Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تفسير وشرح إنجيل متى - الاصحاح الثامن والعشرون

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
مقدمة تفسير متى
تفسير (مت 1: 1- 17
تفسير  (مت 1: 18
تفسير (مت 1: 19 - 24)
تفسير (متى 2: 1- 12
تفسير (مت 2: 13 - 23
تفسير (مت  3: 1-6
تفسير (مت 3: 7-12
تفسير (مت 3: 13-17
تفسير (متى 4 : 1- 11
تفسير (متى 4: 12- 17)
تفسير (متى 4: 18- 25
تفسير (متى5: 1-  12
تفسير (مت 5: 13- 26
تفسير  (متى 5: 27- 48
تفسير متى 6: 1- 15
تفسير متى 6: 16- 34
تفسير متى الإصحاح7
تفسير متى الإصحاح 8
تفسير متى 9: 1- 17
تفسير متى 9: 18- 38
تفسير متى 10: 1- 23
تفسير متى 10: 24- 42
تفسير متى الإصحاح 11
تفسير متى 12: 1- 21
تفسير متى 12: 22- 50
تفسير متى 13: 1- 32
تفسير متى 13: 33- 58
تفسير متى الإصحاح14
تفسير متى 15: 1- 20
تفسير متى 15: 21- 39
تفسير متى الإصحاح16
تفسير متى الإصحاح17
تفسير متى الإصحاح18
تفسير متى الإصحاح19
تفسير متى الاصحاح20
تفسير متى 21: 1- 22
تفسير متى 21: 23- 46
تفسير متى 22: 1- 22
تفسير متى 22: 23- 46
تفسير متى 23: 1- 22
تفسير متى 23: 23- 39
تفسير متى 24: 1- 22
تفسير متى 24: 23- 51
تفسير متى الإصحاح25
تفسير متى 26: 1- 25
تفسير متى 26: 26- 46
تفسير متى 36: 47- 75
تفسير (مت 27: 1- 26)
تفسير (مت 27 : 27- 44)
فسير (مت 27 : 45- 66)
تفسير متى الفصل 28
جدول بالتآريخ والحكام  بإسرائيل ومصر
إقتباسات متّى من العهد القديم
Untitled 8095
Untitled 8102
Untitled 8410

فيما يلى تفسير / شرح إنجيل متى - مجمل الأناجيل الأربعة : الإصحاح 28

تقسيم فقرات  الإصحاح  الثامن والعشرون من إنجيل متى
1. القبر الفارغ (مت 28 : 1 ـ 10)
2. رشوة الجند (مت  28: 11 ـ 15.)
3. لقاء في الجليل (مت  28: 16 ـ 20)

تفسير انجيل متى الاصحاح الثامن والعشرون

قيامة يسوع من الموت (متى 28: 1- 10)

قيامة يسوع من الموت

تفسير (متى28: 1) : وبعد السبت عند فجر أول الاسبوع جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لتنظرا القبر .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 1) " وَبَعْدَ ٱلسَّبْتِ" وكلمة "بعد" تعنى إنتهاء الثلاثة أيام حراسة جنود الرومان للقبر

وَبَعْدَ ٱلسَّبْتِ:  هذه العبارة اليونانية تشير إلى الغروب في يوم السبت (فى ترجمة الإنجيل المسماة "الفولغاتا "فيبداية اليوم عند اليهود من مساء السبت"). في مر العبارة اليونانية تشير إلى شروق لشمس في يوم الأحد. هناك الكثير من التشوش والخلط في تسلسل الأحداث في الأسبوع الأخير من حياة يسوع، وخاصةً الحوادث التي تحيط بالقيامة.  وذلك نتيجة لإختلاف بداية اليوم عند اليهود والرومان فبينما يبدأ اليوم من غروب الشمس حتى غروبها فى اليوم التالى عند اليهود ولكن عند الرومان يبدأ من منتصف الليل حتى منتصف الليل التالى إن ذكر كلمة "عند الفجر" هو الذي يجعل المرء يفكر بأن الإشارة ربما تكون إلى التوقيت الروماني، وليس التوقيت اليهودي. هناك أمثلة عن كلا الحالتين تستخدمان معا ً في الأناجيل.

عند اليهود أنواع من السبوت السبت الأسبوعى وهناك سبت آخر يطلقون عليه سبت عظيم (محفل أى عيد) وهو اليوم الأول من أيام أسبوع عيد الفطير قد يأتى فى أى يوم من أيام الأسبوع مهما كان أسمه وكذلك اليوم الأخير من أسبوع عيد الفطير وفى هذه الآية يوم السبت يشير إلى يوم السبت الأسبوعى الراحة اليهودي وهو اليوم السابع من الأسبوع.
2) " عِنْدَ فَجْرِ أَوَّلِ ٱلأُسْبُوعِ"  وهو الصباح. وذلك اليوم أي أول الأسبوع وهو يوم الأحد، صار من ذلك الوقت السبت المسيحي تذكاراً لقيامة المسيح فيه.
3) " جَاءَتْ مَرْيَمُ ٱلْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ ٱلأُخْرَى لِتَنْظُرَا ٱلْقَبْر" مَرْيَمُ ٱلْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ ٱلأُخْرَى كانت هاتان المرأتان آخر من ترك الصليب والقبر مساء الجمعة (متّى ٢٧: ٥٦، ٦١) وكانتا أول من زار القبر صباح الأحد. واقتصر يوحنا علي ذكر مريم المجدلية لأنها أشهر، ولأن المسيح ظهر لها عند قيامته. وذكر مرقس امرأة ثالثة هي سالومة (مرقس ١٦: ١) وأتى بعد هؤلاء الثلاث فرقة أخرى من النساء حاملات حنوطاً وهن اللواتي تبعن يسوع من الجليل (لوقا ٢٣: ٥٥، ٥٦ و٢٤: ١ - ١٠) ولم يتحقق أن تكون يونا (وهي امرأة خوزي وكيل هيرودس لوقا ٨: ٣) مع الفرقة الأولى أو الفرقة الثانية (لوقا ٢٤: ١٠)
لِتَنْظُرَا ٱلْقَبْرَ فعلتا ذلك للتعزية في حزنهما، كعادة نساء الشرق الأوسط  ولإظهار إكرامهما لذلك الميت، وليريا هل بقي القبر كما تركتاه. وبقي سبب آخر لم يذكره متّى وذكره مرقس ولوقا وهو إتيانهما بأطياب لتكميل تحنيط جسد المسيح، لأنه لم يكمل يوم الجمعة للسرعة في دفنه. ولربما كان من جملة ما حملهما على ذلك بعض الرجاء أن يحدث شيء غريب في اليوم الثالث من دفنه على ما أنبأ به سابقاً. ويظهر أنهما لم يعرفا شيئاً من أمر الحراس الذين أرسلوا إلى هنالك يوم الجمعة بعد غيابهما، ولا من أمر ختم القبر، فلم تهتما إلا بدحرجة الحجر عن باب القبر لأنهما لا تقدران على دحرجته (مرقس ١٦: ٣).

فيما يلى ظهورات المسيح لمريم المجدلية بعد القيامة كما شرح مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث الذى قال إن مريم المجدلية قد زارت القبر خمس مرات في فجر أحد القيامة..
وقد استغرقت أحداث هذه الزيارات - وبأكثر تحديد الزيارات الأربعة الأولى- الفترة ما بين ظهور أول ضوء في الفجر "إذ طلعت الشمس" (مر16: 2)، وتلاشى آخر بقايا ظلمة الليل "والظلام باق" (يو20: 1). وهي مدة لا تقل عن نصف ساعة في المعتاد يوميًا. عبر مرقس عن ذلك بقوله «بَاكِرًا جِدًّا... إِذْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ» (مرقس ١٦: ٢) وعبر عنه لوقا بقوله «أول الفجر» (لوقا ٢٤: ١) وعبر عنه (مت 28: 1)  عِنْدَ فَجْرِ أَوَّلِ ٱلأُسْبُوعِ  يوحنا بقوله «بَاكِرًا، وَالظَّلاَمُ بَاق» (يوحنا ٢٠: ١).

وكانت مريم المجدلية تذهب لزيارة القبر، ثم تعود إلى مدينة أورشليم بمنتهى السرعة، ثم تأتى إلى القبر مسرعة في زيارة تالية وهي تجرى
ولأن موضع القبر كان قريبًا من أورشليم (أنظر يو19: 20، 41)، لهذا لم تكن المسافة تستغرق وقتًا طويلًا. وبالرغم من أن مريم المجدلية قد قطعت هذه المسافة عشر مرات في زياراتها الخمس، إلا أنها في الزيارات الأربع الأولى، ومنذ وجودها عند القبر لأول مرة في فجر الأحد فإنها قطعت هذه المسافة ست مرات فقط. أي أنها استغرقت حوالي خمس دقائق في كل مرة ما بين القبر وأورشليم وبالعكس.(ملاحظة : وهذا يؤكد أن العلية التى كان بها التلاميذ هى دير مار مرقس للسريان الأرثوذكس   بأورشليم القريب من كنيسة القيامة خمس دقائق سيرا على الأقدام وليس العلية التى فوق قبر داود النبى)
 فيما يلي بيانًا بالزيارات الخمس لمريم المجدلية عند القبر حسبما أوردها الإنجيليون الأربعة بترتيب حدوثها :

الزيارة الأولى:
أوردها القديس مرقس في إنجيله كما يلي: "وبعدما مضى السبت اشترت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب وسالومة حنوطًا ليأتين ويدهنه. وباكرًا جدًا في أول الأسبوع أتين إلى القبر إذ طلعت الشمس. وكن يقلن فيما بينهن: من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر. فتطلعن ورأين أن الحجر قد دُحرج. لأنه كان عظيمًا جدًا. ولما دخلن القبر رأين شابًا جالسًا عن اليمين لابسًا حلة بيضاء فاندهشن. فقال لهن : لا تندهشن. أنتن تطلبن يسوع الناصري المصلوب. قد قام ليس هو ههنا. هوذا الموضع الذي وضعوه فيه. لكن اذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس أنه يسبقكم إلى الجليل هناك ترونه كما قال لكم. فخرجن سريعًا وهربن من القبر لأن الرعدة والحيرة أخذتاهن ولم يقلن لأحد شيئًا لأنهن كن خائفات" (مر16: 1-8).
والدليل على أن هذه الزيارة كانت الأولى أن مريم المجدلية ومريم أم يعقوب كن يقلن فيما بينهن "من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر" (مر16: 3) إذ لم تكن مريم قد رأت الحجر مدحرجًا بعد.
الزيارة الثانية:
بعد عودة مريم المجدلية من الزيارة الأولى إذ لم تخبر أحدًا بما قاله الملاك في الزيارة الأولى لأنها كانت خائفة، ذهبت مرة أخرى في صُحبة القديسة مريم العذراء لتنظرا القبر. وقد أورد القديس متى في إنجيله هذه الواقعة دون أن يذكر القديسة العذراء مريم بالتحديد مسميًا إياها "مريم الأخرى"(1).
"وبعد السبت عند فجر أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لتنظرا القبر. وإذا زلزلة عظيمة حدثت. لأن ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب وجلس عليه. وكان منظره كالبرق ولباسه أبيض كالثلج. فمن خوفه ارتعد الحراس وصاروا كأموات. فأجاب الملاك وقال للمرأتين : لا تخافا أنتما. فإني أعلم أنكما تطلبان يسوع المصلوب. ليس هو ههنا لأنه قام كما قال. هلما انظرا الموضع الذي كان الرب مضطجعًا فيه. واذهبا سريعًا قولا لتلاميذه أنه قد قام من الأموات. ها هو يسبقكم إلى الجليل. هناك ترونه. ها أنا قد قلت لكما. فخرجتا سريعًا من القبر بخوف وفرح عظيم راكضتين لتخبرا تلاميذه. وفيما هما منطلقتان لتخبرا تلاميذه إذا يسوع لاقاهما وقال سلام لكما. فتقدمتا وأمسكتا بقدميه وسجدتا له. فقال لهما يسوع لا تخافا. اذهبا قولا لإخوتي أن يذهبوا إلى الجليل وهناك يرونني" (مت28: 1-10).
في قول القديس متى "إذا زلزلة عظيمة قد حدثت" لا يعنى أن الزلزلة قد حدثت وقت تلك الزيارة، بل سبقتها وسبقت الزيارة الأولى أيضًا.
وقد أورد القديس مرقس هذه الزيارة باختصار في إنجيله، هي التي رأت فيها مريم المجدلية السيد المسيح وهي في صحبة القديسة مريم العذراء. وذكر هذه الواقعة بعد أن ذكر الزيارة الأولى : "وبعدما قام باكرًا في أول الأسبوع، ظهر أولًا لمريم المجدلية التي كان قد أخرج منها سبعة شياطين. فذهبت هذه وأخبرت الذين كانوا معه وهم ينوحون ويبكون. فلما سمع أولئك أنه حيّ وقد نظرته لم يصدقوا" (مر16: 9-11).
وبهذا ترى كيف أكرم السيد المسيح أمه العذراء والدة الإله: إذ لم يظهر لمريم المجدلية في زيارتها الأولى مع مريم أم يعقوب وسالومة. بل ظهر لها حينما حضرت مع أمه. وفي تلك الزيارة تم تنفيذ رغبة السيد المسيح بسرعة في إبلاغ تلاميذه كما ذكر القديس متى إذ خرجتا من القبر "راكضتين لتخبرا تلاميذه" (مت28: 8).
الزيارة الثالثة:
بعد أن أخبرت مريم المجدلية التلاميذ بقيامة السيد المسيح، أرادت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب أن تذهبا مرة أخرى إلى القبر مع مجموعة من نساء عديدات. وقد أورد القديس لوقا في إنجيله هذه الزيارة بعد أن سرد أحداث الدفن يوم الجمعة. وراحة يوم السبت:
"وتبعته نساء كن قد أتين معه من الجليل ونظرن القبر وكيف وُضع جسده. فرجعن وأعددن حنوطًا وأطيابًا. وفى السبت استرحن حسب الوصية. ثم في أول الأسبوع أول الفجر أتين إلى القبر حاملات الحنوط الذي أعددنه ومعهن أناس فوجدن الحجر مدحرجًا عن القبر. فدخلن ولم يجدن جسد الرب يسوع. وفيما هن محتارات في ذلك إذا رجلان وقفا بهن بثياب براقة. وإذ كن خائفات ومنكسات وجوههن إلى الأرض. قالا لهنَّ : لماذا تطلبن الحيّ بين الأموات. ليس هو ههنا لكنه قام. اذكرن كيف كلمكن وهو بعد في الجليل قائلًا: أنه ينبغي أن يُسلّم ابن الإنسان في أيدي أناس خطاة ويصلب وفي اليوم الثالث يقوم. فتذكّرن كلامه. ورجعن من القبر وأخبرن الأحد عشر وجميع الباقين بهذا كله. وكانت مريم المجدلية، ويونا، ومريم أم يعقوب، والباقيات معهن اللواتي قلن هذا للرسل. فتراءى كلامهن لهم كالهذيان. ولم يصدقوهن" (لو23: 55 -24: 11).
بعد هذه الزيارة إذ لم يصدِّق الآباء الرسل كلام النسوة بدأ الشك يساور مريم المجدلية فقررت أن تذهب إلى القبر بمفردها. هذه هي الزيارة التالية.
الزيارة الرابعة:
ذهبت إلى القبر بمفردها قبل نهاية بقايا ظلمة الليل. وقد أورد القديس يوحنا الإنجيلي هذه الزيارة كما يلي: "وفى أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية إلى القبر باكرًا والظلام باق. فنظرت الحجر مرفوعًا عن القبر. فركضت وجاءت إلى سمعان بطرس وإلى التلميذ الآخر الذي كان يسوع يحبه وقالت لهما أخذوا السيد من القبر ولسنا نعلم أين وضعوه. فخرج بطرس والتلميذ الآخر وأتيا إلى القبر. وكان الاثنان يركضان معًا. فسبق التلميذ الآخر بطرس وجاء أولًا إلى القبر. وانحنى فنظر الأكفان موضوعة ولكنه لم يدخل. ثم جاء سمعان بطرس يتبعه ودخل القبر ونظر الأكفان موضوعة والمنديل الذي كان على رأسه ليس موضوعًا مع الأكفان، بل ملفوفًا في موضع وحده. فحينئذ دخل أيضًا التلميذ الآخر الذي جاء أولًا إلى القبر ورأى فآمن. لأنهم لم يكونوا بعد يعرفون الكتاب أنه ينبغي أن يقوم من الأموات. فمضى التلميذان أيضًا إلى موضعهما" (يو20: 1-10).
والعجيب أن مريم المجدلية بعد هذه الزيارة، بدأت تردد كلامًا مغايرًا تمامًا لما سبق أن قالته بعد الزيارتين الثانية والثالثة حينما أخبرت التلاميذ أنها رأت الرب وبكلامه ثم بكلام الملاكين عن قيامته.
بعد الزيارة الرابعة بدأت تردد عبارة تحمل معنى الشك في قيامة السيد المسيح بالرغم من ظهوره السابق لها وظهورات الملائكة المتعددة.
قالت للقديسين بطرس ويوحنا الرسولين "أخذوا السيد من القبر ولسنا نعلم أين وضعوه؟!" (يو20: 2).
بعد هذا الكلام وبعد أن علم الرسل أن الحراس قد انصرفوا من أمام القبر. ذهب بطرس ويوحنا الرسولان إلى القبر وتبعتهما مريم المجدلية. وكانت هذه هي زيارتها الخامسة والأخيرة للقبر في أحد القيامة. وحفلت هذه الزيارة بأحداث هامة غيرّت مجرى حياتها وتفكيرها تمامًا.
الزيارة الخامسة:
أورد القديس يوحنا في إنجيله أحداث هذه الزيارة بعد كلامه السابق مباشرة كما يلي:
"أما مريم فكانت واقفة عند القبر خارجًا تبكى. وفيما هي تبكى انحنت إلى القبر، فنظرت ملاكين بثياب بيض جالسين واحدًا عند الرأس والآخر عند الرجلين، حيث كان جسد يسوع موضوعًا. فقالا لها يا امرأة لماذا تبكين. قالت لهما إنهم أخذوا سيدي ولست أعلم أين وضعوه. ولما قالت هذا التفتت إلى الوراء فنظرت يسوع واقفًا ولم تعلم أنه يسوع. قال لها يسوع يا امرأة لماذا تبكين. من تطلبين؟ فظنت تلك أنه البستاني فقالت له يا سيد إن كنت أنت قد حملته فقل لي أين وضعته وأنا آخذه. قال لها يسوع يا مريم. فالتفتت تلك وقالت له ربوني. الذي تفسيره يا معلم. قال لها يسوع لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلى أبى. ولكن اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم إني أصعد إلى أبى وأبيكم وإلهي وإلهكم، فجاءت مريم المجدلية وأخبرت التلاميذ أنها رأت الرب وأنه قال لها هذا" (يو 20: 11-18).
في هذه الزيارة الخامسة والأخيرة للقبر، نرى مريم المجدلية وهي في اضطراب وشك وبكاء، تردد قولها السابق الذي قالته للرسولين بطرس ويوحنا. فقالت نفس العبارة للملاكين الجالسين داخل القبر "أخذوا سيدي ولست أعلم أين وضعوه" (يو 20: 13) (اقرأ مقالًا آخرًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). ثم وصل بها الحال أن قالتها للسيد المسيح نفسه عند ظهوره لها للمرة الثانية "يا سيد إن كنت أنت قد حملته فقل لي أين وضعته وأنا آخذه" (يو20: 15). وكانت قد ظنت أنه البستاني ولم تعلم أنه يسوع (أنظر يو20: 15،14).
وحينما ناداها السيد المسيح باسمها قائلًا "يا مريم" (يو20 : 16)، كان يريد أن يعاتبها على كل هذه البلبلة والشكوك التي أثارتها حول قيامته، وعلى ما هي فيه من شك في هذه القيامة المجيدة، ثم رغبتها في الإمساك به لئلا يفلت منها مرة أخرى بعد أن أمسكت سابقًا قدميه وسجدت له في ظهوره الأول لها مع العذراء مريم ( أنظر مت28: 9).
في هذه المرة قال لها مؤنبًا "لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلى أبي" (يو20: 17). كان هذا تأنيبًا شديدًا لها لأنها شكّت في قيامته، وتريد أن تمسكه لئلا يختفي مرة أخرى..
إنها بشكها في قيامته تكون في شك من قدرته الإلهية في أن يقوم من الأموات. وكأنه ليس هو رب الحياة السماوي لأبيه السماوي في القدرة والعظمة والسلطان. وبهذا يكون لم يرتفع في نظرها إلى مستوى الآب... كما إنها تريد أن تمنع اختفائه من أمام عينيها لكي لا تشك في القيامة... وبهذا تكون كمن يريد أن يمنع صعوده إلى السماء... وماذا يكون حالها بعد صعوده فعلًا ليجلس عن يمين الآب.
لهذا أمرها بصريح العبارة "اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم إني أصعد إلى أبى وأبيكم وإلهي وإلهكم" (يو20: 17).
في قوله هذا كان يقصد أن يقول لتلاميذه أن إلهكم (أي الآب) قد صار إلهًا لي حينما أخليت نفسي متجسدًا وصائرًا في صورة عبد، وسوف يصير أبى السماوي (الذي هو أبى بالطبيعة)، أبًا لكم (بالتبني) حينما أصعد إلى السماء، وأرسل الروح القدس الذي يلِدكم من الله في المعمودية.
فبنزولي أخذت الذي لكم، وبصعودي تأخذون الذي لي.
في هذه المرة فهمت مريم المجدلية أنها ينبغي أن تقبل فكرة صعود السيد المسيح الذي لم يكن قد صعد بعد بالرغم من اختفائه عن عينيها بعد قيامته، كما أنه بقى على الأرض أربعين يومًا كاملين بعد القيامة لحين صعوده إلى السماء أمام أعين تلاميذه وقديسيه.
لهذا "جاءت مريم المجدلية، وأخبرت التلاميذ أنها رأت الرب، وأنه قال لها هذا" (يو20: 18).
وكما عالج السيد المسيح شك توما في يوم الأحد التالي لأحد القيامة، هكذا عالج شكوك المجدلية بظهوره لها مرة أخرى في أحد القيامة، في البستان..
كانت السيدة العذراء مريم عجيبة ومتفوقة في إيمانها- فقد آمنت قبل أن ترى السيد المسيح قائمًا من الأموات، وآمنت حينما أبصرته، وآمنت حينما أمسكت بقدميه وسجدت له... وقبلت صعوده في تسليم كامل، لأنها كانت تعرف أنه ينبغي أن يجلس عن يمين أبيه السماوي، ولا يكون لملكه نهاية، حسبما بشرها الملاك قبل حلول الكلمة في أحشائها متجسدًا... لهذا حقًا قالت لها أليصابات بالروح القدس "طوبى للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب" (لو1: 45).
 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

نتكلم عن تقسم البعض على الاوقات التي كتب عنها كل من الانجيليين . لا عن الوقت الذي قام فيه ربنا من القبر . فان ذلك غير معلوم لا للملائكة ولا للبشر . ما يرويه متى ان النساء جاءت للقبر في غلس السبت يرويه يوحنا انهن جئن في الصباح ويرويه لوقا انهن اتين سحراً ويرويه مرقس انهن اتين لما أشرقت الشمس . وتفصيل ذلك ان مريم المجدلية ومريم والدة الله جاءتا لتنظرا القبر في غلس السبت وتبشرتا من الملاك ان ربنا قد قام ورأتا ربنا ومسكتا رجليه وارسلهما لتبشرا التلاميذ بانه قد قام اما الحراس فدخلوا المدينة واعلموا الكهنة بقيامة المسيح فاعطوهم رشوة ليقولوا ان تلاميذه أتوا ليلاً وسرقوه فاذاعوا الخبر ولما بلغ مريم المجدلية ان جسده قد سرق ارتابت ورجعت الى القبر ثانية في الصباح كما قال يوحنا ورأت الحجر مدحرجاً والملاك جالساً وهو الذي رأته قبل بقليل جالساً على الحجر فازداد ريبها وجاءت الى سمعان ويوحنا وقالت قد أخذوا سيدي من القبر ولست اعلم أين وضعوه وللحال مضى التلميذان المذكوران ونظرا القبر واللفائف فتحققا القيامة ورجعا مؤمنين . اما المجدلية فظلت واقفة عند القبر مرتبكة فحانت منها التفاتة الى القبر فنظرت الملاكين اللذين تراءيا لسمعان ويوحنا . . ثم التفتت الى ورائها فرأت سيدنا فارسلها الى تلاميذه فرجعت وبشرتهم انها قد رأت الرب ووجدت هناك النسوة اللواتي بالهام رباني كن مستعدات ليمضين للقبر حاملات طيباً . فرجعت معهن هي ووالدة الله التي يسميها لوقا أم يعقوب ويوسي وكان الوقت قبل طلوع الشمس بقليل ورأت هناك ملاكين بهيئة رجلين ولباسهما يلمع ووجوههما مضيئة . حينئذٍ انضم الى المجدلية ومريم والدة الله امرأة غريبة اسمها سالومي وهي التي كانت مع النساء الاوليات ورأين ملاكاً بهيئة شاب متردي حلة بيضاء فدهشن وكان الوقت عند طلوع الشمس كما ذكر مرقس . فهذه هي تراتيب الاوقات الاربعة التي رواها كل من الانجيليين والتي مضين النسوة فيها الى القبر اما القديس ساويرس فكتب عن الاوقات التي مضين النسوة فيها الى القبر هكذا . ان المجدلية ذهبت خمس مرات للقبر . مرة في المساء كقول متى في عشية السبت ومرة ثانية في وقت الصباح غلساً وكانت وحدها كقول يوحنا ومرة ثالثة مع سمعان ويوحنا ومرة رابعة مضت مع يوحنا وام يعقوب غلساً أي قبل طلوع الشمس . ومرة خامسة عندما أشرقت الشمس مع صالومي وام يعقوب كقول مرقس . أما مريم والدة الله فمضت ثلث مرات كما يستفاد أولاً من قوله ( ومريم الأخرى ) ثانياً من قول لوقا ( ومريم أم يعقوب ) ثالثاً من قوله مرقس ( ومريم أم يعقوب ويوسي ) . اما يعقوب الرهاوي فيقول ان مريم الأخرى هي امرأة يوسف الاولى التي ولدت يعقوب ويوسي . وساويرس البطريرك يقول ان مريم الأخرى هي والدة الله وقد سماها الكتاب أم يعقوب ويوسي لانها كانت في الظاهر أماً ليعقوب ويوسي . أما سمعان فقد مضى الى القبر مرتين المرة الاولى مع يوحنا كما قال يوحنا . والمرة الثانية وحده كما قال لوقا انه مضى متعجباً في ذاته مما كان . وبهذه المرة رأى المسيح كقول لوقا عن التلميذين اللذين ظهر لهما المسيح في الطريق واسم احدهما كليوباس ان في رجوعهما الى اورشليم وجدا الاحد عشر مجتمعين وهم يقولون بالحقيقة ان الرب قام وظهر لسمعان ( لو 24 : 33 و 34 ) وبولس ايضاً يشهد ان المسيح ظهر له وللاثني عشر ( كو 15 : 5 ) ثم نقول ان في الوقت الذي قام فيه ربنا من القبر ففيه بعينه مزمع ان يأمر بالقيامة العامة كقول القديس ساويرس لان ساعة قيام المسيح التي فيها ارتعد الحراس تناسب ان تكون مثالاً وصورة لتلك الساعة الأخيرة المخوفة . اما عشية السبت فلا تطلق على وقت غروب الشمس فقط بل على كل أجزاء الليل حتى صباح الاحد والا لقال في العشية وسكت ولكن لانه زاد فقال غلساً فهم انه الليل الذي يعقبه صباح الاحد . وقيامة المسيح كانت قريباً من وقت صياح الديك وفي مثل هذا الوقت نحل الصيام لا في اول المساء . وقال آخرون ان قول متى من عشية السبت يعني كل الليل الذي صباحه يوم الاحد قال ذلك حسب عادة الكتاب من باب تسمية الجزء باسم الكل كقوله وكان مساء صباحاً يوماً واحداً . ثم ان الرب ترآءى يوم قيامته مرات متعددة المعروف منها ستة . اولها للمجدلية ولمريم الأخرى كما قال متى . ثانياً لنساء كثيرات كما قال مرقس ( 16: 1 ) ولوقا ( 24 : 1 ) ثالثاً للمجدلية كما قال يوحنا ( 20 ك 16 ) رابعاً لبطرس كما قال بولس ( كو 15 ك 5 ) خامساً للتلميذين الذين كانا منطلقين الى عماوس كقول لوقا ( 24 : 31 ) . سادساً للاحد عشر والذين معهم في علية صهيون ( لو 24 : 33  36 ) . وبعد هذه ظهر مرات كثيرة مدة الاربعين يوماً ولم تخبر مريم المجدلية ومريم والدة الله سالومي ويوحنا بالقيامة لكي يمضين ويتحققن ذلك من رؤيه القبر والملائكة اما قولهن من يدحرج لنا الحجر فقد قيل من سالومي ويوحنا لان المجدلية والدة الله رأتا اولاً الحجر مدحرجة وقوله لتنظرا القبر لتبخرا القبر في اليوم الثالث كالمعتاد . قال قوم انهن كن يبخرن القبر . اما نحن فنقول انهن كن يبخرن الجسد وذلك واضح من قول مرقس ( انهن اشترين طيباً ليأتين ويدهنه ) ومن قولهن من يدحرج لنا القبر . 

تفسير (متى28: 2)  : واذا زلزلة عظيمة حدثت . لان ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب وجلس عليه .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

هذا حدث ينفرد به متى.

1) " وَإِذَا زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَدَثَتْ،" لم يشاهد أحد من البشر قيامة المسيح أثناء قيامته. وهرب الحراس قبل وصول المرأتين (لوقا ٢٤: ٢ ويوحنا ٢٠: ١) وقال الملاك لهما «لَيْسَ هُوَ هٰهُنَا، لأَنَّهُ قَامَ» (ع ٦)
زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ هذا تكرار ما حدث عند موت المسيح على الصليب ( مت 27: 54) واما قائد المئة والذين معه يحرسون يسوع فلما راوا الزلزلة وما كان خافوا جدا وقالوا: «حقا كان هذا ابن الله». وعندما دحرج الملاك الحجر زادت القيامة وقاراً وهيبة، وذلك يليق بها، كما أنه نبّه الحراس ليشاهدوا الملاك عند نزوله.
2) "  لأَنَّ مَلاَكَ ٱلرَّبِّ نَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَجَاءَ وَدَحْرَجَ ٱلْحَجَرَ عَنِ ٱلْبَابِ، وَجَلَسَ عَلَيْه" وعمل الملائكة فى الكتاب المقدس : أنبأ الملائكة مريم بولادة المسيح، ونادوا بها للرعاة، وأعانوا المسيح وقت التجربة، وشددوه عند آلامه في جثسيماني، ودحرجوا الحجر عن القبر، وبشروا النساء بقيامته.
مَلاَكَ ٱلرَّبِّ... وَدَحْرَجَ لم تشاهد المرأتان هذا لأنه حدث قبل وصول النساء للقبر  (مرقس ١٦: ٢ - ٤) ولوقا ٢٤: ٢ ويوحنا ٢٠: ١). ودحرجة الملاك للحجر لم تكن لأجل المسيح، فلم يكن هناك مانع من خروجه من القبر بجسده الذي اتخذه عند القيامة (يوحنا ٢٠: ١٩، ٢٦) بل لأجل النساء والتلاميذ ليدخلوا القبر ويتحققوا قيامته.
وَجَلَسَ عَلَيْه:  الزلزلة ودحرجة الملاك للحجر وجلوسه عليه هذا شاهده الحراس قبل هروبهم وكان عددهم 16 جندى يتناوبون حراسة القبر 24 ساعة يوميا لمدة ثلاثة أيام هذا الحجر كان كبيرا جدا لأنه كان يسد فوهة الكهف الذى به قبور عديدة ومنه قبر يوسف الرامى كان منحوتا وجديدا أى لم يدفن فيه أحد من قبل وهذا الحجر يتطلب دحرجته أكثر من إنسان ودحرجة الملاك وجلس عليه

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

هذه الزلزلة ليست كالتي حدثت عند الصلب . فان تلك كانت عمومية وأما هذه فخصوصية لان الحراس والنسوة فقط شعروا بها . فالحراس ارتعدوا وخافوا والنساء تشجعن وتجرأن . والملاك الذي دحرج الحجر كان جبرائيل لانه هو الذي خدم كل التدبير وترآءى معه ميخائيل أيضاً . وقيل عن الملاك انه ( نزل من السماء ) ذلك لان مسكنهم السماء . وقال القديس يعقوب السروجي انه ترآءى للحراس ناراً وضجة ملائكة مسموعة في الفضاء . ورأوا وجهاً لوجه المسيح خارج من القبر . وقد نزل مع الملاك ملائكة أخر ونور يشعشع وكانت سلم من نار منصوبة من الارض الى السماء والمسيح قايم اسفلها ولم يكن نازلاً من اعلاها بل صاعداً من اسفلها الى فوق . والملائكة صاعدون ونازلون ويمجدون . وقال متى ان في غلس السبت جاءت مريم ورات سيدنا . وان الحرس دخلوا ليلاً واخبروا رؤساء الكهنة انه قام فاعطوهم فضة ان يقولوا ان تلاميذه أتوا ليلاً وسرقوه ولما سمع ان جسده سرق تألمت المجدلية واسرعت الى القبر كما كتب يوحنا وبعد ذلك رجعت مع النساء حاملات البخور الى القبر كما قال لوقا . ولما أشرقت الشمس رجعت مع يوحنا أيضاً كما كتب مرقس . أما الملائكة التي ترآءت عند القبر فستة . لان متى قال ان النساء رأين واحداً او لوقا قال انهن رأين ملاكين ويوحنا قال انهن رأين ملاكين ومرقس قال انهن رأين واحداً والحراس عندما راوا ان الرب قد قام حقاً وختومات الحجر باقية خافوا . وفي الوقت الذي جاءت النساء الى القبر نزل الملاك ودحرج وخوفاً منه ارتعد الحراس وصاروا كالموتى واما النساء فرأينه جالساً على الحجر يشبه البرق وقال لهن بهدوء لا تخفن اي كالحراس . وبعدما قوى قلبهن بشّرهن عن القيامة ولما مضت النساء استيقظ الحراس ودخلوا المدينة مسرعين واعلموا عظماء الكهنة بما قد صار . والملاك لم يدحرج الحجر كي يخرج المسيح لانه كان قد قام قبل ان ينزل الملاك لكن من أجل النساء اللواتي كن رأينه لما وضع في القبر ولكن يؤمنن اذا رأين القبر فارغاً والمسيح ليس فيه . ولسائل كيف يمكن ان يخرج الجسم من باب مغلوق ؟ الجواب ان الذي خرج من البطن والختومات محفوظة واظلم الشمس واحيا الموتى كل شيء مستطاع لديه لانه اذا كان الملاك قد دخل الى دانيال والبئر مختوم والرسل خرجوا من بيت السجن وهو مغلوق وسمعان مشى على الامواج فكيف لا يقدر خالق الكل ان يخرج من القبر وهو مختوم. 

تفسير (متى28: 3)  : وكان منظره كالبرق ولباسه ابيض كالثلج.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " وَكَانَ مَنْظَرُهُ كَٱلْبَرْقِ"  مَنْظَرُهُ كَٱلْبَرْقِ (دانيال ١٠: ٦) وجسمه كالزبرجد ووجهه كمنظر البرق وعيناه كمصباحي نار وذراعاه ورجلاه كعين النحاس المصقول وصوت كلامه كصوت جمهور" وبرق تعنى لامع لمعاناً باهراً (خروج ٣٤: ٢٩ )  وكان لما نزل موسى من جبل سيناء ولوحا الشهادة في يد موسى عند نزوله من الجبل ان موسى لم يعلم ان جلد وجهه صار يلمع في كلامه معه. 30 فنظر هرون وجميع بني اسرائيل موسى واذا جلد وجهه يلمع.فخافوا ان يقتربوا اليه. "وأثناء ظهور المسيح الإلهى على جبل طابور  (  متّى ١٧: ٢ ) 2 وتغيرت هيئته قدامهم واضاء وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور. ( رؤيا ١: ١٤) 14 واما راسه وشعره فابيضان كالصوف الابيض كالثلج، وعيناه كلهيب نار. " هذه إشارة إلى الملاك الذي كان يرتدي ثياباً بيضاء ، رمز الطهارة والنقاوة.ذكر لوقا أن الثياب "براقة " ( لو ٢٤ :٤) وذكر يوحنا ان ثياب الملائكة "
بثياب بيض"( يو ٢٠ :١٢ )
2) " وَلِبَاسُهُ أَبْيَضَ كَٱلثَّلْجِ " إشارة إلى الطهارة وإلى صفات الملائكة (دانيال ٧: ٩ ) 9 كنت ارى انه وضعت عروش وجلس القديم الايام.لباسه ابيض كالثلج وشعر راسه كالصوف النقي وعرشه لهيب نار وبكراته نار متقدة. (  رؤيا ٣: ٤، ٥، ١٨ ) 4 عندك اسماء قليلة في ساردس لم ينجسوا ثيابهم، فسيمشون معي في ثياب بيض لانهم مستحقون. 5 من يغلب فذلك سيلبس ثيابا بيضا، ولن امحو اسمه من سفر الحياة، وساعترف باسمه امام ابي وامام ملائكته. ..  18اشير عليك ان تشتري مني ذهبا مصفى بالنار لكي تستغني، وثيابا بيضا لكي تلبس، فلا يظهر خزي عريتك. وكحل عينيك بكحل لكي تبصر.  ( رؤ ٤: ٤) .وحول العرش اربعة وعشرون عرشا. ورايت على العروش اربعة وعشرين شيخا جالسين متسربلين بثياب بيض، وعلى رؤوسهم اكاليل من ذهب(رؤ  ٦: ١١) فاعطوا كل واحد ثيابا بيضا، وقيل لهم ان يستريحوا زمانا يسيرا ايضا حتى يكمل العبيد رفقاؤهم، واخوتهم ايضا، العتيدون ان يقتلوا مثلهم( رؤ ٧: ٩، ١٣)  9 بعد هذا نظرت واذا جمع كثير لم يستطع احد ان يعده، من كل الامم والقبائل والشعوب والالسنة، واقفون امام العرش وامام الخروف، متسربلين بثياب بيض وفي ايديهم سعف النخل 13 واجاب واحد من الشيوخ قائلا لي:«هؤلاء المتسربلون بالثياب البيض، من هم؟ ومن اين اتوا؟»

تفسير (متى28: 4)  : فمن خوفه ارتعد الحراس وصاروا كأموات.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فمِنْ خَوْفِهِ ٱرْتَعَدَ ٱلْحُرَّاسُ"  ٱرْتَعَدَ ٱلْحُرَّاسُ: نسب متّى ارتعادهم إلى مشاهدتهم الملاك ولا بد أن الزلزلة لها تأثير أيضا زاد من شدة خوفهم . وكذلك ولمعان النور الباهر، وصوت دحرجة الحجر عن الباب.
2) " وَصَارُوا كَأَمْوَاتٍ" هذا دليل على شدة هولهم حتى فقدوا القوة وأغمى عليهم، وكان ذلك قبل وصول المرأتين. وحلَّ الحراس من الملائكة محل الحراس من العسكر.

ومن الناحية العلمية تظهر أعراض الخوف على التغييرات الفسيولوجية في الجسم باستجابة الخوف، مثل تسريع معدل التنفس، ومعدل ضربات القلب، انقباض الأوعية الدموية الطرفية مما يؤدي إلى احمرار وتوسع الأوعية المركزية، وزيادة توتر العضلات بما فيها عضلات المتعلقة بالبصيلات الشعرية وتسبب "القشعريرة"، والتعرق، وزيادة نسبة السكر في الدم (ارتفاع سكر الدم)، وزيادة الكالسيوم في الدم، وزيادة في خلايا الدم البيضاء، وحالة اليقظة التي تؤدي إلى اضطراب النوم و"الفراشات في المعدة" ( عسر الهضم ). ويصاب الإنسان بالهلع  تظهر أعراضه بشكلٍ مُفاجئٍ؛ حيث إنّها تبلغ قمة ذروتها خلال لحظاتٍ ودقائق، ويحدت تسارعٌ كبيرٌ في نبضات القلب، بالإضافة إلى شدّة الخفقان والرجفة التي تحدث في القلب، أيضاً إنّ الإنسان المُصاب بحالة الهلع يُصاب بغثيانٍ ودوارٍ مع نزول العرق وبشكلٍ كبير جداً، بالإضافة إلى حدوث اضطراباتٍ في الهضم وفي الجهاز الهضميّ، ويَشعر بالضيق في التنفّس بالإضافة إلى حدوث حالة من الاختناق، إومن ثم يفقد سيطَرته على نفسه وتُسيطر عَليه مشاعر الخوف الشديد على حياته،  

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

قد جرت عادة الملائكة ان يترآءوا للبشر بحسب الاحوال الحاضرة والامور التي يتداول فيها الناس .فقد ترآءوا ليشوع بن نون ولداود النبي كالاجناد حاملين السلاح . ولزكريا بالوان واشكال حمر وبلق ( زك 1: 8 و9 ) . اما للنساء فبهيئة جميلة مفرحة وللحراس بهيئة مخيفة . ولسائل لماذا ظهرت القيامة اولاً للحراس ؟ الجواب لان اليهود كانوا يصدقون كلامهم اكثر من كلام التلاميذ والنساء . وقد اعتاد الله ان يجذب الناس اليه فيما هم اليه مائلون كما جذب المجوس بواسطة النجم. 

تفسير (متى28: 5)  : فأجاب الملاك وقال للمرأتين لا تخفا انتما . فإني أعلم انكما تطلبان يسوع المصلوب.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فَقَالَ ٱلْمَلاَكُ لِلْمَرْأَتَيْنِ: لاَ تَخَافَا أَنْتُمَا،"لاَ تَخَافَ كانت مشاهدة الملاك والقبر مفتوحاً كافية لأن ترهبهما، فبادر الملاك إلى مخاطبتهما حاملاً معه كلمات الاطمئنان.  فَقَالَ ٱلْمَلاَكُ كان كلامه لطمأنة المرأتين مريم المجدلية  ومريم الأخرى لأنه لا حظ خوفهما .. الملائكة تعطى سلاما لمن يروهم بينما ترك الحراس فى خوفهم حتى صاروا كالموتى من شدة الرعب والخوف  وقال للعذراء مريم ي

الملاك« كروبيون وكروبيّة وكَروبين وشاروبين» = أصل اللفظ آشوري ومعناه الحارس. لأن سكان شنعار في بابل كانوا يصورون حفرا في جدران الدور ثورات ذا أجنحة ليجرس الابواب والمداخل. وفي العبرانية كروب وكروبيم ، وهم يمثلون الملائكة غير المنظورين، إلا أن صورتهم المحسوسة إنما هي ثور ذا أربعة أجنحة، كما جاء في تكوين 3: 24 وخروج25: 19 وحزقيال 10: 21.

المصدر : *كتاب تفسير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية مع ذكر أصلها بحروفه. طبعة ثانية لسنة 1932 المؤلف/ القس طوبيا العنيسي الحلبي اللبناني. طُبع بإذن الأب العام / جبرائيل العشقوتي ، لسنة 1929

2) "  فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ ٱلْمَصْلُوبَ" ِنِّي أَعْلَمُ علم من هيئة مجيئهما وحديثهما وما في أيديهما من الأطياب.

أ.  كلمات يسوع فى ( مت 14: 27) (مت 17: 7) (مت 28: 10 ( مر 6: 50) (لو 5: 10) (لو 12: 32) ( يو 6: 20) (رؤ 1: 17)

ب.  الملائكة (مت 28: 5) ( لو 1: 13و 30 ) (لو 2: 10)

يَسُوعَ ٱلْمَصْلُوبَ : عُرِف بين الملائكة بهذا اللقب (رؤيا ٥: ٦ ) خروف قائم كانه مذبوح، ( رؤ ٧: ٩)9 بعد هذا نظرت واذا جمع كثير لم يستطع احد ان يعده، من كل الامم والقبائل والشعوب والالسنة، واقفون امام العرش وامام الخروف، متسربلين بثياب بيض وفي ايديهم سعف النخل 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

قد عزى الملاك للنسوة برويته المبهجة وبكلامه . وقوله ( أنتن ) فهو بالمنظر الى الصالبين لان الخوف نصيبهم . أما النسوة فيستحقن الاكرام . وقوله قد علمت انكن تطلبن يسوع المصلوب اي لتكرمنه لا لتستهزين به كالصالبين . ان الملاك لم يخجل ان يقول ( المصلوب ) واما الخلقيدونيون والنساطرة فانهم يخجلون من ان يقولوا يا من صلبت عوضاً ارحمنا مع ان بدء كل خير هو الصليب. 

تفسير (متى28: 6) : انه هو ههنا لأنه قام كما قال . هلما انظرا الموضع الذي كان الرب مضطجعاً فيه.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " لَيْسَ هُوَ هٰهُنَا،" كانت هذه الرسالة هامة أرسلها الرب يسوع بفم ملاك لمريم المجدلية ومريم الأخرى - وظهر ملاكين نساء أُخر داخل القبر ذهبن ومعهن طيب وحنوط فى فجر الأحد وأكدوا أيضا لهن أن المسيح قام "لَيْسَ هُوَ هٰهُنَا، " ( لوقا ٢٤: ٦، ٧ ) 6 ليس هو ههنا لكنه قام! اذكرن كيف كلمكن وهو بعد في الجليل 7 قائلا: انه ينبغي ان يسلم ابن الانسان في ايدي اناس خطاة ويصلب وفي اليوم الثالث يقوم». برهنت قيامة المسيح صحَّة دعواه وأن المسيحية حق إلهي (أعمال ٢: ٢٢، ٢٤) 22 «ايها الرجال الاسرائيليون اسمعوا هذه الاقوال: يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وايات صنعها الله بيده في وسطكم، كما انتم ايضا تعلمون. 23 هذا اخذتموه مسلما بمشورة الله المحتومة وعلمه السابق، وبايدي اثمة صلبتموه وقتلتموه. 24 الذي اقامه الله ناقضا اوجاع الموت، اذ لم يكن ممكنا ان يمسك منه.  " وبرهنت أيضاً حياة المسيح بعد موته ومعنى قيامته من الموت للحياة مرة أخرى فجميع الذين قاموا من الموت بقوته او بصلاة أحد الأنبياء ماتوا ولكن المسيح قام ليحيا إلى الأبد (رومية ٥: ١١). 10 لانه ان كنا ونحن اعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه، فبالاولى كثيرا ونحن مصالحون نخلص بحياته! 11 وليس ذلك فقط، بل نفتخر ايضا بالله، بربنا يسوع المسيح، الذي نلنا به الان المصالحة. " وهي عربون الحياة المستقبلة لكل مؤمن (١كورنثوس ١٥: ٢٠، ٣٢) 20 ولكن الان قد قام المسيح من الاموات وصار باكورة الراقدين.  32 ان كنت كانسان قد حاربت وحوشا في افسس، فما المنفعة لي؟ ان كان الاموات لا يقومون، «فلناكل ونشرب لاننا غدا نموت!». 
2) " لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ"  قام : فعل ماض في هذا السياق قبول ألآب وموافقته على كلمات الإبن وأعماله يتم التعبير عنها بحدثين عظيمين

١ -قيامة يسوع من بين الأموات ٢ -صعود يسوع إلى يمين الآب.
كَمَا قَالَ راجع
تفسير (متى 27: 63)
3) " هَلُمَّا ٱنْظُرَا ٱلْمَوْضِعَ "
 
كان وجود الملائكة عاملا هاما فى توصيل إعلان القيامة بصورة هادئة للتلاميذ برسالة منهما هى أن المسيح ليس هو هاهنا يعنى أنه قام وأذهبا خبرا التلاميذ بان يذهبوا إلى الجليل فترون يسوع هناك وللتأكيد  ٱنْظُرَا ٱلْمَوْضِعَ الخ لتتحققا من عدم وجود جسد فيه، وهذا يثبت قول المسيح لكل تابعيه رجالا ونسائا وللكهنة أنه سيقوم وفى هذه الساعة تججقوا أيها النسوة من القبر الفارغ .. إنه قام.ويذكر لوقا أن النسوة (لو 24: 8)  " تذكرن كلامه" عن قيامته الذى ردده كثيرا 
4) " ٱلَّذِي كَانَ ٱلرَّبُّ مُضْطَجِعاً فِيهِ"  ٱلرَّبُّ لم يقل ربكما بل «الرب» إثباتاً أنه يهوه . فالذي دعاه «المصلوب» قبلاً دعاه هنا «الرب».
 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

( تعالين وانظرن المكان ) اي لتتحققن القيامة . وقد تحقق سمعان ويوحنا قيامة سيدنا من رؤية الملائكة وكلامهم ومن رؤية مخلصنا. 

تفسير (متى28: 7) : واذهبا سريعاً قولا لتلاميذه انه قد قام من الاموات . ها هو يسبقكم الى الجليل . هناك ترونه ها انا قلت لكن.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " وَٱذْهَبَا سَرِيعاً قُولاَ لِتَلاَمِيذِهِ "  لِتَلاَمِيذِهِ أي كل التلاميذ ولا سيما لبطرس هذه العبارة قالها الملاك مرات عديدة فى كل زيارة النسوة للقبر فقالها الملاك لزيارة أخرى من مريم المجدلية ومريم ام يعقوب وسالومة وكن خاملات الطيب والحنوط لتطيب جسد المسيح ذكرها مرقس فى (مرقس ١٦: ٧) لكن اذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس انه يسبقكم الى الجليل. هناك ترونه كما قال لكم».  
2) " إِنَّهُ قَدْ قَامَ مِنَ ٱلأَمْوَاتِ" هذا إعلان من الملاك لمريم المجدلية ومريم الأخرى بقيامة المسيح

3) "  هَا هُوَ يَسْبِقُكُمْ إِلَى ٱلْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ." بعد أن أكل يسوع والتلاميذ خروف الفصح فى ليلة عيد الفصح فى العلية بأورشليم ولتى هى الان دير مار مرقس للسريان الأرثوذكس  وفى طريقهم إلى بستان جسثيمانى على جبل الزيتون أخبر يسوع تلاميذه أنه سيلتقي بهم على جب ٍل في الجليل (متّى ٢٦: ٣٢ ) ولكن بعد قيامي اسبقكم الى الجليل». ( مت ٢٨ :٧ ,١٠) ( ١ كور ١٥ :٦ ) وانه ظهر لصفا ثم للاثني عشر. " كانت هذه الطريقة ليؤكد قيامته ويعطيهم رجا ًء. كانت لديه رسالة نهائية أخيرة يقدمها لهم محتواها (1) أن لا يبرحوا أورشليم حتى يلبسوا قوة الروح القدس من الأعالى (2) يبدأوا فى التنشير والكرازة وتلمذة المؤمنين (3) تعميد المؤمنين الجدد (4) تعليمهم بكل ما قاله المسيح وما اوصاى تتلالاميذه (مت ٢٨ :١٨ -٢٠) 18 فتقدم يسوع وكلمهم قائلا: «دفع الي كل سلطان في السماء وعلى الارض 19 فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس. 20 وعلموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به. وها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر». امين. ( لو ٢٤ :٤٦ -٤٧) 46 وقال لهم: «هكذا هو مكتوب وهكذا كان ينبغي ان المسيح يتالم ويقوم من الاموات في اليوم الثالث 47 وان يكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الامم مبتدا من اورشليم. ( أع ١ :٨ ) لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم، وتكونون لي شهودا في اورشليم وفي كل اليهودية والسامرة والى اقصى الارض»

4) " يَسْبِقُكُمْ إِلَى ٱلْجَلِيلِ الجليل" هو القسم الشمالي من الأرض المقدسة حيث قضي المسيح أكثر وقت خدمته فيه. ووعد تلاميذه قبل موته أن يجتمع معهم في الجليل بعد قيامته. وليس معنى قوله «يسبقكم» أنه يسير قدامهم في الحال، بل أنه عازم على تحقيق وعده باجتماعه معهم هناك. وسبب اجتماعه معهم في الجليل لا في أورشليم الاحتراس من إنتشار أمر قيامته ، وهياج الاضطهاد على تلاميذه، ولأن مساكن أكثر تلاميذه هناك.
5) " هَا أَنَا قَدْ قُلْتُ لَكُمَا»."  أَنَا قَدْ قُلْت الخ قال الملاك هذا تأكيداً وتحقيقاً لما سبق وكرره
 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

أي فلأنكن استفدتن معرفة عن القيامة من رويتي وكلامي معكن فاذهبن وبشرن التلاميذ انه قد قام وهو يسبقكم الى الجليل . ولسائل متى قال السيد لتلميذه اني اسبقكم الى الجليل ؟ والجواب انه قال ذلك بعدما شكروا وجاءوا الى جبل الزيتون . اما الجليل فمعناه التدحرج . والكلام الذي تكلم به السيد كأنه تدحرج من الجبل وامتد واتسع الى العالم كله واهتدى به كثيرون . ولسائل لماذا نبه سيدنا النسوة ليقلن للتلاميذ من الصالبين فأراد ان يأخذهم الى هناك ليذكرهم بتعاليمه واعماله التي اثبتها بقيامته . وليس المعنى انه لا يترآءى لهم الا في الجليل . وقال آخرون وهم صادقون ان المسيح امرهم ان يذهبوا الى الجليل ليترآءى لهم هنام لاجل المؤمنين الكثيرين الذي آمنوا به ولاستحقاقهم رأى ان يترآءى لهم ويعزيهم ويزيدهم معرفة عن قيامته . وعن هؤلاء المؤمنين الجليليين قد قال بولس الرسول ان الرب ترآءى لاكثر من خمسمئة أخ معاً أكثرهم باق الى الآن ( اكوه 1: 6 ) . وليس عن اولئك الذين قاموا في وقت آلامه لان اولئك لم يتعاطوا بالعالميات. 

تفسير (متى28: 8) : فخرجنا سريعاً من القبر بخوف وفرح عظيم راكضتين لتخبرا تلاميذه.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " فَخَرَجَتَا سَرِيعاً مِنَ ٱلْقَبْرِ" فَخَرَجَتَا... مِنَ ٱلْقَبْرِ هذا دليل واضح على أنهما كانتا داخل القبر المحفور فى داخل كهف يحتوى على قبور أخرى .
2) " بِخَوْفٍ وَفَرَحٍ عَظِيمٍ"  بِخَوْفٍ وَفَرَحٍ : الخوف والفرح العظيم يميز لقاءات القيامة الأولى. العالم الروحي يختلط مع العالم الواقعي المادي
حينما يرى الأنسان أشياء روحية فى تستطيع العقل والفكر البشرى على إتسيعابه وتصديقة   ما يسبب الخوف والذي كان يجب تهدئته ببقول الملاك " لا تخافوا" (مت ٢٨ :١٠ ) وخوف البشر من رؤية الملائكة ذكر مرات عديدة فى العهد القديم والجديد عندما حافت هاجر من رؤية ملاك  طمأنالملاك هاجر عند هروبها وقال لها لا تخافى (تك 21: 17) وعندما تفكرت مريم من رؤية ملاك :  فقال لها الملاك: «لا تخافي يا مريم لانك قد وجدت نعمة عند الله.(لو 1: 30) وعندما  راوا الرعاه الملاك يبشرهم بولادة مسيح الرب  فقال لهم الملاك: «لا تخافوا. فها انا ابشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب: (لو 2: 10)،ولكن فرحاً عظيماً سيستمرفالمسيح ليس ها هنا  إلا أنه في هذه المرة كانت رسالة المسيح بفرح قيامته والتي جلبت "فرحاً عظيماً" ولاتزال. لقد هرعوا لينقلوا الخبر. هذا هو نفس الفكرة الرئيسية في مت ٢٨ :١٩ -٢٠ .االمؤمنين يجب أن يذهبوا ويخبروا.

قلما يجتمع الخوف والفرح معاً، فاجتماع الاثنين الآن هو دليل آخر على عظمة المشهد وروعته. وكان خوفهما بسبب مشاهدة الملاك وسماع صوته وكلامه وعدم وجود جسد المسيح فى القبر . وكان فرحهما بسبب تبشيره إياهما بقيامة المسيح.
3)  " رَاكِضَتَيْنِ لِتُخْبِرَا تَلاَمِيذَهُ"
 رَاكِضَتَيْنِ معنى ركض أى مشى سريع "هرولة" رغبتهما في تبشير التلاميذ بقيامة المسيح حملتهما علي الإسراع لم تطيقا المكوث فى القبر الفارغ ولكنهما تريدان إبلاغ الرسالة التى حملها الملاك للمرأتين لإبلاغ التلاميذ والرسل المختبئين والخائفين، فرجعت إلى المدينة لتخبر بطرس وباقى التلاميذ،

تفسير (متى28: 9) : وفيما هما منطلتان لتخبرا تلاميذه اذا يسوع لاقاهما . وقال سلام لكما . فتقدمتا وامسكتا بقدميه وسجدتا له.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1)  " فِيمَا هُمَا مُنْطَلِقَتَانِ لِتُخْبِرَا تَلاَمِيذَهُ إِذَا يَسُوعُ لاَقَاهُمَالاَقَاهُمَا هذا ظهور آخر للمسيح بعد قيامته، وكان قد ظهر للمجدلية (مرقس ١٦: ٩) وبعدما قام باكرا في اول الاسبوع ظهر اولا لمريم المجدلية التي كان قد اخرج منها سبعة شياطين. فمرقس قصد بقوله «أولاً» الظهور الأول من الثلاثة التي اقتصر عليها، كما أراد بقوله «أخيراً» آخر هذه الثلاثة. فيحتمل أنه ظهر قبلها.
2) " سَلاَمٌ لَكُمَا" هذه تحية المسيح لتلاميذه بعد القيامة (يو 20: 19) ولما كانت عشية ذلك اليوم، وهو اول الاسبوع، وكانت الابواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود، جاء يسوع ووقف في الوسط، وقال لهم:«سلام لكم!»( يو 20: 21) فقال لهم يسوع ايضا:«سلام لكم! كما ارسلني الاب ارسلكم انا».(يو 20: 26) وبعد ثمانية ايام كان تلاميذه ايضا داخلا وتوما معهم. فجاء يسوع والابواب مغلقة، ووقف في الوسط وقال:«سلام لكم!».وأسبحت هذه العبارة سلام المسيحيين بعضهم لبعض (1 كو 1: 3) نعمة لكم وسلام من الله ابينا والرب يسوع المسيح." وهذا هو سلام المسيح (يو 21: 14) «سلاما أترك لكم. سلامي أعطيكم. ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا. لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب.
" سلام يحمل الطمأنينة والهدوء  هذا السلام تعزية لهما في حزنهما على موته، وتهنئة لهما بقيامته .
3) " فَتَقَدَّمَتَا وَأَمْسَكَتَا بِقَدَمَيْهِ وَسَجَدَتَا لَه».أَمْسَكَتَا بِقَدَمَيْهِ وَسَجَدَتَا لَهُ إمساكهما بقدميه عادة لمس القدم كانت منتشرة فى ذلك الوقت للبركة  لقد شاهدوه يلفظ أنفاسه على الصليب ويموت وهنا تحققا من جسده الحى ولم يذكر لنا ألإنجيلى متى هل رأتا آثار المسامير ، لم تلمسا قدمه فقط بل أمسكتا بقدمه يعنى أحاطت يدى المرأتين المجدلية والأخرى بقدميه وسجدتا له  وقبوله سجودهما إثبات للاهوته لأنهما احترمتاه وسجدتا له باعتبار أنه شخص إلهي، ولذلك لم يرفض شيئاً مما فعلتاه من علامات الإكرام، ورفض ما فعلته مريم المجدلية (يوحنا ٢٠: ١٧).قال لها يسوع:«لا تلمسيني لاني لم اصعد بعد الى ابي. ولكن اذهبي الى اخوتي وقولي لهم:اني اصعد الى ابي وابيكم والهي والهكم». ولا شك أن سبب ذلك هو إكرامها له باعتبار أنه صديق بشري.
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

( بخوف) من رؤية الملاك ومن أجل الزلزلة ( وبفرح ) لانهن تبشرن عن القيامة وقد اعطاهن السلام ليزيل عنهن الخوف . ولم يستعمل لفظة السلام حتى الآن لكي يبتدي بالسلام بقيامته . ان اللعنة دخلت بواسطة المرأة والسلام أيضاً دخل بواسطتهن فليخز المتكبرون الذين ينظرون ان السيد يعطي السلام اولاً لجنس النساء الضعيف وليس للرجال وبمسكهن رجليه تحققن القيامة وبسجودهن له أعلنن انه اله يجب له السجود اكثر من الكل لانه زرع بالسلام والامن بين السماويين والارضيين. 

تفسير (متى28: 10) : فقال لهن يسوع لا تخفا . اذهبا قولا لاخوتي ان يذهبوا الى الجليل وهناك يروني.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فَقَالَ لَـهُمَا يَسُوعُ: لاَ تَخَافَا." لاَ تَخَافَا لأنهما خافتا طبعاً لمشاهدتهما بغتة يسوع حياً بعد شاخداه يموت على الصليب .
2) " اِذْهَبَا قُولاَ لإِخْوَتِي "  لم يقصد المسيح هنا أخوته أى أقرباؤه بالجس يعقوب و يوسى و يهوذ  هؤلاء، أبناء مريم زوجة كلوبا، هم الذين ورد ذكرهم في قول اليهود عن المسيح في إنجيل متى "أليس هذا ابن النجار؟ أليست أمه تدعى مريم، وأخوته يعقوب و يوسى و يهوذا؟" (مت55:13) ( مر3:6) وقصد المسيح هنا جميع التلاميذ وجعلهم فى رتبة أخوته  كما يطلق حتى على الصديق أخ فى منطقة الشرق الأوسط ويقال مثلا على الصديق الذى صار أخا "«رُبَّ أخٍ لك لم تلدهُ أُمك» " أما يعقوب فيطلق عليه أخو الرب هو يعقوب بن حلفى، وهو ابن خالة المسيح حسب الجسد، ابن مريم زوجة كلوبا (كلوبا نطق آخر لحلفى) وأولاد الخالة كانوا يُعتبرون أخوة لشدة القرابة، حسب عادات اليهود في التحدث عن هذه القرابة.
ومن أمثلة هذا الموضوع ما قيل عن قرابة يعقوب بخاله لابان، إذ يقول الكتاب: "فكان لما أبصر يعقوب راحيل بنت لابان خاله، وغنم لابان خالة، أن يعقوب تقدم ودحرج الحجر، وسقى غنم لابان خاله، وقبل يعقوب راحيل ورفع صوته وبكى، وأخبر يعقوب راحيل أنه أخو أبيها، وأنه ابن رفقة" (تك10:29-12).هناك علاقتان متميزتان فى المسيحية الأخوة للمسيح فالتلاميذ أخوة المسيح بالتبنى ولما كان المسيح معلم فالمؤمنون به تلاميذ له ولأخوته وقد كان التلاميذ والرسل علاقتهم بافراد الشعب وبعضهم البعض علاقة أخوة  (مت 23: 8واما انتم فلا تدعوا سيدي لان معلمكم واحد المسيح وانتم جميعا اخوة." (اع 1: 16)«ايها الرجال الاخوة، كان ينبغي ان يتم هذا المكتوب الذي سبق الروح القدس فقاله بفم داود، عن يهوذا الذي صار دليلا للذين قبضوا على يسوع،(اع 2:  29ايها الرجال الاخوة،"

لإِخْوَتِي أي تلاميذي. وسمّاهم إخوة بالمعنى الروحي. وهذه أول مرة دعا تلاميذه إخوة له. ولو أنه قال قبلها على وجه العموم «مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي... هُوَ أَخِي» (متّى ١٢: ٥٠) وتخصيص تلاميذه وقتئذٍ بذلك الاسم إشارة إلى أنه غفر لهم تركهم إياه وشكهم فيه وإنكارهم إياه وخوفهم ، وأكد لهم بذلك محبته لهم، وأمَّنهم كما أمَّن يوسف إخوته الذين باعوه إلى مصر بقوله «أَنَا يُوسُفُ أَخُوكُمُ» (تكوين ٤٥: ٤). فيسوع مع إنه هو غالب الموت والجحيم لم يزل يحسب تلاميذه إخوة له.
3) " أَنْ يَذْهَبُوا إِلَى ٱلْجَلِيلِ، وَهُنَاكَ يَرَوْنَنِي"  إِلَى ٱلْجَلِيلِ هذا تكرار لوعده لهم (متّى ٢٦: ٣٢) ووعد الملاك للمرأتين (ع ٧). وقصد المسيح أن يكون الاجتماع هناك عاماً ليعدهم للمرحلة التالية بعد القيامة فقد دربهم على التبشير والكرازة وحان الووقت لينطلقوا ليكرزوا فى اورشليم والسامرة وإلى أقاصى الأرض حاملين إنجيل السلام وبشرى الخلاص
 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

بما ان النساء ادخلن الحزن الى العالم فلاجل ذلك هن راين القيامة اولاً واياهن أرسل السيد ان يبشرن العالم ببشارة الفرح . هذا والجنس المقطوع من الكرامة اياه اكرم . وهذه اول مرة دعا سيدنا تلاميذه اخوته واظهر نسبتهم اليه . لان قبل القيامة كان يدعوهم تلاميذي واحبائي . وبما انه سماهم اخوته فلا شك انهم كانوا بنيناً لابيه من قبل . ثم كونه ولد من القبر بحياة عديمة الفساد فدعاهم اخوته لانهم قد ولدوا بحياة القيام. 

تفسير انجيل متى الاصحاح الثامن والعشرون

 تضليل رؤساء اليهود (متى 28: 11- 15)

تضليل رؤساء اليهود

تفسير (متى28: 11) : وفيما هن ذاهبتان اذا قوم من الحراس جاءوا الى المدينة وأخبروا رؤساء الكهنة بكل ما كان.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " وفِيمَا هُمَا ذَاهِبَتَانِ" أي في أثناء هذه الأحداث وأثناء رجوعهما ليخبرا التلاميذ .
2) " إِذَا قَوْمٌ مِنَ ٱلْحُرَّاسِ " قَوْمٌ مِنَ ٱلْحُرَّاسِ هذا دليل على أن الحراس الذين كانوا يخرسون القبر وعددهم 16 حارس كانوا يتناوبون على حراسته ليلا ونهارا  تشتتوا هربا وفزعا  من شدة الخوف من هول ما رأوه عندما رأوا الملاك والزلزلة ودحرجة حجر القبر وقيامة المسيح ، فذهب بعضهم إلى جهة والبعض إلى جهة أخرى. ولكن تركهم القبر بلا إذن عرَّضهم للقصاص الشديد قد يصل للموت . على أن هروبهم هو شهادة بصحَّة حوادث القيامة، لأنه لا يمكن أن يهربوا ويعرضوا أنفسهم لذلك القصاص إلا لهولٍ عظيم.
3) " جَاءُوا إِلَى ٱلْمَدِينَةِ وَأَخْبَرُوا رُؤَسَاءَ ٱلْكَهَنَةِ"  كانت تلة الجلجثة خارج باب من أبواب اورشليم ووكانت هناك كهف به عدة قبور غير قبر المسيح وبين تلة الجلجثة بستان وكانت هذه الفرقة الرومانية الحارسة للقبر مسئوله عن حراسته بأوامر من الكهنة لأن بيلاطس فوض هذا ألأمر للكهنة 
وَأَخْبَرُوا رُؤَسَاءَ ٱلْكَهَنَةِ : لا يعرف أحد متى قام المسيح  والذين حضروا رؤيته هم جنود الرومان الذين تستتوا من هول الصدمة وعندما أستعادوا قواهم ذهبوا ليخبروا الكهنة بما حدث في هذه فرقتان يحملان أخبارا  الأولى المرأتان مريم المجدلية ومريم الأخرى أم يعقوب وأخوته ، وكان خبرهما بشارة سارة للتلاميذ "المسيح قام" . والثانية الحراس وكان خبرهم إنذاراً وسبب حزن وخجل للرؤساء لأن عهدهم القديم قد كمل ببداية العهد الجديد
وأخبر الحراس رؤساء الكهنة : لأن بيلاطس جعل الحراس يومئذٍ تحت أمر أولئك الرؤساء، ولا بد أن ذلك الخبر أزعجهم كثيراً لأنهم مبغضو المسيح وقاتلوه، وأزعج الصدوقيين وكان أكثر الكهنة منهم وهم ينكرون القيامة  أنزعج هؤلاء الكهنة الصدوقيين لأن قياممة المسيح أثبت كذب تعليمهم بعدم وجود قيامة وأنكروا حدوث القيامة (أعمال ٤: 1- 2). 1 وبينما هما يخاطبان الشعب، اقبل عليهما الكهنة وقائد جند الهيكل والصدوقيون، 2 متضجرين من تعليمهما الشعب، وندائهما في يسوع بالقيامة من الاموات." وقيامة المسيح تبطل زعمهم بأن لا قيامة ولا أرواح! وكان الرؤساء قد وعدوا أن يؤمنوا بالمسيح إن نزل عن الصليب (متّى ٢٧: ٤٢) «خلص اخرين واما نفسه فما يقدر ان يخلصها». ان كان هو ملك اسرائيل فلينزل الان عن الصليب فنؤمن به!  " وهذا هو ملك غسرائيل ملك على خشبة لم يخلص نفسه بل خلص شعبه من خطاياهم وحررهم من عبودية إبليس المرة فوجب أن يؤمنوا بقيامته لما هو أعظم من النزول عن الصليب بشهادة حراسهم. والحراس الرومان يعتبرون جهة محايدة شهدت قيامة المسيح وكان رؤساء الكهنة قد طلبوا آية من المسيح، ووعدهم بآية يونان النبي، فأنجز وعده (متّى ١٢: ٣٩، ٤٠) 38 حينئذ قال قوم من الكتبة والفريسيين: «يا معلم نريد ان نرى منك اية». 39 فقال لهم: «جيل شرير وفاسق يطلب اية ولا تعطى له اية الا اية يونان النبي. 40 لانه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة ايام وثلاث ليال هكذا يكون ابن الانسان في قلب الارض ثلاثة ايام وثلاث ليال. " فكان عليهم أن يتوبوا ويؤمنوا به.
4) " بِكُلِّ مَا كَانَ»." بِكُلِّ مَا كَانَ: أي الزلزلة، وظهور الملاك ، وادخرجة الحجر  القبر.إومن المرجح أن هذه الأخبار إنتشرت فى أورشليم بسبب تشتت الحراس وأن رؤساء الكهنة والكهنة أخبروا مجلس السنهديرين فلم يعد الأمر سرا بدليل معرفة متى به الذى عرفه من يوحنا الذى كان له علاقة بالكهنة
 .

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

أي أخبروا عن الزلزلة وعن الملائكة والنور الذي رأوا وكيف ان مخلصنا قد خرج من القبر والحجر مختومة وقد قال البعض ان رؤساء الكهنة لما بلغهم هذا الخبر فلكي يتحققوه خرجوا رأوا اختامهم سالمة لم تنزع وقال آخرون انهم خافوا ولم يخرجوا مع الحراس لفحص الخبر لكنهم قبلوا كلامهم 

تفسير (متى28: 12) : فاجتمعوا مع الشيوخ وتشاوروا واعطوا العسكر فضة كثيرة.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فَٱجْتَمَعُوا مَعَ ٱلشُّيُوخِ " (أع 4: 26) (مز 2: 2- 6)  قام ملوك الارض وتامر الرؤساء معا على الرب وعلى مسيحه قائلين 3 لنقطع قيودهما ولنطرح عنا ربطهما 4 الساكن في السموات يضحك.الرب يستهزئ بهم. 5 حينئذ يتكلم عليهم بغضبه ويرجفهم بغيظه. 6 اما انا فقد مسحت ملكي على صهيون جبل قدسي  "  وتحققت نبوءة داود عن الرب ومسيحه ملوك الأرض  وولاتها هيرودس الكبيرر الذى كان يريد قتل المسيح وأمر بقتل أطفال بيت لحم حتى يكون المسيح بينهم وتآمر بيلاطس وهيرودس أنتيباس على الرب ومسيحة وأشترك فى المؤامرة رئيس الكهنة قيافا وحنان ورؤساء الكهنة ومجلس السنهدرين والشعب اليهودى أما ألمم فهم الرومان الذين نفذوا مؤامرة قتل المسيح بصلبه اجتمع رؤساء الكهنة المتفقون على قتل المسيح، أى جمعوا مجلس السنهدرين وهو مجلس السبعين أعلى مجلس تشريعى دينى عند اليهود فى ذلك الوقت . ومن المرجح أن يوسف الرامي ونيقوديموس هما اللذان أذاعا خبر إتفاق الكهنة مع الحرس الرومان .
2) " وتَشَاوَرُوا " أي طرحوا  آراء مختلفة حتى اتفقوا على واحدٍ منها، والظاهر أنهم ارادوا أن يظل الأمر سرا ولا يخبروا الشعب بحقيقة الواقع حتى لا يكون هناك بلبلة بين الشعب وتنهار الديانة اليهودية ، لأنه لو عرف الشعب بظهور الملائكة وكل ما صار لاستنتجوا بالضرورة أن دعوى المسيح صادقة، ولكانوا آمنوا به.
3) "  وَأَعْطَوُا ٱلْعَسْكَرَ فِضَّةً كَثِيرَةً"  أَعْطَوُا ٱلْعَسْكَرَ فِضَّةً كَثِيرَةً أي رشوهم رشوة وافرة، وكانوا قد رشوا الإسخريوطي بثلاثين من الفضة وشهود الزور قبل الصلب، واضطروا بعد الصلب أن يرشوا العسكر بأكثر من ذلك هؤلاء هم الكهنة الفاسدين الذيت ينفقوا التقدمات والتبرعات فى مؤامرات ومحاكمات وقتل الأبرياء والتنكيل بأفراد شعبهم حتى انهم شعروا بالعار مما كتبه بيلاطس بعنوان التهمة فوق رأس المسيح على الصليب " يسوع ملك اليهود" والسؤال الذى يطرح نفسه  ماالذي يمكن أن يكون هؤلاء الجنود قد فكروا فى هؤلاء الكهنة ومن يمثلون ، وهم يعرفون الحقيقة ويكذبون هؤلاء القادة اليهود (السنهدرين) كانوا ليفعلوا أي شي ٍء ليدمروا يسوع. وهم:
١ -استخدموا الخيانة ليجدوا يسوع ويقبضوا عليه
٢ -أقاموا محاكمة ليلية غير شرعية ليتهموه
٣ -استخدموا شهود كذب ليتهموه
٤ -ثم استخدموا الرشوة لإسكات الشهود
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

أي الفضة التي كانت باقية من التي اعطوها ليهوذا . 

تفسير (متى28: 13): قائلين . قولوا ان تلاميذه أتوا ليلاً وسرقوه ونحن نيام .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " قَائِلِينَ: قُولُوا إِنَّ تَلاَمِيذَهُ أَتَوْا لَيْلاً وَسَرَقُوهُ وَنَحْنُ نِيَام " ٌ يتنجس اليهودى فى الشريعة اليهودية لأسباب كثيرة مثل لمس جسد ميت أو المرأة  تتنجس عندما تنزف دما  أو الإتصال  بشخص أممى وهذا منع كهنة اليهود ورؤسائهم دخول دار الولاية فى عيد الفصح أثناء محاكمة بيلاطس ليسوع صباحا إذا كيف ليهوددى يسرق جسد ميت وهذا نجس فى عرف الشريعة اليهودية

وظهر عجز الكهنة رؤساء الكهنة وحيرتهم من أنهم لم يستطيعوا الوصول إلى حجة يقبلها العقل والمنطق أعظم مما ذكروا وهذا هو للأسف الشديد عندما يصل لقمة السلطة الدينية أشخاص غير أمناء يستغلون منصبهم فى ترسيخ سلطتهم والنيل من الأبرياء وحرمانهم من حقوقهم الإنسانية بالزج بهم فى المحاكم  وسجون السلطة المدنية مستعملين خزائن الهيكل والكنائس فى الصلاف على هذه المؤامرات  . وعند تحليل ما قالوه هنا فى هذا الموقف لو كان الحراس نائمين، فكيف لهم أن يعرفوا أن التلاميذ سرقوا جسده؟ وأي عاقل يصدق أن تلاميذه الذين هم صيادون من الجليل يجسرون على فتح قبر يحرسه الجنود الرومان؟ وكيف يفعلون ذلك والحجر الدائرى الذى يسد باب الكهف كان عظيما أو أنهم إن جسروا على ذلك فهل يكون لهم أدنى نسبة للنجاح، لأنه لا يتوقع أن يكون أولئك الحراس كلهم نياماً في وقت واحد وعددهم أكثر من 16 جندى مع علمهم أن قصاص من ينام وقت الحراسة هو الموت (أعمال ١٢: ١٩)19 واما هيرودس فلما طلبه ولم يجده فحص الحراس، وامر ان ينقادوا الى القتل. ؟ " فإن صح أن الحراس كانوا نياماً كلهم، فمن أين عرفوا أن تلاميذه سرقوه؟ ليس لهم إذاً سوى أن يقولوا: نمنا واستيقظنا فوجدنا القبر مفتوحاً خالياً من الميت. ولو كان بعضهم نياماً والبعض ساهرين لنبَّه الساهرون النائمين، ومنعوا التلاميذ من السرقة! ولو صح أن الحراس ناموا وتركوا التلاميذ يسرقون الجسد ويشيعون الخبر الكاذب بقيامته ما صدق أحد أن الرؤساء لا يغضبون على الحراس ويسرعون إلى بيلاطس ويشتكون عليهم ويطلبون قصاصهم، ويسألونه القبض على التلاميذ وعقابهم على خيانتهم الحكومة بنزع الختم! وإن لم يقم المسيح فأي منفعة للتلاميذ من سرقة جسده وادعاء قيامته، إذ ليس لهم من ذلك سوى العار والعذاب والموت.

**************************

حتى لو انتصرت.. ما الذي كانت تخافه أعتى الفيالق الرومانية؟

تميز الجيش الرومانى بقواعد صارمة وعقوبات تنتهى بالموت والعار إذا لم تنفذ الأوامر وهروب سجين كان يؤدى إلى إعدام الجنودد المسئولون على حراسته وكما هو معروف أن السلطة الرومانية ختمت قبر المسيح بالختم وأمر بحراسته أربعة من جنود الرومان يراسهم قائد مائة فنومهم وسرقة جثمان المسيح يعنى أنهم متواطئون مع التلاميذ ويعنى إعامهم سواء لأهمال الأوامر أو التواطئ بسرقته وفيما يلى ما كان على جندى رومانى يفعل بعدد ظنه بهروب بولس وسيى من السجن  (اعمال الرسل 16 : 16- 30) عندما كان يسوع بولس ورفاقه ذاهبين الى مكان الصلاة، التقوا بجارية ممسوسة بروح شرير كانت تساعدها في التنبؤ بالمستقبل. كانت هذه الجارية تجلب مالا وربحا كثيرا لسادتها من خلال عملها كعرافه. فتبعت هذه الفتاة بولس وكانت تصرخ وتقول،" هؤلاء هم عبيد الله العلي الذين يخبرونكم عن طريق للخلاص ". وكانت تفعل هذا اياما كثيرة. فأنزعج بولس كثيرا وانتهر الروح التي فيها فخرجت في الحال منها. فلما رأى سادتها ان مصدر ربحهم قد توقف، امسكوا ببولس ورفيقه سيلا. فأتهموهما بنشر السلام وتعليم الامور منافية لقانون تلك المنطقة. فبداء الناس يتهجمون عليهم بالكلام. فأمرت السلطات بتمزيق ثيابهما و ضربهما ضربا مبرحا والقائهما في السجن. وامروا السجان ان يحرسهما بكل حذر. و حينما صار منتصف الليل كان بولس وسيلا يصليان و يسبحان الله وكان المسجونين الاخرين يستمعون اليهما. فجأة، حدثت زلزلة عظيمة هزت السجن. فأنفتحت ابواب السجن وانفكت قيود الجميع. ولما استيقظ حارس السجن ورأى ان ابواب السجن قد انفتحت، استل سيفه وكان على وشك ان يقتل نفسه لانه ظن انت المسجونين قد هربوا لكن بولس صرخ اليه قائلا،" لا تؤذي نفسك لان جميعنا ها هنا ". فأسرع اليه السجان وخر على ركبتيه مرتعدا امام بولس وسيلا. وبعد ان اخرجهما من السجن سألهما،" ماذا ينبغي ان افعل لكي اخلص ؟". فأجاب بولس وسيلا و قالا له،" امن بالرب يسوع فتخلص انت واهل بيتك ". وبدأ بولس وسيلا يتحدثان اليه ولاهل بيته عن كلمة الرب. و في تلك الليلة، اخذ السجان بولس وسيلا وغسل لهما جروحهما. ثم اعتمد السجان وجميع اهل بيته. ودعاهما الى بيته ووضع امامهما مائدة للأكل. وامتلاء الجميع بالفرح لانهم ( امنوا بالرب ) يسوع. ]

باستخدام فيالق مدربة تربطها قواعد انضباط صارمة، وسعت الإمبراطورية الرومانية على مدى أكثر من ألف عام حدودها، وحافظت على بقاء مناطق في أوروبا وآسيا وشمال إفريقيا تحت سيطرتها.
كانت وحدات الجيش في الإمبراطورية الرومانية تعتمد في الأساس على انضمام المواطنين الرومانيين، كما يتم أيضا تجنيد غرباء يصبحون بعد انتهاء مدة خدمتهم مواطنين رومانيين بكامل الحقوق، ويتراوح عدد افراد الجيش الروماني ما بين 100 ألف إلى 300 ألف جندي.
احتفظ الرومان بقوات نظامية محترفة، ارتبطت بقواعد انضباط صارمة، إلى درجة أن الفيالق الرومانية لم تكن تخاف من كثرة الأعداء بقدر خوفها من العقوبات التي قد تفرض عليها فرديا وجماعيا.
في روما القديمة كان الجنود وأصحاب الرتب الأخرى يعاقبون بصرامة على عدم الامتثال للأوامر أو الجبن أو الهروب من المعركة، وتتراوح العقوبات بين الجلد والموت!
أما تنفيذ الأوامر بالنسبة للجيوش الرومانية فيعني الالتزام حرفيا إلى درجة أن مفارز وتشكيلات حصل أن أمرت بتنفيذ مهمات استطلاعية، تجاوزتها باحتلال مواقع وتحقيق انتصارات، عوقبت بشدة على مثل هذه "البطولات" الذاتية!
الإمبراطور يوليوس قيصر الشهير بمعاركة الكبرى خارجيا وداخليا كان عكس هذا الاتجاه بالقول إنه انتصر في بلاد الغال "فرنسا حاليا" على قوات تفوق قواته بأضعاف بفضل مجارف الحفر، ويقصد بذلك الخطط الاستراتيجية والعمل الجماعي بدلا عن البطولات الفردية.
أفراد الفيالق الرومانية الين اتهموا بالخيانة وبالتجسس أو التمرد عوقبوا من دون رجم بالإعدام، وكان يمكن للجندي الروماني أن يفقد حياته على يد زميل له، فقط لأنه ترك موقعه او نام في فترة حراسته، أو فقد سلاحه، أو حتى ارتعد وشل الخوف حركته، ناهيك عن السرقة أو الهروب من المعسكر أو التخلف عن المسير إلى المعركة. في مثل هذه الحالات لا مفر من الموت وأحيانا بالإلقاء من جرف أو تحت اقدام الفيلة!
الأمر يصبح أشد وأخطر إذا انتهك الانضباط بشكل جماعي من قبل وحدة أو فيلق في الإمبراطورية الرومانية القديمة. في هذه الحالة تجري معاقبة واحد من كل عشرة بالقتل. وفي الكثير من الأحيان يجري قتل واحد من كل عشرين أو واحد من كل مئة.
أحيانا تطبق عقوبات أقل على الجنود الرومان المخالفين، أو على أولئك الذين نجوا من عمليات الإعدام العشوائية، مثل تقييد حصص الإعاشة أو تخفيض الأجور أو فرض أعمال شاقة.
الجنود الرومان الذين نجوا من قتل واحد من كل عشرة، أو واحد من كل عشرين أو مئة، يعاقبون بطريقة مختلفة، ويستبدل القمح في طعامهم بالشعير الذي هو طعام الماشية! وقد يستبدل النبيذ بالخل، وربما يتعرضون أيضا لعقوبة تتمثل في منعهم من تناول الطعام المطبوخ، وقد يتم تخفيض رتبهم، ونقلهم من سلاح إلى أدنى مثل النقل من سلاح الفرسان إلى المشاة.
قد يجبر الجنود الرمان المخالفين أيضا على الوقوف حفاة من دون أسلحة لأيام، كما يمكن أن يجبروا على حفر خنادق غير ضرورية، أو القيام بتمارين وحمل أمتعة ثقيلة.
وهكذا، لم تكن الحياة العسكرية في الإمبراطورية الرومانية سهلة على الإطلاق، فهي صراع من أجل البقاء على قيد الحياة بشكل دائم في السلم والحرب مع الأعداء وبين رفاق السلاح، وكل تصرف مهما كان صغيرا قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، فالموت لا يهدد الجنود الرومان فقط في ساحة المعركة على يد الأعداء، بل وفي رحاب المعسكر بين الأصدقاء ورفاق السلاح.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

هذا الكلام غير معقول لانهم ان كانوا نائمين فمن اين عرفوا ان تلاميذه سرقوه . واذا كانوا مستيقظين لِمَ لم يمسكوهم فقولهم ان تلاميذه سرقوه يجعلهم مذنبين لان النائم لا يعرف من هو السارق . ولو اراد تلاميذه ان يسرقوه لسرقوه ليلة السبت أي الجمعة مساء حين لم يكن حراساً ولا جنداً عند القبر وعدا هذا ان التلاميذ بعد القيامة بكل صعوبة اقتنعوا انه قام فكيف وهو ميت يعزمون على ان يسرقوه وكيف كانوا يقدمون على مثل هذا العمل وهم يوصدون الابواب ولا يظهرون خيفة من اليهود . ثم نقول ان كان سمعان سرق جسداً ميتاً فكيف رضي ان يموت مصلوباً بعكس عادة المصلوبين لاجل جسد ميت . وكذلك كيف يعقل ان يرتضى باقي التلاميذ ان يتعذبوا باشد العذابات لاجل انسان ميت سرقوه هم وادعوا انه قام . 

تفسير (متى28: 14): واذا سمع ذلك عند الوالي فنحن نستعطفه ونجعلكم مطمئنين .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " وَإِذَا سُمِعَ ذٰلِكَ" ذٰلِكَ أي أنكم كنتم نياماً وقت الحراسة القصة التى إخترعوها ليبرروا عدم وجود جثة بقبر المسيح .
2) " عِنْدَ ٱلْوَالِي"  ٱلْوَالِي أي بيلاطس
3) " نَسْتَعْطِفُهُ " الأرجح أنهم اعتمدوا أن يرشوه لأنه كان مشهوراً بحب الرشوة، فوعدوهم بعد أن رشوهم بأن يرضوا ببلاطس بالمال حتى يعفو عن الحراس ويصفح عما ارتكبوه من مخالفتهم القوانين العسكرية، إن بلغه خبر نومهم. ولكن لا دليل على أن بيلاطس سأل عن هذا الأمر.
4) " وَنَجْعَلُكُمْ مُطْمَئِنِّينَ " أن يغفو الحرس الروماني في مخافر الحراسة كان خطأ فادحاً، وأحياناً يُعاقب بالإعدام كان الرؤساء مستعدين أن يعدوا الحراس بكل شيء في سبيل أن يغيروا شهادتهم بالواقع.

تفسير (متى28: 15): فأخذوا الفضة وفعلوا كما علموهم . فشاع هذا القول عند اليهود الى اليوم.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فَأَخَذُوا ٱلْفِضَّةَ وَفَعَلُوا كَمَا عَلَّمُوهُمْ، فَشَاعَ هٰذَا ٱلْقَوْلُ عِنْدَ ٱلْيَهُودِ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ"
إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ أي اليوم الذي كتب فيه متّى بشارته، والسؤال متى كتب متى الإنجيل؟ من العلاقة بين مت ٢٤ ودمار أورشليم عام ٧٠؟ أجزاء من متى تدل على أن نظام الذبائح كان لا يزال يمارس  في مكانه بالهيكل ( من 5: 23- 24) (مت 12: 5- 7) ( مت 17: 24- 27) ( مت 26: 60- 61) وهذا يعنى أن أنجيل منى كتب قبل سنة 70 أى قبل أن يدمرة القائد الرومانى تيطس وتتشير دراسات الحديثة أن كتابة إنجيل متى كان عام ٥٠.ولكن يعتقد العديد من الدارسين أن الأناجيل الأربعة مرتبطة بالمراكز الجغرافية للمسيحية أكثر منها إلى الكتاب التقليديين. ربما كُتب متى من أنطاكية السورية، بسبب المسائل الكنسية اليهودية/الأممية الواردة فيه، ربما حوالي العام ٦٠ أو على الأقل قبل عام ٧٠

وكان ذلك بعد حوالى 20- 30 سنة للقيامة، لأن اليهود كانوا وقتئذٍ يعتقدون صدق ذلك الخبر الكاذب، وما زالوا يصدقونه إلى الآن، مع أنه قد مرَّ عليه أكثر 20 قرنا من الزمان . 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

( اذا سمع هذا ) اي بان نحن علمناكم ان تقولوا ان تلاميذه سرقوه . ان اليهود الذين آمنوا بربنا رفضوا هذا الكلام رفضاً باتاً واما الاعداء فادعوا به مع ان الامر مؤكد ان سيدنا قد قام حقاً لان اثنين وسبعين امة تعترف بقيامته . ثم ان المسيح قام في يوم الاحد لان في يوم الاحد خلق المخلوقات وفيه كان يجب ان يجددهم . وفي شهر نيسان صارت القيامة لانه الشهر الاول للسنة اليهودية . ولسائل لماذا مكث في القبر ثلاثة أيام ؟ الجواب لان في اليوم الاول طهر آدم وكل جنسه من الخطيئة وفي اليوم الثاني طهر جنس النساء وفي اليوم الثالث قتل الشيطان الذي ما اراد ان يخلص من الخطيئة ونقض سلطته وأخرب خزائنه .

يجب ان نفحص عن كيفية الثلاثة الايام التي مكث سيدنا في قلب الارض . فقوم اعتبروا ليلة الجمعة مع ست ساعات النهار منه يوماً واحداً وثلاث ساعات الظلمة مع الثلاث الساعات التي تليها من النهار يوماً ثانياً وليلة السبت مع نهاره يوماً ثالثاً مع ان هذا التفسير الذي اعتبر فيه الظلمة ليلاً ولم يعتبر من يوم الاحد شيئاً مخالف لما تعتقده الكنيسة من ان المسيح قام يوم الاحد . وحسب غيرهم من الساعة الثالثة من يوم الجمعة الى الساعة السادسة يوماً كاملاً وثلاث ساعات الظلمة مع الثلاث ساعات التي تليها يوماً ثانياً وهذا التفسير ايضاً ملام لانه حسب الظلمة ليلاً مع ان زكريا النبي يقول ان في ذلك اليوم لا يكون ضياء وان ذلك اليوم لا يعرف عند الرب وكذلك اليونانيون والارمن الذين يعتبرون الظلمة التي حدثت وقت الصليب ليلاً وان النهار سابق الى الليل ملومون لان الكنيسة تعتبر ابتداء العيد من مساء السبت . اما نحن فنقول ان الكتاب المقدس والعادة يعتبران النهار مع الليل يوماً واحداً وان الليل سابق للنهار والدليل على ذلك ان موسى النبي أمر ان يبتدوا بعيد الفصح من عشية اليوم الرابع عشر . وان عطلة السبت تبتدئ من مساء الجمعة . فلنأت ببرهان على ذلك وهو انه اذا عمل احد عملاً في اول ساعة من يوم الاحد شمل عمله هذا الاحد كله . فتكون الايام التي مكث فيها سيدنا في القبر ثلاثة أيام وثلاث ليال فصلب يوم الجمعة فعدت الثلاث الساعات من يوم الجمعة التي دفن فيها يوماً كاملاً وذلك من باب تسمية الجزء باسم الكل . ثم اعتبرت ليلة السبت مع نهاره يوماً ثانياً والجزء من يوم الاحد الذي قام فيه يوماً ثالثاً باعتبار الجزء من الكل . وكذا ان يونان بقى في بطن الحوت في مثل الوقت الذي بقى فيه المسيح داخل القبر وفي مثل الوقت التي خرج فيها من بطن الحوت خرج المسيح من القبر اذ لم يبق يونان كذلك ثلاثة أيام وثلاث ليال كاملة في بطن الحوت وآخرون حسبوا الثلاثة ايام ابتداء من العشاء الرباني ولكن اعتبارهم هذا مردود من قول السيد لتلاميذه فلنصعد الى أورشليم وابن الانسان يسلم . فيجلدونه ويحكم عليه بالموت . فينتج مما تقدم ان المسيح لم يحسب الثلاثة الايام من وقت العشاء لكن من بعد الجلد والصلب ويتضح من قول الملاك للنسوة ( اذكرن كيف كلمكن وهو في الجليل اذ قال ان ابن البشر يسلم الى ايدي اناس خطاة ويصلب ويقوم في اليوم الثالث 24: 6و7 ) ولو قول بولس انه قام في اليوم الثالث . ومن قول ال 318 اب في الامانة انه قام في اليوم الثالث . انه يحسب من تسع ساعات الجمعة الى الساعة التي قام فيها مخلصنا من القبر ثلاثة ايام. 

تفسير انجيل متى الاصحاح الثامن والعشرون

 المسيح يظهر لتلاميذه (متى 28: 16- 20)

المسيح يظهر لتلاميذه

تفسير (متى28: 16): واما الاحد عشر تلميذاً فانطلقوا الى الجليل الى الجبل حيث أمرهم يسوع.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " وَأَمَّا ٱلأَحَدَ عَشَرَ تِلْمِيذا"  ٱلأَحَدَ عَشَرَ تِلْمِيذاً بدون يهوذا الخائن كما ذهب إلى الجليل الرسل وغيرهم لأن إقليم الجليل موطن ومسكن  واقتصر على ذكر هؤلاء لأنهم أشهر ممن سواهم من المؤمنين.
2) "ٱنْطَلَقُوا لم ينطلقوا إلا بعد نهاية عيد الفصح، فأقل ما مكثوه في أورشليم كان ثمانية أيام بعد قيامة المسيح، لأن يوحنا ذكر حضورهم هنالك في الأحد الذي قام المسيح فيه، والأحد الذي بعده (يوحنا ٢٠: ١٩، ٢٦) فَٱنْطَلَقُوا

3) " إِلَى ٱلْجَلِيلِ " أهم الأماكن التى بشر وكرز فيها المسيح إهى أقاليم الجليل ثم إقليم السامرة ثم إقليم اليهودية وعبر الردن فى منطلقة المدن العشرة . وكان يسوع قد أخبر التلاميذ قبلاً أن يذهبوا للجليل بعد قيامته وحدد لهم مكانا جبلا كانوا يلتقوا عليه كثيرابأنه سيقابلهم هناك. وهم فى طريقهم من العلية إلى جبل الزيتون فى ليلة عيد الفصح (مت ٢٦ :٣٢) 32 ولكن بعد قيامي اسبقكم الى الجليل». وكان المسيح يكلم تلاميذه عن قيامته ولأنها نبوئة فهى مختومة لا تعرف إلا إذا تحققت ولو أنهم أصغوا بانتباه لكانوا توقعوا القيامة، ولكنهم لم يفعلوا ذلك. لم يكن ذاك هو جبل الصعود. صعود يسوع حدث على جبل الزيتون بعد أربعين يوما من قيامته (لو ٢٤ :٥٠ -٥١) 50 واخرجهم خارجا الى بيت عنيا ورفع يديه وباركهم. 51 وفيما هو يباركهم انفرد عنهم واصعد الى السماء. 52 فسجدوا له ورجعوا الى اورشليم بفرح عظيم 53 وكانوا كل حين في الهيكل يسبحون ويباركون الله. امين. ( أع ١ :٤ -١١ً .) 4 وفيما هو مجتمع معهم اوصاهم ان لا يبرحوا من اورشليم، بل ينتظروا «موعد الاب الذي سمعتموه مني، 5 لان يوحنا عمد بالماء، واما انتم فستتعمدون بالروح القدس، ليس بعد هذه الايام بكثير». 6 اما هم المجتمعون فسالوه قائلين:«يارب، هل في هذا الوقت ترد الملك الى اسرائيل؟» 7 فقال لهم:«ليس لكم ان تعرفوا الازمنة والاوقات التي جعلها الاب في سلطانه، 8 لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم، وتكونون لي شهودا في اورشليم وفي كل اليهودية والسامرة والى اقصى الارض». 9 ولما قال هذا ارتفع وهم ينظرون. واخذته سحابة عن اعينهم. 10 وفيما كانوا يشخصون الى السماء وهو منطلق، اذا رجلان قد وقفا بهم بلباس ابيض، 11 وقالا:«ايها الرجال الجليليون، ما بالكم واقفين تنظرون الى السماء؟ ان يسوع هذا الذي ارتفع عنكم الى السماء سياتي هكذا كما رايتموه منطلقا الى السماء».
4) "إِلَى ٱلْجَبَلِ" لا شيء يعين لنا هذا الجبل، والمرجح أنه قرب بحر الجليل
5) " حَيْثُ أَمَرَهُمْ يَسُوعُ" (متّى ٢٦: ٣٢).ولكن بعد قيامي اسبقكم الى الجليل»
 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

لا لانهم لم يروا المسيح ولم يظهر لهم أمرهم بذلك لان اوقات كثيرة قد ظهر لهم في أورشليم سواء كان في العلية أو في غيرها ولكن أمرهم ان يذهبوا الى الجليل لكي يعلمهم الواجب عمله في تعليم الآخرين . 

تفسير (متى28: 17): ولما رأوه سجدوا له ولكن بعضهم شكوا .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " وَلَمَّا رَأَوْهُ " تشير هذه الآية على أنه كان للمسيح تلاميذ غير الأحد عشر رسولاً ، لان الأحد عشر شاهدوه قبلاً في أورشليم ونفوا شكوكهم وهم التلاميذ ١٢٠ الذين كانوا قد رأوه ثلاث مرات في أورشليم في العلية. (يوحنا ٢٠: ٢٠، ٢٧، ٢٨). 20 ولما قال هذا اراهم يديه وجنبه، ففرح التلاميذ اذ راوا الرب. 25 فقال له التلاميذ الاخرون:«قد راينا الرب!». فقال لهم:«ان لم ابصر في يديه اثر المسامير، واضع اصبعي في اثر المسامير، واضع يدي في جنبه، لا اومن». 26 وبعد ثمانية ايام كان تلاميذه ايضا داخلا وتوما معهم. فجاء يسوع والابواب مغلقة، ووقف في الوسط وقال:«سلام لكم!».

على الأرجح أنها تشير إلى العدد الأكبر من الأتباع  الذين اجتمعوا بالمسيح في الجليل (نحو ٥٠٠ )وهؤلاء ذكرهم بولس بقوله «"وَبَعْدَ ذلِكَ ظَهَرَ دَفْعَةً وَاحِدَةً لأَكْثَرَ مِنْ خَمْسِمِئَةِ أَخٍ، أَكْثَرُهُمْ بَاق إِلَى الآنَ. وَلكِنَّ بَعْضَهُمْ قَدْ رَقَدُوا." (1 كو 15: 6).من الواضح أن يسوع ظهر عن بعد وسار على مقربة منهم. كان هناك بعض الفارق في الشكل في مظهر يسوع بعد قيامته (يو ٢٠ :١٤؛ ٢١ :٤؛ لو ٢٤ :١٣ ,٣١ )
مغزى هذا هو أن المأمورية الكبرى لم تُعطى للرسل لوحدهم، ولا حتى لـ ١٢٠ تلميذا ًالذين كانوا في العلية، وليس فقط لقادة الكنيسة. بل لكل الكنيسة. إنها لكل المسيحيين، عطيت على الأقل في ثلاث مناسبات مختلفة.
١ -في العلية، مساء القيامة (لو ٢٤ :٤٦ -٤٧؛ يو ٢٠ :٢١ )
٢ -على جبل في الجليل (متى ٢٨ )
٣ -على جبل الزيتون قبيل صعوده تماماً (أع ١ :٨ )

 2) " سَجَدُوا لَهُ " كان هذا السجود عبادة روحية، وعبدوه باعتبار كونه ملكاً ومسيحاً وابن ألاب  المنتصر على الموت.(أش 32: 1) هوذا بالعدل يملك ملك ورؤساء بالحق يتراسون "
3) " وَلٰكِنَّ بَعْضَهُمْ شَكُّوا"  بَعْضَهُمْ شَكُّوا ولا نعجب من هذا الشك فإن الخبر بالقيامة كان غريباً جداً وغير منتظر، وظهور المسيح لهم كان بهيئة جديدة والأرجح أنهم نسوا قوله إنه بعد ثلاثة أيام يقوم. وكان هذا الشك وقتياً، بسبب عدم تحققهم في أول الأمر أنه هو الذي عرفوه قبل الموت، لأنه كان قد حدث بعض التغيير في منظره بعد القيامة عاق أقرب معارفه عن تحققه فوراً. وهذا ما جرى مع مريم المجدلية التي ظنته في أول الأمر البستاني (يوحنا ٢٠: ١٥)  قال لها يسوع:«يا امراة، لماذا تبكين؟ من تطلبين؟» فظنت تلك انه البستاني، فقالت له:«يا سيد، ان كنت انت قد حملته فقل لي اين وضعته، وانا اخذه». وهو ما جرى مع التلميذين اللذين ذهبا معه إلى عمواس (لوقا ٢٤: ١٦، ٣١) 16 ولكن امسكت اعينهما عن معرفته34 وهم يقولون: «ان الرب قام بالحقيقة وظهر لسمعان!»  وما جرى مع بطرس ويوحنا وغيرهما عند بحر الجليل (يوحنا ٢١: ١، ٤). 1 بعد هذا اظهر ايضا يسوع نفسه للتلاميذ على بحر طبرية. ظهر هكذا:  4 ولما كان الصبح، وقف يسوع على الشاطئ. ولكن التلاميذ لم يكونوا يعلمون انه يسوع. "  وأدت تلك الشكوك إلى التاكد من كل الأحداث فلم يتركوا لنا شكاً في صحة قيامته، لأنهم فحصوا كل شيء قبل أن يؤمنوا بالقيامة.
وقد ظهر لتلاميذه مراراً كثيرة في الأربعين يوماً التي بقي فيها على الأرض بعد قيامته لم يذكر سوى بعضها (يوحنا ٢٠: ٣٠ وأعمال ٣١) والذي ذُكر منها عشرة:
1- ظهوره لمريم المجدلية: يوحنا ٢٠ : ١٢، ١٨ ومرقس ١٦: ٩ - ٢٠
2- لبعض النساء الراجعات من القبر: متّى ٢٨: ٩، ١٠
3- لبطرس (لوقا ٢٤: ٣٤ و١كورنثوس ١٥: ٥) ولعله ظهر له بعد الظهر بقليل
4- لتلميذين منطلقين إلى عمواس (مرقس ١٦: ١٢ ولوقا ٢٤: ١٣) وكان ذلك نحو المساء.
5- لعشرة تلاميذ في أورشليم مساء يوم قيامته (لوقا ٢٤: ٣٦، ٤٢)
6- (وكانت هذه الخمسة كلها يوم قيامته في أورشليم أو بالقرب منها).
7- للأحد عشر في الأحد الثاني بعد قيامته (لوقا ٢٠: ٢٦). (وكان ذلك أيضاً في أورشليم)
8- لسبعة من الرسل على شاطئ بحر الجليل (يوحنا ٢١: ١، ٤٢).
9- لأكثر من خمس مئة أخ مع الأحد عشر رسولاً علي جبل في الجليل (متّى ٢٨: ١٦ و١كورنثوس ١٥: ٦).
10- ليعقوب (١كورنثوس ١٥: ٧).
11- لكل رسله يوم صعوده وظهر لهم أولاً في أورشليم ثم في بيت عنيا حيث صعد (لوقا ٢٤: ٥٠).

والأدلة على صحة قيامة المسيح كثيرة نقتصر على عشرة منها:
1- ظهوره مراراً بعد قيامته، فلو ظهر مرة واحدة لأمكن أن يُقال إن الذين شاهدوه توهموا. ولأنه ظهر ليس أقل من عشر مرات لم يبق في ذلك شك
2- كثرة الشهود بقيامته فلو شهد واحد إنه رآه عشر مرات لبقي باب الشك، ولكن الشهود كانوا أكثر من واحد، حتى وصل عددهم إلى أكثر من خمس مئة.
3- طول المدة التي ظهر فيها وهي أربعون يوماً، ومرات ظهوره المذكورة كانت ستاً مختلفة. وكانت قيامة المسيح موضوع حديث الرسل وتأملاتهم وصلواتهم في كل تلك المدة، فكان لهم وقت كافٍ لفحص الأمر بالتأني والتدقيق.
4- وضوح ظهوره في كل مرة، فإن منها ما كان في الصباح، ومنها ما كان في المساء، ومنها ما كان بينهما. وظهر داخل البيت، وعلي الطريق، وعلى شاطئ البحر، وعلى قمة الجبل، وفي أوقات معينة. وهذه الأحوال تمنع من الخداع.
5- تحقق المشاهدون قيامته بشهادة حواسهم، فإنهم رأوه مراراً في أيام مختلفة حتى لم يبق في نفوسهم شك في أنه هو هو. وسمعوه يتكلم، فمريم المجدلية عرفته من صوته، وسمع التلاميذ خطابه الطويل لهم. ولمسوه (متّى ٢٨: ٩ ولو ٢٤: ٣٩) وأكلوا معه فإنه تعشى مع اثنين في عمواس (لو ٢٤: ٣٩، ٤٣) وتغدَّى مع سبعة من التلاميذ عند بحر الجليل (يوحنا ٢١)
6- لم تكن قيامته منتظرة، ولو انتظرها الذين شاهدوا المسيح بعد قيامته لظنوا أن آمالهم خدعتهم وتصوراتهم زينت لهم ذلك. وتدل الأخبار على أنهم لم يصدقوها إلا بصعوبة. فليس توما وحده الذي شك فيها إلى أن التزم بقوة البيان ليؤمن بها.
7- التغيير العظيم الذي حدث في الرسل حينئذٍ، فإنهم انتقلوا من حالة اليأس إلى الرجاء ومن الجبن إلى الشجاعة، وما علة ذلك إلا صحة قيامته.
8- ختم الرسل شهادتهم بصحة القيامة بدمائهم.
9- اعتقاد كل المسيحيين من ذلك اليوم إلى هذه الساعة بصحة تلك القيامة.

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

أي توما وحده شك فانه تحقق قيامة المسيح بنظره ولمسه اياه . ان ظهورات سيدنا كانت متنوعة ولاجل ذلك كانوا يخافونه . اذاً لم يترآءى لهم كما كانوا يعهدونه . 

تفسير (متى28: 18) : فتقدم يسوع وكلمهم قائلاً . دُفع اليّ كل سلطان في السماء وعلى الارض .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

هذه الآية تصريحٍ هائل من ألآب بتتويج المسيح ملكا على السماء والأرض كإبن متوج من أبيه نال ملكوت أبدى لا ينتهى وأول أمة حكم عليها بالإدانة هى الأمة اليهودية وذلك بصلبه على خشبة وأيضا لأنهم لم يؤمنوا به وكان عنوان ملكة "يسوع ملك اليهود" (مت ١١ :٢٧)  قالت له:«نعم يا سيد. انا قد امنت انك انت المسيح ابن الله، الاتي الى العالم». ( لو ١٠ :٢٢) 22 والتفت الى تلاميذه وقال: «كل شيء قد دفع الي من ابي. وليس احد يعرف من هو الابن الا الاب ولا من هو الاب الا الابن ومن اراد الابن ان يعلن له». (  يو ٣ :٣٥) 35 الاب يحب الابن وقد دفع كل شيء في يده. ( يو١٣ :٣) 3 يسوع وهو عالم ان الاب قد دفع كل شيء الى يديه، وانه من عند الله خرج، والى الله يمضي، ( أف ١ :٢٠ -٢٢) 20 الذي عمله في المسيح، اذ اقامه من الاموات، واجلسه عن يمينه في السماويات، 21 فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة، وكل اسم يسمى ليس في هذا الدهر فقط بل في المستقبل ايضا، 22 واخضع كل شيء تحت قدميه، واياه جعل راسا فوق كل شيء للكنيسة، (  كول ١ :١٦ -١٩) 16 فانه فيه خلق الكل: ما في السماوات وما على الارض، ما يرى وما لا يرى، سواء كان عروشا ام سيادات ام رياسات ام سلاطين. الكل به وله قد خلق. 17 الذي هو قبل كل شيء، وفيه يقوم الكل 18 وهو راس الجسد: الكنيسة. الذي هو البداءة، بكر من الاموات، لكي يكون هو متقدما في كل شيء. 19 لانه فيه سر ان يحل كل الملء، ( كو ٢ :١٠؛) 10 وانتم مملوؤون فيه، الذي هو راس كل رياسة وسلطان ( ١ بط ٣ :٢٢) 22 الذي هو في يمين الله، اذ قد مضى الى السماء، وملائكة وسلاطين وقوات مخضعة له.

1) " فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلاً: "  وهذا يدل على المسيح ظهر بعيدا عنهم  لأن الظهور الفجائى يعقبه خوف فتقدم منهم أى أقترب منهم سائرا  ، فاقترب من الكل أو ممن شكوا فزال شكهم لأنهم تأكدوا أنه هو هو، كما زال شك توما كذلك في غير هذا الوقت (يوحنا ٢٠: ٢٧، ٢٨) .
2) "  دُفِعَ "  أى أوكل إلى  دُفِعَ أي من الآب إلى الابن لأنه إنسان وإله وحامل خطاياهم . والسلطان الذي دُفع إليه حينئذٍ كان له منذ الأزل باعتبار كونه إلهاً، ولكنه عندما أخلى نفسه منه عند تجسده تنازلاً ليكفر عن خطايا الناس منذ موته على الصليب وإنفصال روحه واللاهوت عن جسده واللاهوت ومدتها ثلاثة أيام ولياليهم ، وأُعيد إليه بعد قيامته. فسياسة الكون الآن في يد المسيح لإجراء عمل الفداء.

3) "إِلَيَّ " الضمير راجع إلى يسوع المسيح الإله المتجسد. وهذا مما يثبت لاهوت المسيح، لأنه من المحال أن يعطى المخلوق صفات الخالق وملكوته ، والمحدود صفات غير المحدود. وأن تلاميذه والمؤمنون به يعطيهم سلطان ان يدوسوا الحيات والعقارب وأن يستعمل البشر القوة الإلهية غير المتناهية فى عمل المعجزات .
4) " كُلُّ سُلْطَانٍ" دُفع إليه ذلك إثابةً على اتضاعه، وليمارسه لإجراء عمل الفداء (دانيال ٧: ١٣ ،١٤) .13 كنت ارى في رؤى الليل واذا مع سحب السماء مثل ابن انسان اتى وجاء الى القديم الايام فقربوه قدامه. 14 فاعطي سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبد له كل الشعوب والامم والالسنة.سلطانه سلطان ابدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض ( رومية ١٤: ٩ ) 9 لانه لهذا مات المسيح وقام وعاش، لكي يسود على الاحياء والاموات. ( أفسس ١: ١٠، ٢١ ) 10 لتدبير ملء الازمنة، ليجمع كل شيء في المسيح، ما في السماوات وما على الارض، في ذاك   21 فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة، وكل اسم يسمى ليس في هذا الدهر فقط بل في المستقبل ايضا، (فيلبي ٢: ٩، ١٠ )  9 لذلك رفعه الله ايضا، واعطاه اسما فوق كل اسم 10 لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الارض ومن تحت الارض،  (كولوسي ٢: ١٠ ) 10 وانتم مملوؤون فيه، الذي هو راس كل رياسة وسلطان ( عبرانيين ١: ٣، ٦ ) 3 الذي، وهو بهاء مجده، ورسم جوهره، وحامل كل الاشياء بكلمة قدرته، بعد ما صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا، جلس في يمين العظمة في الاعالي، 6 وايضا متى ادخل البكر الى العالم يقول:«ولتسجد له كل ملائكة الله».  ( عب ١٢: ٢ )  2 ناظرين الى رئيس الايمان ومكمله يسوع، الذي من اجل السرور الموضوع امامه، احتمل الصليب مستهينا بالخزي، فجلس في يمين عرش الله. ( ١بطرس ٣: ٢٢ ) 22 الذي هو في يمين الله، اذ قد مضى الى السماء، وملائكة وسلاطين وقوات مخضعة له.  ( رؤيا ١٧: ١٤)  14 هؤلاء سيحاربون الخروف، والخروف يغلبهم، لانه رب الارباب وملك الملوك، والذين معه مدعوون ومختارون ومؤمنون». 
5) " فِي ٱلسَّمَاءِ :"
ليرسل الروح القدس (يوحنا ١٥: ٢٦ وأعمال ١: ٥، ٨ و٢: ٤، ٣٣ و٤: ٣١)
ليرسل الملائكة (أعمال ٥: ١٩ و١٢: ٧ و٢٧: ٢٣ وأفسس ١: ٢٠، ٢٣)
ليشفع عند الآب (رومية ٨: ٣٤ وعبرانيين ٧: ٢٥)
ليسمع صلوات شعبه ويستجيبها (١يوحنا ٥: ١٤، ١٥)
6) " وعَلَى ٱلأَرْض" ليجعل عليها شعبا خاصا به يملك عليه (مزمور 76: 8- 9)، 8 من السماء اسمعت حكما.الارض فزعت وسكتت 9 عند قيام الله للقضاء لتخليص كل ودعاء الارض.سلاه. " وليفدي شعبه ويحفظهم، ويؤسس كنيسته ويعتني بها ويحميها، ويمد ملكوته في العالم.  (  ولوقا ١: ٣٢ )   32 هذا يكون عظيما وابن العلي يدعى ويعطيه الرب الاله كرسي داود ابيه  (يو ٥: ٢٢ ) 22 لان الاب لا يدين احدا، بل قد اعطى كل الدينونة للابن،  ( يو ١٧: ٢ )  اذ اعطيته سلطانا على كل جسد ليعطي حياة ابدية لكل من اعطيته. (اعمال ٢: ٣٦ )  36 فليعلم يقينا جميع بيت اسرائيل ان الله جعل يسوع هذا، الذي صلبتموه انتم، ربا ومسيحا» (١كورنثوس ١٥: ٣٧ ) 27 لانه اخضع كل شيء تحت قدميه. ولكن حينما يقول :«ان كل شيء قد اخضع» فواضح انه غير الذي اخضع له الكل   (عبرانيين ١: ٢ )  كلمنا في هذه الايام الاخيرة في ابنه، الذي جعله وارثا لكل شيء، الذي به ايضا عمل العالمين، ( عب ٢: ٨ ) 8 اخضعت كل شيء تحت قدميه». لانه اذ اخضع الكل له لم يترك شيئا غير خاضع له. على اننا الان لسنا نرى الكل بعد مخضعا له.
 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

( في الارض) هو الذي اعطاه للرسل كي يخضعوا بني البشر لعظمته وفي السماء ليبين الاماكن التي هو مسلط فيها على المكافأة وهو ذاته المكافئ لجميع المؤمنين به . ويقول الهراطقة ان قوله اعطيت تعني وجود اعلى منه وذلك يحط في مقام المسيح . فنقول ضدهم ان بولس الرسول أيضاً يقول عن المسيح انه يسلم الملك لله الآب . ومن المؤكد ان الكبير يسلم للصغير فكما ان هذا القول لا يحط من مقام الآب هكذا ولا قوله اعطيت يحط من مقام الابن وليس كمن لم يكن له شيئاً الى الآن قال اعطيت لانه قد سبق فقال كل شيء قد دفع الي من ابي . 

تفسير (متى28: 19) : فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

فى هاتين  ألايتين (مت 28: 19- 20) انتهت بشارة متّى بأمر ووعد، كلاهما أساس المسيحية . وبعد أن تحقق نصر قيامة المسيح من الموت صار على التلاميذ واجبات خطيرة يجب أن يقوموا بها بكل أمانة بقيادة راعيهم القائم من بين الأموات : ألقى عليهم مسئولية التبشير والكرازة والتعليم بعد أن دربهم المسيح قبل صلبه وقيامته وأرسلهم أثنين أثنين ليبشروا فى قرى ومدن الجليل  والسامرة ويهوذا وأن يتلمذوا الناس بالتعليم الصحيح قبل أن يعمدوهم بهذا الإيمان
1) " فَٱذْهَبُوا"(مرقس ١٦: ١٥ ) هذا اسم فاعل ماضي نلقص مبني للمجهول مستخدم كفعل أمر. هذا لا يجب أن يُفسر بالمعنى "طالما أنكم ذاهبون" لأن هذا سيترجم أمر مضارع وليس ماضي ناقص. "اذهبوا" ربما كانت الخيار الأكثر دقة. جميع المسيحيين يُطلب إليهم أن يكونوا شهودا ً من خلال أسلوب  حياتهم (١ بط ٣ :١٥) 15 بل قدسوا الرب الاله في قلوبكم، مستعدين دائما لمجاوبة كل من يسالكم عن سبب الرجاء الذي فيكم، بوداعة وخوف "  وربما (كول ٤ :٢ -٦ ) 2 واظبوا على الصلاة ساهرين فيها بالشكر، 3 مصلين في ذلك لاجلنا نحن ايضا، ليفتح الرب لنا بابا للكلام، لنتكلم بسر المسيح، الذي من اجله انا موثق ايضا، 4 كي اظهره كما يجب ان اتكلم. 5 اسلكوا بحكمة من جهة الذين هم من خارج، مفتدين الوقت. 6 ليكن كلامكم كل حين بنعمة، مصلحا بملح، لتعلموا كيف يجب ان تجاوبوا كل واحد. " إنها أولوية. هذه هي المأمورية الكبرى- وليس الخيار الأكبر 15 وقال لهم: «اذهبوا الى العالم اجمع واكرزوا بالانجيل للخليقة كلها. )

لقاء المسيح  هنا خو إعادة ترتيب الكنيسة بعد قيامته بتعليم التلاميذ وإرشادهم عن المرحلة التالية وهى تأسيس كنيسة عالمية تحتوى كل الأمم وذلك بعد أن أخذ كل السلطان فى الأرض وفى السماء ، وأوجب عليهم أن يذهبوا غير ملتفتين إلى ضعفهم، متكلين على حضوره معهم وتقويته إياهم. ولم يقصر أمره بالذهاب على رسله ولا على من حضر وقتئذٍ من المؤمنين، بل وجَّهه إلى كل مسيحي منذ ذلك الوقت إلى نهاية الزمان، وهذا ظاهر من وعده في ع ٢٠ «هَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ». ومن الواضح أنه لا يصح قصر ذلك الوعد على من لا يعيش إلى انقضاء الدهر. ولكنه قصر الأمر المقترن بالوعد على الأحد عشر تلميذاً . وذلك ما فهمته الكنيسة من أمره واتخذته دستوراً لها وقد يقوم المبشر أو الكارز بتعميد المؤمنين فالتبشير أمر لكافة المؤمنين أما التعميد وسائر الممارسات الكنسية فيقوم بها خلفاء تلاميذ المسيح (أعمال ٨: ٤) فالذين تشتتوا جالوا مبشرين بالكلمة. (أعمال ٢: ٣٨، ٣٩ 38) فقال لهم بطرس :«توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا، فتقبلوا عطية الروح القدس. 39 لان الموعد هو لكم ولاولادكم ولكل الذين على بعد، كل من يدعوه الرب الهنا»  ( رومية ١٠: ١٨ 18)  لكنني اقول: العلهم لم يسمعوا؟ بلى! «الى جميع الارض خرج صوتهم، والى اقاصي المسكونة اقوالهم» (كولوسي ١: ٢٣ ) ان ثبتم على الايمان، متاسسين وراسخين وغير منتقلين عن رجاء الانجيل، الذي سمعتموه، المكروز به في كل الخليقة التي تحت السماء، الذي صرت انا بولس خادما له. 
2) " وَتَلْمِذُوا" هذا أمر ماضي ناقص مبني للمعلوم. كلمة "تلاميذ" كانت تعني "متعلمين". الكتاب المقدس لا يؤكد على القرارات، بل أسلوب الحياة المتميز بالإيمان. المفتاح إلى الكرازة والتلمذة. ولكن التلمذة يجب أن تبدأ باعتراف إيمان تائب ومستمر على نفس النمط فى الحياة بالمسيح فى طاعٍة لوصاياه ومثابرة.

أي ارشدوا الناس إلى معرفة الإنجيل ليصيروا مسيحيين، لا بالإجبار بل بالتعليم، لتقتنع عقولهم وضمائرهم فيقبلوا المسيح وخلاصه. والتلمذة علاقة تعليمية سلمها المسيح إلى كنيسته فقد كان يطلق عليه لقب "معلم" كنيسته. طوائف اليهود جميعها أطلقت على المسيح لقب معلم مثل الكتبة والفريسيين (مت 12: 38) حينئذ قال قوم من الكتبة والفريسيين: «يا معلم نريد ان نرى منك اية». وطائفة الهيرودسيين (مت 22: 16) فارسلوا اليه تلاميذهم مع الهيرودسيين قائلين: «يا معلم نعلم انك صادق وتعلم طريق الله بالحق ولا تبالي باحد لانك لا تنظر الى وجوه الناس" وطائفة الصدوقيين (مت 22: 24) «يا معلم قال موسى: ان مات احد وليس له اولاد يتزوج اخوه بامراته ويقم نسلا لاخيه. " وطائفة الناموسيين (لو 10: 25) واذا ناموسي قام يجربه قائلا: «يا معلم ماذا اعمل لارث الحياة الابدية؟» وأيضا تلاميذة (مر 4: 38) وكان هو في المؤخر على وسادة نائما. فايقظوه وقالوا له: «يا معلم اما يهمك اننا نهلك؟» ونيقوديموس ويوسف الرامى من مجلس السنهدرين ( يو 3: 2) هذا جاء الى يسوع ليلا وقال له:«يا معلم، نعلم انك قد اتيت من الله معلما، لان ليس احد يقدر ان يعمل هذه الايات التي انت تعمل ان لم يكن الله معه».

وجامعى الضرائب (مت 17: 24) ولما جاءوا الى كفرناحوم تقدم الذين ياخذون الدرهمين الى بطرس وقالوا: «اما يوفي معلمكم الدرهمين؟» ورئيس المجمع ( مر 5: 35) وبينما هو يتكلم جاءوا من دار رئيس المجمع قائلين: «ابنتك ماتت. لماذا تتعب المعلم بعد؟» وهناك الكثير من الايات منها من المرضى الذين يطلبون الشفاء من يسوع والجموع كانوا يطلقون على المسيح لقب معلم .. وقد اشار العهد القديم إلى الرب أنه معلم ( اي 36: 22) هوذا الله يتعالى بقدرته.من مثله معلما." وعلى المسيح قال (نش 5: 10)حبيبي ابيض واحمر.معلم بين ربوة." والكنيسة لم تؤمر لتخضع الأمم بل لتعلمهم. وسيف الروح أي كلمته هو السلاح الوحيد الذي يجب أن يستعمل لامتداد ملكوته.
3) " جَمِيعَ ٱلأُمَم" ( إشعياء ٥٢: ١٠ ) 10 قد شمر الرب عن ذراع قدسه امام عيون كل الامم فترى كل اطراف الارض خلاص الهنا (لوقا ٢٤: ٤٧ )  وان يكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الامم مبتدا من اورشليم. 

لا بد أن هذا كان تصريحاً أن اليهود لم يعودا الأمة المختارة بين الشعوب بل كل من يؤمن بيسوع هم شعب العهد الجديد وورثة العهد القديم  وتحققت دعوة الأمم لدخول فى العهد مع النبوة التى وردت فى دانيال ( دا 7: 14)  فاعطي سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبد له كل الشعوب والامم والالسنة.سلطانه سلطان ابدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض  " التي تتكلم عن ملكوت أبدي عالمي كوني (رؤ ٥) هذا عكس للأوامر السابقة ليسوع (مت ١٠ :٥ -٦ ) هؤلاء الاثنا عشر ارسلهم يسوع واوصاهم قائلا: «الى طريق امم لا تمضوا والى مدينة للسامريين لا تدخلوا. " حيث يبدأ التبشير والكرازة للشعب اليهودى ثم السامرى ثم إلى أقاصى الأرض لاحظوا عدد المرات التي تظهر فيها الكلمة الشمولية "جميع" في هذه الفقرة انظر الموضوع الخاص: مخطط الرب الأبدي الفدائي على (مت ٢٤ :١٤ )  ويكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم. ثم ياتي المنتهى. "

كان إرسال المبشرين بالإنجيل في أول الأمر إلى اليهود فقط ( ص ١٠) لأنها أصل الشجرة ولكن المسيح أطلقه هنا، فأمر بتبشير كل الناس يهوداً وأمماً. لأن الأمم طعمت على الشجرة اليهودية وهذا يناقض أراء اليهود، لأنهم اعتقدوا أن معرفة الدين الحق مقصورة عليهم، حتى أن تلاميذ المسيح توقفوا عن طاعة هذا الأمر لتعصبهم اليهودي (أعمال ١١: ٣ ) قائلين:«انك دخلت الى رجال ذوي غلفة واكلت معهم». 4( أع١٥: ٥)  ولكن قام اناس من الذين كانوا قد امنوا من مذهب الفريسيين، وقالوا:«انه ينبغي ان يختنوا، ويوصوا بان يحفظوا ناموس موسى» (غلاطية ٢: ١٢) لانه قبلما اتى قوم من عند يعقوب كان ياكل مع الامم، ولكن لما اتوا كان يؤخر ويفرز نفسه، خائفا من الذين هم من الختان.  فمضت عليهم سنون وهم يتأخرون عن التبشير للأمم مع إحتفاظ المم بهويتهم حتى ألزمهم الاضطهاد في أورشليم أن يذهبوا منها ويبشروا الأمم ولم يُقدِم بطرس على إجراء ذلك إلا برؤيا من السماء. ولم تُقدِم الكنيسة عليه إلا بشهادة بطرس لهم بتلك الرؤيا (أعمال ١٠).وتبين مما ذكر:أن المسيحية حياة وليست دينا نعيش بناموسه وقوانينه  سيكون نمط وأسلوب كل أهل الأرض، لا أحد أديانها. أن هذا الدين موافق لاحتياجات جميع الناس (رومية ١: ١٦ اي لنتعزى بينكم بالايمان الذي فينا جميعا، ايمانكم وايماني. ) (رو ١٠: ١٢)  لانه لا فرق بين اليهودي واليوناني، لان ربا واحدا للجميع، غنيا لجميع الذين يدعون به."  لهذا يجب أن تكون الكنيسة بأسرها جماعة عظيمة لنشر الإنجيل إلى أن يؤمن الناس كلهم بالمسيح.
4) " وَعَمِّدُوهُم" هذا اسم فاعل مضارع مبني للمعلوم مستخدم كفعل أمر. هذا يتوازى مع "علموا" (الآية ٢٠) الهدفان من الكنيسة هما الكرازة الذى تتكون من معلمين وتلانيذ هكذا كان المسيح . إنهما وجهان لعملٍة واحدة. لا يمكن أن يكونا منفصلين ولا يجب أن يكونا منفصلين.

هذا هو الجزء الثاني من توكيل المسيح للمؤمنين، وهو أن يعمدوا الناس إذا قبلوا تعليمهم وآمنوا بالمسيح. والتعميد هو استعمال الماء في الروحيات إشارة إلى تطهير القلب وفعل الروح القدس وختم العهد الجديد للمؤمن بالمسيح ربا وإلها ومخلصا . وأعطى الله هذا العهد أولاً لإبراهيم ونسله وكان عهد دم بالختان والذبائح وجدده المسيح بعد قيامته. فهو في العهد الجديد بدل الختان في العهد القديم، ولذلك يسمح بالمعمودية لأطفال المؤمنين كما للبالغين وعندنا أمثلة ليديا بائعة الإرجوان وحارس السجن فقد تعمدا هما وأهل بيتهما كبارا وصغارا (أعمال ١٦: ١٥ و  ٣٣).14 فكانت تسمع امراة اسمها ليدية، بياعة ارجوان من مدينة ثياتيرا، متعبدة لله، ففتح الرب قلبها لتصغي الى ما كان يقوله بولس. 15 فلما اعتمدت هي واهل بيتها طلبت قائلة: «ان كنتم قد حكمتم اني مؤمنة بالرب، فادخلوا بيتي وامكثوا». فالزمتنا... حافظ السجن "  والفرق أن الأطفال يُعلمون بعد المعمودية والبالغين قبلها. ولا بد من اقتران التعميد بالتعليم عند الإمكان.
5) " ِبٱسْمِ ٱلآبِ وَٱلابْنِ وَٱلرُّوحِ ٱلْقُدُس"هذه الوصفة التي تذكر ثلاثة أقانيم قد تعكس أش ٤٢ :١ .لاحظوا "باسم" هي في المفرد. اسم الله هو مثلث   (مت 3: 16- 17) ( يو 14: 26) ( أع 2: 32- 33 و 38- 39) ( رو 1: 4- 5) ( رو 1: 4و5) (رو 88: 1- 4) (1كور 12: 4- 6) (2كور 1: 11) (2كور 13: 14) (غل 4: 4- 6) (أف 1: 3- 14و 17) ( أف 2: 18) (أف 3: 14- 17) (أف 4: 4- 6) (1تس 1: 2- 5) (2تس 2: 13) ( تى 3: 4- 6) ( 1بط 1: 2) (يهوذا 20- 21)

اللغة العمادية الدقيقة في (أع ٢، :٣٨ ) " ،باسم يسوع"، لا يمكن أن تكون حصرية لهذا  التوبة والإيمان بيسوع   فى المعمودية هو الخلاص هو سلسلة أعمال تكون أولية ومستمرة: توبة، وإيمان، وطاعة، ومثابرة. إنها ليست وصفة ليتورجية أو إجراء أسراري. بل هى علاقة شخصية متنامية يومية حميمة مع الرب. كان هذا/ ولا يزال هدف الخلق.
تتضمن المعمودية باسم الثالوث الأقدس خمسة أمور:
1- أن الله جوهر واحد في ثلاثة أقانيم. 2- أن المعمودية بأمره وسلطانه. 3- تعهد المعتمد بخدمة الله ووقفه نفسه لتلك الخدمة. 4- الاعتراف بدين المسيح علانية. 5- الفوز بالفوائد المقترنة بالتعهد لله.
ٱلآبِ وَٱلابْنِ وَٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ الاعتماد باسم الآب إقرار بكونه خالقاً معتنياً متسلطاً دياناً محسناً تمجيده غاية الإنسان العظمى. والاعتماد باسم الابن إقرار بكونه إلهاً ونبياً وكاهناً وملكاً ووسيطاً بطاعته وموته. والاعتماد باسم الروح القدس إقرارٌ بأنه إله، وأنه يقدس وينير ويرشد ويعزي. ويقول بعض المفسرين أن الأمم محتاجين إلى أن يعتمدوا باسم الثلاثة الأقانيم الإلهية لأنهم لم يعترفوا بواحد منها في أديانهم الوثنية، ولكن اليهود الذين تنصروا في عهد المسيح لم يحتاجوا إلا أن يعتمدوا باسم المسيح، والروح القدس  لأنهم بختانهم أقروا بالآب (أعمال ٢: ٣٨  فقال لهم بطرس :«توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا، فتقبلوا عطية الروح القدس. " (أع ٩: ٤٨ و١٩: ٥ ) (رومية ٦: ٣ ) 3 ام تجهلون اننا كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته، وغلاطية ٣: ٢٧) 27 لان كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح: "
وهذه الآية من البراهين التي تثبت عقيدة الثالوث، أي أن الله واحد في ثلاثة أقانيم متساوين في الجوهر والمجد والكرامة والقدرة. وتدل على وحدانيته، بدليل القول «باسم» لا «بأسماء».
وخلاصة ما قيل في المعمودية أربعة أمور:
أنها إشارة: وهي تقوم باستعمال الماء  بالتغطيس فى الماء  ثلاث مرات. مثال دفن المسيح ودفنا معه بالمعمودية (رو 6: 4)  ،فدفنا معه بالمعمودية للموت، حتى كما أقيم المسيح من الأموات، بمجد الآب، هكذا نسلك نحن أيضا في جدة الحياة؟"  وليس بالرش أو بالسكب . والمشار إليه بذلك هو فعل الروح القدس في تطهير القلب.
الإقرار بالإيمان: فإن المعتمد يقر بإيمانه أن الله واحد مثلث الأقانيم وجحد الشيطان وكل اعماله الشريرة ، وبوظائف كل من هذه الأقانيم كما هي معلنة في الكتاب المقدس.
علامة عهد وختم له: وذلك بين الرب والإنسان. أما الرب فيتعهد بأنه يكون إلهاً للمعتمد المؤمن ولنسله. وأما الإنسان فيتعهد بالخضوع للرب إلى الأبد. رسم للدخول في كنيسة المسيح المنظورة.
 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

( كل الامم ) اي لست ارسلكم الى شعب واحد بل الى الامم جميعها وليس بعد زمان كثير لكن بعدد عشرة ايام أصعد الى ابي فارسل لكم روح القدس وهنا يوصيهم باجراء المعمودية للذين يؤمنون عن يدهم . ان مخافة الله نوعان ايمان واعمال وربنا قد اوصى بالاثنين فهنا تكلم اولاً على الامانة لانه كان مزمع ان يصعد الى السماء فاراد ان يعلمهم انه اله واحد لكن الاقانيم ثلاثة الآب والابن والروح القدس والد ومولود ومنبثق الواحد علة والاثنان معلولان كالكلمة والعقل من النفس وكالشعاع والحرارة من الشمس فكما ان الكلمة والشعاع مولودان ولادة طيعية مستمرة من النفس والشمس هكذا المسيح مولود ولادة طبيعية الهية ز اما عن العقل والحرارة فيقال عنهما انبثاق بلا انقطاع وبلا زمان ثم ان المسيح لم يأمر ان يعمدوهم باسم الله او باسم الرب لان هذه اسماء مركبة ومأخوذة من تكوين الله للخليقة . فكون الله يدين وينظر ويسرع ويحرق سمي الله . اما اسم الرب فمن الربوبية لانه رب الكل . اذاً هذه الاسماء زمنية . فالاسماء الحقيقية هما اثنان واحد في العتيقة يه يه اشرهيه خر 3 : 14 معناه واجب الوجود والثاني في الجديدة الآب والابن والروح القدس . واسم الآب والابن اشرف من والد ومولود لانه يطلق على المتنفسين . وواو العطف المعطوف على كل واحد من الاقانيم برهان على انهم متساوون في الجوهر ومميزون في الاقنومية . 

تفسير (متى28: 20): وعلموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به . وها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " وعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا " هذا اسم فاعل مضارع مبني للمعلوم مستخدم كفعل أمر. لاحظوا أن "ما نعلم" ليس حقائق ببساطة عن يسوع، بل طاعة لكل تعاليمه.النضج المسيحي يشتمل على: ١ -اعتراف إيماني تائب ٢ - حياةٌ تتشبه بالمسيح ٣ - فهٌم عقائدي متناٍم

من التعليم ما يسبق الإيمان ومنه ما يليه. فالسابق هو التلمذة كما فُهم من قوله «تلمذوا». وهذه التلمذة كانت واضحة فى الكنيسة الأولى حيث ظهر فى الخلاف الذى وقع بين تلاميذ أبلوس وتلاميذ أبولس (1كور 1: 12- 13) 12 فانا اعني هذا: ان كل واحد منكم يقول:«انا لبولس»، و«انا لابلوس»، و«انا لصفا»، و«انا للمسيح». 13 هل انقسم المسيح؟ العل بولس صلب لاجلكم، ام باسم بولس اعتمدتم؟  (1كو 3: 5) فمن هو بولس؟ ومن هو أبلوس؟ بل خادمان آمنتم بواسطتهما، وكما أعطى الرب لكل واحد: " وف هذه الآية أمر بالتعليم الذي يلي الإيمان، وهو كل ما يحتاج إليه المؤمن لبنيانه في طاعة المسيح الكاملة. والمعمودية التي تليها تلك الطاعة لا تنفع شيئاً. فإذاً وجب على المعمِّد أن يعلّم، ووجب على المعمَّد أن يتعلم ويعمل.
2) " جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ " وصايا المسيح بلا زيادة ولا نقصان هي قانون إيمان المسيحيين وأعمالهم (أعمال ٢٠: ٢٧) لاني لم اؤخر ان اخبركم بكل مشورة الله (١كورنثوس ١: ١٧)  لان المسيح لم يرسلني لاعمد بل لابشر، لا بحكمة كلام لئلا يتعطل صليب المسيح.  (1كور ٢: ٤ ) وكلامي وكرازتي لم يكونا بكلام الحكمة الانسانية المقنع، بل ببرهان الروح والقوة،  (رؤيا ٢٢: ١٨، ١٩)18 لاني اشهد لكل من يسمع اقوال نبوة هذا الكتاب: ان كان احد يزيد على هذا، يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب. 19 وان كان احد يحذف من اقوال كتاب هذه النبوة، يحذف الله نصيبه من سفر الحياة، ومن المدينة المقدسة، ومن المكتوب في هذا الكتاب "  وتلك الوصايا تتضمن تعاليم العهد القديم كما يظهر من عدة مواعظ للمسيح، ومن تعليم الروح القدس  للرسل المعلن لنا في رسائلهم. ما عدا التقليد والفتاوى التى كان يتبعها اليهود التى كان يعلم بها الكتبة والفريسيين والصدوقيين وغيرهم والتى قاومها وقام المسيح بتفنيدها
3) " وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ ٱلأَيَّامِ إِلَى ٱنْقِضَاءِ ٱلدَّهْرِ. آمِين"  هذا توكيد. الحضور الشخصي ليسوع هو دائماً مع المؤمنين.وهذا دليل على ألوهية المسيح الكائنة من الأبد إلى الأزل وبالنسبة للمؤمنين إلى إنقضاء الدهر  جاء عمانوئيل والذى يعنى وجود الرب الدائم معنا فى كل أجيالنا (مت ١ :٢٣) «هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعون اسمه عمانوئيل» (الذي تفسيره: الله معنا).(مت 18: 20)  لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم».  ويبقى. هناك علاقة بين سكنى الروح القدس وسكنى الإبن (رو ٨ :٩ -١٠) واما انتم فلستم في الجسد بل في الروح، ان كان روح الله ساكنا فيكم. ولكن ان كان احد ليس له روح المسيح، فذلك ليس له. 10 وان كان المسيح فيكم، فالجسد ميت بسبب الخطية، واما الروح فحياة بسبب البر.  (٢ كور ٣ :١٧) واما الرب فهو الروح وحيث روح الرب هناك حرية.  (غل ٤ :٦) ثم بما انكم ابناء، ارسل الله روح ابنه الى قلوبكم صارخا:«يا ابا الاب»  (فيل ١ :١٩) لاني اعلم ان هذا يؤول لي الى خلاص بطلبتكم ومؤازرة روح يسوع المسيح،  كول ١ :٢٧  الذين اراد الله ان يعرفهم ما هو غنى مجد هذا السر في الامم، الذي هو المسيح فيكم رجاء المجد. .(في يو ١٤ :٢٣ ) اجاب يسوع وقال له:«ان احبني احد يحفظ كلامي، ويحبه ابي، واليه ناتي، وعنده نصنع منزلا. " كٌل من الآب والإبن يسكن في المؤمنين. في الواقع كل الأقانيم الثلاثة في الجوهر الإلهي تتشارك في كل أحدث الفداء. من له "كل السلطة" ومن هو "معنا كل الأيام" قد أمرنا بأن نبّشر وأن نتلمذ كل الأمم (لاحظوا الإستخدامات الأربعة لـ "جميع" في المأمورية الكبرى). مع حضوره وقوته نستطيع أن نفعل ذلك.
هَا أَنَا مَعَكُمْ : الوجود الإلهى للمسيح مهنا هو الوعد الثمين المقترن بالتبشير  المناداة بإنجيله.والتعميد والتلمذة والتعليم ، وعد به تابعيه تشجيعاً لهم  نعم إنه عند صعوده ظهر لهم أنه فارقهم، لكنه أكَّد لهم هنا أنه وإن لم ينظروه يكون حاضراً معهم ليرشدهم ويحميهم ويلهمهم ويوبخهم ويؤدبهم. لأن تأسيس ملكوته في العالم يحتاج إلى وسائط كثيرة قوية، والتلاميذ قليلون ضعفاء. فوعده بأن يكون معهم أكد لهم وجود كل ما يحتاجون إليه للنجاح. ويتم قوله لتلاميذه «ها أنا معكم» بأربع طرق: 1. إرسال روحه القدوس الذي يخبرهم بكل ما له. 2. كلامه في الإنجيل. 3. اتحاده بالمؤمن في العشاء الرباني، إذ يهب له مظاهر محبته ونعمته بنوع خاص. 4. مكثه في قلوب المؤمنين.
وفي هذا الوعد : 1- البرهان على لاهوت المسيح، لأنه وعد بأن يكون مع كل تلميذ من تلاميذه إلى نهاية الزمان لأن قوله هنا لم يقتصر على الرسل لأنهم لم يبقوا إلى انقضاء الدهر، بل يعم كل المؤمنين به في كل عصر. . 2- البرهان على أن المسيح هو الرأس الوحيد للكنيسة المنظورة وغير المنظورة على الأرض وفي السماء. 3- وسر قوة الكنيسة ونجاحها هو شعورها بحضور المسيح معها
إِلَى ٱنْقِضَاءِ ٱلدَّهْرِ : هذه تشير إلى دهرين يهوديين وكانت إشارة إلى المجيء الثاني أو تحقيق ملكوت الله.( مت ١٢ :٣١ ) لذلك اقول لكم: كل خطية وتجديف يغفر للناس واما التجديف على الروح فلن يغفر للناس. 32 ومن قال كلمة على ابن الانسان يغفر له واما من قال على الروح القدس فلن يغفر له لا في هذا العالم ولا في الاتي " أي أن المسيح يكون مع تلاميذه والمؤمنين به على الأرض في الروح غير منظور إلى ذلك الوقت. لكن حضوره مع شعبه لا ينتهي بانقضاء الدهر، بل يبقى بحضوره معهم في السماء روحاً وجسداً فينظرونه كما هو (١يوحنا ٣: ٢)  ايها الاحباء، الان نحن اولاد الله، ولم يظهر بعد ماذا سنكون. ولكن نعلم انه اذا اظهر نكون مثله، لاننا سنراه كما هو. " ويمجدونه ويتمتعون به إلى الأبد.
وهذه نهاية بشارة متّى أعلن بها لليهود أن يسوع المسيح بن داود حسب نبوات العهد القديم باقتباسه ٤٥ شهادة منها. ولم يذكر صعود المسيح كما ذكره (مرقس ١٦: ١٩، ٢٠ ولوقا ٢٤: ٥٠ - ٥٣ وأعمال ١: ٩ - ١٢) لكن متّى أشار إلى ذلك الصعود في أماكن (منها متّى ٢٢: ٤٤ و٢٤: ٣٠ و٢٥: ١٤، ٣١ و٢٦: ٦٤).

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

ان المسيح يوصي رسله ان يعلموا الناس ويحثوهم على حفظ وصاياه المقدسة كقوله لا تغضب على أخيك . ومن يطلب منك فاعطه . ومن نظر الى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها ولا تحلفوا البتة . واحبوا اعداءكم . ولانه كان مزمع ان يفارقهم في تلك الساعة ويصعد الى السماء قليلاً يحزنوا قال انا معكم وقد علموا انهم لم يعودوا يرونه بالجسد الى زمان ما لكن بقوة لاهوته هو معهم ولفظة انا معكم قد قالها ايضاً للانبياء فقالها لموسى لانه كان أخرس ( خر 3 : 12 و 4 : 10 ) ولارميا لان كان حديثاً ارص 1ك6 ولحزقيل لانه يتكاسل ومع ذلك فالانبياء اعتذروا واحتجوا وأبوا ان يمضوا . فلم يعتذروا ولم يحتجوا ولم يأبوا . فيذكر لهم منتهى الدهر لانهم مزمعون ان يتنعموا عوض تنعمات العالم الفاني الذي يكابدوا فيه الاهوال بخيرات ابدية لا تزول . ثم نقول ان بقوله انا معكم اظهر لهم سلطته . ووعده هذا ليس للرسل فقط بل لجميع الذين سوف يؤمنون به لان الرسل لم يعيشوا الى منتهى الدهر اذاً وعده هذا يشمل جميع الذين يؤمنون به جيلاً بعد جيل ويكرزون بالايمان ويسيرون سيرة صالحة . والكنيسة اي الاعضاء هي جسد واحد رأسه المسيح . لفظة أمين هنا معناها الحق . ملاحظة يجب ان نعلم كم مرة ترآءى مخلصنا بعد قيامته من القبر فنقول انه ترآءى عشر مرات أولاً للمجدلية ولمريم الأخرى مت 28: 1 ثانياً للاحد عشر لما كانوا مجتمعين ( مر 16: 14 ) ثالثاً للاحد عشر كقول متى ( 28: 16 ) رابعاً لسمعان ( اكو 15: 5 ) خامساً لصحبة كليوبا . سادساً للاحد عشر لما كانوا مجتمعين كما كتب لوقا ( 24 ك 3 ) سابعاً ترآءى للمجدلية ( يو 20 : 11 – 18 ) ثامناً للتلاميذ وهم في العلية عشية الاحد ( يو 20 : 9 ) تاسعاً ترآءى في العلية ثمانية ايام ( يو 20 : 26 ) عاشراً على بحيرة طبرية لسبعة من تلاميذه لسمعان لتوما ولنتنائيل ولابني زبدى ولاثنين آخرين من التلاميذ وقد دعا يوحنا هذه المرة ثالثة بقوله ان المسيح ترآءى فيها لتلاميذه ( يو 21 : 1و4 ) ومعنى قوله هذا او انه ترآءى لهم ثلاث مرات وهم مجتمعون او انه اكل معهم ثلاث مرات والمرة الاولى التي أكل فيها معهم كانت على بحيرة طبرية والثانية هي التي اعطوه فيها جزءاً من السمك المشوي في مساء يوم الاحد اما الثالثة فغير معروفة . وقال آخرون انه اكل مرتين فقط الواحدة هي التي ذكرها لوقا . والأخرى هي التي ذكرها يوحنا في المرة الثالثة. 

 

This site was last updated 11/25/23