Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تفسير متى - مجمل الأناجيل الأربعة : الفصل 28

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
Untitled 7292
تفسير إنجيل لوقا
تفسير الفصل الأول
ج 5 (نهاية السن33) ف22
تفسير متى الفصل 3
تفسير متى الفصل 4
تفسير متى الفصل 5
تفسير متى الفصل 6
تفسير متى الفصل 7
تفسير متى الفصل 8
تفسير متى الفصل 9
تفسير متى الفصل 10
تفسير متى الفصل 11
تفسير متى الفصل 12
تفسير متى الفصل14
تفسير متى الفصل 15
تفسير متى الفصل16
تفسير متى الفصل 17
تفسير متى الفصل 18
تفسير متى الفصل 21
تفسير متى الفصل 22
تفسير متى الفصل23
تفسير متى الفصل24
تفسير متى الفصل25
تفسير متى الفصل26
تفسير متى الفصل27
تفسير متى الفصل28
تفسير متى الفصل 29
مرقس1
تفسير يوحنا الفصل 1

فيما يلى تفسير متى - مجمل الأناجيل الأربعة : الفصل 28

تفسير انجيل متى الاصحاح السابع والعشرون

 يسوع يسلم الروح  (متى 27: 45 - 56)

يسوع يسلم الروح

 تفسير (متى 27: 45) : ومن الساعة السادسة كانت ظلمة على كل الارض الى الساعة التاسعة .

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

ذلك حتى يفهم اليهود انه هو الذي عمل الظلمة في مصر . فان هنالك صارت الظلمة عندما كان الفصح الموسوي مزمعاً ان يذبح اما هنا فقد حدثت الظلمة عندما ذبح المسيح على خشبة الصليب . وليصير معلوماً ان المصلوب خالق المخلوقات وان الشمس أخفت نورها وحزنت على صلب باريها ولتكمل نبوة عاموس ( ستغيب الشمس في الظهرية 8: 9 ) . كانت هذه الظلمة معجزة لانه لا يمكن ان تكسف الشمس الا والقمر هلال وكان يومئذٍ عيد الفصح وهو يقع والقمر بدر وأعلنت هذه الظلمة عظمة المصلوب وانه رب الانوار . وقد لبست المخلوقات كلها الحزن على خالقها فالشمس لبست لون القطران والقمر لبس لون الدم ولم يكن وقت ظهوره لكن في ذلك الحين تراءى في المشرق وركض بحدة الى المغرب تابعاً للشمس . وجلس اثنانهما حزينين كالعبيد الصالحين المتالمين بألم سيدهم . وقد كتب جميع حكماء اليونانيين والمصريين والكلدانيين الذين في بابل ان واحداً من الثالوث تألم اليوم . وهذا معنى قوله ( قامت ملوك الارض ) اي من كراسيها واندهشوا بالآية التي صارت . وهذه الظلمة تشبه للظلمة التي كانت في ابتداء الخليقة . ثم لا يخفى على القارئ العزيز ان الظلمة التي حدثت وقت صلب المسيح ليست بكسوف لان الكسوف لا يدوم ثلث ساعات ولا يكون على ثلاث ساعات . وملكت على كل الارض ويحدث حينما يكون القمر هلالاً . اما هذه الظلمة فدامت ثلاث ساعات . وملكت على كل الارض . وحدثت حينما كان القمر بدراً وقد تكلمنا مطولاً عن هذه وعن الامانة والطبيعيات المعقولة والمحسوسة في كتابنا المسمى كتاب المختصرات .

 تفسير (متى 27: 46) : ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلاًً : “ ايلي ، ايلي ، لما شبقتني ؟ “ اي : الهي ، الهي ، لماذا تركتني ؟

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

يقول الاريانيون ان الابن الكلمة صرخ باقنومه الى الله الاب . اما النساطرة والخلقيدونيون فيقولون ان الانسان الذي صلب صرخ بهذا الكلام الى الله الساكن فيه او الى الطبيعة الالهية التي انتقلت عنه في وقت الالام اما نحن فنقول ان يسوع ابن الله الذي كتب عنه مرقس ( بدء انجيل يسوع المسيح ابن الله ) هو الذي صرخ هذه الكلمة . وهو الذي صرخ الشياطين اليه ( ما لنا ولك يا يسوع ابن الله . فكما انه لم يولد ويعتمد ويجوع ويعطش لاجل نفسه لكن لاجلنا هكذا صراخه الى الآب ( ايلي ايلي ) كان لاجلنا ونيابة عنا . لانه أخذ اقنوم ىدم وجاء ليفي ذنبه . فمن أجله ونيابة عنه وعن ذريته صرخ وتكلم . وذلك واضح من الاية التي تلي قوله ايلي وهي ابعدت عني خلاصي بكلمات جهالتي . ومن المؤكد ان المسيح لم يكن فيه جهل لانه قد قال ( اني غلبت العالم ) ومن منكم يوبخني على خطيئة . وقال اشعيا النبي عنه انه لم يعمل اثماً ولا غشاً . فاذاً لاجلنا ونيابة عنا صرخ . لانه رآنا أذلاء وقد انحط جنسنا الى الحضيض والهوان . ثم نقول انه سأل الآب قائلاً لماذا تركتني ليسمع ما قيل في المزمور كمن اقنوم الآب له ( قد تركتك لتتالم وتصلب ليتذكر ويرجع الى الرب جميع اقطار الارض . وقد قال النبي اننا بجروحاته شفينا . وقد تشبه لنا في كل شيء ما عدا الخطيئة فانه جاع وعطش وتعب ونام وسأل عن كمية الخبزات وعن لعازر أين وضعتموه كمن يجهل الاشياء مع كونه عارف بكل شيء قبل كونه . ثم نقول انه صرخ الى الآب لبيان ان الابن وحده قد تألم وليس الآب والروح القدس ولا الثالوث اجمع . وقد تألم الابن واحتمل الصليب باقنومه بما انه قد صار انساناً لا بما انه إله . ويقول بعض المضادين كيف ترك الابن من الآب وهو الذي قال انا في الآب والآب فيّ ، الجواب انه في الآب لاجل المساوات في الطبع وفينا لاجل تجسمه منا . كقوله انا فيهم وانت في ليكونوا مكملين الى واحد . فالآب لم يتركه فيما يخص الطبيعة لانه غير متألم وغير مائت بطبيعته مثل الآب . اما بما يخص الاقنوم فقد تركه ان يتألم ويموت لكي يكون معنا بهذه . وأيضاً صراخه الهي كان ليظهر شر صالبيه ويتشجع الشيطان والموت على قتله . وقد قال ايلي ايلي على سبيل التعجب والاندهاش لا للفحص والتفسير . ويقول النساطرة ان المصلوب انسان وانه قال الهي الى الله الساكن فيه . فنسألهم قائلين ابإرادته صلب ام مرغماً فاذا كان بارادته لماذا يلام الله الكلمة الذي انتقل منه وتركه حسب هذيذكم . واذا كان مرغماً من الكلمة فحقاً كان يجب ان يندب حظه ويقول للذي تركه لماذا جذبتني الى الآلام والآن تتركني ففي عمل الآيات قد كنت قريباً لي واما في الآلام تتركني صرت خادماً لك بما يتعلق بك ولم تصر لي شريكاً بما يخصني . وبيان ان الله ضعيف وظالم . ضعيف لانه ما احتمل رؤية الصليب بل تركه وهرب . وظالم لانه كان خادماً اياه في العجائب وما أعانه في وقت احتمال المصائب . ويظهر الانسان أشد قوة من الكلمة لانه صبر على الآلام وهو تركه وانتقل . وبيان ايضاً ان الانسان مظلوم لانه كمل التدابير اما عند الآلام والموت لم يعنه احد لكنه ترك . ثم اذا كان المصلوب انسان فقط حسب زعمكم فلم يكن واجباً ان يقر ويعترف بلاهوته لانه أصبح متروكاً منه . فان قالوا قد تركه كونه غير متالم بطبعه . فنجيبهم انه يعرف غير متالم حين صبره على الآلام كحجر الماس التي كلما ضغطت ازداد لمعانها ولا تشعر بالم ولا تكسر والقرميد يعرف غير متألم من الماء حين ما يغطس بالماء . ولم ينحل . والسلمندر يدخل النار ويلعب فيها ويطفيها ولا تؤذيه . ثم نقول اذا كان الملاك لا يخاف من الموت لانه روح . فاحرى كثيراً رب الملائكة . ويعرف ان المتالم هو الله الكلمة من انه اظلم الشمس وشقق الضخور واقام الموتى .

يقول الاريانيون ان الابن هو المتروك من ابيه . فنقول كيف يتركه وهو الذي قال ( انا في ابي وابي فيّ ) والى اين مضى ذاك الموجود في كل مكان والغير المحدود حينما تركه وكيف يترك الآب قدرته وحكمته بارادته فقد قال بولس الرسول ان المسيح هو قوة وحكمة الله الآب ( اكو : 30 ) . كما ان قوله انا عطشان كان اولاً لتكميل النبوة كما قال الانجيليون وثم ليسقينا نحن العطشى مشرباً روحياً وكما انه لما طلب ماء الحياة وذلك معلوم من انها لما ادركت معنى كلامه بدأت تطلب منه ماء الحياة . والكتاب لا يذكر انه شرب من الماء الذي طلب منها كذلك صراخه هنا على الصليب قائلاً انا عطشان كان اولاً لاجل الطبع البشري العطشان لمعرفة روح القدس وثانياً لانه اراد ان يعطينا ماء الحياة . وكما ان سؤاله عند شفاء النازفة الدم كان لتشهر امانتها هكذا سأل قائلاً لماذا تركتني لا لعددم معرفته السبب لكن لكي اذا سمع السامعون فيبحثون عن المسألة ويزدادون علماً ومعرفة انه ليس هو المتروك لكي الطبع البشري اي آدم وذريته . ثم نقول انه دعا الآب اله لانه صار انساناً وكما انه لا يلام اذا تعاطى الالهيات لانه اله كذلك لا يعد حقيراً اذا تكلم بالانسانيات لانه قد صار انساناً .

 تفسير (متى 27: 47): فقوم من الواقفين هناك لما سمعوا قالوا : “ انه ينادي ايليا “ .

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

يشبه اسم ايل لاسم ايليا لان ايل بالعبرانية معناه الله واسم ايليا معناه الهي .

 تفسير (متى 27: 48): وللوقت ركض واحد منهم واخذ اسفنجة وملأها خلاً وجعلها على قصبة وسقاه .

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

ان الذي أعطاه الخل والمرارة كان يهودياً وذلك واضح من قوله ( ها انه ينادي ايليا ) وقد اعطوه اكثر من مرة خلاً بطريق الاستهزاء فشرب . اما هنا فلم يشرب . وكانوا قد بلوا الاسفنجة بالخل وقدموها الى فمه ليشرب .

 تفسير (متى 27: 49):  وأما الباقون فقالوا : “ اترك لنرى هل يأتي ايليا يخلصه ! “ .

 تفسير (متى 27: 50) : فصرخ يسوع ايضاً بصوت عظيم ، واسلم الروح .

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

اظهر هنا ايضاً انه بسلطانه وباختياره اسلم روحه لا اضطراراً وانها لم تؤخذ قسراً منه كانفسنا التي تؤخذ مّنا قسراً . وقد قيل عنا نحن الخليقة تنزع ارواحها فتموت ( مز 104 : 29 ) . فاذاً هو الخالق وبارادته وبسلطانه اسلمها . ويسأل قوم اي افترقت نفسه من جسده . اما موته فهو افتراق لاهوته من ناسوته فهذا الموت لم يمته ولن ولن يمته ولا يمته . ان نفسه فارقت جسده واما لاهوته فلم يفارق لا جسده ولا نفسه لان لاهوته قد اتحد اتحاداً بغير انفصال مع نفسه وجسده وكان لاهوته متحداً مع الجسد في القبر ومع نفسه مضى الى الهاوية وانذر الانفس المحبوسات هنالك وللواتي لم يكن يخضعن لكرازة نوح ( ابط 3 : 20 ) . وان اللاهوت غير محدود وعليه فكان مع جسده ونفسه وفي كل المخلوقات وخارجاً عنها . وبما انه غير محدود فلا ينحصر في موضع او في مكان لا بالقول ولا بالفكر . ولانه صار انساناً لذلك كان مع الجسد في القبر ومع النفس في الهاوية . ثم ان سيدنا صرخ مرتين وهو على الصليب بصوت عال . الاولى ( الهي الهي لماذا تركتني ) والثانية يا ابت في يديك استودع روحي ( لو 23 : 46 ) . ففي المرة الاولى صرخ نيابة عن آدم الهي الهي . وفي المرة الثانية صرخ من اقنومه الى الآب . فدعاه اباه ليبين انه مساوٍ للاب في الجوهر وان الله بعينه قد صار انساناً . وبقوله ( استودع روحي ) بيّن انه بارادته اسلمها لا ان يأخذها منه غضباً . وقد تعلم استفانس من قول المسيح اقبل روحي ( اع 7: 59 ) ومن آدم الى ان قال المسيح في يديك استودع روحي كانت ارواح الصديقين والاثمة ترسل الى الهاوية ومن بعد قوله هذا حتى المنتهى فانفس الصديقين تكون في يدي الله كقول سليمان اي قريباً منه ومكانهم الفردوس .

 تفسير (متى 27: 51) : واذا حجاب الهيكل قد انشق الى اثنين ، من فوق الى أسفل . والارض تزلزلت ، والصخور تشققت ،

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

انشق حجاب الهيكل لان الروح القدس الذي كان يحل على اسرار الناموس خرج منه . وقال قوم ان سداه انشقت الى طرف آخر وذلك عجب . وقد انشق الحجاب لانه لم يحتمل آلام خالقه وعلامة لانتقال الروح القدس منه وابطال الذبائح الناموسية وتهيئاً للخراب . وقد زالت الظلمة بعد الساعة التاسعة بياناً ان الاحزان التي دخلت من بدء الزمن بواسطة الخطيئة قد زالت . وتزلزل الارض كان كاهتزاز المهد او كاهتزاز الاناء في الماء وكان ذلك تهديداً للمنافقين وان المصلوب هو الذي أسسها لئلا تتزعزع . ثم ان الزلزلة لا تكون في كل الارض في طرفة عين . أما هذه الزلزلة فكانت في كل مكان وتزلزل كل جسم الارض . والظلمة كذلك كانت على كل الارض لا على جزء منها كالمعتاد الجاري . وقد تشققت الصخور ليعلم ان المصلوب هو الخالق وان الجماد يتألم معه وتوبيخاً للقلوب القاسية التي لم تتأثر من هذا العمل المقوت . ولان الالسنة الناطقة التي كان يجب ان تميز من هو المصلوب لتسبحه أعدمت النطق وابكمت فالحجارة صرخت بالمجد والتسبيح . وهذا معنى قوله ( ان سكت هؤلاء فالحجارة تصرخ ( لو 19 : 40 ) وقد يؤدب الله احياناً الناطقين بواسطة غير الناطقين كما حدث لبلعام فانه تأدب بواسطة الاتانة . وليوربعام فانه تأدب بانشقاق المذبح وتذرية الرماد ( امل 13: 3 و 5 ) . ولفرعون والمصريين بواسطة العناصر . وهكذا هنا فانه زلزل الارض وشقق الصخور وتوبيخاً لليهود . لانه اراد ان يرجعوا عن نفاقهم فلم يرجعوا .

 تفسير (متى 27: 52) : والقبور تفتحت ، وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين 

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

جرى ذلك في الساعة التاسعة من يوم الجمعة . ولم يكونوا من الموتى القدم لكنهم كانوا قد ماتوا قبلما يتألم سيدنا بثلاث سنين او اقل . وسماهم قديسين لانهم كانوا قد آمنوا بسيدنا قبل موتهم وكانوا من اهل اورشليم ومدفونين في القبور التي حولها ثم قاموا ودخلوا مدينة اورشليم وعرف هذا اباه وهذا اخاه وهذا امه . ووبخوهم قائلين ما هذا الفعل الشنيع الذي عملتم بصلبكم الحي وواهب الحياة . ومكثوا ثلاثة ايام لم ياكلوا فيها ولا شربوا بل حفظهم الله كموسى وايليا في صيامهم وبالحقيقة قد اتحدت انفس هؤلاء القديسين باجسادهم وبشروا في اورشليم ثلاثة ايام ورجعوا واضطجعوا في قبورهم ولم يذهبوا الى الفردوس ولا تبددوا في الاقطار الخارجية ولا تراءوا لكل الناس بل للبعض وذلك واضح من قول متى ” انهم تراءوا لكثيرين ” وهكذا سيدنا فانه لم يكن يتراءى بعدد قيامته لكل الناس وفي كل حين كالاول لكنه تراءى بعض الاوقات لتلاميذه وللمستحقين قال البعض ان هؤلاء القديسين كانوا انبياء عارفين الكتب المقدسة وقد آمنوا به قبل انتقالهم كما قال القديس اغناطيوس وانهم كانوا يكرزون بقيامة المسيح وبقيامتهم . وبعث الموتى دليل قوي على انه هو الذي بعثهم من قبورهم . وقال يوحنا اسقف دارا ان الموتى الذين بعثوا لم يدخلوا المدينة ليكرزوا حتى قام المسيح . وقال آخرون انهم مكثوا واقفين في قبورهم يمجدون الله . وقال غيرهم انهم اجتمعوا الى جبل الزيتون . وذهب آخرون الى انهم مضوا حالاً الى الفردوس

 تفسير (متى 27: 53): وخرجوا من القبور بعد قيامته ، ودخلوا المدينة المقدسة ، وظهروا لكثيرين .

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

يقول البعض انه يراد بالمدينة المقدسة اورشليم السماوية لا اورشليم الارضية ولما صرخ المسيح على الصليب قام هؤلاء القديسون وبقوا احياء في قبورهم كما كان يونان في بطن الحوت وبعد القيامة صعدوا معه خفية الى المدينة المقدسة حينما صعد الى ابيه خفية عن اعين كل الناس . وقال آخرون ان اورشليم الارضية كان رأسها الاعلى مقدساً وكان ساكنوه قديسين كثيرين اما الرأس السفلي فكان نجساً بسبب الغش والنفاق الذي كان فيه . وعليه فيريد بالرأس الاعلى المدينة المقدسة التي دخلوها ووعظوا سكانها المؤمنين الذين كانوا حزانى على موته . وذهب غيرهم الى انه يراد بالمدينة المقدسة اورشليم الارضية التي دخلها القديسون وبشروا فيها . اما عددهم فيربوا على الخمسمئة نفساً وظهورهم لكثيرين كان لكي يمرمروا حياة الذين ما عرفوا ربهم وصلبوه . وقال آخرون انهم تراءوا في أماكن كثيرة اولها كان في الجليل ودخلوا بعدد القيامة لأورشليم وتراءوا لكثيرين ليعلم الناس ان القيامة ليست خيالاً . وقد حدث اربعة عجائب حين صلبه منها في السماء فأظلمت الشمس والقمر . ومنها في الفضاء فانشق حجاب الهيكل . ومنها في الارض فتشققت الصخور . ومنها تحت الارض اذ قامت الموتى . والبعض من هذه العجائب كانت عامة كظلمة الشمس والقمر وتزلزل الارض وبعضها خاصة كتشقق الصخور والحجارة وحجاب الهيكل وقيام البعض من الموتى . نسأل النساطرة والخلقيدونيون من هو المعلق على الصليب اله ام انسان ، فان قالوا انه اله أجبناهم انه يستحيل ان تسمر يداه او الحربة تخرق جنبه لان طبعه فوق هذه الحوادث وان قالوا انه انسان ساذج فنجيبهم انه يستحيل على الانسان ان يعمل هذه الباهرات فيظلم الشمس ويشقق الصخور ويقيم الموتى . اذاً فالمعلق على الخشبة اله متجسد وهو الفاعل كل هذه الامور.

 تفسير (متى 27: 54): وأما قائد المئة والذين معه يحرسون يسوع فلما رأوا الزلزلة وما كان ، خافوا جداً وقالوا : “ حقاً كان هذا ابن الله ! “ .
 تفسير (متى 27: 55): وكانت هناك نساء كثيرات ينظرن من بعيد ، وهن كن قد تبعن يسوع من الجليل يخدمنه ،

 تفسير (متى 27: 56): وبينهن مريم المجدلية ، ومريم ام يعقوب ويوسي ، وأم ابني زبدى .

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

انظر ايها القاري العزيز لجنس النساء الضعيف كيف ظهر أقوى من الرجال فانهن كن تابعات له حتى الى الآلام والمخاطرات لذلك عاين كل شيء .

تفسير انجيل متى الاصحاح السابع والعشرون

 دفن جثمان يسوع  (متى 27: 57- 61)

دفن جثمان يسوع

 تفسير (متى 27: 57): ولما كان المساء ، جاء رجل غني من الرامة اسمه يوسف ، وكان هو أيضاً تلميذاً ليسوع .

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

المساء اي ليلة السبت . سمى متى يوسف غنياً وتلميذاً ليسوع . وسماه لوقا مشيراً وصالحاً وصديقاً . وسماه يوحنا تلميذاً ليسوع . وسماه مرقس مشيراً . وكان واحد من الاثنين والسبعين ومن المشيرين للملوك والسلاطين كما كان أخيتوفل مشيراً لداود الملك اصم 15: 12 . اما الرامة فهي البلدة التي قتل فيها الاطفال بامر هيرودس .

 تفسير (متى 27: 58): فهذا تقدم الى بيلاطس وطلب جسد يسوع ، فأمر بيلاطس حينئذٍ ان يعطى الجسد .
 تفسير (متى 27: 59): فأخذ يوسف الجسد ولفه بكتان نقي ،

 تفسير (متى 27: 60): ووضعه في قبره الجديد الذي كان قد نحته في الصخرة ، ثم دحرج حجراً عظيماً على باب القبر ومضى .

قال القديس يعقوب السروجي ان القبر كان ليشوع ابن نون وحفظ الى ذلك اليوم وتوارثه خلف عن سلف من واحد الى آخر حتى اتصل بتدبير الهي الى يوسف . وقال آخرون ان يوسف كان قد نقره لنفسه . أما وضع المسيح في قبر من صخرة لا في قبر من تراب يشير الى البيعة التي لم تتزعزع من امواج الشرير . ووضع وحده فيه ليعلن انه هو وحده ذو جسد غافر الذي يوضع على المذبح ويعطي الحياة لمتناوليه ..

 تفسير (متى 27: 61): وكانت هناك مريم المجدلية ومريم الأخرى جالستين تجاه القبر .

تفسير انجيل متى الاصحاح السابع والعشرون

حراسة القبر (متى 27: 62- 66)

حراسة القبر

 تفسير (متى 27: 62): وفي الغد الذي بعد الاستعداد اجتمع رؤساء الكهنة والفريسيون الى بيلاطس .

 تفسير (متى 27: 63): قائلين : “  يا سيد ، قد تذكرنا ان ذلك المضل قال وهو حي : اني بعد ثلاثة ايام اقوم .

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

في الغد أي يوم السبت . وكان القصد من اجتماعهم ان يعرضوا الى بيلاطس امراً مهماً عن المسيح . وقد سموا بيلاطس أيها السيد . وأما المسيح فكفروا به . وبقولهم ( تذكرنا ) شهدوا على انفسهم انهم عارفون بكل ما قيل منه . ثم تأمل الى تواضع متى الكاتب فانه كتب كلامهم المهين الذي وجهوه نحو المسيح بالافتخار وبغير حياء.

 تفسير (متى 27: 64): فمر بضبط القبر الى اليوم الثالث ، لئلا يأتي تلاميذه ويسرقوه ، ويقولوا للشعب : انه قام من الاموات ، فتكون الضلالة الاخيرة أشر من الاولى ! “ .

 تفسير (متى 27: 65): فقال لهم بيلاطس : “ عندكم حراس . اذهبوا واضبطوه كما تعلمون “ .

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

طلبوا حراساً لانهم خافوا ان يصدق كلامه أي بعد ثلاثة أيام يقوم . ومن ثم استخدم المسيح الحراس ان يكونوا مبشرين لليهود بقيامته . ثم ان بيلاطس لم يرسل حراساً من عنده ولم يختم القبر بختمة لئلا يعترض عليه انه ارتشى من تلاميذ المسيح فسمح لهم بسرقة جسده .

 تفسير (متى 27: 66): فمضوا وضبطوا القبر بالحراس وختموا الحجر .

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

زعم البعض انهم الصقوا الحراس بالحجر وختموا ارقابهم أو اذرعهم او أرجلهم وقال آخرون انهم أجلسوهم حول الحجر متقابلين ببعضهم وأيديهم ممدودات على الحجر فختموها وقال غيرهم انهم ختموا الحجر بخواتم جميعهم وفقاً لقول دانيال وختموا الجب بخاتم الملك وبخواتم عظمائه دا 6: 17 . فلو لم يختموا الحجر ويقيموا حراساً عليه كان يمكنهم القول انه سرق . لكن احتياطهم هذا كان سبباً لخزيهم .

This site was last updated 01/20/15