Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تفسير / شرح إنجيل متى الاصحاح الحادي عشر

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
مقدمة تفسير متى
تفسير (مت 1: 1- 17
تفسير  (مت 1: 18
تفسير (مت 1: 19 - 24)
تفسير (متى 2: 1- 12
تفسير (مت 2: 13 - 23
تفسير (مت  3: 1-6
تفسير (مت 3: 7-12
تفسير (مت 3: 13-17
تفسير (متى 4 : 1- 11
تفسير (متى 4: 12- 17)
تفسير (متى 4: 18- 25
تفسير (متى5: 1-  12
تفسير (مت 5: 13- 26
تفسير  (متى 5: 27- 48
تفسير متى 6: 1- 15
تفسير متى 6: 16- 34
تفسير متى الإصحاح7
تفسير متى الإصحاح 8
تفسير متى 9: 1- 17
تفسير متى 9: 18- 38
تفسير متى 10: 1- 23
تفسير متى 10: 24- 42
تفسير متى الإصحاح 11
تفسير متى 12: 1- 21
تفسير متى 12: 22- 50
تفسير متى 13: 1- 32
تفسير متى 13: 33- 58
تفسير متى الإصحاح14
تفسير متى 15: 1- 20
تفسير متى 15: 21- 39
تفسير متى الإصحاح16
تفسير متى الإصحاح17
تفسير متى الإصحاح18
تفسير متى الإصحاح19
تفسير متى الاصحاح20
تفسير متى 21: 1- 22
تفسير متى 21: 23- 46
تفسير متى 22: 1- 22
تفسير متى 22: 23- 46
تفسير متى 23: 1- 22
تفسير متى 23: 23- 39
تفسير متى 24: 1- 22
تفسير متى 24: 23- 51
تفسير متى الإصحاح25
تفسير متى 26: 1- 25
تفسير متى 26: 26- 46
تفسير متى 36: 47- 75
تفسير (مت 27: 1- 26)
تفسير (مت 27 : 27- 44)
فسير (مت 27 : 45- 66)
تفسير متى الفصل 28
جدول بالتآريخ والحكام  بإسرائيل ومصر
إقتباسات متّى من العهد القديم
Untitled 8095
Untitled 8102
Untitled 8410
Untitled 8411

تفسير / شرح إنجيل متى  الاصحاح الحادي عشر - مجمل الأناجيل الأربعة : الفصل الرابع عشر

تفسير / شرح  إنجيل متى - تقسيم فقرات  الإصحاح  الحادى عشر
1. إرسال يوحنا تلميذين (مت  11: 1-6)
2. شهادة السيّد ليوحنا (مت  11: 7-1)
3. رفض اليهود له (مت  11: 16-24)
4. قبول البسطاء له (مت  11: 25-30)
أ. الابن هو طريق معرفة الآب
ب. يدعو الابن المتعبين للدخول إلى راحة المعرفة الحقيقيّة
ج. يدعونا الابن لحمل سمتيّ الوداعة وتواضع القلب
د. النير العذب

تفسير انجيل متى الاصحاح الحادي عشر

يسوع يعلم ويكرز (مت 11: 1)

 تفسير (مت 11: 1) : ولما أكمل يسوع امره لتلاميذه الاثني عشر ، انصرف من هناك ليعلم ويكرز في مدنهم .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "وَلَمَّا أَكْمَلَ يَسُوعُ أَمْرَهُ " : أمره أي تعاليمه وأوامره ووصاياه  فى حديثه في أصحاح ١٠. وقد يكون معنى أمره أى بعد إكمال أوامره للتلاميذ بإرسالهم للقرى والمدن للتبشير
2) "ٱنْصَرَفَ مِنْ هُنَاك" لم يذكر ألإنجيل من أين انصرف، ولكن يظهر من متّى ٩: ٣٥ أنه خاطبهم بذلك أثناء تجواله للكرازة والتبشير.
3) "لِيُعَلِّمَ وَيَكْرِز"  أي أى علمهم بتعاليم وأفكار ومبادئ كانوا يجهلوها لا يعرفوها لينادي بأخبار الملكوت الجديد،  ومعنى كرز فى اللغة العربية : " بَشَّرَ بِالتَّعَالِيمِ الْمَسِيحِيَّةِ كَمَا هِيَ فِي الإِنْجِيلِ وَوَعَظَ بِهَا " لم يتوقف يسوع عن التبشير  بنفسه .بعد تعيينه وإرساله الاثني عشر رسولاً  لـ التبشير
4) "فِي مُدُنِهِم أي مدن الجليل،" أى أنه أرسلهم لمدن وقرة بعيدة أما هو فظل يكرز ويعلم ويبشر فى  المدن التى نشأ فيها تلاميذة كما تدل عليه القرينة.

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

انه اعطى رسله مهلة وزماناًً ليعلموا بما قد اوصاهم . فلما كان حاضراًً هو ويصنع الايات والعجائب لم يكن احد يمضي عند تلاميذه .

تفسير انجيل متى الاصحاح الحادي عشر

يسوع ويوحنا المعمدان (متى 11: 2-  19)

يسوع ويوحنا المعمدان

تفسير (متى 11: 2): أما يوحنا فلما سمع في السجن باعمال المسيح ، ارسل اثنين من تلاميذه ،

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

في هذا الأصحاح أوضح الروح فى إنجيل متّى  علاقة المعمدان بالمسيح، وكان قد أشار لذلك في (مت 4: 12) ولما سمع يسوع ان يوحنا اسلم انصرف الى الجليل  ولا علاقة في الزمن بين متّى ٤: ١٢ وما جاء هنا من إرسال يوحنا اثنين من تلاميذه، والأرجح أن هذا الإرسال كان قبل ما جاء في متّى ٤: ١٢.

1) " سَمِعَ " من تلاميذه (لوقا ٧: ١٨).
2) "فِي ٱلسِّجْن "  حوالي نهاية سنة 27 أو مطلع سنة 28 ب.م. أمر هيرودس انتيباس رئيس الربع بزج يوحنا المعمدان في السجن لأنه وبخه على فجوره (لو 3: 19 و20).قال المؤرخ اليهودي يوسيفوس إن هذا السجن كان في قلعة ماخيروس (مكاور بالأردن الآن) في بيرية شرق بحر لوط، ولا تزال آثار تلك القلعة باقية حتى الآن بالأردن . وأشار متّى إلى سجن يوحنا قبل هذا في (متّى 4: 12 وذكر في (متّى 14: 3)  سبب سجنه وكيفية موته.

وتذكر الروايات التاريخية،  أن  القائد الحشموني الاسكندر جانيوس بنى قلعة مكاور / ماخيروس عام 90 قبل الميلاد لتكون مركزا لمقاومة الرومان إلا ان الرومان استولوا عليها عام 57 قبل الميلاد ودمرها القائد الروماني «بومبي» وعندما أعاد هيرودس الكبير السيطرة على القلعة خلال الفترة 25- 13 ق. م  وأعاد بنائها وبنى عليها سورا ضخما يحيط بالقلعة من جميع الاتجاهات وبعد ذلك آلت القلعة إلى ابنه هيرودوس انتيباس الذي تسلم مقاليد الحكم ثم دخلتها الجيوش الرومانية بقيادة لوسيوس باسوس في عام 71م ميلادية إلا انه لم يتبق منها إلا بعض الآثار مثل بقايا القصر والأبراج والأقنية والساحات والبرك والأعمدة  وتقع مكاور على بعد 35 كم الى الجنوب الغربي من مدينة مادبا وعلى بعد 70 كم من العاصمة  الأردنية عمان وهي محاطة بالأودية والكهوف وتقع بين وادي زرقاء ماعين, ووادي الهيدان وتشرف على البحر الميت وعلى الضفة الغربية ويرتفع موقع مكاور عن مستوى سطح البحر حوالي730م. ويقع جبل مكاور ضمن منطقة قضاء العريض في لواء ذيبان على قمة جبل مخروطي الشكل اطلق عليه الساميون اسم مكاور وذلك لاستدارته, واليونان قاربوا بين هذا الاسم وبين كلمة يونانية تشبهه لفظا وهي مكايروس ومعناها السيف وفي الفترة البيزنطية عرفت مكاور باسم ماكابيروس ومنها لفظة مكاور العربية. إما قرية مكاور ذاتها فهي مبنية على أنقاض الموقع الأثري حيث تحتوي عل العديد من الكنائس البيزنطية ومن أهمها كنيسة ملاخيوس والتي تقع ضمن البيوت التراثية المنتشرة في القرية.

وذكر الإنجيل أحداث قصة يوحنا المعمدان  وذلك عندما تزوج الملك هيرودس من هيروديا زوجة أخيه  فيلبس وكان لها إبنة إسمها سالومه . وقد أثارت خيانة هيرودس مع هيروديا غيرة زوجة هيرودس الفتاة العربية فهربت إلى بيت أبيها الحارث وأخلت مكانها في القصر لهيروديا الخائنة وحدث أن تكلم يوحنا مع الشعب بجسارة ضد زواج هيرودس من زوجة أخيه فخاف يوحنا إذ قال له بأنه لا يجوز زواجه بزوجة أخيه فهذا لا يحل له.، مما أثار ضمير هيرودس فأراد إسكاته بإبعادة عن الشعب حتى لا يحدث تمرد وثورة ضد خيانته (مت 14: 3) فان هيرودس كان قد امسك يوحنا واوثقه وطرحه في سجن من اجل هيروديا امراة فيلبس اخيه كما أن كلمات يوحنا هذه أثارت إستياء هيروديا، زوجة هيرودس الجديدة (لوقا 3: 19-20) ؛ (مرقس 6: 17-20).

وفي السجن بعث وحنا تلميذين ليستعلم من يسوع أن كان هو المسيح وأشار يسوع إلى معجزاته وتبشيره (لو 7: 18 - 23). أرسل يوحنا تلاميذه إلى يسوع لكي يسألوه إن كان هو بالفعل المسيا. أجاب يسوع بأن قال للرجال أن يخبروا يوحنا ما رأوه وسمعوه – النبوات التي كانت تتحقق. لم ينتهر المسيح يوحنا؛ بل قدم دليلاً على أنه كان المخلص المنتظر (متى 11: 2-6؛ لوقا 7: 18-23). ثم كلم يسوع الجموع عن يوحنا قائلاً أنه كان الرسول الذي قالت النبوات أنه سيأتي قبل المسيا (متى 11: 10؛ لوقا 7: 27؛ أنظر أيضاً ملاخي 3: 1).

وفي عيد ميلاد الملك هيرودس دعا العظماء والقادة وعظماء مملكته لعشاء فاخر وإذا بهيروديا ترسل ابنتها الجميلة سالومة لتسر ضيوف الملك وسط المجون والخلاعة ورنين الكؤوس. واذ بهيرودس الثمل ينتشي برقصها المثير فيقسم أمام ضيوفه بأن يعطيها ما تطلب فتطلب، (مرقس 6: 22).  فخرجت الصبية لعند أمها وتشاورت معها وطلبت رأس يوحنا المعمدان على طبق  رأس يوحنا على طبق.(مر 6: 24) فخرجت وقالت لامها: «ماذا اطلب؟» فقالت: «راس يوحنا المعمدان».(مر 6: 25) فدخلت للوقت بسرعة الى الملك وطلبت قائلة: «اريد ان تعطيني حالا راس يوحنا المعمدان على طبق». فحزن الملك جداً لأجل القسم. وأرسل الملك سيافاً وأمره أن يأتي برأس يوحنا وبعد لحظات يهوي الجلاد بسيفه على عنق الرجل العظيم. . فأتى بارأس على طبق. وأتي برأسه للصبية، والصبية بدورها أعطته لأمها ولم يترك جثمانه دون كرامة، لأن تلاميذه جاؤوا حالًا ورفعوه ودفنوه ودفن الرأس في دمشق

يقول جيروم أنهم حملوه إلى سبسيطيا عاصمة السامرة ودفنوه هناك بجانب ضريح اليشع وعوبديا. أما تلاميذه فتذكروا شهادة معلمهم عن حمل الله وتبعوا المسيح (مت 14: 3 - 12 ومر 6: 16-29 ولو 3: 19 و20). ويقول يوسيفوس، أن الهزيمة النكراء التي لحقت الحارث بهيرودس بعد ذلك التاريخ كانت جزاء وفاقا ودينونة إلهية نزلت به بسبب شره (تاريخ يوسيفوس (18 و5 و2).

3) " بِأَعْمَالِ ٱلْمَسِيح"  أي  قوة معجزاته ليبين أنه المسيح (يو 10: 38) (بو 14: 11) (يو 15: 24) .
4) " تَلاَمِيذِه" الذين تعمدوا بيده بمعودية التوبة استمرَّوا يتبعونه ويعتبرونه معلمهم، وتعمد أيضا يسوع بيديه إلا أ يسوع إنضم إليه بعضا من تلاميذ يوحتا وكان له تلاميذ آخرون وكان يعمد أيضا وإستمر تلاميذ يوحنا لولائهم له حنى بعد دخوله السجن بالرغم من أن معلمهم قال أن  المسيح أعظم منه، وشهادة يوحنا للمسيح (مت 13: 11 و 14) (مت 9: 14) (يو 1: 20) (يو 3: 25- 30)  وظن أكثر المفسرين أن يوحنا أرسل هذين التلميذين ليزيل شكوك كل تلاميذه التي بقيت فيهم بعد شهادته، وذلك بلقائهم للمسيح وسماع كلامه ومشاهدة معجزاته. وظن البعض أنه أرسل التلميذين ليتحقق أن النبي الذي ظهر في الجليل هو نفس الشخص الذي عمده في الأردن.  وظن آخرون أنه قصد أن يحث المسيح على أن يظهر نفسه ملكاً زمنياً إسرائيل يحررهم من عبودية الرومان كما كان يتوقع اليهود جميعا، وتعجب من بطئه في ذلك. وظن بعضهم أن إيمان يوحنا في المسيح ضعف قليلاً في أثناء سجنه، لأن المسيح تركه كل تلك المدة، ولأنه سلك طريقاً يختلف عن الطريق التي توقع يوحنا أن المسيح يسلكها، فاعتراه بعض الشك في ذلك.
 

تفسير (متى 11: 3) : وقال له : “ أأنت هو الآتي ام ننتظر آخر ؟ “

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "وَقَالَ "  بواسطة تلاميذه الذين أرسلهم ليسوع  . وهو مجاز مرسل شائع في كل لغات العالم .
2) " ٱلآتِي " كلمة الآتى تعنى المسيا الذي إنتظره اليهود أ مجيئه منذ قرون كثيرة. وفي اصطلاح اليهود تشير كلمة " ألآتى" إلى المسيح،(مت 23: 39)  " لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَنِي مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! "وفرح الشعب اليهودى المنطرح على جبل الزيتون حينما رأى دخول يسوع الى اورشليم (متى ٢١: ١-١١) ففرحوا فرحا عظيما حتى إرتجت مدينة أورشليم  لأنهم شعروا ".. إن الرب قريب" (فيليبي 4: 4- 5) وصاحوا "هوشعنا لأبن داؤد! تبارك الآتي باسم الرب! هوشعنا في العُلى" (متى 21: 9)

وبُني اليهود ذلك الانتظار على نبوات العهد القديم (تك  49: 10) لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى ياتي شيلون وله يكون خضوع شعوب (أش 9: 1- 6) ولكن لا يكون ظلام للتي عليها ضيق.كما اهان الزمان الاول ارض زبولون وارض نفتالي يكرم الاخير طريق البحر عبر الاردن جليل الامم. 2 الشعب السالك في الظلمة ابصر نورا عظيما.الجالسون في ارض ظلال الموت اشرق عليهم نور. 3 اكثرت الامة عظمت لها الفرح.يفرحون امامك كالفرح في الحصاد.كالذين يبتهجون عندما يقتسمون غنيمة. 4 لان نير ثقله وعصا كتفه وقضيب مسخره كسرتهن كما في يوم مديان. 5 لان كل سلاح المتسلح في الوغى وكل رداء مدحرج في الدماء يكون للحريق ماكلا للنار. 6لانه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا الها قديرا ابا ابديا رئيس السلام. 7 لنمو رياسته وللسلام لا نهاية على كرسي داود وعلى مملكته ليثبتها ويعضدها بالحق والبر من الان الى الابد.غيرة رب الجنود تصنع هذا  " (أش 11: 1- 5)  ويخرج قضيب من جذع يسى وينبت غصن من اصوله 2 ويحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب. 3 ولذته تكون في مخافة الرب فلا يقضي بحسب نظر عينه ولا يحكم بحسب سمع اذنيه. 4 بل يقضي بالعدل للمساكين ويحكم بالانصاف لبائسي الارض ويضرب الارض بقضيب فمه ويميت المنافق بنفخة شفتيه. 5 ويكون البر منطقة متنيه والامانة منطقة حقويه 6 فيسكن الذئب مع الخروف ويربض النمر مع الجدي والعجل والشبل والمسمن معا وصبي صغير يسوقها.  (أش 35: 4- 6) قولوا لخائفي القلوب تشددوا لا تخافوا.هوذا الهكم.الانتقام ياتي.جزاء الله.هو ياتي ويخلصكم 5 حينئذ تتفقح عيون العمي واذان الصم تتفتح. 6 حينئذ يقفز الاعرج كالايل ويترنم لسان الاخرس لانه قد انفجرت في البرية مياه وانهار في القفر.  ( وإشعياء ص ٥٣ كله).و(دا 9: 24- 27) سبعون اسبوعا قضيت على شعبك وعلى مدينتك المقدسة لتكميل المعصية وتتميم الخطايا ولكفارة الاثم وليؤتى بالبر الابدي ولختم الرؤيا والنبوة ولمسح قدوس القدوسين. 25 فاعلم وافهم انه من خروج الامر لتجديد اورشليم وبنائها الى المسيح الرئيس سبعة اسابيع واثنان وستون اسبوعا يعود ويبنى سوق وخليج في ضيق الازمنة. 26 وبعد اثنين وستين اسبوعا يقطع المسيح وليس له وشعب رئيس ات يخرب المدينة والقدس وانتهاؤه بغمارة والى النهاية حرب وخرب قضي بها. 27 ويثبت عهدا مع كثيرين في اسبوع واحد وفي وسط الاسبوع يبطل الذبيحة والتقدمة وعلى جناح الارجاس مخرب حتى يتم ويصب المقضي على المخرب (عدد 24: 17) اراه ولكن ليس الان.ابصره ولكن ليس قريبا.يبرز كوكب من يعقوب ويقوم قضيب من اسرائيل فيحطم طرفي مواب ويهلك كل بني الوغى
2) "أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟" سؤال إستفهامى إختيارى يتوقع فيه الإجابة بالإيجاب أو النفى أى هل انت هو المسيا المنتظر أم ننتظر آخر غيرك لتتحقق فيه النبوات؟ لقد بذل يوحنا كل الجهد في سبيل خدمة الرب بالنبوة وممارسة وظيفته وإفادة تلاميذه وتعليم الشعب ، متخذا طريق النسك ، ربما أراد أن يعرف هل هو المسيا الذى يظنون أنه سيأتى قائدا محاربا مخلصا

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

ذلك لانه كان قد وقع خلاف وحسد بين تلاميذ يوحنا ضد المسيح اذ رأوا ان المسيح يعظم قدره فيما ان يوحنا يستصغر شأنه . ولما علم يوحنا بقرب انتقاله من العالم خاف ان يبقى هذا النزاع بين تلاميذه بعدد انتقاله فلذلك ارسل اثنين من تلاميذه عند المسيح . أما المسيح فلمعرفته بقصد يوحنا لم يقل للتلميذين اني انا هو لكنه عمل عجائب كثيرة في الوقت امامهما وقال لهما. 

تفسير (متى 11: 4) : فاجاب يسوع وقال لهما: “  اذهبا واخبرا يوحنا بما تسمعان وتنظران  :

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

  كان سؤال يوحنا أنت هو الآتى أم ننتظر آخر؟  والمفروض أن تكون الإجابة نعم أو لا

1) " ٱذْهَبَا وَأَخْبِرَا يُوحَنَّا " اقتصر يسوع على توجيه أفكار يوحنا المعمدان وأفكار تلاميذه إلى البراهين الحسية التي هي معجزاته والتى علامة من علامات بفعلها المسيا ورد  عنها نبوات فى العهد القديم وصدق الناس أن يسوع هو المسيا وهتفوا له فى أحد الشعانين قائلين : "مبارك الآتى بإسم الرب" وكانت الآيات والعجائب التى صنعها خير دليل وبرهان عى أنه المسيا "الآتى" (يو 6: 14) " فلما راى الناس الاية التي صنعها يسوع قالوا:«ان هذا هو بالحقيقة النبي الاتي الى العالم!» والمفروض عندما يرى الشعب هذه المعجزات يؤمنوا به ، كقوله بلسان إشعياء «حينئذ تتفتح عيون العمي، وآذان الصم تتفتح. حينئذٍ يقفز الأعرج كالإيل، ويترنم لسان الأخرس» (إشعياء 35: 1) وكذلك ما جاء في إشعياء 61.
2)  "تَسْمَعَانِ وَتَنْظُرَانِ"  وهذا أفضل الجواب، أى أسمعا كلامى وتعاليمى وأنظرا معجزاتى وإذهبا أخبرا يوحنا سيفهم من النبوات من أنا وهذا ما يسمى التبشير والكرازة بالأعمال ، إن أعمالنا كثيرا ما تشهد لإيماننا والأعمال هو ثمر الإيمان  يوحنا المعمدان أعظم من ولدت النساء يقول " والآن قد وضعت الفأس على أصل الشجرة. فكل شجرة لا تصنع ثمرًا جيدًا تقطع وتلقى في النار" (لو 3: 9) نجد بولس الرسول يقول " أخبرت أولًا الذين في دمشق وفي أورشليم حتى جميع كورة اليهودية، ثم الأمم، أن يتوبوا ويرجعوا إلى الله، عاملين أعمالًا تليق بالتوبة" (أع 26: 20). وفى رسالته إلى تيطس يقول " صادقة هي الكلمة، أريد أن تقرر هذه الأمور لكي يهتم الذين آمنوا بالله أن يمارسوا أعمالًا حسنة". لماذا أيها القديس العظيم؟ يكمل معلمنا بولس كلامه فيقول"...  وليتعلم من لنا أيضًا أن يمارسوا أعمالًا حسنة.... حتى لا يكونوا بلا ثمر" (تى 3: 8، 14). الأعمال إذن هي ثمرة الإيمان، إن كان لك إيمان، ولا يعطى ثمرًا فهو إذن إيمان ميت، لأنه لو كان حيًا لأعطى ثمرًا. " ما المنفعة يا أخوتي إن قال أحد أن له إيمان ولكن ليس له أعمال. هل يقدر الإيمان أن يخلصه؟!" (يع 2: 14). أنت مؤمن بالمسيح وتقول أن دم المسيح قد طهرني وقد جددني وقد بررني، حسن هذا جدًا، ولكن إن لم تكن لك أعمال، فهل يقدر هذا الإيمان أن يخلصك؟! لأن يعقوب الرسول يثبت في صراحة تامة عجز الإيمان عن تخليص إنسان ليست له أعمال.  بولس الرسول قال أيضًا " إن كان لي الإيمان حتى أنقل الجبال، ولكن ليس لي محبة فلست شيئًا" (1 كو 13: 2) إن كنت حقًا ابنًا لله، وهيكلًا لله، والروح القدس يحيا فيك، فينبغي أن تكون لك أعمال هي ثمار الروح فيك. ومعلمنا بولس الرسول يشرح هذه الثمار فيقول: " وأما الروح فهو محبة، فرح، سلام، طول أناة، لطف، صلاح إيمان، وداعة، تعفف" (غل 5: 22) فهل توجد فيك هذه الثمار؟ إن كانت لا توجد، فما الدليل على أن الروح القدس يعمل فيك؟!

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

ان المسيح لعلمه ان الاعمال لهي اكثر تاثيراًً واصدق شاهداًً من الاقوال لذلك صنع العجائب ليزيل الخلاف الواقع بين تلاميذ يوحنا لا ليقنع يوحنا انه هو المسيح لان يوحنا كان يعلم ذلك من الروح القدس وهو في بطن امه وكان يعرف انه مزمع ان يقتل وكان يريد تثبيت تلاميذه في الايمان بالمسيح انه المخلص وان تظاهر بعددم معرفته واياه اما المسيح فكانه علم ما في قلبهما فلم يرد عليهما جواباًً لكنه صنع امامهما قوات كثيرة وقال اذهبا واعلما يوحنا . وقال آخرون ان سؤال يوحنا للمسيح انت هو الآتي يشير الى القبر . فكأنه يقول انت هو المزمع ان تدخل الهاوية وتخاص آدم فلو كان سؤاله هذا يشير الى مجيئه لما افاد سؤاله معنى لان مجيئه كان قد تمّ . وبعضهم قال ان يوحنا لم يكن يعلم ان المسيح كان مزمعاًً ان يموت لاجل ذلك سأل قائلاًً انت هو الآتي . اما نحن فنقول ان يوحنا لم يكن يجهل ان المسيح مزمع ان يموت لانه بتسميته اياه ” حمل الله ” اشار عن صلبه . وبقوله حامل خطيئة العالم تنبأ انه سيرفع على الصليب ثم يقوم ويهب الروح القدس بعدد القيامة اذ قال ” ان الذي يأتي بعددي سيعمدكم بالماء والروح ” . ثم قال بعضهم ان يوحنا سأل المسيح ذلك حتى يأخذ الجواب منه ويكرز عنه في الهاوية اما نحن فنقول ان هذا الرأي هو بخلاف الحقيقة لان هذا العالم هو عالم التبشير والعمل والتعب والعالم الآتي هوعالم  الدينونة والعذاب . كقوله في الجحيم من يعترف لك ويشكرك . فيتساءل البعض في انه كيف يكرز المسيح بابواب الهاوية ويحطم مخال الحديد ؟ فنجيب انه بواسطة جسده الذي حاز عددم الموت ابطل سلطان الموت ورب سائل يسأل هل اعتق المسيح من الجحيم الذي كانوا قبل مجيئه فيه ؟ فنجيب كلا حتى ولا خطاياهم غفرت لكن خطايا الذين آمنوا به لما هبط ويعرف ذلك من قوله انه سيكون لسادوم راحة . فهذه الاية تشير الى اولئك المزمعين ان يتعذيوا . فان كان السادوميون الذين تعذبوا هنا سوف يتعذبون هناك فكم بالاحرى اولئك الذين لم يعذبوا في هذا العالم ولعل قائل يقول أمن العددل ان يتعذب السادوميون في هذا العالم وفي العالم الثاني ؟ فنجيب ان ما نالوه من العذاب في هذا العالم لم يكن موازياًً لما اقترفوه من الذنوب والمعاصي فاقتضت العددالة ان يكفروا عنها بعذابات العالم الاخير . اما ما يعترض به البعض من انه ليس من العددل في شيء ان يعذب في جهنم من لم يسمع بذكرها ؟ فنجيب عليه بانه ولوسمع بذكرها لما تاب ايضاًً والشاهد على ذلك اننا كل يوم نسمع الكتب تتلى علينا وتهددنا بعذاب جهنم ان لم نرجع عن سيئاتنا تائبين ونحن مع ذلك نبقى على غيبنا غير ملتفتين الى اقـوال هذه الكتب والمرشدين . ولعل معترضاًً يعترض قائلاًً اذاًً مجيء المسيح لم ينفعنا شيئاًً اذا كان الامر كذلك ؟ فنجيب ان مجيئه افاد من خضعوا لتعاليمه المقدسة فائدة كبرى كما انه أضر من لم يصغ الى تعاليمه فكما ان تجربة الشيطان لنا نحن الذين استفدنا من مجيء المسيح هي غير تجربته للذين جاؤوا قبل المسيح كذلك المكافاة تختلف فان تجربته لنا هي كثيرة متواصلة وستكون مكافأتنا اعظم ايضاًً ، فان من يقتل عند الاولين كان يستحق اللوم وعندنا اليوم ان من يغضب على اخيه باطلاًً يستحق اللوم ، ثم ان المسيح لم يرد ان يظهر نفسه ليوحنا بواسطة العجائب انه هو الآتي ولكن اظهر ذلك لتلميذه يوحنا واندراوس . 

تفسير (متى 11: 5): العمي يبصرون ، والعرج يمشون ، والبرص يطهرون ، والصم يسمعون ، والموتى يقومون ، والمساكين يبشرون ،

.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

هذا تفسير قوله في العدد السابق «ما تسمعان وتنظران» وهو ما أراد أن يخبرا يوحنا به.

يسوع بنفسه فسر إرتباط الآيات والمعجزات التى يفعلها بالإيمان به أنه المسيا المنتظر والذى يدعونه بـ " ألآتى" أى أنه المسيح الممسوح من الرب ذهب يسوع للناصرة حيث تربى ودخل المجمع وأعطوه سفر أشعياء فقرأ نبوة عن أعماله التى وردت فى (إش 61: 1) وأورد لوقا ما حدث (لو 4: 17- 21) فدفع اليه سفر اشعياء النبي. ولما فتح السفر وجد الموضع الذي كان مكتوبا فيه: 18 «روح الرب علي لانه مسحني لابشر المساكين ارسلني لاشفي المنكسري القلوب لانادي للماسورين بالاطلاق وللعمي بالبصر وارسل المنسحقين في الحرية 19 واكرز بسنة الرب المقبولة» 20 ثم طوى السفر وسلمه الى الخادم وجلس. وجميع الذين في المجمع كانت عيونهم شاخصة اليه. 21 فابتدا يقول لهم: «انه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم». إذا كان كتوبا لكم هذه العلامة أن الذذى يفعل الآيات والعجائب هو المسيح فلماذا لا تؤمنون به؟ حقا جاء إلى خاصته ولكنهم لم يقبلوه .. ونقرأ عن أن كثيريين أمنوا بانه المسيا عندما راوا معجزاته (يو 2: 23) ولما كان في اورشليم في عيد الفصح، امن كثيرون باسمه، اذ راوا الايات التي صنع. " وهذه الآيات والعجائب تعجب منها أحد الفريسيين اسمه نيقوديموس كان رئيس لليهود أى أنه عضو فى أعلى سلطة يهودية دينية هو مجمع السنهدرين (يو 3: 2) هذا جاء الى يسوع ليلا وقال له:«يا معلم، نعلم انك قد اتيت من الله معلما، لان ليس احد يقدر ان يعمل هذه الايات التي انت تعمل ان لم يكن الله معه».

2) أورد لوقا الآيات التى فعلها يسوع التى أوردها إنجيل متى ولكن  زاد لوقا على ذلك بقوله «في تلك الساعة شفى كثيرين من أمراض وأدواء وأرواح شريرة، ووهب البصر لعميان كثيرين» (لوقا ٧: ٢١).
3) "وَٱلْمَوْتَى يَقُومُون " كانت إقامة ابن أرملة نايين من المعجزات التي شاهدها تلميذا يوحنا.
4) "وَٱلْمَسَاكِينُ يُبَشَّرُون " من النبوات التى تشير إلى أن يسوع هو المسيح قوله «روح السيد الرب عليَّ لأن الرب مسحني لأُبشر المساكين» (إشعياء ٦١: ١). وقال المسيح عنهم (مت 5: 3): طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السماوات وقد يكون المسكين فى الروح أو فقير المسكنة بالروح معناها أن يشعر الإنسان بفقره الشديد واحتياجه إلى الله. يشعر بالبؤس والعوز مثل أي مسكين يطلب صدقة. وهو بهذا يطلب إحسانًا إلى روحه من قِبل الله القادر أن يعطى بسخاء ولا يعيّر. لو عاش الإنسان كمسكين طوال حياته، فسيشعر بالاحتياج ولا يستغنى عن إنعامات الله وإحساناته.   وهؤلاء المساكين الودعاء (مز 22: 26) ياكل الودعاء ويشبعون.يسبح الرب طالبوه.تحيا قلوبكم الى الابد. " وفى الإنجيل كثير من الآيات التى تعتبر مساعدة المسكين مثل مساعدة المسيح ذاته لأن هذا عمل المسيح (يع 2: 15)  ان كان اخ واخت عريانين ومعتازين للقوت اليومي، 16 فقال لهما احدكم:«امضيا بسلام، استدفئا واشبعا» ولكن لم تعطوهما حاجات الجسد، فما المنفعة؟  " وذكر يسوع عن أعماله أنها شهادة من السماء بتأييده وإذا كانت السماء تشهد بأن يسوع هو المسيا فمن من إذا نطلب الشهادة ؟ (يو 5: 36) واما انا فلي شهادة اعظم من يوحنا، لان الاعمال التي اعطاني الاب لاكملها، هذه الاعمال بعينها التي انا اعملها هي تشهد لي ان الاب قد ارسلني." (يو 10: 25 و 38) اجابهم يسوع:«اني قلت لكم ولستم تؤمنون. الاعمال التي انا اعملها باسم ابي هي تشهد لي. ... ولكن ان كنت اعمل، فان لم تؤمنوا بي فامنوا بالاعمال، لكي تعرفوا وتؤمنوا ان الاب في وانا فيه». ووصل الأمر بالمسيح إلى أن يترجى اليهود فقال : (يو  14: 11)  صدقوني اني في الاب والاب في، والا فصدقوني لسبب الاعمال نفسها. "  وإستمر يسوع فى فعل الآيات والعجائب غير مبالى بمقاومة قادة الدين السهودى من فريسيين وكتبه ,, ألخ حتى صلبه وموته وقيامته وبعد ذلك أيضا لأنه يعتبر النجاة الروحية "الخلاص" أعظم العجائب وأن شفاء الأمراض الجسدية رمز إلى تلك النجاة. هذا الخلاص يحصل عليه الجميع مجانا

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

دعى مساكين اولئك الواقعين تحت ثقل الخطايا والمعددومين من الفضيلة والاعمال الصالحة فقال ان مثل هؤلاء يجب ان يبشروا بغفران الخطايا ببطلان الموت  

تفسير (متى 11: 6) : وطوبى لمن لا يشك فيّ “.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

هذه الآية عامة تناسب يوحنا إن كان هو الذي شكَّ، وتناسب تلاميذه إن كان سؤاله لمجرد نفعهم.
1) "طُوبَى" نعمى كلمة "طوبى " فى اللغة العربية  غبطة وسعادة ، ، حسن ، طيب  وخيرٌ دائم وهي من الطِّيب
2) " يشك " يَعْثُر أوتعنى فى اللغة العربية حالة نفسية يتردد معها الذهن بين الاثبات والنفي ويتوقف عن الحكم
 ومن شك فى المسيح وقع فى ضلال مبين ونال الهلاك الأبدى . العثرة والشك حائل أو حجر أسماه الإنجيل حجر الزاوية الذى رفضه البنائون الذين هم  اليهود (رو 9: 32 و 33) لماذا؟ لانه فعل ذلك ليس بالايمان، بل كانه باعمال الناموس. فانهم اصطدموا بحجر الصدمة، 33 كما هو مكتوب: «ها انا اضع في صهيون حجر صدمة وصخرة عثرة، وكل من يؤمن به لا يخزى». أو صخرة (إش 8: 14 و 15)  ويكون مقدسا وحجر صدمة وصخرة عثرة لبيتي اسرائيل وفخا وشركا لسكان اورشليم. 15 فيعثر بها كثيرون ويسقطون فينكسرون ويعلقون فيلقطون. " (1 بط 2: 8)  فلكم انتم الذين تؤمنون الكرامة، واما للذين لا يطيعون، «فالحجر الذي رفضه البناؤون، هو قد صار راس الزاوية» 8 «وحجر صدمة وصخرة عثرة. الذين يعثرون غير طائعين للكلمة، الامر الذي جعلوا له» تمنع الغير مسيحيين من الإيمان بالمسيح فاليهود عندهم الصليب عثرة  كما قال بولس (1كو 1: 23)  ولكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوبا: لليهود عثرة، ولليونانيين جهالة! 
 3) "فِيَّ " ذكرت كلمة " فِيَّ». فى آية أخرى مرتبطة بالشك حينما قال يسوع فى ليلة تسليمه (مت 26: 31) حينئذ قال لهم يسوع: «كلكم تشكون في في هذه الليلة لانه مكتوب: اني اضرب الراعي فتتبدد خراف الرعية. " تجسد المسيح بهذا الشكل وميلادة فى مزود وحياته وفقره  وتصرفاته كان خلاف ما يتوقع الناس من المسيح. على أن المسيح صار عثرة لكثيرين (مت 13: 57) ولما جاء الى وطنه كان يعلمهم في مجمعهم حتى بهتوا وقالوا: «من اين لهذا هذه الحكمة والقوات؟ 55 اليس هذا ابن النجار؟ اليست امه تدعى مريم واخوته يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا؟ 56 اوليست اخواته جميعهن عندنا؟ فمن اين لهذا هذه كلها؟»57 فكانوا يعثرون به. واما يسوع فقال لهم: «ليس نبي بلا كرامة الا في وطنه وفي بيته». 58 ولم يصنع هناك قوات كثيرة لعدم ايمانهم. " راجع أيضا (رومية ٩: ٣٣ و١كورنثوس ١: ٢٣) وبذلك تمت نبوة إرميا ٦: ٢١. واليهود أكثر من عثروا به، لأنه لم يأتِ وفق انتظاراتهم من جهة حكمه الزمني ومجده العالمي.
وإن سلمنا أن يوحنا شكَّ وقتاً أو تلاميذة ، فلا ريب أنه وثق كل الثقة بالمسيح قبل موته شهيداً، لأن تلاميذه أتوا عند موته وأنبأوا المسيح، فأظهروا بذلك أنه لم يبقَ عندهم شك فيه.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

اي ان كنتم تشكون فيّ بعدد ما رأيتم الآيات فانتم تستحقون الدينونة . 

تفسير (متى 11: 7) : وبينما ذهب هذان ابتدأ يسوع يقول للجموع عن يوحنا : “ ماذا خرجتم الى البرية لتنظروا ? اقصبة تحركها الريح ?

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 

قصد المسيح فى هذه الآية أن يمنع الشعب من نتائج التفكير بصورة سلبية سية من سؤال يوحنا إياه وجوابه له.
1) "بَيْنَمَا ذَهَبَ هٰذَانِ " كان لدئ المسيح فرصة لمدح إنجازات يوحنا المعمدان وأعماله أمام تميذيه ولكن لم يرد المسيح أن يمدح يوحنا أمام تلميذيه، لئلا يظن السامعون أنه يتملقه. ثم بدأ يتكلم عن يوحنا وأعماله وجهاده فى البرية  وفى إتمام الرسالة التى ارسل من أجلها

2) "مَاذَا خَرَجْتُمْ إِلَى ٱلْبَرِّيَّةِ لِتَنْظُرُوا؟ " لخص الإنجيل فترة الحياة التى عاشها يوحنا المعمدان وكانت كالتالي:(لوقا 1: 80)  " أَمَّا الصَّبِيُّ فَكَانَ يَنْمُو وَيَتَقَوَّى بِالرُّوحِ، وَكَانَ فِي الْبَرَارِي إِلَى يَوْمِ ظُهُورِهِ لإِسْرَائِيلَ." أى أنه قضى طول عمره فى البرية قضى أكثرها فى مقاطعة بيرية غرب الأردن ويمكن تحديد زمن ظهوره فى أواخر سنة 27م حيث أشتهر يوحنا بالتعميد فقط عندما " كَانَتْ كَلِمَةُ اللهِ عَلَىه" (لوقا 3: 2) وهذا حدث ........ فِي الْبَرِّيَّةِ لأنه عمد المسيح  أثناء حكم الإمبراطور طيباريوس  سنة 31م وكان عمر يسوع وقت عماده  30سنة

 فقد كان كلف بعمل كرسه الرب ليعمله . وكان هناك أيضاً أوقاتا وكلمات يقولها محدده وأعمال ليقوم بتنفيذها فى حينها . ونفهم من حياة يوحنا وأعماله أن كل منا له وظيفة محددة في جسد المسيح الذى هو كنيسته ومجتمع المؤمنين به ، ولايزال الرب حتى يومنا الحالى  هو الذي يحدد هذه الوظيفة ويحدد أيضاً لنا طريقة تنفيذها. كما تقول كورنثوس الأولى 12: 18 )  واما الان فقد وضع الله الاعضاء، كل واحد منها في الجسد، كما اراد. "

ذكرهم يسوع بيوحنا المعمدان الذى عمدهم فى نهر الأردن بمعمودية التوبة كان فى النهر ولكنه كان يعيش فى البرية الممتدة من بيت عبرا فى غرب الأردن وحتى بحر لوط الذى هو البحر الميت جميع من ذهبوا إليه وتابوا ولكنهم لم يروا حقيقة الرجل ولم يتعظوا من كلماته القوية الذى من نتيجة كلماته القوية وصل الأمر إلى  أن  هيرودس خاف منه وألقاه فى سجن فى قلعة ماخيروس بالأردن ألان

3) " أَقَصَبَةً تُحَرِّكُهَا ٱلرِّيحُ؟ " هذا السؤال قصد به النفى عن يوحنا لأنه كان صلبا فى رأيه . كان نبات القصب ليس قصب السكر ولكن قصد به (الغاب / البوص)  يكثر على شاطئ الأردن الذى يتمايل شمالا أو يمينا تبعا لإتجاه الرياح واليهود عندما  ذهبوا ليشاهدوا يوحنا ويسمعوه. لم يروه إنسانا يتلق الحام والأغنياء مثل القصبة التي تحركها الريح والتى تعنى رمزيا الإنسان السريع التأثر الكثير التقلب ما يقوله اليوم عكس ما قاله بالأمس خوفا من هو فى سلطة أو مثل الإنسان الذى يغير رأيه  عندما يخاف أو يشترى بالمال . وومعلوم أن يوحنا كان ثابتاً شديد التمسك بما يعتقده، فيستحيل أن يغيَّر شهادته. فسؤاله للمسيح بواسطة تلميذيه لا شيء فيه من الدلالة على تغيير اعتقاده. وهذا مما يقوي القول بأن قصد يوحنا بسؤال المسيح هو إزالة شكوك تلاميذه فيه لا شكوكه هو.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

 ان التلميذين بعد ان تحققا عن المسيح انه هو الآتي عادا الى يوحنا اما الجموع فخالجهم الشك من سؤال التلميذين اذ انهم تعجبوا كيف ان يوحنا يعمد المسيح ويكرز عنه وهو يجهله اما المسيح فلما علم ظن الجموع بيوحنا انه متقلب وضعيف العقل لانه ارسل تلميذيه يسألان المسيح من هو وقد سبق انه كرز باسمه وعمده اخذ يوبخهم على سوء ظنهم هذا مفهماًً اياه ان يوحنا ليس كما يظنون ضعيف العقل كالقصبة التي تحركها الريح وانما فعل يوحنا ذلك ليثبت تلاميذه في الايمان به ويزيل من بينهم الحسد والاختلافات لانهم اذ كانوا يعتبرون ان يوحنا اعظم من المسيح . 

تفسير (متى 11: 8) : لكن ماذا خرجتم لتنظروا ? أإنساناًً لابساًً لباساًً ناعمة ? هوذا الذين يلبسون الثياب الناعمة هم في بيوت الملوك .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

أخبر يسوع الشعب فى الآية السابقة حول مكان معيشة يوحنا المعمدان فى البرية "مت 3: 1" وفي تلك الايام جاء يوحنا المعمدان يكرز في برية اليهودية" وكان يوحنا المعمدان نذيرا للرب ( لو 7: 33) لانه جاء يوحنا المعمدان لا ياكل خبزا ولا يشرب خمرا ." وفى هذه الآية أخبرهم  أنه لم يلبس الملابس الناعمة ووردت آية عن ملبسه ومأكله فى الإنجيل  (مر 1: 6) وكان يوحنا يلبس وبر الابل ومنطقة من جلد على حقويه وياكل جرادا وعسلا بريا.  "
1) " أَإِنْسَاناً لاَبِساً ثِيَاباً نَاعِمَةً؟ " أي مترفهاً مثل الأغنياء الذين ذكرهم الرب فى الأمثال ( لوقا 16: 19)«كَانَ إِنْسَانٌ غَنِيٌّ وَكَانَ يَلْبَسُ الأَرْجُوانَ وَالْبَزَّ وَهُوَ يَتَنَعَّمُ كُلَّ يَوْمٍ مُتَرَفِّهًا" ولم يكن هائماً باللذات الجسدية. ولكن لبس يوحنا كان من وبر الإبل ومنطقة من جلد.(مر 1: 6) 
2) "فِي بُيُوتِ ٱلْمُلُوك" ذكر يسوع عبارة بيوت الملوك إشارة إلى قصور الملك هيرودس  والمبانى والبلا التى بناها فى أماكن وكثيرة لأنه كان مولع بالبناء  وقد كُتبت مؤلَّفات كثيرة عن مشاريع هيرودس العمرانية ذكروا فيها أسباب  كثيرة  التي جعلته ينفذها فقيل انه قام بهذه المشاريع طلبا للشهرة والمجد،‏ او لكسب ودّ قياصرة روما.‏ ولكن مهما كان السبب،‏ ذهب غير مأسوفا عليه تاركا كل ما بناه ينهار ويتحطم نتيجة للحروب وعوامل الزمن ‏

بنى هيودس قصرا ملكيا فى أورشاليم . وقصورا فى قيصرية وأيضا فى كل المدن التى بناها ورممها  وقد بنى أماكن كثيرة في إسرائيل ،وكانت لمدن التى بناها على الطراز الرومانى بها شوارع مستقيمة وأبنية، لتخليد اسمه وانفق على بنائها أموالًا طائلة  من أموال الهيكل كما رمّم مدينة السامرة بعد أن تهدمت وسماها سباسطيا، أي مدينة اوغسطس وحصن القدس وزينها بالملاعب والقصور. وبدأ في ترميم الهيكل في القدس، وفي تزينيه وأشهر  مدينة بناها هى مدينة قيصرية التي بناها على شاطئ البحر المتوسط وسماها كذلك تكريمًا لاوغسطس قيصر .التى تعتبر واحدا من اضخم المرافئ في العالم الروماني .‏ وقد اذهل حجمها علماء الآثار.‏ فكان مرساه يتسع لمئة سفينة،‏ وتدل على المكانة الهامة التي احتلتها هذه المدينة على صعيد التجارة العالمية.‏ كان للمرفإ رصيف بحري وحاجز امواج بُنيا باستخدام اكثر التقنيات تطورا في ذلك العصر.‏ لكن الخبراء حيَّرهم كيف استطاع العمال نقل الكتل الضخمة التي قال المؤرخ اليهودي فلاڤيوس يوسيفوس انها استُعملت في انشائهما والبالغ حجمها ١٥ مترا في ٣ امتار في ٣.‏ وفي الازمنة الحديثة،‏ اكتشف الغطاسون ان هذه الكتل كانت من الاسمنت.‏ فقد صبّ العمال الاسمنت في قوالب خشبية،‏ ثم انزلوها تحت الماء وثبتوها في مكانها.‏ ضمَّت هذه المدينة-‏المرفأ ذات التصاميم المدروسة هيكلا مكرسا للقيصر اوغسطس،‏ وقصرا لهيرودس ،‏ ميدان سباق،‏ مسرحا يتسع لأربعة آلاف متفرج،‏ وشبكة مجارير تحت الارض.‏ وجُرَّ اليها الماء العذب بقنوات وأنفاق من ينابيع في سلسلة جبال الكرمل التي تبعد نحو ٦ كيلومترات.‏

وبنى هيرودس قصرا شتويا في اريحا،‏ بنى هيرودس قصرا شتويا هكان فى الأصل  ثلاثة قصور دمجها معا وجعل منها مسكنا فسيحا واحدا،‏ وجهَّز كلًّا منها بقاعات استقبال وحمامات وجنائن وبرك سباحة.‏ وإشتهرت مدينة اريحا بالحدائق ومساحتها ٠٠٠‏,١ هكتار تقريبا،‏ تتمتع بمناخ شبه مداري نظرا الى موقعها في وادي الاردن على انخفاض نحو ٢٥٠ مترا تحت سطح البحر.‏

وبنى هيرودس قصرا شتويا آخر غير  اريحا.‏ فقد ادخل تحسينات على قلعة تقع فوق هضبة مَسْعَدة الصخرية التي تعلو اكثر من ٤٠٠ متر فوق سطح البحر الميت.‏ وكان قصرا فخما ذا ثلاث طبقات له مصطبة وبرك سباحة،‏

كما شيَّد قصرا آخر ما يمكن تسميته منتجعا ملوكيا .فيه حمام روماني مجهَّز بأنابيب تسخين مُدَّت في الجدران ومرحاض مزوَّد بنظام طرد (‏سيفون)‏ للتخلص من الفضلات!‏ في تلك البيئة الصحراوية القاسية،‏ وعمل فيه اثني عشر خزان ماء تَسَعُ مجتمعة نحو ٤٠ مليون لتر.‏ وبما ان القلعة زُوِّدت ايضا بشبكة فعالة لتجميع مياه الامطار وخزنها،‏ فقد كان هناك مخزون كافٍ من المياه للمحاصيل الزراعية فضلا عن برك السباحة والحمامات.‏

 وبنى قصرا فى قلعة دعاها هيروديوم كانت تقع على تلة مشرفة على بعد ٥ كيلومترات تقريبا جنوب شرق بيت لحم.‏ وكان الموقع مقسوما الى قسمين:‏ هيروديوم العليا،‏ وهيروديوم السفلى.‏ وضمّت العليا قلعة بنى فوقها من ناحية الشرق برج من خمس طبقات اصبح الآن انقاضا.‏ وقد نقلت وكالات الاعلام العالمية منذ سنتين خبر اكتشاف بقايا قبر هيرودس في اعلى منحدرات هذه التلة،‏ وقالت ان هذا يؤكد صحة ما ذكره يوسيفوس عن اقامة جنازة هيرودس هناك.‏
اما هيروديوم السفلى فضمَّت مجمَّعا من الملحَقات والمكاتب التابعة للقلعة.‏ وكان اهم ما فيها حديقة على الطراز الروماني  مزينة بأعمدة ‏ تحيط ببركة كبيرة تتوسطها جزيرة على سبيل الزينة.‏ وقد قاربت مساحة البركة ضعف مساحة حوض سباحة اولمبي حديث.‏ واستُخدمت كخزان للمياه،‏ وأيضا للسباحة وركوب الزوارق.‏ وكانت قناةٌ تغذيها بالماء من نبع على بعد ٥ كيلومترات.‏
يشرف موقع هيروديوم على منظر طبيعي رائع يمتد مجال الرؤية شرقا حتى البحر الميت.‏ وقد ترامت امام اعيننا برية يهوذا التي لاذ بها داود وأفلت من يد مطارده،‏ شاول.‏ ولا بد ان وعورة المنطقة سهَّلت عليه ذلك،‏ وخصوصا لأنه يعرفها جيدا منذ صباه.‏ كما تخيلنا داود،‏ وهو يرعى الغنم،‏ يتسلق هذه التلة عينها ليرى المنظر الخلاب الذي كنا نشاهده».‏

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

اي ان حالة يوحنا لم تتبدل من الفقر الى الترفه فهو الآن كما كان قبل والشاهد على ذلك لباسه الخشن ومسكنه في البراري والقفر . اما الذين تغيرت اطوارهم فصاروا من ذوي اليسار والتنعم هم في بيوت الملوك. أما يوحنا فقد قهر نفسه عن الشهوات اللحمية ولم يعتن باللذات العالمية فلذلك يعرفني جيدا من انا . 

تفسير (متى 11: 9): لكن ماذا خرجتم لتنظروا ؟ أنبياًً ؟ نعم اقول لكم ، وافضل من نبي .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

سألهم المسيح سؤالا ثالثا، مستطردا كأنهم أجابوا على السؤالين السابقين سلباً من شهادة ضمائرهم. فإذا لم يكن يوحنا كقصبة تهزها الريح  ولا كأحد ملوك البلاد، فماذا يكون إذا؟
1) "أَنَبِيّاً " ورد فى الإنجيل ان هيرودس خاف من الشعب ن يوحنا المعمدان كان عندخم مثل نبى أي أنهم كانوا يعتقودون أن يوحنا مثل نبى  . (مت 14: 5) ولما اراد ان يقتله خاف من الشعب لانه كان عندهم مثل نبي.  " وسألهم هذا لكي يحقق لهم صحة عقيدتهم فى نبوة يوحنا .
2) "نعم أقول لكم وأفضل من نبي" : وهنا أكد يسوع أن يوحنا يس نبافقط ولكنه فاق الأنبياء كرامة لأنه عمده وتقدمه وقدمه للشعب كان أفضل من نبي لأن قواه فاقت قوى سائر الأنبياء. ولأن أنبياء اعهد القديم لم يتنبؤا  بالمسيح بوضوح الذى تنبأ هو به. وهو الذى عرف اليهود بأن يسوع هو المسيح بشخصه. (لو 1: 76)  وانت ايها الصبي نبي العلي تدعى لانك تتقدم امام وجه الرب لتعد طرقه. وقال مثلث الرحمات عن نبوة يوحنا المعمدان : وكان أيضاً نبياً، وأعظم من نبي: قيل عنه في قصة اضطهاد هيرودس الملك له "ولما أراد أن يقتله، خاف من الشعب، لأنه كان عندهم مثل نبي" (مت5:14) . ولما سأل السيد المسيح رؤساء الكهنة والشعب "معمودية يوحنا: من أين كانت من السماء ام من الناس؟" "فكروا في أنفسهم قائلين: إن قلنا من الناس، نخاف من الشعب، لأن يوحنا عند الجميع مثل نبي" (مت21: 26،25). والسيد المسيح نفسه قال للجموع عن يوحنا المعمدان "ماذا خرجتم لتنظروا: أنبياً؟ نعم أقول لكم وأفضل من نبي" (مت9:11). إنه كان آخر أنبياء العهد القديم، أو كان نبي فترة ما بين العهدين. وقد تنبأ عن السيد المسيح بقوله "أنا أعمدكم بماء للتوبة ولكن الذي يأتي بعدي، هو أقوي مني، الذي لست أنا أهلاً أن أحمل حذاءه. هو سيعمدكم بالروح القدس ونار. الذي رفشه في يده، وسينفي بيدره، ويجمع قمحه إلي المخزن أما التبن فيحرقة بنار

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

يريد بالانبياء اولئك الذين تنبأوا عن مجيئه . وهذا تنبأ عليه كالانبياء ورآه كالرسل . ولم يخبر عنه قبل عهد بعيد كالانبياء ولكن تنبأ عنه وهو معاصر له . ليتم ما جاء بنبؤة ملاخي النبي .

تفسير (متى 11: 10): فإن هذا هو الذي كتب عنه : ها أنا ارسل امام وجهك ملاكي الذي يهيء طريقك قدامك .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

ملاخي ٣: ١ ومرقس ١: ٢
1) " ٱلَّذِي كُتِبَ عَنْهُ"  كتب عنه انبياء فى العهد القديم وذكر النبوة  التى وردت فى سفر ملا (ملا 3: 1)   هانذا ارسل ملاكي فيهيء الطريق امامي وياتي بغتة الى هيكله السيد الذي تطلبونه وملاك العهد الذي تسرون به هوذا ياتي قال رب الجنود " وتكررت الآية التى وردت فى إنجيل متى (متى 11: 10): فى   (مر 1: 2)  كما هو مكتوب في الانبياء: «ها انا ارسل امام وجهك ملاكي الذي يهيئ طريقك قدامك. 
أَمَامَ وَجْهِكَ الخطاب هنا للمسيح والكلام على يوحنا.
2) "مَلاَكِي " وردت كلمة ملاك فى العهد الجديد فى سفر الرؤيا ى التحذيرات التى كتبت إلى "رعاة"  لكنائس السبع ولقبهم بكلمة "ملاك" (رؤ 2: 1) اكتب الى ملاك كنيسة افسس: «هذا يقوله الممسك السبعة الكواكب في يمينه، الماشي في وسط السبع المناير الذهبية:(رؤ 2: 8) واكتب الى ملاك كنيسة سميرنا:(:رؤ 2: 12) واكتب الى ملاك الكنيسة التي في برغامس:(رؤ 2: 18) واكتب الى ملاك الكنيسة التي في ثياتيرا: (رؤ 3: 1) واكتب الى ملاك الكنيسة التي في ساردس(.رؤ 3: 7) واكتب الى ملاك الكنيسة التي في فيلادلفيا: (رؤ 3: 14) واكتب الى ملاك كنيسة اللاودكيين:
 بما يعنى أن الملاك هو الراعى الكان اسقف البابا الشماس الخادم الذى يقوم بتعليم الشعب وإعدادهم ليؤمنوا  وإرشادهم للمسيح لهذا سمى يوحنا ايضا بلقب السابق اى الذى يسبق يسوع ويمهد الطريق أمامه  ولمة ملاك التى أطلقت ع يوحنا دليل على أنه لم يأتِ من تلقاء نفسه بل من الله للكرازة. وذكر ملاخي في نبوته التي منها هذا الكلام ملاكين، أحدهما ملاك العهد سيد هيكله، والثاني سابقه وهما المسيح ويوحنا.مثلث الرحمات البابا شنوده الثالث  في ملء الزمان ولد السيد المسيح (غل4:4). وفي ملء الزمان ايضا ولد يوحنا المعمدان، لكي يهيئ الطريق قدامه (ملا1:4). 1- وقد سماه ملاخي ملاكاً، وكذلك إنجيل مارمرقس (مر2:1):  كان القديس مارمرقس يكتب للرومان، والرومان اصحاب المملكة في ذلك الوقت، وكان الملك حينما يأتي، يكون هناك فارس، سابق له، يهيئ الطريق قدامه. ولكن مادام الذي يأتي – كما يبشر مارمرقس – هو ابن الله (مر1:1). إذن من اللائق أن السابق له، الذي يهيئ الطريق قدامه، يكون ملاكاً. وهكذا سجل مارمرقس في بداية إنجيله قول الرب "كما هو مكتوب في الأنبياء: ها أنا ارسل أمام وجهك ملاكي الذي يهيئ طريقك قدامك" (مر2:1) (ملا1:4). 2- إذن من ألقاب يوحنا المعمدان: الملاك، والسابق (أبرودرومس). 
3) " يُهَيِّئُ " أى أعد الشعب وعلمة ليتقبل المسيا المنتظر أى ينبئ بمجيء المسيح ويجهز الناس بمعمودية التوبة لقبول تعليمه .
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

اي قريب منك والى جانبك لانه مكرم كالقريبين من الملك فانهم يكونون مكرمين عنده اكثر من الاجناد البعيدين منه . 

تفسير (متى 11: 11) : الحق اقول لكم : لم يقم بين المولودين من النساء اعظم من يوحنا المعمدان ، ولكن الاصغر في ملكوت السموات اعظم منه .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

الآية التى ذكرت فى إنجيل متى فى (مت 11: 11) الحق اقول لكم: لم يقم بين المولودين من النساء اعظم من يوحنا المعمدان ولكن الاصغر في ملكوت السماوات اعظم منه. وردت بنفس النص فى ( لو 7: 28) لاني اقول لكم: انه بين المولودين من النساء ليس نبي اعظم من يوحنا المعمدان ولكن الاصغر في ملكوت الله اعظم منه».
1) " ٱلْحَقَّ أَقُولُ " هذا تأكيد لما سيقوله فى هذه الآية  لأن المسيح كلم الأه فهو الناطق الإلهى هو الحق المتكلم بالحقيقة ،
2) " ٱلْمَوْلُودِينَ مِنَ ٱلنِّسَاءِ " يعنى الجنس البشري. وقيل عنه فى الكتاب المقدس (أيوب 14: 1) الانسان مولود المراة قليل الايام وشبعان تعبا.(أى 15: 14) (أى 25: 4)
3) " أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا " أي لم يولد إنسان أعظم من يوحنا المعمدان  بين رؤساء الآباء والكهنة ولا الملوك. ولم تكن أفضليته في طريقة حياته أو جهاده أو تعليمه  وإن كان باراً، ولكن في أنه سابق المسيح ومعد الطريق له ، وأقرب إليه والمبشر به أكثر من كل الأنبياء. فعظمة الإنسان تزيد بقربه من المسيح. كما أن عظمته تكمن فى أنه دعى بالمعمدان (الصابغ ) لأنه عمد المسيح وتلاميذه فى نهر الأردن وإذا كان سابق المسيح أعظم من جميع الناس، وإذا كان تلاميذ المسيح الذين هم "الأصاغر " فكم تكون عظمة المسيح نفسه فى الملكوت !
4) " ٱلأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ ٱلسَّمَاوَات " تفسير يقول أن : المسيح صاحب الملكوت رغم انه أصغر سنا من يوحنا هو أعظم من يوحنا الذي يعد الطريق للملكوت وأيضا من يرث الملكوت بالتواضع والمعمودية أعظم من البر بالناموس ما سبق كان عن يوحنا المعمدان وهو على الأرض. ولكن بعد أن فتح السيد المسيح الفردوس للبشر، ودخل أباء وأبرار العهد القديم ودخل معهم أبرار العهد الجديد كان هناك كلامًا آخر، فالكنيسة المقدسة تضع ترتيب السمائيين هكذا مريم العذراء أولًا ثم الملائكة ثم يوحنا المعمدان ثم الشهداء ثم القديسين والأبرار.وناك تفسير آخر يقل أن : الأصغر فى ملكوت السموات هم التلاميذ ومن بعدهم المؤمنون المولودين من الماء والروح  ( مت 25: 40 ) فيجيب الملك: الحق اقول لكم: بما انكم فعلتموه باحد اخوتي هؤلاء الاصاغر فبي فعلتم.(مت 25: 45) فيجيبهم: الحق اقول لكم: بما انكم لم تفعلوه باحد هؤلاء الاصاغر فبي لم تفعلوا."  . والمعنى أن أصغر المسيحيين يكون لهم الميزة  لأنهم نالوا المواعيد وتطهروا ماء معمودية الروح القدس وتناولوا من دم يسوع وجسده مغفرة للخطايا جميع المولودن من النساء فى العهد القديم الذين ماتوا على رجاء سيدخلون أيضا ملكوت السموات ولكن المولودن من النساء فى العهد الجديد سيمتازون عن القديم لأنهم ولدوا ولادة ثانية بالماء والروح (رومية 6: 4 وكولوسي 2: 12). والمعمودية هي ليست من الماء بل بالماء... ويوضح لنا يوحنا الرسول عن الولادة الروحية بقوله: "كلّ من يؤمن أن يسوع هو المسيح فقد ولد من الله،..." (1 يوحنا 5: 1) ثم يقول بولس الرسول: "...، لأني أنا ولدتكم في المسيح يسوع بالإنجيل". (1 كورنثوس 4: 15) ثم يقول أيضاً "لأنكم جميعاً أبناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع" (غلاطية 3: 26). ثم يقول الرسول يوحنا عن المسيح "إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله. وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه، الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله" (يوحنا 1: 11 _ 13).

، لأن الناس كانوا قبل موت المسيح يسيرون على ضوء الفجر فقط. ولكن لما مات المسيح وقام أشرق ضوء الشمس على العالم (يوحنا 8: 12) ثم كلمهم يسوع أيضا قائلا: «أنا هو نور العالم. من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة».، فصاروا إلى نهارٍ كامل،ووصايا المسيح لتلاميذه الأصاغر فى (متى 10) ٠، أصبحت دستوراً لأتباعه أرادوا التبشير وإصلاح المجتمع ونوال نعمة خول الملكوت الذى وعد به المسيح لأحبائه . فلا يظن من ذلك أن أقل المسيحيين أقدس من يوحنا، فالأفضلية متوقفة على مجرد الوسائط، فإن يوحنا كان واقفاً على عتبة العهد الجديد أما المسيحيون بعده فدخلوا الهيكل. وكان يوحنا صديق العريس (يوحنا ٣: ٢٩) وصار المسيحيون مع عدم استحقاقهم العروس نفسها. ولم يحل الروح القدس على يوحنا المعمدان كما حل بها على تلاميذ ذلك العهد .

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

يوحنا اعظم من كل مواليد النساء غير ان المولودين من المعمودية بواسطة الروح القدس اعظم منه . ان مواليد النساء بني الجسد يدعون اما المولودين بالمعمودية بني الله يدعون حتى اذا كان مواليد النساء ذوي اعمال صالحة فلا يكونون افضل من بني الملكوت المدعوين بني الله . ان يوحنا كان كاملاًً في الفضيلة لكنه يطلب نعمة الميلاد لانها تفوق كل فضيلة ويشهد على ذلك قوله للمسيح ” انا المحتاج ان اعتمد منك ” اما انه لم يقم اعظم منه في مواليد النساء فذلك لانه قبل الروح في بطن امه وغفر الخطايا في المعمودية .

ولكن الاصغر في ملكوت السموات اعظم منه

يريد ان المولود بالماء والروح ليكون عدديم الموت هو اعظم من يوحنا . لان يوحنا لم يزل موجوداًً في عالم الموت الا انه نال بعدد ذلك نعمة عددم الموت بواسطة معمودية دمه . فيسمى ملكوت السماوات تلك الموهبة التي يمنحها الروح القدس بواسطة المعمودية ولما قتل يوحنا اعتمد بدمه وفاز بالدرجة العليا فاصبح افضل من المولودين بالمعمودية . ثم ان الوظائف المعطاة من الروح القدس هي ثلاث الاولى وظيفة الانبياء والثانية الوظيفة التي اعطيت ليوحنا المعمدان والثالثة وظيفة الرسل بعدد القيامة عندما نفخ المسيح فيهم قائلاًً اقبلوا الروح القدس . لان الموهبة التي اعطيت للرسل اعظم من التي اعطيت ليوحنا . اما قوله 00 الصغير في ملكوت السموات اعظم منه فقد اراد بالصغار بالرسل وبالملكوت الرمان الذي بعدد القيامة حين نفخ فيهم الروح . فيوحنا وجد متوسطاًً بين الفريقين فهو اعظم من الانبياء واصغر من الرسل . ثم اراد بالملكوت البشارة الجديدة وبالصغار الكهنة ففضلهم على يوحنا لانهم يغفرون الخطايا من غير ان يفضحوا المعترف . ثم نقول ان ربنا جعل فرقا بين العالمين والنعمتين وابان ان يوحنا نال نعمة في هذا العالم اكثر من جميع الناس ومع ذلك فانه لم يبلغ كمال السعادة في العالم الثاني . لان النعمة التي سوف يقبلها واحد من الصغار هي اسمى من تلك التي قبلها هنا . فان كانت المنزلة التي سيبلغها يوحنا هناك لا توصف . اذا ان المسيح لم يستصغر يوحنا لكنه فضل خيرات العالم الآتي على خيرات هذا العالم كما انه فضل يوحنا على مواليد النساء اصحاب الفضيلة في الناموس . وقوله لم يقم يعني ان النساء لم يلدن اعظم من يوحنا ببره وزهده . ولكيلا يظن احد انه اعظم من المسيح استدرك كلامه قائلاًً لكن الصغير في الملكوت اعظم منه . فالصغير هو المسيح لانه اصغر سناًً منه بستة اشهر الا انه اكبر منه عملاًً وتعليماًً في طريق الانجيل . اما يوحنا فقد عاجله الموت قبل ان يسير في الطريق الجديدة اي التعاليم الانجيلية ولم يتناول جسد المسيح ودمه . ويقوله الصغير … اعظم منه عنى عن ذاته لان اليهود يظنونه كذلك اذ كانوا يقولون عنه هوذا اكول وشريب الخمر . ثم ان المسيح ليس فقط اعظم من يوحنا ولكنه أعظم من جميع من في الاعالي . اما قول المسيح لليهود عن نفسه هو ذا افضل من سليمان فلم يقصد التشبيه لكنه قال هذا ليقرب معناه الى فهم السامعين . ولان يوحنا كان عظيماًً في اعينهم فشبهه بنفسه . ولا عبرة بما يرتئيه البعض من المقصود من كلمة الصغير هو يوحنا او آدم ويوحنا ابن زبدى او متياس الذي انتخب رسولاًعوض يهوذا فلو كان المراد بلفظه صغير احد الذين تقدم ذكرهم لما رأى المسيح مانعاً من ذكر امه لكن المقصود بالصغير هو ذات المسيح غيرانه أخفى نفسه لاسباب . 

تفسير (متى 11: 12): ومن ايام يوحنا المعمدان الى الآن ملكوت السماوات يغصب ، والغاصبون يخطفونه .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

وفيما يلى بحث نشره الدكتور غالى حول هذه الآية : أورد متى ولوقا آيتين شبيهتين (متى 11: 12): ومن ايام يوحنا المعمدان الى الآن ملكوت السماوات يغصب ، والغاصبون يخطفونه"  وفى لوقا (لو 16: 16)  «كان الناموس والانبياء الى يوحنا. ومن ذلك الوقت يبشر بملكوت الله وكل واحد يغتصب نفسه اليه." فالعددين في بشارة متى وبشارة لوقا الاثنين يميزوا بين فترتين الفترة الأولى هي من أيام الأنبياء الى اول بداية خدمة يوحنا المعمدان والفترة الثانية من بداية خدمة يوحنا المعمدان الى الوقت الذي يتكلم فيه المسيح والفترتين بهما مقدرة على اختطاف ملكوت الله ولكن بهما اختلاف هام جدا وهو ان الناموس والانبياء يتنبؤا عن مجيء المخلص وفيها من كان يرقد كان يرقد على الرجاء فمن كان يرقد في زمن الأنبياء لم يكن يستطيع ان يخطف الملكوت ولكن له رجاء ان يأتي المخلص فيخرجه من المحبس الي الملكوت  اما من بداية يوحنا المعمدان فبدأ عصر جديد وهو عصر الاعداد للملكوت نفسه ولهذا من كان يقبل كلام يوحنا المعمدان ويتوب ويتعمد هذا كان يتنقى قلبه وقبل المسيح ربا ومخلصا وهذا خطف الملكوت ولم يحتاج ان يدخل المحبس أولا.  فمتى البشير ولوقا البشير الاثنين وضحوا الفرق بين العصرين

أشار المسيح بهذا إلى تأثير خدمة يوحنا برهاناً لما بيَّنه من عظمته في العدد العاشر.
1) "مِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا "
من بحث  د/ غالى حول هذه الآية : من أيام يوحنا = هنا المسيح يتكلم عن بداية خدمة يوحنا والاعداد للمسيح بمعمودية التوبة وهي التي فيها كان كان يوحنا المعمدان نهاية للعهد القديم، وبه يبدأ العهد الجديد، به انتهت رسالة الأنبياء، ومن يوم ابتدأ خدمته في تعميد التائبين بدأت خدمة ملكوت السموات، لأن هؤلاء التائبين صاروا مستعدين لقبول المسيح، بل مستعدين أيضًا لمعرفته. وما دفع الناس للتغصب أيام يوحنا المعمدان هو تعليم المعمدان وإنذاراته مما وضع الخوف في قلوب الناس فاندفعوا يسألون ماذا نفعل (لو3: 10). وكانت دعوة المعمدان توبوا، ومن تجاوب معه وقدم توبة تنقى قلبه فعرف المسيح. وكان هذا هو دور المعمدان أي تمهيد الطريق للمسيح.
فهذا يذكره المسيح كسبب آخر لعظمة يوحنا المعمدان، إذ بتعليمه ومناداته بالتوبة جعل الكثيرين يجاهدون ويتوبون فيغتصبون ملكوت السموات فمنذ ظهور يوحنا المعمدان مناديًا بدعوة التوبة واليهود يتزاحمون عليه ويقدمون توبة في جهاد، واعتمدوا على يديه وغيروا سيرتهم ونبذوا خطيتهم فبهذا هم يغتصبون ملكوت السموات. ويوحنا اعد الكل لقبول المسيح كما نرى وبخاصه بعد سجنه أرسل تلاميذه ليصيروا تلاميذا للمسيح.

أشار المسيح إلى طريقة وأسلوب يوحنا فى حياته التى أثرت فى الشعب م أشار إلى ما حدث من التغير العظيم  فى نفوس الناس من تعاليم  يوحنا في مدة قصيرة ، من بدء كرازة يوحنا إلى أن بدأ المسيح بشارته وكرازته ، ولعل مدة تبشير يوحنا لا تزيد على سنة أو سنة ونصف. وشهد لوقا بعظمة ذلك التغيير فقال: «كان الناموس والأنبياء إلى يوحنا. ومن ذلك الوقت يبشر بملكوت الله، وكل واحد يغتصب نفسه إليه» (لوقا 16: 16) ونهض الشعب اليهودى كله روحيا في تلك المدة القصيرة  على رغم رؤسائها وسبط الكهنة كانوا بعيدين عن هذا لعمق الروحى ، وبالرغم من أن يوحنا كان من سبط لاوى سبط الكهنة إلا أن التعليم والصايا التى نادى بها يشبه حركة مدينة  تخطى حدود الكهنوت وطوئف اليهود مثل الكتبة والفريسيين والصدوقيين والهيرودسيين وغيرهم .

2) " ِ يُغْصَبُ،"  أى أن الشعب بعد إيمانهم بالتعاليم جاهدوا فى تطبيق وصايا هذا التعليم وفى جهادهم غصبوا أنفسهم لكى بسيروا حسب وصايا الرب حدث هذا منذ وقت يوجنا أى منذ أيامه وحتى يومنا هذا
3) "ٱلْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَه " أي أن
جموع اليهود الذين تعمدوا من يوحنا والذين تزاحموا حول يسوع ليسمعوا تعليمهما، وكانوا غيورين ومجتهدين كأنهم يخطفون غنيمة ودل قوله «مِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ إِلَى الآنَ» (متّى ١١: ١٢). على أن تأثير شهادة يوحنا كان باقياً حتى بعد سجنه وكان مؤثرا فى الناس وأرجعم إلى طريق الرب فإستحقوا الملكوت . فالأنبياء تنبؤا ولم يروا بعينهم ولكن يوحنا المعمدان لم يتنبأ فقط بل شهد
(يو 1: 32- 34)  شهد يوحنا قائلا اني قد رايت الروح نازلا مثل حمامة من السماء فاستقر عليه و انا لم اكن اعرفه لكن الذي ارسلني لاعمد بالماء ذاك قال لي الذي ترى الروح نازلا و مستقرا عليه فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس   و انا قد رايت و شهدت ان هذا هو ابن الله  " لقد كان  المسيح امامه عيانا ولهذا شهادته حق وأيضا نه  اعد الطريق لبداية خدمة المسيح ومن سمعوا شهادته وأيضا تعمدوا على يده بمعمودية التوبة وقبلوا المسيح خطفوا الملكوت.  "  لان المسيح امامه عيانا ولهذا شهادته حق

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

انه دعى العالم الآتي ملكوت السماء فقال ان ابتداء هذا الملكوت من معمودية يوحنا ولا يمكن احد ان ينال الملكوت الا بشق النفس وقهر الشهوات وتحمل الشدائد مع ممارسة الفضائل واعمال البر في هذا العالم . 

تفسير (متى 11: 13) : لان جميع الانبياء والناموس الى يوحنا تنبأوا .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

(متى 11: 13) «لأَنَّ جَمِيعَ ٱلأَنْبِيَاءِ وَٱلنَّامُوسَ إِلَى يُوحَنَّا تَنَبَّأُوا».ولوقا البشير يقول نفس الامر  (لو 16: 16) " كان الناموس والانبياء الى يوحنا ومن ذلك الوقت يبشر بملكوت الله وكل واحد يغتصب نفسه اليه  "
يعتبر يوحنا حلقة الوصل بين العهد القديم والجديد وبيوحنا إنتهى نظام العهد القديم الذي كان فصحة إستعدادا لسر شكر (الإفخارستيا )  التناول الذى أسسه المسيح بدأ يقدم حنا العهد الجد، فكان هو الحلقة الأخيرة في تاريخ الذبائح الدموية  من سلسلة وسائط ذلك العهد الطويلة. وفي هذا العدد إثبات لما قيل في عدد ١١ وردٌّ على ظنون البعض أن يوحنا يغير شهادته أو شك فى المسيح لطول بقائه في السجن.
1) " ٱلأَنْبِيَاءِ وَٱلنَّامُوسَ"  ويوحنا مثله مثل الأنبياء وناموس العهد القديم كانا يتنبآن عن المسيح ومجيئه، وكانا يكلمان اليهود عن الطقوس والفرائض القديمة التي ترمز للمسيح

فكان الأثنين الأنبياء والناموس يعلنان للبشر إرادة الله وتدبيره . الناموس والانبياء إنما هما فترة زمنية تنتهي ببداية خدمة يوحنا المعمدان. لان الناموس والانبياء تنبأ عن المسيح. والحق أن الناموس نفسه نبوة، لأن طقوسه رموز إلى المسيح الذى قيل عنه  «ظل الخيرات العتيدة» (عبرانيين ١٠: ١).
2) "إِلَى يُوحَنَّا " أى أن ما قاله الأنباء وطقوس وفرائض الناموس إلى يوحنا لأنه آخر أنبياء العهد القديم، كان في هذا العهد لم يكن سوى رمز واستعدادا لعهدا جديدا يوحنا المعمدان الذي بدأ بمعمودية التوبة تمهيدا للمسيح فقد بدأ فعلًا الاستعداد لنشر هذا الملكوت السماوي في العالم ويهيئ له شعبا مستعدا (لو 1: 17)
 ويتقدم امامه بروح ايليا وقوته ليرد قلوب الاباء الى الابناء والعصاة الى فكر الابرار لكي يهيئ للرب شعبا مستعدا» . لقد اكتمل وانتهى عصر طقوس الناموس التي كانت تشير للمسيح، فالمسيح نفسه أتى، اما فترة يوحنا المعمدان من بداية خدمته فهي لم تكن تنبؤ فقط بل تبشير بملكوت الله (ومن ذلك الوقت يبشر بملكوت الله) وهذا التبشير جعل كل من يقبل التوبة يتنقى ويستعد وهذا قبل المسيح واختطف الملكوت لنفسه
3) " تَنَبَّأُوا " أي اتصلت نبواتهم بالتتابع إلى يوحنا أى حتى نبوئته أشارت إلى المسيا / المسيح  ومع أن موسى والأنبياء ماتوا قبل يوحنا بمئات السنين إلا أن المسيح اعتبرهم أحياء لأن شهاداتهم المكتوبة لا تموت ولا تسقط . وظلت فى العهد القديم بقيت خالدة  فيجوز أن يقال إن البشيرين والرسل لا يزالون يتكلمون إلى اليوم. وها هي نبوات الأنبياء والناموس قد تحققت، وبدأ تأسيس ملكوت السموات بدءًا من يوحنا المعمدان وحتى الآن.أعد يوحنا قبول المسيح ومن كان يقبل كلام يوحنا المعمدان ويتوب ويتعمد هذا كان يتنقى قلبه وقبل المسيح ربا ومخلصا وهذا خطف الملكوت ولم يحتاج ان يدخل المحبس أولا.
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

اي ان النبؤات التي قيلت عن مجيئي قد ختمت بنبوات يوحنا فجئت انا المسيح المنتظر فالواجب عليكم ان تؤمنوا بي . 

تفسير (متى 11: 14) : وان اردتم ان تقبلوا ، فهو ايليا المزمع ان يأتي .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا " عرف يسوع بقدرته أن بعض السامعين كان يعتقد أن إيليا الحقيقى سيجئ قبل المسيا ولكن الرب فى نبوءاته قصد بروح وقوة إيليا  حتى أن تلاميذه سأوه هذا السؤال (مت 17: 10- 13) وساله تلاميذه: «فلماذا يقول الكتبة ان ايليا ينبغي ان ياتي اولا؟» 11 فاجاب يسوع: «ان ايليا ياتي اولا ويرد كل شيء. 12 ولكني اقول لكم ان ايليا قد جاء ولم يعرفوه بل عملوا به كل ما ارادوا. كذلك ابن الانسان ايضا سوف يتالم منهم». 13 حينئذ فهم التلاميذ انه قال لهم عن يوحنا المعمدان. "

 

2) " فَهٰذَا هُوَ إِيلِيَّا ٱلْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِي" ختم المسيح كلامه عن يوحنا المعمدان بتفسيره لنبوة ملاخي عن يوحنا ( ملا 4: 5- 6) هانذا ارسل اليكم ايليا النبي قبل مجيء يوم الرب اليوم العظيم والمخوف. 6 فيرد قلب الاباء على الابناء وقلب الابناء على ابائهم لئلا اتي واضرب الارض بلعن " فإنه أنبأ بمجيء إيليا. فبيَّن المسيح أن يوحنا هو الذى جاء بروح  بإيليا كما شهد الملاك الذي بشر بولادته أيضاً (لوقا ١: ١٧).ويتقدم امامه بروح ايليا وقوته ليرد قلوب الاباء الى الابناء والعصاة الى فكر الابرار لكي يهيئ للرب شعبا مستعدا»  ولهذا نجد أن يوحنا المعمدان قال على نفسه إنه ليس إيليا لأن كل الذين سألوه سالوه بفكرهم عن شخص إيليا النبى الحقيقى (يوحنا 1: 19- 21) وهذه هي شهادة يوحنا، حين ارسل اليهود من اورشليم كهنة ولاويين ليسالوه:«من انت؟» 20 فاعترف ولم ينكر، واقر:«اني لست انا المسيح». 21فسالوه:«اذا ماذا؟ ايليا انت؟» فقال:«لست انا». «النبي انت؟» فاجاب:«لا». " ويذكر الدكتور غالى المعروف بهولى بايبل تفسيرا لهذه ألاية  أن النبوات تقول أن المسيح سيأتى مرتين أتى المرة الأولى  متجسدا يتقدمه روح وقوة إيليا بينا سيأتى المرة الثانية يتقدمه إيليا الحقيقى وفيما يلى ما ذكره : (سفر ملاخي 4 : 5)  هانذا ارسل اليكم ايليا النبي قبل مجيء يوم الرب اليوم العظيم و المخوف" في مجيئ المسيح الاول هو جاء وديع ومتواضع القلب يحرق الخطيه ويعزي النائحين ولكن في مجيئ المسيح الثاني بالفعل يكون يوم عظيم مخوف فكلام ملاخي النبي هنا اكثر عن المجيئ الثاني اكثر ولهذا يتوقع الكثيرين من الاباء والمفسرين ان احد الشاهدين الذين يتكلم عنهما (رؤيا 11: 3 ) هو ايليا  فرسول ياتي بروح ايليا ياتي قبل المجيئ الاول وايليا ياتي قبل المجيئ الثاني غالبا ولكن لأن ملاخي قد أنهى نبوته بنبوتين، واحدة عن مجيء يوحنا المعمدان كسابق للمسيح في مجيئه الأول ونبوة عن مجيء إيليا كسابق للمسيح في مجيئه الثاني (ملا1:3 + ملا5:4). وحيث أن اليهود لم يكن لهم علم بأن المسيح سيأتي مرتين، مرة للفداء ومرة للدينونة، فقد إلتبس عليهم الأمر وظنوا أن (ملا1:3، ملا5:4) متطابقان، وأن المسيح سيأتي مرة واحدة يسبقه فيها ملاكه الذي يهيئ الطريق أمامه، وأن هذا الملاك المذكور في (1:3) هو هو نفسه إيليا المذكور في (5:4)
وهنا يوضح انه يسالوه بناء علي مفهومهم الخطأ لنبوة ملاخي كما وضحت سابقا لانه يعتقدوا ان ايليا بذاته هو الذي سياتي قبل المسيح لانهم لم يفرقوا بين المجيئ الاول والثاني ولكن هذا مفهوم خطأ وبخاصه انهم يعلمون ان يوحنا المعمدان هو ابن زكريا واليصابات وولد ولكن لم ينزل من السماء ولكن يوحنا المعمدان فاهم ان مفهومهم خطأ فيصحح فهو ليس ذات ايليا ولكنه الرسول الذي ياتي قبل المسيح بقوة روح ايليا وهو لو كان اجاب انه ايليا يكون ذلك بمعنى أن المسيح قادم فعلاً في مجيئه الثاني للدينونة، وليس في مجيئه الأول للخلاص اما عن سؤالهم النبي انت وهي شرحتها سابقا في تثنية 18: 15-18 باختصار فهم فهموا ايضا نبوة موسي ان قبل المسيح سياتي نبي مثل موسي في تعبير مثلك فهم فرقوا بين مثلي في 15 و مثلك في 18 ولكن يوحنا المعمدان وضح ان هذا المفهوم ايضا خطأ  4: 6  وهذا لان في الزمان الاخير سيكون هناك تمرد شديد في الاسره وعدم احترام الاب والام التي هي اول وصيه بوعد ونري ملامح ذلك بدأت تزيد فالحقوق المتاحه بقوانين تمنع هذه الايام حتي علي الاباء ان يربوا ابناؤهم تريبة صحيحه وبدات انانية الابناء تزيد وتعيدهم بالقول علي الاباء تصحبه صعبه وقريبا في زمن جيل او اكثر سنري كوارث في علاقة الابناء بالاباء وهذا سيكون عمل ايلي قبل المجئ الثاني، فلقد فسدت العلاقات الأسرية، علاقات الأباء بأبنائهم بسبب فساد الزواج، وطلاق الأباء للأمهات جرياً وراء شهواتهم. وإيليا سيأتي ليعيد المحبة المفقودة، فبدونها سيحترق الناس عند مجيء المسيح. والمعنى الأشمل أنه سيقف في وجه تيار الخطية الذي تسبب في فساد العلاقات الأسرية. ولكن ايضا هذا المعني في المجيئ الاول وما فعله يوحنا المعمدان واضرب الارض بلعنه بقصد به المجيئ الثاني والضيقه العظيمه التي تسبقه وحريق النار للاشرار لان مجيئ السيد المسيح الاول بركه وحتي في صعود المسيح بعد القيامه كان ختام كلماته بركه ولكن مجيؤه الثاني سيكون لعنة للاشرار اذا عندما قلت ان المشكك اخطأ الفهم هذا صحيح , لانه فهم ان يجب ان ياتي ايليا نفسه قبل المسيح في مجيؤه الاول ولكن ملاخي يتكلم عن المجيئ الثاني في (ملا 4: 5-6 ) فيرد قلب الاباء على الابناء و قلب الابناء على ابائهم لئلا اتي و اضرب الارض بلعن

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

قال ذلك لاجل مساواة درجتهما وكما ان يوحنا جاء قبل المسيح وبشر بمجيئه هكذا في آخر الزمان يأتي ايليا قبل مجيئه الثاني فتتم فيه النبؤة القائلة اني سوف ارسل لكم ايليا التشبي الذي يرد قلوب الآباء الخ .

تفسير (متى 11: 15) : من له اذنان للسمع فليسمع .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

كان يسوع يكرر الآية التى تحض مستمعية أن يسمعوا بمعنى يدركوا حقا ما يقوله ويأخذونه ويحفظونه فى قلوبهم (مت 11: 15) «مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ». (متّى 13: 9)   (.مت 13: 9) (مت 13: 43) (مر 4: 9ث)(مر 4: 23)(مر 7: )(.لو 8: 8)(.لو 14: 35)
معنى هذا أن كلمات المسيح هامة جدا لأنها كلمات يسوع لها روح وحياة واليوم عندما نقرأ كلمات المسيح يجب أن نسمع له لأن كلماته لا تموت فلها صفة الحياة ، يجب الإصغاء وتطبيق وصاياه وتعاليمة وليس لمجرد السمع للتسلية وعدم التركيز فى ما يقال ، السمع والتأمل لإدراك المعنى الدقيق لكلامه (مر 9: 7) وكانت سحابة تظللهم. فجاء صوت من السحابة قائلا: «هذا هو ابني الحبيب. له اسمعوا». (لو 14: 35)  (رؤيا ٢: ٧).من له اذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس. من يغلب فساعطيه ان ياكل من شجرة الحياة التي في وسط فردوس الله».  ولأن لكل إنسان أذنين للسمع فليسمع الشعب عى الأقل بأذن من يوحنا الذى بشر بالمسيح والأخرى لمسيح صاحب الملكوت  فعدم معرفة الناس طريق الخلاص ليس لعدم وسائط السمع، بل لأنهم لا يريدون أن يصغوا بآذانهم وقلوبهم.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

اي من كانت له نفس خاضعة فلتسمع ما أقوله عن يوحنا . 

تفسير (متى 11: 16) : وبمن اشبه هذا الجيل ؟ يشبه أولاداً جالسين في الأسواق ينادون الى اصحابهم 

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

هذه الفقرة التى وردت فى إنجيل متى (مت 11: 16- 19)  وردت يضا فى لوقا ( لوقا 7: 31- 35)
1) " «وَبِمَنْ أُشَبِّهُ هٰذَا ٱلْجِيلَ؟ " فى الأعداد السابقة شهد المسيح  لأعمال  يوحنا وحياته ووظيفته، ثم أشار إلى الفرق بين يوحنا وبينه فى مثل من أمثلته الشهيرة لتوصيل تعاليمه وما يريده للشعب  (لوقا 7: 30).ثم قال الرب: «فبمن اشبه اناس هذا الجيل وماذا يشبهون؟ . وفى المثل الذى سيذكره لاحقا أعلن عن طريقة الحياة وسرد التعاليم  للسامع فى الفرق بين يوحنا والمسيح أحدهما منعزل إجتماعيا والآخر مندمج إجتماعيا من الشعب  ولم يستطع الكتبة والفريسيون أن يصلوا لهذا المفهوم في عمل كل من يوحنا والمسيح  وحياته ووظيفته
2) "هٰذَا ٱلْجِيل " ليس المقصود بالجيل أى كل الجيل لأن منهم من آمن ، بل رؤساء اليهود الروحيين لمسئولين عن الشعب  (لوقا 7: 29) وجميع الشعب اذ سمعوا والعشارون برروا الله معتمدين بمعمودية يوحنا
3) " يُشْبِهُ أَوْلاَداً" يجتمع هؤلاء اولاد فى أسواق القرى والمدن الشعبية وهم يأتون مع آبائهم الذين قدموا للسوق  للتجارة أو لبيع وشراء إحتياجاتهم الإسبوعية
4) " فِي ٱلأَسْوَاق"   فيجتمع الأولاد ويلعبون معا  فى السوق  حيث المساحة الواسعة .

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

اراد بالجيل الشعب اليهودي . فان بذلك ان غايته وغاية يوحنا واحدة وان كانا مختلفين في الحال والمعيشة . فان يوحنا سلك في حياته طريق البر والزهد والمسيح طريق الاكل والشرب ولكن بسذاجة حتى اذا كانوا يحبون الصوم تبعوا يوحنا وان صعب عليهم اتباع طريقة يوحنا تبعوا المسيح . أما هم فلم يسلكوا الطريقين فهم اذاً لا يبرأون من اللوم لانهم لم يؤمنوا بالمسيح ولا قبلوا تعليم يوحنا فالذين قبلوه كانوا كفرة وخطفة فورثوا الملكوت . 

تفسير (متى 11: 17) : ويقولون : زمرنا لكم فلم ترقصوا ! نحنا لكم فلم تلطموا !

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 القلوب الجامدة والوجوه الصلبة التى لا تتفاعل مع الفرح ولا مع الحزن .. ماذا يفعل اولاد مع رفقائهم بعدم التفاعل معهم والإنضمام لألعابهم وهذه شكوى بعض الأولاد من رفقائهم لأنهم لم يريدوا الاشتراك معهم في اللعب، فقد لعبوا مرةً لعبة العرس ومرة أخرى لعبة الجنازة فرفضوا أن يشتركوا في واحدٍ منها، وبقوا معتزلين اللعب، عابسين.
1) "زَمَّرْنَا لَكُمْ " أي نفخنا لكم فى المزمار بلحن  الفرح فتجاهلتمونا ولم تتفاعلوا مع الفرح ولم ترقصوا طرباً.
2) " نُحْنَا لَكُمْ " قاموا بتقليد أهاليهم فى الأحزان إما بلحن الحزن بأفواههم وإما بالآلات كعادة الناس في الجنازة، فلم يظهروا  رفقائهم علامة الحزن.
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

قال قوم ان هذه القصة وقعت في عهد المسيح في احدى المدن وذلك ان فئة من صبيان اجتمعت فانقسمت قسمين واخذ القسم الواحد يغني حتى يرقص الآخر ويفرح الواحد ليفرح الثاني فما فرح ولا رقص لكنه اخذ يبكي وينوح حتى ينوح الثاني ويبكي فما بكي القسم الاول ولا غنى القسم الثاني فوقف الفريقان في الطريق يتعاتبان قائلين ” زمرنا لكم فلم ترقصوا نحنا لكم فلم تلطموا “  فاورد يسوع هذا المثل ليفهم السامعين انهم لم يتبعوا تعاليمه ولا تعاليم يوحنا. لان المسيح جاء اليهم يأكل ويشرب فرذلوه قائلين عنه انه اكول شريب للخمر محب للعشارين والخطاة وفيه شيطان . ويوحنا جاءهم بطريق الزهد والتقشف فقالوا ان به شيطاناً . 

تفسير (متى 11: 18)  : لأنه جاء يوحنا لا يأكل ولا يشرب : فيقولون : فيه شيطان .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
فى هذا العدد والذى يليه فسر لهم المسيح مثل أو تشبيه الأولاد الجالسين فى السوق يزمرون مرة وينوحون مرة أخرى
1) " لا يأكل ولا يشرب " : أى «لاَ يَأْكُلُ خُبْزًا وَلاَ يَشْرَبُ خَمْرًا» (لوقا ٧: ٣٣) فيوحنا المعمدان جاء متقشف جدا لباسه من الوبر ولا ياكل اكل شهي بل جراد وعسل بري ولا يشرب اي خمور لانه نذير أي أنه لم يأكل ولم يشرب كسائر الناس، لأن طعامه كان الجراد والعسل البري (متّى 3: 4).  لأنه كان نذيراً (لوقا ١: ١٥) فكان لا بد أن يمتاز عن سائر الناس بالأكل والشرب.
2) " فَيَقُولُونَ"  أي الكتبة والفريسيون.
3) " فيه شيطان " : ولإختلافه عن مجتمع الكهنة والفيسيين وقادة الدين ومتقشف فكان رد فعل الكتبه والفريسيين والصدوقيين بانه به شيطان من كثرة تقشفه  أي أنه يشبه الشيطان لأنه إعتزل عن سائر الناس وإقام في البرية، وفي منعه نفسه عن ضروريات الحياة ولذّاتها كما يفعل من عليهم شياطين  الذي ذُكر في (متّى 8: 28) .

تفسير (متى 11: 19) : جاء ابن الإنسان يأكل ويشرب ، فيقولون : هو ذا انسان أكول وشريب خمر ، محب للعشارين والخطاة . والحكمة تبررت من بنيها “ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "ٱبْنُ ٱلإِنْسَان " هو المسيح قال هذا عن نفسه في حديثه مع المولود أعمى، فآمن به وسجد له (إنجيل يوحنا 9: 35- 38). وكان يلقب نفسه أحيانًا [الابن] بأسلوب يدل على لاهوته كقوله "لكي يكرم الجميع الابن، كما يكرمون الآب" (يو5: 21- 23). وقوله أيضًا "ليس أحد يعرف من هو الابن إلا الآب. ولا من هو الآب إلا الابن، ومن أراد الابن أن يعلن له" (لو10: 22). وقوله أيضًا عن نفسه "إن حرركم الابن فبالحقيقة أنتم أحرار" (يو8: 36). وقد قبل المسيح أن يدُعى ابن الله، وجعل هذا أساسًا للإيمان وطوّب بطرس على هذا الاعتراف قبل هذا الاعتراف من نثنائيل (يو1: 49)، ومن مرثا (يو11: 27)، ومن الذين رأوه "ماشيًا على الماء" (أنجيل متى 14: 33). وطوّب بطرس لما قال له "أنت هو المسيح ابن الله". وقال "طوباك يا سمعان بن يونا. إن لحمًا ودمًا لم يعلن لك، لكن أبى الذي في السموات" (مت16: 16، 17). وفي الإنجيل شهادات كثيرة عن أن المسيح ابن الله.
إنجيل مرقس يبدأ بعبارة "بدء إنجيل يسوع المسيح ابن الله" (مرقس 1: 1). وكانت هذه هي بشارة الملاك للعذراء بقوله "فلذلك القدوس المولود منك يُدعى ابن الله" (لو1: 35). بل هذه كانت شهادة الآب وقت العماد (مت3: 17)، وعلى جبل التجلي (مر9: 7)، (رسالة بطرس الثانية 1: 17، 18). وقول الآب في قصة الكرامين الأردياء "أرسل ابني الحبيب" (لو20: 13). وقوله أيضًا "من مصر دعوت ابني" (متى 2: 15). وكانت هذه هي كرازة بولس الرسول (سفر الأعمال 9: 20)، ويوحنا الرسول (رسالة يوحنا الأولى 4: 15)، وباقي الرسل.
2) " يَأْكُلُ وَيَشْرَب"  إبن الإنسان يعيش كسائر الناس بلا قهر الجسد.
3) " فَيَقُولُونَ " الذين لا يؤمنون برسالة يوحنا ولا المسيح وهم قادة اليهود الدينيين  لاموا يوحنا على طريقة معيشته كما لاموا المسيح على عكس معيشة يوحنا . فجاء يوحنا بقساوة العهد القديم فلم يرضهم، وجاء المسيح بلين العهد الجديد فلم يسروا به.
4) " أَكُولٌ وَشِرِّيبُ خَمْرٍ" نسبوا ذلك إليه لا لإفراطه في الأكل والشرب، بل لأنه لم ييتقشف  في مقتضيات الجسد كيوحنا.
5) " مُحِبٌّ لِلْعَشَّارِينَ وَٱلْخُطَاة "  لاموه أنه خالط العشارين والخطاة أكثر من باقى الناس فذهب لسواق والمجامع والبيوت وقبل أن يأكل على موائد   فى البيوت وذهب إى مدن إسرائيل ليبشرهو وكان عنوان بشارته ( لوقا 5: 32) لم آت لأدعو أبرارا بل خطاة إلى التوبة».خلافاً ليوحنا المعمدان الذي انفرد عن الناس وسكن البرية. وأرادوا بقولهم محب للعشارين والخطاة لينالوا من سمعته فإذا كان يصادق العشارين والخطاة فلن يكون أتى من الرب لأنه أنه يحب عشرتهم ، فهو منهم وفيهم. لكن هذا التعيير (أي أنه صديق الخطاة) هو مجده،ذلك لأنه "يريد أن الجميع يخلصون" (1 تي 2: 4). هو لا يشاء أن يهلك أحد، بل أن يقبل الجميع إلي التوبة (2 بط 3: 9). وهو من أجل خلاصهم مستعد أن يتغاضى عن أزمنة الجهل (أع 17: 30). بل إنه يقول في محبته العجيبة "هل مسرة أسر بموت الشرير.. إلا برجوعه.. فيحيا" (حز 18: 3). هو يحبنا ويريدنا بالتوبة أن نتمتع بمحبته..يريد بالتوبة أن يشركنا في ملكوته، ويمتعنا بمحبته..
6) " وَٱلْحِكْمَةُ تَبَرَّرَتْ مِنْ بَنِيهَا "  فإن للحكمة أبناءها .لام الكتبة والفريسيون طريقة حياة  يوحنا والمسيح ولم يلتفتوا للتعاليم والوصايا التى علموا بها الشعب ،أما بنو الحكمة الحقيقية أبناء الملكوت أبناء الرب فقد آمنوا بها . بنوا الحكمة إقتنوا حكمة يوحنا والمسيح وقدروها وبنو الحكمة هم تلاميذ المسيح المؤمنون. وغيرهم من اليهود كانوا كأولاد الأسواق، كثيري التقلب سريعي الضجر. صرا بنو الحكمة أبرارا فبرروا يسوع ويوحنا، لأنهم رأوا تصرفهما مناسباً لعملهما  فى توصيل الهطاة للتوبة وتصرفهما هو تطبيقا للنبوات التى قيلت عنهم فى العهد القديم المتعلقة بهما. فقد عاب عليه أولاد الجهالة بينما برره أولاد الحكمة. والغريب أن هذه الشكوى الغير منطقية التى كان اليهود يشتكون بها على المسيح ويوحنا بلا سبب، فإن أهل العالم لا يزالون يشتكون على المسيحيين بلا سبب أيضا . فكيفما سار أهل التقوى يستنذبهم أهل الدنيا. ولكن الله يعرف خاصته ويبررهم.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  .

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

اي ان المسيح المشبه بالحكمة قد تبرأ من بنيه العصاة المردة لانه عاش بينهم لفائدتهم فلم يستفيدوا منه . ثم ان الحكمة في عمل المسيح هي ترك سيرة يوحنا الشاقة واتخاذه طريقاًً متوسطة ليسهل على الناس اتباعها واما قوله بنوالحكمة فهم اولئك الذين ارعووا وصاروا صالحين فاضلين .

تفسير انجيل متى الاصحاح الحادي عشر

ويل للمدن التي لم تتب (متى 11: 20-  24)

ويل للمدن التي لم تتب

اورد الإنجيلى متى الويلات على المدن التى لم تتب فى (متى 11: 20-  24)  وكذك الإنجيلى لوقا فى  ( لوقا 10: 13- 15) «ويل لك يا كورزين! ويل لك يا بيت صيدا! لانه لو صنعت في صور وصيداء القوات المصنوعة فيكما لتابتا قديما جالستين في المسوح والرماد. 14 ولكن صور وصيداء يكون لهما في الدين حالة اكثر احتمالا مما لكما. 15 وانت يا كفرناحوم المرتفعة الى السماء ستهبطين الى الهاوية. 16 الذي يسمع منكم يسمع مني والذي يرذلكم يرذلني والذي يرذلني يرذل الذي ارسلني».

 

تفسير (متى 11: 20) : حينئذ ابتدأ يوبخ المدن التي صنعت فيها اكثر قواته لانها لم تتب :

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس


1) " حِينَئِذٍ ٱبْتَدَأَ " لما إنتهى المسيح من توبيخ اليهود لإدانتهم على طريقة معيشة يوحنا المعمدان وطريقة معيشتة حتى يمنعوا الشعب لإيمان بهم ، بدأ ينذر المدن التي بشر فيها كثيرا وعمل معجزاته فيها. واستعمل في هذا الإنذار الويلات فى بعض العبارات التي قالها في خطابه السبعين تلميذاً (لوقا ١٠: ١٣ - ١٥، ٢١، ٢٢).
2) " يُوَبِّخُ " وبخهم يعنى لامهم على عدم ايمان بهم بالرغم من مجهزده المضاعف فى هذه المدت وهذا اللوم  أظهر حزنهه اللاهوتى  على عدم توبة الذين سمعوا كلماته ورأوا معجزاته لمعرفة الحق ولكنهم لم يتوبوا ولم يؤمنوا به .

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

اي ان المسيح أخذ يوبخ سكان المدن التي صنع فيها قوات كثيرة فلم يتب اهلها .

تفسير (متى 11: 21) : ويل لك يا كورزين ! ويل لك يا بيت صيدا ! لانه لو صنعت في صور وصيداء القوات المصنوعة فيكما ، لتابتا قديماً في المسوح والرماد .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

ويذكر " كتاب .. وقرار" وهو بحث دراسى منطقى فى صحة الكتاب المقدس , تأليف : جوش ماكدويل عن هذه المدن الثلاث فيقول فى كتابه : [عرفت كفر ناحوم فى الإنجيل بأنها مدينة سوع لأن يسوع عندما ترك الناصرة أتى وسكن فى كفر ناحوم ولا توضح النبوات كيفيه محددة لخراب هذه المدن ولكنها توضح الخراب الآتى عليها كلها معا تقول دائرة المعارف البريطانية عن كفر ناحوم أنها " مدينة قديمة عى الشاطئ الشمالى الغربى لحر الجليل ويقولون أن موقعها اليوم تل حوم ولم تمنع شهرتها القديمة من إختفاء إسمها ومن الجدل حول موقعها ويقول جورج ديفس / " إن زلزالا دمر كفر ناحوم عام 400 م وهلكت مع كفر ناحوم كوروزين وبيت صيدا فى الوقت ذاته 

ويمضى ديفيس ويقول : إن موضع بيت صيدا على بحر الجليل كتن جميلا جدا حتى قرر الملك الوليد الأول عام 700 م أن يبنى قصرا شتوريا على مواقع خرائبها ولكنه مات قبل إكمال بناء القصر ةمرت القرون وإندثر القصر ولا يتبقى هناك إلا بعض أحجار الأساس وبعض البلاط الموزايك فى الأرضيات وقد عطى رجال الآثار البلاط بالرمل حتى لا يسرقه اللصوص ويضيع كل أثر لمكان القصر ويقول ديفس فى وصف كفر ناحوم أن المجمع الموجود فيهات ظل قرونا طويى مدفونا تحت التراب مثل بقية المدينة الخربة وقد حاول أحدهم أن ينقب عن المجمع بين الخرائب فأعاد إقامة جدرانه كما أعاد إقامة بعض أعمدته فى مكانها ولكن ما لم يتوقعه حدث فقد مات مات مهندس المشروع فجأة كما مات من قبله الملك الوليد قبل أن يكمل قصره فى بيت صيدا 

ويذكر مرل أنجر فى قاموسه أن الخراب المعلن على كفر ناحوم وكوروزين وبيت صيدا غير المومنين (مت 11: 23) قد تحقق تماما فإن تل ناحوم اليوم عبارة عن خرائب ميلها مثل بيت صيدا وكوروزين وقد وجد بكفر ناحوم مجمع إكتشفوه بعد التنقيب يجع للقرن الثالث الميلادى

ويعلق ديفس على مدينة طبرية  فيقول ان المسيح لم يقل كلمة واحدة على مدينة طبرية وقد أخربت عدة مرات ولكن أعيد بناؤها فى كل مرة ويقول / " فى كل مرة زرنا فيها هذه المنطقة إنذهلنا من تحقيق نبوة المسيح لقد أخربت المدن الثلاث وبقيت طبرية قائمة طيلة 19 قرنا ] أ. هـ 

 

وبخ المسيح المدن التي كانت وقتئذٍ في غاية العظمة، لكنها خربت منذ قرون كثيرة. والضربات التي أنبأ المسيح بوقوعها على تلك المدن وقعت على أهلها، وعلامات وقوعها لا تزال ظاهرة على أطلالها.
1) " وَيْلٌ " أي مصابٌ عظيم. وهذا يدل على شدة حزن المسيح ليس على خراب المدينة ولكن على هلاك الشعب بها لأنه لم يؤمن بالمسيح بالرغم من تبشيره فيها  
2) " كُورَزِين" ُذكرت مدينة كوروزين  فى هذه الآية من إنجيل متى وفي (لوقا 10: 13)   أحدى المدن الثلاث التى لعنها الرب يسوع بكلمة ويل وتعى هلاك مدينة كوروزين لأنه بشر فيها كثيرا وشاهدت مرات عديدة معجزات السيد المسيح العظيمة وسمعت مواعظه الجليلة (متى 11: 21 ولو 10: 13). وقد قال يوسيبوس في القرن الرابع أنها كانت تبعد ميلين رومانيين عن كفرناحوم ويطلق عليها الآن خرائب كرازة (أو كرازية) شمالي تل حوم وهناك خرب ومن جملتها مجمع بعض حجارته المنحوتة من البسالت وأيضًا حيطان وعواميد وطريق مبلطة تؤدي إلى الدرب الواقع بين أورشليم ودمشق.

3) " بَيْتَ صَيْدَا" يطلق هذا الاسم على مدينتين: كانت قرية صيادين صغيرة في الجانب الشمالي الشرقي من بحر الجليل (بحيرة طبريا).في الجهة الغربية عند مصب نهر الأردن في ذلك البحر كانت تدعى بيت رمثا، بقرب خان منيه.وتسمى  ألان"الشبخ على الصيادين" (أو على شيخ الصيادين) وكانت تتبع منطقة بيريا . ويوجد بالقرب منها موقع "عين التبغة" التي يظن كثيرون انها "بيت صيدا الجليل". وتندفع المياه الدافئة من العيون الغزيرة نحو خليج صغير في البحيرة، حيث تتجمع الأسماك بأعداد هائلة، وهو ما ينشده الصيادون. فان كانت كفر ناحوم عند "خان منيا" فمعنى ذلك أنهما كانتا متجاورتين. وكان أهلها يعيشون فى مدينة محصنه على قمة تل أعلى مصب النهر التى توجد فيه قرية بيت صيدا ما زالت توجد خرائبها حتى الآن وهى  مبنية على جانبي ذلك النهر وفي العصر الروماني، ضمت إلى مملكة  هيرودس أغريبا الثانى الذى أطلق عليها إسم  ليفياس، على اسم ليفيا زوجة القيصر أغسطس. وعندما غيّرت هذه الزوجة اسمها إلى جوليا، دعيت البلدة أيضًا جولياس. وفي العهد الجديد دعيت بيت صيدا، كانت مسكن وموطن ميلاد ثلاثة من رسل المسيح: فيلبس وأندراوس وبطرس. ولم يذكر في الإنجيل أن المسيح صنع فيها شيئاً من المعجزات ولكن ذلك لا ينفي معجزاته فيها، لأن متّى ذكر القليل من عجائبه الكثيرة. (يوحنا 44:1). في هذه البلدة شفى يسوع الأعمى (مرقس 22:8). وهي من المدن التي وبّخها السيد المسيح مع كورزين وغيرها  عاش فيها فيلبس وأندراوس وبطرس (متى 21:11، لوقا 13:10). مع بداية القرن السابع الميلادي، أصبحت مهجورة كغيرها من المدن التي كانت تحيط ببحر الجليل. موقعها في المكان المدعو "تل" شرقي نهر الأردن، وتبعد عن كفرناحوم حوالي ثلاثة كيلومترات إلى الشرق منها.
4) " صُورَ وَصَيْدَاء"  مدينتان قديمتان في فينيقية على شاطئ بحر الروم (البحر البيض المتوسط)  دينة فينيقية شهيرة وهي قديمة جدًا (اش 23: 7).
ولكنها أسست أو بلغت أهميتها بعد صيدون (تك 10: 15 واش 23: 12). وقد أخبر كهنة ملقرت هيرودوتس أنها أنشئت قبل قدومه إليها بألفين وثلاثمائة سنة فتكون قد ظهرت في الوجود حول السنة الـ 2750 قبل الميلاد (هيرودوتس 2: 44). وقامت صور وفق الشهادة القديمة على البر ومع تقادم الزمان، وفي سبيل الدفاع، نقلت إلى الجزيرة الصخرية المجاورة فاشتق منها اسمها. وكثيرًا ما ذكر الكتَّاب القدماء أنها قائمة في البحر (حز 26: 17 و27: 32). فعرفت المدينة التي في البر بفاليتيرس-أي صور القديمة. وكانت صور أقرب إلى بني إسرائيل من صيدون وفاقتها في العظمة وقد جعل هذان الأمران في الحديث عن المدينتين رتبة فقيل صور وصيدا. وخضعت صور لمصر في القرن الخامس عشر قبل الميلاد كما يبدو من ألواح تل العمارنة. وكانت محصنة في أيام يشوع (يش 19: 29) فوقعت عند حدود اشير ولكنها لم تكتب لسبط من الأسباط ولم يحتلها بنو إسرائيل في أيامها. وكانت تعتبر حصنًا في أيام داود (2 صم 24: 7) وكان لحيرام مليكها علاقة ودية مع داود وسليمان وقد أرسل لهما بعض المواد للبناء فبنى الأول بيته (2 صم 5: 11 و1 مل 5: 1 و1 أخبار 14: 1) وبنى الثاني الهيكل وغيره (1 مل 9: 10-14 و2 أخبار 2: 3-16). وكان حيرام آخر نحاسًا ابن رجل صوري وامرأة يهودية فأتى به سليمان. فصور العمودين من نحاس وعمل أعمالًا أخرى في الهيكل من النحاس المسبوك (1 مل 7: 13 و14 و40 و45).
وما كان الصوريون يميلون إلى الحرب بل إلى الصناعة والتجارة وصك النقد والسفر بحرًا والاستعمار. وكانوا ينتجون الصبغة الأرجوانية ولأشغال المعدنية والزجاج. وكانوا على تجارة مع الشعوب القصية (1 مل 9: 28) وكان تجارها رؤساء وموقَري الأرض (اش 23: 8) وفي القرن التاسع قبل الميلاد أسست جالية صورية مدينة قرطاجة التي نافست رومية منافسة عظيمة.
وقد انضموا إلى حلف كان فيه آخاب وقاوموا شلمنأسر بن أشور نسربال وخليفته ولكن صور دفعت له فيما بعد الجزية مع غيرها. وحول السنة 724 ق.م. حاصر شلمنأسر الخامس ملك أشر جزيرة صور بعد أن أذعنت لصور القديمة ولكنه مات في السنة الـ 722 ولم يستولي عليها يوسيفوس وربما أشار إلى هذا أيضًا اشعياء ص 23. ولكنها استسلمت إلى خلفه سرجون.
وقد شكا الأنبياء الصوريين أنهم اسلموا بني إسرائيل إلى ادوم (عا 1: 9) وجردوهم من سلعهم وباعوهم عبيدًا لليونانيين (يو 3: 5 و6) ولم يغز صور سنحاريب كما فعل بالمدن المجاورة. ولكن اسرحدون حاصرها واستسلمت شريفة لأشور بني بانيبال في السنة الـ 664 ق.م. وفي القرن اللاحق ازدهرت تجارتها ازدهارًا وأجرت مع كل بلدان العالم المعروف آنئذاك (حز 27) وتنبأ ارميا عن خضوع صور (ار 7: 1-11) وأما النبوة الشهيرة والأكثر توسعًا ضد صور فواردة في حزقيال (حز 26: 1-28: 19 و29: 18-20). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). وقد أشارت نبوتا ارميا وحزقيال إلى حصار نبوخذنصر لصور (585-573 ق.م.) الذي دام 13 سنة (يوسيفوس). ولا نعرف أنه أخذ قسمًا من المدينتين أم لم يأخذ (حز 29: 18-20) وإذا كان قد احتل شيئًا فيكون ذلك القسم الساحلي (حز 26: 7-11 وربما 12). ولم يجد العدو فيها مغنمًا يفي بتعبه. ومهما يكن من أمر فإن صور قد فاوضت نبوخذنصر واعترفت بسلطانه عليها.
ولما حاصرها الإسكندر عجز عن اقتحام أسوارها فألقى ممرًا من البر إلى الجزيرة عبر المضيق الضيق فاحتلها في السنة الـ 332 ق.م. بعد حصار دام سبعة أشهر ما لبثت أن استعادت مجدها (اش 23: 15-18) وبعد موت الإسكندر وقعت صور تحت صولة السلوقبين ثم أخذها نهم الرومانيون.
ومرّ الرب يسوع على شواطئ صور وصيدا (مت 15: 21-28 ومر 7: 24-31). وقد اتصل به قوم من تلك المنطقة (مر 3: 8 ولو 6: 17). وقال إن مسؤولية تلك المدن الوثنية كانت دون مسؤولية المدن التي حول بحر الجليل بكثير لأن هذه كانت دومًا نسمع بشارته وترى العجائب (مت 11: 21 و22 ولو 10: 13 و14) ودخلت النصرانية إلى صور منذ بدء العهد الرسولي وكانت فيها كنيسة لما مر بولس ومكث فيها سبعة أيام (أع 21: 3 و4). والمعلم الكبير اوريجانيس المتوفي نحو سنة الـ245 للميلاد دفن في الباسيليكا المسيحية في صور. وقد شيد الأسقف بولونيوس كنيسة أعظم وأفخم. وعند تكريسها في السنة الـ 323 ألقى العظة المؤرخ الكنسي الكبير يوسابيوس، أسقف قيصرية. وفي القرن الرابع وصفها ايرونيموس فقال عنها أنها أشرف مدن فينيقية وأجملها وقال أنها كانت في ذلك الوقت تتجر مع العالم كله. وكانت متميزة عن كل أسقفيات الكرسي الإنطاكي بعد إنطاكية فكان رئيسها يسلهم البطريرك عصا الرعاية أثناء تنصيبه.
5) "لَتَابَتَا قَدِيماً فِي ٱلْمُسُوحِ وَٱلرَّمَادِ"  كعلامات التوبة والندامة راجع ماذا فعلت مدينة نينوى عندما تابتا  (يونان ٣: ٦، ٧، ٨)  امن اهل نينوى بالله ونادوا بصوم ولبسوا مسوحا من كبيرهم الى صغيرهم. 6 وبلغ الامر ملك نينوى فقام عن كرسيه وخلع رداءه عنه وتغطى بمسح وجلس على الرماد

********

طقوس الحداد عند اليهود  فى عصر المسيح وقبله

كانت طقوس الحداد لا تعبر عن الحزن والأسى على موت شخص محبوب فقط ولكن كانوا يعبرون خلالها عن توبتهم متذكرين موت الشخص المحبوب وعلى جرائمهم الجماعية بطرق هديدة : -

1) يمزقون الرداء الخارجى  (تك 27: 29 و 34 و (تك  44 : 13) (قض 11: 35) (2 صم 1: 11 & 3: 31) (1 مل 21: 27) (أى 1: 20)

2) يخلعون أحزيتهم (2 صم 15: 3) (إر 3: 37)

3) يأتزرون بمسح (تك 37: 34) (2صم 15: 20) (أش 20: 2)

4) يضعون أيديهم على رؤوسهم (2صم 13: 9) (إر 3: 37)

5) يضعون الماد على رؤوسهم (يش 7: 6) (1صم 4: 12) (نح 9: 1)

6) يجلسون على الأرض (مرا 2: 10) ( حز 26: 16) [أو يقدون على الأرض .. (2صم 12: 16) أش 47: 1) ]

7) يقرعون على صدورهم (1صم 25: 1) ( 2صم 11: 26) (نح 2: 7)

8) يندبون (1صم 25: 1) (2صم 19: 26)

9) يجرحون أجسادهم (تث 14: 1) (إر 16: 6& 48: 37)

10) يصومون (2صم 12: 23) (1مل 21: 27)

11) ينشدون حن الندب (1صم 1: 17) ( 1صم 3: 31) ( أع 35: 25)

12) الصلع (قلع الشعر أو نتف الشعر أو حلق الشعر) (إر 48: 27)

13) تقصير وقص اللحى (إر 48: 37)

14) يغطون الرأس أ الوجه (2صم 15: 30 & 29: 4)

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

اي ان اهل صور وصيدا الين كانوا مشهورين بالوثنية رأوا العجائب التي يراها اهل كورزين وبيت صيدا لكانوا تابوا بالمسوح والرماد عن معاصيهم . 

تفسير (متى 11: 22):  ولكن اقول لكم : ان صور وصيداء تكون لهما حالة اكثر احتمالاً يوم الدين مما لكما.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

أي أن عقاب الشعب الذى سكن مدن الجليل الثلاثة كفر ناحوم وكوروزين وبيت صيدا  سيكون أشد من عقاب مدينتي فينيقية صور وصيدا ، لأن خطيتهما أعظم لأنهما شاهدت معجزات المسيح  وسمعت تعاليمه ولم تتوبا أما مدينتى فينيقية فلم يرسل إليهما أحدا . لهذا فإن رفض المسيح أشر من عبادة الأوثان. فمن رفض مواعيد النعمة المعروضة عليه واجه بدلاً منها إنذارات النقمة. فالمسؤولية تزيد بزيادة المعرفة. وفي يوم الدين يدان خطاة الأيام الأولى والأيام الأخيرة معاً أمام الديان المسيح وأمام الجميع. ويدان كلٌّ على قدر ما عرف ن تعاليم يسوع ولم يؤمن بها ولم يتبعها (مت 10: 15) الحق اقول لكم: ستكون لارض سدوم وعمورة يوم الدين حالة اكثر احتمالا مما لتلك المدينة.  وإن لم يتُب أولاد الأتقياء الذين هُذِبوا منذ الطفولية، والذين واظبوا على سماع الصلاة والوعظ، حُسبوا أعظم إثماً من الوثنيين وعوقبوا أشد عقاب.(مت 10: 24) الحق اقول لكم: ستكون لارض سدوم وعمورة يوم الدين حالة اكثر احتمالا مما لتلك المدينة.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

اي ان عذاباتهما ستنقص في يوم الدين .

تفسير (متى 11: 23): وانت يا كفرناحوم المرتفعة الى السماء ! ستهبطين الى الهاوية . لانه لو صنعت في سدوم القوات المصنوعة فيك لبقيت الى اليوم .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 المسيح جاء إلى خاصته أى نزل ىهوته ن السماء وتخذ جسدا فهذا ألأمر يعد شيئا كبيرا من التضحية من أجل أحباؤه فماذا سيكون رد فعله كديان مع الناس الذين لم يقبلوه ويؤمنوا به .. كانت كورزين وبيت صيدا خاطئتين ولكن فاقتهما في الإثم مدينة ثالثة هي كفرناحوم، وطن المسيح ومركز عمله، بعد أن هجر الناصرة. فامتازت على كل ما سواها بوسائط المعرفة والنعمة، وكان فيها بعض التلاميذ المؤمنين بالحق. ولكن أكثر سكانها لم يتأثر بشيء.
كَفْرَنَاحُومَ انظر تفسير متّى ٤: ١٣.
1) "ٱلْمُرْتَفِعَةَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ " هذه العبارة تشير أن هذه المدينة كانت ملكا للشيطان (إشعياء ١٤: ١٣ - ١٥ )  وانت قلت في قلبك اصعد الى السموات ارفع كرسيي فوق كواكب الله واجلس على جبل الاجتماع في اقاصي الشمال. 14 اصعد فوق مرتفعات السحاب.اصير مثل العلي. 15 لكنك انحدرت الى الهاوية الى اسافل الجب. " كفر ناحوم لم تكن مبنية على تل أو جبل عال أى لم تكن مبنية فى مكان عال ولكن لعظمتها فى ذلك الزمان ترفع أهلها أن يؤمنوا بالسيد المسيح مخلصا وفاديا ، لأن المسيح سكن فيها مدة، فحصلت على فوائد من معجزاته وقدوته وتبشيره .
2) " سَتُهْبَطِينَ إِلَى ٱلْهَاوِيَة " كفر ناحوم كانت مركز لجمع الضرائب على البضائع التى تنتقل عى  الطريق الواصلة من الشام إلى إسرائيل أي أنتِ التي ارتفعت فوق كل المدن بغناكى وثروتك حتى كدت تبلغين السماء ستنخفضين عن كل المدن حتى تهبطي إلى الهاوية. ( ومراثي إرميا ٢: ١)   كيف غطى السيد بغضبه ابنة صهيون بالظلام.القى من السماء الى الارض فخر اسرائيل ولم يذكر موطئ قدميه في يوم غضبه." وذلك دليل على انحطاطها أخلاقياً ومادياً في هذا الزمان وإلى الأبد. وقد واجه شعبها كل ذلك لأنها فقدت كل العظمة الظاهرة فى أيام ثورة اليهود سنة 70م  ومقارنة كفرناحوم بسدوم التي هلكت لفظاعة شرها كمقارنة كورزين وبيت صيدا بصور وصيدا.
3) "لَبَقِيَتْ إِلَى ٱلْيَوْم" أي أن ما شاهدته  كفرناحوم وسمعته من السيد المسيح كانت أعظم ممما شاهدته وسمعته سدوم، وبالتالى عقاب أهلها أشد من عقاب أهل تلك. دليلاً على أن خراب سدوم لم يكن من أسباب طبيعية بل من شر أهلها، ولو كانت سدوم شاهدت المسيح وبشر فيها لتابتا وكانت منع عقابها وبقيت لليوم  وإمكان نجاة سدوم من العقاب  بالتوبة دليل واضح على أنه يمكن لكل خاطئ أن ينال الغفران لو تاب. (مت 10: 24) الحق اقول لكم: ستكون لارض سدوم وعمورة يوم الدين حالة اكثر احتمالا مما لتلك المدينة.
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

انه تعالى انذر كفرناحوم بالهلاك لانها لم تؤمن بكلامه ولا تابت عن شرها مع ما فعله فيها من القوات والمعجزات وقوله ” لو صنع في سدوم الخ ” يفيد ان سدوم مع ما اشتهرت به من النفاق والشرور فلو صنع فيها من القوات ما صنع في كفرناحوم لتابت عن شرها . 

تفسير (متى 11: 24) .: ولكن اقول لكم : ان ارض سدوم تكون لها اكثر احتمالاً يوم الدين مما لك “

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

خطية سدوم وعمورة :

سدوم وعمورة في سفر التكوين الإصحاحات 18-19. يسجل تكوين 18 مجيء الرب وملاكين للحديث مع إبراهيم. أخبر الرب إبراهيم أن "صُرَاخَ سَدُومَ وَعَمُورَةَ قَدْ كَثُرَ وَخَطِيَّتُهُمْ قَدْ عَظُمَتْ جِدّا" (تكوين 18: 20). وتسجل الآيات 22-23 توسل إبراهيم إلى الرب بأن يرحم سدوم وعمورة لأن إبن أخيه لوط وعائلته يعيشون في سدوم. ويسجل تكوين 19 زيارة الملاكين إلى سدوم وعمورة متخفيين في صورة رجال من البشر. لقي لوط الملاكين في المدينة وطلب إليهما أن يبقيا في منزله. وقد وافق الملاكين. ثم يقول الكتاب المقدس: "وَقَبْلَمَا اضْطَجَعَا احَاطَ بِالْبَيْتِ رِجَالُ الْمَدِينَةِ رِجَالُ سَدُومَ مِنَ الْحَدَثِ الَى الشَّيْخِ كُلُّ الشَّعْبِ مِنْ اقْصَاهَا. فَنَادُوا لُوطا وَقَالُوا لَهُ: ايْنَ الرَّجُلانِ اللَّذَانِ دَخَلا الَيْكَ اللَّيْلَةَ؟ اخْرِجْهُمَا الَيْنَا لِنَعْرِفَهُمَا(نعاشرهما)" (تكوين 19: 4-5). بعد ذلك ضرب الملاكان جميع رجال سدوم وعمورة بالعمى وطلبا من لوط وعائلته أن يتركوا المدينة هرباً من الغضب الذي كان الله مزمعاً أن يسكبه عليها. هرب لوط وعائلته من المدينة ثم "امْطَرَ الرَّبُّ عَلَى سَدُومَ وَعَمُورَةَ كِبْرِيتا وَنَارا مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ مِنَ السَّمَاءِ. وَقَلَبَ تِلْكَ الْمُدُنَ وَكُلَّ الدَّائِرَةِ وَجَمِيعَ سُكَّانِ الْمُدُنِ..." (تكوين 19: 24). في ضوء هذا المقطع تكون الإجابة الشائعة على السؤال: "ماذا كانت خطية سدوم وعمورة؟" هي أن خطيتهم كانت الشذوذ الجنسي. ومن هنا إشتقت كلمة sodomy في اللغة الإنجليزية للإشارة إلى العلاقة الجنسية بين رجلين، سواء كان برضاء الطرفين أم لا. من الواضح أن الشذوذ الجنسي كان جزء من سبب تدمير الله للمدينتين. وكذلك تعلن رسالة يهوذا 7 "... سَدُومَ وَعَمُورَةَ وَالْمُدُنَ الَّتِي حَوْلَهُمَا، إِذْ زَنَتْ عَلَى طَرِيقٍ مِثْلِهِمَا وَمَضَتْ وَرَاءَ جَسَدٍ آخَرَ"

لشدة ما وقع على سدوم من العقاب وسرعته ضُرب بها المثل إنذاراً للعبرانيين بما يحيط بهم من خطر الموت فى الأرض وهك فى السماء وفناء مدنهم وخرابها  (إشعياء ١: ١٠ ) اسمعوا كلام الرب يا قضاة سدوم.اصغوا الى شريعة الهنا يا شعب عمورة " بغض النظر عن تبشير المسيح فى المدن ووجوده إنه يوجد فى الإنسان ما يسم الضمير الذى يرشد ألإنسان إلى الصواب والخطأ وحينما يموت ضمير الإنسان ويتبع الخطأ والخطية والطلم والفساد حينئذ يتم العقاب الإلهى وهذا ما أشار إليه المسيح فى مثل الزارع  ( مرقس ٤: ٦ )   ولكن لما اشرقت الشمس احترق واذ لم يكن له اصل جف " ونورد هنا تحذير الرب فى حزقيال لإنسان فى هذه المدن ( حزقيال ١٦: ٤٦ - ٥٧).واختك الكبرى السامرة هي وبناتها الساكنة عن شمالك.واختك الصغرى الساكنة عن يمينك هي سدوم وبناتها. 47 ولا في طريقهن سلكت ولا مثل رجاساتهن فعلت كان ذلك قليل فقط ففسدت اكثر منهن في كل طرقك. 48 حي انا يقول السيد الرب ان سدوم اختك لم تفعل هي ولا بناتها كما فعلت انت وبناتك. 49 هذا كان اثم اختك سدوم الكبرياء والشبع من الخبز وسلام الاطمئنان كان لها ولبناتها ولم تشدد يد الفقير والمسكين. 50 وتكبرن وعملن الرجس امامي فنزعتهن كما رايت. 51 ولم تخطئ السامرة نصف خطاياك.بل زدت رجاساتك اكثر منهن وبررت اخواتك بكل رجاساتك التي فعلت. 52 فاحملي ايضا خزيك انت القاضية على اخواتك.بخطاياك التي بها رجست اكثر منهن هن ابر منك.فاخجلي انت ايضا واحملي عارك بتبريرك اخواتك.53 وارجع سبيهن سبي سدوم وبناتها وسبي السامرة وبناتها وسبي مسبييك في وسطها54 لكي تحملي عارك وتخزي من كل ما فعلت بتعزيتك اياهن. 55 واخواتك سدوم وبناتها يرجعن الى حالتهن القديمة والسامرة وبناتها يرجعن الى حالتهن القديمة وانت وبناتك ترجعن الى حالتكن القديمة. 56 واختك سدوم لم تكن تذكر في فمك يوم كبريائك57 قبل ما انكشف شرك كما في زمان تعيير بنات ارام وكل من حولها بنات الفلسطينيين اللواتي يحتقرنك من كل جهة. 58 رذيلتك ورجاساتك انت تحملينها يقول الرب "  وكل ما ذكره المسيح من عقاب كفرناحوم سيتم على الذين يرفضون المسيح اليوم. لأن هذه الكلمات موجهة لمن يقرأها

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

قصد المسيح بهذا الكلام ان يرهب اهل كفرناحوم لعلهم يتوبون

 تفسير انجيل متى الاصحاح الحادي عشر

4. قبول البسطاء له (مت  11: 25-30)

أ. الابن هو طريق معرفة الآب
ب. يدعو الابن المتعبين للدخول إلى راحة المعرفة الحقيقيّة
ج. يدعونا الابن لحمل سمتيّ الوداعة وتواضع القلب
د. النير العذب

الآيات من  (مت  11: 25-30)  تشير إلى فكر التبرير حتى تصل إى التبرير التدريجى وتشير إليها  الكلمات تعالوا إلى ..  إحملوا نيرى ..  تعلموا منى
تفسير (متى 11: 25) : في ذلك الوقت اجاب يسوع وقال : احمدك ايها الآب رب السماء والارض ، لانك اخفيت هذه عن الحكماء والفهماء واعلنتها للاطفال .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
تكررت هذه الآية فى ( لوقا ١٠: ٢١ ) وفي تلك الساعة تهلل يسوع بالروح وقال: «احمدك ايها الاب رب السماء والارض لانك اخفيت هذه عن الحكماء والفهماء واعلنتها للاطفال. نعم ايها الاب لان هكذا صارت المسرة امامك».
إنتشر معلوا الناموس (العهد القديم) الفريسيين والكتبة وغيرهم من الفهماء الحكماء فى مدن إسرائيل ومدن الجليل وقراها  (لوقا ٥: ١٧)  «وَفِي أَحَدِ الأَيَّامِ كَانَ يُعَلِّمُ، وَكَانَ فَرِّيسِيُّونَ وَمُعَلِّمُونَ لِلنَّامُوسِ جَالِسِينَ وَهُمْ قَدْ أَتَوْا مِنْ كُلِّ قَرْيَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ». كانوا يقارنون حكمتهم بحكمة يسوع ويقارعونه الحجة بالحجة ويختبرونه ويطرحون أسئلة صعبة حتى لا يستطيع الإجابة عليها وينتقدونه ويتمنون له الخطأ والوقوع فى مخالفة الناموس أو التمرد عى السلطة الرومانية  فقد قاوموه أشد مقاومة.
1) "قَالَ يَسُوعُ " لأن هؤلاء الذين يدعون الحكمة البشرية وجَّهوا له سؤالاً لم يُذكر هنا. وقال بعض المفسرين إن هذه الآية هى جواب المسيح كان على سؤال فكروا به فى عقولهم  ظهرت علاماته على وجوههم وإشاراتهم. وظن مفسرون آخرون أن السؤال عرفة يسوع بقدرته هو عدم توبتهم و إصرارهم على التمادى فى عدم  إيمانهم به لهذا وبخهم عليهما، وهو التفسير الأرجح.
2) " أَحْمَدُكَ " إعلان عن الرضى بالعمل الإلهى ، فكأنه قال لأبيه: حسناً فعلت!
أحمدك تعنى الثناء على صفة حسنة أو عطاء أو نحو ذلك ولا يقتصر الحمد فى العهد القديم على الثناء والشكر ولكن يعقبه الترنم لإسمه والتسبيح له وتمجيده (2 صم 22: 50) لذلك احمدك يا رب في الامم ولاسمك ارنم."  ونفس الكلمات فى (مز 18: 49) و ( مز 30: 12) ( مز 35: 18)  ) .(مز 52: 9)  (مز 57: 9) وفى الآية التالية يرنم ببالات الموسيقية لأسمه القدوس (مز 71: 22) فانا ايضا احمدك برباب حقك يا الهي.ارنم لك بالعود يا قدوس اسرائيل. (مز 86: 12) (مز 108: 3)  وفى الآية التالية سبب الحمد هو الخلاص (مز 118: 21) احمدك لانك استجبت لي وصرت لي خلاصا.(مز 119: 7)   احمدك باستقامة قلب عند تعلمي احكام عدلك." والحمد من أجل العزاء (اش 12: 1) وتقول في ذلك اليوم احمدك يا رب لانه اذ غضبت علي ارتد غضبك فتعزيني". ليس الحمد مجرد الشكر على إحسان أو على عطية  كشكر مُحسنٍ إليه للمحسن،
3) " أَيُّهَا ٱلآبُ رَبُّ ٱلسَّمَاءِ وَٱلأَرْضِ"  خاطب المسيح
الكلمة ألآب " الذات الإلألهية "  باعتباره ملك الكون، لأنه أظهر ذاته متنزهاً عن كل حكمة وسلطة بشرية، وخاطبه بكلمة الآب بياناً لقرب العلاقة كإبن وبين ذلك الملك العظيم.
 3) " أَخْفَيْتَ " لم يشكر المسيح أباه على أنه أخفى الحق عن
حكماء اليهود ومعلمى الناموس  لأنهم غليظوا القلوب مغترين بعقولهم وحكمتهم ومكانتهم وغناهم  و(٢كورنثوس ٣: ١٤) بل اغلظت اذهانهم لانه حتى اليوم ذلك البرقع نفسه عند قراءة العهد العتيق باق غير منكشف الذي يبطل في المسيح. " ، بل على أنه أظهره للأطفال. فما أخفاه عن البعض لم يُخفِه عن الكل. وحتى المسيح كان يقول الأسرار مرة لكل تلاميذة ومرة للجموع ومرة لبعض تلاميذة (متى 10: 27) الذي أقوله لكم في الظلمة قولوه في النور، والذي تسمعونه في الأذن نادوا به على السطوح،"  ولكن عندما تعلن هذه الأسرار ليس الجميع مدعوون للعرس الإلهى حتى من المسيحيين ،  ولا شك أن الرب يخفي الحق عن البعض أحياناً عقاباً لهم لأنهم أحبوا العالم وشهواته  وقسوا قلوبهم عليه بل نه حذرنا أيضا من ( متى 7: 6) لا تعطوا القدس للكلاب، ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير، لئلا تدوسها بأرجلها وتلتفت فتمزقكم.". ويخفي ذلك غالباً بأن لا يمنحهم النعمة التي تقودهم على قبول الحق نهم لن يقبلوا البر الذى فى المسيحية ، فيتركهم في العمى الطبيعي الذي هو ثمرة خطيتهم الطبيعية. أو أن معنى ذلك أن الله سمح بأن كبرياءهم وعماهم الاختياري يخفيان عنهم الحق الإنجيلي، لأننا نقرأ أن ما سمح بوقوعه يُنسَب إليه، كما يُقال إنه قسى قلب فرعون، والمعنى أنه سمح بأن يتقسى.
4) " هٰذِه"  معروف ان الصانع يصنع إناءا للكرامة وآخر للهوان إنسان يحب الخطية ومدمن الخطأ لا يستطيع بل لا يحب ان يتركه لا يقبل على الإطلاق معرفة االمسيح وتأثيره في قلبه ويترك له الرب الإختيار بين معرفة الخير أم الإستمرار فى الشر  والجميع يعرف اليوم  تعاليم المسيح ووصاياة ولكنه أخفى عنهم سر الملكوت فينا وهو النعمة والسلام والمحبة  (لوقا ١٩: ٤٢) قائلا: «انك لو علمت انت ايضا حتى في يومك هذا ما هو لسلامك. ولكن الان قد اخفي عن عينيك "ومواعيده (٢كورنثوس ٤: ٣).ولكن ان كان انجيلنا مكتوما فانما هو مكتوم في الهالكين
5) " ٱلْحُكَمَاءِ وَٱلْفُهَمَاءِ "قصد بهما الكتبة والفريسيين وغيرهم من قادة اليهود الدينيين والمدنيين الحماء فى أعين أنفسهم ، لأنهم كانوا حكماء وفهماء في الأمور الدنيوية، وفي معرفة الشريعة. وقد ظنوا أنهم كذلك في فهم معناها الروحي وقد أخفى الرب أسراره عنهم . فلم يخترهم الرب آنية لنعمته بسبب شدة كبريائهم التي جعلتهم يرفضون تعليمه فرفضهم الرب وأعد للأطفال عهدا وفصحا جديدا (١كورنثوس ١: ١٩، ٢٦ ) لانه مكتوب:«سابيد حكمة الحكماء، وارفض فهم الفهماء».  .. لأنهم لم يشعروا باحتياجهم إليه لأنه كان فيهم إستعلاء البر الذاتى . فنحن لا نتوصل إلى معرفة عمق تعاليم ووصايا الرب  بمجرد الدرس العقلي، ولا بالحكمة البشرية، فكثيراً ما جهل أكابر الفلاسفة أبسط حقائق الإنجيل «لأَنَّهُ إِذْ كَانَ الْعَالَمُ فِي حِكْمَةِ اللهِ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ بِالْحِكْمَةِ» (١كورنثوس ١: ٢١).(1 كو 1: 26- 28) فانظروا دعوتكم ايها الاخوة، ان ليس كثيرون حكماء حسب الجسد، ليس كثيرون اقوياء، ليس كثيرون شرفاء، 27 بل اختار الله جهال العالم ليخزي الحكماء. واختار الله ضعفاء العالم ليخزي الاقوياء. 28 واختار الله ادنياء العالم والمزدرى وغير الموجود ليبطل الموجود، 
6) " َأَعْلَنْتَهَا لِلأَطْفَالِ" هم تلاميذه الصيادين والعامة والبسطاء من الناس الذين آمنوا بالمسيح (مزمور ٨: ٢ ) من افواه الاطفال والرضع اسست حمدا بسبب اضدادك لتسكيت عدو ومنتقم " وهو الإعلان الذى تفوه به بطرس عندما قال للمسيح أنت هو إبن الله الحى (متّى ١٦: ١٧ ) فقال له يسوع: «طوبى لك يا سمعان بن يونا ان لحما ودما لم يعلن لك لكن ابي الذي في السماوات.ط اطفال هم  تلاميذه، أى كانوا بسطاء  لأنهم كانوا كالأطفال في الصفات الأخلاقية، وشعروا بأنهم كأطفال في المعرفة (١كورنثوس ٢: ٦، ٨، ١٠).لكننا نتكلم بحكمة بين الكاملين، ولكن بحكمة ليست من هذا الدهر، ولا من عظماء هذا الدهر، الذين يبطلون. .. التي لم يعلمها احد من عظماء هذا الدهر، لان لو عرفوا لما صلبوا رب المجد. .. 10 فاعلنه الله لنا نحن بروحه. لان الروح يفحص كل شيء حتى اعماق الله. " والحق أنهم كانوا جهلاء وضعفاء في الأمور الروحية قبل أن ينيرهم الله ويقويهم. ولأنهم كانوا كالأطفال في التواضع والوداعة والتصديق أعلن الله لهم أسرار ملكوته. ولكن لم يتركهم الرب أمام هؤلاء الحماء والفهماء يتامى بل يعطيهم روح الحكمة والفهم لا يقدر جميع مقاوميهم أن ( أفسس 1: 17) كي يعطيكم إله ربنا يسوع المسيح، أبو المجد، روح الحكمة والإعلان في معرفته،"  واليوم يجب أن نكون كالأطفال ليعلن لنا طريق الخلاص. ( متى 18: 3) وقال: «الحق أقول لكم: إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السماوات." وكما مجَّد المسيح ألآب وابتهج لعمله الفائق العادل . فعلى ذلك يجب أن يبتهج تلاميذه به ويمجدوه كلما تأملوا في هذه النعمة المعطاه لهم نعمة قبول الإيمان .

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
ان المراد بالحكماء والعقلاء والكتبة والفريسيين وبالاطفال الرسل اي ان مالم يدركه الكتبة والفريسيون ادركه الرسل الجهلة . واما قوله الحكماء فلا يقصد به انهم حاصلون على الحكمة الحقيقية ولكن رفقا لما كانوا يدعونه هم . وسمى اطفالاً أولئك السذج الذي لم يكونوا يعرفون شيئاً من الناموس فكأنه يقول ان الكتبة الذين يدعون انهم حكماء ويفقهون الناموس ما آمنوا بي . والسذج الذين يجهلون الناموس قبلوا تعاليمي وآمنوا بي . وقال قوم ما ذنب الحكماء والعقلاء اذا كان الآب قد اخفى عنهم تعاليمه وأظهرها للاطفال . فالجواب ان الآب مع منحه اياهم الحرية التامة والاختيار الذاتي في الايمان به وعددمه قد ادرك بسابق علمه انهم سوف يعصونه كما انه علم بطاعة السذج له فأظهر لهؤلاء واخفى عن اولئك وهو الذي سبق فأدرك طلاح عيسو وصلاح يعقوب قبل ان يولدا . أما اعترافه لابيه من اجلنا فذلك لكي يظهر لنا مزيد محبته وعنايته بنا ويفهمنا ان ارادته وارادة ابيه واحدة .
 

تفسير (متى 11: 26) : نعم ايها الآب ، لان هكذا صارت المسرة أمامك .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
أي أشكرك أيها الآب لأنك اخترت أن تفعل هكذا، وما تختاره هو الأفضل، وهذه هي مسرتك في الأفضل الذي تريده وتفعله.
1) "نَعَمْ " هي حرف جَوَابٍ يعني التَّصْدِيقُ بَعْدَ الْخَبَرِ وجَوَابٍ يعني التَّوْكِيدُ فِي أَوَّلِ الكَلاَمِ  والجواب هنا عن سؤال مقدر هو: هل تشكرني على ذلك؟
2) "هٰكَذَا صَارَتِ ٱلْمَسَرَّةُ " مسرة تعنى فرح وسرور وبهجة  أي مسرتك يا الله، وهذه المسرة ليست بلا سبب، : مسرة الرب الإستماع والعمل بتعاليمه (1 صم 15: 22) فقال صموئيل هل مسرة الرب بالمحرقات والذبائح كما باستماع صوت الرب.هوذا الاستماع افضل من الذبيحة والاصغاء افضل من شحم الكباش" .. ومسرة الرب بقبوله الخطاة (حز 18: 23) هل مسرة اسر بموت الشرير يقول السيد الرب.الا برجوعه عن طرقه فيحيا." ومسرة الرب فى سلام المسيح الذى آمن به الناس فى الأرض (.لو 2: 14) «المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة».ومسرته حينما أعطانا البنوة (اف 1: 5) اذ سبق فعيننا للتبني بيسوع المسيح لنفسه، حسب مسرة مشيئتهونعمل فى حقل الرب بمسرة ( في 2: 13) لان الله هو العامل فيكم ان تريدوا وان تعملوا من اجل المسرة."

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
 فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
اي اني أحملهم قسراً على الايمان بي لكني تركتهم ان يعملوا ذلك بحريتهم كما انك ارتضيت ان لا يداخل التلاميذ شيء من الكبرياء اذا ما افتعلوا العجائب كطرد الشياطين وغير ذلك وابان ان كل هبة وعطية صالحة هي من عند الله وعلم تلاميذه ليكونوا متشبهين بالاطفال في سذاجة القلب .

تفسير (متى 11: 27) : كل شيء قد دفع الي من أبي ، وليس أحد يعرف الابن الا الآب ، ولا أحد يعرف الآب الا الابن ومن اراد الابن ان يعلن له .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
الآية التى أوردها الإنجيلى متى فى (متى 11: 27) تكررت هذه الآية فى  (لوقا ١٠: ٢٢) والتفت الى تلاميذه وقال: «كل شيء قد دفع الي من ابي. وليس احد يعرف من هو الابن الا الاب ولا من هو الاب الا الابن ومن اراد الابن ان يعلن له».     " 
يرجح بعض المفسرين  أن المسيح قال هذه الآية ليصحح مفهوم التلاميذ من أن المسيح أدنى مرتبةً من الآب، فأظهر هنا أنه والآب واحد وأن الآب سلم السلطان إليه في ذلك إلى حين إتمام الفداء لأنه من عند الله خرج، وبعد إتمام عمل الفداء والموت والقيامة  والى الله يمضي و(يو ١٣: ٣ )  يسوع وهو عالم ان الاب قد دفع كل شيء الى يديه، وانه من عند الله خرج، والى الله يمضي "  فلا يوجد إنسان يقدر أن يقوم بهذا العمل إلا أن يتجسد الرب ذاته متخذا جسد إنسان ليحمل في هذا الجسد الاهوت بكامل سلطانه  وهذا عنى أخلى ذاته متخذا صورة عبد
1) " كُلُّ شَيْءٍ قَدْ دُفِعَ " باعتبار أن المسيح فادٍ ومخلص البشرية سلم إليه كل سلطان (متّى ٢٨: ١٨) فتقدم يسوع وكلمهم قائلا: «دفع الي كل سلطان في السماء وعلى الارض " (يوحنا 3: 35) الاب يحب الابن وقد دفع كل شيء في يده. و(يو ٦: ٤٦ )  ليس ان احدا راى الاب الا الذي من الله. هذا قد راى الاب و(كولوسي ١: ١٦ - ١٩) الذي هو صورة الله غير المنظور، بكر كل خليقة. 16 فانه فيه خلق الكل: ما في السماوات وما على الارض، ما يرى وما لا يرى، سواء كان عروشا ام سيادات ام رياسات ام سلاطين. الكل به وله قد خلق. 17 الذي هو قبل كل شيء، وفيه يقوم الكل18 وهو راس الجسد: الكنيسة. الذي هو البداءة، بكر من الاموات، لكي يكون هو متقدما في كل شيء. و(عبرانيين ١: ٨). واما عن الابن:«كرسيك يا الله الى دهر الدهور. قضيب استقامة قضيب ملكك "
2) " مِنْ أَبِي" ألاب هو الذات الإلهية فى المفهوم المسيحى  وسبب دفع السلطان الإلهى هو إتمام المسيح سر الفداء (يو ١٠: ١٥)  كما ان الاب يعرفني وانا اعرف الاب. وانا اضع نفسي عن الخراف. " والآب أخضع كل شيئ تحت تصرف الكلمة الذى صار جسدا  (١كورنثوس ١٥: ٢٧ ) لانه اخضع كل شيء تحت قدميه. ولكن حينما يقول :«ان كل شيء قد اخضع» فواضح انه غير الذي اخضع له الكل
المسيح هو عقل اله الناطق به خلق الرب العالمين وهو مسئول عن البشر فى الأرض وفى السماء لذلك أعد تدبير الخلاص ، ولكن في نهاية ذلك العمل يرجع كل شيء إلى الحال الأصلي. «وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ، فَحِينَئِذٍ الابْنُ نَفْسُهُ أَيْضًا سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ، كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ» (١كورنثوس ١٥: ٢٨) فتسلُّم المسيح السلطان من الآب لا يلزم منه أنه أقل من الآب، لأنه لا يستطيع أن يتسلم قوة غير متناهية إلا أله ذاته الكلمة الإلهية الذى أخلى ذاته أخذ صورة العبد ، ولا يقدر أحد أن يحكم في وقت واحد على كل المخلوقات في السماوات والأرض والجحيم إلا أالديان الذى هو المسيح  .
3) "لَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ ٱلابْنَ الخ"  لا يستطيع كائن محدود إنسان ولا ملاك ولا رئيس الملائكة أن يدرك كُنه الابن ، (يو١٧: ٢) اذ اعطيته سلطانا على كل جسد ليعطي حياة ابدية لكل من اعطيته "  فذلك مقصور على اللاهوت. فالمسيح أعلن بكلمات ومعجزات أن طبيعته غير محدودة، حتى أنه لا يقدر أن يدركه سوى الآب غير المحدود لا أحد من الناس يقدر أن يدرك تمام الإدراك سر شخص المسيح ووظيفته.(١كورنثوس ٢: ١١)  لان من من الناس يعرف امور الانسان الا روح الانسان الذي فيه؟ هكذا ايضا امور الله لا يعرفها احد الا روح الله "  ولو كان المسيح مجرد إنسان لما قدر أن يقول هذا.
4) " مَنْ أَرَادَ ٱلابْنُ أَنْ يُعْلِنَ لَه " هذا مثل قول يوحنا (يوحنا ١: ١٨ ) الله لم يره احد قط. الابن الوحيد الذي هو في حضن الاب هو خبر. " ومن ضمن رسالة المسيح وأهدافها أن يعلن الآب للبشرية  ، لأنه الكلمة الأزلي، ومن ثم أعلن لنا كل ما نقدر أن ندركه عن طبيعته. ولا شيء يمكنه أن يعلن لنا الغير محدود من تاريخ أو علم أو عقل أو شيء آخر غير إعلان الابن خاصة (يوحنا ٣: ٣٥ ) الاب يحب الابن وقد دفع كل شيء في يده.  و (يو١٤: ١٥ - ٢٤).«ان كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي، 16 وانا اطلب من الاب فيعطيكم معزيا اخر ليمكث معكم الى الابد، 17 روح الحق الذي لا يستطيع العالم ان يقبله، لانه لا يراه ولا يعرفه، واما انتم فتعرفونه لانه ماكث معكم ويكون فيكم. 18 لا اترككم يتامى. اني اتي اليكم. 19 بعد قليل لا يراني العالم ايضا، واما انتم فترونني. اني انا حي فانتم ستحيون. 20 في ذلك اليوم تعلمون اني انا في ابي، وانتم في، وانا فيكم. 21 الذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني، والذي يحبني يحبه ابي، وانا احبه، واظهر له ذاتي». 22 قال له يهوذا ليس الاسخريوطي:«يا سيد، ماذا حدث حتى انك مزمع ان تظهر ذاتك لنا وليس للعالم؟» 23 اجاب يسوع وقال له:«ان احبني احد يحفظ كلامي، ويحبه ابي، واليه ناتي، وعنده نصنع منزلا. 24 الذي لا يحبني لا يحفظ كلامي. والكلام الذي تسمعونه ليس لي بل للاب الذي ارسلني "  والروح القدس الذي يرسله المسيح يقوم بهذا الإعلان بعد أن يقوم المسيح من الأموات  .

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
 فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
ان قوله ” كل شيء قد دفع الي من أبي ” انه متساو بالاب وانه مولود منه وان كلما للآب فهو له وانه يعرفه . وبقوله ” ليس احد يعرف الابن الا الآب ” أشار عن المعرفة الحقيقية المخفية عن الملائكة والبشر التي بها الآب يعرف الابن والابن والروح القدس يعرفان الآب خلافاً لما قاله مرقيان بان هذه الاية قد قيلت عن الاله الغير المعروف لان المؤمنين مع معرفتهم الله لا يعرفون حق المعرفة ذاته القديسة . وقوله ” من يريد الابن ان يكشف له ” يفيد ان الابن يفعل ذلك بمجرد ارادته غير مأمور من الآب فضلاً عن انه باعلانه عن الآب اعلن عن نفسه ايضاً فقد صار معلوماً مما تقدم ان ارادة الاب والابن واحدة كما سلطانهما واحد . وبعدد هذا كلمهم قائلاً :
 

تفسير (متى 11: 28) : تعالوا الي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال ، وأنا اريحكم .
 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
لنا في هذا العدد جواب السؤال في عدد ٣ من هذا الأصحاح وهو «أَنْتَ هُوَ الآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟» (متّى ١١: ٣). فبعد أن قال المسيح «كُلُّ شَيْءٍ قَدْ دُفِعَ إِلَيَّ» (لوقا ١٠: ٢٢) وأنه يعلن الآب، استعمل وظيفته فدعا الناس إلى المصالحة مع الله على يده لنوال الراحة الأبدية.
1) " تَعَالَوْا إِلَيَّ " " تعالوا " هى ظرف كمستخدم كغعل أمر ماضى ناقص مبين للمعلوم هنا يعلن المسيح مقارنة تعاليمة بتعاليم عن معلمي الناموس الذين يحمِّلون ضمائر الناس أحمالاً ثقيلة ونادوا بتقليد سماعي تناقله الخلف عن السلف. وزعموا أنه معادل لشريعة موسى المكتوبة سلطة او اهم منها. فجاء تصريح المسيح بان الانسان ليس مُلزما بهذا التقليد (متى15: 2 -6). 3فَافعَلوا ما يَقولونَ لَكم واحفَظوه. ولكِن أَفعالَهم لا تَفعَلوا، لأَنَّهم يَقولونَ ولا يَفعَلون: . " والتفسير هنا يعنى "إرجعوا من ورائهم ولا تتبعوا تقليدهم وتعالوا إلى "  كما يعنى بأكثر عمقا " واقبلوا إليَّ بالذات باعتبار لاهوتي وناسوتي .. تعالوا إليَّ لأني أنا الطريق إلى الآب، ولأنكم لا تقدرون أن تأتوا إليه إلا بي، لأني أنا الوسيط الوحيد بين الله والناس. تعالوا إليَّ لتخلصوا بالشروط التي وضعتها لنوال الخلاص."،  وبتلخيص أكثر (أع 4: 12) وليس بأحد غيره الخلاص. لأن ليس اسم آخر تحت السماء، قد أعطي بين الناس، به ينبغي أن نخلص». وهي دليل على تنازل إلهى ليرفعنا إيه لا تحد. ولم يبشر أحد من الناس إلى نفسه كذلك غير المسيح، فلم يستطع قول هذا الكلام ملاك ولا نبي ولا فيلسوف ولا معلم.
2) " يَا جَمِيعَ ٱلْمُتْعَبِينَ" المتعبين : إسم فاعل مضارع مبنى للمعلوم وتشير إلى  المتعبين ممارسات العهد القديم ..   كانت هذه الدعوة عامة لأن الشقاء والحزن والتعب عمَّ الجميع، فإن نسل آدم كله يئن تحت حمل الخطية والشقاء الناتج عنها. فضميره متعب يوبخه على خطيته، وخوفه من العقاب الآتي يثقل عليه. فيدعو المسيح كل واحد إليه لينجو من الحزن والخوف،
3) "  وَٱلثَّقِيلِي ٱلأَحْمَالِ " إسم فاعل  تام مبنى للمجهول ..عبارة " أَحمالاً " باليونانية φορτία وبالعبرية מַשְׂאת تشير الى مجمل الاحكام الشرعية التي اعتبر الكتبة نفوسهم حماتها؛ اما عبارة " ثَقيلَة " فتشير الى احكام يصعب تحملها أو تطبيقها، بعكس احكام يسوع، ترتبط هاتان الكلمتان بالتقاليد اليهودية التى وضعها معلمى الناموس عن طريق الفتاوى  لتكون  جزءا من الناموس فى الفكر الشعبى مثل ما ورد فى (مت 15 : 10- 12)  ثم دعا الجمع وقال لهم: «اسمعوا وافهموا. 11 ليس ما يدخل الفم ينجس الانسان بل ما يخرج من الفم هذا ينجس الانسان». 12 حينئذ تقدم تلاميذه وقالوا له: «اتعلم ان الفريسيين لما سمعوا القول نفروا؟ " فالذين رغبوا في أن يخلِّصوا أنفسهم بأعمالهم الصالحة وبرهم الذاتي هم تحت حمل لا يطاق فهؤلاء يدعوهم المسيح إليه ليخلصوا ببره، ويستريحوا من أحمالهم.
أراد اليهود أن يكملوا كل فرائض ناموس موسى ليبرروا أنفسهم
مكبلين أنفسهم بالتقليد الشفهى لليهود (التلمود) ، فوقعوا تحت حمل ثقيل (متّى ٢٣: ٤ ) فانهم يحزمون احمالا ثقيلة عسرة الحمل ويضعونها على اكتاف الناس وهم لا يريدون ان يحركوها باصبعهم  " و ( أعمال ١٥: ١٠) وقد توعّد يسوع الكتبة والفريسيين في موضع آخر مباشرة قائلا " الوَيلُ لَكُم أَنتُم أَيضاً يا عُلَماءَ الشَّريعَة، فإِنَّكم تُحَمِّلونَ النَّاسَ أَحمالاً ثَقيلة، وأَنتُم لا تَمَسُّونَ هذِه الأَحمالَ بإِحْدى أَصابِعِكم" (لوقا 11: 46). وهنا يقارن يسوع بين تعاليمه وتعاليم الفريسيين وحملهم وحمل نيره " لأَنَّ نِيري لَطيفٌ وحِملي خَفيف " (متى 11: 30). فالان لماذا تجربون الله بوضع نير على عنق التلاميذ لم يستطع اباؤنا ولا نحن ان نحمله؟  وقد كمَّل المسيح الناموس، فهو يدعو اليهود إليه للراحة. والذين لم يستطيعون التخلص من الخطية فى الناموس وأصبحوا خداما للشيطان وجدوا أنفسهم أخيراً تحت عبودية الشر من عبودية مصر، إذ يقعون تحت عبودية المال والسطان والشهوة والكبرياء.
 3) " وَأَنَا أُرِيحُكُمْ " هذ بنية نحوية توكيدية ، كأن يسوع يقول : ( أنا نفسى سأكون معكم وأقودكم" وفى نبوة لداود النبى فى المزامير يقل : " (مز 23: 2) في مراع خضر يربضني .الى مياه الراحة يوردني." ويمكنك أيها القارئ أن تتأمل فى المراع الخضراء التى يقودنا إليها المسيح وما هى المياة   لم يَعِدْنا المسيح أن نكون بلا حمل ولا تعب في هذه الأرض، إنما وعد بالراحة كل من ألقى حمله عليه. والراحة تشير إلى يوم السبت الراحة بعد العمل سبعة أيام الذى كتب عنه سفر التكوين اليوم السابع (تك1) وهناك ذكر لكلمة الراحة فى العهد القديم  ويمكن الرجوع إليها فى العبرانيين وإنجيل متى 3 و 4 يحتاج البشر الراحة الروحية التى فقدت بخطية آدم وخطايانا المستمرة والغفران الذى كان دائما يسوع يعطيه بعد المعجزة هو اساس رسالته للبشرية هو الراحة النفسية فى فى التخلص من الإثم والشر فى الإنسان والرجوع لحضن الرب  والعالم يعد بالراحة كذباً، ولا يستطيع أحد إلا المسيح أن يهبها نا كاملة بدون نقصان  وإلى الأبد. فهو يمنحنا الراحة لأنه رافع الخطية (يوحنا ١: ٢٩، ٣٦ ) وفي الغد نظر يوحنا يسوع مقبلا اليه، فقال:«هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم!  ... وفي الغد ايضا كان يوحنا واقفا هو واثنان من تلاميذه، 36 فنظر الى يسوع ماشيا، فقال:«هوذا حمل الله!» "   و ( إشعياء ٥٣: ٤). ولأنه رئيس كهنة يرثي لضعفاتنا (عبرانيين ٤: ١٥). وهو يريحنا من حمل التبرير بالأعمال، ويريح الضمير من التوبيخ، ويريح القلب من مخاوف الموت ويوم الدين. ويريحنا بأن يهب لنا الغفران والسلام والمصالحة، وقلباً وديعاً متواضعاً صابراً قنوعاً يثق به. فطوبى للنفس التي استراحت برجاء الخلاص بالمسيح، فلها به فوق هذا كله راحة أبدية في السماء (عب ٤: ٩).

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
اراد بالمتعبين الضعفاء المثقلين بالاحمال وبالحمل الخطيئة لان ليس في الاحمال اثقل من الخطيئة كقول داود ” وكالحمل الثقيل ثقلت علي ” وزكريا يشبه الخطيئة بوزنة رصاص . وقد شبه صعوبات الناموس وشرور العالم بالحمل اما الفضيلة فهي خفيفة الحمل وتسمو بالنفس الى العلاء. وقوله ” انا اريحكم ” اي اني ساعتقكم من عبودية الناموس وأرفع عنكم ثقل الخطايا.
 

تفسير (متى 11: 29) : احملوا نيري عليكم وتعلموا مني ، لاني وديع ومتواضع القلب . فتجدوا راحة لنفوسكم
.
  
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 1) " نِيرِي عَلَيْكُمْ"  النير : خشبة معترضة فوق عنق ثورين مقرونين لجر المحراث أو غيره   وكلمة نير تستعمل مجازيا ومعنى ألآية أن نير العالم هو عبودية ، وإكراه مادي أو أدبي يرهق ألإنسان ويستبد به  .. زوجين من البقر معاً، فعليهما أن يشدّا النير بصورة منتظمة لكي يتقاسما الحمل. وفي هذا التشبيه يجعلنا المسيح شركاء له في حمل نير العالم لخلاصه، وهذا منتهى الشرف لنا والفرصة السانحة لنبرهن عن تكريس حياتنا لخدمته. فكأنه يقول:   أن نيرى أى الثقل الذى ستحملة إذا آمنت بى سيكون خفيفا لأنى سأحمله معك بالمقارنة بنير المعلمى الناموس الذين أضافوا إلى الناموس التقليد الشفهى "التلمود " فاصبح نيرا ثقيلا لا يستطيع أحد القيام به وتنفيذه (مت 23: 1- 5)   حينئذ خاطب يسوع الجموع وتلاميذه 2 قائلا: «على كرسي موسى جلس الكتبة والفريسيون 3 فكل ما قالوا لكم ان تحفظوه فاحفظوه وافعلوه ولكن حسب اعمالهم لا تعملوا لانهم يقولون ولا يفعلون. 4 فانهم يحزمون احمالا ثقيلة عسرة الحمل ويضعونها على اكتاف الناس وهم لا يريدون ان يحركوها باصبعهم 5 وكل اعمالهم يعملونها لكي تنظرهم الناس فيعرضون عصائبهم ويعظمون اهداب ثيابهم "
2) " وَتَعَلَّمُوا مِنِّي" باعتبار المسيح هو الوسيط بين الرب والناس (مت 11: ٢٧) كل شيء قد دفع الي من ابي وليس احد يعرف الابن الا الاب ولا احد يعرف الاب الا الابن ومن اراد الابن ان يعلن له. ".وأيضا معلم عظيم يعلن الآب للناس ويتم ذلك بتعليمه بالكلام والفكر ( في ٢: ٥ ) فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع ايضا:"   والسيرة، والسلوك (١يوحنا ٢: ٦) من قال: انه ثابت فيه ينبغي انه كما سلك ذاك هكذا يسلك هو ايضا."   وبأعماله ومعجزاته في الناس. وهو لا يأمر بشيء لم يمارسه. فقد أصبح المسيح قدة لنا ومثالا ( يوحنا ١٣: ١٥)  لاني اعطيتكم مثالا، حتى كما صنعت انا بكم تصنعون انتم ايضا. (١بطرس ٢: ٢١ ) لانكم لهذا دعيتم. فان المسيح ايضا تالم لاجلنا، تاركا لنا مثالا لكي تتبعوا خطواته.
3) " لأَنِّي وَدِيعٌ الخ" أول درس نتعلم منه التواضع بالرغم من كلمة الإله مالئ الكون إلا أنه إتخذ جسدا ولد مثلنا (فيلبي ٢: ٧، ٨ ) لكنه اخلى نفسه، اخذا صورة عبد، صائرا في شبه الناس.8 واذ وجد في الهيئة كانسان، وضع نفسه واطاع حتى الموت موت الصليب." ومع أنه ملك إلا أنه ولد فى مزود ولم يدخل أورشليم فى جيش ويركب حصانا ولكن ( زكريا ٩: ٩ ) ابتهجي جدا يا ابنة صهيون اهتفي يا بنت اورشليم.هوذا ملكك ياتي اليك هو عادل ومنصور وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن اتان. "  . فالجلوس عند أقدام المسيح وحفظ هذا الدرس سر الراحة الفضلى والمسرة الخالدة.
4) " فَتَجِدُوا رَاحَةً " يبحث الإنسان عن الراحة والطمأنينة والسلام (يوحنا ١٤: ٢٧ )  «سلاما اترك لكم. سلامي اعطيكم. ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا. لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب. " فيجرى منذ ولادته فى العالم ليجدها ولكن لا يدرك الكثيريين أنهم بمجرد أن يتعلموا من أعمال المسيح ويفعلوا مثله يحصلون على الراحة التي يسألونها غيره عبثاً و(إرميا ٦: ١٦)  هكذا قال الرب.قفوا على الطريق وانظروا واسالوا عن السبل القديمة اين هو الطريق الصالح وسيروا فيه فتجدوا راحة لنفوسكم.ولكنهم قالوا لا نسير فيه. (يو ١٦: ٣٣).  وفي ذلك اليوم لا تسالونني شيئا. الحق الحق اقول لكم: ان كل ما طلبتم من الاب باسمي يعطيكم " وكثيراً ما تم هذا الوعد في أشد المصائب كما قال بولس «فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ. لِذلِكَ أُسَرُّ بِالضَّعَفَاتِ وَالشَّتَائِمِ وَالضَّرُورَاتِ وَالاضْطِهَادَاتِ وَالضِّيقَاتِ لأَجْلِ الْمَسِيحِ. لأَنِّي حِينَمَا أَنَا ضَعِيفٌ فَحِينَئِذٍ أَنَا قَوِيٌّ» (٢كورنثوس ١٢: ٩، ١٠).قال لي تكفيك نعمتي لان قوتي في الضعف تكمل.فبكل سرور افتخر بالحري في ضعفاتي لكي تحل علي قوة المسيح. 10 لذلك اسر بالضعفات والشتائم والضرورات والاضطهادات والضيقات لاجل المسيح.لاني حينما انا ضعيف فحينئذ انا قوي
5) " لِنُفُوسِكُمْ " أي تستريح نفوسكم من شهوات العالم ومن أثقال الخطية وتعب الضمير.

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
شبه المسيح وصاياه بالنير وعلم رسله ان يقتدوا به في التواضع والوداعة ويعاملوا اعدداءهم بالحلم والصبر مثله حتى يرجعوا من انفسهم تائبين اليهم لان في الوداعة والاتضاع الراحة التامة والحياة السعيدة .
 

تفسير (متى 11: 30) : لان نيري هين وحملي خفيف
.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 المسيح لا يستبدل نيراً صعباً وحملاً ثقيلاً بمثيلهما. لا يستبدل نير العهد القديم بنير مثله فى العهد الجديد أوو يستبدل نير الشيطان والعالم بنير مثله ثقيل ولا يستبدل دين مثل الدين الإسلامى وشرائعة بدين جديد وشرائع غير إنسانية
1) "نِيرِي هَيِّنٌ " وكان النير يربط بقيود حول أعناق الحيوانات (لا 26: 13 و1 صم 6 : 7 ، حز 34 : 27 ). ثم أصبح يُسْتَعمَل لتكبيل حرية الأسرى واضطهادهم وعلامة لاستعبادهم (تك 27: 40 و1 مل 12: 24 واش 9: 4 وار 27: 8 إلخ..). وكان كَسْر النير يعني الانطلاق من العبودية والتحرر من الأسر (ناح 1: 13). واستعمل النير في الكتاب المقدس بمعان رمزية. فقال المسيح: "احملوا نيري عليكم.. لان نيري هيِّن" (مت 11: 29-30). واستعمل رمزيًا أيضًا، بمعنى العبودية (أع 15: 10) وهو لا يزال يُسْتَعْمَل كذلك، كرمز للاستعمار والعبودية، إلى اليوم، في لغات كثيرة، منها العربية.
لأن المسيح يعين المؤمن به على حمله، ويهب النعمة الكافية لحامله، ولأن محبة المسيحي للمسيح تجعله لا يشعر بصعوبة حمله، نه يكفى لتلميذ أن يفعل مثل معلمه  وبدون المسيح يصبح النير ليس هيناً، لأنه نير مقاومة الخطية، ونير الأحزان، ونير القيام بالواجبات. ولا يخفى ما في ذلك من الصعوبة على الطبع البشري وعدم قدرة الإنسان على حمله بدون معونة المسيح. ومع ذلك كله فإن نير المسيح أهون من كل نير. إنه أهون من نير الشريعة اليهودية مع القوانين الشفهية التى أضافها إليها الكتبة والفريسيون من الطقوس والتقاليد. وأهون من نير الأديان الباطلة الذي على رقاب الوثنيين وير المسيحيين. وأهون من نير الشيطان الذي على رقاب عبيد اللذات والشهوات.
2) "وَحِمْلِي خَفِيفٌ " سقتضى العمل فى حقل المسيح القيام بواجبات كثيرة من ضمنها حمل الصليب، لكنها تفرح من قام بها، لأنها مصحوبة بسلام يفوق كل عقل (في ٤: ٧). إن حمل المسيح على المسيحي كالريش للطائر يزيد ثقله ولكنه لا يستطيع أن يعلو إلى السماء بدونه. (ميخا ٦: ٨ )  قد اخبرك ايها الانسان ما هو صالح.وماذا يطلبه منك الرب الا ان تصنع الحق وتحب الرحمة وتسلك متواضعا مع الهك و(١يوحنا ٥: ٣) فان هذه هي محبة الله: ان نحفظ وصاياه. ووصاياه ليست ثقيلة، 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
اي ان وصاياه لا يصعب على الانسان حفظها سيما وانها تتضمن غفران الخطايا فيما ان وصايا الناموس ثقيلة الحمل يصعب ويعسر على الانسان السير بموجبها ورب قائل يقول كيف ان المسيح قال سابقاً ” ما اضيق الباب واكرب الطريق ” وهنا يقول نيري لين وحملي خفيف . فنجيب ان ذلك متوقف على الارادة فان كنا نشيطين مجتهدين اصبحت وصاياه سهلة خفيفة الحمل وان كنا متهاونين متكاسلين اصبحت صعبة الحفظ كربة . ثم نقول ان نيره لين لانه يدعو الخطاة للتوبة والناموس ثقيل لانه يرجم الفاجرين ويقتل القاتلين ورب معترض يقول كيف يكون نيره لينا وهو يأمر الا يبغض أحد قريبه باطلاً والا ينظر نظراً فاسقاً وان نبغض انفسنا . فنجيب اننا اذا قسنا أوامره ومكافأته المحفوظة للذين يحملون نيره رأيناها خفيفة وسهلة كقول بولس ان مشقات هذا الدهر لا توازي المجد المزمع ان يظهر .

 

This site was last updated 01/17/21