العثور على «خبيئة الغوري» مختفية بمخازن وزارة الثقافة المصرية
تضم 80 لوحة نادرة لنماذج من الخط العربي
الشرق الأوسط القاهرة: طه علي
عثر فريق من خبراء المتاحف والفنون التشكيلية في مصر على ما يعرف بـ«خبيئة الغوري»، التي تضم لوحات فنية نادرة للخط العربي والإسلامي، وظلت مختفية لنحو عقد كامل، حيث توصل الخبراء إلى تحديد مكانها في مخازن الجزيرة، التابعة لوزارة الثقافة المصرية.
وتلقى فاروق حسني، وزير الثقافة المصري، تقريرا يؤكد وجود هذه الخبيئة بمخازن الجزيرة وفي حالتها الجيدة منذ اكتشافها، في منتصف تسعينات القرن الماضي.
وكانت الخبيئة مختفية عن أعين اللجنة التي شكلها الوزير حسني، لجرد المتاحف والمخازن، بينما سبق له أن توقع أنها لم تتعرض للسرقة، وأنها مختفية بأحد مخازن الوزارة. وقال الدكتور شوقي معروف، رئيس الإدارة المركزية للمتاحف بقطاع الفنون التشكيلية، إن مجموعة لوحات الخط العربي المعروفة بـ«خبيئة الغوري» محفوظة بعناية في مخازن الجزيرة، وإنه تم تخزينها لحين الانتهاء من إنشاء متحف الخط العربي بالإسكندرية، لعرضها بهذا المتحف.
وتابع معروف أنه أرسل تقريرا لوزير الثقافة فاروق حسني بمجرد التأكد من وجود هذه اللوحات بمكانها، يفيد بأن الإدارة عثرت على 80 لوحة بحالة جيدة، حيث وجدت مغلفة بالمخازن، موضحا أن هذه اللوحات كانت قد عرضت عام 2000 بمتحف الفن الحديث، ثم عرضت عام 2001 بمتحف الجزيرة.
وكان من المفترض عرض هذه اللوحات بمتحف الخط العربي في مدينة الإسكندرية، إلا أن هذا المتحف لم يتم إنشاؤه حتى الآن، لذلك وضعت هذه اللوحات بمخازن الجزيرة في انتظار استكمال المتحف الذي ستعرض به فور إنشائه.
يشار إلى أن خبيئة الغوري تعد واحدة من أندر لوحات الخط العربي حسب تقرير خبراء المتحف الإسلامي، فقد كتبت على يد مجموعة من أشهر وأبرع الخطاطين الأتراك والمصريين، وتمثل نماذج للخط الإسلامي منذ عهد الدولة الإسلامية وحتى بداية القرن العشرين، حيث يرجع أقدمها إلى الحقبة العثمانية وبالتحديد عام 1558 بينما أحدثها يعود لعام 1916، وتتنوع ما بين آيات قرآنية وأحاديث نبوية وأبيات من الشعر وحكم وأمثال.
***
خبيئة الغوري83 لوحة وليست80!!
الأهرام الخميس 7 من شوال 1431 هـ 16 سبتمبر 2010 السنة 135 العدد 45209 كتبت ـ حنان حجاج:
خبيئة الغوري التي انفرد الأهرام بالكشف عنها, ونشر تفاصيلها كاملة وتحولت لقضية رأي عام عاد وزير الثقافة فاروق حسني محاولا إغلاق ملفها في مؤتمر صحفي ضخم.
ووسط حضور إعلامي متميز حرص وزير الثقافة علي التأكيد علي العثور عليها لدرجة أنه سمح وللمرة الأولي بدخول الصحفيين وكاميرات التصوير داخل مخازن متحف الجزيرة أحد أهم مخازن المقتنيات المتحفية في مصر.. المؤتمر الذي كان تأكيدا لوجود الخبيئة كان أيضا إعترافا رسميا بأن ما كتبنا عنه قبل أكثر من عشرة أيام لم يكن مجرد معلومات مجهلة أو أدعاءات غير حقيقية كما بدا من تصريح الوزير الأول عن الخبيئة عندما قال إنه لا يعلم عن وجود تلك الخبيئة شيئا. وبعد أن نشرنا وثيقة تؤكد أن الوزير يعلم بل وشارك في عرض الخبيئة ونسب اليه فضل رعايتها جاء بيان رسمي أول أيام عيد الفطر ليؤكد اكتشاف مكانها ثم مؤتمر الوزير ليعرضها لكاميرات التصوير حسما لأي محاولة للتشكيك في وجودها وعدم تعرضها للضياع.. ولكن ما جاء في مؤتمر وزير الثقافة يثير المزيد من التساؤلات حتي لو كان الوزير وكما صرح لا يعتبر ضياع لوحة زهور الخشخاش ضياع الدنيا علي حد قوله فنحن نعتبر ضياع3 لوحات من الخبيئة بداية النهاية لضياع مزيد من ثرواتنا الفنية والتاريخية فقد صرح السيد الوزير فاروق حسني أن ما لدي الوزارة80 لوحة فقط من لوحات الخبيئة وأنها كما قال التي تسلمتها الوزارة.. ولو كانت83 لوحة فنحن لا نعرف من أخذ الثلاث الأخري. ونحن نسأل ممن تسلمت الوزار ة اللوحات وهي أساسا التي اكتشفتها والاكتشاف تم علي يد أحد كبار موظفي الوزارة الفنان عز الدين نجيب وبحضور الدكتور أحمد نوار الذي كان يتولي وقتها قطاع الفنون التشكيلية وخرجت من الوكالة لمكانين لا ثالث لهما أولهما المتحف الاسلامي بباب الخلق حيث تم نقل الخبيئة إليه وتشكلت لجنة برئاسة مدير المتحف وقتها حيث تم توثيقها واكتشاف قيمتها التاريخية وإعداد تقرير كامل عنها والذي أكد ندرتها وتميزها ثم المكان الثاني وهو متحف الفن الحديث بدار الأوبرا حيث عرضت لمدة اسبوعين في سبتمبر واكتوبر1996 تحت رعاية وزير الثقافة نفسه وعادت بعد ذلك الخبيئة لحجرتها المغلقة بوكالة الغوري لتظهر أخيرا80 لوحة فقط في مخازن الوزارة أيضا.
ويبقي سؤال هل من الممكن أن تتحرك خبيئة ضخمة ونادرة من مكان لآخر بدون محاضر رسمية يتم بموجبها تسلمها وتسليمها بين موظفي الوزارة وأين هذا المحضر وكما يؤكد الفنان عز الدين نجيب مكتشف الخبيئة أنها83 لوحة كما أكد خبراء المتحف الاسلامي واللجنة الرسمية التي تسلمت منه الخبيئة. وحتي تكتمل منظومة الاسئلة التي تحتاج لاجابات واضحة من وزارة الثقافة وأولها إذا كانت الوثائق موجودة فلماذا لا يراجعها وزير الثقافة ليتأكد من الرقم الحقيقي للوحات الخبيئة فربما يكون هذا بداية للعثور عليها في مخزن أخر وربما ليجيب عن سؤال آخر ما هي هذه اللوحات المفقودة وما هي قيمتها خاصة أن خبيئة الغوري تمثل أكثر من3 قرون من بدائع فن الخط العربي وتتفاوت قيمتها التاريخية والمادية.. والسؤال الأهم إذا كانت تلك الخبيئة ليست مسئولية وزارة الثقافة فمن المسئول عنها؟