Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

شرح إنجيل مرقس -  تفسير الإنجيل كما رواه مرقس(مر 10: 1- 27)

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
تفسير مرقس (مر 1: 1- 20)
تفسير مرقس(مر 1: 21- 45
تفسير مرقس (مر1:2- 28)
تفسير مرقس (مر 3: 1- 19
تفسير مرقس (مر 3: 20- 35
تفسير مرقس (مر4: 1- 20
تفسير مرقس (مر4: 21- 41
تفسير مرقس  (مر 5: 1-20
 تفسير مرقس  (مر 5: 21- 43
تفسير مرقس (مر6: 1- 29
تفسير مرقس (مر 6: 30- 56
تفسير مرقس (مر7: 1- 37
تفسير مرقس (مر 8: 1- 21
 تفسير مرقس  (مر 8: 22-38
تفسير مرقس  (مر 9: 1- 29)
تفسير مرقس (مر 9: 30- 50)
تفسير مرقس (مر 10: 1- 27
تفسير مرقس (مر 10: 28- 52
تفسير مرقس (مر 11: 1- 31
تفسير مرقس (مر 12: 1- 27
تفسير مرقس (مر 12: 28- 44
تفسير مرقس(مر 13: 1- 20
تفسير مرقس (مر 13: 21- 37
تفسير مرقس (مر 14: 1- 21)
تفسير مرقس(مر 14: 22- 42
تفسير مرقس (مر 14: 43- 72
تفسير مرقس (مر 15: 1- 24
تفسير مرقس (مر 15: 25- 47
تفسير مرقس (مر 16: 1- 20
Untitled 8665
خاتمة إنجيل مارمرقس

تفسير إنجيل مرقس على - مجمل الأناجيل الأربعة : الفصل21
تفسير وشرح إنجيل مرقس الإصحاح  العاشر (مر 10: 1- 27)
1. منع التطليق لغير العلة (مر 10: 1-12)
2. قبول الأطفال بالحب (مر 10 : 13-16)
3. الغني والتبعية للمسيح (مر 10: 17-27)

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 10

1. سؤال الفريسين عن الطلاق : منع التطليق لغير العلة (مرقس 10: 1-12)
تعليم يسوع عن الطلاق
راجع  (مت  19: 1-9)
تفسير (مرقس 10: 1)  1 وقام من هناك وجاء الى تخوم اليهودية من عبر الاردن.فاجتمع اليه جموع ايضا وكعادته كان ايضا يعلمهم

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
بداءة خدمة المسيح في بيرية وتعليمه في الطلاق (مر 10: 1- 12) (سنة ٢٩ ب. م)
ورد هذا التعليم عن الطلاق أيضا فى (مت 19: 1- 12)  و

١ «وَقَامَ مِنْ هُنَاكَ وَجَاءَ إِلَى تُخُومِ ٱلْيَهُودِيَّةِ مِنْ عَبْرِ ٱلأُرْدُنِّ، فَٱجْتَمَعَ إِلَيْهِ جُمُوعٌ أَيْضاً، وَكَعَادَتِهِ كَانَ أَيْضاً يُعَلِّمُهُمْ».

 وَقَامَ مِنْ هُنَاكَ
هنا تبدأ مرحلة جديدة من مراحل جغرافية الكرازة (التبشير) إذ ترك المسيح الجليل الأعلى ومن المرجح أ،ه أستقل قاربا فى نهر الأردن حتى وصل لبيرية التى هى فى شرق النهر ومكث فيها مدة ثم عبر نهر الأردن قاصدا اليهودية والعلماء يقولون أنه عبر نهر الأردن من الجليل الأعلى ةسار بمحاذاته شرقا ثم عبرنهر الأردن ليدخل تخوم اليهودية  .. لم يرجع المسيح للجليل إلا بعد قيامته
ذهب يسوع لـ بيرية عبر نهر الأردن عدة مرات كما ورد فى أناجيل مر ومتى ويوحنا  ( متّى ١٩: ١ ) 1 ولما اكمل يسوع هذا الكلام انتقل من الجليل وجاء الى تخوم اليهودية من عبر الاردن. ( يوحنا ١٠: ٤٠ ) 40 ومضى ايضا الى عبر الاردن الى المكان الذي كان يوحنا يعمد فيه اولا ومكث هناك. ( يو ١١: ٧)7 ثم بعد ذلك قال لتلاميذه:«لنذهب الى اليهودية ايضا». 
وَجَاءَ إِلَى تُخُومِ ٱلْيَهُودِيَّةِ مِنْ عَبْرِ ٱلأُرْدُنِّ ليس في الطريق المستقيمة التي تمرّ في السامرة بل في طريق تدور شرقي الأردن في أرض بيريّة. وشغل في هذا السفر من الجليل إلى أورشليم نحو ستة أشهر. وما جاء في هذا الأصحاح بعض الحوادث التي جرت وهو في بيرية. وذكرها لوقا بالتفصيل من الأصحاح العاشر من إنجيله إلى الأصحاح الثامن عشر. أكثر من ثلث إنجيل لوقا تجرى آحداثه بين الإصحاحين (مرق 9 و 10) [ مر 9: 57- 18: 14] وأيضا كما (متى 18)  و (يو 7- 11)
  وَقَامَ مِنْ هُنَاكَ وَجَاءَ إِلَى تُخُومِ ٱلْيَهُودِيَّةِ مِنْ عَبْرِ ٱلأُرْدُنِّ إن المخطوتين  RSV وASV تحويان العبارة "جاء إلى أراضي اليهودية وعبر الأردن السياق يدل على أن يسوع كان في رحلته االأخيرة إلى أورشليم. من الواضح أنه ذهب شمالا عبر السامرة، وعبر إلى الجليل، وانضم إلى الجموع الحجاج المتجهين إلى أورشليم. معظم اليهود كان يرفضون أن يمروا إلى السامرة في طريقهم إلى أورشليم، ولذلك فإنهم كانوا يعبرون إلى الضفة الشرقية من نهر الأردن (من خلال بيرية) وثم يعبرون عائدين إلى الضفة الغربية في أريحا. إن كان هذا ما حدث فعندها هذا يفسر هذه الآية الغامضة   
  فَٱجْتَمَعَ إِلَيْهِ جُمُوعٌ أَيْضاً،لأول مرة يستخدم إنجيل مرقس كلمة " الجموع بالجمع" لأنه دائما وحوالى 36 مرة أورد كلمة "الجمع" بالمفرد قد يشير هذا إلى (1) الحجاج في طريقهم إلى أورشليم لأجل العيد أو (2) المرضى، والفضوليين، ورؤساء اليهود، َ والتلاميذ. يسوع دائما كان يجتذب جمعا وحشدا
 َكَعَادَتِهِ كَانَ أَيْضاً يُعَلِّمُهُمْ». كلما كان يسوع لديه الفرصة للتعليم كان يفعل ذلك (مر 1: 21) ( مر 2: 13)  ثم دخلوا كفرناحوم وللوقت دخل المجمع في السبت وصار يعلم. (مر 4: 2) 2 فكان يعلمهم كثيرا بامثال. وقال لهم في تعليمه: ( مر 6: 2و 6و 34) 2 ولما كان السبت ابتدا يعلم في المجمع. وكثيرون اذ سمعوا بهتوا قائلين: «من اين لهذا هذه؟ وما هذه الحكمة التي اعطيت له حتى تجري على يديه قوات مثل هذه؟  6 وتعجب من عدم ايمانهم. وصار يطوف القرى المحيطة يعلم.34 فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا. (مر 12: 35)35 ثم سال يسوع وهو يعلم في الهيكل: «كيف يقول الكتبة ان المسيح ابن داود؟  ( مر 14: 49) 49 كل يوم كنت معكم في الهيكل اعلم ولم تمسكوني! ولكن لكي تكمل الكتب».
محتوى رسالة المسيح وتبشيرة  كان
-1 (توبوا وآمنوا ) مثل رسالة يوحنا المعمدان
-2 ملكوت الرب  يتم الدخول إليه بالإيمان به
-3 ملكوت الرب يغير جذريا طريقة تفكير وحياة المرء
  يُعَلِّمُهُمْ كانت جموع الحجاج تسير معه فكان ينتهز الفرصة ليعلمهم وزاد متّى على ذلك أن المسيح شفاهم (متّى ١٩: ٢) فجمع بين علاجهم الروحي وعلاجهم الجسدي. وذكر لوقا بعض ذلك التعليم ومنه مثل القاضي الظالم ومثل الفريسي والعشار ومثل الابن الضال.
رغم أن يسوع كان غائباً عن اليهودية لبعض الوقت، إلا أن شهرته سبقتْه إليه، ولجأت إليه جموعٌ من الناس على أهبة الاستعداد لسماع ما كان ليقوله. وبحسب عادته، استغل الفرصة ليعلّمهم.
تفسير (مرقس 10: 2)  2 فتقدم الفريسيون وسالوه.هل يحل للرجل ان يطلق امراته.ليجربوه.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

«٢ فَتَقَدَّمَ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ وَسَأَلُوهُ: هَلْ يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُطَلِّقَ ٱمْرَأَتَهُ؟ لِيُجَرِّبُوهُ.

مرّ شرح سؤال الفريسيين ليسوع في شأن الطلاق وجوابه لهم عليه في شرح وتفسير (متّى ١٩: ٣ - ١٢).

 

" الفِرِّيسيِّينَ " (من الآرامية הַפְּרוּשִׁים ومعناها المنعزل) الى إحدى قيادات اليهود الدينية : الفريسيين والصدوقيين والأسينيين والهيرودسيين والكتية .. ألخ ، وكانت فئة الفريسيين أكثرهم إنتشارا وسلطة ولكنهم أضيقهم رأياً وتعليماً (اعمال الرسل 26: 5). فقد حصر الفريسيُّون الصلاح في طاعة الناموس فجاءت ديانتهم ظاهرية وليست قلبية داخلية. وقالوا بوجود تقليد سماعي عن موسى تناقله الخلف عن السلف. وزعموا أنه معادل لشريعته المكتوبة سلطة أو أهمّ منها. فجاء تصريح المسيح بأن الإنسان ليس ملزماً بهذا التقليد (متى 15: 2 و3 و6).  

وَسَأَلُوهُ: هَلْ يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُطَلِّقَ ٱمْرَأَتَهُ؟ لِيُجَرِّبُوهُ. إنجيل متى يضيف إليها إضافة جديدة (مت 19: 3)  : " أن يطلق إمرأته لكل سبب"  وهذه الإضافة لها معننى فى موضوع الطلاق لأن الناموس فى  (تث 14: 1) يعطى الحل للطلاق من أجل الزنى فأصبح سؤال الفريسيين محرج (لكى يحرجوا المسيح ويجربوه) بأن يكون : " الطلاق لكل سبب" !!! 

ومن المعروف أن الرابى هلليل صرح بالطلاق لأتفه الأمور (إذا كانت لا تعرف أن تطبخ) إذن فالكلام عن الطلاق شائك من كل جانب .. جانب علماء اليهود .. وجانب جانب هيرودس إذا فقد حضروا له سؤالا خطرا محبوكا مسبقا إحراجة ووضعه فى موقف عدائى مع هيرودس ويظهروا المسيح للشعب على أنه لا يعرف ما شرعة موسى ولا فتاوى وتحليل الراباى هلليل ويضاف
الطلاق مشكلة المشاكل فى جميع العصور التى تواجهها المجتمعات فالزواج هو لتكاثر الجنس البشريى وتكوين أسرة  التى هى نواة المجتمع لتربية أجيال جديدة أما الطلاق فعو تفكيك هذه النواة وتشتيت للأسرة والأولاد الناتجين من الزواج والإقدام على  الطلاق فى المسيحية يحدث لعدة أسباب منها ضعف الخدمة الكنسية فى مدايرس الأحد والتربية فى البيت وهشاشة البناء الأخلاقى والنفسى لإنسان هذا الزمان بالإضافة لعامل الإضهاد الإسلامى الذى يقتنص المسيحييات لتدمير المسيحية ، أما الزنا فهو مشكلة الإنسان منذ البدء وقد وضعت العديد من الوصايا والقوانين للطلاق والزنا وكسرت الوصايا من أجل الطلاق والزنا

لم يكن سؤال الفريسيين عن نية حسنة. ما كانوا يبحثون عن تعليم يتعلق بهذه المسألة، بل فرصة ليتهموه رسمياً. ولو أمكنهم لكانوا يودون أن يُظهروه كمعلّم خطر غير موثوق وهرطوقي منشق يعطي تعاليم مخالفة لناموس موسى.

 وضمن متّى في جواب المسيح للفريسيين ما ذكره مرقس في (مر 10: 11 و 12)  من أنه قاله للتلاميذ خاصة.

   ورد فى أنجيل مرقس (مرقس 10: 2- 12) ومتى   (مت  19: 1-9) مجموعة من المجادلات مع الكتبة والفريسيين حول الزواج والطلاق  وكان الفريسيون ينظرون الى الزواج في إطار شريعة ضيّقة محدودة، وجه  يسوع نظرهم إلى المعنى العميق للزواج إلى أن الزواج هو  عهد حب لا طلاق فيه ولا رجعة وضعه الرب منذ خلقه لآدم وحواء ويدوم حتى الموت.
  هَلْ يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُطَلِّقَ ٱمْرَأَتَهُ؟  أمَّا عبارة "هَل يحِلُّ لِلزَّوجِ أَن يُطَلِّقَ امَرأَتَه" فتشير الى سؤال في موضوع الطلاق حول مشكلة تطبيق القاعدة المنصوصة عليها في سفر تثنية الاشتراع "إِذا اتَخَذَ رَجُلٌ اَمرَأَةً وتَزَوَّجَها، ثُمَّ لم تَنَلْ حُظْوَةً في عَينَيه، لأَمرٍ غَيرِ لائِق وجَدَه فيها، فلْيَكتبْ لَها كِتابَ طَلاقٍ وُيسَلِّمْها إِيّاه ويصرِفْها مِن بَيته" (تثنية الاشتراع 24: 1).1 اذا اخذ رجل امراة وتزوج بها فان لم تجد نعمة في عينيه لانه وجد فيها عيب شيء وكتب لها كتاب طلاق ودفعه الى يدها واطلقها من بيته 2 ومتى خرجت من بيته ذهبت وصارت لرجل اخر "

لاحظوا أن سؤال الفريسيين هو عن الطلاق، وليس عن الزواج مجددا َوأيضا لاحظوا أن يسوع يجيب على السؤال المحدد. يسوع لا يناقش هذا الموضوع في بيئة محايدة.  ان الشريعة سمحت بالطلاق. ولكن ما هي الحالات التي يُسمح بها بالطلاق؟ ينص التشريع الموسوي على انه يجوز للزوج ان يعطي زوجته كتاب طلاق إذا ما وجد فيها شيئا لا يليق، ولكن السؤال ما هو هذا الشيء الي لا يليق. فقد كانت هناك مدرستان رئيسيتان لهما آراء متعارضة في قضية الطلاق: مدرسة الرابي هليّل سمحت بالطلاق "لأَيَّةِ عِلَّةٍ كانت" (متى 19: 3).3 وجاء اليه الفريسيون ليجربوه قائلين له: «هل يحل للرجل ان يطلق امراته لكل سبب؟» أمَّا مدرسة الرابي شمَّاي، فهي متشددة  فكانت لا تسمح بالطلاق إلا في حالة الخيانة الزوجية فقط. فأين يقف يسوع؟ فالطلاق موجود في شريعة العالم اليهودي. لكن الى اي حدٍ يُسمح به؟ أمَّا عبارة " يُطَلِّقَ امَرأَتَه" فتشير الى الانحلال من قيد الزواج وفك الروابط الزوجية.

هؤلاء الفريسيون يحاولون أن يوقعوه المسيح شرك لكي يُعزل عن (1) أتباع هلليل، الذين كان لديهم موقف  متحرر من الطلاق. تتوسع في السؤال ليشمل سبب الطلاق أو (2) ألن هيرودس أنتيباس قد تطلق هذا السؤال جاء بعد أن قطع هيرودس رأس يوحنا المعمدان لأنه كان يوبخة من أجل أنه طلق إمرأته (بنت الحارث العربى) وتزوج هيروديا روجة أخية هيرودس فيلبس فهذا السؤال إذا يضع المسيح فى موقف عداء مع هيرودس هيرودس أنتيباس أى لكى يصطادوا المسيح بكلمة (مر 6: 17- 20)17 لان هيرودس نفسه كان قد ارسل وامسك يوحنا واوثقه في السجن من اجل هيروديا امراة فيلبس اخيه اذ كان قد تزوج بها. 18 لان يوحنا كان يقول لهيرودس: «لا يحل ان تكون لك امراة اخيك!» 19 فحنقت هيروديا عليه وارادت ان تقتله ولم تقدر 20 لان هيرودس كان يهاب يوحنا عالما انه رجل بار وقديس وكان يحفظه. واذ سمعه فعل كثيرا وسمعه بسرور.  (3) موقف المسيح أمام تشريع موصى (4) وبهذا يظهر أمام الجموع عدم معرفته بالشريعة ولا بتعاليم الراباى هليل هذا السؤال الخطير يصنف مع سؤالهم السابق عندما قدموا له دينار وقالواله هل نعطى جزية لقيصر أم لا ... حتى يوقعوه بكلمة ويشتكوه ويتهموه أنه متمرد ضد حكم الإمبراطورة الرومانية

الكلمة "شرعا " (ليست موجودة في الترجمة العربية) تشير إلى أن الناموس الموسوي أو التقاليد الرابية (التلمود). في إجابته يقتبس يسوع مقطعا من التثنية

   لِيُجَرِّبُوهُ هذه الكلمة periazō لها دلالة الإختبار مع نزعة إلى التدمير (مر 8: 11) (مر 10: 2) ( مر 12: 15)؛ راجع (مر 1: 13) . هذا السؤال قُصد به أن (1) أن يستقطب كلا من الشعب والرابيين إلى أفكار المدرستين الرابيتين اللتين هما شماي (المحافظة) وهلليل (الليبرالية) و(2) أن يثير غضب هيرودس أنتيباس

    أمَّا عبارة ليجربوة أى "لِيُحرِجوه" باليونانية ἐπηρώτων αὐτὸν (معناها ليمتحنوه بسوء نيَّة لِيُحرِجوه) فتشير الى الفريسيين الذين يريدون ان ينصبوا فخا ليسوع (مرقس 8: 11). وسؤال الفريسيين للمسيح موجّه ضد هيرودس انتيباس وهيروديا. فهيرودس كان قد طلق امرأته بنت الحارث ليتزوج بامرأة أخيه فيلبس (مرقس 6: 17-28). فلو منع المسيح الطلاق لاشتكوه لهيرودس فيقتله كما قتل المعمدان. ولو سمح المسيح بالطلاق لكان أقل من يوحنا المعمدان جرأة في الشهادة للحق. ولكن يسوع استخدم هذه الفرصة ليُبيِّن قصد الله في الزواج. استفاد يسوع من اسئلتهم المغلَّفة ليقدِّم تعليما لتلاميذه.

كان موضوع الطلاق في أيام المسيح موضوع جدال وحوار حول نص التشريع الموسوي "إِذا اتَخَذَ رَجُلٌ اَمرَأَةً وتَزَوَّجَها، ثُمَّ لم تَنَلْ حُظْوَةً في عَينَيه، لأَمرٍ غَيرِ لائِق وجَدَه فيها، فلْيَكتبْ لَها كِتابَ طَلاقٍ وُيسَلِّمْها إِيّاه ويَصرِفْها مِن بَيته"(تثنية الاشتراع 24: 1-4). نظمت الشريعة ممارسة الطلاق لكنها لم تحدد أي "عيب" يسمح للرجل بطلاق امراته. فالنص يجيز للزوج ان يعطي زوجته كتاب طلاق إذا ما وجد فيها شيئا لا يليق. ولكن السؤال: ما هو هذا الشيء الذي لا يليق؟ فسأل الفريسيون المسيح في الطلاق لأنهم منقسمون فيه بين تيارين او مدرستين من مدارس الربانيين: هليل وشمّاي. فمدرسة هليل سمحت بالطلاق لأجل كل علة. وأمَّا مدرسة شمّاي فلا تسمح بالطلاق إلا في حالة خيانة زوجية.
أوضح يسوع لتلاميذه على انفراد ان الرجل والمرأة في موضوع الزواج متساويان. إذ قال "مَن طَلَّقَ امرَأَتَه وتَزَوَّجَ غَيرَها فقَد زَنى علَيها وإِنْ طَلَّقَتِ المَرأَةُ زَوجَها وتَزَوَّجَت غَيرَهُ فقَد زَنَت" (مرقس 10: 11-12). إن المرأة تبدو كشيءً خاصٍ بالرجل (خروجٍ 20: 17) فتكون هي وهو واحداً في أمانة متبادلة (تكوين 2: 23 24). ويكشف يسوع هنا عن كل أبعاد الأمانة الزوجية (متى 5: 27-28) بحيث تُلزم الرجل إلزامها للمرأة (مرقس 10: 11)، وتربط الزوجين برباط غير قابل للانفصام (متى 19: 6).
ويُقدِّم الأنبياء العهد الذي يجمع بين الإنسان والله برباط حب أمين، تحت رمز زواج غير قابل للفسخ (هوشع 2:4). فلا يجوز للرجل ان يطلق امرأته كما كانت العادة المتبعة في العالم اليهودي. "مَن طَلَّقَ امرَأَتَه وتَزَوَّجَ غَيرَها فقَد زَنى علَيها" (مرقس 10: 11)؛ كذلك لا يجوز للمرأة ان تطلق زوجها كما كانت العادة في بعض الأوساط غير اليهودية "إِنْ طَلَّقَتِ المَرأَةُ زَوجَها وتَزَوَّجَت غَيرَهُ فقَد زَنَت" (مرقس 10: 12) كما فعلت هيروديا ابنة ارسطوبوليس، حفيدة هيرودس الكبير. اذ تزوجت هيرودس فيلبس (متى 14: 3) لكنها طلقته وتزوجت اخاه هيرودس انتيباس (متى 14: 3-10). وبعبارة أخرى، يحض يسوع الزوجين على المعاملة بالمثل. لان الرجل والمرأة يتمتعان بنفس الحقوق والواجبات، وأكد بولس الرسول انّ تعاليم يسوع تنص على وحدة الزواج وعدم الطلاق بقوله "وأَمَّا المُتزَوِّجونَ فأُوصيهم، ولَستُ أَنا المُوصي، بلِ الرَّبّ، بِأَن لا تُفارِقَ المَرأَةُ زَوجَها، وإِن فارَقَتْه فلْتَبقَ غَيرَ مُتَزَوِّجة أَو فلْتُصالِحْ زَوجَها وبِأَلاَّ يَتَخَلَّى الزَّوجُ عنِ امرَأَتِه " (1 كور 7: 10-16).

تفسير (مرقس 10: 3)  3 فاجاب وقال لهم بماذا اوصاكم موسى.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٣ فَأَجَابَ: بِمَاذَا أَوْصَاكُمْ مُوسَى؟


تشير عبارة " بِماذا أَوصاكم مُوسى؟" الى سؤال يسوع للفريسيين عن وصية موسى. هل هناك وصية من موسى. حين قدم لهم يسوع السؤال تركهم يجاوبون ليرد عليهم من إجابتهم عينها
 لكى يخرج معلوماتهم عن شريعة موسى التى يريدون أن يناقشوة بها ويحرجوة وهذا تفكير عدائى  على إعتبار أن المسيح قبل الناموس وعلى ذلك أصبح له الحق كمعلم أن يشرحه
تفسير (مرقس 10: 4)  4 فقالوا موسى اذن ان يكتب كتاب طلاق فتطلق.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٤ فَقَالُوا: مُوسَى أَذِنَ أَنْ يُكْتَبَ كِتَابُ طَلاَقٍ، فَتُطَلَّقُ.

 
" مُوسى " الى اسم مصري معناه ولد، ومعناه بالعبري משֶׁה أي منتشل. وهو قائد الشعب العبراني ومؤسس النظام الديني الذي يُسمَّى الآن باسمه (شريعة موسى . قد اعطى الله الناموس لموسى رأساً ثم منحه قوة على إدراك معناه واثبات فوائده بحيث صارت مبادئ ذلك الناموس قاعدة لكثير من الشرائع. وأنشأ موسى ناموس الوصايا الجسدية أمَّا يسوع فقد وهب ناموس الحياة الروحية. أمَّا عبارة “أذن" والتى تعنى رَخَّصَ فتشير الى سماح او إجازة او الترخيص أي الإعفاء، والاعفاء لا يلغي الشريعة الأساسية.
فالفريسيون يتكلمون عن ترخيص من موسى ويسوع يجيبهم أنها مجرد ترخيص وليس وصية. أعلن يسوع ان الطلاق هو ترخيص وليس وصية في الشريعة. سمح الله بالطلاق لشر الناس، فلم يكن الطلاق مقبولا، ولكنه تقرر لحماية الشريك المظلوم في موقف سيئ. أمَّا عبارة "أَن يُكتَبَ لَها" فتشير الى موسى الذي لم يرخص بالطلاق إنما رخص أن يكتب كتاب طلاق فتطلق الزوجة بموجبه، وهنا يوجد فرق بين التعبيرين، فإن الترخيص بالطلاق يجعل منه أمرًا سهلًا، أمَّا كونه يرخص بكتابة كتاب الطلاق أولًا، فيعني ذلك أن الرجل قبل أن يطلق امرأته يلزمه أن يذهب إلى أحد الكتبة ليكتب له كتاب الطلاق، وكان يلزم أن يكون هؤلاء الكتبة من العكماء  يباحثونه الأمر، ويهدئون من غضبه ما استطاعوا ويلجئون إلى كبار عشيرته أو سبطه إن احتاج الأمر، فيلطفون من الموقف، محاولين مصالحة الرجل مع امرأته. بل ربما كان الرجل وهو يكتب كتاب طلاق لزوجته ويعرف أن بهذا الكتاب ستصير لآخر، يرجع عن فكرة الطلاق.
أَنْ يُكْتَبَ كِتَابُ طَلاَقٍ، ". الإقتباس هو من (تث 24: 1- 4) 1 اذا اخذ رجل امراة وتزوج بها فان لم تجد نعمة في عينيه لانه وجد فيها عيب شيء وكتب لها كتاب طلاق ودفعه الى يدها واطلقها من بيته 2 ومتى خرجت من بيته ذهبت وصارت لرجل اخر 3 فان ابغضها الرجل الاخير وكتب لها كتاب طلاق ودفعه الى يدها واطلقها من بيته او اذا مات الرجل الاخير الذي اتخذها له زوجة 4 لا يقدر زوجها الاول الذي طلقها ان يعود ياخذها لتصير له زوجة بعد ان تنجست.لان ذلك رجس لدى الرب.فلا تجلب خطية على الارض التي يعطيك الرب الهك نصيبا "
فأجابوا أن موسى سمح بإصدار كتاب طلاق يُدفع للمرأة غير المرغوبة وغير المحبوبة من قِبَلِ زوجها فتُطلّق.
موسى سن تشريعا خاصا ليحمى الزوجة (خر 21" 1- 11) 1 وهذه هي الاحكام التي تضع امامهم. 2 اذا اشتريت عبدا عبرانيا فست سنين يخدم وفي السابعة يخرج حرا مجانا. 3 ان دخل وحده فوحده يخرج.ان كان بعل امراة تخرج امراته معه. 4 ان اعطاه سيده امراة وولدت له بنين او بنات فالمراة واولادها يكونون لسيده وهو يخرج وحده. 5 ولكن ان قال العبد احب سيدي وامراتي واولادي لا اخرج حرا 6 يقدمه سيده الى الله ويقربه الى الباب او الى القائمة ويثقب سيده اذنه بالمثقب.فيخدمه الى الابد. 7 واذا باع رجل ابنته امة لا تخرج كما يخرج العبيد. 8 ان قبحت في عيني سيدها الذي خطبها لنفسه يدعها تفك.وليس له سلطان ان يبيعها لقوم اجانب لغدره بها. 9 وان خطبها لابنه فبحسب حق البنات يفعل لها. 10 ان اتخذ لنفسه اخرى لا ينقص طعامها وكسوتها ومعاشرتها. 11 وان لم يفعل لها هذه الثلاث تخرج مجانا بلا ثمن "
هذا الإجراء القانونى للطلاق
فتشير الى عادة اليهود أن يُعطي الزوج زوجته التي يريد طلاقها كتابًا يشير فيه إلى تاريخ الطلاق وموضوعه وسببه ويسمح لها بالزيجة بِمْن شاءت على ما ورد في الشريعة "إِذا اتَخَذَ رَجُلٌ اَمرَأَةً وتَزَوَّجَها، ثُمَّ لم تَنَلْ حُظْوَةً في عَينَيه، لأَمرٍ غَيرِ لائِق وجَدَه فيها، فلْيَكتبْ لَها كِتابَ طَلاقٍ وُيسَلِّمْها إِيّاه ولَصرِفْها مِن بَيته" (تثنية الاشتراع 24: 1). وكان يتطلب  يتطلب عدة متطلبات.
-1 أن يستغرق فترة من الزمن
-2 أن يكتبه كاهن أو لاوي.
-3 كان يتطلب على الأرجح أيضا إعادة المهر
  كان هناك أمل بأن تعطي هذه الإجراءات الزوجين فرصة للتصالح.
يجب القول أيضا أن (تث 24) كانت تفترض حق الزواج مجددا لكل من الرجل والمرأة. ولكن المقطع في التثنية في السياق لم يكن يتناول الموضوع الثقافي في الطلاق بقدر ما كان يتناول موضوع (1)  ضمان العذرية وإخلاص العروس و(2) وضع خطوط عريضة للإجراءات المحددة والحدود التي يتم وفقها تجديد الزواج.
المشكلة الحقيقية حدثت في التفسير الليبرالي لهذا المقطع من قبل مدرسة هلليل الرابية) .W .J  the  Christ of The Gospels ,by Shepherd451-457 .pp ). هذه المدرسة تمسكت بكلمة "بذاءة" وتوسعت بإطارها الزمني الأصلي ومعناها. كان الفريسيون يقتبسون فقط من موسى لكي يخدعوا يسوع. ما كانوا يسعون وراء المعلومات.

 
موسى تحت إلحاح مستوى أخلاقى متدنى وقساوة القلوب الرجال فى الناموس  صرح لهم ب طلاق على شرط واحد أن يعطى كتاب طلاق  وهو بمثابة تصريح للزواج الثانى وكان كتاب الطلاق يتم حسب تشريع خاص ولكن حتى هذا الأمر  خالفة اليهود فكان الرجل يطلق إمرأته شفهيا بقوله : " أنتى طالق" كما يفعل المسلمين بدون إعطائها كتاب طلاق الأمر الذى يجعل المرأة معلقة لا تستطيع الزواج فهى ما زالت فى عصمة رجل وبهذا يكون الرجل متزوج بزوجتين أى تعدد زوجات وهذا يعتبر شرعا زنا والمرأة إذا تزوجت برجل آخر فهى زانية لأنها ما زالت فى عصمة زوجها الأول لأنها لم تحصل على كتاب طلاق
تفسير (مرقس 10: 5)  5 فاجاب يسوع وقال لهم.من اجل قساوة قلوبكم كتب لكم هذه الوصية.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

٥ فَأَجَابَ يَسُوعُ: مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ كَتَبَ لَكُمْ هٰذِهِ ٱلْوَصِيَّةَ،


تشير عبارة "قَساوَةِ قُلوبِكم" الى إغلاق قلوبهم عن مشيئة الرب . فان موسى رخَّص ان يكتب كتاب طلاق لأجل الضعف البشري لتنظيم الطلاق في حالة المجتمع الفاسدة. وبما ان البشرية تعيش جوا من العنف منذ نوح (تكوين 6: 5-6) 5 وراى الرب ان شر الانسان قد كثر في الارض، وان كل تصور افكار قلبه انما هو شرير كل يوم. 6 فحزن الرب انه عمل الانسان في الارض، وتاسف في قلبه."،  

 قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ الكلمة الأولى من هذا المقطع "ن قساوة " باليونانية تطلق على مرض تصلب "الشرايين" سكليوزيس فأعطيت هذه الصفة للقلب الذى ما عاد يسرى فيه دم مخافة الرب  فتصلبت شراييينه الروحية (تث 10: 16) وطبعا موسى أخذ هذا الإجراء حماية للمرأة التى طلقها زوجها لأنها غير مرغوبة منه حتى لا تتحمل المزيد من المعاملات المهينة أكثر من الطلاق أو تفعل خطية أو تعنتنق ديانة أخرى (وثنيةلأنه تصرح بالطلاق والزواج) وصرح موسى بكتاب الطلاق لضمان حق المرأة إذ تخرج من بيت زوجها ومعها كتاب الطلاق فلا تحسب زانية ، فجاء المسيح ومزق كتاب الطلاق من مفهوم المسيحية لا طلاق البتة إلا لعلة الزنا / القديس بولس يشهد بذلك ويستند على وصية المسيح (1كو 7: 10 و 11)10 واما المتزوجون، فاوصيهم، لا انا بل الرب، ان لا تفارق المراة رجلها، 11 وان فارقته، فلتلبث غير متزوجة، او لتصالح رجلها. ولا يترك الرجل امراته.  "  .

ولكن لم يكن هذا أسمى ما في فكر الله بخصوص علاقة الزواج.   

  مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ  . يسوع يصف بني إسرائيل بأنهم "قساة القلب" (حز 2: 4 )  4 والبنون القساة الوجوه والصلاب القلوب انا مرسلك اليهم.فتقول لهم هكذا قال السيد الرب. (حز 3: 7)  7 لكن بيت اسرائيل لا يشاء ان يسمع لك.لانهم لا يشاؤون ان يسمعوا لي.لان كل بيت اسرائيل صلاب الجباه وقساة القلوب. . الكلمة "غليظ القلب" مرادفة لعبارة " قساة القلب ..  غلاظة القلب كانت موجودة عند معلمى اليهود الرابيون من الكتبة والفريسيين والهيرودسيين وغيرهم  (مر 3: 5) 5 فنظر حوله اليهم بغضب حزينا على غلاظة قلوبهم وقال للرجل: «مد يدك». فمدها فعادت يده صحيحة كالاخرى." وعند التلاميذ أيضا عندما أتهاهم  المسيح ماشيا على البحر عندا صرخوا لأنهم ظنوه خيالا فإضطربوا   (مر 6: 52) 52 لانهم لم يفهموا بالارغفة اذ كانت قلوبهم غليظة.  (خر 7: 14) ثم قال الرب لموسى قلب فرعون غليظ.قد ابى ان يطلق الشعب.(مر 6: 52) لانهم لم يفهموا بالارغفة اذ كانت قلوبهم غليظة. (مر 8: 17) فعلم يسوع وقال لهم: «لماذا تفكرون ان ليس عندكم خبز؟ الا تشعرون بعد ولا تفهمون؟ احتى الان قلوبكم غليظة؟ و " صلب الرقبة"  هي استعارة مرادفة (خر 32: 9) وقال الرب لموسى رايت هذا الشعب واذا هو شعب صلب الرقبة.(خر 33: 3) الى ارض تفيض لبنا وعسلا.فاني لا اصعد في وسطك لانك شعب صلب الرقبة.لئلا افنيك في الطريق.(خر 33: 5) وكان الرب قد قال لموسى قل لبني اسرائيل انتم شعب صلب الرقبة.ان صعدت لحظة واحدة في وسطكم افنيتكم.ولكن الان اخلع زينتك عنك فاعلم ماذا اصنع بك.(خر 34: 9) وقال ان وجدت نعمة في عينيك ايها السيد فليسر السيد في وسطنا.فانه شعب صلب الرقبة.واغفر اثمنا وخطيتنا واتخذنا ملكا.(تث 9: 6) فاعلم انه ليس لاجل برك يعطيك الرب الهك هذه الارض الجيدة لتمتلكها لانك شعب صلب الرقبة (تث 9: 13) وكلمني الرب قائلا.رايت هذا الشعب واذا هو شعب صلب الرقبة."

 موضوع الطلاق هو مثال جيد عن مشكلة الدليل النصي. يجب أن نسمح لكل الكتاب المقدس أن يتكلم عن كل موضوع. ليس هذا هو المقطع . الكتابي الوحيد عن الطلاق والزواج مجددا

لم يرفض يسوع  ما قاله موسى ، لأنه وضع نفسه منذ البدء كقابل للناموس ولكن مكملا له ، أو شارحا شرحا يكمل معناه ، وهنا تحول عن الناموس ومقولته التى جعلت موسى يتتهاون فى مقولة الناموس ويجعل له محرجا فقال : نعم موسى كتب هذا ، ولكن لماذا؟ وكانت الإجابة صادمة لهم زهى : " من أجل قساوة قلوبكم" وهذا يعنى أن موسى أحرج بسبب جهالة هذا الشعب لئلا يهين الناموس ويرفض العمل به فيحل غضب الرب عليهم  لقد كان طريقة قوية لتؤكد على سلطته. هؤلاء التلاميذ اليهود لا بد أنهم كانوا مندهشين جدا عرف لماذا فعل موسى أمرا يغيره أو يقلبه.

صرح موسى بالترخيص بالطلاق حماية للمرأة، أو تجنب الانحراف إلى العبادات الوثنية التي تبيح بالطلاق، لا دفعا لتكاثر الطلاق لاي سبب. الطلاق سُمح في مجتمع فقدَ رؤية إرادة الرب لترتيب رافق الضعف البشري لكي يخفِّف من قساوة نتائج الطلاق، لا لتوسيع عمليات الطلاق.

ولكن وثيقة إعطاء كتاب الطلاق الذى صرح به موسى  لا تلغي في نظر يسوع شريعة الزواج الأساسية والتي لا تزال قائمة. وحاول يسوع ان يكتشف نيّة موسى حين سمح بالطلاق في حالات شاذة، وهو توبيخ على انحلال ربط الآداب وفقدان الإحساس وإغلاق القلب وعماه عن رؤية مشيئة الرب . الطلاق هو إلتفاف الانسان حول النظام الذي وضعه الرب . أمَّا عبارة "الوَصِيَّة" فتشير الى الفريسيين يتكلمون عن وصية من موسى ويسوع يجيبهم إنها مجرد ترخيص او إعفاء، لان الوصية هي احدى الكلمات العشر (خروج 34: 28 )28 وكان هناك عند الرب اربعين نهارا واربعين ليلة لم ياكل خبزا ولم يشرب ماء.فكتب على اللوحين كلمات العهد الكلمات العشر " و (تثنية الاشتراع 4: 13).13 واخبركم بعهده الذي امركم ان تعملوا به الكلمات العشر وكتبه على لوحي حجر. "

وعموما الطلاق يهدد الحياة الشخصية وحياة الاسرة وذلك حفاظا على المجتمع وصونا له. فالطلاق يصَّعب الطريق ويخالف الشريعة الإلهية والطبيعية. وإن كان موسى قد سمح بالطلاق فملاخي النبي أعلن عن غضب الرب على من يغدر بامرأته (ملاخي 2: 14) 14 فقلتم لماذا.من اجل ان الرب هو الشاهد بينك وبين امراة شبابك التي انت غدرت بها وهي قرينتك وامراة عهدك. ". وهنا يصرح أن الرب يكره الطلاق. فالمسيح يشرح لهؤلاء القساة روح الشريعة وليس حرفه.

تفسير (مرقس 10: 6)  6 ولكن من بدء الخليقة ذكرا وانثى خلقهما الله.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

٦ وَلٰكِنْ مِنْ بَدْءِ ٱلْخَلِيقَةِ ذَكَراً وَأُنْثَى خَلَقَهُمَا ٱللّٰهُ.

 

خليقة ... KTISIS
هذه الكلمة، ktisis، تستخدم بمعان متنوعة في العهد الجديد. معجم معاني المفردات التي توضعه Louw وNida يضع االحتماالت التالية:
-1 الخلق (عملية الخلق،(مر 13: 19) (رو 1: 20- 22) (أف 3: 9)
-2 الخليقة (أي مما يُخلق حيا ، (مر 10: 6) (رو 1: 25) ( رو 8: 39) (مول 1: 15 و 23)
-3 الكون ( كل ما ُخلق، (مر 13: 19) (رو 8: 20) (عب 9: 11)
-4 التأسيس (1بط 2: 13) ( و 42 و 39) (1 بط 2: 13 و 37 و 47)
بولس يشخصن أيضا الخليقة في (رو 8: 18- 25)  إنه يصف خليقة الرب الجديدة، ودهر الروح القدس في (2كور 5: 17) (غل 6: 15)  ينبغي على المؤمنين أن يحيوا كمواطنين للدهر الجديد (رو 6: 4)

**********
 "مُن بَدْءِ الخَليقَة "تشير الى البداية، الى ارادة الله حين الخلق (تكوين 1: 27)
27 فخلق الله الانسان على صورته. على صورة الله خلقه. ذكرا وانثى خلقهم.  أى ذكرا واحدا لأنثى واحدة الجنس كان/ ولا  يزال عطية من هللا لتحقيق هدفه في أر ٍض مليئة ُْ(تك 1: 28) 28 وباركهم الله وقال لهم: «اثمروا واكثروا واملاوا الارض، واخضعوها " والتكاثر أى أن الزواج كان مخطط الرب الأصلي للخليقة أي قبل شريعة موسى. ردهم إلى الناموس الطبيعي الذي أقامه الله في بدء الخليقة. يدعونا يسوع إلى التوبة عن قساوة القلب لنستعيد بركة الخلق الأولى، بركة المصالحة بين الجنسين.

 ذَكَراً وَأُنْثَى خَلَقَهُمَا ٱللّٰهُ. .فتشير الى إعادة التعليم عن الزواج الى كرامته الأولى حيث خلق الرب  الانسان رجلا وامرأة. وهما يتحدان بحسب ما وضعه الرب فيهما من تكامل، رغم اختلافهما. يقرر هنا الرب شريعة الزوجة الواحدة، فا خلق امرأة واحدة لآدم، ولأن الله خلق امرأة واحدة لآدم، فكيف يطلقها الرجل أو يختار غيرها. ارادة الرب الأساسية تُلغي هذا الترخيص بكتاب الطلاق او السماح بالطلاق. في هذه الآية ينتقل يسوع من الكلام الذي يرخِّص بالطلاق الى الكلام الذي يقوم عليه الزواج باعتباره المثل الإلهي الأعلى للرجل والمرأة وان الرباط دائم لا يفسخ. والآن جاء السيد المسيح لا ليُقدم وصايا جديدة، إنما بالأكثر طبيعة جديدة فيها تنتزع قسوة القلب، ويُرد الإنسان إلى الحياة الأولى النقية ويعيد الى الزواج كرامته الأولى وفقا لمشيئة الخالق ومخططه حيث تقوم شريعة الزوجين الجوهرية على أساس الشركة الزواجية. وهذه الشركة هي تكامل طبيعي، وهبة الذات المتبادلة التامة، وهكذا يهب الزوجان الوجود للولد الذي هو صورة حيَّة لحبهما ورمز دائم لوحدتهما الزوجية، وإتمام مشيئة الله المنقوشة في طبيعة الرجل والمرأة منذ البدء.

تفسير (مرقس 10: 7)  7 من اجل هذا يترك الرجل اباه وامه ويلتصق بامراته.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

٧ مِنْ أَجْلِ هٰذَا يَتْرُكُ ٱلرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِٱمْرَأَتِهِ،

 

يَتْرُكُ ٱلرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ هذا اقتباس آخر من تك (مر 2: 24) إنه يظهر المعيار العالي للزواج، حتى فوق السلطة الأبوية. كان هناك ُ بفصل فكرى ضرورى عن الآباء حتى وإن لم يكن فصلا جسديا ماديا (إذ أن أجيال متعددة كانت تعيش معا )

يَتْرُكُ ٱلرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِٱمْرَأَتِهِ،  اقتباس من سفر التكوين جاء هذا القول بلسان آدم الثانى (يسوع) "ولذلِكَ يَترُكُ الرَّجُلُ أَباه وأُمَّه ويَلزَمُ امرَأَتَه فيَصيرانِ جَسَدًا واحِدًا"(2: 24). وجاء في بشارة متّى أنه كلام الله (متّى ١٩: ٤) 4 فاجاب: «اما قراتم ان الذي خلق من البدء خلقهما ذكرا وانثى؟» 5 وقال: «من اجل هذا يترك الرجل اباه وامه ويلتصق بامراته ويكون الاثنان جسدا واحدا. " وهو هنا أنه كلام يسوع ولا تناقض لأن آدم تكلم بذلك بإلهام من الرب ولأن يسوع هو الرب.

وتدل هذه العبارة على قطع العلاقة الوثيقة بالماضي وجعلها علاقة إجتماعية  لكي يؤسِّس عائلة جديدة.

 فمن أجل أن يتم سر الزواج يترك الرجل والديه ليستقل عن عائلته ويبنى أسرة جديدة. ويعلق القديس يوحنا الذهبي الفم " الله لم يربط الرجل بامرأة واحدة فحسب، وإنما أمره أيضًا أن يعتزل والديه

  وَيَلْتَصِقُ  ويَلزَمُ (باليونانية προσκολληθήσεται أي يلتصق او يتحد) بامرأته. ويظهر من هذا التعبير استحالة تحطيم الزواج (بالطلاق)، إذ يقول يلتصق". ومن هذا المنطلق نستنتج ان الرابطة الزوجية أقوى من كل الروابط العائلية ولا تفك. فإن كان الرجل لا يمكنه تغيير أباه وأمه مهما سبَّبوا له من المتاعب، فهو إذاً لا يُمكنه تغيير امرأته التي ترك أباه وأمه من اجلها بسببها. ونستنتج مما تقدَّم ان الزواج المثالي هو الزواج الذي يستمر بين الرجل والمرأة حتى الموت كما يؤكد بولس الرسول: "إِنَّ المَرأَةَ تَظَلُّ مُرتَبِطَةً بِزَوجِها ما دامَ حَيًّا، فإِن ماتَ زَوجُها أَصبَحَت حُرَّةً، لَها أَن تَتزَوَّجَ مَن شاءَت" (1 كو 7: 39). 

تفسير (مرقس 10: 8)  8 ويكون الاثنان جسدا واحدا.اذا ليسا بعد اثنين بل جسد واحد.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 ٨ وَيَكُونُ ٱلاثْنَانِ جَسَداً وَاحِداً. إِذاً لَيْسَا بَعْدُ ٱثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ.

 

 وَيَكُونُ ٱلاثْنَانِ جَسَداً وَاحِداً. هذا اقتباس أيضا من (تك 2: 24) "ولذلِكَ يَترُكُ الرَّجُلُ أَباه وأُمَّه ويَلزَمُ امرَأَتَه فيَصيرانِ جَسَدًا واحِدًا" في الزواج، الأثنان يصبحان واحدا - جسديا ، وعاطفيا ، ومن كل ناحية. هذا يظهر ديمومة الزواج في مخطط الرب . عاش موسى قبل فترةٍ طويلة عندما جرت تلك الأحداث المدونة في التكوين. في قسم الخلق الذي في التكوين  

 " جسَداً واحداً " تشيرالى كائن واحد او كيان واحد (رومة 1: 3) 3 عن ابنه. الذي صار من نسل داود من جهة الجسد"  مما يدل على حدة الغريزة التي تدفع الجنس الواحد نحو الآخر ويكمله. " وهنا أثر واضح لخلق المرأة من ضلع آدم ، فهى لحم من لحمة وعظم من ظامه فالإلتصاق بها عودة للأصل الخليقة كأن يسترد الإنسان ضلعة المفقود ،

وهذا القول بجسد واحد عودة إلى هيئة آدم الواحد الذى خلقه الرب على صورته ، وهذا معناه أن المرأة لما تتصل بزوجها ويصيران جسدا واحدا تأخذ المرأة نصيبها من صورة الرب فحنين الرأة للرجل هو حنين التزوع لصورة الله الكاملة ويثبت هذا الوضع الطبيعى للمرأة إذ خينما تتزوج برجل يكملها ترتاح إليه فى قلبها كراحة إنسان يسعى لكماله فالمرأة لسعيها للزواج برجل إنما تسعى لكمالها الذى خلقت من أجله والرجل لا يشعر بهذا ولا ينبغى أن يشعر / وإنما حينما يتزوج بإمرأة يرتاح قلبه كمن إستعاد  ضلعة المفقود كما سبق وقلنا

ولذلِكَ يَترُكُ الرَّجُلُ أَباه وأُمَّه ويَلزَمُ امرَأَتَه فيَصيرانِ جَسَدًا واحِدً" (تكوين 2: 24). ويستخدم بولس الرسول هذه الآية في رسالة الى اهل أفسس للدلالة على الزواج المسيحي " يَترُكُ الرَّجُلُ أَباه وأُمَّه ويَلزَمُ امرَأَتَه فيَصيرُ الاِثْنانِ جَسَدًا واحِدًا " (أفسس 5: 30). ومن حصل على نعمة الروح القدس في سر الزواج يضع الروح القدس الحب في قلب الزوجين، بل ويزيد هذا الحب مع الزمن طوال العُمر.

اما عبارة " جسَداً " باليونانية (σάρξ) فتشير على الشخص البشري، الذي يغمره الخالق بخيراته، وهو مع ذلك سريع العطب، وعرضة للموت كما جاء في قول اشعيا النبي "كُلُّ بَشَرٍ عُشْبٌ وكُلُّ جَمالِه كزَهْرِ البَرِّيَّة. العُشبُ يَيبَسُ وزَهرُه يَذْوي (اشعيا 40: 6). كل بشر أي كل جسد أي كل انسان، كزهر الحقل مُكلل بالعظمة ومحدود في قدرته وعدد سنيه في وقت واحد.  

تفسير (مرقس 10: 9)  9 فالذي جمعه الله لا يفرقه انسان.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

٩ فَٱلَّذِي جَمَعَهُ ٱللّٰهُ لاَ يُفَرِّقْهُ إِنْسَانٌ. .


جَمَعَهُ ٱللّٰهُ هذه حرفيا "جمعهم معا ". قد يضع البشر قوانين تنتهك هذا الترتيب الإلهي، ولكن ما من قانون أو مرسوم بشري يمكن أن يُبطل كلمةَ الله. الزواج هو شركة في الحياة. الطلاق هو أحد طرق الجنس البشري الساقط لفصل ما أسسه الرب كمعيار مجتمعي الزواج هو أساس لمجتمع راسخ مستقر،
ولا يعنى الإنفصال عن الأب والأم هو تركهم بدون معونة فى أيام عجزهم (تث 5: 16 و 33)  16 اكرم اباك وامك كما اوصاك الرب الهك لكي تطول ايامك ولكي يكون لك خير على الارض التي يعطيك الرب الهك. 33 في جميع الطريق التي اوصاكم بها الرب الهكم تسلكون لكي تحيوا ويكون لكم خير وتطيلوا الايام في الارض التي تمتلكونها ( تث 4: 40) 40 واحفظ فرائضه ووصاياه التي انا اوصيك بها اليوم لكي يحسن اليك والى اولادك من بعدك ولكي تطيل ايامك على الارض التي الرب الهك يعطيك الى الابد  ( تث 32: 47)45 ولما فرغ موسى من مخاطبة جميع اسرائيل بكل هذه الكلمات 46 قال لهم وجهوا قلوبكم الى جميع الكلمات التي انا اشهد عليكم بها اليوم لكي توصوا بها اولادكم ليحرصوا ان يعملوا بجميع كلمات هذه التوراة. 47 لانها ليست امرا باطلا عليكم بل هي حياتكم.وبهذا الامر تطيلون الايام على الارض التي انتم عابرون الاردن اليها لتمتلكوها  "
 7 "لكي تطول أيامك وتفلح في األأرض التي يعطيك إياها الرب اإلله" . هذا المثال جيد عن تفضيل المؤمن في العهد لإرادته الذاتية على إرادة الرب

  لاَ يُفَرِّقْهُ إِنْسَانٌ. هذا أمر مضارع مبني للمعلوم مع أداة نفي، والذي يعني عادة التوقف عن عم ٍل آخٍذ في الحدوث
ويعلق القديس أمبروسيوس"لمن يرغب في تطليق زوجته: إنك لا تهدم وصية سماوية، إنما تهدم عمل الله". الزواج المسيحي هو ثمرة عمل الله (متى 19: 6). وبهذا على الزوج والزوجة أن يحتملا بعضهما بثبات للحفاظ على العلاقة التي جمعها الله. فالسيد المسيح حين منع الطلاق أعطى لكل زوجين نعمة تصون البيت من الانهيار. فالزواج وثاق أبدى، لا رجوع فيه ولا طلاق. ولكن هل يصون الزوجان هذه النعمة بأن تكون لهما علاقة مع الله ويستمروا في جهادهم؟
تفسير (مرقس 10: 10)  10 ثم في البيت ساله تلاميذه ايضا عن ذلك.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
١٠ ثُمَّ فِي ٱلْبَيْتِ سَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ أَيْضاً عَنْ ذٰلِكَ،

   
إنجيل متى يذكر دهشة التلاميذ من كلام المسيح بأن الطلاق يكون بسبب الزنا فقط .(مت 19: 10) 10 قال له تلاميذه: «ان كان هكذا امر الرجل مع المراة فلا يوافق ان يتزوج!»  لقد كان لديهم فضول حول ما كانوا قد تعلموه دائما حول موضوع َ الطلاق والزواج المجدد. هذه العبارة تظهر نمط التعليم العلني العام ليسوع والتفسير الخاص الشخصي. هذا النمط يظهر كيف كانت كلمات يسوع يُساء فهمها بسهولة. هذه الجلسات الخاصة كانت فرصة لتدريب الأثني عشر في الفهم الصحيح والمنظار الجذري الجديد لملكوت الرب . يسوع كان يركز  السلطة النهائية والمطلقة على نفسه، وليس على العهد القديم (مت 5: 17- 19) 17 «لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء. ما جئت لانقض بل لاكمل. 18 فاني الحق اقول لكم: الى ان تزول السماء والارض لا يزول حرف واحد او نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل. 19 فمن نقض احدى هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس هكذا يدعى اصغر في ملكوت السماوات. واما من عمل وعلم فهذا يدعى عظيما في ملكوت السماوات." رغم أنه كان قد قد ر وأكد عادة على  العهد القديم 
تفسير (مرقس 10: 11)  11 فقال لهم من طلق امراته وتزوج باخرى يزني عليها.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
١١ فَقَالَ لَهُمْ: مَنْ طَلَّقَ ٱمْرَأَتَهُ وَتَزَّوَجَ بِأُخْرَى يَزْنِي عَلَيْهَا.

فى هاتين الآيتين أعطى المسيح العصمة لكلا الجنسين فكل من الرجل والمرأة سواء بسواء له أن يامر بالطلاق ولكن فى كلا الحالتين يحسب أنه يزنى فالطلاق أصلا محرم فى المسيحية ولكن المرأة لها حق فى الطلاق كما للرجل بمعنى أنه أعطى التساوى بين الجنسين فى حين أن القانون اليهودى أعطى للرجل فقط حق دون المرأة فليس للمرأة حق الطلاق فى القوانين اليهودية
ولهذا نجد إنجيل متى وهو إنجيل عبرانى كتب لليهود أسقط هذه الاية كلية وكتب وذكر بدلا منها عبارة : "الذى يتزوج بمطلقة يزنى "
(متى 19: 9).9 واقول لكم: ان من طلق امراته الا بسبب الزنا وتزوج باخرى يزني والذي يتزوج بمطلقة يزني».
أما إنجيل مرقس وإنجيل لوقا لم يعطوا أى إستثناء للطلاق حتى ولو بسبب الزنا !!!
والوحيد الذى أعطى الإصتثناء فى الطلاق فى الأناجيل هو إنجيل متى والسبب هو زنا أحد الطرفين (مت 5: 32) والآية التى ذكرناها سابقا )مت 19: 9) وهنا يتمسك إنجيل متى بناموس موسى بإعتبا أن المرأة غير المينة لسر الزيجة ولرجلها فهى بعملها النجس هذا تحطم سر الزيجة وتفك رباطها الإلهى المقدس وهذا الطلاق يصير حق للرجل ولكن ليس حتميا عليه إذا رأى يتركها للتوبة ولكن ليس مما قاله المسيح يعطى هذا الإستثناء فالمسيح أمر عدم الطلاق كأمر واجب النفاذ

 الطلاق بسبب زنا طرف من أطراف المتعاقدين على الزواج هو كسر لشوط العقد بأن يكونان الأثنين جسدا واحدا ودخول طرف ثالث يكسر الزواج وهى كلمة تأتى من زوج وتعنى إثنين فقط فإذا خالف متعاقدان شروط الاتفاق  وحطم أحدهما قيد الاتفاق، بلجوئه إلى حياة التعايش أو المعاشرة (مع طرف آخر)، فإن الطرف البريء يكون حراً أو مطلقاً   ولكن باستثناء هذا الخرق أو النقض لعهد الزواج لا يجوز حلُّ الرباط الزوجي إلا بالموت، كما أوضح لتلاميذه وهم في البيت من جديد، في معزل عن الجموع. أن يطلّقَ رجلٌ امرأته ويتزوج بأخرى هو زنى، وأن تُطلّق امرأةٌ زوجَها وتتزوج بآخر تصبح زانيةً.
فالزوج الذى زنت إمراته وكلقها فهو برئ وله حق الزواج بأخرى والزوجة التى طلقت زوجها لأنه زنى بأحرى فلها حق الزواج بعد الطلاق لأنها طرف برئ لم تكسر سر الزيجة
فالزواجج بعد الطلاق لأى سبب آخر غير الطلاق بسبب الزنا أى أن الزوج الذى طلق غمرأته لأنها لا تتعرف الطبخ مثلا عندما يتزوج بأخرى يزنى لأنه ليس له الحق فى الطلاق وهكذا مع المراة التى تترك زوجها لأى سبب غير الزنا إذا تزوجت بىخر تزنى !!!
تشير عبارة "مَن طَلَّقَ امرَأَتَه" الى ما يجري في العالم اليهودي حيث ان الرجل هو الذي يُعلن الطلاق، لا القضاء. أمَّا عبارة "زَنى علَيها" فتشير الى إعلان الطلاق من قبل الرجل، ولكن هذا الطلاق لا يحرِّره من شريعة الزواج الإلهية ومن موجباتها الأخلاقية. يعلن يسوع ان الطلاق غير مسموح. ولكن هناك استثناء في أنجيل متى " مَن طلَّقَ امرأَتَه، إِلاَّ في حالةِ الفَحْشاء عرَّضَها لِلزِّنى" (متى 5: 32) وربما أيضا في رسالة بولس الرسول "وإِن شاءَ غَيرُ المُؤمِنِ أَن يُفارِق فلْيُفارِق، فلَيسَ الأَخُ أَوِ الأُختُ في مِثْلِ هذه الحالِ بِمُرتَبِطَيْن، لأَنَّ اللّهَ دعاكُم أَن تَعيشوا بِسَلام" (1قورنتس 7: 15). أمَّا عبارة " زَنى علَيها " فتشير الى إقامة الرجل علاقة مع امرأة أخرى غير زوجته، وزوجته الأولى (التي طلقها) مازالت زوجته بحسب حكم الله، لذلك قال يسوع زنى عليها لأنها ما زالت زوجته. أذا سمح موسى بالطلاق، أمَّا يسوع فلا. وهكذا قطع علاقته بشريعة تتساهل مع متطلبات الملكوت (متى 5: 31).
تفسير (مرقس 10: 12)  12 وان طلقت امراة زوجها وتزوجت باخر تزني

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
١٢ وَإِنْ طَلَّقَتِ ٱمْرَأَةٌ زَوْجَهَا وَتَزَّوَجَتْ بِآخَرَ تَزْنِي»

 وَإِنْ طَلَّقَتِ ٱمْرَأَةٌ زَوْجَهَا وَتَزَّوَجَتْ بِآخَرَ تَزْنِي». هذه الترجمة تتماشى مع النصوص اليونانية االسكندرية. النصوص الغربية تقول : " أن تترك زوجها ، وليس أن تكون مطلقة أو تتزوج شخصا آخر وبذلك ترتكب الزنى". المقطع الموازي في (مت 19: 1- 12) يحذف هذه ألآية على الأرجح لأن متى، الذي يكتب إلى اليهود، ما كانت لديه حاجة ألن يشمل هذا. في اليهودية لم يكن للمرأة الحق بأن تطلق زوجها. مرقس، الذي يكتب إلى الأمميين، يدون هذا ليظهر الجانب العالمي من تعليم يسوع. هذا يركز على المساواة الشرعية القانونية للزوج والزوجة، الذي يجد انعكاسه في التشريع الروماني. هذا دليل آخر على أن مرقس قد كتب إلى الرومان. يسوع يؤيد العائلة (مر 10: 13- 16)
وَإِنْ طَلَّقَتِ ٱمْرَأَةٌ زَوْجَهَا  لم يذكر متّى هذه العبارة وليس في شريعة موسى ما يؤذن في ذلك (تثنية ٢٤: ١ - ٤). وليس هو من الأمور التي اعتادها اليهود سوى أن هيروديا طلقت زوجها فيلبس وتزوجت هيرودس أنتيباس (متّى ١٤: ٤). إنما أذنت في ذلك الشريعة اليونانية والشريعة الرومانية (١كورنثوس ٧: ١٣) وخلاصة تعليم المسيح في ما ذكره متّى ومرقس واحدة وهي:
(١) إن رباط الزيجة لا ينفك إلاَّ لعلة واحدة وهي الزنى.
(٢) إن أذن موسى للإسرائليين في الطلاق لم يكن إلا لقساوة قلوبهم ولاجتناب شرّ أعظم مع أنه لم يكن إلا إلى حين.
 
إِنْ هذه جملة شرطية فئة ثالثة تعني عملا محتملا
"
 يَزْنِي ... تَزْنِي" هذان كلاهما فعل مضارع إشاري. الصيغة من كلمة "زنى" في اليونانية السائدة كان يمكن أن تكون في الزمنَ المتوسط أو المبني للمجهول. (مت 5: 32)32 واما انا فاقول لكم: ان من طلق امراته الا لعلة الزنى يجعلها تزني ومن يتزوج مطلقة فانه يزني. " والتي تتناول نفس الموضوع، تحوي مصدر ماضي ناقص مبني للمجهول. هذا يدل على أن كل الصيغ هي مبني للمجهول. إن كان هذا صحيحا ، فإن الزنى ليس هو الطلاق والزواج المجدد، بل الإجراء القانوني لإهمال المرأة، والذي كان يصمها ثقافيا كزانيةحرفيا "تدفع لإرتكاب الزنى" ليس هذا حظرا يهوديا كتابيا كاملا على الزواج مجددا  . إنه يتعلق بالجانب اللاهوتى( هلليل زاء شماي)
" ولكن، حل عقد الزواج بين المؤمنين (الذين يقسمون باسم يسوع على أن يبقوا متزوجين) كان، ولا يزال، ليس هو المثال عند الرب. المؤمنون يُطلب إليهم أن يحافظوا على "معيار الملكوت" عال  . الطلاق هو غالبا أهون الشرين هو ليس الخطيئة التي لا تغتفر.
تشير عبارة "طَلَّقَتِ المَرأَةُ زَوجَها" الى ما كان يجري في بعض الأوساط غير اليهودية التي سمحت للمرأة بان تطلب الطلاق. إذ لم يبح القانون اليهودي للمرأة ان تطلق زوجها (تثنية الاشتراع 24: 1-4)1 اذا اخذ رجل امراة وتزوج بها فان لم تجد نعمة في عينيه لانه وجد فيها عيب شيء وكتب لها كتاب طلاق ودفعه الى يدها واطلقها من بيته 2 ومتى خرجت من بيته ذهبت وصارت لرجل اخر 3 فان ابغضها الرجل الاخير وكتب لها كتاب طلاق ودفعه الى يدها واطلقها من بيته او اذا مات الرجل الاخير الذي اتخذها له زوجة 4 لا يقدر زوجها الاول الذي طلقها ان يعود ياخذها لتصير له زوجة بعد ان تنجست.لان ذلك رجس لدى الرب.فلا تجلب خطية على الارض التي يعطيك الرب الهك نصيبا  "
 انما أذنت في ذلك الشريعة اليونانية والشريعة الرومانية فى بداية إنتشار المسيحية كان يؤمن بالمسيحية أحد طرفى الزواج فقد سمحت المسيحية بإستمرار الزواج مع أن أحدهم غير مسيحى حتى لا تتفكك الأسرة (1 كور 7: 13) 13 والمراة التي لها رجل غير مؤمن، وهو يرتضي ان يسكن معها، فلا تتركه. " وليس هي من الأمور التي اعتاد اليهود سوى ان هيروديا طلقت زوجها فيلبس وتزوجت هيرودس انتيباس، فوبَّخها يوحنا المعمدان (متى 14: 3-10). هذا النهي عن الطلاق التقليدي هو من أبرز حالات تخلِّي يسوع عن شريعة موسى. يحض يسوع الزوجين على المعاملة بالمثل. لان الرجل والمرأة يتمتَّعان بنفس الحقوق والواجبات. فلا يليق بنا أن نحطم الزواج من خلال إنكار الإيمان علانية بسبب ضيق أو اضطهاد ولا خلال سلوكنا برفض الوصية، وإلا نكون قد مارسنا طلاقًا ممقوتًا.

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 10

2. قبول الأطفال وبركته لهم (مرقس 10: 13-16)
تفسير (مرقس 10: 13)  13 وقدموا اليه اولادا لكي يلمسهم.واما التلاميذ فانتهروا الذين قدموهم.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
تقديم أولاد إلى المسيح ومباركته إياهم (مر 10: 13- 16)
«١٣ وَقَدَّمُوا إِلَيْهِ أَوْلاَداً لِكَيْ يَلْمِسَهُمْ. وَأَمَّا ٱلتَّلاَمِيذُ فَٱنْتَهَرُوا ٱلَّذِينَ قَدَّمُوهُمْ.

راجع الشرح وتفسير متى على موقعنا  (متّى ١٩: ١٣ - ١٥).
 وَقَدَّمُوا   هذا زمن ناقص. المجتمع اليهودى مثل باقى المجتمعات يهتم بالرجال اكثر من النساء والأولاد ززاضح هذا فى معجزة الخمس خبزات والسمكتين ، كيف أن التعداد أخذ ابلرجال فقط وأضيفت النساء والأولاد كنكرة بلا عدد ، وكان لا يحق للأولاد أن يحضروا المناقشات العامة ولكن هنا أراد الاباء أن يقدموا اولادهم ليأخذوا بركة من المسيح المعلم صانع المعجزات  وعندما باركهم رفع المسيح من قيمة الأولاد رفعة عالية جدا أدخلتهم فى الحال فى الدائرة الروحية ، لا على مستوى الرجال بل أعلى ، حتى أصبح من المستحيل على الرجال أن يفوزوا بالدخول للملكوت إلا إذا صاروا كالأولاد
 أَوْلاَداً  الأهالى كانوا يستمرون في تقديم أولادهم له لأجل أن ينالوا البركة الرابية التقليدية. لا علاقة لهذا بخلاص هؤلاء الأولاد. لقد كانوا يُعتبرون للتو جزءا من إسرائيل بفضل ختانهم وكانوا ينتظرون لأن ينتقلوا إلى الرشد الكامل بحسب العهد في سن 12 للفتيات وسن 13 للصبيان(لو 18: 15)15 فقدموا اليه الاطفال ايضا ليلمسهم فلما راهم التلاميذ انتهروهم.  " تقول "أطفاال رضع". في الحلقات اليهودية كانت الفتيات اللواتي تحت عمر 12 والصبيان تحت عمر 13 يعتبرون َ أطفالا
لِكَيْ يَلْمِسَهُمْ أي يضع يده عليهم تشير عبارة " لِيَضَعَ يَدَيهِ علَيهم" باليونانية ἅψηται (معناها يلمس) الى علامة للبركة كما فعل يعقوب عندما بارك ابني يوسف: أَفْرائيمُ ومَنَسَّى (تكوين 48: 4). 4 وقال لي: ها انا اجعلك مثمرا واكثرك، واجعلك جمهورا من الامم، واعطي نسلك هذه الارض من بعدك ملكا ابديا. 5 والان ابناك المولودان لك في ارض مصر، قبلما اتيت اليك الى مصر هما لي. افرايم ومنسى كراوبين وشمعون يكونان لي. 
 (مت 19: 13)  "لكى يضع يديه عليهم ويصلى " وإكتفى مرقس يذكر اللمس فى هذه الآية حسب من رأى ودون ولكن إذا كان بعض المرضى يلمسون ثوب المسيح كانت تخرج قوة لتشفيهم مثل ناذفة الدم فما بال القارئ بالذى يلمسه المسيح .. والذى حدث  هنا أن المسيح (مر 10: 16)إحتضنهم ووضع يديه عليهم وباركهم "  لقد كان أمرا شائعا ْ فى أيام يسوع للأهالى أن يطلبوا من الرابيين أن يباركوا أولادهم. . كان هذا يتم عادة في يوم عيد ميلاد الطفل. البركة كانت أكثر لأجل سالم فكر الأهل أكثر منه حالة "مخلصون إزاء هالكين" للأطفال
 الضمير جمع هنا غامض ولذلك أضاف الكتبة الأوائل عبارة "الذين أتوا بهم" NKJV . ولكن هذه ليست موجودة في المخطوطات اليونانية القديمة B، א أو C، بل مشتملة في المخطوطات D، A وW   القراءة الأقصر هي غالبا نجدها في (مت 19: 13) ( لو 18: 15) 15 فقدموا اليه الاطفال ايضا ليلمسهم فلما راهم التلاميذ انتهروهم.  " الأطفال في الشرق الأدنى ليس لهم امتياز كما في الغرب. التلاميذ كانوا يظنون أنهم بذلك يحمون يسوع من أي عمل يؤدي إلى تشتيت الأفكار والتعليم أو يدل على اللامبالاة. ولكن بالنسبة إلى يسوع الناس لهم الأولوية.
 فَانتَهَرهُمُ التَّلاميذ :     إهتم التلاميذ بالنظام وإنشغلوا بالتعليم وتمسكوا بآداب الدخول لدى المعلم فإنتهروا الأولاد لأنهم ليس لهم فى التعليم وليس لهم إستقبال المعلم ولم يدروا أن مسرة المسيح وفرح نفسه بين هؤلاء الملائكة الصغار
الآباء الذين شعروا أن الرب سيهتم بأولادهم الصغار أتوا بهم إليه لكيما يضع يديه عليهم بالبركة. وإذ لم يفهم التلاميذ قلب الرب يسوع المسيح، فإنهم حاولوا أن يكبحوا الأهل لئلا ينزعج يسوع من الأولاد. لقد اعتبروا أن في هذا إقحامُ عبءٍ على معلمهم، وكأن انشغاله بالأولاد هو دون مستواه. ولكن يسوع هو صديق الأطفال، كما أوضح في الحال.
 التلاميذ الذين لم يفهموا قيمة الطفل وطبيعة الملكوت فانتهروا الأطفال او الذين جاؤوا بالأطفال. إن ملكوت الله ليس ملكوت سياسي بل روحي، وهذا الملكوت لا يميّز بين الطفل والبالغ، حيث ان الجميع مدعوون الى دخوله. ويعلق القديس أمبروسيوس" لم يفعل التلاميذ ذلك بقسوة قلب أو سوء نية من نحو الأطفال بل كانت لهم غيرة كخدام ساهرين خشية أن تزحمه الجموع، ففي موضع آخر قالوا: يا مُعَلِّم، الجُموعُ تَزحَمُكَ وتُضايِقُكَ! (لوقا 8: 45) ".
تفسير (مرقس 10: 14)  14 فلما راى يسوع ذلك اغتاظ وقال لهم دعوا الاولاد ياتون الي ولا تمنعوهم لان لمثل هؤلاء ملكوت الله.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
١٤ فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ ذٰلِكَ ٱغْتَاظَ وَقَالَ لَهُمْ: دَعُوا ٱلأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ، لأَنَّ لِمِثْلِ هٰؤُلاَءِ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ.


ٱغْتَاظَ ربما ظهرت علامة الغيظ على وجهه. وتعنى غضب أو "استاءَ"(باللغة اليونانية ἀγανακτέω معناها اغتاظ) وكان سبب الاستياء أنَّ التلاميذ صرفوا الأطفال عنه. وهذه هي المناسبة الوحيدة التي تنسب هذه الكلمة "استاءَ" الى يسوع. في ذلك الحين يُمثل الأطفال طبقة محتقرة بلا حقوق. لقد أخطأ التلاميذ في فهم قيمة الطفل حتى يكون له نصيب في الملكوت.، بل بالعكس هو الصحيح، إذ يجب على البالغ ان يتغير ويصير صغيرا (متى 18: 3).
 هذه هى المرة الوحيدة التى ورد فيها غضب المسيح فى الإنجيل منسوبا للمسيح ولم يذكر إنجيل متّى ولا إنجيل لوقا  ذلك. والسبب واضخ هو أن التلاميذ صدموا الأولاد بصورة جافة مما أزعج نفس المسيح فدعاهم هو بنفسه وقال: دعوا ألولاد .. ألخ" وما اغتاظ يسوع من منع الأولاد عنه إلا لشدة رغبته في إتيانهم إليه. فالذين يمنعونهم الآن عن ذلك الإتيان يغيظونه والذين يأتون بهم إليه ينالون رضاه.
هذه كلمة قوية مستخدمة في (مر 10: 41) 41 ولما سمع العشرة ابتداوا يغتاظون من اجل يعقوب ويوحنا. " للإشارة إلى غضب التلاميذ على يعقوب ويوحنا لطلبهم مكانة قيادية وفي (مر 14: 4)4 وكان قوم مغتاظين في انفسهم فقالوا: «لماذا كان تلف الطيب هذا؟  "على استياء يهوذا من يسوع كونه ُمسح (بالطيب). إنجيل متى أيضا  يستخدم هذه الكلمة عدة مرات (مت 20: 24) 24 فلما سمع العشرة اغتاظوا من اجل الاخوين. ( مت 21: 15) 15 فلما راى رؤساء الكهنة والكتبة العجائب التي صنع والاولاد يصرخون في الهيكل ويقولون: «اوصنا لابن داود» غضبوا (مت 26: 8) 8 فلما راى تلاميذه ذلك اغتاظوا قائلين: «لماذا هذا الاتلاف؟
إنجيل مرقس يعلن ناسوت يسوع بالكتابة عن مشاعره وعواطفه مشاعره
-1 حنوه على األبرص (مر 1: 40- 42)
-2 الغضب على قسوة قلب الفريسيين (مر 3: 1- 5)
-3 السخط على التلاميذ (مر 10: 13- 16)
-4 محبة الرئيس الغني الشاب (مر 10: 17- 22)
-5 اكتئاب شديد في جثسيماني (مر 14: 32- 33)
-6 الترك على الصليب (مر 15: 34)
غالبا ما أظهر يسوع إحباطا من التلاميذ (مر 6: 52)  52 لانهم لم يفهموا بالارغفة اذ كانت قلوبهم غليظة.  (مر 8: 17) 17 فعلم يسوع وقال لهم: «لماذا تفكرون ان ليس عندكم خبز؟ الا تشعرون بعد ولا تفهمون؟ احتى الان قلوبكم غليظة؟ (مر 9: 19)19 فقال لهم: «ايها الجيل غير المؤمن الى متى اكون معكم؟ الى متى احتملكم؟ قدموه الي!»  لقد كان يدعو األوالد كمخلوقا ٍت رائعة للرب وكان يحبهم. وغالبا ما استخدم الأطفال كدروس موضوعية للتعليم عن الإيمان والتلمذة الحقيقيين.
  دَعُوا ٱلأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ هذا أمر ماضي ناقص مبني للمعلوم، يعبر عن الإلحاح أو التكثيف.
وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ،هذا أمر مضارع مع أداة نفي ما يعني عادة التوقف عن عمل آخٍذ في الحدوث.
 مِثْلِ هٰؤُلاَءِ ليس هذا يعنى أن الأولاد يدخلون ملكوت السموات بل قال المسيح : "لمثل" هؤلاء ملكوت السموات .. وهنا يتخطى القياس من الولد إلى ما هو مثل الولد ، أى ليس الأشخاص بل مستواهم الروحى فى البساطة والبراءة والتواضع وطهارة القلب والفكر واليد ، فإذا لم يكن الولد كذلك هو فاقد قامة الأولاد الطبيعية .. وفي هذا الصدد يقول بولس الرسول "لا تَكونوا أَيُّها الإِخوَةُ أَطفالا في الرَّأي، بل تَشَبَّهوا بِالأَطفالِ في الشَّرّ، وكونوا راشِدينَ في الرَّأي" (1 كور 14: 20). ( متّى ١٨: ٣)3 وقال: «الحق اقول لكم: ان لم ترجعوا وتصيروا مثل الاولاد فلن تدخلوا ملكوت السماوات. (١كورنثوس ١٤: ٢٠ )  20 ايها الاخوة، لا تكونوا اولادا في اذهانكم، بل كونوا اولادا في الشر، واما في الاذهان فكونوا كاملين. ( ١بطرس ٢: ٢) 2 وكاطفال مولودين الان، اشتهوا اللبن العقلي العديم الغش لكي تنموا به،
وقد إعتبرت الكنيسة قبول قبول المسيح الأولاد وإحتضانهم بمثابة دعوة رسمية لقبولهم فى العماد بعد أن كان لا يحل العماد إلا للرجال والنساء فقط  فى التاريخ المبكر للمسيحية بإعتبارهم مؤهلين من المسيح أن يدخلوا الملكوت بسبب قامتهم الروحية الوديعة وإيمانهم البسيط والحر القوى بالمسيح الرب  فقد وضع المسيح ذاته هذه القاعدة عندما أجاب على سؤال : " من الذى يدحل  ملكوت الله؟ " فصرخ يفمه : " الحق أقول لكم : من لا يقبل ملكوت الله مثل ولد فلن يدخله"
 مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ هذه العبارة الشائعة التي في الإنجيل تشير إلى ملك الرب في قلوب البشر الآن والذي سيكتمل يوما ما على كل الأرض كما في السماء. انظر(مر 1: 15)
تفسير (مرقس 10: 15)  15 الحق اقول لكم من لا يقبل ملكوت الله مثل ولد فلن يدخله.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 ١٥ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ لاَ يَقْبَلُ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ مِثْلَ وَلَدٍ فَلَنْ يَدْخُلَهُ.

اَلْحَقَّ راجع (مر 3: 28)
مَنْ لاَ يَقْبَلُ الخ
هذه كانت تشير إلى الراشدين. يسوع غالبا استخدم الأطفال كأمثلة روحية (مت 18) العهد الجديد هو إعالن للراشدين. إنه لا يناقش الحالة الروحية للأطفال.
يَقْبَل :
هذه الكلمة اليونانية dechomai أصلا كانت تعني "يمنع عن شيء". بهذا المعنى تتوازى مع lambanō. وصارت تستخدم بمعنى "اقتبال" أو "تصديق" أو "ترحيب". قد يكون هناك تمييز دقيق بالمعنى أن dechomai تؤكد على المعطي، بينما lambanō تعكس مشاركة فعالة من قبل

لم يذكر متّى هذه العبارة في إنبائه بهذه الحادثة لأنه ذكرها قبل ذلك (متّى ١٨: ٣ و٤) 3 وقال: «الحق اقول لكم: ان لم ترجعوا وتصيروا مثل الاولاد فلن تدخلوا ملكوت السماوات. 4 فمن وضع نفسه مثل هذا الولد فهو الاعظم في ملكوت السماوات. " وقد بينا هنالك في أي الصفات ينبغي أن يماثل المسيحيون الأولاد الصغار. ونستفيد من ذلك علاوة على وجوب تقديم الأولاد إلى المسيح أنه يجب على البالغين أن يكونوا كالأولاد لكي يدخلوا ملكوت الله.
المغزى اللاهوتي هو أن البشر "يتلقون"، "يؤمنون"، "يرحبون" بيسوع. الخلاص يشتمل على الترحيب بالشخص، والأيمان بحقائق عن هذا الشخص (الإنجيل) ، وعيش حياة تحاكي ذلك الشخص. هناك جانب مبادرة وجانب مستمر إرادي للخلاص.
تشير عبارة "يقبل" الى ان الملكوت ليس شيئا يحصل عليه الانسان او يستحقه، بل يجب ان يقبل الملكوت كهبة مجانية. وفي هذا المجال يتفوق الطفل على البالغين، لأنه مستعد ويقبل بسرعة. أمَّا عبارة " مِثْلَ الطِّفل" فتشير الى المرء المنفتح والمستعد لتقبّل العطاء. فالملكوت يُعطى كهدية ليس نتيجة جهد بشري بل يدخله أولئك الذين هم مستعدون ويعرفون أنهم ضعفاء. إن الأطفال والذين يتمثَّلون بهم هم في حالة ثقة تامة. فمن يقبل بشرى الملكوت بهذه الاستعدادات الباطنية وبدون جدال يدخل الملكوت. فيجب ان نتقبل ملكوت الله كما الطفل يقبله، لان ملكوت الله عطية يجب ان نعرف كيف نتقبلها كهدية من الله. لا يحسب الطفل انه استولى بالقوة على ما حصل، لأنه ضعيف ومرتبط بغيره. ونحن لن نستولي على ملكوت الله بقوانا.
إن مرحلة الطفولة لم تغاجرتا ولم نغادرها ولكنها تظل مخفية ةلكنها مهيأة للظهور والعمل كما كانت فهى إحدى هدايا السماء للإنسان التى تبقى فى داخله عليها رسم الرب وختم السماء بإستعداد البدء من جديد

فَلَنْ يَدْخُلَهُ. هذه تركيبة من نفي مضاعف قوي يعني "أبدا ، ولا بأي شكل من الأشكال". بمعنى ما يسوع يصف ملكوت الرب كاقتبال يشبه الأطفال وإيمان به وتعاليمه. هذا يبدو غريبا في أيامنا، ولكنه تعليم واضح من العهد الجديد. أمَّا في انجيل متى، يجب ان نصير أطفالا لندخل ملكوت الله (متى 18: 3-4). أي لا بد لنا من التواضع لندخل ملكوت الله. تواضع الأطفال وليس التكبر، والإدانية، والتعجرف كما قال يسوع في موضع آخر "لحَقَّ أَقولُ لَكم: إِن لم تَرجِعوا فتَصيروا مِثلَ الأَطفال، لا تَدخُلوا مَلكوتَ السَّمَوات. 4 فمَن وضَعَ نفسَه وصارَ مِثلَ هذا الطِّفل، فذاك هو الأَكبرُ في مَلَكوتِ السَّموات " (متى 18: 3- 4)
تفسير (مرقس 10: 16)  16 فاحتضنهم ووضع يديه عليهم وباركهم

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
١٦ فَٱحْتَضَنَهُمْ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ وَبَارَكَهُمْ».


فَٱحْتَضَنَهُمْ زاد مرقس هذه الكلمة هذا على ما قاله إنجيل متّى. ٱحْتَضَنَهُمْ  أى " ضَمَّهم إِلى صدرِه " باليونانية ἐναγκαλισάμενος (احتضن) تشير الى علامة رقة قلب يسوع وحبِّه للأولاد ويدل على أن الأولاد كانوا صغاراً أو أطفالاً  كما ورد فى إ. لوقا(لوقا 18: 15).15 فقدموا اليه الاطفال ايضا ليلمسهم  " أمَّا عبارة " بارَكَهم" باليونانية κατευλόγει (معناها راح يبارك) فتشير الى بركة يسوع للأطفال بشدة مرة ومرات. ويرد هذا الفعل الا هنا. ويعلق القديس كيرلس الكبير " حتى وقتنا الحاضر يُقدم الأطفال للمسيح فيباركهم خلال الأيدي المكرسة. مثال هذا العمل قائم حتى اليوم وقد جاء إلينا خلال عادة المسيح مؤسسها". ومن يقبل للرب في بساطة الأطفال يحتضنه الرب كما احتضن هؤلاء الأطفال.
وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ وَبَارَكَهُمْ  يسوع يأخذ أولادنا بيديه المحبتين ويمنحهم بركته عندما نأتي بهم إليه بإيمان. يسوع كان يهتم بكل إنسان مهما كانت خلفيته يعطي وقتا لكل شخص. يمكننا أن نعهد أوالدنا إلى محبة الرب بشكل واضح معلن في يسوع. كما رفع يسوع القيمة الإجتماعية والمعايير للمرأة، كذلك أيضا للأطفال راجع (مر 7: 32)32 وجاءوا اليه باصم اعقد وطلبوا اليه ان يضع يده عليه.

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 10

3. سؤال الغني عن الحياة الأبدية وصعوبه دخول الغنى الملكوت (مرقس 10: 17-27)
تفسير (مرقس 10: 17)  17 وفيما هو خارج الى الطريق ركض واحد وجثا له وساله ايها المعلم الصالح ماذا اعمل لارث الحياة الابدية.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
الشاب الغني (مر 10: 17- 22)
«١٧ وَفِيمَا هُوَ خَارِجٌ إِلَى ٱلطَّرِيقِ، رَكَضَ وَاحِدٌ وَجَثَا لَهُ وَسَأَلَهُ: أَيُّهَا ٱلْمُعَلِّمُ ٱلصَّالِحُ، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ ٱلْحَيَاةَ ٱلأَبَدِيَّةَ؟
 

راجع تفسير إ. متى فى موقعنا لحديث الشاب الغنى مع يسوع في الشرح (متّى ١٩: ١٦ - ٢٢). وأظهر مرقس ميله إلى تدقيق أحداث صة مقابلة الشاب مع المسيح بأنه وحده ذكر أن ذلك الشاب أتى راكضاً للاهتمام بمقصده ورغبته في إصابته. وأنه جثا ليسوع اعتباراً له. وأنه فعل ذلك في الطريق أمام المجمع فكان ذلك دليلاً على تواضعه. وأن يسوع حين نظر إليه أحبه. وأنه اغتم من جواب المسيح له ومضى حزيناً.
لا يربط قصة الشاب الغنى بقصة المسيح والأولاد السابقة فى أى مناسبة من جهة المكان والزمان
 صرح المسيح لمن يصير مثل الأطفال أن يدخل ملكوت الله بسهولة أوضح فى مثل الشاب الغنى صعوبة دخول ذوى الأموال ملكوت السموات كإستحالة دخول جمل من ثقب إبرة !!
وأمامنا إنسان نموزجى للشاب الناجح فى حياته من جميع ما يطلب من الإنسان اليهودى فهو مؤدب ويحترم الملمين ويحفظ الناموس  من حداثته أما  كونه ذا أموال كثيرة ففى اليهودية هذا يعتبر نجاحا ليهوديته وتوفيقا من الرب
.وَفِيمَا هُوَ خَارِجٌ إِلَى ٱلطَّرِيقِ، إنجيل مرقس يتميز بسفر يسوع وترحله كانت هذه التقنية الأدبية عند مرقس بذكر تفاصيل دقيقة في تشييد ما جرى من أحداث كما وردت في ذكريات بطرس (أو عظاته)
وَاحِدٌ (مت 19: 20)20 قال له الشاب: «هذه كلها حفظتها منذ حداثتي. فماذا يعوزني بعد؟» "  تضيف الصفة "صغير"؛ (مت 19: 22)22 فلما سمع الشاب الكلمة مضى حزينا لانه كان ذا اموال كثيرة. "  تضيف "كان واحدا ممن يتمتعون بملكيا ت كثيرةٍ غنية"؛ بينما لوقا يذكر أنه رئيسا فى المجمع  (لو 18: 18)18 وساله رئيس: «ايها المعلم الصالح ماذا اعمل لارث الحياة الابدية؟»  هذا الرجل كان من الواضح أنه قائدٌ ديني غني خلوق وبارز اجتماعيا اكلمة "رئيس" تدل على أنه كان"رئيسا المحلي.
 رَكَضَ وَاحِدٌ وَجَثَا لَهُكان هذا تصرفا غير اعتيادي لرجل مشرقيٍ غني أمام العامة. هذا الرجل يبدو صادقا  في سؤاله ورغبته في أن يعرف. ليست هذه محاولة الختبار يسوع أو خداعه.
 أَيُّهَا ٱلْمُعَلِّمُ ٱلصَّالِحُ هذه كانت فرصة متاحة ليسوع ليسبر النظرة العالمية الروحية لهذا الإنسان (مر 10: 18). كلمة "صالح" agathos ،  يمكن أن تُفهم بعدة طرق (صالح، نافع، سموح، كريم، مفيد، بار، أو فاضل). الرجل قصد به بمعنى واحدا ولكن يسوع استخدمه بمعنى آخر
لأَرِثَ . فهمه للقضايا الروحية كان يركز على تصرفاته. هذا الرجل كان قد يتحدر من تقليٍد رابيٍ يركز على الإنجازات  (مت 19: 16) 16 واذا واحد تقدم وقال له: «ايها المعلم الصالح اي صلاح اعمل لتكون لي الحياة الابدية؟»
ٱلْحَيَاةَ ٱلأَبَدِيَّةَ . هذا المفهوم للحياة الأخرى (أو الملكوت الأخروي) جاء من مقاطع مثل التي نجدها في(دا 12: 2)  2 وكثيرون من الراقدين في تراب الارض يستيقظون هؤلاء الى الحياة الابدية وهؤلاء الى العار للازدراء الابدي.  أو(أى 14: 14) 14 ان مات رجل افيحيا.كل ايام جهادي اصبر الى ان ياتي بدلي. (أى 19: 25- 27)  25 اما انا فقد علمت ان وليي حي والاخر على الارض يقوم 26 وبعد ان يفنى جلدي هذا وبدون جسدي ارى الله 27 الذي اراه انا لنفسي وعيناي تنظران وليس اخر.الى ذلك تتوق كليتاي في جوفي. "
  كان الفريسيون يؤكدون على الحياة الأخرى بكلما ٍت جسدية مادية. كانوا واثقين بأن يهوه سيمنحهم حياة أبدية بسبب (1) هويتهم العرقية (أبناء إبراهيم) و(2) ( إنجازاتهم في التقاليد الشفهية (التلمود) 
تفسير (مرقس 10: 18)  18 فقال له يسوع لماذا تدعوني صالحا.ليس احد صالحا الا واحد وهو الله.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
١٨ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ ٱللّٰهُ.

لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً
أبى يسوع أن يقبل ذلك اللّقب من الشاب بناء على اعتقاد ذلك الشاب أن المسيح ليس سوى إنسان أفضل من سائر الناس بالحكمة والتقى. ربط الشاب الغنى الصلاح بالمعلمين ورفض المسيح هذا اللقب لأنه ربط بعمل المعلم ولهذا رفضه المسيح لأنه بحسب نطق الغنى فالمسيح فى نظر الشاب الغنى لم يزد عن كونه معلما ولقب الصلاح لا يصلح لمعلم ولكنه يصلح فقط للرب

صَالِحاً
هذه تستخدم لإظهار أن المعيار الحقيقي الوحيد للمقارنة هو بر لله  كلمة "بر" تأتي من الكلمة المركبة في العهد القديم (قصبة نهر)، المستخدمة كوسيلة قياس أو مسطرة
لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ ٱللّٰهُ هذا كأنه قال إذا كنت صالحاً فأنا الله وإن كنت لست الله فأنا لست بصالح.
نحن نعلم أن يسوع صالح فإذاً هو والآب واحد. لا يتكلم يسوع عن صلاحه الذاتي، ولكنه أراد أن يوجه تفكير هذا الرجل الضحل عن الرب الإله والصالح الحقيقي َوا ِحٌد (مت 5: 48) 48 فكونوا انتم كاملين كما ان اباكم الذي في السماوات هو كامل. ". قد تكون هذه تلميحا إلى العهد القديم إلى صلاح الرب والصلاة له لأنه صالح  (1أخ 16: 34) 34 احمدوا الرب لانه صالح لان الى الابد رحمته (2اخ 5: 13) 13 وكان لما صوت المبوقون والمغنون كواحد صوتا واحدا لتسبيح الرب وحمده ورفعوا صوتا بالابواق والصنوج والات الغناء والتسبيح للرب لانه صالح لان الى الابد رحمته ان البيت بيت الرب امتلا (2أخ 7: 3) 3 وكان جميع بني اسرائيل ينظرون عند نزول النار ومجد الرب على البيت وخروا على وجوههم الى الارض على البلاط المجزع وسجدوا وحمدوا الرب لانه صالح والى الابد رحمته (مز 25: 8) 8 الرب صالح ومستقيم.لذلك يعلم الخطاة الطريق.  (مز 86: 5) 5 لانك انت يا رب صالح وغفور وكثير الرحمة لكل الداعين اليك  (مز 100: 5) 5 لان الرب صالح.الى الابد رحمته والى دور فدور امانته ( مز 106: 1)1 هللويا.احمدوا الرب لانه صالح لان الى الابد رحمته  (مز 107: 1)1 احمدوا الرب لانه صالح لان الى الابد رحمته.  (مز 118: 1) 1 احمدوا الرب لانه صالح لان الى الابد رحمته. ( عزرا 3: 11)  11 وغنوا بالتسبيح والحمد للرب لانه صالح لان الى الابد رحمته على اسرائيل.وكل الشعب هتفوا هتافا عظيما بالتسبيح للرب لاجل تاسيس بيت الرب.
الموازاة عند متى تغير السؤال الرئيس إلى "يا معلم، أي صلاحٍ :أعمل كي أكسب الحياة األبدية؟" (مت 19: 16). هذا التبديل يعطي إشارة إلى فهم هذا الرجل للصح وتحقيقه لذلك الصلاح (مر 19: 20)
تفسير (مرقس 10: 19)  19 انت تعرف الوصايا.لا تزن.لا تقتل.لا تسرق.لا تشهد بالزور.لا تسلب.اكرم اباك وامك.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 ١٩ أَنْتَ تَعْرِفُ ٱلْوَصَايَا: لاَ تَزْنِ. لاَ تَقْتُلْ. لاَ تَسْرِقْ. لاَ تَشْهَدْ بِٱلّزُورِ. لاَ تَسْلِبْ. أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ.

أَنْتَ تَعْرِفُ ٱلْوَصَايَا:
هذه خلاصة للنصف الثاني من الوصايا العشر، والتي كانت تتكلم عن كيف يجب أن يعامل الشركاء في العهد القديم (اليهودية) أو حتى العهد الجديد (المسيحية) بعضهم بعضا
 ٱلْوَصَايَا: أى والوصايا العشر التي أمر بها الله الشعب في سفر الخروج الأصحاح 20 (خر 20) هي:
(1) أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ.. لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي... (2) لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالًا مَنْحُوتًا، وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ... (3) لاَ تَنْطِقْ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلهِكَ بَاطِلًا. .. (4) اُذْكُرْ يَوْمَ السَّبْتِ لِتُقَدِّسَهُ. .. (5) أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. .. (6) لاَ تَقْتُلْ.,, (7) لاَ تَزْنِ... (8) لاَ تَسْرِقْ. .. (9) لاَ تَشْهَدْ عَلَى قَرِيبِكَ شَهَادَةَ زُورٍ... (10)لاَ تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ. لاَ تَشْتَهِ امْرَأَةَ قَرِيبِكَ، وَلاَ عَبْدَهُ، وَلاَ أَمَتَهُ، وَلاَ ثَوْرَهُ، وَلاَ حِمَارَهُ، وَلاَ شَيْئًا مِمَّا لِقَرِيبِكَ.
 لاَ تَسْلِبْ هذا مقتبس من سفر اللاويين (لاويين ١٩: ١٣) 13 لا تغصب قريبك ولا تسلب.ولا تبت اجرة اجير عندك الى الغد. " وهو مختصر الوصية التاسعة والوصية العاشرة لأن اشتهاء مال الغير يقود طبعاً لبذل الجهد في نواله بواسطة الكذب والغش.
قد تشير هذه إلى الطمع والإشتهاء. هذه الوصية، كما قيلت لم تكن جزءا من الوصايا العشر، ولا نجدها في هذه الصيغة في أي مكان ْآخر في العهد القديم.كذلك الأمر المتوازيات في إنجيلى متى ولوقا (مت 19: 18- 19) . 18 قال له: «اية الوصايا؟» فقال يسوع: «لا تقتل. لا تزن. لا تسرق. لا تشهد بالزور. 19 اكرم اباك وامك واحب قريبك كنفسك» ( لو 18: 20)20 انت تعرف الوصايا: لا تزن. لا تقتل. لا تسرق. لا تشهد بالزور. اكرم اباك وامك»  لا  تحوي هذه العبارة. ولكن، لنكون عادلين، ألأناجيل الآزائية (أآ الأناجيل المتشابهة إنجل مرقس ومتى ولوقا)  الإزائيات جميعا    تختلف في اقتباس يسوع للوصايا. هذا من جديد مشكلة شائعة تدل على شهادة شاهد عيان. بالتأكيد هي لا تؤثر على الإلهام أو روايات الإنجيل.
********
الوصايا العشر (خر 1: 17- 20) (تث 6: 5- 21)
The Ten Commandments (Exodus 1:17-20) (Deuteronomy 6:5-21


I- كلمات
أ- "الكلمات العشر"
(خر 28: 34) ( تث 13: 4) ( تث 4: 10)

ب- Alexandria of Clement سماها "مجموعة الوصايا" Deka Logous وتبعه في ذلك آباء الكنيسة الأولى.
ج- في الكتاب المقدس هي أيضا
تسمى:
-1 "العهد" [أي الشريعة العبرية، (خر 28: 34) (تث 13: 4) ( تث 9: 9) انظر الموضوع الخاص: العهد]
أ. من الأكادية، barah- يأكل (وليمة مشتركة)
ب. من الأكادية، biritu- يربط أو يقيد (ميثاق بين الناس).
ج. من الأكادية، birit-( ترتيب بين فريقين)
د. baru- نكهة ( التزام)
-2 "شهادة"- (خر 34: 16) ( خر 16: 25) (أي لوحي الوصايا)
II- الهدف
أ- إنها تعلن شخص الإله [انظر الموضوع الخاص: مواصفات إله إسرائيل في العهد القديم]
-1 إنه فريد وذو سلطان (الوحيد؛ انظر الموضوع الخاص: التوحيد)
-2 أخلاقي، نحو المجتمع ونحو الفرد
ب- هي من أجل
-1 كل الناس ألنها تعلن إرادة  الإله للجنس البشري وكل البشر المخلوقين على صورة الإله
-2 مؤمنو العهد فقط ألنه لا يمكن فهمها وإطاعتها بدون معونة ه الإلأه
-3 Lewis .S .C - الحس الأخلاقي الداخلين حتى وسط القبائل البدائية (رو 19: 1- 20) (رو 14: 2- 15)  نجد انعكاسا
له هنا
ج- كما كل الشرائع القانونية التشريعية القديمة هي:
-1 بغاية تنظيم وضبط العلأقات بين الأشخاص
-2 حفظ الإستقرار للمجتمع
د- إنها تدمج الجماعة المتغايرة المتخالفة من العبيد والمنبوذين المصريين إلى مجتمع من الإيمان والناموس. Testament Old ,Childs .S .B Exodus ,Library" –الجوانب السلبية الثمانية تظهر الحدود الخارجية لقيود العهد. ليس هناك جنح بل مخالفة للنسج نفسها التي تكون العلاقة اإلإهية- البشرية. الجانبان الإيجابيان يظهران تعريف الحياة داخل العهد. الوصايا تتجه نحو الخارج ونحو الداخل. إنها تحار من طريق الموت وتوجه إلى طريق الحياة" .
III- التوازي
أ- الكتابي
-1 الكلمات العشر المدونة مرتين في الخروج ,20 تثنية .5 الإختالف الطفيف هو في الوصايا الرابعة والخامسة والعاشرة تظهر تكيف هذه المبادئ العامة مع ظروف مختلفة.
-2 ولكن استقاها وانتظامها يشير إلى الضبط الدقيق الذي كانت تهدف إليه.
-3 على الأرجح أنها كانت تقرأ ويتم تأكيدها بشكل دوري، كما يظهر يشوع .24
ب- الثقافي
-1 هناك تشريعات قانونية أخرى من الشرق األدنى القديم:
أ. Nammu-Ur( سومري، 2050 ق.م.) من مدينة Ur
ب. Ishtar-Lipit( سومري، 1900 ق.م.) من مدينة Isin
ج. Eshnunna( أكادي، 1875 ق.م.) من مدينة Eshunna
د. قانون حمورابي (بابلي، 1690 ق.م.) من بابل ولكن Stela وجدت في Susa
-2 شكل النواميس في (خر 18: 20- 37: 23) فيه عناصر مشتركة كثيرة مع الشرائع القانونية في الشرق األدنى القديمة الأخرى. ولكن الوصايا العشر تتفرد بأنها تدل على سلطتها (أوامر باستخدام الشخص الثاني- أوامر قاطعة دامغة).
-3 اإرتباط الثقافي الأكثر وضوحا هو مع Treaties Suzerainty Hittite التي تعود للعام 1200-1450 ق.م. بعض أمثلة جيدة عن هذا التشابه يمكن أن نجدها في
أ. الوصايا العشر
ب. سفر التثنية
ج. سفر يشوع 24
عناصر هذه المعاهدات هي:
أ. تعيين هوية الملك
ب. سرد أعماله العظيمة
ج. مستلزمات العهد
د. أوامر لإيداع المعاهدة في المقدس لأجل القراءة العلنية العامة
هـ. آلهة الطرفين تُجعل شهودا عليها
و. البركة بالخصب واللعنة على لإلنتهاكات

IV- البنية الداخلية
أ-Alt، في كتابه Law Israelite of Origins The، كان أول من ميز بين القوانين القاطعة والقوانين السفسطائية.
-1 هي ذلك الشكل الشائع من شريعة الشرق الأدنى القديم التي كانت تحوي على شرط- "إذا" = "فعندها"
-2 القوانين القاطعة هي صيغة نادرة تعبر عن أمر مباشر، "عليك أن..." أو "عليك أ ال...".
3 - Roland de Vaux in Ancient Israel: Social Institutions, vol. 1, p. 146 - يقول ،أن السفسطائية أستخدمت بشكل رئيسى  في المجال المدني وأن التشريع القاطع استخدم في الحياة الدينية.
ب- الوصايا العشر هي سلبية بشكل أساسي في تعبيرها- 8 من أصل .10 الصيغة هي الشخص الثاني المفرد. عني بها إما أن تخاطب كل جماعة العهد، أو كل فرد لوحده، أو كليهما.
ج- لوحي الشريعة على الحجر (خر 12: 24) (خر 18: 31) غالبا ما تفسر على أن لها علاقة بالجانبين األفقي والشاقولي للوصايا العشر. علاقة الإنسان بالرب يتم حصرها في أربع أوامر وعلاقة الإنسان مع البشر الآخرين في ست وصايا. ولكن على ضوء treaties Suzerain Hittite،
قد تكون نسختان من كل قائمة الأوامر.
د- الترقيم التاريخي للوصايا العشر
-1 من الواضح أن لدينا عشر نظم. ولكن التمييز الدقيق لا يعطى
-2 اليهود المحدثون يضعون القائمة التي في (خر 20:2 ) على أنها الوصية الأولى. لكي يحفظوا العدد إلى 10 جعلوا (خر 3: 6- 24) هي الوصية الثانية.
-3 الكنيسة الرومانية الكاثوليكية واللوثرية، ويتبعان بذلك Augustine، يجعلان (خر 6-20:3 ) أول وصية لكي يحافظوا على الرقم ،10 يقسمون اآلية 17 إلى وصيتين منفصلتين.
-4 كنائس الإصلاح، وتماشيا مع Origen والكنائس الشرقية والغربية الأولى، تؤكد على أن (خر 20:3) هي الوصية الأولى. كانت هذه هي النظرة اليهودية القديمة التي يمثلها Philo وJosephus.
V- ما عالقة المسيحيين بالوصايا العشر؟
أ- آراء يسوع التقديرية لألسفار المقدسة مدونة في العظة على الجبل في (متى 5- 7) وخاصة (مت 17: 5- 48) والتي تظهر لنا جدية المسألة. عظته تبدو تقريبا الوصايا العشر وتطبيقها الصحيح. مستندة إلى
ب- نظريات عن العلاقة
-1 بالنسبة للمؤمنين
Roy Honeycutt, These Ten Words .أ
(1) "نحن لا نتجاوز الوصايا العشر أبدا لأننا لا نتجاوز الرب" (ص 7)
(2) "ألن الوصايا العشر هي شهادات على الإله، فإن هناك معنى بأن صلتها وارتباطها باالرب مجدولة لكي تكون غير منفصلة تقريبا  وبالتالي، إن كان هللا على صلة كبيرة إلى تلك الدرجة بحياتك، فإن الوصايا العشر ستكون أيضا ذات صلة عميقة بك لأنها مكتوبة بشخص الرب وحسب طلبه" (ص. 8).
ب. شخصيا
علينا أن نرى هذه التوجيهات على أنها نابعة من علاقة إيمان قد تأسست للتو. أن نفصلها عن الإيمان والإلتزام مع الرب يعني أن ندمرها. ولذلك، بالنسبة لي، إنها عالمية شاملة فقط معنى أن الرب يريد لجميع البشر أن يعرفوه. إنها متعلقة جدا  بشهادة هللا الداخلية إلى كل خليقته البشرية. بولس يعبر عن هذا في (رومية(19: 1- 20) (رو 14: 2- 15)  في هذا لمعنى الوصايا العشر تعكس نورا هاديا مرشداعلاقة سكنى مع جميع الجنس البشري.
-2 بالنسبة إلى كل الناس، في كل المجتمعات، في كل الأوقات
أ. Reconstruction for Foundations ,Trueblood Elton. فرضية هذا السفر الصغير هو أن استرداد الناموس الأخالقي، كما
تمثله الوصايا العشر العبرية، هو أحد الطرق التي تشكل ترياقا لالنحطاط المحتمل الذي ممكن أن يوجد" (ص 6) .
ب . "الخروج "على ،George Rawlinson, Pulpit Commentary
"إنها تؤسس لجميع الأزمنة خلاصة مكثفة من الواجب البشري الذي يحتمل الإنسانية في وجهه، والذي وضع ليناسب كل شكل من المجتمعات البشرية، وطالما استمر العالم، فلا يمكن أن يصبح عتيق الطراز. االإحتفاظ بالوصايا العشر على أنها أفضل خالصة للناموس
األخالقي من قبل المجتمعات والجماعات المسيحية تبرره هذه الأسس، وهي تقدم شهادة توكيدية على روعة وعظمة الخلاصة الوافية (ص. 1309).
-3 كوسيلة للخلاص فإنها ليست، ولم تكن أبدا،ً وسيلة الرب للفداء الروحي لإلنسان الساقط. يقول بولس هذا بشكل واضح في (غل 15: 2 - 4: 31) (رو 21: 3-  6 : 23)  تقدم خدمة كخطوط إرشادية لإلنسان في المجتمع. إنها تشير إلى الرب ومن ثم إلى أخينا الإنسان. أن يفوتنا العنصر الأول يعني أن يفوتنا كل شيء. القوانين الأخلاقية، بدون قلوب متغيرة مرنة، هي صورة عن سقوط اإلنسان الذي ال حول له ولا قوة. الوصايا العشر شرعية صالحة، ولكن فقط كإعداد للقاء الرب وسط عجزنا. بدون الفداء تصبح إرشادات بدون مرشد.
تفسير (مرقس 10: 20)  20 فاجاب وقال له يا معلم هذه كلها حفظتها منذ حداثتي.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٢٠ فَأَجَابَ: يَا مُعَلِّمُ، هٰذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي.

هٰذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا  هذا االشاب شعر أنه قد أنجز كل المتطلبات الدينية لثقافته من وجهة نظر الماكوس . شاول الطرسوسي قبل اهتدائه، شعر أيضا أنه كان يلامس بر الناموس.، (أع 23: 1- 2)1 فتفرس بولس في المجمع وقال:«ايها الرجال الاخوة، اني بكل ضمير صالح قد عشت لله الى هذا اليوم». 2 فامر حنانيا رئيس الكهنة، الواقفين عنده ان يضربوه على فمه. ( فيل 3: 6) 6 من جهة الغيرة مضطهد الكنيسة.لقد كان هذا الشاب، ظاهرياً، بلا لوم من جهة البر الذي في الناموس بلا لوم.  "هذا الرجل لم يكن يكذب. لقد كان يعتقد أنه كان بال لوٍم أمام الرب
رد المسيح  ردا هادئا يتناسب مع عقلية الغنى الذى يتبع شريعة موسى  وأجاب على سؤال : " كيف يرث الإنسان الحياة الأبدية؟ هو أن الرب اظهر إرادته وقد وضع الوصايا لجميع الناس لكى ينفذوها ويدخلوا الحياة الأبدية وقد وضعها إنجيل متى بوضوح هكذا (مت 19: 17) " إن أردت أن تدخل الحياة فإحفظ الوصايا " فلما تمادى الغنى فى كونه يعرف الوصايا بالتحديد التى يلزم حفظها لدخول الحياة سأل  (متى 19: 18)  إبتدأ المسيح يقول له هذه الوصايا فأجاب الغنى (مت 19: 20) هذه ككلها حفظتها منذ حداثتى فماذا يعوذنى بعد " " هذا الغنى كان يطلب الكمال فى المسيح الذى فوق الناموس ومعروف أنه ليس بعد الناموس من كمال وتكميل إلا المسيح الذى قال " جئت لأكمل"
مُنْذُ حَدَاثَتِي
هذه كانت تشير إلى طقس Mitzvah Bar بار متسفا (بالعبرية: בר מצוה) هو حفل يهودي ديني يقام عند بلوغ الشاب اليهودي 13 من عمره، عندما يصبح الصبي فيه رجلا ومسؤولا عن حفظ الناموس. أي عندما يـُعتبر مكلفا بأداء جميع الفرائض المفروضة عليه حسب الشريعة ..
تفسير (مرقس 10: 21)  21 فنظر اليه يسوع واحبه وقال له يعوزك شيء واحد.اذهب بع كل مالك واعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني حاملا الصليب.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 ٢١ فَنَظَرَ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَأَحَبَّهُ، وَقَالَ لَهُ: يُعْوِزُكَ شَيْءٌ وَاحِدٌ. اِذْهَبْ بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَأَعْطِ ٱلْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي ٱلسَّمَاءِ، وَتَعَالَ ٱتْبَعْنِي حَامِلاً ٱلصَّلِيبَ.

فَنَظَرَ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَأَحَبَّهُ
 هذه أول مرة فى الأناجيل الآزائية الثلاثة (المتشابهة متى ومرقس ولوقا ) يصرح أن المسيح أحب إنسان  لا يعرفه ولا يؤمن به بعد لعازر الذى كانت له معزة خاصة فى قلب يسوع فأقامه من الموت (يو 11: 11) "قال هذا وبعد ذلك قال لهم: «لعازر حبيبنا قد نام. لكني أذهب لأوقظه»."
ربما ظهرت على وجه يسوع إمارات الشفقة على الشاب والرغبة في تخليصه. ولكن يسوع لم يحبه كمحبته لشعبه الخاص بل كالمحبة المعتادة للمتخلقين بالآداب والتقوى ظاهراً في السيرة وممارسة فروض الدين بدليل أنه لم يحب المسيح كما أحب المال ولم يتبعه.
لماذا أحبه يسوع؟ لأنه مع أنه شاب غنى لم يفسده غناه بل حفظ الناموس منذ حداثتة وكان فى تدقيقه يسأل المعلمين بإهتمام سؤالا واحدا فى تنفيذه الوصايا يبدأ : " ماذا أفعل؟" اى يبحث عن الإرشاد  والمعرفة وكان سؤاله للمسيح : " ماذا أفعل لأرث الحياة الأبدية؟ هذا نموذج فريد لا يمكن أن نجد فى كلامة  أو سلوكه أى خطأ فإن حفظة للناموس لم يبلغه الحياة فهذه ليست مسؤوليته بل مسئولية معلمى الناموس الذين يحفظون الناس الوصايا بالفم ولا يستطيعون أن يقودوهم للعمل بها لأنهم هم لا يعملون بها !! هذا الشاب الغنى يبحث عن الطريق الذى يوصله للحياة الأبدية والطريق الوحيد هو المسيح فجأء للمسيح ليرشده .. هذا الشاب الغنى صورة لشعب إسرائيل الذى أحبه الرب وجعله شعب الموعد ( هو 11: 1) لما كان إسرائيل غلاما أحببته" ولكن أخفق هذا الشاب فيما أخفق الشعب الإسرائيلى كله لقد سحره ماله وغناه ولكن لم يصل للكمال فنسى إلهه وعبد ما عداه وفى حال الشاب الغنى أنه أحب ماله وصار له إلها وشعر ان حياته هو غناه  وحينما خيره المسيح بين غناة والحياة الأبدية إختار غناة
هذا العبارة ينفرد بها إنجيل مرقس. ولكن محبة يسوع لم تخفض من معايير ملكوت الله  ها هنا المفارقة في المحبة غير َالمشروطة التى تطلب تجاوبا إيمانيا ملائما
يُعْوِزُكَ شَيْءٌ وَاحِدٌ هذه شهادة من المسيح لهذا الشاب الغنى المحبوب أنه أكمل ما كان عليه أن يعمله حسب ما وضعه عليه الناموس فلم يبق عليه شيئا ناقصا يفعله من وصايا الناموس فى حياة اليهودى الذى يسعى نحو الحياة الأبدية أما : " إن أردت كاملا " (مت 19: 21) حسب إنجيل متى أى إن أردت أن تكمل الناموس والوصايا يجب عليم أن تخرج من التعاليم الجامدة فى الوصايا إلى روح الوصايا فإفعل ما أقوله :  بع كل مالك .. ألخ
هذا جواب المسيح للشاب على سؤاله إياه وهو قوله «مَاذَا يُعْوِزُنِي بَعْدُ» (متّى ١٩: ٢٠) وكان الذي يعوزه ما يدل على أنه يحب الله أكثر من المال وأن طاعته لله ليست خارجية طقسية بل داخلية حقيقية. أما هو فظن أنه مستعد أن يفعل كل ما يقتضيه خلاص نفسه فامتحنه يسوع بأن أمره بتوزيع ماله على الفقراء فظهر له أنه كان معبوده المال لا الله.
هذا التعليق مشابه لـ (مر 12: 34) 34 فلما راه يسوع انه اجاب بعقل قال له: «لست بعيدا عن ملكوت الله». ولم يجسر احد بعد ذلك ان يساله! " كان يسوع يدرك أن البشر أقرب أو أبعد إلى الملكوت بدرجات، ولم يكن هذا مشروطا على الإنجازات الموسوية أو الهوية العرقية (يو 8: 33) 33 اجابوه:«اننا ذرية ابراهيم، ولم نستعبد لاحد قط! كيف تقول انت: انكم تصيرون احرارا؟» بل على الإيمان الشخصي به. هذا الشاب الغنى الرئيس أو القائد الديني جاء بالروح الصحيحة، إلى الإنسان المناسب، وسأل سؤاال مناسبا ولكن كان من الواضح أنه كان غير قادٍر على أن يتخذ قرارا حاسما يسوع لم يخفض المعيار الرجل مضى حزينا . لقد كان قريبا جدا ومع ذلك بعيدا .
 هذا يظهر الطبيعة الجذرية في إيمان العهد الجديد (لو 14: 33).33 فكذلك كل واحد منكم لا يترك جميع امواله لا يقدر ان يكون لي تلميذا. " يسوع كان يعرف أين كانت  أولويات وإهتمام هذا الرجل فى حياته . لكي تكون مسيحيا عليك أن تخفض كل الأولويات الأخرى. بمعنى ما هذا يجعل المسيحية صعبةٌ بالفعل. في هذا القول يسوع كان يركز على النصف الأول من الوصايا العشر المتعلقة بالإلتزام الأولي للمرء نحو الرب والرب وحده (مت 5: 20) 20 فاني اقول لكم: انكم ان لم يزد بركم على الكتبة والفريسيين لن تدخلوا ملكوت السماوات. "
 هذا النص لا يمكن أن يحوله إلى ناموس أو تشريع ينبغي على جميع المؤمنين تطبيقه (الفقر الإختيارى هو أفضل شيء بالنسبة إلى الرب). يجب أن يُرى في سياقه. العلاقة الروحية بين الرب والجنس البشري يجب أن تكون لها الأولوية على العلاقات الجسدية المادية (الثروة، والشهرة، والعمل، والعائلة، والممتلكات، وحتى الحياة نفسها) إن كانت الممتلكات شريرة في حد ذاتها ولأجل ذاتها، فلماذا يجب أن تُعطى إلى الفقراء؟ .
فكرة أخرى. نحن دائما نركز على مطلب يسوع، ولكن هل أدركتم أن يسوع أعطى هذا الرجل حافزا لم يسبق له مثيل أيضا  لقد دعاه لآن ينضم إلى جماعة تلاميذه. فرصته كانت أعظم بكثير من تكلفتها.
 اِذْهَبْ بِعْ كُلَّ مَا لَكَ    هذا قول فعل أمر أى أن يوسع يخرج دائما مدعما يقوة على التنفيذ فمهما كان الأمر صعبا وشبه مستحيل ففى أمر المسيح ضمان التنفيذ والنجاح لأنه لم يعد قولا عاديا بل أمر يتحمل المسيح شخصيا لا نجاحه فقط كل مسئولية تنشأ اثناء التنفيذ وبعد التنفيذ فكل من سمع وآمن ونفذ يتحقق من مصداقية المسيح ، ويرى ويعاين مجده (يو 11: 40) إن آمنت ترين مجد الله "
 فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي ٱلسَّمَاءِ، بسبب تمرد البشرية، بركات الرب تحفظ لأجل الحياة الأخرى (مر 10: 30)30 الا وياخذ مئة ضعف الان في هذا الزمان بيوتا واخوة واخوات وامهات واولادا وحقولا مع اضطهادات وفي الدهر الاتي الحياة الابدية. (مت 5: 7) 5 طوبى للودعاء لانهم يرثون الارض." يجب على البشر أن يكونوا مستعدين للتخلي عن الغنى الأرضي كدليل على الإعتداء الروحي، وليس أساسا تحويل الأرصدة والأموال من المخازن الأرضية (البنوك) لحساب سماوى فى الحياة الأبدية حيث لا ينقب سارق ولا يفسد سوس
ٱتْبَعْنِي حَامِلاً ٱلصَّلِيبَ
لم يذكر هذه العبارة في أحداث هذه القصة سوى مرقس وقد مرّ الكلام على معناه في شرح (مر 8: 34) طريقة صلب المذنبين عند الرومان هو حمل  خشبة الصليب لمكان الصلب وذكر هذا المثل هنا ما هو إلا نبوءة عن صلب المسيح وهو برئ  .
تفسير (مرقس 10: 22)  22 فاغتم على القول ومضى حزينا لانه كان ذا اموال كثيرة

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٢٢ فَٱغْتَمَّ عَلَى ٱلْقَوْلِ وَمَضَى حَزِيناً، لأَنَّهُ كَانَ ذَا أَمْوَالٍ كَثِيرَةٍ».

فَٱغْتَمَّ
أظهر ذلك بإمارات وجهه عند سمعه من يسوع جواباً لم يتوقعه ولم يستعد أن يقبله. لقد أوضح إنجيل مرقس أن الشرط الذى وضعه الرب لهذا الغنى لدخول الحياة الأبدية هو أن يبيع ماله ويعطيه للفقراء ولكن فضل الشاب أن لا بيع ماله وتمسك به ولم يعطه للفقراء فلم يدخل الحياة الأبدية مع المسيح (1تى 6: 10 و 11) 10 لان محبة المال اصل لكل الشرور، الذي اذ ابتغاه قوم ضلوا عن الايمان، وطعنوا انفسهم باوجاع كثيرة. 11 واما انت يا انسان الله فاهرب من هذا، واتبع البر والتقوى والايمان والمحبة والصبر والوداعة.  "
 والذي أباه ذلك الشاب ولم يفعله وقتئذ أتاه كثيرون بعد بضعة أشهر «لأَنَّ كُلَّ ٱلَّذِينَ كَانُوا أَصْحَابَ حُقُولٍ أَوْ بُيُوتٍ كَانُوا يَبِيعُونَهَا» (أعمال ٤: ٣٤ - ٣٧).
وَمَضَى حَزِيناً، هذه االعبارة يمكن فهمها بمعنيين: (1) صدمة أو دهشة أو (2) حزن يتم التعبير عنه بإحناء الرأس أو وجه مكتئب. كلا هذين المعنيين يمكن فهمهما في هذا السياق
تفسير (مرقس 10: 23)  23 فنظر يسوع حوله وقال لتلاميذه ما اعسر دخول ذوي الاموال الى ملكوت الله.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
كلام يسوع في الغنى (مر 1-: 23- 26)
«٢٣ فَنَظَرَ يَسُوعُ حَوْلَهُ وَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: مَا أَعْسَرَ دُخُولَ ذَوِي ٱلأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ!


سبق شرح هذا الحديث في تفسير بشارة متّى (متّى ١٩: ٢٣ - ٢٦).
تكرررت هذه الاية فى ( متّى ١٩: ٢٣ ) 23 فقال يسوع لتلاميذه: «الحق اقول لكم: انه يعسر ان يدخل غني الى ملكوت السماوات.  (لوقا ١٨: ٢٤) 24 فلما راه يسوع قد حزن قال: «ما اعسر دخول ذوي الاموال الى ملكوت الله!  "
فَنَظَرَ يَسُوعُ حَوْلَهُ لا ريب في أنه عندما نظر تلك النظرة كانت على وجهه علامات الأسف لذهاب الشاب بلا فائدة.ينقل إنجيل مرقس لنا فى حديث الشاب الغنى مع يسوع  ملاحظات دقيقة عن شعور يسوع بالحب نحوه وشعور الغننى بالحزن وأيضا يصف فيها نظرات يسوع لمن حوله وللتلاميذ ليستطلع تأثير حديثة عليهم   وحوله لكلمات ولغة يسجلها لنا
هذا التعبير يستخدم عدة مراتٍ للإشارة إلى أن يسوع لاحظ كيف أن تعاليمه كانت تؤثر على الآخرين (مر 3: 5) 5 فنظر حوله اليهم بغضب حزينا على غلاظة قلوبهم وقال للرجل: «مد يدك». فمدها فعادت يده صحيحة كالاخرى. (مر 5: 32)  32 وكان ينظر حوله ليرى التي فعلت هذا. (مر 10: 23) 23 فنظر يسوع حوله وقال لتلاميذه: «ما اعسر دخول ذوي الاموال الى ملكوت الله!»  (مر 11: 11)11 فدخل يسوع اورشليم والهيكل، ولما نظر حوله الى كل شيء اذ كان الوقت قد امسى، خرج الى بيت عنيا مع الاثني عشر.  -.. وحدها (لو 6: 10) 10 ثم نظر حوله الى جميعهم وقال للرجل: «مد يدك». ففعل هكذا. فعادت يده صحيحة كالاخرى.  هي موازاة. هذه ذكرى ينفرد بها إنجيل مرقس .
مَا أَعْسَرَ دُخُولَ ذَوِي ٱلأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ!  هذا كان مدهشا ِللتلاميذ (مر 10: 24) النظرة التقليدية في العهد القديم، استنادا إلى (تث 27- 28)
 كانت أن الثروة والصحة مرتبطان بإنجازات المرء حسب العهد وبركة الرب . هذه هي المسألة نفسها التي يتناولها أيوب والمزمور .73 البشر الأغنياء يميلون إلى الإعتماد على مواردهم الذاتية بدلا من الرب (  أيوب ٣١: ٢٤ )24 ان كنت قد جعلت الذهب عمدتي او قلت للابريز انت متكلي.   ( مزمور ٥٢: ٧ ) 7 هوذا الانسان الذي لم يجعل الله حصنه بل اتكل على كثرة غناه واعتز بفساده ( مز ٦٢: ١٠ )  10 لا تتكلوا على الظلم ولا تصيروا باطلا في الخطف.ان زاد الغنى فلا تضعوا عليه قلبا. ( اتيموثاوس ٦: ١٧) 17 اوص الاغنياء في الدهر الحاضر ان لا يستكبروا، ولا يلقوا رجاءهم على غير يقينية الغنى، بل على الله الحي الذي يمنحنا كل شيء بغنى للتمتع.
 فالمسيح وضع الغنى بين إختيارين المال أم الملكوت !! فإختار المال ومضى مغموما حزينا
***************
الغنى - WEALTH
I- وجهة نظر العهد القديم ككل:
أ- الرب هو مالك كل الأشياء
-1 (تك 1- 2)
-2 (1أخ 29: 11)
-3 (مز 23: 1) ( مز 50: 12) ( مز 89: 11)
-4 (أش 66: 2)
ب- البشر هم خدام الثروة لأجل مقاصد الرب
-1 (تث 8: 1- 20)
-2 (لا 19: 9- 18)
-3 أ(اى 31: 16- 33)
-4 (اش 58: 6- 10)
ج- الثروة هي جزء من العبادة
-1 العشورين
أ- (عد 18: 21- 29) (تث 12: 6- 7) ( تث 14: 22- 27)
ب- (تث 14: 28- 29) ( تث 26: 12- 15)
-2 (ام 3: 9)
د- الثروة يُنظر إليها على أنها عطية من الرب لأجل االأمانة للعهد
-1 (تث 27- 28)
-2 (أم 3: 10) (أم 8: 20- 21) ( أم 10: 222) ( أم 15: 6)
هـ- تحذير من الإ ثراء على حساب الأخرين
-1 (أم 21: 6)
-2 (إر 5: 26- 29)
-3 (هو 12: 6- 8)
-4 (مى 6: 9- 12)
و- الغنى ليس خطيئة بحد ذاته إن لم يكن أولوية
-1 (مز 62: 7) ( مز 62: 10) (مز 73: 3- 9)
-2 (ام 11: 28) ( أم 23: 4- 5)
-3 أ(أى 31: 24- 28)
II- وجهة نظر فريدة في الأمثال
أ- الثراء الموضوع في ميدان الصراع الشخصي
-1 الكسل و التواني مدانان- (ام 6: 6- 11) ( أم 10: 4- 5) ( أم 30: 4 و 13) ( أم 26: 13- 16)
-2 تأييد العمل الشاق- (أم 12: 11و 14) ( أم  13: 11)
ب- الفقر مقابل الغنى مستخدما لتمثيل البر مقابل الشر- (ام 10: 1)  وما تلاها؛ (ام 11: 27- 28) (ام 28: 6 و 19- 20)
ج- الحكمة (معرفة الرب وكلمته والعيش وفق هذه المعرفة) هي أفضل من الغنى- (ام 3: 13- 15) ( أم 21: 13- 18)
د- تحذيرات ونصائح
-1 تحذيرات
أ- التحذير من ضمان إقراض القريب (كفالة) - (ام 6: 1- 5) ( أم 27: 13)
ب- التحذير من الثراء من خلال الوسائل الشريرة- (ام 1: 19) ( أم 10: 2و 15) ( أم 16: 11) ( أم 28: 8)
ج- التحذير من الإقتراض- (ام 22: 7)
د- التحذير من زوال الثروة- (ام 23: 4- 5)
هـ- الثروة لن تساعد في يوم الدينونة- (ام 11: 4)
و- الثروة لها عدة "أصدقاء"- (ام 14: 20) ( ام 19: 4)
-2 نصائح
أ- تأييد السخاء- (ام 11: 24- 26) ( أمم 22: 9 و 22- 23) ( أم 28: 27)
ب- البر أفضل من الغنى-(أم 16: 8) ( أم 28: 6 و 8 و 20- 22)
ج- الصالة لأجل الحاجة، وليس لأجل الوفرة - (ام 30: 7- 9)
د- العطاء للفقراء هو عطاء للرب - (ام 14: 31)
III- وجهة نظر العهد الجديد
أ- يسوع
-1 الغنى يشكل تجربة فريدة للإيمان بأنفسنا ومواردنا بدلا من الرب وموارده
أ-(مت 6: 24) ( مت 13: 22) ( مت 19: 23)
ب- (مر 10: 23- 31)
ج- (لو 12: 15- 21 و 33- 34)
د- (رؤ 3: 17- 19)
-2 الرب سيؤمن حاجاتنا المادية
أ- (مت 6: 19- 34)
ب- (لو 12: 29- 32)
-3 الزرع مرتبط بالحصاد (الروحي كما المادي)
أ- (مر 4: 27)
ب- (لو 6: 36- 38)
ج- (مت 6: 14) 0 مت 18: 35)
-4 التوبة تؤثر على الغنى
أ- (لو 19: 2- 10)
ب- (لا 5: 16)
-5 إدانة الإستغلال الإقتصادي
أ- (مت 23: 25)
ب- (مر 12: 38- 40)
-6 الدينونة في نهاية الأزمنة مرتبطة باستخدامنا للثروة- (مت 25: 31- 46)
ب- بولس
-1 وجهة نظر عملية مثل سفر الأمثال (العمل)
أ- (اف 4: 28)
ب- (1 تس 4: 11- 12)
ج- (2 تس 3: 8 و 11- 12)
د- (1تيم 5: 8)
-2 وجهة نظر روحية مثل يسوع (الأشياء زائفة، فكن قانعا راضيا )
أ-  (1تيم 6: 6- 10) القناعة
ب- (فيل 4: 11- 12) القناعة
ج- (عب 13: 5) القناعة
د- (1تيم 6: 17- 19) السخاء والإتكال على الرب وليس على الثروات
هـ- (1كو 7: 30- 31) تحول الأشياء
IV- استنتاجات
أ- ليس من لاهوت كتابي نظامي يتكلم عن الغنى
ب- ليس من مقطع محدد عن هذا الموضوع، ولذلك فإن الكثير من الأفكار تُستنتج من مقاطع مختلفة. انتبهوا لا تفرضوا وجهات نظركم على نصوص كتابية منفصلة.
ج- الأمثال، التي كتبها أناس حكماء فيها وجهة نظر مختلفة عن الأنواع الأدبية الكتابية الأخرى.
الأمثال عملية وتركز على الأفراد. إنها توازن، ويجب أن توازن، بنصوص كتابية أخرى(غر 18: 18)
د- نحتاج في أيامنا هذه إلى أن نحلل وجهات النظر والممارسات المتعلقة بالغنى على ضوء الكتاب المقدس. أولوياتنا توضع في غير مكانها إذا ما
كانت الرأسمالية أو الشيوعية هي دليلنا الوحيد. لماذا وكيف ينجح المرء أسئلة أهم بكثير من كيفية جمع المرء ألمواله.
هـ- تجميع الثروة يجب أن يتوازن مع عبادة حقيقية وخدمة مسؤولة
تفسير (مرقس 10: 24)  24 فتحير التلاميذ من كلامه.فاجاب يسوع ايضا وقال لهم يا بني ما اعسر دخول المتكلين على الاموال الى ملكوت الله.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٢٤ فَتَحَيَّرَ ٱلتَّلاَمِيذُ مِنْ كَلاَمِهِ. فَقَالَ يَسُوعُ أَيْضاً: يَا بَنِيَّ، مَا أَعْسَرَ دُخُولَ ٱلْمُتَّكِلِينَ عَلَى ٱلأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ!

يَا بَنِيَّ
يسوع دعا تلاميذه بهذه الكلمة المستخدمة في جلسة التعليم السابقة له (مر 10: 13- 16)  هذا يعزز أن "الأطفال" تشير إلى يَا بَنِ المؤمنين الراشدين. ياإبنى لفظ منتشر فى الشرق الأوسط ويستعمله كثيريين من كبار السن مع شباب ليسوا أولادهم للنصح والإرشاد  هذا لفظ يشير إلى المودة والإعزاز قاله المسيح دفعاً لحيرة التلاميذ من كلامه وتلطيفاً لما كان من الصرامة في ظاهر معناه. ولعله أراد بذلك شيئاً من التوبيخ لهم على عدم إدراكهم معنى قوله «مَا أَعْسَرَ دُخُولَ ذوي ٱلأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ» فأنزلهم بذلك منزلة الأولاد في الفهم.
ٱلْمُتَّكِلِينَ عَلَى ٱلأَمْوَالِ هذا الكلام يدفع كل ريب في معنى قول المسيح في الآية السابقة وفي ما ذكره متّى بقوله ذلك (متّى ١٩: ٢٣ و٢٤).  والمال قد يكون إرثا أو غنى متدفق من عمل أو ممتلكات
ولنا مما ذُكر أنه ليس الإثم أن الكفاح فى الحياة من أجل الرزق خطية  الحصول على المال إستمرار الحياة والحصول على سبل المعيشة من طعام ومسكن وغيره بل الاتكال عليه. ولكنا كثيراً ما نرى الأمرين مقترنين أي كثرة المال مقترنة بالاتكال عليه. علينا أن نتبع قاعدة أن المال عطية من الرب ونحن أمناء عليه نتبع الحكمة فى  صرفة ةفقا لمشيئة الرب ووصاياه
مَا أَعْسَرَ دُخُولَ ٱلْمُتَّكِلِينَ عَلَى ٱلأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ!  . هذا تصريح صادم. الخلاص هو عطيةٌ مجانية في العمل المنجز للمسيح من أجل أي شخص/ كل شخص يتجاوب بالتوبة والإيمان. المشكلة تأتي عندما نفكر نوعا  ما بأننا نستحقه أو جديرون به. اإليمان صع ٌب للبشرية المتكبرة الساقطة المكتفية بذاتها. نود لو كانت البشر علاقتنا مع الرب صعبة لكي نفتخر بتحقيقها، ولكن طريقة الرب في التوبة والإيمان مذلة للجنس البشري، وخاصة الإغنياء المتعلمين المتميزين.
تفسير (مرقس 10: 25)  25 مرور جمل من ثقب ابرة ايسر من ان يدخل غني الى ملكوت الله.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٢٥ مُرُورُ جَمَلٍ مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ!

 مُرُورُ جَمَلٍ مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ مثل (مت 23: 24) هذه العبارة هي مبالغة مشرقية. كتب عديدون ومفسرون كثيرون حاولوا أن يفسروا هذا القول على أنه (1) تلاعب على الكلمات بين "جمل" kamēlos و"خيط" kamilus ، والذي يأتي من القرن الخامس أو (2) استخدام "ثقب اإلبرة" للإشارة إلى باب صغير في أحد بوابات أورشليم الضخمة، ولكن ليس لأيٍمن هذه الإحتماالت أدلة تاريخية
هذه المحاولات للتفسير تعوزها فكرة الإغراق أو المبالغة (مت 19: 24) ( لو 18: 25)
تفسير (مرقس 10: 26)  26 فبهتوا الى الغاية قائلين بعضهم لبعض فمن يستطيع ان يخلص.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٢٦ فَبُهِتُوا إِلَى ٱلْغَايَةِ قَائِلِينَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: فَمَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْلُصَ؟

فَبُهِتُوا وتعنى باللغة العربية إندهش أو تحير غالبا ما يستخدم مرقس هذه الكلمة "بهتوا " ekplēssomai ليصف كيف كان الناس يتفاعلون مع تعاليم يسوع وتصرفاته وأعماله (مر 1: 22) 22 فبهتوا من تعليمه لانه كان يعلمهم كمن له سلطان وليس كالكتبة. ( مر 6: 2)2 ولما كان السبت ابتدا يعلم في المجمع. وكثيرون اذ سمعوا بهتوا قائلين: «من اين لهذا هذه؟ وما هذه الحكمة التي اعطيت له حتى تجري على يديه قوات مثل هذه؟ ( مر 7 : 37) 37 وبهتوا الى الغاية قائلين: «انه عمل كل شيء حسنا! جعل الصم يسمعون والخرس يتكلمون!».  ( مر 10: 26)26 فبهتوا الى الغاية قائلين بعضهم لبعض: «فمن يستطيع ان يخلص؟»  ( مر 11: 18) ؛ والمرادفة "تحير"  thambeō في (مر 10: 24) 24 فتحير التلاميذ من كلامه. فقال يسوع ايضا: «يا بني ما اعسر دخول المتكلين على الاموال الى ملكوت الله!  رسالة يسوع كانت مختلفة جدا عن الرابيين، في كل من الشكل (سلطته والرسالة (طبيعة الملكوت)

ســـــميـث/فـاندايــــك : قَائلين بعضهم لبعض
كتـــــاب الحيــــــــاة : قال بعضهم لبعض
العربيــة المشــتركـة : تسا َءلوا
الترجمـة اليسـوعيـة :قال بعضهم لبعض
هذه الترجمات المختلفة هي بسبب التغايرات المتنوعة في المخطوطات اليونانية.
NKJV -1   والنص A, D, W  المخطوطة,Textus Receptus
2-  والمخطوطة ،NRSV ,TEV ,NJB   M* والترجمة البسيطة.
-3 NASB، المخطوطة B، א و C
-4 أحد المخطوطات المكتوبة بأحرف صغيرة )569( وبعض الترجمات القبطية تحذف العبارة، كما يفعل مت :19 25 ولوقا :18 26

فَمَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْلُصَ؟ كلام المسيح لا يخضع لمنطق العالم والخلاص لا يخضع لمنطق أبناء الدهر ولكن بإستطاعة الرب أن يخلص الغنى ويخلص كل إنساننن إن سمع الغنى صوت دعوته فأغنياء صاروا قديسيين مثل جرجس الجوهرى لأنهم أرضوا الرب فى غناهم والأنبا أنطونيوس أب الرهبان باع كل شئ وتبع المسيح فقط إن سلم الإنسان حياته للمسيح خلص (أع 16: 31) آمن بالرب فتخلص أنت وأهل بيتك
تحير التلاميذ هو بسبب أن هذا الغنى ليس هو وحده الغنى فى إسرائيل فإسرائيل كلها أغنياء فالحكم هنا يقضى على الأمة كانت هذه الحقيقة ماثلة أمام المسيح ولكى يوضح لهم الأمر أن السبب هو إتكال الغنى على عناة
تفسير (مرقس 10: 27)  27 فنظر اليهم يسوع وقال.عند الناس غير مستطاع.ولكن ليس عند الله.لان كل شيء مستطاع عند الله.

  ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
٢٧ فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ يَسُوعُ وَقَالَ: عِنْدَ ٱلنَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ، وَلٰكِنْ لَيْسَ عِنْدَ ٱللّٰهِ، لأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ ٱللّٰهِ».


الغنى يأتى من جهات متعددة إما عن أموال إرث  أو إستثمارات أو أملاك إرث أو أملاك مشتراه من عمل أو عمل يدر ربحا فائض عن الحاجة

السؤال هنا هل يستطيع الغنى أن يخلص ؟ مع وجود قاعدة إنجيلية تقول :المال اصل كل الشرور .. وقاعدة الشاب الغنى الذى قال له المسيح بع كل مالك أى يبيع أملاكة لأنه إتكل على املاكة ولكن الملاخظ أن هناك غنى يأتى من عمل مستمر هذا النوع من الغنى عندما يصرف تبعا لقواعد الوصايا الإلهية  ولا ينمكننا ان نقول لهذا الإنسان الغنى بما يعمله أن يتوقف عن غناه لأنه غنى وأنه يعسر دخول غنى ملكوت السموات فى هذه الحالة يكون كل شئ مستطاع عن الرب  لأن أيوب جربه الرب وأخذ كل غناه واثبت أنه لا يتكل على غناة مع ان هذا الغنى ككان بركة من الرب وعندما رأى الرب ذلك أعاد له غناة مرة أخرى
 (  إرميا ٣٢: ١٧ ) 17 اه ايها السيد الرب ها انك قد صنعت السموات والارض بقوتك العظيمة وبذراعك الممدودة.لا يعسر عليك شيء. ( متّى ١٩: ٢٦ ) 26 فنظر اليهم يسوع وقال: «هذا عند الناس غير مستطاع ولكن عند الله كل شيء مستطاع». ( لوقا ١: ٣٧)  37 لانه ليس شيء غير ممكن لدى الله».
التوكيد في هذه اآلية هو أن نعمة الرب هي توازن مقبول للطبيعة الجذرية للتلمذة في العهد الجديد. البشر غير قادرين على الدنو من إله قدوس، ولكن الحقيقة المذهلة الرائعة هي أن الرب نفسه يدنو إلينا. هذا القول قد يكون تلميحا من العهد القديم إلى (تك 18: 14) أو )إر 32: 17 و 24)  الرجاء الوحيد للجنس البشري هو في شخص، ووعود، وأعمال الإله الحقيقي الوحيد.

فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ هذا النظر الثالث المذكور في هذا الخبر. الأول نظر الرضى إلى الشاب. والثاني نظر الحزن إلى ما حوله عند ذهاب ذلك الشاب عنه بلا فائدة. والثالث المذكور هنا. وأتاه يسوع تعزية لتلاميذه وتقوية لآمالهم إذ أبان لهم بالخطاب أنه يمكنهم الانتصار بقدرة الله ونعمته غير المتناهية على كل الموانع من دخول الملكوت السماوي. ونحن كلنا محتاجون إلى تلك النعمة للوقاية من الاتكال على الأمور الدنيوية التي تمنعنا من الدخول إلى ذلك الملكوت.

         

         

This site was last updated 04/06/24