الرئيس الأمريكي نيكسون: وتعتبر هذه الوثيقة (1) والمتمثلة في ذلك الخطاب الذي ارسله ريتشارد نيكسون إلي السادات بعد العبور الناجح لقواتنا الباسلة والعصف بقوات العدو شرق القناة وتدمير خط بارليف، وثيقة علي درجة كبيرة من الاهمية، خاصة للرد علي حملات تزييف نتائج هذه المعركة.. حيث يقول نيكسون في ذلك الخطاب مايلي بالنص: 'ان الولايات المتحدة تريد انهاء القتال الدائر علي جبهة قناة السويس، لان هذا من شأنه تسهيل الامور نحو الوصول إلي السلام والي تسوية للصراع العربي الاسرائيلي. ان القوات المسلحة المصرية قد حققت وانجزت الكثير علي ارض القتال، وان شعور الهزيمة الذي شعر به المصريون والعالم العربي كله عقب حرب 1967، قد تم محوه تماما.. فلقد بزغ اليوم موقف استراتيجي جديد يؤكد علي عدم امكانية أي طرف الاعتماد علي القوة العسكرية فقط، بل ان ذلك قد اصبح من الاوهام.. ولقد ورد نص هذه الوثيقة في كتاب هنري كيسنجر بعنوان 'سنوات الغليان' 'ص530'.. ويستمر الخطاب حتي يتضمن في اخر فقراته مانصه حرفيا ان علي الجانب المصري بالتالي ان يسعي نحو السلام، وان يتخذ قرارا في هذا الاتجاه، لانه لو اصرت مصر علي التركيز إلي اقصي حد علي أرض المعركة العسكرية فقط، فإن الجانب الأمريكي لايعرف كيف ستكون النتائج النهائية لهذا السعي.. لقد كانت هذه الفقرة بمثابة نوع من التهديد الضمني للسادات وكان يدعم هذا التهديد ما هو خارج نص الخطاب حيث كان هناك الكوبري الجوي الذي استنفد كل مخازن الجيش الأمريكي حيث ألقت أمريكا بارتال ضخمة من الاسلحة التي وضعت عليها نجمة داود لانقاذ اسرائيل من الهزيمة الساحقة.. لقد كانت هذه الوثيقة بمثابة الاعتراف بالنصر والاعتراف بأن زمام المبادأة كان في يدي القيادة المصرية العسكرية والسياسية معا.
 إلا أن الجولة التي تلت مرحلة مابعد الثغرة والتي تم حصارها حيث كانت خطة 'شامل' جاهزة للتنفيذ لتدمير هذه الثغرة في ديسمبر 1973 قد شهدت حوارا صراعيا للغاية بين كل من الرئيس السادات رحمه الله ووزير الخارجية الأمريكية هنري كيسنجر الذي فوضه نيكسون تفويضا كاملا.. وفرض هنا ذلك الحوار الممتد علي فترتين احداهما في نوفمبر 1973 والثاني في 11 ديسمبر.. ففي لقاء نوفمبر حيث كانت أول زيارة لكيسنجر لمصر جاء الحوار هكذا:
كيسنجر: 'انت أزمت الموقف دوليا وانا جاي لك لكي نحل هذه الازمة سويا'
السادات: انا عاوز خط 22 أكتوبر أي ما قبل امتداد الثغرة حيث انني احاصر قوات اسرائيل '400 دبابة' ب800 دبابة مصرية وامام كل دبابة صواريخ مضادة للدبابات وانهم محاصرون تماما ومدخلهم 5،6 كيلو متر في شرق القناة 'عند نقطة المفصل الفارغة' بين الجيشين الثاني والثالث في شرق القناة واننا قادرون في حالة استئناف القتال ان نغلق هذا المدخل تماما.. يعني هذه القوات مقضي عليها تماما.. مش عاوزة جدال.. وهنا اتفق الطرفان بعد حوار تفصيلي امتد ثلاث ساعات علي ست نقاط كان من بينها ان تبدأ محادثات علي الكيلو 101 من اجل فصل القوات.. وقد حدث ذلك بالفعل، ولكن وعندما اخفقت المفاوضات في الوصول الي نتائج حاسمة كما كان يريدها الجانب المصري الذي كانت له اليد العليا.. اشار السادات الي انه علي استعداد لتصفية ثغرة الدفرسوار خاصة ان القوات المصرية لم تتوقف عن تضييق الخناق علي قوات الثغرة يوميا منذ 'وقف القتال' رسميا حينذاك وهنا تدخل كيسنجر مرة اخري وحضر بنفسه في 11 ديسمبر 73 ودار الحوار التالي بينه وبين السادات:
السادات: 'انا لن اقبل الاسلوب الاسرائيلي وأنا وصلت الي حالة من الاقتناع بتصفية هذه الثغرة'.
كيسنجر: انا قبل ان احضر اليك عارف انك جاهز.. أنا طلبت صورة الموقف من البنتاجون فاعطوني تقريرا كاملا عن الموقف العسكري ونعلم أنك فعلا تستطيع ان تصفي هذه الثغرة.. ولكن اعلم انك اذا فعلت هذا فإن البنتاجون سيتدخل علي الفور.. واضاف ان البنتاجون سيتدخل بكل قوة.. لانه لن يسمح بذلك.
 الولايات المتحدة علي انها تريد ان تكون الوسيط الايجابي لتحقيق تسوية سلمية في الشرق الاوسط وبدأت العجلة تسير في تفاصيل عملية السلام المعروفة والتي امتدت لفترة طويلة الي ان تم في بداياتها استعادة سيناء كلها وتدمير 11 مستعمرة اسرائيلية كانت تدل علي نية اسرائيل في البقاء الطويل 'إلي مالا نهاية' في سيناء

ملاحظة من الموقع : كانت الشاعات فى مصر تردد أن هناك من 80 - 100 ألف جندى محاصر وهو الجيش الثالث المصرى وقد أخترقت أسرائيل ثغرة بين الجيشين وأحتلت الضفة الغربية من الأسماعيلية حتى السويس وقد قالت الحكومة المصرية أن المحاصرين من الجنود المصريين 20 ألف جندى فقط وكانت ترسل لهم طعام يكفى لعشرين الف جندى فقط . 

************************************************************************

صور للرئيس السادات وهنري كيسنجر

==================

المــــــــــــــراجع

(1) الأخبار مقالة بعنوان " حرب 73 وقراءة في حوار صراعي بين السادات وكيسنجر " بقلم : د. حسن محمد وجيه بتاريخ 19/10/2006 م السنة 55 العدد 17003