يوم الأحد جريدة وطنى 29 /4/2007م السنة 48 العدد 2366 عن مقالة بعنوان " القديس يعقوب الكبير "
للمتنيح الأنبا غريغوريوس - - أسقف عام الدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمي
هو يعقوب بن زبدي,والأخ الأكبر للقديس يوحنا الرسول المعروف بالحبيب,والتلميذ الذي كان يسوع يحبهيوحنا 19:13,26:20,23:21,2:20,7.
ويسمي يعقوب الكبير تمييزا له عن القديس يعقوب بن حلفي متي10:3,مرقس18:3,لوقا6:15,أعمال الرسل1:13,المعروف بيعقوب الصغيرمرقس15:16,40:1,متي13:27,55:56,لوقا24:10,ويعقوب البار,ويعقوب أخي الرب ,مرقس6:3,غلاطية1:19,.1كورنثوس9:5.
ويعقوب الكبير هو ابن زبدي = يهوه قد أعطي متي4:21,لوقا5:10,مرقس1:19وأمه سالومي أو سالومة = امرأة سلام وهي أم ابني زبدي متي20:20,مرقس15:16,40:1وهي التي التمست من المسيح له المجداسمح بأن يجلس ابناي هذان أحدهما عن يمينك والآخر عن يسارك في مملكتك متي20:21,20.
ويعقوب الكبير ابن زبدي كان ,هو وأخوه يوحنا , صيادي سمك يعملان مع أبيهما في صيد السمك.قال الإنجيل ثم مضي يسوع من هناك,فرأي أخوين آخرين,هما يعقوب بن زبدي ويوحنا أخوه,وكانا في السفينة مع زبدي أبيهما يصلحان شباكهما,فدعاهما فتركا في الحال السفينة وأباهما زبدي مع الأجراء وتبعاه متي4:22,21,مرقس1:20,19.
ولقد شهد القديس يعقوب الكبير مع أخيه يوحنا معجزة صيد السمك الكثير في بحيرة جنيسارت.
قال الإنجيل:
فلما رأي سمعان بطرس ذلك خر عند ركبتي يسوع قائلا امض من عندي يارب,لأنني رجل خاطيءإذ ارتعب هو وكل الذين كانوا معه لكثرة السمك الذي حصلوا عليه.كما حدث ذلك ليعقوب ويوحنا ابني زبدي اللذين كانا رفيقين لسمعان.لوقا5:8-10.وبذلك,صار يعقوب الكبير ابن زبدي بين الرسل الاثني عشر.ويرد اسمه الثالث في قائمة الرسل الاثني عشر كما دونها الإنجيل للقديس متي,والإنجيل للقديس لوقا.
يقول الإنجيل ثم دعا إليه تلاميذه الأثني عشر وأعطاهم سلطانا علي الأرواح النجسة ليطردوها ويشفوا كل مرض وكل ضعف.وهذه هي أسماء الاثني عشر رسولا:الأول سمعان الذي يدعي بطرس وأندراوس أخوه,ويعقوب بن زبدي ويوحنا أخوهمتي10:2,1,لوقا6:12-14.
وأما قائمة الرسل الاثني عشر كما أوردها الإنجيل للقديس مرقس,فيرد فيها اسم يعقوب الكبير بن زبدي والثاني,في الترتيب بعد الرسول القديس سمعان الذي لقبه بطرس,يعقوب بن زبدي,ويوحنا أخو يعقوب اللذان لقبهما بوانرجس أي ابني الرعدمرقس3:17,16.
وهذا إن دل علي شيء فإنما يدل علي المكانة الكبيرة التي كانت للقديس يعقوب الكبير بن زبدي عند المسيح له المجد.
وأما تلقيب الرب ليعقوب الكبير ويوحنا أخيه بلقب بوانرجس أي ابني الرعد فللدلالة علي شدة غيرتهما,وقوة إيمانهما بالمسيح له المجد وعظم محبتهما لجلاله وروحانيتهما العالية.
ولعل من دلائل غيرة القديس يعقوب الكبير ابن زبدي وأخيه يوحنا الحبيب مايرويه عنهما الإنجيل للقديس لوقا:
وعندما حان الوقت لارتفاعه,اعتزم المضي إلي أورشليم,وأرسل رسلا أمامه,فذهبوا ودخلوا قرية للسامريين كي يعدوا له.ولكن هؤلاء لم يقبلوه لأنه كان متجها إلي أورشليم.فلما رأي ذلك تلميذاه يعقوب ويوحنا قالا له:يارب أتريد أن نطلب أن تنزل نار من السماء فتحرقهم كما فعل إيليا؟فالتفت وانتهرهما قائلالستما تعلمان من أي روح أنتما.لأن ابن الإنسان لم يأت ليهلك نفوس الناس,بل ليحييهافمضوا إلي قرية أخريلوقا9:51-55وهذا من منطلق محبتهما للمسيح له المجد,فلم يحتملا شر أهل تلك القرية الذين رفضوا دخول المسيح إليهم,بيد أن المسيح له المجد من فيض محبته لم يقبل منهما أن يطلبا نزول نار من السماء لتحرق أهل تلك القرية لأنه كما قال له المجد أتي ليخلص نفوس الناس لا ليهلكهم.
ومن آيات محبتهما وشدة إيمانهما بمكانة المخلص الإلهية,وملكوته,أنهما تقدما إلي المسيح له المجد يسألانه أن يجلس أحدهما عن يمينه والآخر عن يساره في مجده وملكوته,وقد توسلا في هذا الأمر بوالدتهما,لتلح علي المخلص في هذا الأمر لعله يستجيب لهما بشفاعتها لديه,فيحظيا بهذه المكانة الرفيعة عند المخلص في المجيء الثاني,ومجد ملكوته.
يقول الإنجيل:
وفيما كان يسوع صاعدا إلي أورشليم أخذ التلاميذ الاثني عشر علي خلوة في الطريق,وقال لهم:هانحن أولاء,صاعدون إلي أورشليم ولسوف يسلم ابن الإنسان إلي رؤساء الكهنة وإلي الكتبة فيحكمون عليه بالموت,ويسلمونه إلي الوثنيين ليهزأوا به ويجلدوه ويصلبوه وفي اليوم الثالث يقوم.
وهنا تقدمت إليه أم ابني زبدي مع ابنيها ساجدة له تلتمس منه أمرا,فقال لها:ماذا تريدين؟قالت له اسمح بأن يجلس ابناي هذان أحدهما عن يمينك والآخر عن يسارك في مملكتكأما يسوع فأجاب وقال لهما:إنكما لاتدريان ما هو الذي تطلبان,أفتستطيعان أن تشربا الكأس التي سأشربها أنا,وأن تصطبغا بالصبغة التي سأسطبغ أنا بها؟قالا له:نستطيعفقال لهما:أما كأسي فتشربانها,وبالصبغة التي أصطبغ بها تصطبغان وأما أن تجلسا عن يميني وعن يساري فليس لي أن أعطيه إلا للذين أعد لهم من أبي الذي في السمواتمتي20:17-23,مرقس10:32-40.فكان رد المسيح له المجد عليهما إنباء بما سوف يصيبهما من اضطهاد وآلام,في مستقبل الأيام,وقد تحققت هذه النبوءة,فالقديس يعقوب الكبير قطعت رأسه بالسيف علي يد الملك هيرودس أغريباس في سنة 44م وأما يوحنا فوضعوه في خلقين من الزيت المغلي,ولما لم يمت نفاه الإمبراطور دومتيانوس في سنة 95م إلي جزيرة بطمس التي رأي فيها رؤياه العظيمةسفر الجليان-الرؤيا1:22.
ولمكانة القديس يعقوب الكبير وإخلاصه لسيده المسيح,كان يتمتع بثقته الغالية فيه,ويؤثره مع القديس بطرس والقديس يوحنا,ليصحبوه دون سائر التلاميذ في عدد من الوقائع والأحداث.
1- من ذلك أنه المجد أخذ يعقوب الكبير مع القديسين بطرس ويوحنا وصعدوا معه إلي جبل تابور حيث تجلي أمامهم فأضاء وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور.
قال الإنجيل:
أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا أخاه وصعد بهم علي انفراد إلي جبل مرتفع ثم تغيرت هيئته متجليا أمامهممتي17:2,1,مرقس9:2,1لوقا9:29,28.
2- وفي إقامة الصبية ابنة يايروس رئيس المجمع لم يسمح لأحد بأن يتبعه والدخول معه إلا لبطرس ويعقوب ويوحنا أخي يعقوب وأبي الصبية وأمهالوقا8:49-51,مرقس5:37,متي9:24,23.
3- كذلك في ليلة آلامهجاء يسوع إلي ضيعة تدعي جثسيماني...ثم أخذ معه بطرس ويعقوب ويوحنا وبدأ يرتاع ويكتئبمرقس14:33,32,متي26:37,36,لوقا22:39-42.
4- وجاء عن القديس يعقوب الكبير بن زبدي أنه كان أحد التلاميذ الأربعة الذين سألوا الرب يسوع عن الوقت الذي يتم فيه خراب هيكل أورشليم.
قال الإنجيل:
بينما كان خارجا من الهيكل قال له أحد تلاميذه:انظر يا معلم.يالها من حجارة عظيمة ويا لها من أبنية!فأجاب يسوع وقال له:أتري هذه الأبنية العظيمة؟إنها لن يترك منها حجر علي حجر لا يهدموبينما كان جالسا علي جبل الزيتون تجاه الهيكل سأله بطرس ويعقوب ويوحنا وأندراوس علي انفراد قائلين:قل لنا متي سيكون هذا,وما العلامة علي كل هذا حين يوشك أن يكون؟مرقس13:1-4.
5- وجاء عن القديس يعقوب الكبير ابن زبدي أنه كان أحد التلاميذ السبعة الذين ظهر لهم المسيح له المجد بعد قيامته وكانوا قد ذهبوا ليصطادوا سمكا في بحر طبرية,ولم يحصلوا علي شيء إلا عندما أمرهم المسيح له المجدألقوا الشبكة من الجانب الأيمن للسفينة فتجدوافألقوها,وعندئذ لم يستطيعوا أن يجذبوها إلي فوق من كثرة السمك.
قال الإنجيل:
كان سمعان بطرس وتوما المدعو ديديموس , ونثنائيل الذي من قانا الجليل وابنا زبدي واثنان آخران من تلاميذه مجتمعين معا,فقال لهم سمعان بطرس:إنني ذاهب لأصطاد سمكافقالوا لهونحن أيضا نذهب معكثم خرجوا وركبوا السفينة إلا أنهم لم يصيدوا في تلك الليلة شيئايوحنا21:1-6.ولما صعد المسيح له المجد إلي السماء,كان القديس يعقوب بن زبدي واحدا من بين الرسل الذين شهدوا صعوده إلي السماء,من فوق جبل الزيتونثم عادوا إلي أورشليم من الجبل الذي يدعي جبل الزيتون,بالقرب من أورشليم علي مسيرة سبت وحين دخلوا صعدوا إلي القاعة العليا التي كان يقيم فيها بطرس ويعقوب ويوحنا وأندراوس...وقد ظل هؤلاء جميعا يواظبون بروح واحدة علي الصلاة ومعهم النسوة ومريم أم يسوعأعمال الرسل1:9-14.
ومما يلفت النظر أن سفر أعمال الرسل يذكر اسميعقوبالثاني بعد سمعان بطرس وقبل أندراوس أخي بطرس,مما يظهر المكانة البارزة التي يحتلها القديس يعقوب الكبير بين الرسل الاثني عشر.
***
وبعد حلول الروح القدس عليه في يوم الخمسين مع الآباء الرسل الآخرين كرز القديس يعقوب الكبير في اليهودية والسامرة وبلاد فلسطين ثم سافر أيضا إلي إسبانيا وبشر أهلها بالإنجيل ولهذا اعتبر القديس يعقوب الكبير في العصور الوسطي بين قديسي إسبانيا,وبالتالي شفيع أسبانيا.
علي أنه كما يروي عنه مؤرخو الكنيسة قد عاد إلي أورشليم.وفي أورشليم كان يوصي الشعب بتقديم الصدقات وأعمال الرحمة للفقراء والضعفاء والمساكين فوشي به بعض الناس إلي هيرودس ملك اليهودية فاستدعاه وسأله هل أنت تدعو الناس أن لايعطوا الجزية لقيصر بل يصرفوها علي الفقراء وعلي الكنائس ثم ضربه بالسيف وقطع رأسه وقد جاء عنه في سفر أعمال الرسل:وفي ذلك الوقت أخذ الملك هيرودس يسيء معاملة بعض أعضاء الكنيسة,فقتل بحد السيف يعقوب أخا يوحنا أعمال الرسل 12:2,1.
وعلي ذلك فالقديس يعقوب الكبير ابن زبدي هو أول شهيد بين الرسل سفك دمه وذلك علي يد هيرودس أغريباس وذلك نحو سنة 44م.
ويروي المؤرخ يوسابيوس القيصري نقلا عن أكليمنضس في الكتاب السابع من مؤلفه Hypotyposeis وصف المناظر رواية نقلها بدوره كما وصلت إليه ممن عاصروه مؤداها أن الشخص الذي قاديعقوبإلي المحاكمة تأثر عندما رآه حاملا شهادته واعترف أنه هو أيضا مسيحي ثم يقول إن كليهما أقتيدا معا إلي الخارج وفي الطريق توسل إلي يعقوب أن يسامحه.أما هو فبعد تفكير قصير قال سلام لك وقبله. وهكذا قطعت رأس الاثنين في وقت واحد كتاب تاريخ الكنيسة تأليف يوسابيوس القيصري-الكتاب الثاني-الفصل التاسع:3,2,1.
وتعيد الكنيسة القبطية لاستشهاد القديس يعقوب الكبير في اليوم السابع عشر من برمودة ويقابل الخامس والعشرين من أبريل.
وأما في الغرب فيعيدون له في 25 من يوليو-تموز.
أما جسد القديس يعقوب الكبير فقد أخذه المؤمنون وكفنوه ودفنوه عند الهيكل في أورشليم.
وثمت تقليد إسباني قديم يروي أنه نقل جسد إلي سانتياغو في شيلي في أمريكا الجنوبية بين بيرو وبوليفيا والأرجنتين والمحيط الهادي.
************************
مخطوطة صورة استشهاد القديس يعقوب الرسول
استشهاد القديس يعقوب الرسول
وهنا يلاحظ هذا القديس الشهيد بجوار ثلاثة من التلاميذ الاثني عشر وهم علي الترتيب بطرس ويوحنا ويهوذا كما هو مدون أسفل كل منهم بحروف عربية.
هذه الصورة عبارة عن صفحة مخطوطة من رسائل الكاثوليكون وهي علي وجه التحديد رسالة يعقوب.
هذا المخطوط يؤرخ بسنة 1250م/966 للشهداء وهو من مخطوطات مكتبة المتحف القبطي.
آمال جورجي
مدير عام بالمجلس الأعلي للآثار
وفي ذلك الوقت مد هيرودس الملك يديه ليسيئ إلي أناس من الكنيسة فقتل يعقوب أخا يوحنا بالسيف أع 12: 1-2
في هذا اليوم السابع عشر من برمودة الموافق الخامس والعشرين من أبريل تذكر كنيستنا القبطية استشهاد القديس يعقوب الرسول شقيق يوحنا الحبيب علي يد الطاغية هيرودس في إحدي حلقات الاضطهاد.. وإذ رأي هيرودس أن ذلك يرضي اليهود عاد فقبض علي بطرس أيضا.