Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

صلاح الدين الأيوبى يقتل الخليفة الفاطمى العاضد ويقضى على الشيعة

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
من هم الأيوبيين؟
الإحتلال الأيوبى
ظهور صلاح الدين
الأيوبى يقتل الخليفة العاضد
مشكلة دير السلطان
حروب صلاح الدين
رسائل صلاح الدين
الرحالة عبد اللطيف
عبدالله بن ميمون
الملك العزيز
مشاهير وعظماء وقديسى القبط
الملك العادل الأول
الملك الكامل 1
الملك الكامل 2
الملك العادل الثانى
الملك الصالح
الأيوبيين يحكمون مصر
الحملة الرابعة للفرنجة
الحملة الخامسة للفرنجة
الحملة السادسة
الحملة السابعة للفرنجة
الحملة الثامنة للفرنجة
الحملة التاسعة
موت الملك الصالح
العثور على عملة ذهبية
قدرة الملك ريتشارد على النصر
إيلات وصلاح الدين وبيبرس
قلعة حلب
New Page 5293
البابا يؤنس 6 الـ 74
البابا كيرلس ال 75
New Page 5294
New Page 5295
New Page 5296
New Page 5297
New Page 5298
New Page 5299

 

 

التفكير بإقصاء الخليفة الفاطمى الشيعى فى مصر العاضد

ووصل إلى صلاح الدين أمر من القائد الأتابك نور الدين بإقصاء خليفة مصر الفاطمى الشيعى العاضد ,ان تكون الخطبه للخليفة العباسى المستضئ بنور الله الثالث والثلاثين من بنى العباس فى بغداد فإعتذر صلاح الدين عن تنفيذ الأمر خوفاً من قيام حزب الفاطميين فى مصر عليه مما يؤدى إلى عدم الإستقرار ولم يكن صلاح الدين يطمع فى الخلافة بقدر أن يحتفظ بمصر لعائلته كما أن وجود الخليفة العاضد بلا قدرة ولا نفوذ فى قصره فيستفاد من ضعفه أفضل من إتباعه للعباسيين الذى عرف بطشهم فى التاريخ وحتى لا يصبح مسيراً فى مصر لا سيداً وشبه مستقل.

يقول أبو شامة في الروضتين صلاح الدين الأيوبي بين العباسيين والفاطميين والصليبيين) للسيد حسن الأمين ص 184، ( انظر (الروضتين في أخبار الدولتين)، القسم الثاني من الجزء الأول ص 391 وما بعدها من طبعة 1962، لعبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي، المعروف بأبي شامة ص 187 - 188: (إن صلاح الدين يوسف بن أيوب، لما ثبت قدمه في مصر، وزال المخالفون له، وضعف أمر العاضد - وهو الخليفة بها -، ولم يبق من العساكر المصرية أحد، كتب إليه الملك الفاضل نور الدين محمود، يأمره بقطع الخطبة العاضدية، وإقامة الخطبة العباسية، فاعتذر صلاح الدين بالخوف من وثوب أهل مصر وامتناعهم من الإجابة إلى ذلك، لميلهم إلى العلويين، فلم يصغ نور الدين إلى قوله، وأرسل إليه يلزمه بذلك إلزاماً... واتفق أن العاضد مرض، وكان صلاح الدين قد عزم على قطع الخطبة لـه، فاستشار الأمراء، كيف يكون الابتداء بالخطبة العباسية، فمنهم مـن أقدم على المساعدة وأشار بها، ومنهم من خاف ذلك، إلاّ أنه لم يمكنه إلاّ امتثال أمر نور الدين، وكان قد دخل مصر إنسان أعجمي يعرف بالأمير العالم، وقد رأيناه بالموصل كثيراً، فلما رأى ما هم فيه من الإحجام قال: أنا ابتدئ به .

ولكن إعتذارة لم يصادف قبولاً ووصله امر آخر بوجوب الخطبة لخليفة بغداد العباسى فجمع صلاح الدين مشيريه وأطلعهم على أمر نور الدين فوافق البعض والآخرين لم يقبلوه وأخيراً قام من بينهم أمير فارس أسمه أمير عالم وألقى كلمته على أن إتباع أمر نور الدين والأخذ بحكمته هو الأفضل لعلاقتهم بالأصل التركى السلجوقى الذين اتو منه وفى يومالجمعة الأولى من محرم سنة 567 هـ الموافق 10 سبتمبر سنة 1171 مسيحية ولما لم يحدث تمرد أو ثورة أعاد صلاح الدين الخطبة فى جميع جوامع القاهرة والفسطاط ورجعت مصر إلى الخلافة العباسية التى ظلت منفصة عنها 207 سنة

 وهكذا يعد سنتين فقط على وصول شيركوه وصلاح الدين إلى مصر، كافأ صلاح الدين الخليفة الفاطمى العاضد بالقضاء عليه وعلى دولته، ولم تدخل سنة 567هـ حتى (استفتحها صلاح الدين بإقامة الخطبة في مصر لبني العباس)، كما يقول صاحب كتاب (الروضتين) صلاح الدين الأيوبي بين العباسيين والفاطميين والصليبيين) للسيد حسن الأمين ص 184، ( انظر (الروضتين في أخبار الدولتين)، القسم الثاني من الجزء الأول ص 391 وما بعدها من طبعة 1962، لعبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي، المعروف بأبي شامة ص 168، : " والخليفة العاضد لا يزال حياً " .

 

من قتل الخليفة العاضد ؟ وكيف قتل ؟

وتناقلت الألسن فى مصر الروايات عن قتل الخليفة وأختلفت فى طريقة قتله ولكنها أتحدت فى نهاية الخليفة العاضد بالقتل وبالتالى أجمعت على نهاية حقبة من حقبات تاريخ مصر سماها المؤرخون الإحتلال الفاطمى الشيعى لمصر ..

الفتوى المدبرة والمخطط لها

عرف الإسلام بالفتاوى ويكفى أن يفتى شيخ بقتل إنسان حتى يبيح المسلمون دمه ويقتل وقد قتل الرئيس محمد أنور السادات من فتوى قالها الشيخ عمر عبد الرحمن الزعيم الروحى لجماعة الإخوان ودبر الملك صلاح الدين وسيلة للتخلص من الخليفة العاضد عن طريق القتوى طريق رسمى قانونى إسلامى قادم من الله إله الإسلام وقال أبن المقفع كاتب مخطوط تاريخ البطاركة : أن رجلاً من قصر الخليفة قال : " أنه كان قبل ان يقتلوه قد شرب الخمر مع صلاح الدين وشمس الدولة أخوه وسمع الغناء معهم فى مجلسه وفى نهاية السهرة ذهب أخو الملك صلاح الدين وأختلى الخليفة بسريته ( ملكه يمين) وطلبها لنفسه فأجابته إلى ماطلب لينكحها وكان يلبس سروالاً فى وسطه ديبيقى من ذهب ( رباط) مطعم بالجواهر من الجانبين وفى نهايته ثقل من الذهب والجواهر الثمينة , فطلبته منه نظير تلبية طلبه كهبه فوهبه لها , فأخذت سرواله (لباسهاً طويلاً ) وأعطته إلى الملك ( الوزير صلاح الدين ) فأخذه وأحضر القاضى والشهود والفقهاء وكتب خطاباً وأرسله إلى بغداد فى العراق وطلب الإفتاء بسؤال : هل يجوز الخليفة أن يشرب الخمر ويفسق ؟ فأفتوه الخلفاء أنه " إذا ثبت ذلك عليه يخلع من الخلافة " ولم يفتوا الفقهاء بقتله إلا أن أخو الملك صلاح الدين وأسمه شمس الدولة ركب حصانه إلى القصر ليلاً وما يلى ما تناقلته الألسن عن قتل الخليفة العاضد فى قصره .

الخليفة العاضد مص السم ومات

الخليفة قتل نفسه .. جاءت أخبار ان صفى الدولة أستاذ ( رئيس جهة ) الظافر به أبن شمس الدولة أخو الملك صلاح الدين دخل القصر فى الليل وسأل ليدخل إلى الخليفة وإرتاب الخليفة وظن أنه يطلبه ليقتله بعد قتلهم جوهر مشيره  فمص خاتمه المسموم ( وكان الخلفاء والملوك يصنعوه فيمصون السم الموجود فيه حتى لا يقعوا فى أيدى أعدائهم فيهينونهم ويعبونهم فيكون موتهم بالسم سريعاً

صفى الدولة خنق الخليفة العاضد حتى مات

عندما ذهب إليه صفى الدولة الظافر به ابن شمس الدولة أخو صلاح الدين أمسكه حياً وسأله عن الموضع الذى يخفى فيه الخلفاء الفاطميين كنوزهم فلم يبوح له بسرها فأخذ عمامته من على رأسه وخنقه بها حتى مات

وقتل الخليفة فى سنة 567 هلالية

وأستولى الملك الناصر صلاح الدين ( الوزير) على القصر وكل ما فيه من وأما التركة والأثاث الفاخر الذى كان فى قصر الخليفة فأمر بأن يحمل إلى داره ما يصلح له , وأخذت نسائه الملابس والجواهر واللالئ والجواهر والمصاغ من الذهب والفضة , أما الباقى فأمر أن يباع ما لا حاجه له به من الكتب والأوانى وأقام قاضياً أسمه الأمير محمد ابن محمد ابن ذو الرياستين أبن بنا لبيع محتويات قصر الخليفة العاضد الفاطمى الذى أستمروا يكنزوا هذه الكنوز عشرات من السنين ضاعت فى لحظة

مصير عائلة وأتباع الخليفة الفاطمى العاضد بعد قتله

ووضع الملك الناصر صلاح الدين حظايا (نساء) الخليفة الفاطمى العاضد وأولاده فى دار المظفر برجوان فى حارة جوان بالقاهرة وتركهم فى حراسة جنود أى بلغة العصر الحديث حدد إقامتهم بحيث لا يمكنهم من الخروج ولا يدخل إليهم أحداً وصرح لهم بالأكل مده من الزمن , ولكنه وجد أن أهل القاهرة الذين يدينون بالشيعة بدأوا يحملون لهم الطعام وباقى إحتياجاتهم منعها عنهم
أما باقى أهل الخليفة العاضد وأقاربه وكل من أنتمى إليه من رجال القصر وبعض من رجال الحكومة فكانوا أكثر من 200 رجل وحبسهم فى مجلس المنافقين ووضع عليهم حراساً وقيدهم فى أرجلهم بقيود حديدية تمنعهم من الحركة وصرح لهم بالطعام ما يكفيهم وبدأ القاهرين المسلمين والمصريين المسيحيين يحملون شتى ألوان الطعام فمنعها عنهم فمات كثيرون وهم مكبلين بالقيود الحديدية

أما الجوارى وعبيد الخدمة فيقدروا بالألاف فباعهم مع بقية التركة

 انظر (الروضتين في أخبار الدولتين)، القسم الثاني من الجزء الأول ص 391 وما بعدها من طبعة 1962، لعبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي، المعروف بأبي شامة ص 169 (فقد احتجز جميع رجال الأسرة الفاطمية في مكان، واحتجز جميع نسائها في مكان آخر، ومنع الفريقين من الزواج لئلا يتناسلوا...) يقول العماد: (وهم إلى الآن محصورون محسّرون لم يظهروا)ويحدّد المقريزي في خططه عددهم بعشرة آلاف شريف وشريفة ( ج 1 ص 497 )، وقال ابن عبد الظاهر أن حبسهم على هذا الشكل استمرّ حتى انقرضت الدولة الأيوبية ومُلكُ الأتراك إلى أن تسلطن الظاهر ركن الدين بيبرس.. البندقداري، فلما كان في سنة 660هـ أشهد على من بقي منهم بطردهم، بعد أن أصبحوا كما يقول المقريزي (كهولاً مرضى لا أمل منهم ولا بشفائهم) ونهب وسلب صلاح الدين الأيوبى دورهم وقصورهم، وقد أنشد شعراء صلاح الدين بهذه الأعمال الوحشية ، ومن ذلك ما قاله العماد الأصفهاني في قصيدة بذيئة طويلة:
 

عاد حريم الأعداء منتهك ** الحمى وفيء الطغــاة مقتَسَمـــا

القاضى يعلن أن وفاة الخليفة الفاطمى العاضد بعد مرض

كتب القاضى أبن البيسانى وأسمه عبد الرحيم أبن على إلى أمراء دولة الغزاة لإعلان وفاه الخليفة العاضد قال فيه : -

كتابنا (خطابنا أو إعلاننا ) نرسله إليك أيها الأمير الفلانى عندما كان من نزول قضاء الله السابق وقدره الذى أنبأ عنه الخبر السابق فيمن كان منتصباً بالقصر وموسوماً بالأمر وذلك لمرض أقتربت فيه أيامه وأشتدت فيه أآمه إلى أن أنقضت معه عزاه وأنحلت معه قواه وأتاه من أمر الله ما أتاه وتلك سبيل عليها درج الأول والآخر وقضية أستوى فيها الضعيف والقادر وأوجبنا له من حفظ الذمام ورفع المقام والوفاء على إختلاف أحكام الأيام الأيام أن حضرنا إلى أبوابه ونقلنا أنتقاله من أسرار الأمر إلى إعلانه ليعلم أن الله قد أستأثر بوفاته وبلغنا الغاية فى الأجمال من أمره والتوديع له إلأى قبره وطابت نفوس مخلقيه بقرارهم فى قصره وأنكفينا إلى مستقرنا والده ما ساكنه والدنيا ينظرنا أمنه وقلوب الأولياء مؤتلفة والنية عن العزاء غير منحرفه ويجب على الأمير أن يوعز ( يأمر) إلى الخاطب فى يوم الجمعة بالدعاء لمن له الكلمة مسموعه فى الأقطار ( بلاد الخلافة) والآفاق على خلافته مجموعة الإمام أبو محمد بنور الله أمير المؤمنين مصرحاً بأسمه ولقبه ومثبتاً بما اطبق منصبه على المسلمين ويتوالى ذلك فى كل جمهة جماعة , ومن تعرض بيده أو لسانه فى أمر الذاهب أو القائم اليوم بما يخيف به حلفاً وبما يصدر عن هوا يشبهة حقاً فليأمر الأمير بأذنه وليدم إليه وليدم إليه نوسه وأولى ما ألزم الناس العافية فإنها أسبغ عطاء وأسبغ غطاء وفى تقلب الأحوال عبره لمن كان له قلب يسمع وهو شهيد فليعلم الأميرذلك ويعمل به إن شاء الله تعالى ............. كتب فى العشر الأول من المحرم سنة 567 للهجرة

وايدت

تصفية المذهب الشيعى وقتلهم فى مصر

أبطل صلاح الدين إلى المذهب الجعفري وحرّم تدريسه فى الجوامع والمساجد والكتاتيب ومنع الناس من العمل به، وأضطهد أشياعه وأتباعه فأوقع فيهم القتل والحرق والتشريد، وقد وصف عبد الرحيم بن علي البيساني قاضي صلاح الدين، الملقب بالقاضي الفاضل راجع ( صلاح الدين الأيوبي بين العباسيين والفاطميين والصليبيين) للسيد حسن الأمين ص 68، وصف وضع الشيعة بعد العاضد بقوله: (... والمَذَلَّة في شيع الضلال شائعة، ومُزِّقوا كل ممزَّق، ورغمت أنوفهم ومنابرهم، وحقت عليهم الكلمة تشريداً وقتلاً) .
وقتل صلاح الدين الشاعر عمارة اليمني ، الذي عاش في مصر وأدرك أواخر الدولة الفاطمية، وقتله بالرغم من أنه لم يكن على مذهب الفاطميين الشيعة ، ولكنه كان معترفاً بالفضل لأهله، وحيث أنه رأى بأم عينيه فضائل ومحاسن الحكم الفاطمى ، ولمس بنفسه مساوئ الأيوبيين ، وما ارتكبوه فيهم من جرائم، فرثى الدولة الفاطمية أشجى رثاء في قصيدته اللامية ( تنتهى بالام) التي مطلعها:
 

رميتَ يا دهرُ كفَّ المجدِ بالشللِ ** وجيدَه بعد حسن الحَلْيِ ِ بالعطَلِ
وختمها بقوله:
والله مازِلتُ عن حبي لهم أبـداً ما أخّرَ اللهُ لي في مدة الأجـــلِ

 

وبسبب هذه القصيدة الصادقة، قُتِلَ هذا الشاعر الفاضل الوفي يرحمه الله راجع ( صلاح الدين الأيوبي بين العباسيين والفاطميين والصليبيين) للسيد حسن الأمين ص 66

وحدث أن كان عمارة موجوداًعند نجم الدين أيوب – والد صلاح الدين - مع شاعر آخر أسمه أبو سالم يحيى الأحدب بن أبي حصيبة، في قصر اللؤلؤة الذي كان يقيم فيه، ( وكان من أحسن قصور الفاطميين )

فأنشد ابن أبي حصيبة نجم الدين قصيدة منها:
 

يا مالك الأرض لا أرضى لها طرفاً منها وما كان منها لم يكن طرفــــا
قـد عجّل الله هذي الدار تسكنهــــا وقـد أُعدّت لك الجنات والغرفـــــا
تشرفت بـك عمـن كان يسكنهــــــا فالبس بها العز ولتلبس بك الشرفا
كانوا بها صَـدفاً والـدار لؤلـــــــؤةٌ وأنت لؤلؤةٌ صـارت لها صـَدفــــــا
 

ولم يرضى عمارة أن يشير الشاعر بالفاطميين، فلم يسكت وقام يرد عليه بكل جرأة وشجاعة قائلاً:
 

أثمتَ يا من هجا السادات والخُلَفا وقلـتَ ماقلتَه فـي ثلبهم سـخَـفا
جعلتَهم صـدفاً حَلّوا بلـؤلـؤةٍ والعُرفُ مازال سُكنى اللؤلؤ الصدفـا
وإنما هـي دارٌ حـلّ جوهرهم فيها وشـفّ فأسـناها الـذي وصفـــــا
 

وكانت هذه القصيدة ارتجالية وكانت من الروعه أن علّق عليها المقريزي بقوله: (فلله دَرُّ عمارةَ، لقد قام بحق الوفاء، ووفّى بحسن الحفاظ كما هي عادته، لا جرم أنه قُتل في واجب من يهوى، كما هي سنّة المحبين، فالله يرحمه ويتجاوز عنه) راجع (خطط المقريزي) ج 22 ص 496 ناقلاً قول ابن سعد الذي يضيف قائلاً عن القصيدة: (لم يُسمعْ فيما يُكتب في دولة بعد انقراضها أحسن منها) الخطط ج 21 ص 469،

مصير مكتبة الفاطميين الشيعة فى مصر

فى أثناء المائة سنة الأخيرة جمع الخلفاء الفاطميين أمهات الكتب الإسلامية القديمة ونسخوهاً وحفظوا بعضها فى المكتبة فلما إنهار حكم الفاطميين الشيعة فى مصر أستولى على هذه الكتب بعض  من لا يدرون قيمتها وقالت أ. ل.بوتشر كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 ج3 ص 128: " وكان صلاح الدين ينظر إلى الكتب بالعين التى كان ينظر بها الخليفة عمر . ومزق صلاح الدين كتب تلك المكتبة التى وصل عدد الكتب فيها مائة ألف مجلد ووزع معضمها على كبار علماء المسلمين وشيوخهم على أن يكسب بذلك محبتهم وثقتهم .. ولم يزل موجوداً للآن بعض هذه مجلدات هذه المكتبة الشيعية الفاطمية محفوظ فى مكتبة ليدن العظمى "

  وذكر الدكتور محمد الرميحي راجع الدكتور محمد الرميحي ، مجلة العربي، العدد 426، أيار 1994م ص 22( كانت من الضخامة بحيث أنها ضمّت 600 ألف كتاب مخطوط ، ثم ما لبثت أن أُنشئت دار الحكمة القاهرية، وهي لم تكن أرففاً لاحتواء الكتب فقط ، ولكنها كانت تضم جيوشاً من المترجمين والعلماء والنسّاخين، وكانت بذلك جامعة متخصصة لإنتاج الكتب)

ويذكر المقريزى المقريزي ج 2 ص 255، ناقلاً ذلك عن ابن طي : " على أن أفجع الفواجع ما لحق خزانة الكتب، التي، هذه الكنوز العلمية من نفائس الكتب التي تعب الفاطميون في جمعها، وأنفقوا من الأموال ما أنفقوا في الحفاظ عليها، أصابها من صلاح الدين ما أصاب الفاطميين أنفسهم، ومثلما شهد العصر الفاطمي ازدهار المكتبات القاهرية، شهدت بداية عصر صلاح الدين انهيارها بفعل النهب والحرق واللامبالاة " .

يصف الدكتور محمد كامل حسين كيف أُحرق ورقُ كتب هذه المكتبات، وأخذ العبيد والإماء جلودها ( أغلفتها ) لعمل ما يلبسونه في أرجلهم، والذي بقي فيها مما لم يحرق، سفت عليه الرياحُ الترابَ، فصارت تلالاً باقية تعرف بتلال الكتب، ثم يستطرد قائلاً : " وكذلك ضاعت كنوز الفاطميين بيد التعصب الممقوت" ، ويختم كلامه بالقول: (ولكن هذه الموجة الفنية التي طغت على مصر، سرعان ما أبادها الأيوبيون فيما أبادوه من تراث هذا العصر الذهبي في تاريخ مصر الإسلامية، فضاع الشعر ولم يبق منه إلاّ اسم الشاعر أحياناً إن قُدِّر لاسمه البقاء، ونحن لا نتردد في اتهام الأيوبيين بجنايتهم على تاريخ الأدب المصري، لتعمدهم أن يمحوا كل أثر أدبي يمت للفاطميين بصلة، فقد أحرقوا كتبهم بما فيها من دواوين الشعر " .

ويقول ابن أبي طي في وصف ما حلّ بهذه المكتبة الكبرى راجع ( صلاح الدين الأيوبي بين العباسيين والفاطميين والصليبيين) للسيد حسن الأمين ص 26- 27 : (ومن جملة ما باعوا خزانة الكتب، وكانت من عجائب الدنيا)  ويقول أيضاً راجع ( صلاح الدين الأيوبي بين العباسيين والفاطميين والصليبيين) للسيد حسن الأمين ص 169، : " لأنه لم يكن في جميع بلاد الإسلام دار كتب أعظم من التي بالقاهرة في القصر، ومن عجائبها أنه كان بها ألف ومائتان وعشرون نسخة من تاريخ الطبري، ويقال أنها كانت تحتوي على ألفي ألف وستمائة ألف كتاب، وكان فيها من الخطوط المنسوبة أشياء كثيرة " .

ويقول العماد الأصفهاني في ذلك: (وفيها من الخطوط المنسوبة ما اختطفته الأيدي واقتطعه التعدي، وكانت كالميراث مع أمناء الأيتام، يتصرف بها بشرَه الانتهاب والالتهام)، وهكذا شتتوا هذه الكتب وأضاعوها فغدت هباء منثوراً، وأتلفوا هذه الكنوز العلمية التي لم يجتمع مثلها لا قبلها ولا بعدها في مكتبة قط، وهل فعل التتار والمغول في مكتبات بغداد أكثر مما فعله صلاح الدين هذا بخزانة كتب القاهرة ومكتباتها؟.

ا

السلطان الملك العادل يريد نصيبه من كنوز الفاطميين

ويقول المقريزى أن السلطان الملك العادل عندما سمع أن صلاح الدين أستولى على كنوز الخلفاء الفاطميين أرسل ليأخذ نصيبه منه كتاب السلوك فى معرفة دول الملوك تأليف سيدنا الشيخ الإمام علامة الأنام تقى الدين أحمد بن على بن عبد القادر بن محمد المعروف بالمقريزى الجزء الأول السنة 569 فقال : " فيها وصل إلى القاهرة موفق الدين أبو البقاء خالد بن محمد ين نصر بن صغير المعروف بابن القيسراني من عند السلطان الملك العادل نور الدين مطالبا لصلاح الدين بالحساب عن جميع ما أخذ من قصور الخلفاء وحصل من الارتفاع‏.‏
فشق ذلك عليه وقال‏:‏ ‏"‏ إلى هذا الحد وصلنا ‏"‏ وأوقفه على ما تحصل له وعرض عليه الأجناد وعرفه مبالغ إقطاعاتهم وجامكياتهم ورواتب نفقاتهم ثم قال‏:‏ ‏"‏ وما يضبط هذا الإقليم العظيم إلا بالمال الكبير وأنت تعرف أكابر الدولة وعظماءها وأنهم معتادون بالنعمة والسعة وقد تصرفوا في أماكن لا يمكن انتزاعها منهم ولا يسمحون بأن ينقص من ارتفاعها ‏"‏ وأخذ يجمع المال‏.‏وفيها سار الأمير شمس الدولة تورانشاه أخو السلطان صلاح الدين إلى اليمن وذلك لشدة خوف صلاح الدين وأهله من الملك العادل نور الدين أن يدخل إلى مصر وينتزعهم منها فأحبوا أن يكون لهم مملكة يصيرون إليها‏ "

 

مدة حكم الخلفاء الفاطميين

 قال أبن المقفع فى تاريخ البطاركة مخطوط سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الثانى ص 54- 55: وحكم الفاطميين 200 سنة جزء منها فى المغرب ثلاثه من الخلفاء وهم المهدى والقايم والمنصور ومدة حكمهم 74 سنة وجميع خلفائهم 14 خليفة 275 سنة وقد نقش الخليفة المعز لدين الله الفاطمى أول خليفة فاطمى يحكم مصر على بلاطة ( حجر ) وبناها فى باب القنطرة فى الجزء الأسفل ومن يريد قرائتها فليقرأها فهى ما زالت هناك حتى اليوم

محاولة أهل مصر والشيعة إرجاع الخلافة الفاطمية

وحاول أهل مصر وبعض من الشيعة إرجاع الخلافة الفاطمية ولكن تمكن منهم الأيوبين قبل الإستيلاء على الحكم كتاب السلوك فى معرفة دول الملوك تأليف سيدنا الشيخ الإمام علامة الأنام تقى الدين أحمد بن على بن عبد القادر بن محمد المعروف بالمقريزى الجزء الأول السنة 569 فقال : " وفي سادس شعبان‏:‏ قبض على أولاد العاضد وأقاربه وأخرجوا من القصر إلى دار المظفر بحارة برجوان في العشر الأخير من رمضان‏.‏
وفيها اجتمع طائفة من أهل القاهرة على إقامة رجل من أولاد العاضد وأن يفتكوا بصلاح الدين وكاتبوا الفرنج منهم القاضي المفضل ضياء الدين نصر الله بن عبد الله بن كامل القاضي والشريف الجليس ونجاح الحمامي والفقيه عمارة بن علي اليماني وعبد الصمد الكاتب والقاضي الأعز سلامة العوريس متولي ديوان النظر ثم القضاء وداعي الدعاة عبد الجبار بن إسماعيل بن عبد القوى والواعظ زين الدين بن نجا فوشى ابن نجا بخبرهم إلى السلطان وسأله في أن ينعم عليه بجميع ما لابن كامل الداعي من الدور والموجود كله فأجيب إلى ذلك فأحيط بهم وشنقوا في يوم السبت ثاني شهر رمضان بين القصرين فشنق عمارة وصلب فيما بين بابي الذهب وباب البحر وابن كامل ش رأس الخروقيين التي تعرف اليوم بسوق أمير الجيوش والعوريس على درب السلسلة وعبد الصمد وابن سلامة وابن المظبي مصطنع الدولة والحاج ابن عبد القوي بالقاهرة وشنق ابن كامل القاضي بالقاهرة يوم الأربعاء تاسع عشر شوال وشنق أيضا شبرما وأصحابه وجماعة من الأجناد والعبيد والحاشية وبعض أمراء صلاح الدين وقبض صلاح الدين سائر ما وجد عندهم من مال وعقار ولم يمكن ورثتهم من شيء البتة وتتبع من له هوى في الدولة الفاطمية فقتل منهم كثيرا وأسر كثيرا ونودي بأن يرحل كافة الأجناد وحاشية القصر وراجل السودان إلى أقصى بلاد الصعيد‏.‏
وقبض على رجل يقال له قديد بالإسكندرية من دعاة الفاطميين يوم الأحد خامس عشرى رمضان وقبض على كثير من السودان وكووا بالنار في وجوههم وصدورهم‏.‏

وفى سنة 560 يقول المقريزى أنه كانت هناك محاولة أخرى لإرجاع الخلافة الفاطمية فقال : " وفيها جمع كنز الدولة والي أسوان العرب والسودان وقصد القاهرة يريد إعادة الدولة الفاطمية وأنفق في جموعه أموالا جزيلة وانضم إليه جماعة ممن يهوى هواهم فقتل عدة من أمراء صلاح الدين‏.‏
وخرج في قرية طود رجل يعرف بعباس بن شادي وأخذ بلاد قوص وانتهب أموالها‏.‏
فجهز السلطان صلاح الدين أخاه الملك العادل في جيش كثيف ومعه الخطير مهذب بن مماتي فسار وأوقع بشادي وبدد جموعه وقتله ثم سار فلقيه كنز الدولة بناحية طود وكانت بينهما حروب فر منها كنز الدولة بعدما قتل أكثر عسكره‏.‏
ثم قتل كنز الدولة في سابع صفر وقدم العادل إلى القاهرة في ثامن عشريه‏
 

This site was last updated 02/27/15