Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

إختيار يوم الغفران الإسرائيلى للحرب 

  هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
أقباط أبطال حرب أكتوبر
الضربة الجوية
كيبور يوم الغفران
ذكرى الغفران
العبور
الثغرة وأحتلال غرب القناة
خط بارليف
الآراء داخل القيادة
بداية التفاوض
المفاوضات
أسرى إسرائيليون
الفنانين على الجبهة
المخابرات وحرب أكتوبر
الإستعداد والحرب والإنتصار
نشأة مبارك والسادات والجمصى
الصول وصائد الدبابات
إغلاق باب المندب
محادثات الكيلو 101
معاهدة كامب ديفيد
كامب ديفيد
أهم الشخصيات فى أكتوبر
أهم أحداث أكتوبر
المشير الجمسى
قطع البترول عن الدول
هل إيلات مصرية؟
حائط الصواريخ
توقف القتال

Hit Counter

 

دعم القذافي في البدايّة مشروع الإعداد الحربي مادياً – سلاحاً ومالاً – إلاّ أنّه توقف عن الدعم قبل شهرين من بداية حرب أكتوبر 1973م تقريباً لأنّ السَّادات منعه من الإطلاع على خطة الهجوم وموعد الحرب. فقد رفض السَّادَات أنّ يُعلم أحد من رؤساء العرب شيئاً عن خطة الحرب أو موعدها عدا شريكه في الحرب الرئيس السوري حافظ الأسد. وفي الوقت الذي رفض فيه السَّادات أنّ يحيط القذافي علماً بخطة الحرب وموعدها يروى أنّه أعلمَ الملك إدريس السنوسي بموعد الحرب وطلب منه أنّ يدعو له بالنصر والسداد. ويروى أنّ السَّادَات، ربّما، أحاط ملك السعودية الراحل فيصل نفس المعلومة التي أسر بها إلى الملكِ إدريس السنوسي

شهد عام‏1972‏ خطوات سريعة في الطريق الي الحرب ‏ منها‏:‏

أ ـ إنهاء مهمة المستشارين السوفيت في يوليو‏1972‏ ب ـ دخول الحرب بما لدينا من أسلحة ج ـ تعيين الفريق اول احمد اسماعيل علي وزيرا للحربية وقائدا للتعاون العسكري بين مصر وسوريا‏.‏
وفي‏24‏ اكتوبر‏1972,‏ عقد المجلس الاعلي للقوات المسلحة في مكتب الرئيس السادات بمنزله في الجيزة‏,‏ اجتماعا شرح فيه الرئيس السادات الموقف السياسي وتطور العلاقات بين مصر والاتحاد السوفيتي‏,‏ ولماذا لم يتم الحسم في عام‏1971‏ لعدم وصول الاسلحة التي طلبتها مصر من الاتحاد السوفيتي‏,‏ وشرح سبب انهاء مهمة المستشارين السوفيت والقوات الصديقة السوفيتية علي ارض مصر عند قيام الحرب وحتمية التحرك عسكريا بما نستطيع‏.‏

لماذا أختير يوم الغفران للحرب؟
وكان من الضروري ان يتم تحديد انسب التوقيتات للقيام بالعملية الهجومية خلال عام‏1973‏ وقد تم وضع دراسة تحقق احسن وانسب الظروف لنجاح العملية‏,‏ وتحقق أسوأ الظروف لإسرائيل‏,‏ وهو ما يعرف بـ كشكول الجمسي الذي كتبه بخط اليد لضمان السرية التامة‏.‏ وقد اشتملت الدراسة‏(‏ كشكول الجمسي‏)‏ علي الآتي‏:‏
أ ـ الموقف العسكري لإسرائيل وقواتنا ب ـ فكرة العملية الهجومية المخططة‏.‏ ج ـ المواصفات الفنية والطبيعية لقناة السويس‏,‏ من حيث المد والجزر وساعات الظلام وضوء القمر والاحوال الجوية‏,‏ وحالة البحرين الابيض والاحمر‏,‏ بالاضافة الي عوامل أخري‏.‏ د ـ دراسة كل شهور السنة لاختيار افضل الشهور لاقتحام وعبور القناة‏.‏ واشتملت الدراسة ايضا علي جميع ايام العطلات الرسمية في اسرائيل بخلاف يوم السبت‏,‏ وهو يوم اجازتهم الاسبوعية ووجد ان لديهم‏8‏ اعياد في السنة‏,‏ منها‏3‏ اعياد في شهر اكتوبر‏1973,‏ وهي عيد الغفران‏(‏ يوم كيبور‏)‏ وعيد المظلات‏,‏ وعيد التوراة وتأثير كل عطلة علي إجراءات التعبئة في إسرائيل التي تعتمد اعتمادا رئيسيا في الحرب علي قوات الاحتياط‏.‏
وقد وجد ان يوم عيد الغفران‏(‏ يوم كيبور‏)‏ هو يوم سبت‏,‏ وهو اليوم الوحيد خلال العام الذي تتوقف فيه الإذاعة والتليفزيون عن البث‏,‏ أي أن استدعاء قوات الاحتياط بالطريقة العلنية السريعة غير مستخدم‏,‏ وبالتالي فهم يستخدمون وسائل أخري تتطلب وقتا أطول لتنفيذ تعبئة الاحتياط‏.‏ لذا‏,‏ كان يوم السبت ـ عيد الغفران ـ‏6‏ اكتوبر هو أحد الايام المناسبة‏,‏ وهو الذي وقع عليه الاختيار‏,‏ وتوافرت فيه الشروط الملائمة لاقتحام القناة والهجوم‏,‏ حيث ان فرق المنسوب بين المد والجزر في القناة اقل ما يمكن لتوفير ظروف افضل للعبور‏.‏ وفي اول أكتوبر‏1973,‏ أصدر الرئيس السادات قراره بالحرب تحت عنوان توجيه صادر الي القائد العام للقوات المسلحة ووزير الحربية الفريق اول أحمد اسماعيل علي حدد فيه تقديره للموقف السياسي والهدف الاستراتيجي للقوات المسلحة‏.‏ وكان هذا التوجيه يعبر تعبيرا دقيقا عن الوضع العام‏,‏ واستراتيجية العدو واستراتيجية مصر في تلك المرحلة‏,‏ وان الوقت ملائم كل الملاءمة‏,‏ من وجهة النظر السياسية لتنفيذ استراتيجية مصر‏.‏
وقبل‏24‏ ساعة من بدء الحرب اصدر الرئيس السادات يوم‏5‏ اكتوبر توجيها استراتيجيا الي الفريق اول احمد اسماعيل علي‏,‏ نص علي‏:‏
أ ـ بناء علي التوجيه العسكري الصادر مني في اول اكتوبر‏1973,‏ وبناء علي الظروف المحيطة بالموقف السياسي والاستراتيجي‏,‏ قررت تكليف القوات المسلحة بتنفيذ المهام التالية‏:‏
‏(1)‏ إزالة الجمود العسكري الحالي بكسر وقف إطلاق النار اعتبارا من يوم‏6‏ اكتوبر‏.(2)‏ تكبيد العدو أكبر خسائر ممكنة في الافراد والاسلحة والمعدات‏.(3)‏ العمل علي تحرير الارض المحتلة علي مراحل متتالية حسب نمو وتطور إمكانيات وقدرات القوات المسلحة‏.‏
ب ـ تنفيذ هذه المهام بواسطة القوات المسلحة المصرية منفردة‏,‏ أو بالتعاون مع القوات المسلحة السورية‏.‏

وكان علي قواتنا المسلحة ان تدخل حرب‏1973‏ في ظروف عسكرية صعبة ومعقدة‏,‏ فالعدو له التفوق العسكري‏,‏ ويستند الي خط بارليف‏,‏ ولديه قوات مسلحة مدربة علي انساق متتالية في سيناء‏.‏ ونقدر أن الاقتحام المدبر لقناة السويس بقوة جيشين‏(‏ نحو‏100‏ ألف مقاتل‏),‏ يعتبر من أصعب العمليات العسكرية‏.‏ ذلك أن أصعب الموانع المائية في العالم هما اثنان في العالم‏,‏ قناة السويس وقناة بنما‏,‏ فإذا تحققت المفاجأة يمكننا أن نكسب الوقت‏,‏ ونمنع العدو من التدخل السريع لعرقلة عمل الفتحات في الساتر الترابي وإنشاء الكباري‏,‏ وبالتالي‏,‏ يتم العبور‏.‏ لكل هذه الأسباب كان من الضروري أن نبذل كل جهد ممكن لتحقيق المفاجأة حتي تكون لنا لاول مرة في الحرب ضد اسرائيل‏.‏ لذلك تم وضع خطة المفاجأة‏,‏ واشتملت علي إجراءات وأعمال كثيرة في مجالات مختلفة بحيث تتكون صورة كاملة أمام العدو مفادها أن قواتنا ليس لديها نية الهجوم‏,‏ بل نعمل علي تقوية دفاعاتنا واستعدادنا ضد هجوم محتمل تقوم به إسرائيل‏.‏ وقد حققت مصر المفاجأة بأسلوب غير متوقع وبطريقة غير تقليدية‏,‏ رغم جميع وسائل الاستطلاع الحديثة من طائرات ومعلومات واقمار صناعية وأجهزة تنصت كانت منتشرة بالعشرات
داخل سيناء‏.‏ ـ وفي ساعة الصفر من‏6‏ أكتوبر‏1973,‏ وتحقيقا لعنصر المفاجأة وجهت قواتنا ضربتها الجوية بقيادة قائد القوات الجوية اللواء حسني مبارك‏,‏ إذ انطلقت‏240‏ طائرة من القاذفات المقاتلة إلي أعماق سيناء لتدك مطارات العدو ومراكز القيادة ووحدات الرادار‏.‏ وفي نفس اللحظة‏,‏ انطلقت المدفعية الثقيلة بعيدة المدي المكونة من‏2000‏ مدفع‏,‏ علاوة علي صواريخ أرض ــ أرض‏,‏ وانزلق إلي الماء‏1000‏ قارب مطاطي يحمل عناصر من المشاة والصاعقة والمهندسين‏.‏
وقد قامت‏5‏ فرق من المشاة مدعمة‏,‏ في نفس التوقيت بالهجوم علي‏5‏ محاور بحيث لم تستطع إسرائيل تحديد مكان الهجوم الرئيسي من الهجوم الفرعي‏,‏ وكان اقتحام قناة السويس يستلزم فتح ممرات في الساتر الترابي المرتفع علي الضفة الشرقية حتي تتمكن الدبابات والمركبات بعد عبورها القناة‏,‏ أن تمر في هذا الساتر لتدخل في رؤوس كباري الألوية التي استولت عليها القوات المترجلة‏.‏ وقد تم فتح هذه الممرات في الساتر الرملي المرتفع باستخدام الطلمبات وخراطيم المياه‏.‏

 

جريدة الأخبار 9/10/2007م السنة 56 العدد 17307 عن مقالة بعنوان [ لماذا تم اختيار عيد الغفران موعدا لبدء الحرب؟ ]

 في اليهودية أيام وأعياد، 22 عيدا علي مدار العام.. أهمها عيد الغفران.. يوم كيبور.. ومع نسمات أعياد انتصارات أكتوبر، تأتي شهادة اسرائيلية جديدة بالبطولة المصرية، والتي تتواكب هذا العام مع احتفال عيد الغفران.. والذي قالت عنه اسرائيل علي موقع وزارة خارجيتها.. يوم كيبور هو يوم الغفران والحساب.. يوم اذلال النفس وتطهر الفرد من ذنوبه.. ولكن في السنوات الاخيرة اضفي علي هذا اليوم جو من الحزن بسبب ذكريات حرب يوم الغفران 6 أكتوبر عام 73 والتي تعرضت فيها اسرائيل لهجوم مفاجيء من مصر. الاعتراف الاسرائيلي الجديد..  يقول المشير عبدالغني الجمسي في مذكراته: وجدنا لديهم ثلاثة أعياد في شهر أكتوبر وهي يوم كيبور، وعيد المظلات، وعيد التوراة.. وكان يهمنا في هذا الموضوع معرفة تأثير كل عطلة علي اجراءات التعبئة في اسرائيل. والتي لديها وسائل مختلفة لاستدعاء الاحتياطي بوسائل غير علنية ووسائل علنية تكون باذاعة كلمات أو جمل رمزية عن طريق الاذاعة والتليفزيون.. ووجدنا أن يوم كيبور هو اليوم الوحيد خلال العام الذي تتوقف فيه الاذاعة والتليفزيون عن البث كجزء من تقاليد هذا العيد.. وبالتالي يستخدمون وسائل أخري تتطلب وقتا أطول لتنفيذ تعبئة الاحتياطي.. وكان يوم السبت.. عيد الغفران.. 6 أكتوبر ..73 وهو أيضا العاشر من رمضان أحد الايام المناسبة.. وهو الذي وقع عليه الاختيار. وكان لاختيار يوم الغفران للحرب تأثيره المباشر علي الحياة بعد ذلك في اسرائيل، ليست في جوانبها العسكرية فقط والتي صدرت عنها مجلدات عالمية عن انتصارات أكتوبر التي غيرت تاريخ العسكرية في العالم.. بل في كافة نواحيها وخاصة في الأدب الاسرائيلي.. فطبيعة الحرب علي المستوي الاسرائيلي كما تقول الباحثة الاسرائيلية في التحليل النفسي 'عدنا لومسكي'.. تعني وجوب أن تعود الحياة بعد الحرب الي مسارها المعتاد.. وتقاس قدرة المجتمع الاسرائيلي علي الصمود والاستمرارية بناء علي قدرته علي الاستمرار في الحياة كالمعتاد بعد نهاية الحرب والاستعانة بالاليات الثقافية والاجتماعية للحد من تأثير الحرب ومنعها من اعادة تشكيل توجهات المجتمع بصورة سلبية. ولكن قسوة هزيمتهم حالت دون قدرتهم علي ذلك.. ففي دراسة عن حرب أكتوبر في الرواية الاسرائيلية للدكتور أشرف الشرقاوي.. أشار الي رواية علامة التنشين للكاتب الاسرائيلي حاييم سياتو والتي يقول فيها إن حرب الغفران كانت بمثابة قضاء وقدر في محاولة لاضفاء طابع ديني علي الهزيمة بالرغم أنها جاءت كعقاب لمن ابتعدوا عن الدين. بل وكان ليوم الغفران تأثيره في انطلاق الاحزاب والحركات الدينية، ويوضح ذلك نتائج الانتخابات الاسرائيلية في دوراتها المتتالية، والتي تؤكد مدي التزايد التدريجي في قوتها السياسية، بحيث أصبحت العنصر الحاسم الذي يتحكم في تشكيل الائتلاف الحاكم في اسرائيل..ومن المفارقات هذا العام مع احتفال مصر بمرور 34 عاما علي انتصارات أكتوبر.. تواكب التاريخ لأول مرة خلال شهر واحد مع التقويم الميلادي والهجري واليهودي.. وهي 6 أكتوبر والذي جاء هذا العام يوم السبت يوم الحرب والعاشر من رمضان، وعيد الغفران العاشر من شهر تشري اليهودي والذي تواكب مع يوم 23 سبتمبر الماضي. وعيد الغفران.. أقدس وأهم الأعياد لدي اليهود.. وهو اليوم العاشر من الشهر الاول في التقويم اليهودي، الذي يرجع الي سنة 359 ميلادية.. وكان قبل ذلك يتم تحديد أول الشهور اليهودية حسب رؤية الهلال.. ولكن بعد انتشار اليهود في انحاء العالم خشي حاخامات اليهود من عدم التنسيق بين المهاجرين اليهود في تحديد مواعيد الاعياد فأمروا بالاستناد الي استطلاعات الفلك لتوحيد أول كل شهر.. ويوم الغفران ترجمة للاسم العبري 'يوم كيبور' وكلمة كيبور من أصل بابلي معناها 'يطهر' والترجمة الحرفية للكلمة في العبرية 'يوم الكفارة'. ويطلق عليه 'سبت الأسبات'.. الذي يتطهر فيه اليهودي من كل ذنب.. فهو اليوم الذي نزل فيه موسي من سيناء للمرة الثانية ومعه لوحة الشريعة حيث أعلن أن الرب غفر لهم خطيئتهم في عبادة العجل الذهبي حسب التراث الحاخامي. في 6 أكتوبر ..73 لأول مرة في التاريخ اليهودي كسرت اسرائيل كل القواعد الدينية.. في هذا اليوم يصوم اليهود صياما كاملا 25 ساعة.. تتوقف فيه الحياة تماما.. ينقطع البث الاذاعي والتليفزيوني.. وتتعطل حركة المواصلات العامة.. وتغلق المطاعم والملاهي أبوابها.. ويتفرغ فيه الشعب للابتهال الي الله ليغفر ذنوبه التي ارتكبها. اضطرت اسرائيل لاستئناف البث الاذاعي رغم العيد، لاستدعاء الاحتياط، ودبت حركة المواصلات في المدن، والتي كانت المؤشر الأول مع صفارات الانذار لشعب اسرائيل أن هناك أمرا طارئا خطيرا قد حدث..
تنسيق خطة متكاملة بين مصر وسوريا في حرب‏1973م
ــ عند تولي الرئيس حافظ الأسد مسئولية الحكم في سوريا‏,‏ عام‏1970,‏ كانت القوات المسلحة السورية في وضع لا يمكنها من تحرير الجولان بعمل عسكري بمفردها‏.‏ وعندما تم التقارب والتعاون السياسي بين الرئيس السادات والرئيس الأسد‏,‏ تطورت العلاقات الي تعاون عسكري يحقق هدف الدولتين لتحرير سيناء والجولان بعمل عسكري مشترك‏.‏ ولم تنقطع الجهود السياسية والعسكرية نحو سنتين ونصف السنة‏,‏ حتي تحقق هذا التعاون الذي أصبح عاملا مهما ومؤثرا في الحرب‏.‏ ــ وبناء علي الهدف السياسي والعسكري‏,‏ كان علي القيادة العامة المصرية التخطيط للقيام بعملية هجومية استراتيجية تنفذ بالتعاون مع القوات السورية‏,‏ تقوم فيها مصر بالاقتحام المدبر لقناة السويس‏,‏ وهزيمة التجمع الرئيسي لقوات العدو في سيناء‏,‏ والوصول الي خط المضايق وتأمينه استعدادا لتنفيذ أية مهام قتالية أخري‏,‏ وفي نفس الوقت‏,‏ تقوم القوات السورية بالهجوم لاختراق دفاعات العدو في الجولان‏,‏ وتدمير قواته والوصول الي خط نهر الأردن والشاطيء الشرقي لبحيرة طبرية وتأمينه‏.‏
ــ وفي يونيو‏1972,‏ شكلت القيادة العامة الاتحادية من الضباط المصريين والسوريين‏,‏ وتم ترتيب الزيارات للجبهتين المصرية والسورية‏,‏ بواسطة قادة التشكيلات المصرية والسورية للتعرف علي مسارح العمليات‏,‏ والتدارس في خبرة الحروب والمشروعات‏,‏ والوقوف علي المشاكل والمصاعب‏,‏ وأفضل الطرق للتغلب عليها‏.‏
كما تم ربط مركز القيادة الرئيسي بالقاهرة بمركز القيادة الرئيسي بدمشق بكابل بحري ودوائر برق كاتب‏,‏ علاوة علي الاتصال اللاسلكي مع استخدام الرمز‏.‏
ــ وفي أبريل‏1973,‏ جاء الرئيس الأسد الي مصر في زياة سرية‏,‏ واجتمع مع الرئيس السادات في برج العرب‏,‏ حيث أطلعه الرئيس السادات علي كشكول الجسمي‏,‏ واتفق الرئيسان علي أن يجتمع مجلس أعلي مشترك للقوات المسلحة المصرية والسورية‏(13‏ قائدا مصريا وسوريا برئاسة الفريق أحمد اسماعيل‏)‏ لوضع اللمسات الأخيرة للمعركة‏.‏
ــ اجتمع المجلس الأعلي المشترك في مدينة الإسكندرية‏(‏ مكتب قائد القوات البحرية‏)‏ يومي‏22‏ و‏23‏ أغسطس للبت النهائي في بعض الموضوعات العسكرية المشتركة‏,‏ والاتفاق النهائي علي توقيت بدء الحرب‏.‏ وقد تم الاتفاق في الاجتماع علي بدء الحرب في أكتوبر‏1973,‏ وسجلت القرارات بخط اليد لضمان سريتها‏,‏ وكانت نتيجة الاجتماع تحتاج إلي تصديق القيادة السياسية‏,‏ لذلك سافر الرئيس السادات لزيارة المملكة العربية السعودية وقطر وسوريا‏,‏ حيث أجتمع مع الرئيس الأسد في الزبدا‏,‏ في يومي‏28‏ و‏29‏ أغسطس‏,‏ واتفقا علي أن يكون يوم‏6‏ أكتوبر‏1973‏ هو يوم بدء الحرب‏.‏

إسرائيل وحرب‏1973م
ــ لما كانت القوات المصرية هي العدو الرئيسي لاسرائيل‏,‏ فقد ركزت جهودها ضدنا في سيناء‏,‏ وأقامت التحصينات‏,‏ ونظمت خطوطا دفاعية لمواجهة أي هجوم مصري محتمل‏,‏ وقدرت إسرائيل أن عبور قواتنا بتشكيلات كبيرة لقناة السيوس وخط بارليف يعتبر مشكلة ضخمة أمامنا يصعب عليها ــ من وجهة نظرهم ــ حلها‏,‏ إن لم تكن مستحيلة فإذا خاطرنا بالإقدام علي هذا العمل‏,‏ فستكون القناة ــ كما قال الجنرال اليعازر‏,‏ رئيس الأركان الاسرائيلي ــ مقبرة لنا‏.‏
ــ وفي يوم الخميس‏4‏ أكتوبر‏,‏ علمت إسرائيل برحيل العائلات السوفيتية بالطائرات من مصر وسوريا وهذا الحدث كاد يكشف نياتنا عن بدء العمليات الحربية‏.‏
ــ وفي يوم الجمعة‏5‏ أكتوبر‏,‏ عرضت الاستخبارات العسكرية علي وزير الدفاع‏,‏ بحضور رئيس الأركان ديفيد بن إليعازر‏,‏ الظواهر الخطيرة التي سببت القلق والتوتر لجميع الحاضرين وهي وصول‏11‏ طائرة تقل أفرادا الي مصر وسوريا لإخلاء أسر المستشارين السوفيت عن القاهرة ودمشق‏,‏ بالإضافة الي ذلك‏,‏ غادرت ميناء الإسكندرية جميع القطع البحرية السوفيتية التي كانت راسية في الميناء‏,‏ وانطلقت الي عرض البحر‏,‏ بالإضافة الي التعزيزات الإضافية الكبيرة لجيش مصر وسوريا علي طول الجبهتين‏.‏ وعلي الرغم من تلك الظواهر‏,‏ فإن تقديرات الجنرال زعيرا‏,‏ صاحب تلك المعلومات الخطيرة والمقلقة‏,‏ كانت أن نشوب الحرب هو احتمال منخفض للغاية‏,‏ ولكن وزير الدفاع ورئيس الأركان رفضا تقديرات رئيس الاستخبارات التي كانت تستبعد نشوب الحرب‏.‏ فقد قرر رئيس الأركان إعلان حالة الاستعداد‏(‏ ج‏),‏ وهي الحالة القصوي‏,‏ في جميع وحدات القوات المسلحة‏,‏ وكذلك تعزيز الجبهات الثلاث‏(‏ الشمالية والوسطي والجنوبية‏)‏ بكل ما يمكن دفعه من القوات النظامية‏.‏ أما موشيء ديان وزير الدفاع‏,‏ فقد توصل الي استنتاج عن الوضع الحقيقي للموقف‏,‏ وأكد أن مصر وسوريا تنويان شن حرب مفاجئة‏,‏
وأن المناورة في مصر والتشكيل الدفاعي في سوريا هما تغطية للاستعداد للحرب‏,‏ وأنه يتوقع نشوب الحرب في اليوم التالي‏(‏ عيد الغفران‏),‏ وإن هجوم مصر وسوريا سيعتمد علي المفاجأة‏,‏ ولكن لم يتخد أيا من وزير الدفاع أو رئيس الأركان الإجراءات التي كان من المحتم اتخاذها في ذلك الوقت‏,‏ وهي التعبئة الفورية‏.‏
ــ وفي يوم الجمعة‏5‏ أكتوبر‏,‏ اجتمعت جولدا مائير رئيسة وزراء اسرئيل آنذاك‏,‏ مع مجلس الوزراء المصغر‏,‏ وكان تقدير مدير المخابرات العسكرية ورئيس الأركان كالآتي‏:‏ـ
‏1 ‏ ــ السوريون والمصريون في حالة طواريء تصلح تماما للدفاع والهجوم‏.‏ وعدم احتمال شن أي هجوم‏,‏ وقال مدير المخابرات من غير المحتمل إلي أبعد حد أن يعبر المصريون القناة بقوات كبيرة‏,‏ ولكنهم قد يفتحون النيران‏,‏ ويحاولون القيام بغارات‏.‏
ب ـ كان تقدير المخابرات الأمريكية مفاده أنه ليس في نية كل من مصر وسوريا شن هجوم في المستقبل القريب
وقد اتصلت جولدا مائير مساء يوم‏5‏ اكتوبر برئيس الاركان الذي اكد لها ان عبور المصريين للقناة مستحيل‏.‏ وحتي ساعات الصباح الباكر يوم‏6‏ أكتوبر لم تقدر القيادة العسكرية والسياسية ان حربا شاملة علي وشك النشوب وفي صباح اليوم نفسه‏,‏ عندما اتضح لهم ان الحرب ستنشب‏,‏ افترضت القيادة العليا خطأ ان تنشب فقط في الساعة السادسة مساء ومسئولية هذه الاخطاء في التقدير يمكن ان تلقي اولا وقبل كل شئ علي عاتق رئيس الاستخبارات العسكرية ومساعدة المسئول عن قسم الابحاث‏.‏ وفي الساعة الرابعة والنصف صباحا في يوم عيدالغفران‏,‏
ابلغ رئيس فرع الاستخبارات استنادا الي معلومات جديدة حصل عليها عن نية العدو ببدء القتال في الساعة السادسة مساء علي الجبهتين المصرية والسورية ولم يمكنه هذا الانذار القصير من تعبئة الاحتياط بصورة منتظمة‏.‏ وفي‏18‏ نوفمبر‏1973‏ اضطرت جولدا مائير الي تشكيل لجنة لتقصي الحقائق برئاسة رئيس المحكمة العليا شمعون اجرانات وقد ادانت اللجنة اربعة من كبار القادة العسكريين بتهمة التقصير‏,‏ واوصت بابعادهم عن مناصبهم وهم ديفيد اليعازر رئيس الاركان‏,‏ والجنرال شموئيل جونين قائد الجبهة الجنوبية والجنرال ايلي زعيرا‏,‏ رئيس الاستخبارات العسكرية والعميد ارييه شاليف مساعد رئيس الاستخبارات للابحاث‏.‏ وقامت اللجنة بتبرئة القيادة السياسية وهنا نشير الي ان موشيه ديان قد برر موقفه من تأجيل استدعاء الاحتياط امام لجنة اجرانات لسببين‏.‏
أ ـ السبب الأول عسكري‏,‏ وهو الشعور بالثقة الزائدة من قوة الجيش النظامي وفي مقدرته علي صد هجوم العدو حتي وصول قوات الاحتياط حتي ولو لم تبدأ التعبئة الا مع بداية الحرب هذا بالاضافة الي ان سلاح الطيران سيعاون القوات البرية بصورة فعالة منذ الساعات الاولي للحرب‏.‏
ب ـ السبب الثاني سياسي‏,‏ فقد خشي ديان ـ كما ورد في شهادته ـ من ان يؤدي استدعاء الاحتياط قبل الهجوم المصري ـ السوري الي ان تتهم الولايات المتحدة اسرائيل بمسئوليتها عن بدء هذه الحرب‏,‏ وكان متخوفا من ان تدعي مصر وسوريا بانهما شنتا حربا عاجلة علي اسرائيل كرد علي تعبئتها لقوات الاحتياط توطئة للقيام بالهجوم عليها‏.‏
================

المـــــــــــــــــــــراجع

(1) جريدة الأهرام بتاريخ 7/10/2006 م السنة 131 العدد   43769 عن مقالة بعنوان " أكتوبر وشهادة من غرفة العمليات " بقلم السيد السفير‏:‏ محمد بسيوني - ويذكر سيادة السفير فى بداية مقالته أنه : " وقد كان لي الشرف ان اعمل ضابطا للاتصال بين الجيشين المصري والسوري في حرب عام‏1973,‏ من مركز القيادة الرئيسي للقوات المسلحة السورية في دمشق‏,‏ وحصلت علي نوط الشجاعة من الدرجة الاولي‏,‏ بدرجة فارس‏,‏ وعلي وسام‏6‏ تشرين‏.‏ "

This site was last updated 07/04/08