Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تفسير / شرح إنجيل يوحنا الإصحاح  الثالث عشر (يو 13: 1- 30)

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
تفسير يوحنا ص1 1: 1-18
فسير إنجيل يوحنا ص 1: 19- 51)
تفسير إنجيل يوحنا ص 2
تفسير إنجيل يوحنا ص 3
تفسير إنجيل يوحنا ص4
تفسير إنجيل يوحنا ص5
تفسير إنجيل يوحنا ص6:1- 40
تفسير إنجيل يوحنا ص6: 41- 71
تفسير إنجيل يوحنا ص 7: 1- 24
تفسير إنجيل يوحناص7: 25- 53
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 1- 20
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 21 37
تفسير إنجيل يوحنا ص 8: 38- 59
تفسير إنجيل يوحنا ص9: 1- 23
تفسير إنجيل يوحنا ص9: 24-41
تفسير إنجيل يوحنا ص 10: 1- 21
تفسير إنجيل يوحنا ص 10: 22- 42
تفسير إنجيل يوحنا ص11: 1-32
تفسير إنجيل يوحنا ص11: 33- 57
تفسير إنجيل يوحنا ص 12: 1- 26
تفسير إنجيل يوحنا ص 12: 27- 50
تفسير إنجيل يوحنا ص13: 1- 17
تفسير إنجيل يوحنا ص13: 18- 38
تفسير إنجيل يوحنا ص 14
تفسير إنجيل يوحنا ص 15
تفسير إنجيل يوحنا ص 16
تفسير إنجيل يوحنا ص 17
تفسير إنجيل يوحنا ص 18
Untitled 8428
تفسير إنجيل يوحنا ص 19
Untitled 8429
تفسير إنجيل يوحنا ص20
Untitled 8430
تفسير إنجيل يوحنا ص 21
Untitled 8415
ت

تفسير يوحنا الإصحاح  السابع عشر - فى مجمل الأناجيل الأربعة: الفصل25
تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الثالث عشر
1. غسل أقدام التلاميذ (يوحنا 13:  1- 17)
2. حديثه عن مسلمه  (يوحنا 13:  18- 30)

 

تفسير إنجيل يوحنا الإصحاح  الثالث عشر
1. غسل أقدام التلاميذ (يوحنا 13:  1- 17)

  شرح وتفسير (يوحنا 13:  1)  1 اما يسوع قبل عيد الفصح، وهو عالم ان ساعته قد جاءت لينتقل من هذا العالم الى الاب، اذ كان قد احب خاصته الذين في العالم، احبهم الى المنتهى.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 

لم يذكر يوحنا وصف العشاء الرباني الذي ذكره سائر الإنجيليين، ولعل سببه أنه كان معروفاً وقد مارسته الكنيسة نحو أربعين سنة أو خمسين سنة قبل أن يكتب يوحنا البشارة التى على إسمه . ولكنه هو وحده ذكر كلمات يسوع الأخيرة للرسل (يوحنا ١٣ - ١٦) وصلاته الشفاعية (يوحنا ١٧).

 

1) " أَمَّا يَسُوعُ قَبْلَ عِيدِ الفِصْحِ،"

  قبل عيد الفصح حدد يوحنا أن هذه الوجبة كانت قبل الفصح أى فى يوم الأربعاء 13 نيسان لأن الكلام هنا ليس عن العشاء الأخير التى هى وجبة الفصح التى تمت يوم الخميس  14 نيسان ولكن عن وجبة يوم الأربعاء 13 نيسان ،
قَبْلَ عِيدِ الفِصْحِ : عيد الفصح اليهودى يوم 14 نيسان واليوم فى التقويم اليهودى يبدأ من عشية اليوم السابق فإذا كان عيد الفصح 14 نيسان هو يوم الجمعة فهذا يعنى أن الفصح يبدأ من مساء / عشية يوم الخميس + نهار الجمعة وينتهى قبل غروب شمس الجمعة

.ويتفق  جميع الأناجيل  الآزائية كانت يوم الخميس وأن الصلب كان يوم الجمعة (يو 19: 31 ) (مر 15: 43) (لو 23: 54) وجبة الفصح فى العادة تجرى بمناسبة التحرر من مصر (خر12) وفى هذه الآية أكدت البشارة بحسب يوحنا أن يوم يوم هذه الوحبة كان قبل وجبة الفصح المعتادة (يو 18: 28 & 19: 14 و 31 و 42) ويوحنا الحبيب يقول هذا في ليلة يوم الاربعاء الذي في هذا الاربعاء خان يهوذا السيد المسيح واتفق من رؤساء الكهنة لتسليمه وهذا الطقس الذي تمارسه الكنيسه وفي القراءات الكنسيه المؤسس من القرن الاول الميلادي ويعرفه القديس يوحنا جيدا وهو بالفعل الذي يوازي يوم 13 نيسان الذي تتفق فيه الكنيسه انه اليوم الذي قرر فيه يهوذا الخيانه ويقراء هذا الفصل عن خيانة يهوذا

 وقصد بقوله «قبل» الوقت الفترة ما بين استعدادهم الذى بدأ بغروب شمس الخميس وأكلهم الفصح ليلا أى وهم على وشك أن يبدأوا في أكله وليس قبل عشية  14 نيسان كما يظهر من (يو 13: 2) كما حددته الثلاثة الأناجيل الأخرى وقت الفصح نفسه، أي حدث فى عشاء الفصح كان في 14 نيسان. وقد مرَّ الكلام على الفصح (في شرح متّى ٢٦: ٢، ١٧)

. وذكر كل البشيرين أن موت المسيح كان في عيد الفصح. لسببين : (١) أن خروف الفصح كان يرمز للمسيح. (٢) اشتهار صلبه بذلك وكانت الجلجثة تلة مرتفعة بجانب أحد أبواب مدينة أورشليم فرآه الداخلون والخارجون غير جمهور اليهود الذين قالوا أصلبه أصلبه  وتبعوه لموقع صلبه ، فقد شاهدته جموع كثيرة وأشاعوا أمره في كل الأرض. وحدث موته حينئذ فى عيد الفصح على خلاف خطة رؤساء اليهود، بدليل قولهم «ليس في العيد» (مرقس ١٤: ٢).

قبل الفصح:  فكل الأناجيل تثبت أن الفصح اليهودي قد أكمل والى الأبد سواء بهذا العشاء الأخيرا لذي ذبح فيه المسيح نفسه بالنية، أو بذبح المسيح فعلاً على الصليب على أيدي اليهود، عوض خروف الفصح ‏وأن الفصح الحقيقي, الذي كانت كل أعياد الفصح السابقة رمزا له, قد أُكمل والى الأبد بذبح «حمل الله» يسوع المسيح، على الصليب لرفع خطايا العالم؛ وذلك في نفس ميعاد ذبح خروف الفصح في 14 ‏نيسان، ليصح المسيح فصح الدهور كلها: «الخروف القائم في السماء كأنه مذبوح». (رؤ 5: 6)

2) " وَهُوَ عَالِمٌ أَنَّ سَاعَتَهُ قَدْ جَاءَتْ "

أي الساعة التي عيّنها وحددها الرب لموته  ( يوحنا ١٢: ٢٣ )  23 واما يسوع فاجابهما قائلا:«قد اتت الساعة ليتمجد ابن الانسان." الآن «أتت الساعة» فانفك قيد سلطانهم الأثيم، وانطلقت حريتهم الشريرة ليصنعوا كل ما شاءوا: (لو53:22)«هذه ساعتكم وسلطان الظلمة»  (يوحنا ١٢: ٢٧) 27 الان نفسي قد اضطربت. وماذا اقول؟ ايها الاب نجني من هذه الساعة؟. ولكن لاجل هذا اتيت الى هذه الساعة " ، وكان قد قال مراراً فى الثلاث السنين الأخيرة إن ساعته لم تأتِ بعد فى عرس قانا الجليل فقال لأمه (يوحنا ٢: ٤ ) 4 قال لها يسوع:«ما لي ولك يا امراة؟ لم تات ساعتي بعد». وقال لتلاميذه ليهود يطلبون ان يرجموك، وتذهب ايضا الى هناك (يو ٧: ٦ ) 6 فقال لهم يسوع:«ان وقتي لم يحضر بعد، واما وقتكم ففي كل حين حاضر." وعندا قال له تلاميذه  ( يو ١١: ٩) 9 اجاب يسوع:«اليست ساعات النهار اثنتي عشرة؟ ان كان احد يمشي في النهار لا يعثر لانه ينظر نور هذا العالم، " وحقق الآن أنها قد أتت.( يو١٧: ١، ١١) 1 تكلم يسوع بهذا ورفع عينيه نحو السماء وقال:«ايها الاب، قد اتت الساعة. مجد ابنك ليمجدك ابنك ايضا، 11 ولست انا بعد في العالم، واما هؤلاء فهم في العالم، وانا اتي اليك. ايها الاب القدوس، احفظهم في اسمك الذين اعطيتني، ليكونوا واحدا كما نحن. "  ولا يعلن الله للناس وقت موتهم شفقة عليهم، ولكن يسوع عرف وقت موته ونوعه،( متّى ٢٦: ٢ ) 2 «تعلمون انه بعد يومين يكون الفصح وابن الانسان يسلم ليصلب».   فزادت معرفته ذلك الموت مرارة.

† " وهو عالم ان ساعته قد جاءت لينتقل من هذا العالم الى الاب،   " ..  إسم فاعل تام مبنى للمعلوم (كما فى يو 13: 3) لقد فهم يسوع وهو فى سن مبكرة (سن الـ 12) علاقته بالآب (لو 2: 41- 51) وبمجئ اليونانيين يفى (يو 12: 42) يظهر يسوع للعالم أن ساعة موته وتمجيده قى قربت (يو 2ك 4 & 12: 23 و 27 & 17: 1) تمبزت البشارة بحسب يوحنا بالثنائية منها الأفقية والعمودية والروحية وهنا ثنائية عمودية "فوق & وأسفل" (يو 13: 3) أرسل يسوع (يو 8: 42) ثم ينتقل هنا إلى الآب وغالبا ما تصور البشائر الآزائية (متى ومرقس ولوقا) ثنائية أفقية لعصرين يهوديين لملكوت الرب "الحاضر & الآتى" 

   

في إنجيل القديس لوقا نجد المسيح يسير نحو هذه «الساعة» متجهاً إليها بكل مشيئته: «وحين تمت الأيام لارتفاعه، ثبت وجهه لينطلق إلى أورشثليم» (لو51:9‏). فهو لم يكن عالماً بها وحسب، بل وكان يريدها، بل جاء من أجلها: «لأجل هذا أتيت إلى هذه الساعة» (يو27:12). كان المسيح يتجاوز مرارتها بسهولة لأنه كان يتطلع إلى غايتها السعيدة: «لينتقل إلى الآب», «الذي من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهيناً بالخزي.» (عب2:12)

وهو عالم : هنا يشيرالإنجيل إلى «علم» المسيح، ليس كأنه وليد الظروف والحوادث، بل هو العلم الفائق على الزمن وحوادثه، فهو العلم الكلي الذي يرى ويفحص كل الدهور، وما وراء الدهور، كل ما للانسان، وكل ما ما للرب بآن واحد. لذلك تأتي الكلمة كحال دائم «هو عالم» بصورة العلم المطلق. وأمام الحوادث القادمة، يقف علم المسيح المسبق، لا كمحرك للحوادث، بل كمصور للآلام القادمة في نفسه ليعطيها مزيداً من الواقعية، وقد استخدم المسيح علمه بآلامه, المزمع أن تكون، ليستعلن لاهوته،

3) " لِيَنْتَقِلَ مِنْ هَذَا العَالَمِ إِلَى الآبِ " عبّر المسيح عن الموت هنا بالانتقال، كأنه سفر من مكان إلى مكان آخر، لأن موته كان رجوعاً إلى بيت أبيه بعد إكماله العمل الذي لأجله أتى إلى هذه الأرض. والموت للمؤمن بالمسيح ذهاب إلى وطنه الأبدي في بيت أبيه السماوي، فهو مدخل الحياة الأبدية.


4) " إِذْ كَانَ قَدْ أَحَبَّ خَاصَّتَهُ الَّذِينَ فِي العَالَمِ"
إِذْ كَانَ قَدْ أَحَبَّ خَاصَّتَهُ : يوحنا يتكلم عن شعور المسيح وإخساسة بالتلاميذ وفى وسط علمه بموته يكشف المسيح عن صدق حبه لأخصائه, الذي هو مزمع أن يتركهم في العالم ليمضي هو إلى الآب. ثم طرح آلامه المزمعة وراء ظهره، ليتفرغ لتعزية أحبائه ويمارس عمل محبته.

قدَّم المسيح براهين كثيرة على حبه لتلاميذه في ثلاث سنين ونصف سنة قضاها معهم، ودعاهم ورثة الحياة الأبدية، و «خاصته» إعلاناً لمحبته الخاصة لهم، وأن الآب أعطاهم له، وقد تبعوه تاركين كل شيء لأجله (يوحنا ١: ١١، ١٢).

† "  اذ كان قد احب خاصته الذين في العالم، احبهم الى المنتهى.  " ..  كلمة العالم باليونانية "كوزموس" لها عدة معان فى البشارة بحسب يوحنا .. (1) كوكب الأرض (يو 1: 10 & 11: 9 & 16: 21 & 17: 5 و11 و 24 & 21: 25) .. (2) الجنس البشرى (يو 3: 16 & 7: 4 & 11: 27 & 12: 19 & 14: 22 & 18: 20 و 37) .. (3) الجنس البشرى المتمرد على الرب (سو 1: 10 و 29 & 3: 16- 21 & 4/ 42 & 6: 33 & 7: 7 & 9: 39 & 12: 31 & 15: 18 & 17: 25)

† "  احب خاصته  " ..  أستخدمت كلمة "خاصته" فى المخطوات البردى المصرية لتعنى " القريب" (لو 8: 19- 21)


5) " أَحَبَّهُمْ إِلَى المُنْتَهَى"  المنتهى هنا: إما نهاية الوقت، أو غاية المقدار. فيكون المعنى الأول أنه لا يزال يُظهر حبه لهم إلى آخر ساعة من حياته على الأرض، وبرهان ذلك أنه قبل موته بأقل من ٢٤ ساعة غسل أرجلهم. وهذا دليل على أن حبه لم يفتر ولو في انتظاره الموت السريع وأنهم جميعاً سيتركونه ويهربون.. ويكون المعنى على الثاني أنه أحبهم الحب الكامل، وبرهان ذلك ما ذُكر هنا. وما قيل هنا في محبته لرسله «إلى المنتهى» يُقال أيضاً في محبته للمؤمنين به الآن، لأنه «هُوَ هُوَ أَمْساً وَاليَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ» (عبرانيين ١٣: ٨).

† "  حبهم الى المنتهى  " ..  كلمة "المنتهى" باللغة اليونانية "تيلوس" وتعنى قصدا مكتملاً ، وهذه الكلمة تشير بالطبع إلى هدف يسوع من تجسده هو العمل الفدائى الذى اكمله على الصليب نيابة عن البشر ، وكانت كلمة يسوع الأخيرة على الصليب هى إحدى صيغ هذه الكلمة اليونانية (يو 19: 30) "قــد أكمـــل" والتى تعنى فى مخطوطات البردى المصرية "سدد بالكامل"

 «المنتهى»، أى نهاية قدرة المسيح على العطاء حتى نهاية عمره كإنسان على الأرض قبل ان يتمجد  ، عطاء الذات، وقدرة الأحبة  التلاميذ المخصوصين الضين لازموه على الأخذ. فهو حب الشركة، شركة الروح مع الروح, وهي الشركة التي استعلنها بل استكملها على العشاء, فيوحنا يتكلم الآن بعد أن أدرك وقاس وذاق طعم الدم في كأس الخلاص، وقوة الجسد المُقام في الخبزة المكسورة في تلك الليلة الخالدة، التي فيها أذاب حبه، كل حبه، مع روحه في كأس!! قوه شرطة ززحدانية رأى وفكر يحركها الحب  ‏«لأن حبك أطيب من الخمر... نبتهج ونفرح بك, نذكر حبك أكثر من الخمر، بالحق يحبونك» (نش2:1-4‏) ‏لقد اختفى طعم الخمر وبقي حبه مع روحه، فكيف لا يقول يوحنا «أحبهم إلى المنتهى»؟«اشربوا واسكروا أيها الأحباء.» (نش1:5)

"أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
الوحيد الذى ذكر إنجيل يوحنا غسل المسيح أرجل تلاميذه ثم العظة التى تلاها بهم بعد ذلك  فقال إن يسوع "قبل الفصح" أى فى مساء الخميس وبقوله (قبل) أظهر ان المسيح أكل العشاء السرى مع تلاميذه فى الوقت الذى هو ما بين إستعداد اليهود وأكلهم الفصح أى وهم على وشك أن يبتدئوا فى أكله "هو عالم أن ساعته قد جاءت" أى أن الساعة المحدودة لموته قد جاءت "لينتقل" أى ليموت وعبر عن الموت بالإنتقال لأنه فى الحقيقة إنما هو إنتقال من مكان لمكان وكذلك يكون موت المؤمن بالمسيح فغنه ليس سوى الذهاب إلى وطنه السماوى "إذ كان" المسيح " قد احب خاصته الذين فى العالم " الذين غختصهم به وهم تلاميذه ( وبالتالى جميع المؤمنين به ) "أحبهم إلى المنتهى" أى حبا ساميا كاملا ر يساويه فى كماله حبا آخر ، وقال يوحنا فم الذهب إن معنى "إلى المنتهى " دائما ومثل قوله "إلى إقضاء العالم" ..

   شرح وتفسير (يوحنا 13:  2) 2 فحين كان العشاء، وقد القى الشيطان في قلب يهوذا سمعان الاسخريوطي ان يسلمه،

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
† "   وقد القى الشيطان في قلب يهوذا سمعان الاسخريوطي ان يسلمه،  " .. إسم فاعل تام مبنى للمعلوم ، عرف يسوع عن يهوذا منذ البداية (يو 6: 70) فقد الشيطان يجرب يهوذا طول الوقت واسقطه فى يديه (يو 13: 27)

1) " فَحِينَ كَانَ العَشَاءُ

 هناك عدة قراءات فى المخطوطات فقد تعنى هذه العبارة .. (1) بعد العشاء .. (1) بعد كأس البركة الأول عندما تم غسل اليدين .. (3)  بعد كأس البركة الثالث .. والأرجح أنه عنى بعد العشاء أو بعد الكأس الأول

أي عشاء الفصح (لا العشاء الرباني) وقت ما أُعد وقد اتكأوا للأكل، إجتمع التلاميذ والمسيح والنساء الخادمات فى مكان واحد وأصبح المكان خلية من النحل تعمل لإعداد عشاء عيد الفصح أكبر الأعياد اليهودية  لكنهم لم يكلموه أثناء ذلك (يو 13: 12)  ومن قوله «واتكأ أيضاً» ومن (يو 13: 26) أيضاً، حيث ذكر أن المسيح أعطى يهوذا اللقمة.

 

2) " أَلقَى الشَّيْطَانُ فِي قَلبِ يَهُوذَا"

ألقى : تعنى فى اللغو العربية  " أَلقى إليه القولَ، وبالقول: أبلغَه إيّاه".  أي حرك فلبة أو وسوس في فلبه بأفكاره الشريرة ليتمم قصده وهو تسليم سيده يسوع حسبما وعد الرؤساء (متّى ٢٦: ١٤). "حينئذ ذهب واحد من الاثني عشر، الذي يدعى يهوذا الإسخريوطي، إلى رؤساء الكهنة" 

وحسب الخطة الإلهية المحكمة فى تجسد المسيح فى وجود أشخاص يتممون ويساعدون تدبير الفداء وهذا يفسر العبارة التىوردت فى (غل 4: 4) "ولما جاء ملئ الزمان" أى فى الوقت المجدد الذى تجمعت فيه كل الأشخاص مثل هيرودس وبيلاطس وقيافا وغيرهم والملاحظ أنالمسيح إختار12 تلميذا رسل أرسلهم ليبشروا ومن هؤلاء إختار يهوذا له ميول شريرة وليست هذه أول مرة دخل الشيطان قلب يهوذا، لأن المسيح قال قبل ذلك بمدة ليست بقصيرة «أَلَيْسَ أَنِّي أَنَا اخْتَرْتُكُمْ، الاثْنَيْ عَشَرَ؟ وَوَاحِدٌ مِنْكُمْ شَيْطَانٌ!» (يوحنا ٦: ٧٠ ،٧١). إن القلب البشري في حالته الطبيعية شرير، وغدار، ومخادع. يقول سفر ارميا 17: 9 "اَلْقَلْبُ أَخْدَعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ نَجِيسٌ مَنْ يَعْرِفُهُ!" ولا يستطيع الشيطان أن يخدع الإنسان بفعل الشر إلا إن كان في القلب شهوة رديئة. وكان الطمع أو حب المال هو الوسيلة الذى دخل بها الشيطان قلب يهوذا .«لأن محبة المال أصل لكل الشرور، الذي إذ ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان, وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة.» (اتي10:6‏) ومعنى قوله «ألقى الشيطان» أن الشيطان يطرح في قلوب الناس بذور الشرور، ويسمح لها الأشرار أن تتأصل فيهم وفيكملون أفعالهم الشريرة وكان فعل يهوذا الشرير هو خيانة سيده

 

القلب : القلب كعضو في الجسم له أهمية لأنهما مركز الحياة فى الإنسان الرغبة والألم والإحساس والتفكير العقلى . والقلب يعتبر مركز العواطف جسدية كانت أم روحية (اس 1: 10 ) ( مز 62: 8 و10 ) ( يو 14: 1 ) 1 «لا تضطرب قلوبكم. انتم تؤمنون بالله فامنوا بي. ( اع 16: 14). ومركزًا للعقل (خر 35: 35) والرغبة (نح 4: 6) والنية (مز 12: 2). وبحسب ميول القلب تكون طبيعة الإنسان الروحية معوجة أو مستقية (لو 6: 45) "الإنسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصلاح، والإنسان الشرير من كنز قلبه الشرير يخرج الشر. فإنه من فضلة القلب يتكلم فمه." (مز 101: 4 ) ( اش 1: 5 ) ( مز 119: 7) وكذا رأيه (ار 32: 39).

ولعل نسبة هذه الأمور كلها إلى القلب مبنية على اعتقادهم بأن الحياة في الدم أو هي الدم نفسه (لا 17: 11 و14). ويوصف القلب البشري بأنه ملآن من الشر والحماقة (جا 9: 3)، وأنه أخدع من كل شيء، وهو نجس (ار 17: 9) وأنه منبع الخطيئة (مت 15: 8 و19) ومقر الإيمان (رو 10: 10).

وجاء أن الرب ينظر إلى القلب (1 صم 16: 7) وأن منه مخارج الحياة (ام 4: 23) وأنه يجب مراعاة حالته (يؤ 2: 13) ويراد بالتكلم بالقلب التفكر (1صم 1: 12). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). وإذا قصد تأكيد وقوة العاطفة نسبت إلى كل القلب كما في الوصية: تحب الرب إلهك من كل قلبك (مت 22: 37). ووحدة القلب عبّر بها عن المحبة والاتحاد (أع 4: 32). أما قول التلميذين من عمواس: "الم يكن قلبنا ملتهبًا فينا إذ كان يكلمنا في الطريق" (لو 24: 32) فإن التهاب القلب هنا يقصد به الابتهاج. فقد كان قلبهما مبتهجًا لسماعهما تفسير الكتب من فم يسوع المقام.

حيث أن الله يملك مشاعر ورغبات، فيمكن القول أنه هو أيضاً يملك "قلباً". فنحن لدينا قلب لأن الله لديه قلب. كان داود "رجلاً بحسب قلب الله" (أعمال الرسل 13: 22). ويبارك الله شعبه بأن يمنحهم قادة يعرفون قلب الله ويتبعونه (صموئيل الأول 2: 35؛ ارميا 3: 15).

قد لا نتمكن نحن من فهم قلوبنا، لكن الله يفهمها. فهو "يَعْرِفُ خَفِيَّاتِ الْقَلْبِ؟" (مزمور 44: 21؛ وأيضاً أنظر كورنثوس الأولى 14: 25). أما يسوع: "كَانَ يَعْرِفُ الْجَمِيعَ. وَلأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مُحْتَاجاً أَنْ يَشْهَدَ أَحَدٌ عَنِ الإِنْسَانِ لأَنَّهُ عَلِمَ مَا كَانَ فِي الإِنْسَانِ" (يوحنا 2: 24-25). ويمكن لله أن يحكم بالبر بناء على معرفته بقلب الإنسان: "أَنَا الرَّبُّ فَاحِصُ الْقَلْبِ مُخْتَبِرُ الْكُلَى لأُعْطِيَ كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ طُرُقِهِ حَسَبَ ثَمَرِ أَعْمَالِهِ" (ارميا 17: 10).
أشار المسيح إلى حالة قلوبنا الساقطة في إنجيل مرقس 7: 21-23 "لأَنَّهُ مِنَ الدَّاخِلِ مِنْ قُلُوبِ النَّاسِ تَخْرُجُ الأَفْكَارُ الشِّرِّيرَةُ: زِنىً فِسْقٌ قَتْلٌ سِرْقَةٌ طَمَعٌ خُبْثٌ مَكْرٌ عَهَارَةٌ عَيْنٌ شِرِّيرَةٌ تَجْدِيفٌ كِبْرِيَاءُ جَهْلٌ. جَمِيعُ هَذِهِ الشُّرُورِ تَخْرُجُ مِنَ الدَّاخِلِ وَتُنَجِّسُ الإِنْسَانَ".

 

3) " سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ "

 يهوذا ابن سمعان الإسخريوطي (انظر شرح متّى ١٠: ٤). ونُسب هنا إلى سمعان تمييزاً له عن يهوذا بن حلفي.

 

4) " أَنْ يُسَلِّمَهُ "

(انظر شرح متّى ٢٦: ١٤ - ١٦). ذكر هذا بياناً لفرط المحبة التي أظهرها المسيح لتلاميذه بغسله أرجلهم، مع أن واحداً منهم خائن. ذُكر في الآيتين ٢، ٣ ثلاثة أمور هي كمقدمة لسائر الأصحاح:

‏وبينما كان يهوذا تلميذا بين التلاميذ واثناء ترتيب المائدة وإعدادها لعشاء الفصح تمكن منه الشيطان وجذبه للهلاك بفكرة تسليم سيدة من أجل حفنة من الفضة 
إنهما زيارتان مشنومتانمن المهلك الشرير الاولى ألقى في قلبه المشورة، فقبلها, وهان عليه أن يسلم من أحبه؛ والثانية جاءه الشيطان ليمكث فى قلبه ساكناً كصاحب بيت لينفذ معه الخطة فإستحق اللعنة وقال عنه المسيح .(مت 26: 24) "إن ابن الإنسان ماض كما هو مكتوب عنه، ولكن ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الإنسان. كان خيرا لذلك الرجل لو لم يولد!» وتكررت هذه الآية فى (مر 14: 21)  وهذا يعنى أن المسيح عرف مسلمة وعرف ان الشيطان تحكم فيه وعرف انه سيسلمه ومع ذلك عاملة بكل لطف وحذرة مرتين وخطة الهلاص ستتم بكل عواملها التى أعدت فى السماء فى المكان والزمان المحددين
‏هذا هو قلب يهوذا الذى إمتلأ بالشر فى المقابل قلب يوحنا الذى كان يسوع يحبه قلب يوحنا الملتهب حباً ورقة، كيف استطاع وهو يتأمل يهوذا أن يحتمل جرأته وفجوره وهو يجلس بجوار الرب يصطنع التلمذة ويتصنع المودة ة بلسانه الألين من الزيت وهو نصال؟
‏ولكن إن كان مثل هذا قد جرى ليوحنا, فماذا كان يجري في قلب المخلص؟ وهو لا يرى فقط النصال الذي يخفيه يهوذا، بل كان يحسه في جنبه بل في قلبه! ولكن العجيب في الرب, وهو صانع العجائب كلها, أن قلبه لم يهتز بالبفضة إزاء يهوذا ولا قيد شعرة، ألا يشرق الرب شمسه على الابرار والأشثرار؟ بل ظل يلاطفه ويغمس اللقمة ويعطيها له بيده كما يحنو الأب ‏على صغيره بما لم يصنعه مع الآخرين، وحتى حينما جاء بقبلة التسليم بادره الرب بنداء الصداقة: «يا صاحب لماذا جئت؟» (مت50:26). وهذه هي قدرة الرب التي لا يبلغها عقل بشر، كيف يعزل، في حبه، الخاطىء عن خطيئته. فمعركته الاولى والأخيرة هي مع الخطيئة، وليس مع الخاطىء‏، ولكنه نعى يوم مولده, فتمنا لو لم يولد، لأنه علم كيف سيخنق نفسه رافضاً الحياة التي أخذ!!

 أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
"فحين كان العشاء" قيل أنه  يقصد بالعشاء هنا عشاء الفصح وقيل انه يقصد عشاء الإفخارستيا لأن المسيح صنع ثلاثة أعشية الأول العشاء الفصحى أكلوا فيه خروف الفصح .. والثانى العشاء المعتاد .. والثالث عشاء الإفخارستيا .. وقوله   " وقد ألقى الشيطان فى قلب يهوذا الإسخريوطى أن يسلمه" أى وسوس له على أن يسلم سيده وقد ذكر الإنجيلى خيانة يهوذا بيانها وإظهارا لعظمة إتضاع يسوع ولفرط المحبة التى أظهرها لتلاميذه بغسله أرجلهم مع أن واحدا منهم كان سارقا ولصا وخائنا فإنه له المجد


  شرح وتفسير (يوحنا 13:  3)  3 يسوع وهو عالم ان الاب قد دفع كل شيء الى يديه، وانه من عند الله خرج، والى الله يمضي،
 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " يَسُوعُ وَهُوَ عَالِمٌ  أَنَّ الآبَ قَدْ دَفَعَ كُلَّ شَيْءٍ إِلَى يَدَيْهِ،"

دَفَعَ كُلَّ شَيْءٍ إِلَى يَدَيْهِ انظر شرح متّى ٢٨: ١٨.

" ..  إسم فاعل تام مبنى للمعلوم ، يتبعه فعل ماض بسيط مبنى للمعلوم ، وهذه هى إحدى تصريحات يسوع المدهشة (يو 3: 35 & 17: 2) (مت 28: 18) إن إستتعمال الماضى البسيط أمر حيوى الآب ا‘طى يسوع "كل شئ " قبل الصلب .. ليس مكافأة لطاعته بل لأنه الكلمة ، وبالرغم من أن يسوع بهذه القوة والسلطان والمجد إلا أنه جلس وإنحنى ليغسل أرجل اولئك الذين كانوا يتجادلون ويتناقشون عن من هو الأعظم بينهم  ، غسل ارجلهم وهم من كانوا يطلبون العظمة على الأرض فيما بينهم  ومراكز فى الملكوت

ايتكلم التلميذ يوحنا فى هذه ألاية وكأنه بلسان المسيح، دفع الآب كل شئ للإبن هكذا صرح المسيح فى العديد من المواقف ( متّى ١١: ٢٧ )27 كل شيء قد دفع الي من ابي وليس احد يعرف الابن الا الاب ولا احد يعرف الاب الا الابن ومن اراد الابن ان يعلن له.  ( يوحنا ٣: ٣٥ ) 35 الاب يحب الابن وقد دفع كل شيء في يده." وبعد القيامة كلم المسيح تلاميذه قائلا ( مت ٢٨: ١٨ )18 فتقدم يسوع وكلمهم قائلا: «دفع الي كل سلطان في السماء وعلى الارض  " ويؤكد الآب قول المسيح( يو ١٧: ٢ ) 2 اذ اعطيته سلطانا على كل جسد ليعطي حياة ابدية لكل من اعطيته." ( ١كورنثوس ١٥: ٢٧ ) 27 لانه اخضع كل شيء تحت قدميه. ولكن حينما يقول :«ان كل شيء قد اخضع» فواضح انه غير الذي اخضع له الكل.

 

3) " وَأَنَّهُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَرَجَ،"

مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَرَجَ انظر شرح يوحنا ٨: ٤٢.
أى أن المسيح خرج من عمق الآب - لم يخرج المسيح من الآب فى السماء ببهاء مجده، إذ استلزم منه التجسد أن يخلي ذاته (فى 2: 7) "لكنه أخلى نفسه، آخذا صورة عبد، صائرا في شبه الناس. "  وتخلى عن عظمة لاهوته حتى يراه الناس فتسربل باتضاع قامة الأرضيين، هكذا وفي طريق العودة استكثر على نفسه أن يعود ببهاء البشريين، بل ذهب وجروحه في يديه وجنبه مفتوح، وبالرغم من ذلك رأينا لاهوته وقوة سلطان إلوهيته من خلال المعجزات والتحكم فى الطبيعة وسلطانه على الأرواح النجسة وغيره لأنه وضع اساس تعاليمه لأنه علينا أن نتمثل باتضاع بشريته في صعوده.

ويذكرإنجيل يوحنا العلاقة بين الاب والإبن فيقول (يو 1: 18) 18 الله لم يره احد قط. الابن الوحيد الذي هو في حضن الاب هو خبر. " بما يعنى أن الكلمة الذى فى عمق الآب أصبح خبر أى أعلن للبشر ويقول فى (يو 1: 14) 14 والكلمة صار جسدا وحل بيننا، وراينا مجده، مجدا كما لوحيد من الاب، مملوءا نعمة وحقا.( يوحنا ٨: ٤٢ ) 42 فقال لهم يسوع:«لو كان الله اباكم لكنتم تحبونني، لاني خرجت من قبل الله واتيت. لاني لم ات من نفسي، بل ذاك ارسلني.   ( يو ١٦: ٢٨) 28 خرجت من عند الاب، وقد اتيت الى العالم، وايضا اترك العالم واذهب الى الاب».

 

4) " وَإِلَى اللَّهِ يَمْضِي أ"

ي يرجع إلى السماء (يوحنا ٦: ٦١، ٦٢). أتي المسيح من عند الآب الذي لم يتركه، ومضى إلى الآب ولكنه لم يتركنا.
 المضي إلى الرب قد صار قانون الإنسان وهي معجزتنا. فبالأولى: «ظهر الله في الجسد» (1تى4:3) وهو أمر يفوق طاقة تصورنا؛ ولكن بالثانية «نُظهر نحن معه» ‏(راجح كو4:3)،أى الذين قبلوه وآمنوا به ربا وإلها  ومخلصا (يو 1: 12 و 13) 12 واما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله، اي المؤمنون باسمه. 13 الذين ولدوا ليس من دم، ولا من مشيئة جسد، ولا من مشيئة رجل، بل من الله. "  أى قبلوه وآمنوا وإعتمدوا  باإسم الآب والإبن والروح القدس .
‏وهكذا, خرج من عد الله وحيداً فريداً ومه تهليل السمائيين، ليعود إليه باتضاع العبيد محملا بأبناء كثيرين، مفتتحا الطريق وسط تهليل الأرضيين والسمائيين حتى إلى قلب الله!! وصادقة هي الكلمة التي قالها: «أنا هو الطريق» (يو6:14)، إن في مجيئه إلينا من عند الله ما يساير ذهابه بنا إليه!! وإكتملت الرموز فى المسيح هو السلم الذى رآه يعقوم موصلا الأرض بالسماء والمسيح هو الوسيط الوحيد بين الرب والأرض بين السماء والأرض (1 تى 2: 5) "لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس: الإنسان يسوع المسيح،"

وقبل أن يترك تلاميذه لخدمة هذا طولها وهذا عرضها: «اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم» (مت19:28)، رتب المسيح إعداد تلاميذه لهذه الخدمة بإجراء تقديسي يحمل الرمز والحقيقة معاً, وهو غسل أرجلهم بيديه لتقديسها واعدادها لمسيرة التبشير عبر جيع الأمم، ثم دعمهم بقوله: «الحق الحق أقول لكم الذي يقبل من أرسله، يقبلني ... » (يو20:13) وكان التلاميذ كلما أعياهم المشي وكلت أقدامهم عن السير، جلسوا يتحسسون لمسات أصابع المسيح التي مرت على أقدامهم، فيجددون قوة، ثم يرفعون أعينهم إلى فوق فيجدونه ناظراً عليهم!( عبرانيين ٢: ٨ )  اخضعت كل شيء تحت قدميه». لانه اذ اخضع الكل له لم يترك شيئا غير خاضع له. على اننا الان لسنا نرى الكل بعد مخضعا له

 أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
" وهو عالم أن الآب قد دفع كل شيئ فى يديه وأنه من الله خرج وإلى الله يمضى " أى مع علمه بأصله الإلهى وأنه خرج من الله بدون أن يتركه وسيرجع إليه ولكنه لم يتركنا تنازل وغسل ارجل تلاميذه بما فيهم التلميذ الخائن لهم ولجميع المؤمنين مثال الإتضاع العجيب
  

   شرح وتفسير  (يوحنا 13:  4) 4 قام عن العشاء، وخلع ثيابه، واخذ منشفة واتزر بها،

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " قَامَ عَنِ العَشَاءِ،"

  عندما قام هو عن العشاء ظلوا هم متكئين على آرائك حول مائدة الطعام  ، وكانت أرجلهم مدلاه منها شرحنا وأوضحنا ما شكل الاتكاء على المائدة في شرح متّى ٢٣: ٦.

غسل الأرجل, الذي أجراه المسيح، قصره على تلاميذه من جهة الإرسالية لتبشير الأمم «أنتم الدين ثبتوا معي فى تجاربي» (لو28:22‏). لذلك لم يجر بعد ذلك في الكنيسة إلا من وجهة اتضاع المحبة، وتذكاراً سنويأ لخدمة غسل أرجل الرسل.

المسيح يغسل أرجل تلاميذه ليريهم (1) الإتضاع  (فيلبي ٢: ٧، ٨) 7 لكنه اخلى نفسه، اخذا صورة عبد، صائرا في شبه الناس.  (2) من هو الأكبر (حب الرياسة)  ( لوقا ٢٢: ٢٧ ) 27 لان من هو اكبر؟ الذي يتكئ ام الذي يخدم؟ اليس الذي يتكئ؟ ولكني انا بينكم كالذي يخدم.  (3) الخدمة : يغسل أقدام التلاميذ المبشرين  (رو 10: 15) وكيف يكرزون ان لم يرسلوا؟ كما هو مكتوب:«ما اجمل اقدام المبشرين بالسلام، المبشرين بالخيرات».
لم يكن غسل الأرجل استعداداً للعشاء الفصح وليس سر الإفخارستيا ، بل هو إجراء ‏قائم بذاته، لم يصنعه المسيح قبل العشاء ولا بعد العشاء. فبعد غسل الأرجل، جلسوا مرة أخرى وأكملوا العشاء.

عيد الفصح  (بالعبريه: بيسح פֶּסַח =العبور/المرور   Passover) وهو يشير الى اعتقاد اليهود بأن الرب يهوه مر من فوق بيوتهم والفصح ايضا يعني الذبيحه التي تفدم في الهيكل ويسمى أيضا  عيد الربيع. شهر نيسان  وشهر الخضره والسنابل وبدايه موسم الحصاد

1) عشاء العيد:- تعرف عشية العيد ערב חג باسم "ليل هسيدر" (לֵיל הַסֵּדֶר "ليلة المنهاج/الأنتظام") وفيه يجتمع أبناء العائلة وألقارب والجيران  للعشاء الاحتفالي يقام  في بيت كل يهودي أو قاعات عامه بصوره جماعيه، المرافقة بصلوات وسلسلة من الطقوس الدينية من  كتاب خاص يسمى ب"هچداه" (הַגָּדָה "سرد"). "كتاب الهجناة" يحكى قصه العبوديه والخلاص وخروج بني اسرائيل من عبودية المصريين وصلوات العيد بها تعليمات عن الوقت الملائم لقراءة كل منها وطريقة أداء الطقوس المرافقة بالقراءة.   من أهم الطقوس هو شرب أربع كؤوس من النبيد (خمر العنب) خلال قراءة نصوص ال"هجاداه" النبيد كذلك يغني أصغر أبناء العائلة ترنيمة بعنوان "ما نشتانا" (מָה נִשְתָּנָה "كيف تختلف"، أي كيف تختلف هذه الليلة عن باقي الليالي). والكؤوس الأربعة لها طقوس فى تناول كل واحد منها وسر غسل المسيح أرجل تلاميذه تم بعد تناول الكأس الثالث ( 1- كاس الشكر علي عبور المهلك ( الغضب ) 2 كاس الفصح المذبوح لاجل الخلاص ( الكفارة ) 3 كاس البركه ( الخلاص ))  وقبل تناول الكأس الرابع وهذا الكأس الرابع الذى يسمى  التهليل  أسس فيه المسيح سر التناول والذى يطلق عليه سر الإفخارستنا أى سر الشكر والبركة فالاربع كؤوس هم 1 كاس الشكر علي عبور المهلك ( الغضب ) 2 كاس الفصح المذبوح لاجل الخلاص ( الكفارة ) 3 كاس البركه ( الخلاص ) 4 كاس التهليل ( الملكوت )

 

 ومن شرح الرب لإجراء غسل الأرجل ومن ملابسات امتناع بطرس في البداية, نفهم أنه كما كان للعشاء, كشركة مع الرب فى أكل وجبة الفصح , فرصة لتوزيع الأنصبة في ملكوت الله، هكذا فإن لقوة غسل الأرجل, كشركة مع الرب, فرصة لنوال ذات النصيب: «إن كنت لا أغسلك, فليس لك معي نصيب.» (يو8:13)
‏إذن، فغسل الأرجل قد صار سراً وطقسا قائما بذاته أثناء الفصح وبعد أكلوا الفصلح أنشأ يسوع سر الشركة وبهذا يكون غسل الأرجل قبل سر التناول . فإن كان سر الإفخارستيا يقوم على سر بذل الجسد والدم على الصليب، أي هو شركة في موت الرب وقيامته، فسر غسل الأرجل يقوم على سر انحناء الأكبر للأصغر بشبه العبد لسيده، فهو سر «أخذ شكل العبد» (راجع في7:2)، أحد أسرار المسيح الجوهرية, الأول سرائري يُجرى بالطقس، حيث يصير التحول من خبز وخمر إلى جسد ودم؛ والثاني سري يجرى بخلع الكرامة، وبالائتزار بالاتضاع، بشبه المسيح. الأول صورته عشاء،
االذي جفل وارتعب أن يضع يده على رأس المسيح لتكميل العماد:فقال المسيح له  «اسمح الآن لأنه هكذا يليق بنا أن نكمل كل بر» (مت15:3‏)» بر ماذا؟ بر الاتضاع!! أما المعمدان فيكمل بر الطاعة لصوت الله؛ وأما المسيح فليكمل بر الاتضاع الإلهي ومسحة المعمودية معاً، كعمل يهيىء لسر الصليب, فكان سر غسل الأرجل هو إتضاع أكثر من المسيح لتلاميذ انبياء العهد الجديد ورسله

† "وخلع ثيابه، واخذ منشفة واتزر بها،  " ..  تشير صيغة الجمع إلى ثياب يسوع الخارجية (يو 18: 23 ) (أع 8: 16) والجدير بالذكر ان نفس هذا الفعل أستعمل فى (يو 10: 11 و 15 و 17 و 18) لوصف وضع يسوع حياته (يو 13: 37) مما يذكرنا أن هذه البشارة إمتلأت بالثنائية ، مما يشير إلى عسل يسوع أرجل تلاميذه كان أكثر من مجرد درس محسوس عن التواضع (يو 13: 6- 10)  

 

2) " وَخَلَعَ ثِيَابَهُ "

أي الخارجية من رداء ونحوه. خلع المسيح لثيابه، أي ليس فقط الثوب المطرز غالباً والمفتوح من أمام، بل وما تحته لأن الكلمة اليونانية لم تأت بالمفرد لتخصيص «الروب» الخارجي فقط، بل جاءت بالجمع.
‏وهذا الإجراء, أي خلع الثياب, والتى تكون مصنوعة من الصوف غالبا  يُحتسب خارجاً عن اللياقة بالنسبة لكرامة أي إنسان وسط جماعة، لأنه سيظهر بالملابس الداخلية فقط، المصنوعة من الكتابن المصرى  هذا الأمر لا يدركه علماء الكتاب الغربيون، فهذا الخلع هو من شأن الخدم والعبيد: أن يقف العبد بالقميص واللباس الداخلي يغسل أرجل أسياده! ولكن المسيح قصد ذلك قصداً ليتراءى أمامهم كعبد وبصورة لا تُنسى. كان يمكن للسيح أن يغسل أرجل تلاميذه، دون أن يخلع ثيابه، ولكه أصر على أن «يأخذ شكل العبد» (في7:2)، لأنها في عرف اللاهوت هي «درجة» دون درجة «شكل الإنسان».
 الثياب : هنا هي «ثياب العشاء»، وهي أفخر ما يلبس الداعي أو المدعو لحفل العشاء الفصحي؛ وهي غالباً ما تكون مخصصة على مستوى كرامة الداعي والمدعوين.ونقرأ في المثل الذي وصفه المسيح عن حفل عشاء العرس: «فلما دخل الملك لينظر المتكئين، رأى هناك إنساناً لم يكن لابساً لباس العرس. فقال له: يا صاحب، كيف دخلت إلى هنا، وليس عليك لباس العرس.» (مت11:22-12) ولا يغيب عن بالنا أن المسيح عالم بأنه العشاء الأخير، ومن رواية الصليب ندرك أنه كان لباسأ خاصاً جداً تعارك عليه جنود الرومان، وأخيراً اقترعوا عليه.
‏‏من هذا نستشف قيمة الثياب التي يرتديها الإنسان لحضور حفل عشاء.
‏ومعروف رسمياً لدى قوانين العصور الأولى، وفي صميم القانون الروماني، أن «العبد» فاقد لحقوقه الإنساية، يُباع، ويُشترى، ويُرتهن، ويُعاقب، ويُقتل بيد صاحبه أو سيده، دون مؤاخذة.
‏والمسيح في تجسده، «أخذ شكل العبد» لا اتضاعاً فحسب، بل ونزولاً إلى الدرجة الحقيقية التي نزل إليها الإنسان بالخطية. ولم يكن مجرد «شكل العبد» بل وظيفته!! وهي هي الوظيفة التي سيرتفع فيها وبها إلى قمة المجد، إلى ما فوق شكل الانسان وطبيعته، حيث نستدعى نحن لكي نتغير عن «شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده» (في21:3)» أي من عبودية الخطية إلى حرية مجد أولاد الله.

 

3) " وَأَخَذَ مِنْشَفَةً وَاتَّزَرَ بِهَا"
وَاتَّزَرَ بِهَا أي تمنطق بجانب منها وأرسل الباقي إلى رجليه. كل ما ذُكر هنا من الأعمال هو مما اعتاده الخدم في خدمتهم.، بحسب قول العلامة اليهودي المتنصر إدرزهيم، وتأتي كلمة «اتزر» كما وردت في موضع آخر عن بطرس حينما كان عرياناً وعلم أنه الرب: «فقال ذلك التلميذ الذي كان يسوع يحبه لبطرس. هو الرب. فلما سمع سمعان بطرس أنه الرب، اتزو بثوبه, لأنه كان عرياناً وألقى نفسه في البحر.» (يو7:21)
‏وبذلك يظهر لنا أن كلمة «اتزر بالمنشفة» تفيه معنى ربط المنشفة حول الوسط، على أن يكون جزء كبير منها حراً للتنشيف به، وهذا هو السائد في طقس غسل الأرجل يوم خميس العهد في الكنيسة القبطية.

 أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
وذلك أنه " قام وخلع ثيابه" الخارجية عن ردائه وشماره ليكون نشيطا فى العمل " ,أخذ منشفة وإتزر بها" أى تمنطق بجانب منها وأرسل الباقى إلى رجليه

  شرح وتفسير (يوحنا 13:  5) 5 ثم صب ماء في مغسل، وابتدا يغسل ارجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي كان متزرا بها.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " ثُمَّ صَبَّ مَاءً فِي مِغْسَلٍ"

 كان الماء والمغسل موجودين حسب سُنة اليهود في التطهير. وكانوا يغتسلون بصب الماء.

وقد يصنع المغسل من الرخام أو الحجر الجيرى (تماما مثل أخواض التطهير والكؤوس والأكواب الحجرية التى كان يستعملها اليهود لأنهم كانوا يعتبرون إستعمال الأدوات الفخارية نجسة لصعوبة تنظيفها) ويشبه الأحواض ( البانيوهات ) من نوع أشبه بالمقعد ذو المسند الخلفي كالحوض المنحوت من الرخام وله مثيل صنع من الحجر الجيرى الذي أكتشف بالإسكندرية والمحفوظ بالمتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية ، ولمثل هذه الأحواض مكان غائر لوضع الأرجل وغسلها ، ولهذا يظن أيضا أنها أحواض للأقدام


2) " وَابْتَدَأَ يَغْسِلُ أَرْجُلَ التّلامِيذِ "

هذا عمل يقوم به العبيد (١صموئيل ٢٥: ٤١). 41 فقامت وسجدت على وجهها الى الارض وقالت هوذا امتك جارية لغسل ارجل عبيد سيدي. "   وكان نوع الاتكاء على المائدة وأرجل التلاميذ مدلاه  مما سهل على يسوع غسل أقدام التلاميذ.
تعنى الكلمة اليونانية المستعملة هنا أى غسل جزء من الجسد  / أما الكلمة المستعملة فى (يو 13: 10) 10 قال له يسوع:«الذي قد اغتسل ليس له حاجة الا الى غسل رجليه، بل هو طاهر كله. وانتم طاهرون ولكن ليس كلكم»."  فتصف غسل الجسد كله .. كان غسل الأرجل واجب يؤديه العبيد ، ولم يكن يسمح المعلمين الربيون أن يجعلوا تلاميذهم يغسلون أرجلهم  

غسله أرجل التلاميذ بيان ما في علمه من التنازل والتواضع الغريب ومحبته لتلاميذه، فإنه خدمهم خدمة لا يقوم بها إلا أدنى العبيد، مع كل علمه وشعوره بأصله الإلهي ومجد نفسه ووقارها وسمو وظيفته الملكية ومن تلك العلاقة أن المسيح وهو عالم بانتقاله أراد أن يترك لتلاميذه علامة خاصة لحبه لهم قبل أن يفارقهم.وطريقا للسلوك بينهم وبين بعض وأن الأعظم هو الخادم

 ويصف إنجيل يوحنا لقارئ الإنجيل صورة المسيح فى عمل العبد الخديم التي استعارها لنفسه منحنياً على أرجل تلاميذه. فالرب هنا أمسك بالإبريق الذي به الماء، وصب الماء في «المغسل» الذي يجيء في الترجة القبطية «لقان»، وابتدأ يغسل أرجل تلاميذه واحداً بعد واحد.

فيرفع ذهن القارىء ليدرك من أي مركز علوي يتنازل المسيح وهو يدير نظام كل ما في السمرات والأرض من سلطان، وهو يستخدم هاتين اليدين في غسل أرجل تلاميذه. ويشدد يوحنا، هنا، على كلمة «يديه» لأنها مركز الأعجوبة الإلهية، فهي وهي قابضة على مصائر العالمين استطاعت أن تتعامل مع وسخ الأقدام بآن واحد ‏الذى جاء من العلاء ليغسل قذر بتى آدم, ليس فقط إلى مواضع القلب الداخلية بل إلى وسخ السيرة والمسيرة. «بعدما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا, جلس فى يمين العظمة فى الأعالى, صائراً أعظم من الملائكة ....» (عب3:1-4)

 

3) " وَيَمْسَحُهَا بِالمِنْشَفَةِ الَّتِي كَانَ مُتَّزِراً بِهَا"

كأن ما قيل في سفر حزقيال النبي، مخاطباً أورشليم، أو بالحري الشعب الذي لوثته الخطية، والمزمع أن يلد منه الكنيسة: تحقق بصورة رمزية فى «فحممتك بالماء, وغسلت عنك دماءك, ومسحتك بالزيت.» (حز9:16)

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
 "ثم صب ماء فى مغسل" كل ذلك صنعه بنفسه دون مساعدة من آخرين ليعلمنا الجد والنشاط " وإبتدأ يغسل أرجل تلاميذه ويمسحها بالمنشفة التى كان متزرا بها " فما أعظم إتضاع المسيح إلهنا لأن
غسل الأقدام ومسحها كان من الأعمال المختصة بالعبيد     

 شرح وتفسير  (يوحنا 13:  6)  6 فجاء الى سمعان بطرس. فقال له ذاك:«يا سيد، انت تغسل رجلي!»

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " فَجَاءَ إِلَى سِمْعَانَ بُطْرُسَ."
لا شك أن كل التلاميذ خجلوا وتعجبوا مما فعله سيدهم من خدمته لهم، ولكن لم يجسر أحد أن يعترضه سوى بطرس عندما دنا منه ليغسل رجليه، لأنه كان صريحاً لا يكتم شيئاً من أفكاره.

2) " فَقَالَ لَهُ ذَاكَ: يَا سَيِّدُ، أَنْتَ تَغْسِلُ رِجْلَيَّ!"

..  هذا السؤال الذى سأله بطرس هو سؤالا إستنكاريا لرفض درجة التواضع الذى وصل إليها يسوع وهو معلمه وقائده ومرشده وإلهه ، كان بطرس قد رسم صورة ليسوع فى عقله وقد إعتقد أن أن يسوع فى أحيان كثيرة أنه يعرف مذا ينبغى أن يقوم أو لا يقوم به يسوع (مت 16: 22)  
أَنْتَ تَغْسِلُ رِجْلَيَّ قال ذلك إظهاراً لتعجبه وعدم استحسانه ذلك الغسل. ومعناه: هل يليق أنك أنت ابن الله تغسل رجليَّ أنا الإنسان الخاطئ؟ ومثل هذه الهيبة حمله على أن يقول للمسيح حين صنع معجزة صيد السمك: «اخْرُجْ مِنْ سَفِينَتِي يَا رَبُّ، لأنِّي رَجُلٌ خَاطِئٌ» (لوقا ٥: ٨). ومثلها جعل يوحنا المعمدان يمتنع من تعميد المسيح قائلاً « 14 ولكن يوحنا منعه قائلا: «انا محتاج ان اعتمد منك وانت تاتي الي!»  » (متّى ٣: ١٤). وفي قول بطرس تلميح إلى أن يسوع لا يعلم أن عمله مما لا يليق به، وأنه لا يليق أن اليدين اللتين فتحتا عيون العمي وشفتا المرضى وأقامتا الموتى تتنازلان إلى غسل رجليّ خاطئ.
وفي اعتراض بطرس هذا بعض ما يستحق المدح، من الإحساس بالتواضع وإكرام المسيح والمحبة له. وفيه بعض ما يستحق الذم، وهو أنه يقدم النصح للمسيح!" 

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
يظهر من هذه الآية أن يسوع غسل أرجل كثيرين من التلاميذ قبل سمعان بطرس وقيل أنه إبتدأ بيهوذا الإسخريوطى ليشجعه على التوبة  وليعلم التلاميذ التواضع والقيادة الروحية  ، ولا ريب ان  التلاميذ كلهم خجلوا من تنازل يسوع وإتضاعه لغسل أرجلهم ولكنهم لم يتجاسروا على الإعتراض " وأما بطرس فإنه أظهر تعجبه قائلا " أنت تغسل رجلى" أى فكيف وأنت سيد الأسياط وملك الملوك  وبيديك المقدستين اللتين فتحتا أعين العميان تغسل وأنا الصياد الحقير

 شرح وتفسير  (يوحنا 13:  7) 7 اجاب يسوع وقال له:«لست تعلم انت الان ما انا اصنع، ولكنك ستفهم فيما بعد».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " أَجَابَ يَسُوعُ: لَسْتَ تَعْلَمُ أَنْتَ الآنَ مَا أَنَا أَصْنَعُ،"

 هل كان المسيح  يرتب جلوس تلاميذه المسيح بالقرب منه والبعد منه حول مائدة الفصح ؟ نحن نعرف أن هناك حلقة مقربة من المسيح إختارهم ليكونوا معه فى مناسبات خاصة مثل التجلى على جبل طابور إختار بطرس ويوحنا ويعقوب ليشاهدوا التجليى .. لا نعلم إن كان الرب قد غسل أرجل تلاميذه حسب ترتيبهم في الجلوس على المائدة أم لا ، 

وكان القديس يوحنا ذهبي الفم يرى أنه ابتدأ بيهوذا, الذي لم يمانع. أما القديس أغسطينوس فيرى أن الرب ابتدأ بالقديس بطرس الذي أبدى احتجاجه بانفعال واستنكار لأنه نظر إلى الاجراء وكأنه امتهان للسيد والمعلم أن يغسل رجلي تلميذ. ومن جهة أخرى لم ير في عمل المسيح سوى مجرد اغتسال، لذلك أحجم عن أن يمد رجليه.
لَسْتَ تَعْلَمُ أَنْتَ الآنَ مَا أَنَا أَصْنَعُ كأنه قال: يا بطرس ظننتني جاهلاً بما فعلته، وأنت الجاهل لا أنا. وفي هذا توبيخ لبطرس إذ نظر إلى العمل دون المقصود منه.

تعتبر بعض الأحداث والأقوال التة فعلها المسيح وتعاليمة ووصاياه نوعا من النبوات التى تحدث فى المستقبل أو اقوال تفهم فى المستقبل

 

2) "  وَلَكِنَّكَ سَتَفْهَمُ فِيمَا بَعْدُ "
وَلَكِنَّكَ سَتَفْهَمُ فِيمَا بَعْدُ   فى كثير من المواقف والأحداث لم يفهم التلاميذ والرسل الذين عاشوا مع يسوع تعاليمه وأمثاله وأفعاله ونبواته (يو 2: 22 ) (يو  10: 6 ) ( يو 12: 16 ) ( يو  16: 18)

أشار المسيح إلى معنى الغسل فى الأعداد التالية(يو 13: 13- 17)  وهو تقديم مثل للتواضع والمحبة في الخدمة التي يجب أن يُظهرها تلاميذه لبعضهم. وأشار به أيضاً إلى معنى الغسل الرمزي، وهو تطهير نفس بطرس بدم المسيح (يو 13: 9 و10)

 وكل ما فعله المسيح من الأعمال فى حياته الجسدية على الأرض حينئذ رمز إلى ما فعله حباً للبشر، إذ خلع عنه مجده السماوي، وترك عرشه هناك، وصار في صورة عبد يجلس تحت ارجل تلاميذه ليطهرهم من كل خطية. وأسلوب الكلام هنا كأسلوب الكلام في قول الرسول «فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ فِي لُغْزٍ، لَكِنْ حِينَئِذٍ وَجْهاً لِوَجْهٍ» (١كورنثوس ١٣: ١٢).
وكثيراً ما تظهر لنا معاملات الرب في هذا العالم ألغازاً فيخيِّب رجاءنا مثلا لم يكن يفهم إبراهيم جيدًا مقاصد الرب ، وعندما قال له الرب أنا سوف أهلك سدوم وعمورة، قال له "حَاشَا لَكَ أَنْ تَفْعَلَ مِثْلَ هَذَا الأَمْرِ أَنْ تُمِيتَ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ فَيَكُونُ الْبَارُّ كَالأَثِيمِ. حَاشَا لَكَ! أَدَيَّانُ كُلِّ الأَرْضِ لاَ يَصْنَعُ عَدْلًا؟" (تك18: 25)، فلم تكن معرفته للرب واضحة.وهكذا قد يسمح الرب لنا بالضيقات قد يأخذ منا الصحة والمال والأقربين والأصدقاء، ولا نعلم سبب ذلك، ولكننا سنفهم فيما بعد في السماء، فيجب أن نسلم بأحكام الله بلا شك ولا تذمر.

وهو نفس ما حدث في تطهير الهيكل: «فلما قام من الأموات تذكر تلاميذه أنه قال هذا، فآمنوا بالكتاب، والكلام الذي قاله يسوع» (يو21:1). أي أن الأمر يتعدى مجرد غسل أرجل بالنسبة للتلاميذ، أو مجرد اتضاع من جهة الرب، ولكن يتعدى إلى شيء؟؟ ما هو؟؟

.أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
كأنه يقول أنت بطرس تعترضنى فى عملى لأنك تجهل المقصود منه " ولكنك ستفهم فيما بعد" إننى قدمت لكم ولمن بعدكم مثالا للمحبة والتواضع التى يجب أن يظهرها بعضكم لبعض ، وإن هذا الغسل الرمزى هو تطهير للنفوس يدمى الذى سأبذله عن الجميع     

 شرح وتفسير  (يوحنا 13:  8) 8 قال له بطرس:«لن تغسل رجلي ابدا!» اجابه يسوع:«ان كنت لا اغسلك فليس لك معي نصيب».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

 1) " قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: لَنْ تَغْسِلَ رِجْلَيَّ أَبَداً!"

  بطرس ينفى نفيا مضاعفا قوى يشير إلى الإستحالة ، إزداد تصميم بطرس ألا يغسله المسيح نتيجة جهله بمقاصده وكان كل تفكيره أنه إستكثر بطرس أن يجلس معلمه المسيح تحت قدميه ويغسلهما مثل العبيد كما فعل يوحنا المعمدان (مت 3: 14) "ولكن يوحنا منعه قائلا: «أنا محتاج أن أعتمد منك، وأنت تأتي إلي!»" وكما سأله نيقوديموس عن الولادة من فوق ( يوحنا ٣: ٥ )5 اجاب يسوع:«الحق الحق اقول لك: ان كان احد لا يولد من الماء والروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله."   ولم يُرد بطرس أن يصبر على المسيح حتى يبيّن له الدافع على عمله ، فأبى أن يسمح له بغسل رجليه ما لم يعلم قصده من ذلك. نعم إنه قصد إظهار الاحترام للمسيح بما فعل، لكنه أخطأ لأنه كان يجب أن يطيع.

 

2) "  أَجَابَهُ يَسُوعُ: إِنْ كُنْتُ لا أَغْسِلُكَ "

وتصميم بطرس هذا جعل المسيح يبوح قليلا عن سر غسله الأرجل موضحاً مدى الخطورة في التسرع برفض غسل رجليه، فهو يعني الحرمان من نصيبه مع الرب !!
‏وهنا يبدأ مفهوم غسل الأرجل يتجلى نوعاً ما. فهو, من جهة بطرس, ليس عمل غسل وحسب, بل هو عمل تأهيلي لنوال نصيب مع الرب؛ أما من جهة المسيح, فهو مهمة سماوية تتعلق بصميم خدمة الخلاص العام, كاختصاص هو مكلف من الآب بأدائه فهو ليس الأمر متعلق بالطاعة والإبتعاد عن الرياسة  فقط ولكن الأمر متعلق بالخدمة التبشيرية ورعاية شعب المسيح  ومعروف في أدب الإنجيل الكرازي أن الله هو الذي يتولى هداية أقدام المبشرين بالإنجيل: «ليضيء على الجالسين في الظلمة وظلال الموت، لكى يهدي اقدامنا في طريق السلام» (لو79:1). وهكذا تبدو آقدام المبشرين وكأنها ذات امتياز وكرامة وقداسة وبركة, وهي تحتاج فعلاً الى تقديس خاص: «وكيف يكرزون إن لم يرسلوا، كما هو مكتوب: ما أجمل أقدام المبشرين بالسلام المبشرين بالخيرات» (رو15:10)
إِنْ كُنْتُ لا أَغْسِلُكَ كأن المسيح قال لبطرس: إن لم تخضع لي في هذا الأمر فلست من تلاميذي، لأن التلميذ الحقيقي يخضع لمشيئة سيده حتى لو لم يعرف قصده. فما فعلته ليس تواضعاً صحيحاً بل شبه تواضع. ( عبرانيين ١٠: ٢٢)22 لنتقدم بقلب صادق في يقين الايمان، مرشوشة قلوبنا من ضمير شرير، ومغتسلة اجسادنا بماء نقي "
وقد اعتاد يسوع أن يشير إلى الروحيات بالجسديات، ولذلك أشار بالغسل المذكور إلى التطهير الروحي، ( أفسس ٥: ٢٦ ) 26 لكي يقدسها، مطهرا اياها بغسل الماء بالكلمة،   وأراد أن يعلّم بطرس أنه يجب أن يغسله ويطهره ليكون له معه نصيب. واستُعير الغسل لهذا المعنى في  ١كورنثوس ٦: ١١ ) 11 وهكذا كان اناس منكم. لكن اغتسلتم، بل تقدستم، بل تبررتم باسم الرب يسوع وبروح الهنا." ( تيطس ٣: ٥ ) 5 الذي في اجيال اخر لم يعرف به بنو البشر، كما قد اعلن الان لرسله القديسين وانبيائه بالروح:" . والمعمودية إشارة إلى ذلك التطهير.


3) " فَلَيْسَ لَكَ مَعِي نَصِيبٌ "

أي شركة في محبتي وملكوتي ومجدي. وعظمة ذلك النصيب تفى المجد( رؤيا ٢٠: ٦) 6 مبارك ومقدس من له نصيب في القيامة الاولى. هؤلاء ليس للموت الثاني سلطان عليهم، بل سيكونون كهنة لله والمسيح، وسيملكون معه الف سنة. "  (يوحنا ١٧: ٢٢ - ٢٦ )  22 وانا قد اعطيتهم المجد الذي اعطيتني، ليكونوا واحدا كما اننا نحن واحد. 23 انا فيهم وانت في ليكونوا مكملين الى واحد، وليعلم العالم انك ارسلتني، واحببتهم كما احببتني. 24 ايها الاب اريد ان هؤلاء الذين اعطيتني يكونون معي حيث اكون انا، لينظروا مجدي الذي اعطيتني، لانك احببتني قبل انشاء العالم. 25 ايها الاب البار، ان العالم لم يعرفك، اما انا فعرفتك، وهؤلاء عرفوا انك انت ارسلتني. 26 وعرفتهم اسمك وساعرفهم، ليكون فيهم الحب الذي احببتني به، واكون انا فيهم». . وتعنى هذه الاية لناا : (١) أنه لا خلاص لأحد ما لم يتطهَّر من خطاياه بدم المسيح. فالذي يريد أن يستحق الخلاص بأعماله الصالحة يفشل، لأن شرط الخلاص هو التطهير بدم المسيح مجاناً. (٢) إنّ التطهير بالماء ولو بيد المسيح نفسه غير كافٍ، فقد غسل المسيح يهوذا ومع ذلك هلك. (٣) الذي خلَّصنا هو تنازل يسوع إلى مقام العبد لا رياسته الملكية، فعلينا أن نقبل الخلاص بأنه وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب.
فاعلية سر غسل الأرجل تكمن فى المسيح الذى واقف أمامه يحمل وعاء الماء وبجانبه المنشفة وينتظر موافقة بطرس ليغسل قدميه المسيح يخدم كعبد، وبطرس لم يأخذ بعد قوة من الأعالى لبدء إرساليته وفهم رسالته، (رو 10: 15) "وكيف يكرزون إن لم يرسلوا؟ كما هو مكتوب: «ما أجمل أقدام المبشرين بالسلام، المبشرين بالخيرات»." أرسلهم الرب سابقا لخاصته اليهود وبعد عسل لأرجل أرسلهم للعالم أجمع  (مر 16: 15) "وقال لهم: «اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها." ولكن بعد ما قام المسيح من الأموات واستعلن لاهوته ونفخ المسيح في وجههم الروح القدس قائلاً: «كما أرسلني الآب أرسلكم أنا» (يو21:20), وكلفهم بخدمة البشارة، أدرك بطرس, وبطرس بالذات، مع التلاميذ أنهم نالوا بغسل أرجلهم تقديساً مُسبقاً بيد الرب الإله إعداداً وتجهيزاً لبشارة الإنجيل.
‏ بولس الرسول وهو يعبر عن ذلك: «حاذين أرجلكم باستعداد إنجيل السلام» أي لابسين في أرجلكم قوة ونعمة استعداد البشارة بإنجيل السلام

"  لن تغسل رجلي ابدا! " ..
† "  ان كنت لا اغسلك فليس لك معي نصيب  " ..  جملة شرطية من الصنف الثالث  ، تشير هذه الاية أن إنحناء يسوع أسفل أرجل تلاميذه وغسلها ليس مجرد درس عن التواضع لأن يسوع ربط بين غسل الأرجل والنصيب معه هل هذا إشارة إلى التبشير وجولان التلاميذ على أرجلهم لنشر الكلمة حيث كان من التقاليد أن يغسل المضيف أرجل ضيوفهم الذين جائوا من مسافة بعيدة ةبهذا غسل يسوع أرجل تلاميذه الذين سيسيرون على أقدامهم ليبشروا العالم بيسوع (اش 52: 7) ما اجمل على الجبال قدمي المبشر المخبر بالسلام المبشر بالخير المخبر بالخلاص القائل لصهيون قد ملك الهك.(رو 10: 15) وكيف يكرزون ان لم يرسلوا؟ كما هو مكتوب:«ما اجمل اقدام المبشرين بالسلام، المبشرين بالخيرات». كما تخبرنا هذه ألآية عن مصطلحا من العهد القديم يتعلق بالميراث (تث 12: 12) (2صم 20: 1& 1مل 12: 12)
 
نصيب : 
ما هو النصيب؟ ‏النصيب هنا يعني جزءاً من الشركة الخاصة، فهي لا تعني ميراث التبني العام لله الآب الذي هو بغسيل المعمودية ومسح الدم، ولكن نصيباً شخصياً مع المسيح، وهي تنطبق على قول الرب انطباقاً أكيداً: «لأن من هو أكبر، الذي يتكىء أم الذي يخدم؟ أليس الذي يتكىء؟ ولكني أنا بينكم كالذي يخدم (غسل الأرجل). أنتم الذين ثبتوا معي في تجاربي. وأنا أجعل لكم, كما جعل لي أبي, ملكوتاً، لتأكلوا وتشربوا على مائدتي في ملكوتي, وتجلسوا على كراسي تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر» (لو27:22-30) ‏أي أن تقديس أرجل التلاميذ لاستعداد التبشير بإنجيل السلام, سيعطيهم حق نوال أنصبة في الدهر الآتي الخاصة جداً مع المسيح, وشركة في دينونة الكنيسة بصورتها القديمة والجديدة، والمعبر عنها بالأسباط الاثني عشر.

 فسم الرب الأنصبة إلى قسمين تبعا لمن يؤمنون ويتبعون المسيح ولمن لا يؤمنون
 أولا : النصيب الصالح مع المسيح الذى إختارته مريم (لو 10: 42) ولكن الحاجة الى واحد. فاختارت مريم النصيب الصالح الذي لن ينزع منها» النصيب مع الرب يسوع ( يو 13: 8) قال له بطرس:«لن تغسل رجلي ابدا!» اجابه يسوع:«ان كنت لا اغسلك فليس لك معي نصيب».نصيبا مع القديسيين (.اع 26: 18) لتفتح عيونهم كي يرجعوا من ظلمات الى نور، ومن سلطان الشيطان الى الله، حتى ينالوا بالايمان بي غفران الخطايا ونصيبا مع المقدسين" وهم .(أف 1: 11) الذي فيه ايضا نلنا نصيبا، معينين سابقا حسب قصد الذي يعمل كل شيء حسب راي مشيئته،
 ثانيا : وهناك أنصبة أخرى ليست مع المسيح بالطبع ذكرها الإنجيل  : النصيب مع المرائيين (مت 24: 51) فيقطعه ويجعل نصيبه مع المرائين. هناك يكون البكاء وصرير الاسنان». " النصيب مع الخائنين (لو 12: 46) ياتي سيد ذلك العبد في يوم لا ينتظره وفي ساعة لا يعرفها فيقطعه ويجعل نصيبه مع الخائنين" نصيب مع الشيطان كان نصيب يهوذا سيمون الساحر (.اع 1: 17) اذ كان معدودا بيننا وصار له نصيب في هذه الخدمة." أيضا سيمون الساحر (اع 8: 21) ليس لك نصيب ولا قرعة في هذا الامر، لان قلبك ليس مستقيما امام الله." نصيب مع عبدة الأوثان ومن يسترزقون من عبادتها ( اع 19: 27) فليس نصيبنا هذا وحده في خطر من ان يحصل في اهانة، بل ايضا هيكل ارطاميس، الالهة العظيمة، ان يحسب لا شيء، وان سوف تهدم عظمتها، هي التي يعبدها جميع اسيا والمسكونة».( 2 كو 6: 15) واي اتفاق للمسيح مع بليعال.واي نصيب للمؤمن مع غير المؤمن - الفئات التى نصيبها البحيرة المتقدة بالنار والكبريت (رؤ 21: 8) واما الخائفون وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون والزناة والسحرة وعبدة الاوثان وجميع الكذبة، فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت، الذي هو الموت الثاني». ومن يحذف أو يحرف ويهرطق يحذف الرب نصيبه من سفر الحياة (رؤ 22: 19) وان كان احد يحذف من اقوال كتاب هذه النبوة، يحذف الله نصيبه من سفر الحياة، ومن المدينة المقدسة، ومن المكتوب في هذا الكتاب.

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
فلم يقتنع بطرس بهذا الكلام وأبى أن يغسل المسيح رجليه فأجابه يسوع : " إن كنت لا أغسلك "أى إن كنت لا تطيع إردتى فى هذا الأمر "فليس لك معى نصيب" أى شركة فى محبتى وملكوتى ومجدى وبالمعنى الروحى إن كنت يا بطرس لا تطهر خطاياك بدمى المهرق على الصليب متذرعا بطريق التوبة الصحيحة لتستحق التطهير بدمى لا تدخل السماء لأنه لا يدخلها نجس أو دنس   

 شرح وتفسير  (يوحنا 13:  9) 9 قال له سمعان بطرس:«يا سيد، ليس رجلي فقط بل ايضا يدي وراسي».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " قَالَ لَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: يَا سَيِّدُ، لَيْسَ رِجْلَيَّ فَقَطْ بَل أَيْضاً يَدَيَّ وَرَأْسِي"

بل " ..  إستعمال أداة نفى يونانية "مى" يشير إلى فعل أمر  

هنا وضح أن غسل الأرجل لا يمت إلى المعمودية ولكنه يلتصق بسر التناول ألإفخارستيا . وماذا يحتاجه الطاهر بعد أن يتقدس بالمعمودية ومسحة الروح القدس معها؟ إلا إل التقديس الخاص للخدمة الخاصة، أي البشارة.
‏لم يدرك بطرس قصد المسيح ، لكنه فهم منه أن مشاركته للمسيح تتوقف على قبوله لأن يغسله أى أ، يطيع أوامرة ،إذ اعتبره امتيازاً بلا ثمن، ربما يزداد لو ازداد جسمه غسيلاً، يداه ورأسه.(٢كورنثوس ١٠: ٥ ) 5 هادمين ظنونا وكل علو يرتفع ضد معرفة الله ومستاسرين كل فكر الى طاعة المسيح " فرضي بل رغب فيه، ليس إلى الحد الذي عرضه عليه المسيح بل إلى ما هو أكثر! وأظهر بهذا محبة وغيرة وافرة ومعرفة قليلة. وما حدث فى غسل الأرجل من دليلا من الأدلة الكثيرة فى الإنجيل يشير إلى أن بطرس كان مندفع لشدة محبته للمسيح مستعد أن يفعل اى شئ  ولعله أدرك بعض المعنى الروحي من كلمات المسيح، وأحب أن يطهّره المسيح تطهيراً كاملاً. وكل مسيحي حقيقي يود أن يقدس المسيح عقله ومشيئته وعواطفه وذاكرته، وأن تكون كل قوات جسده وروحه مقدسة لله  ( ١تسالونيكي ٥: ٢٣).23 واله السلام نفسه يقدسكم بالتمام. ولتحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم عند مجيء ربنا يسوع المسيح.

  أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
يزهر من إجابة بطرس أنه إرتعب من تهديد المسيح فلم يقبل قط غسل رجليه بل طلب أن يغسل المسيح أيضا يديه ورأسه

  شرح وتفسير  (يوحنا 13:  10) 10 قال له يسوع:«الذي قد اغتسل ليس له حاجة الا الى غسل رجليه، بل هو طاهر كله. وانتم طاهرون ولكن ليس كلكم».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " قَالَ لَهُ يَسُوعُ: الَّذِي قَدِ اغْتَسَلَ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ إلا إِلَى غَسْلِ رِجْلَيْهِ،"

كان اليهود يذهبون للحمامات الرومانية العامة للإستحمام  وكانت منتشرة فى أنحاء الإمبراطورية الرومانية ومنها الحمام الذى اكتشف فى كوم الدكة بالإسكندرية والتى كانت تدفئ المياة بإشعال الأخشاب تحتها وحول حوائطها وقد رد المسيح على بطرس بما يمارسة الناس فى ذلك الوقت من النظافة العامة للجسم كله فى الحمامات العامة وهناك أيضا التطهير
الذي يغتسل في الحمام العام بعد أن يرجع إلى بيته لا يحتاج إلا لأن يغسل رجليه بسبب غبار الطريق. وما قاله بطرس في (يو 13: 9)  يتضمن أنه لم يتطهر بالنزول فى أجران التطهير، فيحتاج إلى التجديد من أصله. وما قاله المسيح هنا أن الأمر ليس كما قال بطرس، بل إنه وسائر الرسل قد تطهروا بقوته وبتعليمه، حسب قوله «أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ لِسَبَبِ الكلامِ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ» (يوحنا ١٥: ٣). فقد غفر المسيح لهم خطاياهم، وبررهم أمامه، وذلك لا يغنيهم عن وجوب طلب المغفرة اليومية والتطهير على الدوام من الخطايا التي يرتكبونها يوماً فيوماً، كما صلى داود «اغْسِلنِي كَثِيراً مِنْ إِثْمِي وَمِنْ خَطِيَّتِي طَهِّرْنِي» (مزمور ٥١: ٢). (راجع أعمال ١٥: ٨، ٩ )8 والله العارف القلوب، شهد لهم معطيا لهم الروح القدس كما لنا ايضا. 9 ولم يميز بيننا وبينهم بشيء، اذ طهر بالايمان قلوبهم.   ( ٢كورنثوس ٧: ١ ) 1 فاذ لنا هذه المواعيد ايها الاحباء لنطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح مكملين القداسة في خوف الله ( يعقوب ١: ٢١ ) 21 لذلك اطرحوا كل نجاسة وكثرة شر، فاقبلوا بوداعة الكلمة المغروسة القادرة ان تخلص نفوسكم. ( ١يوحنا ١: ٨، ٩).8 ان قلنا: انه ليس لنا خطية نضل انفسنا وليس الحق فينا. 9 ان اعترفنا بخطايانا فهو امين وعادل، حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل اثم.

هذا هو التطهير عند اليهود ولكن، وبعد أن أدركنا أن معنى غسل الرجلين السر الذى أسسه المسيح  هو إعداد وتقديس لخدمة البشارة الرسولية الباهظة الثمن، والتي أورثتهم فيما بعد السجون والمقاصل وقبور الشهداء، نستطيع الآن أن نفهم قول المسيح تماماً أنهم كانوا أطهاراً بحميم المعمودية والروح، ولم يكن يعوزهم إلا تقديس الأرجل فقط، لإزالة وسخ طرق العالم، بغسيل النعمة على يدي المسيح، لينالوا تقديساً خاصاً للسير في طريق الخلاص الأبدي.

الَّذِي قَدِ اغْتَسَلَ أي تحرر من الخطية باعتبارها سائدة، وتطهَّر من دنسها ونال المغفرة. ويكون ذلك قوة للتبشير .


2) " إلا إِلَى غَسْلِ رِجْلَيْهِ "

المراد بذلك التطهير من خطايا خاصة يرتكبها الإنسان بعد التوبة وإستعداد للعمل فى التبشير . والغسل الأول هو التبرير، ويكون دفعة واحدة، والغسل الثاني هو التقديس ويكون تدريجياً إلى أن يكمل في السماء. وأشار المسيح إلى كل منهما (يوحنا ١٥: ٢، ٣) 2 كل غصن في لا ياتي بثمر ينزعه، وكل ما ياتي بثمر ينقيه لياتي بثمر اكثر. 3 انتم الان انقياء لسبب الكلام الذي كلمتكم به. " بقوله في الغسل الأول «أنتم الآن أنقياء» وبقوله في الثاني «كل ما يأتي بثمر ينقيه».
رأى بعض المفسرين التطهير كلمة مجازية أن التطهير المشار إليه هنا يكون بالتعليم، وأن ما سبق منه كان كافياً إلا قليلاً، فاحتاج التلاميذ إلى مثال واحد أيضاً، وهو ما فعله من غسل أرجلهم ليعلمهم التواضع ووجوب القيام بالخدمة.

 

3) " وَأَنْتُمْ طَاهِرُونَ"

 التطهير الكامل عند اليهود غير غسل الأرجل فقط : أفتى معلمى اليهود على مر العصور بتأسيس "ميكفاؤوت" أي برك تطهر دينية. ويتم ملء الجزء الأكبر من تلك البرك بمياه الأمطار التي تجمع في سقوف المبنى، ويجب أن يحتوي الميكفي على كمية محددة من المياه هي 40 "سيآة" أو 332 ليتر على الأقل كما وينبغي أن تقود إليه عدة دراجات ليكون التغطس تدريجيا.
وعثر علماء الآثار في إسرائيل على مواقع طهارة قديمة في جميع أرجاء البلاد من الفترات الهيلنية والرومانية، مثل موقع الهيكل في أورشليم وقصور الملك هيرودس في غوش عتصيون ومتسادا ووادى قمران . وفي إسرائيل تدار المكفاؤوت من قبل وزارة الشؤون الدينية وتوجد عدة مكفاؤوت للرجال والنساء في كل المدن والمجالس المحلية الإسرائيلية. وفي بركة طهارة النساء تشغل الوزارة موظفات خاصات يطلق عليهن اسم "بالانيت" واللواتي ترافقن النساء المتطهرات وتتأكدن من غطاسهن الكامل للتأكد من طهارتهن.
تطهر الرجل والمرأة وفقا للشريعة اليهودية
تفرض الهلاخا على الرجل أن يتطهر في عدة مناسبات، بما فيها قبل الأعياد الكبرى مثل عيد الغفران، وفي أيام ذات أهمية مثل يوم الزواج، وفي بعض المجتمعات الدينية يتجه الرجال للتطهر بعد أن جربوا الاحتلام خلال الليل.
وفقا للهلاخا التطهر بالنسبة للنساء افتراضي قبل ممارسة الجنس. وكون الهلاخا تحرم ممارسة الجنس قبل الزواج، فلذلك لا يسمح للمرأة أن تتطهر حتى الأسبوع السابق لزواجها كي تدخل الحياة الزوجية وهي طاهرة.
وتفرض الهلاخا على المرأة المتزوجة أن تغطس بعد كل عادة شهرية لممارسة الجنس  كما وأن الهلاخا تلزم المرأة على التطهر بعد الولادة أيضا.
وتقليديا يغطس المتطهر أو المتطهرة في الميكفي أو في مصدر المياه الطبيعي سبع مرات وينبغي أن يتغطس بلا أي نوع من الحوائل بينه وبين المياه، بما في ذلك الملابس وحتى المكياج ولون الأظافر عند المرأة.
تطهير أدوات المطبخ
تفرض الهلاخا عدة فروض دينية تتعلق بالطهارة تتعلق بالإنسان وملبسه بل حتى ادوات الطبخ.
حسب الهلاخا، يمنع استخدام الأدوات التي تم استعمالها لصالح أوامر ممنوعة مثل الشرك بالله. تخوفا من مثل هذه الحالات، تجبر الهلاخا على غطس جميع أدوات المطبخ التي تستخدم في الطبخ والمأكل من صنع غير اليهود لتبديد اي شك قد يعلق بها. ويشمل هذا الفرض جميع الادوات الزجاجية والحديدية لكنه يعفي الأدوات المصنوعة من الفخار أو الحجار أو الخشب.
تمثل هذه القوانين جزء لا يتجزأ من قوانين الحلال "الكاشروت" أي القوانين الغذائية اليهودية.​
 طقوس التطهير: وكان غى كل بيت أجران خاصة من الحجارة بالتطهير من النجاسة

لقد حرصت الشريعة على تحديد طقوس التطهير لكل حالة من حالات النجاسة سواء كانت طقسية أو أدبية. وتقوم جميعها على أساس أن النجاسة تؤدي إلى الانفصال عن الله القدوس. فلإزالة النجاسة واستعادة العلاقة، كان يجب القيام بطقوس محددة.
التطهير بالماء: والماء وسيلة طبيعية للتطهير، وكان يستخدم كثيرًا لهذا الغرض. فكان هناك "ماء الخطية "لتطهير اللاويين للخدمة (عد 8: 7). و"ماء النجاسة" (عد 19: 9 و13 إلخ)، و"الماء الحي" (عد 19: 17 للتطهير في حالات معينة. وفي كل حالات التطهير الأخرى، كان الماء يلعب دورًا هامًا (انظر لا 6: 28، 8: 6، 14: 8 و9 و51 و52..إلخ ، وحزقيال 36:25).

 

4) " وَلَكِنْ لَيْسَ كُلُّكُمْ "

الذي استثناه من ذلك واحد ممن علَّمهم، ولكنه لم يستفد شيئاً من التعليم ولا تطهر قلبه بكلام الرب ونعمته، ولم يتحرر من الخطية بل ظل متدنِّساً بها. وفي قول المسيح هنا تنبيه ليهوذا، وبيان أنه مستعد لغسل قلبه كغسل رجليه.
ولكن كيف تُطهر المعمودية من أضمر بيع الرب؟ أو كيف تتقدس أقدام من سعى في طريق الباطل والخيانة لتسليم المسيح للموت؟ «هوذا الذي يسلمني قد اقترب» (مر42:14‏). لذلك قال: «لستم كلكم طاهرين»!
‏لقد اعتمد يهوذا كالتلاميذ ولم يتطهر، وغسل المسيح رجليه ولكنها لم تتقدس! لذلك حُرم يهوذا من خدمة التبشير، بل حُرم من نصيبه مع المسيح جملة وتفصيلاً، بل حُرم من الحياة نفسها. فالطقس لا يغير القلوب، ولكن يختم على ما فيها من كنوز.
‏ولكي يتأكد القارىء من اتجاه المسيح السري في غسل أرجل تلاميذه, من جهة إعدادهم للأرسالية لخدمة الإنجيل، أكد المسيح مرتين على موضوع إرساليتهم وهو يشرح لهم معنى غسل أرجلهم: «الحق الحق أقول لكم إنه ليس عبد أعظم من سيد ولا رسول أعظم من مرسلة» (يو16:13)؛ «الحق الحق أقول لكم الذى يقبل من أرسله يقبلنى؛ والذى يقبلنى, يقبل الذى أرسلنى» (يو20:13)

 "  الذي قد اغتسل  " ..  لقد غسل يسوع أرجل تلاميذه وطهرهم ولكن ليس كلهم يبكونوا طاهرين لأن الإحدى عشر تلميذا جالوا على أقدامهم بالكلمة مبشرين بيسوع ولكن قدمى يهوذا لأنه ليس طاهرا كما قال يسوع قادته إلى التهلكة فسعة بقدمية لكهنة الهيكل وخان سيده ووشى به وأخذ مالا لقاء قتل سيده  وسلمه بقبلة (يو 13: 11 و 18) وبالتالى تشير إستعارة الغسل إما إلى جسد بطرس أو إلى مجموعة الرسل
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
فقال له يسوع  "الذى قد إغتسل" أى غسل خطاياه وتطهر من دنسها بدم المسيح بواسطة المعمودية والتوبة ليس له حاجة إلا إلى غسل رجليه بل هو طاهر كله " وقد اشار يسوع بهذا القول إلى أمر إعتيادى وهو أن الذى يغتسل فى الحمام لا يحتاج بعد أن يرجع إلى بيته إلى سوى غسل رجليه مما يعلق فيهما من تراب وأما بقية جسمه فلا يحتاج إلى غسل فمأنه قال إن الذى يغتسل إغتسالا روحيا يتحرر من الخطية بواسطة المعمودية والتوبة فإنه يطهر نفسه ولكنه يحتاج إلى غسل رجليه أى إلى غفران الخطايا خاصة التى يرتكبها بعد التجديد مثل تعديل ميوله فيطهر منها بالندم وتناول الإفخارستيا ، ثم قال يسوع " وأنتم" يا تلاميذى" طاهرون " متبررون ونواياكم طاهرة وقلوبكم نفية  
        

 شرح وتفسير  (يوحنا 13:  11) 11 لانه عرف مسلمه، لذلك قال: «لستم كلكم طاهرين».

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
 1) " لأنَّهُ عَرَفَ مُسَلِّمَهُ، لِذَلِكَ قَالَ: لَسْتُمْ كُلُّكُمْ طَاهِرِينَ".
هذا تفسير يوحنا أوضح فيه أن المسيح قصد بكلامه يهوذا مسلمه (يوحنا ٦: ٦٤ ) 64 ولكن منكم قوم لا يؤمنون». لان يسوع من البدء علم من هم الذين لا يؤمنون، ومن هو الذي يسلمه.  (انظر شرح متّى ٢٦: ٤٨ ويوحنا ١٨: ٢)

 استطاع يهوذا بدهائه أن يضم إليه التلاميذ ليتبنوا آراؤه كما حدث فى بيت سمعان الأبرص عندما تذمر التلاميذ بعد سكبت إمراة على المسيح قارورة طيب كثيرة الثمن (مر 14: 4) وكان قوم مغتاظين في انفسهم فقالوا: «لماذا كان تلف الطيب هذا؟ " ،وشعر يهوذا هنا أنه لا يمكن أن يضمن استمرار مصدر دخله. أما كلمات سيده التي تضمنت حديثه عن يوم تكفينه فقد كشفت لمسلمه أن يسوع قد عرف جيدًا القوى الشريرة التي كانت تعمل ضده (مت 26: 12)7 فقال يسوع:«اتركوها! انها ليوم تكفيني قد حفظته، 8 لان الفقراء معكم في كل حين، واما انا فلست معكم في كل حين».  ( مر 14: 8)  8 عملت ما عندها. قد سبقت ودهنت بالطيب جسدي للتكفين. (  يو 12: 7).  وواضح مما جاء في متى ومرقس (فلوقا لا يذكر هذه الحادثة) أن يهوذا ذهب على الفور وتآمر مع رؤساء الكهنة لأنه فيما يبدوا أنه ظن أن المسيح  ربما سيأخذ منه الصندوق فلجأ إلى الإستقادة منه بتسليمة لرؤساء الكهنة بعد ما حدث فى بيت سمعان الأبرص (مت 26: 14 و15) ( مر 14: 10 و11،) ( انظر أيضًا لو 22: 3 - 6)، ولكنه اختفى إلى حين ، لأنه كان حاضرًا بعد ذلك عند غسل أرجل التلاميذ حيث ميزَّ يسوع مرة أخرى بينه وبين بقية الاثنى عشر دون التصريح باسمه: "أَنْتُمْ طَاهِرُونَ وَلكِنْ لَيْسَ كُلُّكُمْ"، و"اَلَّذِي يَأْكُلُ مَعِي الْخُبْزَ رَفَعَ عَلَيَّ عَقِبَهُ" (يو 13: 10 و18).10 قال له يسوع:«الذي قد اغتسل ليس له حاجة الا الى غسل رجليه، بل هو طاهر كله. وانتم طاهرون ولكن ليس كلكم».  11 لانه عرف مسلمه، لذلك قال: «لستم كلكم طاهرين». 18 «لست اقول عن جميعكم. انا اعلم الذين اخترتهم. لكن ليتم الكتاب: الذي ياكل معي الخبز رفع علي عقبه. "

 ويبدو أن يسوع أراد أن يعطى يهوذا كل فرصة للتوبة والاعتراف فحذره هذه المرة وللمرة الأخيرة عندما جلسوا للأكل، تقدم إليه يسوع بهذه الكلمات: "إن واحدًا منكم سيسلمني" (مت 26: 21، مر 14: 18، لو 22: 21، يو 13: 21). وأخيرًا وردًا على تساؤلات التلاميذ الحائرة: "هل أنا؟" أشار يسوع إلى مسلمه، لابذكر اسمه ، ولكن بالقول: " هو ذاك الذي أغمس أنا اللقمة وأعطيه " (يو 13: 26). وحالما أخذ اللقمة، غادر يهوذا المكان، لقد حانت الفرصة التي كان ينتظرها (يو 13: 30، مت 26: 26). وحالما خرج يهوذا ذهب إلى رؤساء الكهنة وأتباعهم، وعندما جاء إلى يسوع في البستان، سلّم سيده بقبلة (مت 26: 47 - 50، مر 14: 43 و44، لو 22: 47، يو 18: 2 - 5).

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
" ولكن ليس كلكم" لأنه يوجد فيكم واحد لم يزل قلبه فاسدا ولم يستفد من تعاليمى ولم يتأثر من نعمتى وهذا الكلام كان تنبيها ليهوذا ليرجع عن خيانته وأثمه ولم يقول المسيح إسمه لئلا يفضحه فتهيج الرسل عليه 

شرح وتفسير   (يوحنا 13:  12) 12 فلما كان قد غسل ارجلهم واخذ ثيابه واتكا ايضا، قال لهم:«اتفهمون ما قد صنعت بكم؟

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
 

1) " َلَمَّا كَانَ قَدْ غَسَلَ أَرْجُلَهُمْ "

َ الظاهر أنه أكمل الغسل ولم يعترضه أحد ثانية.

أن غسل الأرجل هو إجراء خاص: «أنا السيد والمعلم قد غسلت أرجلكم», اختص به، ليس جميع التلاميذ أو الرسل أو المؤمنين به ، بل الاثنا عشر فقط (وكل سيد ومعلم)، حيث سقط منهم يهوذا ليحل محله آخر لأن عددهم قد تسجل في سجلات السماء وأسماؤهم كتبت فوق كراسيهم الاثني عشر, وأنه ليس هو اغتسال المعمودية العام لكل المؤمنين, بل هو اغتسال لأرجل التلاميذ الاثني عشر، كطقس تقديس ليرتقى لمرتبة سر من أسرار الكنيسة وإعداد للارسالية والتبشير للعالم كله

 

2) " وَاتَّكَأَ أَيْضاً "

على المائدة. وهذا يدل على أنهملم يكملوا عشاؤهم وتقاليد اليهود تقتضى تناول أربعه كؤوس خمر أثناء العشاؤ لها طقوس وكلمات معينة تردد وحدث غسل الرجل مابين الكأس الثالثة زالنى تسمى أس البركة والكأس الرابعة  التى تسمى كأس التهليل
 

3) " قَالَ لَهُمْ: أَتَفْهَمُونَ مَا قَدْ صَنَعْتُ بِكُمْ؟"

  ألايات (يو 13: 6- 10) تربط غسل الأرجل بالنصيب مع يسوع أما ألايات (يو 13: 12- 20) يصف يسوع لتلاميذه فيها  أن ما قام به هو مثال للتواضع بينما كان التلاميذ يتجادلون عن من هو الأعظم بينهم (لو 22: 24) قام يسوع بغسل أرجل تلاميذه وهو عمل لا يقوم به إلا العبد فقط فى ذلك العصر  
أَتَفْهَمُونَ الخ الأرجح أنهم سكتوا وعجبوا ولم يفهموا لأن كثير من العبارات التى قالها المسيح لم تفهم عندماتفوه بها مثل عبارات صلبه وقيامته ومثل يونان فى جوف الحوت لا يفهمها احد إلا بعد ـمامها والواضح ايضا أن غسل الأرجل كان له ثلاث مقاصد 1- الإتضاع  2- خدمةالآخرين  3- التبشير

.. أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
عمل المسيح مثال للتواضع والمحبة ثم أخذ يعلم تلاميذه ونستدل من هذا ومن كثير غيره أن يسوع كان تعليمه يعمله أكثر منه بقوله ، فقال لهم " أتفهمون ما قد صنعت بكم" من غسل الأرجل
"

 شرح وتفسير  (يوحنا 13:  13) 13 انتم تدعونني معلما وسيدا، وحسنا تقولون، لاني انا كذلك.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
 

1) " أَنْتُمْ تَدْعُونَنِي مُعَلِّماً وَسَيِّداً، وَحَسَناً تَقُولُونَ، "
تَدْعُونَنِي مُعَلِّماً وَسَيِّداً هذه علاقته بهم، إختار التلاميذ الأثنى عشر المسيح معلما بعد أن دعاهم للعمل معه زآمنوا به معلما وربا ومخلصا ومسيحا وفاديا لهذا يجب أن يسلكوا على مثاله ويطيعوا وصيته.

 

2)  " لأنِّي أَنَا كَذَلِكَ"
أَنَا كَذَلِك (متّى ٢٣: ٨، ١٠).8 واما انتم فلا تدعوا سيدي لان معلمكم واحد المسيح وانتم جميعا اخوة. 9 ولا تدعوا لكم ابا على الارض لان اباكم واحد الذي في السماوات. " ذكر المسيح ذلك بياناً للتلاميذ أنه لم ينس بغسله أرجلهم سموه عليهم في طبيعته ووظيفته، ولم يتخل عن ذلك. وقد إعترف بولس بأن المسيح رب ( ١كورنثوس ٨: ٦ ) 6 لكن لنا اله واحد: الاب الذي منه جميع الاشياء، ونحن له. ورب واحد: يسوع المسيح، الذي به جميع الاشياء، ونحن به. " ولا يقدر أحد أن يقول رب إلا بالروح القدس ( 1كور ١٢: ٣ ) 3 لذلك اعرفكم ان ليس احد وهو يتكلم بروح الله يقول: «يسوع اناثيما». وليس احد يقدر ان يقول:«يسوع رب» الا بالروح القدس. "  ( فيلبي ٢: ١١) 11 ويعترف كل لسان ان يسوع المسيح هو رب لمجد الله الاب

    أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
أنتم تدعونى معلما وسيدا وحسنا تقولون لأنى أنا كذلك " فيجب أن تطيعوا وصيتى وتتبعوا مثالى


  شرح وتفسير (يوحنا 13:  14) 14 فان كنت وانا السيد والمعلم قد غسلت ارجلكم، فانتم يجب عليكم ان يغسل بعضكم ارجل بعض،

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

1) " فَإِنْ كُنْتُ وَأَنَا السَّيِّدُ وَالمُعَلِّمُ قَدْ غَسَلتُ أَرْجُلَكُمْ،"

فإن  " ..  جملة شرطية من الصنف الأول تعتبر صحيحة
فَإِنْ كُنْتُ وَأَنَا أراد بذلك أنه إذا تنازل رب المجد إلى خدمة الناس بهذا الأسلوب،( لوقا ٢٢: ٢٧ )  27 لان من هو اكبر؟ الذي يتكئ ام الذي يخدم؟ اليس الذي يتكئ؟ ولكني انا بينكم كالذي يخدم. وجب على الناس أن يخدموا بعضهم بعضاً ليظهروا محبتهم.
 

2) " فَأَنْتُمْ يَجِبُ عَلَيْكُمْ أَنْ يَغْسِلَ بَعْضُكُمْ أَرْجُلَ بَعْضٍ"

المسيح ذاته أعطى لنامثالا لنتبعه ما دمنا ندعوه ربا ومعلما ( لوقا ٦: ٤٦ ) 46 ولماذا تدعونني: يا رب يا رب وانتم لا تفعلون ما اقوله؟"
يَجِبُ عَلَيْكُمْ أَنْ يَغْسِلَ يجب إظهار التواضع وإنكار الذات في سبيل خير الآخرين ، فلا يجوز أن يتكبروا ويريدون لأنفسهم المكانة والكرامة والسبق والشرف والسلطة، بل يجب أن يكونوا مستعدين لخدمة بعضهم بعضاً. ( رومية ١٢: ١٠ ) 10 وادين بعضكم بعضا بالمحبة الاخوية، مقدمين بعضكم بعضا في الكرامة " .وذلك مما يجب على المسيحيين عامة، ولا سيما خدام الإنجيل بالكنائس في كل عصر لأنهم قدوة لجميع الناس. ( غلاطية ٦: ١، ٢ ) 1 ايها الاخوة، ان انسبق انسان فاخذ في زلة ما، فاصلحوا انتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة، ناظرا الى نفسك لئلا تجرب انت ايضا. 2 احملوا بعضكم اثقال بعض، وهكذا تمموا ناموس المسيح "
«يجب عليكم» الخاصة بطقس غسل الأرجل، لكي يكون قوام الإرسالية وقوتها من منطلق الاتضاع والمحبة وخدمة الأكبر(السيد والمعلم) للأصغر. فالاثنا عشر نالوا التقديس الخاص بالإرسالية بغسل الأرجل بالتساوي, ولما أراد القديس بطرس، بمعنى التواضع، أن يحتج إنما من منطلق الشعور بالولاية أو التحدث باسم بقية ‏التلاميذ بصفته الأول أو الأكبر، زجره المسيح محذراً إياه بشدة بالحرمان من نصيب التلاميذ, فانصاع كالبقية.

 † " فانتم يجب عليكم ان يغسل بعضكم ارجل بعض،  " ..  وهذا يعنى أن غسل الأرجل أصبحت فريضة كنسية وواجب على كل خادم وكانت تستخدم فى أديرة الرهبان القبطية بمصر حيث كانوا ياـون من مسافات طويلة إما سائرين على أقدامهم أو راكبين فتتسخ أرجلهم وقد أبطلت هذه العادة لأن كل زوار الأديرة يركبون الباصات فلا تتسخ أرجلهم ولكن تقليد غسل الأرجل  يقام فى الكنيسة القبطية مرتين فى يوم خميس العهد وهو اليوم الذى أسس يسوع هذا التقليد  وفى عيد الرسل  تنفيذا للأمر أنه يجب على الرسل يغسلوا ارجل بعضهم البعض  "  إن غسل الأرجل فى عيد الرسل هو بمثابة تثبيت رسالة الخدام لخدمة الإنجيل، ودعوة المخدومين لقبول التوبة . "
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
 لأنى " وإن كنت وأنا السيد والمعلم قد غسلت  أرجلكم فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض " فإنكم مهما تنازلتم لخدمة بعضكم لا يحسب ذلك شيئا يذكر فى جانب تنازل الرب له المجد لخدمة عبده الإنسان والذى خلقه بيده 
   

  شرح وتفسير  ( يوحنا 13:  15) 15 لاني اعطيتكم مثالا، حتى كما صنعت انا بكم تصنعون انتم ايضا.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس 

1) " لأنِّي أَعْطَيْتُكُمْ مِثَالا،"

( ١بطرس ٢: ٢١ )  21 لانكم لهذا دعيتم. فان المسيح ايضا تالم لاجلنا، تاركا لنا مثالا لكي تتبعوا خطواته " وهذه الآية وألآية (يو 13: 15) تضع طقس غسل الأرجل فى مستوى السر واصبح له قصد ومعنى في الكنيسة كالعشاء الرباني، لأن المسيح صنعه وأمر بممارسته، "كَمَا صَنَعْتُ أَنَا بِكُمْ تَصْنَعُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً" وقد حل غسل الأرجل مكان غسل الأرجل شائعاً بين اليهود من واجبات الضيافة، وذُكر على هذا السبيل في (١تيموثاوس ٥: ١٠.)10 مشهودا لها في اعمال صالحة، ان تكن قد ربت الاولاد، اضافت الغرباء، غسلت ارجل القديسين، ساعدت المتضايقين، اتبعت كل عمل صالح.  "
أَعْطَيْتُكُمْ مِثَالا أي علمهم بما فعله وجوب التواضع ( فيلبي ٢: ٥ )  فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع ايضا:"

 

2) " كَمَا صَنَعْتُ أَنَا بِكُمْ تَصْنَعُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً "

الخدمة، والتواضع العجيب  وذلك أن رب السماوات والأرض اتخذ منزلة خادم الخدام. وفي ما أتاه توبيخ للراغبين في الرئاسة والمتخاصمين عليها. ( ١يوحنا ٢: ٦) 6 من قال: انه ثابت فيه ينبغي انه كما سلك ذاك هكذا يسلك هو ايضا."  فيجب أن نتواضع قلبياً، لأنه يمكننا أن نغسل أرجل غيرنا ونحن في كبرياء. ووصاياه للأحداث ذكرها بولس ( ١بطرس ٥: ٥)5 كذلك ايها الاحداث، اخضعوا للشيوخ، وكونوا جميعا خاضعين بعضكم لبعض، وتسربلوا بالتواضع، لان:«الله يقاوم المستكبرين، واما المتواضعون فيعطيهم نعمة».
كانت خدمة المسيح للناس هدف كل حياته على الأرض، فيجب أن تكون خدمة إخوتنا البشر هدف كل حياتنا أيضاً. وكما أن المسيح لم يحسب تلك الخدمة عاراً بل مجداً، ( متّى ١١: ٢٩ ) 29 احملوا نيري عليكم وتعلموا مني لاني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم. "    كذلك يجب أن نحسبها نحن.
 في طقس تواضعي مهيب, إذ جلس كخادم بل كعبد في موطىء أقدام تلاميذه لغسل أرجلهم واحداً فواحداً، ولم يذكر الانجيل أنه قدسهم بحسب الترتيب، لأن هذا يتنافى قطعاً مع روح هذا الطقس بجملته؛ وهذا لكي يرفع طقس خدمة الكرازة إلى أقص حدود التواضع التي يمكن أن يتصورها إنسان, حتى لا يعود في محيط البشارة كلها كبير أو صغير، ولا عظيم أوحقير. وقد أعطى نفسه مثالاً، فهو السيد والمعلم، وقد انحنى على أرجلهم يغسلها وينشفها بأهانة خدمة العبيد، لكي يرتدع الكبير فيما بمد وينحني للصغير حتى إلى غسل الأرجل أو تقبيلها!... لأن العامل في خدمة الكبير هو العامل في خدمة الصغير

    أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
 والخلاصة أنه يجب على التلاميذ والرؤساء والقادة من بعدهم وعلى المؤمنين جميعا أن يكونوا متواضعين ينكرون ذواتهم فى خدمة بعضهم البعض ولا يجوز لهم أن يتكبروا أو يطلبوا المناصب والشرف ، لأن المسيح اعطانا مثالا للتواضع وهو رب السموات والأرض فيجب أن نتمثل به بالقلب بمجرد الفعل

 شرح وتفسير   ( يوحنا 13:  16) 16 الحق الحق اقول لكم: انه ليس عبد اعظم من سيده، ولا رسول اعظم من مرسله.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس

هذا قانون عام ينطبق عليهم، فهم ليسوا أعظم من المسيح. فى الكريق الذى سار فيه المعلم هكذا ينبغى ا، يسر  تلاميذه فى نفس الطريق لأن المسيح هو الطريق الموصل للسماء (يو 14: 6) قال له يسوع: «أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي." ولا يتوقع أن يعامله الناس بأحسن مما عاملوا معلمه به.


1) " اَلحَقَّ الحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ، ولا رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ"
اَلحَقَّ الحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ انظر شرح (متّى ١٠: ٢٤، ٢٥.) هذا بيان لأهمية الكلام بعده، ودليل على معرفة المسيح أن التلاميذ في خطر الوقوع في الكبرياء الروحية، ولذلك قاله هنا وكرره في متى متّى ١٠: ٢٤ )24 «ليس التلميذ افضل من المعلم ولا العبد افضل من سيده. 25 يكفي التلميذ ان يكون كمعلمه والعبد كسيده. ان كانوا قد لقبوا رب البيت بعلزبول فكم بالحري اهل بيته! " وفى لوقا ( لوقا ٦: ٤٠ ) 40 ليس التلميذ افضل من معلمه بل كل من صار كاملا يكون مثل معلمه.  يوحنا ( يوحنا ١٥: ٢٠)20 اذكروا الكلام الذي قلته لكم: ليس عبد اعظم من سيده. ان كانوا قد اضطهدوني فسيضطهدونكم، وان كانوا قد حفظوا كلامي فسيحفظون كلامكم.  لقد عرف التلاميذ أن يسوع على وشك أن ينشئ ملكوتاً، لأن اليهودظنوا أن المسيح ملكوتا أرضيا ويملك عليهم إلى الأبد فاشتهوا أعظم المناصب فيه، فعلمهم بغسله أرجلهم أن العظمة الحقيقية في ملكوته لمن هو أكثر تواضعاً ونفعاً.
هنا يضع المسيح نفسه كمثال للسيد الذي اتضع لعبيده المرسلين, فأصبح من غير المعقول روحياً وإلهياً أن يتعظم العبد (المرسل) بأي حال من الأحوال على عبد (مرسل) أخر، لأن المسيح وهو السيد لم يتعظم على عبيده المزمع أن يرسلهم، بل عكس الأمر عكساً شديداً، إذ صار السيد، وهو الراسل، عبداً، والعبد، وهو المرسل، سيدا! هذا هو روح الإنجيل والبشارة، بل هذا هو روح الله.

«سر غسل الأرجل» نطقاً مُبيناً أنه طقس الرسل والمرسلين. فقال إنه ليس رسول أعظم من مرسله. والُمرسل هنا هو المسيح دائماً وإلى الأبد، والرسول هو التلميذ، والكارز، والأسقف، والبطريرك. فلا يتعظم رسول لأنه على كل حال وعلى أي حال هو عبد ، والذي أرسله هو المسيح, وهو الذي يرسل كل رسول آخر. فلا يتعظمن رسول على رسول, والا يكون قد تعظم على المسيح الذي أرسله، وتعالى على الرسالة ذاتها.


† "  الحق الحق اقول لكم  " ..  الحق تعنى حرفيا أمين وهذه الكلمة لها جزور فى العهد القديم تفيد معنى الثبات أو ألإيمان أو اليقين ، وقد كان يسوع يستخدم هذه الكلمة لتتصدر العديد من تعاليمه وأقواله ، وتنفرد البشارة بحسب يوحنا بالإستخدام الثنائى لهذه الكلمة
 
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
لأنه "ليس عبد أعظم من سيده ولا رسول اعظم من مرسله " فلا يجب أن يأنف أو يتقزز نفسه مما فعله يسوع المسيح معلمه ولا يتكبر التلميذ أو الرسول من أن يقوم بما قام به سيده ،     

  شرح وتفسير  (يوحنا 13:  17) 17 ان علمتم هذا فطوباكم ان عملتموه.
  
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
† "  ان علمتم هذا فطوباكم ان عملتموه. " .. العبارة الأولى جملة سرطية من الصنف الأول تعتبر صحيحة من وجهة نظر الوحى أما الثانية فهى من الصنف الثالث وتفيد إمكانية التحقق ، بما يعنى إذا ستكونوا مطوبين أى سعداء إذا قعلتموه (مت 7: 24- 27 ) ( لو 6: 46- 49) (رو 2: 13) (يع 1: 22 & 4: 11) المعرفة جيدة فى حد ذاتها ولكنها تصبح بلا تفع لصاحبا ولا للمجتمع  إلا إذا نفذت

1) " إِنْ عَلِمْتُمْ هَذَا "
لعل التلاميذ قالوا في أنفسهم: سمعنا هذا قبلاً وعرفناه، فقال يسوع ما معناه إن العلم بالأمور الروحانية العميقة وحده لا يكفي، إنما يجب أن يمارس الإنسان ما تعلمه عمليا ، ومن لا يعمل يخطئ ويُدان.

 

2) " فَطُوبَاكُمْ إِنْ عَمِلتُمُوهُ"

 طوبى : تعنى الغبطة لمن يعلّم ويعمل. وقوله إن «علمتم هذا» يدل على أن في إدراكه شيئاً من الصعوبة، وقصد المسيح به الخدمة بالتواضع والتبشير بالفرح والسرور والحب والسلام . فطوبى لمن شغلوا زمن حياتهم بأعمال تشبه أعمال «الذي أتى ليس ليُخدم بل ليَخدم» (متّى ٢٠: ٢٨).
«العلم والعمل» بهذا: «إن عملتم هذا، فطوباكم إن عملتموه»،( يعقوب ١: ٢٥)25 ولكن من اطلع على الناموس الكامل ­ ناموس الحرية ­ وثبت، وصار ليس سامعا ناسيا بل عاملا بالكلمة، فهذا يكون مغبوطا في عمله. " إلى أن يحين زمان الإرسالية والملء من الروح القدس، حينما يستعلنون بالروح (يعلمون) ما جرى لهم في هذا السر، حيث يكون عليهم حينئذ أن «يعملوه»، أي يرسلوا بعضهم بعضاً بروح هذا الإتضاع عينه. وحينئذ تحل عليهم «الطوبى»، أي يصيرون مكاريين أي طوباويين.

ويقول الأب متى المسكين فى كتاب شرح إنجيل يوحنا [ الكنيسة القبطة في كل عصورها إلى ما قبل عصرنا هذا، بهذا الطقس بالنسبة للكاهن، فكان يتحتم عليه بمقتضى طقس «تحفي (تعرية) القدمين أثناء الخدمة» أن يغسل، أي يرحض قدميه قبل الدخول إلى الهيكل لإجراء طقس سر الإفخارستيا بنوع من الإلزام، وكذلك قبل قراءة الإنجيل. وقد رأيت بعيني في بكور رهبانيتي (عام 1948) المرحضة بجوار كل هيكل، والمخصصة لغسل قدمي الكاهن.
‏فيما عدا ذلك ثُبت طقس غسل الأرجل في يوم خميس العهد قبل القداس (قبل تقديم الحمل)، كما أيضاً في عيد الرسل قبل القداس, وهذا دليل على إدراك الكنيسة القبطية للعلاقة الصميمية بين غسل الأرجل وارسالية المرسلين.ٍ] أ. هـ

وتعقيبا غسل الأرجل تم فى المساء فى عشية يوم الفصح 14 نيسان الواقع يوم الجمعة وقد أمل التلاميذ الفصح مع تلاميذه فى عشية أى مساء اليوم السابق اى مساء الخميس عشية الخميس واليهود فى تقاليدهم يشربون أربعة كؤوس من النبيذ كل كاس له إسم الأول كأس مرور الملاك المهلك مرور الغضب والثانى كأس الغفران والثالث البركة والرابغ كأس التهليل وكل كاس يشربونه من هذه الكؤوس الأربعة له طقس أوصلوات أو كلمات تقال .. وطقس غسل الأرجل تم ما بين الكاس الثالثة والكأس الرابعه حيث قام المسيح من على مائدة العشاء بعد شرب الكأس الثالثة وصنع طقس غسل الأرجل ثم أكما العشاء بشرب الكأس الرابع وأسمه التهليل والكأس الرابع هو الذى صنع فيه المسيح العشاء الربانى وسر الإفخارستيا بتقدمة الخبز والخمر وهكذا أكمل المسيح العهد القديم وربطه بالعهد الجديد لأن يهوه ما زال عهده مع البشر مستمر فى المسيح يسوع ربناومعلمناومخلصنا وفادينا

أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير المشرقى للقس ابو الفرج لإجيل يوحنا - كتاب طبعه يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية سنة 1908م فى عصر البابا كيرلس الخامس112
 فطوبى لمن علم هذا المثال وعمل به كما قال بفمه الطاهر "إن علمتم بهذا فطوباكم إن عملتموه"
     

 

 

This site was last updated 05/18/21