Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تفسير يوحنا الإصحاح الواحد والعشرون (يو 21: 1- 14) 

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
تفسير يوحنا ص1 1: 1-18
فسير إنجيل يوحنا ص 1: 19- 51)
تفسير إنجيل يوحنا ص 2
تفسير إنجيل يوحنا ص 3
تفسير إنجيل يوحنا ص4
تفسير إنجيل يوحنا ص5
تفسير إنجيل يوحنا ص6:1- 40
تفسير إنجيل يوحنا ص6: 41- 71
تفسير إنجيل يوحنا ص 7: 1- 24
تفسير إنجيل يوحناص7: 25- 53
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 1- 20
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 21 37
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 38- 59
تفسير إنجيل يوحنا ص9: 1- 23
تفسير إنجيل يوحنا ص9: 24-41
تفسير إنجيل يوحنا ص 10: 1- 21
تفسير إنجيل يوحنا ص 10: 22- 42
تفسير إنجيل يوحنا ص11: 1-32
تفسير إنجيل يوحنا ص11: 33- 57
تفسير إنجيل يوحنا ص 12: 1- 26
تفسير إنجيل يوحنا ص 12: 27- 50
تفسير إنجيل يوحنا ص13: 1- 17
تفسير إنجيل يوحنا ص13: 18- 38
تفسير إنجيل يوحنا ص14: 1-14
تفسير إنجيل يوحنا ص14: 15- 31
تفسير إنجيل يوحنا ص15: 1- 17
تفسير إنجيل يوحنا ص15: 18- 27
تفسير إنجيل يوحنا ص 16: 1- 15
تفسير إنجيل يوحنا ص 16: 16- 33)
تفسير إنجيل يوحنا ص 17: 1- 16-
تفسير إنجيل يوحنا ص17:  17- 26
تفسير إنجيل يوحنا ص18: 1-18
تفسير إنجيل يوحنا ص18: 19- 40
تفسير إنجيل يوحنا ص 19: 1- 22
تفسير إنجيل يوحنا ص19: 23- 42
تفسير إنجيل يوحنا ص20 : 1- 13
تفسير إنجيل يوحن ص20-: 14- 31
تفسير إنجيل يوحنا ص21: 1- 14)
تفسبر إنجيل يوحنا ص 21: 15- 25

تفسير يوحنا الإصحاح الواحد والعشرون - فى مجمل الأناجيل الأربعة: الفصل29 

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الحادى والعشرون
1. ظهوره على بحيرة طبرية (يوحنا 21: 1-14)
بعض الدارسين والمفسرين إعتقدوا أن الإصحاح 21 نضاف إلى الإنجيل اعتبروه أنه مُضاف بيد غير يد التلميذ يوحنا. وسبب قولهم ان يوحنا كتب خاتمة رواية الإنجيل فى الأصحاح العشرون ولكن يتفق اكثر المفسرين التقليديين منهم أنه من وضع القديس يوحنا والدليل أنه بنفس أسلوبه ولغته وبعض تعبيراته المحببة إليه.
‏ وإنجيل يوحنا، بحسب معنى كلمة إنجيل بحسب التقليد الرسولي، هو بشارة ممتدة من جيل لجيل  لا ينتهي عند آيات ظهور الرب لتلاميذه, بل هو يذكر حتماً الارسالية للعالم والأمم كنهاية للانجيل باعتباره البشارة المفرحة التي يلزم توصيلها تحت رعاية المسيح وبوعد مؤازرته،(رو 15: 16) حتى اكون خادما ليسوع المسيح لاجل الامم، مباشرا لانجيل الله ككاهن، ليكون قربان الامم مقبولا مقدسا بالروح القدس " بل وبدوام حضوره، وذلك مثلما أتى ذكرها (أي ذكر الارسالية) في الأناجيل الثلاثة على مستوى الأمر:
‏إنجيل القديس متى: «اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم باسم الآب والآبن والروح القدس، وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به. وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر. آمين.» (مت19:28-20‏)
‏إنجيل القديس مرقس: «اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها، من آمن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن. وهذه الآيات تتبع المؤمنين. يخرجون الشياطين باسمي، ويتكلمون بألسنة جديدة, يحملون حيات, وإن شربوا سماً مميتاً لا يضرهم، ويضعون أيديهم على المرضى فيبرأون. ثم إن الرب بعد ما كلمهم، ارتفع إلى السماء, وجلس عن يمين الله.» (مر15:16-19)
‏إنجيل القديس لوقا: «حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب (أسفار العهد القديم), وقال لهم: هكذا هو مكتوب وهكذا كان ينبغي، أن المسيح يتألم ويقوم من الأموات في اليوم الثالث وأن ‏يكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميح الأمم، مبتدأ من أورشليم, وأنتم شهود لذلك. وها أنا أرسل إليكم موعد أبي, فأقيموا في مدينة أورشليم إلى أن تلبسوا قوة من الأعالى. وأخرجهم خارجاً إلى بيت عنيا، ورفع يديه, وباركهم؛ وفيما هو يباركهم انفرد عنهم, وأُصعد إلى السماء.» (لو45:24-51‏)
‏ولكن بشيء من التدقيق, نكتشف أن القديس لوقا سجل لنفس هذه الخاتمة كتابا آخر بأكمله، هو سفر الأعمال، ذاكراً فيه ظهور الرب وبركته للتلاميذ وارسماليته لهم والوعد بالروح القدس ومؤازرته لهم بقوة من الأعالى، ثم كرازة التلاميذ في أورشليم والسامرة، وإلى روما وأقصى الأرض, ومسجلاً للمسيح صورا رائعة لحضوره أثناء خدمة التلاميذ وتوعيته لهم وتشجيعهم .
‏ولكن ينفرد إنجيل القديس يوحنا في تقديم هذه الخاتمة عينها، وإنما في رموز من داخل قصة وحديث.

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الحادى والعشرون
1. ظهوره على بحيرة طبرية (يوحنا 21: 1-14)

   تفسير / شرح (يوحنا 21: 1)   1 بعد هذا اظهر ايضا يسوع نفسه للتلاميذ على بحر طبرية. ظهر هكذا:

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " بَعْدَ هَذَا "

أي بعد الحوادث التي ذُكرت في أصحاح ٢٠، والتى حدثت فى أورشليم وإصحاح 21 يتكلم على ظهور المسيح بعد القيامة لتلاميذه فى الجليل فى الوقت ما بين اليوم الثامن من قيامته واليوم الأربعين.

2) " أَظْهَرَ أَيْضاً يَسُوعُ نَفْسَهُ لِلتّلامِيذِ "

† "  بعد هذا اظهر ايضا يسوع نفسه للتلاميذ على بحر طبرية. ظهر هكذا:  " ..  أظهر .. فعل يرتبط بالإعلان الكامل والرؤية الواضحة (يو 1: 31 & 2: 11& 7: 4 & 9: 3) (1يو 1: 2 & 2: 28 & 3: 2 & 4: 9) كان هذا الإجتماع كما ورد فىى البشارة على بحر طبرية
 قال «أظهر نفسه» ولم يقل أتى إليهم بسبب التغيير الذي حدث له بعد قيامته، فكان يظهر متى أراد ولمن أراد، ويختفي متى شاء. وقوله «أيضاً» يدل على أنه ظهر قبل ذلك للرسل. وهذا الظهور لم يذكره أحد من البشيرين غير يوحنا أى لم يذكر فى الأناجيل الآزائية . إلا أنهم ذكروا وعد المسيح بالاجتماع في الجليل.
واضح من هذا التعبير أنه بعد القيامة, يكون الجسد الروحي فائقاً عن الحواس البشرية، فلا يمكن رؤيته بالعينين الجسديتين. فلكي يمكن أن يعلن المسيح عن وجوده، يتحتم أن يُخضع جسده الروحاني للرؤية العينية. «الذي يحبني، يحبه أبي، وأنا أحبه، وأظهر له ذاتي.» ( يو21:14) وهذا أيضاً ليس بكاف، بل يلزم أن تنفتح بصيرة الإنسان الروحية ليتحقق من الرؤية ومن شخص الواقف أمامه، وإلا فلن يمكنه أن يتعرف على شخص الرب؛ وهذا ما يقول عنه الإنجيل في مواضع أخرى عديدة بأنه: «أمسك عن عينيه»» فلم ير أو لم يتعرف على المسيح كالمجدلية، فهي أولاً ظنته أنه البستاني، وبعد ذلك أدركته فقط أنه «المعلم», ثم انفتحت بصيرتها وتحققت أنه الرب: »... أنها رأت الرب وأنه قال لها هذا.» (يو18:20)

يحمل معنى مسرة الإرادة، فالمسيح كان يُظهر ذاته لأحبائه عن مسرة: «سأراكم أيضأ، فتفرح قلوبكم» (يو22:16‏). وإظهار المسيح لنفسه وهو في حالة القيامة، تعني إنجيلياً وبحسب لاهوت القديس يوحنا، أن الحياة الآبدية نفسها قد استعلنت: «فإن الحياة أُظهرت, وقد رأينا، ونشهد، ونخبركم بالحياة الآبدية التي كانت عند الآب وأُظهرت لنا» (1يو2:1). فجسد القيامة كان يحمل الحياة الآبدية. وبظهور جسد القيامة، أُظهرت الحياة الآبدية التي كانت مخفية عند الآب. وفي نفس الوقت, فإن ظهور الحياة الأبدية يشمل حتماً وبالضرورة غلبة العالم وغلبة رئيس العالم: «لأجل هذا أُظهر ابن الله، لكي ينقض أعمال إبليس.» (1يو8:3)

 

3) " ِ عَلَى بَحْرِ طَبَرِيَّةَ. ظَهَرَ هَكَذَا»"

† "  بحر طبرية. " .. طانت مدينة طيباروس (طبرية الآن) العاصمة الإدارية للجليل أثناء الإحتلال الرومانى   / ومن أسماء البحر المطلة عليه هذه المدينة أطلق عليه "بحر الجليل (يو 6: 1) أو "بحيرة جينسارت" لأنها تشبه الآلة الموسيقية القيثارة (مت 14: 34) (مر 6: 35) (لو 5: 1) وفى العهد القديم أطلق عليها إسم "بحيرة كنارة" أ "  بحر كنارة " (عد 34: 11) (تث 3: 17) سش 11: 2 & 12: 3 & 13: 27 & 18: 35) (ضمل 15: 20) كما أطلق عليها بحر الجليل
عَلَى بَحْرِ طَبَرِيَّةَ أي على الشاطئ (انظر شرح متّى ٤: ١٨). ‏إنجيل يوحنا , دون جميع الإنجيليين, ينسب بحر الجليل إلى مدينة طبرية، وهي مدينة استحدثت على بحر الجليل كعاصمة للمنطقة. وهي مدينة فخمة، ولكن خليعة, بناها هيرودس لنفسه عندما كان رئيس ربع على الجليل. وتسمى هذه البحيرة أيضاً في إنجيل يوحنا (يو 1:5) بحيرة جنيسارت لأن شكلها مثل آله موسيقية وتعني «جنة السرور». والقديس يوحنا لا يذكر متى عاد التلاميذ من أورشليم إلى الجليل حسب أمر الرب بعد القيامة. ويسمّى أيضاً بحر الجليل  نسبة إلى المدينة التي على شاطئه، والمدينة نفسها سميّت طبرية نسبة إلى طيباريوس قيصر الروماني.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> " بعد هذا " أى بعد الحوادث التى ذكرت فى الإصحاح السابق " اظهر أيضا يسوع  يسوع نفسه لتلاميذ " إذ فى قدرته الظهور حينئذ أراد والإختفاء .. حيث أراد على " بحر طبرية " بحر الجليل أو بحر جينسارت

    تفسير / شرح   (يوحنا 21: 2)  2 كان سمعان بطرس، وتوما الذي يقال له التوام، ونثنائيل الذي من قانا الجليل، وابنا زبدي، واثنان اخران من تلاميذه مع بعضهم.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

كَانَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ،:

تلميذ المسيح إسمه سمعان وأطلق عليه المسيح لقب بطرس وكان متزوج وأكبر التلاميذ سنا وكان من الحلقة المقربة من المسيح هو ويعقوب ويوحنا أخوه

 

وَتُومَا الَّذِي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ، :

 تلميذ  المسيح توما الذى شك فى وجود آثار جراح المسامير والحربة فى المسيح بعد قيامته

 

وَنَثَنَائِيلُ الَّذِي مِنْ قَانَا الجَلِيلِ

َثَنَائِيلُ المرجح أنه هو برثولماوس أي ابن ثولماوس (انظر شرح متّى ١٠: ٣). وذُكر هنا فقط أنه من قانا الجليل.ويعتقد أن المسيح حضر حفل زواج نثنائيل هناك وحول الماء لخمر وهى أول معجزة له

 

وَابْنَا زَبْدِي

 هما يعقوب الكبير إبن زبدى وأخوه يوحنا إبن زبدى ، وذكر يوحنا هنا فقط اسم أبيه. يشير تعبير " إبنا زبدى" إلى يعقوب ويوحنا بالإسم كما ورد فى (مت 4: 21) وغالبا لا تذكر البشارة كما رواها يوحنا يعقوب ويوحنا بالإسم - أما كون الكاتب يذكر ابني زبدي في آخر المجموعة، مع أن «يوحنا» يُذكر دائماً بعد بطرس هو وأخوه يعقوب، فهذا يكشف عن هوية الكاتب أنه القديس يوحنا بعينه. ولكن ليس جزافاً أن يذكر الكاتب اسم سمعان بطرس مع توما على رأس هذه القائمة - ابنا زبدي أي «يعقوب ويوحنا»، فقد رافقا بطرس في هذه الرحلة كارهين مكرهين، لأنهما مرتبطان ببطرس أصلاً من جهة هذه المهنة, مهنة الصيد: «وكذلك أيضاً يعقوب ويوحنا ابنا زبدي اللذان كانا شريكي سمعان.» (لو10:5)

 

وَاثْنَانِ آخَرَانِ مِنْ تلامِيذِهِ مَعَ بَعْضِهِمْ

لا نعرف من هما. وهل هما مِن الرسل، أو من عامة التلاميذ غير الرسل  لذلك لم يشأ القديس يوحنا أن يربك القارىء باسميهما

 

الذهاب للجليل والرجوع لأورشليم
رجع هؤلاء السبعة في الجليل وطنهم، وقد عادوا بعد عيد الفصح. حيث وعد المسيح أن يجتمع بهم هناك قبل صلبه وقيامته (متّى ٢٦: ٣٢ ) 32 ولكن بعد قيامي اسبقكم الى الجليل»  ( مرقس ١٤: ٢٨ )  28 ولكن بعد قيامي اسبقكم الى الجليل».وبعد القيامة ظهر لمريم المجدلية ومريم الأخرى ام يعقوب وسالومة   بعد القيامة ( مت ٢٨: ١٠ ) 10 فقال لهما يسوع: «لا تخافا. اذهبا قولا لاخوتي ان يذهبوا الى الجليل وهناك يرونني». ( مر ١٦: ٧)  7 لكن اذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس انه يسبقكم الى الجليل. هناك ترونه كما قال لكم».  كما أمرهم الملاك بالذهاب إلى الجليل (متّى ٢٨: ٧). 7 واذهبا سريعا قولا لتلاميذه انه قد قام من الاموات. ها هو يسبقكم الى الجليل. هناك ترونه. " وكان المسيح قد قضى أكثر كرازته وتبشيرة فى الجليل ، ( مت 4: 23) وكان يسوع يطوف كل الجليل يعلم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب " كما كان أكثر تلاميذه من الجليل. فكان الاجتماع فيه أسهل عليهم من الاجتماع في أي مكان آخر، كما أنه أكثر أمناً لبعده عن تواجد رؤساء اليهود. وكان هذا الاجتماع استعداداً للاجتماع على الجبل الذي ذكره متّى (متّى ٢٨: ١٦) 16 واما الاحد عشر تلميذا فانطلقوا الى الجليل الى الجبل حيث امرهم يسوع. " وحضره أكثر من خمس مئة أخ (١كورنثوس ١٥: ٦).6 وبعد ذلك ظهر دفعة واحدة لاكثر من خمسمئة اخ، اكثرهم باق الى الان. ولكن بعضهم قد رقدوا. "  وبعد هذا الاجتماع العظيم رجع الرسل إلى أورشليم بأمر المسيح، وشاهدوا صعوده. وكان قد أمرهم بأن لا يبرحوا بعد صعوده من أورشليم حتى يحل عليهم الروح القدس. وقد يثور سؤال: إن الملاك عند القبر أمرهم بالذهاب إلى الجليل، وبهذا أمرهم المسيح قبل موته، فلماذا بقوا ثمانية أيام في أورشليم؟ (يوحنا ٢٠: ٢٦) أجبنا: لم يكن من اللائق أن يتركوا أورشليم قبل نهاية أسبوع الفصح، ولعل من جملة ما عاقهم عن ذلك عدم إيمان توما.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>  فكان ظهوره لهم هذه المرة هكذا أنه بينما " كان سمعان بطرس وتوما الذى يقال التوأم ونثنائيل الذى من قانا الجليل وأبنا زبدى وأثنان آخران ممن التلاميذ مع بعضهم " وسبب إجتماع هؤلاء السبعة معا فى الجليل هو أمر الملاك لهم أن يذهبوا إلى هناك كما ورد فى (مت 29: 7) ولأنه وطن معظم التلاميذ وهناك إستعدوا للإجتماع على الجبل بقرب أورشليم الذى ذكره (مت 28: 16) وقال بولس الرسول فى (ذكو 15/ 16) أنه حضره أكثر من خمسمائة أخ

   تفسير / شرح  (يوحنا 21: 3)  3 قال لهم سمعان بطرس:«انا اذهب لاتصيد». قالوا له:«نذهب نحن ايضا معك». فخرجوا ودخلوا السفينة للوقت. وفي تلك الليلة لم يمسكوا شيئا.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " قَالَ لَهُمْ سِمْعَانُ بُطْرُسُ "

كعادته في سبقه غيره في الكلام والعمل.

 

2) " أَنَا أَذْهَبُ لأتَصَيَّدَ "

 فعل مضارع .. هناك أسئلة تطرح متعلقة بسبب رحلة الصيد هذه .. (1) أكانت رحلة لتمضية الوقت حتى يحين موعد لقاء آخر مع يسوع (مت 26: 32 & 28: 7 و 10) .. (2) أكانت رحلة صيد وعودة لمهنة الصيد وكسب المال  وترك التبشير  .. (3) أكانت رحلة صيد بسبب شعوره بأنه إنفصل عن يسوع بإنكاره

هذا يتضمن قوله «هل تذهبون معي؟».
أن ليس جميع هؤلاء السبعة أصحاب صيد ، ولكنها كانت لهم بمثابة رحلة مع الرفاق، ولم يكن لهم دور ذو بال في هذه القصة كلها بل أنهم ربما رافقوهم ليرجعوا معهم لسكناهم فى الجليل

 

3) " قَالُوا لَهُ: نَذْهَبُ نَحْنُ أَيْضاً مَعَكَ. فَخَرَجُوا وَدَخَلُوا السَّفِينَةَ لِلوَقْتِ. "

كان التلاميذ بعد صلب المسيح وموته وقيامته فى حالة عدم توازن لا يعرفون ماذا يفعلون فقائدهم فى السماء ولم يحل عليهم الروح القدس بعد وبدل من جلوسهم بلا عمل تعصف الأفكار برؤسهم رجعوا لمهنة الصيد وبعض المفسرين لاموا النلاميذ على عودتهم لمهنة الصيد ومنهم الأب متى المسكين فى شرح إنجيل يوحنا  : [ عسير على النفس غاية العسر أن تقبلها على التلاميذ، بعد أن أدركوا القيامة وقبلوا إرسالية من فم الرب, مع نفخة الروح القدس للتجديد! لولا أن القديس لوقا يمدنا بمعلومة توضح أن الرب توقع منهم هذا بالفعل، وسهل لهم هذه العودة إلى حين أن يقبلوا القوة العظمى من الأعالي، التي أركبتهم على متن سفينة الخلاص، ودفعتهم في بحر الكرازة بلا عودة، بعيدا عن شاطىء الوطن، لترسو بهم هناك على شاطىء الأبدية السعيدة: «ثم, قال لهم: حين أرسلتكم بلا كيس ولا مزود ولا أحذية هل أعوزكم شيء؟ فقالوا: لا. فقال لهم: لكن الأن (بعد تركهم مؤقتأ لمهمة الصليب) من له كيس فليأخذه, ومزود (صيد السمك) ‏كذلك، ومن ليس له فليبع ثوبه ويشترى سيفاً.» (لو35:22-36)
‏بل والقديس يوحنا نفسه ألمح إلى ذلك في إنجيله: «هوذا تأتي ساعة، وقد أتت الآن، تتفرقون فيها كل واحد إلى خاصته (بيته ومهنته) وتتركونني وحدي، وأنا لست وحدي لأن الآب معي.» (يو32:16)]

ولكن لا يدل رجوعهم إلى مهنتهم الأصلية على أنهم تركوا وظيفتهم الرسولية، كما أن اشتغال بولس أحياناً بصناعة الخيام لا يدل على أنه ترك التبشير. وإنما فعلوا ذلك وقتياً وهم يتوقعون مجيء المسيح إليهم ليشغلوا الوقت وليجهزّوا ما يحتاجون إليه.

 

4) " فِي تِلكَ اللَّيْلَةِ لَمْ يُمْسِكُوا شَيْئاً "

رتب االرب ذلك لتكون معجزة الصيد العظيم صباحاً أغرب وأعجب. ومثل هذا التعب الباطل حدث لبطرس وابني زبدي في تلك البحيرة قبل هذا بنحو ثلاث سنين (لوقا ٥: ٥).
 لاحظ أن هؤلاء الرجال الذين كان لهم سلطان أن يشفوا مرضى وإخراج الأرواح الشريرة وأعطاهم الرب يسوع سلطانا ليقوموا بفعل أى شئ تعبوا الليل كله ألم يستطيعوا بقدرتهم أن يعرفوا مكان السمك أم أنهم بخوفهم فقدوا سلطانهم - لغويا كلمة "يمسكوا" لا يستعمل هذا الفعل لوصف صيد السمك فى كل أسفار العهد الجديد ، بل يستعمل لوصف إلقاء القبض على أحد

الخطأ الذي تعرض له بطرس والآخرون معه، هو أنهم عادوا إلى المهنة الأولى خلوا من خدمة أو كرازة, وقد صححها لهم المسيح أنه باتباع الرب يمكن مباشرة العمل كالنموذج الذي أعطاه بولس الرسول بعد ذلك.
‏مح أنه بحسب أصول الصيد يكون الليل في البحيرة أنسب للصيد، ولكن بحسب لغة القديس يوحنا السرية، فالليل هنا لا يعني ليل الصيد بل ليل الإيمان وظلمة النفس!! «أما أنا فقلت: عبثاً تعبت باطلاً، وفارغاً أفنيت قدرتي، لكن حقي عند الرب وعملي عند إلهي.» (إش4:49‏)
‏فلو أخذنا بأصول الصيد، يكون عدم مسكهم شيئاً عملا غير عادي، أما بحسب سر انجيل  يوحنا، فلو أخذنا الليل باعتباره ليل الإيمان وظلمة النفس, أو بالمفهوم العملي «غياب المسيح», يكون عدم صيدهم ولا سمكة واحدة هو عين الحق وصلب الصواب جزاء بجزاء!! وعلى المستوى الرمزي يكون الشرح أجل وأجمل.
‏فاسم المسيح بالكامل هو مجموع حروف السمكة, فغياب المسيح هو غياب السمك جملة وفرادى.
‏مو الذي أمر السمك أن يسلك غير مسالكهم, والبحر ليناصبهم, هربت فنونهم من بين أيديهم، وخابت كل أحابيلهم، يطرحون الشباك ويجمعونها كما طرحوها، طار صوابهم, وكلت أيديهم مع قلوبهم، ناء الليل بكلكله، فتمنوا الصباح ولم يأت، تناجوا فيما بينهم لعل يونان آخر بينهم؟ حسبوه حظاً عاثراً والعثرة هي في إيمانهم. ظنوا أن نزهة للنفس يمكن أن تعوضهم عن أحزان اتباع الصليب، فاستبدلوا صيد الناس بصيد السمك، ولكن الرب كان لهم بالمرصاد.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>  وبينما الرسل السبعة مجتمعون على بحر طبرية " قال لهم سمعان بطرس أنا ذاهب لأتصيد " فهل تذهبون معى لنعد ما نحتاج إليه حتى يأتى المسيح إلينا حسب وعده فقالوا " نذهب نحن أيضا معك " لنشغل الوقت فى الصيد بدل البطالة " فخرجوا ودخلوا السفينة للوقت

   تفسير / شرح (يوحنا 21: 4)  4 ولما كان الصبح، وقف يسوع على الشاطئ. ولكن التلاميذ لم يكونوا يعلمون انه يسوع.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " «وَلَمَّا كَانَ الصُّبْحُ، وَقَفَ يَسُوعُ عَلَى الشَّاطِئِ."

وَقَفَ يَسُوعُ عَلَى الشَّاطِئِ الأرجح أن ظهوره كان بغتة كظهوره سابقاً في البيت (يوحنا ٢٠: ١٩، ٢٦).
 التلاميذ والليل والبحر والعذاب والجوع والبرد والشباك فارغة، والرب والصبح والشاطىء وجمر النار وفي يمينه «شبع» سرور!!
‏الرب سمع أنينهم، عندما بلغ إخفاقهم حد اليقين، عندما أدركوا خطأ ما تورطوا فيه برجوعهم لمهنة الصيد ، عندما بلغ الدرسنهايته ، عندما تبددت منهم شهوة المهنة، ولم يعينهم معنتهم حتى أنهم تعبوا الليل كله ولم يصطادوا شيئا وعندما ذاقوا الإخفاق. نظروا، واذا هو الفجر، ويسوع واقف على الشاطىء!!
‏كان قد انقض الليل، وما انقض الليل من قلوبهم. أشرقت الشمس، والظلمة ما تزال تلف أفكارهم. فظهر يسوع، وما عرفوه!! عثروا في النور، لأنه لم يكن لهم عندئذ نور! لقد استبد بهم اليأس والحزن كما استبد بالمجدلية، فظهر لها يسوع وما عرفته، لأن الحزن يفسد البصيرة، والحسرة على أفراح مضت تودي بشفافية الروح! حزن التلاميذ على صيد مفقود، وكان كحزن يونان على يقطينته التي أود بها الريح: «فقال الله ليونان: هل اغتظت بالصواب من أجل اليقطينة؟ فقال: اغتظت بالصواب حتى الموت» (يو9:4‏). ...
 كلمة «الصبح» لا تفيد الصباح والشمس ساطعة كما نعرفه، بل بكور الصباح وهو «الفجر». والفجر هو الذي يعقب الليل وليس الصبح, والقديس يوحنا يستخدم اللفظتين الليل والفجر في معنيهما الروحي المستيكي كما استخدمه القديس بولس الرسول: «قد تناهى الليل وتقارب النهار, فلنخلع أعمال الظلمة، ونلبس أسلحة النور» (رو12:13).

 

2) "  وَلَكِنَّ التّلامِيذَ لَمْ يَكُونُوا يَعْلَمُونَ أَنَّهُ يَسُوعُ»."

هناك عدة تفسيرات لعدم تمكن التلاميذ من معرفة يسوع : (1) كان هناك ضباب منع رؤية يسوع بشكل واضح .. (2) بعد المسافة بينه وبينهم .. (3) كانوا منهكين جدا فلم يتحققوا من شكل يسوع الواقف على الشاطئ .. (4) بدأ يسوع بشكل مختلف نوعا ما (يو 21: 12) (مت 28: 16- 17 ) (لو 24: 13 وما يليها) .. _5) قصد يسوع منعهم من من معرفته (لو 24: 16) 
 أحيانا كان يسوع يظهر ويمسك معرفته عن العيون كما حدث ذلك سابقا مع التلميذان الذاهبان إلى عمواس الذى سار معهما المسيح مدة طويلة يكلمهم حتى وصل البيت وعرفاه من طريقة كسره للخبز (لوقا ٢٤: ١٦). 16 ولكن امسكت اعينهما عن معرفته.  " وكذلك عنما ظهر لمريم المجدلية عند القبر ( يوحنا ٢٠: ١٤)  14 ولما قالت هذا التفتت الى الوراء، فنظرت يسوع واقفا، ولم تعلم انه يسوع. "    وسببه التغيير في هيئته. ومن العجب أنهم لم يعرفوه من صوته.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> وفى تلك الليلة لم يمسكوا شيئا " وكان ذلك بالتدبير الإلهى حتى تكون معجزة فى صيد السمك نهارا أعظم لأن الليل ئانسب من النهار فى صيد السمك  لفرار السمك نهارا من رؤية ما حولة من ضرب المجاديف والضوضاء واصوات الصيادين " ولما كان الصبح وقف يسوع عل الشاطئ " بغتة " ولكن التلاميذ لم يكونوا يعلمون أنه  يسوع " أنه أراد أن يعرفوه بالمعجزة أكثر من أن يعرفوه من هيئته

   تفسير / شرح (يوحنا 21: 5)  5 فقال لهم يسوع:«يا غلمان العل عندكم اداما؟». اجابوه:«لا!»
 . . .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
† " العل عندكم اداما؟ " ..  لا شك أن السؤال الذى سأله يسوع كان إجابته بالنفى وهو أسلوب يسوع فى التبشير , تعنى الكلمة اليونانية "بروسفاغيون" إلى كل أنواع الطعام الذى يؤكل مع الخبز ، ولكن فى هذا السياق وهذه الحادثة فالسمك هو المقصود


1) "  فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: يَا غِلمَانُ "

† " ا غلمان »  " ..  هذا تعبير مجازى ، ورد فى العهد الجديد ليعبر عن وصف " الأولاد الصغار" أما التعبير الأقل شيوعا باللغة اليونانية هو "بايديون"  كما فى هذه الآية وفى (يو 4: 49 & 16: 21) أما الكلمة الأكثر شيوعا فى اللغة اليونانية فهى "تيكنيون" كما وردت فى بقية هذه البشارة وفى رسالة يوحنا الأولى ، حيث تترادف الكلمتين [ بايديون" فى (1يو 2: 13 و 18 و "تيكنون " فى (1يو 2: 1 و12 و28)]
عرف المسيح كل أمورهم لكنه سألهم ذلك لفتح الحديث، وليجعله مقدمة لما سيقوله، كما فعل مع المرأة السامرية بقوله «أعطيني لأشرب» (يوحنا ٤: ٧). وهذه المرة الثانية بعد القيامة يطلب يسوع من تلاميذه طعاما وكانت المرة الأولى عندما ظهر لهم فى العلية ( لوقا ٢٤: ٤١) 41 وبينما هم غير مصدقين من الفرح ومتعجبون قال لهم: «اعندكم ههنا طعام؟»  وكان سؤال المسيح مما يتوقعه الصيادون من المارّة، لأن سؤاله يدل على رغبته في نجاحهم، أو في شراء بعض من السمك.

 

2) " أَلَعَلَّ عِنْدَكُمْ إِدَاماً؟. أَجَابُوهُ: لا! "

في الأصل اليوناني يأتي السؤال بالنفي «أما عندكم إدام.» .كلمة «إدام» بالعربية جميلة،
إِدَاماً هو ما يؤكل مع الخبز، عني «الغموس»،  أو تُبلع به اللقمة، حيث غياب ما تُبلع به اللقمة، كناية عن الفقر المدقع وبؤس الحال. والمراد به هنا السمك

لا! اقتصروا على ذلك لصعوبة الحوار بسبب المسافة بينهم وبينه (ع ٨).أتشبهوا بالإبن الضال الذى ترك أبوه ولكن الأب وقف على شاطئ بحر طبرية ينتظرهم هل معكم شيئا أجابوا وقالوا لا لأن العالم لا يعطى شيئا
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112

>  " فقال لهم يا غلمان " لم يكن سؤاله ليعلم شيئا لم يعرفه لأنه علام الغيوب بل ليفتح الكلام معهم وليجعلهم يقرون بنفوسهم أنهم لم يمسكوا شيئا والآدام فى قوله " ألعل عندكم أدام" كل ما يؤكل مع الخبز (بالعامية المصرية "الغموس" )  والمراد به هنا السمك فاجابوه لا .


   تفسير / شرح  (يوحنا 21: 6)  6 فقال لهم: «القوا الشبكة الى جانب السفينة الايمن فتجدوا». فالقوا، ولم يعودوا يقدرون ان يجذبوها من كثرة السمك.
 . .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " فَقَالَ لَهُمْ: أَلقُوا الشَّبَكَةَ إِلَى جَانِبِ السَّفِينَةِ الأَيْمَنِ فَتَجِدُوا "

  تصرف يسوع بالطريقة التى كان دائما يتصرف بها مع تلاميذه (لو 5: 1- 11) وردت فى هذه البشارة كلمتين تعنيان القارب الأولى : باللغة اليونانية "باويون " فى ألايتين (يو 21: 3 و 6) و "باوايارون" فى ألاية (يو 21: 8)  وترجمت الكلمتين لتعنى السفينة ، وهذا الأسلوب هو الذى تميزت به هذه البشارة

الظاهر أنهم كانوا قد يئسوا ورفعوا الشبكة ووضعوها في السفينة وشرعوا يرجعون، لكنهم قبلوا نصحه في الحال مع أنهم كانوا قد تعبوا الليل كله عبثاً.
 وبالرغم من أنه رجوع التلاميذ لمهنة الصيد وتركهم صيد الناس ولضيقهم فى صيد السمك فهو شريك عوزهم: «في كل ضيقهم تضايق» (إش9:63‏). فالآب الغني لا يطيق أن يكون أولاده فى ضيق .

«فالشبكة» في الإنجيل لها معنى أعلنه المسيح يشير أنها تجمع المؤمنين من بحر العالم كما أنه جعل بطرس عمله صيادى الناس : «يشبه ملكوت السموات شبكة مطروحة في البحر وجامعة من كل نوع ...» (مت47:13)

«والجانب الأيمن» في لغة الإنجيل هو الجانب المكرم والمحبوب، وفي الأسماء اسم بنيامين يعني «ابن اليمين» أي ابن المحبة والإعزاز. وعند «يمين» الرب تقف الخراف المختارة (مت33:25)، والمسيح يجلس عن «يمين» الله، وعن يمين مذبح البخور ظهر الملاك لزكريا (لو11:1)، «وجبروت خلاص يمين (الرب)» (مز6:20‏)، أي عمل ذراع «اليمين» أي «المسيح».
‏كأن التلاميذ لم يستخدموا الجانب الأيمن! أي أن صيدهم كان من الجانب الشمال، بمعنى أن جهادهم كان شمالياً، حيث الشمال يعني التدبير المناقض للحق والأصول، بل والنعمة أيضاً. أما التدبير اليميني فهو الذي بحسب الحق والأصول وبرعاية النعمة. هكذا أخذت الكنيسة هذا المعنى واستخدمته في صلب الإفخارستيا؛ ففي القسمة السريانية أثناء تقسيم الجسد، وهو الجزء الأكثر سرا في القداس يصلى الكاهن قائلاً: [وعوض الخطية المحيطة بالعالم، مات الابن بالصليب، وردنا من التدبير الشمالى إلى التدبير اليميني.] (الخولاجي المقدس القبطى / القسمة السريانية).

لكنيسة القبطية تعتبر ان الإيمان اليهودي بحسب الناموس كان هو التدبير الشمالي الذي كانت تحيط به الخطية، وقد نقلنا المسيح بموته إل التدبير اليميني، أي الإيمان بابن الله لملء النعمة.

 

2) " وَلَمْ يَعُودُوا يَقْدِرُونَ أَنْ يَجْذِبُوهَا مِنْ كَثْرَةِ السَّمَكِ»."

لم تككن هذه المرة الوحيدة لتى ساعد المسيح فيها تلاميذه فى صيد السمك ( لوقا ٥: ٤، ٦، ٧ )  ولما فرغ من الكلام قال لسمعان: «ابعد الى العمق والقوا شباككم للصيد». 5 فاجاب سمعان: «يا معلم قد تعبنا الليل كله ولم ناخذ شيئا. ولكن على كلمتك القي الشبكة». 6 ولما فعلوا ذلك امسكوا سمكا كثيرا جدا فصارت شبكتهم تتخرق. 7 فاشاروا الى شركائهم الذين في السفينة الاخرى ان ياتوا ويساعدوهم. فاتوا وملاوا السفينتين حتى اخذتا في الغرق. "

 لقد ألقى بطرس بالفعل أول عظة يوم الخمسين فمسك سمكاً كثيراً جداً: «فقبلوا كلامه بفرح واعتمدوا وانضم في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف نفس. (أع41:2‏)
‏ومنذ ذلك اليوم والشبكة مطروحة فى بحر العالم ، تنتظر فى كل عصر الخدام الأمناء لكى يجذبوها فتمتلئ الكنائس بالمصلين

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> فقال لهم : ألقوا الشبكة على جانب السفينة الأيمن فتجدوا فأطاعوه فى الحال ولم يترددوا كما تردد بطرس لما امره الرب ا، يلقى الشبكة (لو 5: 5) فالقوا الشبكة ولم يعودوا يقدرون أن يجذبوها من كثرة السمك " وهذا دليل على قدرة المسيح على كل شئ .

    تفسير / شرح (يوحنا 21: 7)  7 فقال ذلك التلميذ الذي كان يسوع يحبه لبطرس:«هو الرب!». فلما سمع سمعان بطرس انه الرب، اتزر بثوبه، لانه كان عريانا، والقى نفسه في البحر.
 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " فَقَالَ ذَلِكَ التِّلمِيذُ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ لِبُطْرُسَ:"
 أي يوحنا كاتب هذه البشارة  ومن تواضعه لم يذكر اسمه كما تعوَّد ويشير إلى نفسه أنا كان قريبا إلى يسوع فى مائدة عشاء الفصح والقريب من يسوع كان يوحنا ( يوحنا ١٣: ٢٣ )  23 وكان متكئا في حضن يسوع واحد من تلاميذه، كان يسوع يحبه.  وأحيانا عن نفسه يذكر عبارة " التلميذ الآخر" . ( يو ٢٠: ٢ )  2 فركضت وجاءت الى سمعان بطرس والى التلميذ الاخر الذي كان يسوع يحبه، وقالت لهما:«اخذوا السيد من القبر، ولسنا نعلم اين وضعوه!».

 

2) " هُوَ الرَّب "

 لم يقل يوحنا كيف عرفه.من المؤكد أنه عرفه يوحنا من صوته والمعجزة أن المسيح عرف مكان كثرة السمك من بعيد، وهو ما لم يعرفه تلاميذه وهم فى البحيرة! وهذا ما عرَّف يوحنا أن ذلك هو المسيح. ولعله تذكّر يوم دعاه يسوع ليكون تلميذاً له. وكان قد تعب هو ورفقاؤه كل الليل عبثاً، ثم ألقى الشبكة بأمر المسيح فصاد كثيراً. ولعل النجاح الذي كان طاعةً لنصح ذلك الرجل جعل يوحنا يمعن النظر فيه، فعرفه من هيئته.

 أنه الرب " ..  كلمة الرب ترجمة للكلمة اليونانية (كيريوس)  وقد وردت هذه الكلمة للتخاطب المهذب "سيد" وتستخدم كتعبير لاهوتى "رب" وخاصة عندما تضاف لها حروف التعريف الألف واللام فى إشارة إلى ألوهية كلملة ليسوع ، هنا تعرف صيادو السمك البسطاء على يسوع بأنه الرب القائم بين الأموات الممجد
إن مصدر الأصلى للإنجيل هو المخطوطات باللغة اليونانية على أساس ما ورد فى الترجمة السبعينية للعهد الفديم حيث تترجم كلمة يهوه بـــ "الرب" بسبب أن إسم يهوه فى اليهودية المتأخرة إسما مقدسا لا يجوز النطق به (خر 20: 7) (تث 5: 11 & 6: 13) كما تم إستبدال يهوه بكلمة "أدون" أو "ادوناى" ومعناها  سيد أو رب .. حسب ما ورد فى (يو 2: 9- 11) أصبح اللقب "الرب" هو فوق كل إسم  ، وقد هذا اللقب جزءا من إعتراف المؤمن بعد إعتماده فى الكنيسة الأولى "يسوع رب" (رو 10: 9- 13)

 

3) " ُّ. فَلَمَّا سَمِعَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ أَنَّهُ الرَّبُّ،"
فَلَمَّا سَمِعَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ كان يوحنا أسرع من بطرس في الإدراك  يعيش العين المفتوحة: «الذي يحبني يحبه أبي، وأنا أحبه, وأظهر له ذاتي» (يو21:14). فقال "أنه الرب" (يوحنا ٢٠: ٨)، 8 فحينئذ دخل ايضا التلميذ الاخر الذي جاء اولا الى القبر، وراى فامن " وكان بطرس أسرع منه في رد فعله التلقائى ، كما يظهر من هذه الآية ومن مشيه على البحر لملاقاة المسيح (متّى ١٤: ٢٩) 28 فاجابه بطرس: «يا سيد ان كنت انت هو فمرني ان اتي اليك على الماء». 29 فقال: «تعال». فنزل بطرس من السفينة ومشى على الماء لياتي الى يسوع. " ومن شجاعته التى بلا تفكير و سلّه السيف والضرب به ملخس عبد رئيس الكهنة ساعة القبض على المسيح فى الجسثيمانية (يوحنا ١٨: ١٠).10 ثم ان سمعان بطرس كان معه سيف، فاستله وضرب عبد رئيس الكهنة، فقطع اذنه اليمنى. وكان اسم العبد ملخس

 

4) " اتَّزَرَ بِثَوْبِهِ، لأنَّهُ كَانَ عُرْيَاناً، وَأَلقَى نَفْسَهُ فِي البَحْرِ "

  " فلما سمع سمعان بطرس انه الرب، اتزر بثوبه، لانه كان عريانا، والقى نفسه في البحر. " . إرتدى اليهود فى القرن الأول الميلادى رداء خارجى وتحته قميص أو جلباب وكانوا يغطون عوراتهم بقطعة من القماش ( Underwear  أندر وير ثوب "الملابس الداخلية أو التحتية" عبارة عن  قطعة من القماش مستطيلة توضع فى الخلف وبلف طرفاها حول الوسط ويربطان على البطن ثم يؤخذ الطرفان الآخران من أسفل ليغطيان العورة وبلفان على العقدة من أسفلها أو عليها من الأمام )  كما فى الشكلين الجانبىين  . كلمة "عريانا" تعنى أنه الرداء الخارجى والقميص الداخلى ولكنه يلبس الأندر وير أحيانا كثيرة كانوا يلبسون القميس أو الرداء على العرى ويغطون عوراتهم بالأندر وير فقط

ولنتصور للحدث هنا أن المسيح واقف على الشاطئ كعادة ذلك الزمان نادى عليهم هل عندكم أداما؟ فقالوا لا فقال لهم ألقوا الشبكة على اليمين فصادوا سمكا كثيرا وإقتربوا بالمركب للبر حيث المياة ضحله حينئذ ففطن يوحنا ان المتكلم هو المسيح فصاح هو الرب وبسرعة أتذر أى أخذ بطرس ثوب الصيد ونزل فى البحر يحمل مأزرته عاليا حتى لا يصيبها البلل حيث يصل  ماء البحيرة إلى وسطه أو اقل  وعندما طلع على الشاطئ أتزر بالمازرة وقابل المسيح بإحترام أو أنه أتذر بالماذرة أى لبسها وسبح للشاطئ حيث يسوع واقف لأنه قيل فى الايةالتالية أن السفينة كانت تبعد 300 ذراع عن الأرض أة حوالى 100 متر عن الشاطئ ولبس المآذر قبل النزول من السفينة هذا ما كان يفعله الصيادين عندما يصلون إلى بلداتهم الكائنة على بحر طبرية

الإنجيل العربى ترجمة للإنجيل الذى اصله كتب باللغة اليونانية ومعنى كلمة عريان باللغة اليونانية أنه عريان من الملابس الخارجية ولكنه يرتدى ملابس داخلية كلمة عريان في العربي تعني التعري تماما ولكن في الحقيقه  للانجيل العربي هو ترجمه من اليوناني والكلمه في اليوناني تحمل معني مختلف عن المعني العربي المسيئ قليلا وقد أفرد الأستاذ الدكتور غالى المعروف بإسم هولى بايبل مراجع كثيرة للإنجيل باللغة اليونانية مع ترجمة باللغة الإنجليزية وكذلك القواميس اليونانة الإنجليزية وقال : [ وكلهم (أى هذه الأناجيل اليونانية والقواميس اليونانية) يؤكدوا ان معناها (أى كلمو عريان) يرتدي السروال فقط اذا المعني هو من خلع عباءته واصبح فقط بالسروال اي ملابسه الداخليه واصبح صدره متعري ولكن لايوجد اي معني لها بمعني ظهور العوره ] أ. هـ

 .اتزر بثوبه : والحقيقه في اليوناني الكلمه تعني عباءة الصياد الخارجية الملابس العلويه هو نوع من الكتان عبائة للصيادين الذي كان يلبس في عملهم  اذا الكلمات فى الإنجيل اليونانى واضحه هو كان بدون العباءة ولما علم ان الرب يسوع المسيح علي الشاطئ خجل ان يذهب له بملابس الصيادين بدون العباءة فاتزر بالعباءة  نعرف ان الصياد يتعرض لمياه كثيره لذلك في اثناء الصيد حاليا يرتدي غطاء واقي من المياه ليحمي ملابسه من البلل ولكن في هذا الزمان لم يكن لديهم مثل هذه الانواع من الملابس فكانوا في اثناء الصيد ينزعوا عباءتهم ويبقوا بالسراويل لكي لا يبلوا عباءتهم وبخاصه انهم يبزلون مجهود في النهار ولكن اثناء رجوعهم الي بيوتهم مساء يكون الطقس ابرد فيحتاج الي ان تكون عباءته جافه
https://drghaly.com/articles/display/10735

ونحيد علم القراء أن السروال اى الملابس الداخلية كانت من الكتان الذى يصنعه المصريين وكانوا يصدرونه إلى جميع أنحاء العالم القديم

وَأَلقَى نَفْسَهُ فِي البَحْرِ ليصل إلى المسيح سريعاً. فمحبته لسيده ألجأته إلى ذلك، فلم يهتم بالسمك أو الشبكة أو السفينة أو الرفاق.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> فقال ذلك التلميذ الذى كان يسوع يحبه " أى يوحنا الإنجيلى " لبطرس هو الرب " إذ لما رأى الأعجوبة تفرس فيه فعرفه من هيئته " فلما سمع سمعان بطرس أنه رآى الرب إتزر بثوبه " أى شد وسطه به " لأنه كان عريانا " ليس من كل ملابسه بل من بعضها ليكون نشيطا فى وقت الصيد وألقى نفسه فى البحر " ليذهب إليه على الشاطئ فى الماء ويصل سريعا إلى المسيح لشدة محبته له "

   تفسير / شرح  (يوحنا 21: 8)  8 واما التلاميذ الاخرون فجاءوا بالسفينة، لانهم لم يكونوا بعيدين عن الارض الا نحو مئتي ذراع، وهم يجرون شبكة السمك.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " وَأَمَّا التّلامِيذُ الآخَرُونَ فَجَاءُوا بِالسَّفِينَةِ،"

أى أنهم جدفوا بالسمك داخل شباكهم فى البحر فالسمك يحاول أن يسبح في الاتجاه المعاكس للقرب من الشاطىء

 

2) "  لأنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا بَعِيدِينَ عَنِ الأَرْضِ إلا نَحْوَ مِئَتَيْ ذِرَاعٍ،"

الذراع:ما بين طرف المرفق إلى طرف الإصبع الوسطى أي نحو 43- 48 سم.وقيل:الذراع أربع وعشرون إصبعا(أي نحو 48 سم)،وقيل:الذراع شبران،ويتراوح طوله كوحدة قياس حديث بين50 – 80 سم وفق البلاد ( ذلك الشامي 68 سم،والمصري 58 سم،والمعماري75 سم ،والبلدي 80 سم ). والجمع أذرع وذرعان

 مسافة المئتي ذراع فهي حوالى مئة ياردة أي ست وتسعون متراً تقريباً.

 

3) " وَهُمْ يَجُرُّونَ شَبَكَةَ السَّمَكِ"
وَهُمْ يَجُرُّونَ شَبَكَةَ السَّمَكِ منعهم ثقل الشبكة لكثرة ما فيها من السمك أن يرفعوها إلى السفينة كعادتهم أحياناً عندما كان سفينه أخرى (لوقا ٥: ٧).7 فاشاروا الى شركائهم الذين في السفينة الاخرى ان ياتوا ويساعدوهم. فاتوا وملاوا السفينتين حتى اخذتا في الغرق. "  وذكر البشير قرب السفينة من الشاطئ بياناً لإمكان جر الشبكة وراءهم إليه.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> وأما التلاميذ الآخرون " الستة " فجائوا بالسفينة لأنهم لم يكونوا بعيدين عن الأرض إلا نحو مئتى ذراع " أى قريبين من الشاطئ " وهم يجرون شبكة السمك " لثقلها من كثرة السمك الذى فيها إذ لو كانت خفيفة لأستطاعوا أن يرفعوها إلى السفينة كعادة الصيادين

    تفسير / شرح (يوحنا 21: 9)  9 فلما خرجوا الى الارض نظروا جمرا موضوعا وسمكا موضوعا عليه وخبزا.
  .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) «فَلَمَّا خَرَجُوا إِلَى الأَرْضِ نَظَرُوا جَمْراً مَوْضُوعاً وَسَمَكاً مَوْضُوعاً عَلَيْهِ وَخُبْزاً».
ولا نعجب من وجود السمك والخبز هناك بواسطة معجزية. فهذا يشبه إرسال الملاك بالطعام إلى إيليا في البرية (١ملوك ١٩: ٦).  6 فتطلع واذا كعكة رضف وكوز ماء عند راسه فاكل وشرب ثم رجع فاضطجع. " وغاية يسوع مما فعل أن يظهر لهم قوته على تهيئة حاجاتهم، واستعداده لذلك، ورغبته فيه.
لم يذكر يوحنا من أين أتى المسيح بالسمك والجمر والخبز.إنها الوليمة التي أعدها الرب للواصلين إلى الشاطىء, تشير من بعيد وبصورة مصغرة للغاية إلى قوله السابق: «وأتا أجعل لكم كما جعل لى أبي ملكوتاً لتأكلوا وتشريوا على مائدتي ...» (لو29:22-30) هي مائدة قد أعدها الرب، والجمر فيها أساسي كالخبز، وإن كان السمك لا يدخل في مضمون الإفخارستيا إلا أنه من جهة اسمه العام هو طعام الإيمان، الإيمان «بيسوع المسيح ابن الله المخلص»، وهذه الكلمات الخمس هي مدلول الحروف الخمسة في كلمة «إخثوس» (السمك).

كان هدف يسوع فى هذه الوجبة الصباحية للتلاميذ بعد أن نفذت قواهم فى صيد السمك طول الليل هو الشركة والتأمل اللاهوتى حسب الحالة النفسية التلاميذ وفقدان معلمهم : (1)  لقد تذكر بطرس أنه أنكر سيدة قرب جمر النار (يو 18: 18) وقد وردت الإشارة إلى جمر النار فى موضعين فقط هنا وعندما كان بطرس يسطلى حول النار مع العبيد والجوارى فى بيت قيافا كتب يوحنا البشارة التى على إسمه مسترشدا بالروح القدس وكذلك رسائله خاصة الأولى لمواجهة البدعة الغنوصية التى أنكرت إنسانية يسوع ولذلك أورد ظهور يسوع هنا ويسوع يأكل مع التلاميذ

 

رمز السمكة

من الرموز الهامة التي كان يستخدمها المسيحيون الأوائل وقت الاضطهاد للتعرف على بعضهم فيرسم واحد خطا منحنيا على اللأرض  فإذا رسم الاخر خطا منحنيا عكسه يظهر شكل السمكة . السمكة باليوناني ΙΧΘΥΣ التي تنطق بالعربية إيخثيس،«إخثوس» (السمك). وكلمة ΙΧΘΥΣ هي أول كل حرف لخمس كلمات وهما "يسوع المسيح ابن الله المُخَلِص",
الحرف الأول الايوتا"Ι" وهو الحرف الأول لكلمة Ἰησοῦς إيسوس بالعربى يسوع.
الحرف الثاني الخي"Χ" وهو الحرف الأول لكلمة Χριστóς خريستوس بالعربى (المسيح).
الحرف الثالث الثيتا"Θ" وهو الحرف الأول لكلمة Θεοῦ المشتقة من كلمة Θεóς بالعربى ثيؤس الرب .
الحرف الرابع اليوبسلون"Υ" وهو الحرف الأول لكلمة ͑Υἱός يوس أي بالعربى (ابن).
الحرف الخامس السجما"Σ" وهو الحرف الأول لكلمة Σωτήρ سوتير المشقة من كلمة σωζω اليونانية التي تعني بالعربية (خلص).
فتكون الكلمة يسوع المسيح ابن الله المخلص، Ἰησοῦς Χριστóς Θεοῦ͑ Υἱός Σωτήρ.
 تُذكر كلمة سمكة بمشتقتها حوالي سبع وعشرون مرة في الإنجيل فقط (متي-مرقص-لوقا-يوحنا)، علي سبيل المثال وليس علي سبيل الحصر, معجزة تكثير الخبز والسمك الخمس أرغفة والسمكتين التي أشبعت خمسة آلاف رجل بغير النساء، وتبقي منها بعدما شبعوا إثني عشر قفة مملوة(مرقص 34:6-44). معجزة السبع خبزات والقليل من السمك التي أشبعت أربعة آلاف شخص، وما تبقي بعدما شبعوا كان سبع سلال ( مرقص 1:8-10).

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> "فلما خرجوا إلى ألأرض نظروا جمرا موضوعا وسمكا موضوعا عليه وخبزا " والذى أوجد هذا السمك والخبز هو يسوع الذى أشبع الخمسة آلاف من الخمس خبزات هو الذى أرسل ملاكه بالطعام إلى إيليا هو الذى يعطى الطعام لطيور السماء وباقى مخلوقاته

    تفسير / شرح (يوحنا 21: 10)  10 قال لهم يسوع:«قدموا من السمك الذي امسكتم الان».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 
1) "«قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: قَدِّمُوا مِنَ السَّمَكِ الَّذِي أَمْسَكْتُمُ الآنَ»."
وردت فى هذه ألاية (يو 21: 10) كلمتين مختلفتين تشيران إلى نوعين مختلفين من السمك فى ألايان (يو 21: 9 و 10 و13) وهما الكلمة اليونانية "اوبساريون" ومعناها السمك الصغير " والكلمة الأخرى هى "إيخثوس" ومعناها السمك الكبير ويعتقد أنهما أستخدمتا كمترادفتين فى هذا السياق  فى إشارة إلى   (القطيع الكبير [لو5] والقطيع الصفي
الأرجح أن المسيح قصد بذلك أن يأتوا ببعض ما صادوه هم من السمك ليأكلوه مع ما أعدّه هو ربما لأن الذى أعده كان لا يكفى لسبعة تلاميذ . ولعله قصد أن يأتي بالسمك ويريه لهم ليقتنعوا بوفرة الصيد الذى إصطادوه بمعجزة وليس بخبرتهم وأعدوا النوعين من السمك الذى قدمه المسيح والذى قدمه التلاميذ ، ويذكروا معجزة السمك التي صنعها حين دعاهم ليكونوا «صيادي الناس». وهناك تأملات حول موضوع هاذين النوعين من السمك سمك المسيح هم التلاميذ الذين أعدهم يسوع وسمك التلاميذ الذين غصطادوه بمعجزته هم الناس الذيم إصطادهم التلاميذ بقوة المسيح  «من تعب نفسه يرى ويشبع ... أقسم له بين الأعزاء، ومع العظماء تقسم غنيمة, من أجل أنه سكب للموت نفسه، وأحصي مع أثمة, وهو حمل خطية الكثيرين، وشفع في المذنبين.» (إش11:53-12)
 ونحيط علم القراء أن إبنا زبدى «يعقوب ويوحنا»، فقد رافقا بطرس في هذه ارحلة الصيد   لأنهما مرتبطان ببطرس أصلاً من جهة هذه المهنة, مهنة الصيد: «وكذلك أيضاً يعقوب ويوحنا ابنا زبدي اللذان كانا شريكي سمعان.» (لو10:5) وأنه أى كان الأمر فإنهم عائدين للجليل كما أمرهم المسيح
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> ثم " قال لهم يسوع  قدموا من السمك الذى أمسكتم الآن " حتى يعرفوا وفرته وفرته ويذتذكرةا معجزة السمك حين دعاهم ليكونوا صيادى الناس

    تفسير / شرح (يوحنا 21: 11)  11 فصعد سمعان بطرس وجذب الشبكة الى الارض، ممتلئة سمكا كبيرا، مئة وثلاثا وخمسين. ومع هذه الكثرة لم تتخرق الشبكة.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 

1) " فَصَعِدَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَجَذَبَ الشَّبَكَةَ إِلَى الأَرْضِ"

نرى مهارة التلميذ بطرس فى الصيد حيث وأنه على الأرض ساعد زكلاؤه فى الصيد على جذب الشبكة المملوءة سمكا وتفسيرنا مقيدد بالحرفية والشبكة بلغة الإنجيل هي دعوة الملكوت المطروحة على نفوس الناس, والشبك انواع  حسب نوع السمك المراد إصطياده كبيرا كان أم صغيرا حسب إتساع وضيق عيون الشبكة  إما تُطرح الشبكة على مستوى الناموس إذا كانت «طرحة شمالية» أوالتدبير الشمالي فلا تصطاد شيئاً حتى ولو سهر الساهرون الليل بطوله وكانت لهم خبرات من السنين هذا عددها ؛ وإما تطرح على مستوى اليمين، على كلمة الرب، فيكاد لا يفلت منها إلا ما هو غير قابل للصيد.

 وهناك معجزة أخرى شبيهة بهذه المعجزة وردت فى (مت47:13-29)«يشبه ملكوت السموات شبكة مطروحة في البحر وجامعة من كل نوع. فلما امتلأت، أصعدوها على الشاطىء، وجلسوا وجمعوا الجياد إلى أوعية، وأما الأردياء فطرحوها خارجاً, هكذا يكون في انقضاء العالم, يخرج الملائكة ويفرزون الأشرار من بين الأبرار.»
‏اوفى إنجيل لوقا: (لو4:5-7) «ولما فرغ من الكلام قال لسمعان: ابعد إلى العمق وألقوا شباككم للصيد، فأجاب سمعان وقال له: يا معلم، قد تعبنا الليل كله ولم نأخد شيئاً, ولكن على كلمتلث القي الشبكة, ولما فعلوا ذلك أمسكوا سمك كثيرا جداً, فصارت شبكتهم تتخرق ... وملأوا السفينتين حتى أخذتا فى الغرق.»

لمكونات المشتركة في الثلاثة الأناجيل متى ولوقا وهنا فى يوحنا (يو3:21-11) ومدلولها الروحي [المركب، البحر, الشبكة, لسمك. هم: الكنيسة، العالم، المناداة بالملكوت، المؤمنون.
المفارقة بين قصة إنجيل لوقا وقصة إنجيل يوحنا، ومدلولها على أساس إنجيل متى:
القديس لوقا
‏أ _ المركب لم تفارق البحر (الكنيسة في الحاضر)
‏ب _ المسيح لم يغادر المركب (المسيح يقود الكنيسة في الحاضر)
ج _ السمك لم يفارق المركب (المؤمنون في جهاد الحاضر)
‏د _ المركب أخذت في الغرق (طغيان العالم على الكنيسة)
د _ الشباك تتخرق (‏أتعاب الكرازة وتجاربها)
‏و_ السمك لم يفرز، جيد مع ردي (المؤمنون تحت الاختبار)
القديس يوحنا
‏المركب بلغت الشاطىء (‏الكنيسة بلغت الأبدية)
المسيح على الشاطىء (‏المسيح يستقبل المخلصين)
السمك قدموه على الشاطىء (المخلصون يقدمون إلى المسيح)
المركب وصلت بكامل سلامتها (‏الكنيسة المنتصرة على شاطىء الأبدية)
الشباك لم تتخرق (‏تجلي الملكوت)
‏السمك كبير كله ومعدود (‏إحصاء المفديين المعروفين بالاسم)

 

2) "  مُمْتَلِئَةً سَمَكاً كَبِيراً، مِئَةً وَثلاثاً وَخَمْسِينَ. وَمَعْ هَذِهِ الكَثْرَةِ لَمْ تَتَخَرَّقِ الشَّبَكَةُ "

† " مئة وثلاثا وخمسين. ومع هذه الكثرة لم تتخرق الشبكة.  " ..يرى البابا غريغوريوس (الكبير) أن كل عمل في العهد القديم يرتبط بالوصايا العشرة، وأنه يكمل في العهد الجديد بالروح القدس الذي يقدم سبع نعم "روح الحكمة والفهم، روح المشورة والقوة، روح المعرفة والتقوى، روح مخافة الرب" (راجع إش 11: 2، 3).

 153 هو رقم رمزي له مدلولات عديدة في الكنيسة.  

فالعهدان معًا يشار إليهما برقم 17 [7+10]، فكل أعمالنا في العهدين هي 17، فإذا ضربت في رقم 3 تكون المحصلة 51 حيث يُحتفل باليوبيل (50) ونبدأ بالسنة 51... هذه هي راحة العهد القديم. أما في العهد الجديد فنضرب 51 في 3 (إشارة للثالوث القدوس) فتكون المحصلة 153، وهي إشارة إلى المختارين من رجال العهدين معًا في الكنيسة السماوية أي بيتنا السماوي

يقول القديس كيرلس أن 100 تشير إلى الأمم و 50 إلى اليهود .. و 3 إلى الثالوث رقم ٣= يشير لمن آمن بالله (الثالوث) وقام مع المسيح (٣ رقم القيامة) ويشير هنا الي القيامة من موت الخطية. رقم ٥٠= يشير الى يوم الخمسين في العهد الجديد و هو يوم حلول الروح القدس. لأن من قام مع المسيح يعطيه الله أن يتحرر ويحل عليه الروح القدس.و ٥٠ في العهد القديم هي سنة اليوبيل أي الحرية. رقم ١٠٠= هم قطيع المسيح الذي لا يهلك منه أحد (١٠٠ خاوف) فالمسيح يبحث حتى عن الخاروف الضال لكي يرده فلا يهلك. ب١٠٠ + ٥٠ + ٣= ١٥٣  

يقدم لنا القديس أغسطينوس لنا تفسيرا عن عدد السمك الكبير فهو ١٥٣ سمكة إشارة إلى رجال العهد القديم (١٠ رمز الناموس وعدد  الوصايا العشرة ) مع رجال العهد الجديد (٧ رقم الكمال) [ إن عدد التلاميذ الذين خرجوا للصيد سبعة وهو الرقم الذي يشير إلى كمال الأزمنة (٧ أيام الأسبوع)،] فالمجموع ١٧. رقم ١٥٣ هو محصلة جمع الأرقام من ١ إلى ١٧.

وقال اوغسطينوس بأن هذا هو العدد الكلى للذين أتوا وآمنوا بيسوع بواسطة الشريعة والنعمة تُسمى بعض الأعداد بأنها مثلثة. مثل رقم 10 هو العدد المثلث للعدد 4 (1+2+3+4=10) والعدد 153 هو العدد المثلث للعدد 17، وهو يحوي 7، 1 أي ثمانية. عدد التلاميذ على البحيرة 7، وعدد 8 يشير إلى الأبدية.

وإعتقد جيروم أن الرقم 153 هو إشارة إلىى انواع السمك فهو بالتالى يرمز إلى قدوم كل الأمم إلى المسيح ..

وتظهر هذه الطريقة المجازية فى تفسير هذه الأعداد براعة المفسر وليس قصد الكاتب الأصلى الذى أوحى له !!

† " ومع هذه الكثرة لم تتخرق الشبكة. " ..  لدينا وصفا ذكره شاهد عيان تعب فى جر الشبكة والإمساك بها حتى ا,صلها إلى شاطئ بحر طبرية من على بعد 200 ذراع

نحيط علم القراء أن السمك الذى كان يصطاد من بحيرة طبرية كان يملح بملح من البحر الميت وكان يصدر إلى بلدان كثيرة وروما  وكان يباع هناك بأثمان كبيرة
الظاهر أن التلاميذ لما وقفوا على الشاطئ كانوا أمام المسيح يتوقعون أمره. ولما أمرهم بتقديم السمك أخذوا يجذبون الشبكة إلى الأرض. وقام بطرس بذلك وساعده الباقون لأنه هو الذي دعاهم إلى الصيد (ع ٣). ومن غرائب ذلك ثلاثة أشياء: كثرة السمك، وكبره، وعدم تخرق الشبكة، خلافاً لما كان في لوقا ٥: ٦. وذكر عدد السمك بياناً لعظمة المعجزة، كما ذكر أن الآكلين في معجزة بيت صيدا كانوا خمسة آلاف رجل، وأن الأرغفة خمسة والإدام سمكتان، وأن القفف اثنتا عشرة (يوحنا ٦: ٩، ١٠، ١٣).
153 عدد نرجسي: يساوي مجموع أرقامه، مرفوعاً إلى الأس 3 (عدد خاناته)، حيث :حيث : 13 + 53 + 33 =1+125+27=153
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>  " فصعد سمعان بطرس وجذب " بالإشتراك مع التلاميذ الآخرين " الشبكة إلى الأرض ممتلئة سمكا كبيرا مئة وثلاثلا وخمسين " ومع هذه الكثرة لم تتخرق الشبكة" ووفرة السمك تدل على عظم الأعجوبة وعدم تخرق الشبكة يدل على أنه له المجد يحمى الكنيسة من الهرطقات التى يبتدعها أعداؤها بقصد تمزيقها .

   تفسير / شرح  ( يوحنا 21: 12)  12 قال لهم يسوع:«هلموا تغدوا!». ولم يجسر احد من التلاميذ ان يساله: من انت؟ اذ كانوا يعلمون انه الرب.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: هَلُمُّوا تَغَدَّوْا."
هَلُمُّوا تَغَدَّوْا أعدّ المسيح الطعام ودعاهم إليه شفقة عليهم لأنه عرف أنهم قد تعبوا وجاعوا بعد ليلة طويلة من الجهد حاولوا فيها أن يصطادوا سمكا فلم يفلحوا ، المسيح الرحوم العطوف الذى يهتم بتلاميذه فام بإعداد الطعام بنفسه لأنه تلاميذه كانوا منهكين من التعب وليبين أن مشاعره نحوهم لم تتغير. وإن كان قد مات وقام فقد ظل يحبهم ويعتني بهم كما كان في أول الأمر. ولا شك أنه أكل معهم كما قال بطرس (أعمال ١٠: ٤١)41 ليس لجميع الشعب، بل لشهود سبق الله فانتخبهم. لنا نحن الذين اكلنا وشربنا معه بعد قيامته من الاموات" وحسبما أنبأ به وأكل المسيح مع تلاميذه فى العلية بعد قيامته (لوقا ٢٤: ٤٢، ٤٣) 41 وبينما هم غير مصدقين من الفرح ومتعجبون قال لهم: «اعندكم ههنا طعام؟» 42 فناولوه جزءا من سمك مشوي وشيئا من شهد عسل. 43 فاخذ واكل قدامهم. " لأنه أراد أن يؤكد لهم صحة قيامته بالجسد، وأن يزيل خوفهم، ويجعلهم يعتبرونه حبيبهم وصديقهم.

2) " وَلَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ مِنَ التّلامِيذِ أَنْ يَسْأَلَهُ: مَنْ أَنْتَ؟ إِذْ كَانُوا يَعْلَمُونَ أَنَّهُ الرَّبُّ "
وَلَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ لم يكن الرسل حينئذ محتاجين إلى شهادة المسيح بأنه هو، لأنهم تأكدوا من ذلك. لكنه كان يزيدهم تعزية لو سمعوه يقول «أنا هو» كما قال وهو آتٍ إليهم على البحر ليلاً عندما رأوه سائرا  على ماء بحر الجليل (يوحنا ٦: ٢٠).20 فقال لهم:«انا هو، لا تخافوا!».  لكنهم عدلوا عن السؤال خوفاً لما على هيئته من الهيبة والوقار، ومن أنه قد قام من الأموات، وأخذ يحضر ويغيب بطريق عجيبة، ومن المعجزتين اللتين صنعهما حينئذ.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
فسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
>  ثم " قال لهم يسوع هلموا تغدوا " من الطعام الذى أعددته لكم وهو السمك المشوى  فوق الجمر وقد أخبرنا (لو 24: 32- 43) أنه تغذى معهم ولم يجسر أحد منالتلاميذ أن يسأله من أنت ؟ إذ كانوا يعلمون أنه الرب " أى لم يكونوا  محتاجين للتأكد منه لأنهم عرفوه يقينا أنه الرب ولأن هيئته قد أراعتهم وأدهشتهم فلم يجسروا أن يسألوه

   تفسير / شرح  (يوحنا 21: 13)  13 ثم جاء يسوع واخذ الخبز واعطاهم وكذلك السمك.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

يقول القديس أغسطينوس أن القديس يوحنا بهذه الآية يكون قد انتهى من إنجيله.


1) " ثُمَّ جَاءَ يَسُوعُ "

 الظاهر أنهم خافوا أن يتقدموا إليه حتى اقترب منهم ليشجعهم.كان رد المسيح عل توقفهم الحذر وتوقعهم المبادرة منه، أن تقدم نحوهم بالفعل واقترب من المائدة التي أعدها. ولكن لا يذكر هنا أي حركة من حركات الإفخارستيا المعتادة، فلا هو نظر إلى فوق, ‏ولا هو كسر، ولا هو بارك.

 

2) "  وَأَخَذَ الخُبْزَ وَأَعْطَاهُمْ وَكَذَلِكَ السَّمَكَ"
وَأَخَذَ الخُبْزَ وَأَعْطَاهُمْ كما اعتاد أن يفعل معهم في السابق وهو رئيس المتكإ وهو المضيف صاحب الدعوة ، ليذكروا الأوقات الكثيرة التي أكلوا فيها معه وحده، وليذكر المعجزتين اللتين أشبع فيهما الألوف من الخبز والسمك. والآن يقف المسيح حيا بعد قيامته على شاطئ بحر طبرية يدعى تلاميذة لوجبة من الخبز والسمك  وهكذا لا يبقى من الإفخارستيا إلا شركتها : «وأعطاهم». فالخبز هو شركة جسده في قمة تجليه، والسمك رمز الحياة الذي يمل اسمه «يسوع المسيح ابن الله المخلص».فإن قيل: هل قصد المسيح بما فعله هنا أن يبرهن صحة قيامته ولاهوته وناسوته وصداقته للرسل وعنايته بهم؟ قلنا: لعله علَّمهم وقتئذ نفس ما علمهم يوم دعاهم ليكونوا رسلاً، وهو أنهم صاروا «صيادي الناس» وأن نجاحهم متوقف على حضوره بينهم بالروح وطاعتهم إرشاده. وقال بعضهم «إن في هذه الحادثة رمزاً إلى ما يحدث لكل تلاميذ الرب في نهاية أتعابهم، فيبلغون شاطئ السلام السماوي، ويجدون الرب هنالك يستقبلهم ويدعوهم إلى وليمة عظيمة أعدها لهم، فيتكئون معه ومع إبراهيم وإسحاق ويعقوب في ملكوته». قلنا المشابهة ظاهرة حسنة، ولكن لا دليل على أن المسيح قصدها.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
> والظاهر انهم خافوا أن يتقدموا للطعام ولذا " جاء يسوع واخذ خبزا وأعطاهم وكذلك السمك " أى وزع عليهم كما كان يفعل معهم قبل موته ليحقق لهم قيامته وعنايته بهم

   تفسير / شرح  (يوحنا 21: 14)  14 هذه مرة ثالثة ظهر يسوع لتلاميذه بعدما قام من الاموات.
... . .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) "«هَذِهِ مَرَّةٌ ثَالِثَةٌ ظَهَرَ يَسُوعُ لِتلامِيذِهِ بَعْدَمَا قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ»."

ذكر يوحنا هنا المرات التي ظهر فيها لجماعة تلاميذه (يوحنا ٢٠: ١٩، ٢٦) 19 ولما كانت عشية ذلك اليوم، وهو اول الاسبوع، وكانت الابواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود، جاء يسوع ووقف في الوسط، وقال لهم:«سلام لكم!» 26 وبعد ثمانية ايام كان تلاميذه ايضا داخلا وتوما معهم. فجاء يسوع والابواب مغلقة، ووقف في الوسط وقال:«سلام لكم!». لا لغيرهم من الأفراد، مثل النساء وتلميذى عمواس كانوا من الرسل المسافرين إلى عمواس. وعلى هذا لم يحسب معها ظهوره لمريم المجدلية الذي ذكره في (يوحنا ٢٠: ١٦)  16 قال لها يسوع:«يا مريم» فالتفتت تلك وقالت له: «ربوني!» الذي تفسيره: يا معلم."  ولا ظهوره لبطرس ولا للتلميذين  ولعله نظر إلى الظهور باعتباره ما شاهده هو ودون عدده، ، فيكون ظهوره ثلاث مرات يوم القيامة مرة،هو اليوم الأول، واليوم الثامن لقيامته هو الثاني، وهذا هو الثالث. ولكن يرى العالم وستكوت أنه يقصد الظهور الخاص بالتلاميذ مجتمعين.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112

> " هذه المرة  ثالثة ظهر يسوع لتلاميذه بعدما قام من الأموات " بخلاف الدفعات الأخرى التى ظهر فيها لتلاميذه ولنحو خمسماية أخ ذكرها البشيرون الأربعة .

 

 

This site was last updated 09/02/21