوب التوبة (لوقا ١٣: ١)،1 وكان حاضرا في ذلك الوقت قوم يخبرونه عن الجليليين الذين خلط بيلاطس دمهم بذبائحهم.  " وبدعوة العشاء إلى الكلام عن العرس السماوي.(مت 22: 1- 14)
1) " اِعْمَلُوا لا لِلطَّعَامِ البَائِدِ "
+ " اعملوا لا " ..  فعل أمر مصحوب بأداة نفى للتوقف عن عمل مستمر . ويتشابه هذا الحوار مع الحوار الذى أجراه يسوع مغ السامرية فى (يو 5)

كما أنه لا ينهانا عن طلب البركة من أجل الطعام لا ينهانا ايضا عن العمل للحصول على أسباب المعيسشة الضرورية للإنسان وأسرته، بل ينبغي أن تعملوا هذه ولا تتركوا تلك. وحتى فى تنفيذ الوصايا يجب أن تنفذ بروح الوصية (لو 11: 22) (مت 23: 23) ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون! لأنكم تعشرون النعنع والشبث والكمون، وتركتم أثقل الناموس: الحق والرحمة والإيمان. كان ينبغي أن تعملوا هذه ولا تتركوا تلك. " والعمل فى الحياة لأجل المعيشة أمر إلهى ورد فى الكتاب المقدس  (خروج ٢٠: ٩) 9 ستة ايام تعمل وتصنع جميع عملك" وبولس كان يعمل خياما   (أعمال ١٨: ٣  3 ولكونه من صناعتهما اقام عندهما وكان يعمل، لانهما كانا في صناعتهما خياميين. وحتى السارق حينما يؤمن يتغير ويصبح إنسانا عاملا (أفسس ٤: ٢٨ ) 28 لا يسرق السارق في ما بعد، بل بالحري يتعب عاملا الصالح بيديه، ليكون له ان يعطي من له احتياج. " (١تسالونيكي ٤: ١٠ - ١٢) 10 فانكم تفعلون ذلك ايضا لجميع الاخوة الذين في مكدونية كلها. وانما اطلب اليكم ايها الاخوة ان تزدادوا اكثر، 11 وان تحرصوا على ان تكونوا هادئين، وتمارسوا اموركم الخاصة، وتشتغلوا بايديكم انتم كما اوصيناكم، 12 لكي تسلكوا بلياقة عند الذين هم من خارج، ولا تكون لكم حاجة الى احد. " (١تيموثاوس ٥: ١) إنما فيه نهي عن الاقتصار على طلب حاجات الجسد دون حاجات الروح فالجسد يشتهى ضد الروح والروح ضد الجسد ولكن يريد الجسد السيطرة على الروح ومنع إنطلاقها وربطخا ابلأرض  (إشعياء ٥٥: ٢ ومتّى ٥: ٢٤). فالخطأ كامن في زيادة الاهتمام بالأرضيات المرتبطة بزمن معين تنتى صلاحيته بعد مدة . ووصف الطعام هنا «بالبائد» لأنه زائل، وفائدته وقتية، ولا قوة له على حفظ الحياة ( ١كورنثوس ٦: ١٣). 13 الاطعمة للجوف والجوف للاطعمة، والله سيبيد هذا وتلك. ولكن الجسد ليس للزنا بل للرب، والرب للجسد. " وكلام المسيح على الطعام هنا ككلامه على الماء (يوحنا ٤: ٣٢).
2) " بَل لِلطَّعَامِ البَاقِي" أي الروحي أى الذى لاي فنى وفرق بينه وبين الطعام البائد الفانى فالطعام البائد لازم إستمرا ر الحياة الجسدية التى ستنتهى يوما ما بالموت بينما الطعام الباقى يعطى الروح إستمارية فى الحياة الأبدية  . والطعام البائد والطعام الباقي كلاهما عطية  من الرب ، فهو الذي خلق الإنسان ويعرف ما يحتاج الإنسان إليه، وأمره هنا أن نعمل للباقي ولا نقلق للأول. ومعنى قوله «اعملوا للطعام الباقي»: اشتهوا الخيرات الروحية، واتخذوا كل الوسائل التي أعدها الله لتحصيلها من الصلاة وقراءة الكتاب المقدس والحضور في الكنيسة وممارسة االسرار واتباع المسيح.
3) " لِلحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ " أي الدائمة نتائجها إلى الأبد في تقوية النفس، وراحة الضمير، والثقة بالغفران، والنمو الروحي (يوحنا ٤: ١٤)  ولكن من يشرب من الماء الذي اعطيه انا فلن يعطش الى الابد، بل الماء الذي اعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع الى حياة ابدية» (يو ٥: ٣٨ 38)  وليست لكم كلمته ثابتة فيكم، لان الذي ارسله هو لستم انتم تؤمنون به.  و٦: ٥٦ 56 من ياكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وانا فيه.  و٨: ٣١ 31 فقال يسوع لليهود الذين امنوا به:«انكم ان ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي، و١٥: ٤، ٧  4 اثبتوا في وانا فيكم. كما ان الغصن لا يقدر ان ياتي بثمر من ذاته ان لم يثبت في الكرمة، كذلك انتم ايضا ان لم تثبتوا في.  7 ان ثبتم في وثبت كلامي فيكم تطلبون ما تريدون فيكون لكم. (١يوحنا ٢: ٦، ٢٧).6 من قال: انه ثابت فيه ينبغي انه كما سلك ذاك هكذا يسلك هو ايضا. 27 واما انتم فالمسحة التي اخذتموها منه ثابتة فيكم، ولا حاجة بكم الى ان يعلمكم احد، بل كما تعلمكم هذه المسحة عينها عن كل شيء، وهي حق وليست كذبا. كما علمتكم تثبتون فيه. "  
4) " الَّذِي يُعْطِيكُمُ ابْنُ الإِنْسَانِ" فكلمة يعطيكم باللغة اليونانية هى عطية الحياة الأبدية وهى من نفس أصل الكلمة التى رأيناها فى قصة السامرية (يو 4: 10)،10 اجاب يسوع وقال لها:«لو كنت تعلمين عطية الله، ومن هو الذي يقول لك اعطيني لاشرب، لطلبت انت منه فاعطاك ماء حيا»
فهى هناك "عطية المياة" الحية للحياة الأبدية وهنا "عطية الكعام - أى الخبز الحى" للحياة الأبدية

جعل المسيح البركات الروحية عمله الخاص  الذى نزل من السماء ليهبها للناس / لمن يؤمن به وهو يُسرّ بمنحها (رومية ٦: ٢٣) 23 لان اجرة الخطية هي موت، واما هبة الله فهي حياة ابدية بالمسيح يسوع ربنا. " نعم إنّه يعطي أيضاً «الطعام البائد» والإنسان سيحصل عليه لأن الرب يعطيه للجميع للخيار والأشرار والمسيح لم يجعله الهبة الخاصة بالرغم من معجزة إشباع الجموع من خمسة خبزات وسمكتين ، بل يتخذ منحه إشارة إلى تلك، وأنه قادر على إعطاؤه ولكنه يفضل إعطاء  خبز الباقى  . كذلك اتخذ شفاءه للجسد إشارة إلى قدرته على شفاء الروح. وهو يعطي البركات الروحية بسخاء أكثر مما يعطي به الجسدية، ويسر بأن يعطيها دائماً لكل من يسأله إياها «بلا كيل».
5) " لأنَّ هَذَا اللَّهُ الآبُ قَدْ خَتَمَهُ "
+ " قد ختمه " ..  ختم الشئ كان منتشرا  كعلامة ملكية ولتوثيق عمليات البيع والشراء وغيرها فى الإستعمالات اليومية كضمان ـ والأمان ، والسلطان (مت 28: 18) (يو 17: 2)  وذكر ختم الوثائق عندما كان أرميا في السجن بعدما اشترى لنفسه حقل عمه "حنمئيل بن شلوم" الذي في "عناثوث" بحث الفكاك، أخذ صك الشراء المختوم وسلَّمه لباروخ (أر6:32-12)، فقد ائتمنه على حفظ الوثائق الخاصة به.  وبينما أرميا في السجن أيضًا،

يتخذ الناس الختم للتثبيت ووكانت الرسائل تطوى وتختم بخاتم الملك لتثبت أن ما فيها من أوامر أصدرها الملك بنفسه أى أن الرسالة صادرة من الملك و ختم الملك  (١ملوك ٢١: ٨ ) 8 ثم كتبت رسائل باسم اخاب وختمتها بخاتمه وارسلت الرسائل الى الشيوخ والاشراف الذين في مدينته الساكنين مع نابوت." وأستير ٣: ١٢ 12 فدعي كتاب الملك في الشهر الاول في اليوم الثالث عشر منه وكتب حسب كل ما امر به هامان الى مرازبة الملك والى ولاة بلاد فبلاد والى رؤساء شعب فشعب كل بلاد ككتابتها وكل شعب كلسانه كتب باسم الملك احشويروش وختم بخاتم الملك  (أستير ٨: ٨). 8 فاكتبا انتما الى اليهود ما يحسن في اعينكما باسم الملك واختماه بخاتم الملك لان الكتابة التي تكتب باسم الملك وتختم بخاتمه لا ترد.  " وقد يكون الختم هو علامة ميثاق وعهد كما ورد فى (نح 9: 38) 38 ومن اجل كل ذلك نحن نقطع ميثاقا ونكتبه.ورؤساؤنا ولاويونا وكهنتنا يختمون " ويختم الأقباط أيديهم بوشم الصليب علامة على انهم مسيحيين " يختم على يد كل انسان ليعلم كل الناس خالقهم." (أى 7: 37) وكانت الأختام منتشرة فى العهد القديم وكلن لكل إنسان خاتما وتستعمل فى ختم عقود البيع والشراء (ار 32: 10) وكتبته في صك وختمت واشهدت شهودا ووزنت الفضة بموازين.( ار 32: 44) يشترون الحقول بفضة ويكتبون ذلك في صكوك ويختمون ويشهدون شهودا في ارض بنيامين وحوالي اورشليم وفي مدن يهوذا ومدن الجبل ومدن السهل ومدن الجنوب لاني ارد سبيهم يقول الرب" وأستعمل الختم فى ختم الحجر على باب القبر حتى لا يفتحه أحد (مت 27: 66) فمضوا وضبطوا القبر بالحراس وختموا الحجر." وأعتبر الختان ختما أى علامة عهد بين الإنسان والرب ( رو 4: 11) واخذ علامة الختان ختما لبر الايمان الذي كان في الغرلة، ليكون ابا لجميع الذين يؤمنون وهم في الغرلة، كي يحسب لهم ايضا البر." والشهادة ختما أيضا (يو 3: 33) ومن قبل شهادته فقد ختم ان الله صادق،" والمسيح ختمنا بالروح القدس( 2 كو 1: 22) الذي ختمنا ايضا واعطى عربون الروح في قلوبنا.(اف 1: 13) الذي فيه ايضا انتم، اذ سمعتم كلمة الحق، انجيل خلاصكم، الذي فيه ايضا اذ امنتم ختمتم بروح الموعد القدوس،(اف 4: 30) ولا تحزنوا روح الله القدوس الذي به ختمتم ليوم الفداء(.2 تي 2: 19) ولكن اساس الله الراسخ قد ثبت، اذ له هذا الختم: «يعلم الرب الذين هم له». و«ليتجنب الاثم كل من يسمي اسم المسيح».

والمعنى أن ألآب عيّن المسيح منذ الأزل ليعطي الحياة الأبدية (يوحنا ١٠: ٣٦) وشهد له إفادة للناس عند معموديته بصوت مسموع وآية ظاهرة ومعجزات أجراها على يده (يوحنا ٥: ٣٦) فكانت تلك ختماً لإثبات أن الله عيَّنه.(أف 4: 13:) 13 الذي فيه ايضا انتم، اذ سمعتم كلمة الحق، انجيل خلاصكم، الذي فيه ايضا اذ امنتم ختمتم بروح الموعد القدوس " (. متّى ٣: ١٧ ) 17 وصوت من السماوات قائلا: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت». (مت ١٧: ٥) 5 وفيما هو يتكلم اذا سحابة نيرة ظللتهم وصوت من السحابة قائلا: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت. له اسمعوا» ( مر مرقس ١: ١١ ) 11 وكان صوت من السماوات: «انت ابني الحبيب الذي به سررت!». و(مر ٩: ٧ 7) وكانت سحابة تظللهم. فجاء صوت من السحابة قائلا: «هذا هو ابني الحبيب. له اسمعوا». و( لوقا ٣: ٢٢) 22 ونزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة. وكان صوت من السماء قائلا: «انت ابني الحبيب بك سررت!». و(لو ٩: ٣٥ )35 وصار صوت من السحابة قائلا: «هذا هو ابني الحبيب. له اسمعوا».  و(يوحنا ١: ٣٣ ) 33 وانا لم اكن اعرفه، لكن الذي ارسلني لاعمد بالماء، ذاك قال لي: الذي ترى الروح نازلا ومستقرا عليه، فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس. (يو ٥: ٢٧) 27 واعطاه سلطانا ان يدين ايضا، لانه ابن الانسان. (يو ٨: ١٨ ) 18 انا هو الشاهد لنفسي، ويشهد لي الاب الذي ارسلني».  و( أعمال ٢: ٢٢ ) 22 «ايها الرجال الاسرائيليون اسمعوا هذه الاقوال: يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وايات صنعها الله بيده في وسطكم، كما انتم ايضا تعلمون. (٢ بطرس ١: ١٧ ) لانه اخذ من الله الاب كرامة ومجدا، اذ اقبل عليه صوت كهذا من المجد الاسنى:«هذا هو ابني الحبيب الذي انا سررت به»

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
إتخذ يسوع من الطعام الجسدى وسيلة ليتحدث عنالطعام الروحى الذى يوصل إلى الحياة الأبدية ، كما إتخذ من ماء البئر عندما تحدث مع السامرية وسيلة للكلام عن الماء الروحى أى الماء الحى فكأنه يقول : " ى تطلبوا الطعام الذى يزول مثل الخبز الذى شبعتم منه فى البرية بل الطعام الروحى الذى به تحصلون على الحياة الأبدية السعيدة وإجتهدوا فى طلبه ولا تتوانوا بل جدوا للحصول عليه ، وهذا الطعام يقودكم إلى الحياة الأبدية والذى يعطيه لكم . هو المسيح وقال يوحنا فم الذهب أن معنى قوله "لأن هذا الله ألاب قد ختمه" أن الله الآب عين المسيح منذ الأزل لكى يعطى الطعام الذى للحياة الأبدية وذلك بإعلانه وإشهاره عند معموديته بصوته من السماء قائلاً : هذا هو إبنى الحبيب فكأن الآب ختم بذلك وأقر أن يسوع هو أبنه وأنه المسيح النمموعود به منذ الأزل ، وهذا القول مأخوذ من أعمال الناس العادية إذ أنهم يتخذون الختم للتثبيت (ذ مل 21: 8) (أش 3: 12) قيل كيف يأمر المسيح الناس أن يعملوا لا للطعام البائد بل للطعام الباقى .. ألخ فإن هذا الأمر يؤدى إلى جلوس الناس عن إعمار الأرض ويحبب لهم البطالة التى هى سبب كل شر والجواب ان المسيح لم يمنع من تعمير العالم إنما تعليمه هو أن نجعل هدفنا الأهم فيما لا يزول ولا ينزع منا أى أنه يجوز للإنسان أن يأخذ من أمور العالم بمقدار الكفاية ويفيد المساكين من فضلة ما فى يده ولا يجعل كل همه وهدفه فى الحياة جمع المال وتكديسه لأن هذا يحسب عبادة أوثان

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 6: 28)  28 فقالوا له:«ماذا نفعل حتى نعمل اعمال الله؟»

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " فَقَالُوا لَهُ: مَاذَا نَفْعَلُ حَتَّى نَعْمَلَ أَعْمَالَ اللَّهِ؟ " + " ماذا نفعل حتى نعمل اعمال الله؟  " ..  كان الشعب اليهودى تائها بالرغم من تمسكه بالشريعة لهذا سألوا يسوع هذا السؤال .. ولم يكن عامة الشعب هم الذين ويسألون هذا السؤال بل أن رئيس من رؤساء اليهود الدينيين يأل يسوع هذا السؤال (لو 18: 18) " وساله رئيس: «ايها المعلم الصالح ماذا اعمل لارث الحياة الابدية؟»  اليهودى المتدين إعتقد أنه على علاقة صحيحة مع الرب متكلا على نسبه وإنتماؤه إلى الشعب المختار وتطبيقه الحرفى لشريعة موسى بعد أن أبعد عنها الرحمة وروح الشريعة وطبقوا تفسيرها فى التقليد الشفوى المسمى "التلمود"  هذا السؤال ذاته يجب أن نسأله لأنفسنا حينما نواجه عملا يخالف وصايا يسوع وتعاليمه

هل فهم اليهود معنى الطعام الباقى والحياة الأبدية ؟ هل سالوه "مَاذَا نَفْعَلُ؟ " لكى يؤمنوا به لقد فهم اليهود من كلام المسيح أنه يجب عليهم لكي يستحقوا «الطعام الباقي للحياة الأبدية» أن يعملوا بعض الأعمال كالأصوام وطاعة الشريعة وإنكار الذات. كان هؤلاء الجليليون يريدون أن يشبعوا شبعا جسديا وراحة وكبرياء وسلطة ليتحرروا بالجسد فأرادوا أن يجعلوه ملكا فأراد المسيح أنيصحح مفهومهم توقف تفكيرهم عند متطلبات الجسد الفانى وإطعامه طعاما بائدا ويكونون تحت العبودية السياسية والعالم كله قد وضع فى يد الشرير ما عدا الروح والحياة الأبدية والمسيح كملك سماوى وسؤالهم "ماذا نعنل؟" هو سؤال يبدوا سحيحا فى مظهره ولكنه فى باطنه أنهم يسايرونه فى ما يريد بإستخدام العبادة المظهرية

 فسؤالهم كسؤال الشاب الذي أتى للمسيح «أي صلاح أعمل لتكون لي الحياة الأبدية؟» (متّى ١٩: ١٦).16 واذا واحد تقدم وقال له: «ايها المعلم الصالح اي صلاح اعمل لتكون لي الحياة الابدية؟»   فإن أخطأوا في السؤال أصابوا بأن وجَّهوه إلى من يقدر أن يرشدهم إلى الصواب. وكثيراً ما يكون مثل هذا السؤال وسيلة لنوال أعظم مما يُتوقع، كسؤال اليهود يوم الخمسين (أعمال ٢: ٣٧) 37 فلما سمعوا نخسوا في قلوبهم، وقالوا لبطرس ولسائر الرسل:«ماذا نصنع ايها الرجال الاخوة؟»  وسؤال شاول الطرسوسي (أعمال ٩: ٦) 6 فقال وهو مرتعد ومتحير:«يارب، ماذا تريد ان افعل؟»فقال له الرب:«قم وادخل المدينة فيقال لك ماذا ينبغي ان تفعل». " وسؤال سجان فيلبي (أعمال ١٦: ٣٠).30 ثم اخرجهما وقال:«يا سيدي، ماذا ينبغي ان افعل لكي اخلص؟»  هذا السؤال البعض يسأله وهو يريد أن يسير فى طريق الرب والآخرين يسألونه للحصول على مصلحة ومنفعه

والمفروض أن يكون سؤالهم : " ما هو عمل الرب لنعمله مباشرة ووضعوا قدرة أنفسهم قبل قوة الرب وقوته " ماذا نفعل حتى نعمل ؟" ولكن عمل الرب لا يحتاج لفعل إنسان وهذا هو عمل الرب فكانت إجابته لأفكارهم فى الآية التالية
2) " أَعْمَالَ اللَّهِ" أي الأعمال التي أمر بها وسيثيب عليها. سألوه عنها لتكون وسيلة إلى نوالهم «الطعام الباقي للحياة الأبدية».


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
قال يوحنا فم الذهب : أن اليهود قالوا ذلك لرغبتهم فى أكل الطعام لإشباع بطونهم   فسألوه كيف يسترضون الله حتى يكثر لهم التلامبذ الخبز مرة أخرى وهلم جرا , وقال اإسطينوس أنهم سألأوه " ماذا نفعل " بنية خالصة لأن تعليم المسيح وأعجوبة الخبز حملت كثيرين منهم على الإهتمام بالخلاص فسألوه ما هى " أعمال الله" أى أن الأعمال التى أمر بها الله وسوف ينبههم عليها وإذا عملوها تكون وسيلة لنوال "الطعام الباقى للحياة الأبدية" حسب تعليمه لهم

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 4: 29)  29 اجاب يسوع وقال لهم:«هذا هو عمل الله: ان تؤمنوا بالذي هو ارسله».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " أَجَابَ يَسُوعُ: هَذَا هُوَ عَمَلُ اللَّهِ:" كلمة "همل" جاءت بالمفرد الفريد - أى أنه أرسل لهم من يخلصهم ويحررهم ويشبععهم ويشفيهم ويفرحهم ويحييهم من الموت - وهذا المرسل الذى هو المسيح هو أعظم أعمال الرب لأن كلمته أصبح خبرا أى أعلن ليراه الناس أعظم من كل الأعمال التى فعلها فى السابق والعمل الوحيد الذى يحوى ويتمم كل الأعمال الأخرى ويكملها لأن يهوه يستعلن فيه كل الأعمال سواء الخلق أو بركات الآباء أو التوراة أو الناموس أو الأنبياء فإذا آمنوا بالمسيح يون آمنوا بكل أعمال الرب السابقة وتمموها وختموا أن الرب صادق (يو 33: 33- 34) 33 ومن قبل شهادته فقد ختم ان الله صادق، 34 لان الذي ارسله الله يتكلم بكلام الله. لانه ليس بكيل يعطي الله الروح. "

 كل الآيات والعجائب التى فعلها يسوع للشعب اليهودي لم ترضى النزعة الوطنية فى التحرر من الإستعمار الرومانى لوطنهم فعندهم الدين اليهودى دين ودولة على ا{ض معينة هى الأراضى المقدسة إنهم يريدون مسيحا يقودهم فى حرب ضد الرومان فلم يروا جوهر معجزة الخمس خبزات والسمكتين ولكنهم رأوا ان قوة يسوع طريقهم للقوة والملك العالمى لأنهم أرادوا أن ينصبوه ملكا فكيف لملك السموات  والأرض يرضى بملكك أرضى محدود فضاع مفهوم الخلاص من الخطايا التى تؤرق الإنسان فى حياته وتلقيه إلى جهنم فى الآخرة

أعظم أعمال الله وأولها هو الإيمان بالمسيح، فهو يسره ويكرمه ويؤكد سائر الأعمال الصالحة. وسألوه عن أعمال الله كأنها كثيرة فجمعها كلها في واحد، جعله شرط الحياة الأبدية (يوحنا ١٧: ٣) 3 وهذه هي الحياة الابدية: ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي ارسلته. ( رومية ١٠: ٤).4 لان غاية الناموس هي: المسيح للبر لكل من يؤمن. " وكذلك حسب كل أعماله عملاً واحداً بقوله «العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته» (يوحنا ١٧: ٤).
2) " أَنْ تُؤْمِنُوا بِالَّذِي هُوَ أَرْسَلَه»" جائت كلمة تؤمنوا بالقراءة اليونانية المصححة كفعل دائم مستمر يفيد المعنى (الشركة والإرتباط السرى الدائم" (١يوحنا ٣: ٢٣) 23 وهذه هي وصيته: ان نؤمن باسم ابنه يسوع المسيح، ونحب بعضنا بعضا كما اعطانا وصية."  جعل المسيح هنا الإيمان به بمنزلة عمل أساسي، فالإيمان بالمسيح أصلٌ لكل الأعمال الصالحة وأساسها وبدون الإيمان به لا يوجد صلاحا  فجواب المسيح المذكور حكم بأهمية الإيمان به، وبأنه أساس كل رسالته . وهو الجواب الوحيد لمن يسألوننا عن طريق الخلاص.(أع 4: 12) وليس بأحد غيره الخلاص. لأن ليس اسم آخر تحت السماء، قد أعطي بين الناس، به ينبغي أن نخلص».

+ "  ان تؤمنوا بالذي هو ارسله  " ..  فعل مضارع فى ألسلوب المنصوب يتبعه فعل مبنى للمعلوم فى ألأسلوب الخبرى
+ "  يؤمن " .. يبدأ الإيمان بيسوع والفداء ثم بالعمل بتعاليم يسوع ونواهيه وأوامره  ، ويرتكز الإيمان ببسوع  (يو 1: 12 & 3: 16) ولا يعتمد الإيمان على الإخلاص البشرى أو الإلتزام أو الحماسة ولكن يعتمد على الحب ، وهذا الجزء من ألاية تدعونا إلى علاقة حب شخصية مع يسوع وليس إلى عقيدة نقية عنه ، أو ممارسات دينية معينة ، أو اسلوب حياة أخلاقى  بالرغم من أن هذه  الأمور من ضمن ثمار الإيمان  ولكنها ليست هى أولوية الإيمان أو مركزه  لاحظ كيف أبدل يسوع كلمة "أعمال" فى (الآية 28) بكلمة "عمل" (الآية 29)
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
كأنه قال : " إن العمل الإلهى الذى به تنالون الطعام الباقى للحياة الأبدية هو أن تؤمنوا بى أنا الذى أرسلنى الآب ، سأل اليهود المسيح عن أعمال الله كأنها كثيرة فجمعها المسيح كلها فى واحد زجعله شرط الحياة الأبدية فجعل المسيح الإيمان به شرط الحياة الأبدية لأن الإيمان بالمسيح تهدف إلى التوبة فهو أصل كل العمال الصالحة ومنشئها فكما أن الإيمان بدون اعمال صالحة ميت هكذا لا توجد أعمال صالحة بدون الإيمان.

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 6: 30)  30 فقالوا له:«فاية اية تصنع لنرى ونؤمن بك؟ ماذا تعمل؟
 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " َقَالُوا لَهُ: فَأَيَّةَ آيَةٍ " أَيَّةَ آيَةٍ تَصْنَعُ يوقل بعض المفسرين أن أصحاب هذا السؤال غير أصحاب الذي قبله،  ويقول آخرون أن اصحاب هذا السؤال هم الجليلييون الذين أتوا ليسوع من مدن الشاطئ الغربى لبحر طبرية لكنهم أظهروا مقاومة القلب البشري للتعاليم الروحية. وطلبه يسوع أن يؤمنوا لم تلين قلوبهم لأنهم وضعوا شرطا وهو أن ينزل لهم طعاما حتى يؤمنوا به هذا هو سبب وراء بحثهم عنه وركوبهم السفن من طبرية على الساحل الغربى للساحل الشرقى ولما لم يجدوه رجعوا وبحثوا عنه فى أقليم الجليل حتى وجدوه .. نعم إن الشعب  حين صنع المعجزة قالوا «هذا هو بالحقيقة النبي الآتي إلى العالم» (يو6: 14) وأرادوا أن يجعلوه ملكاً، فلو قبل منهم اكتفوا بالآية برهاناً على صحة دعواه. ولكن عندما رفض أن يملك عليهم، وأزال كل رجائهم أن ينقذهم من إستعمار الرومان وإستعبادهم ، وصرح بأن ملكوته ملك روحي لينقذ نفوسهم من رق الخطية، ايقنوا تماما  أنه ليس المسيح الذي أرادوه، ولا الذي علمهم ربانيوهم أن يتوقعوه. وكثيراً ما طلب اليهود من المسيح أن يصنع لهم آية ظاهرة دائمة كنزول المن في البرية ( ١كورنثوس ١: ٢٢).
2) " تَصْنَعُ لِنَرَى وَنُؤْمِنَ بِكَ؟" هذا هو شرطهم للإيمان إشباع بطزنهم وليس لشفاء أرواحهم من جروح الخطية وتأنيب ضميرهم
وهذا دليل على أن هذا الجزء من الحديث دار فى مجمع  اليهود كفر ناحوم  لدخول فكر الفريسيين فى هذا النقاش(متّى ١٢: ٣٨) 38 حينئذ قال قوم من الكتبة والفريسيين: «يا معلم نريد ان نرى منك اية». (مت ١٦: ١) 1 وجاء اليه الفريسيون والصدوقيون ليجربوه فسالوه ان يريهم اية من السماء. (مرقس ٨: ١١) 11 فخرج الفريسيون وابتداوا يحاورونه طالبين منه اية من السماء لكي يجربوه. (١كورنثوس ١: ٢٢) 22 لان اليهود يسالون اية، واليونانيين يطلبون حكمة، 23 ولكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوبا: لليهود عثرة، ولليونانيين جهالة! 24 واما للمدعوين: يهودا ويونانيين، فبالمسيح قوة الله وحكمة الله. 25 لان جهالة الله احكم من الناس! وضعف الله اقوى من الناس! "
3) " مَاذَا تَعْمَلُ؟" لطلبوا آية أخرى حجة لعدم إيمانهم، وكانت الأولى كافية فأنكروها. ، يدفعونه ليفعل معجزة المعجزة التى يريدونها هى الطعام الذى يشبع الجسد
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
كأنهم قالوا : أنت تطلب منا أمرا كبيرا هو أن نؤمن بك أنك المسيح وإبن الله فلا تكفى آية تكثير الخبز فى حملنا على هذا الإيمان

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 6: 31)   31 اباؤنا اكلوا المن في البرية، كما هو مكتوب: انه اعطاهم خبزا من السماء لياكلوا».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " آبَاؤُنَا " أي اليهود الذين قادهم موسى في البرية.
2) " أَكَلُوا المَنَّ فِي البَرِّيَّةِ" أنزل الرب المن من السماء ليشبع بنى أسرائيل بعد خروجهم من ارض مصر أثناء توهانهم فى البرية ليشبع جوع أجسادهم وأعطاهم هذا الوعد ( تث 18: 15) «يقيم لك الرب إلهك نبيا من وسطك من إخوتك مثلي. له تسمعون." وتسائل بعض المفسرين لماذا سار المسيح على الماء فكانت هناك تفاسير روحية لجأوا إليها إلا أن معلمى اليهود من الربيين كتبوا فى التلمود وكتب الفقة اليهودى أنه كما شق موسى البحر وسار بنى إسرائيل على المياة سيكون سير المسيح على المياة علامة مميزة على انه المسيا المنتظر واقام الرب المسيح نبيا كما تقول الآية "من وسطك"، أي من وسط إسرائيل  وصار هو المن النازل من السماء فقد كان معلمى اليهود من الفريسيين والكتبة وغيرهم ينشرون هذا التعليم   الذى كان ينادى به المتعلمون من اليهود وكتاباتهم الرؤيوية التى كانت سائدة بتحقيق العلماء من اليهود مثل رؤية باروخ التى ورد فيها : [ أنه سيأتى الزمان فيه تنفتح مخازن المن وينزل المن من السماء وسياكلون منه فى هذه السنين (زمن ملوكية المسيا على الأرض ) لأن هؤلاء هم الذين سينتهى إليهم كمال الزمان (1) ] 

وكان شائعا قول الربيين : [ إنن الذى فدى فى السابق أنزل لهم المن كذلك فادينا فى الأيام الأخيرة سينزل لنا المن كما هو مكتوب فى المزامير : " تكون حفنة بر (قمح ) فى الأرض فى رؤوس الجبال" (مز 72: 16) ]
أَكَلُوا المَنَّ : (خروج ١٦: ١٤، ٣١ ) 14 ولما ارتفع سقيط الندى اذا على وجه البرية شيء دقيق مثل قشور.دقيق كالجليد على الارض. 15 فلما راى بنو اسرائيل قالوا بعضهم لبعض من هو.لانهم لم يعرفوا ما هو.فقال لهم موسى هو الخبز الذي اعطاكم الرب لتاكلوا. 31 ودعا بيت اسرائيل اسمه منا.وهو كبزر الكزبرة ابيض وطعمه كرقاق بعسل " ( عدد ١١: ٧).7 واما المن فكان كبزر الكزبرة ومنظره كمنظر المقل "  لم يذكروا إسم موسى في ما قالوه بل أشاروا إليه، فكأنهم قالوا: هات لنا برهاناً كبرهان موسى لآبائنا فنؤمن بك. فالمعجزة التي صنعتَها أصغر من معجزات موسى، فأنت أعطيتنا خبزاً عادياً من الأرض، وذاك أعطى خبزاً من السماء. أنت أعطيتنا الخبز مرة واحدة، وذاك أعطى خبز السماء أربعين سنة. أنت أشبعت خمسة آلاف، وذاك أشبع من لا يقلون عن مليونين.
3) " كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ أَعْطَاهُمْ خُبْزاً مِنَ السَّمَاءِ لِيَأْكُلُوا"
+ " كما هو مكتوب   " .. تعنى هذه العبارة إقتباس عبارات أو آيات  من العهد القديم وذكرها فى العهد الجديد لتؤكد أن الإشارات الموحى بها والنبوات المذكورة قديما تحققت فعلا فى العهد الجديد  (مز 78: 24 & 105 : 40 ) (خر 16: 4 و 15) (نح 9: 15)

(نحميا ٩: ١٥) 15 واعطيتهم خبزا من السماء لجوعهم واخرجت لهم ماء من الصخرة لعطشهم وقلت لهم ان يدخلوا ويرثوا الارض التي رفعت يدك ان تعطيهم اياها
كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ في (مزمور ٧٨: ٢٤، ٢٥.)  24 وامطر عليهم منا للاكل وبر السماء اعطاهم. 25 اكل الانسان خبز الملائكة.ارسل عليهم زادا للشبع."
1. II Baruch XXXIX. 8  Cited by C. H. Dodd, The Fourth Gosoel, p. 445.


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
فإن موسى  عال آبائنا وكانوا أكثر من الفى ألف فى البرية بقوت سماوى وهو المن أربعين سنة وهذا أعظم بما لا يقاس ، من تكثيرك الخبز أمس ومع هذا لم يقل موسى أنه المسيح وأبن الله فإن كنت تريد أن تؤمن أنك المسيح وأبن الله فيجب أن تصنع أعظم مما صنع موسى

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 6: 32)  32 فقال لهم يسوع:«الحق الحق اقول لكم: ليس موسى اعطاكم الخبز من السماء، بل ابي يعطيكم الخبز الحقيقي من السماء،

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " الحَقَّ الحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ " اعتاد المسيح أن يقول هذا مقدمة لكل موضوع مهم.
2) " لَيْسَ مُوسَى أَعْطَاكُمُ الخُبْزَ مِنَ السَّمَاءِ " لم ينكر المسيح أن الله أعطى بني إسرائيل المن على يد موسى النبى ، بل بيّن أن المنَّ ليس هو الخبز الروحي الحقيقي الذي يعطي حياة للعالم، وأنه لا يدوم إلى الأبد، فلا ينقذ النفس من الموت الأبدي. إنما هو مجرد إشارة إلى الخبز الحقيقي النازل من السماء الذي يخلّص النفس من الهلاك.وقد فسر بولس الرسول هذا المعنى فى (1كور 10: 1- 4) 1 فاني لست اريد ايها الاخوة ان تجهلوا ان اباءنا جميعهم كانوا تحت السحابة، وجميعهم اجتازوا في البحر، 2 وجميعهم اعتمدوا لموسى في السحابة وفي البحر، 3 وجميعهم اكلوا طعاما واحدا روحيا، 4 وجميعهم شربوا شرابا واحدا روحيا، لانهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم، والصخرة كانت المسيح.
3) " بَل أَبِي يُعْطِيكُمُ " أعطى موسى آباءكم الرمز، وأما الآب فأعطاكم المرموز إليه الذي لم يستطع موسى أن يعطيكم إياه. وموسى أعطى وقتياً، وأما أبي فيعطي الآن وإلى الأبد.
4) " الخُبْزَ الحَقِيقِيَّ مِنَ السَّمَاءِ"  التى تنتج عن العبادة الحقيقية والسجود الحقيقى بالروح والحق التى سبق المسيح وعرفها للسامرية (يو 4: 23)   23 ولكن تاتي ساعة، وهي الان (ساعة المسيح) ، حين الساجدون
الحقيقيون يسجدون للاب بالروح والحق، لان الاب طالب مثل هؤلاء الساجدين له.  "
الحَقِيقِي:َّ قال هذا تمييزاً له عن الرمزي الوقتي الأرضي. وكثيراً ما وردت كلمة «الحقيقي» بهذا المعنى كقوله «النور الحقيقي» (يوحنا ١: ٩) و «الكرمة الحقيقية» (يوحنا ١٥: ١) و «المسكن الحقيقي» (عبرانيين ٨: ٢).
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
لم ينكر المسيح بقوله " ليس موسى أعطاكم الخبز من السماء" أن الله أعطى بنى إسرائيل المن على يد موسى بل أراد أن يبين لهم أن المن ليس خبزا حقيقيا من السماء بل هو من الجو وهو صورة ومثال إلى الخبز الحقيقى الذى بقيت النفس ويحييها إلى الأبد " لأن خبز الله هو النازل من السماء" أى من السماء العليا حيث يسكن الله لا من السماء الدنيا الذى هو الجو ، " ودعاه خبز الله لأنه خاص بالله ولأن المراد به هو إبن الله الحقيقة " وليس هو كالمن مسندا للحياة الجسدية وقتيا فقط بل هو " الواهب حياة للعالم ، أى الذى يهب النفس حياة روحية أبدية وليس هو كالمن مقصور النفع على بنى إسرائيل فقط بل منفعة لجميع العالم وليس لمدة أربعين سنة أو ألف سنة بل هو لكل الأجيال إلى منتهى الزمان وهو إشارة إلى جسده الذى أعطاه إلى تلاميذه وجعله عهدا بينه وبين جميع من يتبعه ويؤمن به

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 6: 33)   33 لان خبز الله هو النازل من السماء الواهب حياة للعالم».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " لأنَّ خُبْزَ اللَّهِ هُوَ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاء" + "  خبز الله هو النازل من السماء " ..   تتكرر الثنائية حينما يتكلم يسوع فى بشارة يوحنا (يو 3: 11) " الحق الحق اقول لك: اننا انما نتكلم بما نعلم ونشهد بما راينا، ولستم تقبلون شهادتنا. " .. وذكت بشارة يوحنا نزول يسوع سبع مرات (يو 6: 33 و 37 و 41 و 42 و 50 و 51 و 58) وهذا النزول يشير إلى السماء مكان تواجد المسيح الأزلى وأصله الإلهى والنزول هنا يعنى التجسد ( يو 6: 33 و 38 و 41 و 42 و 50 و 51 و 58 و 62) ويبشرنا يسوع بأنه خبز الحياة النازل من السماء وكان المن رمزا له ولكن لقد أكل المن أباء اليهود وجدودهم وماتوا ولكن من يأكل جسد يسوع (إبن الإنسان) يحيا فيه  لأن هذا الخبز أى خبز الشركة هو الواهب حياة للعالم  النازل : فعل مستمر دائم النزول  أى لا يرتبط بوقت أو زمان ممعين كما كان ينزل المن فى عصر موسى وواهب الحياة وليس مثل المن الذى خو جماد خبز المسيح حيا أى فيه حياة ومعطى الحياة وواهب الحياة للعالم وليس مثل الخبز البائد (1كو 6: 13) 13 الاطعمة للجوف والجوف للاطعمة، والله سيبيد هذا وتلك.  "
أنه نزل من السماء العليا حيث يسكن الله، لا من السماء الدنيا (أي الجو) كالمن.
(مزمور ٧٨: ٢٤، ٢٥.)  24 وامطر عليهم منا للاكل وبر السماء اعطاهم. 25 اكل الانسان خبز الملائكة.ارسل عليهم زادا للشبع."  أى جسد الرب صار خبزا ودمه لنأكل ونرب غفرانا للخطايا  

هو خبز الرب (أى الخبز الذى هو من طبيعة الرب ) خبز فيه حياة - هو النازل من السماء (أى ليس من طبيعة الأرض ) ومن خصائصة أنه واهب حياة العالم (حياة سمائية من نفس طبيعة مصدره السمائى) (يو 6: 33) وهنا وفى هذه الآية الإشارة إلى شخص "هو" سمائى ويؤكل ومن صفاته انه لا يغذى الجسد ولكنه يعطى غفرانا للخطايا والمسيح هنا يشير بالمجازاى إلى نفسه وعبارة الازل من السماء حعلتهم يظنون أنه شئ يؤكل يريحهم من التعب فى الزراعة والحصاد والطحين وعجين وخبيز .

ومفهوم التوراة كخبز وطعام عند الروحيين المتأملين من كبار الربيين مثل "فيلو" وغيره من معلمى الناموس إعتقدوا ان المن هو رمز التوراة وتعبيرا عن الحكمة فقد أخذوا من سفر الحكمة قوله (أم 9: 1- 6)  1 لان هذا كله جعلته في قلبي وامتحنت هذا كله ان الصديقين والحكماء واعمالهم في يد الله.الانسان لا يعلم حبا ولا بغضا.الكل امامهم. 2 الكل على ما للكل.حادثة واحدة للصديق وللشرير للصالح وللطاهر وللنجس.للذابح وللذي لا يذبح.كالصالح الخاطئ.الحالف كالذي يخاف الحلف. 3 هذا اشر كل ما عمل تحت الشمس ان حادثة واحدة للجميع وايضا قلب بني البشر ملان من الشر والحماقة في قلبهم وهم احياء وبعد ذلك يذهبون الى الاموات. 4 لانه من يستثنى.لكل الاحياء يوجد رجاء فان الكلب الحي خير من الاسد الميت. 5 لان الاحياء يعلمون انهم سيموتون.اما الموتى فلا يعلمون شيئا وليس لهم اجر بعد لان ذكرهم نسي. "  وإعتبروا التوراة أى الناموس  هوو الغذاء الروحى المتحصل من الخبز الذى هو القراءة والهذيذ وحفظ ما فيهما ولكن أطاح الوحى فى إنجيل يوحنا فهذه النظرية فى آية واحدة (يو 1: 17) 17 لان الناموس بموسى اعطي، اما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا "  فكان الناموس لتهذيب حياة الأمة اليهودية الصلبة الرقبة فى خوف الرب أما ا عهد النعمة كان لقبول حياة الغبطة والفرح والسلام بالروح والشركة فى الحق أى قبول طبيعة الرب  - وهكذا أعلن المسيح أن المن لم يكن إلا رمزا والرمز لا يحيى ولم يكن المن هو الخبز الحقيقى الذى يؤدى للحياة الأبدية بل أن كل من أكلوه ماتوا ما عدا الذين ماتوا على رجاء قيامة المسيحة وكانشرح معنى الخبز النازل من السماء تمهيدا لسفك الدم وتقديم جسده ذبيحة ولكن كل ما كانوا يطلبوه هو خبزا يشبع بطونهم والسامرية ماءا حيا يريحهم من ملئ الجرار يوميا
2) "  الوَاهِبُ حَيَاةً لِلعَالَمِ"
+ "  الواهب حياة للعالم  " ..  هذا هو سبب تجسد يسوع المحبة الكاملة بلا نقصان .. المحبة لدرجة التضحية لأجل أحباؤه  نزل من السماء وأخلى ذاته تاركا المجد ليصير إنسانا محبة لنا ليحمل خطايا العالم من مات ومن يعيش ومن سيولد (يو 3: 16) لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الابدية. " يعطينا حياة فى الأرض نشعر بالسعادة معه حياة جديدة وولادة جديدة حياة دهر جديد نعيش فى محبته فى حياتنا وما بعد الموت هذه الهبة بحياة جديدة لا تمنح لفئة معينة أو لأمة مختارة دونا عن باقى الأمم ولكنها منحة شخصية لفرد مختار آمن بيسوع ربا ومسيحا وفاديا ومخلصا هذا الفرد ينضم لمجموعة تسمى الأبرار والقديسيين ينمون فى الفضائل ويحصلون على ثمار الروح القدس فيعيشون فى حياة البر والقداسة لينالوا المواعيد الإلهية وملكوت سماوى مالم تراه عين ولا تشبع به أذن

وهذا الخبز ليس صناعة الملائكة ولكنه جسد الرب نفسه   أنه واهب الحياة لا كالمن الذي يسند فقط حياة الجسد وقتياً لا دائماً، لأن كل الذين أكلوا منه ماتوا (يو 6: 49) . وأما هذا فيعطي النفس حياة روحية أبدية. بالإضافة إلى أنه ليس لأمة  واحدة بل للعالم كله اى لكل من يؤمن به أنه لنفع العالم كله بخلاف ذاك، لأن نفعه كان مقصوراً على اثني عشر سبطاً من أمة واحدة مدة حياة جيل واحد منها، ثم انقطع (يشوع ٥: ١٢). أما هذا فكان لمنفعة كل من يقبله من نسل آدم يهوداً وأمماً مدة كل الأجيال إلى منتهى الزمان. ورفض أكثر الناس هذه العطية لا ينفي أن الله وهبها للجميع. لقد أعطانا الله تلك العطية العظمى بابنه، ولكن لم يصرّح هنا بأنه هو تلك الهبة، إنما صرح بذلك في (يو 6: 35)

وكما إهتم المسيح بحياة الإنسان فىى الأرض فأطعم الجموع وشفى الناس من أمراضهم الجسدية كان حريصا أن يصحح مفهومهم عن الآخرة فتعجب الفريسيين من أنه يغفر الخطايا لقد أخطأت التعاليم الرباى (معلمى) اليههود فى ربط السماء بالأرض وأن خيرات السماء ارضية مادية محصورة ويتنعم بها بنى بإسرائيل وبالعائد المادى الجسدى للفرد وقد تسرب هذا التعليم اليهودى الخاطئ والفاسد والذى يعتبر هرطقة (أى تعليم مخالف لما ورد بالكتاب المقدس ) وإنتقلت هذه الهرطقة إلى بعض الطوائف والشيع المسيحية حتى اليوم فى مفهوم عصر الألف سنة (الحكم الألفى) أو فى مفهوم القيامة والحياة الجديدة بأنها حياة جسدية تماما مع أن المسيح فى حديثة للسامرية أكد على أن العبادة الحقيقية هى (الآن) ولم يعد هناك مستقبلا آخر للإنسان لأنه قد بدأت الساعة وأنه لا يوجد مكان للعبادة محدد لا فى أورشليم ولا على جبال السامرة ولا فى مجامع اليهود من حجارة أو طوب ولا على مرتفعات جبال إسرائيل  (يو 4: 21) 21 قال لها يسوع:«يا امراة، صدقيني انه تاتي ساعة، لا في هذا الجبل، ولا في اورشليم تسجدون للاب. " ولا فى شكل مظهرى سجود بالجسد كما ورد فى الفرق بين الفريسى والعشار

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 6: 34)   34 فقالوا له:«يا سيد، اعطنا في كل حين هذا الخبز».
 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

+ " اعطنا في كل حين هذا الخبز  " ..  أثبتت هذه العبارة أن هذا الشعب الذى يتبع يسوع إنما يبحث عن الخبز الأرضى أما يسوع فكان يحاول أن يغير تفكيرهم من الأرضيات إلى السمائيات فأخبرهم  عن الخبز السماوى الروحى ولكنهم يريدون الخبز الأرضى فيتشابه طليهم مع طلب المرأة السامرية للماء الحي وكان هدفها وطلبها ماءا أرضيا حتى لا تتعب وتأتى إلى البئر لتملأ جرتها يوميا صيفا وشتاءا  (يو 4: 14) 14 ولكن من يشرب من الماء الذي اعطيه انا فلن يعطش الى الابد، بل الماء الذي اعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع الى حياة ابدية». 15 قالت له المراة:«يا سيد اعطني هذا الماء، لكي لا اعطش ولا اتي الى هنا لاستقي».

ولم يفهم هؤلاء اليهود ولا السامرية معنى كلام يسوع المجازى  وطلبهم إعطنا كل حين هذا الخبز ، ولم يكن ناتجا عن إدراك المعنى الذي قصده المسيح، ولا دالة على استعداد اليهود لاتخاذ الوسائل لتحصيل المطلوب. وإنما هي اشتهاؤهم نوال نفع عظيم زمني لأجسادهم فقط. من ناحية أخذهم المسيح إلى مستوى أعلى فى الروحانيات ولكنهم إرتبطوا بالأرضيات

لعلهم إعتقدوا أنهم سيحصلون على بركة مثل بركة الرب لأرملة صيدون في زمن إيليا (1 مل 17: 14) لأنه هكذا قال الرب إله إسرائيل: إن كوار الدقيق لا يفرغ، وكوز الزيت لا ينقص، إلى اليوم الذي فيه يعطي الرب مطرا على وجه الأرض».


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
لم يفهم اليهود الجسديون معنى الخبز الحقيقى النازل من السماء ولم يفكروا  إلا الخبز الأرضى كما فهمت السامرية أن الماء هو الماء الطبيعى كذا فسر يوحنا فم الذهب

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 6: 35)  35 فقال لهم يسوع:«انا هو خبز الحياة. من يقبل الي فلا يجوع، ومن يؤمن بي فلا يعطش ابدا.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: أَنَا هُو"  (يو 6: 35)  أنا هو ..هذه هى أحدى التصريحات الشهيرة ليسوع  والتى بدأ يسوع  كلامة بعبارة  "انا هو " وهذا التعبير ورد فى آيات كثيرة منها : [ انا هو خبز الحياة. (يو 6: 35 و 41 و 48 و 51 35 فقال لهم يسوع:«انا هو خبز الحياة. من يقبل الي فلا يجوع، ومن يؤمن بي فلا يعطش ابدا.41 فكان اليهود يتذمرون عليه لانه قال:«انا هو الخبز الذي نزل من السماء». 48 انا هو خبز الحياة. 51 انا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء. ان اكل احد من هذا الخبز يحيا الى الابد. والخبز الذي انا اعطي هو جسدي الذي ابذله من اجل حياة العالم" و انا هو نور العالم.  (يو 8: 12) 12 ثم كلمهم يسوع ايضا قائلا:«انا هو نور العالم. من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة». انا هو الباب .. انا هو الراعي الصالح، (يو 10: 7 و 9 و 11 و 14 )7 فقال لهم يسوع ايضا:«الحق الحق اقول لكم: اني انا باب الخراف. 9 انا هو الباب. ان دخل بي احد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعى. 11 انا هو الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف. 14 اما انا فاني الراعي الصالح، واعرف خاصتي وخاصتي تعرفني، " انا هو القيامة والحياة.  (يو 11: 25 )25 قال لها يسوع:«انا هو القيامة والحياة. من امن بي ولو مات فسيحيا،"  انا هو الطريق والحق والحياة. (يو 14: 6 ) 6 قال له يسوع: «انا هو الطريق والحق والحياة. ليس احد ياتي الى الاب الا بي." انا الكرمة الحقيقية (يو  15: 1و 5) 1 «انا الكرمة الحقيقية وابي الكرام.5 انا الكرمة وانتم الاغصان. الذي يثبت في وانا فيه هذا ياتي بثمر كثير، لانكم بدوني لا تقدرون ان تفعلوا شيئا."  وعبارة "أنا هو " أو "أنا" هو تعبير لاهوتى يشير إلى أسم إله العهد القديم الذى ذكره عندما سأله موسى عن إسمه فقال "يهوه" "أهيه" الذى يعنى " انا هو الكائن " وفى كتاب "هل قال المسيح إني أنا ربكم فإعبدوني؟ " - القمص عبد المسيح بسيط أبو الخير  قال [ عندما يقول يسوع "أنا هو إذًا فهو يُعلن صراحة أنه هو الربّ الإله الواحد المعبود، والكائن الأزليّ الأبديّ الذي لا بداية له ولا نهاية!! ولذلك فعندما قال له تلميذه توما "رَبِّي وَإِلَهِي" قال له "لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ! طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا" (يو20/28-29). وهذا ما أكَّده مرَّات عديدة: 1 ـ فقد أعلن أنه الأزلي الأبدي الذي لا بداية له ولا نهاية (غير المحدود بالزمان): حيث يقول هو في سفر الرؤيا "أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبَدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ، يَقُولُ الرَّبُّ الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. "(رؤ1/8). † " أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ. الأَوَّلُ وَالآخِرُ."  (رؤ1/11). † " أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ. أَنَا أُعْطِي الْعَطْشَانَ مِنْ يَنْبُوعِ مَاءِ الْحَيَاةِ مَجَّانًا" (رؤ21/6). وتكررت فى  (رؤ22/13). ُ" (رؤ1/17). 2 ـ ويقول" أنا " و" أنا " هو بنفس القوة الإلهية،كما يقولها الله:فيستخدم تعبير " أنا " و" أنا هو έγώ ειμί ـ I am "، بمعنى أنا صاحب السلطان علي الكون كله والخليقة كلها، وأنا، الله، الكائن علي الكل " الْكَائِنُ عَلَى الْكُلِّ إِلَهًا مُبَارَكًا إِلَى الأَبَدِ" (رو9/5)، بنفس الأسلوب والطريقة التي تكلم بها، الله في العهد القديم. فعندما سأل موسي النبيّ اللَّه عن اسمه قال له الله: " اهْيَهِ الَّذِي اهْيَهْ ( أكون الذي أكون )"
أَنَا هُوَ انتقل المسيح في حديثه من ضمير الغائب "أنا هو" إلى ضمير المتكلم."أنا" وفي كلامه هنا جواب قولهم «أعطنا هذا الخبز» وهو قوله «أنا هو» أي أن الخبز الذي طلبتموه كأنه غائب ها هو أمامكم.
2) " خُبْزُ الحَيَاةِ " وجه الشبه بين المسيح والخبز ثلاثة أمور: (١) أن كليهما ضروري لحياة الإنسان. (٢) أن كليهما مناسب للجميع في كل زمان ومكان. (٣) نحتاج إلى كليهما في كل يوم: الخبز لإسناد الجسد، ونعمة المسيح وشفاعته وبره لحياة النفس. وسُمي المسيح «خبز الحياة» لأنه الحياة وقادر أن يمنح الحياة لغيره. ولأن المسيح «كلمة الله» يعلن للإنسان الحقائق الإلهية الضرورية للنفس كالخبز للجسد، وهو في كل وظائفه قوت للنفوس.
39 " مَنْ يُقْبِل إِلَيَّ " هذا بيان لكيفية حصول نفس الإنسان على خبز الحياة. ومعنى ذاك كمعنى «من يؤمن بي» في هذه الآية عينها. والفرق بينهما أن الأول مجاز والثاني حقيقة، وكمعنى «أكل وشرب» (آية ٥٤).

† "  انا هو خبز الحياة.  " .. (خر3/15) والتي تعني، كما بينا أعلاه " أنا كائن "، "أنا الكائن الدائم " والإله الوحيد الذي ليس مثله أو سواه ولا يُوجد آخر غيره أو معه، كقوله اللَّه ذاته في العهد القديم: † " اُنْظُرُوا الآنَ! أَنَا أَنَا هُوَ وَليْسَ إِلهٌ مَعِي. أَنَا أُمِيتُ وَأُحْيِي. سَحَقْتُ وَإِنِّي أَشْفِي وَليْسَ مِنْ يَدِي مُخَلِّصٌ" (تث32/39). † " مِنَ الْبَدْءِ؟ أَنَا الرَّبُّ الأَوَّلُ وَمَعَ الآخِرِينَ أَنَا هُوَ." (اش41/4). † " أَنِّي أَنَا هُوَ. قَبْلِي لَمْ يُصَوَّرْ إِلَهٌ وَبَعْدِي لاَ يَكُونُ." (اش43/10).† " أَنَا هُوَ وَلاَ مُنْقِذَ مِنْ يَدِي. أَفْعَلُ وَمَنْ يَرُدُّ؟" (اش43/13). † " أَنَا أَنَا هُوَ الْمَاحِي ذُنُوبَكَ لأَجْلِ نَفْسِي وَخَطَايَاكَ لاَ أَذْكُرُهَا." (اش43/25). † " أَنَا هُوَ. أَنَا الأَوَّلُ وَأَنَا الآخِرُ" (اش48/12). † " أَنَا أَنَا هُوَ مُعَزِّيكُمْ." (اش51/12).
ويستخدم الرب يسوع المسيح تعبير " أَنَا " في الموعظة علي الجبل بالمقابلة مع الله، فيقول: † " قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَقْتُلْ .. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلًا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ " (مت5/21-22).  وتكررت عبارة قيل .. وأما أنا فأقول فى (مت5/27-28). (مت5/31-32). (مت5/33-34).  (مت5/38-39). (مت5/43-44).

3)  " مَنْ يُقْبِل إِلَيَّ" والمقصود بالإقبال ثلاثة أمور: (١) قبول أن يسوع هو المسيح بكل وظائفه نبياً وكاهناً وملكاً. (٢) تصديق كل كلامه ومواعيده والتسليم بدعواه والخضوع لأوامره. (٣) الاتكال عليه باعتباره المخلص الوحيد الكامل، الذي صُلب وقام ويشفع. والطلب إليه أن يرشد ويُطهر ويغفر ويبرر ويمجد. ويلزم ذلك الإقبال أن يكون دائماً لأوامره واحدة نتيجة الاتحاد بالمسيح واستمداد كل حياة وقوة منه.

† "  من يقبل الي فلا يجوع، ومن يؤمن بي فلا يعطش ابدا.  " ..  فى هذه ألاية تعبيران يحتويان على نفيا مضاعفا فى الأسل اليونانى (يو 6: 37) وهناك علاقة بين  من "يقبل" يسوع ثم "يؤمن" به (يو 7: 37- 38) كلاهما بصيغة أسم الفاعل  فى الزمن الحاضر ، القبول والإيمان  أمران يحدثان فى حياة الإنسان الذى يبتدأ أن يكون له علاقة بالمسيح فقد يكونان فوريا أى فى الحال بمجرد أن يتلامس الشخص بيسوع ولكنه مع أشخاص آخرين قد يقبل الشخص ثم يرفض الإيمان أو يكون هناك فترة زمنية قد تمتد من أيام إلى شهور إلى سنين ولكن يسوع ستجده هاك واقف على باب الإنسان ليقرع  وعندما يقتح الباب فإنه سيجد يسوع واقفا فيأخذه قى أحضان أبوية
4) " فلا يَجُوعُ.".. † " يجوع، .. يعطش  " ..   يستخدم يسوع هاتين الكلمتين للتعبير عن حقائق روحية (مز 42: 1) (إش 55: 1) (عا 8: 11- 12) (مت 5: 6) فلا يَعْطَشُ انظر شرح يوحنا ٤: ١٤. المعنى أن المسيح يسد كل احتياجات النفس لأنه المخلّص الذي يقنع عقلها، ويريح ضميرها، ويكفي أشواقها، ويكمل سعادتها. وليس في هذه المواعيد ما يدل على أن النفس تتمكن في المستقبل من الاستقلال عن المسيح، فهي تبقى إلى الأبد في حاجة إلى أن تقتات به وتستقي من نعمته (متّى ٥: ٦ ورؤيا ٧: ١٦). وعلة شعور المؤمنين الآن ببعض جوع النفس وعطشها أنهم لم يأخذوا الكفاية من ملء المسيح، ولكنهم يشبعون في السماء شبعاً كاملاً (مزمور ١٧: ١٥ و١يوحنا ٣: ٢).
5) وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فلا يَعْطَشُ أَبَداً" وفي هذا القول تلميح إلى أن الذين لا يأتون إليه يهلكون جوعاً وعطشاً، أي يبقون إلى الأبد في عذاب الاحتياج إلى البركات التي عرضها المسيح عليهم.


أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
أظهر المسيح بهذا القول أنه هو الخبز المحيئ فإنه بنعمته وروحه بقيت المؤمنين ليحيوا دائما ويقيهم خاصة بجسده الذى أعطاه لتلاميذه وجعله عهدا بينه وبين جميع من يتبعه فكما أن الخبز الطبيعى لحياة الجسد هكذا خبز الحياة ضرورى لحياة النفس ، فالمسيح قوت النفس كما أن القوت الطبيعى قوت الجسد وهو يقول " من يقبل إلى فلا يجوع ومن يؤمن بى فلا يعطش " لأنه يسد كل إحتياجات النفس ويكفى اشواقها وتكمل سعادتها ، فالذين لا يقبلونه يهلكون جوعا وعطشا أى يبقون إلى الأبد فى عذاب افحتياج إلى بركاته الروحية

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 6: 36)  36 ولكني قلت لكم: انكم قد رايتموني، ولستم تؤمنون.
 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " وَلَكِنِّي قُلتُ لَكُمْ "  إستمر السيد المسيح فى توضيح ما قاله لهم في (يو 6: 26) 26 اجابهم يسوع وقال:«الحق الحق اقول لكم: انتم تطلبونني ليس لانكم رايتم ايات، بل لانكم اكلتم من الخبز فشبعتم.  " وحاول ان يرفعهم من الجسديات للروحيات فقال لهم : " أنا هو خبز الحياة"  فأجاب اليهود طالبين : " أعطنا كل حين هذا الخبز" فلم يفهموا ما قاله المسيح لهم لأن عقولهم سيطر عليها  الحصول على خبزا لا يتعبون فى الحصول عليه فخبز  الحياة الذى قدمه المسيح لهم هو شخصة ولكنهم تجاوزوه وأرادوا آية المن النازل من السماء لأن ذلك كان يرضى ‘ختياجات أجسادهم وتعظم المعيشة وهنا يواجههم المسيح ويحاول تبشيرهم ويرجعهم لأصل الحياة بالإيمان به "وَلَكِنِّي قُلتُ لَكُمْ إِنَّكُمْ قَدْ رَأَيْتُمُونِي، وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُون " واشار إلى الآية (يو 6: 26) بعد أن راوا قدرته على إطعام الجموع من خمس خبزات وسمكتين وهو أنهم طلبوه بعد ما شاهدوا معجزاته لغايات جسدية لا لإيمانهم بأنه هو المسيح. فآمنوا بالخبز الذى ملأ بطونهم ولم يؤمنوت لا بالبركة ولا بمصدرخا ، لماذا؟
2) " قَدْ رَأَيْتُمُونِي وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ " لهم عيون ولا تبصر وآذان لم تسمع  أي شاهدتم معجزاتي ووقفتم على أحسن برهان أني مرسل من الله، ومع هذا كله سألتموني آية لتروا وتؤمنوا بي. وأنا صنعت لكم آيات كثيرة كنت بصنعها آية أعظم من نزول المن من السماء ولم تؤمنوا.

ويصدمهم المسيح بتوضيح سبب عدم إيمانهم وهو أنهم مرفوضين من الآب فلو كانوا مقبولين لدى الآب لكان الرب سلمهم  للإبن وومن ثم يقبلوا بمسرة للإيمان بإرادتهم ولكان الإبن قد أدخلهم فى النور وصاروا أبناء الرب والإجابة على السؤال لماذا رفضهم الرب؟ : " هذا هو عمل الرب أن تؤمنوتا بالذى هو أرسله" (يوو 6: 29) والمسيح عمل اعمال الله التى تقود للتوبة والإيمان به وعمل الله الذى فعله المسيح يثبت أن الرب ارسله  (يو 10: 37 و 38)  37 ان كنت لست اعمل اعمال ابي فلا تؤمنوا بي. 38 ولكن ان كنت اعمل، فان لم تؤمنوا بي فامنوا بالاعمال، لكي تعرفوا وتؤمنوا ان الاب في وانا فيه».  ويركز المسيح فى هذه الآية على المعرفة الشخصية بشخصه بدون آيات أو معجزات التى يحصل الإنسان منها على مصلحة أو إستفادة من الرب وهذا ما  وضحه المسيح لتلميذه فيلبس  (يو 14: 9)  9 قال له يسوع:«انا معكم زمانا هذه مدته ولم تعرفني يا فيلبس! الذي راني فقد راى الاب، فكيف تقول انت: ارنا الاب؟  " فبعض التلاميذ بعضهم لم يعرف المسيح بصورة صحيحة مع أنهم راوا معجزاته بل انهم فعلوا هذه المعجزات وأخرجوا شياطين .. ومعرفة المسيح هى معرفتنا بالرب الآب والخطأ فى معرفة المسيح هو خطأ ضد الرب (يو 8: 19) 18 انا هو الشاهد لنفسي، ويشهد لي الاب الذي ارسلني». 19 فقالوا له:«اين هو ابوك؟» اجاب يسوع: «لستم تعرفونني انا ولا ابي. لو عرفتموني لعرفتم ابي ايضا».

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
أى قد شاهدتم معجزاتى ورأيتم برهانى أنى مرسل من الله وأنى المسيح المنتظر ومع ذلك كله سألتمونى آية لتروا وتؤمنوا بى ، وأنا صنعت لكم آيات كثيرة ومع ذلك لم تؤمنوا بى .

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 6: 37)  37 كل ما يعطيني الاب فالي يقبل، ومن يقبل الي لا اخرجه خارجا.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس  

لاحظ بعض مفسرى إننجيل يوحنا أن الآيات المتتابعة (يو 6: 37 و 38 و39 و40) لا تختص بحديث المسيح عن موضوع الجدل الذى إنشغل به الحليلييون ولكن كان الحديث عموما للمسيح حول الإجابة غير المباشرة لسؤال اليهود "ماذا نفعل حتى نعمل اعمال الله؟ " وكانت إجابة المسيح : " عمل الله أن تؤمنوا بالذى ارسله " ثم بدأ ينتقل فى حديثة من التركيز على موضوع الخبز الحى إلى موضوع رسالته العامة بصفته أنه هو "عمل الله" المطروح للإيمان به ثم بدأ يشرح ويوضح لهم ما هو عمل الله فى المسيح من إرساليته وتبشيره وتتميم مشيئة الآب الذى أرسله ثم ما هى المشيئة التى  إلتزم بها المسيح أشد الإلتزام!!!

1) " كُلُّ مَا يُعْطِينِي" هذه الآية تبدأ بكلمة "كل" أى أن المختارين من الآب (أف 1: 3 و4) 3 مبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح، الذي باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح، 4 كما اختارنا فيه قبل تاسيس العالم، لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة، " (متّى ٢٤: ٢٤ ) 24 لانه سيقوم مسحاء كذبة وانبياء كذبة ويعطون ايات عظيمة وعجائب حتى يضلوا لو امكن المختارين ايضا. (٢تيموثاوس ٢: ١٩ ) 19 ولكن اساس الله الراسخ قد ثبت، اذ له هذا الختم: «يعلم الرب الذين هم له». و«ليتجنب الاثم كل من يسمي اسم المسيح» (١يوحنا ٢: ١٩)19 منا خرجوا، لكنهم لم يكونوا منا، لانهم لو كانوا منا لبقوا معنا. لكن ليظهروا انهم ليسوا جميعهم منا. "

† " كل ما يعطيني الاب فالي يقبل، " .الآب فى مجده السمائى والإبن فى تجسده أى  (الكلمة صار جسدا) يسوع  كإنسان يخضع لسلطان الآب فى عمل متكامل (قارن مع رو 9 & أف 1: 3- 14)  هنا يعطينا يسوع مثلا ومثالا حيا لتجاوب الإنسان مهما كان مركزة بما هو مطلوب منه من ألآب ليعمله فالآب والكلمة يسوع أحبا البشرية فتمما هذا العمل فى وحدانية وترد أربع عبارات " كل  من" فى (رو 10) وفى (أف 2) لوصف نعمة الأله فى  فى ألايات أف 2: 1- 7) وبعدها الدعوة للإيمان فى ألآيتين (أف 2: 8 و9) إن عقيدة إختيار الإله لمن يؤمن به عن طريق التعيين السابق هى أسلوب إلهى ليفرز الذين يأتون إلى حظيرة الإيمان ونحن نعلم أنه إختار الأنبياء من بنى البشر كما إختار شعب بنى إسرائيل من بين الأمم ليكون شعبا مختارا مميزا يأـى منهم الأنبياء وفى النهاية أتى منهم كلمته الذى هو يسوع المسيح وليس هذا عائقا بين غير المختارين لأن كلمة وتعاليم يسوع متاحة للجميع وما على الإنسان أن يقبل ويؤمن بيسوع فيخلص ويتمتع بالعيش معه فى حياة البر والقداسة إنه لا يوجد بين المختارين شخصا واحدا إلا وفى قلبه بحثا عن الحب الإلهى أو الإشتياق الشديد ليعرف من هو الإله ؟ ولا يوجد من يعرف الإله إلا يسوع المسيح لأنه لبوسيط بين الناس وإلههم
عطية الرب للإنسان وعطية الرب للمسيح

اذكر المسيح في ما سبق عطية الرب للإنسان (يو 6: 27 و31 و 32 و 34) 27 اعملوا لا للطعام البائد، بل للطعام الباقي للحياة الابدية الذي يعطيكم ابن الانسان، لان هذا الله الاب قد ختمه»  31 اباؤنا اكلوا المن في البرية، كما هو مكتوب: انه اعطاهم خبزا من السماء لياكلوا». 32 فقال لهم يسوع:«الحق الحق اقول لكم: ليس موسى اعطاكم الخبز من السماء، بل ابي يعطيكم الخبز الحقيقي من السماء ، 33 لان خبز الله هو النازل من السماء الواهب حياة للعالم». 34 فقالوا له:«يا سيد، اعطنا في كل حين هذا الخبز». أعطى الآب للبشر ابنه خبز الحياة. وتكلم هنا على عطية الآب لابنه وهي نفوس المفديين بدمه المؤمنين به الذين يحبونه ويسبحونه، وذلك كقوله في (يو 6: ٣٧، ٣٩ ) و(ويوحنا ١٠: ٢٨، ٢٩ ) 28 وانا اعطيها حياة ابدية، ولن تهلك الى الابد، ولا يخطفها احد من يدي. 29 ابي الذي اعطاني اياها هو اعظم من الكل، ولا يقدر احد ان يخطف من يد ابي. 30 انا والاب واحد».  (يو ١٧: ٢، ٦، ٩، ٢٤ ) 2 اذ اعطيته سلطانا على كل جسد ليعطي حياة ابدية لكل من اعطيته. 6 «انا اظهرت اسمك للناس الذين اعطيتني من العالم. كانوا لك واعطيتهم لي، وقد حفظوا كلامك. 9 من اجلهم انا اسال. لست اسال من اجل العالم، بل من اجل الذين اعطيتني لانهم لك. 24 ايها الاب اريد ان هؤلاء الذين اعطيتني يكونون معي حيث اكون انا، لينظروا مجدي الذي اعطيتني، لانك احببتني قبل انشاء العالم.   (يو ١٨: ٩) 9 ليتم القول الذي قاله: «ان الذين اعطيتني لم اهلك منهم احدا». والآب أعطى الابن تلك النفوس حين قطع معه عهد الفداء. ووعده بها إثابة له على تواضعه وموته (مزمور ٢: ٧، ٨) 7 اني اخبر من جهة قضاء الرب.قال لي انت ابني.انا اليوم ولدتك 8 اسالني فاعطيك الامم ميراثا لك واقاصي الارض ملكا لك. " وإشعياء ٥٣: ١٠ - ١٢ ) 10 اما الرب فسر بان يسحقه بالحزن.ان جعل نفسه ذبيحة اثم يرى نسلا تطول ايامه ومسرة الرب بيده تنجح. 11 من تعب نفسه يرى ويشبع.وعبدي البار بمعرفته يبرر كثيرين واثامهم هو يحملها. ( أش٥٥: ٤، ٥). 4 هوذا قد جعلته شارعا للشعوب رئيسا وموصيا للشعوب. 5 ها امة لا تعرفها تدعوها وامة لم تعرفك تركض اليك من اجل الرب الهك وقدوس اسرائيل لانه قد مجدك " والنفوس التي أعطاها الله لابنه اختارها لمجرد إرادته لا بالنظر إلى استحقاقها، أعدّ لنا الوسائط لتعرف الحق، وأرسل روحه القدوس إليها لندخل عهد النعمةبعد الإيمان به  وتؤمن به وتطيعه. والنفوس التي أعطاها الآب لابنه هي التي يجتذبها (ع ٤٤) وهي التي تكون متعلمة من الله (ع ٤٥). وعدد المؤمنين كبير جداذكره البشير في رؤياه «بَعْدَ هَذَا نَظَرْتُ وَإِذَا جَمْعٌ كَثِيرٌ لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يَعُدَّهُ» (رؤيا ٧: ٩). وسمّاها يسوع خرافه (يوحنا ١٠: ٢٧، ٢٩ وأفسس ١: ٤، ٥).
2) " فَإِلَيَّ يُقْبِلُ" فُسر الإقبال المقصود هنا في ع ٣٥. فكل نفس تأتي إلى المسيح يقبلها المسيح كعطية من أبيه. والذين أعطاهم الآب له يُقبلون كلهم إليه.
3) " وَمَنْ يُقْبِل إِلَيَّ" أي يؤمن بي ويعمل بموجب ذلك الإيمان. و «الإقبال» هو فعل الإنسان الاختياري، فالله لا يجذب الإنسان غصباً إنما يريه خطيته وخطره، وحكمة طريق الفداء ومحبته الظاهرة في تلك الطريق حتى يُسرَّ بالإقبال إلى المسيح.المختارين قد تكون من جموع وشعوب وأمم من كل مكان وفى كل زمان قد يأتون أفرادا أو عائلات (أسر) أو جماعات وبالرغم من أن جماعات تأتى للمسيح إلا أن الإيمان بالمسيح ليس عمل فردى وعلاقة فردية بين الإنسان كفرد والمسيح (راجع مز 49: 7) 7 الاخ لن يفدي الانسان فداء ولا يعطي الله كفارة عنه. "  والإتيان إلى المسيح هو الشرط الوحيد لنوال الخلاص. والوعد هنا عام غير قاصر على عدد معين. فالذي يأتي إلى المسيح  يقبله بعد توبته طالباً الغفران، يقبله المسيح ويرحب به من أي أمة كان، .
4) " لا أُخْرِجْهُ خَارِجاً " والترجمة العربية لهذه العبارة عاجزة عن توصيل المعنى من اللغة اليونانية فحرف النفى" لا" يأتى فى اللغة اليونانية بصورة مشددة للغاية  والترجمة الإنجليزية لهذا النص هى

I will in no wise الذى يترجم للعربية : " يستحيل بأى حال"

أي لا أرفض قبوله وإعانتي إياه. ومهما كانت خطاياه كثيرة وعظيمة وهذا النفي يستلزم إيجاباً هو أن المسيح يقبل الآتي إليه بفرح ويحفظه ويخلصه. الخطية هى الحاجز الذى يفصل الإنسان عن المسيح  وليس ما يمنع أحد الخطاة من أن يجد المسيح وينال الخلاص إلا عدم توبته. ومثاله الابن الضال (لوقا ١٥).

أُخْرِجْهُ خَارِجاً: هما كلمتين تعنيين القبول الخلاص من أى الدينونة  أما من لا يقبل للمسيح فهو سيقى فى الخارج  (يو 12: 31) 31 الان دينونة هذا العالم. الان يطرح رئيس هذا العالم خارجا. "
ومن العجب أن بعض الناس يرفض الحق المعروض عليهم بأوضح البراهين ( يو 6: 36) 36 ولكني قلت لكم: انكم قد رايتموني، ولستم تؤمنون. " وبعضهم يقبله (يو 6: 69).69 ونحن قد امنا وعرفنا انك انت المسيح ابن الله الحي». وقبول المسيح وعدم قبولة تم فى هذا افصحاح وفى مكان واخد هو على الشاطئ الغربى لبيحية طبرية وفى كفرناحوم  وذكر المسيح في هذه الآية سببين لذلك: (١) إرادة الرب الأزلية منح البعض نعمة الإيمان. (٢) اختيار الإنسان. وهذان أمران حقيقيان لا يستطيع العقل البشري أن يدرك العلاقة بينهما، فلا أحد يأتي إلى المسيح ما لم يجتذبه الرب. ولا شيء يمنع الإنسان من الخلاص إلا عدم إرادته.

† "  ومن يقبل الي لا اخرجه خارجا. " ..  نفى مضاعف لتأكيد  الحقيقة بأن عناك إلها يدعو ويرحب بكل أحد (حز 18: 21- 23 ، 30- 32) (1تى 2: 4) (2بط 3: 9) وفى الوقت المناسب يأخ الرب زمام المبادرة دائما (يو 6: 33 و 65) ولكن على البشر إبداء القبول والإيمان علامة على التجاوب مع دعوة الرب لهم (مر 1: 15) (أع 20: 21) أن هذه ألاية عهدا بالقبول الدائم فى جماعة المؤمنين مغطيا لهم رزح جديدة وحياة جديدة فى عهدا جديدا (رو 8: 31- 39)
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
كأنه يقول : أنكم تقولون لى إن كنت تعلم أننا لا نؤمن بك ولو أنك أنذرتنا وعملت كثيرا من العجائب أمامنا فلماذا هذا الإنذار فأجيبكم أن فريقا منكم يؤمن بى وهم " ما يعطى الآب" أى الذين إختارهم الله وأعطانى إياهم ليكونوا لى تلاميذه " إلى يقبل" أى فهو لا يقبلونى مخلصا بدون إستثناء : ومن يقبل إلى" أى من يؤمن إختيارا لأن الله لا يجذب إنسانا عصبا إنما يريه خطيته فيأتى إلى التوبة ويسر بالإقبال إلى " لا أخرجه خارجا " أى لا أرفضه بل أستجيب إلى طلبه وأعينه على فعل الصالحات 

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 6: 38)   38 لاني قد نزلت من السماء، ليس لاعمل مشيئتي، بل مشيئة الذي ارسلني.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " لأنِّي قَدْ نَزَلتُ مِنَ السَّمَاءِ " † "   قد نزلت من السماء،  " ..   يشير يسوع هنا إلى زمن  الفعل التام لتجسده (يو 1: 1وما يليها ) (أف 4: 8- 10) 8 لذلك يقول:«اذ صعد الى العلاء سبى سبيا واعطى الناس عطايا». 9 واما انه «صعد»، فما هو الا انه نزل ايضا اولا الى اقسام الارض السفلى. 10 الذي نزل هو الذي صعد ايضا فوق جميع السماوات، لكي يملا الكل.  " كما يظهر يسوع أزليته أى وجوده ككلمة الإله قبل تجسده (يو 6: 41 و 62) 41 فكان اليهود يتذمرون عليه لانه قال:«انا هو الخبز الذي نزل من السماء». 62 فان رايتم ابن الانسان صاعدا الى حيث كان اولا!  "
إستمر المسيح فى حديثة مكملا لقوله: " وَمَنْ يُقْبِل إِلَيَّ لا أُخْرِجْهُ خَارِجا: "لأنى نزلت من السماء"  فإذن كان المسيح (كلمة الرب) في السماء قبل أن تجسّد (يوحنا ١: ٢) 2 هذا كان في البدء عند الله. " وهذا لا ينطبق على نبي من البشر.
2) "  لَيْسَ لأعْمَلَ مَشِيئَتِي، بَل مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي"  مشيئته كإنسان ( يوحنا ٥: ٣٠ ) 30 انا لا اقدر ان افعل من نفسي شيئا. كما اسمع ادين، ودينونتي عادلة، لاني لا اطلب مشيئتي بل مشيئة الاب الذي ارسلني. ( يو ٤: ٣٤)34 قال لهم يسوع:«طعامي ان اعمل مشيئة الذي ارسلني واتمم عمله. " وعمل الرب هو إرسال المسيح للعالم ليتمم سر الفداء
لَيْسَ لأعْمَلَ مَشِيئَتِي الخ المسيح نقسه هو "عمل الآب" لأنه هو والآب واحد  بالمعجزات التى يفعلها المسيح كلمته ومشيئة الآب أن المسيح لا يترك من يأتي إليه خارجاً.
† "  ليس لاعمل مشيئتي، بل مشيئة الذي ارسلني  " ..   يعنى مشيئته كإنسان لا تتعارض مع ما هو مطلوب كمه لبيذل ذاته فداء عن البشرية هذه هى وحدة الثالوث فى إكمال العمل ويتضح هنا تمايز الأقانيم فى العمل ( يو 14: 8- 9)  8 قال له فيلبس:«يا سيد، ارنا الاب وكفانا». 9 قال له يسوع:«انا معكم زمانا هذه مدته ولم تعرفني يا فيلبس! الذي راني فقد راى الاب، فكيف تقول انت: ارنا الاب؟   هذه ألاية تبين تماما خضوع الإبن  للآب لإكمال العمل الإلهى  وهذا هو الفرق بين الإله والإنسان .., "الجسد يشتهي ضد الروح، والروح يشتهي ضد الجسد، وهذان يقاوم أحدهما الآخر" (غل5: 17). وقد سقط أبوينا الأولين في شهوة الجسد، حينما نظرًا إلى شجرة معرفة الخير والشر، فإذا الشجرة للأكل وبهجة للعيون وشهية للنظر (تك2: 6).ولكن الآب والإبن (الكلمة) والروح القدس إله واحد يعملون معا فى مشيئة واحدة وإرادة واحدة وعنى يالمشيئة هنا ليست مشيئة يسوع المسيح ولكن مشيئة الآب أى أن يسوع يقوم بعمل مشيئة ألاب لأن ألاب ارسله .. لأن يسوع (فى 2: 7) لكنه أخلى نفسه، آخذا صورة عبد، صائرا في شبه الناس. " (راجع يو 5: 19)
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
قال يوحنا فم الذهب أن مشيئة الله الإبن ومشيئة الله الاب واحده وهى خلاص الذين إختارهم الاب واعطاهم للمسيح وجذبهم إليه فلا يمكن أن يرفض منهم أحدا وليس مشيئة الآب غير مشيئة الإبن

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 6: 39)  39 وهذه مشيئة الاب الذي ارسلني: ان كل ما اعطاني لا اتلف منه شيئا، بل اقيمه في اليوم الاخير.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " وَهَذِهِ مَشِيئَةُ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي"   وهذا تأكيد لما قاله في الآيتين السابقتين وتوضيح أن مشيئة الآب، هى قبول االذين يأتون إلى المسيح مؤمنين به، وتضمن ايضا حفظهم إلى النهاية، (متّى ٢٦: ٣٩ ) 29 واقول لكم: اني من الان لا اشرب من نتاج الكرمة هذا الى ذلك اليوم حينما اشربه معكم جديدا في ملكوت ابي».وإعطاءه كل قوة لإنقاذهم من الهلاك، ومنحهم الحياة الأبدية.
2) " كُلَّ مَا أَعْطَانِي لا أُتْلِفُ مِنْهُ شَيْئاً "
† "  ان كل ما اعطاني لا اتلف منه شيئا،  " ..   تظهر علاقة مرة أخرى هنا بين عبارة "كل من" مع (يو 6: 37) وبين هذه الآية وأوردت البشارة بحسب يوحنا هذا التعبير الغير مألوف مرات عديدة (يو 17: 2 و 42) ربما لتأكيد مفهوم الجمع (الآيتان يو 6: 40 و 45) وهنا يعلن يسوع فى وضوح على قوته الحافظة وهو مصدر اليقين والغلبة المسيحى (يو 10: 28- 29 & 17: 2و 24) وقد ورد الفعل بصيغة مضارع بينما فى الآية (يو 6: 39) ورد بصيغة الزمن التام لأن عطيته الإلهية ثابتة ، أما التأكيدان الأخيران فى الآية  (يو 6: 39) وردا بصيغة الزمن الماضى البسيط فيسوع بلا شك لن يفقد أو يضيع ما أعطاه الآب (يو 6 : 37 و 39) وأنه لأنه هو القيامة والحياة فسيقيم كل اولئك فى اليوم الأخير (يو 6: 44) هذا هو الوعد الإلهى بالأختيار يضمنه الوعد بالحفظ

لقد أعطى المسيح سلطانا على كل جسد (يو 17: 2) 2 اذ اعطيته سلطانا على كل جسد ليعطي حياة ابدية لكل من اعطيته. " وبهذا السلطان حافظ  المسيح على جسد كل إنسان فى الأممة اليهودية فشفى مرضاهم وأخرج شياطين وأقام موتى .. ألخ أما عن الأنفس فقد حافظ على كل نفس أتت إليه ما عدا إبن الهلاك ( يو١٧: ١٢ )  12 حين كنت معهم في العالم كنت احفظهم في اسمك. الذين اعطيتني حفظتهم، ولم يهلك منهم احد الا ابن الهلاك ليتم الكتاب."  وهذا ينفي كل محاباة في قبوله البعض ورفضه البعض، (يو 10: 26- 30)  26 ولكنكم لستم تؤمنون لانكم لستم من خرافي، كما قلت لكم. 27 خرافي تسمع صوتي، وانا اعرفها فتتبعني. 28 وانا اعطيها حياة ابدية، ولن تهلك الى الابد، ولا يخطفها احد من يدي. 29 ابي الذي اعطاني اياها هو اعظم من الكل، ولا يقدر احد ان يخطف من يد ابي. 30 انا والاب واحد». فهو لا يمكن أن يظلم أحداً، بل هو يقبل الذين اختارهم الآب وأعطاهم له وجذبهم إليه وختمهم بختم رضاه.

عبّر عن كل النفوس التي أعطاه الآب إياها بمجموع واحد، وهي رغبته الخاصة. ( يوحنا ١٠: ٢٨ )28 وانا اعطيها حياة ابدية، ولن تهلك الى الابد، ولا يخطفها احد من يدي." وقرر أنه لا يُفقَد أحد ممن يأتون إلى المسيح بالإيمان. فلا يستطيع العالم ولا الشيطان ولا الموت أن يفصله عن محبة المسيح ويهلكه.
3) " بَل أُقِيمُهُ "
† "  اقيمه في اليوم الاخير  " ..   يشير يوم القيامة إلى اليوم الأخير وإلى قيامة المؤمنين ودينونة غير المؤمنين (يو 6: 40 و 44 و 54 & 5: 25 و 28 & 11: 24) (1كو 15)  والبشارة بحسب يوحنا توضح أولا : عودة يسوع المسيح ثانيا ( (يو 14: 3 و 18 و 28 & 16: 16 و 22) ثانيا كما تتحدث أيضا عن القيامة ووالدينونة والحياة الأبدية فى " اليوم الأخير" (يو 5: 28 & 6: 39 و 44 و 53 & 11: 24 & 12: 48) ثالثا : ولكن من جهة أخرى نرى فى كل البشارة أن الحياة الأبدية والدينونة والقيامة هى حقائق واقعية حالية ربما لأن حياة المسيحى ممتدة إلى ما عد الموت  (يو 3: 18 & 4: 23 & 5: 25 & 6: 54 &11: 23 & 12: 28 و 31 & 13: 31 & 14: 17 & 18: 26)

هذا نهاية عمل الفداء وثمرته،  ( يو ١٨: ٩)9 ليتم القول الذي قاله: «ان الذين اعطيتني لم اهلك منهم احدا». ويكون ذلك عند قيامة أجساد المؤمنين على صورة جسد مجد المسيح، وعودة الروح إليها لتشاركه في المجد (فيلبي ٣: ٢١) 21 الذي سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده، بحسب عمل استطاعته ان يخضع لنفسه كل شيء ( كولوسي ٣: ٤)4 متى اظهر المسيح حياتنا، فحينئذ تظهرون انتم ايضا معه في المجد " وحينئذ تتم لهم هبة الحياة الأبدية التي اشتراها المسيح لهم بطاعته وموته.
4) " فِي اليَوْمِ الأَخِير"ِ أي يوم القيامة وهو يوم الدين. ولا داعي هنا لذكر قيامة الأشرار، ولا يستلزم عدم ذكرها هنا أنهم لا يقومون. وقد ذُكر قيامة البعض للدينونة في (يوحنا ٥: ٢٩) 29 فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة، والذين عملوا السيئات الى قيامة الدينونة. "

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
وما هى إلا المشيئة الواحدة هى " كل ما أعطانى لا أتلف منه شيئا" فلا يستطيع العالم ولا الشيطان ولا الموت أن يفصله عن المسيح ويهلكه بل " أقيمة فى اليوم الأخير" وأعلم أن القيامة نوعان قيامة من موت الخطية وقيامة من موت الجسد كما أن الموت نوعان موت النفس وموت الجسد فجميع الناس يقومون من موت الجسد وليس الجميع يقومون من موت النفس والجسد ، فالصالحون يقومون للحياة الأبدية السعيدة وهذه نهاية عمل الفداء وثمرته ويكون ذلك  عند قيامة المؤمنين فى شبه جسد المسيح برجوع أنفسهم إلى أجسادهم لتشاركها فى المجد (فى 3: 21) والأشرار يقومون للعذاب الأبدى والموت (يو 5: 29)

تفسير إنجيل يوحنا  (يوحنا 6: 40)   40 لان هذه هي مشيئة الذي ارسلني: ان كل من يرى الابن ويؤمن به تكون له حياة ابدية، وانا اقيمه في اليوم الاخير».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " لأنَّ هَذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ الَّذِي أَرْسَلَنِي:"† "  ..   هذا الجزء من ألاية جواب على السؤال الوارد فى (يو 6: 28) .. " ماذا نفعل حتى نعمل اعمال الله ؟

ما زال المسيح يرد على سؤال الجليليين له : " ما هو عمل الرب الذى يمكن أن نفعل ؟ وإستمر يشرح ويوضح عبارته : " هذا عمل الله أن تؤمنوا بالذى أرسله أى تصدقوه!!
الفرق بين ما في هذه الآية 40 وما في آية ٣٩ أن ما في هذه الآية قيل عن كل شخص بمفرده "،كُلَّ مَنْ يَرَى الابْنَ وَيُؤْمِنُ بِهِ " وعُبر فيها عن المفديين بأنهم «عطية الله» وما في آية ٣٩ قيل عن الجميع جملة،  "ان كل ما اعطاني لا اتلف منه شيئا" وعبّر فيها عن كل مفدي بأنه يرى ويؤمن. ويتضح من هذه الآية أن الخلاص لا يتوقف على مجرد رحمة الرب بل على مشيئة الإنسان أيضاً، لئلا يقول أحدٌ: إن كنت ممن أعطاهم الآب للابن أخلُص، وإلا فلا. فما عليَّ من مسؤولية فالرب الذي عيّن أناساً للخلاص عيّن أيضاً أنهم ينالون ذلك الخلاص بالإيمان بابنه. وإيمان المؤمنين برهان على أن الآب أعطاهم للابن.
2) " كُلَّ مَنْ يَرَى الابْنَ وَيُؤْمِنُ بِهِ ِ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، ِ».
† "   ان كل من يرى الابن ويؤمن به  " ..   يرى .. ويؤمن : فعلان يأتيان فى الأصل اليونانى بصيغة إسم الفاعل فى الزمن الحاضر (أى يستمر فى الرؤية ويستمر فى الإيمان ) وهما يشبها مع الفعلين "يقبل" و "يؤمن" فى ألاية (يو 6: 35) ويعنى الفعل "يرى" هو التحديق بشدة فى شئ ما لمعرفتة مع إستمرار فى الرؤية فمن يرى ويتذوق يسوع لا يشبع من كلامه ومن رؤيته

"  كلمة يرى فى اللغة اليونانية لا تعنى النظر الطبيعى بالعين ولكنها رؤية بالقلب والفكر الروحى وهى تشير إلى معنى التامل الذى يسمى فى التدريب الصوفى "التاورية" حيث ينموا فكر الإنسان ويستطيع أن يرى الحقائق الإلهية ويستنير الفكر بالنور الإلهى الداخلى وهذا المعنى يوضحة المسيح فى الاية (يو 12: 45 و 46)  45 والذي يراني يرى الذي ارسلني. 46 انا قد جئت نورا الى العالم، حتى كل من يؤمن بي لا يمكث في الظلمة.  وما زال المسيح يوضح ويشرح المعانى فى كلماته فهو هنا يوضح الاية التى قالها سابقا (يو 6: 36) 36 ولكني قلت لكم: انكم قد رايتموني، ولستم تؤمنون. " وهنا إضافة جديدة توضح لهمعدم الإيمان به أى عدم تصديقه بعد أ رأوه يعمل ويكمل مشيئة الرب وسمعوه يتكلم بكلام الرب وأكلوا من البركة الإلهية من يديه وتلاميذه ومع ذلك ومن كل هذه البراهين والأدلة رفضوا مشيئة الرب بالإيمان بالمسيح وبالتالى حرموا أنفسهم من الحياة الأبدية

ليست الرؤية هنا نظر العين وقتياً بالصدفة أو للفرجة والإستمتاع برؤية المعجزات ، بل فعل الإنسان اختياراً وعمداً، وتوجيه بصيرته إلى المسيح بشوق وحمد بلا انقطاع وعدم النظر عن كل ما سواه. فمن يرى المسيح بالعين الظاهرة وعين العقل ولا يؤمن به فدينونته أعظم من دينونة الذين لا يرونه أبداً. وعلى المفديين أن يحمدوا مشيئة الله، وقد ذُكرت هنا وفي ع ٣٨، ٣٩ ثلاث مرات أنها علة نجاتهم.

† "  يؤمن به  " ..  الإيمان هو التصديق بكل ما ورد من تعاليم وعهود ومواعيد ونعم خاصة ثمار وهبات الروح القدس والإيمان يمكن إختباره :  " جربوا أنفسكم هل أنتم في الإيمان.. امتحنوا أنفسكم" (2 كو 13: 5).والإيمان له قوة يسوع قائلًا لتلاميذه: "الحق أقول لكم لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل، لكنتم تقولون لهذا الجبل: انتقل من هنا إلى هناك. فينتقل" (متى 17: 20) والإيمان لا يوجد فى هؤلاء آالذين لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوتها فأعرض عن هؤلاء" (2 تي 3: 5) وحتى التلاميذ لم يكن إيمانا  كاملا فى البداية  في إحدى المرات لم يستطيع تلاميذ الرب أن يخرجوا شيطانًا من إنسان مصروع، فسألوا الرب عن سر ذلك فقال لهم "لعدم إيمانكم" (متى 17: 20) ووبخ الجمع قائلًا: "أيها الجيل غير المؤمن الملتوي" (متى 17: 17) إنه أمر خطير أن إنسانا يبدو مسيحيا ويصلى، ويصنع المعجزات، وهو غير مؤمن بالحقيقة ! بل غير مقبول أمام الله! هوذا الرب نفسه يقول: "ليس من يقول لي يا رب يا رب، يدخل ملكوت السموات.." (متى 7: 21). فلنفحص أنفسنا ونمتحنها بل ونجربها هل نحن عندنا إيمانا حتى ولو كان صغيرا مثل حبة الخردل أم نحن مسيحيين بالأسم ونسء إلى صاحب الإسم
† "  تكون له حياة ابدية " ..  فعل مضارع مبنى للمعلوم فى الأسلوب المنصوب .. الإيمان هو الباب الذى يوصلنا للحياة الأبدية صحيح هناك تجارب وضيقات وأحزان ولكن بعلامة الصليب والمصلوب عليه نغلب (1 يو 5: 11) لاحظ الآية (يو 6: 39) جماعية بينما الآية (يو 6: 40)  فردية

3) " وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي اليَوْمِ الأَخِير" لقد ربط الرؤية والإيمان به وعمل الصالحات وعمل السيئات بقيامة الحياة وقيامة الدينونة فى هاتين الايتين  (يو 14: 19) 19 بعد قليل لا يراني العالم ايضا، واما انتم فترونني. اني انا حي فانتم ستحيون. "
(يوحنا ٥: ٢٩) 29 فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة، والذين عملوا السيئات الى قيامة الدينونة. "" وَأَنَا أُقِيمُهُ الخ كرر ذلك للتوكيد. والحياة الأبدية هى قمة العطاء الإلهى ( يوحنا ٣: ١٥، ١٦ )  15 لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. 16 لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الابدية.  (يو ٤: ١٤ وع ٢٧، ٤٧، ٥٤) 14 ولكن من يشرب من الماء الذي اعطيه انا فلن يعطش الى الابد، بل الماء الذي اعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع الى حياة ابدية» 27 وعند ذلك جاء تلاميذه، وكانوا يتعجبون انه يتكلم مع امراة. ولكن لم يقل احد: «ماذا تطلب؟» او «لماذا تتكلم معها؟» 47 هذا اذ سمع ان يسوع قد جاء من اليهودية الى الجليل، انطلق اليه وساله ان ينزل ويشفي ابنه لانه كان مشرفا على الموت. 54 هذه ايضا اية ثانية صنعها يسوع لما جاء من اليهودية الى الجليل.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
فى ألاية السابقة علمنا أن كل الذين أعطاهم الآب إلى الإبن يخلصون فلئلا يقول أحد إن كنت ممن أعطاهم الآب لأبنه الوحيد فلا بد انى أخلص وإلا فلا فليس على إذا مسئولية عاد المسيح فعلمنا قائلا  " هذه هى مشيئة الذى أرسلنى إن كل من يرى الإبن ويؤمن به تكون له حياة أبدية وأنا اقيمه فى اليوم الأخير" أى أن كل من وجه عين بثيرته إلى المسيح بشوق وحمد بلا غنقطاع بإختيار تكون له حياة أبدية سعيدة ويقيمه المسيح قيامة الذين عملوا الصالحات أى لينال المجد ، أما الذى يرى ألإبن بالعين الظاهرة ويعين العقل فقط ولا يؤمن به فدينونته أعظم

 

 


This site was last updated 11/15/20