Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

  شرح إنجيل مرقس -  تفسير الإنجيل كما رواه مرقس (مر 5: 1-20)

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
تفسير مرقس (مر 1: 1- 20)
تفسير مرقس(مر 1: 21- 45
تفسير مرقس (مر1:2- 28)
تفسير مرقس (مر 3: 1- 19
تفسير مرقس (مر 3: 20- 35
تفسير مرقس (مر4: 1- 20
تفسير مرقس (مر4: 21- 41
تفسير مرقس  (مر 5: 1-20
 تفسير مرقس  (مر 5: 21- 43
تفسير مرقس (مر6: 1- 29
تفسير مرقس (مر 6: 30- 56
تفسير مرقس (مر7: 1- 37
تفسير مرقس (مر 8: 1- 21
 تفسير مرقس  (مر 8: 22-38
تفسير مرقس  (مر 9: 1- 29)
تفسير مرقس (مر 9: 30- 50)
تفسير مرقس (مر 10: 1- 27
تفسير مرقس (مر 10: 28- 52
تفسير مرقس (مر 11: 1- 31
تفسير مرقس (مر 12: 1- 27
تفسير مرقس (مر 12: 28- 44
تفسير مرقس(مر 13: 1- 20
تفسير مرقس (مر 13: 21- 37
تفسير مرقس (مر 14: 1- 21)
تفسير مرقس(مر 14: 22- 42
تفسير مرقس (مر 14: 43- 72
تفسير مرقس (مر 15: 1- 24
تفسير مرقس (مر 15: 25- 47
تفسير مرقس (مر 16: 1- 20
Untitled 8665
خاتمة إنجيل مارمرقس

 

تفسير وشرح إنجيل مرقس الإصحاح  الخامس (مر 5: 1-20)
1. المسيح وساكن القبور (مر 5: 1-20)

تفسير انجيل مرقس الاصحاح 5

 1. المسيح وساكن القبور إخراج شياطين كثيرة (مرقس 5: 1-20)

تفسير (مرقس 5: 1)  1 وجاءوا الى عبر البحر الى كورة الجدريين.

 

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

شفاء المجنون في كورة الجدريين (مر 5: 1- 21)

ذكرت هذه المعجزة أيضا فى  ( متّى ٨: ٢٨ الخ ) ( لوقا ٨: ٢٦ الخ)
 
  *** وَجَاءُوا إِلَى عَبْرِ ٱلْبَحْرِ إِلَى كُورَةِ ٱلْجَدَرِيِّينَ.
أنظر تفسير شرح إنجيل متّى عن شفاء هذا الإنسان في (متّى ٨: ٢٨ - ٣٤). وذكر متّى ما لم يذكره مرقس منها أنه كان مجنون آخر مع المجنون الذي ذكره مرقس هنا ولوقا في إنجيله (لوقا ٨: ٢٧). وربما كان السبب لاقتصار مرقس ولوقا على ذكر واحد منهما لأنه أشهر من الثاني. ولا منافاة بين قول متّى وقول مرقس ولوقا لأن مرقس ولوقا لم يقولا لم يكن سوى مجنون واحد. وزاد مرقس على قول متّى ما يوضح به النبأ وذلك أن المجنون كان كالوحش الضاري لا يقدر أحد أن يربطه ولا بسلاسل وأنه كان يصيح منفرداً على الجبال ويجرح جسده بالحجارة وأنه رأى يسوع من بعيد وجرى إليه وأنه صرخ بصوت عال عند ما وصل إليه واستحلفه بالله أن لا يعذبه وشدة رغبة الشياطين في أن لا يطردهم من تلك الكورة وأنه كان عدد الخنازير هناك ألفين والفرق العظيم بين ما كان عليه المجنون قبل شفائه وما صار إليه بعده وسؤاله أن يتبع المسيح بالذات وأمر المسيح إياه أن يذهب ويخبر عما كان له وكثرة شيوع الخبر في تلك البلاد.
إِلَى عَبْرِ ٱلْبَحْرِ :
هي كلمت تعني الي الجانب الاخر فهو لايزال علي الشاطئ وليس في داخل مدينة . أي إلى الجانب الشرقي.  كانت مسافة الرحلة عبر بحيرة الجليل 13 ميل (21 كم.)، وتأخذهم إلى كورة الجرجسيين -على الأرجح أن الجو كان لا يزال ليلا (مر 4: 35). كان على التلاميذ أن يجدفوا بالقارب لأن يسوع كان قد هدأ العواصف بشك ٍل كامل بعبوره البحر، دخل يسوع وتلاميذه إلى منطقة جدارة المحظورة، حيث يعيش عدد وفير مختلط من الناس؛ الكثيرون منهم كانوا منشغلين بما كان اليهود المتزمتون يعتبرونه عملاً غير شرعي أو ناموسي، ألا وهو تربية الخنازير لولائم الأمميين.
كُورَةِ ٱلْجَدَرِيِّينَ : باللغة اليونانية جراسينون
. هذا ركٌن إلى الشمال الشرقي من بحر الجليل، يدعى Decapolis. هذه المنطقة في معظمها من الأمميين وهي هلينية . الأناجيل الآزائية (متى ومرقس ولوقا) تختلف حول التهجئة Gerasa المخطوطة  ،B ،D * א، (ولوقا :8 26) ... , Gergesa( المخطوطة L ، א(، Gergusta، ... 2 (المخطوطة W ) ... أو Gadara( المخطوطة C , A (ومت :8 28). كل هذه كانت بلدات في هذه المنطقة.

وفيما يلى ما ورد فى قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية عن [ جدرة الجدريون | كورة الجدريين | كورة الجرجسيين]

(1) كورة الجدريين:

وهو لم يقل مدينة ولكن كورة التي تعني منطقه اي مدينه وتوابعها  وكلمة كورة في اليوناني هنا كوران كلمة مؤنث مشتقة من قاعدة كاسما التي تعني فضاء 5490 وهي من فكرة فسحة فارغة وغرفة بمعني مساحة من الارض . ساحل مقاطعه حقول ارض خالية ارض منطقة . قارن بكلمة توبوس التي تعني منطقة او شاطئ 5117
فكورة جرجسيين هو تعبير عن مساحة ارض فضاء بجوار الشاطئ وليس المدينة نفسها وهذا ايضا ليس اسم مدينه ولكن اسم شعب يسكن هذه المنطقه ( وساعود الي ذلك في الجزء اللغوي )

 كانت هذه الكورة قُبالة الجليل شرقاً (لوقا ٨: ٢٦) وكان لهما اسمان بالنسبة إلى المدينتين المشهورتين فيها وهما جرجسة  لم تذكر "جدرة" صراحة، ولكنها ذُكِرَت منسوبة لسكانها باسم "كورة الجدريين" (مر 5: 1؛ لو 8: 26-37)، وذكرت باسم "كورة الجرجسيين" في نفس القصة في (إنجيل متى 8: 28)، وليس ثمة شك في أن النصين صحيحان.وجدرة فسميت أحياناً بكورة الجرجسيين (متّى ٧: ٢٤) وأحياناً بكورة الجدريين كما هنا. وجدرة هي قاعدة بلاد بيريّة على الجنوب الشرقي من بحر الجليل وتسمى خربها اليوم أم قيس وفيها أناس قليلون يسكنون في مغاير واسعة هنالك.
وتمثل مدينة "جدرة" اليوم أطلال "أم قيس" على المرتفعات جنوبي العيون الساخنة في وادي اليرموك والمسماة "الحمة" على بعد نحو ستة أميال إلي الجنوب الشرقي من بحر الجليل.
ومن المؤكد أن سلطان جدرة باعتبارها المدينة الرئيسية في تلك المنطقة قد امتد إلي كل المنطقة شرقي البحر بما فيها مدينة "جرسة".
وكثيرا ما يظهر على عملات هذه المدينة، صورة سفينة، وهو دليل ضمني على أن منطقتها كانت تمتد حتى البحر. وبذلك يمكن تسمية تلك البلاد "كورة الجرجسيين" بالإشارة إلي المدينة الصغرى "جرسة" أو "كورة الجدريين" نسبة إلي المدينة الكبيرة "جدرة".
(2) التاريخ:
كانت جدرة إحدي المدن العشر "ديكابوليس". ويبدو أن الاسم "جدرة" سامي الأصل، وما زَال صداه موجودا في "جدور" المجاورة للمقابر الصخرية القديمة والتوابيت الحجرية إلي الشرق من الأطلال الحالية، وعلى هذه القبور أبواب حجرية منحوتة، وتستخدم كمخازن للغلال أو مساكن للأهالي. ولكن لم يرد لهذا الموضع ذكر حتى عصور متأخرة. وقد احتلها أنطيوكس الكبير عندما غزا فلسطين في 218 ق.م. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). كما أخذها الكسندر يانياس بعد حصار دام عشرة شهور انتهت بتدميره لها. ويقال إن بومبي استردها في عام 63 ق.م. ومنه عادت إلي أيدي اليهود، فقد أعطاها دستورًا حرًا. ومنذ ذلك الحين بدأت المدينة في الازدهار، وأصبحت مقرًا لحكم أحد القناصل الذين عينهم جابينيوس لحكم اليهود.
كما أهداها أوغسطس قيصر إلي هيرودس الكبير في عام 30 ق.م. ولم يلتفت الإمبراطور إلي الاتهامات التي وجهها الأهالي لهيرودس لتصرفاته الظالمة من نحوهم. وبعد موت هيرودس، ضمت إلي ولاية سورية في العام الرابع قبل الميلاد.
وفي بداية ثورة اليهود، خربوا البلاد المحيطة بحدرة، فأسر الجدريون عددًا من أشجع رجال اليهود، وقتلوا بعضهم وسجنوا البعض الآخر، ثم سلم الأحزاب المدينة لفسباسيان الذي وضع فيها حامية عسكرية.
واحتفظت المدينة بأهميتها وعظمتها فترة طويلة وصارت مقرًا لإحدى الأقفيات. وبعد الفتح العربي، أخذ نجمها في الأفول وهي الآن أطلال خربة.
(3) وصفها وتحديد موقعها:
إن بلدة "أم قيس" تطابق الوصف الذي ذكره الكتاب القدماء عن جدرة، فقد كانت حصنا منيعا بالقرب من اليرموك إلي الشرق من طبرية وسكيتوبوليس، على قمة جبل بعد ثلاثة أميال رومانية من العيون الساخنة والحمامات التي تسمى "الحمة" على ضفاف اليرموك. والجزء الضيق الذي تغطيه الأطلال يمتد نحو الأردن من مرتفعات جلعاد، ويوجد غور وادي اليرموك إلي الشمال ووادي عربة إلي الجنوب.
وتوجد العيون الساخنة المذكورة آنفًا، في أسفل الوادي إلي الشمال. وتنحدر حافة التل تدريجيا إلي الشرق، بينما تنحدر انحدارًا شديدًا في الجوانب الثلاثة الأخرى مما كان يجعل موقعها حصينًا جدًا.
ويمكن اقتفاء بقايا الجدران القديمة في دائرة تصل إلي ميلين كاملين، وكانت إحدى الطرق الرومانية العظيمة تتجه منها شرقا حتى "الدرعة". بينما اكتشف أنفاق أحد المجاري المائية يمتد إلي بحيرة "الخاب" على بعد نحو عشرين ميلًا إلي الشمال من "درعة".
وتضم الأطلال (آثار) مسرحين، وكنيسة على الطراز الروماني البازيليكي، ومعبدًا والعديد من المباني الهامة التي تحكي عظمة وأبهة المدينة في وقت ما. كما اكتشف شارع مرصوف يقوم على جانبيه صفان من الأعمدة، ويمتد من الشرق للغرب، ومازالت آثار العجلات الحربية واضحة عليه.
ويبدو أن وجود مدينة أخرى باسم "جدرة" أمر مؤكد، وقد تكون هي المقصودة في بعض الآيات المشار إليها سابقا، والأرجح أنه تقوم مكانها الآن مدينة "جدور" بالقرب من "السلط". ولعل هذه المدينة الجنوبية كانت عاصمة "بيرية".

تفسير (مرقس 5: 2)  2 ولما خرج من السفينة للوقت استقبله من القبور انسان به روح نجس


 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   *** وَلَمَّا خَرَجَ مِنَ ٱلسَّفِينَةِ لِلْوَقْتِ ٱسْتَقْبَلَهُ مِنَ ٱلْقُبُورِ إِنْسَانٌ بِهِ رُوحٌ نَجِس».
وَلَمَّا خَرَجَ :  قرب المكان الذي أرسى فيه القارب، وعلى النجد المرتفع أعلى الشاطئ، كانت هناك مقبرة، أو مكان فيه قبور عديدة محفورة في الصخر. في إحدى هذه المقابر وبين القبور كان يعيش شخص تلبَّسَه شيطان ربما سمع التلاميذ الصراخ (مرقس :5 5) وإنتظروا بأن يدعوا يسوع يذهب أولا  ومن الواضح أنه بمجرد حروج يوسع من السفينة ولمحة الإنسان المعذب بالأرواح النجسة جرى نحوه والمعروف ى التقليد القديم أن الأرواح النجسة تسكن فى القبور والبرارى ولكن بحسب العلم الحديث فى الباراسيكولوجى أن الأرواح الشريرة صنفان : ارواح بشرية معذبة ليس لها راحة تسكن أجسادها المستة التى خرجت منها وأرواح شياطين تستوطن الأماكن النجسة
ولذلك فإن التقليد الكنسى - نقلا عن التقليد اليهودى ينص على أن تعمل صلاة خاصة لروح المنتقلين فى اليوم الثالث لتغادر الروح مكان سكنى صاحبها وبعدها تنتقل الروح إلى حيث دفن الجسد تحاول الدخول فيه وإذا إستحال ذلك تبقى هنام لمدة 40 يوما إلى أن تذهب الكنيسة وتصرف الروح نهائيا من الأرض لتذهب إلى مكانها الصلاة الأولى هى صلاة الثالث والثانية صلاة الأربعين أما قصة هذا الإنسان فيظهر أنها أرواح نجسة شيطانية  . 
إِنْسَانٌ : ذكر متّى إنساناً آخر معه (متّى ٨: ٢٨).وما تلاها فيها رجلين. والأرجح أن الذي ذكره مرقس هو أشهرهما. هذه ْسمة مميزة في إنجيل متى. مرقس ولوقا يتفقان على القول بأنه كان هناك روح شريرة واحدة فقط متى أيضا يقول برجلين أعميين خارج أريحا (مت 20: 29) (مر 10: 46) 0لو 18: 35)
رُوحٌ نَجِس: أي شياطين لأنه أراد بالروح النجس الجنس لا الفرد كما يظهر من الآية الثانية عشرة. والأرجح أن ذلك الإنسان من مدينة جدرة (لوقا ٨: ٢٧).
هذه الرواية عن إنسان ممسوس بروح شريرة. العهد الجديد لا يناقش أصل الأرواح الشريرة ِ أو الإجراءات المفصلة حول طريقة التعامل معها. طرد األرواح ى يوضع ضمن قائمة المواهب من الروح القدس.
تفسير (مرقس 5: 3)  3 كان مسكنه في القبور ولم يقدر احد ان يربطه ولا بسلاسل.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   *** (1) كَانَ مَسْكَنُهُ فِي ٱلْقُبُورِ،
كَانَ مَسْكَنُهُ فِي ٱلْقُبُورِ،: كانت القبور فى كورة الجدريين (أم القيس اليوم) لها أبواب من الحجر تشبه ابواب المنازل الآن لهذا قيل أنه "ساكن فى القبور" وتختلف عن قبور أورشليم وباقى الأراضى المقدسة التى تقفل فتحة القبر بحجر دائرى يحتاج لأكثر من إنسان لدحجرته
في إحدى هذه القبور كان يعيش شخص تلبَّسَه شيطان وكان ذا شخصية عنيفة، بربرية، لا يمكن ترويضها، قد جعلتْها قوى الشيطان التي تملَّكتهُ هكذا.
   *** (2) وَلَمْ يَقْدِرْ أَحَدٌ أَنْ يَرْبِطَهُ وَلاَ بِسَلاَسِلَ، :
 أى يربطة فى مكان معين أو يقيدة بسلاسل حتى لا يؤذى نفسة أو يؤذى الماريين  لقد كانت لديه قوة فائقة الطبيعة.
تفسير (مرقس 5: 4)  4 لانه قد ربط كثيرا بقيود وسلاسل فقطع السلاسل وكسر القيود.فلم يقدر احد ان يذلـله.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
     *** (1) لأَنَّهُ قَدْ رُبِطَ كَثِيراً بِقُيُودٍ وَسَلاَسِلَ
هذا مصدر تام مبني للمجهول. من الواضح أن أهل البلدة كانوا قد حاولوا أن يقيدوه بسالسل. لقد كان مشكلة  محلية معروفة جيدا
قَدْ رُبِطَ كَثِيراً ذكر متّى أن علة ذلك هياجه وتعرضه للمارين بالأذى (متّى ٨: ٢٨).
  
*** (2) فَقَطَّعَ ٱلسَّلاَسِلَ وَكَسَّرَ ٱلْقُيُودَ،
تشير هذه ألاية إلى القوة الغير طبيعية الذى كانت عند هذا الإنسان لدرجة أنه كان يقطع السلاسل والقيود الحديدية وهنا نرى أفعال الشيطان يجعله مثل الحيوان يذله ويعذبه لدرجة أنه يجرح نفسه ويسيطر عليه فيؤذى ألاخرين فينشر الخوف بين الناس لقد كان يرعب كل منطقة القبور خاصة من يأتون لدفن موتاهم  لفترة طويلة؛ ورغم أنه كان غالباً ما يُمسك ويُقيد بالقيود والأغلال إلا أنه كان يكسر قيوده كما لو بقوة فائقة الطبيعة والبشر، 
فَقَطَّعَ ٱلسَّلاَسِلَ : من المشهور أن المجانين ومن عليهم ارواح شريرة تظهر منهم في الغالب قوّة غير معتادة في العقلاء.
 
 *** (3) فَلَمْ يَقْدِرْ أَحَدٌ أَنْ يُذَلِّـلَهُ.
أى لم يقدر احد أن يخضعه ويحصره ويمنعه من الإعتداء على الآخرين ن الروح الشريرة الذى فيه لا يذلل ولا يخضع إلا لقوة الرب أو من يحمل روح الرب وسلطانه واسمه.
تفسير (مرقس 5: 5)  5 وكان دائما ليلا ونهارا في الجبال وفي القبور يصيح ويجرح نفسه بالحجارة.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   *** (1) وَكَانَ دَائِماً لَيْلاً وَنَهَاراً فِي ٱلْجِبَالِ وَفِي ٱلْقُبُورِ،».
لَيْلاً وَنَهَاراً : وهذا يدل على أن جنونه حرمه النوم. وكَانَ دَائِماً هذا يدل على أنه جُنّ منذ زمن طويل وأنه كان جنونه مستمراً حتى لم يستطع أن يعود إلى بيته كما يتهيأ لبعض المجانين أحياناً.
  
 *** (2) يَصِيحُ وَيُجَرِّحُ نَفْسَهُ بِٱلْحِجَارَةِ
يَصِيحُ وَيُجَرِّحُ نَفْسَهُ كان صياحه من شدة تعذيب الشياطين له وهم حملوه على أن يجرّح جسده. كان صرخته غريبة ومخيفة وغير الاعتيادية تُسمع بينما كان يزأر على الجبال مجرّحاً نفسه بالحجارة وهو يصرخ في نوباته الجنونية . إنها صورة مرعبة لإنسان سيطر عليه الشيطان بشكل كامل. وهذه الأحوال كلها دليل على أن جنونه كان غير عادي وأنه كان يزداد شدة لأنهم كانوا يقيدونه في أول الامرّ ثم عجزوا عن ذلك أخيراً. وذكر مرقس كل هذه الأمور ليبيّن عظمة معجزة المسيح في شفاء ذلك المجنون.
هذا التصرف ربما يكون له علاقة بتعابير تدمير الذات أو الممارسات العبادية الوثنية في العهد القديم ( 1مل 18: 18)18 فقال لم اكدر اسرائيل بل انت وبيت ابيك بترككم وصايا الرب وبسيرك وراء البعليم.  "  المعلوماتالتى توصف تصرف هذا الرجل الإعتيادي لا بد أنها سمعوها من أهل قرية الجدريين
تفسير (مرقس 5: 6)  6 فلما راى يسوع من بعيد ركض وسجد له

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   ***  فَلَمَّا رَأَى يَسُوعَ مِنْ بَعِيدٍ رَكَضَ وَسَجَدَ لَهُ،
يعسر على القارئ أن يعرف أي الأفعال المذكورة هنا للإنسان وأيها للشياطين لأن الشيطان يستحوز على فكر الإنسان وإرادته .
مِنْ بَعِيدٍ  رأى يسوع وجرى إليه وهو في البحر لأن متّى قال أنه استقبله عندما خرج من السفينة (متّى ٨: ٢٨). وعرف المسيح من الشياطين الذين فيه.
رَكَضَ وَسَجَدَ لَهُ، :  الكلمة األولى تدل على عمل عدائي من تأثير الشيطان عليه . والثانية تدل على احترام وإقرار بمكانة يسوع وسلطته
وعندما نزل المسيح من السفينة ورأى الإنسان الذى عليه الروح الشريرة وسرعان ما عرف قوة يسوع التي تحرر.فعندما رأى الرب وعلى بعدٍ كبير جاء إليه راكضاً وطرح نفسه أمامه، لأن الروح الشيطانية عرفت أن  المسيح سيخرجها بقوة وعنوة ويرسلها إلى الجحيم للتعذيب فإنتهز الروح الشريرة الفرصة فى المبادرة وجعل افننسان يركض نحو المسيح وإنطرح أمامه ساجدا مستغيثا وبدأت الشياطين تنهار وتعترف بالمسيح - لأنها تعرف قوته التى من العلى - لا طوعا بل كرها من الخوف والرعدة لأنها بطبيعتها تعرف نهايتها وعقوبتها
رَكَضَ وَسَجَدَ لَهُ : يجب أن ننسب هذا الفعل إلى المجنون لا إلى الشياطين لأنهم يفضلون البعد عن المسيح على القرب منه. والظاهر أن المجنون مع كثرة الشياطين الذين فيه لم يزل مالكاً بعض اختياره وحريته.
تفسير (مرقس 5: 7)  7 وصرخ بصوت عظيم وقال ما لي ولك يا يسوع ابن الله العلي.استحلفك بالله ان لا تعذبني.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   *** (1) وَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ:
وَصَرَخَ : كان هذا الصراخ بلا شك فعل الشياطين فإنهم استخدموا نطق ذلك الإنسان وفكره والسبب فيما قاله هو أمر المسيح إياهم أن يخرجوا منه. حدث هذا أيضا فى مجمع كفر ناحوم (مر 1: 23- 26) 23 وكان في مجمعهم رجل به روح نجس فصرخ 24 قائلا: «اه! ما لنا ولك يا يسوع الناصري! اتيت لتهلكنا! انا اعرفك من انت قدوس الله!» 25 فانتهره يسوع قائلا: «اخرس واخرج منه!» 26 فصرعه الروح النجس وصاح بصوت عظيم وخرج منه.  "
مَا لِي وَلَكَ الخ : كان الجري والسجود اللذين أتاهما الإنسان للاستغاثة به من الشياطين. وأما كلمات الصراخ هنا فكانت كلمات الشياطين كنوع من الإرهاب والخوف وإداث ضجة حتى يوهموا الناس بقوتهم وكان صراخهم حتى لا يتعرض المسيح لهم ورغبتهم في تركه إياهم في ما هم عليه. والذي تكلم من الشياطين بتلك الكلمات ناب عن سائرهم.- وقولهم إبن الله العلى كنوع من الجس إنهم لم يعرفوا أنه المسيح إبن الله ولكنهم بريدون التأكد وظلوا هكذا حتى صلب المسيح وكانوا بقولون على لسان المارة خلص آخرين ولم يخلص نفسه
 
   *** (2) أَسْتَحْلِفُكَ بِٱللّٰهِ أَنْ لاَ تُعَذِّبَنِي!
ِأَسْتَحْلِفُكَ بِٱللّٰه
: " رغم أن شفتي الرجل هما اللتان تلفظتا بهذه الكلمات لكن الصوت كان صوت الشياطين التي فيهلم يقصد الشياطين التجديف بهذا الاستحلاف بل شدة التضرع على أن المسيح لم يعذبهم بصرامة أشد مما حكم الله عليهم به إذ أذن لهم أن يبقوا على الأرض زماناً قبل أن يُقيَّدوا في الجحيم.
 لاَ تُعَذِّبَنِي! : هذه نحويا إما أن تكون ماضي ناقص شرطي مبني للمعلوم يدل على المنع أو ماضي ناقص شرطي مبني للمعلوم يقوم بوظيفة أمر  ماضي ناقص مبني للمعلوم، ما يدل على المعنى "ال تبدأ بهذا العمل"
الأرواح الشريرة كانت تعرف أن دينونتها قادمة (مر 1: 23- 24) (مت 25: 41) ( رؤ 12: 9) (رؤ 20: 10) المتوازيات (مت 8: 29) (لو 8: 28 و 31) أيضا تدل على دينونة أخروية. هذه األرواح الشريرة من الواضح أنها لم تعرف عن مجيئي المسيا. حتى "الأرواح"يمكن أن تتألم
   *** (3) ما لِي وَلَكَ يَا يَسُوعُ ٱبْنَ ٱللّٰهِ ٱلْعَلِيِّ!

حد الأرواح الشريرة يخاطب يسوع. لقد كانوا يعرفون من كان (مر 1: 23)23 وكان في مجمعهم رجل به روح نجس فصرخ 24 قائلا: «اه! ما لنا ولك يا يسوع الناصري! اتيت لتهلكنا! انا اعرفك من انت قدوس الله!»   (يع 2: 19)   19 انت تؤمن ان الله واحد. حسنا تفعل. والشياطين يؤمنون ويقشعرون!   . بل وحتى يخاطبونه بعبارة مسيانية. في هذه الحالة دافعهم هو الخوف (خلافا لـ (مر 1: 23)
تفسير (مرقس 5: 8)  8 لانه قال له اخرج من الانسان يا ايها الروح النجس.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   ***  لأَنَّهُ قَالَ لَهُ: ٱخْرُجْ مِنَ ٱلإِنْسَانِ يَا أَيُّهَا ٱلرُّوحُ ٱلنَّجِسُ».
سلطان إخراج الشياطين كان من صميم طبيعة تجسدة (1 يو 3: 8)8 من يفعل الخطية فهو من ابليس، لان ابليس من البدء يخطئ. لاجل هذا اظهر ابن الله لكي ينقض اعمال ابليس.  " فالمسيح سبب تجسدة هو إنقاذ الإنسان من سطوة وسيطرة الشيطان وتحريره من أسره سواء الوسوسة على عقله بالضلالات والأكاذيب التى يضعها فى أذن الناس أو دفع الناس فى غرائزة للشهوات والملذات  أو إذكاء روح البغضة والعداوة والقتل والمقاومة والحرب لتفريق الناس وإيرادهم موارد الندم والعدم والهلاك لأن الشيطان (يو 8: 44)  ذاك كان قتالا للناس من البدء، ولم يثبت في الحق لانه ليس فيه حق. متى تكلم بالكذب فانما يتكلم مما له، لانه كذاب وابو الكذاب. " وغاية الشيطان هو هلاك الناس روحيا وجسديا ولكن تجسد المسيح ليحطم مملكة الشيطان ويفك الناس من اسره الروحى والمعنوى والسلوكى والأخلاقى وينهى على سلطانه من الأساس بإعطاء الناس قوة روحية تمنع الخطية من حياة الناس التى هى سلاح الشيطان القاتل للنفس البشرية ودفع ثمن خطية الإنسان وثمن اللعنة التى لعن بها الناس 
تفسير (مرقس 5: 9)  9 وساله ما اسمك.فاجاب قائلا اسمي لجيون لاننا كثيرون.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
    *** «وَسَأَلَهُ: مَا ٱسْمُكَ؟ فَأَجَابَ قائلا : ٱسْمِي لَجِئُونُ، لأَنَّنَا كَثِيرُونَ».
قائلا :  الزمن الناقص كان يستخدم بشكل رئيسي بطريقتين: (1)  عمل متكرر في زم ٍن ماضي أو (2) بدء عمل في زمن ماضي. في هذا السياق البند 2 فقط يظهر أنه هو الملائم. لكن، إن كان الترتيب في أقوال يسوع إلى الأرواح الشريرة هو خارج الترتيب الزمني للأحداث، فعندها يكون البند 1 هو القابل للتطبيق. ربما كان مرقس يستخدم هذا الزمن بلهجة محكية بسبب نفس الزمن أيضا (مر 5: 10)
مَا ٱسْمُكَ : هذا السؤال قد يكون مصطلحا عبريا ويشير إلى خصائصهم .. لم يظهر مَن المخاطب هنا. فإن كان الإنسان كان مراد المسيح أن يُرجعه إلى وجدانه بتذكره اسمه. وإن كان الشياطين فهو لم يسألهم عن أسمائهم لجهله إياها بل ليظهر للحاضرين هول النازلة في ذلك المجنون وعظمة قدرته على إخراج الأرواح النجسة.
تكلم المسيح عن طريقة وسلوك الأرواح النجسة فى السيطرة على جسد الإنسان وتملكه (لبسه) والتحكم فيه هو أن ميل انسان للشرور يجعل الإنسان بيئة ومكانا جيدا لدخول الشيطان فى جسدة (مت 12: 43- 45) 43 اذا خرج الروح النجس من الانسان يجتاز في اماكن ليس فيها ماء يطلب راحة ولا يجد. 44 ثم يقول: ارجع الى بيتي الذي خرجت منه. فياتي ويجده فارغا مكنوسا مزينا. 45 ثم يذهب وياخذ معه سبعة ارواح اخر اشر منه فتدخل وتسكن هناك فتصير اواخر ذلك الانسان اشر من اوائله. هكذا يكون ايضا لهذا الجيل الشرير». وهذا ما حدث للمجدلية (مر 16: 9) 9 وبعدما قام باكرا في اول الاسبوع ظهر اولا لمريم المجدلية التي كان قد اخرج منها سبعة شياطين. " وللشيطان القدرة أن يأخذ إسم الإنسان بعد أن يقتله أما إذا كانوا كثيريين فإنه ينكشف عددهم وجنسياتهم عندما يبدأ بالصلاة على الإنسان فيسمع النسان لغة أجنبية واضحة ويكون الإنسان المستحوذ عليه أميا لا يعرف من هذه اللغة حرفا فغذا خرج واحد يلعنه الآخر الذى لا يزال موجودا ويعتبره خائنا لأنه تركه وحده.
لَجِئُونُ Legion أي جيش وهو اسم فرقة من العساكر الرومانيين عددها الكامل ٦٠٠٠ عُني به هنا عدد كثير  هذا مثال آخر عن الكلمات الالتينية الكثيرة المستخدمة في مرقس  ربما كانت هذه َ استعارة تدل على مدى سيطرتهم على الرجل.
وتُرجم  بالأجناد في (أفسس ٦: ١٢ ) 12 فان مصارعتنا ليست مع دم ولحم، بل مع الرؤساء، مع السلاطين، مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر، مع اجناد الشر الروحية في السماويات.  ( كولوسي ٢: ١٥.)  15 اذ جرد الرياسات والسلاطين اشهرهم جهارا، ظافرا بهم فيه.

تفسير (مرقس 5: 10)   10 وطلب اليه كثيرا ان لا يرسلهم الى خارج الكورة.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   *** «وَطَلَبَ إِلَيْهِ كَثِيراً أَنْ لاَ يُرْسِلَهُمْ إِلَى خَارِجِ ٱلْكُورَةِ».
وَطَلَبَ : أي شيطان واحد بالنيابة عن الجميع.
لاَ يُرْسِلَهُمْ طلبوا أمرين الأول أن يتركهم على ما هم فيه (مر 4: 7) . والثاني أن يبقيهم في تلك الكورة إن لم يسمح أن يبقيهم في المجنون وحقق المسيح لهم هذا الطلب في (مر 5: 12) .
ٱلْكُورَةِ : أي إقليم  بلاد الجدريين. فالشيطان يستوطن الأشخاص والأماكن إذ لا راحة ولا عمل إلا تنكيذ افنسان والتعدى عليه وبالسيطرة على الشعوب يسيطرر على الأرض ويجعلها مملكته ولنا من ذلك أن الله سمح للشياطين ببعض الحرية في الجولان في هذا العالم وبأن يجرذبوا الناس وأن يكون زمن سجنهم وتعذيبهم في المستقبل. وذكر متّى أنهم سألوه هل أتى ليعذبهم قبل الوقت (متّى ٨: ٢٩).29 واذا هما قد صرخا قائلين: «ما لنا ولك يا يسوع ابن الله؟ اجئت الى هنا قبل الوقت لتعذبنا؟»   وذكر لوقا أنهم سألوه أن لا يرسلهم إلى الهاوية (لوقا ٨: ٣١).31 وطلب اليه ان لا يامرهم بالذهاب الى الهاوية. 
خَارِجِ ٱلْكُورَةِ . هذا يمكن أن يشير إلى (1) منطقة القبور فقط أى بلدة الجدريين أو (2)  أو منطقة وإقليم العشر مدن نطقة Decapolis؛ أو (3) ربما جهنم، التي يأتي ذكرها في المثل في (لو 8: 31)  الموازاة عند متى تقول "قبل األوان"
(مت 8: 29)
تفسير (مرقس 5: 11)  11 وكان هناك عند الجبال قطيع كبير من الخنازير يرعى.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   ***  وَكَانَ هُنَاكَ عِنْدَ ٱلْجِبَالِ قَطِيعٌ كَبِيرٌ مِنَ ٱلْخَنَازِيرِ يَرْعَى،
انظر شرح إنجيل متّى (متّى ٨: ٣١ و٣٢). لم يزد مرقس على ما قال متّى سوى تعيينه عدد الخنازير. 
كورة الجدريين أو جداره وبيرية فى الأردن الآن وكذلك إقليم الجليل الأعلى وشمال بحيرة طبرية كان يقطنها الكثير من الأمميين الهلينيين (اليونان الذين هاجروا وإنتشروا أثناء حكم الأسكندر الأكبر وقاادة جيشة وعائلاتهم وكونا جاليات كبيرة فى الشام ) وكانوا يربون الخنازير التى كان اليهود يعتبرونها حيوان نجس 
والذين ينكرون دخول الأرواح النجسة في الناس وأن الجنون هنا ليس سوى اختلال مرضي في قوى الدماغ أو هو الصرع المعروف وأن المسيح سماه جنوناً وفقاً لعرف العامة فعليهم أن يفسروا سبب هلاك الخنازير في هذه الحادثة.
تفسير (مرقس 5: 12)  12 فطلب اليه كل الشياطين قائلين ارسلنا الى الخنازير لندخل فيها.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   ***  فَطَلَبَ إِلَيْهِ كُلُّ ٱلشَّيَاطِينِ قَائِلِينَ: أَرْسِلْنَا إِلَى ٱلْخَنَازِيرِ لِنَدْخُلَ فِيهَا.
ثم يأتي الطلب الغريب من الروح النجسة واستجابة الرب لهذا المطلب، هذا الأمر الذي كان أكثر غرابة. فالأرواح النجسة (التي كانت تخشى أن تتحرر من الأجساد بشكل كامل)، هذه الأرواح النجسة طلبت أن تدخل إلى قطيع من الخنازير التى هى حيوانات نجسة أيضا التي كانت ترعى على مقربة.
 الأرواح الشريرة تقدمت بطلب إلى يسوع وهذا يدل على أن سلطان المسيح على هذه الأرواح وإستئذانه فى الدخول فى الخنازير .. النص لا يخبرنا لماذا سمح يسوع لهذه الأرواح الشريرة بأن تدخل في الخنازير أو لماذا أراد ذلك.
ربما مغادرة الأرواح الشريرة للرجل ودخولها إلى الخنازير كان طريقة  مرئية منظورة لتشجيع الرجل على أن يؤمن بأنه تحرر(وسيلة مساعدة منظورة، مشابهة لوضع البصاق والطمي على عيني األعمى). الأرواح الشريرة ربما كانت طلبت دخولها فى الخنازير بسبب (1) أنها كانت تفضل الخنازير على جهنم أو (2) أن هذا التصرف حتى يخاف أهل البلدة من المسيح وكذلك لفقدا الخنازير مصدر رزقهم ومعيشتهم  لهذا طلبوا من يسوع أن يغادر المنطقة. الأرواح الشريرة لا تفعل أي شيٍء لكي تساعد يسوع لأن الشيطان ضد المسيح
تفسير (مرقس 5: 13) 13 فاذن لهم يسوع للوقت.فخرجت الارواح النجسة ودخلت في الخنازير.فاندفع القطيع من على الجرف الى البحر.وكان نحو الفين.فاختنق في البحر.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   *** فَأَذِنَ لَهُمْ يَسُوعُ لِلْوَقْتِ. فَخَرَجَتِ ٱلأَرْوَاحُ ٱلنَّجِسَةُ وَدَخَلَتْ فِي ٱلْخَنَازِيرِ، فَٱنْدَفَعَ ٱلْقَطِيعُ مِنْ عَلَى ٱلْجُرْفِ إِلَى ٱلْبَحْرِ - وَكَانَ نَحْوَ أَلْفَيْنِ، فَٱخْتَنَقَ فِي ٱلْبَحْر».
وفى الحال تركت اللاجئون (الأروح الشريرة / الشياطين) جسد الرجل ودخلت إلى الخنازير. وهذه المخلوقات المرتعبة، وقد جُنت وفقدت السيطرة، اندفعت بعنف من على تلة عالية شديدة الانحدار إلى البحر وغرقت. لسنا في حاجة لأن نحاول أن نشرح هذه الظاهرة الغريبة، ولكن لا يمكننا إلا أن نفكر في إمكانيات الشر وقوة تأثيرة على الإنسان عندما ندرك أن شخصاً واحداً كان فيه أرواح شريرة والفكر الشرير أكثر من ألفي خنزير نجس.
 ٱنْدَفَعَ : هذا ناقص مبني للمعلوم إشاري. لقد ركضوا من فوق الجرف الواحد تلو اآلخر.

كان قصد المسيح الآول أن ينقذ الإنسان ويربح جسدة ونفسه من طول التعذيب الذى قاسى منه بسبب هذا اللجئون الشرير ، والمسيح يعرف وكذلك الشيطان وكل أعوانه نهايته إلى الهلاك ، فلم يهتم أن يوافق على أن يرسل هذه الشياطين إلى الخنازير وهى حيوانات نجسة عند اليهود وتربيها وتأكل لحومها الأمم فأرسلها للهلاك ، وإنجلى الموقف على أن إنسانا واحدة أفضل من خنازير كثيرة .
تفسير (مرقس 5: 14)  14 واما رعاة الخنازير فهربوا واخبروا في المدينة وفي الضياع.فخرجوا ليروا ما جرى.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   *** وَأَمَّا رُعَاةُ ٱلْخَنَازِيرِ فَهَرَبُوا وَأَخْبَرُوا فِي ٱلْمَدِينَةِ وَفِي ٱلضِّيَاعِ، فَخَرَجُوا لِيَرَوْا مَا جَرَى.
فِي ٱلْمَدِينَةِ : أي في جدرة أو جرجسة. فالرعاة أخبروا بالأمر أهل المدينة وأهل القرى وأبناء السبيل حتى اجتمع خلق كثير وأبان متّى كثرة المجتمعين بقوله «كل المدينة». وفى القرى المجاورة
مَا جَرَى : أي ما حدث من أمر المجنون.
الرعاة شهود لقوة معجزة المسيح الذى اخرج ألاف من الشياطين من إنسان وأنقذه وأعطاه الحرية من اسر الشياطين ، هؤلاء الرعاه ذهبوا فى إنزعاج ليروا ما حدث لأهل المدينة للإنسان المجنون بسسب سيطرة الشياطين على جسدة ودخول الشياطين للخنازير وإندفاعها نحو البحر وغرقها ففقد الرعاة بذلك مصدر رزقهم  
  فَخَرَجُوا لِيَرَوْا مَا جَرَى : . دوافع الفضول والخوف جعلت أهل البلدة يأتون، وإن كان الجو ليلا
تفسير (مرقس 5: 15)  15 وجاءوا الى يسوع فنظروا المجنون الذي كان فيه اللجيون جالسا ولابسا وعاقلا.فخافوا.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
    *** (1) وَجَاءُوا إِلَى يَسُوعَ فَنَظَرُوا ٱلْمَجْنُونَ ٱلَّذِي كَانَ فِيهِ ٱللَّجِئُونُ
ٱ
لْمَجْنُونَ ٱلَّذِي كَانَ فِيهِ ٱللَّجِئُونُ : أي الذي عرفوا أنه كان مجنوناً لما سكنه الشياطين. لفظ المجنون هو نتيجة لسيطرة الأرواح الشيطانية التى تهين إنسانيته وتعذيبه   وبالتالى إرهاب سكان المدينة
 
  *** (2) جَالِساً وَلاَبِساً وَعَاقِلاً، فَخَافُوا.
جَالِساً : هادئا على غير عادته من الجولان في الجبال. والجلوس دلالة على الهدوء والراحة.هذه أول حالة من سلسلة تصف سالم هذا الرجل الجديد ورباطة جأشه.
 قال لوقا أنه كان جالساً عند قدمي يسوع عرفانا وشكرا ومحبته لشافيه.والامتنان عند أقدام يسوع: لم يعد مخبولاً مجنوناً بل صار هادئاً ساكناً الآن وفي كامل قدراته العقلية
لاَبِساً : على غير عادته لأنه كان يسير شبه عاريا  فإن لوقا قال أنه «كان لا يلبس ثوباً». (لو 8: 27)
عَاقِلاً : ظهر لهم ذلك من هيئته وحركاته.
ن يكون الرجل ممسوسا بالأرواح الشريرة يظهر بعدة طرق
-1 لا يستطيع أن يتكل(مر 9: 17) (مت 9: 32)
-2 ال يستطيع أن يتكلم أو يرى (مت 12: 22)
-3 الصرع (مت 17: 15 و 18)
-4 القوة الشديدة (مر 5: 3- 4)
-5 التشنجات مر 1: 26) (مر 9: 20)
-6 الشلل (اع 8: 17)
ولكن، ليست كل المشاكل الجسدية أصلها أرواح شريرة. في األناجيل، المرض والمساس بالأرواح الشريرة غالبا (مر 1: 32و 34) ( مر 6: 13) ( مت 4: 24) (مت 10: 8) (لو 4: 40- 41) (لو 9: 1) (لو 13: 32)  ما يتم التفريق بينها
فَخَافُوا : وذلك مما رأوه لاعتقادهم من علامات قوة المسيح غير العادية فهابوا يسوع لاعتقادهم أنه أعظم من كل إنسان.
تفسير (مرقس 5: 16)  16 فحدثهم الذين راوا كيف جرى للمجنون وعن الخنازير.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
    ***  فَحَدَّثَهُمُ ٱلَّذِينَ رَأَوْا كَيْفَ جَرَى لِلْمَجْنُونِ وَعَنِ ٱلْخَنَازِيرِ».
ٱلَّذِينَ رَأَوْا : هم الذين شاهدوا المعجزة وهم غير الرعاة الذين لم يروا سوى غرق الخنازير وعلموا ما كان قبله بالسماع.أما وقد أُعلموا من الرعاة (رعاة القطيع) بما حدث، فإن أصحاب الخنازير خرجوا ليروا ما جرى بأنفسهم.
تفسير (مرقس 5: 17)  17 فابتداوا يطلبون اليه ان يمضي من تخومهم.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   *** «فَٱبْتَدَأُوا يَطْلُبُونَ إِلَيْهِ أَنْ يَمْضِيَ مِنْ تُخُومِهِمْ».
 هذا ماضي ناقص مبني للمتوسط إشاري ومصدر مضارع مبني للمعلوم. هذا الرفض كان أحد األسباب المحتملة في أن الأرواح الشريرة  أرادت أن تدخل إلى الخنازير.
ذكر متى هذه الاية أيضا وفيها طلب اهل المدينة للمسيح بمغادرة مدينتهم وما حولها (متّى ٨: ٣٤ ) 34 فاذا كل المدينة قد خرجت لملاقاة يسوع. ولما ابصروه طلبوا ان ينصرف عن تخومهم. " وحدث أيضا فى مدينة فيلبى أن بولس وسيلا كانا يبشران فيها أن جارية بها روح شيطانية (عرافة) وكان مواليها يكسبون من عرافتها الكثير هذه أتبعت بولس وقالت عنهم "«هؤلاء الناس هم عبيد الله العلي، الذين ينادون لكم بطريق الخلاص» فضجر بولس والتفت الى الروح وقال:«انا امرك باسم يسوع المسيح ان تخرج منها!». فخرج في تلك الساعة. 19 فلما راى مواليها انه قد خرج رجاء مكسبهم، امسكوا بولس وسيلا وجروهما الى السوق الى الحكام. فقبضوا عليهم وامروا بضربهم بالعصى فقال لهم بولس:«ضربونا جهرا غير مقضي علينا، ونحن رجلان رومانيان، والقونا في السجن. افالان يطردوننا سرا؟ كلا! بل لياتوا هم انفسهم ويخرجونا». 38 فاخبر الجلادون الولاة بهذا الكلام، فاختشوا لما سمعوا انهما رومانيان.  ( أعمال ١٦: ٣٩ ) 39 فجاءوا وتضرعوا اليهما واخرجوهما، وسالوهما ان يخرجا من المدينة.
وتشابهت مدينة الجدريين مع مدينة فيلبى الأولى رفضت المسيح والثانية رفضت تبشير بولس وسيلا بالمسيح المسيح يطرق أبواب القلوب بطرق عديدة  وأساليب شتى لعل يجد قلبا محبا فى مدينة واحدة كانت ليديا بائعة الإرجوان التى إستمعت لبولس وسيلا وآمنت فى مدينة فيلبى
انظر شرح إنجيل ( متّى ٨: ٣٤) إن الناس هنالك لم يلتفتوا إلا إلى خسارتهم وخافوا كثيراً من أمثالها إن بقي المسيح في أرضهم. ولم يلتفتوا إلى رحمة المسيح للمجنون بشفائه إياه. ولم يفتكروا في أمثال ذلك من أعمال الرحمة التي يمكنه أن يعملها بينهم.
وكذلك كثيرون من الناس يغلقون أبواب قلوبهم دون المسيح خيفة أن تلحقهم خسارة دنيوية من دخوله قلوبهم.
تفسير (مرقس 5: 18)  18 ولما دخل السفينة طلب اليه الذي كان مجنونا ان يكون معه.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
    *** «وَلَمَّا دَخَلَ ٱلسَّفِينَةَ طَلَبَ إِلَيْهِ ٱلَّذِي كَانَ مَجْنُوناً أَنْ يَكُونَ مَعَهُ».
 وردت هذه ألاية فى إنجيل لوقا بصيغة أخرى ( لوقا ٨: ٣٨) 38 اما الرجل الذي خرجت منه الشياطين فطلب اليه ان يكون معه ولكن يسوع صرفه قائلا:  "
لم يدع المسيح هذا الرجل أن يكون تلميذا له ولا من الرسل بل تابعا مؤمنا له لقد رجع هذا الإنسان إلى إنسانيته التى أجبرته الشياطين أن يعيش كالحيوانات والوحوش هائما بين القبور فأيقن أن الخلاص من المسيح الذى أنقذة من بين فك الشيطان فطلب أن يكون معه
ذاك الذي تحرر بطريقة رائعة عجيبة من حالة العبودية والذل ، في موقف امتنان صادر من قلبه طلب ذلك شكراً ومحبة للمسيح ورغبة في القرب منه. وبداية جديدة معه  تطلع إلى أن يترك كل شيء ويمضي مع الرب يسوع كما فعل الآخرون. لقد كان هو من أخذ المبادرة.    
تفسير (مرقس 5: 19)  19 فلم يدعه يسوع بل قال له اذهب الى بيتك والى اهلك واخبرهم كم صنع الرب بك ورحمك.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   *** (1) «فَلَمْ يَدَعْهُ يَسُوعُ،
 فَلَمْ يَدَعْهُ : لعلّ المسيح أبى إجابة طلب الذي كان مجنوناً لعلمه أن بقاءه في بلاده خير من ذهابه معه . وأنه يمجد المسيح بشهادته له بين أهله أكثر مما يمجده باتباعه إياه. فإن المسيح قبل أن يخرج من تلك التخوم حسب طلب سكان المدينة لكنه ترك فيها مبشراً ينوب عنه وهو الذي شفاه.
 
 ***  (2) بَلْ قَالَ لَهُ: ٱذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ وَإِلَى أَهْلِكَ،
هذا أمر ماضي ناقص مبني للمعلوم. شارك قومك ما صنعه الرب لك. من الواضح أنه فعل ذلك بشك ٍل جيد وهذه المعجزة وهذا الأمر الصادر من المسيح يظهر اهتمام يسوع بالأمميين
لم يصبح هذا الرجل من التلاميذ أو الرسل ولكنه كان بلا شك شاهدا مرئيا وبرهانا ثابتا ومؤكدا أن المسيح ذهب إلى كورة الجدريين وفعل هذه المعجزة وحرره من أسر الشيطان لا نعرف كم عدد السنين التى قضاها هذا الإنسان تحت سيطرة الشياطين ولكنه كان بلا شك مشهورا فى هذه المدينة وما حولها (تخومها)  السيد المسيح يريد منا أن نكون شهودا  وننضم لزمرة الشهود كما كان التلاميذ  (أع 1: 8)."لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم، وتكونون لي شهودا في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض»."  ولكن لكل واحد شهادة مختلفة  وكان امر المسيح لهذا الرجل أن يبشر بالمسيح فى بيته ووسط أهله هذه بذرة وحيدة فى كورة الجدريين سوف تنموا تزداد بخلاص هذا الرجل بإعلان قوة المسيح
إِلَى أَهْلِكَ علم المسيح أن أهله اهتموا به وحزنوا عليه كثيراً فأراد تعزيتهم بمشاهدتهم إياه سليماً عاقلاً. وكل من نال من المسيح شفاء نفسه من مرض الخطيئة يجب عليه أن يخبر أهله وأصدقاءه أولاً بقوة الطبيب الروحاني وجودته. فعلى المسيحي أن يشهد للمسيح أولاً في بيته ويظل كذلك إلى آخر حياته وفقاً لقول داود «هَلُمَّ ٱسْمَعُوا فَأُخْبِرَكُمْ يَا كُلَّ ٱلْخَائِفِينَ ٱللّٰهَ بِمَا صَنَعَ لِنَفْسِي» (مزمور ٦٦: ١٦).
  
*** (3) وَأَخْبِرْهُمْ كَمْ صَنَعَ ٱلرَّبُّ بِكَ وَرَحِمَكَ».
وَأَخْبِرْهُمْ : كثيراً ما منع المسيح الذين شفاهم من إذاعة خبره  بعد شفاء رجل أبرص (مرقس 1: 41-42)، "انْتَهَرَهُ وَأَرْسَلَهُ لِلْوَقْتِ وَقَالَ لَهُ: انْظُرْ لاَ تَقُلْ لأَحَدٍ شَيْئاً..." (مرقس 1: 43-44). قد نعتقد، وفقاً لطريقة تفكيرنا، أن المسيح يرغب أن يعرف الجميع عن المعجزة التي حدثت. ولكن المسيح عرف أن إعلان مثل هذه المعجزات قد يعوق إرساليته ويبعد إنتباه الناس عن رسالته. ويسجل مرقس أن هذا هو بالضبط ما حدث. فقد عصى هذا الرجل أمر المسيح بسبب فرحته بشفائه المعجزي. ونتيجة لذلك، إضطر المسيح أن يبعد خدمته عن المدينة إلى المناطق الصحراوية (مرقس 1: 45) "... لَمْ يَعُدْ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَدِينَةً ظَاهِراً بَلْ كَانَ خَارِجاً فِي مَوَاضِعَ خَالِيَةٍ وَكَانُوا يَأْتُونَ إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ".
لكنه أمر المجنون الذي شفاه بالمناداة لأنه لم يكن خطر من أن يقوم أهل بيريّة ليجعلوه ملكاً كما أراد أهل الجليل ولا خوف من ازدحام الناس عليه
.
تفسير (مرقس 5: 20)  20 فمضى وابتدا ينادي في العشر المدن كم صنع به يسوع.فتعجب الجميع

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   ***  «فَمَضَى وَٱبْتَدَأَ يُنَادِي فِي ٱلْعَشْرِ ٱلْمُدُنِ كَمْ صَنَعَ بِهِ يَسُوعُ. فَتَعَجَّبَ ٱلْجَمِيعُ».
 ذهب الرجل لبشر أهل بيته وفى كل مكان حتى بشر المدينة كلها بنجاته من قبضة الشيطان وأن الذى خلصه هو يسوع المسيح (لو 8: 39) 39 «ارجع الى بيتك وحدث بكم صنع الله بك». فمضى وهو ينادي في المدينة كلها بكم صنع به يسوع. " ولكنه لم يسكت بل ذهب إلى المدن العشرة ليخبر شعوب هذه المدن العشرة بما فعله المسيح معه ونذكر هنا أن المدن العشرة التى بشر فيها هذا الرجل كانت منها مدينة دمشق حتى مدينة بترا فى الأردن أى جنوب سوريا والأردن
فِي ٱلْعَشْرِ ٱلْمُدُنِ هي أشهر المدن في بيريّة ولم يتحقق كل أسمائها. والأرجح أنها سكيثا بولس وهي أكبرها وجدرة. وجرجسة أو جرسة. وبلاَّ وتُسمى اليوم فحلا وهي المدينة التي هرب إليها المسيحيون وقت خراب أورشليم وهبّوس. وديون. وفلادلفيا. وكناثا. ودمشق. ورافانة. ومرّ الكلام على العشر المدن في شرح إنجيل (متّى ٤: ٢٥ )  فارجع إليه.
 "المدن العشر"  تخالف بين المدن العشرة أو الديكابولس (باللاتينية: Decapolis) (باليونانية: Δεκάπολις)‏ هو تحالف روماني أى معاهدة دفاع مشترك بين عشرة مدن أنشأه الإمبراطور بومبيوس الكبير عام 64 ق.م
هذه الكلمة اليونانية تعني "المدن العشر". لقد كانت فيدرالية ترجع إلى اسكندر الكبير. هذه المنطقة كانت شمال بيرية وشرق بحر الجليل. لقد كانت موطنا لليونانيين ذو الثقافة الهيلينية 
وما أعظم تغيّر ذلك الإنسان فإنه كان قبلاً مسكناً لشياطين كثيرة تعذبه وهولاً لكل جيرانه فصار تلميذاً ليسوع مؤمناً سعيداً مبشراً بالإنجيل الجيران والأصدقاء. والانتصارات الروحية اليوم ليست بأقل تأثيراً من الانتصارات في تلك الأيام.وهي نفس المنطقة التي خرج منها أولئك القوم الذين طلبوا من يسوع أن يغادر مدينتهم وإقليمهم . ولكن بفضل شهادة هذا الرجل تغير موقف أولئك الناس عندما زار يسوع تلك المنطقة مرة ثانية. لقد استُقبل عندئذ بحفاوة بالغة مميزة (مر 7: 31 و 36) 31 ثم خرج ايضا من تخوم صور وصيداء وجاء الى بحر الجليل في وسط حدود المدن العشر.  36 فاوصاهم ان لا يقولوا لاحد. ولكن على قدر ما اوصاهم كانوا ينادون اكثر كثيرا. "

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

This site was last updated 12/13/23