إكتشف الكابتن كوك، البحار الانجليزي الشهير، أرض مجهولة أثناء دورته حول القارات وعبر المحيطات ليصل الى تلك الارض المجهولة التي عرفت فيما بعد باسم استراليا، وتعتبر قارة أستراليا أكبر جزيرة فى العالم وبالرغم من إتساعها إلا أنها توحدت فى دولة واحدة لها علمها وكيانها الخاص الذى تتميز به عن باقى دول العالم .
والمسافر إلى إستراليا عليه أن يسافر بالطائرة الى ما يزيد عن العشرين ساعة من الطيران المتواصل اذا كان قادما من اوروبا . أوحوالى 18 ساعة أو أقل قليلاً إذا كان قادما من دول الشرق الأوسط .
يعطيك السفر الى استراليا احساس الخروج من هذا العالم الى مكان لم تصله بعد مفردات الحياة اليومية في مدن مثل المدن الاوروبية الغارقة في ازمات ناجمة عن مشكلات «عصرية»
لكن مع لحظة الوصول الى مطار سيدني تعرف ان «الميزة» الاخيرة للمدن الاوروبية وهي الخوف من الارهاب اصبحت ماركة مسجلة للعولمة. فاجراءات الامن المشددة يتشارك فيها عناصر الشرطة والكلاب المدربة على شم امتعة الركاب واقدامهم. والاسماء العربية لها رنينها الداعي الى السؤال والتدقيق .
بعد الخروج من المطار تنفتح سيدني على الزائر فتقدم نفسها بسهولة بدون تعقيدات جغرافية او تخطيطية ـ وهي ميزة كل المدن الاسترالية الاخرى ـ فتلفت الانظار بانحصار مبانيها الشاهقة في المركز فيما تمتد احياء المدينة على مساحات واسعة تاركة للبصر حرية الامتداد من دون حواجز من الاسمنت.
ولما كان أساس المستوطنون إنجليز اذ تجد نسخا للعمارة الانجليزية الفيكتورية الشهيرة في احيائها ومعالمها الشهيرة، فضلا عن التسميات المستعارة للشوارع والمناطق من شوارع ومدن بريطانيا العظمى . ولكن لا يمنع هذا من تكوين حضارى في قلب سيدنى ترتفع ناطحات السحاب على النمط الاميركي ، فيما تنتشر طرز معمارية اخرى مثل مبانى بنيت على الطراز الصينى أو اليابانى فى مزيج من تراث استرالي ورؤى عصرية مبدعة وتشتهر مدينة جسر سيدني الشهير ودار الاوبرا الاشهر. وتبدو سيدني ومعها المدن الاسترالية الاخرى منسجمة مع نفسها بلا تناقض او انفصام.
وتبلغ مساحة استراليا اكثر بقليل من 7 ملايين و500 الف كيلومتر مربع، يعيش السكان على الشواطئ الشرقية والغربية منها فقط. وهي بذلك اصغر قارة وسادس اكبر دولة في العالم، فهي حوالي نفس حجم الولايات المتحدة الأميركية وأكبر مرتين من أوروبا.
وتحتوى أستراليا على مساحات مترامية فى قلب القارة الاسترالية الشاسعة وتبدو أنها قارة فارغة من السكان.
وعلى الرغم من أن استراليا يغلب عليها طابع الاراضي السهلية (90 بالمائة من مساحة القارة) إلا أنها يمكن أن تقسم الى ثلاثة أقاليم طبيعية هي: المرتفعات الشرقية والاراضي الوسطى المنخفضة والهضبة الغربية. وأهم الانهار نهر دارلنج وينبع من وسط المرتفعات الشرقية ويتصل بنهر موراي.
وتقع استراليا جنوب خط الاستواء ولهذا فإن فصول السنة فيها على عكس فصول السنة في نصف الكرة الشمالي حيث يمتد فصل الشتاء من شهر يونيو (حزيران) وحتى نهاية أغسطس (آب) أما فصل الصيف فهو فصل الحرارة والجفاف ويمتد من ديسمبر (كانون الاول) وحتى نهاية فبراير (شباط) ورغم وجود أربعة فصول مناخية متميزة في جنوب استراليا إلا أن شمال استراليا المداري يتسم بوجود فصلين مناخيين فقط أحدهما رطب والآخر جاف.
ويبلغ عدد سكان استراليا حوالي 20 مليون نسمة والكثافة السكانية وصلت الى شخصين في الكيلومتر المربع الواحد نسبة الى المساحة الاجمالية للبلاد.
ويعمل في الزراعة ما يقرب من 5 % من مجموعة القوى العاملة الاسترالية وأهم المحاصيل القمح والفواكه وقصب السكر والابقار والاغنام والصوف. كما ان استراليا دولة غنية بالمعادن وأهم المعادن البوكسيت والزنك والفحم الحجري والحديد والمنجنيز والنيكل والغاز الطبيعي والنفط.
وأستراليا هي البلد الوحيد في العالم الذي يعد موطنا لحيوان الكنغارو. وقد تكاثرت أعداد هذا الحيوان الثديي الى ان بلغ تعداده قرابة40 مليون رأس أي ضعف عدد السكان.
استقلت استراليا في الاول من يناير (كانون الثاني) عام 1901 لكنها ظلت تابعه لالتاج البريطاني برابطين الاول قانوني عبر منظمة الكومنولث، والثاني عاطفي من خلال الولاء لملكة بريطانيا . ويتحدث الاستراليون «العواجيز» عن حبهم العميق لملكتهم البريطانية اليزابث الثانية التي زارتهم لاول مرة قبل 50 عاما. يومها خرج 75 بالمائة من السكان لاستقبال الملكة وتأكيد ولاء اهل المستعمرة البريطانية السابقة لتاج آل ويندسور الانجليزي.
وقد مضت حتى الآن216 سنة منذ رسا مستوطنون بريطانيون على هذه الجزيرة الكبري التي تبعد 13000 كيلومتر من قصر بكنغهام ولا تزال استراليا ملكية دستورية تحكمها الملكة عن طريق حاكم عام.
ولكن بعد نصف قرن فتر الحب وظهرت دعوات جادة في استراليا للتحول الى جمهورية تخرج على التاج البريطاني.
وقد قدم المستوطنون الى اراض كان يقطنها قبلهم اقوام محليون هم جماعات «الابوريجينيز» وهم أول من قطن استراليا وقد جاؤوها قبل 50.000 سنة وهم مشهورون بحضورهم في لوازم الفولكلور التاريخي بما يملكونه من ادوات موسيقية قديمة واغان تقدم للسياح وفى المؤتمرات الشعبية الحكومية ويباع إنتاجهم الفنى فى أنحاء العالم بأثمان باهظة .
وقدا وصلت استراليا أول سفينة بريطانية تحمل سجناء منفيين في عام 1788م وتبع ذلك تدفق المستوطنين الاحرار من غير السجناء المنفيين الى استراليا وتقلص ارسال السجناء اليها وتلا ذلك عملية اكتشاف داخلها واكتشف الجزء الشمالي الشرقي منها وتزايد عدد المستوطنين الاوربيين اليها.
واذا كان «الابوريجين» هم سكان استراليا الاصليون، فان العشرين مليون استرالي الحاليين هم خليط واسع من المستوطنين الاوروبيين والمهاجرين من شتى انحاء العالم. ويحتل المهاجرون العرب وخصوصا اللبنانيين المكانة الابرز بين المهاجرين. والهجرة اللبنانية الى استراليا بكتلتها الرئيسية تعود في قدمها الى ما يزيد عن نصف قرن، تلتها موجة اخرى بعد اندلاع الحرب الاهلية في لبنان عام 1975. ولا توجد احصاءات مؤكدة عن اعداد اللبنانيين لكن اغلبها تسير الى ما يزيد عن نصف مليون. ويعمل اللبنانيون في قطاعات كثيرة اهمها القطاعات التجارية، وتنتشر في المدن الاسترالية الكثير من المطاعم اللبنانية التي يقول اصحابها انهم يحاولون التعبير من خلال المطبخ عن هوية وحنين.
الجالية القبطية المسيحية المصرية
ومن الجاليات الكبيرة أيضاً الجالية القبطية ولها فى سيدنى أكثر من 28 كنيسة ويقدر تابيعها بالألاف ويعملون فى جميع القطاعات وأكثر المهن التى يجيدونها الطب ، والتدريس والأعمال العامة والمهن وغيرها ، وإنضم إليهم مؤخراً أقباط السودان .