Home Up تزوير اللجان الكنسية عملات معدنية وورقية الجزية وعهود المسلمين فهرس تاريخ إنشاء الصحافة فهرس الأقباط وأورشليم الأقباط فى لبنان فهرس الكنيسة الكاثوليكية ف. تاريخ الكنيسة الأرمن الأرثوذكس إبادة للأرمن الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية بمصر عواصم مصر فى العصر الفرعونى الإذاعة والتلفزيون بمصر فهرس التراث القبطى أبن بطوطة والأسكندرية تاريخ صناعة العسل الأسود مشكلة صناعة الفخار بالفسطاط الفن الإسلامى المسرح المصرى جورج أبيض الاثار فى البحر الأحمر تاريخ البغاء فى مصر خريطة عثمانية لطريق الحج الأخوين وانلي فن الخيامية تاريخ السيرك فى مصر البارون إمبان وقصره إنشاء سكك حديد مصر الطوابع المصرية الأراجوز فن مصرى قديم تاريخ المسرح والسينما المصرية الحمامات الشعبية تاريخ الرياضة والكرة Untitled 2070 Untitled 2071 Untitled 2072 Untitled 2073 Untitled 2074 Untitled 2075 الجامعة العربية فهرس الأديرة والرهبنة | | حسن بك الحلو... ونعيمة عاكف... وحكايات مع السيرك جريدة وطنى 25/10/2009م إعداد/ سامية عياد عطا مهرجون... حواة... بهلوانات ... ألعاب مثيرة تخطف القلوب, وتسرق عيون مشاهديها. قفز في قلب النيران, مؤانسة الوحوش, الجميع كبارا وصغارا بشرا وحيوانات أعضاء لأغرب عائلة في تاريخ البشرية عائلة جمعت في عضويتها الإنسان والحيوان, في ألفة وصداقة قلما نجدها في عالم مضطرب ملئ بالنزاعات والخصومات. إنه عالم السيرك الذي يحوي المتعة والإثارة, ويستهدف زرع الفرحة في قلوب المشاهدين ... وليتنا جميعا كنا داخل رباط هذه العائلة وليس خارجها. تعود تسمية السيرك إلي الإنجليزي فيليب آستلي عام 1768 الذي كان يقيم استعراضات للخيول في الإسطبل الخاص به تصاحبها الموسيقي, وتوافد الناس لمشاهدتها مما جعله يقوم بإنشاء دائرة circle لإقامة تلك العروض, ثم حورت الكلمة إلي circus والتي جاءت منها كلمة السيرك, ثم ظهرت شخصية المهرج وأضيفت بعد ذلك فقرة ترويض عدد من الأسود عرفت باسم فقرة ملوك وملكات الأسود وكان المدربهاجن بانكس أول من قدمها, وبعدها ظهرت الفيلة للمرة الأولي في سيرك آستلي, أما مصر فهي أول بلد عربي عرف السيرك بشكله المعاصر, إلا أن تاريخه يعود إلي عهد القدماء المصريين وهذا ما أظهرته جدران المعابد مثل معابد بني حسين بالمنيا وتل العمارنة ووادي الملوك, ولا تزال فقرات من السيرك الفرعوني تقدم في السيرك في أنحاء العالم علي نفس الصورة التي كانت عليها في عهد الفراعنة. وكان السيرك قديما نوعين: أولا ألعاب احترافية وهي الفرقة الملكية التي كانت تخدم الفرعون وهي المجموعة الترفيهية الخاصة والتي تظهر في الحفلات الملكية مثل شم النسيم والفيضان ومنها عروض الأقزام والمهرجين ثانيا الألعاب الشعبية والتي تقدم للأطفال في الشوارع. وبعد أن توالت الحروب في مصر الفرعونية مع ضعف الأسر الحاكمة أهملت الفرق التي تقدم عروض السيرك, ثم ظهرت بعد ذلك عروض الهواة في الشوارع ومع مرور الوقت بدأت أعداد هذه الفرق في التراجع واقتصرت العروض التي يقدمونها علي المواسم والأعياد والموالد وظل الوضع هكذا حتي أواخر القرن التاسع عشر, عندما أنشأ إسماعيل سيركا في منطقة الأزبكية وذلك في عام 1869, وكان سيرك الأزبكية يقدم بين فقراته عروضا للتمثيل الصامت (البانتومايم), ولم يكن الفرق واضحا في عروض السيرك بين الألعاب وبين فنون التمثيل والموسيقي, وظل الحال كذلك حتي ظهور أول وأشهر سيرك عائلي عربي سيرك الحلو عام 1889 والذي لا يزال يقدم فنه وعروضه إلي الآن. حاول محمد علي الحلو الاستفادة من العروض الأجنبية التي كانت تقدم في عهد الخديو إسماعيل فقام بشراء فيل صغير من الفنان الإيطالي هيجيم والذي جاء لمصر ليعرض فقرات مع الأفيال والخيول, وبدأ الحلو في تدريب الفيل داخل سيركه محاكاة بالغرب وفي بداية القرن العشرين أدخلوا أسدين وهو ماساهم في الإقبال الجماهيري العريض, وهذا ما تميز به سيرك الحلو عن سيرك عاكف, الذي ظهر بعد ذلك حيث تأسس سيركه في مدينة طنطا عام 1912. علي يدي إسماعيل عاكف الذي كان مدرب جمباز في مدرسة الشرطة, وكان يقدم عروضه في خيمة, طغي علي فقراتها الطابع الاستعراضي والأكروبات دون الاعتماد علي الحيوانات , ومن هذا السيرك العائلي خرجت الفنانة نعيمة عاكف التي لمع نجمها ... ففي ملهي الكيت الكات التقطها المخرج أحمد كامل الكحلاوي وقدمها حسين فوزي للشاشة الفضية عام1949 وبرعت بحكم نشأتها في عالم السيرك, ولم يبعد من عائلة عاكف سوي إيمان عاكف فنانة الأكروبات التي عملت في بداية السبعينيات ولم تستمر سوي عشر سنوات, ثم هند عاكف لاعبة الأكروبات ولم تستمر طويلا حيث اتجهت إلي التمثيل. وظهرت عائلات أخري مثل سيرك عائلة راشد, وعائلة ياسين عبد الله والد الفنانة صابرين, وحنفي السول. أما عائلة الحلو فطبقت شهرتها الآفاق وأصبحت ذائعة الصيت, فكان السيرك يجول مختلف المحافظات ووصلت شهرته إلي الملك فاروق مما جعله يستضيف السيرك في قصره ليشاهد بنفسه أهم فقراته وقد أنبهر بها وقام بالتعرف علي كل أفراد سيرك الحلو وسلم عليهم بيديه ومنح لقب البكوية لحسن الحلو, ليصبح حسن بك الحلو وأبدي الملك فاروق استعداده لمساعدة السيرك في أي مشكلة يتعرض لها, كما بهرته الطفلة محاسن الحلو ذات الأربعة أعوام وكانت أصغر عارضة أكروبات في عالم السيرك آنذاك. تطور سيرك الحلو في فقراته التي تقدمها محاسن الحلو منذ الصغر, ثم تم إدخال العنصر الغربي فاستعانوا بإيفا الألمانية الأصل في عروض فقرة الثعابين وكان ذلك أواخر عام 1959. ومع بداية الستينيات تحمس الرئيس عبد الناصر لفكرة إنشاء سيرك قومي علي غرار السيرك الروسي الذي انبهر به, وكان السيرك الروسي المزار الأول لضيوف روسيا من الملوك والرؤساء. استقدم عبد الناصر المخرجين والمدربين من روسيا وبدأت أول مدرسة لتعليم فنون السيرك في الحديقة الخلفية لقصر عابدين فتم إنشاء خيمة للسيرك وبدأ تنفيذ المشروع عام 1962 بممارسة تدريبات شاقة, ومن أشهر المدربين الروس شراي - وكانت أول دفعة تم تدريبها تتراوح ما بين 250- 300 فرد. ودخلت عائلة الحلو السيرك القومي بدخول محمد محمد الحلو كمدرب أسود وهو الذي شهد حادثة هجوم الأسد (سلطان) عليه عام 1972 مما أدي إلي وفاته, وكان محمد الحلو قد رباه في بيته مع أولاده... ومن هذه الحادثة استلهم الأديب الراحل يوسف إدريس قصه عنوانها أنا سلطان قانون الوجود وفيها تبني تفسير الحادثة ويري أن الأسد افترس مدربه حين لمس ضعفه حيث قانون الترويض هو البقاء للأقوي. وبعد فترة دخلت محاسن الحلو مدربة للأسود ثم ابنها الفنان مدحت كوتة مدربا للأسود أيضا منذ منتصف السبعينيات. وتم إرسال البعثات للخارج لتعلم فنون السيرك, حيث أرسل محمد الحلو لروسيا لتعلم تدريب الخيول والأفيال, وإبراهيم الحلو لألمانيا لتعلم فن الأكروبات, ومحمد العشري لروسيا لتعلم تدريب اللببة. وأصبح السيرك القومي في بدايته لا يقل عن سيرك موسكو في جميع فقراته وخاصة فن الأكروبات والحيوانات وذلك في عهد وزير الثقافة الأديب الراحل يوسف السباعي. ومن أشهر المواقف الطريفة التي واجهت السيرك أنه في أواخر السبعينيات كان الفرع الآخر الذي يتم فيه تدريب الحيوانات في العباسية, وشهد السيرك خروج أسد من قفصه وقفز من سور السيرك ودخل وزارة العدل مما أدي إلي حالة من الزعر , وتم السيطرة علي الموقف حيث قامت محاسن الحلو بتخدير الأسد. كما قدمت السينما المصرية عدة أفلام عن عالم السيرك والتي تعبر عن معاناتهم ومشكلاتهم, ففي أواخر الثلاثينيات استعانت السينما بعائلة الحلو في بعض الأفلام مثل تاكسي حنطور لسامية جمال وعبد المطلب, فتاة السيرك ,أشجع رجل. وقد استطاع عاطف سالم أن يجسد هذا العالم في فيلم السيرك عام 1968 بطولة حسن يوسف وسميرة أحمد... وغيرها من الأفلام التي مازالت تمتع مشاهديها وتبهرهم بسحر عالم السيرك . |