Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تفسير / شرح الإنجيل كما رواة متى الإصحاح التاسع (متى 9: 1- 17) 

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
مقدمة تفسير متى
تفسير (مت 1: 1- 17
تفسير  (مت 1: 18
تفسير (مت 1: 19 - 24)
تفسير (متى 2: 1- 12
تفسير (مت 2: 13 - 23
تفسير (مت  3: 1-6
تفسير (مت 3: 7-12
تفسير (مت 3: 13-17
تفسير (متى 4 : 1- 11
تفسير (متى 4: 12- 17)
تفسير (متى 4: 18- 25
تفسير (متى5: 1-  12
تفسير (مت 5: 13- 26
تفسير  (متى 5: 27- 48
تفسير متى 6: 1- 15
تفسير متى 6: 16- 34
تفسير متى الإصحاح7
تفسير متى الإصحاح 8
تفسير متى 9: 1- 17
تفسير متى 9: 18- 38
تفسير متى 10: 1- 23
تفسير متى 10: 24- 42
تفسير متى الإصحاح 11
تفسير متى 12: 1- 21
تفسير متى 12: 22- 50
تفسير متى 13: 1- 32
تفسير متى 13: 33- 58
تفسير متى الإصحاح14
تفسير متى 15: 1- 20
تفسير متى 15: 21- 39
تفسير متى الإصحاح16
تفسير متى الإصحاح17
تفسير متى الإصحاح18
تفسير متى الإصحاح19
تفسير متى الاصحاح20
تفسير متى 21: 1- 22
تفسير متى 21: 23- 46
تفسير متى 22: 1- 22
تفسير متى 22: 23- 46
تفسير متى 23: 1- 22
تفسير متى 23: 23- 39
تفسير متى 24: 1- 22
تفسير متى 24: 23- 51
تفسير متى الإصحاح25
تفسير متى 26: 1- 25
تفسير متى 26: 26- 46
تفسير متى 36: 47- 75
تفسير (مت 27: 1- 26)
تفسير (مت 27 : 27- 44)
فسير (مت 27 : 45- 66)
تفسير متى الفصل 28
جدول بالتآريخ والحكام  بإسرائيل ومصر
إقتباسات متّى من العهد القديم
Untitled 8095
Untitled 8102
Untitled 8410
Untitled 8411

 تفسير / شرح الإنجيل كما رواة متى الإصحاح التاسع (متى 9: 1- 17)

 تفسير إنجيل متى تقسيم فقرات الإصحاح  التاسع  (متى 9: 1- 17)
1. شفاء المفلوج (مت 9: 1-8)
ما هي مدينته؟
ماذا يفعل السيّد في مدينته؟
مقاومة الكتبة
حمل السرير
العودة إلى بيته
2. دعوة متّى (مت 9: 9-13)
3. مفهوم الصوم (مت 9:  14-17)

تفسير انجيل متى - الاصحاح التاسع

شفاء مشلول / مفلوج كفر ناحوم  (متى 9: 1- 6)

شفاء مفلوج / مشلول

تفسير (متى 9: 1) :  فدخل السفينة واجتاز وجاء الى مدينته .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

يعتبر هذا العدد خاتمةٌ لأصحاح ٨ لأن فيه ذكر طلب الجرجسيين / الجدريين أن ينصرف المسيح عن تخومهم. فحقق يسوع طلبهم وإنصرف عن تخومهم أى بلادهم  ودخل السفينة ورجع. أى دخل السفينة التي عبر فيها بحر الجليل وأتى فيها إلى بلادهم .

. رجع الرب إلى مدينته، أي كفر ناحوم، عاد من أرض الجرجسيين الأمم ليخدم إسرائيل شعبه في أرضهم.
1) " إِلَى مَدِينَتِهِ " دعت الأناجيل  كفرناحوم، مدينة يسوع (الصورة الجانبية لآثار مدينة كفر مناحوم )  لأنها  كانت مركز بشارته وكرازته  (مت 4: 13) لا بيت لحم حيث وُلد، ولا الناصرة حيث تربى. (إصحاح 13:4) كفرناحوم هي قرية واقعة على الشاطئ الشمالي الغربي لبحر الجليل في أرض زبولون ونفتالي (متى 4: 13- 16) بالمقابلة مع (لو 4: 31 ويو 6: 17- 24). وكانت مركزًا للجباية (مر 2: 1 و14). ويظهر أنه كان فيها مركز عسكري روماني (متى 8: 5- 13 ولو 7: 1 10) انتقل يسوع إليها من مدينة الناصرة في وقت مبكر من خدمته جاعلًا منها مركزًا له حتى أنها دعيت "مدينته" (متى 9: 1 بالمقابلة مع مر 2: 1) فيها شفى غلام قائد المئة (متى 8: 5- 13 ولو 7: 1-10) وحماة بطرس المحمومة (متى 8: 14- 17 ومر 1: 29- 31) والمجنون (مر 1: 21- 28 ولو 4: 31- 37) والمفلوج الذي كان يحمله أربعة (مر 2: 1- 13 بالمقابلة مع متى 9: 1- 8) وابن خادم الملك (يو 4: 46- 54) وغيرهم كثيرين مرضى بأمراض مختلفة (متى 8: 16 و17 ومر 1: 32- 34 ولو 4: 23 و40 و41).
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

اي الى كفرناحوم . فقد ولد في بيت لحم وتربى في الناصرة وكان يتردد الى كفرناحوم  فقد ذكر متى انه اتى الى مدينته اما مرقس فقال اذ دخل كفرناحوم  . 

تفسير (متى 9: 2)   واذا مفلوج يقدمونه اليه مطروحاً على فراش . فلما رأى يسوع ايمانهم قال للمفلوج : “ ثق يا بني . مغفورة لك خطاياك “ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

وردت معجزة شفاء مفلوج كفر ناحوم فى ثلاثة أناجيل (مر 2: 2- 12) و (لو 5: 18 - 26) و (مت 9:   2- 7)
فعل يسوع معجزات كثيرة جدا ولكن لم يذكرها الإنجيليين الأربعة كلها بل ذكروا المشهورة منها فقط واحيانا كانا يذكرون أنه فعل معجزات كثيرة بدون ذكرها بالتفصيل ( يوحنا 20: 30-31 ) "وايات اخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب. واما هذه فقد كتبت لتؤمنوا ان يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم اذا آمنتم حيوة باسمه" (يوحنا 21: 24-25 ) "هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا وكتب هذا. وتعلم ان شهادته حق. واشياء اخر كثيرة صنعها يسوع ان كتبت واحدة واحدة فلست اظن ان العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة امين.وذكر متّى هنا هذه المعجزة لإثبات أن يسوع هو المسيح لأن متى كان من سبط لاوى . ولم يذكر متّى الحوادث بترتيب تاريخ حدوثها، بل قصد أن يجمع البراهين على قوة المسيح العجيبة الإلهية.
1) "مَفْلُوجٌ " أي مُصاب بداء الفالج (الشلل). راجع (مت 8: 6)  والشلل قد يكون جزئى أو كلى أى يصيب كل عضلات الإنسان قيجعله طريح الفراش
2) "يُقَدِّمُونَهُ " ذكر مرقس (مر 2: 3 و 4) أن الذين قدموه ليسوع أربعة، وأنهم لما لم يتمكنوا من الوصول إلى المسيح بسبب ازدحام الناس عليه، صعدوا به على السطح ونقبوه ودلوه إلى أمام المسيح
3) "مَطْرُوح" دليلاً على أن المرض تمكن من كل جسمه فلا يستطيع الحركة وأصبج ضعيفا وعاجزا.
4) " رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُم " هنا يجب أن نتقف فقد رأى يسوع إيمان هؤلاء الأربعة عن طريق أعمالهم رأى يسوع إيمان الأربعة افى عملهم لأنهم حملوه من بيته وساروا به فى الشوارع وعندما وجدوا الناس مزدحمين حول يسوع لم ييأسوا طلعوا للسقف ونقبوه وأنزلوا المفلوج منه رأى يسوع ثقتهم فيه أنه الشافى رأى يسوع إيمانهم فى تعبهم رأى يسوع إيمانهم فى تفكيرهم وإصرارهم على يطلعوا للسقف رأى يسوع إيمانهم فى محبتهم للمفلوج  أي إيمان المفلوج وإيمان أصدقائه الذين حملوه، رأى يسوع يمانهم فى تعبهم  الذى كان بدون أجر فكان أجرهم هو تذكر ما فعلوه وعدم اكتراثهم بصعوبة الوصول إلى المسيح (مر 2: 4) (لو 5: 19)

5) "ثِقْ يَا بُنَيّ " لم يقل يسوع كلمة "يا بنى" لأحد إلا هذا المفلوج ما أطيب كلمة «يا بنيَّ» هنا، كلمة يا بنى دليل على محبة يسوع لهذا المشلول بمعنى هؤلاء الأربعة يحبونك ويتمنون لك الشفاء بثقتهم فى قوتى وأنا أحبك أيضا أنت أبنى بالتبنى .. المسيح أتى من أجل خاصته أبناء الله الذين هم ال اليهود وهذا المفلوج واحدا من شعبه من خاصته . إنه يقول له: تشجع وقم من الأموات فيضيء لك المسيح. «يا بُنيَّ» دليل حبه له، وشفقته عليه، وعلى العلاقة الجديدة بينهما بناءً على إيمانه.
لم يكتف المسيح بمدح إيمان الأربعة ومعهم المفلوج ، الذي بالرغم من الشلل الذى أصابه إلا أنه كان صحيح النفس ربما كان هو الذى اشار على أصدقاءه الأربعه بان يحملوه للمسيح، فزاده قوة بهذا الكلام. فكأنه قال له: تشجع وافرح بالرجاء. ولعل مرضه وشدة عجزه جعلاه ضعيف الأمل. ربما قال يسوع له يا بنى لأم اليهود يربطون المرض بالخطية فظهر يسوع بهذه الكلمة مقدار محبته لهذا المريض حتى ولو كان فى إعتقاد اليهود أنه خاطئ ويجب الإبتعاد عنه لأن عليه غضب الرب بمرضه ها بسبب خطيئته

ويُحتمل أن نفسه قلقت من ذلك المرض لأنها حسبته ضربة من الله على خطاياه، فجاء المسيح ليشفيه نفساً وجسداً، ويعيد إلى نفسه أحسن الرجاء.
6)" مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاك" قال يوحنا المعمدان عن يسوع "هذا هو حمل الله الذي يحمل خطيئة العالم" (يو 1: 29) والمسيح يعتبر هو الحمل الذى كان يقدمه رئيس الكهنة عن الشعب فى يوم عيد يهودى مرة كل سنة هو عيد الكفارة (يوم الكفاره العظيم) يسمى أيضًا Yom Kippur يوم كيبور. يقع في اليوم العاشر من الشهر السابع المسمى ايثانيم אֵתָנִים‎... يعتبر أهم الطقوس التي ذكرت في سفر اللاويين وتشير هذه الطقوس بصراحة ووضوح إلى العهد الجديد ويعيد المسيحيين هذا اليوه فى جمعة الصلبوت  كانت مراسيم يوم الكفارة رمزًا لدخول المسيح رئيس الكهنة الأعظم إلى السماء مرة واحدة بعد أن أكمل خلاص البشرية بدم نفسه (عب 9: 1 - 12، 24 - 28). كان رئيس الكهنة الذي يقدم الكفارة محتاجًا أن يكفر عن نفسه أولا، لأنه يخطئ كسائر البشر وبالتالي يحتاج إلى مغفرة خطاياه ورحمة الله... كان يقدم عن نفسه كبش محرقة وثور ابن بقر لذبيحة خطية. كان يقدم عن الشعب كبش لمحرقة وتيسين من الماعز أحدهما لذبيحة خطية، والأخر لعزازيل. ونلاحظ أن ذبائح رئيس الكهنة عن خطاياه أكثر من التي عن خطايا الشعب. ونحن نعلم أن الكاهن عندما يصلى في القداس يقول "عن خطاياي وجهالات شعبك" لأن الذي يعرف أكثر يطالب أكثر... كانت التقدمة التي يقدمها عن الشعب يشتريها الشعب من مال جماعة إسرائيل... وكانت ذبيحة الخطية أي الثور الذي هو عن خطية رئيس الكهنة، والتيس الذي هو عن خطايا الشعب كانت تحرق بلحمها وعظمها وجلدها حرقا كاملًا خارج المحلة، وليس على مذبح المحرقة داخل خيمة الاجتماع أ

ويسوع حامل خطية العالم حمل خطيئة لمفلوج ولأنه الديان فى نفس الوقت غفر للمفلوج خطيئته فالجميع زاغ وفسد وأعوزه مجد الرب  وقصد المسيح أن يبرهن لشعبه أنه يهوه إلههم المكتوب عنه أنه يغفر جميع ذنوبهم ويشفي كل أمراضهم (مزمور 3:103) «وإذا قوم من الكتبة قد قالوا في أنفسهم هذا يُجدف». والتجديف التهمة التى صلب بسببها يسوع وهذه التهمة باطلة لأن ما فعله يسوع مكتوب فى توراه اليهود بما فيها برهان ألأوهيته ولنلاحظ أن مقاومة رؤساء الدين للمسيح تذكر هنا لأول مرة. وسنرى أنها اشتدت أكثر فأكثر. ولم يزل الشعب أقرب إلى قبول المسيح من رؤسائهم لأنهم تأثروا جدًا بمشاهدة سلطان كهذا ومجدوا الله
كان اليهود يعتقدون أن علة مرضه كانت خطيئته. ولكن كل الناس يخطئون ولكن ربط المرض بالخطية عند هذا المفلوج هذا ما اجتهد المسيح في إزالته (يوحنا ٩: ٣ ولوقا ١٣: ٢ - ٥). ولا نقول إن الخطية لا تسبب مرضاً، لكننا ننفي أن كل مرض نتيجة خطية معينة. وأحب المسيح أن يقرن شفاء الجسد بشفاء النفس من الخطية  فالسبب الأساسى لتجسد يسوع هو حمله خطايا البشرية ومع مله ذا كان يشفى المرضى ويجبر منكسى القلوب ويطرد الأرواح الشريرة ليجعل الأول رمزاً للثاني وعربوناً له، وليبين أنه طبيب النفس وإهتم يسوع ب غفران الخطايا قبل شفاء الجسد خلافاً لعادة المسيح في الشفاء. وقد أبان هنا أن المغفرة هي البركة العظمى، وأنها تشتمل على سائر البركات. وقصد المسيح بذلك أن يحول أفكار الناس من الشفاء المرحلى والوقتى من لامرض إلى الشفاء الأسمى شفاء الروح من الخطايا ، وعندما سُئل أن يشفي جسد المفلوج أعطاه الشفائين. وإن كان للمسيح في حال اتضاعه على الأرض ذلك السلطان على الغفران، فبالأولى أن يكون له وهو مالك في المجد (أعمال ٥: ٣١).

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

ان هذا المفلوج هو غير المذكور في يوحنا . ويعرف من ان ذاك كان في اسطوان سليمان وهذا في كفرناحوم وذاك كان منذ 38 سنة مفلوجاًًً . وهذا غير مذكور عدد السنين التي بقي فيها مفلوجاًًً . وذاك لم يكن له من يخدمه وهذا كان كثيرون يخدمونه . لذلك قال قد شئت فاطهر . ولهذا مغفورة خطاياك . وقد ارتاى كثيرون غير القديس يوحنا وفيليكسينوس وموسى الحجري ان كلا المخلعين واحد . وكذا الانجيليون فانهم يذكرون مخلعا واحدا في القوانين . ثم ان الحاضرين لشدة ايمانهم بقدرة يسوع دلوه من سقف البيت . والمخلع من ايمانه سلم نفسه لينزل من فوق . اما الانجيليون الآخرون فقد كتبوا ان يسوع كان في البيت . ذلك ليعلمنا الاتضاع ويظهر انه غير محتاج لان يتمجد من الناس . ثم ان الخطايا كانت سبب مرض المخلع فكما ان الاعضاء الصحيحة اذا ربطت بالقيود لا تستطيع ان تاتي باقل حركة فكذلك المخلع فانه لسبب الخطايا قد انحلت وارتخت يداه ورجلاه واعضاءه . ولما قال له مغفورة لك خطاياك في الحال نال الشفاء . وعادت اعضاؤه الى حركتها الطبيعية  . 

تفسير (متى 9: 3) :  واذا قوم من الكتبة قد قالوا في انفسهم : “ هذا يجدف ! “ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "وَإِذَا قَوْمٌ " حدثت هذه المعجزة فى كفر ناحوم وكان الجمع حوله من طوائف وأطياف وجماعات مختلفة من الشعب ومن بينهم جماعة الكتبة
2) "ٱلْكَتَبَة " طائفة دينية مهمتخت نسخ أى كتابة  العهد القديم ومن عملهم هذا جاء أسمهم "كتبة"  ثم يقومون بتفسيره فهم المفسرون الذين تؤحذ من فمهم الشريعة ، وكانوا  متشديين في الأمور الدينية وحفظ التقاليد مدققين فى تنفيذها وابتداع وصايا جديدة ،  يرد ذكرهم أيضًا في متى 29/27 و مرقس 6/2، ولاتزال جماعات الكتبة ناشطة حتى اليوم. ويشار لهم أحيانًا بالناموسيين وكان هناك ارتباط قوي بينهم وبين الفريسيين. (مت35:22)  كانوا يلقبون في المجتمع بمعلم والتي تعني في اللغة العبرية، رابي، لكونهم معلمي الشريعة في المجامع،وقد اصطدموا مع يسوع المسيح الذي قرعهم لتشددهم وتمسكهم بالألفاظ. وكل من ينال رتبة عالية منهم كان يسمى ربي مثل غمالائيل (أع34:5) ونيقوديموس (يو1:3). قيل عنهم أنهم يجلسون على كرسي موسى كمفسرين للناموس. وكانوا مشيري الشعب في الأمور الدينية، وكان منهم أعضاء في السنهدريم، وكان لهم نفوذ قوي، وقد وبخهم السيد المسيح مرات كثيرة بسبب ريائهم (مت5:23-7). وعليهم تقع مسئولية صلب المسيح واضطهاد الكنيسة الأولى. وبعضهم آمن (مت19:8) انظر شرحنا في متّى ٢: ٤ و٥: ٢٠. حسد الكتبة المسيح لكثرة الجموع التابعة له، وأبغضوه لأنه فند تعاليمهم (متّى ٧: ٢٩) ولم يكونوا من كفرناحوم وحدها بل كانوا من كل منطقة الجليل واليهودية ومن أورشليم عينها (لوقا ٥: ١٧). وإتيانهم بكثرة من أماكن بعيدة ليراقبوه دليل على ما كانت عليه أفكار علماء اليهود من الهيجان لما فعله المسيح وعلمه.

3) "قَالُوا فِي أَنْفُسِهِمْ " يعنى أن الكتبة الذين شاهدوا المعجزة وسمعوا قول المسيح عن غفرانه للخطايا فكروا تفكيرا واحدا فى عقلهم "أنه يجدف" ولكنهم لم ينطقوا به ربما لخوفهم من الشعب أو لسبب لآخر . ولم يتصوروا أو حتى يظنوا أنه عرف تفكيرهم ، ولكنه إذا كان  عرف إيمان المفلوج وحامليه الأربعة ، ألن يعرف عدم إيمان الكتبة وإتهامه بالتجديف فى عقلهم . وفي هذا برهان على أنه هو الإله الذي يعلم أسرار القلوب وفكر البشر ، فهذا من صفاتإلهية خاصة (أيوب ٢٨: ٩ ورؤيا ٨: ٢٧ ورؤيا ٢: ٢٣).
4) "يُجَدِّف " التجديف ما يشين حق الله والعقيدة كدين. وتعنى باللغة العربية : كَفَر َبالله . لا تجدفوا بِنِعْمَةِ اللَّهِ  لا تكفروا بِهَا . 

وإتهم الكتبة المسيح بالتجديف لأنه ادَّعى السلطان على مغفرة الخطايا، الأمر الخاص بالرب وحده.لأن التجديف هو أن يدعى الإنسان غفران الخطايا ، لأنه لا يقدر إنسانا أن يغفر أى خية فعلها إنسان آخر ضد الرب . لأن كل خطية ضد الرب . لهذا فحق المغفرة له وحده. لكنهم أخطأوا في إنكارهم لاهوت المسيح ولم يقرأوا ويفهموا كتب العهد القديم التى تشير أن المسيح هو إبن الإله كما أنه إبن الإنسان ، وحسبوه إنساناً مجرداً فحكموا عليه بالتجديف. وبالنظرة البشرية يتضح أن أفضل الناس معرَّض لأن يُتَّهم بارتكاب أفظع الخطايا.

اولا ــ التجديف في العهد القديم : هناك بضع كلمات عبرية تترجم إلي العربية بكلمة جدف أو تجديف، وهي :
(1) ــ "بارك" و هي في العبرية تعني البركة أو اللــــعنة، و قد ترجمت " بارل" بمعنى "العن" في قول إمرأة أيوب له :"بارك الله و مت" ( أيوب 2 : 9 ) و ترجمت إلي "جدف" أو "يجدف" أيضاً ( أيوب 1 : 5 و 11، 2 : 5 ) وكذلك في حادثة نابوت اليزرعيلى ( 1 مل 21 : 10 و 13 ).
(2) "جدف" بمعنى قذف أو اهان أو شتم كما في ( 1 مل 9 : 6 و 22، إش 37 : 6 و 23، حز 20 : 27 ) ، وترجمت إلي " شاتم " في المزمور ( 44 : 16 ) وإلي "يزدري" في سفر العدد عن " النفس التي تعمل بيد رفيعة( أي عن قصد وتعمد )... فهي تزدري بالرب، فتقطع تلك النفس من شعبها ( عدد 15 : 30 ).
(3) ــ "نقب" و هي بمعنى "طعن" عن تجديف ابن المرأة الإسرائيلية على اسم الله وكان عقابه القتل رجما ( لا 24 : 11 و 16 ).
ثانيا ــ التجديف في العهد الجديد : تأتي كلمة " جدف " و مشتقاتها عن كلمة يونـــــــانية واحـــدة هي " بلاسفيمو " blasphemeo ومشتقاتها ( ومنها أخذت الكلمة الإنجليزية التي تعني التجديف )، و هي تعني أيضاً الشتم و الإهانة والكلام غير اللائق.و قد يكون ذلك :
(1) بمعني المذمة عموماً أو الإستهزاء كما قيل عن اليهود " إنهم كانوا يقاومون ما قاله بولس مناقضين و مجدفين " ( أع 13 : 45، 18 : 16 ــ انظر أيضاً مت 15 : 19، مرقس 7 : 22، كو 3 : 8، رؤ 2 : 9 ).
و لعل المقصود بكلمة " يجدفا " التي ذكرها الرسول بولس عن هيمينايس والاسكندر( ا تى ا : 20 ) هو أنهما كانا يجدفان أي يهينان الرب بسلوكهما غير اللائق كمسيحيين.
(2) بمعنى يهين أو يحتقر ( الأصنام ) كما قال الكاتب للأفسسيين : " لأنكم أتيتم بهذين الرجلين ( غايس و أرسترخس المكدونيين رفيقي بولس في السفر ) وهما ليسا سارقي هياكل ولا مجدفين على آلهتكم "( أع 19 : 37).
(3) التجديف على الله بأقوال شريرة ( رؤ 13 : 1 و 5 و 6، 16 : 9 و 11 و 21، 17 : 3 ) أو بالسلوك غير اللائق من اليهود بين الأمم ( رومية 2 : 24 ) ، كما من المسيحيين ( اتى 6 : 1 ) حيث تترجم " يفتري "، ( تى 2 : 5 ).
(4) ــ التجديف على الرب يسوع المسيح بأنه اغتصب لنفسه مكانة الله ( مت 9 : 3، مرقس 2 : 7، لو 5 : 21 ) على أساس ادعائه بأنه المسيا ابن الله ( مت 26 : 5، مرقس 14 : 64 ) ، أو بأنه جعل نفسه الله( يو 10 : 33 و 36). وكان شاول الطرسوسي يحاول أن يضطر المؤمنين بالمسيح " إلي التجديف "  ( أع 26 : 11 ) ، كما قال بولس عن نفسه أنه كان قبلا " مجدفا و مضطهدا ومفتريا "  ( ا تي 1 : 13، انظر أيضاً يع 2 : 7 ).
ثالثا ــ التجديف على الروح القدس : " لذلك أقول لكم : كل خطية و تجديف يغفر للناس واما التجديف على الروح فلن يغفر للناس. و من قال كلمة على ابن الإنسان يغفر له. و أما من قال على الروح القـــدس فلن يغفر له لا في هذا العالم و لا فى الآتى " ( مت 12 : 31 و 32، انظر أيضاً مرقس 3 : 28 و 29 لو 12 : 10 ).  فكما كانت عقوبة من " يعمل بيد رفيعة " ( عدد 15 : 30 ) أو يجدف على اسم الله ( لا 24 : 11 و 16 ) القتل رجما
، هكذا خطية التجديف على الروح القدس لا غفران لها. و هذه الأعداد من أقوال الرب يسوع، تثبت ــ ثبوتا قاطعا يسمو عن كل جدل ــ أقنومية الروح القدس، لانه لا يمكن ارتكاب خطية التجديف إلا ضد أشخاص. و نجد في إنجيلي متى و مرقس أن الرب نطق بهذا القول تعقيباً على إتهام الفريسيين له بأنه " لا يخرج الشياطين ببعلزبول رئيس الشياطــين " ( مت 12 : 24 ) و " أن معه روحا نجسا " ( مر 3 : 30 )، ومن هنا يبدو أن التجديف على الروح القدس هو نسبة الأعمال التى تظهر بوضوح أنها من أعمال الروح القدس، إلي قوى شيطانية، أي تسمية الخير شرا، وهذا التجديف خطية لا تغتفر. ولكن لوقا لا يشير إلي مثل هذه الظروف، بل يبدو أنه يربط بين هذه العبارات و بين نكران المسيح، ولو أنه يسجل ما سجله متى و مرقس : أن " كل من قال كلمة على ابن الإنسان يغفر له " ( لو 12 : 10 ). و لكن أي عمل من أعمال المسيح لم يكن من الروح القدس ؟ " ويجمع يوحنا بين الروح القدس والمسيح المقام ( يو 14 : 16 ـ 18 و 26 و 28 ). و أكثر الحلول قبولا لهذه المعضلة الصعبة هو ما عبر عنه "بلمر " (Pulmmer) : " إن المقاومة العنيدة الراسخة المستمرة لتاثيرات الروح القدس، التفضيل الاختيارى المتعمد للظلمة على النور، تجعل التوبة أمراً مستحيلاً، ومن ثم يصبح لا مجال مطلقاً للغفران ". و نجد نفس الفكرة في العبرانيين ( 6 : 4 ــ 6 )، و في رسالة يوحنا الرسول الأولى ( 5 : 16 ــ الخطية التي للموت ).

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

فلما كان غفران الخطايا   بالله وحده فلذا تعجب اليهود من انه يغفر الخطايا . لانهم كانوا يحسبوه انساناًًًًً ساذجاًًًًً . وكذا الانبياء كانوا يعلّمون ان الله وحده يغفر الخطايا . كقول احدهم ” باركي يا نفسي للرب لانه يغفر لك خطاياك ” وآخر قال من مثلك يغفر الذنوب . 

تفسير (متى 9: 4) : فعلم يسوع افكارهم ، فقال : “ لماذا تفكرون بالشر في قلوبكم ؟

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) "فَعَلِمَ يَسُوعُ أَفْكَارَهُمْ " أ‘لن العهد القديم عن قدرة الرب فى معرفة ما فى قلب الإنسان وفكرة فقال (مز 44: 21) افلا يفحص الله عن هذا لانه هو يعرف خفيات القلب.
تغنى داود بقيثارته بقدرة الرب على قراءة أفكاره ومعرفتها فقال (مز 139: 1و 2)  .يا رب قد اختبرتني وعرفتني. انت عرفت جلوسي وقيامي.فهمت فكري من بعيد  "   وليست هذه الحادثة الوحيدة التى علم فيها يسوع أفكار الناس فعلم فكر الفريسيين فى قصة شفاء المجنون الأعمى وأتهموه الفريسيين فى عقلهم حينئذ (مت 12: 25)   فعلم يسوع افكارهم وقال لهم: «كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب وكل مدينة او بيت منقسم على ذاته لا يثبت. "  وفى الهيكل وأمام  رؤساء الكهنة والكتبة والشيوخ، قال مثل الكرامين الأردياء الذين رجموا وجلدوا وقتلوا رسل مالك الكرم ولما أراد  أرسال أنه تربصوا به ليقتلوا الأبن ليصير الكرم لهم  فعلم يسوع أفكار الكتبة والكهنة والشيوخ لأنهم ( مر 12: 25)  "طلبوا ان يمسكوه ولكنهم خافوا من الجمع لانهم عرفوا انه قال المثل عليهم. فتركوه ومضوا "  و فى معجزة شفاء المرأة نازفة الدم عرف فكرها أنا أرادت فقط أن تلمس هدب ثوبه (لو 5: 34)  فقال لها: «يا ابنة ايمانك قد شفاك. اذهبي بسلام وكوني صحيحة من دائك».  وفى مجمع كفر ناحوم  (لو 6: 8)  " وكان الكتبة والفريسيون يراقبونه: هل يشفي في السبت لكي يجدوا عليه شكاية. اما هو فعلم افكارهم وقال للرجل الذي يده يابسة: «قم وقف في الوسط». فقام ووقف " أي أدرك ما في قلوبهم وما يفكرون به فى عقولهم  دون أن يبينوه بأفواههم." وعرف يسوع فكر تلاميذه  (لو 9: 47)  "وداخلهم فكر: من عسى ان يكون اعظم فيهم؟  فعلم يسوع فكر قلبهم واخذ ولدا واقامه عنده وقال لهم: «من قبل هذا الولد باسمي يقبلني ومن قبلني يقبل الذي ارسلني لان الاصغر فيكم جميعا هو يكون عظيما»  وكان يسوع يعرف أفكار الجموع وفكر كل مجموعة منهم (لو 11: 17) "  فعلم افكارهم وقال لهم: «كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب وبيت منقسم على بيت يسقط. "
2)  لماذا" ويظهر من سؤال المسيح هذا أنهم يشكون َ في سلطانه على غفران الخطايا خطية! ولكنهم أهملوا سلطانه  ف فى شفاء الأمراض وقامة الموتى وعلى الرياح والتنبؤ بالمستقبل ومعرفة الغيب .. وغيرها
3) "تُفَكِّرُونَ بِٱلشَّرِّ"  لأن الأيمان ينبع من القلب فهمل لم يؤمنوا بأن يسوع هو المسيح، ولذلك نسبوا إليه الشر والتجديف.
3) "فِي قُلُوبِكُم "كانت أفكارهم نابعة من قلوبهم شريرة (متى 12: 35) الإنسان الصالح من الكنز الصالح في القلب يخرج الصالحات، والإنسان الشرير من الكنز الشرير يخرج الشرور. " قال ذلك لأن ميول  قلوبهم الشريرة كانت علة عدم إيمانهم. ووأورد ما يريد أن يثوله فى صيغة سؤال  للتوبيخ الشديد، كأنه قال لهم: تتهمونى بأنى مدَّعياً سلطاناً ليس لي، لأن قلوبكم مملوءة شرا  وأنكم ترون سلطتى فى فعل المعجزات وإخراج الأرواح وإقامة الموتى . فكان عليكم أن يعلموا من معجزاته أنه ليس مجرد إنسانٍ.
يتوهم بعض الناس أن الخطية هي ما يُرتكب قولاً أو فعلاً. ولكن ظهر هنا أن الخطية تُرتكب بالفكر أيضاً. فمن الجهل القول بأن لا عقاب على الخطايا الفكرية (عبرانيين ٤: ١٣).

تفسير (متى 9: 5)  أيما أيسر ، ان يقال : مغفورة لك خطاياك ، ام ان يقال : قم وامش ؟   

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

بعد أن عرف يسوع تفكيرهم ولامهم على قلوبهم الشريرة بسؤال “ لماذا تفكرون بالشر في قلوبكم ؟ سألهم سؤال آخر بحيث يختاروا منه إجابة من بين إختيارين إما "مغفرة الخطايا" أم "فعل المعجزة" ولم ينتظر الإجابة منهم لأن الإجابة هى ان يسوع له سلطان على مغفرة الخطايا بصفته الحمل حامل خطايا العالم  وأيضا على شفاءه للأمراض

انتقل المسيح من البرهان العقلي لإثبات سلطانه على مغفرة الخطايا بواسطة معرفته تفكيرهم إلى البرهان الحسي، بأن شفى المفلوج بأمره، لأنه علم أن الأدلة العقلية لا تؤثر فيهم. فجاء بذلك الشفاء الحسي دليلاً على صحة الشفاء العقلي.
1) "أَيُّمَا أَيْسَرُ أَنْ يُقَالَ الخ " لم يقل المسيح: هل غفران الخطية أيسر أم شفاء المفلوج؟ بل سأل: أي واحد من الإختيارين أسهل

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

من هذا يعرف انه اله لان الله فاحص القلوب والكلى . وقد علم هو بما في قلوبهم

اعني اي شيء اسهل أشفاء المفلوج ام تحرير نفسه من قيود الخطايا ؟ فلا ريب ان شفاء النفس لأفضل من الجسد لانها افضل منه . اذ ان النفس خفية والجسد ظاهر . 

تفسير (متى 9: 6): ولكن لكي تعلموا ان لابن الانسان سلطانا على الارض ان يغفر الخطايا “ . حينئذ قال للمفلوج : “  قم احمل سريرك واذهب الى بيتك ! “ .  

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 قبل أن يخاطب يسوع المفلوج . خاطب المسيح الكتبة  لأنهم عندما سمعوه يقول مغفوره لك خطايا إتهموه فكرهم أنه مجدف وسألهم سؤال يخيرهم بين إختيارين أى سلطانين وبإختيار السهل منهم بين  1- غفران الخطايا  2- شفاء المفلوج  والأثنين يستحيل  على أى إإنسان فعله أحدهم ، وربط أحدهما بالآخر، حتى إذا ثبت أحدهما ثبت الآخر. وإن بطل أحدهما بطل الآخر. ولما كان يسوع يملك السلطانين معا فقوله قبلا للمفلوج " مغفورة له خطاياه"، أتبعه بأنه شفاة من مرضه .
1) "سُلْطَاناً عَلَى ٱلأَرْضِ " أي أن للمسيح كديان للعالم له سلطان أن يدين العالم فى السماء فى يوم الدينونة وأيضا يملك سلطانا على الأرض ليدين أو يغفر الخطايا  وقد اعتقد الكتبة أنه للرب وحده سلطان في السماء ققط  ومن الملاحظ أن  يسوع سمَّى نفسه بابن الإنسان إعلاناً أنه هو المسيح، لأن ذلك من الأسماء الخاصة به.
2) " قُمِ الخ " بعد أن خاطب الكتبة حان الوقت ليوجه المسيح كلامه إلى المريض المطروح أمامه. فجعل تلك المعجزة دليلاً ظاهراً على سلطانه على مغفرة الخطايا وسلطانه على شفاء المرضى حتى أنه كان "يـتَبِعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ لأَنَّهُمْ أَبْصَرُوا آيَاتِهِ الَّتِي كَانَ يَصْنَعُهَا فِي الْمَرْضَى" (إنجيل يوحنا 6: 2)
3) "ٱحْمِلْ فِرَاشَكَ وَٱذْهَبْ " كانت كلمات يسوع للمفلوج أمرا واجب تنفيذه ليس شفاءه من المرض فقط ولكن زاد على ذلك قوة على الحركة والقيام وحمل سريرة أى فرشته فالمفلوج الذى يبست أطرافة يحتاج شهورا من الزمن حتى يستطيع أن يتحرك وتقوى عضلاته بعد تيبسها من طول فترة مرضه وبقوة يسوع المسيح غفرت خطاياه وشفى من مرضة  وقام حاملا سريرة ومضى إلى بيته بفرح عظيم بين أهله واقاربه وأصدقاؤه

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

فقد قال ان له سلطاناً وبذلك اثبت كونه الها . وقوله ” ابن البشر ” ذلك لانه تجسد . قال بولس الرسول عن الله الذي جرد ذاته . وتجرده هو انه اله بالطبيعة قبل ان يصير انساناً لاجلنا ودعي ابن الانسان حقاً . واذا كان قد دعي ابنا لا يفهم منه انه ابن مثلنا كما ارتاى نسطور . وليس وحيداًًًًً كاسحق او مسيحاً كواحد من جملة الملوك الممسوحين فيسمي الآب رباً اما المسح فهو قوة وحكمة الآب وهو كان يشفي المرض . وآخرون يقولون ان لوقا سمى المسيح رباً. اذ قال ” انه قد ولد لكم اليوم مخلص وهو المسيح الرب ” ( 2 : 11 ) بالحقيقة فقوته اذاً كانت تشفي المرض ولم يتخذ قوة من آخرين . 

تفسير (متى 9: 7)  : فقام ومضى الى بيته. 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
هذا السجال والمناقشة بين تفكير الكتبة وقوة حجة المسيح  المؤيدة بسلطان إلهى كانت نهايته أن الكتبة صمتوا ولم يردوا أو يقولوا أى شئ ولا شكَّ أن تلاميذ  المسيح وأعداءه كانوا ينتظرون النتيجة بكل اهتمام ، لأنه لو عجز المسيح عن شفاء المفلوج لبطلت كل إدعاءاته حول سلطته وكان مجرد كلامه حول مغفرة الخطايا وهما من خيال ،لأن مغفرة الخطايا شئ غير مرئى ولا يتم بكلمة بل بسفك دم إلا أن سلطته على شفاء المرض كان دليلا مئيا على سلطته لى غفران الخطايا . فلا ريب في أنه عندما قام ذلك المفلوج افترق بعض الجموع التي منع ازدحامها وصول المفلوج إلى المسيح عن بعض ليعطوا طريقاً لمرور المفلوج الذي أتى يحمله أربعة، فرجع حاملاً ما كان محمولاً عليه. فقد رأينا أنه شُفي بكلمة في الحال ونال تمام الشفاء أمام الجميع أعداءً وأصدقاءً.

تفسير (متى 9: 8) : فلما راى الجموع تعجبوا ومجدوا الله الذي اعطى الناس سلطانا مثل هذا.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " ومجدوا الله "  تكرر ذكر هذه المعجزة فى ثلاثة اناجيل متى ولوقا ومرقس وذكر متّى هنا تأثير تلك المعجزة على الجموع فقال أنهم مجدوا الله وفى موضع آخر (مت 15: 31) " حتى تعجب الجموع اذ راوا الخرس يتكلمون والشل يصحون والعرج يمشون والعمي يبصرون. ومجدوا اله اسرائيل." بينما أفاض لوق أن المفلوج و مجد الله والشعب مجدوا الله وقالوا قولهم الشعير "لقد رأينا اليوم عجائب"  (لو 5: 25) ففي الحال قام امامهم وحمل ما كان مضطجعا عليه ومضى الى بيته وهو يمجد الله. فاخذت الجميع حيرة ومجدوا الله وامتلاوا خوفا قائلين: «اننا قد راينا اليوم عجائب!» لأنهم تعجبوا من القوة الإلهية التي ظهرت بالشفاء من الأمراض المستعصية والمستحيل الشفاء منها ، ومجدوا الله أى ينسبون هذه القوة وكل المجد إليه وليس إلى المسيح فلم يعتقدوا أن المسيح إلها
2) " سُلْطَاناً مِثْلَ هٰذَا " أي قوة على شفاء الأمراض ومغفرة الخطايا كما حدث ورآى الناس المعجزة عيانا ولكن مشاهدة المعجزات غير كافية للإيمان القلبي بدون فعل الروح القدس.
في معجزة شفاء مفلوج / مشلول كفر ناحوم أربعة دلائل على لاهوت المسيح: 1- معرفة الأفكار. 2- : شفاء المريض بأمر. 3 - إعطاء المريض قوة على حمل السرير والمشى بعد طول مرضه 4 - الثالث مغفرة الخطايا لأن كلاً منها مختص بالله.

تفسير انجيل متى - الاصحاح التاسع

يسوع  يدعو متى (متى 9: 9- 13)

يسوع  يدعو متى

تفسير (متى 9: 9) وفيما يسوع مجتاز من هناك ، راى رجلاً جالساًًًًً عند مكان الجباية ، اسمه متى . فقال : له “ اتبعني “ . فقام وتبعه .  

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

وتذكر الأناجيل الثلاثة الأولى أن دعوة الرب لمتى، حدثت بعد شفاء الرجل المفلوج الذي قدموه للرب مطروحاً على فراش. وردت  دعوة المسيح لمتى فى  (مرقس 2: 13- 17).(لو 5: 27- 32) (مت 21: 31 و 32)
ماذا جعل يسوع يدعو متّى العشار ليتبعه ويكون من تلاميذه؟ في هذه الدعوة كانت خروج على جميع تقاليد الفريسيين وعاداتهم المتبعة بكل دقَّة. وكان يسوع يعرف الصعوبات سيواجهها بسبب هذا التحول عن الفريسيين إلى العشارين والخطاة. والجواب أن يسوع جاء لهدف معين هو ما ذكره لاحقا «لا يحتاج الأصحاء».
حتى أنه أعلن لرؤساء الكهنة وشيوخ الشعب: "الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ الْعَشَّارِينَ وَالزَّوَانِيَ يَسْبِقُونَكُمْ إِلَى مَلَكُوتِ اللّهِ، لِأَنَّ يُوحَنَّا جَاءَكُمْ فِي طَرِيقِ الْحَقِّ فَلَمْ تُؤْمِنُوا بِهِ، وَأَمَّا الْعَشَّارُونَ وَالزَّوَانِي فَآمَنُوا بِهِ" (متى 21:31 ، 32).  وبهذا يتضح أن أفكاره وطرقة ليست مثلنا  "أَفْكَارِي لَيْسَتْ أَفْكَارَكُمْ، وَلَا طُرُقُكُمْ طُرُقِي يَقُولُ الرَّبُّ"؟ (إشعياء 55:8).  "رومية 11: 33) يا لعمق غنى الله وحكمته وعلمه! ما أبعد أحكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء!" وأصبح متّى الإنجيلي العظيم؟ قرأ إمجيلة ملايين الملايين من الناس فى جميع الأجيال ظل حتى هذا اليوم يقرأه الناس فما أقصر نظر الفريسيين وأتباعهم، وما أبعد نظر يسوع إلى قيمة الرجال الحقيقيين.
1) " مُجْتَازٌ مِنْ هُنَاك " حدثت هذه القصة فى  كفرناحوم (مرقس ٢: ١) إالتى على شاطئ بحيرة طبرية (مرقس ٥: ١٣).
2) " مَكَانِ ٱلْجِبَايَةِ " الجباية هى الضريبة وهى الضريبة التى تؤخذ نتيجة للمعاملات التجارية والبيع والشراء وجباية الضرائب تعنى تحصيلها ومكان الجباية إما بيت أو خيمة على الشارع، تصلح مكتباً لجمع الجزية. وكانت كفرناحوم تقع على ملتقى الطرق التى تتم فيها وخلالها المعاملات التجارية ولهذا كانت توجد فيها حامية / كتيبة رومانية  كبيرة وكانت كفر ناحوم  مركز ذو شأن لجمع الجباية من كل تلك البلاد. وكان متى جابيا للضرائب أى عشارا وكان اليهود يحتقرون العشارين (انظر متّى ٥: ٤٦).وكان متى يقوم بجمع هذه الضرائب أو جبايتها موظف يطلق عليه اسم "الجابي" أو "جابي الجزية"، وكان يطلق عليه في أيام العهد الجديد "العشار" وكان يجمع الضرائب لحساب الإمبراطورية الرومانية، ومن هنا جاء احتقار اليهود للعشارين (مت 9: 11).وعندما دعاه الرب يسوع ليتبعه، كان يجلس عند مكان الجباية ( مت 9: 9، مرقس 2: 14، لو 5: 27).
3) " ٱسْمُهُ مَتَّى "  من الاسم العبري "مثتيا" الذي معناه "عطية يهوه" وهو أحد الاثني عشر رسولًا وكاتب اإنجيل وسمي أيضًا لاوي ابن حلفى (مر 2: 14 ولو 5: 27 و29). فكان ذا اسمين كبطرس ومرقس وبولس، كعادة اليهود وبعد أن صار تلميذاً شاع اسمه متّى أكثر من لاوي حتى أنه لم يذكر البشيرون الاسم الثاني في
قوائم الثلاث بأسماء التلاميذ الاثني عشر التى وردت فى الأناجيل (مت 10: 2- 4، مرقس 3: 16- 19، لو 6: 14- 16).بينما يدعوه الكتاب ب (لاوي), أى انه كان من سبط لاوي. أي انه من عائلة تقية ومن سبط يخدم في الهيكل.ولكنه إنحدر إلى القيام يهذه الوظيفة المكروهة فأصبح جابيًا للضرائب في كفر ناحوم وفى نظر المجتمع اليهودى أصبح مثل الزناة والخطاة فقد كان الإختلاط بالأشرار يتنافى مع شريعة الله "مز119: 115)، ، ودعاه يسوع من موضع وظيفته. وكانت وظيفة الجباية محتقرة بين اليهود إلا أنها أفادت متى خبرة بمعرفته الأشغال. ولم يذكر شيء من أتعابه في العهد الجديد إلا أنه كان من جملة الذين اجتمعوا في العلية بعد صعود المسيح (أع 1: 13). ولكن متى نفسه يقول: "متى العشار"، فهو يريد على ما يبدوا أن يشيد بنعمه الله التي دعته من هذا العمل البغيض عند الشعب، ليكون رسولاً للرب ينادي بالخلاص للعالم. *كتب متى "الإنجيل حسب متى"، أول سفر من أسفار العهد الجديد. ومن الأغراض الواضحة في إنجيل متى، إثبات أن يسوع الناصري هو مسيا نبوات العهد القديم. يسجل لنا متى الموعظة على الجبل. وينفرد بذكر عشرة أمثال ليسوع المسيح، وبالحديث عن مجيء المجوس, والهرب إلى مصر. وسير بطرس على الماء، وخيانة يهوذا وانتحاره، والكثير من الحقائق والتحذيرات الهامة التي وجهها المسيح إلى الآخرين. متى هو حقاً أحد الأشخاص الذين جاؤوا بقلمهم الى الرب, فاستخدم الله ما عنده ليدون لنا الكتاب الذي فيه نجد خلاصا عظيما هذا مقداره.

4) "فَقَالَ لَهُ: ٱتْبَعْنِي " اختار المسيح رسله الأربعة الأولين من صيادي السمك، واختار الخامس من العشارين أثناء ممارسة مهنته. ولخلفيته الدينية لأنه كان من سبط لاةى أى سبط الكهنة عندما كتب انجيله اقتبس من العهد القديم نحو تسعة وتسعين اقتباساً. ألا يعني هذا ان بدايته كانت طيبة والمستقبل المشرق مع الله كان بانتظاره. ولكن اذ وقع في فخ محبة المال تحول بعيداً عن الله. ولكن شكرا لله الى الأبد لأن الله لم يتركه, وها هو يكتب لنا كيف تحول رجوعاً إلى الرب (وفيما يسوع مجتازاً من هناك، رأى إنساناً جالساً عند مكان الجباية اسمه متى، فقال له: "اتبعني. فقام وتبعه" (مت 9: 9).وليس لنا في الإنجيل ما يبين أن متّى لم يشاهد المسيح ولا سمع تعليمه قبل هذه المرة، فيحتمل أنه كان سمع عنه وإشتاق ان يراه ولكن وظيفته كعشارا حالت دون ذلك
5) "فَقَامَ وَتَبِعَهُ "  وحدث أن يسوع كان مارا أمامه وتوقف ونظر إليه وقال اتبعنى فقام للحال وتبعه وهذا يدل على إشتياق شديد وتجاذب قوى بين قلب متى ويسوع قام وترك مكان الجباية وترك كل شئ وتبعه وإستعد للحياة الجديدة مع يسوع  هذه الدعوة وكل تلاميذ المسيح بلا إستثناء تركوا كل شئ وتبعوه أى كرسوا حياتهم للتبشير والتكريز وفى هذا قال بطرس
"هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ. فَمَاذَا يَكُونُ لَنَا؟" (متى 19:27). . ونلاحظ هنا مع أته  كان غنيا وكل عمله فى جمع المال إلا أن قلبه كان مستعد فقام فى الحال وتبع يسوع ولم يكن مثل الشاب الغنى الذى عندما قال له يسوع إذهب وبع كل مالك وتعال أتبعنى حاملا الصليب فاغتم على القول ومضى حزينا لانه كان ذا اموال كثيرة. (مر 10: 21 و 22)  وكانت دعوة يسوع لمتى مثل دعوة الله لإبراهيم منذ ١٩٥٠ سنة قبلها، ومثل الدعوة التي يدعونا بها المسيح اليوم (لوقا ٩: ٢٣).متى كان يحمل قلبا مستعدا ومنتظرا لإشارة إلهية هذه الإشارة جاءت من فم يسوع ذاته  

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

فاجتاز من هناك ليهدي حسد اليهود . ويعلمنا ان لا نلقي انفسنا قدام مضطهدينا . ولا ندخل ذواتنا في التجارب . فاثنان دعيا من التعشير يعقوب ابن حلفى ولاوي الذي هو متى . ويعرف ذلك من ان مرقس ولوقا بعد ما اخبرا عن المخلع ذكرا لاوي والقديس يوحنا يشهد بهذا فالعشارون هم الذين يجلسون على قارعة الطريق ويحببون الفضة من المجتازين . ومتى هنا لم يخف صنعته لتواضعه ولم يخز من سيرته القديمة . ورب قائل لماذا لم يدعه مثل بولس ويوحنا ؟ فنجيب انه كان عارفا بالزمان الذي سيسمع فيه دعاه . كما قد فعل في دعوة بولس بعد صعوده دعاه . ولماذا لم يخبر عن دعوة التلاميذ الآخرين مثلما اخبر عن هؤلاء ؟ فنجيب ان صناعة هؤلاء كانت حقيرة فيذكرهم لاجل عدم افتخارهم . 

تفسير (متى 9: 10) وبينما هو متكئ في البيت ، اذا عشارون وخطاة كثيرون قد جاؤوا واتكأوا مع يسوع وتلاميذه .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "  فِي ٱلْبَيْتِ " لم يذكر متّى لمن كان ذلك البيت ومن قام بالوليمة التي كانت هناك، ولكن لوقا ٥ يذكر أن متّى العشار (بعد دعوته) أقام وليمة عظيمة ليسوع وتابعيه، ودعا إليها كثيرين من أصحابه الأولين من العشارين والخطاة. ولعل غايته من ذلك أن يسمعوا تعليم المسيح لخلاص نفوسهم، وأن يكرم المسيح أمام عيون الجميع. فأظهر بذلك صحة إيمانه وتغيير قلبه.  وفيما يلى ما ذكره لوقا عن هذه الوليمة (لو 5: 38 و 29) فترك كل شيء وقام وتبعه. وصنع له لاوي ضيافة كبيرة في بيته. والذين كانوا متكئين معهم كانوا جمعا كثيرا من عشارين واخرين "

2) "عَشَّارُونَ وَخُطَاة " هما فرقتان من الناس كان اليهود يتجنبوهم كما اعتاد الفريسيون أن يذكروهما معاً باعتبارهما نجستان ذلك إما لرداءة صفات أولئك الناس، أو لكراهة مهنتهم، أو لاختلاطهم بالوثنيين، أو لتركهم فرائض الشريعة الطقسية. ولهذا فإن هاتين الطائفتين محرومتان ومكروهتان من  أمة اليهود ومن حقوق الشريعة المقدسة. وكرههم للعشارين كان زائدا لأنهم يساعدون المحتلين الرومان لأرضهم بجمع الضرائب والجزية وكانوا يذلون أهاليهم من اليهود لأنهم يكرهوهم فيجمعون منهم أكثر من المفروض أن يدفعوه والظاهر أنهم مالوا إلى سمع وعظ المسيح أكثر من غيرهم. ولعل سبب ذلك أنهم كانوا مهانين من سواهم، وشاعرين بآثامهم وباحتياجهم إلى مخلص.فالمسيح قال "لم آتِ لأدعو أبراراً بل خطاة إلى التوبة"  فإنجذبوا إلأيه
3) " واتكأوا مع يسوع وتلاميذه " لم يجلس اليهود على كراسى وهم يأكلون ولكن كانوا يتكأون حول المائدة التى غالبا ما تكون على حرف  U

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

انظر كيف يخبر عن تعشيره ويخفي خبر اتكاء المسيح في بيته ليعلمنا الاتضاع ولكي لا يعرف احد انه اضاف المسيح في بيته وقوله ” اذا بعشارين وخطأة جاؤوا “  ذلك لانه ابن صناعتهم . وكان يفتخر متى بدخول المسيح الى بيته لاجل ذلك دعاهم . اما المسيح فلم يمتنع لانه كان مزمعاًًًًً ان يتلمذهم . 

تفسير (متى 9: 11) فلما نظر الفريسيون قالوا لتلاميذه : “ لماذا يأكل معلمكم مع العشارين والخطاة ؟ “

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

(لو 5: 30)  فتذمر كتبتهم والفريسيون على تلاميذه قائلين: «لماذا تاكلون وتشربون مع عشارين وخطاة؟» 31فاجاب يسوع: «لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى. 32 لم ات لادعو ابرارا بل خطاة الى التوبة».

1) "ٱلْفَرِّيسِيُّونَ " ظهر الفريسيون في القرن الثاني ق.م. ومعنى فريسي هو مفرز، فهم كانوا يعتبرون أنفسهم مفروزين عن الشعب لقداستهم. وكان الفريسيين متكبرين يفتخرون بمعارفهم الدينية ويزدرون بالعامة.  وهم فئة تضم كهنة وعلمانيين. وكانوا يعلمون ويعظون ولكنهم تمسكوا بحرفية الناموس في التفسير والتشدد في حفظ عوائد تسلموها ممن سبقوهم (مت2:15+ مر 7: 3 - 5).  وكانوا يؤمنون بالقيامة والخلود. ووبخهم المسيح بسبب ريائهم (مت20:5+ 6:16+ لو38:11-54). وكانت لهم يد قوية في صلب المسيح. ولكن كان منهم أفراد مخلصين كبولس الرسول وغمالائيل (أع34:5).إن لم يكن من المدعوين إلى مائدة خاصة في تلك الوليمة لأنها كانت دعوة خاصة من متى إلى يسوع وتلاميذة على مائدة بشكل الحرف الإنجليزى  U يتكأون حولها كعادة ـالرومان وكانت العادة أن صاحب الوليمة يجتمع مع المدعويين بعد العشاء ويتسامروا فيجتمع أهل القرية فى فناء البيت وخارج الأبواب والنوافذ يسمعون ما يقوله الضيف ويتمتعوا بسهرة مثل ما يتم اليوم فى الحفلات وكان الفريسيين وقوفاً خارجاً  مثلهم مثل أهل كفر ناحوم وتؤكد لنا معجزة شفاء مفلوج كفر ناحوم كيف كانت الجموع فى المنزل تحيط بيسوع ولم يستطع الذين يحملوه أن يصلوا به إلى يسوع إلا أن ينقبوا السقف وينزلوه أمام يسوع
2) "قَالُوا لِتَلاَمِيذِهِ " وهذا دليل على أنه بعد ما كان يسوع يتناول الطعام ، كان يتكلم ويناقش ويعظ ويبشر ويبارك ليس لأخل المنزل فقط بل وكل من أتى ليسمعه وإستغل الفريسيين الذين يقفون مع الجموع بعد إنتهاء العشاء واشتكوا المسيح إلى تلاميذه كأنهم خافوا أن يلوموا يسوع مواجهةً. أو لعلهم أرادوا أن يفسدوا أذهان التلاميذ ويصرفوهم عنه.وياليت التلاميذ كروا كل هذه المناقشات ختى نعرف اكثر عن يسوع  فالذى كتبوه كان قليلا
3) "لِمَاذَا يَأْكُلُ؟ " هذه وليمة الفرح لم يعدها الأب بل أعدها الإبن ليعلن فرحه بعودته لحضن الأب وهى تختلف عن وليمة الأب لأبنه الضال لأن وليمة الأب هى وليمة سمائية .. قال يسوع (مت 11: 19)
جاء ابن الانسان ياكل ويشرب فيقولون: هوذا انسان اكول وشريب خمر محب للعشارين والخطاة. والحكمة تبررت من بنيها» كان الفريسيون يعتقدون أن الأكل مع الوثنيين أو المحرومين أو الخطاة والعشارين والزناة من الشعب اليهودي مخالفاً لفرائض الدين (أعمال ١٠: ٢٨). تضايق الفريسيين من يسوع ربما لنهم كانوا سظنون أ،ه واحد يعتنق معتقداتهم (لو 15: 2) فتذمر الفريسيون والكتبة قائلين: «هذا يقبل خطاة وياكل معهم»  فيظهر من اعتراض الفريسيين أنهم اعتقدوا أنه لا يجوز أن يجتمع المسيح مع مثل أولئك الناس ويصادقهم، باعتبار أنه نمن ضمن طائفة معلمى الناموس والشريعة وكانوا يعطونه ليقرأ أسفار الأنبياء فى مجمع كفر ناحوم . فحكموا من معاشرته للأشرار أنه ليس باراً  كان الفريسيين يضعون الخطاة مثلهم مثل الأمم (غلا 2: 15)  نحن بالطبيعة يهود ولسنا من الامم خطاة،

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

فقد كان محظوراًًًًً في الناموس ان خالط النجسة لاجل ذلك قالوا لماذا معلمكم يأكل مع العشارين والخطأة . ثم ان الفريسيين لخبثهم كانوا اذا رأوا ذنباًًًًً من التلاميذ لاموا عليه المسيح قائلين ” ان تلاميذك يعملون ما لا يحل في السبت ” . وكذا عندما كانوا يسمعون عن المسيح شيئاًًًًً مذنباًًًًً كانوا يتقمقمون على تلاميذه قائلين ” لماذا معلمكم يأكل مع الخطأة ” ذلك لكي تضعف محبتهم له اما المسيح فرد عليهم الملامة قائلاًًًًً . 

تفسير (متى 9: 12) فلما سمع يسوع قال لهم : “ لا يحتاج الأصحاء الى طبيب بل المرضى .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ قَالَ" كانت شكوى الفريسيين للتلاميذ بأن معلمهم يأكل مع الخطاة ، ربما سمعهم المسيح يشتكون لتلاميذة أو ربما عرف يسوع فكرهم ولم يسمعهم وهم يشتكون لكن الجواب كان من المسيح. لقد بنوا اعتراضهم على فساد عقيدتهم وفتاويهم بضرورة تجنب الخطاة وإهمالهم ولكن يسوع كان يبشر فى كل مكان ولكل أنسان وفى النهاية دم الإنسان الذى لا يقبله على رأسه ويموت فى خطيته ، فبيَّن لهم يسوع أن عمله عمل طبيب، وأن الخطية هي مرض روحى . وكلما زادوا خطية زادوا احتياجاً إلى وجود المسيح حامل خطيتهم بينهم . فهو إذاً لم يعاشر الأشرار لشرهم بل لأنه يستطيع أن يجذبهم من يد الشرير وغيصالهم لملكوت السموات بواسطته
2) "ٱلأَصِحَّاءُ " لم يقصد يسوع أن الفريسيين أصحاء من الخطية المرض الروحى ، لكنهم برَّرون أنقسهم معتقدين أنهم ابرار فكأنه قال لهم: أنتم تعتقدون أنكم أبرياء، فإذاً لا تحتاجون إليّ. أما أولئك فيشعرون بخطيتهم وبالتالى إحتياجهم إليَّ لمغفرة خطاياهم فلذلك أتيت إليهم. ولا شكَّ في أن مرض الفريسيين الروحي كان أشد من سائر الأمراض الروحية.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

فكانوا يلومونه كشريك للعشارين . اما هو فاراهم ان عدم الاشتراك معهم هو خطأ فان الطبيب الذي يستنكف من رائحة المريض ويمتنع عن شفائه فهو يستحق اللوم . فقد أكل السيد المسيح مع العشارين وان ذلك ممنوعاً عندهم يومئذ ناظراً الى المنفعة كالطبيب الذي اذا كان لا يعاني المشقة في معالجة المريض لا يقدر ان يشفيه . اما بولس الرسول فقد حذرنا من ان لا ناكل مع الزناة والظالمين ومن معاشرتهم ما داموا في افعالهم الرديئة . 

تفسير (متى 9: 13) فاذهبوا واعلموا ما هو : اني اريد رحمة لا ذبيحة ، لاني لم آت لادعو أبرارا بل خطأة الى التوبة “ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس  

1) "فَٱذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا " هذا أمر للفريسيين وغيرهم أن يذهبوا وتعلموا وقيلت هنا بمعنى أنكم ناقصين علم وتحتاجون لتعليم ذكر لهم هنا بعض العبارات ليتذكرهم ويعلمهم ما جاء في هوشع (هو 6: 6 و 7) اني اريد رحمة لا ذبيحة ومعرفة الله اكثر من محرقات. 7 ولكنهم كادم تعدوا العهد.هناك غدروا بي  توبيخاً لهم وتبريراً لنفسه أن ما كل ما يفعله طبقا لما ورد فى الكتب المقدسة ، وزاد على توبيخه لهم أن قال إنهم يجهلون كتبهم الدينية التي هم معلموها.
2) " أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً " نقل من ذلك قول الكتاب برهاناً على أن يسوع الذى أوحى بها فى العهد القديم هو الذى يحب الرحمة للمصابين ومنح الخلاص للخطاة وأنه تجسد لتنفيذ هذه الآية وأن هذه الآية سببا من اسباب تجسده ، الرب يريد رحمة أكثر مما يحب كل طقوس الشريعة التي أعظمها الذبيحة. فعمل المسيح الذي لاموه عليه كان وفق هذا المبدأ الإلهي أتى المسيح ليكون رحمة لكل من يقبله  . وأما هم لفساد عقيدتهم أنهم ينفذون الشريعة حرفيا كانوا قساه على الخطاة  فخالفوا هذا المبدأ بلومهم المسيح لأن الشفقة على الساقطين أحب إلى الرب من أثمن القرابين. ( لوقا 15: 7) أقول لكم: إنه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين بارا لا يحتاجون إلى توبة."
واضح أن الفريسيين لا يريدون من يسوع ان يشفى منكسرى القلوب والمصابين بالأمراض متعللين بتقاليد وعوائد قديمة وغرضهم وقف يسوع عن عمله حتى لا يذهب الشعب وراءه (مت 12: 7)  فلو علمتم ما هو: اني اريد رحمة لا ذبيحة لما حكمتم على الابرياء
2) "لأَنِّي لَمْ آتِ... أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً " هنا يوجح يسوع رسالته وهدفه من تجسدة هو الدعوة للخطاة الذين يريدون التوبة والخلاص من خطاياهم - هو الحمل حامل خطيئة العالم الذى(أع  4: 12) وليس بأحد غيره الخلاص. لأن ليس اسم آخر تحت السماء، قد أعطي بين الناس، به ينبغي أن نخلص» والرحمة مرتبطة بالتوبة وممن دعاهم يسوع بعد توبتهم مثل واضح فى ألإنجيل ذكره بولس لأنه تنطبق عليه كلمات يسوع هذه ولا نجد كلمات أبلغ من تفسير بولس لهذه الآية 
(1 تيمو 1: 15 و 16) صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول: ان المسيح يسوع جاء الى العالم ليخلص الخطاة الذين اولهم انا. 16لكنني لهذا رحمت: ليظهر يسوع المسيح في انا اولا كل اناة، مثالا للعتيدين ان يؤمنوا به للحياة الابدية.

الأبرار هنا هم الفريسيين الذين يحسبون أنفسهم أبراراً غير محتاجين للتوبة بتنفيذهم تقاليد الناس والشريعة ، وهذا ما أوشحة بولس فى رسالته لأهل غلاطية (غلا 5: 4 ) "قد تبطلتم عن المسيح ايها الذين تتبررون بالناموس سقطتم من النعمة" تبطلتم اي تركوا المسيح إذ ذهبوا لمصدر آخر غير المسيح ليتبرروا بطلت العلاقة مع المسيح، فمن يرجع ليحيا تحت لعنة الناموس يسقط من عمل النعمة التى قدمها يسوع بقدائه ، فماذا يبقى له حينئذ إلا الغضب لأن الناموس يقف عاجزًا والنعمة تتخلى تمامًا. الناموس مثل الختان والذبائح الحيوانية ليس لديه قوة علي الخلاص لانه كان فقط رمز للمسيح وليس خلاص في ذاته فهو فقط كان علامة

والخطاة هنا هم الذين شعروا بآثامهم. لأنه لو كان في الأرض أبرارٌ بالحقيقة ما احتاجوا إلى التوبة. ولكنه أتى ليدعو الناس إلى التوبة لأنهم خطاة. وبما أنهم جميعهم كذلك وجب أن يخالطهم ليتممهدفه فى خلاص بنى البشر فكان يقابل كل طوائف الشعب وحتى فى السامرة الذين يعتبرهم اليهود نجسين . وهذه الآية تشير أنه لإفتقرت الأرض إلأى إنسانا بارا  لا يحتاج إلى التوبة والحق، وأنه لم يوجد ولا يوجد ولن يوجد مثل هذا الإنسان البار. (رومية 3: 23) إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله،" هذا المجد أعلن بسر التجسد  

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

 فقد افحمهم بقوله ” لا يحتاج الاصحاء الى طبيب ” لان اليهود كانوا يتهاونون بكل الفضائل قائلين ان البر يكمل بالذبيحة لاجل ذلك ذكر لهم النبوة القائلة ان الله يريد رحمة لا ذبيحة فالواجب عليكم ان تتعلموا ان الرحمة مع القريب هي مقبولة عند الله اكثر من كل الذبائح والقرابين . فلهؤلاء المرضى تجب الرحمة . ولاجل هذا انا آكل مع الخطاة متحنناًعليهم وداعياً اياهم الى التوبة فقد دعا الفريسيين صديقين تهكماً كقوله ان آدم صار كواحد منّا . وقوله ان جعت فكم اقل لك . فيسميهم صديقين لانهم كانوا يتراءون للناس صديقين ويكرهون العشارين والخطاة مع انه لم يكن في ذلك الزمان صديق كما شهد بولس الرسول اذ قال الجميع أخطأوا واعوزهم مجد الله . وقال آخرون انه يسمي صديقين الابرار حسب الناموس

( بل خطأة ) اي ليمتنعوا من الخطايا . وقد عزى قلوب المتكئين بقوله لاجلهم جاء لئلا يميلوا ويتهاونوا في البر ويستمروا في خطاياهم . وقد عرف المسيح الهاًًًًً من قوله انه جاء لاجل الخطأة . ومن قوله فاذهبوا واعلموا ما هو اني اريد رحمة ومن قوله انه ليس من العالم لكنه جاء الى العالم . 

تفسير انجيل متى - الاصحاح التاسع

الحوار حول الصوم (متى 9: 14- 17)

الحوار حول الصوم

تفسير (متى 9: 14) حينئذ أتى اليه تلاميذ يوحنا قائلين : “ لماذا نصوم نحن والفريسيون كثيراً ، واما تلاميذك فلا يصومون ؟ “ 

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

رد يسوع على تلاميذ يوحنا بأمور منطقية حياتية يقابلها الإنسان فى حياته الأولى : ن يذهب للطبيب؟ الأصحاء أم المرضى ثانيا : ماذا يحدث عند ترقيع الملابس القديمة برقع جديدة ؟ ثالثا : رد يسوع بالمثل الثالث حول وضع خمر جديدة فى زقاق قديمة أو العكس
1) " حِينَئِذٍ " أي وقت الوليمة التى أعدها متى فى بيته فى كفر ناحوم
2) " تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا " كان تلاميذ يوحنا أقرب للمسيح من الفريسيين لأن بعضا من تلاميذه كانولاا قبلا تلاميذ يوحنا ويعتقد أنه كان يعرفهم عندما كان يتكلم مع يوحنا وهفى هذا الوقت عندما تكلموا مع يسوع المسيح  كان يوحنا يومئذ في السجن، وقد تفرق تلاميذه، ولكنهم فيما يبدوا كانوا ما زالوا يتبعون تعاليم يوحنا فى معمودية التوبة . وكانت سالة يوحنا هو تمهيد الطريق  أو إعداده للمسيح  هدفها إرشاد الناس إلى المسيح باعتباره حمل الله الذي يرفع خطية العالم. فلو استفاد الجميع من تعليمه في شأن المسيح لاتبعوه كلهم. لكن وقف بعض تلاميذ يوحنا عند حد معمودية التوبة ولم يتعدوه لمغفرة الخطايا فكانوا يظهرون الغيرة ليوحنا على أساس أنهم ورثة رسالته ، وحسبوا المسيح منافساً لمعلمهم (يو 3: 26)  فنظموا طائفة سميت  «تلاميذ يوحنا» (مت 11: 2) (مت 14: 12) .  واستمروا يشكلون هذه الطائفة  وقتاً طويلاً، ووصل تعليمهم إلى أفسس  وكان من  يتعمد يسمى تلميذا  فقد وُجد بعضهم في أفسس بعد ثلاثين سنة من ذلك العهد  (اع 19: 1 - 7)  وكان عددهم غير معلوم يزداد بزيادة من يعمودهم . واقتدوا بمعلمهم بشدة الزهد والصوم .
3) " نَصُومُ نَحْنُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ كَثِيراً" ونستدل سؤالهم ليسوع في هذه الآية أنهم كانوا متعصبين في طقوس الشريعة مثلهم مثل الفريسيين (مر 2: 18) وكان تلاميذ يوحنا والفريسيين يصومون فجاءوا وقالوا له: «لماذا يصوم تلاميذ يوحنا والفريسيين واما تلاميذك فلا يصومون؟»  لم يفرض موسى على أمته سوى صوم يوم واحد في السنة (لاويين 23: 26- 32)
أنواع الأصوام عند اليهود
أولا : – الصيام الأربعيني الموسوي ويشير العهد القديم ان موسى عليه السلام اقام في صحراء سيناء صائما أربعين يوما وبعدها عاد الى قومه بالشريعة ولكن يبدو ان العهد القديم لم يفرض هذا الصيام على عامة الشعب الاسرائيلي ويبدو ان هذا الصيام كان من اجل التقرب الى الله وتلقي الوحي
ثانيا : الصوم في فترة السبى وما قبله كان يوم الصيام الوحيد الذي فرضته التوراة قبل ايام السبي هو يوم الغفران ويعد هذا اليوم وهو اليوم العاشر من شهر تشري هو يوم دخول جيوش نبوخد نصر الى اورشليم وتدمير المدينة والمعبد وسبي عدد كبير من اليهود 
ثالثا : زاد عليه اليهود أصواماً لأمور خاصة
أ - صوم استير  وهو اليوم الثالث عشر من اذار وهو يرتبط ارتباط وثيق بعيد البوريم وجدير بالذكر ان معظم اليهود لا يصومون في ذلك اليومويربطون احتفالهم بهذا اليوم بذكرى عودتهم من السبي  (أستير 4: 15) 
ب - و (إرميا 36: 9 )  وكان في السنة الخامسة ليهوياقيم بن يوشيا ملك يهوذا في الشهر التاسع انهم نادوا لصوم امام الرب كل الشعب في اورشليم وكل الشعب القادمين من مدن يهوذا الى اورشليم.
جـ - و (يوئيل 1: 14) قدسوا صوما نادوا باعتكاف اجمعوا الشيوخ جميع سكان الارض الى بيت الرب الهكم واصرخوا الى الرب  وأصواماً مطلقة (زكريا 8: 19) .
رابعا : الصوم الذي اقره الفقهاء في الشريعة ومنه الاول من نيسان وهو ذكرى موت إبني هارون ، والسادس والعشرون من نيسان وهو ذكرى وفاه يشوع بن نون ، والثامن والعشرون من آيار وهو ذكرى وفاة صموئيل النبي ، والاول من آب وهو ذكرى وفاة الكاهن الكبير هارون ، والسادس عشر من تشرى وهو اليوم الذي قضى فيه على الذي عبدوا العجل الذهبي من بني اسرائيل، والسابع من أذار وهو ذكرى وفاة موسى
خامسا : الصوم التطوعي في يوم الاثنين والخميس  وكان الفريسيون يصومون مرتين في الأسبوع  (لو 18: 12) اصوم مرتين في الاسبوع واعشر كل ما اقتنيه.  "
سادسا : صوم ايام خاصة وهو صوم خاص يتعلق بالشخص فقط ومن هذا النوع صوم اليوم السابع لعيد الفصح ، صوم العروس والعريس في يوم زفافهم ، وعند نفادي الشخص للحلام المزعجة ، وهذا الصيام يقوم به من حلم حلما سيئا، ويرغب أن يبطله عن طريق الصيام في اليوم نفسه ويباح ان يكون هذا اليوم يوم السبت والعيد كذلك ولكن من طقوس هذا الصيام انه يصوم يوما اضافي اخر اذا صام يوم السبت ككفارة ليوم السبت ، وهذا الصيام يتعلق برغبه الحالم نفسه.

4) " لِمَاذَا... تَلاَمِيذُكَ فَلاَ يَصُومُونَ؟"  (لو 5: 33 وما بعدها ) وقالوا له: «لماذا يصوم تلاميذ يوحنا كثيرا ويقدمون طلبات وكذلك تلاميذ الفريسيين ايضا واما تلاميذك فياكلون ويشربون؟»وجهوا سؤالهم ليسوع ذاته بإعتبارة تعمد بيد يوحنا وكذلك بعضا من تلاميذه كانوا تلاميذ سابقين ليوحنا ومن الواضح أن تلاميذ يوحنا صاموا أكثر من ذلك لحزنهم على سجن معلمهم، فتعجبوا من أن تلاميذ يسوع لم يشاركوهم في الصوم. لأنهم كان بعضهم تلاميذ سابقين ليوحنا وقد إعتبروا عدم صومهم نوعا من عدم الولاء والمحبة لمعلمهم السابق ولا دليل على أن يوحنا فرض عليهم أصواماً جديدة. والظاهر أنه أبقى الأصوام المعهودة. .. هذا استفهام للتوبيخ على تركهم الصوم باعتباره فرضاً دينياً ذا شأن واجب بالذات، ومعونة في الصلاة.
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

ان لوقا ذكر ان الفريسيين جاءوا اليه وكلاهما صادقان فاولاًًً جاء تلاميذ الفريسيين وبعد ان افحموا جاء تلاميذ يوحنا ليعينوهم . وقالوا اننا تعلمنا ان نصوم من يوحنا اما الفريسيون فمن الناموس . وقولهم كثيراًًًًً دليل على الافتخار الذي ابطله المسيح بقوله اذا صمت فاغسل وجهك الخ . ( اما تلاميذك فلا يصومون ) اي ان كنت وانت طبيب هكذا تعمل وتأكل فلماذا تلاميذك اذا يأكلون ويشربون . 

تفسير (متى 9: 15) فقال لهم يسوع : “ هل يستطيع بنو العرس ان ينوحوا ما دام العريس معهم ؟ ولكن ستأتي ايام حين يرفع العريس عنهم ، فحينئذ يصومون .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

في جواب المسيح دفاعاً عن تلاميذه ثلاثة أمثال: (١) يتعلق بعادات الأفراح، و(٢) بالملابس، و(٣) بالخمر.
1) " هَلْ يَسْتَطِيعُ؟ " هذا سؤال استفهام استنكاري يريد به أن ذلك لا يفعله أحد وقد أعقبه المسيح بالإجابة .
2) " بَنُو ٱلْعُرْسِ " هم أصحاب العروسين ورفقاؤهم، لا كلُّ المدعوين والعريس هنا هو يسوع كما ذكر يوحنا المعمدان وأشار إلى يسوع  
من له العروس فهو العريس، واما صديق العريس الذي يقف ويسمعه فيفرح فرحا من اجل صوت العريس. اذا فرحي هذا قد كمل
3) " أَنْ يَنُوحُوا " أشار بذلك على أن الصوم علامة المناحة والتى قام بها تلاميذ يوحنا المعمدان حينما سجن وقتل   فلا صوم حيث لا مناحة. والمعنى أنه لا يليق اتخاذ علامة الحزن وقت الفرح . ان يسوع هنو العريس يتكلم مع العروس التى هى الأمة اليهودية خاصته  والدليل على أن الصوم علامة الحزن قوله «إن صوم الشهر الرابع وصوم الخامس وصوم السابع وصوم العاشر يكون لبيت يهوذا ابتهاجاً وفرحاً وأعياداً طيبة» (زكريا ٨: ١٩).
4) " ٱلْعَرِيسُ مَعَهُمْ " شبه المسيح نفسه بالعريس ليذكر تلاميذ يوحنا المعمدان  أن معلمهم لقبه بـ "العريس" «مَنْ لَهُ الْعَرُوسُ فَهُوَ الْعَرِيسُ، وَأَمَّا صَدِيقُ الْعَرِيسِ الَّذِي يَقِفُ وَيَسْمَعُهُ فَيَفْرَحُ فَرَحًا مِنْ أَجْلِ صَوْتِ الْعَرِيسِ. إِذًا فَرَحِي هذَا قَدْ كَمَلَ» (يو 3: 29) وأكمل المسيح بوصفه نفسه بذلك بعض النبوات والرموز المتعلقة به في العهد القديم، منها ما ذكر في (هوشع ٢: ١٢ ) و (إشعياء ٥٤: ٥ - ١٠ ) و (إرميا ٣: ١٤ ) ونشيد الأنشاد بأسره. والحق أن مدة وجود المسيح مع تلاميذه على الأرض هي وقت المسرة والابتهاج لا وقت الحزن، فلو صام تلاميذ يسوع وقتئذٍ كانوا كأنهم ناحوا في وقت العرس.
5) " حِينَ يُرْفَعُ ٱلْعَرِيسُ " هذه أول مرة أشار بها المسيح إلى صلبه، والأرجح أن تلاميذه لم يفهموا تلك الإشارة، وكذلك تلاميذ يوحنا، وإن كانوا قد استنتجوا من ذلك سفره عنهم فقد حسبوا ذلك سيتم بعد زمن طويل.
6) " فَحِينَئِذٍ يَصُومُون " وهذه إشارة مستقبلية مشروطة بأن بعد رفع العريس أى صلبة وقيامته فإن تلاميذ يسوع سوف يصومون . إن كنيسة المسيح مكلفة بالصوم مدة غياب سيدها عنها بالجسد. فمراد المسيح أنه ينبغى الصوم في غيابه وليس فى حضوره وقد أشار يسوع لتلاميذة عن صلبه وموته وقيامته حينما أراد أن يسألوه عن قوله "(يو يو 16: 16)
 بعد قليل لا تبصرونني، ثم بعد قليل ايضا ترونني، لاني ذاهب الى الاب». (يو 16: 19 و20) "فعلم يسوع انهم كانوا يريدون ان يسالوه، فقال لهم: «اعن هذا تتساءلون فيما بينكم، لاني قلت: بعد قليل لا تبصرونني، ثم بعد قليل ايضا ترونني  الحق الحق اقول لكم: انكم ستبكون وتنوحون والعالم يفرح. انتم ستحزنون، ولكن حزنكم يتحول الى فرح. "
نستنتج من كلام المسيح أمرين: (١) أن الصوم ليس فرضاً واجباً، بناءً على أن الكنيسة أمرت به لأستقبال أعياد أو لأمور طلب معونة الرب فى ضيقة الشعب أو الفرد وهو عمل حسن تمارسه الكنيسة عندما تدعو إليه أحوالها. فالصوم الذي يقبله الله لا بد أن يكون لسببٍ كافٍ وفي وقت مناسب. و(٢) الصوم نافع حين يقترن بالحزن الروحي واتضاع النفس والصلاة القلبية زمن المصاب الشديد. واختبار أولاد الله فى الصوم واضح فى الكتاب المقدس أنهم وجدوا من الصوم نفعاً عظيماً لهم أو للكنيسة كلها في الأحوال التي يتحتم فيها الصوم . وهناك آيات تشير إلى الصوم العائلى أشار إليها بولس
(1كو 7: 5) لا يسلب احدكم الاخر، الا ان يكون على موافقة، الى حين، لكي تتفرغوا للصوم والصلاة، ثم تجتمعوا ايضا معا لكي لا يجربكم الشيطان لسبب عدم نزاهتكم. " وهناك آيات تشير إلى أنه عند رسامة قساوسة يصومون (أع 14: 23) وانتخبا لهم قسوسا في كل كنيسة، ثم صليا باصوام واستودعاهم للرب الذي كانوا قد امنوا به. (أع 14: 23) وانتخبا لهم قسوسا في كل كنيسة، ثم صليا باصوام واستودعاهم للرب الذي كانوا قد امنوا به. "  أو عند القيام بعمل روحى وخدمة (أع 13: 2 و 3) وبينما هم يخدمون الرب ويصومون، قال الروح القدس:«افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما اليه». 3 فصاموا حينئذ وصلوا ووضعوا عليهما الايادي، ثم اطلقوهما.  

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

فيسمي نفسه عريساً ونزوله الى الارض عرساً ويسمي بني العرس اولئك المدعويين بواسطة كرازة الانجيل . فكما ان بني العرس لا يقدرون ان يصوموا ما دام العريس معهم لان الوقت وقت فرح فكذلك التلاميذ لان الزمان زمان الفرح لا زمان الصوم فعلامة الصوم هي الالم والحزن وذلك لضعيفي الارادة . وكما انه في العرس يتكئ العريس والمدعوون دون ان يصوموا كذلك ان العريس السماوي الذي خطبت الكنيسة وجميع الذين دعوتهم لا يجب ان يفرح معهم الغرباء عن الدعوة . وبقوله هذا لم يرذل الصوم ولكن علمنا ان نصوم في الزمان المفروض في الصوم . وهذا القول هو تبكيث وتوبيخ لاولئك الذين يصومون السبت والاحد الى المساء ولكن ستأتي ايام يرتفع فيها العريس عنهم فحينئذ يصومون اي عندما يصعد العريس  الى السماء . حينئذ يصومون فيصومون صوما مستحقاًًًًًًًً لا كرهاًًًًً . وبقوله ” حين يرفع ” يشير الى موته . ثم انه لم يتكلم عن قيامته كما تكلم عن موته . لانهم كانوا يظنون انه انسان ولذا فانه تكلم عن موته فقط .

تفسير (متى 9: 16) ليس احد يجعل رقعة من قطعة جديدة على ثوب عتيق ، لان الملء يأخذ من الثوب ، فيصير الخرق أردأ .

  

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

إن السؤال الذي أثاره تلاميذ يوحنا جعل الرب يسوع يوضح إلى أن يوحنا وضع نهاية لعهد قديم، معلناً حلول عصر النعمة الجديد، وبالتالي فلا يمكن خلط مبادئ كل من العهدين بعضهما مع بعض. فمحاولة خلط الناموس بالنعمة يشبه استخدام قطعة قماش جديدة قوية  - لترقيع ثوب عتيق بال يتمزق بقوة  عند ترقيعه  لقوة الجديد وقدم القديم وبذلك يصير الخرق أردأ مما كان عليه. أولا : الحياة الجديدة في المسيح لا تتفق مع الحياة العتيقة ويجب من يريد أن يدخل وليمة العرس الذى فيه العريس المسيح  أة يكون لابسا ملابس العرس  (مت 22: 1-14) مثل وليمة زواج ابن الملك ثانيأ : أن حياة المسيحى تكون خمرا جديدا متميزا فى زقاق جيدة  وقنديلة يكون ملآن زيتا واشار إليه  مثل العذارى العشر (مت 25: 1-13)

في هذا العدد ضرب المسيح المثل الثاني دفاعاً على اعتراض تلاميذ يوحنا والفريسيين عليه، وهو مبني على ما يفعله الناس فى حياتهم  في ترقيع الثياب البالية. والمراد بالثوب في هذه الآية نسيج من الصوف بلي بالاستعمال فتخرَّق، وترقيعه بقطعة جديدة من النسيج يجذب كل ما حول الخياطة، فيتمزق الثوب البالي أكثر! والمعنى أن المسيح لم يأتِ ليصلح تقليد وتقاليد اليهود البالية من عوائد الفريسيين وتقاليد الشيوخالتى أصبحت طقوسا دينية  كالأصوام وغيرها، لأن هذا التصليح يكون كالرقعة المذكورة. ولكنه أتى بكنيسة كلها جديد ليس من جهة جوهرها بل من جهة كل طقوسها الخارجية.
هوذا كل شئ قد صار جديدا  ( 2 كو 5: 17) اذا ان كان احد في المسيح فهو خليقة جديدة.الاشياء العتيقة قد مضت.هوذا الكل قد صار جديدا... وهذا هو ماتنبأ عنه (حز 36: 26) واعطيكم قلبا جديدا واجعل روحا جديدة في داخلكم وانزع قلب الحجر من لحمكم واعطيكم قلب لحم." وألايات التالية شرح فيها بولس ما هو الجديد الذى أتى به يسوع : (اف 2: 15) اي العداوة. مبطلا بجسده ناموس الوصايا في فرائض، لكي يخلق الاثنين في نفسه انسانا واحدا جديدا، صانعا سلاما،(عب 8: 8) لانه يقول لهم لائما:«هوذا ايام تاتي، يقول الرب، حين اكمل مع بيت اسرائيل ومع بيت يهوذا عهدا جديدا.(عب 8: 13) فاذ قال «جديدا» عتق الاول. واما ما عتق وشاخ فهو قريب من الاضمحلال.(رؤ 21: 5) وقال الجالس على العرش:«ها انا اصنع كل شيء جديدا!». وقال لي: «اكتب: فان هذه الاقوال صادقة وامينة».

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

شبه قلوب اليهود بالثياب البالية والزقاق البالية . وقلوب التلاميذ بالثياب الجديدة والزقاق الجديدة . وجميع المؤمنين به يتجددون بروح القدس . ثم ان تلاميذ الجديدة لا يجب ان يخدموا العهد القديم . وقد علمنا ان الصوم المفروض لهو افضل من الصوم الاختياري . وكما ان هذه البراهين لا يجب استعمالها فهكذا التلاميذ لا يجب ان يتحملوا الصوم الثقيل لانهم لم يتجردوا بالروح ولا تقووا . 

تفسير (متى 9: 17) ولا يجعلون خمراً جديدة في زقاق عتيقة ، لئلا تنشق الزقاق فالخمر تَنْصَب والزقاق تتلف . بل يجعلون خمراً جديدة في زقاق جديدة فتحفظ جميعاً “ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) زقاق : الفرق بين الزقاق والزق : قال الرب يسوع لحنانيا في رؤيا: ”قم اذهب إلى الزُّقاق الذي يُقال له المستقيم“ (أعمال 11:9). أما الزِّقاق أو الزِّقّ - بكسر الزين - المذكورة في (متى 15:9) ”يجعلون خمراً جديدة في زِقاق جديدة“، فهي ”الوطب“ المذكورة في (قضاة 19:4) و”القربة“ الواردة في (تكوين 15:21 و19)، وهي إناء مصنوع من جلد الحيوانات، خاصة الماعز منه، بعد معالجته لإزالة الشعر منه، وكانت تستخدم لحفظ عصير العنب، والخمر، واللبن، والماء للمسافرين في الصحراء.

كما يشبّه المسيح خلط العهدين العهد القديم أى  الناموس بالنعمة فى العهد الجديد ، بوضع الخمر الجديدة في زِقاق عتيقة، فإن الضغط الناشئ من تخمّر الخمر الجديدة، يفجّر الزِّقاق العتيقة لأنها قد فقدت مرونتها، فتنصب الخمر وتتلف الزِّقاق.المثل الثالث مأخوذ من يقابله الناس فى حياتهم وجربوه بأنفسهم  في وضع الخمر في الزقاق، فجلد الزقاق العتيقة رقيق ضعيف، إن وضعت فيه الخمر الجديدة اختمرت داخله فتمزقه وينسكب الخمر . ولكن إن وضعت تلك الخمر في زقاق من جلود جديدة قوية احتملت لمرونتها فعل الخمر عند اختمارها. والمعنى أن المسيحية ذات حياة وحرية ونمو، فلا يمكن حصرها في نطاق ضيق بالٍ كطقوس اليهود الفريسية.. والكنيسة المسيحية إن لم تنتبه إلى تعليم المسيح ترتكب خطأ تلاميذ يوحنا. وكتب بولس رسالته إلى أهل غلاطية إصلاحاً لذلك الغلط. إنما تلك الرسالة هي شرح مطول لكلام المسيح هنا.

كما توضع الخمر الجديدة في زِقاق جديدة، هكذا الحياة الجديدة في المسيح، توضع في قالب جديد، لها صفات ومقومات جديدة، تختلف كلية عن الحياة القديمة، لها طبيعة جديدة مكتسبة من طبيعة الله القدوس، ”شركاء الطبيعة الإلهية“ (1بطرس 4:1). يتزين ثوبها الجديد بثمر الروح الذي هو محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان وداعة تعفف (غلاطية 22:5).

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

اي ان التلاميذ الذين يتجردون بالروح يصيرون اقوياء فيوضع عليهم ثقل الوصايا . وقد جاء بالخمر والزقاق مثلا لان الكلام كان على المائدة فمن المائدة اخذ واستعمل

( لو ص 5 : 39 ) وليس احد اذا شرب العتيق يريد للوقت الجديد لانه يقول العتيق اطيب .

فالعتيق اشارة الى الوصايا الناموسية والخمر الجديدة الى الوصايا الانجيلية كما قد سبق القول . . وقوله ” لانه بقول العتيق اطيب ” يعني ان الوصايا القديمة حلوة على الارض . وهي السن عوض السن  والجديدة تعلم انه اذا لطمك احد على خدك حول له الآخر . وبع كل مالك واعطه للمساكين وكما ان الرقعة الجديدة اذا وضعت على الثوب البالي لا تناسبه . فهكذا معلمون العهد الجديد لا يقدرون ان يخدموا الناموس العتيق . 

 

 

 

This site was last updated 01/17/21