Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

الملك الكامل 1

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس ستجد تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
من هم الأيوبيين؟
الإحتلال الأيوبى
ظهور صلاح الدين
الأيوبى يقتل الخليفة العاضد
مشكلة دير السلطان
حروب صلاح الدين
رسائل صلاح الدين
البابا يؤنس 6 الـ 74
الرحالة عبد اللطيف
عبدالله بن ميمون
الملك العزيز
الملك العادل الأول
الملك الكامل 1
الملك الكامل 2
البابا كيرلس ال 75
الملك العادل الثانى
الملك الصالح
الحملة الرابعة للفرنجة
الحملة الخامسة للفرنجة
مشاهير وعظماء وقديسى القبط
الحملة السادسة
الحملة السابعة للفرنجة
الحملة الثامنة للفرنجة
الحملة التاسعة
موت الملك الصالح
الأيوبيين يحكمون مصر
العثور على عملة ذهبية
قدرة الملك ريتشارد على النصر
إيلات وصلاح الدين وبيبرس
قلعة حلب
New Page 5293
New Page 5294
New Page 5295
New Page 5296
New Page 5297
New Page 5298
New Page 5299
New Page 5300

Hit Counter

 

الملك العادل يقسم مملكته - موت الملك العادل

ومملكة الغز وكان يحكمها عليها الملك العادل أبو بكر ابن ايوب وكان يحكم بلاد مصر وأورشليم وما حولها وما بعد نهر الفرات والرها ونصيبين ومنيج فامدوميا فارقين .. وكان له اولاد كثيرين يقال أنه كان له من الأولاد عشرين ولداً .. فأعطى ابنه الكامل ملك مصر .. وأعطى لأبنه المعظم وأسمه عيسى الكريدى ملك دمشق والأراضى المقدسة وأعطى لأبنه الأشرف موسى منطقة خلاط وأعطى اليمن لـ أقسيس ابن الملك الكامل ملك مصر  وأعطى إلى ولده الأشرف حران ومنيج واخلاط وكل ما خلف النهر .

ومات الملك العادل فى دمشق نتيجة إلى تخمة أصابته فى مرج الصغار ودفنوه إلى جانب أخيه صلاح الدين أخوه فى مقبرته فى يوم الجمعة 8 من جمادى الآخر سنة 615 وكان مدة حكمه 19 سنة و 53 يوماً

هجوم الفرنجة على دمياط

فى يوم الأثنين الموافق 3 من ربيع الأول سنة 615 هـ فى عشية النهار ضرب المراقب على أسوار دمياط البوق

 

 برؤيته مراكب كثيرة فى لجة البحر من بعيد وعندما أصبح الصباح فى يوم الثلاثاء 4 من ربيع الأول الموافق الثلاثاء من بؤونة ضرب المراقب البوق او الناقوس طوال اليوم والمراكب تتواصل بعضها ببعض وترسى فى البحر مقابل بروج حصن دمياط وهو حصن منيع وقوى جداً وظلت المراكب تصل إلى ميناء دمياط لمدة اسبوع حتى جائت حوالى 300 مركب أو أكثر اليوم العاشر من ربيع الأول غادروا مراكبهم وذهبوا إلى البر وأحتلوا مسجداً على شاطئ البروج ويعرف المسجد بأسم أبن الخيار إلى فوق من بورة وحفروا حولهم خندقاً عرضة 30 ذراع وعمقه 50 ذراع وطوله من البحر الحلو إلى البحر المالح فإمتلأ ماء حلو وصار لهم حماية ومصدر للشرب منه وذكر قوم أن هذه المراكب تحمل عدة ملوك مع كل ملك ألف فارس و 10000 راجل فيكون مجموعهم 7000 فارس و 70000 راجل من المشاة  ووضعوا منجنيق كبير (1) على كوم الحيرة أمام حصن دمياط فكانوا يرمون منه حجارة تقع داخل الحصن ووقعت على بيت الرئيس وأى شئ تقع عليه هدمه وإذا وقعت على إنسان قتله أو حائط اسقطه وكان يغوص حجارتهم فى الأرض من ثقله , فصنع المصريين من داخل دمياط وضربوا به على منجانيق الفرنجة لكسره من كثرة الخسائر التى أحدثها وكانت منجانيقات ونشابات الفرنجة لا تهدأ ليلاً ولا نهاراً , وصنع الفرنجة منجانيق أكبر من الأول وأربعة صغار (2) وقال أبن المقفع فى موضع آخر من  تاريخة ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الثالث ص 120أنهم صنعوا 8 منجانيقات , وكانوا يضربون بالمنجنيق الكبير على دمياط والمنجنيق الصغير على برج السلسة وكان هذا البرج يحرس مدخل نهر النيل وسمى ببرج السلسلة لأنه كان ممسكه به سلسلة ضخمة من ضفة النهر وممتدة هذه السلسلة إلى الضفة الأخرى وممسكه بجدار حصن دمياط وفائدة هذه السلسلة أنها تمنع أى مركب من العبور من البحر إلى نهر النيل وبالتالى غزو مصر وإنقطع امداد دمياط عن طريق البحر وإستمر إمدادها عن طريق البر زذلك بنقلها على الجمال وخزن الناس فى جميع البلاد القمح والدقيق والكعك والأرز وغيره من الغذاء اللازم الحصار.

وأضطروا أخيراً أن يوسعوا الخندق الذى حفروة وعندما أصبح بحراً كبيراً أستطاعت حوالى 90 مركب من مراكبهم (شوانى وهى مراكب للتخزين وحراريق مراكب فيها مواد حارقة تحرق مراكب الأعداء) الإبحار منه إلى نهر النيل من خلف البرج والسلسلة ولما أقتربوا من حصن دمياط ودخلوا النهر أستطاعوا قتال أهل دمياط يوم الجمعة 21 من ربيع الأول وقتل من المسلمين والفرنجة الكثيرين فقد كان المسلمين يرمون عليهم بالنشاب وحجارة من فوق الأسوار وفى يوم الجمعة 28 من بؤونة ركب الفرنجة فى حوالى 80 مركب ( مراكب مخصصة للهجوم على الحصون ومغطاه بخشب وتحتها العساكر ليقتربوا من اسوار قلعة دمياط ) بعد أن غطوها بالخشاب لحمايتها من السهام وزحفوا بها على الحصن وقاتلوا بشراسة وكان ملك الفرنجة يدير الحرب بنفسه ورآه المسلمين وهو على راسه أكليل ذهب مرصع بالجواهر يخرج من جوانبه شيئاً شبه ريش فأسموه كند الريش

والمنجانيق الذى صنعه الفرنجة ووضعوه على تل الحيرة فصنعوا فى رأسه كسوة من الرصاص وزنها قنطارين شامى وأسموه المعرى , وكان يدفعه 600 رجل وكان وزن الحجر الذى يرميه قنطار شامى وقتلو به كثيراً من المدافعين عن دمياط وكانوا كل يوم يقاتلون أهل دمياط فيقتل منهم ومن أهل دمياط عدداً ويفترقون عند الليل , أما معسكر الفرنجة ففيه نساء كثيرات مسلمات من أهل الغور  ونساء إفرنجيات من أهل الساحل كان عملهم إعداد الطعام وطحن الخبز وكان معهم كثير من الأطفال وبقر وخنازير ودجاج وكان فى البحر صيادين سمك كثيرين من اهل دمياط مسكهم ملك الفرنجة ولكنه أتفق معهم أن كل ما يصطادونه يوردونه إلى معسكر الفرنجة ويعطيهم 50 دينار كل يوم

هجوم الفرنجة الأول على برج السلسلة

صنع الفرنجة على أربعة بطس (مراكب ) أربعة ابراج وزحفوا بواحدة على حصن دمياط وبثلاثة مراكب على البرج   وأقتربوا من البرج ونصبوا السلالم للطلوع إليه وكانوا على قوب قوسين أو أدنى فى الإستيلاء على البرج ومالوا بالصوارى على البرج ولم تستطيع الأبراج التى أنشأوها على المراكب من الإقتراب منه لأن أسفل البرج كان زلاقة (سطح منحدر) وقوى التيار المائى والريح عليهم فتراجعت إلى الخلف فمالوا كلهم بالأبراج المعلقة على الصوارى تجاه البرج فإنكسر الصارى من ثقل الرجال والسلاح ووقع من عليها فى البحر وغرقوا بلا حرب من ثقل الملابس الحديدية التى يلبسونها , وفرح المسلمون فرحاً عظيماً ونصبوا الزينات وبعد أيام وصلت أخبار أن أحد أولاد السلطان أستولى على برج يسمى دهوق وكان به 30 عسكرى - وقام المصريين بصناعة سلسلة حديدية لتقوى السلسلة الموجودة فى البحر وزنها 130 قنطار بالوزن المصرى .

هجوم الفرنجة الثانى على برج السلسلة

ثم نصبوا منجنيقين آخرين على البرج الذى فى وسط البحر وكانوا يقاتلون بها وبالزنبرك وكان موضوع على المراكب , وظلوا يضربون به حتى تكسرت أخشابه والمراكب الموضوعه عليه وتقطعت حباله وفى ربيع الأول وربيع الآخر فى اليوم السابع من أبيب مراكبين كبار من مراكبهم واحدة وجهوها سمروا عليها اخشاب وأقاموا عليها أربعة صوارى وضموا الواحد إلى الآخر بالخشب حتى صارت متماسكة وأسموها المرمة وأسمروها بمسامير طول الواحد ثلاثة أذرع وأخرى ذراعين وثالثة ذراع ونصف , ثم أقاموا على الصوارى سقف سفلى يستطيع حمل 150 رجل وسقف علوى يحمل 150 رجل آخر وصنعوا حولها سوراً حتى لا يقع عسكرهم منها وصنعوا ثقالة بحبال وبكر ترخى وترفع ,  حتى صارت المركبين مثل واحدة وعوموا المراكب وتقدموا بها إلى البرج فى نهار الجمعة أول النسئ من سنة 934 شهداء وأستعر القتال وأشتد  وكان بالبرج 300 مقاتل من المسلمين فارخوا السقالة على البرج ونزلوا عليه وأستولوا على الطابق العلوى منه وقتلوا كل من كان فيه وكان الجسر قد أنقطع فلم يفلت أحد من المقاتلين المسلمين إلا من رمى بنفسه فى البحر وعاموا ونجو , أما الفرنجة فقد نصبوا على البرج الأعلام والصلبان وسدوا باب البرج الذى كان من جهة دمياط وفتحوا الباب الذى من جهتهم وأخذوا من الأسلحة والنفط والغذاء مالا يحصى وفرحوا فرحاً عظيماً .

وكان سقوط برج السلسلة فى يوم الجمعة 8 من جمادى الآخر حيث هجم الفرنجة بكثرة على البرج بالمراكب والرجال فأخذوه عنوة  قتل من قتل والذى سقط فى الماء غرق وأستطاع بعضهم السباحة إلى دمياط فهرب بحياته وأسر منهم 60 رجلاً فأرسلوهم الفرنجة إلى عكا وغيرها من البلاد ولم يرجعوا منذ ذلك اليوم الذى أخذوا فيه البرج .

موقعة الفرنجة مع العربان

ووصل تعزيزات عسكرة عساكر من الشام وخرج من القاهرة ومصر عدد كبير من المسلمين للجهاد فمنهم من ذهب وسينفق عليه الملك الكامل والبعض تقرر مصاريفه على أغنياء القاهرة ومصر ومنهم من خرج وتكلفته على نفسه حباً فى الجهاد فى سبيل الله , وكان ممن خرج جماعة كبيرة من العربان عددها يقدر بحوالى ثلاثة ألاف فارس بقيادة اميرين من كبار العرب فركب ألف فارس من الفرنجة خيلهم وكانت المسافة بينهم يوم واحد فساقوا خيولهم ركضاً وأقضوا عليهم فإنهزم العرب قدامهم وقتلوا من العرب عدداً كبيراً وغنم الفرنجة الخيول العربية وأخذوا خيامهم وكل ما فيها من المؤن والجمال , أما باقى العرب الذين هربوا من الفرنجة ونجوا من الموت فقد تفرقوا وعادوا إلى بلادهم فمنهم من كان من الفيوم ومنهم من كان من الصعيد .

محاولة الملك الكامل الهجوم على الفرنجة

وفى يوم الثلاثاء 21 من رجب سنة 615 هـ أمر الملك الكامل جيشاً مكون من أكثر من  3000 فارس وراجل (مشاة) أن ينتقلوا من الضفة التى فيها دمياط إلى الضفة الأخرى ولا يتقدموا إلى القتال حتى يرفع له العلم من البرج الذى فيه من قلعة دمياط وبعد عدى بعض منهم إلى الضفة الأخرى لم ينتظروا الإشارة التى أتفقوا عليها وحتى يكتمل عددهم على الظفة الأخرى بل هاجموا معسكر الفرنجة وقتلوا الكثير منهم بعنصر المفاجئة ولما لم يجد الفرنجة ورائهم قوة هجموا عليهم وقتلوهم وانحصر الباقيين بين الماء وجنود الفرنجة وهرب الباقيين إلى النهر فسقطوا فيه وماتوا غرقاً فأنتشل الفرنجة جثثهم وأخذوا الملابس الحربية من عليهم وكان عدد القتلى 3000 قتيل

الملك الكامل يخلى المناطق المحيطة بدمياط من السكان

وكان الفرنجة يهاجمون ويغيرون على المناطق المحيطة بدمياط على مسافة أربعة أيام من جميع الإتجاهات ويأخذون القمح المخزن ويقبضون على المصريين ويبيعونهم ويقتلون القادرين على حمل السلاح ثم يعودون إلى معسكرهم فأخلى الملك الكامل مناطق الغربية فأخلى المحلة وشنهور وسخا واكثر البلاد البحرية وكل ما حولها وسنجار وسنهور وفوة وأحرقها بالنار وأنتقل أهل مصر إلى القاهرة لأنها اكثر حماية أو ربما أجبروا من المسلمين خوفا من إنضمامهم إلى الفرنجة , فخرج الأهالى من بيوتهم وتركوا كل شئ من مخازن غلالهم ونبيذ وحبوب وخرجوا حتى بملابس النوم هرباً , وذهب ناس منهم إلى القاهرة وبعضهم إلى الشام ودمشق والبعض تفرق فى جميع بلاد الدنيا هرباً لحياته ومنهم من رجع بعد الحرب ومنهم من لم يرجع , أما سمنود فلم تخلى وبقى أهلها بها وكان واليها وأسمه نور الدين على كان حازما ساهراً على رعيته وكان طول الليل يدور فى المدينة وحولها وبعض الناس كانت تنام فى المراكب فى البحر .

الفرنجة يستولون على معسكر المسلمين بدون قتال وإضطهاد المسيحيين وقتلهم

وكان قد أنضم إلى جيش الملك الكامل أخوه الملك الفايز وجيشة لحرب الفرنجة وفى يوم الثلاثاء 17 من ذو القعدة أوقع عماد الدين ابن المشطوب بين الملك الكامل واخيه الملك الفايز فأفسد القلوب بينهما وذكر أبن المقفع أن أبن المشطوب : " تحالف مع الملك الفايز على قتل الملك الكامل وكان جندياً من اجناد الملك الكامل حاضر الإتفاق , فذهب إلى الملك الكامل وأخبره بالإنفاق على قتله وقال له : انج بنفسك .. فقام من خيمته وركب حصانه فى الليل ومعه أصحابه وخواصة ومماليكه ولم يشعر بإختفائة احد وذهب إلى أشمون .

وفى الصباح ذهبوا ليقتلوه فلم يجدوه , فإضطرب الجيش فى معسكر المسلمين , فلما جائتهم الأخبار انه ذهب إلى اشمون ولما أنتشر الخبر فى معسكر المسلمين حدث ضجة فترك الجنود خيامهم واموالهم ومواشيهم وذهبوا إلى اشمون , وفى يوم الثلاثاء 17 ذو القعدة أستعد الفرنجة لقتال المسلمين فلم يخرج أحد من معسكر المسلمين فذهبوا إلى المعسكر فوجدوا الخيم منصوبة والخيل والجمال مربوطة وليس في المعسكر أنسان , وظن الفرنجة أن هناك مكيدة من المسلمين فطلع الفرنجة منارة جامع الحيرة ليكتشفوا منها الأمر وينظروا هل هناك أحد من المسلمين فلم يجدوا احد منهم فابحرت المراكب بالقرب من معسكر المسلمين وحملوا جميع خيم المسلمين وكل ما فيها من أوانى وسلاح ودواب وأموال وشون القمح والشعير والحبوب وكل ما للسلطان الأمراء والتجار , وأستولوا على الخيام بجميع ما فيها والمنجانيقات والعدد وأسلحة لا تحصى وأخذوا أسرى من المسلمين الغلمان الذين كانوا موجودين فى المعسكر خلاف ما قتلوه وكان بعض الناس لم يتركوا بيوتهم فى المنزلة بجانب المعسكر طمعاً فى حمل أشيائهم فقتل منهم الفرنجة حوالى ثلاثة ألاف نفس .

وعندما ذهب الفرنجة إلى البر الآخر فى دمياط وإبتدأوا يتقدموا فى أراضى دمياط فقطعوا قنطرة باب الريس التى تحجز المياة خلفها وكان أهل دمياط يقاتلون الفرنجة ويعيقوهم هناك , وحدث أن وصل الملك عيسى أهى الملك الكامل من اليمن وعرف بموضوع الفرنجة وأعلمه الملك الكامل عن قصة معسكر المسلمين وعرف ان عماد الدين أبن المشطوب أوقع بينه وبين أخيه وأوقع بينه وبين عساكرة وأتفق مع العسكر الأكراد أن يقتلوه ويملكوا الملك الفايز وقال انه هرب منهم فى الليل , ولما سمع عيسى كلامه جهزو معه 30 فارس وثلاثين هجين (جمل) بثلاثين رجل من العرب وأحضر عماد الدين أبن المشطوب وهو من أكبر الأمراء فقيدوه وأرسلوه إلى قلعة الكرك موثقاً فلما حضر قال : " ما هذه الأعمال التى فعلتها , وضعت فى قلبك قتل الملك وتكون ملكاً لو علمت قدر نعمة الله عليك , وقد علمت أنك أكثر شعبية من الملك , وأغنى منه فى المعيشة منه , فأى شئ آخر طلبت لتكون " وأمر الجنود القيام بضربه فرموه وقتلوه .

وكان هذا الأمير قد قتل كل مسيحى فى دمياط وقال البعض أنه قتل كل الأسرى من الفرنجة

وقام أهل منية ابن ساسيل المسلمين بالأعتداء على المسيحيين الأقباط فى البلدة وقتلوهم واصبح ألقباط هدفا سهلاً للمسلمين بدلاً من الفرنجة الذين لم يقدروا عليهم

وعندما ضاعت مهمات وأسلحة جيش المسلمين وتحير الناس ولم يعرفوا ماذا يفعلون وتمررت نفوسهم جداً وكثرت الإشاعات على المسيحيين وأشتد بعض الممسلمين فى إضطهادهم وقرر الملك الكامل والمسلمون  أخذ الضرائب من الأملاك فى مصر والقاهرة وأخذ أجرتها شهرين لمساعدة السلطان بها وذهبوا إلى مصر ولم يستطيعوا أخذ منها شيئا فكلفوا كبار الأقباط فجمعوا من مصر ما يقارب ثلاثة ألاف دينار ثم ً جبوا من المسلمين كل على قدر احواله وأقل مبلغ أخذوه كان خمسة دراهم وتدرج إلى أعلى حسب غنى الشخص

رياح غريبة تهاجم جيش المسلمين

ولما وصل ملك الشام والملك الكامل بجيوشهم أتفقوا ان ينتقلوا إلى البر الغربى للنيل ليحاربوا الفرنجة فيه وعندما وصلوا إلى قرب معسكر الفرنجة فى يوم الأحد 7 برمهات فأرسل الرب ريحاً عاصفة وأمطار شديدة وهاج البحر عليهم , ولو لم يرجعوا عندما بدأت الريح لغرقوا جميعاً , وفشلت خطتهم , ومكثوا فى فارسكور وما حولها , ولم تشاهد مصر شتاءاً قارصاً مثل هذا وحدث من 8  حتى 15 من برمهات من رياح وبرد وأمطار وقال ابن المقفع عن هذه السنة  ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الثالث ص 127 : " وكانت أحوال هذه السنة عجيبة وغريبة "

التجنيد الإجبارى للقتال وطرق جمع الأموال للجيش المنهار-

ماذا يحدث عندما يعمل القسوس فى جمع المال ؟ 

وأصدر الملك الكامل بإخراج نصف القاهرة للقتال ضد الفرنجة إما إختياراً تطوعاً أو إجباراً وتطوع أكثر الناس أما المميزين والأغنياء وكبار مدينة القاهرة الذين لا يستطيعون الحرب ففدوا انفسهم بالذهب , أما المسيحيين الذين يسكنون القاهرة فقد أخذوا منهم مال كل حسب طاقته وحسب غناه ولم يجحفوا بأحد وفى النهاية اخذوا من الكتاب الذين يعملون مع الحكومة وراعوا البعض وتركوا البعض الآخر ولم يأخذوا منهم .

ويقول أبن المقفع فى تاريخ البطاركة ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الثالث ص 127 : " أما فى مصر فإن واليها أستشار القفهاء وأنقاد لما قالوه فأمر بإحضار قسوس الكنائس من الملكيين والأقباط وقال لهم : " تخرجون للقتال مع المسلمين " ثم هددهم قائلاً : " وإذا خرجتم مع المسلمين وعندما تصلون إلى باب المدينة حتى ينداروا عليكم ويقتلونكم ولن يقدر أحداً يقول لهم شيئاً " وكان يهددون الملكيين أكثر لأنهم كانوا يشنعون عليهم بأنهم يحبون الفرنجة وأنهم على سنتهم وطريقتهم فى تربية الشعر ولا يختتنون وغيرها من الأشياء فدخلهم الخوف فأستعجل احدهم وقال : " معنا ألف دينار " فقالوا : " مبارك قوموا أحضروا الألف دينار " ثم ألتفتوا إلى الحاضرين من قسوس القبط وقالوا لهم : " هؤلاء عددهم مثل قيراط من أربعة وعشرين منكم نحن نجعلهم عشرة ألاف عليكم " وبعد جذب ورد وأخذ وعطاء جعلوها ثلاثة ألاف , وخرجوا جميعاً ليحضروها وعلق سلبة ( وعاء) فى الكنيسة المعلقة وأخرى فى كنيسة الملكية وثالثة فى كنيسة اليهود لأن اليهود قد قدموا فى جمع المرة الأولى خمسمائة دينار وطلبوا منهم فى هذه المرة 600 دينار , وصار الجباة يضربون المسيحيين والترسيم والهوان , وكان القسوس هم الذين يعطونهم أسماء الناس ويحددون على الأقباط المبالغ , وكانت أيام الصوم المقدس أياماً صعبة شديدة وإضطهاد عظيم .. أما الملكيين فإن شعبهم أعطى كل ما قدروا أن يعطوا وبقى عليهم مبلغ فأخرجوا الآنية الفضة من كنيستهم ورهنوها عند واحد من المسلمين فقيه أسمه الفقيه نصر وأخذوا 250 دينار وسددوا ما عليهم , أما القبط فقد جحفوا بالناس غاية فى الإجحاف , ولم يساعدوا بعضهم فقد وضعت على الكل هذه الغرامة ولم بدفع فيها منهم إلا النادر القليل وكان كل ما حصلوه 1200 دينار وكان بعضهم يقف ضد البعض الآخر وهم يريدون أن يخففوا عن نفسهم وذهبوا وأجتمعوا بالوالى ودخلوا فى طرق عديدة وجعلوها 1200 دينار على يجبوا الباقى من الكنائس , فذهبوا غلى الأديرة فذهبوا إلى دير ابى سيفين فى طموه ودير الشمع وغيرها وأخذوا منهم بعض الأموال وذهبوا غلى القاهرة فلم يستطيعوا أن يأخذوا منهم شئ فعادوا خائبين لأنهم وقفوا أمام تنصيب القس داود بطيركاً , وما زالوا يجمعونها من هنا وهناك حتى وفوا المبلغ المذكور ولم يبيعوا آنية أو ريعا ( أرض موقوفة مملوكة للكنائس ) ولكنها كانت أيام شديدة وصعبة وكثير من الكنائس أغلقت أياماً كثيرة بسبب أعمال القسوس وهذه الأموال .

وحدة من جيش المسلمين من العاصمة يهدمون كنائس الأقباط وهم فى طريقهم  للقتال ضد الفرنجة

وحدث أن الملك الكامل قد جمع من القاهرة ومصر عشرة ألف رجل أكثرهم من المغاربة ليقاتلوا ضد الفرنجة , فهدموا كل كنائس الأقباط التى قابلتهم وهم فى طريقهم من القاهرة إلى دمياط حتى وصلوا إلى معسكر المصريين هناك , وكان قيادة جيش المسلمين قد قرروا الهجوم يوم عيد الزيتونة ( أحد الشعانين ) وزحف جيش المسلمين فى إتجاه الفرنجة وبدأت المعركة فقتل فى هذه المعركة معظم رجال المجموعة التى هدمت كنائس الأقباط والذى سلم منهم من القتل خرج جريحاً ورحلوهم من أرض المعركة على مراكب ووصلت بهم المراكب لمصر مملوءة بهم .

ثم زحف المسلمين فى هجوم ثانى ولم يقدروا ان يتخطوا المنطقة التى يتحصن فيها الفرنجة لأن الفرنجة كانوا قد حفروا خندقاً من البرين وجسرين فى البحر وبنوا على الخندق أبراجاً وبناء مثل سور المدينة وكان رماة السهام من الفرنجة يحتمون خلفة ويقتلون المسلمون الذين يقتربون من مدى مرمى سهامهم , فلم يقدر المسلمون الإقتراب منهم , وأجمع رأى المسلمين على سد بحر الشرق عند بلدة زفتيا وأن يحول الماء إلى بحر الغرب وبدأوا العمل فيه وأخذوا المراكب والعدد اللازمة لذلك وأكمل بناؤه فى نهار الجمعة الموافق 15 من بشنس 935 ش وقد تكلف تكاليف باهظة جداً حتى صار طريقاً المراكب تصعد إليه ولا تنحدر منه , ولكنه حدث أن زادت المياة خلفه وكسرته المياة وأخترقته فى نفس ليلة إكماله ويئس المسلمين من سدة ثانية فتركوه كما هو وفشلت خطتهم وضاعت أموال الناس التى غرمت لسبب بنائة وكانوا قد صرفوا سبعة عشر ألف دينار .

هدم أورشليم

وفى برمودة سنة سنة 935 ش صدر الأمر بهدم أورشليم وأخلى منه سكانة ولم يبقى فيه سوى كنيسة القيامة المقدسة وبرج داود ومسجد الصخرة والجامع المعروف بالمسجد الأقصى , وهدم المسلمين كل المساكن والبيوت والفنادق .. وشعر الأهالى برعب شديد وخوف عظيم بسبب هدم المدينة المقدسة وقلق أهل الشام , حدث غلاء بسبب هذه الإجراءات لأن الناس بدات تشترى غذائها وتخزنة ولكن ظلت الأسعار فى مصر رخيصة كما هى .

الأمر بهدم قلعة الطور

صدر الأمر من الملك بهدم قلعة الطور التى حاول الفرنجة الإستيلاء عليها ونقل المسلمين كل ما كان فيها إلى إلى القدس ( اورشليم)

تصميم جسر من الجزيرة إلى الجيزة

 تم تصميم جسر يمتد من الجزيرة حتى الجيزة وقد صمموا عدة مراكب وألصقوها جنباً إلى جنب ووصل عدد هذه المراكب 53 مركباً  وأنتهى من صناعته فى نهار يوم الخميس 9 أبيب سنة 933 شهداء وأبيح للناس السير عليه بدون دفع شيئاً وحدد الملك رجالاً لإصلاح هذا الجسر ويفتح أبواب للمراكب التى تريد أن تصعد أو تنحدر في نهر النيل , وفرح المصريين فرحا كبيراً ودعوا للملك بسببه وصنعوا له درابزين من الخشب على الجانبين حتى لا يسقط أحد فى البحر

الملك العادل وهجوم الفرنجة على بيسان

فى سنة 933 ش غادر السلطان الملك العادل من القاهرة  إلى البركة المعروفة ببركة الحبش ومكث بها مدة قاصداً بلبيس ثم الشام وكانت سنة 934 للشهداء فى بدايتها وعسكر فى بيسان وأخذ يجمع عساكر من الشام وظل هناك يستعد مدة طويلة , أما من ناحية الفرنجة فقد وصل ملك من ملوك أوربا عرفه المسلمون بملك الهنكر وسمع المسلمين أشاعة أنهم وصلوا فى أربعة ألف مركب ومائة ألف رجل , وسار جيش الفرنجة لملاقة جبش المسلمين فى بيسان , فإنهزم جيش المسلمين وتبعهم الفرنجة لمدة اربعة أو خمسة ايام حتى أبعدوهم عن الساحل , وأستولى الفرنجة على كميات من الغلال والأسلحة كثيرة جداً كما قتلوا وأسروا عددا لا يحصى من جيش المسلمين , ثم عادوا وذهب الفرنجة إلى طبرية ثم رجعوا إلى عكا وظلوا بها يصنعون آلات للحصار وذهبوا إلى قلعة الطور وكانت قلعة منيعة وسبب هجومهم عليها أن الملك العادل كان أستنجد بالقوات التى فيها وكانت قريبة على عكا ووجودها خطر عليهم وظل القتال مستعراً عشرة ايام حتى قتل قائد القلعة وتركها الفرنجة بدون سبب معلوم .

إنشاء سور جديد حول القاهرة

أمر السلطان الملك العادل أن يقام سور من جانب نهر النيل وأن يمتد بطول الخليج حتى القاهرة وإبتدأ العمال فى حفر الأساس وبدأوا يبنون السور , بحيث أن يضم هذا السور مصر والقاهرة معاً وبدأوا فى أنشاؤه من عند دار الملك ومن القاهرة من اللؤلؤة ووضعوا اساسه من الحجر وبقيتة بالتراب وقام ببناء التراب المغاربة , وجمعوا الجزية لسنة 615 هـ وذلك فى يوم الأثنين 18 من ذى القعدة لهذا الأمر, ثم غيروا رايهم عندما وجدوا ان البناء الترابى بطرقة المغاربة لا يحمى من خلفة , فهدموا ما بناة المغاربة وبنوه من الطوب اللبن .

أمر غريب من الملك الكامل

وفى هذه الأيام أصدر الملك الكامل أمراً غريباً وهو أن يخرج أهل مصر وأهل القاهرة كل ليلة ويتشالقوا أى يقذفون الحجارة على بعضهم البعض ففعلوا وكان كل من فى البلدين يخرجون وبأيديهم المقاليع ويقذفون الحجارة منها فوقع قتلى وجرحى ومصابين بين الجانبين , وأبطل أهل مصر هذه العادة وظل أهل القاهرة على هذا الحال بل تزايد عددهم

هجوم المسلمين على الفرنجة

أجتمع آراء المسلمين على الهجوم على الفرنجة فى دمياط فذهب من خيالتهم ( فرسانهم ) أربعة ألاف فارس وأربعة رجل من العسكر وخمسة وستين مركباً مشونة بالطعام وغيرها وبها مواد حارقة وهاجم الخيالة من الإتجاه القبلى فوصلوا إلى الخندق فلم يستطيعوا إختراقة لأنهم وجدوه محصناً ومنيعا وخلفة عساكر الفرنجة يحمونه , وأما الرجال المشاة فإنهم زحفوا من جهة البحر من شرقى معسكر الفرنجة فأخلا لهم الفرنجة أطراف معسكر خيامهم وأندفعوا هاربين امامهم وظن المسلمين أنهم ضعاف وقلة فقطع الفرنجة عليهم الجنوب فكانت مقتلة كبيرة للمسلمين لأنه لم ينقذ بحياته منهم إلا من ألقى بنفسه فى البحر , ومعظم الذين ألقوا بنفسهم فى البحر من المسلمين غرقوا لأنهم لا يعرفون السباحة من رجال الشام كما أن الذى كان يعرف العوم وألقى بنفسه فى البحر وعليه ملابس الحرب غرق لثقلها أما القليل منهم الذى خلع ملابس الحرب ويعرف العوم نجى من الغرق , والرجال الذين فى المراكب بقوا فى مكانهم .

وفى نهار الجمعة 27 بابة قامت قوة من الفرنجة تعدادها 1000 فارس بهجوم مضاد على معسكر المسلمين فى بر العرب وكان فيه فرسان المسلمين وكان أساسها جيش الملك الكامل بالإضافة إلى فرسان العرب والمغازير المنتشرين فى البلاد , فهزموهم وهرب الناجيين من المسلمين إلى البحر ولم ينجى إلا العدد القليل الذى كان يعرف العوم .

وخاف المسلمين من الفرنجة وأشتد الرعب منهم فى البلاد وعظمت مهابة الفرنجة من قوة قتالهم وبطشهم فى الحروب , وأنحلت عزيمة المسلمين فى الحرب ضد الفرنجة .

ماذا فعل الشتاء العجيب مع الفرنجة والمسلمين ؟

وأتى الشتاء على أرض مصر وقضى الفرنجة هذا الشتاء فى مواقعهم , وفى أول كيهك أتى نوء ورياح عاصفة لم يحدث مثله من قبل وأغرقت أمواج البحر الهائلة المنطقة التى يعسكر فيها المسلمين فأبتلعت خيام العسكر من دمياط إلى العادلية وهى القرية التى أنشأها المسلمين فى بر دمياط  بعد أمام بورة بعد أن أستولى الفرنجة على بورة , ومات فى هذا النوء من المسلمين عدداً لا حصر له ومن دوابهم وخيولهم كما ضاع أشياء لا لم يمكن تقديرها من الأموال والأمتعة والأسلحة وغرق البحر الأراضى ولم تنقطع المطار والبرد كان يسقط من السماء وسرعة الريح كانت شديدة وعظيمة ووصف ابن المقفع  ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الثالث ص 124 شددتها فقال : " أن الريح من شدتها تكاد أن تكون تزعزع الجبال "

أما فى جانب الفرنجة فقد حمل البحر مسرمة ( ست بطسات أى ست مراكب سمرها الفرنجة مع بعضها البعض ) وصنعوا فيها سلالم والأبراج مالا يمكن وصفة ولم يراه المسلمين من قبل من إختراعات الفرنجة حملتها أمواج البحر العالية والقوية والريح وألقتها فى الشاطئ الذى عليه المسلمين وكان عليها 16 رجل من الفرنجة أربعة عشرة قاتلوا حتى قتلوا وأثنان ألقوا بأنفسهم فى البحر هرباً ونجوا من الموت ولكن ملك الفرنجة أخذهما وشنقهما لأنهما لم يقاتلا ويقتلا فى الحرب مثل أخوتهم الأربعة عشر , وأصبحت هذه المراكب المتصلة ببعضها البعض فرجة يتفرج عليها المسلمين وشيئاً عجيباً لم يروه من قبل , ولما لم يعرفوا كيف تعمل وفشلوا فى إدارتها كما أنهم لا يأمنون أن تهزمهم عليهم الفرنجة ويسترجعونها فاحرقوها وقال عنها ابن المقفع  ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الثالث ص 124 : وكانت شيئاً عجيباً لم يراه احداً من قبل "

وكان هناك فى البحر مراكب وصلت من عكا فأخذها الريح ومياة البحر فتكسرت على شواطئ غزة والعريش وغيرها من الشواطئ .

الفرنجة ينتقلون من موضعهم إلى مكان آخر

كان الفرنجة قد حفروا خليجاً واسماه المسلمين خليج الزعفران وكانوا أقتربوا بحفرهم فى الأرض من البحر فلما هطلت الأمطار وهاج البحر وغطى البر ملأ الخليج الذى حفروه بالماء فنقلوا مراكبهم بالحمير عبر الرمال التى بين البحر والخليج فأصبح فيه لهم عدة مراكب فقام الملك الكامل بإغراق عدة مراكب وسمر خشب بالعرض على الصوارى حتى يعيق تقدم مراكب الفرنجة من الوصول إلى المكان الذى يريدونه , وفى يوم السبت بين الرفاعين تقدم الفرنجة بمراكبهم فى المياة وطاب لهم الريح ودفعهم بقوة فى اليوم 8 أمشير وكان جيش المسلمون فرسانهم ومحاربيهم يشاهدونهم على البر وكلهم امل أن توقفهم المراكب الغارقة وصواريها فسيتوقفون وحدث أن هذه الصوارى والأخشاب المسمرة أنكسرت بفعل إندفاع المراكب بواسطة الرياح القوية ويقول أبن المقفع ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الثالث ص 125 : " فلما وصلوا إلى تلك الصوارى جعلها الرب مثل الحشيش قصفوها كلها " وأستمرا فى تقدمهم إلى الموقع الذى يريدونه .

وفى العشرة أيام الوسطى فى شهر أبيب سنة 935 ش بدأ الفرنجة فى الزحف والهجوم على حصن دمياط براً وبحراً سبعة أيام متواصلة , ولكن كان هناك هجوم مضاد عليهم من المسلمين وظل القتال دائراً بينهما نهاراً وليلاً ولم يطلق الفرنجة من آلاتهم شيئاً على دمياط فرجع المسلمون إلى منازلهم فيها ولكن بقى المر كما هو علية ولم يتغلب أحداً على الاخر .

هدم الجمقا المعروفة بكنيسة القديس مرقس أقدم كنيسة فى مصر

 وأحدث المسلمين شغباً فى الأسكندرية حول كنيسة القديس مرقس الرسول المعروفة بالجمقا وأصدر المسلمين امراً بهدمها وحاول الأقباط إبقائها بدفع مبلغ من المال وعرضوا ألفين ديناراً ليتركها المسلمين قائمة ولم يقبلوا وقال المسلمين : " أن موقعها يؤذى ميناء الإسكندرية لوجودها على البحر وبها برج عالى سيقاتل العدو منه إذا أحتله فهدمت معظم الكنيسة بأمر من سلطنة الإسلام ولم يبقى منها إلا قامة واحدة ( جزء)  منها , وفى يوم الجمعة التالى لهدمها حرض أئمة المساجد المصليين المسلمين فخرجوا بعد صلاة الجمعة فهدموا باقيها وساوها بالأرض , وحزن الشعب القبطى حزناً شديداً فى جميع أرض مصر لأن هذه الكنيسة أول كنيسة بناها مرقس الرسول وحادثة هدمها كان فى أول أبيب من سنة 935 ش 

هزيمة الفرنجة والصدفة

زحف الفرنجة للهجوم على المسلمين براً وبحراً فإنهزم المسلمين وكان الفرنجة يظنون أن الماء الموجود فى خندق بالقرب من معسكر المسلمين ماء حلو صالح للشرب فإنهزم المسلمين وأنسحبوا ولما وصل الفرنجة إلى موضع الماء وذاقوه وجدوه مالحاً فرجعوا ثانية تاركين المسلمين ولما رأى المسلمين أن الفرنجة رجعوا ظنوا أنهم أنسحبوا خوفاً فهجم المسلمين عليهم وهم غير منظمين من الخلف فإنهزم الفرنجة وأخذوا من خيولهم حوالى 400 فارس منهم عساكر وقواد وقتل من الرجال ما يساوى 1500 نفس وعمت الأفراح القاهرة وطيروا الحمام وزينت القاهرة .

ووصل الأسرى الذين أخذوهم بعد هزيمة الفرنجة وساروا فى مدينة القاهرة مقيدين وحولهم الحراس وبدأت مباحثات مع الفرنجة بشأن الصلح حتى كاد أن يتم بحيث يأخذ الفرنجة القدس بعد أن يعمروه لهم المسلمين ويرجع كل ما كان فى أيدى الفرنجة لهم مما أخذه الملك الناصر .. وحدث أن وصلت أمدادات للفرنجة فرفضوا أتمام الصلح فإغتاظ المسلمين بأخراج كل من فى القاهرة لقتال الفرنجة الغزاة

إضطهادات المسيحيين

وفى سنة 936 للشهداء حملوا الأسرى من الفرنجة الذين أخذوا فى هزيمة الفرنجة الأخيرة إلى القاهرة وساروا مقيدين فى شوارع القاهرة راجع الخريدة النفيسة فى تاريخ الكنيسة للأسقف الأنبا إيسوذورس الجزء الثانى ص 405 وبقى رؤسائهم بالقرب من دمياط وكان عدد المسلمين الذين تجمعوا للجهاد والقتال ضد الفرنجة 150 ألفاً وكانوا يأملون فى الصلح وأبتدأوا فيه حتى كاد أن يتم على أن يستردوا القدس والبلاد التى كانت فى أيديهم ولما وردت الأنباء بوصول نجده للفرنجة ووصول عددهم 200 ألفاً طلب الفرنجة 300 ألف دينار لإقامة سور أورشليم الذى هدمه المسلمين فرفض الملك الكامل الصلح وإغتاظ وأمر بإخراج كل من فى القاهرة ومصر للحرب مع الغزاة

وأمسك والى مصر المسيحيين وعلقهم على أبواب دورهم , وأدار بهم طواحين طحن الغلال بدلاً من الحيوانات  وقال لهم : " أريد منكم المال وأخذ منهم من القادر ومن غير القادر ما يطيقون وما لا يطيقون " وذكروا الحاكم بأنهم قدموا 1800 دينار من قبل

أما والى القاهرة لما رأى ما فعله والى مصر فأحضر قسا من كهنة النصارى وقال لهم : " أنتم سمعتم ما فعله والى القاهرة مع الأقباط وأنا أشير عليكم أن تجمعوا من بعضكم بعضاً ألف دينار وتحضروها وإذا جمعت المبالغ سأجبركم على جمع خمسة ألاف " فإشتكوا إليه ضيق الحال وفقرهم فقرر عليهم جمع 800 دينار ويقول أبن المقفع فى تاريخ البطاركة ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الثالث ص 140 : " وشرع الأقباط فى جمع المبلغ من بعضهم مع بعض وكانت أيام صعبة على الشعب القبطى "

الفرنجة يستولون على دمياط

  وزحف الملك الكامل بجيشة حتى وصل حافة خندق مملوء من الماء من البر الغربى فى حين زحف الملك الفايز حتى وصل إلى حافة الخندق من البر الشرقى , وضايقوا الفرنجة من البرين , وأرسل الملك الكامل يطلب من المدنيين أوانى فخار فارغة ليملأها رملاً ويردم بها الخندق , وخرج المنادون ينادون فى الأسواق والأماكن العامة يعلنون هذا الأمر فى مصر فتجمع على ساحل البحر من الجرار ألآف منها لا يحصى عددها وتم نقلها إلى المعسكر , وبدأوا فى ردم الخندق ولكنهم توقفوا حين تحدثوا مع الفرنجة عن الصلح فوافقهم الفرنجة فى بداية الأمر وأستغلوا الوقت فى توسيع خندقهم وتقوية الأبراج ورجع الفرنجة عن الصلح فإغتاظ الملك الكامل جداً وأرسل أخيه الملك الفايز إلى الشرق يطلب نجدات وألبسة ثوب الحداد حتى يقوى عزيمة المسلمين للجهاد الإسلامى المزعوم . (1)

أما الفرنجة فقد قسموا نفسهم قسمين قسم يزحف إلى دمياط يهاجمها ليلاً ونهاراً والقسم الثانى يحافظ على الخندق ويدافع عنه ضد هجمات المسلمين وظل الحال على هذا المنوال ووردت أخبار أن حصن دمياط قد ضعف ومات الكثير من المدافعين عنه فأعد الملك الكامل خطة بأن يخترق 700 جندى مسلم خطوط الفرنجة ويهجموا هجوم واحد ليلاً ويدخلوا الحصن لحمايته فقتل أكثرهم وعبر القليل منهم إلى الحصن وبعد ذلك بليلة أو ليلتين أى فى نهار الثلاثاء 8 هاتور سنة 936 ش وفوجئ المسلمين إلا وأن أعلام الفرنجة ترفرف على ابراج حصن دمياط فعلموا أن ثغر دمياط قد سقط فى أيدى الفرنجة فرحل ملوك المسلمين وتركوا التجار وعامة الناس الذين صحبوهم للجهاد فى الحرب فى المعسكر وصار كل واحد همه أن ينجوا بنفسه وتركوا كل أموالهم وبضائعهم فضاع من الموال مالا حصر له وذهب الملك الكامل مقابل طلخا على مقدمة بحر أشموم فى قبلته , أما الملك الفائز فذهب إلى الشام  .

وترددت الإشاعات أن أهل دمياط فتحوا الحصن للفرنجة لما قاسوه من شدة وعدم جدية الملك الكامل فى الدفاع عنهم وقال آخرون بل انهم أستبسلوا فى الدفاع عنه ولم يستولى عنه الفرنجة إلا بالحرب , وقال آخرون أنهم وجدوا فيه من الأموال والذهب والفضة القناطير المقنطرة أما اسلحة الحرب التى للأمراء والملوك والجنود فقد وجدوا منها الشئ الكثير لأنه لم يظن احداً أن هذا الحصن سيسقط بهذه السهولة و قال البعض أنهم اسروا ما بين 6 - 11 ألفاً من رجال المسلمين عدا النصارى , اما  المسلمين فقالوا أنه لم يبقى فيه سوى 600 رجل لأن كل من فى دمياط غادروها من قبل إلا أن هذا ليس بصحيح , وذكروا من رأوا رؤية العين أن باب حصن دمياط أغلق على 46 ألف رجل عدا النساء والأطفال .

إجراءات أكثر شدة على الشعب وإضطهاد الأقباط بالأكثر

وأستدعى الملك الكامل شخصاً كان وزيراً لأبيه وأسمه صفى الدين عبدالله بن على وقلدة الوزارة وإدارة المملكة فأمر صفى الدين بإحضار الكتاب ( الموظفين) من مسلمين ومسيحيين ويهود وطالبهم بأموال أو يعاقبوا بالحبس ومن قول ابن المقفع فى كتاب تاريخ البطاركة لساويرس ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الثالث ص 142 : وأمتلأت السجون بهم ومنهم من خرج عن مذهبه من شدة العقوبة عليه ومنهم من توقفت أعضائة عن الحركة ( أما شلل والأرجح نتيجة للتعذيب فى الحبس ) وكانت أيام صعبة جداً " أنه وضع مبالغ كبيرة على الأقباط واليهود لأن هذا الضغط قصد به إذلال أهل الذمة من أهل الكتاب لتغيير دينهم وليس المسلمين , كما سجلوا رياع ( أراضى) أملاك الناس فى مصر والقاهرة وأخذوا منهم أجر شهرين وكانت ايام شديدة على الناس يخرجون من شدة حتى يلاقون ما هو أشد , ومنعوا بيع البضائع فى الوكالات الخاصة والفنادق مثل الكتان وغيره وصدر أمراً ألا يباع شئ إلا بدار السلطان التى بدار الملك وأن تكون هناك سمسرة (ضريبة) للملك ونظروا غلى أوراق الناس وفيما بين أيديهم وحدث ضيق شديد على المصريين , ويقول أين المقفع : " ولو سمحوا للناس بالخروج من البلاد لخرجوا جميعا ولم يبق فى البلاد احداً "

معاملة الفرنجة لأهل البلاد فى المناطق التى أحتلوها

وكانت ترد أخبار من المناطق التى أحتلها الفرنجة بالرأفة وحسن المعاملة مالا يوصف ويستشهد ابن المقفع بصرف العملة فيقول ان الدراهم السوداء عندهم وصل سعرها عندهم مائة درهم بدينار لكثرة ما وجدوه فى دمياط كما أنهم لا يتعاملون بها

زوابع امشير

 فى نهار يوم الثلاثاء 16 من امشير فى الجمعة الثانية من الصوم المقدس حدثت امطار غزيرة وأستمرت ليلة الأربعاء ويوم الأربعاء ونصف ليلة الخميس وفى نصف ليلة الخميس قامت ريح شديدة وهدمت منازل كثيرة ومات كثير من الناس تحت الأنقاض .

المسلمون ياخذون أموال الكنيسة ظلماً        

وأصدر المسلمين أمراً بأن تجبى الجزية من الأديرة أى يأخذوا الأموال التى تأتى إلى البطريركية من الأسقفيات والأديره والكنائس .. ألخ وكتب الوزير إلى والى مصر والقاهرة بذلك لتنفيذ هذا الأمر فأحضر والى مصر كهنة الكنائس وقال لهم : " أعطونا ما كان يأخذه البطريرك منكم " فقالوا له : " لم تجرى العادة فى كنائس القاهرة ومصر أن يؤخذ منها شيئاً " ولكن حدث أن واحد منهم قال : " يا مولاى أحضر تعليق البطريرك ( المستند الذى يكتب دائماً عند قسمة البطريرك ) فقال الوالى : " وأين تعليق البطريرك " فقال الكهنة : " هو عند بن صدقة " .. فأحضره الوالى وقال الوالى : " أريد تعليق البطريرك " فأحضره وكان تعليق قديم وبه بنود قبل الغلاء ومبالغ لم يكن البطريرك يأخذها أصلاً وكانت تذكر فى التعليق حفاظاً على وجودها للمطالبة بها فى وقت إحتياجها , فنسخه كتبة الوالى كما هو وأرسلوا نسخه منه إلى الملك الكامل فأصدر أمراً إلى الولاه بجبى وجمع هذه المبالغ التى تضمنها التعليق فصار كل والى من ولاة الأقاليم يتسابق فى جباية هذه الأموال مضاعفة ويقول ابن المقفع كاتب تاريخ البطاركة ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الثالث ص 142 عن هذه الأيام : " أنه لم يرى أصعب من هذه الأيام فى عمره " وندب أشخاص لجمع أموال من الأديرة وسدس ثمن ثمار الحقول والبساتين فى الوجه القبلى وفى جميع أرض مصر حتى النخل أخذ عن كل نخلة 5 دراهم زائداً عن الخراج والجزية العادية .

ولما كان الولاة المسلمين يتسابقون فى أذلال الأقباط فحدث أن أميراً منهم أسمه المكرم بن اللمطى وكان رجلاً مغربياً وكان يبغض المسيحيين الأقباط وصل إلى مصر وقبض على مجموعة من المسيحيين واليهود الذين يقطنون الجبال وأذلهم وأهانهم ثم عذبهم وأرغمهم على كتابة إقرار بخطهم ‘لى توريد مبلغ إحدى عشر ألف دينار على كل واحد فيهم وأرسل هذه الإقرارات إلى الملك الكامل , فهاله أن يفعل أميراً هذا الأمر ووصول ولاته إلى هذا الحد من الظلم بفعل أوامره اللاإنسانية فأمر أن تعاد هذه الإقرارات لأصحابها وكان هذا الأمر نادره فى هذه الأيام الصعبة وتوجه بن اللمطى إلى الصعيد لجباية المبالغ التى صدر أمر بها على الأديره وسدس ثمن الثمار وخمسة دراهم على كل نخلة قائمة وأنهى أبن المقفع سرد أحداث جبى الجزية والخراج التى تجبى على رقبة الأرض بقوله : " أستمر الحال على ذلك فى جباية الجزية وأستمرت الشدة تعصف بالشعب القبطى حتى أن بعض الأقباط شنقوا أنفسهم والبعض الاخر تركوا المسيحية وأعتنقوا الإسلام ولم يساعدهم احداً "

الجراد يغطى سماء مصر

وفى جمعة الفصح المقدس وكان ذلك آخر برمهات ملأ الفضاء جراد وغطى السماء وأكل الأخضر وعلم الناس أنها ضربة من الرب لتواتر الظلم زفى ليلة الأثنين فى صباح حد الحدود الموافق 11 من برمودة أتى رياح سوداء حتى ظن الناس أنه بدأ يوم القيامة وكانت الرياح سريعة عاصفة فقلعت كثير من النخيل وظن الناس انه لن تبقى جداراً قائماً والغريب ما ذكره ابن المقفع أنه ظهرت نيران فى السماء وفى صباح اليوم التالى وجد الناس يعض المواضع سليما والآخر إنهار .. وظل الأمر بطلب الأموال على وضعه والأساقفة موكلين بالتوريد وكانوا يضربون الأقباط ونصارى البلاد فى ضيق شديد , حتى سنة 937 ش

وعندما بدأ موسم الزراعة لم يجد الفلاحين تقاوى البذور فصدرت الأوامر بأخذ التقاوى من تجار الغلال حت تقوى البلاد بالزراعة وكانوا يكتبون أوامر كتابية صادرة رسمياً ويعطونها إلى الجنود ونوابهم بالمطلوب من الأموال فنفذوا الأوامر فكانوا يهاجمون البيوت ويفتشونها ويأخذوا القمح الموجود فيه حتى ولو وجدوا فيه ويبة (كمية صغيرة) فياخذوا الموجود ويتركون البيت بلا شئ يأكلونه .

ولما زرعوا أتى فى أواخر بابه وهاتور جراداً لم يرى مثله قط فى مصر من حيث كثرته وحجمه وكان لونه أحمر أما الجراد الذى أتى فى السنة الماضية كان لونه أصفر وأكل الزرع الأخضر وحدث غلاء وكثر القحط والجدب وإزداد الفقر بين المساكين من الناس والسائلون كثروا على البواب .

القرصنة البحرية

وكان أسطول المسلمين يخرج إلى البحر فإذا صادف مراكب للفرنجة فيستولى عليها , وكان الفرنجة يخرجون بمراكبهم إلى البحر ويهاجمون موانئ يسكنها مسلمين على البحر على شواطئ مصر والشام فينهبون ويأسرون ويرجعون .

ظلت الكنيسة فى هذه الأحوال المضطربة بلا رئاسة ولا يوجد من يسوسها

 

ملك من الشرق (ملك الصين)

 

هاجم ملك الصين مناطق الشرق ومعه جيش عظيم من قبائل الأتراك القطا والقفجق وأنه كسر خوارزم شاة ملك الفرس وقد هزم خوارزم شاة ملك الفرس ثم غزا بخاراً والمراغة ومدناً كثيرة من بلاد العجم وسبى اهلها ووصل إلى الكرج فهزمهم وذهب إلى أرض أربل وخاف المسلمين منه وجمع الملك الأشرف بن الملك العادل ملك خلاط وميتا وفارقين وحران وسنجار وزحفوا لقتال العدو ملك الصين فوجدوه رجع إلى شهرور ولم يحاربهم ورجع على أثرة من غير قتال ورجع الملك الأشرف إلى بحران 

 

الإعداد لحرب الفرنجة فى دمياط وخروج الأقباط للحرب

 

وإجتمع معه اخوه الملك المعظم ملك الشام وإجتمعا هناك وجمعا الجنود من هناك ودربوا الجيوش وزحفوا على مصر لنصرة اخيهم الملك الناصر على عدوه من الفرنجة الذين يحتلون دمياط وكانت الفرنجة قد وصلتهم ايضاً نجدة عن طريق البحر فتجمعوا وحشدوا جيوشهم وخرجوا من دمياط براً وبحراً وأنتقلوا من قرية إلى أخرى إلى أن وصلوا إلى معسكر المسلمين عند رأس بحر أشموم من الشمال وكان البحر فاصلاً بينهم , وأنزعجت البلاد لزحفهم وأمر الملك بسفر المسلمين ومقاتلتهم فجمع الولاه الناس التى تريد الجهاد وقرروا على كل سوق أن يخرج عدد من الرجال للحرب والعاملين فى السوق يصرفون على الرجال فى معيشتهم وسلاحهم , وأرسلوا مع المتطوعين اسلحة كثيرة .

وفى أثناء ذلك أرسل الملك إلى القاهرة ومصر والأسكندرية أمراء لأخراج كل من فيها للقتال ويقول أبن المقفع كاتب تاريخ البطاركة ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الثالث ص 146 : " وخرج عامة الناس ( يقصد الرجال ولم يبق إلا الشيوخ الغير قادرين والصبيان الذين لم يبلغوا , وأغلقت المدينتان فى نهار الأحد 18 من جمادى الآخرة سنة 618 الموافق 15 مسرى وظلت مغلقة حتى صباح الأثنين لدرجة أنه كان لا يوجد شئ يأكله الناس لأن الناس لا تتعامل فى هاذين اليومين والأجراس تضرب فى البلدين ومن وجد من المسلمين ينام فى هذه الليلة ولم يخرج للقتال يشنق , وهجم الولاه على بيوت الناس ليخرجوا الرجال منها ومن يجدوه بها يقتل ويحرق حتى لم يبق إلا النساء وكانت أيام لم يشاهد مثلها من الخوف والرعب والضنك والهجوم على الناس قاطبة " .

ووصل الملك المعظم سلطان الشام والملك الأشرف سلطان الشرق ومن معهما من الملوك مثل أمير حمص وأمير حماة بالعساكر والجيوش وأقتربوا من الفرنجة وأنتقلوا إلى البر ألاخر من أشموم بحيث قطعوا مصدر إمداد الفرنجة أى بين جيش الفرنجة ودمياط براً , أما أسطول المسلمين البحرى فخرج من فم البحر المحلة البحرى وقطع أيضاً ما بين مراكب الفرنجة وبين الثغر أى أنهم قطعوا الإمداد البحرى عن دمياط أيضاً  فلا يصل لهم غذاء أى رجال عن دمياط بحرا ولا عن جيش الفرنجة فى البر أيضاً , وأستمر الأمر فى هذا الحصار أياماً والمسلمين يزدادون قوة والفرنجة يزدادون ضعفاً , وفرغ الغذاء الذي كان مع الفرنجة وأصبحوا على شفا الهلاك من الجوع , فإجتمعوا فى ليلة الجمعة 4 النسئ وقرروا أن يوقوا النيران فى بعض الخيام التى لا حاجه لهم بها وبرحلوا راجعين إلى دمياط ويحاربوا الجيش الذى بينهم وبين الفرنجة فإنه كان جيشاً ضعيفاً لا يقوى عليهم ويجتمعوا مع الحامية الموجودة فى دمياط يقاتلون خلف جدار قلعة دمياط ويقول أبن المقفع كاتب تاريخ البطاركة ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الثالث ص 147 : " فوشى بخططتهم إلى الملك الكامل عن الليلة التى قرروا فيها هذا فكتب إلى عساكر الجيش وكان فى وقت فيضان النيل " ومعنى هذا أنه كان بين الفرنجة خائنين سربوا المعلومات للمسلمين , ولما كان الفرنجة لا يعرفون طبيعة البلاد وأمر بفتح الترع التى فى طريقهم وكسر الجسور الترابية التى تحجز مياة الفيضان خلفها من كل جانب فتقدم الفرنجة ببطئ حتى وصلوا غلى البرمون فرأوا انفسهم وسط الطوفان ولا يوجد لهم طريق فإجتمعوا فى منطقة واحدة وأشتد القتال بينهم وبين المسلمين وأستمر القتال الشرس بينهما بقية ليلة الجمعة ويوم الجمعة وليلة السبت إلى وسط نهار السبت .

 

معاهدة الصلح مع الفرنجة

 

ورأى الملك الكامل قتال الفرنجة الشرس فأجتمع الملك الكامل مع المشيرين وأصحاب الرأى وقال لهم أن هذا الجيش من الفرنجة هالك لا محالة ولكنهم لن يهلكوا حتى يقتلوا مثل عددهم من المسلمين ولن يسلموا دمياط لهم ابداً , لأنه كان فى دمياط 90 ألف مقاتل هذا غير الجيش الذين خرج منها ويقاتلونهم الآن على البر , ودمياط عملوا حولها سبعة خنادق ويضعف الجيش المهاجم عليها وإذا علموا بفنائهم سيفنون أضعافهم من المسلمين قبل سقوطها وأستقر راى المسلمين على الصلح وترددن الرسل بينهم وتقرر الصلح على أن يسلموا دمياط وترد كل فئة ما عندهم من الأسرى منذ بداية الحرب وحتى يوم الصلح , أما مدة الصلح فقد كانت ثمان سنين

 ونزل الملك الكامل والملكين ألاخرين من الفرنجة معه عنده إلى أن تسلموا دمياط أما ضمان الصلح فقد أخذ الفرنجة رهائن على المسلمين خوفاً من أن يغدروا بهم فأخذوا الملك الصالح أبن الملك الكامل وقطب الدين أخاه وشمس الدين ابن أخته وجماعة من كبار أمراء المسلمين فقد تركوهم فى مركب فى البحر أما ملك الفرنجة والذين معه ضمان مع الملك الكامل فقد أكرمهم إكراما عظيماً , وأمر الملك الكامل بأن يحمل إلى نعسكر الفنجة الخبز والرمان والبطيخ مالا يحصى وأمر الناس أن يعبروا إلى الأراضى التى إحتلها الفرنجة ويبيعون لهم الغذاء فأصبح مخيمهم كأنه سوق من اسواق المسلمين وباع الناس وأشتروا وكسبوا وفرحوا , وفرح المسلمون فرحاً عظيماً لأنهم كانوا مشرفين على الهزيمة , وأن مصر ستسقط فى يد الفرنجة , وقد كانوا قد اعطوا القدس والساحل وقطع اخرى بدلاً من دمياط , ولكن الفرنجة أعطوها لهم بلا مقابل فكان فرح وسرور فى أرض مصر فمن من الأقباط يحب الحرب والقتل وسفك الدماء؟ .

مساعدة المصريين فى أنسحاب الفرنجة

وفى سنة 938 ش وصلت خمسة وأربعين كتيبة من عساكر الأنبرور التى كانت قادمة إلى نجدة الفرنجة فى دمياط فلما سمعوا بأخبار الهدنة وأن ملوك الفرنجة رهائن رجعوا .

أما الملك الكامل فساعد الفرنجة على الإنسحاب فمنهم من أنسحب عن طريق البحر فأعطاهم مؤونة وزاد والإقامة , كما ساعده أخاه أمير قلعة جعبر حتى أنسحبوا وكثير مد لهم جسور إلى البر الغربى حتى عبروا سائرين إلى دمياط لأن البر الشرق صعب السير فيه وكانت مراكبهم حول مدينة دمياط وظلوا اياماً حتى تم الإنسحاب ووصلوا وسافروا وخرج من ظل فى دمباط منهم وسلم حصن دمياط فى 10 توت ودخلها الملك الكامل حتى تم سفر بقية الفرنجة وودع ملك الفرنجة وهو يركب مركبته فى البحر وعاد إلى أشموم وبقى بها إلى ان ودع أخوته وجيوش الشام الذين وقفوا بجانبه ثم عاد إلى القاهرة ودخلها فى يوم الجمعة 6 من رمضان سنة 618 وشهدت مدينة مصر ومدينة القاهرة زينتا لم يحدث مثلها من قبل وفرح الناس

ماذا حدث مع الفرنجة ؟

وأصبح بين الملك الكامل وملك عكا الفرنجة صداقة كبيرة وكانت الهدايا تحمل من هذا إلى ذاك وبالعكس

وشاعت الأخبار أن ملك الفرنجة الذى كان فى دمياط كان مغامراً وهو أنه هو الذى أمر بخروج الجيش من دمياط وقال آخرون أن مستشاريه اشاروا عليه بخروج الجيش وهو لم يكن موافق ولقد قال لهم واحد ينبغى ألا نخرج من بلادنا دمياط حتى تأتينا النجدة الأمبروز , وإذا بقينا وراء خنادقنا ألف سنة فلن ينال منا المسلمين حتى ولو جاء علينا رجال مثل رمل البحر لأن كل واحد من المسلمين ورائه شغله وهؤلاء ليسوا رجال حرب فيثبتوا شهراً أو أثنين أو ثلاثة وعندما تطول المدة ولن ينالوا مرادهم فيرجع كل واحد إلى موضعه فنقوى نحن وتقوى عزيمتنا ويقل عدونا وتضعف نفسه حتى ولو هاجمنا مصر وأستولينا عليها فى عشرين سنة نكون قد استعجلنا فلم يقبل منه وقالوا جميعاً فلنحرج بجيش من دمياط فخرجوا وأشار مساح وقال لهم : " ينبغى علينا أن نقيم هنا هذه السنة ونحفر خندقاً حولنا ونزرع المساحة من هنا إلى دمياط , ومراكبنا تأتى إلينا , وإذا أنفض شعب المسلمين الذى أحضره الملك الكامل وجائت نجدتنا كانت مصر قدامنا فى يومين بلا مانع للقتال فقال له الملك أنت مخاطر لن آخذ مصر إلا فى هذه اليام فزحفوا جتى وصلوا إلى المحلة التى أمام البرمون الذى خرجت منه مراكب المسلمين

الملك الكامل والتعمير 

أقام الملك الكامل فى أبيار مدة الصيف ثم ذهب إلى دمياط وهناك أمر أن يقوم المصريين بإعادة الجسر على شاطئ البحيرة من بورة إلى الشاطئ المالح يمنع ماء البحر المالح أن يدخل إلى البحيرة ووظف الأمراء والأجناد وأنتهى من إنشاء الجسر , وأمر ببناء قلعة فى الجيزة على النيل وصمم فيها 11 برجاً ووكل مصاريف بناء الأبراج على ألأمراء على قدر قوتهم وطاقتهم فأمر أمير ببناء برج وىخر أثنين وثالث ثلاثة أبراج ورابع اربعة .

الملك الأشرف فى زيارة لمصر           

ووصل إلى مصر الملك الأشرف سلطان الشرق ليشاهد مصر ولخدمة أخيه الملك الكامل وأستقبل إستقبالاً حافلاً من الرمل ثم ذهب إلى القاهرة ثم إلى الخرقانية ثم إلى أشموم ثم إلى أبيار ثم إلى جزيرة مصر وفى أثناء نزوله فى الجزيرة كان موسم فيضان النيل وكان الأقباط يوقدون النيران كل ليلة بحمل الشمع والزيت المشتعل  على طوافات  الخشب وربطوها معاً على سطح النيل فتعوم وتنعكس نيرانها على صفحة النيل , وكان أوج الإحتفالات فى ليلة المقياس وهى الليلة التى يحددون مقدار أرتفاع مياة فيضان النيل الآتية من السودان وأثيوبيا وكانت أيام كلها اعياد .

الملك المسعود ملك اليمن فى زيارة مصر

وفى آخر كيهك من سنة 941 ش أنتشرت أخبار بأن الملك المسعود ملك اليمن أبن الملك الكامل فى طريقة إلى مصر وأنه موجود فى عيذاب فأرسل الملك الكامل أبنه الملك الصالح وأبن أخيه الملك المظفر تقى الدين وأبن أخيه شمس الملوك أبن الملك ألعز بن صلاح الدين ومعهم الأمراء والجند للترحيب به فوجدوه قد وصل إلى قوص ووصل إلى القاهرة فى امشير وكان يحمل أحمالاً كثيرة وهدايا عظيمة وأموال ومعه ثلاثة أفيال منهما أثنان كبيران وذكر أنه عمر كل منهم أقل من عشرين سنة والصغير عمره 8 سنوات وظل الملك مسعود فى القاهرة نازلاً بالقصر , وذكرت الأخبار أنه قد أرسل إليه جيش لخدمته فى الحجاز مع أبن عمه الملك الجواد مظغر الدين أبن مودور فخالفهم فى الطريق فمضوا إلى الينبع وهى قلعة منيعة فى بلاد الحجاز حيث كان بها فئة عاصية على الملك المسعود فأستولوا عليها بالسيف وسبوا كل من فيها وتركوا بها خليفة لهم ورجعوا .

===============

(1) castles Written and Planned by Susan Baker - Macdonald Educational

This site was last updated 03/19/10